علاقة الشيوعية و الصهيونية :
إن الممعن في دراسة طبيعة و خصائص و أهداف الحركتين الصهيونية و الشيوعية يلمس بوضوح العلاقة الوثيقة القائمة بين هاتين الحركتين ، و يبدو له بجلاء القاسم المشترك بينهما ، سواء في الخصائص أو في الأهداف؟
1ـ سيادة العالم : النقطة الأولى من نقاط الالتقاء بين الشيوعية و الصهيونية تبدو في نزعة السيادة على العالم و استغلاله و تسخيره لمصالحهما .
فالشيوعية تهدف إلى غزو العالم و السيطرة عليه
و قد كشفت الشيوعية عن هذا الغرض من ظهور بيان ماركس و أنجلز المشهور في تاريخ الشيوعية …
يقول ماركس : (أمامكم العالم و عليكم أن تكسبوه) .
كذلك طغت فكرة السيطرة على العالم منذ زمن بعيد على العقلية اليهودية و دونها اليهود في قوانينهم السرية ، لاعتقادهم بأنهم شعب الله المختار ، و أن بقية الناس قد خلقوا ليسخروا في خدمة بني إسرائيل؟
جاء في البروتوكول الخامس من بروتوكولات حكماء صهيون : (إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض . و قد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل ، و سنضع موضع الحكومات القائمة ماردا ً Monster يسمى إدارة الحكومة العليا Administration of) supergoverment) ، و ستمتد أيديه كالمخالب الطويلة المدى ، و تحت إمرته سيكون له نظام يستحيل معه أن يفشل في إخضاع كل الأقطار) .
2ـ نشر الإلحاد : يلاحظ القارئ أن علماء اليهود كذلك يعملون ما في وسعهم لهدم الأديان عن طريق استحداث المذاهب السياسية و الفكرية ؛ كالشيوعية و الوجودية و الماسونية و مذهب التطور و السريالية
و يقومون على دراسة علم الأديان المقارن لغاية نشر الإلحاد و نسف الإيمان من النفوس .
جاء في البروتوكول الرابع عشر: (و لهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان ؛ و إذ تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي أثمار ملحدين ، فلن يدخل هذا في موضوعنا ، و لكنه سيضرب مثلا ًللأجيال القادمة التي ستصغي إلى تعاليمنا على دين موسى الذي وكل إلينا بعقيدته الصارمة واجب إخضاع كل الأمم تحت أقدامنا) .
3ـ التوسل بالعنف : و الملاحظ ـ كذلك ـ أن الشيوعية تلتقي مع الصهيونية في التوسل بالعنف و القسوة و الوحشية لإقامة سلطانها؟
يقول ستالين : (إنكم لا تستطيعون الهرب من الكوارث الطبيعية كالزلازل و العواصف التي تقتل الملايين ، فتقبلونها صاغرين ، فكيف لا تقبلون عمليات التطهير التي تقوم بها السلطات الشيوعية للحفاظ على هذا المبدأ الذي سيقدم إليكم الخير …) .
كذلك يقول البروتوكول الصهيوني الأول : (يجب أن يكون شعارنا ((كل وسائل العنف و الخديعة)) أن القوة المحضة هي المنتصرة في السياسة ، و بخاصة إذا كانت مقنعة بالألمعية اللازمة لرجال الدولة ، يجب أن يكون العنف هو الأساس) ،
كما يقول البروتوكول السابع : (و بإيجاز ، من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوروبا ، سوف نبين قوتنا لواحدة منها ، متوسلين بجرائم العنف ؛ و ذلك هو ما يقال له حكم الإرهاب ، و إذا اتفقوا جميعا ً ضدنا ، فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأميركية أو الصينية أو اليابانية) .
4ـ التوسل بالخداع ، و بجميع الوسائل المناهضة للأخلاق :
و كما أن الشيوعية تبارك كل أنواع الخدع و الغش و الاحتيال في سبيل تحقيق المبادئ الشيوعية ،
يقول لينين :(يجب على المناضل الشيوعي أن يتمرس بشتى ضروب الخداع و الغش و التضليل ؛ فالكفاح من أجل الشيوعية يبارك كل وسيلة تحقق الشيوعية .
يجب أن يكون مفهوما ًأن الشيوعية غاية نبيلة ، و أن تحقيق الغاية النبيلة يتطلب في كثير من الأحيان استخدام وسائل غير نبيلة . و لهذا ، فإن الشيوعية تبارك شتى الوسائل المناهضة للأخلاق ما دامت هذه الوسائل تساعد على تحقيق أهدافنا الشيوعية).
كذلك تفعل الصهيونية حين تقول في البروتوكول الأول : (و يتحتم أن يكون ماكرا ًخدّاعا ًحكم تلك الحكومات التي تأبى أن تداس تيجانها تحت أقدام وكلاء قوة جديدة . إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير. و لذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة و الخديعة و الخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا) ،
و يقول الدكتور أوسكار ليفي : (نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم و مفسديه و محركي الفتن فيه و جلاديه) .
