التصنيفات
الصف السابع

دليل المعلم لمادة الاجتماعيات للصف السابع -تعليم الامارات

اليوم وانا ابحث عن دليل معلم مال صف السادس
حملت مال سابع بالغلط<< غبااااء
فقلت يالله بحطه بقسم السابع عسى يستفيدون
ههههه
السموحه رقبتي مكسورة وايد بحثت<<
من الاخر اقول ابا تقييم ههههههه
تحصلونه في المرفقات

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
هههه سلامة رقبتج اختي
تستاهلين التقييم ++
.
.
شكرا لج

شكرا لمرورج وشكرا للتقييم
هههه

لو سمحتوا وين بحصل الدليل

مشكورة ما قصرتي انشالة في ميزان حسناتج نتابع منك الافضل في المستقبل انشاء الله

Yeslamo0o

جـزاكِـ الله خيــراً و جعــله في مــيــزآن حســنــاتكـ ..

مشكـوررهــ ^^ ..

+ + + ..

الله يعطيكي الف الف عافية ويجعلها من ميزان حسناتك [IMG]jpg[/IMG]

مشكور ما قصرتي في ميزان حسنااتك

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الارشيف الدراسي

اختبر نفسك في الجمع والطرح -تعليم الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختبر نفسك في الجمع
اختبارات رائعة تغني عن أوراق العمل
من 0 حتى العدد 9
اضغط على صورة العدد وابدأ الاختبار
وسيقوم الحاسب بعملية التصحيح

والجميل في الاختبار بإمكانك طباعته قبل بدء الاختبار
واستخدام الورقة كاختبار أو ورقة عمل
أو
اختبر نفسك وبعد تصحيح الاختبار الكترونياً
اطبع الورقة واعطها لمعلمك ليرى النتيجة

** بالتوفيــــق **











** اختبارات الطرح **












بارك الله فيج ..

موفقين

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف السابع

طلب حل كتاب الوطنيه الصف السابع من الدستور الى الاخر -مناهج الامارات

بليز بغيت حل كتاب الوطنيه الصف السابع من الدستور الى الاخرى

هاللي حصلته ~>

الدستور:-
أعرفه عن الدستور :
مجموعة القوانين – قواعد نظم الحكم – الدستور الدائم 1996
ما أريد معرفته عن الدستور :
القوانين – الحقوق والواجبات – عدد القوانين وتقسيمه
ما ذا تفعل :
أضع مظلة
ما أهمية …
الدولة : ينظم السلطات العامة للدولة ويحدد مهامها
المواطنون : يبين الحريات والحقوق والواجبات
لماذا اعتبرت …
لانها لغة القران الكريم وهي لغة سكان الامارات
حدد بعضا …
الاسلامية :
البوسنة والهرسك – افغانستان – الشيشان – كوسوفو
العربية :
فلسطين العراق – لبنان – الكويت
اقرا المادة …
الحفاظ على الاستقرار – حماية الحقوق والحريات – تحقيق التعاون بين الامارات – توفير الحياة الافضل لجميع المواطنين
ضع أهداف …
الحصول على الرعاية الصحية – الحرص على الحصول على اعلى درجات العلم – تقدير العمل والحرص والتميز فيه
مانعكاس…
نشر الامن والاستقرار – التعاون والاحترام – العدل والالفة – ضمان الحريات والحقوق
وضح الاسباب …
حب الوطن لانه يوفر لي الحياة الكريمة – تحقيق اهداف الاتحاد – رد الجميل للدولة
الدولة ووظائفها :-
دور الحكومة …
تنظم العلاقات – البحث عن مصالحهم – العمل على الاستقرار والتقدم
العناصر المترابطة…
اللغة العربية – الاماني والاهداف – العادات والتقاليد
ما أهم …
ترسيخ دعائم الاتحاد والمحافظة عليه – تكفل للوطن مزيد من التقدم والازدهار

.,.

وبالتوفييج 🙂

بسسسسسسسسسسسسسرعه لو سمحتوا

إمارتي 7 ما قصرت

هنا الحلول كلها

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=56450

بالتوفيق

مشكور ما قصرت

ابغي الاجوبه من ص 59 الى الاخر

مشكووووورة

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الارشيف الدراسي

لوحه تعليميه, نشاط, وسيله ,درس Fruits, فواكه , فاكهه , ابتدائيه -مناهج الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم

لوحه رائعه, نشاط, وسيله ,درس Fruits, فواكه , فاكهه , المرحله الابتدائي, ابتدائيه
درس Fruitsبطاقه , بطاقات تعليميه, فواكه فاكهه , لوحه فنيه , نشاط لاصفي للغه الانجليزيه

يسلموووو خيتووو ع هذا لوحه التعليميه الجميل
الف شكر لج

والله يعطيج العافيه

جٌمُيًل جُدأ

شٌكُرأ لجٌ

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن مساعدة الامارات لشعب فلسطين -التعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بدعم إماراتي … مساعدات عينية ونقدية بآلاف الدولارات لأهل غزة

ساهمت مساعدات إماراتية تم توزيعها على الفلسطينيين في غزة، بالتخفيف من معاناة المواطنين الذين أنهكهم الحصار الإسرائيلي

والمستمر منذ أكثر من عام، وكسر حلقاته التي أحكمت الخناق عليهم ، حيث تم توزيع مساعدات عينية ونقدية على أكثر من 2022

فلسطيني ممن تضرروا من الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة.وتأتي هذه الحملة والتي نفذت تحت رعاية الشيخ د. رمضان

طنبورة رئيس جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين ، بدعم من فاعلي خير بدولة الإمارات الشقيقة حيث تم توزيع أكثر من 100000

دولار على المتضررين من الحصار الإسرائيلي شملت 2022 طرد غذائي إضافة إلى مساعدات نقدية استهدفت شريحة الأيتام

والأسر الفقيرة .

وجاءت المساعدات الإماراتية بعد أن احكم الحصار حلقاته على الفلسطينيين ، وتردت أوضاعهم المعيشية في القطاع .

من جانبه، أكد طنبورة أن الحملة تأتي بدعم من الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لدعم صمود أبناء الشعب

الفلسطيني في غزة، وفي إطار رسالة الخير والعطاء التي تتبناها الجمعية وتسعى بكل طاقاتها من أجل حشد الدعم للتخفيف من

معاناته.

وأضاف طنبورة والمتواجد حالياً في مملكة البحرين في اطار جولة خليجية من أج توفير مساعدات أهل الخير لصالح الأسر الفقيرة

في فلسطين ، أن جمعيته ستواصل العمل على توفير ما تستطيع من أجل أبناء الشعب الفلسطيني ، وستمضي قدما في رسالة الخير

التي تبنتها من أجل رسم البسمة على شفاه المحرومين والتخفيف عن الأرامل واليتامى.

كما ووجه الشكر لفاعلي الخير في دولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم في عمل الخير آملا أن يكون ذلك في ميزان

حسناتهم ، مشيدا بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في دعم صمود الشعب

الفلسطيني والتخفيف من معاناته جراء سياسية الحصار المفروض عليه منذ فترة طويلة، كما أشاد بدور المؤسسات الخيرية وأهل

الخير المواطنين والمقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة الذين كان لهم الدور الرائد في دعم البرامج الخيرية في فلسطين.

وساهمت المساعدات التي قدمتها جمعية الفلاح الخيرية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة في التخفيف عن أبناء القطاع ،

حيث وجه المستفيدون من الحملة شكرهم لجمعية الفلاح ودولة الإمارات لما يقدمونه من مساعدات تساهم في تعزيز صمودهم.

من جانبه أعرب المواطن عبد الرحمن الجرجير والذي يبلغ من العمر 37 عاماً ويعيل أسرة مكونة من 8 أفراد ، عن شكره الجزيل

إلى جمعية الفلاح الخيرية وأهل الخير بدولة الإمارات على المساعدات التي قدموها لهم داعياً الله أ، تكون في ميزان حسناتهم ،

مضيفاً ‘ أتمنى أن تكون هذه المساعدات هي بداية كسر الحصار الظالم’ .

م/ن

بالتوفيق

وع’ـليكمـِ آلسلـآمـٍ وآلرح’ـمهـٍ .,.

بدعم إماراتي

تح’ـريتج تقصديني :$

اسبميينـً .,. يزآآج ربّي آلج’ـنهـٍ 🙂

بآلتوفييج

تح’ـريتج تقصديني :$

وربي يوفقج

السًلآمْ عليكمَ وآلرحمهٍ

يسعد مسآكمْ بَكلَ خير وبَركةْ

يسلمَو ع هيَك موضوعٍ نآيسَوه وبآرك آلله فيكمَ

ويزآكم آلله آلفَ خير

آختَكمٍ

غلـَـٍـٍــــــــــً’.,

الله يسلمج ..

وربي يوفق الجميع ..

ثانكس خيتو
ع التقرير

العفو

بالتوفيق للجميع

مشكور وايد حلو الصراحة حلو بقدمه الئ مدرسي

العفو

ربي يوفقك ..

ثانكس...thanx~
يسلمو...yeslamo~
و بالتوفيق...with tawfe9~
الحمد لله على انتهاء معاناة المسلمين في فلسطين...لا يمكن ترجمة الحمد للهلذلك لن نترجم العبارة بأكملها~~
و شكراً ع الجهود…

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الارشيف الدراسي

من معاني "أمّا وإمّا " ووظائفهما الإعرابية -تعليم الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

من معاني "أمّا وإمّا " ووظائفهما الإعرابية

أمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد :

1 ـ حرف شرط غير جازم تلزم الفاء جوابها كثيراً .

كقوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) .

2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوباً .

كقوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )

3 ـ حرف توكيد ، كقول الشاعر :

أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مُقام

يلاحظ أن ( أمّا ) لا يليها إلا اسم لأنها قائمة

مقام شرط وفعل شرط كما مر في الأمثلة السابقة ، ولو وليها فعل لتُوهم أنه فعل الشرط ، وإنما يليها مبتدأ نحو : أمّا زيد فقائم ،

أو خبر ، نحو : أما قائم فزيد ، أو مفعول مقدم ، نحو قوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ) .

نماذج من الإعراب :

قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ) .

فأما : الفاء زائدة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أما : حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء .

فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

لا : ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

قال الشاعر : أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .

خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة والعجمية .

أمّا : عبارة عن ( أن ) المصدرية المدغمة في ( ما ) الزائدة النائبة عن كان المحذوفة .

أنت : ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة .

ذا : خبر كان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف . نفر : مضاف إليه مجرور بالكسرة . فإن : الفاء تعليلية

حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

قومي : اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة

المناسبة ، وقوم مضاف ، وياء المتكلم في محل جر

مضاف إليه . لم : حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تأكلهم : تأكل فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في

محل نصب مفعول به . الضبع : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .

إمـــَّـــا :

1 ـ تأتي حرفاً للتفصيل ، نحو قوله تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا )

2 ـ وتأتي حرف عطف على المشهور شبيه بـ ( أو ) ، وتضمن المعاني الآتية :

أ ـ معنى الإباحة ، نحو : احضر إلينا إما اليوم وإما غداً ،

( فإما ) الثانية في البيت هي المعنية بحرف العطف .

ب ـ معنى الشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد أو محمود .

ج ـ معنى الإبهام ، كقوله تعالى ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ) .

د ـ معنى التغيير ، كقوله تعالى ( إما أن تلقي وإما أن تكون أول من ألقى ) ،

ومنه قوله تعالى ( إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )(4) .

3 ـ وتأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو قوله تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم ) .

وقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ).

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) .

إنّا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وناء المتكلمين في محل نصب اسمها .

هديناه : هدى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على

الألف للتعذر ، وناء الفاعلين في

محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول ، والجملة الفعلية في محل

رفع خبر إن . السبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

إمّا : حرف تفصيل لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

شاكراً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

وإمّا : الواو حرف عطف ، إما حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كفوراً : حال منصوبة . وقوله إما كفوراً معطوف على إما شاكراً .

م/ن

السسلام عليكم
يزاج الله خير
يعطيج العافيه
موفقة

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

تفسير سورة الحج -تعليم الامارات

سورة الحج

التســميَـــة
أمر الله الناس بالتقوى
الاستدلال بخلق الإنسان والنبات على البعث
المجادلة بالباطل وأضطراب الإيمان وجزاء الصالحين
ظن الكفار أن الله لن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم
يوم القيامة يفصل الله تعالى بين الأمم
جزاء الكفرة والمؤمنين
المنع عن المسجد الحرام
تعيين مكان البيت الحرام والمناداة بالحج إليه
تعظيم حرمات الله وشعائره
التسمية عند ذبح البدن والأكل والإطعام منها
الدفاع عن المؤمنين والإذن بالقتال
الاعتبار بآثار الأمم البائدة
كون النبي صلى الله عليه وسلم منذراً للناس
قصة الغرانيق
مجازاة من هاجر في سبيل الله
بعضٌ من دلائل قدرته تعالى
لكل أمة من الأمم شريعة يتعبدون بها
بعض أباطيل المشركين وتحديهم بخلق ذبابة
أوامر الله للمؤمنين

بَين يَديَ السُّورَة

* سورة الحج مدنية وهي تتناول جوانب التشريع، شأنها شأن سائر السور المدنية التي تُعنى بأمور التشريع، ومع أن السورة مدنية إِلا أنه يغلب عليها جو السور المكية، فموضوع الإِيمان، والتوحيد، والإِنذار والتخويف، وموضوع البعث والجزاء، ومشاهد القيامة وأهوالها، هو البارز في السورة الكريمة، حتى ليكاد يُخيل للقارئ أنها من السور المكية، هذا إلى جانب الموضوعات التشريعية من الإِذن بالقتال، وأحكام الحج والهَدي، والأمر بالجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من المواضيع التي هي من خصائص السور المدنية، حتى لقد عدَّها بعض العلماء من السور المشتركة بين المدني والمكي.

* ابتدأت السورة الكريمة بمطلع عنيف ومخيف، ترتجف له القلوبُ، وتطيش لهوله العقول، ذلكم هو الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة، ويزيد في الهول على خيال الإِنسان، لأنه لا يدك الدور والقصور فحسب، بل يصل هولُه إلى المرضعات الذاهلات عن أطفالهن، والحوامل المسقطات حملهن، والناس الذين يترنحون كأنهم سكرى من الخمر، وما بهم شيء من السكر والشراب، ولكنه الموقف المرهوب، الذي تتزلزل له القلوب {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ..} الآيات.

* ومن أهوال الساعة إلى أدلة البعث والنشور، تنتقل السورة لتقيم الأدلة والبراهين على البعث بعد الفناء، ثم الانتقال إلى دار الجزاء، لينال الإِنسان جزاءه إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

* وتحدثت السورة عن بعض مشاهد القيامة، حيث يكون الأبرار في دار النعيم، والفجار في دار الجحيم.
* ثم انتقلت للحديث عن الحكمة من الإِذن بقتال الكفار، وتناولت الحديث عن القرى المدمرة بسبب ظلمها وطغيانها، وذلك لبيان سنة الله في الدعوات، وتطميناً للمسلمين بالعاقبة التي تنتظر الصابرين.

* وفي ختام السورة ضربت مثلاً لعبادة المشركين للأصنام، وبيَّنت أن هذه المعبودات أعجز وأحقر من أن تخلق ذبابة فضلاً عن أن تخلق إنساناً سميعاً بصيراً، ودعت إلى اتباع ملة الخليل إبراهيم كهف الإِيمان، وركن التوحيد.

التســميَـــة:
سميت "سورة الحج" تخليداً لدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام،حين انتهى من بناء البيت العتيق ونادى الناس لحج بيت الله الحرام، فتواضعت الجبال حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع نداؤه في الأصلاب والأرحام وأجابوا النداء "لبيك اللهم لبيك".
أمر الله الناس بالتقوى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ(3)كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ(4) }

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكمْ } خطاب لجميع البشر أي خافوا عذاب الله وأطيعوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وجماع القول في التقوى هو: طاعةُ الله واجتناب محارمه ولهذا قال بعض العلماء: التقوى أن لا يراك حيث نهاك، وأن لا يفقدك حيث أمرك {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} تعليلٌ للأمر بالتقوى أي إن الزلزال الذي يكون بين يدي الساعة أمر عظيم وخطب جسيم لا يكاد يتصور لهوله {يَوْمَ تَرَوْنَهَا} أي في ذلك اليوم العصيب الذي تشاهدونه فيه تلك الزلزلة وترون هول مطلعها {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} أي تغفل وتذهل – مع الدهشة وشدة الفزع – كل أنثى مرضعة عن رضيعها، إذ تنزع ثديها من فم طفلها وتنشغل – لهول ما ترى – عن أحب الناس إليها وهو طفلها الرضيع {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} أي تراهم كأنهم سكارى يترنحون ترنح السكران من هول ما يدركهم من الخوف والفزع {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} أي وما هم على الحقيقة بسكارى من الخمر {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} استدراك لما دهاهم أي ليسوا بسكارى ولكن أهوال الساعة وشدائدها أطارت عقولهم وسلبت أفكارهم فهم من خوف عذاب الله مشفقون {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} أي وبعضٌ من الناس من يخاصم وينازع في قدرة الله وصفاته بغير دليل ولا برهان ويقول ما لا خير فيه من الأباطيل قال المفسرون: نزلت في النضر بن الحارث وكان جدلاً يقول الملائكة بناتُ الله، والقرآن أساطير الأولين، ولا بعث بعد الموت قال أبو السعود: والآية عامة له ولأضرابه من العُتاة المتمردين {وَيَتَّبعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} أي يطيع ويقتدي بكل عاتٍ متمرد كرؤساء الكفر الصادّين عن الحق {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ} أي حكم الله وقضى أنه من تولى الشيطان واتخذه ولياً {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} أي فأن الشيطان يغويه ويسوقه إلى عذاب جهنم المستعرة، وعبر بلفظ {وَيَهْدِيهِ} على سبيل التهكم.

