اقدم لكم هذا البحث البسيط عن اهمية الصلاة
ارجوا أن ينال اعجابكم
مقدمــــــــــــــة
الحمد لله رب العالمين خلق
الإنسان وكرمه فأمر بعبادته
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
}
وأرشده إلى طريق الفلاح
قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين
أما بعد :
فالصلاة من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يفقه
أحكامها درسا وتطبيقا لعظم قدرها وسمو مكانتها في الإسلام فإذا كان الإيمان قولا
باللسان واعتقادا بالجنان فالصلاة عمل بالأركان وطاعة للرحمن ولما كانت الصلاة
عبادة يتحقق فيها التجرد لله وحده وتربية النفس على المعاني الإيمانية التي تعد
المؤمن لحياة كريمة في الدنيا وسعادة سرمدية في الآخرة
والصلاة عبادة يجب أن
تؤدى على وجهها المشروع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي
)
وهي آخر ما يفقد من الدين فان فقدت فقد الدين كله وأول ما يحاسب عليه العبد
يوم القيامة هي الصلاة وكفى بها حدا فاصلا بين الإسلام والكفر
أسأل الله العظيم
أن يوفق كل مسلم لهذه الصلاة وان يثبتنا على دينه انه ولي ذلك والقادر عليه .
تعــــريف الصــــلاة
التعريف الأول :
لغة : الدعاء
بخير
شرعا : التعبد لله تعالى بأقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة
بالتسليم.
التعريف الثاني :
تُطلق الصلاة ويراد بها الدعاءُ
والاستغفارُ
كما في قوله تعالى: {.. وَصَلِّ عَلَيْهِم إنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ
لَهُمْ…}
وَتُطْلَقُ الصَّلاةُ وُيرادُ بها المغْفِرةُ والرَّحمةُ
كما قال
تعالى:
{ إنَّ اللّه وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ يَأَيُّها
الذِيْنَ أمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً } .
وتُطلق وُيراد بها
بيُوت العِبادة
كما في قوله تعالى: { وَلَوْلا دَفع اللّه الناسَ بَعضَهم بِبعض
لَهُدِّمَتْ صَوَامعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِد يُذْكَرُ فِيْها اسْمَ الله
كَثِيْراً..}.
إلى غير ذلك من الإطْلاقات في القرآن وفي الحديث .
أمَّا
الصلاة في اصطلاح الفُقَهاءِ فَهِيَ : عِبَادةٌ تتضمَّنُ أقْوالاً وأفْعَالا
مَخْصُوصَةً، مُفْتَتَحَةٌ بِالتَّكْبِيْرِ مُخْتَتَمَةٌ بِالتَّسْلِيْمِ
.
أهميـــة الصــــــلاة
للصلاة في دين الإسلام أهمية عظيمة،
ومما يدل على ذلك ما يلي :
1- أنها الركن الثاني من أركان الإسلام
.
2- أنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبلت قُبل سائر العمل،
وإن فسدت فسد العمل .
3- أنها علامة مميزة للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى
: (وَيُقِيمُونَ الصّلاةَ) .
4- أن من حفظها حفظ دينه، ومن ضيّعها فهو لما
سواها أضيع.
5- أن قدر الإسلام في قلب الإنسان كقدر الصلاة في قلبه، وحظه
في الإسلام على قدر حظه من الصلاة
6- أن الصلاة علامة محبة العبد لربه
وتقديره لنعمه .
7- أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في السفر، والحضر،
والسلم، والحرب، وفي حال الصحة، والمرض .
8- أن النصوص صرّحت بكفر تاركها
.
الأدلة من القران الكريم على أهمية الصلاة
لقد
اعتنى القرآن الكريم بالصلاة عناية كبيرة لعظم شأنها فجاءت الآيات تأمر باقامتها
والمحافظة عليها ومن هذه الآيات ما يلي:
– قال تعالى : {وَأَقِيمُواْ
الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } .
