اكثر من عشر صفحااااااااااات…………….
بليز .
تقرير عن الخلع العله………………………………………
بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييز سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااعدونا ثانوية عاااااااااااااااامه
ضرووووووووووووووووووووووووووووووووري
إن التحكم في العقل ومعرفة كيف يفكر، وكيف تتحرك النفس وتتفاعل مع هذا التفكير، وتوجيه ذلك التفكير إلى ما يحقق أهداف الإنسان هو القوة الذاتية التي هي من صنع الله الذي أتقن كل شيء.
وإدارة العقل سلسلة مكونة من عدة مواضيع ترسم الطريق إلى النجاح من خلال معرفة الذات للسيطرة عليها والبلوغ بها نحو الأهداف المنشودة.
ـ وإذا أردنا أن نتكلم عن النفس والعقل، تلك الأشياء الرائعة المبهرة التي هي آيات من إتقان خلق وصنع الله، فإننا سنسطر منظومة جميلة متكاملة تأخذ بالألباب وتحير العقول.
ـ والإنسان عظيم رائع خلق الله بيديه وأسجد له الملائكة سخر له الكون لخدمته، وأودع فيه من الأسرار الشيء العجيب، لذلك لا تقلل من شأن نفسك بل قدرها، واستعل بها واطلب لها الكمال، فإن معرفة قدر ذاتك وجميل خلق الله هو طريقك إلى النجاح، فإحساسك بالفعل وأنك يمكن أن تفعل هو الذي يقودك إلى الفعل والمحاولة.
وترنم مع الشاعر حيث يقول:
ومن هذا المنطلق يمكننا أن نخوض غمار النفس، هذه النفس العجيبة التي كرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه بالذكر في عدة مواضع.
ولكي يستطيع الإنسان إدارة عقله عليه أولاً أن يعرف ويقدر قيمة هذا العقل وهذه القدرة الكامنة العظيمة التي أودعها الله فيه.
وإذا فهمنا ذلك سنظل نسعى حثيثًا لاستكمال النقص البشري والوصول به إلى أعلى الدرجات والمراتب.
ـ وإذا أردنا توضيح القيمة الكبرى للنفس البشرية وما أودع الله فيها من طاقات وقدرات عظيمة استحقت بها الاستخلاف في الأرض، لم نجد خير مثال على ما نقول إلا من كتاب الله ـ تعالى ـ ويتجلى هذا واضحًا في ثلاثة نصوص اخترتها كشواهد وأن هذا التكريم وهذه القدرات هي من عند الله لحكمة بالغة وعظيمة فهمها من فهمها وغفلها من غفلها.
تعال معي عزيزي القارئ نستظل بظلال هذه الآيات والشواهد:
[1] النص الأول: تكريم الله لبني الإنسان:
نجد ذلك في قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} [الإسراء: 70].
لقد كرم الله هذا المخلوق البشري على كثير من خلقه. وبماذا كرمه؟
1ـ كرمه بخلقه على تلك الهيئة.
2ـ كرمه بهذه الفطرة التي تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض ورفرفات السماء في ذلك الكيان.
3ـ كرمه بالاستعدادات التي أودعها فطرته، والتي استأهل بها الخلافة في الأرض يغير فيها ويبدل وينتج فيها وينشئ، ويركب فيها ويحلل ويبلغ لها الكمال المقدر في الحياة.
4ـ وكرمه بتسخير القوى الكونية له في الأرض وإمداده بعون القوى الكونية في الكوكب والأفلاك، وبتسخير النواميس وجعلها موافقة لطبيعة الحياة الإنسانية وما ركب فيها من استعدادات، ولو لم تكن هذه النواميس موافقة للطبيعة الإنسانية لما قامت الحياة الإنسانية وهي ضعيفة ضئيلة بالقياس إلى العوامل الطبيعية في البر والبحر [فمن هذه النواميس قانون الطفو للماء والجاذبية الأرضية ولولاها لما عاش الإنسان على الأرض ولا ركب الماء].
لكن الإنسان مزود بالقدرة على الحياة فيها ومزود كذلك بالاستعدادات لتي تمكنه من استخدامها وكله من فضل الله.
