- New Microsoft Office Word Document2.doc (41.5 كيلوبايت, 2693 مشاهدات)
- New Microsoft Office Word Document.doc (36.0 كيلوبايت, 3946 مشاهدات)
تتناول الجغرافيا دراسة ظاهرات جغرافية طبيعية وبشرية على سطح الأرض وبالتالى تبدو الثنائية فى دراسات علم الجغرافيا وبالتالى نجد مناهج الدراسات الجغرافية الأصولية تنقسم إلى قسمين رئيسيين وهما : " الجغرافيا الطبيعية Physical Geography" و " الجغرافيا البشرية Human Geography " ويشمل كل منهما عدة فروع متخصصة تتناول ظاهرات جغرافية معينة .
بينما تهتم الجغرافيا الطبيعية بدراسة الظاهرات الجغرافية الطبيعية و التى تشمل التوزيع المكانى للتضاريس و المناخ و النبات و الحيوان و البحار و المحيطات مع ربط هذه الظاهرات المختلفة مع بعضها البعض و إبراز اختلافاتها المكانية وأقاليمها الرئيسية المميزة و ما بينها من تكامل ، نجد الجغرافيا البشرية أيضاً تتناول توزيع الظاهرات الجغرافية البشرية التى تشمل الجوانب الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية بهدف إبراز أيضاً اختلافاتها المكانية وأيضاً الربط بينها و بين الظاهرات الطبيعية فى محاولة التعرف على جوانب التأثير المتبادل بينهما .
و إذا كانت الدراسات الجغرافية عموماً تهدف إلى إبراز شخصية المكان التى هى نتاج ظاهرات طبيعية أو بشرية أو كلاهما معاً والتى تبدو محصلتها فى أقاليم أو بيئات جغرافية تحمل سمات جغرافية تميزها عما يجاورها من أقاليم أو بيئات أخرى عندها تبدو أهمية الدراسات الجغرافية الإقليمية والبيئية كأحد محاور أو أقسام الدراسات الجغرافية ومناهجها التى تعكس خاصية العلم التركيبى التى يتسم بها علم الجغرافيا وكذلك تهتم الدراسات الجغرافية بالبعد الزمنى عند تناول ظاهرات طبيعية أو بشرية وخاصة عند دراسة مراحل تطور الظاهرة الجغرافية عبر سلسلة زمنية والتى قد تسهم فى تفهم وتفسير الظاهرة الجغرافية وذلك بحكم أن الماضى مفتاح الحاضر ولذا فإن الجغرافيا التاريخية هى ضرورة فى العديد من الدراسات الجغرافية الطبيعية والبشرية وتمثل أحد أقسام علم الجغرافيا ومناهجها أيضاً وفى ضوء ما سبق تجدر الإشارة إلى أهمية عرض أهم فروع الجغرافيا البشرية والتى تشمل ثلاثة محاور رئيسية هى :-
1- الجغرافيا الاجتماعية Social Goegraphy :
و هى تضم ثلاثة أقسام هى :-
(أ) جغرافية السكان : التى تهتم بدارسة توزيع السكان وكثافتهم وكذا نموهم وفقاً للزيادة الطبيعية والهجرة وكذلك خصائصهم النوعية والعمرية وأنشطتهم الاقتصادية وحالتهم التعليمية والزواجية وغيرها .
(ب) جغرافية العمران : وهى تهتم بدراسة توزيع مناطق السكنى فى الريف والمدن فضلاً عن تطورها والتفاعل المكانى فيما بين هذه المراكز العمرانية وكذلك مورفولوجيتها التى تشمل التركيب واستخدام الأرض وغيرها .
