حل درس إنكار المشركين البعث
صفحة رقم 12
أ:
1:ان يأتو بالقران كامل
2:ان ياتو بعشر سور من القران
3:الاتيان بسورة واحدة
ب:لان القران ليس بكلام البشرانما هو من عند الله عزوجل
2:
أ:1:حرف الواو
ب:لا يجوز
اتمنا ان تكون اسفتو
حل درس إنكار المشركين البعث
2-لان الله هو العدل الذي لا يظلم عنده احد.
وبـالتوفيق=)…..
لو سمحتوو . بغيـت حل درس إنكار المشركين للبعث . ص 76 ليييين 79 ..
بلييييز بلييييييييز
…
اتريااااااااااااكم …
^^"
تفضلوا الحل ^^
الدرس الثالث سورة ق (1)
صفحة 37
– ابتداء الخلق، البعث، النشور، والمعاد، والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.
صفحة 38
(1)
أ –
* الإتيان بمثل القرآن.
* الإتيان بعشر سور مثل الذي في القرآن
* الإتيان بسورة مثل الذي في القرآن
ب- يدل على حقيقة أن القرآن من عند الله تعالى وإنه ليس كلام البشر.
(2)
أ –
– أداة القسم: حرف الواو
– المقسم به : القرآن المجيد:
– ( أن جاءهم منذر منهم (
صفحة 39
ب- لا يجوز للمسلم أن يقسم بكلام الله تعالى
أفكر:
– يفيد التأكيد .. أي قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم إذا ماتوا، ومع هذا العلم عند الله تعالى اللوح المحفوظ الذي يحصي تفصيل كل شيء.
(3) عدد أوراق الشجر المتساقط
(4) عدد حبات المطر
(5) عدد ما يدب على الأرض من مخلوقات
استنتج:
– منهم أي من البشر – يعرفون نسبه – يعلمون صدقه
– النذير: الذي بأتي بالخبر المخوف. البشير: الذي يأتي بالخبر السار
– لأنهم استغربوا من كون الرسول صلى الله عليه وسلم من جنسهم يمكنه التلقي منهم ويعرفون أحواله وصدقه.
صفحة 40
أبرهن:
– قال تعالى ( ضرب لنا مثلاً ونسي خلفه ) العاقل يدرك بأن من قدر على الابتداء قادر على الإعادة، وإنه لو كان عاجزاً لكان على الابتداء أعجز.
– المؤمن يعتبر الحياة دار عبور للداء الآخرة. أما الكافر يعتبر الحياة الدنيا دار مقر ولا حياة بعد الموت.
أبين:
– يقصد بكلمة ( الحق ) القرآن الكريم.
– تارة يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ساحر وتارة يقولون شاعر، وكاهن، وقالوا عن القرآن إنه سحر أو شعر أو أساطير الآولين.
صفحة 42
أنشطة الطالب:
أعلل:
(1) لاشتمالها على أمور مهمة مثل ابتداء الخلق والبعث والنشور والمعاد وغيرها.
(2) للتنبيه على إعجاز القرآن وللإشارة إلى أن القرآن منظوم من أمثال لهذه الحروف الهجائية.
أفسر:
الكافرون لم يؤمنوا بأن الرسول صادق يبلغ القرآن عن ربه فيه أمر البعث والحساب والجزاء ولكن الجاحدين قابلوا هذا الحق بالإنكار.
أصف:
– القرآن الكريم: زعموا أن القرآن سحر وأنه شعر وأنه أساطير الأولين.
صفحة 43
– الرسول صلى الله عليه وسلم: قالوا عنه ساحر وكاهن ومجنون.
أقارن:
أوجه التشابه: جميع الكتب السماوية من الله تعالى وفيها دعوة لعبادته وحدة وتدعو إلى مكارم الأخلاق.
أوجه الاختلاف: القرآن نزل للناس كافة وبقية الكتب السماوية نزلت لقوم معينين، والقرآن الكريم تناول جميع أمور الحياة أما بقية الكتب فقد تناولت أمور معينة فقط. القرآن الكريم معجز الكتب السماوية السابقة غير معجزة.
أدلل:
– قال تعالى ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ (
– قال تعالى ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج(
ربي يوفقكمـ
استنتج
1- الكفار – التهكم على سبيلالاستهزاء والتكذيب بالبعث وليس طلبا للاجابة
2- (وما ينظرون إلا صيحة واحدةتاخذهم وهم يخصمون )
3- بالنفخة الاولى
4- ذلك لان كل شيء عند الله تعالىبمقدار وكل امر مرهون بوقته المحدد وإنما تقع الامور في مواعيدها وفق حكمة اللهالأزلية التي تضع كل شيء في مكانه
اتدبر
1-يأتي فجأة
2- لايستطيعون التوصية أو الرجوع إلى الاهل والمنازل لأن الامر أسرع من أي تصرف يصدرمنهمأتأمل
1- مسرعين من القبور
2- (ياويلنا )
3- (ما وعدالرحمن وصدق المرسلون )
4- أن الاولى : تبين انكار الكفار وعد الله بقيام الساعةفي حياتهم – والثانية : تصف حال الكفار حينما يرون تحقق الوعد الذي انكروه
5- طاعة الله تعالى باتباع اوامره واجتناب نواهيه واتباع سنة النبي صلى الله عليهوسلم
اتلوا واجب
1- مشهد الحشر عند جمع الخلائق للحساب
2- حسابعادل من الله تعالىاتامل واجب
1-
1- ( سلام قولا من رب رحيم )
2- ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون )
3- (ان اصحاب الجنة اليوم في شغلفاكهون )
4- ( هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون )
2- الدنيادار عبادة واجتهاد للفوز بالجنة التي لا عمل ولا اجتهاد فيها عند دخولها
3- 1- خطا = لان الجنة سلام من الاذى والهم والحزن والالم
2- صح
3- خطا = لانالجنة سلام من الاذى والهم والحزن والالم
انشطة الطالب
النشاطالاول
1- نعيم دائم مع الاهل تحت ظلال الجنة وفيها كل ما يخطر ببالالانسان….
2- حرية الطالب في الكتابة
3- 1- الآية (54)
2- الآية (57-58)
النشاط الثاني
1- الاولى : (الصعقة ) موت كل الخلائق
-الثانية : ( البعث ) يبعث جميع الخلائق للحساب
2-
* الكفر والضلالوالانكار والتكذيب
* العجز في مكانهم
* الحسرة والندامةالنشاطالثالث
1- لقيام الساعة فجأة عليهم
2- لأن الله عادل لا يظلم أحد شيئا
يزاكم الله خير *
موفقين ..
قال تعالى (( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين*ماينْظُرُونَ إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون *فلا يستطيعون توصيةولا إلى أهلهم يَرْجِعُون*ونفخ في الصورِ فإذا هم من الاجداث إلىرَبِهِم ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مًرْقَدِنا هذا ما وعدالرًحْمَن وصدق المُرْسَلُون *إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينامُحْضَرُون * فاليوم لاتظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون * إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكؤون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رًبٍ رَحِيم))
بارك الله فيج يالغلا,,
ما قصرتي..
بارك الله فيج
ممكن تقرير عن الدرس الخامس ..
"المنهج القرآني فــي محآجآة المشركين "
بلـــــــــــيز ضروووري يوم الأحد آخر يوم تسليم النشآط
اتمنــى تسآعدوني
والله حرآم عليكم
الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده ليكون للعالمين نذيراً، وجعل معجزة الرسالة الخاتمة (القرآن) معجزة عقلية برهانية بيانية، وعرفانية في الوقت نفسه، خالدة ممتدة، مستمرة الإعجاز والإقناع، مجردة عن حدود الزمان والمكان، مخاطبة لعقل الإنسان، متميزة عن سائر معجزات النبوة التاريخية، التي جاءت مجسَّدَة بفعل بشري خارق للعادة، مرتبطة بأشخاص الأنبياء، مؤقتة بوجودهم، الأمر الذي يشير إلى أن النبوات السابقة كانت خاصـة بأقوام بعينهم، وأزمـان بذاتها، وأن الإيمان بالنبوة والمعجزة ممن لم يعاصرها ويشهدها هو نوع من الإيمان بالغيب، من بعض الوجوه، وفي ذلك حكمة بالغة.
ذلك أن الإنسان في تطور حياته وأطواره، منذ النبوة الأولى، وحتى الرسالة الخاتمة، حيث بلغت البشرية طور الرشد العقلي، كان يتطلب معجزات حسية مجسدة، ميسرة الإدراك؛ لأن الانتقال من التجسيد إلى التجريد، ومن الذات إلى القيمة، ومن الفعل المجسد المنظور الملموس إلى المنهج المدرك، يتطلب رشداً بشرياً، وتفكراً وتفكيراً، وقدرة على الملاحظة والمقارنة والمقايسة والاستدلال والبرهان، لتجاوز الصورة إلى الحقيقة، واختيار الصواب للوصول للتي هي أقوم، قال تعالى: ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْءانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ ُ)) (الإسراء:9).
فالقرآن معجزة الرسالة الخاتمة، هو معجزة عقلية فكرية برهانية بيانية – كما أسلفنا – لذلك كانت إحدى التحديات والعظات: الدعوة إلى التفكير والتفكر المجرد، والنظر، للوصول إلى الحقيقة: ((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ )) (سبأ:46)، وبذلك كان القرآن معجزة خالدة تخاطب عقل الإنسان، أينما كان ومتى كان، ومن هنا أدرك الشاعر هذا المعنى عندما قال:
جاء النبيون بالآيات فانصرمت وجئتنا بحكيم غير منصرم
والصلاة والسلام على الذي أوتي جوامع الكلم، وكان محلاً لتلقي القرآن، قال تعالى: (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً )) (المزمل:5)، فكان بذلك إمام البيان وترجمان القرآن، وحسبنا قولة السيدة عائشة رضي الله عنها: "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ" (أخرجه الإمام أحمد)، الذي أيده ربه بالكثير من المعجزات الحسية المجسدة، التي تجلت لأنظار البشر، كسائر الأنبياء السابقين، إلى جانب معجزة القرآن، لتكون دليلاً على نبوته في بناء القاعدة البشرية الأولى، لكن ذلك جميعه لم يعتبر من المعجزات الخالدة الممتدة على الزمان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته.
ولقد أكد عـليه الصلاة والسلام هذا المعنى للمعجزة بقوله: "مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ" (أخرجه البخاري).
وبعد:
فهذا كتاب الأمة الخامس والتسعون: "أساليب الإقناع في القرآن الكريم" للدكتور معتصم بابكر مصطفى، في سلسلة الكتب التي يصدرها مركز البحوث والدراسات في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، في محاولة لاسترداد دور القيم، في الكتاب والسنة، والانطلاق منها في الحوار الحضاري والمجاهدة الفكرية وصياغة حياة الناس وإعادة تشكيلهم الثقافي، وتحقيق الخلود واستمرار العطاء، الذي يعتبر من أخص خصائص الرسالة الخاتمة والمعجزة الخالدة، وامتلاك القدرة على الإنتاج، مستهدين في ذلك بمنهج السيرة النبوية في تعاملها مع القرآن، التي جسدت قيم الوحي في واقع الناس، وأقامت البناء من خلال عزمات البشر، ومستصحبين للتاريخ والتراث الإسلامي بكل غناه وعبره وتجاربه.