– قال
تعالى : {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ
لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ } .
– قال تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ
الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } .
– قال تعالى : {وَأَنْ أَقِيمُواْ
الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } .
– قال تعالى :
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }
.
– قال تعالى : {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ
وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ
يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ } .
– قال تعالى : {أَقِمِ الصَّلاَةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ
الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } .
– قال تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } .
– قال تعالى :
{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ } .
– قال تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } .
أحاديث شريفة عن أهمية
الصلاة
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلكم على ما يمحو
الله به الخطايا ويرفع به
الدرجات.قالوا بلى يا رسول الله ,قال:إسباغ
الوضوء على المكاره ,
وكثرة الخطى إلى المساجد , وانتظار الصلاة بعد الصلاة
) .
– وقال صلى الله عليه وسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها
فقد كفر ) .
– وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر
ترك الصلاة ).
– وقال صلى الله عليه وسلم: ( الصلاة عماد الدين من أقامها
فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين( .
– وقال صلى الله عليه وسلم : (
أمرت أن أسجد على سبعة أعظم:على الجبهة ، ثم أشار بيده على أنفه واليدين والركبتين
وأطراف القدمين ) .
– وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ
بفاتحة الكتاب ) .
معلومات عن الصلاة
* هل تعلم أن الله عز وجل
يأمرك بالصلاة ؟
قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا
لله قانتين ) .
* هل تعلم أن المولى تبارك وتعالى يتبرأ من تارك الصلاة
؟
قال رسول الله صلى الله وسلم : ( لا تترك الصلاة متعمدا ، فإنه من ترك الصلاة
متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) أي ليس له عهد ولا أمان .
* هل
تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف تارك الصلاة بالكفر؟
قال صلى الله عليه
وسلم :(إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم.
وقال: (العهد الذي
بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح
.
* هل تعلم أن الذي لا يصلي إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين!!؟
فتارك
الصلاة إذا مات على ذلك فهو كافر لا يُغَسّل، ولا يُكَفّن، ولا يُصلى عليه، ولا
يُدفَن في مقابر المسلمين، ولا يرثه أقاربه، بل يذهب ماله لبيت مال المسلمين، إلى
غير ذلك من الأحكام المترتبة على ترك الصلاة .
* هل تعلم كيف يعذب تارك
الصلاة في قبره ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتينا على رجل مضطجع،
وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه – أي يشدخه –
فيتهدده الحجر – أي يتدحرج – فيأخذه
فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم
يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ،
فقلت : سبحان الله ! ما هذان ؟
فقال جبريل عليه السلام (إنه الرجل ينام عن الصلاة المكتوبةَََََََ) .
* هل تعلم أن أول ما تحاسب عليه هي الصلاة ؟
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن الصلاة، فإن صلحت ، صلح سائر
عمله ، وإن فسدت ، فسد سائر عمله ) .
* هل تعلم أن تارك الصلاة مع
المجرمين في جهنم ؟
قال تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في
جنات يتساءلون عن المجرمين ،ما سلككم في سقر. قالوا لم نكن من المصلين )
.
* هل تعلم أن الصلاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من الدنيا
؟
قال رسول الله صلى عليه وسلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة 🙁 الصلاة، الصلاة وما
ملكت أيمانكم ) .
* هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير ؟
قال ابن القيم
الجوزي رحمه الله :
( الصلاة : مجلبة للرزق، حافظة للصحة ، دافعة للأذى، طاردة
للأدواء،
مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح،
ممدة للقوى، شارحة للصدر،مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة،
جالبة للبركة, مبعدة من الشيطان، مقربة للرحمن ) .
* هل تعلم أن تارك الصلاة
يحشر يوم القيامة مع فرعون؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ عليها
– أي الصلاة كانت له نورا وبرهانا يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور
ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ).
