لو سمحتو الي عنده بحث عن حفظ العقل في الشريعه الاسلاميه والمقدمه وموضووع .الخ الخاتمه
لا يبخل علي بليز ابي ضروووري
فدااعة الله
تفضلي اختي هذي معلومات وااايد مفيده
والباقي عليج
ما عليج غير انج تسوي مقدمه وخاتمه
والعقل : مصدر : ما يقابل الغريزة التي لا اختيار لها، أو : ما يكون به التفكير، والاستدلال وتركيب التصورات والتصديقات… والعقل الغريزي عند الشافعية : هو ما يترتب عليه التكليف، والعقل المكتسب عندهم : هو ما به حُسْن التصرف
والعقل لغة : المنع، لأنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل
واصطلاحاً : اختلف فيه كالروح، وأن الخلاف الذي هو في الروح هو عين الخلاف الذي هو في العقل. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله هو غريزة يُتهيَّأ بها لدرك العلوم النظرية، وكأنه نور يقذف في القلب. أي : فمحله القلب، ونوره في الدماغ كما ذهب إليه الإمامان مالك والشافعي رضي الله عنهما – وجمهور المتكلمين …. وقال بعضهم : الروح والنفس والعقل متحدة بالذات مختلفة بالاعتبار، فمن حيث قوام البدن بها تسمى روحاً، ومن حيث ميلها للشهوات والحظوظ تسمى : نفساً، ومن حيث إدراكها العلوم والمعارف والنظر في عواقب الأمور تسمى عقلاً).
(والعقل خمسة أنواع :
الأول : غريزيّ : وهو غريزة يُتهيَّأ بها لدرك العلوم النظرية.
الثاني : كسبي : وهو ما يكتسبه الإنسان من معاشر العقلاء.
الثالث : عطائي : وهو ما يعطيه الله للمؤمنين، ليهتدوا به إلى الإيمان.
الرابع : عقل الزهاد : وهو الذي يكون به الزهد.
الخامس : شرفيّ : وهو عقل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أشرف العقول).
وقيل : العقل : نور يضيء به طريق يبتدأ به من حيث ينتهي إليه درك الحواس فيبتدي المطلوب للقلب،أي : نور يحصل بإشراف العقل الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أوائل المخلوقات).
فالحاصل أنهم ذكروا للعقل معانٍ كثيرة جداً واختلفوا في ذلك اختلافاً كبيراً ليس هذا مكان ذكرها، وإنما أردنا بديئاً أن نذكر لمحة موجزة عن العقل وما قيل فيه.
قال أمير المؤمنين علي رصي الله عنه العقل عقلان : مطبوع، ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع، كما لا ينفع ضوء الشمس، وضوء العين ممنوع.
وإلى الأول أشار صلى الله عليه وسلم بقوله : "ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل". وإلى الثاني – وهو المسموع – أشار بقوله : "ما كسب أحد شيئاً أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرّده عن ردى" وهذا العقل هو المعني بقوله عز وجل : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت : 43]).
وللعقل أهمية بالغة لا تخفى على ذي لب بصير، لأن الإنسان إنما ميزه الله تعالى وفضله على غيره من الحيوانات والجمادات إنما هو بالعقل، لأن العقل يسوق صاحبه إلى الخير والرشاد ولذلك يطلق على الإنسان الحكيم العارف اسم العاقل، فللعقل أهمية كبرى وفضيلة عظمى. ومن أهمية العقل أيضاً تحريم الله تعالى كل ما يذهبه، ويؤدي إلى خرابه، لان الإنسان إذا فقد عقله فقد حياته، إذ سر الحياة منوط بوجود العقل وسلامته، حتى انه تعالى في القرآن العظيم قال عن أكثر الأمور أنه لا يدركها ولا يعلمها إلا أهل العقول، وليس تحريم الخمر وغيره من الأمور المذهبة للعقل إلا محض مصلحة لنا. لأنه تعالى ليس بحاجة من ذلك التحريم إلى نفع يحصل عليه ولا إلى شر يتقيه، فسبحانه هو الغني عن الخلائق كلها لا تضره معاصيهم ولا تنفعه طاعتهم. وإنما الأحكام الشرعية – كما هو مقرر – مصالحها تعود على العباد وجاءت دارءة للمفاسد عنهم.
والله تعالى قد هيأ العقول لتكون للعباد أداة من أدوات الإدراك، والفهم، والنظر، والتلقي والموازنة، فتنطلق في الكون سعياً لتسخيره وعمارته وإصلاحه وفق ما سنه الله تعالى من سنن ونواميس تحقيقاً لمعنى الخلافة، مهتدياً بنور الوحي ومقاصد الشريعة.
وكثيراً ما يدعوا القرآن إلى النظر العقلي، والتفكر، والتدبر، ويأمر بالنظر في الأكوان واستخراج أسرارها.
والعقل أشرف المخلوقات، وأخطر من كل خطير، وهو حجة للتوحيد كالسمع والدليل على ذلك قوله تعالى : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك : 10].
وهو محل معرفة الإله، مناط خطابه وتكاليفه، ويتوصل به إلى مصالح الدنيا ومفاسدها ويجب أن ينضبط العقل بضوابط تقيه من الزلل والانحراف منها :
– الحذر من إتباع الهوى عند البحث عن المصالح، قال تعالى : {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [البقرة : 269] وهم من خلصت عقولهم عن شوائب الهوى وآفة العقول.
– والحذر من أحادية المعرفة عند البحث عن المصالح، وضرورة أن تكون معرفة الدنيا والآخرة ماثلة أمام عيني الباحث، دليل ذلك قوله تعالى {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } [الروم : 7]. ولولا العقل لما كانت التكاليف إذ إنه أُسَّ الفضائل، وأصل الدين وعماد الدنيا، فالقرآن يمد العقل مَدَّ الزيت للمصباح.
فمن اتبع ما أناره له العقل الصحيح نجا وفاز، ومن عاج عنه هلك وأهلك.
ويكفيك من منفعة العقل أنه يهديك إلى صدق النبي صلى الله عليه وسلم وآله، ويفهمك موارد إشارته. قال الشاعر :
وأفضل قسم للمرء عقلُه — فليس من الخيرات شيء يقاربه
إذا كَمّل الرحمن للمرء عقلَه — فقد كملت أخلاقه ومآربه
وللعقل دور كبير في حياة الإنسان ما ينفعه ويفسده، وليس معنى هذا أن المعول عليه في إيجاد المصالح ودرء المفاسد هو العقل، ولا يعني هذا أيضاً أن العقل لا دخل له فيها، بل للعقل أثر في ذلك، إلا أنه لم يكن لم يكن معتمداً عليه غالباً، لما لهوى من تحكم في عقول البشر فيرى مصلحته الآتية هي خير له، وربما هي شر له ولغيره، لذلك لم يكن الاعتماد عليه كل الاعتماد، أما من عَقَل عقله عن الهوى، وحجبه عن إتباع الشهوات ووجه إلى الفضائل والخيرات، فهذا العقل يدرك المفاسد والمصالح على حقيقتها.
والأحكام الشرعية التي كتبها الله تعالى علينا، بعضها لا يدرك بالعقل، فلذلك لا يجوز له أن يحكم فيها، أو أن يغيرها حسب ما يشتهي، والعقل ربما يدرك حكمة بعض التشريعات وربما لا يدركها، فما عليه إلا أن يسلم في كلا الحالتين للبارئ الذي خلقه، وذاك هو الإيمان الحق. ألا يثرى أن بعض الكفار قبل بعثة النبي المكرم صلى الله عليه وآله وسلم منهم من لم يكن يشرب الخمرة ولم يعبد الأصنام ولم يقتل ولم يزني، أدرك ذلك بعقله المستقيم، أن هذه الأشياء لا تليق بذي لب، وأنها تؤدي بالإنسان إلى السوء والمفاسد والمظلمة.
فلذلك الإسلام لم يهمل العقل ودعه جانباً، بل هو إذ يعتمد العقل سبيلاً إلى درك الحقائق في الكون، والإنسان، والسنن الإلهية الثابتة، أساساً للعقائد، وتكويناً للقناعة بحقيقتها ما ينهض بالأصالة والذاتية، ثقة منه بأحكامه في أعظم قضاياه، فَلأَن يعتمده فيما عدا ذلك من حقائق العلم، مقررات التشريع العلمي، والتصرف فيها اجتهاداً وتطبيقاً من باب أولى .
وللعلماء في هذا المجال كلام طويل، وخلاف، وآراء، ولا يليق بهذا المختصر ذكرها، وإنما أردنا التنويه بهذه الفكرة، لما لعالم في هذا الزمان من، قيل وقال، تجاه الإسلام وأحكامه، فمن أراد التوسع في هذا فليرجع إلى مواردها، المقررة في علم أصول الفقه وغيره.
ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم تحدث عن العقل :
قوله تعالى : {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 73].
وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران : 118].
وقوله تعالى تحدثاً عن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما خاصمه قومه : {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء : 67]
وقوله عز شأنه : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } [العنكبوت : 43]
وقوله سبحانه : {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [الأنفال : 22] عندما عطلوا عقولهم ووضعوها جانباً، واتخذوا أهواءهم وشهواتهم آلهة تسيرهم، جعلهم الله تعالى أسوأ وأشر الخلائق حتى إن البهائم أفضل منهم.
ومما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في ذكر العقل : ما رواه ابن المنتفق عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له : ثنتان أسألك عنهما ما ينجيني من النار وما يدخلني الجنة قال… ثم أقبل عليَّ بوجهه، قال : (لئن كنت أوجزت في المسألة، لقد أعظمت وأطولت، فاعقل عني إذاً، اعبد الله ولا تشرك به شيئاً…. ) الحديث. ودليلنا بإيراده هو قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم له : فاعقل عني. نبهه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يسمع منه بتعقل وتدبر لكي يفهم الأمر ويدركه بعقل واعٍ، حتى يسير في عبادته على أكمل وأحسن وجه. والله أعلم.
وقال صلى الله عليه وسلم وآله : "كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه" فالنبي صلى الله ليه وآله وسلم أخبر بأن الرجل على قدر عقله، ممن كمل عقله كملت مروءته.
وقال عباد بن عباد الخواص الشامي: اعقلوا والعقل نعمة فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه"…. ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لا نظر فيه حتى يكون فضل عقله وبالاً عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الأعمال الصالحة.
وللعقل الدور الأكبر في تسيير المرء إلى أقوم الأفعال، وتسيير العالم إلى قمم الحضارة والتقدم، فكل الذي نراه في زماننا هذا من التطور والاختراعات والإبداعات إنما هي بإبداع من العقل وبتفكير منه، فكلما أعمل الإنسان عقله أبدع وأنتج ما لم ينتجه غيره.
وقد برع العقل الإسلامي في ميادين كثيرة، منها علم الجبر الذي ابتكره المسلمون من عدم، وما يزال هذا العلم يحمل اسمه العربي. وقد أبدع المسلمون أيضاً في علم الفلسفة ونشطوا فيه وازدادوا وأفادوا. كل ذلك من ثمرة العقل الذي أودعه الله تعالى في الإنسان.
فلعلم الإسلام بهذه النقاط وهي أن العقل أمر هام في حياة الإنسان لم يهمل العقل ويوقفه بل اعتمده وأيده، فلو تتبعنا في القرآن الكريم ما تضمنه من آيات تشيد بالعقل والفكر والعلم والتدبر وما يدخل في نطاقها لوجدناها غريزة جداً حتى العبادة جعلها الإسلام مرتبطة بالعقل فبقدر عقله تكون عبادته ). فالصلاة مثلاً ليس للإنسان منها إلا ما عقل، وخشع وهو واقف بين يدي ربه جل وعلا. قراءة القرآن أيضاً ليست نافعة إلا ما تدبر الإنسان به وفهمه، وإلا كان القرآن يلعنه ولم يجاوز تراقيه كما أخبر بذلك النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه يقرأ الحرام ويفعله ويقرأ الواجب ويتركه، فأين عقله وفهمه، فلو كان له عقل وتدبر وفهم في آيات الله لامتنع عن الحرام، ولالتزم ما أُمر به.
وهناك أمر هام يحسن بنا في هذا المقام أن تعالجهن لكثرة ما أثاروا الجدال حوله، وظن الحاقدون أن لهم متمسك به للطعن بالإسلام عطل العقل ومشى ضده في أحكامه وتشريعاته؟
بالطبع لا ومما سبق ذكره وبيانه، في أن الإسلام باستخدام العقل وذم من أهمله خير مجيب على تلك الشبهة الزائفة، وأعظم دليل على ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف : 179]
أعطاهم الله القلب ليتفكروا ولينظروا فأهملوه وأعطاهم العين لينظروا بها إلى آيات الله العظام فأهملوها، وأعطاهم الله السمع ليسمعوا آياته ويعتبروا ويتفكروا ولكنهم يعرضون ويصدون، فهؤلاء الذين ذرأهم الله تعالى لجهنم، لمّا عطلوا هذه النعم التي أعطاهم الله إياها، كانوا كالأنعام وكالبهائم التي لا تفقه ما يقال لها ولا نقهم ما أبصرته لما يصلح ولما لا يصلح، ولا تعقل بقلوبها الخير والشر، فتميز بينهما، بل هؤلاء أشد ذهاباً عن الحق، وألزم لطريق الباطل، من البهائم، لأن البهائم لا اختيار لها ولا تميز، وإنما هي مسخرة، ومع ذلك تهرب من المضار، وتطلب لأنفسها من الغذاء الأصلح، والذين وصف الله صفتهم في هذه الآية، مع ما أعطوا من الإفهام والعقول المميزة بين المصالح والمفاسد، تترك ما فيه صلاح دنياها وآخرتها، وتطلب ما فيه مفاسدها، فالبهائم منها أسدُّ وأقوم، وهم منها أضلّ .
والذين يلغون عقولهم وينظرون إلى الأمور بعقول غيرهم، ولا يتفكرون ولا يعتبرون، فقد حكم عليهم القرآن الكريم بأنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون.
وما هذه الشبهة إلا وبالاً على المتمسكين بها، وطعناً فيهم، لأن القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مليئة بالطعن بهؤلاء الذين يهملون عقوله، ألا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الكرام، ففي الحرب استشارهم وأخذ برأيهم وفي الأسرى استشارهم وطلب منهم الإدلاء بالرأي والفكرة، وهكذا في أكثر أموره صلى الله عليه وسلم، فلم يجعلهم جماداً يفعلون دون تفكير ويمشون دون وعي أو حكمة.
وما حرم الإسلام الخمرة وغيرها من المسكرات إلا لكونها تذهب العقل وتلحق الإنسان بالبهائم التي لا عقل لها، وتؤدي به إلى الهلاك.
ولنذكر هنا بإيجاز نظرة الطب إلى الخمر وآثارها، لكي نزداد يقيناً بعظمة ديننا الذي لا يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا آجلاً أو عاجلاً، ويدرء عنا كل ما فيه مفسدة لنا ومضرة آجلاً أو عاجلاً.
