بحث عن الجزر المحتلة
جزيرة طنب الكبرى
تقع جزيرة طنب الكبرى على مداخل مضيق هرمز وأصل كلمة طنب بالعربية الحبل الذي تربط به الخيمة حتى تثبت في الأرض وتقع هذه الجزيرة على بعد 75 كيلومتر من إمارة رأس الخيمة وتبعد 29 جنوب الجنوب الشرقي لجزيرة قشم الإيرانية وتأخذ هذه الجزيرة الشكل الدائري فيبلغ قطرها حوالي 4 كيلومترأما مساحتها فتبلغ 9 كيلومتر مربع وعلى الرغم من قلة المياه العذبة في هذه الجزيرة إلا أنها كانت مأهولة بالسكان حيث كان يبلغ عدد سكانها 700 نسمة قبل الاحتلال الإيراني لها
جزيرة طنب الصغرى
تعرف في بعض المصادر باسم جزيرة (نايبو) وتقع هذه الجزيرة على بعد ثمانية أميال غرب جزيرة طنب الكبرى وهي مثلثة الشكل ويبلغ قطرها حوالي 2,25 ميلاً .. ويبلغ طول الجزيرة ميلاً واحداً وعرضها ثلاثة أرباع الميل ..
جزيرة طنب الصغرى ذات أرض رملية وصخرية وتتكاثر فيها الطيور البرية والبحرية ولا تتوفر فيها مياه الشرب العذبة ولذلك لا يسكنها أحد من البشر ولكنها كانت بمثابة مستودع ومخزن للمعدات والأمتعة وتعود ملكية هذه الجزيرة لإمارة رأس الخيمة ..
الاستيطان
أن جزيرة طنب الكبرى شهدت خلال فترة من الفترات استيطاناً بشرياً . أما طنب الصغرى فهي جزيرة مجدبة لم تسكن . وعن قصة الاستيطان في طنب يقول المطوع يوسف بوحميد : توجد في طنب منطقة تسمى "خرابة" عثر فيها على آثار مبان قديمة تعود إلى مئات السنين ، وتحي تلك المباني قصة الاستيطان في طنب الكبرى . وكلمة "خرابة" تطلق على الأماكن الخربة والمتهالكة التي هجرها أهلها وأصبحت مع مرور الزمن أنقاض مبان . ومن المباني القديمة في طنب آثار لمنازل وقلاع ومساجد تدل على تاريخ الجزيرة وتشير إلى أنها كانت مأهولة بالسكان .
ويضيف المطوع يوسف إن تلك الموجودات تعطينا صورة عن الاستيطان السكاني في العهود القديمة . ومن الآثار منازل قديمة وقبور لا نعرف تاريخها ومساجد صغيرة الحجم لم يبق منها سوى الأساسات . وتلك المباني بنيت من الجص ، وكذلك من الحصى الجبلي . وهناك آثار توجد في منطقة قريبة من الجبل . وعثر على مغارات كانت تستخدم كمنازل شتوية ولحفظ الحبوب . كما استخدمت كحاميات أو نقاط مراقبة . وتقع المغارات في أعلى قمة أو مكان في الجبل ، وتطل على ساحل البحر . وفي الجزيرة آبار مياه "طواية" قديمة مياهها عذبة صالحة للشرب ، وقد ردم نصفها . وقبل الاحتلال الإيراني كان في الجزيرة مسجدان أحدهما يقع بالقرب من الساحل . أما الثاني فيقع وسط المنطقة السكانية . وتوجد آبار مياه لسقاية المزارع بواسطة "المنيور" أو اليازرة . وكانت هذه الطريقة من طرق الري التقليدية المعروفة لدى السكان . ومن آثار طنب "حصن طنب" الذي بناه الشيخ صقر بن محمد القاسمي العام 1963م وأشرف على بنائه الحاج علي أبو إسماعيل "رحمه الله" وهو أحد مقاولي الحج . وقبل ذلك بنى الإنجليز العام 1912م "فنارا" يستخدم لإرشاد السفن . وفي الساحل الشرقي من الجزيرة توجد منطقة خاصة بالغواصين وصيادي السمك ، وقد عثر في هذا المكان على كمية كبيرة من الأصداف البحرية وبعض أنواع المحار .
