مقدمة :
كثيرا ما نسمع الناس يسألون بعضهم : ما هي فصيلة دمك ؟
فما هو الدم و هل للدم أنواع و فصائل مختلفة كيف يمكننا أن تعرف على فصيلة دمنا .
الدم : هو سائل لزج لونه أحمر قاني يملأ الأوعية الدموية ويندفع إلى جميع أجزاء الجسم بفضل انقباض عضلة القلب.
الدم و وظائفه :
و للدم وظائف عديدة و مفيدة للجسم ، نذكر منها :
وظائف الدم:
1. نقل الأوكسجين:
يحمل الدم الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة وكذلك ثاني أكسيد الكربون المتولد من نشاط الأنسجة إلى الرئتين في هواء الزفير.
2. التغذية:
يحمل الدم المواد الغذائية الأولية التي تمتصها الأمعاء إلى الخلايا المختلفة لاستعمالها في إنتاج الطاقة اللازمة لنشاط الجسم.
3. عملية الإخراج الفضلات:
يقوم الدم بحمل الفضلات الضارة المتبقية نتيجة لعملية التمثيل الغذائي في الجسم وذلك من خلال أجهزة الإخراج كالكلى والجلد فيتخلص منها الجسم عن طريق البول والعرق.
4. المناعة:
يحتوى الدم على خلايا الدم البيضاء كما أنه ينتج الأجسام المضادة التي تقوم بدور أساسي في حماية الجسم ووقايته من الأمراض.
5. التوازن المائي للجسم:
ينتقل الماء بسهولة بين سوائل الجسم المختلفة سائل الخلايا وسائل ما بين الخلايا ويساعد الدم في حفظ توازن الماء بالجسم بحمل الماء الزائد لأجهزة الإخراج بحيث يكون هناك اتزان بين ما نحصل عليه من ماء عن طريق الشراب والطعام وبين ما نفقده عن طريق البول والعرق.
6. تنظيم درجة حرارة الجسم:
يقوم الدم بامتصاص الحرارة من الأعضاء الداخلية والعضلات وأثناء انتقاله منها إلى الأعضاء الخارجية، وتحت الجلد يمكن للجسم أن يتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الإشعاع والحمل والبخر.
7. تنظيم عملية التمثيل الغذائي:
يحمل الدم الهرمونات وبعض المواد الهامة اللازمة لتنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
8. حفظ الضغط الأسموزي للدم وسائر الأنسجة:
وذلك بفضل بروتينات البلازما هذا الضغط لازم لحفظ حجم الدم وتكوين سائل الأنسجة والبول.
مكونات الدم :
مم يتكون الدم؟ يتكون من(خلايا الدم الحمراء-خلايا الدم البيضاء-مادة خلالية{البلازما}-صفائح دموية)
خلايا الدم الحمراء تعريفها: هي أقراص مقعرة الوجهين عديمة النواة في الثدييات(الإنسان)، وبها نواة في غير الثدييات(الضفدع).
عددها: 5 ملايين في الرجل البالغ لكل ملم3/ وفي المرأة 4.5 مليون لكل ملم3
محتوياتها: (الهيموجلوبين) وهو عبارة عن جزئ بروتينى يحتوي على عنصر الحديد.
أهمية الهيموجلوبين: ينقل الأكسجين من الرئة إلى الأنسجة المختلفة.
مكان تكونها: في النخاع الأحمر للعظم.
مدة حياتها: 120 يوماً ثم تموت وتتحطم في الطحال.
خلايا الدم البيضاء تعريفها: هي خلية بيضاء اللون ولها نواة وقد تكون محببة أو غير محببة وحركتها أميبية وهي من الخلايا الآكلة.
عددها7000) لكل ملم3 وتزداد في حالات الالتهاب إلى أضعاف هذا العدد.
مكان تكونها: تتكون في نخاع العظم أو العقد اللمفاوية.
الصفائح الدموية تعريفها: هي أجسام سيتوبلازمية تنقصها أنوية في الثدييات، وجود نواة في البرمائيات.
أهميتها: تقوم بتخثر الدم بإفراز انزيمات تساعد على تكوين الألياف اللازمة.
عددها: ربع مليون صفيحة لكل مم3
المادة الخلالية (البلازما) تعريفها: هي سائل اصفر وبه 90% ماء و 10% مواد أخرى وأيونات ومواد غذائية.