يقول الأطباء: إن تناول الكحول يؤدي إلى إتلاف الجسم، فهو يخرش الأعصاب الحسية أثناء عبوره إلى المعدة ويؤدي إلى هيجان مؤقت، وإن مكث الكحول لمدة طويلة في المعدة يؤدي إلى تخريشها، وإن تحول الكحول في البدن يؤدي إلى انتشار حرارة تُستَهلك على حساب المواد السكرية والشحمية، وتسمى هذه الحرارة عند العلماء بالحرارة المعطلة لأنها تمنع من استهلاك المواد السكرية والدسمة، وهكذا نرى الأشخاص المدمنين يصبحون قليلي الشهية للطعام ويتعرضون لسوء التغذية، والبعض عندما يتناول الكحول يصبح معهم تشنج في الفتحة البولية التي تفصل المعدة عن الأمعاء الدقيقة وبالتالي يؤدي إلى الإقياءات المباشرة. وأيضاً ينجم عن ذلك أن المدمنين على الشرب معرضون لتشمع الكبد، والإصابة بالآفات النفسية الغولية {1}، والتعرض أكثر من غيرهم للإصابة بالسل وسرطان المجاري التنفسية، مما يؤدي إلى ارتفاع الوفيات بشكل مخيف، وفي فرنسا مثلاً تشير الإحصائيات إلى وفاة ما يزيد عن (30.000) شخص سنوياً بنتيجة تعاطي المشروبات الكحولية. ويؤثر الكحول في الادرينالين {2}، ويؤثر أيضاً على استقلاب السيروتونين {3} الذي يلعب دوراً هاماً في بعض الأعمال العصبية والوعائية.
ومما لا شك فيه أن تأثير الكحول في الدم ينعكس مباشرة على الدماغ، ويزيد من لزوجة الدم بتأثيره على الكريات الحمراء، مما يؤدي إلى اضطراب هام في تروية الأنسجة، ينجم عنه إحساس بالاختناق، والدماغ يتأثر جداً بالحرمان من الأوكسجين، فيقوم باستهلاك جميع المخزون منه أكثر من بقية الأعضاء، ويؤثر بالتالي بالاضطرابات الدموية، وتناول الكحول يساعد في تعطيل الذاكرة وحفظ المعلومات، وشرب كاسين أو ثلاث من الخمر يومياً وعلى الريق يكفي لتخريب الخلايا الدماغية بصورة غير قابلة للإصلاح.
ولا أحد يجهل تأثير الكحول على السلوك العام، مع تناقض التحكم الذاتي، وفقدان الهيبة، ويصبح ثرثاراً شديداً، وكلما ارتفعت الدرجة الغولية الدموية، فقد السكران القدرة على الرؤية الواضحة، ويخف سمعه، وتضعف عنده سرعة الاستجابات الحركية، وتنخفض إدراكاته عن طريق اللمس، وقد يصبح السكران ضحية لنزيف دماغي أو لاختناق بسبب القيء، وعندما تصل الدرجة الكحولية التي يتناولها الإنسان إلى حوالي (0.6- 0.7) بالمائة أو أكثر. تتعطل المراكز الدماغية التي تتحكم بالتنفس وضربات القلب، وغالباً ما ينتهي السكران بالموت، كل هذا إلى جانب الآفات الكبدية والقلبية الدورانية والمعدية والبانكرياسية وما يترتب عليها من ارتفاع في الوفيات التي تكلف المجتمع من الخسارات التي لا حدَّ لها.
ويتبين من كل ما سلف ما للكحول من آثار على الدماغ فهذا الشراب السام يستطيع أن ينفذ على حوالي 80% من أعضاء الجسم، ويسبب فيها آفات تزداد سوءاً بالإدمان على الشرب….
ويقول الأطباء: إن الإصابة بداء (العِله) {4}، تؤدي إلى التعدي على المجتمع البشري بأسره، وذلك لأنه هذا الداء ينتقل عن طريق الوراثة، فأولاد المصابين، إذا لم يكتب لهم الموت صغاراً، عاشوا حياة البؤساء في بيئة من الجهل والمرض وسوء التغذية، أو بؤرة الإحرام، إلى جانب الآفات النفسية والعصبية المتردية. ا ﻫ
ولعلنا أطلنا قليلاً، ولكن مثل هذا البحث لائق بموضوعنا، لما في زماننا من شدة الفساد وغلب الأهواء، وتسلط الشهوات، الذي لا نكاد نجد له حلٌّ أو شفاء، وما ذلك كله إلا لبعدنا عن ديننا وقرآننا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فالله تعالى عندما يأمرنا بترك الخمر، لا لمجرد أمر أمرنا به، بل لخير كبير ومصلحة عظيمة ولكي نحفظ عقولنا من الزوال، وأجسامنا من الانهيار، ونحن رأينا مما سبق بيانه، ما للخمر من أضرار على الفرد والأسرة والمجتمع، والمتأمل بعد ذلك كله يرى عظيم رحمة الله بنا، ومحبته لنا، إذ لم يرض لنا ما يؤدي إلى فسادنا، أو إهلاكنا، فله الحمد تعالى على ما أمرنا به، ونهانا عنه.
وأما عن حفظ العقول، فهو أمر كتم لا بد منه، وأول ما يتجلى ذلك بالابتعاد عن الخمر وأشباها، التي تسوق العقل إلى الدمار، والأمة إلى البوار.
وقال سلطان العلماء في الإحسان بحفظ العقول : وذلك بإراقة المسكرات، ومنع شاربها من شربها، والإنكار عليهم. وذلك وسيلة إلى حفظ العقول التي هي محل معرفة الإله، ومناط خطابه وتكاليفه ولأن مفاسد زوال عقل الآدمي يوصله إلى مرتبة أدنى من البهائم، إذ يصدر من السكران من القبائح والمآثم ما لا يصدر من أرذل البهائم. ا ﻫ
والعقل الذي يهبه الله تعالى للإنسان، أباح له كل ما يكفل سلامته وتنميته بالعلم والمعرفة، وحرم كل ما يفسده، أو يضعف قوته، كشرب المسكرات وتناول المخدرات، وأوجب العقوبة الزاجرة على من يتناول شيئاً منها، فيضمن بذلك حفظ العقل الذي هو مناط التكليف. ا ﻫ
ريح ما قصر..
يزاه الله خير
تسسلم..جاري تعديل العنوان
بس انا بغيت البحث بس يكون عن حفظ العقل مب كل الضرورات الخمس
هذا بحث عن حفظ العقل ، حفظ العقل في الاسلام و الشريعة و بين الشريعة و القانون
يعني تقدري تقولي بحث شامل فيه كل شي
بس انتي اخذي المعلومات إلي تناسبج لعمل البحث
يعني لا تصعبي الموقف على نفسج اختي
وبشوف لج معلومات اكثر ان شاء الله
نحن ف الخدمه ولا يهمج اختي
موفقه ان شاء الله
ان شاء الله اكون حققت مرادج خيتووو
هذه دراسة متواضعة لموضوع العقل، وفق المفهوم الإسلامي السلفي، مع مناقشة موضوعية يسيرة للمفهوم المعتزلي والفلسفي داخل دائرة التراث الفكري الإسلامي، فالهدف هو توصيف الفكر الإسلامي، الذي بينه الإسلام، وخاطبه القرآن الكريم، بمعزل عن الجدل المنطقي والفلسفي ، حول ماهية العقل وأقسامه وأنواعه.
مفهوم العقل:العقل هو جزء من الشرع، و عليه فان من لا عقل كاملا له لا شرع له ، ومن لا شرع كاملا له كمن لا عقل له.الشرع: هو كل ماورد فيكتاب الله وسنة رسول الله. يدور المعنى اللغوي لكلمة «عقل» في أغلب المعاجم العربية وغير العربية حول معان، هي: الربط، والضبط والإمساك، والحفظ ، وهذا هو المعنى الحسي المادي للكلمة ، وكثير من جزئياته تتوفر في العقل البشري، فهو يحفظ صاحبه، ويمنعه مما يضره، وبه يضبط أموره ويفهمها، ويميز بين السقيم والسليم .
وقد تعددت التعريفات الاصطلاحية للعقل تعدداً كبيراً تبعاً لكثرة المتحدثين في ذلك من الفلاسفة وأهل الفرق المختلفة ، فجاء كل تعريف حاملاً معتقد قائله، ومن أشهر تعريفات العقل أنّه :
1 ـ «قوة غريزية للنفس تتمكن به من إدراك الحقائق، والتمييز بين الأمور».
2 ـ «جوهر مجرد عن المادة في ذاته مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة، أو هو جوهر روحاني خلقه الله متعلقاً بالبدن.
3 ـ «القوة المدركة في الإنسان، وهو مظهر من مظاهر الروح محله المخ، كما أن الإبصار من خصائص الروح آلته البصر».
ولا خلاف في أن العقل نعمة منّ الله بها على الإنسان ليعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الحسن والقبيـح ، ولا نستطيع إدراك حقيقتها أو كنهها وإنّما نعرفها بما دل عليها من أفعال وتصرفات، يتضح من خلالها أن هذا كامل العقل أو ناقصه أو راجحه أو لا عقل له.
فماالعقل؟كان السلف يقولون إن العقل عقلان )غريزي ومكتسب). فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية من فهم وإدراك وفقه واتساقفي الكلام وحسن تصرف، و هو مناط التكليف، فمن لا عقل له لا يكلف، ومنفقد بعض مقدراته العقلية فإنما يكلف بحسب ما بقي له منها.
ويقسم فلاسفة العرب العقل إلى نوعين: غريزي، ومكتسب.. فأما الغريزيفهو العلم بالمدركات الضرورية، واستعداد النفس لتقبل النظريات واكتسابها، وهذا ما يسميه بعضهم «العقل بالملكة» وأما المكتسب أو المسموع، فهو نتيجة اكتساب النظريات واختزانها في العقل الغريزي.
فالعقل الغريزي، هو الأصل الذي خلقه الله ، والمكتسب هو الفرع الذي تم ونما بوجود الأصل، فإذا اجتمعا قوى كل منهما صاحبه. والغريزي هو مناط التكليف وسببه، فإن فقد فلا تكليف، وبه سمي الإنسان عاقلاً، وتميز عن سائر المخلوقات، والمكتسب هو مكان المدح والذم، أو إن المدح والذم يقعان على أثره، «فكل موضع ذمّ الله فيه الكفار بعدم العقل فإنه يشير إلى المكتسب دون الغريزي». وهناك تقسيم آخر للعقل وهو: عقل نظري وعقل عملي ، وهذا اختلاف في التسميـة فـقـط ، أم المعنى فيتفق مع التقسيم السابق ، فالنظري يساوي الغريزي ، والعملييساوي
المكتسب وقد وردت تفسيرات وتقسيمات وتعريفات كثيرة عند الفلاسفة امتزجت بالمفهوم اليوناني الوثني، وانحرفت عن المفهوم الإسلامي للعقل، ولا يتسع المجال لحصرها هنا .
والذي نخلص إليه أن العقل ملكة وغريزة فطرية مدركة وهبها الله سبحانه الإنسان وميزه بها، يستطيع عن طريقها التصديق والتصور البديهي للأمور الضرورية، وتصقل هذه الغريزة، وتتسع مداركها بما تتلقاه من علوم وتجارب في الحياة.
العقل في العقيدةوالشريعة:
الإسلام عقيدة وشريعة، معارف وأحكام، فالعقيدة هي الرؤية الكونية التيينبغي للمسلم الإذعان بها، كما أنّ الأحكام برامج عملية يسير على ضوئها.
وقدحاز العقل دوراً متميزاً على صعيد العقائد والمعارف والأحكام ممّا يدعونا إلى تسليطالمزيد من الضوء عليه، فنقول:
لقد حثَّ الإسلام منذ نشوئه على التفكير والتعقّلفي الكون وباطنه الذي يعبّر عنه سبحانه بملكوت السماوات والأرض، وقال أو لَمْيَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ وَالأَرضِ وَما خَلقَ اللّهُ مِنْ شَيء) وقداستأثر التفكير والتعقل مساحة شاسعة من اهتماماته، حتى بلغت الآيات التي زهت بألفاظ (الفكر)، (العقل) من الكثرة بمكان.فقد ورد لفظ(الفكر) في القرآن بمختلف صيغة ثمانيعشرة مرّة، كما ورد لفظ (العقل) فيه كذلك تسع وأربعين مرّة.
إنّه سبحانه زوَّدالإنسان بالتفكير والتعقّل وأعطى له الأدوات المطلوبة وأفضلها السمع والبصر، قالسبحانه: (وَاللّه أَخرجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيئاًوَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْتَشْكُرُون).
والمراد من الشكر في ذيل الآية صرف النعمة في مواضعها، فشكر السمعوالبصر هو إدراك المسموعات والمبصرات بهما، وشكر الفؤاد هو إدراك المعقولات وغيرالمشهودات به، فالآية كما تحرِّض على إعمال السمع والبصر في درك ظواهر الكون،تحرِّض أيضاً على استعمال الفؤاد والقلب والعقل فيما هو خارج عن إطار الحس وغيرواقع تحت متناوله، فمن أراد قصر التعليم والتفكير على ظواهر الكون وحرمان الإنسانمن التفكير فيما هو خارج عن نطاق الحس فقد خالف القرآن الكريم.
فهو أشبه بالطفلالذي يقتصر بما حوله من الأشباه والصور، دون أن يستطلع ما وراءهما، فالإنسان بحاجةإلى الحس والعقل معاً بغية التحليق في سماء العلم والعرفان
. العقل في الكتاب والسنة :
يخاطب القرآن الكريم الإنسان بوصفه كائناً عاقلاً، متميزاً عن غيره بهذه الصفة التي من خلالها يفرق بين الخير والشر، والحق والباطل، ويعرف ما يضره وما ينفعه عن طريقها ولم ترد آية في القرآن الكريم تعين العقل وتبين ما هو، وإنّما الذي ورد في مواضع كثيرة هي مشتقات العقل، ووظيفته، وعمله، من مثل (تعقلون، يعقلون، عقلوه، تعقل…) وقد بلغت تسعة وأربعين موضعاً (12).
ومن تلك الآيات: ﴿ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها.إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾ (13)، ﴿كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون﴾ (14)، ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ (15)، ﴿وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير﴾ (16)، وهناك آيات أخرى لم تذكر مشتقات العقل، وإنّما ركزت على وظائف العقل، كالتذكير، والتفكير، والنظر، والفقه، والتدبر، ونحوها، من مثل قوله تعالى: ﴿.. قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون﴾ (17)، وقوله: ﴿.. انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون﴾ (18)، وقوله: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ (19)فالآيات هذه وغيرها تدعو دائماً إلى التعقل، أي توظيف العقل، والاستفادة منه فيما يفيد صاحبه، ولم يتوجه القرآن الكريم إلى بيان معنى العقل أو ماهيته، وإنّما كان الخطاب القرآني منصباً على توضيح أهمية العقل في كونه وظيفة تساعد الإنسان على التذكر، والتفكير، والنظر، والتدبر، ثم الخروج بنتيجة واحدة، وهي الإيمان بالله الواحد القهار، لأن العقل السليم لابد أن يهتدي إلى هذا.
وورد في التفسير أن كلمة «القلب» في القرآن الكريم لها ارتباط بالعقل، كما في قوله تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (20)، وقوله: ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ (21). فقد فسر ابن عباس «القلب» في الآية الثانية بالعقل: وذلك لأن العقل قوة من قوى القلب وخادم من خدامه، وبه قال الليث: لأنه يعقل بالقلب فكنى عنه، وكذا قال مجاهد (22). والقلب ليس الجهاز المعروف لضخ الدم، إنّما هو اللطيفة المدركة التي وضعها الله في الإنسان، لتكون موضع أعمق الأفكار، وأصدقها، وأوثقها (23).
وورد في القرآن الكريم مرادفات للعقل: كالحجْر، والفؤاد والنُهى، واللبّ، والحلم، وأسند إليها شيء من وظائف التعقل، من النظر والتفكير والذكر والتذكير، ونحوها، مما يدل على أن من اتصف بها قد اكتمل عنده العقل فأدرك حقيقة وجوده في هذا الدنيا، وفهم طبيعتها، ويستعين على هذا الإدراك بحاستي السمع والبصر، قال تعالى: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ﴾ (24)، وقال: ﴿ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصمّ ولو كانوا لا يعقلون. ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون﴾ (25). وهذه الحواس تعضد العقل وتساعد في معرفة المحسوسات والمشاهدات في عالم الشهادة، في حين ينفرد العقل بمعرفة عالم الغيب (26). وهكذا يكون السمع والبصر طريقين من طرق التعقل التي تنتهي بالإنسان إلى المعرفة العقلية المنشودة.
