اتمى ان ينال اعجابكم
تجدونه في المرفقات
- [جغرافيا.zip (670.7 كيلوبايت, 2396 مشاهدات)
اتمى ان ينال اعجابكم
تجدونه في المرفقات
هذي الموضوعات واتمنى من الجميع المشاركة بللييز ومشكورة هاجر حبيبتي على المشاركة………..
الدراسة الميدانية
(بداياتها – ماهيتها – أهميتها – أهدافها )
الفصل الأول
الدراسة الميدانية
(بداياتها – ماهيتها – أهميتها – أهدافها )
نبذة تاريخية عن بدايات الدراسة الميدانية في علم الجغرافيا:
الإنسان منذ أن وطأت قدماه سطح الأرض بدأ في البحث والكشف والدراسة وتدقيق النظر ليكشف غموض كل ما يحيط ببيئته من أجل العيش عيشة آمنة، وما يكتنف تلك البيئة بكل مشتملاتها ومواردها وظاهراتها، وبذلك فقد كانت البدايات الأولى لعلم الجغرافيا تعتمد على المشاهدة المباشرة، وهي علاقة تفاعل تأثير بين الإنسان بالأرض، ومن هنا كان على الإنسان في ذلك العهد السحيق أن ينظر ويتأمل ويلاحظ ويفكر في كل ما يشاهده من ظاهرات تشكل في مجملها إطاره البيئي الذي يحيا فيه، وبالتالي فالدراسة الميدانية كانت بداية علم الجغرافيا.
لقد أشار بيكر (J. Baker) إلى أن العمل العظيم لمستكشفي (ق 20)، الذي قام ليكمل ما بدأه من سبقوهم لم ينته بعد ولعل في ذلك دعوة للأجيال إلى مواصلة البحث والدراسة، وهي دعوة للأجيال القادمة في أثناء اكتسابهم خبرات علمية أن يضيفوا إلى هذا الجهد العظيم، مما يدعو الأجيال الحالية إلى تخطيط مناهج جغرافية تثير الاهتمام بالدراسة الميدانية وتزيد من مستوى الحماس نحو هذا الأسلوب.
إن أعظم الدراسات والإضافات الجغرافية تلك التي جاءت من الدراسات الحقلية والملاحظة الميدانية، وعلى سبيل المثال نذكر ما قام به القدماء المصريون بتسجيله من المشاهدات والمعلومات الجغرافية، وما سجلته الحضارة البابلية، منن مشاهدات ميدانية على قوالب الحجارة منذ 4500 سنة، وكذلك جهود العرب مقتفي الأثر وما قدموه من كتابات جغرافية ظلت مصدراً للمعرفة
قروناً طويلة، فقد قطعت الجغرافيا الوصفية عند العرب شوطاً بعيداً – خاصة – في عصر الخلفاء الراشدين، فنجد كتباً تصف بلاد الهند والبلاد الإسلامية في هذا المجال، كما نضيف إلى ذلك العامل عامل الاهتمام بفريضة الحج، حيث كان العرب على معرفة بالأمصار المفتوحة والمسالك التي تربطها بشبه الجزيرة العربية بصفة عامة ومكة المكرمة بصفة خاصة، وهنا يجب أن نشير إلى أهم الجغرافيين العرب الذي كانت لكل منهم بصماته الواضحة في مجال الدراسات الميدانية، فنجد ابن خرداذبة الذي ألف كتاب «المسالك والممالك» وتقدم فيه دراسة لأهم الطرق التي كانت توجد في العالم آنذاك، كما أشار إلى مواقع كثير من المدن والمسافات بينها، والسلع التجارية التي يزيد عليها الطلب في الأماكن المختلفة، كما نجد أيضاً معلومات ابن حوقل الذي قضى نحو 30 عاماً في تنقل وترحال، حيث تضمنت دراساته الحقلية وصف أنواع المناخ المختلفة والأقاليم الموجودة على سطح الأرض والتي تقع في دائرة الدولة الإسلامية، وقد ذكر كل شيء شاهده وحدوده ومدنه، وجباله، وأنهاره، وبحيراته والصحراء الموجودة به. ومن الرحالة العرب ذوي الشهرة (ابن بطوطة) الذي قطع رحلته من طنجة إلى الإسكندرية وزار الجزائر وتونس وليبيا، ثم رحل إلى فلسطين وسوريا ومكة المكرمة والمدينة المنورة وترك وصفاً للطريق الصحراوي بين القاهرة وفلسطين وأهم مدن فلسطين وسوريا التي مر بها، كما وصف طريق الحج إلى مكة وصفاً تفصيلياً ثم رحل حيث زار غرب إيران والعراق وغيرها من البلدان.
ومن العلماء العرب أيضاً المقديسي الذي زار أقاليم الإسلام المختلفة، وجمع معلومات كثرة عن تلك البلدان، ومنهم أيضاً ابن جبر وأبو الفدا.
هكذا ساهم الجغرافيون العرب في حركة الكشف الجغرافي، وجعلوا في أسفارهم الميدان سبيلهم نحو جمع المعلومات والحقائق الجغرافية عن الأقاليم التي زاروها، وكان طابع أسلوبهم للعالم المعمور، وذكر أهم المظاهر التضاريسية والمدن المهمة وأوجه النشاط المختلفة التي يمارسها أهالي الأقاليم وحياتهم الاجتماعية والإنتاج النباتي والحيواني والمعدني وهكذا كانت الجغرافيا عند العرب ما هي الإدارية ميدانية للنواحي الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والطبيعية للبلاد التي زاروها.
كما نجد المكتشفون من غير العرب ومنهم «همبولت» الذي كان رائداً من رواد الملاحظة والتفحص لما يوجد على سطح الأرض من ظاهرات، حيث تجول في كثير من البلاد مثل إنجلترا وسويسرا وأمريكا الجنوبية والمكسيك (1799-1804)، وفي كل رحلة كان يلاحظ ويدون المعلومات، وقد قدم لنا كتابه «الكون» الذي عرض فيه فلسطين في علم الجغرافيا على أساس ما جمعه من حقائق جغرافية من خلال رحلاته الميدانية في أربعين مجلداً علمياً.
ومن أشهر الباحثين في مجال الدراسة الميدانية «ريتر» Ritter، حيث سجل مع طلابه من خلال رحلات طويلة العديد من الظاهرات الجغرافية، وكان يؤمن بمبدأ الترابط «Zusammenhang» ويدور هذا المبدأ على اعتبار الجغرافيا علم يعتمد على التأليف والترابط، كما نجد أيضاً هربرتسون الذي قام بعديد من الدراسات الحقلية مع تلاميذه في ادنبره، كما وضح ماكندر برنامجاً للدراسات الميدانية في بريطانيا، وكذلك تشجيع الجمعية الجغرافية الملكية R.G.S والرابطة الجغرافية (Geographical Association)، ومجلس الدراسات الحقلية Field studies وغيرها من المؤسسات على تدعيم الطرق المستخدمة (التكنيك في الدراسات الحقلية في جميع أنحاء بريطانيا).
وقد كان الأستاذ كون «G. J. Cons» الأصغر رئيس قسم الجغرافيا في كلية جولد سمث الجامعية رائد من وراد الدراسة الحقلية، وأحد واضعي منهج مناسب لها، متخذاً طريقة تنمية (الوعي لدى الطلاب مع الناس الذي يختلطون بهم في حياتهم اليومية بقصد الاستفادة بذلك في الدراسة الميدانية، حيث يكتسب الطالب الخبرة والمعرفة، ويتسع إدراكه للبيئة المحلية المحيطة من ثم يمكن تطبيق هذه الخبرة على البيئة الخارجية، ومن هنا يتعلم الطالب منهج الدراسة
الميدانية من خلال البيئة المحلية التي هي بمثابة المعمل الجغرافي الذي تنضج فيه تجربة التدريب على المشاهدة الحيوية والتفسير العلمي، والتي يمكن نقلها بعد ذلك في دراسة الأماكن البعيدة عن بيئته المحيطة به لأن المنهج هو أساس المعرفة التي تأتي فيما بعد.
ويعتبر دولي ستامب من أكثر رواد الدراسة الميدانية المشهود لهم بالكفاءة على المستوى العالمي حيث استغرقت أبحاثه نحو «10 سنوات» أجرى خلالها مسحاً شاملاً لاستخدام الأرض في بريطانيا، وكذلك هتشبخر الذي أشار إلى أن المصدر الأساسي للمعلومات يتمثل في دراسة الأفراد والمجموعات في الحقل في البيئة المحلية المحيطة أو الخارجية من خلال ما يقدم للدارسين، وما يترك لهم للملاحظة وتسجيله.