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى :
(وإنما خص هؤلاء الأربعة بالذكر
لأنهم رؤوس الكفرة ،وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله
أو ملكه
أو رياسته أو تجارته ؛فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع
فرعون ، ومن شغله عنه رياسة ووزارة فهو مع هامان ، ومن شغله عنها تجارته فهو مع
أُبيِّ بن خلف )
مكانة الصلاة في الإسلام
الصلاة هي الصلة بين العبد
وربه ومنزلتها من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة
له إنما موضع الصلاة في الدين كموضع الرأس من الجسد ))
وهي الركن الثاني بعد
الشهادتين بها يفرق بين المسلم والكافر فهي مظهر للإسلام وعلامة للإيمان وقرة العين
وراحة الضمير
قال صلى الله عليه وسلم : (( وجعل قرة عيني في الصلاة
))
فالصلاة عبادة تحقق دوام ذكر الله ودوام الاتصال به تمثل تمام الطاعة
والاستسلام لله والتجرد له وحده بلا شريك تربي النفس وتهذب الروح وتنير القلب بما
تغرس فيه من جلال الله وعظمته وتحلي المرء وتجمله بمكارم الأخلاق
فرضها الله على
المسلمين للثناء عليه بما يستحقه وليذكرهم بأوامره وليستعينوا بها على تخفيف ما
يلقونه من أنواه المشقة والبلاء في الحياة الدنيا
فيها يقف الإنسان بين يدي ربه
في خشوع وخضوع مستشعرا بقلبه عظمة المعبود مع الحب والخوف من جمال وجلال المعبود
طامعا فيما عنده من الخير وراغبا في كشف الضر وخوفا من عقابه الشديد .
صـــلاة الجماعـــة
صلاة الجماعة فضلها وحكمها وحكم من
تركها وصلى في بيته:
حكم صلاة الجماعة :
صلاة الجماعة فرض عين على الرجال
المكلفين القادرين حضراً وسفراً للصلوات الخمس؛ لأدلة كثيرة صريحة من الكتاب والسنة
الصحيحة ومنها ما يأتي:
1- أمر الله تعالى حال الخوف بالصلاة جماعة
.
2- أمر الله عز وجل بالصلاة مع المصلين والأمر يقتضي الوجوب .
3-
عاقب الله تعالى من لم يجب المؤذن فيصلي مع الجماعة فإنه حال بينهم وبين السجود يوم
القيامة .
4- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة مع الجماعة والأمر يقتضي
الوجوب .
5- لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى بعيد الدار في التخلف
عن الجماعة .
6- بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من سمع النداء فلم يأته
فلا صلاة له .
7- تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي صلاة الجماعة
.
8- تفقد النبي صلى الله عليه وسلم للجماعة في المسجد يدل على وجوب صلاة
الجماعة .
9- إجماع الصحابة رضي الله عنهم على وجوب صلاة الجماعة
.
فوائد صلاة الجماعة وفضائلها:
1- صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد
بسبعة وعشرون درجة
2- يزيد فضل صلاة الجماعة بزيادة عدد المصلين
3- التعبد
لله تعالى بهذا الاجتماع؛ طلباً للثواب، وخوفاً من عقاب الله، ورغبة فيما
عنده
4- الملائكة يدعون لمن صلى مع الجماعة قبل الصلاة وبعدها
5- فضل الصف
الأول وما من الصفوف في صلاة الجماعة
6- التعارف؛ لأن الناس إذا صلى بعضهم مع
بعض حصل التعارف، وقد يحصل من التعارف معرفة بعض الأقرباء، فتحصل صلته بقدر قرابته،
وقد يعرف الغريب عن بلده في قوم الناس بحقه.
7- التوادد، وهو التحابّ؛ لأجل
معرفة أحوال بعضهم لبعض، فيقومون بعيادة المرضى، وتشييع الموتى،
وإغاثة
الملهوفين، وإعانة المحتاجين؛ ولأن ملاقاة الناس بعضهم لبعض توجب المحبة،
والألفة.
