التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير / بحث : اثر الاسلام على العرب – تاريخ – حادي عشر ادبي للصف الحادي عشر

أثر الإسلام على العرب

استطاع الإسلام الحنيف أن يغير الكثير من صفات العرب الذاتية والاجتماعية عندما جاءهم وتمكن ذلك التنظيم الإسلامي في سنوات قلائل لا تصل إلى ربع قرن مدة بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوثا فيهم أن يجعل منهم خير أمة أخرجت للناس بما يأمرون به من معروف وما ينهون عنه من منكر بعد إيمانهم بالله
فقد استطاع الإسلام أن يذهب عنهم رجس الجاهلية وأن يقوم ما كان منحرفا من أخلاقهم وسلوكهم الفردي والاجتماعي .

لقد كان العرب أمة أمية لا يقرأون ولا يكتبون إلا في النادر القليل ، فلقد روى بعض المؤرخين أن الإسلام دخل وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب ثم عدهم ، ومنهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم . وقليل من نساءهم كن يكتبن مثل حفصة وأم كلثوم من زوجات النبي صلوات الله عليه .

ولم يكن فيهم عالم أو فيلسوف ولم تكن فيهم على الجملة من صفات العلم والمعرفة إلا ما كان منها فطريا لا يحتاج في اكتسابه إلى تعلم وتدريب وكذلك كان الحال عندما دخل الإسلام المدينة .
فلما غمرهم نور الإسلام أزال من عقولهم هذا الجهل وكانت أول آية من آيات القرآن الكريم تقول : ( …اقرأ …) فالدعوة إلى القراءة والمعرفة من أول ما نادى به الإسلام ولقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين القراءة والكتابة وكان يستعين بمن يعرفون الكتابة ليدونوا له الوحي وقد كان له غير واحد من كتاب الوحي أمثال أبي بن كعب الأنصاري ثم يزيد بن ثابت الأنصاري وعبد الله بن سعد بن أبي سرح من قريش ، وعثمان وشرحبيل بن حسنة وغيرهم

شجع الرسول الكريم أصحابه على تعلم القراءة والكتابة منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية فقد كان خباب بن الأرت معه صحيفة فيها من سورة طه وكان يقرءها فاطمة بنت الخطاب على ما هو معروف من قصة إسلام عمر بن الخطاب .
وقد روى الإمام البخاري عن زيد بن ثابت قال : أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة فقيل : هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال : تعلم كتاب يهود – أي كتابتهم – فإني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له …

ويروى البخاري عن زيد بن ثابت حديثا آخر يقول فيه : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا على أو ينقصوا فتعلم السريانية فتعلمتها في سبعة عشر يوما .
ونشر الإسلام بين العرب ألوانا من المعارف لم يكونوا يعرفونها من قبل أو كانوا يعرفونها على وجه خاطىء ، فقد دعاهم الإسلام إلى نبذ العصبية القبلية وإلى نبذ التفاخر بالأنساب والأحساب ونزلت عليهم الآيات القرآنية التي تقول لهم : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وتحدث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال : ( أيها الناس إن الله تعالى أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء كلكم لآدم وآدم من تراب ، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ) .
ثم أشاع الإسلام بينهم الكثير من تاريخ الأولين ، فيما جاء به القرآن الكريم من قصص آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام ثم من قصص عاد وثمود وفرعون وغيرهم من الأمم الماضية .
ولقد كان هذا اللون من القصص شائعا على وجه ما عند أهل الكتاب ولكن العرب لم يكونوا يعرفون منه إلا أقل القليل .

كما دعا الإسلام العرب إلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال وحببهم في الخير والبر وبغض إليهم الشر والإثم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وحارب فيهم الظلم والعدوان ونهاهم عن التعالي والكبرياء وحرم عليهم شرب الخمر والزنا واتخاذ الأخدان والمسافحة ونهاهم عن الربا والميسر وحرم عليهم الغش والكذب وعلى الإجمال قوم فيهم كل سلوك معوج وحال بينهم وبين الانحراف عن الحق والهدى ولم يدع لديهم من رذيلة إلا ونهاهم عنها ولم يترك فضيلة إلا دعاهم إليها ورسم لهم نمطا سلوكيا في حياتهم يسعدون به ويسعدون سواهم إن هم تمسكوا ومشوا في ضوء هداه .

والحق أن الإسلام صاغ العرب صياغة جديدة وضعتهم في الصورة التي مكنتهم بعد قليل من الزمان من إن يحملوا مشاعل الحضارة ليضيئوا بها للبشرية طريق الحق والعدالة والإنسانية الراشدة وقد فعلوا فملأوا بالحضارة الإسلامية فيما بعد جنبات الدنيا وأنحاء الوجود .

وأحدث الإسلام في العرب تغييرا جذريا عميقا في عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية ونقلهم من منطق الغلبة للأقوى – إلى منطق جديد لا يخاف فيه الضعيف لأنه ضعيف ولا يغتر فيه القوي بأنه قوى ، بل القوى الظالم ضعيف أمام الإسلام والضعيف المظلوم قوى أمام هذا المنطق الجديد وقد شرع لهم الإسلام من النظم ما يكفل لهم أرقى أنواع الحياة وما يطب لكل مشكلاتها .

كما حظيت الأسرة في التشريع الإسلامي بنصيب كبير من الاهتمام فقد نظم الإسلام الزواج والطلاق وكل ما يتفرع عن الحياة الزوجية من مسائل كالنفقة والإرضاع والخلع والظهار واللعان . وقد وضع الإسلام المرأة في تشريعاته حيث يجب أن توضع ، وأزال عنها ما كانت تعانيه في ظل النظم الجاهلية ، وكذلك أوضح ما لأفراد الأسرة جميعا من حقوق أو واجبات ، وكذلك نظم سائر المعاملات التي تجمع الناس أو تفرق بينهم كالبيع والشراء والرهن والقرض والسلم ، والإجارة والمزارعة والشفعة وكل ما هو من فروع التعامل بين الناس .

وحدد الإسلام موقف الفرد والجماعة من الجريمة والعقاب بما يحافظ على حياة الناس ويوفر لهم الأمن والاستقرار ، ولم يدع الحاكم هكذا يفعل ما يشاء وإنما حدد كيف يطاع وفيما يطاع ومتى يعصى ومتى يخلع ، وهكذا أحدث الإسلام تشريعات اشتملت على كل ما يصلح حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية .

وشجع الإسلام العرب على الفكر وأعمال العقول وإجالة النظر في كل ما يحيط بهم من خلق الله . بل وفي أنفسهم وما تذخر به من مكنونات وكان الهدف من ذلك أن تقدر هذه العقول عندما تعمل على النظر في ملكوت الله والإطلاع على جليل مخلوقاته وعظيم حكمته فيهديهم ذلك إلى الإيمان بالله سبحانه ، وإن الآيات القرآنية التي تدعوهم إلى النظر والفكر لكثيرة ، وإنها لتدعوهم إلى النظر في الكون وما يمتلىء به من ناس وأشياء يقول سبحانه ( أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ) .

ويقول : ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا مناعا لكم ولأنعامكم ) .

إن العرب بما هم عليه من صفات تجعلهم أنسب الشعوب لحمل أعباء الدعوة والانطلاق بها في الآفاق الجديدة من أرجاء العالم المختلفة وما كان يستطيع غير العرب أن يحملوا هذا العبء لأنهم لم تكن لهم الصفات الضرورية للدعوة من حب الخير والطواعية في الاستجابة لسلطان الدين ومن الشجاعة والقدرة على الغلبة تلك الصفات التي لم تشابههم فيها أمة من الأمم .

وإن معجزة من معجزات الدعوة الإسلامية هي التي جعلت العرب الأمة الأمية يحملون إلى العالم دين العلم والمعرفة وأمة العصبية والقبليات تحمل إلى الناس في كافة أنحاء الأرض أرقى دعوة تعلم الناس أرقى ألوان السماحة والعدالة والإنسانية العامة .

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.,,

يعطيك ربي الف عافية..

عساك عالقوة,,

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.,,

يعطيك ربي الف عافية..

عساك عالقوة,,

الله يعافيج

السسلام عليكم
بارك الله فيك
اششكر ابداعك الرائع
ما عليك زود

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبة مشاهدة المشاركة
السسلام عليكم
بارك الله فيك
اششكر ابداعك الرائع
ما عليك زود

ويبارك فيج اختي
العفو ؛ الشكر لله اختي
الابداع متعلمه منج يا اختي

يسلموو على الردود جااري ++ الكل

مشكووورة ما تقصريين ..