وقد كان لهذا كله صدى تمثل في عدد من الدراسات الميدانية في مصر، كان بعضها دراسات علمية وتدريبية، وبعضها الآخر على المستوى التدريب الطلابي، ومن أمثلة النوع الأول دراسة نصر السيد نصر الأشموني «1950» وصبحي عبد الحكيم للإسكندرية، ومحمد حجازي العمران والمراكز العمرانية في محافظة شمال سيناء دراسة ميدانية (1986)، والسعيد البدوي وعبد اللطيف عصفور لقرية الدرعية عام 75/1976م، كما نجد دراسة خميس الزوكة لمركز رشيد، ودراسة فتحي محمد مصيلحي المجتمعات الحضرية الفقيرة عند الهوامش الحرجة بمدينة القاهرة 1990م، وفتحي بكير عزبة خورشيد «1990»، ودراسة سمير الدسوقي قرية شيبة النكارية عام 1986، ومحمد محمد الغلبان لمدينة طنطا عام 1987، والدراسة الميدانية لأحمد عبد الله حميد للمحلات العمرانية على طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعي عام 1982م كما قام المؤلف بدراسات ميدانية عديدة عن العمران في مركز أولاد صقر عام 1990، وإقليم بحيرة المنزلة عام 1997، وفي قرى عديدة نذكر منها قرية ميت خميس
«2002»، وقرية ميت حبيش «2004» وقرية تفهنة الأشراف عام «2003»
ودراسة ميدانية للمسكن الريفي بالواحات البحرية عام «2000» وغيرها كثير، أما الدراسات التدريبية للطلاب فقد تم العديد منها على طول الربع الأخير من القرن العشرين الماضي في أقسام الجغرافيا في جامعات القاهرة وكان رائدها في ذلك صبري محسوب، وجامعة عين شمس وكان رائدها نبيل امبابي وكذلك في جامعات الإسكندرية، والزقازيق، وطنطا، كما دأب قسم الجغرافيا بكلية الآداب – جامعة المنصورة منذ سنوات على ترسيخ برامج الدراسات الميدانية خاض تجربتها عبد الحميد مع الطلاب ثم الكاتب ثلاثة عشر مرة متتالية حيث تركزت مناطق الدراسة الميدانية في خمس مناطق تختلف عن بعضها اختلافاً ملحوظا الأولى : منطقى أسوان والمناطق المجاورة لها، والثانية : منطقة الدراسات البحرية والفرافرة، والثالثة : منطقة جنوب سيناء والرابعة : منخفض الفيوم، والخامسة : منطقة البرلس وبلطيم .
الدراسة الميدانية (ماهيتها وأهميتها):
أصبحت الدراسة الميدانية في وقتنا الحاضر أسلوباً من أساليب التدريس الناجحة في الجغرافيا الحديثة، حيث سبق أن ذكر العالم « راتزل» أسلوبه المعروف في دراسته لعلم الجغرافيا وهي :-
أنا أسافر، أنا أرسم، أنا أصف « I traveled , I s;eched , I described»
وهذا يعني أن تمر الدراسة الجغرافية بمراحل الأولى : المشاهدة الفاحصة للظاهرة الجغرافية ورسمها والثانية : أن تدون وتسجل المعلومات وتأتي المرحلة الثالثة من خلال التحليل واستنباط النتائج . وتتم هذه المراحل من خلال زيارة الطلاب للمنطقة المختارة للعمل الميداني ثم يبدأ الطلاب في استطلاع الظاهرات الموجودة بها والتعرف عليها وتحديدها ثم يقوموا بالمقابلات الشخصية وتوزيع استمارات الاستبيان وإلتقاط الصور الفوتوغرافية ثم تدوين وتسجيل المعلومات،
ثم يقومون بعد ذلك ما تعرفوا عليه، وهذه الخطوات تعد روح ولذة الدراسة الميدانية.
ولما كانت الجغرافيا في ذات الوقت جمعاً للمعلومات، وأسلوبا متميزا للدراسة والتدريس كانت الوسائل الميدانية أفضل الوسائل لتحقيق هذين الغرضين في أحسن صورة وأسرعها، حيث نجد الدراسة الميدانية« وسيلة وتخطيط» لاكتشاف تخطيط بعده اساتذة الجغرافيا، لخلق مواقف يستطيع طلابهم من خلال التعلم الذاتي لحقائق وأفكار جغرافية، ومن هنا لابد أن يكون أعضاء هيئة التدريس الجغرافيين على علم سابق بطبيعة العمل الميداني، وما يمكن اكتشافه من حقائق وأفكار، وهذا يعني أن الاستاذ الناجح هو الذي يقدم لتلاميذه منهجاً قائماً على خبراته الشخصية وقناعية أكثر مما يحفظ من معلومات، ويتوقف مدى نجاح الطلاب على ما يحصلون عليه من خبراتهم ومعلوماتهم عن طريق العمل الحقلي الميداني واكتساب الخبرات، وما تقدم الدراسة الميدانية من اهتماما عاليا لدى الطالب، بحيث تعني شيئا ما بالنسبة له، كما أنها وسيلة تمكن من تطبيق ما تلقاه من معلومات جغرافية داخل قاعات الدرس في الميدان، وتعلم نفسه بنفسه، وذلك بالمشاهدة الدقيقة والتسجيل الصحيح للظاهرات التي رآها، وتفسير ذلك في إطار علمي، وبالتالي تكوين طالب جغرافي تكوينا علميا ونظريا وتطبيقات في نفس الوقت
وقد اقترن مفهوم العمل الحقلي « field work» – تقليديا – بزيارات المجموعات الطلابية لمناطق خارج البيئة المحلية، فليس بالضرورة عمل زيارات ميدانية لمناطق بعيدة تحتاج لوقت وجهد ونفقات مالية كبيرة، ولكن يمكن أن تتم في أي مكان وفي أي وقت، بأبسط أساليب اكتساب الخبرة، وتحقيق أغراض الدراسة الميدانية ( جمع مادة علمية – اكتساب خبرات جديدة – تدريب الطلاب ) بطريقة بسيطة وعلى مسافة قصيرة من قاعات الدرس، كأن مثلا دراسة استخدام الأرض لأحد الشوارع التي تطل عليه الجامعة، وهو ما أكد عليه
موريس J . A . morris عندما ذكر في محاضرته التي ألقاها عام 1966 في مؤتمر الرابطة الجغرافية « إن الجغرافية التطبيقية تبدأ من شاطئ النهر المحلي»
ومن هنا نرى أن مفهوم الدراسة الميدانية والحقلية أنها تلك الزيارات القصيرة « تستغرق يوماً واحداً» والزيارات الطويلة « بضعة أيام »، تزور خلالها مجموعة من الأفراد منطقة معينة تدرسها ثم تقدم تقريراً عنها، وتبدأ بعملية تحضير لهذه الرحلة الميدانية ورسم خطوات التنفيذ والتقييم وكتابة التقارير والأبحاث الطلابية، يمكن أن تكون هذه الدراسة داخل الحرم الجامعي في كل درس لدراسة بعض الظواهر الجغرافية المحلية كالطرق، ومواقع البنية التعليمية، وعلامات المكان، ثم تتسع حلقة المنطقة المختارة للدراسة الميدانية إى الحي الذي تقع فيه المنشأة التعليمية، إلى المدينة التي ينتمي إليها الحي، ثم الدراسة الميدانية إلى إحدى المحافظات النائية، ثم نجد الدراسة الميدانية التي تتصل بالبحث العلمي في مستوياته المختلفة تلك الدراسات التي تتصل بتخفيض محدد، والدراسات الميدانية المشتركة بين أكثر من متخصص في الجغرافيا ـو بين الجغرافيا والعلوم الأخرى.
وتفيد الدراسات السابقة لعدد من المناطق المتنوعة في إجراء المقارنات، وبذلك تتكون لدى الطالب فكرة عن هذه المناطق التي توجد خارج بيئته المحلية فمثلا نقارن بين بعض التلال بمنطقة الواحات البحرية بتلك التي توجد في منطقة أسوان، أو مقارنتها ببعض الأودية الجافة والتكوينات الصخرية بين منطقة جنوب سيناء ومنطقة الفرافرة والهضبة الشرقية في منطقة أسوان.