(جـ)الجغرافية الحضارية : تبحث الجغرافية الحضارية فى مفهوم الحضارة والتى تعد وسيلة يتلائم بواسطتها البشر مع بيئاتهم الجغرافية وكذلك نجد لكل مجموعة من السكان طريقة خاصة فى الحياة أو طريقة عيش تتكون من الأفكار السائدة مع المعتقدات والفنون واللغة وطرق الاتصال والاحتكاك الحضارى بجماعات أخرى إلى جانب العناصر المادية التى تضم المبانى والآلات وغيرها . ويبدو ارتباط فروع الجغرافيا الاجتماعية بالعديد من العلوم الأخرى كالديموغرافيا ( علم السكان ) والاجتماع والتاريخ والعمارة وتخطيط المدن وغيرها .
2- الجغرافيا الاقتصادية Economic Geography :
وهى تضم عدة فروع منها :-
(أ) الجغرافيا الزراعية : التى تتناول نشاط الإنسان فى زراعة الأرض والمحاصيل ومشروعات الرى وغيرها .
(ب) الجغرافيا الصناعية : وهى تتناول الصناعات المختلفة ومناطق التوطن والتخصص الصناعى وغيرها .
(جـ) جغرافية النقل : و تشمل النقل المائى البحرى و النهرى و كذلك النقل الجوى و النقل البرى و خاصة السكك الحديدية وغيرها .
(د) جغرافية السياحة : وتمثل أحد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالموارد الطبيعية ووقت الفراغ ومستوى المعيشة .
و هذه الفروع تهتم بدارسة الموارد الاقتصادية وما يتعلق بالإنتاج والاستهلاك والتوزيع وغيرها من الموضوعات . وهنا كذلك يبدو ارتباط فروع الجغرافيا الاقتصادية بعلوم الاقتصاد والزراعة و الهندسة وغيرها .
3- الجغرافيا السياسية Political Geography :
وهى تهتم بدراسة الظاهرات السياسية من خلال منظور جغرافى والتى تبدأ بدراسة مقومات الدولة الطبيعية والبشرية والحدود السياسية والأقليات والتكتلات وتكوين الأحلاف وعلاقات الدول وغيرها المرتبط بتغير الخريطة الجغرافية السياسية للعالم وكما يبدو تتضح العلاقة بين الجغرافيا السياسية و العديد من العلوم خاصة علم السياسة و العلاقات الدولية و العلوم الاستراتيجية و الاقتصادية و التاريخية و غيرها .
الجغرافيا الإقليمية والجغرافيا الموضوعية. تتناول الجغرافيا الإقليمية بالدراسة كل أو معظم العناصر الجغرافية لمنطقة، أو إقليم، مجتمعة، من حيث تأثيرها على بعضها بعضًا، بغرض إبراز خصائص ذلك الإقليم أو شخصيته. ومثال ذلك ما يقوم به الجغرافيون الذين يدرسون طبيعة إقليم الخليج العربي من حيث مناخه وتكوين أرضه وموارده الطبيعية. كما أنهم أيضًا يدرسون سكانه وشؤونهم الدينية واللغوية وتقسيماته السياسية.
أما الجغرافيا الموضوعية فتركز على دراسة مظهر واحد من مظاهر الأرض أو نشاط بشري وتوزيعه على سطح الأرض كله. فأنماط نوعية التربة وأنماط النقل بالطرق الحديدية على نطاق العالم تُعَدُّ مثالاً للمنهج الموضوعي في الدراسات الجغرافية.الجغرافيا الطبيعية. وهي التي تهتم بمواقع المظاهر الأرضية مثل: اليابسة، والماء، والمناخ وعلاقة كل منها بالآخر وبالأنشطة البشرية، وبتلك القوى التي تؤدي إلى إيجادها وتغييرها. فالجغرافيا الطبيعية تشمل الجيومورفولوجيا (دراسة أشكال سطح الأرض)، وعلم المناخ، والجغرافيا الحيوية، وعلم المحيطات، وجغرافيا التربة.
الجيومورفولوجيا. هي دراسة أشكال سطح الأرض، بما في ذلك توزيعها وأصولها (أي نشأتها)، والقوى التي تحدث تغييرات فيها. فالباحثون في هذه الظواهر يدرسون أين تحدث الانهيارات الجليدية والزلازل وكيف يتحرك الركام الجليدي. ويدرسون العلاقة بين أشكال سطح الأرض والأنشطة البشرية.