يزاج الله الف خير .. فميزان حسناتج انشالله ..

تحياتي : لكم بالتوفيق ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة عناد مشاهدة المشاركة
مشكووورما تقصر ..

يزاك الله الف خير .. فميزان حسناتك ان شاءالله ..

تحياتي : لكم بالتوفيق ..

السموووحة التعديل كان مني لاني ولد

العفووووو ؛ الشكر لله اختي
ويجزج الف خير اختي .. امين يا رب .

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الثاني عشر

طلب لشرح درس النظام الاقتصادي في الاسلام

السلام عليكم
اخواني و اخواتي بغيت خدمه
عندي شرح درس النام الاقتصادي في الاسلام
اريد افكار مسابقات و افكار لشرح الدرس
بليز ردو عليه و لا تطولون
تسلمون

و أنـآ بعـد أبـى …

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

أريد تقرير عن العدل في الاسلام للصف الثاني عشر

ابا تقرير عن العدل في الاسلام … بليييز بسرعة

الملفات المرفقة

هذا هو التقرير..

منقول

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وورررررررررررررررررررر أخوي على التقرير

انا مب اخوج انا اختج خخخخخخخخخ

العفوا حبوبه

شكرا اختي ع جهود

العفواا

مشكوووره الغاليه جلكسي يم يم والى الامام انشاء الله ونتريا المزيد …….

مشكورة خيتو على التقرير الحجميل

مشكووووووووووووورة أختي ع التقرير

تقبلي مروري

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووور أخوووووووووووووي على التقرير
مااااقصرت وطول الله عمرك

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف السادس

تقرير , بحث عن التكافل الاجتماعي في الاسلام للصف السادس

ممكن تقرير عن التكافل الاجتماعي بس ارجوكم ايكون بيه:-

1-مقدمة
2-عرض
3-خاتمة
4- اذا كدرتو المرجع ايكون مكتوب ^^
[


وارجوكم لا تجيبولي تقرير كانو خريطة ممكن اليوم اذا اي واحد يكدر:(

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

تفضلي اختي طلبج..

المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله، أما بعد.
أحدث الإسلام انقلاباً واسعاً في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في الحياة الجاهلية، والتي كانت تتمحور في جملتها حول النزوع إلى الفردية، والصراع، والاستحواذ، والظلم، والعنصرية، وحرمان الضعفاء من كل الحقوق حتى الكرامة الإنسانية، لهذا قرر الإسلام التكافل بين أفراده في جميع مجالاته المتعددة، الأدبي، العلمي، العبادي، المعيشي………. وغيرها.
وذلك لإيجاد مجتمع متعاون مترابط، فالناس فيه ليسوا على نسق واحد في العلم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أوضاعهم وأحوالهم فمنهم الفقير، المريض، اليتيم، العاجز، العالم، الجاهل، الغني، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يرتب لهم أمور معيشتهم، ويرعى أحوالهم، ويهتم بشؤونهم، ويحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع دون خلل أو تقصير، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويقوم بعمل ما عليه من واجبات وينهض بأعبائه.
من هذا المنطلق جاء هذا البحث الصغير في حجمه، والمتواضع في محتواه، كُلفتُ به من قِبل الأستاذ الفاضل د. طارق الطواري في مقرر حديث موضوعي، ليكون تدريباً عملياً لطالبات على كيفية إعداد البحوث العلمية وكتابتها، في محاولة للارتقاء بمستوى الطالبة العلمي، وهذا لا يتأتّى إلا بمداومة المطالعة والنظر في الكتب العلمية التي تناولت شتى العلوم الشرعية بالشرح والإسهاب.
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
 المقدمة: وهي التي بين أيديكم.
 المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، وفيه ثلاثة مطالب.
• المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
• المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل الاجتماعي.
• المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
 المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
• النوع الأول: التكافل الأدبي.
• النوع الثاني: التكافل العلمي.
• النوع الثالث: التكافل السياسي.
• النوع الرابع: التكافل العبادي.
• النوع الخامس: التكافل الأخلاقي.
• النوع السادس: التكافل الاقتصادي.
• النوع السابع: التكافل الجنائي.
• النوع الثامن: التكافل الحضاري.
• النوع التاسع: التكافل المعيشي
 المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
• أولاً: كفالة اليتيم.
• ثانياً: رعاية اللقيط.
• ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
• رابعاً: الشواذ والمنحرفين.
• خامساً: الشيوخ والمطلقات والأرامل.
• سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين
• سابعاً: ابن السبيل
 المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.. وفيه مطلبين.
• المطلب الأول: مسؤولية المجتمع، وتنقسم إلى قسمين.
• القسم الأول: على سبيل الوجوب ويشمل:
1- فريضة الزكاة.
2- النذور.
3- الكفارات.
4- صدقة الفطر.
• القسم الثاني: على سبيل التطوع ويشمل:
1- الوقف الخيري.
2- الوصية.
3- الهدية أو الهبة.
4- العارية.
• المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.. وتنقسم إلى:
1- تأمين موارد المال.
2- توزيع المال على المستحقين.
 الخاتمة وفيها أهم النتائج.
 فهرس المراجع والمصادر.
هذا والله أسأله التوفيق والسداد في القول والعمل، فإن أصبت فمن الله وحمد وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله منه.
والله ولي التوفيق
الباحثة
مضاوي المطيري

المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل في الإسلام
المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
لمادة (كَفَلَ) في اللغة اشتقاقات عديدة ومعاني كثيرة منها ما يلي( ):
1- الكِفْلُ: بالكسر، الضِعْفُ والنَّصيب، ومنه قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَكُمْ نُورَاً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
2- الكفيل: بمعنى الشاهد والرقيب، ومنه قوله تعالى:
.. وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً( ).
أي شاهداً ورقيباً، وقد تأتي بمعنى الضامن.
3- الكافل: بمعنى العائل والضامن، ومنه قوله تعالى:
.. إذ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون َ( )؛ أي أيهم يعيلها ويضمن معيشتها. الجمع كفلٌ وكفلاء.
وعلى ضوء الاشتقاقات اللغوية السابقة لمادة كفل يكون المعنى الاصطلاحي لكلمة التكافل الاجتماعي هو: [ن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء أكانوا أفراداً أو جماعات، حُكَّاماً أو محكومين على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية الأيتام، نشر العلم،……وغير ذلك، بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد، حيث يتعاون الجميع ويتضامنون لإيجاد المجتمع الأفضل، ودفع الضرر عن أفراده]( ).
وعرَّف الشيخ محمد أبو زهرة التكافل بقوله: (أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كلِ قادر أو ذي سلطان كفيلاً في مجتمعه، يمده بالخير، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد، ودفع الأضرار، ثم في المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أُسس سليمة)( ).
فيتبين لنا من التعريفات السابقة أن نظام التكافل الإسلامي في مغزاه أن يشعر كل فرد في المجتمع أن عليه واجبات لهذا المجتمع يجب عليه أن يقوم بها ويؤديها على أكمل وجه، وإن قصَّر في أدائها فقد يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وانهياره.
كما يشعر أن له حقوقاً يجب على القوَّامين عليه أن يعطوا كل ذي حقٍ حقه من غير تقصير أو إهمال.
* التكافل والتعاون.
التكافل في معناه أقوى من التعاون، فالتعاون الذي أمر الله به في القرآن الكريم بقوله سبحانه:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تََعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان ( )
يشمل ما فيه مصلحة الأفراد جميعاً، ويعود عليهم بالنفع.
أما التكافل الاجتماعي الذي يتميز به الإسلام يعني تمتد يد المساعدة من القوي للضعيف ومن العالم للجاهل، ومن الغني للفقير، ومن الواجد لمن لا يجد، بلا مقابل أو اشتراك أو تضحية من الطرف الآخر، ولا ينظر إلى ما يقدمه الفقير أو المحتاج، بل ينظر إلى ذلك تحقيق لما أمر الله به وأوجبته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل في الإسلام.
لنظام التكافل الاجتماعي في الإسلام أدلة شرعية، وأخرى عقلية وهي كما يلي:
* الأدلة الشرعية.
وهي ترجع إلى القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، أما بالنسبة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية سأقتصر على ذكر بعض منها لأنها كثيرة جداً وحصرها صعب، نظراً لتوسع موضوع التكافل، وأنه يشمل في عناصره مدلولات كثيرة مثل: الإحسان، الرحمة، البر، الإنفاق، الإخاء، التعاون، وما إليها.
أ- الآيات الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- قال الله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
2- قال الله تعالى:
لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ).
3- وقال الله عزَّ وجل:
وَأَنفِقُوافِي سَبِيل اللّهِ وَلاتُلقُوابِأيّدِيكُم إلَى التّهلُكَة وَأَحسِنُوا إِن اللّه يُحِبُ المُحسِنِين ( ).