ذلك أن الإشكالية -فيما نرى- تتمثل في عدم القدرة علىتحديد موقع التأسي وكيفيات التنـزيل القرآني على واقع الناس من خلال مسيرة السيرة الطويلة، مع تقلب الظروف وتطور الإمكانات المختلفة، وامتلاك القدرة على وضع الحاضر بكل مكوناته وإمكاناته في الموقع المناسب، الذي يشكل محل الاقتداء في هذه المرحلة وتلك الإمكانات من مسيرة السيرة، والاجتهاد في اختيار الحكم المناسب، والاهتداء بالسيرة لتنـزيل الآيات القرآنية على واقع الناس، من خلال استطاعاتهم، وبيان حدود التكليف، وإدراك مواصفات الخطاب القرآني، وتوفر شروط محل التكليف، والقدرة على التمييز يبن التنـزيل المشار إليه المنوط بتوفر الاستطاعة، وبين الإسقاط الخطير للآيات والأحاديث على واقع لم تتوفر له الشروط المطلوبة للتكليف.
هذا من جانب، ومن جانب آخر نعتقد أنه لا بد من إزالة الالتباس بين اجتهادات البشر ونصوص الوحي، ذلك أن الاجتهادات مع أنها من عطاء الوحي إلا أن ذلك لا يمنحها القدسية والعصمة التي تجعلها محلاً للاقتداء والتأسي والتنـزيل، وإنما تبقيها محلاً للعبرة والعظة والتجربة.. فالمشكلة تكمن في الخلط بين قول الشارع في الكتاب والسنة وفهم الشارح في التراث؛ الخلط بين الذات والقيمة، والنكوص عن التجريد، الذي يعتبر محور المعجزة القرآنية والذي يعني أهلية الرشد، إلى التجسيد الذي يمثل مرحلة الانتكاس والطفولة العقلية.
ولعل اعتماد القرآن ليكون معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم أو معجزة الرسالة الخاتمة دون سائر المعجزات المادية المجسدة، التي اشترك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مع سـائر الأنبياء من قبله، ولمّا نراها نحن، وإنما نؤمن بها إيماننا بالغيب عن طريق الخبر الصادق، يعتبر ذا دلالات متعددة في هذا الموضوع.
فالتجريد الذي تميزت به معجزة الرسالة الخاتمة (القرآن) هو نوع من التخصيب الذهـني والنمو العقلي، الذي يعتبر من أعلى مراتب العقل، كما يعني – فيما يعني – القدرة الذهنية والفكرية على النظر من خلاله إلى الأشياء المجسدة والواقعة، ومعايرتها، وامتلاك القدرة على تقويمها، فالتجريد قيمة ومعيار ممتد، والتجسيد تجلٍ وذات تشكل حيزاً في الزمان والمكان.. وبذلك فالتجريد خالد، محله الإنسان العاقل المكلف.
والقرآن، المعجزة المجردة، أول ما يخاطب العقل ويرتقي به لأعلى مراتبه، ويدعوه للاستعمال والتشغيل والتفكر، ليصل إلى القناعة، ويصبح قادراً على التمييز والمقايسة والاستنتاج والمقارنة، وهي من أهم أدوات الإقناع، قال تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ)) (سبأ:46)، فالقناعة تأتي ثمرة للدليل والبرهان المتولد من النظر.
ولم يكتف القرآن بمخاطبة العقل، وإنما وضع الإنسان، بكل حواسه ووعيه، في المناخ العلمي، ولفت نظره إلى الأشياء من حوله، ودعاه إلى التأمل والنظر فيها، للوصول إلى اكتشاف السنة والقانون الذي ينتظمها؛ ولم يقتصر على ذلك، بل درّبه أيضاً على آليات وكيفيات النظر في الآيات، واستنتاج القانون، الذي هو طريق الوصول إلى الحق: ((سَنُرِيهِمْ آياتنا فِي الآْفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )) (فصلت:53)، فميدان النظر الفسيح الذي فتحه القرآن أمام الإنسان هي آيات الآفاق والكون، بكل أبعاده وكل ما فيه، وآيات الأنفس بكل أغوارها وكل طواياها، ومنحه الأبجديات لهذا النظر وهذه القراءة: ((وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا)) (البقرة:31).. فقوانين الأشياء والأفلاك والعلوم الطبيعية مطردة، وليست عبثية، وكذلك قوانين العلوم الاجتماعية والإنسانية، فهي ميادين فسيحة للنظر والاعتبار واكتشاف السنن.
ولعل دعوة القرآن إلى النظر في قوانين الأشياء والآفاق والأكوان كمرحلة أولى تقع تحت الحواس، هي السبيل لإدراك قوانين الأفكار والاجتماع والإنسان، ومن هنا قُدِّمت رؤية آيات الآفاق في الآية على رؤيتها في الأنفس، لتكون أحد السبل للوصول إليها؛ وهي في النهاية قوانين واحدة منسجمة ومتوازية، مبرأة من الارتطام والاصطدام، الأمر الذي يؤكد أن مصدرها واحد، هو الحق المطلق، سبحانه وتعالى، وبذلك تصبح هذه الحقيقة: الإيمان بالله واجب الوجود من الناحية العقلية.
وبالإمكان القول هنا: بأن القرآن الذي كان البوصلة والدليل والمحرك لعقل الإنسان، كان محور هذا التراث الفكري العظيم، وهذا الإنتاج الثقافي والعلمي والعقلي على مدى خمسة عشر قرناً؛ فكل الإنتاج المعرفي تمحور حول القرآن، وارتكز إلى القرآن، وانطلق من مرجعية القرآن، وتحرك في جميع المجالات في مناخ القرآن، بما في ذلك الإنتاج العلمي التجريبي، الذي يأتي ثمرة النظرة العلمية لعالم الأشياء والأكوان، واكتشاف نواميسها، وكل يوم يتكشف جديد يزيد اليقين والقناعة بما يمنحه القرآن من رؤية، وكل يوم تدافع سنة بسنة وقدر بقدر، وتتقدم الرحلة العلمية بالدفع القرآني لعقل الإنسان، والدفق الإنساني في حواسه ومشاعره.
بل قد نقول أيضاً: بأن الجدلية المعرفية، التي تعتبر المحرك الأساس لعملية الكشف العلمي، كانت وليدة طبيعية للمعجزة المجردة (القرآن)، وتحريضها الذهني، سواء كانت دفاعاً عن القرآن وبياناً لمعطياته أو دفعاً لحقائقه ورؤيته.. فالقرآن هو المحرك الذهني الذي ينظم المعادلات العقلية في كل الأحوال؛ ولعل هذه الجدلية هي التي أدت إلى وفرة الإنتاج الثقافي عموماً.
فالمعجزة المجردة (القرآن) لم تأت لتشل الطاقة وتوقع الإنسان في العجز عن الفعل، وتلغي العزيمة، وتعطل القدرة الذهنية، وتطفئ الفاعلية، وتؤدي إلى الاستنقاع الاجتماعي والجمود الذهني والعقلي والاستسلام، والانتهاء إلى الجبرية الذهنية، وهذا منحى جدير بالتأمل، بل كانت سبباً في استنفار العقل، وتشغيل الحواس، وتحريك القوى الفاعلة بالإنسان، وتفجير الطاقات الكامنة فيه، وبناء القناعة العقلية، والوصول إلى الصواب، ولفت النظر إلى ما يمتلك من مؤهلات انطوى فيها الكون كله:
وتحسب أنك جُرْمٌ صغيرٌ وفيك انطوى العالَم ُالأكبر
هذا الانطواء للعالم الأكبر في الذات البشرية يعني أن القرآن دعا الإنسان للتعرف على طاقاته الهائلة، المتجددة وغير المحدودة، التي تسع العالم الأكبر، ومن ثم ينطلق بكل ما يمتلك لتحقيق خلافته في هذا العالم، ويتعرف إلى مكنوناته، وينظر في طواياه وخباياه وما ينطوي عليه، حتى يكون قادراً على تعميره والقدرة على تسخيره.
لقد كانت معجزة القرآن، وما تزال إلى يوم الدين، محرضاً علمياً وثقافياً ومعرفياً، ولئن عجز الناس عن الإتيان بمثله فإنهم لم يعجزوا عن تحقيق مدلولاته وإدراك مقاصده، وتجسيد قيمه، من خلال عزمات البشر، فهو معجزة استنفرت العقل البشري، لا للإتيان بمثلها وإنما للارتقاء بها وتحقيق دلالاتها في النفس والمجتمع والكون.
لقد كانت محاولة محاكاة هذه المعجزة، والتحرك من خلال نضحها وعطائها، والقدرة على تجسيدها، وتوليد مقاصدها، واستنباط عطائها في كل عصر، سبيل حياة الأمة المسلمة، وامتدادها، وصمودها، ومناعتها، وأكثر من ذلك كانت السبيل لمعاودة نهوضها من كبواتها، قال تعالى: ((فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) (الزخرف:43).
لقد جعل القرآن التفكير مفتاح الاستدلال والعلم، وتشكيل القناعة، وإدراك حقائق الدين ووحيه؛ والاجتهاد عبادة مأجورة، أصاب الإنسان أم أخطأ.. جعل التفكير فريضة قرآنية، ورفض التعليم بالتلقين، والاعتقاد بالتقليد، واعتبر إيمان المقلد لا يجوز ولا يعفي صاحبه من المسؤولية، وجعل خير الناس من تعلم القرآن وعلمه، قال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" (أخرجه البخاري)، فتعلم القرآن وتعليمه هو وضع الإنسـان على الجادة للتحرك في تحقيق المكتسبات العلمية أو المعرفية.. والتعليم والتعلم تفكر وتدريب على التفكير، وهو غير الحفظ والاستظهار والتلقين، الذي يشيع في الواقع الإسلامي.
وقد تكون الإشكالية اليوم في: أن التعامل مع القرآن لم يتحقق بالمقاصد المطلوبة ويحقق العبرة والحذر، حيث بدأت علل التدين من الأمم السابقة، التي أصيبت بالتعامل مع كتابها، تتسرب إلى الأمة الإسلامية، أولئك الذين قال الله عنهم: ((وَمِنْهُمْ أُمّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ )) (البقرة:78) أي إلا تلاوة وترتيلاً، قال ابن تيمية رحمه الله، عن ابن عباس وقتاده، في قوله: ((وَمِنْهُمْ أُمّيُّونَ)) أي غير عارفين بمعاني الكتاب، يعلمونـها حفظاً وقراءة بلا فهم، لا يدرون ما فيها؛ و ((إِلاَّ أَمَانِيَّ)) أي تلاوة، لا يعلمـون فقـه الكتاب، وإنما يقتصرون على ما يتلى عليهم.. فكيف والحالة الذهنية هذه يمكن أن يحرك القرآن سواكن القلوب ورواكد العقول؟
ولولا قابلية الإصابة واحتمالاتها الكبيرة لما حذر الله منها، ذلك أن كثيراً من المسلمين اليوم يعتبرون مجرد حفظ القرآن وتحفيظه مدعاة للخيرية الواردة في الحديث: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".. وعلى ما في الحفظ والتحفيظ من الخير والعطاء والثواب وبناء العقل واستقامة اللسان، لكن كمال الأمر لا يتحقق إلا بالتدبر والتفكر والتفكير، واسترداد الفاعلية، وتأهيل الإنسان قرآنياً لبناء الحضارة الراشدة والحياة السعيدة الطيبة، والاهتداء للتي هي أقوم، فالإنسان ليس ذاكرة فقط، ليس شريط تسجيل (أو كاسيت)، ولذلك قال بعض السلف: لقد نزل القرآن ليُعمل به، فجعل بعض الناس من حفظه وتلاوته (فقط) عملاً. ولابد من الاعتراف، مع شديد الأسى، أن الكثير من علل التدين تسربت إلى المسلمين عملياً، على مستوى الذات، وما ذلك إلا لتوفر القابليات وغياب الحذر المطلوب.