أما السنة النبوية الشريفة : فلم يرد فيها لفظ العقل إلا في حديث النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى النساء عندما قال: «… ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن؟ قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها » رواه الشيخان، واللفظ للبخاري (28) ويتداول الناس أحاديث كثيرة مفادها أن العقل أو المخلوقات و«لا أصل لشيء منها، وليس في رواتها ثقة يعتمد» (29). وقد نص ابن تيمية على أن حديث «أول ما خلق الله العقل» كذب موضوع (30)، وعلى الرغم من ذلك يصرّ أحد الباحثين (31)، على أن أحاديث العقل كلها صحيحة، لأن علماء الفقه من السنة قد بالغوا في حملتهم على أحاديث العقل، خوفاً من أن ينساق الناس خلف العقل وحده (32). ويرى أن تلك الأحاديث تتفق مع روح الآيات القرآنية، وتشرحها بطريق غير مباشر (33). ويسوق عدداً من الملاحظات يؤيد بها رأيه، ولكنها لا تستقيم في دفع الوضع، أو الضعف على الأقل عن تلك الأحاديث (34). والذي نراه أن السنة الشريفة وإن لم يصح فيها أحاديث كثيرة جاءت بلفظ العقل، إلا أنها لا تتجاوز المفهوم القرآني، فهي تجعل العقل الذي هو مناط التكليف أساساً في القيام بالواجبات والانتهاء عن المحرمات، وهذا مستفاد من حديث «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتّى يستيقظ، والمجنون حتّى يفيق، والصغير حتّى يبلغ» (35) فالمجنون الذي فقد عقله، ولم يعد يفرق بين الصواب والخطأ، سقط عنه التكليف، وأقواله وأفعاله لا يتعلق بها حكم شرعي، ولا ثواب ولا عقاب (36). وهنا تأكيد على العقل النظري، أو المطبوع الذي يتميز الإنسان بوجوده عن سائر المخلوقات أما حديث «ما رأيت من ناقصات عقل ودين.. » فيدل على أن عقل المرأة فيه نقص عن عقل الرجل في بعض الوظائف كالتذكر ـ مثلاً ـ فالحديث يشير إلى أن شهادة المرأتين تعادل شهادة رجل واحد وقد علل ذلك بأن المرأة سريعة النسيان، فتذكرها الأخرى كما في آية الدين ﴿.. أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى…﴾ (37)، أما العقل من حيث هو مناط التكليف فلا خلاف في أنّه غير مراد في هذا الحديث، وإلا لما خوطبت المرأة بالشرع كما في حديث رفع القلم.
إنّ القرآن هو المنطلق الأوّل لتنمية الفكر الإنساني وحثّه على التعقّل والتفكير، فمن أراد أن يخلص للّه في العبودية بلا تحليق العقل في سماء المعرفة، فقد تغافل عن آيات الذكر الحكيم ونظائرها.
فلو فسرنا «الشيء» في الآية بالسبب والعلة،فالجزء الأوّل من الآية يشير إلى برهان الإمكان الذي يقوم على لزوم سبب موجب لخروجالشيء من العدم إلى الوجود، والجزء الثاني منها يشير إلى بطلان كونهم خالقي أنفسهم،الذي يستقل العقل الصريح ببطلانه قبل أن يستقلّ العقل الفلسفي ببطلانه لأجلاستلزامه.العقل هو أداة معرفة الله:بالعقل نعرف الله حق معرفتهونستطيع إدراك الحق وإتباعه ومعرفة الباطل وعدم إتيانه قال أبوا لحسن موسى بن جعفرعليهما السلام : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال :
(فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئكهم أولوا الألباب .(
وقال: (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌمِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍوَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَلَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرعد:4وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول :
(يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع ، وعينه البراءة منالحسد ، وأذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية وعقله معرفةالأشياء والأمور ، ويده الرحمة ، ورجله زيارة العلماءالنص الشرعي:هو المرجع وهو الحاكم في حياة المسلمين والعقل مصدر تابع له.
وقد تباينت مواقف هذه المدرسة المنحرفة التي تخالف أصول الإسلام من هذه القضية الكبرى وهي مرجعية الشريعة وتعظيم النصوص الشرعية فحصل منهم تعد وتهوين من شأن النصوص الشرعية لأنها هي العائق الكبير أمام ما يطرحونه من أمور تخالف الشرع صراحة فعمدوا إلى موقف سيئ من النصوص الشرعية يتجلى في القضايا الآتية:1ـ تقديس العقل في مقابل التهوين من شأن النصوص:
وقبل الحديث عن موقفهم من النص الشرعي وتقديمهم العقل عليه لا بد من تجلية موقف الإسلام من العقل وأهل السنة تحديدًا وأنهم هم أهل العقل والحكمة وليس كما يصمهم خصومهم بأنهم حرفيون ونصيّون وعبدة نصوص وجامدون وغيرها من الألقاب التي ـ إن شاء الله ـ لن تغير من الواقع والحقيقة شيئا فنقول:أولا : صور تكريم الإسلام للعقل:
1ـ إشادة القرآن الكريم وثناؤه على من استعمل عقله وذمه لمن عطله.قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : ".. مدح الله العلم والعقل والفقه ونحو ذلك في غير موضع وذم ذلك في مواضع.، وفي كتاب الله آيات كثيرة تثني على من أعمل عقله واستعمله فيما خلق له كما في مثل قوله تعالى {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}[العنكبوت: 43] وفي مثل قوله تعالى {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يشاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[ البقرة:269]2ـ جعل الإسلام للعقل حدودا لا يتعداها:
الناحية الثانية: من جانب العدم وذلك بحفظ العقل من كل ما يؤثر فيه بشكل سلبي وهذا يتضح فيما يلي: أ ـ حرم الإسلام الجناية على العقل بالضرب والترويع، وجعل الدية كاملة على من تسبب في إزالته يقول ابن قدامه ـ رحمه الله ـ : " وفي ذهاب العقل الدية، لا نعلم في هذا خلافا..".ب ـ النهي عن كل ما يؤثر على وظائفه ومن ذلك : تحريم شرب الخمر وكل مسكر ومفتر قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : " إن السكر حرام في كل شريعة لأن الشرائع مصالح العباد لا مفاسدها وأصل المصالح العقل كما أن أصل المفاسد ذهابه فيجب المنع من كل ما يذهبه أو يوشوشه".ج ـ ومن صور محافظة الإسلام على العقل، تحريم ما تنكره العقول وله تأثير عليها كالسحر الذي يذهب العقل كليا أو جزيئا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن قال: الشرك بالله، والسحر..)).4ـ العقل مناط التكليف: من القواعد المعلومة في هذا الدين أن العقل مناط التكليف في الإنسان وإذا زال العقل زال التكليف فالتكليف يدور مع العقل وجودا وعدما ومن هنا يتبين أهمية العقل ومكانته في الإسلام إذ بالعقل الذي هو عمدة التكاليف يكون التفضيل لهذا الإنسان كما بين ذلك القرطبي ـ رحمه الله ـ بقوله : "والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف وبه يعرف الله ويفهم كلامه ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله إلا أنه لما لم ينهض بكل المراد من العبد بعثت الرسل وأنزلت الكتب فمثال الشرع الشمس، ومثال العقل العين، فإذا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس وأدركت تفاصيل الأشياء".ويقول ألشاطبي ـ رحمه الله ـ " إن مورد التكليف هو العقل وذلك ثابت قطعا بالاستقراء التام حتى إذا فقد ارتفع التكليف رأسا وعد فاقده كالبهيمة المهملة".5ـ العقل له دور فعال في قضية الاجتهاد: من المعلوم أن استنباط الأحكام فيما لا يوجد نص من كتاب أو سنة أو إجماع يرجع إلى الاجتهاد الذي يقوم مداره على العقل حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حاضا عليه ـ عند فقد النص: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)).فجعل من اجتهاد العقل أساسا للحكم ـ لمن هو أهله ـ عند فقدان النص مع تثبيت الأجر عند الخطأ..
ثانيا : مكانة العقل في الإسلام:
العقل نعمة عظيمة امتن الله بها على بني آدم وميزهم بها على سائر المخلوقات غير أن هذا التكريم لا يتحقق إلا إذا كان العقل مهتديا بوحي الله محكوما يشرع الله وبذلك ينجو صاحبه من الضلال ويهتدي إلى الحق كما قال تعالى{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[ آل عمران:101]
أما إذا كان العقل مقدما على وحي الله حاكما على شرع الله فقد ضل صاحبه سواء السبيل كما قال تعالى{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[ القصص:50]
ومن هنا وقف الإسلام موقفا وسطا تجاه العقل فلم يتخذ مسلك الفلاسفة والمعتزلة الذين غالبوا في تقديس العقل وجعلوه الأصل لعلومهم ومعارفهم وسبيل الوصول إلى الحقائق والحكم المقدم على النقل والشرائع.
……….كما أن الإسلام لم يتخذ مسلك الصوفية والرافضة الذين ذموا العقل وعطلوه واعتقدوا ما لا يقبل ولا يعقل من الحماقات والخرافات.
……إن الإسلام كمنهج رباني أنزله اللطيف الخبير ـ جلا وعلا ـ اتخذ مسلكا وسطا تجاه العقل حيث عرف للعقل قدره فوضعه في مكانه اللائق به بلا إفراط ولا تفريط وإليك كلاما نفيسا بحق ـ يكتب بمداد من ذهب على صفحات من نور ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية يوضح فيه حقيقة تلك المسالك المنحرفة تجاه العقل مع بيان المنهج الوسطي (المنهج الحق) في هذه القضية يقول ـ رحمه الله ـ : " ولما أعرض كثير من أرباب الكلام والحروف وأرباب العمل والصوت عن القرآن والإيمان : تجدهم في العقل على طريق كثير من المتكلمة يجعلون العقل وحده أصل علمهم ويفردونه ويجعلون الإيمان والقرآن تابعين له.
……هكذا وقف الإسلام متمثلا في منهج أهل السنة والجماعة موقفا متميزا تجاه العقل أما الليبراليون فقد اتخذوا مسلك الفلاسفة والمعتزلة تجاه العقل يظهر هذا بجلاء من خلال الجوانب الآتية: 1ـ تقديس العقل في مقابل التهوين والتهكم من شأن النصوص: أ ـ خالص جلبي يدعو إلى أن يتجاوز العقل نطاق الثوابت الدينية ويقفز عليها يقول " المواطن العربي اليوم محاصر في مثلث من المحرمات بين الدين والسياسة والجنس كل ضلع فيه مثل حاجزا شاهقا لا يستطيع أفضل حصان عربي رشيق أن يقفز إلا بالقفز إلى الإعدام فأمام حائط الدين يطل مفهوم الردة وأمام جدار السياسة يبرز مصطلح الخيانة، وعند حافة الجنس تشع كل ألوان الحرام والعيب فالعقل مصادر ومؤمم وملغى حتى إشعار آخر" ثم يدعو إلى ثورة عقلية : " لا بد من تدريب عقولنا على النقاش والجدل وذلك يفتح طرقا عصبية رائدة فالعقل النقدي والعقل النقلي ميت".
ب ـ وها هو يوسف أبا الخيل يرى أن النصوص في الشريعة الإسلامية جاءت محدودة بطبيعتها باعتبار توقف الوحي بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن هنا اقتصرت الشريعة بناء على تلك النصوص على بيان الفروض والحدود أما ما سوى ذلك فهو ميدان العقل والتدبير الإنساني وقد استند أبا الخيل في رأيه هذا على كلام لابن المقفع الفارسي!
وها هنا حقيق بك أن تعجب أخي القارئ غاية العجب أتدري لمََ ؟لأن هذا الرجل الذي جعله أبا الخيل عمدته فيما ذهب إليه من رأي هو رجل متهم بالزندقة.2ـ تقديم المصلحة المتوهمة على النص:
هذا الموقف المنحرف متفرع عما سبق من غلوهم في جانب العقل على حساب النقل ـ عياذا بالله ـ حيث اعتقدوا أن العقل له الصلاحية الكاملة والأهلية التامة في أن يستقل بإدراك المصالح والمفاسد بعيدا عن نور الوحي وهذا بلا ريب مصادم للحق والحقيقة إذ إن العقل ـ كما ذكرنا آنفا ـ تابع للشرع وخاضع تحت حكمه فلا يجوز له حينئذ أن يتخطى ما حده الشرع زاعما أنه إنما يتبع المصلحة ويرد الإحسان والتوفيق بل الحكم الأول والأخير للشريعة.
ومعلوم أن العلماء جعلوا المصالح على أنواع منها : مصالح معتبرة يؤخذ بها وهي ما دل الدليل على اعتبارها وجوازها وحليتها ودعا إليها ومصالح ملغاة لا اعتبار ولا ميزان لها وهي ما جاء النص صراحة بإلغائها كما حرم الخمر مع اشتماله على بعض المصالح وهي مصالح ملغاة بنص الشارع الحكيم وأصحاب هذه المدرسة يصرحون ـ كما سوف يأتي ـ باعتبار المصالح الملغاة ويضربون بالنصوص الشرعية التي جاءت مصادمة لهذه المصالح عرض الحائط فيصبح الدين تبعا لهوى وما تمليه الشهوات والأهواء لا عبودية لرب الأرض والسماء…
ثم نحن نتساءل أخيرا: إذا كان العقل له الصلاحية الكاملة والأهلية التامة ـ كما يعتقد الليبراليون ـ في أن يستقل بإدراك المصالح والمفاسد بعيدا عن نور الوحي فما الفائدة إذا من إنزال الكتب وإرسال الرسل؟! كما أن هذا الاعتقاد قد يقودهم إلى أمر خطير للغاية ألا وهو: اتهام الله ـ جل وعلا ـ بالعبث في أفعاله وتقديره ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ ذلك لأن من غايات إنزال الكتب وإرسال الرسل تعريف الناس بالشر والخير وبيان المصالح والمفاسد لهم. فإذا كان العقل البشري يستقل بمعرفة ذلك ـ كما يعتقد كثير من الليبراليين ـ كان إنزال الكتب وإرسال الرسل حينئذ ـ لا طائل من ورائه ولا جدوى فيه وهذا هو حقيقة العبث الذي يتعالى الله عنه علوا كبيرا.
إن هذه المفاسد الخطيرة الناجمة عن اعتقادهم باستقلال في إدراك العقل وفي إدراك المصالح والمفاسد تكفي العاقل المنصف في بيان فساد هذا الاعتقاد وانحرافه عن جادة الصواب.
أقوال الليبراليين في هذا الجانب:أما أقوال الليبراليين التي تبرهن على أنهم يقدمون المصلحة المزعومة على النص الشرعي فهي كما يلي: أ ـ يقول مشاري الذايدي : " نحن مطلوب منا أن نمارس السياسة وفق مصالحنا وحيث ما كانت المصلحة كان دين الله هكذا أفهم الأمور هكذا أفهم الأمور".ب ـ يقول محمد المحمود: " ما نحتاجه الآن : قطيعة نوعية مع تراث بشري تراكم على مدى أربعة عشر قرنا يقابله اتصال خلاق بالنص الأول في مقاصده الكبرى وليس مجرد ظاهرية نصوصية لا تعي ما بين يديها ولا ما خلفها".
