التصنيفات
الصف الحادي عشر

الشورى في الإسلام -تعليم الامارات

• مقدمة..
الشورى ركن مهم من أركان الإسلام، لا بالمعنى الاصطلاحي وإنما بالمعنى اللغوي لكلمة ركن، فهي من أساسيات التوجهات الإسلامية في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الفردية، ناهيك عن أهميتها في نظام الحكم الإسلامي بحيث تعتبر البديل الإسلامي الناجع عن الديمقراطية الغربية تختزل كل إيجابياتها وتتنزه عن سلبياتها.
العرض :
ربما يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن الشورى إنما هي من النظم المستحدثة على أيدي الغرب، لكن الواقع التاريخي يؤكد أن الشورى كانت نظاماً معمولاً به – بشكل أو بآخر – منذ العصور القديمة الغابرة.
وقد ذكر القرآن الكريم عدداً من مصاديقها، نقتصر من ذلك على مثالين:
المثال الأول: ملكة سبأ إذ جاءها كتاب النبي سليمان (ع).
(قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري، ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون) سورة النمل: الآية 33.
الملأ في القاموس: أشراف القوم الذين يملأون العيون أبهة والصدر هيبة، والملأ كذلك هم الأشياع والأعوان. وهم هنا بشكل عام حاشية الحاكم وأعوانه ومستشاروه. وأفتوني تؤدي دونما أي تقصير معنى أشيروا عليّ. وواضح أنها كانت استشارة ملزمة للملكة، بما ألزمت به نفسها من قولها لهؤلاء الملأ: (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون).
ويظهر من هذا المثال أن الشورى كانت نظاماً متبعاً وسلوكاً شائعاً في المجتمع السبئي ونظامه الحاكم.
والمثال الثاني: فرعون مصر، عندما فاجأه موسى وأخوه هارون عليهما السلام بالدعوة إلى التوحيد وعبادة الله الواحد.
(قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحّار عليم) ) سورة الشعراء: الآيات 34-37.
وليس من الواضح إن كانت هذه الشورى الصورية ملزمة للحاكم في نظام فرعون أم لا، ولكنها تدل بشكل واضح على أن مفهوم الشورى كان موجوداً ومعروفاً في ذلك العهد، معمولاً به ولو بشكل صوري.
وقد قبل فرعون ما أشار به عليه الملأ في أمر موسى وأخيه هارون لسببين:
السبب الأول: لأن هؤلاء الملأ هم حاشية فرعون وأعوانه وأشياعه الذين كانوا ملتفين حوله، يعينونه في حكمه، فكان هواهم تبعاً لهواه، وكانت شوراهم تصب في مجال رغباته وما يذهب إليه من رأي أو تصرف؛ لأنهم الطبقة الأكثر انتفاعاً من هذا الحكم، بل هم المستأثرون بالنفوذ والجاه، وتأمين المصالح وتحقيق المنافع.
والسبب الثاني: لأن رأي هؤلاء الملأ – للسبب الموضح – أتى فعلاً في هذا المثال وفق هوى فرعون ورغبته، ليكون مخرجاً ديمقراطياً للبطش بموسى وهارون(ع) بشكل مبرر أمام شعبه.
وإذا تفحصنا حال العرب قبل الإسلام، سنجد دون عناء وبلا أدنى ريب، أن نظام الشورى كان معمولاً به لديهم، وخاصة في المجتمع المكي، وكان لأشراف قريش – حسب اصطلاح ذلك العصر، ولأصحاب النفوذ والجاه فيهم دار جامعة كانوا يسمونها (دار الندوة) فكانوا يتشاورون فيها لاتخاذ القرارات الصعبة، وخاصة قرارات الحرب وإقامة الأحلاف، ومن هذه القرارات المواقف التي اتخذوها من النبي (ص) ودعوته، وأهم هذه المواقف تلك التي نجمت عن الشورى المشهورة التي انتهت إلى الاتفاق بالاجماع على وأد الرسالة بقتل الرسول،واختاروا من جميع قبائلهم وبطونهم مائة شاب ليقوموا بتنفيذ هذه المهمة الخطيرة، وأمروهم أن يضربوه جميعاً بسيوفهم ضربة رجل واحد ليتفرق دمه في القبائل.
وفشلت المؤامرة وظهر الإسلام في الجزيرة العربية، ليرسي نظاماً للشورى، يختلف اختلافاً جذرياً عما عداه من النظم، نظاماً يشمل المجتمع بأسره، من أصغر نواة فيه وهو الفرد، مروراً بالأسرة، وصولاً إلى النواة الأكبر وهي نظام الحكم.
لقد أراد الإسلام أن يرتفع بالشورى عن مصاف الوضع القانوني الجامد، لتصبح سلوكاً أخلاقياً حيا، وعرفاً شائعاً فاعلاً في المجتمع، يعضد القانون ويكون سنداً شعبياً له، يشارك فيه جميع أفراد الأمة.
وقد بدأ الإسلام بالفرد، فأوحى إليه أن (لا ظهير كالمشاورة)، وأن (من شاور ذوي الألباب دُلّ على الرشاد)، وأنه (ما ضل من استشار)، وأن (من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل)، وأن (من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها).
وكل ذلك كيما يأخذ بيد الفرد المسلم، ليجعل الشورى ديدناً له ومنهجاً سلوكياً وأخلاقياً من مناهجه، يلجأ إليه في كل ما يعضله من الأمور، وما يعترض حياته الفردية والشخصية من عقبات.
وإذا خطونا مع الإسلام نحو عالم الأسرة المسلمة،نجد أن الشورى من الأدبيات الأخلاقية الأساسية في نظام الأسرة وحماية حقوق أفرادها.
قال تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنّ َبِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلاَدَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَآ ءَاتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة: الآية 233 .
لقد أوردنا آية الرضاع كاملة ليتبين القارئ جمال وكمال وشفافية نظام الأسرة بشكل عام في الإسلام، ونظام ارضاع الطفل كما بناه القرآن الكريم وارسته تعاليم النبوة،وكيف جاء نظام الشورى في الأسرة ضمن هذا النظام الشامل، ليزيد النظام الأسروي جمالاً وكمالاً وشفافية واتساقاً.
* الرضاعة الطبيعية التامة للمولود حولان كاملان، يتحمل خلالهما كل طرف من أطراف الأسرة مسؤولياته الواضحة كاملة وبعدالة تامة.
* لا يحق لأي من الطرفين وحده أن يوقف الرضاعة قبل تمام الحولين، فإذا ما طرأت ظروف أو برزت أسباب تستدعي الفطام (الفصال) وايقاف عملية الارضاع، فلا يجوز أن يتم ذلك إلا بعد تشاور وتراض الطرفين – الوالدة والمولود له – أو الوارث في حالة غياب أحدهما، وذلك حفاظاً على حقوق الطفل من جهة، ولإشاعة روح الشورى على اكبر وأوسع نطاق في المجتمع الإسلامي من جهة أخرى فإذا انطلقنا من الأسرة إلى نظام الحكم فسنجد أن الدستور الإلهي قد تعرض للشورى في آيتين واضحتين من آيات القرآن الكريم ترسخان المفهوم العام الأساسي لنظام الشورى وترسمان آفاقه وأبعاده.
نظام الشورى في الحكم الإسلامي..
نود بادئ ذي بدء أن نعترف أن الحكام المسلمين بعد رسول الله(ص) لم يعيروا أهمية تذكر إلى نظام الشورى أو على الأقل ضيقوا مفهومه وحاصروه ولم يعملوا بمقتضاه إلا في أدنى المستويات مما أدى إلى اختلاف علماء المسلمين فيما بعد ذلك في أحكام نظام الشورى بين نافٍ ومثبت، ومضيق وموسع ولا غرابة في ذلك الاختلاف بعد أن تحولت الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض، وعضّ استبداد الحكام بنابه الحاد الأمة كلها، ولم يزل ذلك سارياً فيها حتى عصرنا الحاضر.