وظيفتها: مهمة في نقل الكثير من المواد الكيميائية داخل الجسم.
فصائل الدم :
بعد تطويرالمجهر الضوئي وزيادة استعماله اتضح أنّ دماء الناس لا تختلف من ناحية المظهر فكلها تتألف من نفس أنواع الخلايا ومن نفس البلازما، لذلك ظنّ العلماء أنه بالإمكان نقل الدم من شخص إلى آخر دون أن يسبب ذلك أي ضرر. غير أنّ المحاولات الأولى التي أجريت آنذاك باءت معظمها بالفشل ومات معظم الذين أجريت لهم عملية نقل دم.
في بداية القرن العشرين قام عالم نمساوي يدعى "لاندشتاينر" بإجراء دراسة واسعة استمرت عدة سنوات هدف من ورائها إلى مقارنة دماء الناس مع بعضها ومعرفة التشابه والإختلاف بينها. وقد فعل ذلك من خلال أخذ عيّنات كثيرة من الدم وخلطها معاً لفحص فيما إذا كان هذا الخلط يؤدي إلى تجلّط الدم أم لا. نجح لاندشتاينر في تقسيم الناس إلى أربع فصائل دموية .
إن الفصيلة الدموية هي سمات وراثية مكتسبة تتمثل في وجود مكونات خاصة على سطح الكريات الحمر. هناك أنظمة كثيرة جداً لتحديد فصيلة الدم ، مما يجعل فصائل الدم تفوق المائة بشكل فعلي ! ولكننا لا نجد 100 فصيلة دم في الواقع العملي .. فلماذا ؟
– لأننا نعتمد نظام ال ABO وال Rh في تحديد فصائل الدم ، فهما الأكثر انتشاراً والأهم نسبياً .
– بالنسبة لنظام ABO فهناك أربع احتمالات لفصائل الدم هي :
A – B – AB – O
– وبالنسبة لنظام Rh فهناك احتمالان :
1) – 2) +
– وندون فصائل الدم عملياً باستخدام النظامين معاً ، فأقول بأن فصيلة دم فلان هي +O أو -O مثلاً ، وقس عليه لبقية الاحتمالات بين النظامين
يختلف تواتر الزمر الدموية حسب الأجناس والبلدان.
فصائل الدم حسب نظام ABO :
1 ) مجموعة تتميّز خلاياها الحمراء باحتوائها على المادة A لم يكن لاندشتاينر يعرف طبيعة هذه المادة، لذلك قرّر أن هؤلاء الناس لديهم فصيلة دم A .
2 ) مجموعة تتميّز خلاياها الحمراء باحتوائها على مادة أخرى سمّاها B(لم يكن لاندشتاينر يعرف طبيعة هذه المادة)، لذلك قرّر أنّ هؤلاء الناس لديهم فصيلة دمB.
3) مجموعة تتميّز خلاياها الحمراء باحتوائها على المادتين A و B ، لذلك قرّر أنّ هؤلاء الناس لديهم فصيلة دم AB .
4) مجموعة تتميّز خلاياها الحمراء بعدم احتوائها على المادتين المذكورتين، لذلك قرّر أنّ هؤلاء الناس لديهم فصيلة دم Oأي لا تحتوي على A ولا تحتوي علىB .
لا توجد أية أفضلية فسيولوجية لهذه المواد. فدم الشخص من الفصيلة A ليس أفضل من دم الشخص من الفصيلة B ودم الشخص من الفصيلة O ليس أفضل من دم الشخص من الفصيلة AB ، وهكذا. الأهمية الوحيدة لهذه الفصائل هو أنه يجب أخذها بعين الاعتبار لدى إجراء نقل دم ( blood infusion ).
نعرف اليوم أنّ الأشخاص الذين يحملون الفصيلة A توجد في بلازما دمهم أجسام مضادة ضد المادة B (anti-B ) ولا توجد لديهم أجسام مضادة ضد المادة A ووفقاً لما نعرفه عن جهاز المناعة، فإن المادة A تعتبر عند أولئك الأشخاص مركباً ذاتياً لا يقاومه جهاز المناعة ولذلك لا يكوّن ضدها أية أجسام مضادة. أمّا المادة B فهي مركّب غير ذاتي بالنسبة لهم لذلك يستطيع جهاز المناعة أن يكوّن أجساماُ مضادة ضدها. بنفس المبدأ يمكن أن نحدد أنواع الأجسام المضادة في سائر فصائل الدم.