حكم من ترك صلاة الجماعة :
1- ترك صلاة الجماعة من علامات
المنافقين ومن أسباب الضلال وهذا يدل على أن التخلف
عن صلاة الجماعة من علامات
النفاق
2- تارك صلاة الجماعة متوعد بالختم على قلبه وهذا التهديد لا يكون
إلى على ترك واجب عظيم
3- استحواذ الشيطان على قوم لا تقام فيهم
الجماعة
4- هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق البيوت على المتخلفين عن
صلاة الجماعة
وفي هذا دلالة على أن صلاة الجماعة فرض عين
.
حكـــم تـــرك الصــلاة
الأوقات التي حددها الله
ورسوله لا يحل للمسلم أن يقدم من صلاته جزاءً من صلاته قبل دخول الوقت ولا أن يؤخر
منها جزءا ً بعده فلا يحل للمسلم أن يقدم من صلاته جزءا قبل الوقت ولا أن يؤخر منها
جزءا بعده
فكيف بمن يؤخرون جميع الصلاة عن وقتها كسلاً وتهاونا وإيثاراً للدنيا
على الآخرة يتنعمون بنومهم على فرشهم ويتمتعون بلهوهم ومكاتبهم كأنما خلقوا للدنيا
كأنهم لا يقرؤون القرآن كأنهم لا يقرؤون
قول الله عز وجل : (فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)
كأن هؤلاء
المتهاونين كأن هؤلاء المتهاونين بصلاتهم لا يقرؤون
قول الله عز وجل : (فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً)
كأن هؤلاء المتهاونين في
صلاتهم لم تبلغهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في وعيد
من أضاع الصلاة أو لم
يبالوا بذلك
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الذي تفوته صلاة العصر
كأنما أهدر أهله وماله )
أي كأنما أصيب بفقد أهله وماله فسبحان الله ما أعظم
الأمر وما أفدح الخسارة الذي تفوته صلاة العصر
كأنما فقد أهله كلهم وماله كله
فأصبح أعزب بعد الأهل وفقيراً بعد الغنى هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا
ينطق عن الهوى تصوروا أيها الناس لو أن شخصاً من بينكم كان له أموال وأهل وكان
مسروراً في ماله
وبين أهله ثم أصيب بجائحة أتلفت أمواله وأهلكت أهله فماذا تكون
حال الناس بالنسبة له إنهم لا بد أن يرحموه ولا بد أن يواسوه في هذه المصيبة
ويقدموا له أنواع العزاء ومع ذلك وللآسف الشديد ترى كثيراً من
الناس تفوتهم
صلاة العصر وصلوات أخرى كثيرة لا يحزنون لذلك ولا يبالون بما حدث و إخوانهم
المسلمون يشاهدونهم على ذلك فلا يرحمونهم ولا يخوفونهم من عذاب الله وعقابه أيها
المسلمون إن أحداً لو أصيب بماله وأهله فقد أهله وماله فإن الخسارة عليه وحده
من
ترك الصلاة جاحداً لوجوبها مع علمه به ، فقد أجمع العلماء على أن من جحد وجوب
الصلاة أنه كافر كفر مخرج من الملة ، وأنه يقتل إن لم يتب
قال تعالى
:{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }
معنى الآية :
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة) : بتركها كاليهود والنصارى
(واتبعوا الشهوات) : من المعاصي
(فسوف
يلقون غيا) : وهو واد في جهنم أي يقعون فيه
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة
لرأسه فيثلغ رأسه – أي يشدخه – فيتهدده الحجر – أي يتدحرج – فيأخذه فلا يرجع إليه
حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ، فقلت :