ولقد ساعد على ذلك الحال الخللُ في مناهج وطرائق التربية وآليات التلقي والتعامل مع القرآن، الأمر الذي أدى للوصول إلى الحالة التي عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم "بذهاب العلم" حتى مع وجود الشهادات والإجازات والحفاظ.
ولعل فيما يذكره ابن كثير، رحمه الله، عند تفسير الآية الثالثة والستين في سورة المائدة في الجدال الذي وقع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه زياد بن لبيد، مؤشراً دقيقاً على بعض ما صرنا إليه مع كتاب الله.
فقد أخرج الإمام أحمد، رحمه الله تعالى، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: "ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا فَقَالَ: وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ لا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ ؟" (الحديث أخرجه أحمد في مسنده، وأخرجه ابن ماجه في سننه عن زياد بن لبيد في كتاب الفتـن، وأخرجه الترمذي في سـننه في باب ما جاء في ذهاب العلم، وقال: حديث حسن غريب).
وحيث إن المعجزة القرآنية تتمتع بهذه الخصائص والصفات في التغيير للواقع والهداية التي هي أقوم، لذلك فإن استهداف القرآن وعزله عن حياة الأمـة مستمر بوسائل شتى، منذ الجاهلية الأولى: ((لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـذَا الْقُرْءانِ وَالْغَوْاْ فِيهِ)) (فصلت:26) إلى ما انتهت إليه الوجهة التعليمية في معظم بلاد المسلمين، ومنذ زمن، التي تبدو وكأنها ترتكز على إفساد السليقة، واستبدال اللغة، وتغيير الحرف العربي في لغات الشعوب المسلمة، لإقامة الحواجز بين الأمة وتراثها المتأتي من عطاء القرآن، وإسقاط الاهتمام بعلوم اللغة العربية، مفتاح فهم القرآن، ومن ثم إفساد التذوق، وإفساد التلقي، والقضاء على أمل التغيير والارتقاء.
وقد تكون الإشـكالية أن بعض معاول الهدم تتأتى من الذات قبل (الآخر)؛ لأنـها لو جاءت واضحة من (الآخر) لحققت خيراً ((لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ)) (النور:11)، لأنها تستنفر الأمة، وتصنع التحدي، وتمكِّن من الاستجابة والمواجهة.
لقد كان من الطبيعي، والطبيعي جداً، أن يتمركز الاستهداف حول القرآن للوصول بالمسلمين إلى حالة الهجر، التي حذر الله منها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم: (( وَقَالَ الرَّسُولُ يا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواْ هَذَا الْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً)) (الفرقان:30)، وهذا الهجر من الجرائم الفكرية الكبيرة التي أشار إليها القرآن في الآية التالية لهذه الآية مباشرة: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)) (الفرقان:31).
والهجر المقصود هنا ليس في عدم التلاوة والحفظ فقط، فهذا قد يكون قائماً ومستمراً، وإنما الهجر في غياب التدبر، وإقصاء القرآن عن حياة الأمة، والتوهين، وصناعة القابليات لمرور ثقافة وحضارة ومعايير (الآخر).
ولعل مدلول قولـه تعالى: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) يعني من بعض الوجوه، أن القرآن باق ومستمر ومحفوظ بحفظ الله، وأن الجهود لا بد أن تـتركز حول التدبر والتفكر، وما يمنحه ذلك من عطاءات ثقافية وحضارية وعلمية ومعرفية تجعل من الأمة شاهدة على الناس بجدارة علم وثقافة وخلق، وليست بادعاء.
نعاود القول: بأن الله حذرنا من علل التدين، ومنها ممارسة كهانات رجال الدين، الذين حاولوا احتكار المعرفة والنطق باسم الله، واحتكار حمل الكتاب المقدس، واستغلوا الدين لتحقيق التسلط على الناس، قال تعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّواضِعِهِ وَنَسُواْ حَظَّا مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) (المائدة:13)، وقال: ((…وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ…)) (المائدة:41)، وقال: ((إِنَّ كَثِيراً مّنَ الأْحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَـاطِلِ…)) (التوبة:34).
والمتأمل في أبعاد وآفاق هذه الآيات وواقع المسلمين ينتابه ذعر وخوف شديد، على الحال التي نحن عليها، وخاصة عندما يرى علل التدين تتقدم صوب الأمة المسلمة، بل صوب بعض نخبها.
إن ظهور الكهانات في الداخـل الإسلامي، بمعظم مواصفاتها، لا شك أنه أصـبح يشكل علة خطيـرة من علل التدين، ذلك أن رجال الدين، أو حملة الكتاب المقدس، الناطقين باسم الله في تاريخ التدين، كانوا أخطر على الأمة والحضارة والدين من أعدائه.. صحيح أنه في الإسلام لا توجد طبقة رجال دين، وإنما يوجد علماء ومتخصصون في العلوم الإسلامية، وأنهم جميعاً، مهما بلغوا، يجري عليهم الخطأ والصواب وعدم العصمة، وأن المعجزة القرآنية المجردة فصلت القيمة عن الذات، وجعلت القيمة هي المعيار للذات، كائنة من كانت، فالرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال، وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
لكن ملامح نذر الخطر المخيفة في بعض صور التدين الإسلامي، وليس في قيم الدين، أصبحت لا تخطئها العين، حيث يقترب واقع التدين في بعض جوانبه ومؤسساته عملياً من طبقة رجال الدين والأكليروس، ويبتعد عن ميدان العلم المتخصص؛ ولا نستغرب أن نرى من يعتلي المنابر ويتحدث باسم الدين من قد لا يكون له نصيب من كسب العلوم الإسلامية اللهم إلا الانتساب لبعض التنظيمات الإسلامية.. هذا الانتساب جعله يعطي نفسه حق القول في الدين والثقافة الإسـلامية والإعجاز العـلمي، وقد يكون متخصصاً في شعب معرفية تمثل فروضاً كفائية المجتمع بأشد الحاجة إليها(!) فهجره لاختصاصه وتحولـه إلى غير اختصاصه يترتب عليه خلل، وآثاره خطيرة على جمـيع الأصعـدة، ليس أقلها تفريـغ موقعه الذي غادره وإتاحة الفرصة لامتداد (الآخر)، وتعطيل عطاء موضعه الذي انتهى إليه دون أن يفقهه.
فالتحريف الذي أشار إليه تعالى في قوله: ((يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَواضِعِهِ)) في أصله حذف لبعض الألفاظ وإبدالها بغيرها ليتغير تبعاً لذلك المعنى والحكم والتكليف.. والنسيان الذي أشار إليه قوله تعالى: ((وَنَسُواْ حَظَّا مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ)) إسقاط لبعض آيات وأحكام الكتاب بشكل متعمد، على الرغم من معرفته والتذكير به.
والخطورة تكمن اليوم في تطور التحريف من صورته الساذجة تلك، التي قد تكون مكشوفة، وهي حذف بعض الألفاظ أو إبدالها ليتغير تبعاً لذلك المعنى والتكليف، بحيث يتاح المجال لممارسة الابتزاز والاستغلال، إلى نوع متقدم، وهو الخروج بالمعنى عما وضع له اللفظ (التأويل)، والتفسير والتأويل الذي يمارسه فقهاء السلطان والاستبداد السياسي أو الظلم الاجتماعي ليوافق المطلوب، ويشكل مسوغاً شرعياً لممارسات غير شرعية؛ فبدل أن نكيف سلوكناً مع القرآن نكيف آيات القرآن ونطوعها ونفسرها على هوانا لتسويغ سلوكنا! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ" (الأربعين النووية) لا ماجئت تبعاً لهواه.
وليس هذا فقط، وإنما محاولات التبعيض والحذف والانتقاص والانتقاء في مناهج التربية والتعليم والإعلام والوعظ والإرشاد، الأمر الذي ينتهي بنا إلى أقصى مراحل الخزي، التي حذر الله منها بقوله: (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَـابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدّ الّعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) (البقرة:85)، وقال تعالى: ((وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)) (المائدة:49).
أفلا يسـتدعي الأمر أن يُنظر في أسـباب الخزي الذي نعاني منه؟ ألا يستدعي الأمر أن ندرك أن آية: (( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) (التوبة:34)، جاءت بعد قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مّنَ الأْحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَـاطِلِ…)) فنأخذ حذرنا، ونعتبر بغيرنا، ونحاصر الكهانات التي تتسرب إلينا؟
فالقرآن شفاء للعلل والإصابات، وتصويب للعقل والفكر، ومعالجة لفساد الرأي والجنوح، وليس للرقية فقط، والتحول به من المدائن والأحياء إلى المقابر، والقراءة المبتدعة على الأموات.
وقد تكون المشكلة أن فساد العلماء (رجال الدين) أشد خطورة على الأمة من فساد الحكام، لذلك قال بعض الحكماء: من فسدت بطانته… كان كالغاص بالماء.. شر البلاد بلاد لا أمان بها، وشر الملوك من خافه البريء.. ذلك أن فساد بعض الحكام، الذي قد يؤدي إلى انفصال السلطان عن القرآن، جعل الأمة تاريخياً منحازة إلى القرآن، وبذلك ضمان الاستمرار؛ فالأمة أقوى من الدولة، والعقيدة أبقى من السياسة؛ أما إذا فسد العلماء أو اعتلى منابرهم من غير المؤهلين، فإلى قيادة مَنْ تنحاز الأمة؟!
إن فسـاد العلـماء، وإفسادهم بالمال أو بالجـاه أو بالسـلطان أو الرئاسات – وقد قال بعض العارفين: آخر ما يخرج من قلوب الأولياء حسب الرئاسة- يعتبر من أخطر علل التدين على حياة الأمة: ((يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مّنَ الأْحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَـاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ …)) (التوبة:34)، إلا أننا مطمئنون إلى أن قيم الدين المتمثلة في معجزته الخالدة تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد.. فمعجزة الإسلام ليست متجسدة في شخص، أو جماعة، أو هيئة، أو إنسان، أو رجل، مهما كبر، وإنما هي معجزة مجردة ممتدة على الزمان والمكان والإنسان.. ومن التجريد يتأكد الخلود والقدرة على التوليد، ومن التجسيد كان التوقيت والانقضاء.. والخلود يعني تجاوز مرحلة التجسيد بالزمان والمكان والأشخاص، وامتداد المتجرد أو المجرد كقيمة حتى يوم القيامة.