1- الاستخدام المتكرر لدى الطالب للخرائط ذات المقاييس المختلفة، عندما يقوم الطالب برسم خريطة للحرم الجامعي على سبيل المثال أو استخدامات الأراضي في الشوارع المجاورة لقاعات الدرس فهي دراسة ميدانية تلائم مستوى معين تعتمد على قياس وملاحظة وتوقيع وكتابة تقرير على خريطة، والزيارة اليومية لمحطة الرصد الجوية دراسة ميدانية يتم فيها التسجيل
اليومي لعناصر الطقس المختلفة من خلال تصميم جداول وترجمتها بعد ذلك في شكل خرائط طقس، كذلك متابعة حركة النقل والمرور على مداخل إحدى المدن، حيث يتم رصد عدد السيارات في الساعة وحمولتها، ومدى الكثافة المرورية وتباينها خلال ساعات النهار والليل وأيام الأسبوع والمناسبات الخاصة، ويمكن تطبيق ذلك على مدينة مثل القاهرة في أحد مداخلها وليكن المدخل الشمالي مثلا، أو ميناء الإسكندرية، وميناء دمياط، فهذه دراسة ميدانية تتطلب المتابعة والاستمرار للمقارنات، كما أن الاعتماد على شريط قياس، حول المساكن وداخلها لرصد التركيب الداخلي والخارجي للمسكن الريفي أو الحضري، كذلك رصد صور النشاط الخدمي في حي أو مدينة معينة مثل حي جامعة المنصورة فهي دراسات ميدانية لا تقل أهميتها عن دراسة ميدانية للطلاب تستغرق أسبوع أو أسبوعان في منطقة نائية بعيدة عن البيئة المحلية للطلاب، ولكن في كل الحالات يجب اختيار المنطقة وتحديدها بعناية، لتحقق دراسة ظاهرة أو ظاهرات جغرافية بشرية أو طبيعية ووضع خطة لدراستها، مع توفير الخرائط المناسبة ثم الخروج إلى الميدان بعد توزيع العمل على الطلاب حتى تتكامل عناصر الملاحظة والتسجيل، ثم الربط والتحليل والتوزيع على الخرائط . من هنا نجد أن الدراسة الحقلية تنمي لدى الطلاب الإحساس باستخدام الخريطة وتفسيرها، ويكتسب القدرة على الربط بين الظاهرة وتوقيعها على الخريطة، وكذلك تعلم طرق مقياس الرسم وكيفية توجيهها التوجيه السليم، وقراءتها بشكل علمي سليم فضلاً عن قدرة الطلاب في تسجيل ملاحظتهم عن الاضافات الجديدة غير الموقعة في الخريطة التي لديهم وتلك الموجودة في الطبيعة، كما يمكن تسجيل هذه الظاهرات بالرسوم البيانية والشرائح وعمل المقاطع العرضية والطولية للظاهرة المدروسة، بما يحقق مبدأ تطبيق الأسلوب الكارتوجرافي لدى الطلاب.
2- الدراسة الميدانية أسلوب التعلم الذاتي لدى الطلاب:- إن الدراسة الميدانية أسلوب تعلم بالغ الأهمية، فمن خلال العمل الميداني نتاج للطلاب التعايش والتعرف والتفاهم مع أساتذتهم لا يمكن أن يتحقق داخل قاعات الدرس، وهنا يتأكد إنماء حب الاستاذ للأجيال الصاعدة، ويتحقق حب الاتجاه نحو العمل الجماعي، واكتساب أفراد رحلة العمل الميداني للمهارات العلمية والقدرة على التعلم الذاتي، وفرصة للنمو الاجتماعي للطلاب يتحقق من خلالها تقديرهم للآخرين، وممارسة الحياة مع زملائهم وتأكيد وتنمية الثقة بالنفس، ومن خلال القدرة في التعامل مع الآخرين ومن خلال ذلك يتوفر استقلال الرأي، ونمو الشخصية، كما أن العمل الميداني مجال نشاط ممتع، كما تخلق من الطالب القدرة على المساهرة في اتخاذ القرار وبالتالي ينقل الطالب من حاسة البصر إلى فن البصيرة.
3- أن الدراسة الميدانية تساعد الطالب في تحقيق استعداداته ونوازعه الفضولية ورغبته في التعامل مع البيئة وظاهرتها الطبيعية والبشرية في مراحل شبابه، والخروج عن نطاق جدران القاعات الدراسية للتعايش الفعلي مع الطبيعة حيث يكتسب شخصيته لملاحظة – التحليل – والتعاون، من خلال عمله في الحقل والذي لا يمكن تحقيقه في قاعة الدرس، وبالتالي تكوين الشخصية المستقلة القادرة على التفكير الحر، والابتكار من خلال مناقشة الأمور وعدم تقبلها كأمر واقع.
4- الدراسة الميدانية في المقام الأول خدمة وطنية بقدر ما هو خدمة للفرد، وأن المادة العلمية التي توفرت من خلال المسح الميداني في منطقة معينة استمرت لسنوات طويلة هي الآساس الذي يرجع إليه القائمين عن العمليات التخطيطية، كما أنها تقدم جيلا من الشباب الناجح هم من قادة الصغار رواد مجال الدراسات الميدانية .
وموفقيين
بحث عن الخريطة ..أنواع الخرائط ..الخرائط المرجعية العامة ..خرائط الحركة ..الخرائط الموضوعية ..الخرائط التقييمية ..قراءة الخريطة
أنواع الخرائط
الخرائط المرجعية العامة
خرائط الحركة
الخرائط الموضوعية
الخرائط التقييمية
قراءة الخريطة
مفاتيح الخريطة
مقياس الرسم
شبكة الإحداثيات الجغرافية
فهارس الخريطة
مساقط الخرائط
المسقط الأسطواني
المسقط المخروطي
المسقط السَّمْتي (المستوي)
المساقط الأخرى
كيفية عمل الخرائط
الملاحظة والقياس
التخطيط والتصميم
رسم الخريطة وإعادة إنتاجها
المراجعة
نبذة تاريخية
الخرائط القديمة
الخرائط في العصور الوسطى
علم الخرائط عند العرب
تطوُّر علم الخرائط في أوروبا
صناعة الخرائط في العالم
تطور الخرائط الموضوعية
التقنية الحديثة وإنتاج الخرائط
أسئلة
——————————————————————————–
يقوم الجيولوجيين بدراسة خرائط سطح الأرض لاكتشاف مكامن النفط.
يستخدم الطلاب الخرائط لتحديد مواقع الدول. يستخدم ملاحو السفن الخرائط في رسم مسارهم عبر البحار على خرائط تدعى لوحات الملاحة البحرية.
الخريطة إحدى المطبوعات التي تمثِّل الأرض أو أي جرم سماوي، ويعبِّر معظم الخرائط عن سطح الأرض كله أو بعضه. وهناك بعض الخرائط تمثل الكواكب الأخرى كالقمر أو مواقع النجوم في الفضاء الواسع. وغالبيتها مستوية، وبعضها له سطح بارز، ونموذج الكرة الأرضية خريطة لسطح الأرض على شكل كرة.
تُمثَّل المعلومات على الخرائط إما بخطوط وإما بألوان أو أشكال أو غير ذلك من الرموز. وتحل هذه الرموز محل بعض الظواهر كالأنهار والمدن والطرق للتقليل من حجمها. فعلى سبيل المثال، يمثل سنتيمتر واحد على الخريطة مسافة تعادل 500م على سطح الأرض.
للخريطة عدة فوائد منها: تحديد الأماكن وقياس المسافات وتخطيط الرحلات وتحديد الطرق ويستعملها ملاحو السفن والطائرات في رحلاتهم المختلفة. كما تزودنا بمعلومات عن المناخ والسكان وطرق المواصلات. كما يمكن التعرف بوساطتها على أنماط توزيع السكان واستخدام الأرض. تُستعمل أيضًا في إجراء مقارنات والخروج باستنتاجات مهمة. مثال ذلك، يقوم الجيولوجيون بدراسة الخرائط البنيوية لسطح الأرض للكشف عن مصادر الموارد الطبيعية.
من المحتمل أن يكون الإنسان قد رسم خرائط بدائية حتى قبل أن يعرف اللغة المكتوبة قبل حوالي 5,500 سنة. وعلى مر العصور، قام الإنسان بمزيد من الاكتشافات مضيفاً إلى الخرائط معلومات حديثة. وقد جعلت الاختراعات العلمية الخرائط أكثر دقة. أما اليوم، فإن معظم الخرائط تعتمد في رسمها على الصور الجوية الملتقطة من الجو. وعلم الخرائط هو العلم الذي يهتم بعمل الخرائط وقراءتها، ويسمى صانع الخرائط ومدرسها الخرائطي.
أنواع الخرائط
توجد عدة أنواع من الخرائط. وأكثرها شيوعاً هي: 1- الخرائط المرجعية العامة 2- خرائط الحركة 3- الخرائط الموضوعية 4- الخرائط التقييمية.
——————————————————————————–
أنواع الخرائط
——————————————————————————–
الخرائط المرجعية العامة خرائط توضح المعالم الجغرافية ويشتمل هذا المثال على المعالم الأرضية والسياسية.
