مقدمة تاريخية
استقر الإنسان في أبوظبي لأول مرة عام 1761م عندما اكتشفت قبيلة بني ياس فيها الماء . وكانت الحياة آنذاك تعد ضربا من ملاحم البطولة والشجاعة والصبر في مواجهة شراسة الصحراء وقسوتها , وعظيم بخلها .
كان سكان أبوظبي القدامى يعيشون في ثلاث مناطق هي واحتا العين وليوا وأراضي الظفرة ويعتمدون في حياتهم على رعي الإبل وجني ثمار التمور وصيد الأسماك واللؤلؤ , ويرتحلون بمواشيهم دائماً إلى حيث يتوافر الماء والكلأ .
وفي مطلع الثلاثينات كان الوصول إلى مدينة أبوظبي يتم عن طريق غير مباشر , عبر دبي أو الشارقة , وكانت المياه الضحلة قبالة سواحل المدينة تحول دون اقتراب السفن من الشاطئ . أما اليابسة فكان التنقل فيها يتم على ظهور الجمال وأحيانا بالسيارات , ولذلك كانت إمدادات الغذاء والماء تمثل مشكلة بالنسبة للسكان لعدم توافرها , وكانت إمدادات الغذاء والماء تمثل مشكله بالنسبة للسكان لعدم توافرها ، و كانت تصل من رأس الخيمة .
استمر هذا الحال إلى أن تفجرت الأرض الخيرة وانشق البحر فظهرت كنوز "الذهب الأسود" لتروي ظمأ الأرض العطشى , وتعوض أهل الإمارة عن حياة البؤس والشقاء التي عاشوها جيلا بعد جيل , ولتبدأ أبوظبي مرحلة تاريخية جديدة , وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور , قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين , حاكم تفهم المعنى الحقيقي لهبات الله وسط الصحراء وقدر لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم الإمارة في ذلك الوقت ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن يبني الواحة الغناء .
المتاحف والأماكن الأثرية في أبوظبي
تفتح المواقع الأثرية المختلفة والقلاع والحصون المنتشرة في إمارة أبوظبي صدرها للزائر , فتأخذه إلى أسرار التاريخ الذي يكشف حياة الأجداد , الذين صمدوا طويلا وتحدوا الظروف القاسية , ومن أبرز المواقع الأثرية والمتاحف في الإمارة :
قصر الحصن
يقع في مدينة أبوظبي حيث يقف شامخا يتحدى الزمن , يبدو قد استعاد شبابه ، يرفل بثوبه الأبيض ، يروي للأجيال الجديدة تاريخ الأجداد العريق وأمجادهم التليدة .
بدأ بناء قصر الحصن في عام 1763م عندما قرر آل نهيان الانتقال من منطقة ليوا في الصحراء إلى جزيرة أبوظبي على الساحل , وفي عام 1936م أضاف سمو الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان جناحين في داخله , وعندما
1
تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم الإمارة في عام 1966م استخدم القصر كمقر لسموه وأضيفت له بعض الفلل , إلى أن انتقل سموه إلى قصر المنهل في عام 1972م ليتحول القصر إلى مركز للوثاق والدراسات . وفي عام 1980م تم إعادة ترميمه
وصيانته وهو اليوم صورة مطابقة لما كان عليه في الماضي وأصبح من أهم المعالم الأثرية والسياحية في الإمارة .
حصن جسر المقطع
يعتبر من الآثار الخالدة في مدينة أبوظبي , يربض الحصن بالقرب من جسر المقطع وسط المياه منذ أكثر من مائتي عام , وتشير الوثائق التاريخية إلى أن عمليات بنائه تزامنت مع بناء قصر الحصن , وقد بني في تلك المنطقة لرصد ومراقبة أي تحركات معادية ضد السكان في ذلك الوقت , وكانت توجد بجواره قلعة صغيرة لحمايته لكنها تهدمت .
قرية التراث
تأصيلا للقيم التراثية والعادات والتقاليد الأصيلة في الدولة ، قامت جمعية إحياء التراث الشعبي بإنشاء قرية التراث الشعبي في أبوظبي في العام 1991م , أطلقت عليها قرية زايد للتراث الشعبي , وتشمل هذه القرية التي تعيد زائرها إلى الماضي الذي يعتز به أبناء أبوظبي والإمارات , حوشا من السعف وخياماً من الشعر مع كل مستلزماتها من براجيل ومطابخ وخرائج الماء ومسجداً ومدرسة لتعليم القرآن ومجموعة من الدكاكين التي تحتوي على الأدوية الشعبية والحلوى والحدادة والأواني الفخارية والنحاسية إلى جانب دكاكين للسخام والحطب والقصابة والخناجر والسيوف وتصليح البنادق .
ويمكن لزائر القرية النموذجية مشاهدة العديد من النشاطات التي كانت سائدة ويعتمد عليها في الإمارات قديماً كالصيد والأدوات المستخدمة في هذا المجال والتي ما يزال استخدامها شائعا إلى الآن ومنها القراقير والألياخ إلى جانب الأدوات التي استخدمها البدو في حلهم وترحالهم مثل مواقد النار ودلال القهوة وفولات التمر . وتتيح القرية للزائر تعلم الصيد بالصقور حيث توجد مساحة مخصصة لذلك ، كما يمكن مشاهدة الميدان المحمي للرماية بالبنادق القديمة مثل "أم سكبة" وقسم المخطوطات والمسكوكات والصور والطوابع القديمة والحلي القيمة وصور تعبر عن الحياة في الماضي .