ولهذا فقد غدا نظام الشورى غير مألوف لدينا، وكأنه غير مطلوب منا، وحتى إن ذكر فهو مجرد حبر على ورق تقرؤه العيون، أو كلام على منبر أو في خلوة، تسمعه الآذان علناً حيناً، وهمساً في أكثر الأحيان، دون أن يكون له في الواقع أثر ولا وجود في المجتمع الإسلامي.
ولن أتحدث في هذه العجالة عن أحكام تفصيلية لنظام الشورى في الحكم الإسلامي، لأن هذا خاضع – في الأصل – للتطور والتغير حسب مقتضيات الزمان والمكان.
وحسبي أن أقف عند آفاق وأبعاد مفهوم الشورى كما ورد بشكل مجمل في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم.
الآية الأولى قوله تعالى:
(فَبِمَـا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران: الآية 159.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الآية نزلت بعد أحداث معركة أحد بما خلفت من عبر ودروس.
وما يتعلق بهذه الآية من أحداث معركة أُحد أمران:
الأمر الأول: أن الرسول(ص) كان قد استشار أصحابه للخروج إلى موعد قريش بعد معركة بدر، فأشاروا عليه بالخروج الذي كان كارهاً له، فلبس النبي لامة حربه نزولاً عند مشورة أصحابه، لكن الأصحاب تذاكروا الأمر فيما بينهم، وتلاوموا على تسرعهم بالإشارة على الرسول بغير ما يرغب، فاعذروا له وأبدوا تراجعهم عن شوراهم، فقال(ص):
(ما ينبغي لنبي لبس لامة حربه أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه) وهكذا خرجوا إلى أُحد، وكانت الهزيمة المعروفة.
والأمر الثاني: أن النبي(ص) كان قبل المعركة قد وضع الرماة على ظهر جبل أُحد وأكد عليهم أن يلزموا أماكنهم وأن لا يتركوها سواء انتصر المسلمون في المعركة أم انهزموا، فلما رأى هؤلاء الرماة هزيمة المشركين، أخلى كثير منهم مواقعهم التي وضعهم بها رسول الله والتحقوا بالمسلمين يجمعون الغنائم، فاغتنم خالد بن الوليد هذه الفرصة السانحة والتف على المسلمين بعساكره من خلف جبل أُحد، مما أدى إلى تلك الهزيمة التي حلت بالمسلمين في هذه المعركة.
وفي هذا الجو من ظلال معركة أُحد، جاءت الآية الكريمة لتؤكد على الشورى، رغم النتائج التي نجمت عن تلك الشورى، وكأنها تقول للنبي: مزيداً من الشورى، فهي الدواء الناجع في النهاية، لأنها توحد الصف الداخلي، وتضفي على الأمة الأنس بقائدها، وتدعوها إلى الاندفاع بعزم وجدية لتنفيذ ما أشارت به ورغبت فيه، لأنه قرارها الذي اتخذته بملء إرادتها.
كما أن الآية دعت الرسول للعفو عن الرماة الذين أخطأوا بعصيان أمره في ظرف كانوا بأشد الحاجة إلى عفو الرسول عنهم والاستغفار لهم، بل واكثر من ذلك إشراكهم في الشورى في كل ما يهم الأمة، هذا السلوك النبوي الذي يعيد لهؤلاء مكانتهم بين المسلمين وثقتهم في أنفسهم، ويعيد اللحمة بينهم وبين الأمة والقيادة.
وهكذا نلاحظ أن هذه الآية الكريمة إنما جاءت في معرض بيان نفسيات الناس جميعاً وما يجيش في صدورهم من مشاعر، وهي غالباً مشاعر جياشة فياضة تصدر عن نفوس ضعيفة بشكل أو بآخر، تتأثر سلباً وإيجاباً بسلوك القائد تجاههم وطريقة تعامله معهم؛ وهذا يفسر كثيراً من مواقف النبي اللينة الحكيمة تجاه كثير من الناس مسلمين ومشركين.
ومن هنا.. ورغم أن النبي (ص) كان من النظام الأخلاقي في قمته العليا، ومن الليونة والحكمة في ذروتهما القصوى سلوكاً مع قومه، وتوجيهاً لهم، وكان أبعد ما يمكن أن يكون عن الخشونة والجفاء، وعن الفظاظة والغلظة، وهو القائل: (أدبني ربي بمكارم الأخلاق) – فقد جاء التوجيه الرباني له أن يعفو عن أخطاء قومه وهفواتهم، وأن يتغاضى عن فظاظة بعضهم وغلظة طباعهم، بل وأن يستغفر الله لهم، بل وأن يشاورهم في الأمر.
ماذا نفهم من الآية؟..
1- إن الأمر المطلوب التشاور فيه عام مطلق يشمل كل أمور الأمة إلا ما أخرجه الدليل من هذا العموم والإطلاق، كالأحكام الشرعية المبرمة المبتوت بها بنص من قرآن أو سنة، فمثل هذه الأحكام ليست محلاً للشورى، لأنها ليست محلاً للاجتهاد أصلاً، إذ لا اجتهاد في مورد النص، وحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) سورة الحشر، الآية7 .
أما كل ما عدا ذلك مما هو محل للاجتهاد من شؤون الحرب والسلام والسياسة والاجتماع والاقتصاد وما إلى ذلك، فانه من الأمور التي تلزم فيه الشورى وتكون محلاً لها.
2- إن مشاورة النبي لأصحابه، إنما كانت بمثابة جبر لخواطرهم، وهي تمثل عنصر جذب لأزّمة نفوسهم وتوحيد لصفهم واستخراج لمواهبهم وطاقاتهم، وذلك رحمة من الله والنبي بهم، كيما يقوى إيمانهم ويزداد تعلقهم بالنبي وحبهم له وطاعتهم وانصياعهم لقيادته الحكيمة، كما أنها من جهة ثانية تعويد لهم على التشاور فيما بينهم بعد النبي(ص) باعتبار الشورى – كما قدمنا- ركناً مهماً من أركان الحكم الإسلامي.
3- على أن الشورى غير ملزمة للنبي عقلاً ولا شرعاً.
أما شرعاً: فلأن نص آية الشورى يقول للنبي (فإذا عزمت فتوكل على الله).
ورغم اختلاف المفكرين حول هذا النص، فالأظهر أنها العزيمة المبنية على ما يعمله النبي سواء وافق الشورى أم خالفها ويكون المعنى: فإذا عزمت على أي من الأمرين – ما دعت إليه الشورى أو ما كان لديك من العلم خلاف الشورى – فأمضه وتوكل على الله.
وأما عقلاً: فلأن النبي معصوم لا ينطق عن الهوى، ولا يتكلم عن جهل، ولا ينوبه عجز عن حل أي معضلة، ولا ينقصه علم بأمر من الأمور، وغيره من الأصحاب الذين يستشيرهم ليسوا كذلك.
ولكن الحكمة والرحمة تقتضيان إمضاء الشورى ليكون لها أثر في نفوس المستشارين، فتطيب بطاعة القيادة قلوبهم.
ولذلك قال رسول الله(ص) بعد نزول هذه الآية (أما إن الله ورسوله لغنيان عنها، ولكن جعلها الله تعالى رحمة لأمتي، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً، ومن تركها لم يعدم غياً).
فمن منطلق الرحمة والحكمة كان رسول الله(ص) يشاور أصحابه في كل أمر يهمهم ويأخذ بمشورتهم، وكتب السيرة النبوية حافلة بالأمثلة التي تؤكد هذا الأمر.
4- إن كل ما توحيه الآية الكريمة عن مفهوم الشورى وأبعادها في عهد النبي(ص) ينطبق بكل أبعاده وآفاقه التي نوهنا عنها على عهود الأئمة المعصومين عليهم السلام، لو أن الأمة ألقت زمام أمرها إليهم، وأطاعت الله والرسول فيهم، وعنت وجوه المسلمين لهم بالانقياد والطاعة والولاء بعد رسول الله(ص).
الآية الثانية: قوله تعالى يصف المؤمنين:
(والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون * والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة، وأمرهم شورى بينهم، ومما رزقناهم ينفقون * والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) سورة الشورى: الآيات 37-39.