الاستدلال بخلق الإنسان والنبات على البعث

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6)وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ(7)}

ولما ذكر تعالى المجادلين في قدرة الله، المنكرين للبعث والنشور ذكر دليلين واضحين على إمكان البعث أحدهما في الإِنسان، والثاني في النبات فقال {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} أي إِن شككتم في قدرتنا على إحيائكم بعد موتكم فانظروا في أصل خلقكم ليزول ريبكم فقد خلقنا أصلكم “آدم” من التراب، ومن قدر على خلقكم أول مرة قادر على أن يعيدكم ثاني مرة، والذي قدر على إخراج النبات من الأرض، بعد موتها قادر على أن يخرجكم من قبوركم {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} أي ثم جعلنا نسله من المني الذي ينطف من صلب الرجل قال القرطبي: والنطف: القطر سمي نطفة لقلته: {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} وهو الدم الجامد الذي يشبه العلقة التي تظهر حول الأحواض والمياه {ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} أي من قطعة من لحم مقدار ما يمضغ {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} أي مستبينة الخلق مصورة وغير مصورة قال ابن زيد: المخلقة التي خلق الله فيها الرأس واليدين والرجلين، وغير مخلقة التي لم يخلق فيها شيء {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} أي خلقناكم على هذا النموذج البديع لنبين لكم أسرار قدرتنا وحكمتنا قال الزمخشري: أي لنبين لكم بهذا التدريج قدرتنا، وأن من قدر على خلق البشر من تراب أولاً، ثم من نطفة ثانياً، ولا تناسب بين التراب والماء، وقدر على أن يجعل النطفة علقة وبينهما تباين ظاهر، ثم يجعل العلقة مضغة والمضغة عظاماً، قادر على إعادة ما بدأه، بل هذا أدخل في القدرة وأهون في القياس {وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} أي ونثبت من الحمل في أرحام الأمهات من أردنا أن نُقرَّه فيها حتى يتكامل خلقه {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي إلى زمن معين هو وقت الوضع {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} أي ثم نخرج هذا الجنين طفلاً ضعيفاً في بدنه وسمعه وبصره وحواسه، ثم نعطيه القوة شيئاً فشيئاً {ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} أي كمال قوتكم وعقلكم {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} أي ومنكم من يموت في ريعان شبابه {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أي ومنكم من يعمر حتى يصل إلى الشيخوخة والهرم وضعف القوة والخرف {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} أي ليعود إلى ما كان عليه في أوان الطفولة من ضعف البينة، وسخافة العقل، وقلة الفهم، فينسى ما علمه وينكر ما عرفه ويعجز عما قدر عليه كما قال تعالى {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ} {وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً} هذه هي الحجة الثانية على إمكان البعث أي وترى أيها المخاطب أو أيها المجادل الأرض يابسةً ميتة لا نبات فيها {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} أي فإذا أنزلنا عليها المطر تحركت بالنبات وانتفخت وزادت وحييت بعد موتها {وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي وأخرجت من كل صنفٍ عجيب ما يسر الناظر ببهائه ورونقه {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} أي ذلك المذكور من خلق الإِنسان والنبات لتعلموا أن الله هو الخالق المدبر وأن ما في الكون من آثار قدرته شاهد بأن الله هو الحق {وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى} أي وبأنه القادر على إحياء الموتى كما أحيا الأرض الميتة بالنبات {وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي وبأنه قادر على ما أراد { وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا} أي وليعلموا أن الساعة كائنة لا شك فيها ولا مرية {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} أي يحيي الأموات ويعيدهم بعدما صاروا رميماً، ويبعثهم أحياء إلى موقف الحساب.

المجادلة بالباطل واضطراب الإيمان وجزاء الصالحين

{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ(8)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ(9)ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ(10)وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(11)يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ(12)يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ(13)إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(14) }.

{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} أي يجادل في شأنه تعالى من غير تمسك بعلمٍ صحيح يهدي إلى المعرفة ولا كتابٍ نير بيّن الحجة بل بمجرد الرأي والهوى قال ابن عطية: كرر هذه على وجه التوبيخ فكأنه يقول: هذه الأمثال في غاية الوضوح والبيان ومن الناس مع ذلك من يجادل في الله بغير دليل ولا برهان {ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي معرضاً عن الحق لاوياً عنقه كفراً قال ابن عباس: مستكبراً عن الحق إذا دُعي إليه قال الزمخشري: وثنيُ العطف عبارة عن الكِبر والخيلاء فهو كتصعير الخد {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي ليصُدَّ الناس عن دين الله وشرعه {لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} أي له هوان وذل في الحياة الدنيا {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي ونذيقه في الآخرة النار المحرقة {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} أي ذلك الخزي والعذاب بسبب ما اقترفته من الكفر والضلال {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} أي وأن الله عادل لا يظلم أحداً من خلقه {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي ومن الناس من يعبد الله على جانب وطرفٍ من الدين، وهذا تمثيل للمذبذبين الذين لا يعبدون الله عن ثقة ويقين بل عن قلق واضطراب كالذي يكون على طرف من الجيش فان أحسَّ بظفر أو غنيمة استقر وإلا فرّ قال الحسن: هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه وقال ابن عباس: كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاماً وأنتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} أي فإن ناله خير في حياته من صحةٍ ورخاء أقام على دينه {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} أي وإن ناله شيء يفتتن به من مكروه وبلاء ارتد فرجع إلى ما كان عليه من الكفر {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} أي أضاع دنياه وآخرته فشقي الشقاوة الأبدية {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} أي ذلك هو الخسران الواضح الذي لا خسران مثله {يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ} أي يعبد الصنم الذي لا ينفع ولا يضر {ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} أي ذلك هو نهاية الضلال الذي لا ضلال بعده، شبه حالهم بحال من أبعد في التيه ضالاً عن الطريق {يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} أي يعبد وثناً أو صنماً ضره في الدنيا بالخزي والذل أسرع من نفعه الذي يتوقعه بعبادته وهو الشفاعة له يوم القيامة، وقيل: الآية على الفرض والتقدير: أي لو سلمنا نفعه أو ضره لكان ضره أكثر من نفعه، والآية سيقت تسفيهاً وتجهيلاً لمن يعتقد أنه ينتفع بعبادة غير الله حين يستشفع بها {لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} أي بئس الناصر وبئس القريب والصاحب {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} لما ذكر حال المشركين وحال المنافقين المذبذبين ذكر حال المؤمنين في الآخرة والمعنى إن الله يدخل المؤمنين الصادقين جنات تجري من تحت قصورها وغرفها أنهار اللبن والخمر والعسل وهم في روضات الجنات يحبرون {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} أي يثيب من يشاء ويعذب من يشاء لا معقب لحكمه، فللمؤمنين الجنة بفضله، وللكافرين النار بعدله. فيتلقى جزاءه عدلاً، ولا ظلم في الحساب.

ظن الكفار أن الله لن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم

{ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ(15)وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ ءاياتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ(16)}.

{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} أي من كان يظن أن لن ينصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ} أي فليمدد بحبل إلى السقف ثم ليقطع عنقه وليختنق به {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} أي فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من الغيظ؟ قال ابن كثير: وهذا القول قول ابن عباس وهو أظهر في المعنى وأبلغ في التهكم فإن المعنى: من كان يظنُّ أنَّ الله ليس بناصر محمداً وكتابه ودينه فليذهب فليقتل نفسه إن كان ذلك غائظة فإن الله ناصره لا محالة {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ ءاياتٍ بَيِّنَاتٍ} أي ومثل ذلك الإِنزال البديع المنطوي على الحكم البالغة أنزلنا القرآن الكريم كله ءايات واضحات الدلالة على معانيها الرائقة {وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} أي وأن الله هو الهادي لا هادي سواه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.

يوم القيامة يفصل الله تعالى بين الأمم

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(17)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ(18) }.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} أي صدقوا الله ورسوله وهم أتباع محمد عليه السلام {وَالَّذِينَ هَادُوا} أي اليهود وهم المنتسبون إلى موسى عليه السلام {وَالصَّابِئِينَ} هم قوم يعبدون النجوم {وَالنَّصَارَى} هم المنتسبون إلى موسى عليه السلام {وَالْمَجُوسَ} هم عبدة النيران {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} هم العرب عبدة الأوثان { إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي يقضي بين المؤمنين وبين الفرق الخمسة الضالة فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي شاهد على أعمال خلقه عالم بكل ما يعملون {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} أي يسجد لعظمته كل شيء طوعاً وكرهاً، الملائكة في أقطار السماوات، والإِنس والجن وسائر المخلوقات في العالم الأرضي {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} أي وهذه الأجرام العظمى مع سائر الجبال والأشجار والحيوانات تسجد لعظمته سجود انقياد وخضوع، قال ابن كثير: وخص الشمس والقمر والنجوم بالذكر لأنها قد عبدت من دون الله، فبيّن أنها تسجد لخالقها وأنها مربوبة مسخرة. والغرض من الآية: بيان عظمته تعالى وانفراده بألوهيته وربوبيته بانقياد هذه العوالم العظمى له وجريها على وفق أمره وتدبيره {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة وعبادة {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} أي وكثير من الناس وجب له العذاب بكفره واستعصائه {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} أي من أهانه الله بالشقاء والكفر فلا يقدر أحد على دفع الهوان عنه {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} أي يعذب ويرحم، ويعز ويذل، ويُغني ويُفقِر، ولا اعتراض لأحد عليه.

جزاء الكفرة والمؤمنين

{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ(19)يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ(20)وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21)كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ(22)إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23)وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ(24) }.

المنَـــاسَبــَة:
لما ذكر تعالى أهل السعادة وأهل الشقاوة، ذكر هنا ما دار بينهم من الخصومة في دينه وعبادته، ثم ذكر عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل له، وعظم كفر هؤلاء المشركين الذين يصدون الناس عن سبيل الله والمسجد الحرام.