ولعل من المفيد هنا أن نذكر بأن القرآن الكريم في دعوته للإنسان، وإقناعه بالحقائق المطلقة، بالنسبة لرؤيته في الكون والحياة والإنسان، انتهى به إلى الإيمان بالله واجب الوجود عقلاً "وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد" ذلك أن عطاء هذا الإيمان هو الذي يمثل الخلاص والتحرر من كل أنواع التسلط والعبودية.
لقد خاطب القرآن قوى الوعي كلها في الإنسان؛ خاطب العقل وحرضه على النظر والتفكير -كما أسلفنا- ودربه على بعض المعادلات الفكرية.
واستخدم الأدلة البرهانية، وأجاب في خطابه للإنسان عن الأسئلة الكبرى المؤرقة له، والذي لا يمتلك العقل أدوات التوصل إليها والإجابة عنها.
استخدم البرهان والاستدلال والمقايسة والمقارنة. وقد لا نكون بحاجة لإيراد الأمثلة، فكلمة: ((فَاعْتَبِرُواْ )) ، و((انظُرُواْ))، و((لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ))، و((لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))، واعتبار إيقاظ الوعي والتفكير سبيل الإيمان، أكثر من أن تحصى في القرآن.
كما استخدم القصة لتحقيق العبرة: ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأّوْلِي الألْبَـابِ)) (يوسف:111).
واستخدم التاريخ، ليلفت النظر إلى سنن السقوط والنهوض واطرادها.
وملَّك الإنسان حقائق علمية يقينية، كما ملكه القابليات والأدوات للنظر، وقال له: انطلق في الأرض وانظر: ((فَسِيرُواْ فِي الأْرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ)) (آل عمران:137).
واستخدم المثل، وخاطب النفس من الداخل وعرض تقلباتها المتنوعة، وأثار الخواطر وسبر أغوارها، وجيش المشاعر، وحرك العاطفة، ونمى الأحاسيس، كما خاطب الإنسان بالمصير، وتحدى بالعواقب والمآلات.
واستخدم الحوار والمجادلة، وقدم بعض الحقائق العلمية، ووضع الإنسان على الجادة، وأعطاه دليل رحلة البحث العلمي ومفاتحه، وجعل ذلك تكليفاً ومسؤولية.
كما استشرف له الماضي، لتشكيل ذاكرته وتحقيق التراكم المعرفي المطلوب لتنميته، قال تعالى: ((شَرَعَ لَكُم مّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ)) (الشورى:13)، ((مّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّـاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ)) (الحج:78).
كما قدم رؤية للمستقبل، وأخبر عن المصير وعالم الغيب، وحكى قصة أطوار الحياة، التي تشكل حقائق يعيشها الإنسان ويلمسها ويشاهدها.
وعلى العموم، نستطيع أن نقول: قدم القرآن معادلات للحياة، وغطى جميع مساحاتها، وأجاب عن أسئلة الإنسان، وأحسن بناءه، وناط به صناعة العمران وتحقيق الاستخلاف.. فالله خلق الإنسان، وأحسن خلقه وتقويمه، والإنسان أبدع أشياءه وكشف قوانين المادة التي مكنته من التقدم العلمي.
ولم يكن ما قدمه القرآن رؤية خيالية نظرية، ولا فلسـفة توهيمية هائمة، ولا معرفة باردة عاجزة عن الفعل والتحقق في واقع الناس، وإنما معجزته الحقيقية تمثلت في أن رؤيته وقيمه وفلسفته تجسدت في حياة الناس.
وحسبنا أن نقول: بأنه لا أدل على نجاح استراتيجية القرآن وأساليبه المتميزة في الإقناع من أن الأمة المسلمة تشكلت من خلاله، وتماسكت من خلال القرآن، ونهضت من كبواتها من خلاله، وقدمت حضارة وثقافة بنضح من القرآن.
وأنه على الرغم من التقدم العلمي والمعرفي، مع ذلك لم تسجل إصابة واحدة على معرفة الوحي في القرآن والسنة، مصداقاً لقولـه تعالى: ((لا يَأْتِيهِ الْبَـاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ (المستقبل) وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ (الماضي) )) (فصلت:42)، لكن تتراكم الإصابات لعالم المسلمين اليوم بسبب هجرهم للقرآن.
وبعد، فالكتاب الذي نقدمه يمكن أن يعتبر محاولة لتقديم بعض الملامح حول أساليب القرآن في الإقناع، ودعوة لاستصحاب هذه الأساليب في تعاملنا مع الثقافات الوافدة في هذه الحقبة الخطيرة من حياة البشرية، حقبة حوار الحضارات أو صراع الحضارات والسعي لفرض أنماط ثقافية باسم العولمة والنظام العالمي الجديد ، ولا أدل على اعتماد القرآن سبيل الإقناع من أن شعاره الكبير كان وما يزال: ((لا إِكْرَاهَ))، والتذكير بأهمية المجاهدة بالقرآن، استجابة لقوله تعالى: ((وَجَـاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً )) (الفرقان:52) فالجهاد الكبير هو جهاد الأفكار، وعلى الأخص في هذا العصر، الذي يعتبر الإعلام والحوار وصراع الأفكار والحضارات والمدافعة الثقافية من أمضى أسلحته وأخطرها.
ولعل الكتاب يمثل أيضاً دعوة للتبصر بمنهج القرآن والتعامل معه بأدوات صحيحة، والتحقق بوسائله، أو استراتيجيته في الإقناع وتحصيل الإيمان، ومعرفة كيفية الاستمساك به، لتجاوز العجز والفقر الثقافي وهدم التوهم، الذي يأتي عادة ثمرة للعجز والإحباط، بأن التشدد والإكراه والعنف والغلو هو الذي يقنع الإنسان ويحقق نقله من الكفر إلى الإيمان.
ذلك أن من المؤسـف التوهم بأن التشدد والعنف يمكن أن يحقق المطلوب ويقنع الناس بالإسلام، على الرغم مما جاء به القرآن من استراتيجية للإقناع وآليه لبناء ثقافة وقناعة الإنسان، وتجسد ذلك في تاريخنا الثقافي في جملته، الذي يعتبر تاريخ عطاء القرآن، وأن القيمة الأساسية في ديننا التي مكنته ومكنت له: ((لا إِكْرَاهَ فِي الدّينِ)) (البقرة:256)، حيث كانت قيادة الإنسان من خلال قناعاته، ومع ذلك فإن بعضنا ما يزال يعتقد أن السيف أصدق إنباء من الكتب، ويفوته قول الشاعر:
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المكان الثاني
فيدخل الكثير من المعارك الغلط باسم الدين، ويهدر الكثير من الطاقة باسم الجهاد، ويخطئ اختيار الوسيلة، ويسيء للأمور، ويفتقد الحكمة في النظر.
وقد نقول هنا: بأن الكلام عن أساليب القرآن، ودوره في تحقيق الإقناع، هي من المسـلمات، والأدلة على ذلك أكثر من أن يحاط بها على مستوى الفكر والفعل بحيث لم تعد تدع استزادة لمستزيد، ولا أدل على ذلك مما أنتجه القرآن من إنسان وحضارة وثقافة، وإن شئت فقل: أمة، بكل مقوماتها، لكن المشكلة الأساس اليوم، التي تستدعي الكثير من النظر والبحث والمعالجة، تتمثل في السؤال الكبير: إذا كان القرآن الكريم بهذا العطاء الخالد، والقدرة الخارقة على الإقناع (المعجزة العقلية الثقافية الخالدة) فلماذا يعجز المسلمون أن يكونوا في مستوى قرآنهم، على مختلف الأصعدة؟ ولماذا يبقى واقعهم غير مقنع، إن لم يكن منفراً، بل وغوغائياً في بعض جوانبه؟
وكم يترجى الإنسان ويتمنى أن الدراسات والجهود التي اجتمعت على بيان عظمـة القرآن يتحول بعضها ليتبين أين الخلل، وكيف نعيد التواصل مع القرآن، ونفتش عن أنفسنا، وعلاج إصاباتنا في القرآن؟ ونحن نعلم جميعاً أن القرآن الكريم خالد قادر على العطاء إلى يوم الدين.
ولعل من أبرز خصائص القرآن أنه أطلق العقل من عقاله، وأعاد إليه وظيفته، وارتقى به إلى آفاق من الكشف والكسب المعرفي، وأكد له أن رحلة البحث والكشف العلمي لن تتوقف ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآْفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ)) (فصلت:53)، إلى يوم القيامة، فالقرآن بطبيعته حمَّال أوجه، كما قال سيدنا علي رضي الله عنه، وهذا يمنح طاقة هائلة وخصبة للنظر والرؤية، ويدفع إلى التعددية والتنوع وإغناء الرحلة العلمية، ويفتح الأبواب كلها للنظر في الآفاق والأنفس؛ وكلٌ يرتقي حسب قدراته العقلية: ((فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)) (الرعد:17)؛ ولكلٍ من الثواب والأجر حسب كسبه المعرفي.
هذه الآفاق الفسـيحة لا تحـدها حـدود زمـانية أو مكانية أو بشرية، ويكفي أن نتأمل قوله تعالى: ((قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لّكَلِمَـاتِ رَبّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـاتُ رَبّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً)) (الكهف:109)، ((وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأْرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَـاتُ اللَّهِ)) (لقمان:27)، لندرك الأبعاد والمساحات والفضاءات، التي تنتظرنا، والتي يتحرك فيها العقل البشري من خلال عطاء معرفة الوحي، بعيداً عن الانسداد والتقييد والانحباس والمحاصرة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
والسموحه منج
أتدبر
1- لإجرامهم في حق الله وحق أنفسهم
2- عدم مساواة الجزاء بين من قضى حيانه طائعا لربه ومن قضاها عاصيا فاجرا
أتأمل وأجيب
1- عبادته وحده لا شريك له
2- عدم الالتزام به
3- الفطرة(فطرته الايمانية السليمة)
4- طاعته فيما يوسوس به للخلق ويزينع لهم ، وعبر عنها بالعبادة : لزيادة التحير لوقوعها مقابل عبادة الله
5- كلها تعد من خطوات الشيطان إلاّ الثالثة
6- الوقوع في معصية الله تعالى ثم حلول العقاب عليه يوم القيامة
أناقش
1- تزيين الاعمال الفاسدة والمحرمة لبني آدم وجره وراء الاهواء والملذات
2- الشيطان
3- ذكر الله تعالى والاستعانه به وترك الاهواء / المحافظة على الصلوات / تلاوة القرآن الكريم
أتدبر وأجيب ص 115
أقارن
آثار الايمان باليوم الاخر
1- توجيه السلوك الى عمل الخير
2- الالتزام بالطاعات وأدائها
3- عدم الاجتراء على المعاصي
آثار الكفر باليوم الاخر
1- توجيه السلوك الى عمل الشر
2- عدم الالتزام بالطاعات
3- الاجتراء على ارتكاب المعاصي
أتامل وأجيب
1- حفظها وصونها من كل شر والتزام الطاعة وتعويدها عليه
2- الإذهاب بابصارهم وتغيير خلقهم ( مسخهم)
أتدبر وأجيب ص 116
1- ان الله يعيد الانسان عندما يكبر الى الضعف والعجز مثلما كان صغيرا
أتدبر وأجيب:
المحتوى الان غير مخفي
أقارن
القران
1- حقائقه ثابته لاتتغير ولا تتبدل
2- وحي من الله
3- أحكامه صالحة لكل زمان ومكان
4- جاء بأمور غيبية كُشفت فيما بعد
الشعر
1- يفيض بالعواطف الانسانية المتغيرة
2- مصدره الخيال والوهم
3- ليس له أحكام .