خرائط الحركة (الطرق) توضح الطرق. وهذه الخرائط تساعدنا في العثور على الطرق الممتده من مكان إلى آخر.
الخـــــرائط الموضــــوعية وتحــدد هــذه الخـرائط كــثافــة الســكان وأنمــاط توزيعــهم. فالألــوان الــداكــنة تعــني المــناطق الأكــثر كـــثافة بالســــــــــكان حســــــــبما هــــــــــــــــو مـوضـــــــــــح بالخـريـطة.
الخرائط التقييمية كخرائط استعمالات الأراضي، توضح مواقع معالم محددة. اللون الأخضر الداكن يرمز إلى مواقع الغابات، أما الأخضر الفاتح فيبين الأراضي المزروعة بالمحاصيل، والبني الضارب إلى الصفرة يعكس المناطق الحضرية.
الخرائط المرجعية العامة. وهي تُعرِّف الظاهرات الجغرافية المختلفة وتحدد مواقعها. تحتوي هذه الخرائط على التضاريس والمسطحات المائية والحدود السياسية والمدن والبلدان والقرى والطرق وغير ذلك. وتُستخدم الخرائط العامة في تحديد مواقع الأمكنة وملاحظة علاقتها مع غيرها من الأماكن. فخرائط الدول والقارات في الأطالس هي أمثلة على هذا النوع. تسمى الخرائط التي توضح حدود الولايات والدول والتجمعات السياسية وغيرها من الوحدات السياسية الخرائط السياسية. أما الخرائط التي تمثل تضاريس سطح الأرض كالجبال والأنهار والبحيرات فتسمى الخرائط الطبيعية أو الخرائط الأرضية.
خرائط الحركة. صممت لمساعدة السكان في التعرف على طرقهم عندما يتنقلون من مكان الى آخر، سواء أكانت هذه الطرق برية أم بحرية أم جوية. وتُسمى الخرائط التي تختص بتمثيل طرق الملاحة البحرية والجوية لوحات.
خرائط الطرق مألوفة أكثر من غيرها. وتعبر هذه الخرائط عن عدة مستويات من الطرق، مثل طرق السيارات والطرق ذات الأربع مسارات ومسارات المتنزهين، كما توضح مواقع المدن والبلدان والمتنزهات العامة، وغيرها من المواقع التي تُربط بوساطة هذه الطرق. يستخدم المسافرون خرائط الطرق لرسم مسار رحلاتهم على الطرق الموضحة عليها.
خرائط المرور تبين خطوط الحافلات، وخطوط سكة الأنفاق وغيرها من خطوط النقل العام في المدن. تساعد هذه الخرائط الناس في الوصول إلى أماكنهم بوساطة النقل العام.
لوحات الملاحة الجوية. هي خرائط تُستخدم لأغراض الملاحة الجوية، حيث يحلق الطيارون في الطائرات الصغيرة، على ارتفاع منخفض وفق مسارات موضحة على لوحات خاصة تُسمى لوحات الطيران المرئي. يبين على هذه اللوحات بعض المعالم الأرضية مثل الجسور والطرق والسكك الحديدية والأنهار والبلدان. كما يوضَّح عليها مواقع المطارات ومناسيب الجبال وبعض العوائق. ويستعمل بعض ملاحي الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض وجميع أطقم الطائرات التي تطير على ارتفاع كبير لوحات الطيران الآلي التي صُمِّمت للملاحة بالراديو. تٌستعمل هذه الخرائط في تحديد مواقع محطات أرضية على طول خطوط الطيران مزودة بمرسلات تبث إشارات مميزة ذات تردد عال يهتدي بها أطقم الطائرات على مواقعهم ومسار رحلاتهم.
لوحات الملاحة البحرية تُستخدم في ملاحة السفن والقوارب. وتبين هذه الخرائط عمق المياه، والمنارات، والطافيات، والجُزُر، وغير ذلك من العوائق الخطرة، كالشعاب المرجانية، والجبال المغمورة في الماء، والقريبة من سطح البحر، كما تحدد هذه الخرائط مصادر بث إشارات الراديو المميزة التي يستعملها الملاحون في تحديد مسار رحلاتهم ومواقعهم.
الخرائط الموضوعية. وهي توضح ظواهر جغرافية محددة كالسكان والأمطار أو أحد المصادر الطبيعية. وبشكل عام، فهي تُستخدم لدراسة الأنماط. فقد تبين إحدى الخرائط الموضوعية الأماكن التي ينتج فيها البترول بقارة آسيا، أو قد تمثل تباين سقوط الأمطار في أستراليا من مكان إلى آخر.
تعبِّر العديد من الخرائط الموضوعية عن كمية الظاهرة أو قيمتها إما بالرموز أو بالألوان. مثال ذلك بعض خرائط السكان في هذه الموسوعة، حيث استُخدمت النقط الصغيرة لتمثل كل واحدة منها عددًا محددًا من البشر. ويبين عدد النقط في منطقة ما حجم الثقل السكاني فيها، في حين تم استخدام تدرج الألوان في بعض الخرائط السكانية الأخرى في الموسوعة نفسها. فإن تدرج لون معين يدل على عدد من المستويات للكثافة السكانية.
تمثل بعض الخرائط الموضوعية القيم بوساطة خطوط تصل بين النقاط المتساوية القيمة. ولهذه الخطوط عدة تسميات مثل: أيزولاين وأيزوجرام وأيزاريثم ولكل نوع محدد من هذه الخطوط اسم خاص به. فعلى سبيل المثال، تصل خطوط الضغط المتساوي بين النقاط التي تتساوى في قيم الضغط الجوي. انظر: خط تساوي الضغط الجوي. كما يمكن التعبير بهذه الخطوط على الخرائط المناخية، عن توزع درجات الحرارة والأمطار وغيرها من عناصر الطقس. وتسمى الخطوط التي تصل بين النقاط المتساوية المناسيب على الخرائط الطبوغرافية التي توضح سطح الأرض خطوط الكنتور، وتُستعمل لتوضيح المناطق المتساوية الارتفاع.
تستعمل بعض الخرائط الموضوعية أحياناً التباين الحجمي في التعبير عن الكميات. فقد تعبِّر إحدى خرائط التجارة العالمية للبترول عن حركة البترول العالمية الكثيرة بخطوط انسياب سميكة بينما تمثل الخطوط الدقيقة حركات انسياب أقل.
الخرائط التقييمية. وهي تشبه الخرائط الموضوعية، ولكنها تركز على ظاهرة محددة. إذ إن هذا النوع من الخرائط يبين ثمن أو قيمة ظاهرة معينة. مثال ذلك الخرائط التي توضح بالتفصيل الأحياء السكنية، وكل عمارة على حدة.
قراءة الخريطة
——————————————————————————–
مقياس الخريطة يُستعمل لمعرفة العلاقة بين الأبعاد على الخريطة وعلى سطح الأرض. وفي الصور، يتضح كيف نستخدم المقياس لتحديد المسافات على طول أحد الخطوط.
——————————————————————————–
الخطوة الأولىلمعرفة المسافة بين نقطتين مثل المسافة بين شيكاغو ومونتريال، توضِّح الورقة الأولى المسافة بين نقطتين على الورقة.
الخطوة الثانية نضع الورقة على مقياس الخريطة بحيث تكون العلامة اليسرى على الصفر. واذا كان المقياس أصغر من المسافة، فإن آخر نقطة على الورقة تشير إلى نهاية المقياس وهو 500 ميل (805كم).
الخطوة الثالثة نضع إشارة 500 ميلٍ عند نقطة الصفر على المقياس، فتكون مونتريال على الورقة عند 250 ميلاً على المقياس، وبذلك تكون المسافة بين مونتريال وشيكاغو 750 ميلاً (1205كم).
تتطلب قراءة الخريطة قدراً من الخبرة، فينبغي فهم مفاتيح الخريطة (الكشاف) ومقـياس الرسم وشبكة الإحداثيات الجغرافية (خطوط الطول والعرض) وفهارس الخريطة.
مفاتيح الخريطة. وهي قائمة برموز الخريطة وألوانها وشرح ذلك كله، فبعض الرموز تشبه الظاهرة التي تمثلها، مثلاً، شكل شجرة على الخريطة يدل على الغابات أو الحدائق، ولكن هناك رموز كثيرة أخرى لا تدل مباشرة على الظاهرة، كرسم دائرة لتمثل مدينة ما. وقد يمثل الرمز الواحد عدة ظواهر على خرائط مختلفة. فعلى سبيل المثال، يمكن لدائرة واحدة أن تعبر عن عشرين بيتاً متنقلاً، وفي خريطة أخرى قد تعبر عن مكامن بترولية. فمن الضروري أن نقرأ مفتاح الخريطة لنستخلص ما تعنيه رموزها بدقة.