{هَذَانِ خَصْمَانِ} أي هذان فريقان مختصمان فريق المؤمنين المتقين، وفريق الكفرة المجرمين {اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} أي اختلفوا وتنازعوا من أجل الله ودينه قال مجاهد: هم المؤمنون والكافرون، فالمؤمنون يريدون نصرة دين الله، والكافرون يريدون إطفاء نور الله {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} أي فصلت لهم ثيابٌ من نار على قدر أجسادهم ليلبسوها إذا صاروا إلى النار قال القرطبي: شبهت النار بالثياب لأنها لباس لهم كالثياب ومعنى {قُطِّعَتْ} خيطت وسويت، وذكر بلفظ الماضي لأن الموعود منه كالواقع المحقق {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ} أي يصب على رؤوسهم الماء الحار المغلي بنار جهنم {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} أي يذاب به ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء مع الجلود قال ابن عباس: لو سقطت منه قطرة على جبال الدنيا لأذابتها وفي الحديث (إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر، ثم يعاد كما كان) قال الإِمام الفخر الرازي: والغرض أن الحميم إذا صب على رؤوسهم كان تأثيره في الباطن مثل تأثيره في الظاهر، فيذيب أمعاءهم وأحشاءهم كما يذيب جلودهم وهو أبلغ من قوله {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} أي ولهم مطارق وسياط من الحديد يضربون بها ويدفعون وفي الحديث (لو وُضِعَت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها). {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} أي كلما أراد أهل النار الخروج من النار من شدة غمها ردوا إلى أماكنهم فيها قال الحسن: إن النار تضربهم بلهبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي يقال لهم: ذوقوا عذاب جهنم المحرق الذي كنتم به تكذبون، ولما ذكر تعالى ما أعد للكفار من العذاب والدمار، ذكر ما أعده للمؤمنين من الثواب والنعيم فقال {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} أي يدخل المؤمنين الصالحين في الآخرة جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار العظيمة المتنوعة {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} أي تلبسهم الملائكة في الجنة الأساور الذهبية كحلية وزينة يتزينون بها {وَلُؤْلُؤًا} أي ويحلون باللؤلؤ كذلك إكراماً من الله لهم {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} أي ولباسهم في الجنة الحرير، ولكنه أعلى وأرفع مما في الدنيا بكثير {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} أي أرشدوا إلى الكلام الطيب والقول النافع إذ ليس في الجنة لغوٌ ولا كذب {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} أي إلى صراط الله وهو الجنة دار المتقين.

المنع عن المسجد الحرام

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(25) }

ثم عدد تعالى بعض جرائم المشركين فقال {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي جحدوا بما جاء به محمد عليه السلام ويمنعون المؤمنين عن إتيان المسجد الحرام لأداء المناسك فيه قال القرطبي: وذلك حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام عام الحديبية، وإنما قال {وَيَصُدُّونَ} بصيغة المضارع ليدل على الاستمرار فكأن المعنى: إن الذين كفروا من شأنهم الصد عن سبيل الله ونظيره قوله {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} أي الذي جعلناه منسكاً ومتعبداً للناس جميعاً سواء فيه المقيم الحاضر، والذي يأتيه من خارج البلاد {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} أي ومن يرد فيه سوءاً أو ميلاً عن القصد أو يهم فيه بمعصية {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} أي نذقه أشد أنواع العذاب الموجع قال ابن مسعود: لو أن رجلاً بِعدَنَ همَّ بأن يعمل سيئة عند البيت أذاقه الله عذاباً أليماً وقال مجاهد: تُضاعف السيئات فيه كما تضاعف الحسنات.

تعيين مكان البيت الحرام والمناداة بالحج إليه

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26)وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ(27)لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ(28)ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ(29)}.

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} أي واذكر حين أرشدنا إبراهيم وألهمناه مكان البيت {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} أي أمرناه ببناء البيت العتيق خالصاً لله قال ابن كثير: أي ابنه على اسمي وحدي {وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} أي طهر بيتي من الأوثان والأقذار لمن يعبد الله فيه بالطواف والصلاة قال القرطبي: والقائمون هم المصلون، ذكر تعالى من أركان الصلاة وأعظمها وهو القيام والركوع والسجود {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} أي ونادِ في الناس داعياً لهم لحج بيت الله العتيق قال ابن عباس: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له: أذن في الناس بالحج، قال يا رب: وما يبلغ صوتي؟ قال: أذن وعلي الإِبلاغ فصعد إبراهيم على جبل أبي قبيس وصاح: يا أيها الناس إنّ الله قد أمركم بحج هذا البيت ليثيبكم به الجنة، ويجيركم من عذاب النار فحجوا، فأجابه من كان في أصلاب الرجال، وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك {يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} أي يأتوك مشاة على أقدامهم أو ركباناً على كل جمل هزيل قد أتعبه وأنهكه بعد المسافة {يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي تأتي الإِبل الضامرة من كل طريق بعيد قال القرطبي: ورد الضمير إلى الإِبل {يَأْتِينَ} تكرمةً لها لقصدها الحج مع أربابها كما قال {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} في خيل الجهاد تكرمةً لها حين سعت في سبيل الله {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} أي ليحضروا منافع لهم كثيرة دينية ودنيوية قال الفجر الرازي: وإنما نكَّر المنافع لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية لا توجد في غيرها من العبادات {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} أي ويذكروا عند ذبح الهدايا والضحايا اسم الله في أيام النحر شكراً لله على نعمائه وعلى ما رزقهم وملكهم من الأنعام وهي: الإِبل والبقر والغنم والمعز قال الرازي: وفيه تنبيه على أن الغرض الأصلي ذكر اسمه تعالى عند الذبح وأن يخالف المشركين في ذلك فإنهم كانوا يذبحونها للنصب والأوثان {فَكُلُوا مِنْهَا} أي كلوا من لحوم الأضاحي {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} أي أطعموا منها البائس الذي أصابه بؤس وشدة، والفقير الذي أضعفه الإِعسار قال ابن عباس: البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي وجهه، والفقير الذي لا يكون كذلك، ثيابه نقية ووجهه وجه غني {ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} أي ثم بعد الذبح ليزيلوا وسخهم الذي أصابهم بالإِحرام وذلك بالحلق والتقصير وإزالة الشعث وقص الشارب والأظافر {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} أي ما أوجبوه على أنفسهم بالنذر طاعةً لله {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} أي ليطوفوا حول البيت العتيق طواف الإِفاضة وهو طواف الزيارة الذي به تمام التحلل، والعتيق: القديم الذي سمي به لأنه بيت وضع للناس.

تعظيم حرمات الله وشعائره

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ(30)حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ(31)ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ(32)لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ(33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ(34)الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(35)}.

{ذَلِكَ} أي الأمر والشأن ذلك قال الزمخشري: كما يقدم الكاتب جملة من كتابه في بعض المعاني ثم إذا أراد الخوض في معنى آخر قال: هذا وقد كان كذا {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ} أي من يعظم ما شرعه الله من أحكام الدين ويجتنب المعاصي والمحارم {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} أي ذلك التعظيم خير له ثواباً في الآخرة {وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} أي أحللنا لكم جميع الأنعام إلا ما استثني في الكتاب المجيد كالميتة والمنخنقة وما ذبح لغير الله وغير ذلك {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ} أي اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان كما تجتنب الأنجاس، وهو غاية المبالغة في النهي عن عبادتها وتعظيمها {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} أي اجتنبوا شهادة الزور {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} أي مائلين إلى الحق مسلمين لله غير مشركين به أحداً {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} تمثيل للمشرك في ضلاله وهلاكه أي ومن أشرك بالله فكأنما سقط من السماء فتخطفه الطير وتمزقه كل ممزق {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} أي أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المهالك البعيدة {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} أي ذلك ما وضحه الله لكم من الأحكام والأمثال ومن يعظم أمور الدين ومنها أعمالُ الحج والأضاحي والهدايا { فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} أي فإن تعظيمها من أفعال المتقين لله قال القرطبي: أضاف التقوى إلى القلوب لأن حقيقة التقوى في القلب وفي الحديث (التقوى ههنا) وأشار إلى صدره {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي لكم في الهدايا منافع كثيرة من الدر والنسل والركوب إلى وقت نحرها {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} أي ثم مكان ذبحها في الحرم بمكة أو منى، وخص البيت بالذكر لأنه أشرف الحرم كقوله تعالى {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} أي شرعنا لكل أُمة من الأمم السابقة من عهد إبراهيم مكاناً للذبح تقرباً لله قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعاً في جميع الملل {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ} أي أمرناهم عند الذبح أن يذكروا اسم الله وأن يذبحوا لوجهه تعالى {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} أي شكراً لله على ما أنعم به عليهم من بهيمة الأنعام من الإِبل والبقر والغنم، بين تعالى أنه يجب أن يكون الذبح لوجهه تعالى وعلى اسمه لأنه هو الخالق الرازق لا كما كان المشركون يذبحون للأوثان {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي فربكم أيها الناس ومعبودكم إله واحد لا شريك له {فَلَهُ أَسْلِمُوا} أي فأخلصوا له العبادة واستسلموا لحكمه وطاعته {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} أي بشر المطيعين المتواضعين الخاشعين بجنات النعيم، ثم وصف تعالى المخبتين بأربع صفات فقال {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي إذا ذكر الله خافت وارتعشت لذكره قلوبهم لإِشراق أشعة جلاله عليهم فكأنهم بين يديه واقفون، ولجلاله وعظمته مشاهدون {وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ} أي يصبرون في السراء والضراء على الأمراض والمصائب والمحن وسائر المكاره {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ} أي الذين يؤدونها في أوقاتها مستقيمةً كاملة مع الخشوع والخضوع {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أي ومن بعض الذي رزقناهم من فضلنا ينفقون في وجوه الخيرات.

التسمية عند ذبح البدن والأكل والإطعام منها

{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(36)لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ(37)}.