أما عن الكارثة التي حدثت في منطقة خرابة وأدت إلى هجرة السكان من الجزيرة إلى أماكن أخرى .. فيقول يوسف بوحميد : ذكر لنا الآباء والأجداد أن منطقة خرابة كانت قد تعرضت لكارثة وحروب وغزوات من قطاع الطرق الذين يأتون في النهار إلى الجزيرة ، وينزلون في ضيافة أهلها بهدف الاستطلاع ، وفي الليل يشنون هجوماً على السكان الآمنين ويستولون على أموالهم وممتلكاتهم ، ويقتلون الرجال ويسبون النساء حتى لم يبق أحد في الجزيرة إلا امرأة عجوز طاعنة في العمر مع أبنائها الصغار . وعندما جاء قطاع الطرق قتلوا الأبناء ، وظلت العجوز ، فطلبت منهم أن يأخذوها معهم حتى لا تظل وحيدة في الجزيرة فأخذوها ، وبالقرب من جزيرة الجشم أنزلوها في مكان يسمى "غبة عُماني" نسبة إلى تلك المرأة العجوز .
ومن يومها ظلت الجزيرة خالية من السكان اللهم إلا من بعض الغواصين وسفن الأسفار التي تتوقف للاستراحة فيها أو لدفن ميت أو لقطع الأعشاب والحصول على ماء الشرب ، إلى ان أرسل الشيخ يوسف بن محمد حاكم لنجة "1295هـ 1303هـ" السيد محمد سلمان من قبيلة بني تميم ، وهي من القبائل التي هاجرت من حوطة بني تميم في نجد ، وكان محمد سلمان صحب زوجته "حبيبة بنت عبد الله" . ومن يومها بدأ الاستيطان يعود مرة ثانية إلى طنب . وأخذت بعض العائلات بالنـزوح إليها من الجزر ومن دبي . ويعود نسب محمد سلمان إلى شط العرب عندما دعاه حاكم لنجة التي كانت تحت حكم القواسم للذهاب إلى طنب وزراعتها ، وقطع الأعشاب التي اشتهرت بها . وقام بزراعة النخيل وعادت الحياة منذ هذه الفترة إلى الجزيرة . وتعتبر عائلة محمد سلمان هي أول عائلة تسكن جزيرة طنب بعد الدمار الذي حدث لها في السنين السابقة . ثم نزح "بنو حريز" وجاءوا من دبي ومنهم السيد علي بن حريز وكان معه محمد علي أبو القاسم الذي تزوج من سكينة بنت محمد سلمان . وبعد ذلك قدم للجزيرة سيف بن محمد المعصم .
ومن أوائل العائلات التي استقرت في طنب آل المعصم وعائلة حسن محمد عبد الرحمن المرزوقي ، وهو من جزيرة أبوموسى . وقد جاء إلى طنب واستقـر فيها ، وتزوج إحدى بنات محمد سلمان ، وبعد ذلك جاءت عائلة محمد عبد الله من جزيرة هنيام . وكان في الجزيرة عائلة ثاني بن حريز ، وعائلة حسن الشامسي . وهؤلاء هم سكان طنب الاصليون الذين أعادوا للجزيرة نبضها وحياتها مـن جديد . وهم ينتمون إلى القبائل العربية .