وتعكس القرية التراثية الواقع المعيشي لمواطني أبوظبي والإمارات بكل تفاصيله خلال السنوات التي سبقت اكتشاف النفط ، والذي يدل على عمق الأصالة وعراقة التاريخ وكرم الضيافة .
تمثل المتاحف والآثار في الدولة أحد عوامل الجذب السياحي حيث توجد في الدولة ستة
2
متاحف رئيسية تعكس في مقتنياتها المختلفة النهضة التراثية والحضارية في البلاد بصفة عامة باعتبارها وسيلة ثقافية تتحقق من خلالها فوائد كثيرة وهذه المتاحف هي متحف العين ، ومتحف دبي ومتحف الشارقة ،ومتحف عجمان ومتحف رأس الخيمة الوطني ومتحف الفجيرة إضافة إلى المتاحف المتخصصة التي تم افتتاحها في الشارقة خلال عام 1998مومن بينها متحف التاريخ الطبيعي والمتحف العلمي ومتحف الشارقة للفنون ومتحف التراث..
وقد تم إنشاء متحف العين في عام 1997م، ويشتمل على أربعة أقسام رئيسية هي الآثار والهدايا والبترول والقسم الاجتماعي ويضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية التي تمثل الحياة الاجتماعية في الإمارات قبل عصر النفط، وترصد تطور ابن الإمارات في شؤون حياته المختلفة.
متحف دبي وهو عبارة عن قلعة الفهيدي التي يرجع تاريخها إلى عاد 1800 التي كانت مركزاً للحكومة ومكان إ قامة الحاكم. وكان الهدف من إنشاء المتحف فيها تأمين سجل حافل لحياة الإمارات التقليدية والشعبية والتراثية حيث يشتمل على قسمين رئيسيين للتراث الشعبي والآثار، ويستخدم في عروضه التقنيات الحديثة والمتطورة.
ويحتوي متحف الشارقة للآثار على كتب التراث والمخطوطات التاريخية والقطع الأثرية النادرة، وتوجد في الإمارة أيضا ً أربعة متاحف أخرى هي متحف التراث،ومتحف الفنون،والمتحف العلمي،ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي الذي افتتح في نهاية عام 1995،ويعد واحدا ً من أبرز وأحدث المتاحف العلمية المتميزة على مستوى المنطقة حيث يوثق باستخدام أحدث التقنيات المسموعة والمرئية كافة أشكال الحياة الطبيعية في الدولة بشقيها البيولوجي والجيولوجي.
أم النار
جزيرة صغيرة قرب أبوظبي من الناحية الجنوبية الشرقية , اكتشف فيها بالإضافة (50) مدفنا حجريا دائريا بالإضافة إلى مستوطنة سكنية , وينقسم كل مدفن من الداخل إلى حجرات صغيرة بينها جدران فاصلة , ولكل مدفن باب , وقد نقشت على جدران بعض هذه المدافن صور لحيوانات محلية . كما وجدت داخل هذه المدافن هياكل عظمية بالإضافة إلى مجموعات من الخرز وقطع القماش والأواني الحجرية والفخارية الملونة والمزخرفة , والأدوات النحاسية والبرونزية والعظمية , وكلها تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد . وقد وجد تشابه بين آثار أم النار وآثار أخرى اكتشفت في عمان وقطر والبحرين .
تم افتتاح متحف رأس الخيمة في أحد الحصون التاريخية في الإمارة بهدف المحافظة على
الآثار القديمة في المنطقة من الضياع ، وحفظ التراث القومي.ويضم في أقسامه الرئيسية التاريخ الطبيعي والآثار ونمط الحياة العربية وتاريخ القواسم.
3
قصر الزباء
يقع على قمة من قمم جبال رأس الخيمة ولم يبق منه سوى سور محيط بقصر متهدم لا يتضح منه إلا معالم غرفة وبعض القاعات وخزانات المياه , وينتشر بين الناس أن الزباء هذه إنما هي هند بنت الريان الملكة العربية , كما يشاع أن مدينة رأس الخيمة اكتسبت اسمها من أن الملكة الزباء كانت لها خيمة مضروبة في مكان القصر .
هيلي
ضاحية شمالية من ضواحي مدينة العين تبعد عنها (10) كيلو مترات , وقد عثر فيها على سبعة مدافن مستديرة , واحد منها كبير , وجميعها مقسمة من الداخل إلى حجيرات لدفن الموتى . وقد اكتشف في داخلها عدد من الجرار الفخارية ذات الزخارف الهندسية , إلى جانب قطع العظام الآدمية وبعض الخرز ورءوس السهام النحاسية , وتعود هذه الآثار إلى الألف الثالث قبل الميلاد وهى معاصرة لآثار أم النار وقطارة ولكنها أقدم منها .
الخاتمة :
في تقريري هذا تحدثت عن اهم المواقع الاثرية في دولة الامارات وعن تاريخ الامارات ومكان معيشتهم وحالتهم المادية وغيره.. واتمنى ان يعجبكم هذا التقرير البسيط ..
المراجع:
http://www.alshamsi.net/uae_arab/muesim.html
4