4- قال الله تعالى:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( ).
5- قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
6- قال الله عزَّ وجل:
وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّر تَبْذِيراً( ).
7- قال الله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ ( ).
ب- الأحاديث الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»( ).
2- عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً سَتَره الله يوم القيامة»( ).
3- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفَّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
4- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه، [يعني السبابة والوسطى]»( ).
5- عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَرحَم الله من لا يَرحمُ النَّاس»( ).
6- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه»( ).
7- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه»( ).
8- عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: أني معسر، فقال: آلله؟، قال: آلله؟، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سَرَّه أن يُنجِيَهُ الله من كربِ يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه»( ).
9- عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله، أَلي أجرٌ إن أنفقت على بني أبي سلمة؟ إنما هم بني، قال صلى الله عليه وسلم: «انفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم»( ).
10- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إني أُحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة»( ).
ج- الإجماع:
أجمعت الأمة الإسلامية على أن المسلمين في كل زمان ومكان قد أجمعوا على التعاون والتكافل والتساند، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ونشر العلم، وتبادل الود والرحمة والشفقة فيما بينهم، والتعاون الشامل في الصالح العام، والتعاون الكامل في حالتي الشدة والرخاء.
ومما يدل على أن الأمة الإسلامية مجمعة على تحقيق التكافل والتعاون في جميع ميادين الحياة، ما حدث في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله حيث كان الرجل يخرج بزكاة ماله فلا يجد مستحقاً يأخذها منه، فعدم وجود الفقر والفقراء في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تأكيد أن الناس كانوا متعاونين متضامنين، يسعى بذمتهم أدناهم، يعطي غنيهم فقيرهم ويعطف قويهم ضعيفهم، وهم يد على سواهم.
* الدليل العقلي.
قال الأستاذ عبد الله علوان: (من المعلوم بداهةً وعقلاً أن المجتمع الذي يقوم على التعاون، ويتحقق بين أفراده التكافل، ويسود في أرجائه الشعور بالمحبة والإخاء والإيثار والأخوة، فهو مجتمع حصين متين متماسك، لا تؤثر فيه معاول الهدم، ولا تزعزه نكبات الأيام.
ومما لا يختلف فيه اثنان أنه يجب أن يتأمن لكل فردٍ من الأمة الحد الأدنى في المعيشة والدعاية، حيث يتهيأ له الغذاء الصالح، والمسكن الصالح، وأسباب التعليم ووسائل الصحة والعلاج.. وغير ذلك من الأمور الضرورية والحيوية. ولا شك أن الأفراد جميعاً حين يدفع الضرر عنهم، ويُسَدّ خلل العاجزين منهم، يعيشون في طمأنينة من العيش، وسعادة هانئة في الحياة، وإلا تعرضوا لنتائج لا تحمد عقباها، قد تصل في كثير من الأحيان إلى الانتحار وارتكاب الجرائم واللجوء إلى أوكار الرذيلة والفساد، والإسلام بتشريعه السامي، ومبادئه الخالدة قد عالج هذه المشاكل بحلول علمية، ونظم تشريعيه لتحقيق العيش الأكرم والمستقبل الأفضل لبني الإنسانية جمعاء وقضى على الفقر، والجهل، والمرض، والبطالة.. بوسائل إيجابية متكاملة تحقق للفرد سعادته، وللأسرة كفايتها، وللمجتمع سلامته)( ).

المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
قد يظن البعض أن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام قاصر على توفير الأمور الضرورية والحيوية بالنسبة للفرد والمجتمع، ويرتكز على جوانب معينة في البر والإحسان والصدقة لفئات الفقراء والضعفاء والمرضى والمحتاجين والعاجزين.
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن نظام التكافل في الإسلام هو أشمل وأوسع مما يتصوره البعض.
فهو يشمل تربية عقيدة المسلم وأخلاقه، وتكوين شخصيته، وسلوكه الاجتماعي ويشمل ارتباط الأسرة مع بعضها البعض، وتنظيمها وتكافلها.
كما يشمل ربط الفرد بالمجتمع، وربط المجتمع بالفرد، ومشاركة الفرد بالأمور السياسية والاقتصادية، كما يشمل تنظيم المعاملات المالية والضوابط الخلقية.
ويشمل أيضاً تنظيم العلاقات الاجتماعية، وربط الأسرة بذوي القربة، وربط الناس بعضهم ببعض.
«إن نظام التكافل في الإسلام يكاد يحتوي التشريع الإسلامي كله، لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس، وأن يعيشوا في الحياة آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأعرافهم.. وأن تتحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام وأسباب العيش الهانئ الأفضل»( ).

المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
أولاً: التكافل الأدبي.
وهو شعور كل فرد نحو إخوانه في الدين بمشاعر الحب والعطف والشفقة وحسن المعاملة، ويتعاون معهم في سراء الحياة وضرائها، ويفرح لفرحهم ويأسى لمصابهم ويتمنى لهم الخير، ويكره أن ينزل الشر بهم، وقد دلّ على ذلك المعنى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»( ).
ثانياً: التكافل العلمي.
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»( ).
وبيّن ثواب مُعلِّم الناس فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ليستغفر للعالِم مَنْ في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر»( ).
كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كتمان العلم فقال: «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»( ).
فالتكافل العلمي هو أن يعلم العالم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلم من العالم.
فإذا كان من حق أي مجتمع أن يسمي نفسه بالمجتمع المثقف، فمجتمع الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف، وذلك لتكافل أفراده جميعاً للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ومثل هذا اللون من التكافل يحتم على أمة الإسلام تيسير سبل العلم لكل طالب، وتشجيع أهل العلم وحث الجهلة على التعلم، وإتاحة الفرصة لكل متفوق، وتكاتف أفراد المجتمع فيما بينهم على إزالة آثار الأمية والجهل).
ثالثاً: التكافل السياسي.
وهو تحمل كل شخص لتبعة الحكم وتوجيه السياسة العامة للدولة، وذلك بالمشاركة في الرأي، وإبداء المشورة، وهذا التكافل قد يكون عن طريق نواب يختارهم الشعب لإبداء الرأي، وتوجيه سياسة الحكم، أو عن طريق المشاركة الفعلية بين الحاكم والمحكوم.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ليست الأمة ملكاً لأحد بعينه، وإنما هي لواء يستظل به الجميع، فلا استبداد برأي ولا اعتداء بمنصب، إنما يقوم مجتمع الإسلام على العدل والشورى والمساواة الكاملة بين الحاكم والمحكوم)( ).
فكل شخص له حقه السياسي، وله حقه في المراقبة والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه مسؤول عن مستقبل الأمة، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويُردُّ على أقصاهم»( ).
قال الدكتور مصطفى السباعي: (ومن هنا أجمع الفقهاء أنه إذا أجار رجلٌ مسلمٌ رجلاً حربياً وأعطاه الأمان، فقد أصبح هذا الأمان محترماً تلتزم به الدولة مهما كان المجير عالماً أو جاهلاً، قوياً أو ضعيفاً، رجلاً أم امرأة، إلا إذا اقتضت مصلحة الدولة خلاف ذلك)( ).
ويؤيد هذا القول، أن أم هانئ قد أجارت رجلاً مشركاً في فتح مكة، وأراد المسلمين قتله لأنه محارب، فرفضت أم هانئ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «قد أجَّرنا من أجَّرتِ يا أم هانئ»( ) وكف المسلمون عنه.
رابعاً: التكافل العبادي.
هناك في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإن الميت إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإن لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات.
ومثل ذلك إقامة الجمعة، وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة وغير ذلك من العبادات التي تقوم بأداء الجماعة.
وهذه الصورة من تكافل المجتمع وتعاونه في أداء العبادات هي سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم.
خامساً: التكافل الأخلاقي.
ويقصد به حراسة المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين، وحماية المجتمع من الفوضى والفساد والانحلال، ولهذا وجب على المجتمع المسلم أن ينكر على مرتكبي المنكرات الخُلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحرية الشخصية، إذ ليس معنى الحرية أن تفعل ما تشاء دون قيود أو حدود، وإنما مشروط فيه عدم إيذاء الغير أو الاعتداء على نظام حياة الجماعة، فإن وجد من فعل ذلك تكاتف المجتمع وتعاون في القضاء عليه.
قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الْزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيْرَحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»( ).
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً في التكافل الأخلاقي بين المسلمين، وأنه يجب على المسلمين أن يأخذوا على أيدي العابثين والمفسدين، ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيه، كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَروّا على من فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نُؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرَادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»( ).
سادساً: التكافل الاقتصادي.
يولي الإسلام عنايته الكبرى باقتصاد الأمة، ومعنى التكافل الاقتصادي (هو أن يتعاون الجميع في المحافظة على ثروات الأمة سليماً يؤده دوره الطبيعي في خدمة الحياة»( ).
ويعمل المجتمع على حفظ ثروات الأفراد من الضياع والتبذير، كما يمنع سوء استعمال الاقتصاد من التلاعب بالأسعار والغش في المعاملات والاحتكار.
قال صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ»( ).
ولا يجوز للمجتمع أن يفرط في ماله ويعطيه للسفهاء والمجانين، قال تعالى:
وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالِكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامَاً وَارْزُقُوهُمْ فِيْهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفَاً( ).
سابعاً: التكافل الجنائي.
(وهو مسؤولية الجماعة عما يقع فيها من جرائم، فالقاتل عمداً يقتل إلا أن يعفو أولياء القتيل، والقاتل خطأ يدفع الدية)( ).
والديّة التي تجب على من عفى عنه أولياء القتيل، أو على من قتل خطأ لا يتحملها وحده إنما تتضامن معه عاقلته وهم أهله وأقاربه، هذا إذا عرف القاتل، وإلا اختار أولياء القتيل من مكان القتل خمسين رجلاً، يقسمون أنهم لا يعرفون القاتل، ولا يؤونه عندهم، فإذا أقسموا حكم الشارع بديّة القتيل تعطى لأوليائه فإن عجز المحكوم عليهم عن دفع الديّة، دفعها بيت المال، وهذا ما يعرف بالقسامة.
وهكذا الحكم في كل جريمة تقع في المجتمع، وعجز أولياء القاتل عن دفع الديّة، لزمت الديّة بيت المال.
قال د. مصطفى السباعي: (وفي إلزام بيت المال بالديّة عند العجز معنى واضح من معاني التكافل في تحمل آثار الجرائم، لأن بيت المال هو خزانة الشعب، ففي إلزامه بدفع الديّة تحميل لكل فرد في الأمة آثار تلك الجريمة)( ).
ثامناً: التكافل الحضاري.
(كل ما يفيد الجماعة من عمل دنيوي أو ديني، سياسي أو اقتصادي، زراعي أو تجاري، علمي أو أدبي، وهو من البر الذي يحبه الله لعباده، ويرغب لهم أن يتعاونوا عليه)( ).
فالعمل النافع للمجتمع محبوب عند الله تعالى، وهو من البر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  ( ).
تاسعاً: التكافل المعيشي.
يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بمعيشتهم من طعام وغذاء وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية لا يستغني عنها أي إنسان في حياته.
وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي، لأنه يتعلق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة تليق بكرامة الإنسان.
وهذا اللون من التكافل هو ما أطلق عليه – خطأ – التكافل الاجتماعي والواقع أنه لون من ألوانه.
قال د. مصطفى السباعي: (وتخصيصه باسم التكافل الاجتماعي، خطأ ناشئ من أخذنا هذه التسمية عن الغربيين، فإن الغربيين لا يلزمون أنفسهم الآن بتكافل المجتمع مع الأفراد إلا في شؤون المعيشة المادية فحسب من طعام ولباس وسكن.. أما ما عدا ذلك من نواحي التكافل الاجتماعي فلا يعرفونه ولا يؤمنون به في هذه الحضارة)( ) .
وسأذكر في المبحث القادم عن أهم الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
أولاً: كفالة اليتيم.
اليتيم في اللغة: مِنَ اليُتم، وهو الانفراد وفقدان الأب( ).
وفي الشرع: (هو من مات أبوه وتركه صغيراً، وهو ضعيف يحتاج إلى رعاية وكفالة)( ).
والإسلام اهتم باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه.
فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحط من كرامته، والغض من شأنه، قال تعالى:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ( )، وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيم( ).
كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى:
وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيِمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ).
كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمَاً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( ).
وأمر الأوصياء أن يردوا أموال اليتيم إن رأى قدرته على تنميتها وحفظها، قال تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدَاً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافَاً وَبِدَارَاً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيَّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ..( ).
ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن اليتيم، إنه رغَّبَ في كفالته، والاهتمام برعايته، وبشّر الأوصياء أنهم سيكونون معه بالجنة.
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»( ) وأشار بإصبعيه – يعني السبابة والوسطى –
قال ابن بطال: (حَقٌ على من سَمِعَ هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلَة في الآخرة أفضل من ذلك)( ).
ورعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، أما الدولة فإنها تلجأ إلى الرعاية عند الحاجة، ويجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم لإقامة دور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم، ويكون ذلك أبعد لهم عن الانحراف والتشرد والضياع.