وقد طُبعت معظم الخرائط بطريقة يدل أعلاها على اتجاه الشمال. كما أن العديد من الخرائط تحتوي على سهم يشير الى الشمال.
مقياس الرسم. وهو يوضح العلاقة بين الأبعاد على الخريطة وما يناظرها من مسافات حقيقية على سطح الأرض. تكون مقاييس العديد من الخرائط على شكل خط مستقيم مجزأ إلى عدة أقسام، يدل كل قسم منها على عدد محدد من الأميال، أو الكيلومترات.
وتعبِّر بعض الخرائط عن مقياس الرسم بالكلمات، أو الأرقام، كأن يُذكر على سبيل المثال 1: 10 أو أن السنتيمتر الواحد يمثل 10كم.
وهناك طريقة أخرى للتعبير عن مقياس الرسم هي التعـبير النسبـي أو الكسـري مثـل: 1: 100,000 أو 1/100,000. وهذا يعني بأن وحدة مسافية واحدة على الخريطة يقابلها 100,000 وحدة على سطح الأرض، أي أن سنتيمترًا واحدًا على الخريطة يمثل 100,000سم (كيلو متر واحد) على سطح الأرض.
يعتمد مقدار التفاصيل التي يمكن الحصول عليها من الخريطة على مقياس الرسم المختار. فيجب اختيار مقياس رسم كبير لتمثيل منطقة بتفاصيل كبيرة. تتميز هذه الخرائط بكبر حجمها بالنسبة للمنطقة التي تمثلها. فقد يكون مقياس رسمها يمثل السنتيمتر الواحد فيه 0,1كم. وفي المقابل، فإن الخرائط ذات المقياس الصغير تكون صغيرة بالنسبة للمنطقة التي تمثلها، متخلية عن الكثير من التفاصيل. وقد يمثل السنتيمتر الواحد فيها 100كم.
شبكة الإحداثيات الجغرافية. وتعرف أيضًا بالشبكة المتسامتة وهي شبكة من المربعات موجودة على الخريطة تسهل معرفة ووصف المواقع. وأكثر الإحداثيات شيوعاً خطوط العرض (الزوال) التي تمتد من الشرق إلى الغرب، وخطوط الطول التي تمتد من الشمال إلى الجنوب.
خطوط العرض دوائر متوازية تحيط بالكرة الأرضية من الغرب إلى الشرق، وتوازي هذه الخطوط خط الاستواء الذي يقع في منتصف المسافة بين القطبين. وتدل خطوط العرض على درجة عرض المكان، بالنسبة لخط الاستواء مقدرة بزوايا الدائرة، فأي نقطة تقع على خط الاستواء، يقال بأنها تقع على درجة عرض صفر وتكتب 0° وبذلك، فإن درجة عرض القطب الشمالي 90° شمالاً ودرجة عرض القطب الجنوبي 90° جنوباً. لذا، فإن أي مكان على سطح الأرض له درجة عرض تقع ما بين صفر و90°. انظر: خط الاستواء؛ خط العرض.
الشبكة الجغرافية المتسامتة
خطوط الطول أنصاف دوائر تصل بين القطبين. ومن المتعارف عليه دوليًا أن خطوط الطول تبدأ من خط يمر عند جرينتش قرب لندن، ويعرف هذا الخط بـخط الزوال الأول. وتُستعمل هذه الخطوط في التعرف على درجة طول المكان بالنسبة لشرق أو غرب جرينتش. وكما هو الحال بالنسبة لدرجة العرض، فإن درجة الطول تقدر بالنسبة لزوايا الدائرة. وتتراوح درجات الطول ما بين 0- 180°. ويقع خط الطول 180° إلى الشرق من جرينتش، أو إلى الغرب منه انظر: خط طول جرينيتش؛ خط الزوال.
يمكن استخدام خطوط الطول والعرض لتحديد أي مكان على سطح الأرض بدقة. فعلى سبيل المثال، تقع مدينة نيوأورليانز في ولاية لويزيانا في الولايات المتحدة عند تقاطع خط العرض 30 شمالاً وخط الطول 90 غربًا.
فهارس الخريطة. وهي تساعد في تحديد الأماكن على الخريطة. ويوضع الفهرس على شكل قائمة تضم الظواهر الممثلة على الخريطة بحروف أبجدية. وفي العديد من الأطالس، يوجد إزاء كل ظاهرة درجة عرضها، ودرجة طولها، مما يُسهل تحديد موقعها على الخريطة.
تقسَّم العديد من الخرائط إلى صفوف وأعمدة بوساطة شبكة إحداثيات، وعادة ما توضع الحروف على جوانب الخريطة لتدل على الصفوف، وتُثبت أرقام أعلى وأسفل الخريطة لتدل على الأعمدة. وبذلك يسهل تحديد مكان أية ظاهرة ترد في الفهرس بوساطة تقاطع صف الظاهرة المعنية وعمودها.
مساقط الخرائط
المسقط الأسطواني يمكن رؤيته بتصور ورقة أسطوانية الشكل ملفوفة حول كرة مضاءة. فتظهر خطوط شبكة الإحداثيات على الورقة. وتخلو الخريطة من أي تشوه على طول خط أو خطين عند تلامس الأسطوانة مع الكرة.
المسقط المخروطي. يمكن مشاهدة الإسقاط المخروطي عند تصور ورقة مخروطية الشكل تستقر فوق كرة مضاءة فتظهر خطوط الطول والعرض على المخروط فتخلو الخريطة الناتجة من أي تشوه على طول خط أو خطين عند تلامس الكرة مع المخروط.
المسقط السَّمْتي. يمكن ملاحظته من خلال تصور قطعة من الورق مستوية تلامس كرة مضاءة عند إحدى النقاط على سطح الكرة، فتظهر خطوط الطول والعرض على الورقة المستوية. وتخلو الخريطة من التشوه عند انقطة التلامس
يسمَّى أي نظام لترتيب خطوط الطول وخطوط العرض مرسومة على كرة ما أو لوحة مستوية مسقط الخريطة. ينشئ صانعو الخرائط المساقط وفقًا لمعادلات رياضية، وغالباً ما يتم ذلك بوساطة الحواسيب.
ومن المستحيل إسقاط كرة كسطح الأرض على لوحة مستوية بدون أخطاء؛ إذ إِن مقاييس جميع الخرائط المستوية لا تصل إلى الدقة التامة نظراً لتمدد الأرض في مكان ما على الخريطة وتقلصها في مكان آخر على نفس الخريطة بعد جعلها مستوية.
فبعض الخرائط يحدث فيها تشوُّه في الأبعاد وذلك عندما يُعبَّر عن بعض المناطق بمساحات لا تساوي مساحاتها الحقيقية. وبعضها الآخر تشوَّه فيه الزوايا، فتشوه أشكال البحار والقارات. ولكن، في جميع الخرائط، هناك نقطة أو نقطتين أو خطوطًا لا يحدث عندها أي تشوَّه يذكر. وتسمى هذه النقاط أو الخطوط النقاط المعيارية أو الخطوط المعيارية حيث يأخذ التشوه بالازدياد كلما ابتعدنا عنها.
ويمكن تصنيف مسقط الخريطة على أساس أقل التشوهات التي تظهر على خصائص الرقعة التي تمثلها. فمساقط المساحات المتساوية تمثل مساحات المناطق بصورة دقيقة ولكنها تشوه الشكل. أما المساقط التوافقية فتمثل الزوايا والاتجاهات عند أية نقطة بصورة دقيقة ولكن المساحات تتغير، ولا يمكن لأية خريطة أن تجمع بين الاثنين. قد لا تستعمل بعض الخرائط أي واحد منهما. وليس لهذا النوع اسم بموجب التشوه في المساحات أو الأشكال.
الطريقة الثانية لتصنيف مساقط الخرائط تقوم على أساس الشكل الهندسي للسطح الذي تم رسم المسقط عليه. فنظرياً، تُرسم العديد من الخرائط بمساقط أسطوانية أو مخروطية أو مستوية.
المسقط الأسطواني. هو إسقاط الكرة على أسطوانة. ولذلك، فإن تنفيذه يتم بوساطة معادلات رياضية. ويمكن مشاهدة هذا الإسقاط عندما نتصور ورقة أسطوانية الشكل، ملفوفة حول كرة مضاءة، حيث تنعكس خطوط الكرة على الأسطوانة بشكل مستقيم بدون انحناء. وتحتوي الخريطة الناتجة عن ذلك على خط أو خطين لا يظهر عليهما أي تشوه عند منطقة تلامس الكرة مع الأسطوانة. وتبدو جميع الخطوط على خرائط الإسقاط الأسطواني متوازية فلا تتلاقى خطوط الطول عند القطبين فتظهر جزيرة جرينلاند، على سبيل المثال، أعرض من أمريكا الجنوبية، ولكنها في الحقيقة أضيق بكثير.