ـ دعوى تعدد قراءات النص الواحد: يعتقد الليبراليون أن النص الشرعي له قراءات متعددة وتفسيرات متنوعة وكلها صحيحة وهذه العقيدة من الفساد بمكان لأنها تفتح الباب على مصراعيه لكل مبطل أن يستدل على مذهبه الفاسد من النص الشرعي بدعوى (تعدد قراءات النص) ولا ريب أن هذا أصل خطير يسوغ زندقة كل متزندق وكفر كل كافر فالباطني مثلا الذي يفسر قول الله تعالى {إِنَّ اللّهَ يأمركم أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً}[ البقرة: 67] بأنها عائشة ـ رضي الله عنها ـ بناء على ذلك الأصل قوله حق والذي يقول: إنها البقرة المعروفة قوله حق..ويطلق بعض الأئمة على هذا الأصل (دعوى عدم إفادة النص للعلم واليقين).
والعجيب أن زنادقة عصرنا من المتكلمين الذين يسمون (مثقفين!!) و(عصريين! ! ) اتكأووا على هذا الأصل لتسويغ باطلهم وتمرير انحرافهم ولهذا زعم من زعم منهم أن القرآن يمكن أن يدل على كل مذهب في الأرض.وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن أصل هذا المذهب الفاسد، يرجع إلى قول السفسطائية من الفلاسفة، ثم أخذه عنهم طوائف من ملاحدة الصوفية.
والفلسفة المعاصرة أخذت في بعض تقاريرها بهذا المذهب الفاسد، فصححوا كل الأديان والمذاهب الباطلة، ولم يجعلوا لنصوص القرآن والسنة منزلة ولا حرمة، فكل شخص يفهم النص بما يريد ويشتهي لا بما هو عليه الحقيقة.
إن للعقل أهميةكبرى في كيان الإنسان، وتقويم شخصيته، وتوجيه سلوكه، وتحديد مصيره. وبه تميز عن بقية الحيوانات وفضل عليها. فإنها وإن كانت تملك شيئاً من الإدراك الغريزي، إلا أنه في حدود ضيقة. أما الإنسان فهو يستطيع بعقله تمييز الأشياء، ومقارنة بعضها ببعض، ثم الترجيح بينها، واستحصال النتائج من مقدماتها، وتحديد الضوابط التي ينبغي الجري عليها، مع سعة أفق وانفتاح على الواقع، قد يقطع به ذوو الهمم العالية شوطاً بعيداً في التقدم، ويرتفعون به إلى مراتب سامية من الرقي والكمال.
^^
سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده
.. صور اسلـآمــيه .. عبارة عن رسومات مصوورة ..
.. تعبـر عن موآضيع اسلـآميـــه كثيره ..}~
..{ حبيت انقلهـآ لكمـ ..{ للفـــــــــــــآئده ..}
.. اتمنــى انكمـ تستفيدوون منهمـ ..
.. والسمووحه .. آختكمـ .. رمــز الوفــا
حلوه واييد
ويسلموو
.. ومشكور ع المـرور
..فيــ ميزاان حسنااتج ان شاااء الله …|
.. وثانكــس ع المـرور ..~ْ
بــــآآآركـ الله فــيـــكـِ أخــتـــي
" رمــــوووز "
ربــــي يــجــعــلــه بـميـزآآن حــســنــآآآتـــكـ }^^
الحــــــــــــــــــــــمد لله
بغيت من العضوه
استفسار عن سور التربيه الاسلاميه للصف الرابع الفصل الثاني
بس ابي ترتيبهم من بداية الفصل يعني بالترتيب شو اول سوره بياخذوها ف اول الفصل
( البروج أو الانشقاق أو الطارف )
والسموووحه ،،
أختنا أحلى بنوته مشرفه التربيه الاسلاميه >> خذت اجازه اسبووعيينــ .. انتظريها ..
وبسأألج لج عن الآآآيآآتــ
والسموحهــ ..
صلى الله على محمد
فهرس لجميع مواضيع قسم التربية الاسلامية للصف التاسع
لجميع الفصول الثلاث (بوربوينت,امتحانات,ملخصات,الخ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
جمعت لكم كل المواضيع لسهولة إيجاد المواضيع وحفظا للوقت
(جل من لا يسهو)
بسم الله الرحمن الرحيم
********
التقارير:
تقرير عن درس الرسول مربيا ومعلما
تقرير عن أم عمار ( رضي الله عنها ْ~..*
اقربوْوْ تقرير عن المسؤولية والمحاسبة على اصوله
تقارير منهج التربية الاسلامية الفصل الثاني للصف التاسع
تقرير تربية الاسلامية صف تاسع فصل الثاني بعنوان آداب السفر
طلب 🙁 ممكن تقرير عن اساليب الدعوة لله تعالى
تقرير عن الزكاة كامل التربية الإسلامية تاسع الفصل الأول
تقرير عن موقف الاسلام من التعصب
بحث , تقرير / سعيد بن جبير رضي الله عنه
بحث , تقرير موضوع عن غزوة الخندق وصلح الحديبيه / تاسع دين
تقرير عن االمسؤولية و المحاسبة
بحث , تقرير / أسرار الله في الكون
تقرير عن العدل , التربية الاسلامية
بحث , تقرير / أم المؤمنين الأولى خديجة بنت خويلد
بحث , تقرير جاهز / أبو بكر الصديق رضي الله عنه
تقرير جاهز عن أسرار الله في الكون
تقرير عن منزلة السنة من القرآن
تقرير عن نظام الاقتصاد الإسلامي
تقرير لدرس ( المسؤولية والمحاسبة ) :: تم دمج كل التقارير ::
طــلب بحـث.. " مشكـلة الفقـر فـي العـالم الاسـلامي "
تقرير عن الرسووول معلما ومدربا
بحث موضوع عن زوجات النبي صلى الله عليه و سلم الامارات
الامتحانات :
حصري:- امتحان مادة تربية الإسلامية مع نموذج الإجابة للفصل الدراسي الثالث لمجلس أبوظبي
امتحان نهاية الفصل الدراسي الثالث 2022 , 2022 مع الحل , التربية الاسلامية , التاسع
لا تهتمو إدخلو كل شيء نماذج إمتحانات وأسئلة وكل كل شيء جمعته وأنصحكم المذاكرة منها
نماذج امتحانات التربية الاسلامية , التاسع
امتحان نهاية الفصل الدراسي الثاني 2022 , 2022 التربية الاسلامية , التاسع
4 نماذج امتحانات تربية إسلامية تاسع ف2 ، امتحانات تاسع تربية إسلامية ف2
امتحان نهاية الفصل الدراسي الاول 2022 , 2022 مع الحل , التربية الاسلامية , التاسع
نماذج امتحانات التربية الاسلامية
امتحانات تجريبية لصف تاسع لجميع المواد
نموذج امتحان التربية الاسلامية الصف التاسع
نماذج امتحان التربية الاسلامية التاسع الفصل الثاني
امتحان التربية الاسلامية , التاسع , الفصل الثاني
نماذج امتحان التربية الاسلامية , التاسع
نموذج إمتحان ( درس إنكار المشركين للبعث )
نموذج إمتحان الفصل الثالث ( المحور الخامس )
نـماذج امتحان التربيه الاسلاميه
نماذج امتحان للفصل الدراسي الثاني 2022 – صف 9 – فصل 2
امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 992017م *امتحانات دين 102 *
نموذج امتحان تربية الاسلامية(الفصل الاول)
نموذج امتحان تربية الاسلامية <محلول> (الفصل الاول)
عايزة امتحان تجريبي أو نموذج عن امتحان دين للصف التاسع
نموذج امتحان تربية اسلامية 2022-2017
يتبع ،…….
حل كتاب الدين كامل ,الفصل الثاني
حـل كتاب التربية الاسلامية كامل الفصل الاول
حل درس اقامة الادلة على قيام البعث والنشور
ساعديني يا فتفووتة طلب حل درس اسرار الله في الكون
حل جاهز / درس أم عمار – رضي الله عنها – ( أول شهيدة في الإسلام )
جاهز حل درس إقامة الادلة على قيام البعث و النشور -كامل
حل : المحور (6) الدرس (2) حريهـ الإعتقاد في الإسلام ..
حل درس انكار الكافرين واعراضهم عن الهدى
نشاط حر درس الرسول معلما ومربيا
حل درس انكار المشركين للبعث(سورة يس)
حل : المحور(5) الدرس(3) سعيد بن جبير (الفصل الثاني)
حل درس إنكار المشركين للبعث .. ص 76 إلىى 79
حـــــل درس أدلة وحدانـــــية الله تـــعالى
حل الدرس الرابع ( أدلة وحدانية الله تعالى)+ النشاط
لعيوونكم تكملة حل درس الفقر في العالم الاسلامي
حل درس المسؤولية و المحاسبة الصف التاسع
حل درس احكام المد 2
حل درس يس 3 (((((( قصة اهل القرية 2 )))))))
الدرس الثالت (سورة يس2) قصة اهل القرية
حل درس منزلة السنة النبوية
حل درس رسم الصحف المنهج الجديد
حل درس رسم المصحف
حل درس منزلة السنة النبوية……………………………………. …………….
حل مشكلة الفقر في العالم الاسلامي
حل درس منزلة السنة النبوية
حل درس الحج 2 🙂
حل سوره يس 2
حل الدرس الدين نصيحه . .
يس 2 حل درس………2
حلول درس السنة النبوية
حل دروس( السنة النبوية،الرياء،النفاق)
حل درس يوميات حاج
حلول الدروس كاملة في كتاب التربية الإسلامية المنهج الجدي
حل درس الزكاة
طلب حل درس الدين نصيحة
حل درس النفاق
طلب لحل كتاب التربية الاسلامية
حل درس يوميات حاج 2 ، جاهز
حل درس زكاه المال في الاسلام مع النشاط
حل درس النفاق الكتاب الجديد
حلول كتاب التربية الإسلامية (( الفصل الأول ))
حل درس صفات المنافق
حل درس حال الرسول مع قومه سورة يس مع الانشطة
جبتكلم حل 3 درووس وهم السنه النبويه و الرياء والنفاق
حل درس النفاق
درس زكاة المال في الإسلام الفصل 1
حل درسسس النفاق كامل
حل الدرس العدل في الاسلام كامل
حل درس العدل في الاسلام كامل
حل الدرس السنة النبوية و حل درس الرياء و حل درس النفاق ..
حل درس الرياء
حلول دروس (( سنة النبوية,الرياء،النفاق))
حل انشطة السنه النبويه
حل درس السنه النبويه
حل درس احكام المد 1
حل درس يوميات حاج(1)
حل درس موقف الاسلام من العصب
حل درس سورة يس 6 إنكار المشركين وإعراضهم
المحور (6) الدرس (5) اسرار الله في الكون
المحور (6) الدرس(4) سورة يس (7) الصف التاسع
المحور (6) الدرس(3) موقف الاسلام من التعصب
المحور (5) الدرس (2) سورة يس (5)
حل درس : آداب السفر الصف التاسع
حل درس تدوين السنة….
حل درس تدوين السنة 1
حـل درس يوميات حاج الصف التاسع 1
حل درس المحاسبة و المسؤولية
حل درس ( العقود في الاسلام ) المنهج الجديد (المحور الثاني)
حل كتاب التربية الإسلامية كاااامل
بدي حل درس دلائل عظمة الله وقدرتة
حل دروس المحور الثالث
المحور (6) الدرس (5) اسرار الله في الكون
حل درس آداب الدعاء
حل كتاب الدين الفصل الأول
حلول كتاب التربية الاسلامية كامل , التاسع
حلول كتاب التربية الاسلامية (( الفصل الاول ))
حل درس ادلة ووحدانية الله
طلب حل درس يوميات حاج 2
حل درس العدل في الاسلام المنهج اليديد
حل جاهز / درس : سورة يس (7)
حل درس زكاة
حل درس السنة النبوية (تم)..
حـل درس الرياء كـامل مع الانشطة
حل كتاب الدين
حل أنشطة درس زكاة المال في الإسلام
حل درس اداب النصيحه
حل درس الدين النصيحه
حل أنشطة التعلم لدرس أحكام المد
حل درس اسرار الله في الكون
حل درس قصة أهل القرية
حل درس حال الرسول مع قومه (سورة يس)
حل درس سعيد بن جبير
حل درس زكاة المال في الاسلام
حل جاهز / درس : أسرار الله في الكون
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف التاسع ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
حل كتاب التربية الاسلامية كله
حل جاهز / درس : سورة يس (6)
حل جاهز / درس : موقف الإسلام من التعصب
حل درس الحج (1)
هنا ::حـل درس [ قصة أهل القرية ، آداب الدعاء ] ::
حل درس السنة النبوية
حل درس الرسول معلما ومربيا
درس آداب السفر
تم : حل درس المسؤولية و المحاسبة
حل درس اسرار اله في الكون
حلول أحكآم المد للمنهج اليديد
حلول درس الزكاة هنا ! ادعولي .
حل درس سورة يس 1 كاامل
حل درس سورة يس 1
حل اول درسين بكتاب التربية الاسلامية المنهج القـديم .
حل درس الدين نصيحة
حل انشطة الطالب لدرس الدين نصيحه
حل درس الدين نصيحة كااامل مع الانشطة
حل درس حرية الاعتقاد في الاسلام …~
حل : المحور (5) الدرس (4) تدوين السنة
حل الكتاب كله
حل : المحور (6) الدرس (2) يس (6)
حل : المحور (5) الدرس (3) تدوين السنة
حِـل درس تدويِـن إإلسـِنِـِة ،!،،،
" لو سمح ـتوآ بغ ـيت حل سورة يسً صـٍ ( 51)..,,!][ ضـ~ـًروريْ ^^
څــڸ ڎڑښ ۞ مڼ ڐڸٵﭨڷ ڥڎڑﻩ ٳڷڷه ٽڠٵڷێ ۞
المحور (6) الدرس(1) سورة يس (6)
حلول الدرس الرابع لمادة الدين
حل درس المسؤولية و المحاسبة
حل كتاب دين فصل الأول كامل ( دخلوا حياكم )
حل تقويم سورة يس 1 (التربية الاسلامية)
حل درس آداب الدعاء
درس يـــــس 3
تفضلو ص114 سؤال ابحث في درس قصة أهل القرية1
حل درس النظام الاقتصادي في الاسلام)
جميع حلول كتـاب التربية الأسلـآمية [ ف 1 – تاسع ]
حلول درس الزكاه
حل درس حال الرسول صلى الله عليه و سلم مع قومه (سورة يس)
حل درس السنة النبوية هدية مني لكم
حل درس [ الفقر في العالم الاسلامي ]
حل درس بعنوان { يس }
{ حـلْ دَرس مـشكِلـةُ الْـفقر في الْـعالمِ الإسـلامي }
حل درس أحكام المد(2)
حل درس الزكاة المال كامل
حل درس المحاسبة للنفس
حل اسئلة درس الرياء
حـَلْ دَرْسُ آلنـَصْيـحُــه [ لتَـْاسْــــع } . .
طلب حل درس العدل في الاسلام ..>ضروري<..أرجو المساعدة.><
حل درس احكام المد (1)
حل درس الدين نصيحه .. المنهج اليديد
طلب حل انشطة الصالب لدرس النصيحة
حل حرية الاعتقاد في الاسلام
طلب حلول
المحور (5) الدرس(1) الاسوة الحسنة
يبتلكم حل درس يس 3
حل مشكله الفقر في العالم الاسلامي
حل دروس العقود المشروووعة والغير مشروووعة
اريد حل درس النفاق بلييز
طلب حل انشطة المحور الثالث ……
درس النظام الأقتصادي في الأسلام
حلول درس العقود المشروعه
اسئلة درس الدعاء حل دعواتكم
المحور الثاني كاملا
درس العدل كتاب الدين المنهج الجديد من صفحة 41 لين صفحة 52
حل الدرس الاول من الوحدة الثانية ..