وواضح أنه لا قوام لمجتمع مسلم ما لم يتصف بكل هذه الصفات، وصفات أخرى غيرها كثيرة مبثوثة في آيات القرآن الكريم.
فإذا كان لأمة مسلمة أن يكون لها وجود صحيح سليم فاعل على ظهر الأرض، وإذا كان لمجتمع مسلم أن يكون المجتمع القائم بالعدل، الداعي إلى الحق، الشاهد على الأمم، فلابد أن يتمتع بكل هذه الصفات الأساسية المهمة، ومن بينها مفهوم الشورى بآفاقه وأبعاده.
والذي لا شك فيه ولا ريب أن هذه الآية إنما تشير إلى نظام الشورى بين المسلمين بعد عهد رسول الله(ص)، في حال عدم الانصياع لأمر الله ورسوله في استخلاف المعصومين(ع)، وإلقاء زمام أمور الأمة إليهم.
فالشورى حسب هذه الآية – ركن من أركان الحكم الإسلامي بعد المعصوم من نبي أو أمام، سواء في حضور الإمام أو بعد غيبته.
وللموضوع جوانب متعددة سنتناول بعضها في هذا البحث.
الجانب الأول: تعيين وعزل الحاكم:
يتجاذب الإنسان الاجتماعي في حياته الدنيوية عاملان: عامل حريته الشخصية كفرد، فهو من هذا الجانب مسلط على نفسه وماله، حرّ التصرف فيهما، وعامل انقياده لقانون المجتمع ومقتضياته الضرورية التي تفرض عليه التنازل عن بعض هذه الحرية مقابل حماية وضمان البعض الآخر.
إن الأصل المقرر في المجتمع الإسلامي أن لا سلطة لأحد من الناس أياً كان على آخر، وأن الناس (مسلطون على أموالهم وأنفسهم).
هذه قاعدة عامة لا يستثنى منها إلا ما اقتضته الضرورة الاجتماعية أو نص عليه الشرع المقدس.
فإذا اقتضى تشكل المجتمع وقيام الأمة – كما هو الواقع في كل زمان ومكان بعد الإسلام – وجود حكومة تتصرف في أنفس الناس وفي أموالهم فلابد أن يكون نصب تلك الحكومة إما بنص من الله ورسوله أو بتفويض صحيح من الناس.
فالمعصوم من نبي أو أمام يعينه الله سبحانه وتعالى وينص عليه، وله أن يتصرف بأنفس الناس وأموالهم كما تقتضي مصلحة الأمة وتنفيذ أحكام الشريعة لقوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) سورة الأحزاب، الآية 6. وقوله(ص) في غدير خم مخاطباً المسلمين: (ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه) أخرجه الطبراني وابن جرير والترمذي والحاكم في المستدرك، والذهبي في التلخيص .
وغير المعصوم من الناس أمر التفويض إليه، وتسلطه على التصرف بأنفس الناس وأموالهم منوط بهؤلاء الناس أنفسهم، في جو من الحرية التامة والمنافسة الشريفة والانتخاب الصحيح من عامة الناس.
وعلى هذا فالناس مخولون بأن يعينوا عليهم حاكماً يفوضونه ببعض السلطات على أنفسهم وأموالهم حسب الأسلوب الذي يرونه، ومخولون بعزله كذلك إذا أخل بهذا التفويض.
ولا نريد أن ندخل في تفصيلات هذا الموضوع، لأنها قد تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان لآخر.
الجانب الثاني: الشورى بين الحاكم المنتخب وبين الأمة..
ليس من صالح الأمة أن تفوض الحاكم الذي تنتخبه بصلاحيات مطلقة ولا استثنائية، ولا تفعل أمة ذلك بمحض اختيارها، وليس من حق الحاكم المنتخب أن يطالب الأمة بتفويضه بصلاحيات مطلقة ولا استثنائية خلال فترة حكمه أو جزء منها.
فالحاكم المسلم مسؤول أمام الله وأمام الأمة عن رعاية الأحكام الشرعية الثابتة التي لا خلاف حولها، ولا يحتاج في إمضاء هذه الأحكام إلى الشورى.
ثم إنه بعد ذلك مسؤول أمام الله وأمام الأمة عن رعاية الشؤون العامة للامة – فيما لا نص فيه – عن طريق نظام الشورى التي ينبغي إشادة مؤسساتها واعطائها الدور الفاعل في بناء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعلمية وسواها للأمة، بحيث تكون (خير أمة أخرجت للناس) سورة الأحزاب، الآية 6.
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤدي دورها الوسطي بين الأمم، لتكون الأمة القائدة والداعية والشاهدة على بقية الأمم والشعوب: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً سورة آل عمران، الآية 110.
إن الشورى حق للأمة وواجب على الحاكم، ينبغي ان يمارس من قبل كل منهما بشكل شامل وسليم لمصلحة كل منهما، وهو في نفس الوقت حق للحاكم على الأمة، وعليها أن تؤديه بجدية وعقلانية، وضمن نظام مدروس وواضح، يتم من خلال مساعدة الحاكم على تلمس مصالح الأمة والسعي إلى تحقيقها، ويعصمه من التجاوز على حقوق الناس أو التقصير في رعايتها.
إن منح الحاكم المشورة والنصح عبر المؤسسات القائمة، من مجالس الشورى ووسائل الإعلام المختلفة من مقروءة ومسموعة ومرئية، والجماعات والأحزاب والتيارات السياسية التي تمثل كافة شرائح الأمة، والنقابات المهنية، والاتحادات الطلابية والعمالية والنسائية وسواها… وإن قبول الحاكم لهذه المشورة والنصح، والأخذ بها يجعل من الأمة ظهيراً قوياً وسنداً متيناً للحاكم، كما يجعل من الحاكم رمزاً لوحدة الأمة، ووحدة قراراتها في كل الشؤون الداخلية والخارجية على السواء، وينير لها طريق تقدمها ويكون سر نجاحها على كافة الصعد.
الجانب الثالث: حرية الرأي..
غني عن البيان، أن إشاعة مفهوم الشورى – كما قدمنا – من أصغر إلى أكبر نواة في المجتمع الإسلامي، ونجاح هذا المفهوم في ترسيخ آفاقه وأبعاده وطيفه الواسع في الأمة، يقتضي كشرط أساسي ضمن حرية الرأي ضماناً قانونياً وأخلاقياً، فلا يعاقب مشير على رأي أبداه أو مشورة أدلى بها، ولا يهزأ به أو يصغر من شأنه، ولا يحرم حقاً من حقوقه، ولا تجري ملاحقته لا مادياً ولا معنوياً، ولا يمارس عليه أي ضغط لتغيير رأيه، بل وأبعد من هذا كله أن لا يهمل رأي أبداه فرد في الأمة.
ومن الضرورة بمكان الإشارة إلى أن المؤسسات الاستشارية والاعلامية والأحزاب والتيارات السياسية والاتحادات والنقابات وسواها لا يجوز أن تحجب عن الحاكم رأي الأفراد الذين لا ينتمون – لسبب أو لآخر – لأي من هذه المؤسسات، فلكل فرد في الأمة أن يكون له رأي في شؤون أمته، وينبغي أن يصل هذا الرأي إلى أصحاب القرار في الأمة، ليدرس ويؤخذ بكل رأي صالح من هذه الآراء.
وفي المقابل، يشترط لضمان الاستفادة من الرأي أن يصدر عن حسن نية، ومن مختص في الأمر الذي يبدي الرأي فيه، وأن يهدف لتأمين المصلحة العامة للأمة، وأن لا يرافقه عنف ضد الأمة أو الحكومة أو مؤسساتهما القائمة.
الجانب الرابع: صفات أهل الشورى..
إذا كان من حق كل فرد في الأمة أن يشارك في انتخاب الحاكم الذي سيتولى السلطة على أنفس الناس وأموالهم، وأن يشير عليه فيما يراه صواباً في أي أمر من الأمور، فهل من واجب الحاكم أن يستشير كل فرد من أفراد الأمة في كل شأن من شؤونها؟
وجواباً على هذا السؤال نقول: إذا كان الاشتراك في انتخاب الحاكم الذي يجري مرة واحدة كل عدة سنوات أمراً ممكناً وميسوراً لكل فرد في الأمة بل ومفيداً أيضا، فانه ليس كذلك فيما يتعلق باستشارة الحاكم لجميع أفراد الأمة بشكل مباشر وفي كل الشؤون، رغم أن ذلك هو الأصل.
والممكن في هذا المجال استشارة كل فرد في الأمة بشكل غير مباشر، عن طريق تخويل الأمة بجميع أفرادها انتخاب مجالس الشورى التي تتولى هذه المهمة نيابة عن كل فرد في الأمة.
وأعضاء هذه المجالس لابد أن يتصف كل منهم بصفات تؤهله لأن يكون من أصحاب الشورى.
ولن نتعرض في هذا البحث المختصر لجميع الصفات التي تؤهل لدخول مجالس الشورى، ولكنا سنشير إلى بعضها:
* العقل: لقوله(ص): (استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا) وسائل الشيعة، ج8، ص409.
* العلم: والمقصود به هنا جميع أنواع العلوم، لا الدينية منها فقط، لقوله(ص) (شاوروا العلماء الصالحين).
* التقوى: للقيد الذي مر في الحديث السابق (الصالحين) ولقوله(ص): (شاور المتقين الذين يؤثرون الآخرة على الدنيا ويؤثرون على أنفسهم في أموركم)، وقوله (اجعل مشورتك فيمن يخاف الله تعالى).
* الخبرة والتجربة: لقوله(ص) (خير من شاورت ذوو النهى والعلم وأولو التجارب والحزم).
* الحزم: للحديث الذي مر، ولقول علي(ع): (مشاورة الحازم ظفر).
* وكذلك ينبغي أن نبعد عن مجالس شورى الأمة ذوي المعايب وأصحاب الأخلاق الذميمة – مثل البخيل والجبان والحريص والكذاب والجاهل واللجوج والأحمق والماجن وسواهم.
* أما البخيل والجبان والحريص فلقول علي(ع) في عهده لمالك الاشتر عندما ولاه على مصر (ولا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن القصد ويعدك الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الأمور، ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله).
* وأما الكذاب فلقول علي(ع) (لا تستشر الكذاب فانه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب).
* وأما الجاهل فلقول علي(ع) (جهل المشير هلاك المستشير).
* وأما اللجوج فلقوله(ع) (اللجوج لا رأي له).
* وأما الماجن والأحمق فلقوله(ع):(… فأما الماجن فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله، ولا يعينك على أمر دينك، ومقارنته جفاء وقسوة، ومدخله ومخرجه عليك عار. وأما الأحمق فانه لا يشير عليك بخير، ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه، وربما أراد منفعتك فضرك، فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه).
الجانب الخامس: واجبات وحقوق المشير..
لهذا الجانب من البحث أهمية، ولكنا لا نملك إلا أن نمر به دون استغراق فيه ولا تفصيل مشيرين إلى بعض ما يتوجب على المشير وما يترتب له من الحقوق.
فمن الواجبات:
– النصح في المشورة؛ لقول النبي(ص) (من استشاره أخوه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه).
– الاجتهاد في استخلاص الرأي؛ لقول علي(ع) (على المشير الاجتهاد في الرأي، وليس عليه ضمان النجاح).
– عدم مخالفة توجهات الشريعة ومقاصدها؛ لقول علي(ع) (شر الآراء ما خالف الشريعة).
ومن الحقوق:
– قبول مشورته؛ لقول النبي(ص) (إذا أشار عليك العاقل الناصح فاقبل منه وإياك والخلاف عليه).
– أن لا تتهمه؛ لقول علي بن الحسين(ع): (حق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه).
– أن تشكره؛ لقول علي بن الحسين(ع): (… ولا تدع شكره).
– أن تكافئه؛ لقول علي بن الحسين(ع): (…قبلت ذلك منه بالشكر والإرصاد بالمكافأة في مثلها…).