{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أي والإِبل السمينة – سميت بدناً لبدانتها وضخامة أجسامها – جعلناها من أعلام الشريعة التي شرعها الله لعباده قال ابن كثير: وكونها من شعائر الدين أنها تُهدى إلى بيته الحرام بل هي أفضل ما يهدى {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} قال ابن عباس: نفعٌ في الدنيا وأجرٌ في الآخرة {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} أي اذكروا عند ذبحها اسم الله الجليل عليها حال كونها صواف أي قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} أي فإذا سقطت على الأرض بعد نحرها، وهو كنايةُ عن الموت {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} أي كلوا من هذه الهدايا وأطعموا القانع أي المتعفف والمعتر أي السائل قاله ابن عباس، وقال الرازي: الأقرب أن القانع هو الراضي بما يدفع إليه من غير سؤال وإلحاح، والمعتر هو الذي يتعرض ويطلب ويعتريهم حالاً بعد حال {كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي مثل ذلك التسخير البديع جعلناها منقادة لكم مع ضخامة أجسامها لكي تشكروا الله على إنعامه {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا} أي لن يصل إليه تعالى شيء من لحومها ولا دمائها {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} أي ولكن يصل إليه التقوى منكم بامتثالكم أوامره وطلبكم رضوانه {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} أي كرره للتأكيد أي كذلك ذللها لكم وجعلها منقادة لرغبتكم لتكبروا الله على ما أرشدكم إليه من أحكام دينه {وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ} أي بشر المحسنين في أعمالهم بالسعادة والفوز بدار النعيم.

الدفاع عن المؤمنين والإذن بالقتال

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ(38)أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ(39)الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41)}.

المنَـــاسَبــَة:
لما بيَّن تعالى مناسك الحج وما فيه من منافع الدنيا والآخرة، وذكر أن الكفار صدوا المؤمنين عن دين الله وعن دخول مكة، بيَّن هنا أنه يدافع عن المؤمنين وذكر الحكمة من مشروعية القتال ومنها الدفاع عن المقدسات، وحماية المستضعفين، وتمكين المؤمنين من عبادة الله تعالى.

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ينصر المؤمنين ويدفع عنهم بأس المشركين، وهذه بشارة للمؤمنين بإعلائهم على الكفار وكفِّ كيدهم عنهم {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} أي إنه تعالى يبغض كل خائنٍ للأمانة جاحدٍ نعمة الله {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} فيه محذوف تقديره: أُذن لهم في القتال بسبب أنهم ظُلموا قال ابن عباس: هذه أول آيةٍ نزلت في الجهاد قال المفسرون: هم أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مشركو مكة يؤذونهم أذى شديداً وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مضروب ومشجوج ويتظلمون إليه فيقول لهم: اصبروا فإني لم أؤمر بقتالهم حتى هاجروا فأُنزلت هذه الآية وهي أول آيةٍ أُذن فيها بالقتال بعدما نهي عنه في أكثر من سبعين آية {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} أي هو تعالى قادر على نصر عباده من غير قتال ولكنه يريد منهم أن يبذلوا جهدهم في طاعته لينالوا أجر الشهداء {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} أي أُخرجوا من أوطانهم ظلماً وعدواناً بغير سبب موجب للإِخراج قال ابن عباس: يعني محمداً وأصحابه أُخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق {إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} أي ما كان لهم إساءة ولا ذنب إلا أنهم وحدوا الله ولم يشركوا به أحداً {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} أي لولا ما شرعه الله من الجهاد وقتال الأعداء لاستولى أهل الشرك على أهل الأديان وتعطلت الشعائر ولكنه تعالى دفع شرهم بأن أمر بقتالهم {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ} أي لتهدمت معابد الرهبان وكنائس النصارى {وَصَلَوَاتٌ} أي كنائس اليهود { وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} أي ومساجد المسلمين التي يعبد فيها الله بكرة وأصيلاً، ومعنى الآية أنه لولا كفُّه تعالى المشركين بالمسلمين، وإذنه بمجاهدة المسلمين للكافرين لاستولى المشركون على أهل الملل المختلفة في أزمانهم فهدموا موضع عباداتهم، ولم يتركوا للنصارى بيعاً، ولا لرهبانهم صوامع، ولا لليهود كنائس، ولا للمسلمين مساجد، ولغلب المشركون أهل الأديان، وإنما خص المساجد بهذا الوصف { يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} تعظيماً لها وتشريفاً لأنها أماكن العبادة الحقة { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ } قسمٌ أي والله سينصر الله من ينصر دينه ورسوله {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} أي أنه تعالى قادر لا يعجزه شيء، عزيزٌ لا يُقهر ولا يغلب قال ابن كثير: وصف نفسه بالقوة والعزة، فبقوته خلق كل شيء، وبعزته لا يقهره قاهر ولا يغلبه غالب {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ} قال ابن عباس: هم المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان، والمعنى: هؤلاء الذين يستحقون نصرة الله هم الذين إن جعلنا لهم سلطاناً في الأرض وتملكاً واستعلاء عبدوا الله وحافظوا على الصلاة وأداء الزكاة {وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} أي دعوا إلى الخير ونهوا عن الشر {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} أي مرجع الأمور إلى حكمه تعالى وتقديره.

الاعتبار بآثار الأممالبائدة

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ(42)وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ(43)وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(44)فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ(45)أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46)وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(47)وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ(48)}.

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ} تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ووعيد للمشركين أي إن كذبك أهل مكة فاعلم أنك لست أول رسول يكذبه قومه فقد كان قبلك أنبياء كُذبوا فصبروا إلى أن أهلك الله المكذبين، فاقتد بهم واصبر {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ } أي وكذب كذلك قوم إبراهيم وقوم لوط وقوم شعيب {وَكُذِّبَ مُوسَى} أي وكذب موسى أيضاً مع وضوح ءاياته، وعظم معجزاته فما ظنك بغيره؟ {فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} أي أمهلتهم ثم أخذتهم بالعقوبة {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} استفهام تقريري أي فكيف كان إنكاري عليهم بالعذاب ألم يكن أليماً؟ ألم أبدلهم بالنعمة نقمة، وبالكثرة قلة، وبالعمارة خراباً ؟ فكذلك أفعل بالمكذبين من أهل مكة {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} أي كم من قرية أهلكنا أهلها بالعذاب الشامل {وَهِيَ ظَالِمَةٌ} أي وهي مشركة كافرة {فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} أي خرت سقوفها على الأرض ثم تهدمت حيطانها فسقطت فوق السقوف فهي مخربة مهدمة {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} أي وكم من بئر عطلت فتركت لا يستقى منها لهلاك أهلها {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} أي وكم من قصر مرفوع البنيان أصبح خالياً بلا ساكن، أليس في ذلك عبرة للمعتبر؟ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} أي أفلم يسافر أهل مكة ليشاهدوا مصارع الكفار فيعتبروا بما حل بهم من النكال والدمار!! وهلاّ عقلوا ما يجب أن يُعقل من الإيمان والتوحيد! {أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} أي أو تكون لهم آذانٌ يسمعون بها المواعظ والزواجر {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} أي ليس العمى على الحقيقة عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة فمن كان أعمى القلب لا يعتبر ولا يتدبر، وذِكرُ الصدور للتأكيد ونفي توهم المجاز {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} أي ويستعجلك يا محمد هؤلاء المشركون بالعذاب استهزاءً، وإن ذلك واقع لا محالة، لكن لوقوعه أجل لا يتعداه لأنه تعالى لا يخلف الميعاد {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} أي هو تعالى حليم لا يعجل فإن مقدار ألف سنة عند خلقه كيوم واحد عنده بالنسبة إلى حلمه فلِم إذاً يستبعدونه ويستعجلون العذاب؟ ولهذا قال بعد ذلك {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} أي وكثير من أهل قرية أخرت إهلاكهم وأمهلتهم مع استمرارهم على الظلم فاغتروا بذلك التأخير {ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} أي ثم أخذتهم بالعذاب بعد طول الإمهال وإليَّ المرجع والمآب قال أبو حيّان: لما كان تعالى قد أمهل قريشاً حتى استعجلت بالعذاب ذكر الآية تنبيهاً على أن السابقين أُمهلوا ثم أُهلكوا وأن قريشاً وإن أملى تعالى لهم وأمهلهم فإنه لا بد من عذابهم فلا يفرحوا بتأخير العذاب عنهم.

كون النبي صلى الله عليه وسلم منذراً للناس

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ(49)فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ(50)وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي ءاياتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(51)}.

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} أي قل يا محمد لهؤلاء المستعجلين للعذاب إنما أنا منذر لكم أخوفكم عذاب الله وأنذركم إنذاراً بيناً من غير أن يكون لي دخلٌ في تعجيل العذاب أو تأخيره {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} أي فالمؤمنون الصادقون الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح لهم عند ربهم مغفرة ورزق كريم في جنان النعيم قال الرازي: بين سبحانه أن من جمع بينهما فالله تعالى يجمع له بين المغفرة والرزق الكريم وقال القرطبي: إذا سمعت الله تعالى يقول {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} فاعلم أنه الجنة {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي ءاياتِنَا مُعَاجِزِينَ} أي كذبوا بآياتنا وسعوا في إبطالها مغالبين مشاقين يريدون إطفاء نور الله {أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} أي فأولئك هم أصحاب النار الحارة الموجعة، الشديد عذابها ونكالها، شبههم من حيث الدوام بالصاحب قال الرازي: فإن قيل: إنه عليه السلام بشر المؤمنين أولاً، وأنذر الكافرين ثانياً في هذه الآية فكان القياس أن يقال {إنما أنا لكم بشير ونذير} والجواب أن الكلام مسوق إلى المشركين وهم الذين استعجلوا العذاب و{أَيُّهَا النَّاسُ } نداءً لهم، وإنما ذكر المؤمنين وثوابهم زيادة لغيظهم وإيذائهم.