‘وفضلناهم’ بهذا الاستخلاف في ملك الأرض الطويل العريض، وبما ركب في فطرتهم من استعدادات تجعل المخلوق الإنساني فذًا بين الخلائق في ملك الله ـ تعالى ـ.
5ـ ومن التكريم أن يكون الإنسان قيمًا على نفسه متحملاً تبعة اتجاهه وعمله، فهذه هي الصفة الأولى التي بها كان الإنسان إنسانًا: حرية الاتجاه وفردية التبعية، وبهذا استخلف في دار لعمل، فمن العدل أن يلقى جزاء اتجاهه وثمرة عمله في دار الحساب.
[2] استعلاء الإيمان:
ونجد ذلك في قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].
لا يكفي أن تكون مسلمًا لتكون عاليًا وتنال النصر والتمكين، بدون الأخذ بأسباب النصر وفي أولها الإيمان بالله وطاعة الله وطاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ويكلمك الله تعالى ويقول: أنت عزيز كريم عالى ولكن بالإيمان بي.
ـ ولا يغيب عنا أن الله ـ تعالى ـ سن في الأرض ذكرها لنا في أكثر من موضع في كتابه الكريم، وفي سياق ذكر القرآن الكريم لسنة الله في الأرض أنه:
1ـ ذكر عاقبة المكذبين على مدار التاريخ.
2ـ ومداولة الأيام بين الناس.
3ـ والابتلاء لتمحيص السرائر وامتحان قوة الصبر على الشدائد.
4ـ واستحقاق النصر للصابرين والمحق للكافرين.
كل ذلك نجده متجسدًا في غزوة أحد الشهيرة.
والقاعدة الأم التي تستشفها من هذه الآية هي: [إن كنتم مؤمنين حقًا فأنتم الأعلون] ,[وإن كنتم مؤمنين حقًا فلا تهنوا ولا تحزنوا]
وما قد يصاب به المسلمون فإنما هي سنة الله في الأرض أن تصابوا وتصيبوا، على أن تكون لكم العقبى بعد الجهاد والابتلاء والتمحيص.
[3] ونفس وما سواها:
هذه السورة القصيرة ذات القافية الواحدة تتضمن حقيقة النفس الإنسانية واستعداداتها الفطرية، ودور الإنسان في شأن نفسه وتبعته في مصيرها.
ـ وفي قسم الله تعالى بالنفس يخلع على هذه النفس قيمة كبرى حتى استحقت أن يقسم بها الجليل العظيم. وهي إحدى الآيات الكبرى في هذا الوجود المترابط المتناسق فيقول تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}. [الشمس: 7ـ10].
هذه الآيات الأربع بالإضافة إلى آية سورة البلد {وهديناه النجدين} وآية سورة الإنسان {إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا}.
تمثل قاعدة النظرية النفسية للإسلام، وهي مرتبطة ومكملة للآيات التي تشير إلى ازدواج طبيعة الإنسان كقوله تعالى في سورة ‘ص’: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرًا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}.
كما أنها مرتطبة ومكملة للآيات التي تقرر التبعة الفردية كقوله تعالى في سورة المدثر: {كل نفس بما كسبت رهينة}.
والآيات التي تقرر أن الله يرتب تصرفه بالإنسان على واقع هذا الإنسان كقوله تعالى في سورة الرعد: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
ومن خلال هذه الآيات وأمثالها تبرز لنا نظرة الإسلام إلى الإنسان بكل معالمها.
ـ إن هذا المخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد، مزدوج الاتجاه، ونعني بكلمة مزدوج على وجه التحديد أنه بطبيعة تكوينه [من طين الأرض ومن نفخة الله فيه من روحه] مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال، فهو قادر على التميز بين ما هو خير وما هو شر، كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى الخير وإلى الشر سواء.
ـ وأن هذه القدرة كامنة في كيانه يعبر عنها القرآن:
1ـ الإيهام تارة: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}.
2ـ الهداية تارة: {فهديناه النجدين}.