ألأجسام المضادة anti-A و anti-B تنتمي إلى فئة IgM، ولذلك فإنها غير قادرة على الإنتقال عبر المشيمة من دم الأم إلى دم الجنين وذلك لأنه لا توجد مستقبلات لقطاع ال Fc التابع لل IgM في أغشية المشيمة. بهذا الأمر تختلف الأجسام المضادة من فئة IgM عن الأجسام المضادة من فئة IgG . لهذه الصفة أهمية بالغة أثناء الحمل، لأنّ فصيلة دم الجنين تُقرر وراثياً بحسب أليلات الأم والأب معاً. ولذلك قد تكون فصيلة دم الجنين A بينما فصيلة دم الأم B (، أي أنّ بلازما الدم عند الأم فيها anti-A ولو انتقلت هذه الأجسام المضادة إلى دم الجنين لسببت له أضراراً بالغة. لا يحصل ذلك، كما ذكرنا، لأنّ المشيمة لا تسمح بعبور الأجسام المضادة anti-A أو anti-B إلى جسم الجنين.
فصائل الدم حسب نظام Rh
إنّ فصائل ال ABO ليست بفصائل الدم الوحيدة ولكنها الأكثر أهمية في عمليات نقل الدم، تضاف إليها من حيث الأهمية فصيلة الدم Rh .
اتضح أنّه لدى معظم الناس تحتوي أغشية الخلايا الحمراء على أنتيجين معيّن يدعى ريزوس وباختصار Rh، ولذلك نقول بأن لدى هؤلاء الناس فصيلة Rh+ (هذا بالإضافة إلى فصيلتهم من حيث ال ABO ). أمّا الناس الذين لا تحتوي أغشية خلاياهم على أنتيجين ال Rh فلديهم فصيلة Rh- . بناء على ذلك، يمكن تقسيم الناس على النحو التالي من حيث فصائل الدم:
A+، B+ ، AB+ ، O+ ، A- ، B- ، AB- ، O-
إذا كانت فصيلة الشخص Rh+ فأنه لا يكوّن أجساماً مضادة ضد أنتيجين ال Rh ، لأنّ هذه المادة ذاتية بالنسبة له وجهازه المناعي لا يقوم برد فعل ضدها. أمّا إذا كانت فصيلة الشخص Rh- فإنّ جهازه المناعي قادر على تكوين أجسام مضادة ضد ال Rh.
بخلاف الأجسام المضادة anti-A و anti-B، فإن الأجسام المضادة من نوع anti-Rh لا توجد في بلازما الدم منذ الطفولة وإنما تتكون فقط في حالة دخول أنتيجينات ال Rh إلى الجسم. معنى ذلك، أنه إذا فحصنا شخصا فصيلة دمه Rh- ً ولم يحقن سابقاً بخلايا حمراء فيها أنتيجين ال Rh، لا نجد في بلازما دمه anti-Rh .
ألأجسام المضادة من نوع anti-Rh تنتمي إلى فئة IgG ولذلك فإنها تستطيع العبور أثناء الحمل من خلال المشيمة إلى دم الجنين فترتبط بخلاياه الحمراء وقد تسبب له أضراراً بالغة. قد يحصل ذلك إذا كانت فصيلة الأم Rh- وفصيلة الجنين Rh+، فأثناء الولادة قد تنتقل خلايا دم حمراء من الجنين إلى الأم ممّا يسبب رداً مناعياً عندها يتمثل بتكوين أجسام مضادة من نوع anti-Rh. هذه الأجسام المضادة سيكون لها تأثير على الجنين في الحمل الثاني والذي يليه، لذلك يجب منع تكوّن هذه الأجسام المضادة. وقد اتبعوا في السنوات السابقة حقن الأم بعد الولادة مباشرة بالأجسام المضادة anti-Rh ذاتها، وذلك لأن هذه الأجسام المضادة ترتبط بخلايا الدم الحمراء التي قد تكون انتقلت من الجنين إلى الأم وتؤدي إلى انحلالها ومنع تأثيرها على جهاز المناعة التابع للأم. أمّا اليوم، فيستعملون أيضاً أجساماً مضادة ضد الanti-Rh وذلك لتدميرها ومنع تأثيرها على خلايا الدم الحمراء عند الجنين.
عند نقل الدم، يجب احترام قواعد التطابق بين دم المتبرع ودم المتلقي .