وتجدر الإشارة إلى أنه كان يتولى الإشراف الإداري على طنب أمير يعينه الحاكم يعتبر ممثل الحاكم في الجزيرة ويمنح الأمير صلاحيات البت في المنازعات والخلافات البسيطة . وقد تعاقب على طنب عدة أمراء . ويقول المطوع يوسف عن أمراء طنب في السابق :
أمير طنب كانت له صلاحية الحاكم على سكان الجزيرة ، فهو يفصل في الخلافات ، أما القضايا الشرعية فترفع إلى قضاة رأس الخيمة للبت فيها إذا تطلب الأمر ذلك ، ويتم اختيار الأمير من بين الرجال الذين تتوفر فيهم صفات معينة كالوجاهة والوعي ، والإلمام بتاريخ الجزيرة ، والخبرة والدراية في كيفية إدارة شؤون البلد ، والمعرفة بقضاياها .
ومن أمراء طنب .. "كمال محمد بن حريز" الذي تولى الإمارة في عهد الشيخ سلطان بن سالم حاكم رأس الخيمة "1919 – 1948م" . ثم جاء من بعده "محمود محمد علي أبو القاسم" ، وبعد وفاته تولى ابنه علي بن محمود ثم أخوه علي بـن محمد . وبعد ذلك تولى شؤون الإمارة "علي بن محمد أبو القاسم" . وكان آخر أمير في طنب "يوسف محمد علي أبو القاسم" وكان غائبا أثناء الغزو . وسكان طنب الآن موزعون بين أقطار الخليج العربية ، فبعضهم انتقل إلى الكويت وظل هناك ، والبعض جاء إلى دبي ، وبعضهم استقر في الشارقة ، والآخرون وهم الأغلبية استقروا في رأس الخيمة ، حيث خصص لهم مكان في منطقة سدروة ، وهو الذي يعرف الآن بـ "شعبية أهل طنب" فقد بنت لهم الدولة بيوتاً شعبية منذ أول يوم وصلوا فيه إلى الأرض الأم واستقروا وسط أهلهم في رأس الخيمة .
التعليم
منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً انتقل أهالي طنب إلى بلدهم الأم الإمارات .. وظلت منازلهم وحيواناتهم ومراعيهم .. وكل ما يملكون هناك حيث تحولت الجزيرة إلى ترسانة أسلحة وقاعدة عسكرية .. وظل سهيل شهيد طنب يعاني من الوحدة تحت أرتال الجيوش الإيرانية الغازية . وفي حديثنا مع المطوع يوسف بوحميد روى لنا قصة التعليم .. وقال بعد أن استحضر ذاكرته : ولدت في سنة 1910م في جزيرة طنب الكبرى ، وعشت فيها طفولتي ولا أزال إلى الآن أتتذكر تلك الأيام الجميلة والحياة البسيطة على أرض الجزيرة .. فطنب أرض عربية وستظل إلى الأبد .. فيها ارتسمت حياتنا ، وتاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا وروحنا ونبضنا عربي .
أما التعليم فقد كان يعتمد على المطوع أو المطوعة قبل ظهور مدرسة القاسمية . وفي بداية حياتي تعلمت القراءة والكتابة على الشيخ زكريا بن الشيخ محمد في جزيرة الجشم أو "قشم" وهما من الجزر العربية التي تقع بالقرب من الساحل الشرقي للخليج العربي وقبل ذلك درست في طنب الكبرى على يد أحد العلماء الذي جاء إلى طنب فتعلمنا على يديه . فقرأنا القرآن الكريم والأحاديث النبوية وشيئا من الإملاء ، والخط بأحد مساجد الجزيرة في صباح كل يوم .
وكانت حياة سكان الجزيرة بسيطة تعتمد على التعاون والتكافل . وبعد ان أنهيت دراستي في جزيرة الجشم عند الشيخ زكريا رجعت إلى طنب وفكرت في افتتاح مدرسة ، وكان ذلك في العام 1940م فقد لاحظت وجود فراغ لدى أطفال الجزيرة فقلت لماذا لا أستعمل علمي في تعليم الأبناء وأكسب الأجر من الله . وما كانت هذه الفكرة ان تظهر لولا تشجيع الأهالي ودعمهم لي مادياً ومعنوياً . وتم على بركة الله تأسيس المدرسة في منزلي . ورحت أجمع الصغار في فصل الصيف تحت بناء من السعف ، وفي فصل الشتاء في المخزن . وبدأت التعليم ، وحددت مواعيد معينة لبدء الدروس على فترتين صباحية ومسائية . وانضم في بداية افتتاح المدرسة حوالي ثمانية عشر طالباً وطالبة وكانت الدراسة مختلطة إذ يجلس الأولاد والبنات صغار السن في حلقات العلم .