قصة الغرانيق

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ ءاياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(52)لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(53)وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(54)وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ(55)الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(56)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(57)}.

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} أي وما أرسلنا قبلك يا محمداً رسولاً ولا نبياً {إِلا إِذَا تَمَنَّى} أي إلا إذا أحبَّ شيئاً وهوته نفسه {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي ألقى الشيطان فيما يشتهيه ويتمناه بعض الوساوس التي توجب اشتغاله بالدنيا كما قال عليه السلام (إنه ليُغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ) قال الفراء: تمنى إذا حدَّث نفسه وفي البخاري: قال ابن عباس: "إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته" إلا إذا حدَّث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم الله ءاياته، ويقال: أمنيته: قراءته قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية وأجله، ومعنى الآية: وما أرسلنا رسولاً ولا نبياً فحدث نفسه بشيء وتمنى لأمته الهداية والإيمان إلا ألقى الشيطان الوسواس والعقبات في طريقه بتزيين الكفر لقومه وإلقائه في نفوسهم مخالفةً لأمر الرسول وكأنَّ الآية تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم تقول له: لا تحزن يا محمد على معاداة قومك لك فهذه سنة المرسلين. هذا أصح ما قيل في تفسير الآية وهو اختيار المحققين من المفسرين. وأما قصة الغرانيق التي أولع بذكرها بعض المفسرين فهي باطلة مردودة، وهي أن الرسول عليه السلام قرأ سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} بمحضر من المشركين والمسلمين فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمْ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" ففرح بذلك المشركون ولما انتهى من السورة سجد وسجد معه المشركون إلخ قال ابن العربي: إن جميع ما ورد في هذه القصة باطل لا أصل له وقال ابن إسحاق: هي من وضع الزنادقة وقال البيهقي: رواتها مطعون فيهم وقال ابن كثير: ذكر كثير من المفسرين قصة الغرانيق وهي روايات مرسلات ومنقطعات لا تصح وقال القاضي عياض: هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه أحد بسند متصل سليم، وإنما أُولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون، المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم. أقول: مما يدل على بطلان القصة قوله تعالى في نفس السورة {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} فكيف نطق المعصوم بمثل هذا الذي يزعمونه! سبحانك هذا بهتان عظيم وانظر الرد القاطع في تفسير الفخر الرازي.
{فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي يزيل ويبطل الله ما يلقيه الشيطان من الوساوس والأوهام {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ ءاياتِهِ} أي يثبت في نفس الرسول ءاياته الدالة على الوحدانية والرسالة {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}أي مبالغٌ في العلم حكيم يضع الأشياء في مواضعها قال أبو السعود: وفي الآية دلالة على جواز السهو من الأنبياء عليهم السلام، وتطرق الوسوسة إليهم {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي ليجعل تلك الشبه والوساوس التي يلقيها الشيطان {فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي فتنة للمنافقين الذين في قلوبهم شك وارتياب {وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} أي وفتنةً للكافرين الذين لا تلين قلوبهم لذكر الله، وهم خواص من الكفار عتاةٌ كأبي جهل، والنضر، وعتبة {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} أي وإن هؤلاء المذكورين من المنافقين والمشركين لفي عداوة شديدة لله ولرسوله، ووصف الشقاق بلفظ {بَعِيدٍ} لأنه في غاية الضلال والبعدِ عن الخير {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أي وليعلم أهل العلم أن القرآن هو الحق النازل من عند الله تعالى {فَيُؤْمنُوا بِهِ} أي يؤمنوا بهذا القرآن {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} أي تخشع وتسكن له قلوبهم بخلاف مَنْ في قلبه مرض{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي مرشد المؤمنين إلى الصراط المستقيم ومنقذهم من الضلالة والغواية {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} أي ولا يزال هؤلاء المشركون في شك وريب من هذا القرآن {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} أي حتى تأتيهم الساعة فجأة دون أن يشعروا قال قتادة: ما أخذ الله قوماً قطُّ إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون {أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} أي أو يأتيهم عذاب يوم القيامة وسمي عقيماً لأنه لا يوم بعده قال أبو السعود: كأنَّ كل يوم يلد ما بعده من الأيام، فما لا يوم بعده يكون عقيماً، والمراد به الساعة أيضاً كأنه قيل: أو يأتيهم عذابها، ووضع ذلك موضع الضمير لمزيد التهويل {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} أي الملك يوم القيامة لله وحده لا منازع له فيه ولا مدافع {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} أي يفصل بين عباده بالعدل، فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ولهذا قال {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أي فالذين صدقوا الله ورسوله وفعلوا صالح الأعمال لهم النعيم المقيم في جنات الخلد {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} أي والذين جحدوا بآيات الله وكذبوا رسله لهم العذاب المخزي مع الإِهانة والتحقير في دار الجحيم.

مجازاة من هاجر في سبيل الله

{ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(58)لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ(59)ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(60)}.

{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي تركوا الأوطان والديار ابتغاء مرضاة الله وجاهدوا لإِعلاء كلمة الله {ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا} أي قتلوا في الجهاد أو ماتوا على فرشهم {لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا} أي ليعطينهم نعيماً خالداً لا ينقطع أبداً وهو نعيم الجنة {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} أي هو تعالى خير من أعطى فإنه يرزق بغير حساب {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ} أي ليدخلنهم مكاناً يرضونه وهو الجنة التي فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} أي عليم بدرجات العاملين حليم عن عقابهم {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} أي جازى الظالم بمثل ما ظلمه {ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ} أي ثم اعتدى الظالم عليه ثانياً لينصرن الله ذلك المظلوم {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} أي مبالغ في العفو والغفران، وفيه تعريض بالحث على العفو والصفح، فإنه تعالى مع كمال قدرته على الانتقام يعفو ويغفر فغيره أولى بذلك.

بعضٌ من دلائل قدرته تعالى

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(61)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(62)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(63)لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(64)أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(65)وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ(66) }.
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} أي ذلك النصر بسبب أن الله قادر، ومن ءايات قدرته إيلاج الليل في النهار أي أنه يدخل كلاً منهما في الآخر. بأن ينقص من الليل فيزيد في النهار وبالعكس وهذا مشاهد ملموس في الصيف والشتاء {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} أي سميع لأقوال عباده بصير بأحوالهم لا تخفى عليه خافية {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} أي ذلك بأن الله هو الإِله الحق {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} أي وأن الذي يدعوه المشركون من الأصنام والأوثان هو الباطل الذي لا يقدر على شيء {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} أي هو العالي على كل شيء ذو العظمة والكبرياء فلا أعلى منه ولا أكبر.

المنَـــاسَبــَة:
لمّا ذكر تعالى ما دّل على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل ونبه به على نعمه، أتبعه هنا بأنواع أخر من الدلائل على قدرته وحكمته، وجعلها كالمقدمة لإِثبات البعث والمعاد، وختم السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة الله الواحد الأحد.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} استفهام تقريري أي ألم تعلم أيها السامع أن الله بقدرته أنزل من السحاب المطر؟ {فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً} أي فأصبحت الأرض منتعشة خضراء بعد يبسها ومحولها، وجاء بصيغة المضارع {فتصبح} لاستحضار الصورة وإفادة بقائها كذلك مدة من الزمن { إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} قال ابن عباس: لطيف بأرزاق عباده خبير بما في قلوبهم من القنوط، والغرض من الآية إقامة الدليل على كمال قدرته وعلى البعث والنشور فمن قدر على هذا قدر على إعادة الحياة بعد الموت ولهذا قال {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} أي جميع ما في الكون ملكه جل وعلا، خلقاً وملكاً وتصرفاً، والكل محتاج إلى تدبيره وإتقانه {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} أي هو تعالى غني عن الأشياء كلها لا يحتاج لأحد، وهو المحمود في كل حال {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ} تذكير بنعمة أخرى أي ألم تر أيها العاقل أن الله سخر لعباده جميع ما يحتاجون إليه من الحيوانات والأشجار والأنهار والمعادن {وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} أي وسخر السفن العظيمة المثقلة بالأحمال والرجال تسير في البحر لمصالحكم بقدرته ومشيئته {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ} أي ويمسك بقدرته السماء كي لا تقع على الأرض فيهلك من فيها {إِلا بِإِذْنِهِ} أي إذا شاء وذلك عند قيام الساعة {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} أي وذلك من لطفه بكم ورحمته لكم حيث هيأ لكم أسباب المعاش فاشكروا آلاءه {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} أي أحياكم بعد أن كنتم عدماً { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} أي يميتكم عند انتهاء آجالكم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} أي بعد موتك للحساب والثواب والعقاب {إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ} أي مبالغ في الجحود لنعم الله قال ابن عباس: المراد بالإِنسان الكافر والغرض من الآيات توبيخ المشركين كأنه يقول: كيف تجعلون لله أنداداً وتعبدون معه غيره وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف!!

لكل أمة من الأمم شريعة يتعبدون بها

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ(67)وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ(68)اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(69)أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(70)}.