فهي كامنة في صميمه في صورة استعداد.
والرسالات والعوامل الخارجية إنما توقظ هذه الاستعدادات وتشحذها وتوجهها هنا أو هناك، ولكنها لا تخلقها خلقًا لأنها مخلوقة فطرة، وكائنة طبقًا، كامنة إلهامًا.
القوة الكامنة:
وهناك إلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة عزيزي القارئ قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان هي التي تناط بها التبعة.
فمن استخدام هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعداد الخير فيها وتغليبه على استعداد الشر فقد أفلح، ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب: {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}.
ـ ونفهم من ذلك أن هناك تبعة مترتبة على منح الإنسان هذه القوة الواعية القادرة على الاختيار والتوجيه، فهي حرية تقابلها تبعة وقدرة يقابلها تكليف ومنحة يقابلها واجب إذن عزيزي القارئ كيف تقدر ذاتك؟
وهل من المهم أن تقيم نفسك؟ ولماذا
وما أسباب تقليل قيمة الذات؟
تابع معي الحلقة القادمة من هذا الموضوع لتصل إلى الإجابة، وإلى أن نلتقي في المقال التالي لك منا التحية وتقدير الذات
سبب الانتكاسات الإنسانية.
غير أنّ الإنسان ظلم نفسه وسار في طرق أخرى لا تؤدي به إلى السعادة، ولا توصله إلى الأمان، وهذا سبب المآسي والانتكاسات المتكررة للإنسانية عبر تأريخها الطويل، فكل انتكاسة كانت بسبب الانحراف عن الطريق الإلهي واتباع الهوى، ونظرة بسيطة يُدرَك منها أنّ ما تحقق من مآسٍ للإنسانية يرجع إلى ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فالكوارث التي مرت على الإنسان لم توجب تخلفاً له كما حصل من ظلم الإنسان لأخيه، وإذا ألقينا نظرة بسيطة على العالم العربي والإسلامي نرى النصيب الوافر من التخلف وإهدار حقوق الإنسان، فالتعذيب والقتل للأبرياء واختفاء المعارضين والسجن بلا سبب والمحاكمات الصورية، أنماط متعددة أوجبت التخلف وجعلت الإنسان يرزح تحت ظلم أخيه.
تقدُم الإنسان حضارياً
إنّ من بحث الأسباب المؤدية إلى تقدم الإنسان أدرك أنّ الأساس الأول للتقدم احترام الإنسان، فإذا احتُرِمَ الإنسان فالتقدم المطرد سيحدث وإذا انتُهكت حقوقه وظُلِم فالنتيجة هي التخلف والتقهقر إلى الوراء.
أهمية التكريم الإنساني
وقد أبان القرآن الكريم الكرامة للإنسان، ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ ﴾(الإسراء:70)، كما أنّ النبي والأئمة من أهل البيت أولوا الكرامة والتكريم عناية كبيرة.
مظاهر تكريم الإنسان
قال إمامنا أمير المؤمنين : «واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته إليهم في الإذعان والسجود له، والخشوع لتكرمته، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ اسْجُدُواْ لآدَمَ ﴾(البقرة:34)» ويشير الإمام إلى معنى في غاية العمق، فالملائكة – الذين هم ﴿ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ*لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون ﴾(الأنبياء:26،27) – أقل رتبة من الإنسان، لأنّ الله تعالى جعلهم وعهد إليهم بوصية في الخضوع والإذعان والسجود لتكريم الإنسان، فسجود الملائكة في القرآن كناية تُفصح عن مستوى الإنسان عند الله تعالى.