• ختام البحث..
وعلى العموم، فإن نظام الشورى هو ديمقراطية الإسلام في الحكم والمجتمع، وهو من صفات المؤمنين وبدونه لا يكونون كاملي الإيمان، وهو صمام الأمان للحكومة الإسلامية يعصمها من الطغيان والاستبداد، يقود الأمة الإسلامية في دروب السداد والرشاد ويبعدها عن مهاوي الانحدار والسقوط. وليس من قبيل الصدفة أن تسمى سورة كاملة من القرآن الكريم باسمه.
قال النبي الكريم(ص): (ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم).
وقال: (إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاؤكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاؤكم ولم يكن أمركم شورى بينكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها).
اللهم اجعل أمراءنا خيارنا، وأغنياءنا سمحاءنا واجعل أمرنا شورى بيننا ولا تسلط علينا شرارنا وبخلاءنا ومن يستبد بأمورنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين…

• المراجع:
وسائل الشيعة، ج8، ص425- بحار الانوار، ج72، ص105-غرر الحكم، ص442- بحار الانوار، ج72، ص105- بحار الانوار، ج72، ص104- سيرة المصطفى (نظرة جديدة) ص391. السيرة الحلبية، ج2، ص232-إرشاد القلوب ـ ص160 ـ باب 49 ـ وفي بحار الأنوار ـ ج17، ص4- بحار الأنوار، ج2 ص272 – تفسير التستري، ص28- تفسير التستري، ص28- نفس المصدر -غرر الحكم: ص442- نفس المصدر- مستدرك الوسائل، ج8، ص439، وبحار الأنوار، ج72، ص99-غرر الحكم، ص442-غرر الحكم، ص73- المصدر، ص65- أصول الكافي، ج2، ص376-أدب المفرد. ص40-غرر الحكم، ص443-غرر الحكم، ص443- بحار الأنوار، ج72، ص105- بحار الانوار، ج72، ص105- مستدرك الوسائل، ج11، ص166- نفس المصدر- بحار الانوار، ج75، ص105- تفسير، أبو الفتوح، ج3، ص328.

جزاك الله خيرا أيها الشبح اللعين

مشكووووووووووووووور

يسلموووووووووووووو …

مشكوووووووووووووور أخوووي عـــــــ الطرح الحلو
و يسلمووا

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن الشورى والزواج للصف الحادي عشر

حيـآآآكم

تفضلــوو ,,

بالمرفقـآآآت

الملفات المرفقة

الزواج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
هذا بحث الدين واتمنى انه يعجبكم……….