4- لا يتحدث عن أمور غيبية بل الواقع والخيال
2- كان الرسول يوظف الشعر في خدمة الدعوة الإسلامية فكان يأمر حسان بن ثابت بالرد شعراً على هجاء العرب للدعوة والرسول.
انشطة الطالب
النشاط الاول
1- إذلالا لهم وجزاءا عادلا على كفرهم
2- بسبب كفرهم في الدنيا ومتهم على الكفر
3- لتشهد على أفعالهم وتعلن عن كل ذنب تم اقترافه
2-
أ- للت**** والاهانة
ب- للتأنيب والتوبيخ
3-
– عبادة الشيطان
النشاط الثاني
1- لانها تعتبر عبادة مقابل عبادة الله تعالى ومصير من لا ينتهى عنها وقوعه في العذاب
2- لعلهم يتوبوا أو يرجعوا الى رشدهم
3- لان مصدر القرآن وحي من الله تعالى وهو حقائق ثابته اما الشعر فمصدره الخيال ويتغير بالعواطف
النشاط الثالث
1- آية (60)*
2- آية (66-67)
3-(آية 68)
بُــؤؤرِكتْ
و جُــزيتِ بِــهِ خَيْــراُ ..
بوركت جهودج اختي..
تسسلمين وما قصرتي..
الناس جميعاً في المنظور القرآني ينتسبون إلى أصل واحد، لا فضل لجنس على جنس ولا لشعب على شعب، ولا لأمة على أمة في أصل الخلقة والنشأة فالكل في أصل الإنسانية سواء، والتكريم الإلهي للإنسان يشمل بني آدم جميعاً، قال تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) (2).
واختلاف الألسنة والألوان والأجناس والشعوب آية من آيات الخالق الدالة على إبداعه وقدرته قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ).(3)لذلك ينبغي أن يكون هذا الاختلاف مثار تعارف لا تناكر، وائتلاف لا اختلاف، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ).(4)ولا ريب أن الإخاء يزداد قوة وتوثيقاً إذا اجتمع مع العنصر الإنساني العنصر الإيماني لأن المؤمنين جميعاً أخوة: قال تعالى:(إنما المؤمنون أخوة)(5). فإذا انتفى العنصر الإيماني فإن العنصر الإنساني يظل أساساً للإخاء بين جميع الناس، ولهذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي مرت به، فلما قيل له: إنها جنازة يهودي، قال: ( أليست نفساً )(6).
ولأن مبدأ الإخاء الإنساني له أثر فعال في الوقاية من مظاهر عنف متعددة يمكن أن يمارسها غير المسلمين ضد المسلمين وبالعكس رأينا القرآن الكريم يرسخ هذا المبدأ من خلال ثلاثة أسس.
الأساس الأول: اعتبار السلام أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم.
الأساس الثاني: إباحة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم.
الأساس الثالث: محاربة الدوافع الدنيئة المثيرة للنزاعات والحروب بين المسلمين وغيرهم.
وتفصيل هذه الأسس على النحو التالي:
الأساس الأول: اعتبار السلام أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم.
يعتبر القرآن الكريم السلام أساساً للعلاقة بين المسلمين وغيرهم بدليل قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)(7). وقوله تعالى: )فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (8)
وقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا غليهم إن الله يحب المقسطين ).(9)
وآيات القتال في القرآن الكريم تضمنت ذكر السبب في تشريعه، وهو يرجع إلى أمرين:
أحدها: دفع العدوان.
والثاني: قطع الفتنة وحماية الدعة.
قال تعالى: ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) ).(10)
لذلك رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يعقد معاهدة سلام بينه وبين اليهود بعد قدومه إلى المدينة، كما عقد مع مشركي قريش معاهدة الحديبية بعد أن قال: ( والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها )(11)
وفي رواية ابن إسحاق: ( يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتم إياها).(12)
وقوله البعض إن الحرب هي أساس العلاقة بين المسلمين وغيره، وسبب تشريع القتال إنما هو القضاء على الكفر بدليل قوله تعالى:(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ).(13)وقوله تعالى:( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).(14) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)(15).
إن قال قائل هذا فإننا نرد عليه بما يأتي:
أولاً:النصوص التي يستدل بها على قوله مطلقة، فتحمل على النصوص التي تفيد القتال بدرء العدوان أو قطع الفتنة والصدق للدعوة، لأن القواعد الأصولية تقضي بأنه إذا اتحد الموضوع فإن المطلق يحمل على المقيد(16).
ثانياً:لو كان الباعث على القتال في الإسلام هو القضاء على الكفر، لكان الإكراه في الدين جائزاً، لكن نصوص القرآن الكريم صرحت بنفيه ومنعه.
ثالثاً:لو كان الكفر هو الموجب للقتال لما جعل الله عز وجل إعطاء الكافرين للجزية غاية لقتالهم، وذلك في قوله تعالى:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الأخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ).(17)
رابعاً: لو كان الكفر هو الموجب للقتال لما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل غير المقاتلين من أطفال ونساء وشيوخ الكافرين.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان ).(18)
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: ( ولا تقتلوا وليداً ).(19)
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى والذمي ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء، إلا أن يقاتل بقول أو بفعله، وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم ما لا للمسلمين والأول هو الصواب، لأن القتال هو لمن يقاتلنا ).(20)
خامساً: لو كان الكفر هو الموجب للقتل لما خير الله عز وجل المسلمين في أسرى المشركين بين المن عليهم بإطلاق سراحهم مجاناً أو أخذ الفداء منهم، قال تعالى: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء).(21)
وقول البعض: إن هذه الآية منسوخة مرجوح بما قرره أكثر العلماء من أنها محكمة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم فعلوا ذلك.(22)
سادساً: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت إما لنقض العهد كما في غزوات بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة، وإما لرد العدوان كما في أحد والخندق، أو لشن حرب وقائية كما في غزوة بني المصطلق وغزوة خبر.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم أن كل من هادنه من الكفار لم يقاتله ).(23)
سابعاً: الأدلة التي استدل بها من يقول إن الحرب هي أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وسبب تشريع القتال إنما هو القضاء على الكفر بمعزل من الدلالة على ما قاله.
فالفتنة في قوله تعالى:)وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة (يقصد بها الإيذاء والاضطهاد للصد عن الدين، ومعنى: )ويكون الدين كله لله (أي: يكون دين كل شخص خالصاً لله لا أثر لخشية عيره فيه، فلا يفتن لصده عنه، ولا يؤذى فيه، ولا يحتاج فيه إلى الرهان والمداراة، أو الاستخفاء والمحاباة.(24)
وقوله تعالى: )فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ(.
يفيد: أن الباعث على القتال هو القضاء على الكفر إذا قطعناه من السياق الذي ورد فيه، أما إذا تابعنا قراءة الآيات التي بعده فسيتضح لنا أنه لا يدل على ذلك، بل يدل على أن درء العدوان هو الباعث على القتال.
أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيحتاج الناظر فيه إلى التفريق بين كلمة ( أقاتل ) وكلمة ( أقتل ) حيث إن بينهما فرقاً كبيراً لا يخفى عل العربي المتأمل.
وبيان ذلك: أن كلمة ( أقاتل ) تدل على المشاركة، فهي لا تصدق إلا عن مفاعلة من طرفين، وتصدق أكثر في التعبير عن مقاومة لبادىء الاعتداء.
وهذا من باب قوله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: ( إنا لم نجيء لقتال أحد،ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس، فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا حجموا ).(25)
وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي.(26)
وهذا القول صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو المشركين إلى السلم، وهو نص قاطع في الدلالة على أنه سيقابل عدوانهم بالمثل إن هم أبوا إلا العدوان، وهذا المعنى هو ذاته المقصود بقول: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
يتبين بذلك كله: أن السلام هو أساس العلاقة بين المسلمين وغيرهم، لكنه ليس أي سلام، إنه السلام القائم على العدل، السلام الذي يحمي حرية العقيدة، وتصان فيه الكرامة، وتحفظ به الحقوق، وتتاح فيه حرية الدعوة إلى الإسلام، ولا شك أن مثل هذا السلام يسهم إسهاماً فعالاً في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني الذي يؤدي إلى حماية المجتمع الإنساني من مظاهر عنف متعددة.
الأساس الثاني: إباحة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم.
يرسخ القرآن الكريم مبدأ الإخاء الإنساني بإباحة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم، وتصل الإباحة إلى درجة الاستحباب عند الحاجة، وإلى درجة الوجوب عند الاضطرار.
وأدلة إباحة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم كثيرة متعددة ومنها ما يأتي: أ ـ قوله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) .(27)
ولا شك أن التعارف لا يمكن أن يصل إلى الدرجة الكاملة إذا تبعه تعاون وتعامل. ب ـ قوله تعالى:(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) (28)
ومن البديهي أن أكل طعام أهل الكتاب والتزوج بنسائهم لا يمكن وضعها في حيز التنفيذ إلا إذا كان هناك تعاون وتعامل بينهم وبين المسلمين، وهما في نفس الوقت وسيلة من الوسائل التي توسع دائرة التعاون بين المسلمين وغيرهم.
جـ ـ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ما يدل على تعامله مع غير المسلمين.
ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال: ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير ).(29)
وفيه أيضاً: عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشرك مشعان(30)طويل بغنم يسوقها، فقال صلى الله عليه وسلم بيعاً أم عطية ـ أو قال: أم هبة ـ فقال: لا بيع فأشتري منه شاة(31).
قال ابن حجر: قال ابن بطال: معاملة الكافر جائزة إلا بيع ما يستعين به أهل الحرب على المسلمين(32).
وقد شرح القرآن الكريم عدة عقود تسهم في توسيع دائرة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم، ورغبة منه في إيجاد عالم تسوده المحبة والوئام وترفرف عليه رايات الأمن والسلام.
وهذه العقود هي: المعاهدات وعقد الذمة، وعقد الأمان.
المعاهدات: الأصل في شرعية المعاهدات قوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم).(33)قوله تعالى: ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين). (34)
وقد عقد الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود بعد قدومه إلى المدينة، ومعاهدة مع مشركي قريش في السنة السادسة للهجرة.
ويشترط في صحة المعاهدات ثلاثة شروط(35).
أولها: أن لا تمس المعاهدة قانون الإسلام الأساسي وشريعته العامة التي بها قوام الشخصية الإسلامية.
