خطة عمل 2022
بعد مرور عشر سنوات تقريبا من انعقاد مؤتمر قمة كوبنهاغن للتنمية الاجتماعية، واستجابة للإجماع الدولي المتزايد حول ضرورة جعل التنمية قابلة للاستمرار على الصعيد الاجتماعي بقدر ما هي عليه بالنسبة للصعيدين الاقتصادي والبيئي، فقد أعد البنك الدولي استراتيجيته المعنية بالتنمية الاجتماعية. وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأبعاد الاجتماعية في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، أطلقت إدارة التنمية الاجتماعية بالبنك الدولي برنامج: "خطة عمل 2022" المساءلة، والتماسك، والشفافية، والاشتمال، والفرص – الآن:جدول أعمال التقدم الاجتماعي.
يرى ستين جورجينسن، مدير إدارة التنمية الاجتماعية، أن "خطة عمل 2022" عبارة عن "جدول أعمال للتقدم الاجتماعي والأمن البشري لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة بحلول عام 2022. وعند التركيز ـ من منظور استراتيجي ـ على بناء مجتمعات شاملة ومتماسكة تضم مؤسسات يمكن إخضاعها للمساءلة، سوف تحقق برامج التنمية نتائج هائلة تتميز بالفعالية وقابلية الاستمرار."
في الآونة الأخيرة، قامت إدارة تقييم العمليات (OED)، وهي إدارة مستقلة في البنك الدولي، باستعراض ما يزيد على 4000 مشروع تابع للبنك الدولي تم تنفيذها على مدار الأعوام الثلاثين الماضية. وخلصت هذه الإدارة إلى أن حوالي 40% من جميع المشروعات ركزت جهودها على بعض الأبعاد الاجتماعية مثل (المساواة بين الجنسين، والشباب، والمشاركة)، ونوهت إلى أن هذه المشروعات قد حققت نتائج أفضل، ومن المرجح استمرارها، كما كان لها أثر أكبر على التنمية المؤسسية مقارنة بالمشروعات الأخرى التي لم تركز اهتمامها على الأبعاد الاجتماعية.
وتظهر تجارب البنك الدولي، أن التنمية الاجتماعية القابلة للاستمرار يجب أن تستند إلى ثلاثة مبادئ رئيسية، وهي: الاشتمال والتماسك والمساءلة:
[LIST][*]تعمل المجتمعات المتضمنة للآخرين على تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بالنسبة لمواطنيها.[*]تتميز المجتمعات المتماسكة بقدرتها على تنظيم العمل الجماعي لتلبية الاحتياجات المشتركة، والتغلب على القيود، وسد الفجوة بين الفروق الاجتماعية، وإيجاد الحلول المناسبة للاختلافات بدون اللجوء إلى العنف.[*]تشمل المساءلة مؤسسات تتميز بالشفافية، والاستجابة، وتقوم بتقديم الخدمات لعملائها بطريقة تتسم بالفعالية والكفاءة والإنصاف.[/LIST]وتندرج المبادئ الموضحة أعلاه ضمن خطة تنفيذ إستراتيجية التنمية الاجتماعية للبنك الدولي المصدق عليها حديثا، والتي تحمل عنوان: تمكين الشعوب من أسباب القوة عن طريق تغيير المؤسسات. وتهدف هذه الخطة الإستراتيجية إلى إدماج أدوات التنمية الاجتماعية في مختلف أنشطة البنك الدولي.
وتضم الأولويات الإستراتيجية الرئيسية ما يلي:
[LIST][*]الأولوية الإستراتيجية رقم 1 – الأبعاد الاجتماعية في البداية: تحسين تدابير مساندة البلدان لإدماج التنمية الاجتماعية في استراتيجياتها المتعلقة بتخفيض أعداد الفقراء أو التنمية.[*]الأولوية الإستراتيجية رقم 2 – تحسين أداء المشروعات: تحسين فعالية التنمية الخاصة بالإقراض لأغراض الاستثمار، من خلال إدماج التنمية الاجتماعية في المشروعات بطريقة أكثر شمولية وكفاءة.[*]الأولوية الإستراتيجية رقم 3 – وضع أسس أفضل: تحسين أساليب البحث، وبناء القدرات، والشراكات، لتدعيم الأسس التي تؤدي إلى تحسن أداء العمليات[/LIST]وينتظم جدول الأعمال الإنمائي لخطة عمل 2022 الخاصة بالبنك الدولي حول أربعة محاور مترابطة، هي:التحليل الاجتماعي، والتنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية ورأس المال الاجتماعي، والمشاركة المدنية، ومنع الصراعات وإعادة الإعمار.
التحليل الاجتماعي
يُستخدم التحليل الاجتماعي في مشروعات البنك الدولي وبرامجه وسياساته للتعامل مع الفرص المتعلقة بالتنمية والقيود والمخاطر التي تعترض سبيلها، والتي تنتج من السياق الاجتماعي. وقد وضع البنك الدولي عدة معايير وإجراءات للتشخيص ومساندة التنفيذ، والتقييم، من شأنها أن تجذب الانتباه إلى قضايا مثل التنوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين، والمشاركة، والمؤسسات المحلية.