الدرس الرابع (أحكام المد 1)
أجوبة درس النفاق
يتبع ،..
أستــــغفر الله العظيم
ص 171
أقرأ وأتدبر
1.
التزين لأن الله جميل يحب الجمال – عدم الإسراف.
2.
أباح الإسلام الزينة والطيبات بدون تكبر وإسراف.
3.
العلم والتأمل والبحث عن قدرة الله تعالى في خلق السماوات والأرض.
ص 172
أنشطة الطالب
النشاط الأول
1.
اهتم المسلمون بعمارة المساجد وتجميلها لنيل الأجر والثواب.
2.
الابتعاد عن الغش.
النشاط الثاني
2.
ابتكار المسلمين زخارف متنوعة مأخوذة من الطبيعة.
(ص 173)
3.
دفع المسلمين إلى عدم تقليد الكائنات وابتكار أشكال إسلامية جميلة.
4. حفظ الأموال
5.
استخدم المسلمون المعادن بديلاً عن الذهب والفضة لأنها محرمة.
النشاط الثالث
( يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد)
( إن الله جميل يحب الجمال )
..
أستــــغفر الله العظيم
.
.
هلا اخوي , تفضل طلبك
ملخص التربية الاسلامية الصف العاشر الفصل الثالث
.
.
بالتوفيق ان شاء الله
.
امين ياربي وياكم
يزاك الله خير =)
.
.
الحــــــــــــــــــــــمد لله
هذه بعض الملاحظات التي جمعتها من خلال العام الماضي حول كتاب الصف الحادي عشر لمادة الثقافة الإسلامية ، وسأذكر لكم أهم الأخطاء ، علما أنه قد تم رفعها في نهاية العام الماضي إلى المديرية . ونظرا لأن المنهج الحالي هو نفسه بأخطاءه فأدعو إخواني وزملائي إلى تصحيح هذه الأخطاء في نسختهم ، وإضافة ما يلاحظونه من أخطاء هنا للاستفادة منها .
وهي على العموم أخطاء قليلة بحمد الله تعالى .
أولا : الوحدة الأولى للإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
الدرس الأول : معجزة القرآن الكريم .
1- ص (11) : السطر (12) : " إذ ليس في مقدور البشر أن يأتي بمثله "
الصواب : " إذ ليس في مقدور بشر أن يأتي بمثله"
نوع الخطأ : نحوي .
2- ص (12): السطر (4) : " معجزة [ ليست] في مقدورهم [الإتيان بمثلها] ".
الصواب : " معجزة [ليس] في مقدورهم الإتيان بمثلها ".
نوع الخطأ : نحوي.
3- ص (13) : حاشية (1) : " www.alrubban.com" وهو رابط لوجوه الإعجاز في القرآن الكريم .
فهذا موقع غير متخصص في الإعجاز ولا يوجد فيه سوى مقالة واحدة عن الموضوع مقسمة إلى صفحتين .
فنقترح الإشارة إلى مواقع أخرى متخصصة .مثل :
http://www.55a.net/
http://www.nooran.org/
http://www.geocities.com/rr_eem/Ala3gaz-Al3alme.htm
http://www.islampedia.com/ijaz/html/subjects.htm
نوع الخطأ : منهجي .
4- ص (14) : السطر (15) : " وقد تحقق هذا الوعد في [الأزمنة الأخيرة ] فرأى الناس آيات الله في الآفاق …"
الصواب : " وقد تحقق هذا الوعد [ لا سيما ] في الأزمنة الأخيرة …."
وذلك لأن الله أقام الآيات في الآفاق والأنفس في كل عصر وزمان بحسب ما توصل إليه علم الانسان من حقائق وعلوم ، وليس ذلك مختصا بهذا العصر كما توهمه عبارة الكتاب.
نوع الخطأ: شرعي.
5- ص (15) : السطر (9) : " ولأن القرآن الكريم وحي من الله تستسيغه العقول لا يتناقض مع الفكر الصحيح ، كما هو ميسر للفهم والعمل ، كان أتباعه أكثر الأمم ، …"
الصواب : " ولأن القرآن الكريم وحي من الله تستسيغه العقول ولا يتناقض مع الفكر الصحيح – كما هو ميسر للفهم والعمل – كان أتباعه أكثر الأمم ، …".
ففي عبارة الكتاب شيء من الغموض في بيان أن أتباع القرآن هم أكثر الأمم لأنه وحي من الله من صفته كذا وكذا .
نوع الخطأ : لغوي وترقيمي.
تابع الوحدة الأولى :
الدرس الثاني : أطوار خلق الإنسان.
1- الصفحة(17) : السطر (5) : " فهل … وأحسنها "
الصواب : وضع علامة استفهام (؟) في نهاية السؤال .
نوع الخطأ : ترقيمي.
2- الصفحة ( 18) السطر (13) : " ومن كثير [ما] يصيب الظهر "
الصواب : " ومن كثير [مما] يصيب الظهر".
نوع الخطأ : لغوي.
تابع الوحدة الأولى :
الدرس الثالث : بعض دلائل الأعجاز العلمي في القرآن الكريم
1- الصفحة (28) السطر (19) : عند الكلام على تعاقب الليل والنهار :
" وقد بين العلم الحديث أن هذا التعاقب ناتج عن دوران الأرض حول الشمس " .!!!
الصواب : " ناتج عن دوران الأرض حول نفسها " .
نوع الخطأ : علمي مطبعي .
2- الصفحة (30) : السطر (12) : " الداخلية الظاهرة الأولى …"
الصواب : " الداخلية ." (ثم فقرة جديدة بدايتها : ) "الظاهرة الأولى : …"
نوع الخطأ : تنسيق الفقرات
الوحدة الثانية :
الدرس الثاني : حلاوة الإيمان
الصفحة 42 السطر 4-5 : "وقد يصل بنا إلى حب كل شيء في الوجود حين تتمثل العالم كله من صنع المحبوب" .
وجه الانتقاد على العبارة أنه لا يصح محبة كل شيء في الوجود لوجود ما هو مبغوض مكروه لله وللمؤمنين كإبليس والشياطين والكفر والمعاصي والأوثان . فنحن إنما نرضى بخلق الله لها لحكمة عظيمة لله في ذلك ، ولا يعني ذلك أن نحبها لأن الله خلقها ، فإن الله عز وجل وهو خالقها لا يحبها وإنما خلقها للابتلاء بها والاختبار .
ولا عجب أن تكون هذه العبارة الخاطئة هكذا فإنك إذا نظرت إلى الحاشية وجدت المرجع المأخوذ منه هذه الفقرة هو كتاب "التصوف الإسلامي" ، والإسلام الحق ليس فيه تصوف وإنما هو اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم دون زيادة ولا نقصان .
ولذا نطالب الوزارة بحذف هذه الفقرة لما تضمنته من الإشارة إلى عقيدة باطلة من عقائد الصوفية وربما تدرجت إلى عقيدة وحدة الوجود أو الحلول الكفرية في أذهان من لا يميزون تجريد العقيدة مما لحقها من غبش مدعي التصوف كابن عربي وابن سبعين والحلاج والتلمساني ونحوهم .
شكرا
(((منهج عمان يختلف عن منهجنا ؟؟!!!
سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده
بسم الله الرحمن الرحيم
*
*
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد
قال تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} [الذاريات: 49] ،وقال: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} [يس : 36].
كم هي رائعة السنة الشرعية التي سنها الله في مخلوقاته حتى لكأن الكون كله يعزف نغمًا مزدوجًا. والزواج على الجانب الإنساني رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وتتحقق به السعادة، وتقر به الأعين، إذا روعيت فيه الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية. قال تعالى: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} [الفرقان : 74].
وهو السبيل الشرعي لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة الكبيرة، فالزواج في الشريعة الإسلامية: عقد يجمع بين الرجل والمرأة، يفيد إباحة العشرة بينهما، وتعاونهما في مودة ورحمة، ويبين ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات.
وقد وضح الدين الإسلامي آداب التعامل بين الزوجين بأن حدد الحقوق والواجبات اللازمة على كل من الزوج
والزوجة بالمساواة بين الطرفين وبما يتناسب مع الطبيعة التي فطر الله سبحانه وتعالى كلا منهما عليه.
*
*
*
*
المودة والرحمة :
الزواج لا يكون آية من آيات الله ولا يكون عشا للسعادة ولا مركزا للتربية إلا إذا كان قائما على المودة والرحمة، أما المودة فهي أعلى درجات الحب ولا تكون كذلك إلا إذا كانت قائمة على غير المصالح الشخصية، والحياة الزوجية تحتاج للمودة من الزوجين وخاصة من الزوجة تجاه زوجها ومن هنا وجه النبي صلى الله عليه وسلم الباحثين عن زوجة بقوله ( تزوجوا الودود الولود) ، وكلما كان أحد الزوجين أكثر حبا للآخر كان أكثر ودا لشريك حياته، ومن هنا كان أهل الجنة قد جعل الله لهم عنده ودا.
والمودة فيها جانب مرتبط بطبيعة الإنسان لكن الجانب الأكبر والأعم والأغلب منها مكتسب ويمكن التطبع به لأنه مرتبط بكلام طيب من اللسان والمعاملة الطيبة .
أما الرحمة فهي بالدرجة الثانية بعد المودة ، لكن الرحمة قد توجد وإن لم يكن الود موجودا وكما قيل : ليس كل البيوت قائمة على الحب، والرحمة صفة مرتبطة بإنسانية الإنسان ومرتبطة بأخلاقه التي جبل عليها والتي راض نفسه عليها ودربها عليه.
ويمكن تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين من خلال تربيتهما النظرية والعملية عليهما ومن خلال الأسوة الحسنة ومن خلال ربط حياتهما بطاعة الله تعالى وجعله سبحانه الحكم بينهما عبر الكتاب والسنة .[1]
*
الحقوق المتبادلة بين الزوجين :
أوجب الإسلام على الزوج حقوقاً تجاه زوجته ، وكذا العكس ، ومن الحقوق الواجبة ما هو مشترك بين الزوجين وقد وضحها في القرآن الكريم وسيرة النبي الكريم .
*
حقوق الزوجة الخاصة بها : [2]
1. الحقوق الماليَّة :
أ – المهر : هو المال الذي تستحقه الزوجة على زوجها بالعقد عليها أو بالدخول بها ، وهو حق واجب للمرأة على الرجل ، قال تعالى : { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } ، وفي تشريع المهر إظهار لخطر هذا العقد ومكانته ، وإعزاز للمرأة وإكراما لها .
والمهر ليس شرطا في عقد الزواج ولا ركنا عند جمهور الفقهاء ، وإنما هو أثر من آثاره المترتبة عليه ، فإذا تم العقد بدون ذكر مهر صح باتفاق الجمهور .
ب – النفقة : وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن بشرط تمكين المرأة نفسها لزوجها ، فإن امتنعت منه أو نشزت لم تستحق النفقة .
والحكمة في وجوب النفقة لها : أن المرأة محبوسة على الزوج بمقتضى عقد الزواج ، ممنوعة من الخروج من بيت الزوجية إلا بإذن منه للاكتساب ، فكان عليه أن ينفق عليها ، وعليه كفايتها ، وكذا هي مقابل الاستمتاع وتمكين نفسها له .
والمقصود بالنفقة : توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ، ومسكن ، فتجب لها هذه الأشياء وإن كانت غنية ، لقوله تعالى : ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) البقرة/233 ، وقال عز وجل : ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ) الطلاق/7 . *
وفي السنة :
وعن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " . رواه مسلم ( 1218 )
ج. السكنى : وهو من حقوق الزوجة ، وهو أن يهيئ لها زوجُها مسكناً على قدر سعته وقدرته ، قال الله تعالى : ( أسكنوهنَّ من حيث سكنتم مِن وُجدكم ) الطلاق/6.
*
2. الحقوق غير الماليَّة :
أ.*العدل بين الزوجات : من حق الزوجة على زوجها العدل بالتسوية بينها وبين غيرها من زوجاته ، إن كان له زوجات ، في المبيت والنفقة والكسوة .
ب.*حسن العشرة : ويجب على الزوج تحسين خلقه مع زوجته والرفق بها ، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها ، لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) النساء/19 ، وقوله : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة/228.
وفي السنَّة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء " . رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ) .
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم يركع ثم سجد يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك فإذا قضى صلاته نظر فإن كنت يقظى تحدث معي وإن كنت نائمة اضطجع . رواه البخاري ( 1068 ) .
ج. عدم الإضرار بالزوجة : وهذا من أصول الإسلام ، وإذا كان إيقاع الضرر محرما على الأجانب فأن يكون محرما إيقاعه على الزوجة أولى وأحرى .
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى " أن لا ضرر ولا ضرار " رواه ابن ماجه ( 2340 ) . والحديث : صححه الإمام أحمد والحاكم وابن الصلاح وغيرهم .
انظر : " خلاصة البدر المنير " ( 2 / 438 ) .
ومن الأشياء التي نبَّه عليها الشارع في هذه المسألة : عدم جواز الضرب المبرح.
عن جابر بن عبد الله قال : قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " .
رواه مسلم ( 1218 ) .
*
حقوق الزوج على زوجته :
وحقوق الزوج على الزوجة من أعظم الحقوق ، بل إن حقه عليها أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة/228.
ومن هذه الحقوق :
أ – وجوب الطاعة : جعل الله الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية ، كما يقوم الولاة على الرعية ، بما خصه الله به الرجل من خصائص جسمية وعقلية ، وبما أوجب عليه من واجبات مالية ، قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء/34 .
قال ابن كثير :
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { الرجال قوامون على النساء } يعني : أمراء عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله .
وكذا قال مقاتل والسدي والضحاك . " تفسير ابن كثير " ( 1 / 492 ) .
*
ب – تمكين الزوج من الاستمتاع : مِن حق الزوج على زوجته تمكينه من الاستمتاع ، إلا أن تكون معذورة بعذر شرعي كالحيض وصوم الفرض والمرض وما شابه ذلك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه البخاري ( 3065 ) ومسلم ( 1443 ) .
*
ج – عدم الإذن لمن يكره الزوج دخوله : ومن حق الزوج على زوجته ألا تدخل بيته أحدا يكرهه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ، …." . رواه البخاري ( 4899 ) ومسلم ( 1026 ) .
*
د – عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج : من حق الزوج على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه .
وقال الشافعية والحنابلة : ليس لها الخروج لعيادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج ، وله منعها من ذلك .. ؛ لأن طاعة الزوج واجبة ، فلا يجوز ترك الواجب بما ليس بواجب .
*
هـ – التأديب : للزوج تأديب زوجته عند عصيانها أمره بالمعروف لا بالمعصية ؛ لأن الله تعالى أمر بتأديب النساء بالهجر والضرب عند عدم طاعتهن .
وقد ذكر الحنفية أربعة مواضع يجوز فيها للزوج تأديب زوجته بالضرب ، منها : ترك الزينة إذا أراد الزينة، ومنها : ترك *الإجابة إذا دعاها إلى الفراش وهي طاهرة ، ومنها : ترك الصلاة ، ومنها : الخروج من البيت بغير إذنه .
ومن الأدلة على جواز التأديب :
قوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) النساء/34 .
و- خدمة الزوجة لزوجها : والأدلة في ذلك كثيرة ، وقد سبق بعضها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة .
" الفتاوى الكبرى " ( 4 / 561 ) .
ح- معاشرة الزوجة لزوجها بالمعروف : وذلك لقوله تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة/228 .
قال القرطبي :
وعنه – أي : عن ابن عباس – أيضا أي : لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن .
وقيل : إن لهن على أزواجهن ترك مضارتهن كما كان ذلك عليهن لأزواجهن قاله الطبري .