سبب تكريم الإنسان
فالكرامة التي جعل الله تعالى الملائكة تسجد للإنسان لم تأتي عبثاً واعتباطاً بل لكون الإنسان خليفة له تعالى، والخليفة يقوم مقام المُستخلِف، والباري تعالى له العظمة والجلال فأسبغ عظمته وجلاله على الوجود الإنساني، وقوله تعالى: ﴿ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ﴾(السجدة:9)،كناية عن جعل الإنسان بمستوى من الكمال يستحق به التجلة والاحترام حتى من الملائكة، غير أنّ ظلم الإنسان لنفسه بتخطي المنهاج الإلهي واختيار المنهاج المخالف لم يُؤدِ به إلى السعادة، واتباع الصراط المستقيم، ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾(الأنعام:153)، فالسير في الصراط المستقيم هو سير في طريق الحق تعالى، غير أنّ الإنسان تصور أنّ إتباع الهوى والأخذ بما لديه هو الموصل للسعادة، وهذه نظرة محدودة أدت إلى عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، والعبودية الحقة في معناها الواسع أن يتبع الإنسان القانون الإلهي، وأما العبودية لغير الله تعالى فهي الإتباع للنظم والقوانين الوضعية، فالقانون إنْ كان مستقىً من شرع الله فالإنسان خاضع للقانون الإلهي وإنْ كان مستقىً من نظم ٍ لا تتلاقى مع المنهاج الإلهي فقد تحول الإنسان من عبادة الله إلى عبادة غيره، والله تعالى كما نهى عن عبادة الأصنام والأوثان فقد نهى عن إتباع الإنسان فيما ابتدعه واختلقه بما لا يرجع إليه تعالى، فالإنسان إذن هو مركز الكون في القرآن الكريم والروايات، وكرامة الإنسان هي الطريق المؤدي إلى تقدم الإنسانية والكون، والحَط من كرامته يؤدي إلى التقهقر والرجوع إلى الوراء.
موجبات تخلف الإنسان
إنّ من أكثر موجبات التخلف لدى الإنسان طريقين أساسين:
الأول: ترك السير في الصراط الإلهي:
فالإنسان الذي لا يتبع ما أمره الله ولا يسير في الصراط الإلهي ويتبع طريقاً آخر سيتخلف، وهناك سواقٍ متعددة تُقوي ذلك:
• الثاني – الترفع الاجتماعي: قد يكون الخلل في السلطة ليس آتياً من ناحية التغول غير أنه يتأتى بالترفع بالموقع الاجتماعي، وهو انحراف في تطبيق القانون بمعنى أنّ التطبيق له على بعضٍ دون أخر، والإمام أمير المؤمنين كتب إلى أحد عماله، يوصيه بعدم الترفع، فقال : «لا يُرغب عنهم – الناس – تفضلاً بالإمارة عليهم»، أي لا تكن أرفع من الآخرين إذا أصبحت أميراً عليهم فتظنَّ أنّ مستواك أكبر من سائر الناس.
الثاني: الأنانية وبخس جهود الآخرين.
إنّ السلطة والمسؤولية ليست تكريماً للإنسان بقدر ما هي تكليف إلهي، فمن وصل إلى سُدَّة الإمارة في المشروع الإلهي وصل للأهلية والجدارة وبقدر ما يُجسد هذه الأهلية والجدارة يُصبح محلاً للأمانة، وبقدر ما يُقصر في تطبيقه لمسؤوليته يصبح مطروداً مذموماً لأنه لم يطبق القانون الإلهي، قال : «ولا يرغب عنهم تفضلاً بالإمارة عليهم فإنهم الإخوان في الدين والأعوان على استخراج الحقوق»، الناس إخوان في الدين، وإذا لم يكونوا من دين واحد فهم كما قال الإمام : «وإما نظير لك في الخلق»، فالإنسانية قاسم مشترك في الوجود الإنساني، وقد اهتم النبي والأئمة من أهل البيت خصوصاً الإمام أمير المؤمنين بهذا الجانب، وله تطبيقات متعددة من لدن الإمام ، فقوله: «والأعوان على استخراج الحقوق»، تأكيد منه على مسألة جِدُّ هامة، فمن وصل إلى رتبة اجتماعية في المجتمع قد يتصور أنه وصل إليها بجدارته، وأنّ المجتمع لم يسهم في إيصاله إلى هذه الرتبة، وهذه النظرية مغلوطة في الفكر الإسلامي، وقد شجب القرآن الكريم هذه النظرية في حديثه عن قارون ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾(القصص:78)، فالصحيح أنّ من وهبه الله تعالى وتفضل عليه لم يكن ذلك بجهد مستقل، يرجع إلى الذات فحسب دون عوامل متعددة، كانت روافد أوصلته إلى ذلك، ولعل من أهم الروافد في إيصال الإنسان إلى الرقي والتفوق أخوه الإنسان، الذي شاركه في المنظومة العامة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية، أي أنّ من العوامل الإلهية للإنسان في تقدمه مشاركة الغير، فالتقدم الذي أُحرز وحصل، لم يكن بمجهوده الشخصي فقط، وإنما لإسهام الناس دخلٌ فيه، وهذه النظرية في غاية الأهمية، وقد توصل إليها علماء الاجتماع في العصر الحديث.