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا} أي لكل نبي من الأنبياء وأمةٍ من الأمم السابقين وضعنا لهم شريعة ومتعبداً ومنهاجاً كقوله {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} {هُمْ نَاسِكُوهُ} أي هم عاملون به أي بذلك الشرع {فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ} أي لا ينازعك أحدٌ من المشركين فيما شرعتُ لك ولأمتك فقد كانت الشرائع في كل عصر وزمان، وهو نهيٌ يراد به النفي أي لا ينبغي منازعةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأن الحق قد ظهر بحيث لا يسع النزاع فيه {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} أي أدعُ الناس إلى عبادة ربك وإلى شريعته السمحة المطهرة {إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} أي فإِنك على طريق واضحٍ مستقيم، موصل إلى جنات النعيم {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي وإِن خاصموك بعد ظهور الحق وقيام الحجة عليهم فقل لهم: الله أعلم بأعمالكم القبيحة وبما تستحقون عليها من الجزاء، وهذا وعيد وإِنذار {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} أي الله يفصل في الآخرة بين المؤمنين والكافرين فيما كانوا فيه يختلفون في أمر الدين، فيعرفون حينئذٍ الحق من الباطل {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الاستفهام تقريري أي لقد علمت يا محمد أنَّ الله أحاط علمه بما في السماء والأرض فلا تخفى عليه أعمالهم {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} أي إن ذلك كله مسطر في اللوح المحفوظ {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أي إن حصر المخلوقات تحت علمه وإِحاطته سهلُ عليه يسيرٌ لديه.

بعض أباطيل المشركين وتحديهم بخلق ذبابة

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ(71)وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءاياتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءاياتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(72)يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ(73)مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(74)اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75)يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ(76)}.

ثم بيَّن سبحانه ما يقدم عليه الكفار مع عظيم نعمه، ووضوح دلائله فقال {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي ويعبد كفار قريش غير الله تعالى أصناماً لا تنفع ولا تسمع {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي ما لم يرد به حجة ولا برهان من جهة الوحي والشرع {وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} أي وما ليس عندهم به علم من جهة العقل وإنما هو مجرد التقليد الأعمى للآباء {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} أي ليس لهم ناصر يدفع عنهم عذاب الله {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءاياتُنَا بَيِّنَاتٍ} أي وإذا تليت على هؤلاء المشركين ءايات القرآن الواضحة الساطعة وما فيها من الحجج القاطعة على وحدانية الله {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} أي ترى في وجوه الكفار الإِنكار بالعبوس و الكراهة {يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءاياتِنَا} أي يكادون يبطشون بالمؤمنين الذين يتلون عليهم القرآن {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ} أي قل لهم: هل أخبركم بما هو أسوأ أو أشنع من تخويفكم للمؤمنين وبطشكم بهم؟ إنه نار جهنم وعذابها ونكالها {وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي وعدها الله للكافرين المكذبين بآياته {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أي بئس الموضع الذي يصيرون إليه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} أي يا معشر المشركين ضرب الله مثلاً لما يعبد من دون الله من الأوثان والأصنام فتدبروه حق التدبر واعقلوا ما يقال لكم {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ} أي إنَّ هذه الأصنام التي عبدتموها من دون الله لن تقدر على خلق ذبابة على ضعفها وإن اجتمعت على ذلك، فكيف يليق بالعاقل جعلها آلهة وعبادتها من دون الله! قال القرطبي: وخص الذباب لأربعة أمور: لمهانته، وضعفه، ولاستقذاره، وكثرته، فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره لا يقدر من عبدوهم من دون الله على خلق مثله ودفع أذيته، فكيف يجوز أن يكونوا آلهة معبودين، وأرباباً مطاعين؟ وهذا من أقوى الحجة وأوضح البرهان {وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ} أي لو اختطف الذباب وسلب شيئاً من الطيب الذي كانوا يضمخون به الأصنام لما استطاعت تلك الآلهة استرجاعه منه رغم ضعفه وحقارته {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} أي ضعف العابد الذي يطلب الخير من الصنم، والمطلوب الذي هو الصنم، فكل منهما حقير ضعيف {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} أي ما عظموه حق تعظيمه حيث جعلوا الأصنام – على حقارتها – شركاء للقوي العزيز ولهذا قال {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} أي هو تعالى قادر لا يعجزه شيء، غالب لا يغلب، فكيف يسوون بين القوي العزيز والعاجز الحقير؟! {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ} أي الله يختار رسلاً من الملائكة ليكونوا وسطاء لتبليغ الوحي إلى أنبيائه، ويختار رسلاً من البشر لتبليغ شرائع الدين لعباده، والآية ردٌّ على من أنكر أن يكون الرسول من البشر {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} أي يسمع ما يقولون ويرى ما يفعلون {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي يعلم ما قدموا وما أخَّروا من الأفعال والأقوال والأعمال { وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمورُ} أي إليه وحده جل وعلا ترد أمور العباد فيجازيهم عليها.

أوامر الله للمؤمنين

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(77)وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)}.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} أي صلوا لربكم خاشعين، وإِنما عبر عن الصلاة بالركوع والسجود لأنهما أشرف أركان الصلاة {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} أي أفردوه بالعبادة ولا تعبدوا غيره {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} أي افعلوا ما يقربكم من الله من أنواع الخيرات والمبرات كصلة الأرحام، ومواساة الأيتام، والصلاة بالليل والناس نيام { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي لتفوزوا وتظفروا بنعيم الآخرة {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} أي جاهدوا بأموالكم وأنفسكم لإِعلاء كلمة الله حقَّ الجهاد باستفراغ الوسع والطاقة {هُوَ اجْتَبَاكُمْ} أي هو اختاركم من بين الأمم لنصرة دينه، وخصكم بأكمل شرع وأكرم رسول {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي وما جعل عليكم في هذا الدين من ضيق ولا مشقة، ولا كلفكم ما لا تطيقون بل هي الحنيفية السمحة ولهذا قال {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} أي دينكم الذي لا حرج فيه هو دين إبراهيم فالزموه لأنه الدين القيم كقوله {دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} أي الله سماكم المسلمين في الكتب المتقدمة وفي هذا القرآن، ورضي لكم الإِسلام ديناً قال الإِمام الفخر الرازي: المعنى أنه سبحانه في سائر الكتب المتقدمة على القرآن، وفي القرآن أيضاً بيَّن فضلكم على الأمم وسمَّاكم بهذا الاسم الأكرم، لأجل الشهادة المذكورة، فلما خصكم بهذه الكرامة فاعبدوه ولا تردوا تكاليفه {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} أي ليشهد عليكم الرسول بتبليغه الرسالة لكم وتشهدوا أنتم على الخلائق أنَّ رسلهم قد بلَّغتهم {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} أي وإذْ قد اختاركم الله لهذه المرتبة الجليلة فاشكروا الله على نعمته بأداء الصلاة ودفع الزكاة {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ} أي استمسكوا بحبله المتين وثقوا واستعينوا بالله في جميع أموركم {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} أي فتمام الفضل والمنّة أن يكون الله تعالى معيناً لكم وناصركم في جميع أموركم.

ما قصررررررررررررررررررررررة

الشكوووووووووووووورك على هذ التفسير

مشكوور…

مشكووووووووووووووووووووووور

شكرااااا على ردودكم

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الارشيف الدراسي

اتكلم انجليزى فى يومين -مناهج الامارات

اكبر موقع لتعليم اللغة الانجليزية من البداية وحتى ايجادة اللغة عبارة عن عدة طرق اولا
شرح تفصيلى لاصول وقواعد اللغة بالفيديوهات شرح تفصيلى بامثلة على كل قاعدة
والابهر فى الموضوع انه قابل للترجمة اى يترجم الكلمة او الجملة التى تنطقها انت عن طريق المايك
ويقوم بالترجمة واخبارك بها عن طريق السماعات

فقط من هناااااااااااااااااا
English Courses Video Accent Reduction Learn English Plastic Computers lesson 1 56

english conversation vedio

لا تنسوا الرد على الموضع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

يعطيج العافية اختي,,

ينقل لقسم اللغة الانجليزية..

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الثامن

دليل المعلم لمادة التربية الاسلامية المنهج الجديد … تفضلوا …. -مناهج الامارات

لو سمحتوا ابي حل صفحة 100 في التربية الاسلامية … و حل درس الانانية وحب الذات .. اليوم لان يوم الاحد علينا تربية اسلامية ….. ( السبت .. 18 – 10 – 2022 م ) …..
اتمنى اتلبولي طلبي ..
ان شاء الله بلبيلكم طلبكم إذا بغيت شيء ………….. ههههههههههههه

أصراحة ماعندي أسموحة

ما عندي

منوه حل صلاة الاستخارة ياأخوان

اففف شو ها محّد عنده..

حتى أنا أبا حل هالدرس…..

انا اريد حل الاخوة في الاسلام كاملة ممكن اذا ما عندكم امر؟؟؟؟؟؟

تفضلووووو

صفحة 55

1) الخوة الإيمانية.
2) التعارف وتبادل الأحلام والأفكار والمشاعر وهموم.
3) قيمة كبيرة لما تمثله من نواة لقوة وترابط المسلمين.
4) المحبة في الله – حسن الصحبة والعشرة والمواساة – نصرته – صيانة الدمه والعرضه والماله – إغاثته ومساعدته عند الحاجة.

صفحة 56

3) المتحابون في الله يكونون في ظل الله يوم القيامة

صفحة 57

4) الحب في الله سبب لرضى الله ودخول الجنة

5) الحب في الله طريق للشعور بحلاوة الإيمان.