سبحان الله ! ما هذان ؟ فقال جبريل عليه السلام (إنه الرجل ينام عن الصلاة
المكتوبةَََََََ)
مشكلة
التهاون في الصلاة أسبابها وعلاجها
– العواقب التي تصيب من يتهاون في
الصلاة:
الذين يتهاونون بصلاتهم ولا يبالون بها ليست العقوبة عليهم وحدهم بل
ربما تعم العقوبة جميع الناس واسمعوا الله تعالى وهو يقول : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )
إن الإنسان إذا أخر
الصلاة عن وقتها حتى خرج بدون عذر له فإنه لو صلاها ألف مرة لم يقبلها الله منه
فهؤلاء الذين يبقون على فرشهم حتى تطلع الشمس وهم يستطيعون أن يقوموا ويصلوا مع
الناس هؤلاء إذا قاموا بعد الشمس ثم صلوا الفجر فإنها لا تقبل منهم ولا تنفعهم ولا
تقربهم إلى الله ولا تبرأ بها ذمتهم لأنه لا عذر لهم فاتقوا الله عباد الله وأدوا
الصلاة في وقتها
– من أسباب التهاون في الصلاة:
إن مما يتهاون به بعض
المصلين الخشوع في الصلاة وهو حضور القلب وسكون الأعضاء فأما حضور القلب
فإن
كثيراً من المصلين إذا دخل في صلاته بدأ قلبه يتجول يميناً وشمالاً في التفكير
والهواجيس ومن العجب أنه لا يفكر في هذه الأمور قبل أن يدخل في صلاته وأعجب من ذلك
أن هذه الأمور التي يشغل بها قلبه أمور لا فائدة منها غالباً فهي لا تهمه في شؤون
دينه ولا دنياه ولكن الشيطان يجلبها إليه ليفسد عليه صلاته ولهذا تجد المصلي من
هؤلاء يخرج من صلاته وما استنار بها قلبه ولا غرت بها عينه ولا أنشرح بها صدره ولا
قوي بها إيمانه لأنها صارت عبادة لكنها حركات كحركات الآلة الأوتوماتيكية وإن هذا
الداء أعني الهواجيس في الصلاة لداء مستفحل ومرض منتشر ليس بين عامة الناس فحسب
ولكن بين عامة الناس وخواصهم حتى ذوي العلم والعبادة إلا من شاء الله
– علاج
التهاون في الصلاة:
لكل داء دواء ولله الحمد فإذا أحسست وأنت تصلي بالهواجيس
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم واستحضر أنك بين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة
الأعين وما تخفي الصدور وتدبر ما تقول في صلاتك وما تفعل فيها فلعل الله أن يذهب
عنك ما تجد .
* من التهاون في الصلاة عدم سكون الجوارح:
وأما
سكون الجوارح فإن كثيراً من المصلين لا تسكن جوارحه تجده وهو يصلي يعبث بيديه أو
رجليه أو عينيه أو رأسه يحرك يده ينظر إلى ساعته يعبث في لحيته يقدم رجله ويردها
يرفع بصره إلى السماء يلتفت يميناً وشمالاً وكل هذه من المنقصات التي تنقص الصلاة
وربما تبطلها إذا كثرت وتوالت بغير ضرورة واعلموا أيها الإخوة إن رفع البصر إلى
السماء في الصلاة ينافي الأدب مع الله عز وجل ولهذا كان حراماً على المصلي أن يرفع
بصره إلى السماء وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه تحذيراً بالغاً وقولاً
شديدا
فقال صلى الله عليه وسلم: ( ما بال أقوام يرفعون ابصارهم إلى السماء في
صلاتهم )
فاشتد قوله في ذلك حتى قال ( لينتهن ّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم )
وكثيراً من المصلين إذا رفع رأسه من الركوع رفع رأسه إلى السماء وهذا حرام عليه
وقد قال بعض أهل العلم إن الإنسان إذا رفع بصره إلى السماء وهو يصلي بطلت صلاته