ثانيها: أن تكون بينة الأهداف، واضحة المعالم، تحدد الالتزامات تحديداً لا يدع مجالاً للتأويل والتخريج واللعب بالألفاظ.
ثالثها: أن تكون مبنية على التراضي من الجانبين.
وقد أمر القرآن الكريم الم المسلمين بالوفاء والاستقامة على المعاهدات التي أبرموها مع غيرهم طالما كانوا مستقيمين لهم، قال تعالى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين). (36) وتجلى تقديره الكامل للمعاهدات في نهيه عن قتل من استحق القتل من غير المسلمين إذا لجأ إلى قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق.
قال تعالى:(واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً، إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق).(37)
كما تجلى تقديره للمعاهدات في نهيه المسلمين عن نصرة بعض المسلمين الذين آمنوا ولم يهاجروا إذا استنصروا بهم على قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).(38)
وهذا لا يعني ترك المسلمينالمقيمين تحت سلطان غير المسلمين نهياً للعدوان والاضطهاد، بدليل قوله تعالى:(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً).(39)
غاية الأمر أن الميثاق يقيد حركة المسلمين بعض الشيء، بحيث يجب عليهم إعلان المعاهدين المعتدين على المسلمين المقيمين بين أظهرهن بنبذ الميثاق إذا أصروا على عدوانهم.
ويتأكد نبذ الميثاق بتعديهم على أي إنسان شملته المعاهدة حتى ولو كان من الكافرين المعاهدين للمسلمين.
لذلك رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يسارع بنصرة خزاعة حينما اعتدى عليها بنو بكر وحلفاؤهم من مشركي قريش، لأن خزاعة كانت قد خلت في عقد رسول الله وعهده، أما بنو بكر فدخلوا في عقد قريش وعهدهم، بناء على الشرط المشروط في صلح الحديبية.
عقد الذمة:
عقد الذمة يسهم إسهاماً فعالاً في توسيع دائرة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم، لأنه يتيح للفريقين الاختلاف والتقارب والتواصل، وبالتالي: يرسخ مبدأ الإخاء الإنساني بينهما.
ويقصد بعقد الذمة العقد الدائم الذي تم بين السلطة الحاكمة وغير المسلمين والذي تترتب عليه حقوق كل منهما على الآخر.
والذمة معناها:العهد والأمانة والكفالة والحق والحرمة(40)،ويطلق على من يعقد معهم هذا العقد من غير المسلمين ( أهل الذمة ) أو ( الذميين ) لأن لهم بناء على هذا العقد ـ عهداً بأن يعيشوا في كنف المجتمع الإسلامي آمنين مطمئنين.
فقد كفل الإسلام لهم حقوقاً متعددة، منها حماية دمائهم وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم، وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية وشؤونهم المعيشية، وحقهم في تولي الوظائف والمناصب العامة إلا ما غلب عليه الوصف الديني كالإمامة وقيادة الجيش والقضاء، وغير ذلك من الوظائف التي لها صبغة دينية، وحقهم في كفالة الدولة لهم عند العجز والمرض والفقر، وحقهم في مقاضاة المسلم أياً كان وضعه في المجتمع.
والأصل في هذه الحقوق قوله صلى الله عليه وسلم: ( من قتل معاهداً لم ير رائحة الجنة، وإن ريحها توجد في مسيرة أربعين عاماً ).(41)
وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( أوصى الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيراً، أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفون فوق طاقتهم )(42).
وجاء في عهده رضي الله عنه إلى أهل بيت المقدس: ( هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ).(43)
وفي مقابل هذه الحقوق التي كفلها الإسلام لأهل الذمة يجب عليهم الولاء للدولة الإسلامية،واحترام نظمها وتشريعها سواء أكانت مدنية أم جنائية، أما قوانين الأحوال الشخصية فيتبعون فيها ما يعتقدونه ديناً لهم لصلتها بأصل التدين الذي كفل الإسلام حريته.
ومما يجب عليهم أيضاً احترام مشاعر المسلمين، وعدم التعرض لمقدساتهم، وأداء الجزية المفروضة عليهم مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين.
فإن اشتركوا مع المسلمين في الدفاع عن الدولة، أو لم يستطع المسلمون حمايتهم فإن الجزية تسقط عنهم إن كانوا يدفعون ما يدفعه المسلمون لإقامة المرافق العامة التي يتمتع الجميع بمردودها الخدمي.
ولذلك كان المسلمون يستثنون من أداء الجزية المسكين الذي يتصدق عليه، والمرأة والصبي والشيخ الفاني والمجنون والمعتوه والرهبان وكل من ليس أهلاً للقتال، أو كان أهلاً له ولكنه لا يستطيع لفقره أن يدفع ما عليه.(44)
وكانوا يترفقون بأهل الذمة ويخفضون عنهم في تحصيل الجزية، فإن عجز عنها أحدهم أعانوا فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي عما له بعدم تحميل أهل الذمة ما لا يطيقون من الجزية.(45)
وهو الذي رأى شيخاً ضريراً يسأل على باب، فسأل، فعلم أنه يهودي، فقال له: ما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: الجزية والحاجة والسن فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله وأعطاه ما يكفيه ساعتها، وأرسل إلى خازن بيت المال: انظر هذا وضرباءه، فو الله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم إنما الصدقات للفقراء والمساكين(46). وهذا من مساكين أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه(47).
وقد اقتدى به حفيده عمر بن عبد العزيز فكتب إلى واليه على البصرة: ( وأنظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه، وضعفت قوته، وولت عنه المكاسب، فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه ).(48)
ومما كتبه خالد بن الوليد رضي الله عنه لنصارى الحيرة بالعراق ( وجعلت لهم ) أيما شيخ ضعفت عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه، طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين وعياله(49).
وفي ضوء ما سبق يتبين أن تشريع الجزية لا يقصد به إهانة غير المسلمين أو إذلالهم بسبب عدم قبولهم الإسلام. وقوله تعالى: ( عن يد ) الوارد في قوله تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الأخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).(50)
معناه: عن قدرة وسعة والصغار يقصد به خضوعهم لأحكام الإسلام، وقبولهم الحياة تحت سلطان المسلمين وحمايتهم، أو أن الصغار جزاء مرتب على محاربة المحاربين منهم، وليس مرتباً على بقائهم على دينهم.
وبهذا يظهر بطلان سائر التزيدات المبتدعة في طريقة تحصيل الجزية، ومعاملة أهلها، وهي التزيدات التي تتضمن إهانتهم وإذلالهم.
وقد نقل ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني بعض هذه التزيدات ثم أوضح أن عمل الصحابة والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان على خلال ذلك، وأنهم كانوا يتواصون باستحصال هذا الحق بالرفق واللطف.(51)
ولهذا عقد أبو عبيد في كتابه الأموال باباً بعنوان( اجتباء الجزية والخراج وما يؤمر به من الرفق بأهلها وينهى عنه من العنف عليهم فيها ).(52)
بل إن الجزية ليست هدفاً في حد ذاتها، ولكنها وسيلة لتوسيع دائرة التعاون والتعامل بين الناس جميعاً حتى يترسخ مبدأ الإخاء الإنساني فترفرف على العالم رايات الأمن والسلام، وتسوده المحبة والوئام.
لذلك رأينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل أن تسمى الجزية بغير اسمها بعد أن قيل له: يا أمير المؤمنين إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية.(53)
عقد الأمان:
عقد الأمان يسهم بفعالية في توسيع دائرة التعاون والتعامل بين المسلمين وغيرهم، لأنه يتيح للفريقين الاختلاط والتقارب والتواصل، وبالتالي: يرسخ مبدأ الإخاء الإنساني بينهما.
والأصل في عقد الأمان قوله تعالى:(وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ).(54)
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: والغرض أن من قدم من دار الحرب إلى دار السلام في أداء رسالة أو تجارة أو طلب صلح أو مهادنة أو حمل جزية أو نحو ذلك من الأسباب، وطلب من الإمام أو نائبه أماناً أعطى أماناً ما دام متردداً في دار الإسلام وحتى يرجع إلى مأمنه ووطنه.(55)
وعلى ذلك يكون قوله تعالى:)حتى يسمع كلام الله (.غاية أو تعليلاً للإجارة لاتصاله بها وحدها، وأن الاستجارة على إطلاقها، وقوله: )ذلك بأنهم قوم يعلمون (معناه: إنما شرعنا أمان مثل هؤلاء ليعلموا دين الله وتنتشر دعوة الله تعالى في عباده.(56)
وفي ضوء ما ذكر يتقرر وجوب تأمين غير المسلمين والسماح لهم بدخول الدولة الإسلامية إذا طلبوا التعرف على الإسلام، واستحباب ذلك إذا طلبوه لأمر دنيوي لما في ذلك من المصلحة التي تعود على المسلمين من جراء احتكاكهم بهم، سواء أكانت هذه المصلحة دينية أم دنيوية.(57)
ولهذا: توسعت الشريعة الإسلامية في إعطاء حق عقد الأمان لسائر المسلمين رجالاً كانوا أو نساء.
فقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم أماناً منحته السيدة أم هانىء ابنة أبي طالب لاثنين من أقاربها، وقال لها: ( قد أجرت من أجرتيا أم هانىء).(58)
ووثق رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد الأمان بقوله: ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ).(59)
قال النووي: ( المراد بالذمة هنا: الأمان. معناه: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه به أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم ) .(60)
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( فمن أخفر مسلماً ).
معناه: من نقص أمان مسلم فتعرض لكافر أمنه مسلم.
قال أهل اللغة: يقال: أخفرت الرجل إذا أنقضت عهده.(61)
ولكن ينبغي التنبه إلى أن حق إعطاء الأمان مقيد بإجازة الإمام أو نائبه تبعاً لتقديرها للمصلحة أو الضرر الذي يمكن أن يترتب على ذلك وهذا ما يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم لأم هانىء: قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء.
ويترتب على عقد الأمان عصمة دم المستأمن وعرضه وماله واستحباب مد يد العون إليه عند الحاجة لقوله تعالى:(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).(62)
وعليه: بموجب هذا العقد أن يحترم مشاعر المسلمين، ويلتزم بقوانين الدولة الإسلامية إلا قوانين الأحوال الشخصية فإنه يتبع فيها ما يعتقده ديناً له، ولا يكلف بأداء الجزية، لكنه يلتزم بدفع الرسوم أو الضرائب التي تقررها الدولة عليه وعلى أمثاله.
الأساس الثالث: محاربة الدوافع الدنيئة المثيرة للنزاعات والحروب بين المسلمين وغيرهم.
يرسخ القرآن الكريم مبدأ الإخاء الإنساني بمحاربة الدوافع الدنيئة المثيرة للنزاعات والحروب بين المسلمين وغيرهم، ومن هذه الدوافع.