ويعد مسقط مركاتور أشهر المساقط الأسطوانية، وهو مسقط توافقي يفيد الملاحين كثيراً، لكون خطوطه تصل بين النقاط على الخريطة بخطوط مستقيمة، فيتِّبعها الملاحون دون تغيير اتجاه البوصلة.
المسقط المخروطي. هو إسقاط الكرة على مخروط. ويمكن مشاهدة الإسقاط المخروطي حين نتصور ورقة على شكل مخروط مفتوح من قاعدته مستقر فوق كرة مضاءة. فتظهر خطوط الكرة على المخروط ممتدة بدون التواء. وتبدو خطوط الطول على المخروط وكأنها تشعّ بخطوط مستقيمة من النقطة التي تقع فوق أحد القطبين مباشرة. بينما تظهر خطوط العرض على شكل أقواس.
ولا يظهر أي تشوه على خط أو خطين عند تماس المخروط مع سطح الكرة. فإذا كان رأس المخروط فوق أحد القطبين، فإن المخروط يلامس الكرة عند العروض الوسطى. ولذلك فإن المسقط المخروطي يُستخدم في رسم مناطق العروض الوسطى التي تتميز بامتداد كبير من الشرق إلى الغرب، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً. وتلجأ عدة خرائط إلى دمج عدد من القطاعات من مساقط مخروطية مختلفة في لوحة واحدة للحد من تشوهات سطح الكرة عند تمثيلها على لوحات مستوية.
المسقط السَّمْتي (المستوي). هو إسقاط الكرة على سطح مستوٍ. ولرؤية إسقاط مستوٍ، يمكن تصور قطعة من الورق تلامس كرة مضاءة عند نقطة واحدة. فتظهر خطوط الكرة على قطعة الورق، وفي هذه الحالة، تكون نقطة تماس قطعة الورق على الكرة خالية من أي تشوه. وبهذا يستطيع الخرائطي رسم المساقط المستوية لتلك القطاعات المستوية نظرياً من خلال الكرة. كما أن الخطوط والدوائر الموجودة عند تقاطع الورقة المستوية مع الكرة خالية من أي تشوه.
وغالباً ما تُستخدم المساقط السمتية (المستوية) لرسم المناطق المندمجة من سطح الأرض كما هو الحال في المناطق القطبية. ويوجد من المساقط المستوية نوع يدعى بالمسقط المزولي. ويعبِّر هذا المسقط عن أقصر مسافة بين أية نقطتين على الأرض وكأنها خط مستقيم. وتُعرف هذه المسافة بمسار الدائرة العظمى. وللمساقط المركزية أهمية خاصة في الملاحة الجوية.
المساقط الأخرى. هناك العديد من المساقط المهمة لا تقوم على أسس المساقط السابقة: المخروطي والأسطواني والسمتي، مثال ذلك المساقط البيضية، وهذه المساقط المسماة بالمساقط البيضية للمساحات المتساوية تتميز بقلة التشوهات على طول خط الاستواء، وعلى طول مناطق العروض الوسطى، وعلى طول خطوط الطول، التي تمر من خلالها. ويمكن للخرائطي أن ينجز عمله بأقل التشوهات عندما يقوم بتقسيم الشكل البيضي إلى عدة شرائح قوسية الشكل.
كيفية عمل الخرائط
الخرائطي يقوم بقطع الغطاء اللوني من على صفيحة بلاستيك. ومن هذه يمكن إعداد لوح طباعة. وتمثل الخطوط الشفافة التي يتم قطعها الخطوط التي سوف تُطبع بالحبرعلى الخريطة النهائية.
يقوم المتخصصون من مختلف التخصصات بجمع المعلومات الخاصة التي يحتاجها الخرائطي. ويقوم الخرائطي بتحويل هذه المعلومات إلى شكل مقروء ومفهوم. وبشكل عام، يتبع الخرائطي الخطوات التالية: 1- الملاحظة والقياس 2- التخطيط والتصميم 3- الرسم وإعادة الإنتاج 4- المراجعة.
الملاحظة والقياس. يحصل معظم المتخصصين على معلوماتهم من ملاحظاتهم للخرائط فخبير الجيوديسيا (المساحة التطبيقية) يقدم القياسات الدقيقة عن شكل الأرض وأبعادها. والمسَّاح ينحصر عمله في تعيين مواقع الأمكنة وحدودها بوساطة قياس المسافات والزوايا والمناسيب. ويستنبط خبير الصور الجوية القياسات من الصور الجوية. ويشارك بعض المتخصصين أيضاً كعدادي الأنفس والجغرافيين والجيولوجيين وراصدي الجو في تقديم المعلومات والبيانات اللازمة.
يعتمد إنتاج خريطة جديدة على الصور الجوية وغيرها من المسوحات الأساسية. وتسمى هذه العملية تأسيس الخريطة. ومعظم الخرائط التي تُرْسم في مرحلة التأسيس هي خرائط طبوغرافية ذات مقياس كبير، وتحتوي على تفصيلات كثيرة. إذ تعتبر هذه الخرائط أساساً لغيرها من الخرائط وفق عملية الرسم التوفيقي. ويشمل الرسم التوفيقي اختيار المعلومات من الخرائط ذات المقياس الكبير ووضعها على الخريطة ذات المقياس الصغير. ويمكن للخرائطي أن يجمع بين معلومات إحصائية وبين معلومات أخرى ممثلة على خريطة جاهزة.
صورة جوية توضح ملامح الأرض لمنطقة ريفية، تضم تلالاً وجزءًا من بحيرة. يقومجهاز الراسم الآليالمجسم برسم خطوط الكنتور لسطح الأرض من الصور الجوية على لوحة من الورق.
خريطة طبوغرافية. تبين هذه الخريطة الكنتورية المرسومة آليا للصورة الجوية السابقة المناسيب وفق فواصل كنتورية منتظمة.
جهاز الراسم الآلي المحبِّر يستخدم المعلومات المخزَّنة في الحاسوب لرسم خطوط الكنتور على الخريطة الطبوغرافية. وتستطيع بعض الأجهزة نسخ الخرائط بناءً على بيانات الحاسوب.
التخطيط والتصميم. يراعي الخرائطي عند التخطيط لأية خريطة عدة اعتبارات، كالغرض منها، ومن الذي سيستخدمها. إذ تساعد هذه الاعتبارات الخرائطي عندما يقرر أي المساقط والمقاييس يجب أن يستخدمها وأي المعلومات التي سيستغني عنها. ويساعد تصميم الخريطة في التأثير على إيصال المعلومات حيث يقوم الخرائطي عند تصميم الخريطة باختيار الرموز والعناوين والرقع والأحرف المناسبة. وفي معظم الحالات، فإن فناني الرسم يمكنهم تقديم المساعدة للخرائطي في هذه المرحلة.
رسم الخريطة وإعادة إنتاجها. يمكن رسم الخرائط بطرق مختلفة، فقد يرسم الخرائطي الخريطة على الورقة أو على فيلم بلاستيكي بصورة مباشرة. وبشكل عام، فإن أكثر الطرق شيوعاً في رسم الخرائط هي التقنية المسماة الحفر، وفي هذه العملية، تُستخدم أدوات خاصة لإزالة الغلاف الملون الذي يغطي قطعة بلاستيكية شفافة. وبعد عملية الإزالة هذه، سوف تظهر الخطوط والمناطق التي تحررت من الغطاء الملون، وهي تناظر الخطوط والمناطق التي ستُطبع بالحبر على الخريطة. فإذا تمت عملية نسخ الخريطة بحذق كاف، فإن الخطوط ستبدو دقيقة ناعمة يصعب الحصول على شبيه لها إذا ما تم رسمها بالطريقة المباشرة.
يتزايد مع مرور الوقت استعمال الخرائطيين للحواسيب. حيث يقوم جهاز يدعى الراسم الآلي موصول بأحد الحواسيب برسم الخريطة، إما بالطريقة المباشرة وإما عن طريق الحفر. ويمكن للحواسيب رسم الخرائط بوساطة أشعة الليزر، وذلك بتعريض الأفلام المصورة لأشعتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحواسيب تستطيع أن تقوم بعملية مسح شامل لخريطة الأساس والصور الجوية، أو الملامح الطبيعية لسطح الارض، ومن ثم تستخدم البيانات التي حصلت عليها في طبع الخريطة.