ووجب عليه إعادتها فاتقوا الله عباد الله واحذروا من هذا الأمر الذي قال فيه النبي
صلى الله عليه وسلم قولاً شديداً واحذروا من هذا الأمر الذي حذركم منه نبيكم صلى
الله عليه وسلم فقال: (لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهن )
أما الحركة التي
لمصلحة الصلاة فهذه لا بأس بها بل هي مطلوبة فإذا كان فإذا كنت في الصف وبعد الناس
عنك وقربت منهم فلا حرج عليك في ذلك وكذلك إذا انفتح الصف أمامك فتقدمت إليه وأنت
تصلي فإنه لا حرج عليك في ذلك بل هو مطلوب منك ولهذا تحرك النبي صلى الله عليه وسلم
حينما أخر ابن عباس رضي الله عنهما وقد صلى إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فوقف
عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسه من ورائه فجعله عن يمينه وعلى هذا
فكل حركة يقصد بها تكميل الصلاة فإنها جائزة بل مطلوبة فاتق الله أيها المسلم في
صلاتك اتخذ الصلاة عبادة لا عادة أخشع فيها لربك أحضر قلبك وأسكن جوارحك فإن الله
يقول:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ
خَاشِعُونَ)
اللهم وفقنا جميعاً للقيام بعبادتك والإخلاص لك والمتابعة
لرسولك اللهم قنا من الزيغ والفتن والضلال والمحن أنك جواد كريم.
بعض
الحلول للاستيقاظ لصلاة الفجر
كثير من الناس يعاني من الاستيقاظ على صلاة الفجر
والحقيقة الكلام يطول للتحدث عنها وعن كيفية علاج هذه المشكلة ولكن هناك بعض الحلول
لهذه المشكلة لعل الله ينفع بها جميع المسلمين :
– المعاصي هي سبب الكسل ولذلك
الإنسان العاصي دائم الكسل وليس في الجنة نوم لأنه لا يوجد معاصي في الجنة وكثرة
المعاصي تكثر الكسل وقلتها تقلل الكسل فالمعاصي تجعل الإنسان لا يجاهد نفسه ضد
القيام بالطاعات ومنها صلاة الفجر فحاول الابتعاد عن المعاصي واستعن بالله أولا
.
– صلاة الفجر يجب للقيام عليها وجود المؤذن صاحب الصوت الجميل والعالي
فعدم الأذان في المسجد هو أحد الأسباب التي تقلل عدد المصلين في المسجد .
–
حاول النوم مبكرا وكحد أقصى الساعة 11 مساء واعتذر عن جميع المواعيد التي تكون بعد
الساعة 11 مساء .
– حاول أن تضع منبه ليوقظك وإذا لم تنفع هذه فضع أكثر من منبه
والفترة بين كل منبه والآخر خمس دقائق بحيث يدق الأول وبعد خمس دقائق يدق الثاني ثم
الثالث وهكذا وإذا كنت تشكو من أنك تقوم وتطفئ المنبه ثم تعود وتنام فحاول وضع
المنبه أو المنبهات في مكان بعيد عنك بحيث عندما تستيقظ لتقوم بإيقاف المنبه تكون
قد نشط قليلا .
– حاول إبلاغ أحد أصدقائك بأن يتصل عليك ليوقظك أو قم بوصية أحد
من أفراد أسرتك ليوقظك .
– عند النوم حاول النوم على وضوء مع ذكر أذكار النوم
والاستعانة بالله على الاستيقاظ للصلاة.
– حاول النوم على الجانب الأيمن لأنها
أفضل طريقة لراحة الجسم .
– حافظ على أذكار الصباح والمساء .
– حافظ على قيام
الليل وخاصة في الثلث الأخير من الليل .
– حافظ على صلاة سنة الفجر وهي ركعتين
قبل الصلاة فهي خير من الدنيا وما فيها .
– عند الاستيقاظ أستعذ بالله من
الشيطان الرجيم وقم وتوضأ لأنك إذا استعذت فكت العقدة الأولى
وإذا توضأ فكت
العقدة الثانية وإذا صليت فكت الثالثة .