نظرية التنمية المستدامة
ذكر العلماء نظرية حديثة في التنمية، وسُميت التنمية المستدامة، ويُعنى بها التطوير المستمر الذي لا يتوقف عند حدود، فقد أعطى الله تعالى الإنسان القدرة في التقدم والتطور دون حد، وكل مجتمع يحصل على تقدم بقدر سعيه وما يخطو من خطوات، ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾(النجم:39).
عوامل التقدم الإنساني
وأفضل عوامل التقدم لدى الإنسان ما يصب في رفع مستوى الإنسان على الأصعدة المختلفة، فالتنمية المستدامة التي بحثها العلماء موضوعها الإنسان، فتطور أي بلدٍ أو مجتمع مرتبط بتقدم الإنسان، وبقدر تقدمه في أي مجال من المجالات يتقدم المجتمع، فإذا حصل تقدم اقتصادي لبعض أفراده أسهم في تقدم المجتمع اقتصادياً، وإن حصل تقدم ثقافي تطور المجتمع ثقافياً، وهكذا الحال في جميع المجالات الأخرى، فالإسهام في التنمية المستدامة تنعكس آثاره الإيجابية على منظومة المجتمع ككل، وذلك لأنّ الإنسان بدؤها وانتهاؤها، فإنشاء المباني الكبيرة وإنفاق الأموال على تعليم الإنسان يحدث رفاهية له، ويُحافظ عليها من خلال القوانين التي تُشرّع لتطويرها وتنميتها.
الإنسان محور التطور
فالإنسان هو المحور في كل تطور ونماء، وقد أبان القرآن والروايات الواردة عن النبي والأئمة من أهل البيت هذا الشأن، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾(الإسراء:70)، فنسق السير التكاملي للإنسان ينصب على مسألة التكريم والاحترام والحفاظ على حقوقه وتطوره الدائم، وهي منشأ الاختلاف في النهج بين من يعتدي على القيم ويظلم الإنسان وبين من يحافظ على الحقوق.
مخالفة القانون تنافي التكريم
وتتجسد مخالفة القانون في شخصية معاوية، فعندما استولى جيشه على الماء منع الإمام أمير المؤمنين وجيشه منه في صفين، فقال الإمام كلمته المشهورة «رووا السيوف من الدماء تُرووا من الماء»، فمنطق القوة يقابل بمنطق القوة عندما لا تجدي قوة المنطق، وهو ما فعله الإمام ، وبعد أن استولى على الماء، طلب بعض أصحابه منه أن يعاملهم بالمثل فيمنعهم الماء، فرفض طلبهم، فهذا قانون إلهي لا يمكن التعدي عليه، والناس والحيوان سواء في القانون، ومخالفة القانون قد توجب الغلبة على الخصم، لكن تُحول الإنسان من خليفة لله تعالى في الأرض إلى إنسان برغماتي يُحافظ على مصالحه وتحقيق أهدافه دون مراعاة لكرامة الإنسان في القانون الإلهي.
حفظ كرامة الإنسان
والحق تعالى يريد من خليفته الحفاظ على القانون وكرامة الإنسان من الانتهاك وإنْ اعتُدي عليه، وهذا مستوى عال في الحفاظ على كرامة الإنسان، وبذلك يصل إلى تطور دون انقطاع بالمحافظة على القانون، والتطوير المستمر، وهذا نهج عام في سيرة النبي والأئمة من أهل البيت .