أما الدروس فتتمحور حول القرآن الكريم والتوحيد وتعليم الكتابة والأناشيد الدينية والقصص التاريخية ، وكنت احصل على الكتب من الشيخ زكريا ، ومن بعض العلماء العرب في بر فارس من أمثال أبي شجاع وأبي القاسم والعمدة وقرة العين . وهم من العلماء الذين يعتد بعلمهم ، وقد مارسوا دوراً كبيراً في نشر التعليم الديني ، وحث الناس على التمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم . ودربت الطلاب على طريقة الكتابة مستخدماً خشبه ذات رأس مدبب تغمس في الحبر . والحبر في ذلك الوقت هو عبارة عن مادة النغر الحمراء . وأحياناً اشتري الأحبار وبعض . القرطاسيات ، وأدوات الكتابة من سوق دبي وأبدأ بتعويد الطلاب على تقليد كتابة الحروف ثم الكلمات باتباع أسلوب قديم ثم أعودهم على كتابة الجمل ، وبعد ذاك كتابة الرسائل . وفي ذلك الوقت يمكث الطالب في الدراسة عندي إلى أن يختم القرآن الكريم سنة أو سنتين . ومن يوفقه الله على ختم القرآن نعمل لهُ حفلة كبيرة وهي "الختمة" أو "التحميدة" وأحياناً تسمى "التومينة" إذ يجتمع الطلاب والأهالي في بيت المطوع أو داخل المدرسة ، ويرتدي الخاتم ملابس جديدة ويضع "البشت" ويمشي في موكب تردد فيه أهازيج من المواعظ والإرشاد والمدائح النبوية . ويدور الموكب على المنازل والأحياء .. وكلما توقفوا عند أحد المنازل يقدم لهم الحلوى والنثور والفلوس ابتهاجاً بهذه المناسبة . ويقوم أهل الخاتم بذبح الذبائح إذا كانوا أغنياء . وأحياناً تقام المسابقات والضرب على الدفوف . وتستمر الحفلة ثلاثة أيام . وفي ذلك الوقت أخذ الأجور من الميسورين وهي عبارة عن "المشاهرة" والمشاهرة روبية أو روبيتان أحصل عليها في نهاية كل شهر ، ولا يوجد موعد معين للدفع ، إنما يعتمد ذلك على من يستطيع أن يدفع . أما الفقراء والأيتام فلا نأخذ منهم شيئاً . وأحياناً تكون الأجور عينية إذ يقوم الأهالي في المناسبات مثل الأعياد والإسراء والمعراج والمولد النبوي وليلة النصف من شعبان ورأس السنة الهجرية بتقديم المأكولات كالأرز والتمر وأحياناً الملابس للمطوع الذي يتولى تدريس الأبناء . إذ ليس لهُ دخل إلا ما يقدمه لهُ الأهالي من تعويضات .
واستمرت المدرسة سنوات عدة . وفي العام 1966م افتتحت مدرسة القاسمية بطنب ، والتحق الطلاب بالتعليم الحديث وانتقلت أنا إلى دبي .