– إذا لم تستيقظ لمدة شهر مثلا وأنت
تحاول الاستيقاظ بمحاولة جادة فعلا فلا تيأس وكرر وحاول أن تغير بعض الخطط
–
فمثلا بدل أن تضع المنبه قبل إقامة الصلاة بخمس دقائق اجعل التنبيه مع الأذان أو
قبل الأذان ( جرب ولا تيأس ) .
– لا تكثر العشاء بالليل ولكن خفف قدر الاستطاعة
.
– لا تكثر من أكل السكريات قبل النوم لأنها تزيد من الشهوة .
– غض البصر من
أقوى الأسباب لتقوية القلب وزيادة الهمة .
– تذكر فضل القيام لصلاة الفجر فمن
صلى الفجر في جماعة فكأنه قام نصف الليل
وتذكر فضل صلاة الجماعة بأنها أفضل من
صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة .
– ادع الله بإخلاص بأن يعينك للاستيقاظ لصلاة
الفجر .
الأذكار بعد الصلاة المفروضة
– استغفر الله استغفر الله
استغفر الله
– اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام
–
لا اله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
– لا حول
ولا قوة إلا بالله
– لا اله إلا الله لا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله
الثناء الحسن
– لا اله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
– اللهم
لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
– سبحان الله 33
مرة و الحمد لله 33 مرة و الله أكبر 33 مرة
وتمام المائة لا اله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
– لا اله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شي قدير .
( عشر مرات بعد
صلاتي الفجر والمغرب )
– قراءة آية الكرسي ( الله لا اله إلا هو الحي القيوم
…)
– قراءة سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد )
– قراءة سورة الفلق ( قل أعوذ
برب الفلق )
– قراءة سورة الناس ( قل أعوذ برب الناس )
( مرة بعد كل صلاة
إلا بعد صلاتي الفجر والمغرب فتقرأ ثلاث مرات )
فضــــل الذكــــــــر
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : قال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّم:
(( إنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِنْ بني آدم علَى سِتِّينَ
وثلاثمائَةِ مَفْصِلٍ ، فَمنْ كَبَّر اللَّه ، وحمِدَ اللَّه ، وَهَلَّلَ اللَّه ،
وسبَّحَ اللَّه واستَغْفَر اللَّه ، وعَزلَ حَجراً عنْ طَرِيقِ النَّاسِ أوْ
شَوْكَةً أوْ عظْماً عن طَرِيقِ النَّاسِ ، أوْ أمر بمعرُوفٍ أوْ نهى عنْ مُنْكَرٍ
، عَددَ السِّتِّينَ والثَّلاَثمائة ، فَإِنَّهُ يُمْسي يَوْمئِذٍ وَقَد زَحزحَ
نفْسَهُ عنِ النَّار ))
وعنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ ، عن
النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال :
«مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي
لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري .
ورواه مسلم فقال :
مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه
فِيهِ ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ .
وعنْ أبي هُريرةَ ، رضي اللَّه عنْهُ ،
أنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ :
(( يقُولُ اللَّه
تَعالى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عبدي بي ، وأنا مَعهُ إذا ذَكَرَني ، فَإن ذَكرَني في
نَفْسهِ ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي ،
وإنْ ذَكَرَني في ملأ ، ذكَرتُهُ في ملأ خَيْرٍ
منْهُمْ)) متَّفقٌ عليهِ.
وعَنْهُ قال : قالَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم :
« سبقَ المُفَرِّدُونَ » قالوا : ومَا المُفَرِّدُونَ يا
رسُول اللَّهِ ؟ قال : « الذَّاكِرُونَ اللَّه كَثيراً والذَّاكِراتُ » رواه
مسلم
من قال بعد الصلاة المفروضة :
سبحان الله 33 مرة والحمد لله 33 مرة
والله أكبر 33 مرة وتمام المائة لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير
غفرت خطاياه وأن كانت مثل زبد
البحر