علم المناخ. يركز هذا العلم على دراسة أنماط المناخ. ويدرس الباحثون في المناخ بعض العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والأمطار والرطوبة، كما يدرسون أيضاً كيفية التغيرات المناخية ومدى تأثرها بالنشاط البشري.
الجغرافيا الحيوية. ويتكون هذا العلم من الجغرافيا النباتية والجغرافيا الحيوانية. ويدرس الباحثون في الجغرافيا النباتيه أنماط نمو النباتات، وكيف تؤثر التغييرات في كل من المناخ والتربة والنشاط البشري في هذه الأنماط. ويطلق على الجغرافيا النباتية أيضًا اسم فيتوغرافيا. ويدرس الباحثون في الجغرافيا الحيوانية الأسباب التي أدت إلى توسع حياة حيوانات معينة في إقليم ما دون غيره. كما يدققون البحث في هجرات الحيوانات والعوامل التي تؤثر في تحركاتها.
علم المحيطات. ويشمل دراسة تيارات المحيطات المائية والأمواج وحركة المد والجزر. والمتخصصون في هذا العلم يبحثون أيضًا في جغرافيا قيعان المحيطات.
جغرافيا التربة. تتناول توزيع الأنواع المختلفة من التربة في جميع أنحاء العالم، ويدرس الباحثون في جغرافيا التربة كيف يؤثر اختلاف أنواع التربة، على نوع وكمية المحاصيل التي تنتج في منطقة ما، وكيف تتأثر التربة الزراعية بطرق الزراعة المستخدمة في كل منطقة.
الجغرافيا البشرية. ويركز هذا العلم على دراسة أنماط النشاط البشري وأوجه صلتها بالبيئة. وتشمل الميادين المتخصصة في الجغرافيا البشرية كُلاً من الجغرافيا الحضارية، وجغرافيا السكان، والجغرافيا الاجتماعية وجغرافيا المدن، والجغرافيا الاقتصادية، والجغرافيا السياسية، والجغرافيا التاريخية.
الجغرافيا الحضارية. وهي تدرس موقع وانتشار المعتقدات والعادات وغيرها من الخصائص الحضارية، فقد يدرس الباحثون في الجغرافيا الحضارية على سبيل المثال انتشار مجموعة من المعتقدات الدينية. أو قد يفحصون كيفية تغير جزء من الرقعة الأرضية نتيجة ممارسات حضارية من قبل السكان الذين يعيشون فيها.
جغرافيا السكان. وهي التي تهتم بدراسة أنماط السكان والأسباب التي أدت إلى تغير هذه الأنماط. ويتطرق الباحثون في جغر افيا السكان إلى معرفة معدل المواليد والوفيات والتحركات السكانية وحجم الأسر وغيرها من البيانات الإحصائية ذات الصلة.
الجغرافيا الاجتماعية. وهي التي تبحث في العلاقات بين المجموعات البشرية. ويحاول الباحثون في الجغرافيا الاجتماعية تحليل كيفية تأثير هذه العلاقات الاجتماعية في الأماكن التي يعيشون ويعملون ويتنزهون فيها.
جغرافيا المدن. وهي تهتم بدراسة المدن وغيرها من المناطق الحضرية. ويفحص الباحثون في الجغرافيا المدنية كيف أن الموقع قد يكون ذا أهمية في تطور المدن. كما قد يبحثون في الأماكن التي تعيش فيها الجماعات المختلفة في مدينة ما، أو الأسباب التي أدت إلى نمو الأحياء الفقيرة إلى ما آلت إليه.
الجغرافيا الاقتصادية. وهي تهتم بدراسة الموقع وتوزيع الأنشطة الاقتصادية مثل: التعدين والصناعة والزراعة. ويدرس الباحثون في الجغرافيا الاقتصادية العلاقات المكانية والبيئية والعوامل البشرية التي تؤثر في تطور ونمو مثل هذه الأنشطة. وتشمل هذه العوامل: المواصلات والقوى العاملة والمناخ وموارد الثروة.