أ ـ التعصب للجنس أو العشيرة:
التعصب للجنس أو العشيرة أثار في الماضي، ويثير في الحاضر نزاعات وحروباً كثيرة، ولذلك: حاربه القرآن الكريم بتقرير أن الناس جميعاً متساوون في أصل الخلقة، وميزان التفاضل بينهم هو التقوى. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).(63)
وبهذا نفى القرآن الكريم العصبية للجنس أو العشيرة، أو الأرض، ونفر الرسول صلى الله عليه وسلم منها غاية التنفير في قوله: ( ومن قاتل تحت راية عُميّةٍ، يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبة، فقُتلَ، فقتْلَةٌ جاهلية ).(64)
وعندما تشاجر أحد الأنصار مع أحد المهاجرين فصاح الأول: يا للأنصار. وصاح الثاني: يا للمهاجرين. قال صلى الله عليه وسلم: ( دعوها فإنها فتنة ).(65)
ب ـ طلب المجد والسمعة أو المغانم الدنيوية:
كثيراً ما أثار هذا الدافع نزاعات وحروباً كثيرة، لذلك حاربه القرآن الكريم بذم أصحابه ونهى المؤمنين عن أن يحذوا حذوهم، قال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) (66). قال الشوكاني: نهاهم عن أن تكون حالتهم كحالة هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس، وهم قريش، فإنه خرجوا يوم بدر ليحفظوا العير التي مع أبي سفيان ومعهم القيان والمعازف، فلما بلغوا الجحفة(67). بلغهم أن العير قد نجت وسلمت، فلم يرجعوا، بل قالوا: لا بد لهم من الوصول إلى بدر ليشربوا الخمر، وتغني لهم القيان، وتسمع العرب بمخرجهم، فكان ذلك منهم بطراً وأثراً وطلباً للثناء من الناس وللتمدح إليهم والفخر عندهم وهو الرياء.(68)
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خوض الحروب لأجل المغانم الدنيوية أو لأجل طلب المجد والسمعة، وذلك عندما سئل عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، أي: ذلك في سبيل الله؟ فقال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ).(69)
جـ ـ المهاترات الدينية:
المهاترات جمع مهاترة، وهي القول الذي ينقض بعضه.
يقال: هتر هتراً: حمق وجهل وهتره: سابه بالباطل، وتهاتر الشاهدان: كذب أحدهما الآخر فسقطت شهادتهما.(70)
والمهاترات الدينية كثيراً ما أثارت نزاعات وحروباً كثيرة، لذلك نهى القرآن الكريم المسلمين عن الدخول فيها مع غيرهم، قال تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).(71)
د ـ الرغبة في الانتقام للنفس:
الرغبة في الانتقام للنفس كثيراً ما أثارت صراعات وحروباً وأضرمت نيران المنازعات، لذلك حاربها القرآن الكريم بأمره للمؤمنين أن يعفوا وسصفحوا ويتسامحوا مع غيرهم لما لذلك من أثر فعال في تحويل العداوة إلى محبة، قال تعالى: )ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) (73)
والعفو والإحسان لا يكونان إلا مع القدرة على جزاء السيئة بالسيئة فهنا يكون للعفو وزنه ووقعه في إصلاح المعتدي، ولا يجوز أن يذكر العفو والإحسان عند العجز، لأنهما غير موجودين أصلاً، وادعاؤها يطمع المعتدي ويذل المعتدى عليه وينشر الفساد في الأرض.
لذلك قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ).(73)
ويحمد ترك العفو والإحسان عندما تنتهك حرمات الله عز وجل أو يصد عن دينه، لذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ( ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لها )(74).
هذه هي ملامح المنهاج القرآني في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني، وهي ملامح يحتاج المسلمون إلى فهمها في عصر يفخر الآخرون فيه بتوصلهم إلى الإعلان لحقوق الإنسان، ومن القوانين التي تحمي الأقليات الدينية والعرقية في العالم كله، سواء كان منطلقهم في ذلك إنسانياً أو كان منطلقهم هو الرغبة في التدخل في شؤون غيرهم لفرض السيطرة عليها.
ولا شك أن فهم المسلمين لملامح المنهاج القرآني في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني سينفي عنهم الإحساس بالدونية، وسيغرس في نفوسهم معنى الاعتزاز بالدين الذي ينتسبون إليه، لأنه سبق بقرون كثيرة على رسم ملامح المناهج الأمثل في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني.
وميزة هذا المنهاج العظيمة هي تمثيله في تجربة تاريخية تتمثل في مجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم ومجتمع خير القرون اللذين يشكلان الأنموذج والقدوة في تحويل النظرية إلى ممارسة، والفكر إلى فعل، والقيم إلى برامج.
كما أن فهمهم لملامح المنهاج القرآني في ترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني سيجعلهم يحسنون التعبير عنها عملياً في المواقع، ويجيدون التعبير عنها نظرياً في زمن تتصارع فيه المناهج والأفكار للاستيلاء على النفوس والعقول، ولا شك أن حسن التعبير عملياً ونظرياً عن ملامح المنهاج القرآني في هذا الشأن سيكون له أثر كبير في تحويل عداوة الكثيرين للإسلام والمسلمين إلى محبة وسيترتب على ذلك غياب كثير من مظاهر العنف التي تقع في هذا العالم ليصبح عالماً تسوده المحبة والوئام، وترفرف عليه رايات الأمن والسلام.
* * *
دكتور / محمد عبد اللطيف عبد العاطي
[1] – مدرس بكلية القرآن الكريم جامعة الأزهر طنطا . [2] – سورة القصص آية 70. [3] – سورة الروم: آية 22.[4] – سورة الحجرات: آية 13. [5] – سورة الحجرات: آية 10. [6] – أخرجه البخاري في الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي 1/3491312. [7] – سورة الأنفال: آية 61. [8] – سورة النساء: آية 9.[9] – سورة الممتحنة: آية 8.[10] – سورة البقرة / آية: 190 ـ 193.[11] – أخرجه البخاري في الشروط باب الشرط في الجهاد 1/187:192.[12] – انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر 5/396.[13] – سورة الأنفال / 39.[14] – سورة التوبة / 5.[15] – أخرجه البخاري في الإيمان، باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة، ومسلم في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله.[16] – انظر أصول الفقه، محمد أبو زهرة، ص134.[17] – التوبة: 29.[18] – أخرجه البخاري في الجهاد والسير باب قتل النساء في الحرب 2/262 3015.[19] – أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب تأمير الأمراء على البعوث3/1357،1358 3.[20] – السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية لابن تيمية ، ص 62.[21] – سورة محمد: 4.[22] – انظر فتح القدير للشوكاني 5/44.[23] – رسالة القتال لابن تيمية ص 125 .[24] – انظر تفسير المنار، محمد رشيد رضا .[25] – حجموا بفتح الجيم وتشديد الميم، قووا.[26] – أخرجه البخاري في الشروط.[27] – سورة الحجرات: آية 13.[28] – سورة المائدة: 5.[29] – أخرجه البخاري.[30] – مشعان بضم الميم وسكون الشين: طويل شعث الشعر.[31] – أخرجه البخاري.[32] – فتح الباري لابن حجر.[33] – سورة الأنفال: آية 7.[34] – سورة التوبة: آية 7.[35] – انظر الإسلام عقيدة وشريعة ، محمود شلتوت.[36] – سورة التوبة: 7. [37] – سورة النساء: 89 ـ 90.[38] – سورة الأنفال: 72.[39] – سورة النساء: 75.[40] – انظر المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، مادة ي ذمم.[41] – أخرجه البخاري في الجزية والموادعة.[42] – الخراج لأبي يوسف.[43] – مجموعة الوثائق السياسية المعهد النبوي والخلافة الراشدة محمد حميد الله.[44] – انظر الخراج لأبي يوسف.[45] – انظر الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام.[46] – سورة التوبة 60.[47] – انظر: الخراج لأبي يوسف.[48] – انظر الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام.[49] – مجموعة الوثائق السياسية.[50] – سورة التوبة: 29.[51] – انظر: تفسير المنار.[52] – انظر: المصدر السابق.[53] – تفسير القرآن العظيم لابن كثير.[54] – سورة التوبة: 6.[55] – تفسير القرآن العظيم لابن كثير.[56] – انظر تفسير المنار، وتفسير القرآن العظيم.[57] – انظر الجامعة لأحكام القرآن للقرطبي.[58] – أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة.[59] – أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، ومسلم في الحج باب فضل المدينة.[60] – شرح النووي على صحيح مسلم.[61] – شرح النووي على صحيح مسلم.[62] – سورة الممتحنة: 8.[63] – سورة الحجرات: 13.[64] – أخرجه مسلم.[65] – أخرجه البخاري في التفسير.[66] – سورة الأنفال: 47. [67] – الجحفة: موضع على ثلاثة مراحل من مكة، وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب كله.[68] – فتح القدير للشوكاني.[69] – أخرجه البخاري في الجهاد.[70] – انظر المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية.[71] – سورة الأنعام: 108.[72] – سورة فصلت: 34.[73] – سورة الشورى: 39 ـ 43.[74] – أخرجه البخاري في المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
المسلك الإدراكي الحسي : قدم القرآن العديد من الأدلة الكونية التي تثبت وجود الله ووحدانيته وتكشف عجز آلهتهم وضعفها منها:
|
المسلك البرهاني العقلي
|
قال تعالى : "ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إلا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحن الله عما يصفون عالم الغيب والشهاده فتعالى عما يشركون " ج. لو سلمنا جدلاً بتعدد الآلهة مالإحتمالات المترتبة على ذلك ؟وما الإحتمال الصحيح ؟ 1. لانفرد كل إله بخلقه الذي خلقه واستبد به وتميز ملك كل واحد عن ملك الآخر . 2. لغلب بعضهم على بعض كملوك الدنيا فيعلو بعضهم بعضا نتيجة التصارع والتنافس . 3. مايقبله العقل السليم : أن الوجود منتظم متسق الكمال فدل على تنزه الله عن الولد والشريك . أسلوب التحدي وكشف حقائق الآلهة
من نماذج التحدي : |
||
1: دليل الخلق والإبداع
|
قال تعالى " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمدلله بل أكثرهم لايعلمون " وقال "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون " ما الحجة التي يقيمها القرآن الكريم في إثبات إلوهية الله تعالى من خلال الآيتين السابقتين الحجة هي إاقرارهم واعترافهمأن الله سبحانه وتعالى خالقهم وخالق الكون بكل مافيه . 2: دليل النظام الكوني
أ : إن النظام الكوني ومافيه من تقدير وإتقان ، حجة أقامها القرآن الكريم في إثبات ألوهية الله وزيف ألوهية غيره . |
3: دليل العناية الإلهية
|
أ. يقوم هذا المسلك على الإستدلال والتحليل والتركيب من أبرز البراهين العقلية التي استخدمها هي البراهين البديهية . من نماذجها . قوله تعالى : "أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لايوقنون " فالإحتمالات العقلية التي تشير لها الآيات في قضية الخلق أربع احتمالات : 1.أن العدم أوجدهم وهو احتمال باطل يناقض بديهات العقل لأن المخلوقات كانت عدما والعدم لايوجد عدم . 2. أن بعض المخلوقات خلقت بعضها الآخر وهو احتمال باطل فمن أسند إليه الخلق كان عدما والعدم لايوجد شيئا 3. " أم خلقوا السماوات الأرض " وهو احتمال باطل لايوجد أحد من المخلوقات يدعي ذلك إلا والواقع يكذبه 4. أن يكون هناك خالق هو الذي خلق المخلوقات صفاته لاتشابه مخلوقاته واجب لذاته ليس قبله شىء وليس بعده شىء منزه عن الحوادث والكون يستمد منه وجوده وحركته ونظامه وهومسخر لأمره . وهو مايقبله العقل السليم . ب.قال تعالى " أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ما البرهان العقلي الإقناعي الذي حاج به القرآن المشركين ؟البرهان اليقيني القطعي . |
|
أ : قال تعالى : " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " اعترف المشركون أن الله هو خالق هذا الكون ومبدعه . ( فالخلق والإبداع دليل على وجود ووحدانية الله تعالى وهذه حقيقة لم ينكرها المشركون ) ب : تدرج القرآن معهم من خلال هذه الحقيقة إلى أن أثبت أن الذي بدأ الخلق هو الله تعالى ، قال تعالى " أولم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير " قال تعالى : "هل من شركاؤكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون" ج: بين المقارنة التي دعت إليها الآية ؟ مقارنه بين الله جل وعلا الذي يحي ويميت ويبدأ ويعيد يخلق من العدم ثم يعيده بعد فنائه وبين آلهتهم المزعومة العاجزة : هل هذه الأوثان قادرة على أن تخلق من العدم ثم تفنيه ثم تعيده فتحييه ؟ د. هذه المقارنة تفضي إلى حقيقة لابد أن يدين بها المشركون وضحها من خلال الآية "ذلكم الله ربكم لاإله إلا هو خالق كل شىء فاعبدوه وهو على كل شىء وكيل " أن الله هو الخالق المدبر المستحق بالعبادة وحده لاشريك له . |
المتأمل في هذا العالم المترابط يجد فيه الرعاية الإلهية الكاملة الشاملة لكل أفراده ولو انعدمت لاختلت توازنات الكون وكان مصيره الفناء . قال تعالى في سورة النمل آية 60 : " أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهُُ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ(60).. إلى آخر الأية (63) أ: تدبر الآيات واستنتج من خلالها الأدلة الكونية التي يواجه القرآن بها المشركين لاثبات وحدانية الله وعجز آلهتهم . خلق السماواتِ وخلق الأرض وأنزل المطر فأخرج به الحدائق والبساتين / جعل الأرض مستقَراً للإِنسان والحيوان / فيها الأنهار العذبة / خلق الجبال لتثبت الأرض / جعل بين المياه العذبة والمالحة فاصلاً / يجيب المكروب / جعلكم سكان الأرض تعمرونها / يرشدكم في الظلام الدامس / يسوق الرياح مبشرةً بنزول المطر . ب. تدبر الآية التالية واستنتج مايجب أن يدين به المشركون بعد معرفة عناية الله بخلقه قال تعالى " يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، إلى آخر الأية (22) من سورة البقرة الإيمان بألوهية الله وتوحيده وعبادته . |
أنشطة التعلم صفحة (67)
استنتج :
1- الكفار – التهكم على سبيل الاستهزاء والتكذيب بالبعث وليس طلباً للإجابة .