صيد السمك
تعتبر مهنة صيد السمك والغوص على اللؤلؤ من أهم مصادر الرزق لدى سكان طنب ، وعن طريقة الصيد وأنواع الأسماك والغوص يقول المطوع يوسف : تنتشر في مياه طنب الكبرى والصغرى الشعاب المرجانية والصخور التي تتكاثر فيها أنواع الأسماك ، وتستخدم "القراقير" والدوباية والشباك لصيد السمك . وتوجد ثلاثة مواقع لصيد السمك من "النيوة الشرقية" وهي تقع على عمق عشرة أمتار ، والنيوة الغربية التي تقع على عمق عشرين متراً . والنيوة الشمالية ، وهي تقع على عمق ستة وثلاثين متراً . والصيد بالقراقير يتم في شرقي الجزيرة وأحياناً في غربيها . وتستخدم "الالياخ" أو الشباك لصيد السمك خاصة اسماك القرش مختلفة الأنواع والأحجام ، والتي توجد بكثرة في المياه الإقليمية من طنب ويضيف المطوع يوسف ان سكان طنب من الصيادين المهرة الذين يتمتعون بخبرة واسعة في الصيد وارتياد البحر . ويتم تصدير ما يصيدونه من أسماك مما يزيد على الحاجة إلى دبي والشارقة ، سواء على شكل أسماك طرية أو مجففة . ويستوردون من هناك السلع والبضائع كالمواد الغذائية والملابس والحاجيات والأدوات المنـزلية . أما أنواع الأسماك فهي "الحمر والكوفر والصال . الجشة . الدردمان والزبيدي والصافي الصنيفي والصافي والقباب والكنعد والخباط والشعري" .
وقد مارس سكان طنب الغوص على اللؤلؤ ، وكانت من أهم المغاصات "جزيرة" قيس .. وجزيرة هندرابي وجزيرة الشيخ وهي تتبع إيران . ومن المغاصات "المزاحمي" في رأس الخيمة ، وأبو النجف وام الشيف في ابوظبي .
إما محار "الصفد" كبير الحجم فيجمع بالقرب من طنب . ومياه طنب كما هو معروف تتكاثر فيها الصخور وهي صخرية وعميقة . ويوجد فيها هذا النوع من المحار كبير الحجم . ويباع الصفد بـ "المن" وينقل إلى دبي ، ويتم بيعه . ومن أشهر الغواصين في طنب يوسف ابوالقاسم وإبراهيم أبوالقاسم وخميس إسماعيل وعلي محمود الملقب بـ "الغيص" وسالم مبارك ويلقب بـ "سويلم" ودرويش عبيد ومحمد علي أبو القاسم . اما نواخذة السفر فكان من أشهرهم كمال ثاني بن حريز ومحمد أبو القاسم وعلي محمود ابوالقاسم وسيف المعصم ، وحسن المرزوقي . ويباع اللؤلؤ لبعض التجار من دبي ، ومن هؤلاء التجار اذكر "البدور" وعلي بن قرقاش . ومن رأس الخيمة إبراهيم سالم بن يعقوب وكذلك بعض البحارنة .
وفي المساء يتجمع الرجال والصبيان في ساحة مفتوحة ويمارسون لعبة المسطاع .
أما احتفالات الاعراس فلها طابع خاص في طنب ، حيث يتراوح عدد الاعراس المقامة في الجزيرة كل سنة من ثلاثة إلى أربعة أعراس . ويشارك جميع رجال طنب في تقديم المساعدة المادية والعينية للعريس . ويستمر الفرح مدة أسبوع . ويقتصر على دق الطبول والمزامير حيث لا توجد رقصات شعبية كالعيالة والليوه ، ويؤدي المحتفلون رزفه جماعية يصاحبها دق الطبول والمزمار .
وعندما يتم ختان الطفل تقام لهُ حفلة ، ويعتمد ذلك على المستوى المعيشي لولي أمر الطفل . وقد يستمر الحفل ثلاثة أيام وتدق فيها الطبول وتنحر الذبائح .
وكان من أشهر المختنين "يوسف أبو غريبه" من الشارقة ، وعند الختان يدعى إلى الجزيرة على نفقة والدي الطفل . وكان أهالي طنب يستقبلون بعض علماء الساحل الشرقي من بلاد فارس خاصة من لنجة . اما المذهب المتبع في طنب فهو المذهب الشافعي .