الجغرافيا السياسية. وهي تبحث في الطرق التي يسلكها الناس في الأماكن المختلفة، فيما يقررون أو يكسبون أو يستخدمون السُلطة داخل نظام سياسي. ويدرس الباحثون في الجغرافيا السياسية موضوعات مختلفة مثل التغيرات في الحدود السياسية، ومشكلات التقلبات السياسية، وطرق الاقتراع.
الجغرافيا التاريخية. وهي تدرس كيف كانت الأماكن في الماضي. ويتطرق الباحثون في الجغرافيا التاريخية إلى ما طرأ على الأماكن وأنماط النشاط البشري من تغير على مدى الزمن، والعوامل الجغرافيّة التي سببت هذه التغيرات.
دعواتكم
الاسم :
الصف: العاشر
الشعبة: ()
البحث: اهمية علم التاريخ
المدرسة:
اشراف الاستاذ :
الدرجة : 20
المقدمة:-
لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه . ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة – فيما لجؤوا إليه- إلى تاريخ هذه الأمة، لتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم، ويخدم مآربهم، ويحقق ما يصبون إليه لم يكن المسلمون هم الذين اخترعوا علم التاريخ، بل سبقتهم كثير من الأمم إلى الكتابة فيه.. ولكن المسلمين لم يكتفوا بما كتبه غيرهم فيه لأسباب عديدة، أهمها تحري الدقة واتخاذ الحيطة، وتصحيح كثير من المفاهيم المتعلقة بهذا العلم ، سواء من حيث تعريفه أو موضوعه أو الغرض منه.
الموضوع:-
بداية التاريخ: للتاريخ الإنسانى تاريخٌ طويل .. فقد بدأ الإنسانُ البدائىُّ فى التأريخ للواقعات اليومية التى تمر به ، من خلال تلك الرسوم التى خطَّتها يداه على جدران الكهوف. ولما استقر الناسُ فى الوديان ، وعرفوا التحضُّر ؛ بدأوا يؤرِّخون الوقائع الكبرى وحوادث الدول والملوك . فكانت مصر القديمة من أولى الحضارات الإنساة التى عنت بالتدوين ، واعتنت بتسجيل التاريخ ؛ وهو ما نراه أيضاً فى الحضارات الشرقية الأخرى : البابلية .. الآشورية .. الصينية .. وغيرها .
ونشط التأريخ فى الحضارتين اليونانية والرومانية وكان قد بدأ هناك أسطورياً ـ كما هو الحال فى الإلياذة والأوديسة ــ ثم تخلَّص من الأسطورة والصياغة الشعرية شيئاً فشيئاً ، ليظهر مؤرِّخون من أمثال : هيرودت .. بوليبيوس .. سترابون .. وغيرهم.
وقبل ظهور الإسلام ، كان للقبائل العربية فى شبه الجزيرة تأريخٌ ، هو أيام العرب التى هى عبارة عن روايات شفاهية تحكى حروب القبائل وعظائم الأمور التى جرت بين العرب قبل الإسلام ، كيوم داحس والغبراء .. وحرب البسوس .. إلخ ، ثم صار التاريخ علماً بعد ظهور الإسلام وقيام دولته لأسباب دينية ودنيوية ؛ فعلماء الإسلام سجَّلو الغزوات ووقائع الخلافة ، وأرادو الإخبار عن الأمم السالفة التى أشارت إليها آيات القرآن ، وسعوا لمعرفة الرجال الذين رووا الحديث الشريف . ومن ناحية أخرى ، كان لابد للمسلمين من معرفة طبيعة البلاد التى فتحوها ، ونظام خراجها ، وأخلاق سكانها ؛ مما دعاهم لنظر فى تاريخ الأمم والشعوب .