2- (وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) .
3- بالنفخة الأولى .
4- ذلك لان كل شيء عند الله تعالى بمقدار وكل أمر مرهون بوقته المحدد وإنما تقع الأمور في مواعيدها وفق حكمة الله الأزلية التي تضع كل شيء في مكانه .
أتدبر :
1- يأتي فجأة .
2- لا يستطيعون التوصية أو الرجوع إلى الأهل والمنازل لأن الأمر أسرع من أي تصرف يصدر منهم .
أتأمل :
1- مسرعين من القبور .
2- (يا ويلنا ) .
3- (ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .
4- أن الأولى : تبين إنكار الكفار وعد الله بقيام الساعة في حياتهم – والثانية : تصف حال الكفار حينما يرون تحقق الوعد الذي أنكروه .
5- طاعة الله تعالى بإتباع أوامره واجتناب نواهيه وإتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
أتلوا واجب :
1- مشهد الحشر عند جمع الخلائق للحساب .
2- حساب عادل من الله تعالى .
أتامل واجب :
1- ( سلام قولا من رب رحيم ) .
2- ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون ) .
3- (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) .
4- ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) .
2- الدنيا دار عبادة واجتهاد للفوز بالجنة التي لا عمل ولا اجتهاد فيها عند دخولها .
1- خطأ = لان الجنة سلام من الأذى والهم والحزن والألم .
2- صح
3- خطأ = لان الجنة سلام من الأذى والهم والحزن والألم .
أنشطة الطالب :
النشاط الأول :
1- نعيم دائم مع الأهل تحت ظلال الجنة وفيها كل ما يخطر ببال الإنسان .
2- حرية الطالب في الكتابة .
3- 1- الآية (54) .
2- الآية (57-58) .
النشاط الثاني :
1- الأولى : (الصعقة ) موت كل الخلائق .
الثانية : ( البعث ) يبعث جميع الخلائق للحساب .
2-
* الكفر والضلال والإنكار والتكذيب .
* العجز في مكانهم .
* الحسرة والندامة .
النشاط الثالث :
1- لقيام الساعة فجأة عليهم .
2- لأن الله عادل لا يظلم أحد شيئا .
منقول
أ- دليل النظام الكوني وما فيه من إتقان
ب- دليل النظام الكوني وما فيه من تقدير وإتقان
دليل العناية الإلهية وهي أن المتأمل في هذا الكون من حوله يلحظ الرعاية الإلهية الشاملة الكاملة لكل أفراده دون استثناء فلو انعدمت لاختل نظام الكون كنزول المطر وإنبات الزرع وجعل الأرض قراراً والجبال رواسي
التوبيخ والاستنكار على كل من يشرك بالله بعد هذه الآيات الكونية الدالة على عظمته وقدرته وعظيم رعايته لخلقة
لفت النظر والانتباه إلى عظمة الخالق المستحق للعبادة دون غيره
الإيمان بإلوهية الله سبحانه وتعالى
البراهين البديهية وهي أن من آمن بأن الله بدأ الخلق وأوجده من العدم يلزمه عقلا وتفرض عليه البديهية أن يؤمن أنه القادر على الإعادة بل إن الإعادة أهون عليه فمن ينكر النتيجة والبديهيات فليأت ببرهان على زعمه هذا 0
الاحتمالات:
– انفراد كل إله بما خلق وحدوث الانقسام في الكون واختلال نظامه
– التصارع بين الآلهة والتنافس بينهما فيمنع كل منهما الآخر وهذا يتصادم مع صفات الإله
– أن تكون هذه الآلهة تحت ملك واحد يتصرف فيهما هذا الواحد كيفما يشاء فيكون وحده هو الإله الحق والآخرون عبيد له لا إلوهية لهم
ما الاحتمال الصحيح ؟؟؟؟؟؟
الاحتمال الثالث هو الصحيح الذي يثبته انتظام أمر السماء والأرض
إظهار عجز الآلهة المزعومة وبيان حقيقتها وبطلان إلوهيتها
أ – صفات آلهة المشركين : الضعف والعجز
ب – النتيجة : استحالة الإلوهية لمن يتصف بهذه الصفات
إن دقة انتظام الكون وما فيه من إتقان وارتباط بعضه ببعض وجريانه على نظام محكم لا يختلف ولا يضطرب من أدل الدلائل على أن مديره إله واحد .. لأنه لو كان هناك إلهان لكانت هناك إرادتان وسينشأ بينهما تنافس كل يريد أن يغلب الآ خر ويقهره وتناقض الإرادات يؤدي إلى اختلاف الكون وعدم توازنه… والمشاهدة في الواقع : دقة انتظام الكون وحكمته البالغة
النتيجة : لا يمكن أن يكون مع الله إله آخر يشركه في ملكه
هي اعتراف المشركين أن الله تعالى هو الخالق مما يجعل من دليل الخلق والإبداع مسلمة ينطلق منها التعايش في إثبات أن الله تعالى هو الذي أبدع الخلق وهو المستحق وحده للعبادة
أسلوب التحدي الذي يظهر عجز الآلهة المزعومة وبيان حقيقتها وبطلان إلوهيتها
المعبودين نوعان : منهم من يتصف بالقدرة المطلقة على الخلق والمنع والنفع والضر ……ومنهم من يتصف بالعجز وعدم القدرة على النفع والضر
والعابدين نوعان : منهم المؤمن بأن الله هو الخالق القادر الكافي يعبده ولا يشرك به ويلجأ إليه
ومنهم جاهل ضال كافر بالله يعبد الأصنام ويلجأ إليها
النتيجة : من بيده وحده الكفاية والقدرة والنفع والضر هو المستحق للعبادة
لم يدعِ أحد من المخلوقات أنه قد أوجد الخلق لكن منهم من ادعى الإلوهية كالنمرود فحينها قال إبراهيم عليه السلام : إن الله يحيي ويميت فقال النمرود : أنا أحيي وأميت فأحضر اثنين فقتل واحدا وترك الآخر حياً فقال : أنا أحيي وأميت لكن إبراهيم عليه السلام تدرج معه في المحاجة فأتاه بالحجة الدامغة ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) أتاه بدليل من الخلق والإبداع ( فبهت الذي كفر )
وبالتوفيق..=)
يزاج ربي الخير..
ما قصصرتي..
استنتج
اتدبر
1-يأتي فجأة
2- لا يستطيعون التوصية أو الرجوع إلى الاهل والمنازل لأن الامر أسرع من أي تصرف يصدر منهم
أتأمل
1- مسرعين من القبور
2- (ياويلنا )
3- (ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )
4- أن الاولى : تبين انكار الكفار وعد الله بقيام الساعة في حياتهم – والثانية : تصف حال الكفار حينما يرون تحقق الوعد الذي انكروه
5- طاعة الله تعالى باتباع اوامره واجتناب نواهيه واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
اتلوا واجب
1- مشهد الحشر عند جمع الخلائق للحساب
2- حساب عادل من الله تعالى
اتامل واجب
1-
1- ( سلام قولا من رب رحيم )
2- ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون )
3- (ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون )
4- ( هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون )
2- الدنيا دار عبادة واجتهاد للفوز بالجنة التي لا عمل ولا اجتهاد فيها عند دخولها
3- 1- خطا = لان الجنة سلام من الاذى والهم والحزن والالم
2- صح
3- خطا = لان الجنة سلام من الاذى والهم والحزن والالم
انشطة الطالب
النشاط الاول
1- نعيم دائم مع الاهل تحت ظلال الجنة وفيها كل ما يخطر ببال الانسان….
2- حرية الطالب في الكتابة
3- 1- الآية (54)
2- الآية (57-58)
النشاط الثاني
1- الاولى : (الصعقة ) موت كل الخلائق
-الثانية : ( البعث ) يبعث جميع الخلائق للحساب
2-
* الكفر والضلال والانكار والتكذيب
* العجز في مكانهم
* الحسرة والندامة
النشاط الثالث
1- لقيام الساعة فجأة عليهم
2- لأن الله عادل لا يظلم أحد شيئا
شكراً لج ،
تسلمين
موفقين
OTE]