غالباً ما يشرف الخرائطي على إعادة إنتاج الخرائط. ولذلك فإن الألوان المناسبة والرموز ستظهر في الأماكن المناسبة على الخريطة النهائية. وتُطبع غالبية الخرائط بوساطة هذه الصفائح البلاستيكية.
هناك بعض الخطوات الإضافية يجب القيام بها عند إنتاج الخرائط ذات الوجه البارز مثل خرائط التضاريس البارزة التي يبرز سطحها لتمثل التلال والجبال. والخرائط الحسية التي تشمل رموزًا حقيقية يستطيع الكفيف قراءتها عن طريق اللمس. وينبغي على الخرائطي، عند إنجاز هذه الخرائط، إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد، إما باستخدام الجبس وإما باستخدام غيره من المواد المماثلة. بعد ذلك، تُطبع رموز الخريطة وأحرفها على قطعة من البلاستيك المستوية. ثم ُتليَّن بالتسخين، وتثبَّت في الحال على النموذج الثلاثي الأبعاد، وتُترك بعد ذلك لتجف.
المراجعة. يجب على الخرائطي مراجعة معلومات الخريطة لإبقائها حديثة. فقد تطرأ تغيُّرات على عدد سكان المدن وشكل الطرق المائية والغابات. وبذلك تحتاج الخرائط إلى إعادة النظر بين الحين والآخر. وتُعدُّ الصور الجوية أهم مصدر لرصد التغيُّرات التي تكون قد طرأت منذ آخر مرة أنشئت فيها الخريطة.
نبذة تاريخية
أقدم خريطة معروفة قطعة طين وُجدت في العراق، وصُنعت عام 2500 ق.م. وتظهر إحدى المستوطنات الكائنة على جبل مطل على أحد الأودية.
الخرائط القديمة. تعود أقدم خريطة موجودة الآن إلى بلاد بابل (العراق الآن)، في بلاد ما بين النهرين، منذ عام 2500 قبل الميلاد. وهي مرسومة على قرص طيني، ويُظَنُّ أنها تمثل إحدى المستوطنات الكائنة فوق جبل يشرف على النهر. وللبابليين فضل كبير في رسم الخرائط، فقد طوروا نظاماً لتقسيم الدائرة إلى 360° متساوية. ويُستخدم هذا النظام حالياً في معرفة درجات الطول ودرجات العرض.
وقام المصريون بإنتاج خرائط تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد حيث طوروا تقنية في المساحة الأرضية تمكنهم من إعادة رسم حدود الملكيات الزراعية على ضفاف نهر النيل عقب كل فيضان.
أما الإغريق، فقد حققوا تقدماً هائلاً في مجال الجيوديسيا والمساحة الأرضية، كما طوروا أنظمة تتعلق بمسقط الخريطة. كما شكوا في شكل الأرض وحجمها؛ فاعتقد بعضهم بأنها كروية، وحَسَب أحد علماء الرياضيات، ويدعى إيراتوسثينيز، محيط الأرض بدقة شديدة، وذلك في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً.
ويُعدّ الفلكي والجغرافي اليوناني كلوديوس بطليموس الخرائطي الأكثر شهرة في العصور القديمة. وقد عمل في الإسكندرية منتصف القرن الثاني الميلادي على وجه التقريب، وأورد في كتابه الجغرافيا كل ما هو معروف آنذاك عن العالم. ويتكون الكتاب من ثمانية أجزاء وخرائط وقائمة تضم قرابة 8,000 مكان، ووضع إزاء كل اسم خط عرضه وخط طوله، كما أورد فيه إرشادات لرسم مختلف المساقط.
خريطة العالم موجودة في كتاب الجغرافيا للجغرافي اليوناني كلوديوس بطليموس الذي عاش في الإسكندرية عام 150م تقريبًا. وقد عرف الناس القليل عن خرائطه حتى نُشرت في أطلس نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.
الخرائط في العصور الوسطى. حدث تطور علمي ضئيل في صنع الخرائط خلال العصور الوسطى في أوروبا، وتمتد هذه الفترة من القرن الخامس الميلادي إلى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. فقد بدأ الأوروبيون رسم خرائط تدعى خرائط البورتلان، وتتميز هذه الخرائط بدقة متميزة؛ حيث تبين سواحل البحر المتوسط والأقاليم المحاذية بتفصيل كبير. وتساعد الخطوط المستقيمة الموجودة على تلك اللوحات ملاحي السفن في تحديد الاتجاهات.
أما التطور الفعلي لإنتاج الخرائط خلال العصور الوسطى، فقد ظهر في العالم العربي والصين. فقد طور العلماء العرب طرقاً لقياس درجات الطول، ودرجات العرض، بعد قيامهم بترجمة كتاب بطليموس الجغرافيا، إلى اللغة العربية، وذلك في القرن التاسع الميلادي.
صورة الأرض للمسعودي (المتوفى سنة 346هـ – 957م).
علم الخرائط عند العرب. اعتمدت كل كتب الجغرافية العربية أساسًا على خرائط، وكان الكثير من الجغرافيين يبدأون برسم الخريطة، ثم يؤلفون كتابًا في شرحها وتوضيح المعالم عليها. وأوضح دليل على ذلك أن ابن حوقل (القرن الرابع الهجري) سمى كتابه صورة الأرض، أي أن الخريطة هي الأساس، والكتاب شرح وتعليق. وقد وصف سهراب أبو الحسن (ت نحو 330هـ، 946م) كذلك في أول كتابه صورة الأرض كيفية رسم الخرائط، بادئًا بشرح طريقة رسم خطوط الطول والعرض على طريقة بطليموس. وكان الجغرافيون العرب والمسلمون يكتبون الأرقام في خرائطهم ونصوصهم بالحروف لأن أشكال الأرقام العربية لم تكن قد تحددت بعد.
وقد عرف العرب والمسلمون أنواعًا من الخرائط منها الخرائط المسماة بصور الأرض، وهي أصح الخرائط الجغرافية وأعظمها قيمة من الناحية العلمية والعملية. ومنها نوع آخر متأثر بمذاهب اليونان في الربط بين الفلك والجغرافيا ورسم خطوط الطول والعرض بحسب المعلومات الفلكية الوهمية، ومثال ذلك خرائط الخوارزمي وسهراب والبتاني والبيروني. ونوع ثالث تمثله خريطة الإدريسي.
خريطة العالم للإدريسي (أنجزها عام 548هـ، 1153م).
وكانت أهم مدرسة جغرافية خرائطية إسلامية أصيلة هي مدرسة البلدانيين والمسالكيين، وهي ابتكار عربي خالص بدأ على أيدي أوائل الموسوعيين العرب كابن الكلبي (ت204هـ، 820م) في كتاب البلدان الكبير، وكتاب البلدان الصغير، واليعقوبي (ت 266هـ، 879م) صاحب كتاب البلدان، والبلاذري (ت 279هـ، 892م) صاحب كتاب فتوح البلدان والإصطخري (ت نحو سنة 300هـ، 912م) وهو أول من رسم خريطة للعالم الإسلامي على مذهب أهل الرحلة والمشاهدة الشخصية. كما أنه أول خرائطي مسلم رسم خرائط الأقاليم التي تكلّم عنها دون أن يتأثر باليونانيين في مذاهبهم الفلكية، والربط بين خطوط الطول والعرض والمواقع والمواضع. وقد تبع كل المسالكيين العرب الإصطخري في مذهبه هذا، ولهذا سميت خرائطهم وكتبهم بأطلس الإسلام.
وعاصر الإصطخري جغرافي آخر هو البلخي أبو زيد ابن سهل الذي وضع كتابًا سُمي صور الأقاليم حيث رسم خرائط الأقاليم الإسلامية بالألوان. أما الجيهاني، أبو عبد الله بن أحمد بن نصر وهو وزير للسامانيين (302هـ، 914م)، فهو واضع أول خريطة للأرض لم تتأثر بآراء اليونانيين، وإنما قامت على أساس البلدان والمسالك. وتُعد خريطة المسعودي (ت 346هـ، 957م) من أدق الخرائط العربية. كما أن خريطة المقدسي (ت 390هـ، 1000م) تتضمن الحقيقة الكبرى التي اطلع عليها كولمبوس، وكانت أساسًا للكشف الكولومبي الذي غير وجه التاريخ. أما خرائط البيروني (ت 440هـ، 1048م) فتمثل الخرائط التي تجمع بين مذاهب اليونانيين الفلكيين النجوميين ومذاهب العرب المسالكيين البلدانيين.كما أن البتَّاني (ت 317هـ، 929م) صاحب الزيج الصابي صنع خريطة تُعد أول خريطة جامعة مفصلة للعالم بعد خريطة بطليموس. وهي أصح من خريطة بطليموس، لأنه اتّبع في رسمها طريقة التسطيح البسيط، وخطوط الطول والعرض فيها مستقيمة، أما خريطة بطليموس فعُملت على أساس التسطيح المخروطي. وتُعد خريطة الإدريسي (493 – 560هـ، 1100 – 1165م) التي صنعها للأرض بناء على طلب روجر الثاني النورمندي ملك صقلية، عملاً مبتكرًا في فن الخرائط من بدايته إلى يومنا هذا، فهي خريطة للأرض مجسمة رسمها في أول الأمر على الورق، ثم جسمها في صورة كرة من الفضة رسم عليها اليابس بالذهب، وبعد ذلك، سطّحها تسطيحًا بسيطًا يشبه ما جرى عليه مركاتور في عمل مسقط لخريطة الأرض المبسوطة، وعمل كل الحسابات الرياضية التي يتطلبها التحويل من الاستدارة إلى التسطيح. وقد أوضح الإدريسي طريقته في رسم خريطته في مقدمة كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق.