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله,
وبعد :
هذا وبين أيدينا موضوع من الأهمية بمكان, يحتاج إلى التفقه فيه كل شخصٍ فهو موضوع يهم الوالد والولد, ويهم الأم والبنت, ويهم الزوجة والزوج, ويهم الطفل والجارية, فكل له فيه نصيب وكلٌّ قائم فيه بدور, أله وهو موضوع "آداب التعامل بين الزوجين" أردت طَرْقَ هذا الموضوع حتى يعرف كلٌّ الذي له والذي عليه, وكيف يتعامل مع غيره على ضوء كتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وسيرة سلفنا الصالح رحمهم الله, فيسير فى حياته سيراً رشيداً سالكاً السبيل المثلى والصراط السوي المستقيم الموصل إلى جنات النعيم

1

التواصل العاطفي بين الزوجين

التواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين، فالعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة، وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت ، وتصبح رماداً لا فئ فيها ولا ضياء.
وهذه المشكلة هي أخطر ما يصيب الحياة الزوجية، ويحدث في صرحها تصدعات وشروخ، وعلى الزوجة أن تعطي هذه المشكلة كل اهتمامها لتتغلب عليها، حتى تكون علاقتها بزوجها علا تواصل دائم، وحب متجدد.
وبداية العلاج تكون بمراجعة كل منهما لما عليه من واجبات تجاه الآخر، فلعل المشكلة قد بدأت من هذه الزاوية، إلا أن الحياة الزوجية لا تقف عند هذا الحد، فالعلاقة الزوجية هي علاقة إنسانية، وليست علاقة آلية، فالرباط بينهما حبل متين، يشكل ركناً أساسيا في الحياة الزوجية.
والعاطفة علاقة متبادلة بين الزوجين، فالزوج يحرص على أن يشعر زوجته بحبه لها، وعلى الزوجة أن تبادله هذه المشاعر الطيبة، وتعلن له عن حبها إياه، وللعاطفة الصادقة سحر على حياة الزوجين، فهي تحول الصعب سهلاً، وتجعل البيت الصغير جنة يسعد بها الزوجين والأبناء،
ولهذه العاطفة طرق تعرفها جيداً المرأة الذكية، والكلمة الطيبة أيسر هذه الطرق.
فالمرأة الحكيمة هي التي تشعر زوجها بحبها له، وتكبره في نظرها، وأن تعوده من أول أيام زواجها على طيب الكلام، فذلك هو الذي يغذي حياتهما الزوجية، ويجعلها تثمر خيراً وسعادة؛ فالحب إحساس وشعور تزكية الكلمة الطيبة، والاحترام المتبادل، ومبادلة كلمات الحب والمودة، فلا يمنع حياء الزوجة أن تبادل زوجها الكلمات الرقيقة والمشاعر الرقيقة، وعلى الرجل أن يشجع زوجته على ذلك؛ بكلماته الرقيقة، وأحاسيسه الصادقة نحوها..ولتكن ساحة الحب رحبة بينهما، ففيها يتنافسان؛ أملاً في سعادة حياتهما في الدنيا، ورجاءاً في أجراً الله في الآخرة.
وفوق كل ذلك فإن الحساسية عند الزوجة قد تفسد هذه العلاقة، فعليها إذن أن تكون هي صاحبة القلب الكبير الذي يتغاضى عن هفوات الزوج، وهي بهذا المسلك تكبر في عيني زوجها.
وعلى المرأة أن تتزين لزوجها بقدر استطاعتها، وقد سئل صلى اله عليه وسلم:أي النساء خير؟ قال(التي تسره إذا نظر إليها..).
وهناك أمور على قدر كبير من الأهمية قد تغفل كثير عنها من الزوجات، ظناً منهن أن الكلام الطيب والعلاقة الحسنة هي السعادة فحسب، لا… بل هناك البيت النظيف الهادئ، الذي يحتاج إلية الزوج ليستريح فيه من عناء عمله،
وهناك أيضاً مائدة الطعام المعدة إعداداً جيداً، كل هذه الأمور تهم الزوج، بل إن التقصي فيها يكون مكدراً من مكدرات الحياة.

2

على الزوجة أن تكون معينة لزوجها على نوائب الدهر، فتقف إلى جواره، وتخفف عنه متاعب الأيام، ولها في سيرة الصالح قدوة، فعن أنس قال:اشتكى ابن لأبي طلحة(أي:مرض) فمات، وأبو طلحة خارج البيت، ولم يعلم بموته، فلما رأت امرأته أنه قد مات، هيأت شيئاً فنحته( أبعدته) في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة، قال: كيف الغلام؟ قالت: هو أهدأ مما كان، أرجو أن يكون قد استراح.
فظن أبو طلحة أنه شفي، ثم قربت له العشاء، ووطأت له الفراش فجامعها، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته بموت الغلام، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم،ثم أخبره بما كان منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعلة أن يبارك الله لكما في ليلتكما). فرزقهما الله ولداً، وجاء من ذريته 9 أولاد كلهم قرءوا القرآن وحفظوه.
وعلى المرأة أن تداوم على الحديث في أوقات مناسبة مع زوجها، فتتعرف أحواله، وما تعرض له في حياته اليومية، فذلك يقرب المرأة لمن زوجها، ويشعره بقيمته وأهميته.
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر(يعني:سنة الفجر)، فإذا كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة(أي يقام)
التفاهم بـين الزوجين:
(الله -سبحانه- قد فطر الناس على طبائع مختلفة وأخلاق متباينة، فقد يحب أحد الزوجين ما لا يحبه الآخر، وقد يكره مالا يكرهه الآخر.. وقد تجد الزوجة اختلافًا بينها وبين زوجها في طريقة الكلام أو المحادثة، أو اختلافًا بينهما في طريقة الملبس، أو أنواع الطعام، أو في تنظيم حاجيات المنزل، أو في مواعيد النوم.
ولا يكون التوافق بين الطباع المختلفة إلا بحب يُلين الزوج للزوجة، والزوجة للزوج، عندئذ يصل الزوجان إلى قدر التوافق النسبي الذي لا يشعر معه أي منهما بإهدار شخصيته أو كرامته، فعلى الزوجة أن تصبر على اختلاف طباع زوجها عن طباعها وكذلك الزوج، فتلك خصال شبَّ عليها كل منهما، وسرعان ما يتعرف كل منهما على ما يريح الآخر، فيفعله أملاً في إرضاء نصفه الثاني، وتلك مرحلة على طريق التوافق بينهما.
وعلى المرأة الفطنة أن تعرف ما يناسب زوجها من الثياب، والألوان التي تليق بملابسه، والزي اللائق به في كل مناسبة؛ مما يحفظ له هيبته ووقاره، وأن تهتم بطعام زوجها، فتتعرف على أنواع الطعام التي يفضلها، وتحرص على تقديمها إليه، ولتعلم وقت تناول زوجها لوجباته فلا تتأخر عن موعده، وتقدم له الطعام بالكيفية التي يحبها، سواء في طريقة إعداده، أوفي شكل تقديمه.
والمسلمة تنتظر زوجها حتى يعود من عمله وإن تأخر، فلا تنام حتى تطمئن على قدومه، فتحسن استقباله، وتعد له طعامه، وتحادثه فيما يدخل السرور على قلبه، وتؤنسه حتى يخلد إلى فراشه، وهي تجتهد في الاستيقاظ مبكرًا، وتوقظ زوجها وأبناءها لصلاة الفجر، لتبدأ بالخير يومها ويومهم، ثم تعد للجميع طعام الإفطار، وتودع زوجها بشوق وحنان عند خروجه إلى عمله، وتوصيه بتحري الكسب الحلال.. ثم تقوم بواجبات المنزل وتهيئته ليكون واحة للسكينة والهدوء والاطمئنان.( (1)