وقال ابن زيد : تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم .
والمعنى متقارب والآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية .
" تفسير القرطبي " ( 3 / 123 ، 124 ) .
*
الخاتمة :
*
شرع الله سبحانه الأحكام التي تحرض على الزواج و تنظم أموره وتضع الأسس للمعاملة بين الزوجين ، كما وحدد سبحانه الحقوق والواجبات المفروضة على كل منهما لما في إتباع ذلك من إيجاد للمودة و حسن العشرة بين الزوجين والذي تستمر به الحياة .ذلك كما أننا نرى المشاكل والخلافات بين الأزواج التي تنتج بسبب تقصير كل منهم في حق الآخر وما ينجم عن ذلك من شقاق وجفاء بين الزوجين ينتج عنه تفكك للأسرة وقد يصل للطلاق .
*
*
أ. استراتيجية الأسرة..
كيف، ولماذا بدأ التمزق الفكري، والانهيار الخلقي، ينهشان في جسم المجتمعات الغربية والشرقية، بالرغم من كل مظاهر المدنية والحضارة، والتقدم التكنولوجي؟
لاكتشاف الإجابة الصحيحة على هذا السؤال الخطير، الذي بدأ يستأثر اليوم باهتمام الكثير من المؤسسات التربوية، والثقافية في أنحاء عديدة من العالم. لابد أن تنكشف الأسس التي تقوم عليها هذه المجتمعات..
إنّ أول ما يلفت النظر في مثل هذه المجتمعات القائمة على أساس (مادية الحياة) أنها عمدت منذ زمان عتيق إلى إلغاء نظام الأسرة. وأقامت العلاقات الزوجية على مسرح الحياة الخليع المكشوف.
فهل هناك أية روابط متينة بين المجتمع ككل، وبين الأسرة حتى لا يتسرب الانهيار في الأسرة إلى انهيار تام في المجتمع؟
الواقع أن كل من ينظر إلى الأسرة عبر منظار الحقيقة سرعان ما يكتشف أن الأسرة هي اللبنة الأولى والأساسية في بناء المجتمع، وهي النقطة المركزية التي يمدّ منها المجتمع خيوطه في آماد بعيدة، وفي رحاب واسعة فتشكل وحدة بشرية مترابطة، ومتكاملة تعيش في إطار نظام عام، وتحيى على أسس ومناهج تمهد لكل فرد سبيل العيش الرغيد على سرير الطمأنينة المنبعثة من النظامية السائدة، والمنهجية المعتدلة.
ولكن كيف كانت الأسرة هي الخلية الأساسية في جسم المجتمع الكبير؟
إن الأسرة هي المؤسسة التي تتفتق عن فرد واحد يتجسد مع فرد آخر، ليقوما بدور واحد هو: تغذية مواهب أفراد آخرين، وتنمية طاقاتهم، ومن ثم تطعيمهم بالاعتدال، ليخلفا منهم أفراداً فاعلين في المجتمع، ولكن ذلك لن يتوفر لأية أسرة إلا إذا تأسست حسب نظام عائلي صالح، تخط اسمها في سجل المجتمع الكبير، لتقوم بدورها فيه بكل هدوء، وتنهيها بنجاح باهر.
والإسلام كمبدأ إنساني شامل يهتم بشؤون الأسرة اهتماماً بالغاً ـ بحكم نظرته الصائبة إلى الكون، والحياة، والإنسان ـ فيرسم الأنظمة الدقيقة التي تتكفل لـ(مؤسسة الأسرة) المناهج الإنسانية المتوخاة في شق طريقها الشائك في الحياة، لتتمكن من أن تطوي المسافات الزمنية بسلام، ولترفل في النعيم.. في مجتمع واحد تلفه سعادة بنيه، لأن سعادة، ورفاه الأسرة يعنيان بشكل محتم، سعادة، ورفاه المجتمع، كما أن انهيار الأسرة يعني زرع الألغام في أرضية هذا المجتمع، وتسجيل حتمية الانهيار له أيضاً.
ب. أهداف سامية..
يهدف الإسلام من تركيزه على ضرورة تنظيم الأسرة، ضمن مؤسسات إلى الأمور التالية:
1ـ نقل الجنسين من أجواء قد تحملهما إلى الفساد الخلقي، والفوضى الحياتية، إلى أجواء توفر لهما إشباع الغريزة الجنسية مع هدوء عريض، وسكون نفسي مستقر، وإلى أجواء ينعدم فيها الترهل، كما تنعدم فيها حمأة الأمراض الجنسية التي تنشأ من اللاسكون النفسي المنبعث من الحياة الفردية، البعيدة عن التزامات العائلية التي بدأت تتحكم في مصير المجتمعات المادية منذ أن قضت على (الأسرة) فسرى التبذل، والتهرؤ إلى عروق المجتمع، وانغرز عميقاً في الترهل الجنسي الموبوء.
2ـ خلق أجواء صالحة وملائمة لتربية الطفل، لأن الطفولة منطقة خصبة، تنزرع فيها كل نواة، وينمو فيها كل فسيل، والمجتمع الكبير ـ في إطاره العام ـ لا يمكن أن يقوم بتربية الطفل حسب الأسس الصالحة لأن المجتمع تتفاعل فيه تيارات متناقضة ذات مبادئ ومعتقدات متغايرة، لا يمكن أن يستقيم فيها الأخلاق والسلوك.
والأسرة باعتبارها وحدة صغيرة مصونة عن تسرب أي تناقض إلى داخلها إلا في أحيان نادرة، فهي ـ فقط ـ جديرة بأن تحتضن الطفولة بين ذراعيها، وتزرع فيها التربية الصالحة المعتدلة والسوية.
3ـ تشكيل مجتمعات صغيرة تقوم ـ هي بدورها ـ بتنسيق المجتمع الكبير ، وبصنع الإطار الواسع، ذلك لأن تكوين المجتمع الصالح مرة واحدة مهمة صعبة لا يمكن تحقيقها على مسرح الواقع، وعلى صعيد المجتمع، وإنما يجب أن يتكون عبر مجموعة من الأسر والعوائل الصالحة التي تربطها أواصر القرابة، وروابط الإنسانية المتينة.
ج. تنسيق الأسرة
يعتبر الزوج والزوجة منسأتان رئيسيتان في تكوين الأسرة، وعلى أكتافهما تتولد الأسرة وتصمد أمام زوابع المشاكل، والزوجان بإمكانهما أن يصنعنا من الأسرة مرفأ للسعادة، ورافداً للخير، وخليجاً للرفاه.
والنظم الإسلامية التي تدور حول تكوين الأسرة. وحول مسيرتها تصب كل اهتمامها على أن يبدأ هذا التكوين عن طريق رابطة مقدسة يلتزم بها الطرفان، ليس باعتبارها (عقد ترابط) بل باعتبارها عملية روحية يلتزم فيها الزوجان بالتنسيق لتحمل مسؤولية التربية…
ويخطط الإسلام لها مناهج دقيقة، ومنسقة لكي تبقى هذه الرابطة متينة وقوية ما دام الزوجان يسبحان في أجواء هذه الحياة الدنيا.
ومن أجل أن تتوطد العلاقة الزوجية يمنح الإسلام حرية مطلقة، للفتاة وللفتى ـ اللذين يسيران في دروبهما بعيدين عن إطار العاطفة، والهوى ـ في البحث عن أي شريك في الحياة ولا يقسر أي واحد منهما على اختيار شريك معين، فالديكتاتورية، والعنف في هذا المجال لا يولدان سوى عدم الانسجام بين الزوجين، وسوى نحر السعادة الزوجية من حياتهما، وأخيراً الانهيار الكئيب هو المصير المحتم لأية أسرة تشيّد على أساس الجبر والإكراه.
ومن أجل أن يحيا الزوجان في رفاه عريض.. ومن أجل أن تجعل العلاقات بينهما متينة قوية، فالشريعة الإسلامية تعدد المواصفات المادية والمعنوية الخيّرة التي يجب أن تتوفر في كل واحد من الجنسين على حد سواء، فعندما تبدأ المرأة بالبحث عن شريط حياتها يضع الإسلام أمامها قائمة مواصفات (الرجل الصالح) حتى يتكفل استقراراً أبدياً في حياتهما. فيقرر:
– أولاً: أن يكون الزوج مطعماً بالعقيدة الإسلامية الحية، وذلك:
أ. لأن العقيدة لو كانت موحدة بين الزوجين فسوف يخلق انسجام فكري وعقائدي بين الزوجين، وبذلك تتجنب الأسرة كافة النزاعات الدينية، والخلافات العقائدية، كما تتجنب أيضاً الأزمات التي تتوالد ـ غالباً ـ من جراء تناقض المعتقدات وإنما تسير عبر درب ينظمه برنامج واحد، ويرسمه لهما عقيدتهما الموحدة.
ب. ولأن الرجل الذي يتسربل بفكرة دينية، ويعتقد بها صادقاً لا تستفزه الخلافات السرابية، والنزاعات الزائفة التي ينسجها الوهم والخيال، فلا يقدم على تفكيك (مؤسسة الأسرة) وتفتيتها لأمور تافهة وساذجة، لا يعير لها منطق الحقيقة أي اهتمام.
ويصرح القرآن الحكيم بهذه المواصفة حين يؤكد:
(وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ..) (سورة البقرة: 221).
كما يؤكد:
(وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ..) (سورة البقرة: 221).
– ثانياً: إن الأسرة لا تسعد بالعنجهية، والمشاكسة والتكبر وإنما بالأخلاق الجميلة التي تتقاطر عبيراً، وتعبق عطراً. فالرجل لابد أن يكون مشحوناً بالفضائل والأخلاق الحميدة، كي يحلّق الاستقرار في جو الحياة العائلية، وكي ينساب الاطمئنان عبر شرايينها، ويتسرب إليها الارتياح، والهدوء، وكي لا يفصلها سياج أسود عن كل ما في الحياة من بهجة وسرور.
– ثالثاً: إن العقل المتكامل هو الذي يجب أن يغمر الرجل المختار، وهو الذي يقود الأسرة نحو الخير.. وكل الخير، ونحو الرغد.. كل الرغد، وهو الذي يهيئ لها عيشاً زاهراً، ومستقبلاً نيراً. أما الرجل الذي انقطعت عنه إمدادات العقل الحكيم، فيكون شوكة ناتئة في حياة الأسرة والمجتمع، وشظية مشتعلة تحترق بها الرابطة الزوجية بأسرع وقت، وتنهار بسببها العلاقة المقدسة في أول وهلة.
***
وهناك موقف واحد يسلب الإسلام فيه حرية الاختيار من الفتاة، وذلك فيما إذا كانت بكراً ولها أب، وهنا، فقط، يسلب الإسلام حرية الفتاة، ويضعها في يد الوالد ليبحث عن الزوج الذي يؤمّن لها حياتها المستقبلية، ويتعهد أن يسربل عيشها بالراحة وبالاطمئنان وبالرغد، ويتم الزواج ـ وطبعاً ـ بعد أن تختاره الفتاة بدورها ليكون ربّ أسرتها، ووالد أطفالها، ولكي لا تتمخض هذه الرابطة عن مصير سلبي يحمل الشقاء لهذا البيت.. ولكي لا تولّد الكآبة لهذين الزوجين.. ولكي لا تكون الأسرة مفككة الأواصر تحكمها مجموعة من السلبيات القاتلة.
***
هذا.. ويرسم الإسلام من ناحية أخرى مواصفات المرأة الناضجة التي يحبّذ للرجل أن يختارها إن أراد العيش الرغيد، والحياة الزاهرة حيث يقرر:
أولاً: أن تتسربل المرأة، هي الأخرى، بالإيمان الكامل، واحتضان العقيدة الإسلامية الحية، ذلك: بالإضافة إلى النتائج المتقدمة ـ لأن المرأة هي التي تصنع الطفل من الناحية الروحية، وترسم مستقبله ومصيره حسب نوع تربيتها، وتتحمل مسؤولية نموه البيولوجي والسيكولوجي، وتقوم ـ أيضاً ـ بتغذية الطفل بعقيدتها، بفكرتها، وبدينها، بين حين وآخر، فإذا كانت تحمل العقيدة الإسلامية كان لا بد أن يتخرج الطفل من مدرسة البيت ـ التي تسير تحت إدارة الأم ـ وهو يحمل بين ضلوعه عوامل الخير، والنبل والفضيلة.. وإذا بفؤاده مرفأ للأخلاق النبيلة، والقرآن الحكيم يعطينا إشارة مركزة إلى هذه المواصفات:
(وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ..) (سورة البقرة: 221، ومن الفقهاء من يجوّز نكاح المسلم لأهل الكتاب، ولذلك أيضاً فلسفة عميقة لا تخفى على الذكي).
ثانياً: الانطباع بالأخلاق السامية، لكي ينساب عبير الهدوء، والاطمئنان عبر أجواء الأسرة باعتبار أن الزوجة هي الركن الثاني في بناء الأسرة، ويقع عليها نصف مسؤولية هذه الخلية الأساسية في كيان المجتمع.
ثالثاً: الاكتساء بفستان العقل الناضج الذي يقود الإنسان نحو الخير.. نحو الحياة الفضلى.. نحو المصير المشرق لكيلا يتسرب إلى الطفل أي أثر فكري..
رابعاً: عدم إصابتها بالجدب التناسلي والعقم، فإن الهدف الأصيل من تأسيس الأسرة هو إنجاب الأطفال بصورة مستمرة والأسرة لا تسعد لو لم تضيئها قناديل الأولاد، ولا ترتاح الأم إلا إلى بكاء طفلها أو قهقهته، أو كلمة حلوة تتفتق عنها شفتاه، وكذلك لا يذيب إرهاق الأب إلا مداعبة ـ ولو قصيرة ـ لشعر طفله أو قبلة يطبعها على جبين ولده، أو ذراعين يكتنف بهما فلذة قلبه.
إذن فالجدب التناسلي في الزوجة يعني: الشقاء، وعدم ارتشاف السعادة وانعدام الارتياح، وبالأخير فقدان الهدف الأساسي الذي من أجله نظم الإسلام الأسرة ـ الخلية.. والذي من أجله التزم الوالد، سلسلة من المسؤوليات الزوجية.. والذي من أجله بدأت الوالدة لا تعبأ بإرهاق التدابير المنزلية، ولا تهتم لأي إعياء أو تعب، من أجل أن تقطف ـ بعد قليل ـ وردة حياتها، فتشمه من عبيره، وترتاح إلى جماله، وتأنس برؤيته.
خامساً: كساء العفاف يجب أن ترتديه تلك الزوجة المثالية التي يلزم أن يبحث عنها كل رجل يتطلع نحو الخير.. والرفاه.. والنعيم في أيامه المهرولة نحو مصب الزمن، فالابتذال في الأخلاق، والشذوذ في السلوك لابد وأن يتسربا إلى الأولاد.. إلى زنابق الحياة الزوجية، وتحترق بذلك الرابطة الزوجية المقدسة أمام عين الزوج فيحمل معول الهدم ليسجل الانهيار لمصيرها ومصيره.
كل تلك المواصفات، وكل ذينك الإطارين اللذين أطّر بهما الإسلام تارة الرجل، وتارة المرأة.. كل تلك من أجل أن ترفل الأسرة في روافد السعادة.. من أجل أن تغوص في خلجان الرغد.. من أجل أن تعانق النهاية المشرقة، والمصير الباسم الذاكي.
***
(.. كما أن الإسلام ينفي الفروق القبلية، والإقليمية وما إليهما، فالمسلم كفء المسلم مهما كانت صبغة أحدهما، وإن كان الزوج أو الزوجة دنيئاً في نسبه، أو سافلاً في حسبه..) (في ظل الإسلام، ص89، للإمام القائد السيد محمد الشيرازي).