أما في الصين، فإن أقدم خريطة مطبوعة موجودة في الموسوعة العلمية الصينية كانت سنة 1155م تقريباً، أي أنها طبعت قبل أن تطبع أول خريطة في أوروبا بثلاثمائة سنة.
تطوُّر علم الخرائط في أوروبا. تبع تطور علم الخرائط في أوروبا عدة تطورات مهمة في القرن الخامس عشر الميلادي. أولاً: ترجمة أعمال بطليموس إلى اللغة اللاتينية، مما ساعد في الكشف عن طرق رسم المساقط، وتعيينه المنظم لمواقع الأمكنة. ثانياً: اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، حيث أصبح إنتاج الخرائط أكثر يسراً. فقد أمكن طباعة عدة نسخ متشابهة، رغم أن هذه العملية تتم يدوياً. ثالثاً: بدأ عهد الكشوفات الجغرافية عند نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وعملت على زيادة المعرفة بالعالم، وازدياد الشغف برسم الخرائط.
وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، اقتنع العلماء الأوروبيون بفكرة كروية الأرض. وفي عام 1492م، اكتشف كريستوفر كولمبوس العالم الجديد. وقام تاجر ملاح من ألمانيا يدعى مارتن بهايم بعمل كرة أرضية مدوَّن عليها العالم كما يعرفه الأوروبيون، وذلك قبل رحلة كولمبوس. وبالطبع، فإن الأمريكتين لم تظهرا على هذه الكرة التي مثَّلت المحيط الأطلسي أصغر مما هو عليه فعليًا. وبحلول أوائل القرن الخامس عشر الميلادي، بدأ صانعو الخرائط يضمِّنون خرائطهم العالم الجديد. وقد ظهر اسم أمريكا أول ما ظهر على خريطة صنعها عام 1507م الخرائطي الألماني مارتن فالدسيمولر.
وفي عام 1569م، وضع الجغرافي الفلكي الفلمنكي مركاتور جراردوس أول خريطة بناء على مسقط يحمل اسمه. وكان لهذا المسقط فضل كبير على الملاحة البحرية. وفي عام 1570م، قام الخرائطي الفلمنكي أبراهام أورتيليوس بإنتاج أول أطلس في العالم. وبدأ جين دومنيك كاسيني، وهو فلكي يعمل في مرصد باريس، بتمثيل طبوغرافية فرنسا بتفصيل ودقة في أواخر القرن السابع عشر الميلادي. واستمر هذا العمل لأكثر من مائة عام. وفي إنجلترا، نشر الفلكي إدموند هالي، خريطة للرياح التجارية عام 1686م، وعُدَّت هذه الخريطة أول خريطة في الأرصاد الجوية. وتُعد خريطة هالي عن المجالات المغنطيسية للأرض عام 1700م أول خريطة منشورة استخدمت خطوط التساوي لربط النقاط متساوية القيمة.
انحصر نشاط العلماء في القرون: السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر الميلادية في إنتاج الآلات والأدوات الحديثة لتجعل تقنية قياس الأمكنة، ومعرفة مناسيبها أكثر دقة.
صناعة الخرائط في العالم. اكتشف الأوروبيون بلادًا جديدة واستعمروها ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، فاحتاجوا بذلك المزيد من الخرائط الحديثة. فقد نشط المسَّاحون الأسبان في مسح أمريكا اللاتينية. وفي عام 1612م، نشر المغامر الإنجليزي الكابتن جون سميث خريطة لساحل فرجينيا في أمريكا الشمالية، وهي أول مستعمرة إنجليزية. كما عمل خريطة لنيوإنجلاند. وفي بداية القرن السابع عشر الميلادي، رسم المكتشف الفرنسي، صمويل دي شامبلين، منطقة واسعة في شمال شرقي أمريكا.
أُنشئت إدارة المساحة عام 1791م، وهي منظمة بريطانية لرسم الخرائط، بإشراف مجلس إدارة المساحة التابع للجيش البريطاني. وقد تحوّلت هذه المنظمة فيما بعد إلى مؤسسة مدنية. لذلك فإن العديد من العاملين فيها قد تدربوا في دوائر الهندسة الملكية التابعة للجيش البريطاني، وقد أرسلت هذه الدائرة حتى الستينيات من القرن العشرين المساحين والمتدربين إلى عدة مستعمرات بريطانية حيث قاموا بإنشاء أقسام الخرائط في مواقع مختلفة، وأدَّوا دوراً كبيراً وحيوياً في فتح وتطوير مناطق جديدة للسكن والزراعة، مثال ذلك ما قام به المساح البريطاني جون أوكسلي، فقد قام بمسح مساحات واسعة من ولاية نيوساوث ويلز في أستراليا وذلك في العقدين: الثاني والثالث من القرن التاسع عشر. أما في الولايات المتحدة، فقد أُنشئت عام 1807م دائرة مساحة الساحل وتعرف الآن بدائرة مساحة المحيط الوطنية، كما تم إنشاء دائرة المساحة الجيولوجية الأمريكية في عام 1879م.
تطور الخرائط الموضوعية. أصبح جمع البيانات المنظَّم شائعاً منذ القرن التاسع عشر الميلادي. فقد قام الخرائطيون بتمثيل هذه البيانات الجديدة، ودراسة مدى صحتها. إذ طوّر الخرائطي البريطاني هنري هارنيس، الخرائط الموضوعية بنشره مجموعة من الخرائط الموضوعية لأيرلندا عام 1837م، وقد استخدمت هذه الخرائط درجة اللون للتعبير عن الكثافة السكانية، والدوائر السوداء المتباينة الحجم في التعبير عن عدد سكان المدن، والخطوط المتباينة السماكة لتمثيل حركة المرور.
وفي عام 1855م، أعد الطبيب الإنجليزي جون سنو، وبصورة دراماتيكية، خريطة موضوعية قيمة لبحث علمي، فقد استخدم في خريطة لضواحي مدينة لندن النقطة لتمثل كل شخص توفي بوباء الكوليرا في تلك السنة. فتجمع عدد كبير من النقط حول مضخة للماء في شارع برود، فساعد ذلك على كشف مصدر هذا الوباء.
التقنية الحديثة وإنتاج الخرائط. ساعد التقدم في الطباعة والتصوير الجوي خلال القرن العشرين، على جعل إنتاج الخرائط، أكثر يسرًا وأقل تكلفة، فأصبحت الخرائط أوسع انتشاراً. ففي بداية القرن العشرين، تطلب التطور في صناعة الطيران إعداد خرائط ملاحية. كما سهلت الطائرات تصوير مناطق واسعة من الجو.
ومنذ منتصف القرن نفسه، تزايد استخدام الحاسوب في رسم الخرائط تزايداً كبيراً، حيث أُعدت المساقط، وضُبطت أجهزة الرسم الآلي التي ترسم أو تطبع الخرائط، كما أنها قد ترسم الخرائط مباشرة، فتبدو في الحال على الشاشات.
وقدم اكتشاف الفضاء مساهمة كبيرة في صنع الخرائط الممثلة لسطح الأرض والقمر وبعض الكواكب وللكون الشاسع. فقد حملت الأقمار الصناعية أجهزة الاستشعار عن بُعْد التي ترسل بدورها الموجات المرتدة من سطح الأرض. ويمكن استعمال هذه الموجات لرسم سطح الأرض، وتحديد مناطق الرواسب المعدنية وأنماط انتشار النباتات الطبيعية، وتحديد أماكن انتشار التلوث البيئي، وغير ذلك من المواضيع.
عجبني تحويل لصفحات الخطا http://www.youcefmaths.tk/admincp
^_^ الله يحفظك