1- www.3roosbain.com

3

كيفيه التعامل مع الخلافات الزوجيه
((بما أن الاختلاف بين الزوجين أمر لا مفر منه، فكيف يمكن التعامل مع الخلاف بينهما؟ د.المصري: إن إدارة الخلاف بين الزوجين بمعنى أدق تكون على مرحلتين: المرحلة الأولى: قبل الخلاف، والثانية: أثناء الخلاف.
وعن المرحلة الأولى وهي قبل الخلاف: يجب أن نضع نقاطاً يتفق عليها الزوجان تكون علاجاً قبل أن يصل الأمر إلى الخلاف.
من وجهة نظري هناك ثماني نقاط لو اتضحت والتزم بها الزوجان فإنها ستحد بشكل كبير من الوصول إلى الخلاف، وهذه النقاط هي:
1- حسن الظن: ليس كل فعل يقوم به الإنسان- وبالذات بين الزوجين- على الطرف الآخر أن يؤوله بأنه أراد به كذا وكذا، حتى في أشد حالات الغضب، ولنا في نبينا صلى الله عليه وسلم خير مثال، فقد روى الإمام مسلم أن عائشة رضي الله عنها غضبت، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "ما لك جاءك شيطانك؟ فقالت: وما لك شيطان؟ قال: بل، ولكني دعوت الله فأعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بالخير.
لم يكبر الرسول صلى الله عليه وسلم الموضوع، ولم يؤوله بسوء ظن، ولم يصعّد المسألة بينهما، وإنما تعامل مع سؤالها على أنه سؤال حقيقي، وأجاب إجابة حقيقية، فحسن الظن هنا جعل الزوجين يتجاوزان خلافاً محتملاً، ولم يدع للشيطان الفرصة كي يلعب في أذهان الزوجين، فلابد من حسن الظن كحائط صد أو يحول دون الخلاف.
2_ الصراحة:
وهذه نقطة مهمة أيضاً، وغالبا ما يكون عدم الصراحة سبباً في تعاظم مشكلة كانت صغيرة ويمكن إنهاؤها من البداية، فحين يجد أحد الزوجين أمراً ما لم يعجبه أو لم يفهمه، فعليه المبادرة بمصارحة الطرف الآخر حوله حتى تتضح الصورة، ويزول اللبس.
3_تقدير الأمور بقدرها:
وهذا له شقان: الأول: عدم تكبير المشكلة وإعطائها أكبر من حجمها، فكثيراً ما رأينا مشاكل تافهة نتج عنها نتائج عظيمة.
أما الثاني: عدم ربط المشكلات ببعضها، فلو حصلت مشكلة بين زوج وزوجته في أمر من الأمور، ثم انتهت هذه المشكلة واستمرت الحياة، ثم حدثت بعد ذلك مشكلة أخرى، لا داعي حينها لاستحضار المشكلة القديمة لتكبير حجم المشكلة الجديدة، وإنما يتم تقدير المشكلة الجديدة بقدرها، وتعالم بمثل قدرها، وأن نقدر الأمور بقدرها.
4_الحفاظ على أسرار البيت: كثيراً ما يكون سبب الخلاف هو قيام أحد الزوجين بإفشاء أسرار حياتهما الزوجية، أو كثرة الحديث عن دواخلهما.
وبتر مثل هذا الحديث من أساسه كفيل باجتناب خلافات كثيرة ما كانت لتنشأ لو حفظ الزوجان أحداث حياتهما بينهما.
5_تغليب حالة الأريحية والانشراح:
حين يكون الأصل دائماً حالة انشراح الصدر والأريحية في التعامل في الحياة العادية تصبح الأمور أقل ضرراً حين يقترب الخلاف، ويكون التحكم في الأعصاب أسهل حيث يكون الإنسان منشرح الصدر ومستعداً للراحة وليس والخلاف.
4

6_الحوار الدائم والتشاور: إن الله سبحانه وتعالى ذكر في مسألة فطام الطفل أن الأمر بين الزوجين يكون عن تراضٍ وتشاور.
قال الله تعالى: " فإن أراد فصالاً عن تراضٍ منهما وتشاور فلا جناح عليهما".
فإذا كان الله عز وجل يوجهنا إلى مسألة التشاور والتراضي بين الزوجين في مسألة الفطام وهي مسألة صغيرة، أليس من الأولى أن يكون الحوار الدائم والتشاور هو منهج الحياة بين الزوجين؟
وهذا المنهج منهج حياة يتعدى كثيراً نقاط الخلاف، ويجعل تجاوزها سهلاً ميسراً.
7_الاستفادة من أوقات الفراغ في تعميق العلاقة الزوجية:
كثيراً ما يكون الزوجان منهمكين في حياتهما وفي أمورهما، ولم يهتما كثيراً بتعميق العلاقة بينهما، ولو استطاع الزوجان الاستفادة من أوقات فراغهما مهما كانت قليلة في تنقية العلاقة وتصفيتها وتعميقها بينهما لاستطاعا أن يغلقا باباً واسعاً من أبواب الخلاف.
8_ الاعتناء بما يسمى بالثقافة الزوجية: الثقافة في كيفية التعامل، كيفية مراعاة الطرف الآخر، احترام الطرف الآخر، أسلوب النقاش، آداب الحوار، كيفية إدارة النقاش، الخلاف، كيفية إدارة الأسرة، كيفية التعاون في تربية الأولاد، وما إلى ذلك من موضوعات.
هذه الثقافة يفتقدها عادة أكثر من 90% من المتزوجين، وهم يفتقدون هذا لأنهم يظنون أنهم أكبر من أن يقرؤوا أو يتثقفوا فيها، مع أنه في الواقع من المهم جداً أن يكون لدى الزوجين ثقافة في مثل هذه الأمور.
وهذه نقاط يجب مراعاتها حتى لا يقع الزوجان في الخلاف
الفرحة: ما الذي يجب على الزوجين أثناء الخلاف؟
د.المصري: بعد كل ما سبق إذا حدث الخلاف فليكن حينها خلافاً راقياً، خلافاً يستوفي آداباً يرقى بها الزوجان إلى مصاف العقلاء، خلافاً ليس جنوناً، ولا فيه غضب زائد، ولا فيه تجاوز أو قلة أدب.
وكي يكون الخلاف خلافاً راقياً على كل طرف مراعاة النقاط الست التالية:

1_الحكم بطريقة صحيحة: وكي يحكم المرء حكماً صحيحاً عليه أن يضع نفسه مكان الطرف الآخر، وأن يقدر ظروفه وإمكانياته، ثم بعد ذلك يحكم عليه، هذه القضية الأولى، وهي أن يتساءل الإنسان دوماً حين الخلاف: لماذا الطرف الآخر قال كذا؟ ولماذا تصرف بهذه الطريقة؟ ما الظروف التي أدت به إلى هذا الفعل؟ لو استطاع الزوجان أن يفعلا هذا فعلاً سيقدر وقتها كل طرف وجهة نظر الآخر، وسيفهم أسباب ما وصل إليه، وهذا سيحد كثيراً من الخلاف.
2_ الإمساك عن تأجيج الخصام:
حين تتقد شرارة الخصام على الطرفين أن يمسكا عن تأجيج الخصام، فيبدآن بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ويحرصان على ضبط النفس، وكظم الغيظ، والامتناع عن الوصول إلى مرحلة الغضب الشديد.
3_أن لا يجر الخلاف إلى استدعاء خلافات سابقة:
وكأن الموقف تصفية حسابات، هذه النقطة مهمة جداً، وهي أن لا يجر الخلاف إلى استدعاء خلافات سابقة يُزج بها في حلبة الصراع، وإنما يُكتفى بالخلاف الموجود.
5