العلاج الشعبي
كانت الممارسات العلاجية التقليدية هي المستخدمة في الإمارات قبل ظهور المستشفيات ، وتطور الطب . وفي طنب الكبرى كان الناس يلجئون لهذا النوع من العلاج ويتداوون بالأعشاب والنباتات الطبية ، ويقول المطوع يوسف بوحميد : كان الأهالي يعتمدون على الطرق العلاجية الشعبية في علاج مرضاهم ، إذ يصنعون الأدوية من النباتات التي تنمو في أرض الجزيرة ، والطب القديم من الممارسات التي تكتسب بالخبرة والوراثة في بعض الأحيان . ومارس العلاج الشعبي في طنب عدد من الأشخاص ومنهم ثاني بن سعيد بن حريز وعلي محمد أبو القاسم . ومن النساء "سكينة بنت محمد سلمان وكليثم بنت حريز زوجة ثاني بن حريز" وهن دايات أو قابلات . والداية هي التي تعالج النساء وتشرف على توليدهن وعلاج الأطفال حديثي الولادة . وقد كانت كليثم تعالج بعض الأمراض بواسطة "الكي" وهو "الوسم" خاصة في الحالات المستعصية . وإذا تعذر علاج أحد المرضى في طنب ينقل إلى دبي أو الشارقة ليعالج في المستشفيات وأحياناً نستدعي أحد الأطباء الشعبيين من جزيرة أبو موسى للحالات النادرة .
والجدير بالذكر إن "عيادة واحدة" تم الانتهاء من بنائها في طنب ولم تفتتح بسبب الغزو الإيراني العام 1971م .
الخيانة
وحدث ما لم يكن في الحسبان .. فهاهو الجار الكبير الذي كان من المفروض ان يحمي حمى جاره ، ويسانده ويقف إلى جانبه ضد الأطماع الخارجية يفاجئ الجميع فجر الثلاثاء 30 نوفمبر / تشرين الثاني 1971م ، ويهجم على الجزيرة الصغيرة الوادعة "طنب الكبرى" بالطائرات والبوارج وقوات المشاة ، ويشتبك في معركة استمرت ست ساعات مع ستة جنود كانوا يحرسون مركز الشرطة بطنب ، و دافع هؤلاء الستة برجولة إلى ان نفدت الذخيرة ، وسقط الشرطي الأول سالم بن سهيل شهيداً على أرض طنب ودماؤه تروي الجزيرة التي ما زالت مقيدة في الأسر ، وأهلها بعيداً عنها ينتظرون العودة إلى ديارهم ونخيلهم وبيوتهم وزروعهم . ولكن هل صدى صوتهم سيصل إلى المعتدي الذي حول الجزيرة إلى ترسانة أسلحة ؟ أنها إرادة الله الذي لا بد ان يعيد الحق إلى أهله ولو طال الزمان .
حقائق ناطقة
عندما أراد الاحتلال الانجليزي بناء المنارة في طنب الكبرى استأذن حكومة رأس الخيمة ولم يستأذن حكومة ايران.
ذكر التاريخ أن العسكر الايرانيين هم الذين دخلوا جزر الامارات وطردوا أهلها الآمنين المطمئنين ولم يحدث قط أن كان العكس.
طلبت ايران استئجارالجزر من حكومات الامارات وهل تستأجر أية دولة أراضيها من دولة أخرى؟
ألقت قوات الشاه على الشعب الاماراتي في الجزر خلال غزوها منشورات تحذر من أية مقاومة والا ستواجه بشدة وهو ما كانت تفعلة القوات الغازية.
تزعم ايران انها تتمسك بالجزر لأسباب استراتيجية خشية وقوعها بيد قوى أجنبية وهذا المنطق المحتل وليس منطق من يدافع عن تراب وطنه