فالعوامل الهامة التي تعمل تأثيرها العميق في سعادة الأسرة أو شقائها هي: الأخلاق الزاهية، والعقدية الإسلامية الموحدة والحالة الاقتصادية التي توفر لهما حياة سعيدة والعقل المتكامل الرائد. أما القومية، أو الإقليمية، أو القبلية، فكل هذه لا تتمكن أن تسيل العبير في إطار الأسرة، أو تسلب عنه السعادة.. لا تتمكن أن تؤثر لا في تشييدها، ولا في انهيارها ولذلك فلا يلتزم الإسلام بالنسبة إليها بخط معين، وبالعكس فالأسرة سوف تغمس في بؤرة الانحطاط، وتغوص في مستنقع ملتهب، ويغمرها فساد جذري قاس إذا بدأت تعاني من مشكلة عدم النضوج في العقيدة، أو الانحراف في الأخلاق، أو الأزمات في الحالة الاقتصادية، أو الشذوذ في العقل.
***
ولكي تبقى الآصرة أمتن.. ولكي تحيى الأسرة على أساس أوطد، تسمح الشريعة الإسلامية للرجل أن يتطلع إلى زوجته القادمة قبل أن يربط نفسه بروابط الزوجية، ومسؤولياتها الضخمة، فتجوّز له أن ينظر إلى وجه المرأة ويديها وقدميها ـ وكما يقول بعض الفقهاء ـ إلى مكامن جمالها أيضاً، كالشعر، والصدر، مثلاً، ليعرف فيما إذا كانت هناك معايب ناشئة قد لا يرغب فيها، أو تسبب له نفوراً جنسياً، وهكذا تسمح له الشريعة أن يستمع إلى حديثها ليتعرف على مستوى ثقافتها، وعلى عمق تفكيرها، واتزانها، كل ذلك من أجل أن لا تفاجأه معايبها ومكامن ضعفها في الحياة الزوجية، فتصاب الرابطة الزوجية بعقدة الفشل، ثم يروح من جديد يعمل لكي يقطع الحبل المقدس الذي شده بالعقد، فتعود المرأة إلى بيت أبيها تجر خلفها أذيال الخيبة، وربما تصيبها نكبة نفسية، فترفض كل زواج جديد ضريبة قاسية، وبذلك تحرم المجتمع من خلية واحدة ـ على الأقل ـ وتحرم نفسها من تكريس حياة إنسانية هادئة أرادها الله لكل إنسان.
" كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته *
*
*
( … بسم *الله الرحمن الرحيم …)
*
*
المقدمة
*
*
الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ،وأعوذ بالله من شر نفسي وسيئات عملي، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداًوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
سوف يتحدث هذه البحث عن : –
– صور من المسئووليات.
– معنى المسئوولية في الإسلام.
*
– المسئوولية الأسرية في تربية الأجيال.
*
– مسئوولية المجتمع في الحفاظ على سفينة الأمة.
*
– مسئوولية الإعلام في تحقيق مصالح الأمة.
*
– مسئوولية نصرة الدين مسئولية مشتركة.
*
– المسئوولية تجاه الأبناء في الإجازة.
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
فقد كنت أفكر ذات ليلة من ليالي سنة 1388هـ. – لمناسبة ما – في مسئولية الأمة الإسلامية أفراداً وجماعات عن القيام بواجبهـم كل فيما تحت يده.. قفز في ذهني الحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته).*
وأخذت أتأمل فقراته، فسبحت في أطراف بحاره متأملاً تلك الروعة النبوية الشاملة التي لم تدع منفذاً يفكر أي فرد من أفراد المسلمين أن يتسلل منه فراراً من مسئوليته، إلا سدت عليه إحدى جمل هذا الحديث، فكنت أردد كل جملة على حدة عدة مرات..*
(كلكم راع وكلكلم مسئول عن رعيته…
الإمام راع ومسئول عن رعيته..*
والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته…
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها..*
والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته..*
وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته..).
ولشدة ما أدهشتني ألفاظ هذا الحديث العظيم كنت أسأل نفسي هل قرأته قبل هذه الليلة..؟
ويكاد يكون الجواب: لا، لولا أن دليلاً مادياً قام على عكس هذا النفي، وهو حفظي لألفاظه التي كنت أرددها وأنا مستلقٍ على سرير نومي في جنح الظلام..
وهكذا بت ليلتي إلى أن طرق سمعي صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر.
وبعد أن صليت الفجر رجعت إلى سريري محاولاً إغماض أجفاني قليلاً، فلم يجرؤ النوم على ولوجها..
ثم قلت في نفسي: لا ينبغي أن تفوت هذه المشاعر وتُنسَى.. بل لا بد من تسجيلها، لعل المسلم الذي يتمكن من الإطلاع عليها يستيقظ قلبه لمسئوليته المنوطة به..
فاستعنت بالله تعالى وكتبت ما يسر الله لي حول هذا الحديث..
فكانت هذه العجالة التي لم يأخذ الحديث حقه منها، ولكنها تفتح الباب لذي علم غزير وباع طويل يستطيع أن يعطي المقام حقه..*
وإني لأنصح كل مسلم ومسلمة أن يكثروا من تأمل نص الحديث نفسه، ففي ألفاظه من المعاني التي تملأ القلب وتثير المشاعر، ما لا يستطيع اللسان أو القلم التعبير عنها..*
كيف وهي من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم؟.*
وقد جعلت هذه التعليقات أربعة أبواب، حسب المسئوليات المذكورة فيه:
الباب الأول: مسئولية الإمام..
الباب الثاني: مسئولية الرجل..*
الباب الثالث: مسئولية المرأة..*
الباب الرابع: مسئولية الخادم..*
ويشتمل كل باب منها على فصول ومباحث مفيدة، أرجو الله تعالى أن ينفعني وإخواني المسلمين بها..
وأن يغفر ما زلَّ به القلم بدون قصد مني، وستر العيب من القارئ مندوب.. ونصحه ـ إن بدا له شيء ـ مطلوب، والله المستعان..
وهو حسبنا ونعم الوكيل..
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
*
المسئولية
في ظل شريعة الإسلام يجد المرء نفسه مسئولاً أمام الله تعالى عن كل شيء، حتى على النعمة المنعم بها عليه. وتتوزع مسئولية المسلم في كل شيء، فهو مسئول عن نعمه، وعن بيته، وأولاده، والقيام بتربيتهم تربية سوية، وعن مجتمعه، ثم تأتي المسئولية الجماعية ولوازمها مبتدأة بالإمامة الكبرى في تحكيم شرع االله، ومسئولية تربية الأجيال، ومسئولية قيام البيت المسلم، ومسئولية الإعلام في نصرة الإسلام. ثم القيام بمسئولية النصيحة، والحفاظ على قيمة الوقت لاسيما في الإجازات.
صور من المسئوليات
إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، سبحان ذي المنن والآلاء والعز والعظمة والكبرياء، المستحق لأعظم الشكر، وأجزل الثناء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزه عن الأنداد والنظراء، والأمثال والشركاء، جعل كل راعياً ومسئولاً عن رعيته من الرجال والنساء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء، وقائد الأصفياء، وأفضل من شرع أسس الإصلاح والبناء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان مادامت الأرض والسماء.*
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، اتقوه سبحانه في أنفسكم ومسئولياتكم؛ فتقوى الله هي العز من غير جاه ونسب، والشرف من غير منصبٍ وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحال والمآل.
أيها المسلمون: مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، يكمن في العناية بقضية غاية في الأهمية، قضية تُعدُّ بداية طريق البناء الحضاري، ولبنة مسيرة الإصلاح الاجتماعي، والمتأمل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمة المعاصر، يهوله ما تعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضى واللامبالاة، وعلى الرغم من توفر كثير من الإمكانات، وتسيير كافة التسهيلات، مما تقذفه رحم المدنية المعاصرة من وسائل التقنيات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتى المغالطات، وكثرة المتناقضات، مع نسيج المتغيرات والمستجدات.كلما أنبتَ الزمان قناة ركب المرء في القناة سنان والمسلم الحق يتلمس دائماً طريق الإصلاح ليعيد للأمة شيئاً من عافيتها، بعد أن اشتدت عليها الأزمات وكثرت عليها السهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُ القصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرج للأمة من نفق التيه المظلم، لتنهض من كبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسئولية.
معاشر المسلمين: إنَّ كلَّ لحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيها المسئولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات، هيئات ومؤسسات، شعوباً وحكومات، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلم راع وكلكم مسئول عن رعيته }…….
معنى المسئولية في الإسلام
إخوة العقيدة: المسئولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية، فأما المسئولية الشخصية، فهي مسئولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعمله، عباداته ومعاملاته، ماله وعمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسئولية لا يشاركه في حملها أحد غيره، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.*
روى الترمذي عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه }.
كما أن المرء -يا عباد الله- مسئول عن لسانه أن يلغ في أعراض البُرآء أو أن ينقل الأراجيف والشائعات ضد الصُلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
أخوة الإيمان! وأما المسئولية الجماعية فتتضمن أولاً: المسئولية الكبرى في الإمامة العظمى؛ وفي تحكيم شرع الله في أرض الله على عباد الله، وكذا القيام بالمسئوليات في الوظائف العامة عدلاً في الرعية، وقسماً بالسوية، ومراقبة لله وحده في كل قضية، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة، فليست المسئوليات غنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارها من تولى قارها، في بعد عن الخلل الإداري، والتلاعب المالي، والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلا بتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسئولية والأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو ما يحقق مصالح البلاد والعباد.
المسئولية الأسرية في تربية الأجيال
وفي إطار المسئولية الجماعية يأتي دور البيت والأسرة في حمل مسئولية التربية الإسلامية الصحيحة للأجيال المسلمة، وكذا معاقل التعليم المختلفة في تنشئة الطالبات والطلبة، ومسئولية المجتمعات في النهوض بالأفراد، ودور الإعلام في تهذيب الأخلاق والسلوكيات.
إخوة الإيمان: إن مسئولية تربية الأجيال، وإعداد النساء والرجال مسئولية عظمى، وإن قضية العناية بفلذات الأكباد، وثمرات الفؤاد من النشأ والأولاد قضية كبرى يجب على أهل الإسلام أن يولوها كل اهتمامهم؛ لأن مقومات سعادتهم -أفراداً ومجتمعات- منوطة بها. وإنما أولادنا أكبادنا فلذاتنا تمشي على الأرض.
ولذلك لا بد من الإعداد لها أيما إعداد، رسماً للمناهج، وإعداداً للبرامج، وتظافراً في الجهود، وتولية للأكفاء، لتتم المسئولية التربوية سليمة من تعثر الخطى، بعيدة عن التناقض والازدواجية، محاذرة للتقليد والتبعية، اعتزازاً بشخصيتنا الإسلامية، وشموخاً في مناهجنا الشرعية، مترسمين هدي القرآن الكريم ونهج السنة النبوية.
معاشر الأحبة: إنَّ البيت هو الركيزة الكبرى، وعليه المسئولية العظمى في بناء الفرد، وتقع على كاهله تحديد شخصيات الأبناء، وتكوين ملامحهم الإيمانية، والفكرية، والروحية، والأخلاقية.
فيا أيها المسلمون: ربوا أولادكم منذ نعومة أظفارهم على الإيمان بالله، واجعلوهم يستشعرون الأبعاد الحقيقة لكلمة التوحيد، بحيث يكون إيمانهم نابعاً من يقين ومعايشة، وإدراك لحقيقة الربوبية والألوهية، وفهم واضح لمعنى العبودية.
معاشر المسلمين: إن كثيراً من الأسر مع شديد الأسف لا تعنى كثيراً بتأصيل الفهم العقدي الصحيح، زاعمين أن التوحيد من المسلَّمات البدهية التي لا تحتاج إلى مزيد عناية، وتلك -وايم الله- من التسطيح في النظرة، ومن نتائجها توهين الأسس العقدية الصحيحة في نفوس كثير من الأبناء.*
والبيت لا يبتنى إلا له عُمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد فعلى الأسرة أن تجتهد في تصحيح سلوكيات أبنائها، وغرس المثل الإسلامية في نفوسهم، وتأصيل الأخلاق الحميدة التي جاء بها ديننا الحنيف، وليكن الأبوان قدوة حسنة لأبنائهم، فلا يكون هناك تناقض بين ما يمارسونه من سلوك عملي، وبين ما ينصحون به أبناءهم في ظلام وكلام نظري.*
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه وإنها لمسئولية عظيمة أن يبني الأبوان شخصية أبنائهم على أساس العقيدة الصحيحة والاعتزاز بمبادئهم وتراث أمتهم، محاطين بالإيمان والهدى والخير والفضيلة، أقوياء في مواجهة المؤثرات المحيطة بهم، لا ينهزمون أمام الباطل، ولا يضعفون أمام التيارات الفكرية الزائفة.
فيا أيها الأباء والأمهات: اتقوا الله في أولادكم، كونوا قدوة لهم في الخير، وإياكم ثم إياكم أن تكلوا عملية تربيتهم للخادمين والخادمات، فهم ضرر على الأسرة لما يحملونه في الغالب من أفكار وأخلاق وعادات ثبت في الواقع خطرها، وثبت لدى كل غيور شرها وضررها، أبعدوهم عن قرناء السوء، تابعوهم في صلواتهم، وخلواتهم، وجلواتهم، كونوا الرقابة المكثفة المقرونة بمشاعل المحبة والحنان والشفقة.
حذارِ أن تتسلل إلى الأسرة ألوان من الغزو الفكري والأخلاقي، فتهدم ما بنيتموه، وتنقض ما شيدتموه، نشِّئوهم على الخير والفضيلة والهدى، والبعد عن الرذيلة والشر والردى.*
أيها المسلمون: كما تشمل المسئولية الأسرية حسن اختيار الزوجين على أساس الدين والأمانة والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } رواه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.*
وبهذا الاختيار الحسَنَ، ينشأ جيل من الأفراد الصالحين الذين يحققون العبودية الخالصة لله رب العالمين.
كما تتضمن المسئولية الأسرية، حُسنُ العشرة بين الزوجين، والقيام بالواجبات، وأداء الحقوق، والتعاهد على التربية، يقول سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].
فكيف يهنأ والد بالعيش وهذا الوعيد الشديد يطرق سمعه، وهذه العاقبة المحزنة تهدد أولاده، ألا فليتقِ الله القوَّامون على النساء من الأزواج والآباء، فليربوهنَّ وليأخذوا على أيديهنَّ، ويلزموهن بالقرار في البيوت والحجاب الشرعي، حتى لا يُفَتَنَّ ولا يَفتِنَّ، فيأتين على بنيان التربية من القواعد، وإن من الخطأ كل الخطأ والخيانة في الأمانة، إهمال قضايا المرأة في حجابها وعفافها واختلاطها بالرجال، والانسياق المحموم وراء الأزياء والموضات دون رقيب ولا حسيب.وتتضمن المسئولية الأسرية -يا عباد الله- تسهيل أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والإسراف والتبذير وما يقع من منكرات في الأفراح.فيا أهل العفة والغيرة والحياء! يا أرباب الشهامة والرجولة والإباء! أليس هذا من الغش والخيانة، والتساهل في القيام بالمسئولية.