4_ تقدير الخلاف بقدره في القلب: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت على غضبي". قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: " أأما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك.. رواه البخاري ومسلم.
هنا يكمن تقدير الخلاف بقدره، فالسيدة عائشة أخبرتنا بأن أقصى ما تفعله في قلبها حين الخلاف مع النبي صلى الله عليه وسلم هي أنها تهجر اسمه فقط، ولا يتعدى الأمر أكثر من ذلك.
على القلب إذن أن يكون منتبهاً لحجم المشكلة، وألا يترك لها المجال والمساحة لتكبر وتتجاوز.
5_تحري الزوجين ما يجري على ألسنتهما:
كاجتناب السباب والإهانة أو ما من شأنه تحقير الآخر وتسفيهه، فغالباً ما تنتهي كل الخلافات وتنتهي كل المشاكل ويبقى: أنتَ قلت لي كذا، أنتِ قلت لي كذا، أنتَ حقرتني بكذا، أنتِ أهنتني بكذا، فتبقى هذه الأشياء تنغص عليهما حياتهما.
إن الشتائم والسباب يجب أن لا تأتي على لسان الإنسان من الأساس، فالمسلم ليس طعاناً ولا لعاناً ولا فاحشاً بذيئاً، ومن باب أولى أن لا يكون هذا الأمر بين الزوجين.
6_استحضار "وإذا ما غضبوا هم يغفرون":
إن الله عز وجل لم يذم إنساناً لعدم تحليه بالحلم، ولم يمدحه لعدم غضبه، ولكنه في التعامل مع الغضب امتدح الذين يغفرون عند الغضب، فقال تعالى في وصف المؤمنين: " والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون".
إن الغضب شعور من الصعب تجاوز وقوعه من الإنسان، لذلك لم يمتدح الله عز وجل غير الغاضبين، وإنما امتدح الذين إذا ما غضبوا هم يغفرون وأعلى من شأنهم، هذه المغفرة مهمة بين بني البشر، وتزداد أهميتها بين الزوجين.
بهذه النقاط يمكن للزوجين أن يقللا الخلافات إلى أكبر درجة ممكنة، وحين يقع الخلاف يمكن إدارته بطريقة تحفظ الزوجين والبيت والأسرة.)) (1)

1- موقع الحور العين$

6

حسنُ ظنّ مع احتياط وتحفظ
وينبغى أن يكون الزوج حسن الظن بزوجته وفى الوقت نفسه يتحفظ ويحتاط ويبتعد عن مسببات الفساد والمخالفات الشرعية؟
-أما حسن الظن بالزوجة, فقد حث الله تعالى على ذلك بقوله " لولآ إذ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ والمُؤمِناتُ بأنفُسِهِم خيراً "
وقال الله " يآ أيُّها الذينَ ءامنوا اجتنبوا كثيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بعضَ الظَّنِّ إثم ولا تجسَّسُوا"
وقد قال النبىّ -عليه الصلاة والسلام- " إذا أطالَ أحدَكُمُ الغَيْبَةَ فلا يَطرُقْ أهلهُ ليلاً"
-أما التحفظ والاحتياط, فلما فى الصحيحين من حديث عقبة ابن عامر -رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال "إيّاكم والدّخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: يارسول الله, أرأيت الحَموَ؟ قال "الحمو الموت"
وأخرج البخارى ومسلم من حديث ابن عباس -رضى الله نه- عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال " لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامرأَةٍ إلا مَعَ ذى مَحْرَم"
ويتضح هذا الظن والحسن والاحتياط فى قصة الفاضلة المؤمنة أسماء بنت عميس, فقد أخرج مسلم فى صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضى الله عنه- أنّ نفراً من بنى هاشم دخلوا على أسماء بنت عُمَيْس, فدخلَ أبو بكر الصدّيق(1) وهى تحته يومئذ, فرآهم فكره ذلك, فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: لَم أَرَ إلا خيراً, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنّ الله قد برّأها من ذلك" ثمّ قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فقال "لا يدخُلَنّ رجلٌ بعدَ يومى هذا على مُغِيبَةٍ, إلا ومَعَهُ رجلٌ أو اثنان"
فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفى السوء عن أسماء -رضى الله عنها- ومع ذلك سنّ لأمته ما يحتاطون بع ولا يدع للشيطان مجالاً للوسوسة فالشكوك والوساوس تدمر الاُسر وتخرب البيوت وتهدم العوائل, فلا يكون للرجل دائم الشك فى امرأته وفى نفس الوقت لا يترك لها الحبل على الغارب تُدخل من شاءت وتُخرج من شاءت ويخلو بها من يشاء.

ــــــــــــــــــ
(1) وقد تزوجها أبو بكر -رضى الله عنه- بعد مقتل زوجها جعفر -رضى الله عنه- وتزوجها على -رضى الله عنه- بعد موت أبى بكر -رضى الله عنه-
ومن اللطائف المتعلقة بأسماء بنت عميس -رضى الله عنها- ما أخرجه ابن سعد فى الطبقات بسنده… قال سمعت عامراً يقول: تزوج على ابن أبى طالب أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها محمد ابن جعفر ومحمد ابن أبى بكر فقال كل واحد منهما, أنا أكرم منك وأبى خير من أبيك, فقال لها على: اقضى بينهما يا أسماء, قالت: ما رأيت شاباً من العرب خيراً من جعفر, ولا رأيت كهلاً خيراً من أبى بكر, فقال على: ما تركت لنا شيئاً, ولو قلت غير الذى قلت لمقتك فقالت أسماء: إن ثلاثة أنت أخسّهم لخيار.

7

نصائح غالية من فضائل العمل والخلق الحسن

((ويُستحب للرجل إذا دخل بيته أن يذكر الله عز وجل, حتى لا يدخل الشيطان وذلك لما أخرجه مسلم من حديث جابر ابن عبد الله -رضى الله عنهما- أنه سمع النبىّ -عليه الصلاة والسلام- يقول " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء, وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت, وإذا لم يذكر الله عند طعامه: قال أدركتم المبيت والعشاء"

ويُشرع له ويُستحب أن يُسلِّم على أهله ويقابلهم بوجهٍ مبتسم طلق, وهذا لا يكلفه شيئاً بل يجلب له الأجر والمثوبة من الله عز وجل,
فإنه إذا ابتسم فى وجه أهله كانت له صدقة, وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا تحقرنّ من المعروف شيئاً, ولو أن تلقى أخالك بوجهٍ طلق"
وقال الله سبحانه " فإذا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا على أنفُسِكُم تَحِيَّةً من عِندِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة"
وصح عن جابر ابن عبد الله -رضى الله عنها- أنه قال : إذا دخلت على أهلك فسلِّم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة

أما أن تدخل وأنت عامقطب الجبين عابس الوجه منتفخ الأوداج, ترمى عيناك بالشر ويعلو وجهك الرغبة فى البطش, وتكون مع الناس مرجاً منبسطاً ضاحكاً ومبتسماً ولا تدخل البيت يظهر التبرم والضيق وتختلق الانفعال, وإذا نظرت إلى نفسك فى المرآة رأيت وجهاً مزعجاً يفرُّ منه من رآه ويتعوذ بالله منه من شاهده, فلا أخالك إلا محروماً من الخير قد حيل بينك وبين الثواب, وقد قال النبىّ -صلى الله عليه وسلم- "خيركم خيركم لأهله"))(1)

1_ شبكة العز الثقافية

8

من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أيضاً حث على حسن تعامل الزوجين معاً:_

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)(1)

-ع أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها).(2)

عن أم سلمه رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله ليه وسلم: (أيُما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة).(3)

1_ صحيح: أخرجه البخاري(9/5195/فتح)، مسلم(الزكاة/1026/عبد الباقي).
2_ صحيح: أخرجه الترمذي(3/1159)، وصححه الألباني"صحيح الجامع" (5294).
3_ ضعيف: أخرجه الترمذي(3/1161)، ابن ماجة(1/1854) وقال الألباني في سنده مجهولا.