* من فوائد كفالة اليتيم( ).
1- صُحبةُ الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وكفى بذلك شرفاً وفخراً.
2- كفالة اليتيم صَدَقةٌ يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء (أجر الصدقة وأجر القرابة).
3- كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليلُ طبعٍ سليم وفطرة نقية.
4- كفالة اليتيم تعوُد على الكافل بالخير العميم في الدنيا فضلاً عن الآخرة.
5- كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمعٍ سليم خالٍ من الحقد والكراهية وتسودُهُ روح المحبة والود.
ثانياً: رعاية اللقيط.
اللقيط لغةً: من الالتقاط وهو العثور على الشيء مصادفة من غير طلب ولا قصد واللقيط هو المولود الذي ينبذ( ).
واللقيط شرعاً: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أم( )، ويجب على من رآه أن يأخذه إن علم أنه سيهلك إن لم يأخذه، وهذا أمر محمود في الشرع لما فيه من إحياء نفس، وإغاثة إنسان، قال تعالى:
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أحَيَا النَّاسَ جَمِيعاً..( ).
والإسلام بتشريعه العادل، لم يأخذ اللقيط – إن كان ولد زنى – بجريرة والديه لأن المبدأ العام في الإسلام وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. ( ).
وقد راعى الإسلام نفسية اللقيط، فأعطاه الحقوق الممنوحة للولد الشرعي دون أن يكون هناك تمييز أو تفريق بينهما، وكفالة ورعاية اللقيط تعود على الدولة فيجب تربية اللقيط، والاهتمام به، وتعليمه، وتسند إليه الوظائف، ويعتبر مسؤولاً عن تصرفاته، وتقبل شهادته، وغيرها من الحقوق والواجبات.
وبهذه المعاملة الحسنة يكون المجتمع قد أعد مواطناً صالحاً، يقوم بواجباته وينهض بأعبائه، فلا يشعر بنقص ولا تتولد عنده العقد النفسية.
ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
(قد يتعرض الإنسان أثناء قيامه بدوره في إعمار هذا الكون لعاهة من العاهات، يفقد على أثرها عضواً من أعضائه، أو حاسة من حواسه، وربما لظروف تتعلق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع، أو تشويه في بعض أعضائه تقلل من عطائه)( ).
ومن أهم الفئات التي أصيبت بعاهات هم:
1- العميان.
2- الصم والبكم.
3- المعتوهون.
4- العاجزون بسبب ضعف البنية.
5- ذوو العيوب الكلامية والتعتعة.
هؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات، يجب أن يلقوا من المجتمع كل رعاية وعناية واهتمام، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»( ).
وقوله: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( ).
ويجب أن تتظافر جهود المجتمع والدولة في تحقيق التكافل والعيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف، وأنّهم محل العناية والاهتمام الكامل في نظر الدولة والمجتمع على السواء.
أما العناية بالعميان والصم والبكم، فيجب أن تتركز بفتح مدارس ومعاهد خاصة بهم، لتعليمهم، وتدريبهم على الحرف اليدوية، وجعل كل الوسائل الإيضاحية والسمعية والبصرية واللمسية تحت تصرفهم ليشعروا بشخصيتهم وكيانهم.
وأما العناية بالمعتوهين فتتركز بتهيئة الجو المناسب لتعليمهم وتربيتهم.
وأما العناية بضعاف البنية وذوي العيوب الكلامية والصرعى وأصحاب الأمراض المزمنة فتتركز في إزالة ضعفهم وعاهاتهم وعيوبهم بالعلاج الناجح، والغذاء الصالح، والوسائل الطبية والصحية اللازمة.
رابعاً: رعاية الشواذ والمنحرفين.
يطلق على الشواذ والمنحرفين (على كل من ينحرف من الأحداث والمراهقين إلى تناول المخدرات، أو السرقة، أو القتل وارتكاب الجرائم)( ).
والشذوذ والانحراف بهذا المعنى عيب اجتماعي خطير يجب معالجته، ويرجع أسباب الانحراف للشذوذ عند المراهقين والشباب إلى أسباب عديدة أهمها سوء التربية وإهمال الوالدين مراقبة أبنائهم، ومنها الصحبة السيئة، ومشاهدة الأفلام الماجنة، ومنها وقوع البغضاء والشحناء بين الأبوين فتنعكس آثارهم عليهم، ومنها معاملة الآباء القاسية لأبنائهم وشدة ظلمهم، وإمساك النفقة عنهم، ومنها اليتم والجهل والفقر.. إلى غير ذلك.
وعلاج الإسلام لظاهرة الشذوذ والانحراف يعتمد على منع أسباب الشذوذ، وإزالة العوامل التي تؤدى إليه.
قال الأستاذ عبد الله علوان: ( علاج الشذوذ والانحراف يعتمد على التربية الجيدة والتوجيه المستمر، وإيجاد الجو الصالح، والمناخ الملائم في الرفع من مستواهم مادياً ومعنوياً، ويعتمد على صرف فراغهم في نشاطات نافعة كالرياضة، والرحلات، والمطالعة، والسباحة، والصنائع اليدوية….. وغيرها من الوسائل)( ).
خامساً: رعاية الشيوخ والمطلقات والأرامل.
يُقصد بالشيخ هو من انحدر إلى سن الشيخوخة، وأصبح غير قادر على الكسب والعمل بسبب الضعف والعجز.
والطلاق هو إزالة العلاقة الزوجية حين يتعذر التفاهم والوفاق بين الزوجين.
والتّرمل هو فقدان الزوج بالوفاة، وهؤلاء لا بد لهم من رعاية واهتمام لاسيما إذا كان كل منهم ضيق المال وذو أولاد، فالمجتمع مسؤول عن رعايتهم، وهذه الرعاية لا تقتصر على الناحية المادية، بل لابد أن تشمل الناحية النفسية، ليشعر كل منهم بالكرامة وعزة النفس.
سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين.
حثت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.
فمن هذه النصوص قول الله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  ( ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
(ولا شك أن المجتمع المسلم حين يتربى على هذه المعاني، فإن أفراده ينطلقون في مضمار التعاون الكامل، والتكافل الشامل، والإيثار الكريم، ويأخذون بيد من إصابته مصيبة في ماله ونفسه)( ).
سابعاً: ابن السبيل.
ابن السبيل هو المسافر المنقطع عن ماله وأهله لبعده عنهم، والسبيل الطريق، وكل من يكون مسافراً على الطريق يقال له ابن السبيل )( ).
(وقد يتعرض ابن السبيل [المسافر] في بعض الأحيان أثناء سفره إلى صعوبات ومشاكل كثيرة، كأن ينقطع به الطرق بانتهاء أمواله التي يحملها لسبب من الأسباب أو غير ذلك من المفاجآت التي كثيراً ما تصادف المسافر، لذلك جعل الدستور الحضاري الإسلامي في ظن أهداف تخفيف وعناء السفر، وألم الغربة على هذه الفئة من أبناء الأمة ممن يضربون في الأرض طلباً للرزق، أو العلم أو الحج، فألزم الدولة والأمة بتوفير الرعاية والحماية لهم حتى ولو كانوا أغنياء)( ).
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق على ابن السبيل يوازي الإنفاق على الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
وبما أن ابن السبيل يكون وحيداً بعيداً عن أسرته وماله وأهله، ربط الله سبحانه وتعالى بينه وبين اليتيم في أكثر من آية، مؤكداً المساواة بينهما في الرعاية والرحمة، وإن الإنفاق على هذه الشريحة هو البر الحق الذي يعبر عن عمق الإيمان لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وَجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلينَ وَفِي الرِّقَابِ…( ).

المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.
المطلب الأول: مسؤولية المجتمع.
لا يمكن لدولة أن تقوم بواجبها نحو تحقيق التكافل الاجتماعي إلا إذا ساهم معها أبناء المجتمع في بناء العدل الاجتماعي والبذل والإنفاق في سبيل الله.
وقد قسم العلماء مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
القسم الأول: يطالب به الأفراد على سبيل الوجوب والإلزام.
القسم الثاني: يطالب به الأفراد على سبيل التطوع والاستحباب.
أولاً: ما كان على سبيل الوجوب والإلزام، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- فريضة الزكاة.
الزكاة هي الركن الثالث في الإسلام، وقد ثبتت فرضيتها في الكتاب والسنة أما في الكتاب فيقول الله تعالى:
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِم حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ( ).
وأما في السنة، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»( ).
ولا يختلف اثنان أن مبدأ الزكاة حين طبق في العصور الإسلامية السابقة، نجح في تحقيق وإقامة التكافل الاجتماعي، ومحاربة الفقر، وعوّد المؤمنين على البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله.
ولدولة الحق أن تجبي زكاة الأموال وتصرفها على المستحقين، فإن تقاصرت وتساهلت في هذا الحق، فللأفراد أن يخرجوها بأنفسهم، ويعطوها لمن تصرف لهم من الفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم.
2- النذور.
من وسائل التكافل ما ينذره المسلم من مال ونحوه، كأن يقول: (لله عليَّ ألف دينار صدقة على الفقراء)، والوفاء بالنذر واجب، قال تعالى:
ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلَيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَليَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( ).
3- الكفارات.
من وسائل التكافل أيضاً الكفارات، وهي ما يوجبه الله على المسلم من إطعام مساكين أو التصدق على الفقراء، إذا عمل مخالفةً شرعية في الصوم أو الحج أو يمين.. تكفيراً لخطئه، وعقوبةً على مخالفته.
فمن كفارة اليمين: لاَ يُؤَاخِذُكُمْ اللهُ بِاللَّغوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِن أَوٍسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةٍ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ).
– ومن كفارة الظِهار إن عجز عن تحرير رقبة وصيام شهرين : .. فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً..( ).
– ومن كفارة من يفطر في رمضان لمرض أو شيخوخة ولا يستطيع القضاء
.. فِديَةُ طَعَامُ مِسْكِينٍ..( ).
– ومن كفارة قتل الصيد في الإحرام بالحج:
..أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ..( ).
ومن كفارة من يحلق رأسه في الإحرام بالحج: الذبيحة أو الصدقة أو الصيام.
4- صدقة الفطر.
هي واجبة على كل مسلم، وعلى كل من تلزمه نفقته من زوجة وأولاد وخادم وأبوين، في الحديث الصحيح عن ابن عمر قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحرّ، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس في الصلاة»( ).
ثانياً: ما كان على سبيل التطوع والاستحباب، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- الوقف الخيري.
من وسائل التكافل الوقف الخيري وهو من الصدقات المستحبة والتي يستمر خيرها، ويتجدد ثوابها إلى ما بعد الممات، وهو يشمل جميع جهات الخير من مساجد ومدارس ودور للأيتام والعجزة ومستشفيات ومعاهد وغيرها والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية : أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ( ) .
2- الوصية.
وهو أن يوصي المسلم قبل موته بجزء من ماله لجهات البر والخير.
3- العارية.
وهو الانتفاع بحوائج الغير مجاناً، كأن يستعير الرجل من جاره متاعاً ثم يرده له بعد الانتفاع به دون مقابل، وهي من أعمال الخير والإنسانية لأن الناس لا غنى لهم عن الاستعانة ببعضهم والتعاون فيما بينهم، وهي داخلة في قول الله تعالى:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. ( ).
وقد حذر الله سبحانه وتعالى من يمنع الخير عن الناس، فقال تعالى:
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ  ( )
وقد فسر ابن كثير الماعون بقوله: (سُئِلَ ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك)( )
4- الهدية أو الهبة.
من وسائل التكافل الاجتماعي والتي حث الإسلام عليها الهدية أو الهبة، وهي من العوامل التي تقوي روابط المحبة والودِّ والألفة بين فئات المجتمع؛ بل هي من موارد التكافل التي تظهر العطية بمظهر العز والكرامة، لأن الفقير لا يخجل من أخذها.

المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.
لاشك أن الدولة لها مسؤولية كبيرة وشاقة في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع، وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تفشي الفقر، والمرض، والجهل، والانحراف، والشذوذ وغيرها من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تفتك في وحدة المجتمع ( ) .
(ولا يصح في دين الله أن ترتع الدولة في البذخ والترف، وتغدو في الرفاهية والنعيم والآلاف من أبناء الشعب يقتلهم الجوع، ويذلهم الفقر، ويقعدهم المرض، ويخيم عليهم الجهل، ويتخبطون في البؤس والفاقة والحرمان، ولا يجوز في شريعة الإسلام أن تنفق الدولة على الكماليات والمظاهر، ويهمل الجانب الأكثر ضرورة والأعظم أهمية) ( ).
ولهذا نجد الحاكم مسؤول أمام الله عز وجل عن رعيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمام راعٍ ومسؤول عن رعيته…»
بل نجد أن الحاكم إذا مات وهو غاش لرعيته، مهل في أمرها، منصرف عن تحقيق التكافل، حرَّم الله عليه رائحة الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: «ما من والٍ يَلِي رَعيّةً من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة» ( ).
ويمكن أن نحدد مسؤولية الدولة في :
1) – تأمين موارد المال.
2) – توزيع المال على المستحقين.
أولاً: تأمين موارد المال.
يجب على الدولة أن تخصص بيتاً للمال، منه تكون النفقات، وبواسطته تؤمن للمحتاجين حاجتهم، وللفقراء والمرضى والعاجزين كفايتهم، وبذلك ينعم المجتمع في ظل العدالة الاجتماعية، ومن أهم الموارد المالية التي تقوم الدولة على تأمينها ما يلي:
1- جباية الزكاة.
إن الدولة حين تقوم على جباية ربع العشر من أموال الأغنياء من كل عام، وحين تأخذ من زكاة الزروع والثمار العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالمطر، ونصف العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالآلات، وحين تشرف على جمع زكاة الركاز( ) وفيها الخمس، وحين تسعى على جمع زكاة الإبل والبقر والغنم، يتأمن لديها أموالاً ضخمة، وثروة طائلة، يكون لها الأثر الكبير في تحقيق التكافل الاجتماعي من محاربة الفقر والجهل والمرض والحرمان.
(وقد نجحت تجربة جباية الدولة للزكاة في العصور الإسلامية الزاهرة حتى أدى الأمر أنها لا تجد من يأخذها للكفاية والاغتناء) ( ).
2- الاستفادة من الوقف الخيري.
وذلك أن الدولة إذا أحسنت الاستفادة من أموال الوقف، ركَّزت في المجتمع دعائم التكافل، وأمَّنت للفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام واللقطاء والأرامل والمطلقات والعجزة والشيوخ ما يسد حاجتهم ويصون كرامتهم، ويحفظهم من ذل السؤال ولا يتم ذلك إلا إذا فتحت الدولة من أموال الوقف دار للعجزة، وأخرى للأيتام واللقطاء، ومدرسة للأيتام، ومستشفيات للمرضى الفقراء، وغيرها من مشاريع البر والخير.
ثانياً: توزيع المال على المستحقين.
( حدد الله سبحانه وتعالى مصارف الزكاة يقول:
إِنَّمَا الصَّدَقَات لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَالْعَامِلِين عَلَيْهَا وَالْمُؤْلَفَةُ قُلُوبَهُمْ، وَفِي الرِّقَاب وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وابْنُ السَّبِيل، فَرِيضةً مِنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيم( ) .
فالفقير من كان محتاجاً ولا يكفيه دخله لسد حاجاته، والمسكين المحتاج الذي لا يجد ما ينفعه، والعاملون على الزكاة هم الذين تعينهم الدولة لجبايتها فلهم أن يأخذوا منها كفايتهم والمؤلفة قلوبهم الجماعة من المسلمين وغير المسلمين الذي يراد تأليف قلوبهم للإسلام والمسلمين، والرقاب العبيد يعطون من الزكاة ما تحرر رقابهم، والغارمون من لزمهم الدين ولا يملك نصاباً فاضلاً عن دينه وابن السبيل المسافر الذي انقطعت به الطريق ولو كان غنياً في بلده وسبيل الله المجاهد والمجاهدين) ( )
قلت: أما يتعلق في موارد غير الزكاة، فعلى الدولة أن تصرفها على من تشاء بشرط أن يكونوا مستحقين.

الخـاتمـة
بعد أن يسَّر الله عزَّ وجل بجوده، ومنَّهِ الانتهاء من بحث التكافل الاجتماعي في الإسلام يتبين لنا ما يلي:
1- التكافل الاجتماعي جزء من عقيدة المسلم، وهو مرتبط بها ولذلك أثر واضح في إمكان تطبيقه بكل يسر وسهولة.
2- التكافل الاجتماعي نظام أخلاقي يقوم على الحب والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله عزَّ وجل.
3- التكافل الاجتماعي يوفق بين مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد، فلا تهدر مصلحة المجتمع ولا يقضي على نشاط الفرد وحريته وانطلاقه في بناء المجتمع.
4- التكافل الاجتماعي لا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية؛ بل يشمل أيضاً المعنوية.
5- التكافل الاجتماعي يقوم على تعاون المجتمع لا على تعاديها وصراعها.
6- التكافل الاجتماعي سهل المأخذ، يرضى جميع فئات المجتمع، ويحقق مصالح الجميع.
7- التكافل الاجتماعي يقرب بين فئات المجتمع ويقلل من الفوارق بينهم.
وفي الختام.. هذا ما جاء به اليراع.. وهو جهد المُقل..
والله أسأله أن يتجاوز عن التقصير ويغفر الزلل، إنه سميع مجيب،
كما أساله التوفيق والسداد للجميع..
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الباحثة
مضاوي نايف المطيري
قائمة المصادر والمراجع
1- أصول المجتمع الإسلامي، د. جمال الدين محمد محمود، الطبعة الأولى 1992م- دار الكتاب المصري – القاهرة.
2- تفسير القران العظيم، ابن كثير الدمشقي، الطبعة الأولى 1999م – مكتبة الرشد الرياض.
3- التكافل الاجتماعي في الإسلام، د. مصطفى السباعي، الطبعة الأولى 1998م، دار الورَّاق – بيروت.
4- التكافل الاجتماعي في الإسلام، الأستاذ. عبد الله علوان ، دار السلام، القاهرة.
5- التكافل الاجتماعي في الإسلام،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
6- تنظيم الإسلام للمجتمع،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
7- رعاية الفئات الخاصة – د. سلامة البلوي، الطبعة الأولى

موفقة

التكافل الاجتماعي

موفقة يارب,,

جاري تعديل العنوان..

وهذا اعتقد هو نفسه التقرير الاولي..

بس مع المصادر,,

في المرفق,,

^^

السسلام عليكم
ما قصصرتي الرمش
موفقة

تـس ـلم إيديـ نـج
والله يـ ع ـطـيـج الـ ع ـآفـيه
ع ـسى ماننـ ح ـرم من روع ـة ج ـديدج
تـ ح ــيآتي الـ ع ـطره

مشكورين ع الردود الحلوةةة ^^^^^^

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

طلب حل درس العدل في الاسلام ..>ضروري<..أرجو المساعدة.>< للصف التاسع

بليــــــــــــــــــــــــز ابي حل درس العدل في الاسلاام ضروري حق بااجر

دورت بس ما لقيت

ص 41
ناقش 1- اقبل نتيجة السباق==== او اي اجابة يعبر بها الطالب
2- الامام العادل
3- على ان الناس كلهم احرار
4- الحاكم = القاضي = المؤمن التقي = المعلم = امام المسجد=إلخ
5- بالراحة والرضى والاطمئنان

انشطة التعلم
1- باقامة العدل
2-على اهمية العدل والانصاف

– ضررورة ان يكون القاضي عادلا – خطورة عدم العدل

– حرصه الشديد على اقامة العدل والاهتمام بالرعية

ب-
2- العدل : مع الاقارب والجبران والاحسان اليهم وعدم التكبر

3- العدل : بين الزوجات في اعطائهن الحقوق

4- العدل بين الابناء في النفقة

5- العدل : في الاصلاح بين الخصومة ( المتخاصمين )

6- العدل : في اداء الامانة والعدل بين الرعية

7- العدل : مع جميع الناس

8- العدل عند توثيق وكتابة عقود البيع

9- العدل في معاملة الحيوانات والرأفة بهم

================================================== ==
ان في قصصهم لعبرة
ص46
3-العدل يرغب الناس للدخول في الاسلام
4- العدل: بيان للحق على الباطل === او : العدل : سبب لسيادة شريعة الله بين خلقة
وكل اجابة قريبة للمعنى صحيحة

5- أ- وعد الله تعالى المؤمنين باستخلاف الارض( سيجعل امة محمد خلفاء بالارض)
ب- استخلاف المؤمنين للارض سبب لنشر العدل فيها

== تطبيق العدل : هو قانون الاستخلاف في الارض

ج –
1- العذاب الشديد يوم القيامة

2- لان الله تعلى يحصي عليه ذلك ويعده عدا الى يوم القيامة

د-
1- أ- حتى لا يتم الحجز على ممتلكاته !!!