وبدأ التدوين التاريخى عند المسلمين . منذ القرن الأول للهجرة . ولاتزال بعض هذه المدوَّنات باقيةً إلى اليوم ، مثل كتاب التيجان فى ملوك حِمْيَر لوهب بن منبه ( المتوفى 110 هجرية ) غير أنه كتابٌ ملىء بالإسرائيليات والروايات التى كانت متداولة آنذاك شفاهةً .. ثم ظهرت كتب السيرة النبوية بعد ذلك بقليل، وأقدم ما وصلنا منها السيرة لابن هشام وهى مختصرٌ لسيرة ابن إسحاق ( المتوفى 151 هجرية ) وهو الكتاب الذى اعتنى مؤلَّفه بجمع الأخبار من مظانها المختلفة ، وارتحل فى سبيل ذلك إلى عدة بلاد ، ساعياً للإحاطة بكافة التفاصيل والأخبار . أما كتاب المغازى للواقدى ( محمد بن عمر ، المتوفى 207 هجرية ) فهو يحتل مكانةً خاصة فى تاريخ التأريخ العربى الإسلامى، باعتباره من أبرز الأعمال المدوَّنة فى القرن الثانى الهجرى .
اسباب دراسة التاريخ والفوائد المرجوة منذالك:
-1اخذ العظة والعبرة:يقول ابن الأثير إن الحكام إذا وقفواعلى ما في الكتب من سير أهل الجور والعدوان استقبحوها
-2 عظمة الله سبحانه وتعالى:فالدوله الظالمه لا بد ان تسقط وتزول
-3حفظ هوية الأمة :فمن ليس له تا ريخ فهويته مبتوره
4-قراءة الأحداث :وهي سنن كونيه تتكرر مرات ومرات
5 -التخلق بالصبر والتأسي بالصابرين
6 -معرفة نعم الله وقدرها :فمن عرف ماقاساه من قبله من الشدائد وشظف العيش
فلا بد ان يعرف مقدار نعم الله فيشكر المنعم الوهاب
منهج المسلمين في تدوين التاريخ:
ولئن لم يكن أمام المؤرخين المسلمين سبيل سوى الاعتماد على كتب الإسرائيليات وغيرها من الأخبار والمدونات القديمة، فيما تنقله لهم من أخبار الأنبياء والرسل والشعوب السابقين والجيوش والبلدان، فإنهم قد تسلحوا في تدوينهم لأخبار التاريخ بعدة أسلحة تعينهم على الوصول إلى الحقيقة، وتبين منهجهم في هذا العلم الواسع، وتبرهن على أنهم كانوا محققين كما كانوا نقلة، وكانوا بصراء كما كانوا أمناء.
1ـ عرض الأخبار المتعلقة بالأمم السابقة على الكتاب والسنة أولاً، فإن كانت مما تحدث عنه القرآن، أو بلّغ عنه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فلا بد من الموافقة للوحي المعصوم عن الخطأ بادئ ذي بدء، وإلا فإنها ترد.
يقول الإمام ابن كثير في تاريخه الشهير (البداية والنهاية ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله، مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم … وما ذلك إلا لأن القرآن الكريم والسنة النبوية من أدق وأصدق مصادر التاريخ.
2ـ المحاكمة العقلية للحوادث المدونة، حتى تكون منضبطة بضوابط الواقع، مقيدة بقيد العقل، مسايرة لأحوال الخلق وطبيعة الكون.
وفي هذا المجال يقول ابن خلدون: فهو (أي علم التاريخ) محتاج إلى مآخذ متعددة، ومعارف متنوعة، وحسن نظر وتثبت، يُفْضيان بصاحبهما إلى الحق… لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل، ولم تحكّم أصول العادة، وقواعد السياسة، وطبيعة العُمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولاقيس الغائب منها بالشاهد، والحاضر بالذاهب، فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق..