9

الخاتمة

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يتوفانا مسلمين، أن يلحقنا بالشهداء،والصالحين، وأن يجعلنا من عباده المتقين الفائزين، ويجعل ما كتبته خالصاً لوجهه الكريم، بمنه وكرمه، وأن ينفعنا به ووالدينا، وغفر الله لنا ولوالدينا، ولسائر المسلمين أجمعين. (آمين يا رب العالمين) .

تم بحمد الله تعالى

لمراجع

1_ www.3roosbain.com

2_ موقع الحور العين$

3_ شبكة العز الثقافية

4_ كتاب رياض الصالحين، من كلام سيد المرسلين
تأليف الإمام أبى زكريا يحيى بن شرف النووي
631-676هـ
مكتبة العلم

http://www.alshamsi.net/friends/b7ooth/islam/shora.html

ها الرابط بيفيدج عن الشورى

مشكوورهـ،، اختيـ،، علىـ،، تقارير/

العفــو ,, وهـذآ وآجــب ^^

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

الآن جديدنا ( تطبيقات الشورى بالبور بوينت) أدخل -تعليم الامارات

والسموحه على التأخير وهذا من إعداد أخوكم ( أستاذ محمد)

والددعاء بظاهر الغيب وكلمة الشكر تكفيني

وربي يحفظكم

الملفات المرفقة

جزاك الله خيرا يا استاذ محمد

ثااااااااااااااااااااااااااااانكس

شــــــــــــــكرا

مشكور

وتم تقييمك*__*

مشكووووووووورين ع الردود ويا عاشق البنفسج ع التقييم ^_^

مشششششششششششششكور

ثانكس

بارك الله فيك ..

شكرا

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

حل درس تطبيقات الشورى للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
ارقام الصفحات مختلفه..

:
فكّر: صفحة 36

1-التراضي والتشاور
2-شيوع جو الاستبداد والظلم والكراهية
3-شمول وسعة مجالات الشورى وأهميتها

فكّر وأجب : صفحة 37

1-احترام الآراء ، الثناء والمدح، تقدير العقول، التربية الصالحة
2-الشعور بالأهمية، المشاركة في تحمل المسؤولية، التوفيق في اتخاذ القرارات
3-لا أوافقه الرأي، لأن فيه مخالفة لسنة وهدي النبي عليه الصلاة والسلام
4-مشاورته لأم سلمة رضي الله عنها في غزوة الحديبية، ومشاورته للسيدة خديجة رضي الله عنها في نزول الوحي
5-إبراهيم عليه السلام، رؤيته في المنام وهو يذبح ابنه.

اقترح: صفحة 37

1-الاستبانة ( أي الاستبيان)
2-المقابلات كل على حده لعدم التأثير على آراء الآخرين.

صفحة 38

2 – الأولى تعاونية ، الثانية فردية
3 – الأولى توظف القدرات وتستفيد منها، والثانية تعطل القدرات
4 – الأولى تحسين الأداء والمساعدة لبلوغ الهدف، الثانية تضعف الأداء وتحول دون بلوغ الأهداف
5 – الأولى استمرار وتطور العمل، الثانية تعثر وتوقف العمل

في رأيك ما أهم مبادئ العمل المؤسسي؟ ج : الشورى ، العمل الجماعي والتعاون وتوزيع الأدوار.

اربط:

1-تنميها وتصقلها وتطورها
2-تحفظها وتعززها.

اذكر السبب:
ما أسباب نهي …….؟ خوفا من الظلم والاستبداد والتفكك الأسري والحيلوله دون إبراز المواهب والطاقات

بيّن:
3-تحقق الشورى
4-تحقق الشورى
5-تحقق الشورى
ماذا تستنتج مما سبق؟ أن جميع ما سبق يؤكد على مبدأ الشورى الذي يوصل إلى تحقيق الأهداف

صفحة 39
مالسمات…..؟
1-الأمانة 2- الصبر 3– الحكمة 4– حب الخير للآخرين

تدبر النصوص ……

1-التجربة والخبرة والتخصص
2-الحكمة والتجربة والعلم
3-التخصص، العقل، وسداد الرأي
4-الأمانة
5-الأمانة والعلم
6-العقل والتجربة وحب الخير للآخرين

انقد:

1-مستبد ، متفرد، عدم تقدير الآخرين
2-التفرد وعدم تقدير الآخرين
3-التفرد وعدم تقدير الآخرين

فكّر: صفحة 40

1-أصحاب الاختصاص أو المرشد الجامعي
2-أهل الاختصاص من التربويين وعلم النفس لمعرفتهم لخصائص هذه الأعمار
3-خبير اقتصادي أو من له صله بهذا المجال

آداب الحوار والتشاور:
1-الرحمة والرفق
2-احترام الآخرين وتقديرهم
3-حسن الظن والبعد عن الشك
4-النصح والإرشاد بالموعظه الحسنة

لخّص: صفحة 41
1-الانصات
2-احترام رأي الآخر
3-الجديّة
4-التعاون
5-الصبر والحكمة
6-إبداء الرأي
7-البعد عن سوء الظن

فكّر :
1-تقوى الله
2-الرفق والرحمة
3-الحكمة وعدم الاستبداد بالرأي

توقّع:
1-تفكك الأسرة
2-التعثر وعدم التوفيق
3-الخلاف والظلم

دلّل:
شمول التشاور حتى في النظم الصغيرة والكبيرة وفي السلم والحرب سواء داخل البيت أو خارجه

التقويم: صفحة 42

السؤال الأول:
الوصول إلى أفضل الآراء وأصوبها

السؤال الثاني:
الجواب في صفحة 37، ( وأمرهم شورى بينهم) هي آية مكيه النزول جاءت لإظهار السمة الأساسية للمجتمع الإسلامي قبل أن يصبح له كيان سياسي في المدينة.

السؤال الثالث:
تطبيق مبدأ الشورى

السؤال الرابع:
أهمية ووجوب الشورى

السؤال الخامس :
لا تستشر إلا عالما ===== لا تستشر جاهلا
لا تستشر إلا تقيّا ===== لا تستشر فاسقا
لا تستشر إلا حكيما ===== لا تستشر أحمقا
لا تستشر إلا صاحب الاختصاص=== لا تستشر الإمعة ( الذي يتبع قول كل من أحد )

السؤال السادس:

أخالفه الرأي، لأن رؤية العقل وحده منفردا ناقصة وعاجزة والعقل البشري محدود

السؤال السابع:
الأمر بصيغة الجماعة ولفظ بينهم يؤكد صيغة الجماعة ، ووقوعها بين ركنين هامين يدل على وجوبها وأهميتها

السؤال الثامن:
واجب على الطلبه

وبالتوفيق
=)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مشكًوره [طيوؤبه] على طرحج المميز..

الله يحفظج..

همسة طموح

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريــ الشمال ــح مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هلا
تسسلم
ششكرا لك ع مرورك الرائع
نورت

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..همسة طموح.. مشاهدة المشاركة
مشكًوره [طيوؤبه] على طرحج المميز..

الله يحفظج..

همسة طموح

هلا
العفو
تسسلمين
شكرا لج ع مرورج الرائع

مشكوووووووووووووورة ما تقصريين …

الله يعطيج العافية …

تحياتي : نظرة عناااد …

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة عناد مشاهدة المشاركة
مشكوووووووووووووورة ما تقصريين …

الله يعطيج العافية …

تحياتي : نظرة عناااد …

العفو
الله يعافيك
شكرا لك ع المرور

لا الـــه الا الله