ب- يخسر امواله وسمعته وضياع ابنائه
– يتسبب باكل حقوق الناس ومن ثم يصبح انسان مكروه في المجتمع

2- أ- ياكل حقوق الاخرين ويوم القيام سيحاسب على ذلك

ب- الاحساس بالظلم والقهر بسبب الظلم

ج- انشار الحقد بينهما

3- أ-قلة العمل والانتاج
ب-الكره والحسد
ج-الاضراب عن العمل
د-عدم توفير وتلبية احتياجاتهم المعيشية
ه- انتشار الفساد والفقر

ه- اكمل : -انتشار الحقد والحسد والكره – تفكك المجتمع وهلاك افراده – ظهور حالات السرقة والجرائم – انتشار ظاهرة البطالة بسبب تركز الوظائف في يد فئة معينة

و- قارن

1-ا نتشار الحب والمودة والاحترام ============ انتشار الحقد والكره والحسد
2- حب العمل وانتاج عال ومتقدم =============كره العمل قلة الانتاجية ةالتاخير
3-قلة المشاكل والنزاعاتوالجرائم ============انتشار المشاكل والجرائم والسرقة
4-القدرة على تصدي الخطر الخارجي لقوة المجتمع====عدم القدرة على التصدي بسبب تفكك المجتمع
5-العيش بسلام وحرية وامان والقدرة على حماية الحقوق====العيش في خوف وعدم القدرة على حفظ الحقوق

الانشطة

الاول :
1- ان كل انسان سيأخذ حقه يوم القيامة ممن ظلمه في الدنيا

2- على شدة عقوبة الظلم

3-اقامة العدل – نعم – لان العدل اساس الملك
الثاني :
1- اكل حقوق الاخرين وانتشار الظلم
2-فقد الروح الرياضية وانتشار الحقد بين الفريقين
3-انتشار المشاكل والفقر وقتل الابرياء في الحروب

الثالث:
1- انتشار المحبة بين المسلمن
2- سيادة الاسلام وترغيب الاخرين فيه
3-استخلاف الامسلمين للارض
4-قوة المجتمع الاسلامي
5-الاحساس بالامن والامان

الرابع :
1- التعليم : انتشار العلم وتخريج جيل من العلما======انتشار الجهل والتخلف
2- القضاء: انتشار العدل=====انتشار الظلم
3- الاسرة : نشأة جيل واعي لامور دينه======نشاة جيل سيء
4- المعاملات : حفظ الحقوق والممتلكات=====اكل الحقوق
5- فرص العمل:توفر فرص العملو زيادة الانتاج في العمل======انتشار البطالة
6-النتيجة : تكاتف المجتمع وانتشار الحب والعدل======تفكك المجتمع وانتشار الحقد والظلم

الخامس: واجب ؟؟؟

السادس : واجب ؟؟؟

مشكوووووررره

حبي وبارك الله فيج

على تعبج

شمشم ما قصرت

وهذا رابط بعد ..

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=46371

يسلمووووووووووشن ع الحل

فديــــــــــــــــــــــــــــــــــــتج ووالله مشكووووووووورة وربي لا هاانج
تسلم ايديج ..جـآآري التقيــمــ

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف التاسع

طلب ورقة عمل عن زكاة المال في الاسلام

السلام عليكم والرحمة

شحاهم عرب زااايد؟؟ عساهم مرتاحيين..^o^

ابغي ورقة عمل عن زكاة المال في الاسلام

اذا ممكن>.<

هــــ. ا. يـــ ..

السموحهـ مب عندي

اذا قدرت اسوي … بحطهاا

واذا ما عليكم امر انا ابا حل هذا الدرس…

اتفضل اخى

سورى اتفضلى اختى

ورقة عمل
زكاة المال في الإسلام
*ما المقصود بكل من:
النصاب:……………………………………. ………………
الزكاة:……………………………………. ……………….

*أذكري الأموال التي تجب فيها الزكاة:
1-……………………………………
2-……………………………………
3-……………………………………
4-……………………………………
5-……………………………………
من هم مستحقي الزكاة :
…………………………. ……………………… …………………………
………………………… …………………….. ………………………
………………………. ……………………….

اذكر أثار إخراج الزكاة على المجتمع:
1-………………………………………….. …………………………….
2-………………………………………….. ………………………………
3-………………………………………….. ……………………………..
4-………………………………………….. …………………………….
5-………………………………………….. …………………………….

عمل الطالب :شريف

مشكور أخوي

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

مشكور آآآآآآخوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

ما قصرت اخويه,,

بارك الله فيك,,

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف التاسع

بوربوينت لدروس (ام عمار + أحكام المد) + ورقة عمل لدرس موقف الاسلام من التعصب -فصل2 للصف التاسع

بوربونت لدرس أم عمار

بوربوينت لدرس أحكام المد

ورقة عمل لدرس موقف الاسلام من التعصب

تجدونها بالمرفقات


منقول للفائدة

دعواتكم لاصحاب العمل ولكل من ساهم ع نشر العمل

الملفات المرفقة

جزيت كل الخير

ملف يلي فوق مب شغال

شكرا لج

تسلمين الغلاا

وجزاج الله الف خير ..

بارك الله فيج

با التوفيق

يسلمووووو

مشكووووور

مشكوريييييييييييييين

يزآج الله ألف خير وب’ـآرك الله فيج وف ميزآن حسناتج ان شاء اللهَ..