ثم يستعرض أمثلة رائعة لما وقع فيه بعض المؤرخين من أخطاء في تقدير أعداد وجيوش بني إسرائيل مثلاً، أو ما تناقله الناس من قيام أهل اليمن بغزو أفريقية والمغرب العربي، أو ما يسطره بعض المؤرخين في قصة قوم عاد ومدينتهم المزعومة (إرم)، أو ما دسه الداسون من روايات باطلة عن سلوك العباسة أخت هارون الرشيد مع جعفر بن يحيى البرمكي مما أدى إلى نكبتهم ـ زعموا ـ، وغير ذلك وهو يحاكم كل تلك الأمثلة محاكمة عقلية وواقعية وعلمية رائعة.
3ـ أما أخبار الإسلام وأهله ودوله، فلقد حظيت باهتمام من المؤرخين شديد، سواء في تفصيلاتها الدقيقة، أو في المحافظة على سلسلة رواتها للتأكد من صدقهم، وهذا ما نجده واضحاً في أخبار سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأخبار الخلفاء الراشدين، بل وأخبار الدولة الأموية والدولة العباسية كذلك، مما جعل هذا الجزء من التاريخ أصدق أجزاء التاريخ القديم، بل والحديث أيضاً.
4ـ اهتمام المؤرخين المسلمين بضبط الأسماء الواردة في التاريخ حتى ولو كانت غير عربية. وهذا أمر مهم حتى يخدم المتعلم ويحفظ الأصل.
وقد أفرد ابن خلدون في مقدمته كلاماً خاصاً في ذلك، يقول: وقد بقي علينا أن نقدم مقدمة في كيفية وضع الحروف التي ليست من لغات العرب إذا عرضت في كتابنا..الخ.
أهم كتب التاريخ:
1-(البداية والنهاية) لأبن كثير
2-(الكامل) لابن الأثير الجزري
3-(تاريخ الخلفاء الراشدين) للسيوطي
4-(التاريخ الكبير) للإمام الذهبي
أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول :
-1 التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها.
-2 التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية و سعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر.
-3التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة، من جهة وقت الطلب واللقاء، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير، وسنة الوفاة، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة.
-4التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ، إذ عن طريقه، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر.
-5التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها، وما صاحبها من تغيرات ومجريات.
6-التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها.
-7التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها، ونقف أيضاً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.
8-التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.
9-التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.
منهج البحث التاريخي عند العرب.
نشأ علم التاريخ عند المسلمين فرعا من علم الحديث. و قد سعوا إلى المصادر الموثوقة و كذا الرواية الشفوية. و اهتم مؤرخوهم بالمكان فمزجوا بين التاريخ و الجغرافيا مثل المسعودي. و ابن النديم. ومن ثم اعتمدوا على الوثائق الرسمية في مدوناتهم مثل اليعقوبي و البلاذري و الطبري و بن الجوزي و غيرهم… لقد عمل المؤرخون على بيان مظانهم في مقدمات كتبهم أو في طليعة روايتهم للخبر. وفي القرون الأولى للتدوين التاريخي استخدموا الإسناد كما في الحديث. و بذلك كانوا أمناء في نقل الأخبار. ويلاحظ هذا بخاصة عند الطبري..