مسئولية المجتمع في الحفاظ على سفينة الأمة
أمة الإسلام: وتقع على المجتمع مسئولية كبرى في الحفاظ على سفينة الأمة، وفي تعميق الروابط فيما بين أفرادها من التواد والتراحم، والأخوَّة والتفاهم، انطلاقاً من الركيزة الإيمانية لا من المصالح الدنيوية والعلاقات المادية، ولقد عُني الإسلام بالمجتمع وتشييد أركانه، بصورة متماسكة في بنيانه أمام الأفكار المسمومة، والآراء المذمومة، فليتواصى أبناء المجتمع على عبادة الله وحده، وعلى الاضطلاع بمهمة الدعوة الإسلامية والحسبة، وإعلاء راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام سيل المنكرات، وطوفان المحرمات، والأخذ على أيدي المستهترين، وإنَّ السكوت على الأيدي الآثمة هو في الحقيقة إثم أكبر من إثمها، وإجرام أبشع من إجرامها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].
وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة الإسلامية لتعرف حقيقتها وقيمتها وتضطلع بمسئولياتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون في الطليعة؛ لتكون لها القيادة؛ لأنها خير أمة: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25].
مسئولية الإعلام في تحقيق مصالح الأمة
أيها الإخوة المسلمون: أما وسائل الإعلام في عصر التفجر الإعلامي، وثورة المعلومات والتقنيات، فمسئوليتها من أعظم المسئوليات، ولا سيما القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية، فالله الله -أيها التربويون- في استثمارها لخدمة ديننا الحنيف.
وإن الغيورين ليأسفون أشد الأسف على المهازل الرخيصة، والجنوح اللامسئول مسئول بهذه الوسائل الإعلامية إلى ما يفرز ضد الأجيال إلى ما لا تحمد عقباه، في أعز ما تملكه الأمة في قدرات شبابها وفتياتها، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله! معاشر الأحبة: إن للإعلام دوراً كبيراً في تشكيل عقول الأفراد، وتحديد معالم الشخصيات، وتوجيه السلوكيات، وغرس القيم والأهداف بما يحقق المصالح الخاصة والعامة، فليتق الله القائمون على وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فلا يقدم لأفراد الأمة ومجتمعاتها إلا كل ما يدعو إلى الخير والفضيلة، ويرسخ القيم الإسلامية الأصيلة، والمبادئ القويمة، والمُثلُ العظيمة، وعليهم أن يستنقذوا أبناء هذه الأمة من التشويش الفكري، والغبش العقدي، والعفن الأخلاقي، الذي ينعكس على حياتهم العملية، وسلوكياتهم اليومية، مما تعج به سماء القضاء، ويرتج منه الأرض والأجواء، فرحماك ربنا رحماك!
أيها الإعلاميون: الأعلام نبض الأمة، ومرآة المجتمع، فراعوا مسئولية الكلمة، وأمانة الحرف، وموضوعية الطرح، وشفافية الحوار، ومصداقية الرؤى، واعلموا أنه بالمبادئ والقيم وبالعقيدة والإيمان يتميز الإعلام عند أهل الإسلام، فكم تعاني المجتمعات البشرية اليوم من جرائم وحوادث، وكم تجرعت من ويلات وكوارث، لماذا ارتفعت معدلات الجريمة بما يذهل العقول؟ لم يكن ذلك ليحدث إلا لما أهمل الإنسان مسئوليته.
إن من مسئوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزو السافر، ضد عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات، التي تشن ضد ديننا وقيمنا ومبادئنا، والوقوف بحزم وحصانة، ورعاية وصيانة، لصد اخطبوط العولمة المفضوحة، بالحفاظ على مميزاتنا الحضارية، وثوابتنا الشرعية، والتصدي القوي لما تقوم به الصهيونية العالمية، في دعم من القوى الدولية، ضد مقدساتنا في فلسطين المسلمة، وما يقوم به أشياعهم في كشمير والشيشان ، فمسئولية مَنْ مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية الآثمة؟ وهذه الهجمة العدوانية العنصرية ضد أمتنا الإسلامية؟ إن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قِبَله.
مسئولية نصرة الدين مسئولية مشتركة
إن حقاً على أهل الإسلام أن يقوموا بمسئوليات في تحقيق نصرة هذا الدين بكل ما أوتوا من إمكانات، وأن تتكاتف في ذلك جميع القنوات.
الأسر والبيوتات، الأباء والأمهات، المدارس والجامعات، المساجد والإعلام والمنتديات، الشعوب والحكومات، والمجتمع بكافة فئاته، ووسائل الإعلام بشتى قنواتها مسموعها، ومقروءها، ومرئيها، الكل يؤد واجبه، في التربية والبناء، وغرس القيم والأخلاق في البنات والأبناء، ليخرج جيل مثالي من الرجال والنساء، وبذلك يتحقق الأمر المنشود، ويتجدد المجد المفقود، والتطلع المعقود، وما ذلك على الله بعزيز.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:27-28].
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين والمسلمات من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
المسئولية تجاه الأبناء في الإجازة
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وسع كل شيء رحمة وعلماً وتدبيراً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أرسله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
فاتقوا الله -عباد الله- وقوموا جميعاً بما أنتم مسئولون عنه أمام ربكم، ثم أمام الأمة والتاريخ، فلقد علمتم عِظَم منظومة المسئولية؛ من الخدمة الصغرى إلى قمة الهرم في الإمامة العظمى.
واعلموا -يا رعاكم الله- أن مسئولية النصيحة في هذه الأوقات ما يحدث من ظواهر اجتماعية، في أوقات الإجازات، فيا أيها الآباء والأمهات: يا أيها الطلاب والطالبات: يا أيها التربويون في كافة القنوات: ماذا أعددتم لشغل الفراغ والأوقات مدة هذه الإجازات؟!
إن واجب النصح للأمة في هذه القضية المهمة ينبغي أن ينصب على كيفية شغل أوقات فلذات الأكباد، وثمرات الفؤاد بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع العظيم والخير العميم.
أيها الإخوة الأحبة في الله: إن فرص استغلال الوقت في هذه الإجازة -لا سيما للشباب والفتيات- كثيرة بحمد لله، فينبغي أن نحرص على الفرص الشرعية المباحة، والمناسبات المرعية المتاحة، وليحذر العباد من تضيبع الأوقات في المحرمات والمشتبهات.
ألا وإن أنَفس ما صُرفت فيه الأوقات؛ العناية بكتاب الله تعلماً، وتعليماً، وحفظاً، وتدبراً، وفهماً، وعملاً، وتطبيقاً، والقراءة والاطلاع على الكتب الشرعية النافعة، والالتحاق بالدروات العملية، والمخيمات الدعوية، والمراكز الصيفية، والمعاهد المهنية التي يقوم عليها أهل الخير والصلاح، والدعوة والإصلاح، بما يعود بفائدة كبرى في زيادة المعارف، وحفظ الأوقات، وتنمية المواهب واكتساب المهارات.
*
ولا بأس بإدخال الفرح على الأهل والأولاد في سفر مباح في محيط بلاد الإسلام، ولنا مع السفر والمسافرين حديث قادم بإذن الله.*
*
وألا وإن من غير المنكور وجود الأتقياء الأمناء في الأمة بحمد لله، ممن جدوا في أداء مسئولياتهم مستشعرين معية الله جلَّ وعلا فيها، حريصين على تقوية الوازع الديني وضمير الإحساس الإنساني في أداء حقوق الله وحقوق عباد الله، وبمثل هؤلاء يصلح حال الأمة، وتسعد مجتمعاتها بإذن الله، والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وإنه خير مسئول وأكرم مأمول.
*
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسئولية، كما أمركم بذلك ربكم رب البرية، فقال تعالى قولاً كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفاءه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيدَّ بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه ونائبه لما فيه صلاح البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
اللهم كن لهم على الحق مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً يا جواد يا كريم!*
اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك والمضطهدين في دينهم في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان ، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود المعتدين، والصهاينة الغاشمين.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك فوق كل أرض، وتحت كل سماء يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون…….
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
الخاتمة
*
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والشكر له سبحانه على توفيقه بأن يسر لي إتمام هذا الموضوع الذي كنت أتمنى دائماً أن أقدم ولو شيئاً يسيراً لخدمة الإسلام والمسلمين، فله المنة والفضل سبحانه أن يسر لي هذا حتى تم والحمد لله.
إن نعم الله عظيمة، وفضله كبير، فنسأل الله سبحانه أن يوفقنا إلى شكرها، والعمل بمقتضاها) رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين[393].
؟ على الكلام الطيب….
الحمد لله
إن من أعظم مقاصد النكاح في شرع الله المطهر أن تسود المودة والرحمة بين الزوجين ، وعلى هذا الأساس ينبغي أن تبنى الحياة الزوجية . قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم /21 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " المودة هي : المحبة ، والرحمة هي : الرأفة ، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها ، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد " .
والنصيحة لك أخي المسلم وأختي المسلمة أن لا يغيب عن بالك المودة والرحمة اللتين ذكرهما الله تعالى في الآية الكريمة بين الزوجين ، وأن تتأملي في حال أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لاسيما دور السيدة خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجتهدي في إسعاد أسرتك وسوف تجدين أثر ذلك خيرا إن شاء الله .
ومن أكبر أسباب كسب القلوب البشاشة وإلانة القول كما جاء عن بعض الصالحين : " إنما البر شيء هين ؛ وجه طلق وقول لين " فتكلفي هذا البر مع زوجك – حتى يصير سجية لك – تكسبي قلبه وتنعشي في قلبه المودة والرحمة نحوك .
بل قبل ذلك كله ، وفوق ذلك كله ، قول ربنا الرحمن جل جلاله : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) . فصلت/34-35
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها { هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ }
ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين. وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة .
{ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } أي: كأنه قريب شفيق.
{ وَمَا يُلَقَّاهَا } أي: وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة { إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا } نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟".
فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله، لا يفيده شيئًا، ولا يزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه، ليس بواضع قدره، بل من تواضع للّه رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك، متلذذًا مستحليًا له.
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } لكونها من خصال خواص الخلق، التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق " انتهى .
تفسير السعدي ص (549-550) .
وإذا كان هذا كله في حق الخلق ، فكيف في حق زوجك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ ) رواه أبو داود (2140) واللفظ له ، والترمذي (1192) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1203) .
وإذا كنا بدأنا بالحديث إليك ، أيتها الأخت الكريمة ، فلأنك التي سألت ، وظننا أن سماعك لنا أقرب ، واستجابتك لنصيحتنا أسرع ، ولو كان ثمن ذلك أن تتنازلي عن بعض حقك ، وأن تعفي عمن ظلمك ، فلا بأس ؛ ومن الذي يزعم أن التنازل عن بعض الحقوق ، والعفو عن المظالم عيب أو نقصان ، بل هو الكمال كل الكمال .
روى مسلم في صحيحه (2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ )
وأما الحديث إلى زوجك ، أو العتاب له ، فهو حديث الناصح الشفيق ، وعتاب ممن يحبون له الخير ، ويخشون عليه عاقبة الليالي ، ويحذرونه من أن يطيع إبليس ويفرحه ، ويعصي الرحمن جل جلاله ويغضبه .
أما طاعته لإبليس ، فقد روى مسلم في صحيحه (2813) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ ؛ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ؛ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا !! قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ؟! قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ !! قَالَ الْأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ : فَيَلْتَزِمُهُ !! )
وأما أنه يغضب الرحمن ويعصيه ، فليسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( َاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ .. ) رواه مسلم (1218)
أفهكذا يكون أمان الله ، يا عبد الله ؟!!
أوهكذا تفعل بكلمة الله ، يا عبد الله ؟!!
أهكذا تفعل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال لك : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .
وقال صلى الله عليه وسلم : وقوله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
أوهكذا يكون المعروف ، وقد قال الله : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 .
أو هكذا تكون الرعاية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وكلكم مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري (893) ومسلم (1829) .
أما سمعت الصحابي الجليل ، عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو ، رضي الله عنه ، وقد دخل عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، الوالي الظالم ، فَقَالَ له الصحابي : ( أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ ؛ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ !! ) رواه مسلم (1830) .
أما تخشى أن تكون ـ أنت ـ منهم .
هل سمعت من قبل يا عبد الله أن للمرض سنا ، وأنه يشترط لوجود الصداع زمان أو مكان ؟!!
ما سمعنا بأعجب من هذا ولا أغرب !!
أم لعلك تحتاج دليلا ؟! فاسمع يا عبد الله :
عن عائشة قالت : (رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وا رأساه فقال بل أنا يا عائشة وا رأساه) رواه ابن ماجه (1465) ، صححه الألباني في تخريج المشكاة (5970).
وينبغي أن تتذكر أيها الأخ المسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وللسيدة عائشة رضي الله عنها ثمانية عشر عاما ، مما يعني أن شكواها هذا الصداع كان في حداثة سنها قبل الثامنة عشرة ، فصدقها النبي صلى الله عليه وسلم وتفاعل معها وجدانيا ، وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها مَا كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِى خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ . رواه البخاري (676) .
فهذا الدليل إن كنت تحتاجه ، وما نظنك تحتاج دليلا ، أن تحتاج أن تعمل ؛ الطريق أمامك ، لكنك لا تسير !!
الحديث إليك طويل ، ذو شجون ، يا عبد الله ، ومن لم ينفعه القليل ، لم ينفعه الكثير !!
فاحذر يا عبد الله أن تبتلى يوما ، وتحتاج هذه المرأة الضعيفة أن تحملك ، وتقوم بأمرك ؛ أفتحب أن تعاملك بمثل ما تعاملها به ؟!!
أم تحب أن تكون هي أكرم منك ، وتصدقك ، وأنت تكذبها ، وتحملك ، وأن تضيعها ، وترفق بك ، وأنت تشق عليها ، وتحلم عليك ، وأنت تجهل عليها ؟!!
والله إن أحلاهما مر !!
فاختر لنفسك طريق الإحسان يا عبد الله : ( هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ) (الرحمن:60)
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
* * * * * * * * مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ**** لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ما شاء الله عليك..
مجهود طيب تشكر عليه..
جاري تثبيت الموضوع..
يزاك الله خير
يعطيك العافيه
موفق ان ششاء الله
تسلم الايادي
سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده
يبتلكم موضوع منقول للفايده
هذا دليل المعلم للتربيه الاسلاميه للصف السابع الى الثاني عشر
د ليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف السابع ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
http://arabsh.com/j61xjorgxaeq.html
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف الثامن ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
http://arabsh.com/8yjrb4njhned.html
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف التاسع ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
http://arabsh.com/y8khguiklx5z.html
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف العاشر ( المنهج الجديد ) – الجزءين
http://arabsh.com/5v2upwf4k59e.html
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف الحادي عشر ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
http://arabsh.com/irpb8sl106z9.html
دليل المعلم لمادة التربية الإسلامية للصف الثاني عشر ( المنهج الجديد ) – الجزء الأول
http://arabsh.com/i54tcv4yzgr2.html
لا تنسون الردود
بس لو تحطه في التربيه الاسلاميه احسن
لا الـــه الا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اكمل الفراغات
(الانجيل)ـــــــــــــــــــــــــــــ
(التوراة)ـــــــــــــــــــــــــــــ
(الزبور)ــــــــــــــــــــــــــــــ
(الصحف)ـــــــــــــــــــــــــــ
(القرأن الكريم)ــــــــــــــــــــــــــ
اكمل كل الفراغات
عن ابي هريره رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
لا تنزع الرحمة الا من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما هو الطارق ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ماذا يوجد في السماء؟ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
اكملي
قال تعالى:
أذا السماء انشقت و اذنت الى ربها وحقت و اذا الارض مدت ـــــــــــــــــــــــــ ما فيها و تخلت واذنت لربها وحقت يا ايها الانسان انك ــــــــــــــــــــــــــــــ الى ربك كدحا فملقيه
صدق الله العظيم
نقلا : sez.ae
يسعدلِــيه مسآڪ / صبآحڪ بڪل خير
مشًـكًـوورً خيوً عً ـآلطرحَ الغآويـً . .
بارك الله فيك