بارك الله فيج

يعطيج العافيه

وين البو

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف السابع

مصعب بن عمير – أول سفراء الاسلام للصف السابع

مصعب بن عمير – أول سفراء الاسلام

مصعب بن عمير – أول سفراء الاسلام
هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.
غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
ذلك الفتر الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، و لؤلؤة ندواتها و مجالسها، أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان و الفداء..؟
بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير"، أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..
ولكن أي واحد كان..؟
ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..
لقد سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..
"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها، ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها، ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد، ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه…
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
**
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.
فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها، استحالت هولا يقارعه ويصارعه، لاستخف به مصعب الى حين..
أما خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا، وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.
وظل يتردد على دار الأرقم، ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قرير العين بايمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات، لا يخفى فيها سر، فعيون قريش وآذانها على كل طريق، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة، الواشية..
ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو سصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فسابق ريح الصحراء وزوابعها، شاخصا الى أم مصعب، حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها…
ووقف مصعب أمام أمه، وعشيرته، وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا، وعدلا وتقى.
وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم، ما لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام، وهدوءا يفرض الاقناع..
ولكن، اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فان في مقدرتها أ، تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها، وحبسته فيه، وأحكمت عليه اغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك، حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى الى الحبشة مهاجرا أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين، ثم يعود معهم الى مكة، ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة، فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان، ولقد فرغ من اعداة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار، واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى، وخالقها العظيم..
خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا، وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة، وألقا وعطرا..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة، شاكرة محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال:
" لقد رأيت مصعبا هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!
لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجهمن بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه اني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي بأنه لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"…
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف غقلي"..!!
وخرج مصعب من العنمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر، لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما، ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة…
**
وآنئذ، اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى المدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم في دين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها، وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير، وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة، والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب..
وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا..
لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة، ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة، كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير".
لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.ز عرف أنه داعية الى الله تعالى، ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى، والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه الا البلاغ..
هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس، تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه، هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فطنة عقله، وعظمة روحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربتهو يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل..!
ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها، فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه… هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه..!!
وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا، متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ما جاء بكما الى حيّنا، تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا، اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!
كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره، فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع، تركه لاقتناعهو وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم، وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..
ولم يكد مصعب يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم، وتكتسي بجماله..!!
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا، ثم قال له مصعب:
"يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا اله الا الله".
فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وتمت باسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير، وسعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب، فلنؤمن معه، فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**
لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاهحا هو له أهل، وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر، قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر،و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير، فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل، ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفزان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!
يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:
[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط، فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها، ويكملها، ويجعلها، قرآنا يتلى..
**
وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا، وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..
وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقوا خبّاب بن الأرت:
[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة، وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم م امتاتء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه..
أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مصعب بن عمير – أول سفراء الاسلام
هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.
غرّة فتيان قريش، وأوفاهم جمالا، وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..
ولد في النعمة، وغذيّ بها، وشبّ تحت خمائلها.
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..
ذلك الفتر الريّان، المدلل المنعّم، حديث حسان مكة، و لؤلؤة ندواتها و مجالسها، أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير الايمان و الفداء..؟
بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير"، أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.
انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..
ولكن أي واحد كان..؟
ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..
لقد سمع الفتى ذات يوم، ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..
"محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها، ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه، كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.
ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه، زينة المجالس والندوات، تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها، ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..
ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه، يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد، ولا التلبث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه…
هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن، ويصلي معهم لله العليّ القدير.
ولم يكد مصعب يأخذ مكانه، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه، ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!
ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره، ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!
**
كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها، وكانت تهاب الى حد الرهبة..
ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.
فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها، استحالت هولا يقارعه ويصارعه، لاستخف به مصعب الى حين..
أما خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!
ولقد فكر سريعا، وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.
وظل يتردد على دار الأرقم، ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قرير العين بايمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..
ولكن مكة في تلك الأيام بالذات، لا يخفى فيها سر، فعيون قريش وآذانها على كل طريق، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة، الواشية..
ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو سصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم، فسابق ريح الصحراء وزوابعها، شاخصا الى أم مصعب، حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها…
ووقف مصعب أمام أمه، وعشيرته، وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته، القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمة وشرفا، وعدلا وتقى.
وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم، ما لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام، وهدوءا يفرض الاقناع..
ولكن، اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فان في مقدرتها أ، تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر..
وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها، وحبسته فيه، وأحكمت عليه اغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك، حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى الى الحبشة مهاجرا أوّابا..
ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين، ثم يعود معهم الى مكة، ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.
ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة، فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان، ولقد فرغ من اعداة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار، واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدّم قربانا لبارئها الأعلى، وخالقها العظيم..
خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..
ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا، وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة، وألقا وعطرا..
وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة، شاكرة محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال:
" لقد رأيت مصعبا هذا، وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!
لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!
ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه..
وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيا..
وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجهمن بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه اني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي بأنه لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله"…
أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب، لا أدخل في دينك، فيزرى برأيي، ويضعف غقلي"..!!
وخرج مصعب من العنمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر، لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب، يأكل يوما، ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتألقة بنور الله، كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة…
**
وآنئذ، اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى المدينة، يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة، ويدخل غيرهم في دين الله، ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..
كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها، وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار مصعب الخير، وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة، والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب..
وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق، ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجا..
لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة، ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!
وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة، كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير".
لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..
فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.ز عرف أنه داعية الى الله تعالى، ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى، والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه الا البلاغ..
هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس، تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه، هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..
ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فطنة عقله، وعظمة روحه..
ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرا حربتهو يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل..!
ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها، فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه… هكذا يتصورون ويتوهمون..
أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه..!!
وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا، متهللا..
وقف اسيد أمامه مهتاجا، وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:
"ما جاء بكما الى حيّنا، تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا، اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!
وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:
"أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".
الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!
كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره، فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع، تركه لاقتناعهو وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم، وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..
هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..
ولم يكد مصعب يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم، وتكتسي بجماله..!!
ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:
"ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟
وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا، ثم قال له مصعب:
"يطهر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا اله الا الله".
فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله..
وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة، وتمت باسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير، وسعد ابن معاذ، وسعد بن عبادة قد أسلموا، ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب، فلنؤمن معه، فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!
**
لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاهحا هو له أهل، وبه جدير..
وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر، قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر،و تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير، فيتقدم ويحمل اللواء..
وتشب المعركة الرهيبة، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا، سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتعمل فيهم على حين غرّة، السيوف الظامئة المجنونة..
حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين، ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..
وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل، ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..
يد تحمل الراية في تقديس..
ويد تضرب بالسيف في عنفزان..
ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!
يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:
[حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء].
وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!
وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء..!!
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..
كان يظن أنه اذا سقط، فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا:
(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها، ويكملها، ويجعلها، قرآنا يتلى..
**
وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا، وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!
أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!
لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!
**
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..
وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة..
يقوا خبّاب بن الأرت:
[هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة، وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم م امتاتء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..
على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه..
أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة"..؟!
وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:
"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:
"أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة، الا ردوا عليه السلام"..
**
السلام عليك يا مصعب..
السلام عليكم يا معشر الشهداء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكووووووووووووور وما قصرة و الله يعافيك

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

حل درس الاخوة في الاسلام للصف الثامن

جواب ص41
1 – الاسلام
2 – للتعارف بين المسلمين وتبادل الافكار والمشاعر
3- تذيب الفوارق وتزيل العصبيات والحواجز
4 – محبته في الله + حسن الصحبة واعشرة والمواساة له ونصرته اذا ظلم وصيانة دمه وعرضه وماله واغاثته ومساعدته عند الحاجة .
————————————————————————————————-
جواب ص42+43
3ـالاخوة في الله يكونون تحت ظل الله .
4ـالاخوة في الله يغبطهم الانبياء والشهداء
5ـالاخوة في الله طريق لحلاوة الايمان واستكماله
————————————————————————————————–
جواب ص 44:
في الدنيا : 1- الوحدة – 2- ازالة الفوارق الطبقية والاجتماعية 3- التفوق الحضاري 4- التناصح
في الاخرة : رضا الله ودخول الجنة 2- الامن من شدائد يوم القيامة 3- الفوز بدعوة المؤمنين الصالحين قبل وبعد الموت 4- ينالون المكانة العالية .
—————————————————————————————————-
جواب ص 45:
الغيبة والنميمة
التجسس
السخرية والغرور
الكبر وحب الذات والانانية

جواب ماذا يفعل المسلم :
تقوى الله وتنقية القلب من هذه الامراض بالدعاء وكثرة الاستغفار .
————————————————————————————————–
جواب ص 46:
1- موقف عبدالرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع
2ـ موقف الرجل وزوجته مع الضيف .

مشــــكورهــ اخــتي إماراتية والمشية ملكية << وان شاءالله تستفيدين منا ونستفيد منج ..

تحياتي ..

مشــــكورهــ اخــتي إماراتية والمشية ملكية [IMG][/IMG]وهاذي هدية

مشكورة وايد

بارك الله فيج

تسلـَ م ـــــينً..

سلمتم ع المرور

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف العاشر

بغيت بحث عن الاسلام وحماية البيئة للصف العاشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالكم عساكم بخير..

انا بغيت بحث عن الاسلام وحماية البيئة وانه يكون من عشر اوراق او اكثر..

ويكون فيه مقدمة وخاتمة وفهرس..

بليييييييييييييييز الله لايهينكم ..انا ابغي البحث في اسرع وقت…

ان شاء الله القى تفاعل من الاعضاء…

احتي لو ما عليج أمر خديلج لفة في القسم بتلقييين ع الي تبينه

تسلميين ختية بس انا شفته وماكان اللي اباه لانه واااايد قصير..

انا ابغيه من عشر اوراق او بالكثير تسع اوراق..ماحصلت..

http://http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=3172
راجعيني عل هادا الرابط وانشاء الله خير

مشكووووور اخوية …

مشكوورين جزاكم الله ألف خير ويعطيكم العافيه وصحه للجميع يارب

مشكورين .. >>

أستــــغفر الله العظيم