أما النقد التاريخي عند العرب فقد بينه القران الكريم في آيات كثيرة في ضرورة إعمال العقل فيما يرى الإنسان و يسمع. وأكد على مفهوم البينة و الحجة و البرهان..ووجوب التثبت مت الخبر . وكلها أمور توجه الفكر إلى النقد العقلاني للأمور. وقد نبه الرسول (ص) في أحاديثه إلى ضرورة تبين الصدق من الكذب. أي نقد ما يرى و يسمع. ومن ثم أوجد علماء الحديث تدريجيا أصولا نقدية للتمييز بين الصحيح و الموضوع من الأحاديث. و لتصنيفها حسب قربها من الحقيقة. و اتبع المؤرخون العرب تلك الأصول للتحقق من صحة الخبر أيضا. فالأسلوب النقدي الذي صاروا عليه و اقتدوا فيه بعلماء الحديث كان " التجريح و التعديل " هذا النهج هو في حقيقة المنهجية العلمية المعاصرة للبحث التاريخي: النقد الباطني السلبي أم ما يسمى بنقد المؤلف. وقد اتخذوا الموازنة الزمنية بين خبرين. و الموازنة بصفة عامة. بحيث استطاعوا بهذا النمط من الموازنة و المحاكمة الزمنية التاريخية أن ينقدوا ما يدعى بأنه وثائق و يظهروا زيفها. وقد حاول المؤرخين العرب ضبط الأحداث زمنا بواسطة التوقيت لها بالسنة و الشهر و الليلة. وبذلك فاقوا مؤرخي اليونان و الرومان و أوربا في العصور الوسطى. فقد قال المؤرخ الإنجليزي " بكل – buchle " إن التوقيت عل هذا النحو لم يعرف في أوربا قبل 1597 ." وقد أبدى المؤرخون العرب اهتماما فائقا بتحديد الزمن في الأخبار. ويتضح هذا من تعريفهم للتاريخ بأنه " الإنسان و الزمان " وأنه " الزمان و أحواله " ولكن جميع الأحداث في سلسلة زمنية. هي خطوة أولى في عملية التركيب التاريخي. إلا أنها ليست لبها. فالتركيب الحقيقي يقوم على ربط الأحداث ببعضها ربطا سببيا. وهذا ما عناه ابن خلدون في معرض حديثه عن التاريخ بأنه " هو في ظاهره لا يزيد على أخبار الأيام و الدول… وفي باطنه نظر و تحقيق و تعليل الكائنات و مبادئها دقيق. وعلم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق ".
وقد اتهم المؤرخون العرب بعدم سعيهم إلى التعليل. بل اكتفوا بالسرد. ويتفاوت المؤرخون العرب في تقصيهم للأسباب في تفسير الظواهر و الحوادث. إلى أنهم أدركوا بالمجموع أهمية العوامل الاقتصادية و الجغرافية في دفع الأحداث. وفي التأثير على حياة البشر. وكذلك العوامل النفسية و الاجتماعية و الفكرية. وندري جدا من المؤرخين من كان كتابه مجرد سرد ساذج لا يحمل ضمن التطور تأويله الخاص و تفسيره الذاتي. كما لم يكتف المؤرخون المسلمون بتتبع أسباب الحوادث فقط. بل سعوا لتكوين تركيب فلسفي لمعنى التاريخ.
من كل هذا نخلص إلى القول: أن منهج البحث التاريخي عند المؤرخين العرب يسجل لهم أنهم أول من ضبط الحوادث بالإسناد. و التوقيت الكامل. و أنهم مدوا حدود البحث التاريخي و نوعوا التأليف فيه و أكثروه. إلى درجة لم يلحق بهم فيها من تقدمهم أو عاصرهم من مؤرخي الأمم الأخرى. و أنهم أول من كتب فلسفة التاريخ. وأنهم حرصوا على العمل جهد طاقتهم بأول واجب المؤرخ و أخره. وهو " الصدق في القول و النزاهة في الحكم " وبذلك يكون المؤرخون العرب هم الذين وضعوا الأصول الأولى لمنهج البحث التاريخي العلمي الحديث الذي بدأ ناضجا في أوربا في القرن 19. وهم الذين تركوا بتلك الأصول أثرهم في مؤرخي أوربا في مطلع العصور الحديثة الذين شرعوا بدورهم ينتهجون في الكتابة التاريخية طريق النقد و التمحيص و التدقيق.
الخاتمة:-
التاريخ علم مهم في حياتنا لأنا من ليس له ماضي ليس له حاضر و لا مستقبل و يجب ان نتعلم من التاريخ العبرة و عدم الوقوع في نفس الخطاء و الاستفادة من تاريخيهم
المْراجعِِِ و المصادر
(البداية والنهاية) لأبن كثير
(الكامل) لابن الأثير الجزري
(التاريخ الكبير) للإمام الذهبي
أسم الباحث:
[ للأمانة منقول ]