* أثر الأخوة:

في الدنيا:
1- وحدة المسلمين و اجتماعهم على الخير
2- إزالة الفوارق الطبقية و الجتماعية
3- التناصح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
4- تفوق المجتمع حضارياً

في الآخرة:
1- رضا الله ودخول الجنة
2- الأمن من أهوال يوم القيامة
3- الفوز بدعاء المسلمين له قبل الموت و بعده
4- ينالون مكانة عالية كوقوفهم على منابر من نور

صفحة 59

– الغيبة و النميمة: تولد الحسد والحقد الذي يؤدي لتفكك العلاقات بين الأفراد.
– التجسس: تتبع عورات الآخرين و انحراف في الأخلاق و هتك ستر البيوت.
– السخرية و الغرور: انتشار الحقد و الحسد وتفكك العلاقات بين الأفراد.
– الحقد و الحسد: تفكك المجتمعات بعد تفكك العلاقات بين الأفراد و كيد الشر للآخرين.
– الكبر وحب الذات و الأنانية: الظلم و تولد الحقد و الحسد .

– التقوى و مراقبة الله في السر و العلانية و تنقية القلب من أمراضه بالدعاء و كثرة الاستغفار

صفحة 60

– لقد آخي النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في أوائل أعماله بالمدينة.

صفحة 61

* رباط إيماني يقوم على منهج الله تعالى, ينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بحبل الله.

*
1- الحصول على رضى الله تعالى
2- وحدة المسلمين و اجتماعهم على الخير
3- الأمن من أهوال يوم القيامة
4- التناصح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

*
1) فس ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.
2) وجوههم نور وإنهم على نور.

انشطه الطالب :
النشاط الاول
1_ الاخوه في الله هي علاقه قائمه على اساس الحب و التعاون و الاخلاص بين المسلمين
2_ مرضاه الله تعالى و الامن من شدائد يوم القيامه \ اتحاد المسلمين و الاجتماع و ازاله الفوارق بينهم
3_الامن من شدائد يوم القيامه \ مرضاه الله تعالى و دخول الجنه

النشااط الثاني
1_ الامانه \ حفظ الاسرار \ ان يكون صادقا باقواله و افعاله \ يقوم بفرائض الاسلام \ اخلاقه الحسنه

النشاط الثالث ::
1_قالى الله تعالى ( و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصه )
2_ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (المسلم اخو المسلم لا يظلم و لا يسلمه و من كان في حاجه اخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامه
3_ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم( استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر و الكتمان )
4_قول الله تعالى ( يا ايها الذين امنو اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم )
5_ من ستر مسلم ستره الله يوم القيامه
6_ قول الله تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا )
7_ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم( من لم يشكر الناس لم يشكر الله )

النشاط الرابع :
1_ التمسك بلاخ الصالح
2_حسن الظن بالاخ و شكرهم على معروفهم
3_السؤال عنهم و زيارتهم من حين لاخر
4_ اختيار الصاحب الصالح بدلا من السيئ
5_ مصاحبه اهل التقوى فهم اكثر عونا و مساعده لااخرين

النشاط الخامس ::
1_ معرفتهم انهم جميعا اخوه في الله و لا يكتمل ايمان المسلم الا بمحبته للمسلمين حميعا لاقامه المجتمع المتماسك الملتزم
2_بمحبتهم في الله و حسن صحبتهم و العشره و المواساه لهم و نصرتهم اذا ظلموا و صيانه دمهم و مالهم

النشاط السادس::

1_الكذب و التحسس و الحسد و البغض و التدابر
2_ افشاء السلام
حب المسلمين و العشره الحسنه
اغاثته اذا كان محتاجا
مواساته في احزانه
نصرته اذا ظلم

تم بحمد الله

لا تنسونا بالردوود

لو سمحتوااااااااااا آنا ما كتلكم تكتبون الدروس إلي تبون حلها ….

بدي حل ص 101

علامات دالة على الرياء ….
1- حــــــــــــب الثنــــــــــــــــــــــــــــــــاء ..
2- طلـــــــــــــــع إلــــــــى مــــــــــدح المخـــــــلوقين ..
3- ن النية مَشُوبة بِغرَضٍ دنيويّ ومحاولة الإنسان إظهار نفسه
4- نسبه دائما إلى الكمال ، ونسيان عيوبها !

وشكرا .. اتمنى الرد ….

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

الفرق بين do و have -تعليم الامارات

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

استعمالات الفعل do

نستخدم الفعل do إما (1 ) كفعل رئيسي أو ( 2) كفعل مساعد

** نستخدم الفعل do كفعل رئيسي بمعني " يفعل أو ينجز " للتعبير عن فعل أو أداء عمل ما 0

People often do what they like

She always does her work

I did my homework yesterday

** ونستخدم الفعل do كفعل مساعد فيما يلي :

(1) لتكوين صيغة النفي للأفعال العادية في زمن المضارع البسيط والماضي البسيط :

مضارع بسيط ——- مصدر + do not ( مع فاعل جمع + الضمير I )

I don’t know what you mean

They don’t always do that

مضارع بسيط ——– مصدر + does not ( مع فاعل مفرد )

She doesn’t know the truth

She doesn’t understand him

ماضي بسيط —— مصدر + did not ( مع فاعل مفرد أو جمع )

I didn’t know that

We didn’t play tennis

( 2 ) لتكوين صيغة الاستفهام للأفعال العادية وفي هذه الحالة يوضع قبل فعل أخر لكي نسأل سؤال

في المضارع البسيط أو الماضي البسيط 0

مضارع بسيط —– ؟ مصدر + فاعل جمع + Do

؟ do you understand me

؟ do they read books

مضارع بسيط —– ؟ مصدر + فاعل مفرد + Does

Does he play football ?

؟ Does she know that

ماضي بسيط —— ؟ مصدر + فاعل مفرد أو جمع + Did

?Did you learn English at school

؟ Did they watch the film yesterday

(3) ويستخدم الفعل do للتعبير عن الإثبات المؤكد :

I do trust you

She does know the truth

He did play tennis

——————————————————

استعمالات الفعل have

يعتقد كثير من الأخوة الأعزاء أن الفعل have يستخدم بمعني ( يملك ) أو ( عنده) فقط ولكن هذا

غير صحيح لأن الفعل have يستخدم بمعاني أخري 00 سوف أذكرها ولكن في البداية أحب أن أوضح

أن صيغة المضارع من هذا الفعل هي have مع الفاعل الجمع وكذلك ضمير الفاعل I ( أنا ) 00

و has مع الفاعل المفرد 00 وأما في الماضي فنستخدم had مع الفاعل المفرد والجمع 0

والآن مع المعاني المختلفة للفعل have :

(1) يملك – عنده :

لديها سيارة خاصة 0 She has a private car

عنده كثير من المال 0 He has a lot of money

عندي عمل كثير لابد من إنجازه 0 I have a lot of work to do

(2) يعاني من :

أعاني من صداع 0 I have a headache

كانت تعاني من ألم في الأسنان 0 She had a toothache

? do you have any pain on this side

هل تعاني من أي ألم في هذا الجانب ؟

(3) يواجه :

I have some difficulty in doing this

أواجه صعوبة في عمل ذلك 0

؟ Had you any difficulty in finding our house

هل واجهت أي صعوبة في الوصول إلي منزلنا ؟

هل تواجه أي مشكلة ؟ have you any trouble

(4) يتناول :

إنه يتناول إفطاره في السابعة 0 He has his breakfast at seven

هل تتناول العشاء معي ؟ Will you have dinner with me

تناول بعض القهوة 0 have some coffee

( 5) يأخذ :

أخذت بالفعل تفاحة 0 I have already had an apple

خذ موزة 0 have a banana

خذ واحدة من هذه التفاحات 0 have one of these apples

( 6) يستمتع :

استمتعنا بوقت جميل في الحفلة 0 We had good time at the party

أرجو لك وقتا ممتعا 0 have a pleasant time

لقد قضيت وقتا ممتعا للغاية 0 You had such a good time

( 7) يستلم – يتلقي :

لقد تلقت خطابا من صديقتها 0 She had a letter from her friend

؟ How often do you have letters from your sister

كم عدد المرات التي تتلقين فيها خطابات من أختك ؟

( 8) يحصل علي :

هل وصلتك رسالتي ؟ have you got my message

لقد حصلت علي كل شيء 0 She had got everything

لم أحصل عليه 0 I haven’t got it

———————————————————

الفرق بين have و have got

نستخدم has أو have فقط ( بدون got ) بمعني يملك ، إذا كان المفعول به جزء من الفاعل 0

A camal has four legs – I have ten fingers – The poor woman has five children

في المثال الأول ( الأرجل ) هي جزء من ( الجمل ) 00 وفي المثال الثاني ( الأصابع ) جزء مني وفي

المثال الثالث يعتبر ( الأطفال ) جزء من المراة 0

ونستخدم has got أو have got إذا كان المفعول به هو شئ أو أشياء تخص الفاعل وليست جزء منه

All the pupils have got pencils – The doctor has got a new car

Ali and his brother have got new shoes

في المثال الأول ( الأقلام الرصاص ) تخص ( التلاميذ ) وليست جزء منهم 00 وفي المثال الثاني

( السيارة ) تخص ( الطبيب ) 00 وفي المثال الثالث ( الأحذية الجديدة ) تخص ( علي وأخيه ) 0

*** ليس ممكنا عمل ( قاعدة ) ولكن يبدو مألوفا أكثر أن نقول has got أو have got

عندما يتكلم الفرد عن ممتلكات ليست جزء من الجسم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يزاج ربي الخير..

ما قصصرتي..

تسلمين يا الغلا و ما قصرتي

دوووومج متالقة طيوبة

عساج ع القوة

مشكوره الطيبه
بارك الله فيج
والله يعطيج العافية

بارك الله فيكم ع الردود

اللعم اعز الاسلام و المسلمين