وتستخدم الأدوات الرئيسية التالية في التحليل الاجتماعي: التقييمات الاجتماعية على مستوى المشروعات؛ وتحليلات الفقر وأثره الاجتماعي (PSIA) المتعلق بالإصلاحات والإقراض المستند إلى السياسات؛ والتحليلات الاجتماعية القطرية. ويجري تطبيق التحليل الاجتماعي حالياً في البلدان المتوسطة الدخل. ومنذ ربيع 2022، ساند البنك الدولي حوالي 100 نشاط مشابه لمنهج تحليل الفقر وأثره الاجتماعي.
أما التحليلات الاجتماعية القطرية (CSA)، فتعمل على دراسة المجالات الاجتماعية-الاقتصادية، والسياسية-المؤسسية، والثقافية على المستوى الكلي، لإثراء معلومات البنك الدولي والبلدان المقترضة حتى يتسنى تصميم سياسات وبرامج ومشروعات ذات أثر أكبر على التنمية الاجتماعية.
التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية (CDD)
قام البنك الدولي مؤخرا، استناداً إلى تاريخه الحافل بالتنمية التشاركية، بزيادة استثماراته بشكل ملحوظ في المناهج التي تضع السيطرة على اتخاذ قرارات التخطيط وموارد الاستثمار في أيدي منظمات المجتمعات المحلية. وتوفر التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية إطار عمل يربط بين مشاركة المجتمع والإدارة المحلية للموارد ونظام الإدارة العامة المحلي التشاركي، وذلك بالتوافق في معظم الأحيان مع الإصلاحات الرامية لتحقيق اللامركزية.
وتهدف برامج التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية إلى تقوية الروابط بين المجتمعات وشركاء القطاعين العام والخاص – لا سيما سلطات الإدارة المحلية – من أجل تحسين تقديم الخدمات، وبناء رأس المال الاجتماعي، وتحسين المساءلة، وتعزيز القدرة المحلية.
ويبلغ مجموع قروض البنك الدولي الحالية الموجهة لبرامج التنمية المدفوعة باعتبارات المجتمعات المحلية حوالي 2 بليون دولار أمريكي سنوياً.
المشاركة والانخراط في الشؤون المدنية
تشجع المشاركة مبادئ الاشتمال والمساءلة والتمكين من أسباب القوة. وقد أدمج البنك الدولي بنجاح عنصر المشاركة في الإعداد للمشروعات والبرامج؛ ومن ثم تستخدم معظم المشروعات التي يساندها البنك الدولي مناهج تشاركية لتحديد الأولويات وتدابير التنفيذ.
ولا يزال البنك الدولي يستخدم أدوات المساءلة الاجتماعية للمتابعة القائمة على المشاركة أثناء تنفيذ المشروعات، من خلال بطاقات تقارير المواطنين أو بطاقات تقييم نتائج المجتمعات، كما هو الحال في الأرجنتين، ومالاوي، والفلبين. ويساند البنك الدولي على نحو متزايد البلدان المتعاملة معه في تعزيز الصوت المسموع ومشاركة أصحاب المصلحة المعنيين في نظام الإدارة العامة وإصلاحات القطاع العام (مثل إدارة الإنفاق العام، وتحقيق اللامركزية)، وفي البرامج التي تهدف إلى تحسين تقديم الخدمات العامة. ويستمر البنك الدولي في إتاحة الإرشادات المتعلقة بالمشاركة في استراتيجيات تخفيض أعداد الفقراء، مع التركيز على دعم المساءلة الداخلية وترتيبات الشراكات في تنفيذ الاستراتيجيات ورصد نتائجها ومراجعتها.
وفي مجال الإقراض لأجل سياسات التنمية، يشجع البنك الدولي البلدان المتعاملة معه على تعزيز الشفافية ومشاركة أصحاب المصلحة في الإصلاحات الهامة المتعلقة بالسياسات.
الصراعات والتنمية
تعد الصراعات إشارة قوية على الانهيار الاجتماعي – فما أن تنتشر حتى يندلع العنف في كل مكان، مفضية إلى تحطيم الثقة بين الأشخاص والمجتمعات، وتقويض المبادئ والقيم التي تدعم التعاون والعمل الجماعي.
ومنذ عام 1998، وافق الصندوق الخاص بمرحلة ما بعد الصراع (PCF) على تقديم 142 منحة بما قيمته 71.2 مليون دولار أمريكي، إلى 38 بلداً/إقليماً. وقد تلقت منطقة أفريقيا معظم هذه الموارد التمويلية، وتبلغ نسبتها 42 في المائة من المقترحات المعتمدة. ونفذت المؤسسات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة غالبية هذه المنح.
وقد شجع البنك الدولي أيضا زيادة البحث في أسباب الصراعات، وقام بتوسيع نطاق قائمة مشروعاته المرتبطة بالصراعات، وزاد من مرونة آليات التمويل الخاصة به لمساندة البلدان التي تمر بمرحلة ما بعد الصراع.
لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة موقع الإنترنت التالي: www.worldbank.org/socialdevelopment
حافظة عمليات التنمية الاجتماعية
منذ عام 1990 وحتى عام 2022، كانت التنمية الاجتماعية مكونا أساسيا في 1068 مشروع خاص بالبنك الدولي، وكان إجمالي المبالغ المخصصة لها 17.5 بليون دولار أمريكي، وهو ما مثل 27 في المائة تقريبا من مخصصات مكونات التنمية الاجتماعية.