5ـ تعاطف الحركتين : إن التعاطف العقائدي بين الماركسية الدولية و الصهيونية العالمية ، و الذي تحول إلى تعاطف سياسي بين اليسار و إسرائيل هو من الأدلة التي تساق في هذا المجال أيضا ً…
هذا الكلام نحن لا نقوله افتئاتا ً، و إنما نقرر به أمرا ً بات يقينيا ً ، أكدته مئات الشواهد و المواقف القطعية :
فبتاريخ 22 حزيران 1964 أدلى الملحق العسكري السوفياتي في باريس لمراسل صحيفة (معاريف) بتصريح طويل نقتطف منه المقاطع التالية :
(لقد أعربنا عن تأييدنا لإسرائيل بالسلاح و العتاد و الرجال في أقسى ظروف الأمة الفلسطينية ، فما قدمناه و نقدمه للبلاد العربية من سلاح هو لأغراض دفاعية و لمكافحة الرجعية العربية فقط . و لا يمكن أن نسمح باستعماله للعدوان على إسرائيل ، فنحن نريد سلامة إسرائيل ، بل نعمل من أجل سلامتها … ثم هل تظنون أننا جاهلون لأهمية إسرائيل بالنسبة إلينا؟ و هل تظنوننا لا نعلم ما هو نوع الحكم الشيوعي السليم الذي تبنونه في إسرائيل بأيديكم؟
و هل من المعقول أن نكون طرفا ً في هدم التجربة الشيوعية التي حققتها إسرائيل؟ و هل تظنون أننا مهملون أهمية الوجود الإسرائيلي في الشرق الأوسط ، تلك المنطقة مهمة؟ اطمئنوا… اطمئنوا… إن الاتحاد السوفياتي مع إسرائيل ، و سيؤيدها اليوم و غدا ً كما أيدها و رعاها بالأمس . و نحن نرعى الشيوعية العربية لأن في ذلك تعزيزا ًلمصلحة إسرائيل أيضا ً؟؟) .
و بتاريخ الرابع عشر من شباط سنة 1965 نشرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية تصريحا ً للمستشار الأول في السفارة السوفياتية في إسرائيل نقتطف منه ما يلي:
(لم نقدم السلاح لبعض الدول العربية إلا بما يكفي لحاجات الدفاع لا الهجوم ، و على الشعب في إسرائيل أن يتذكر أن الاتحاد السوفياتي كان أول من دعا إلى حظر توريد السلاح إلى الشرق العربي عام 1957 ، و نحن مستعدون لحظر السلاح عن المنطقة العربية … و لكن حركات التحرير اليسارية في العالم العربي تحتاج إلى السلاح لتكافح الرجعية العربية و تقضي عليها و على كل من ساعدها . إن القضاء على الرجعية العربية سيزيل خطر العدوان العربي على إسرائيل ؛ لأن الأنظمة و الحركات التقدمية اليسارية في البلاد العربية لا تريد العدوان على إسرائيل…) .
و بتاريخ الخامس عشر من شباط من عام 1968 ألقى ألكسي كوسيغن خطابا ً في مدينة (مدينسك) السوفياتية جاء فيه :
(نحن لسنا أنصار حرب جديدة في الشرق الأوسط بل على العكس ، نريد سلاما ً مستقرا ً في المنطقة ، و هناك بعض الدول العربية تؤيد هذا الموقف . إننا نرفض تصفية إسرائيل ، بل نؤيد استمرار إسرائيل كدولة) .
6ـ شواهد أخرى : و لم يكن من قبيل المصادفة أن زعيم الشيوعية الأكبر و واضع أسسها هو الحبر الأعظم (كارل ماركس) اليهودي المتعصب؟
و أن أنصار الشيوعية في العالم معظمهم أنصار الصهيونية …
و أن المجلس الذي حكم روسيا بعد الثورة الشيوعية عام 1917 ، كان بينهم ستة يهود من أصل عشرة أعضاء …
و أن صهر (ستالين) (بريا) الذي كان رئيسا ًللشرطة السرية ، و ( شفرنك) رئيس جلسات مجلس السوفيات الأعلى ، و (البا أهرنبرج) لسان حال الكرملين و داعيته المشهور ، كلهم يهود؟
و إذا أضفنا إلى ذلك ما نشرته مجلة (أفريكان هيبرو) في عددها الصادر يوم 10 سبتمبر عام 1920 ، و هي من كبرى المجلات اليهودية :
(إن الثورة الشيوعية في روسيا كانت من تصميم اليهود ، و أنها قامت نتيجة لتدبير اليهود الذين يهدفون إلى خلق نظام جديد للعالم ، و أن ما تحقق في روسيا كان بفضل العقلية اليهودية التي خلقت الشيوعية في العالم ، و نتيجة لتدبير اليهود ، و لسوف تعم الشيوعية العالم بسواعدهم) .
يتأكد لنا بما لا يحتمل الشك أن الشيوعية ربيبة الصهيونية العالمية ،
و هذا ما نطقت به فقرة من فقرات البروتوكول الثالث لحكماء صهيون ، حيث تقول :
(إننا نقصد أن نظهر كما لو كنا المحررين للعمال ، جئنا لنحررهم من هذا الظلم ، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من الفوضويين و الشيوعين . و نحن على الدوام نتبنى الشيوعية و نحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعا ً لمبدأ الأخوة و المصلحة العامة للإنسانية ، و هذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية…) .