التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير عن الفكر الاجتماعي اليوناني >.<" -تعليم الامارات

السلآم عليكم يا أحلى أعضاء

امممم..

طلبتكم أبي تقرير عن الفكر الأجتماعي في اليونان

أي شي تعرفونه عطوني أياه لات بخلون عليه فديتكم

فــــــــي انتـظاركـــــــم ..

لللللللللللللللللللللا

……………………………………..

صلى الله على محمد

التصنيفات
القسم العام

الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال ! -تعليم اماراتي

الذكاء الاجتماعي والسحر الحلال !


هو السحر الذي نحتاجه ونطلبه ونعمل على تعلمه والتدرب عليه والاستزادة منه ما استطعنا
فهو كالماء الزلال السلسبيل لا نروى منه أبدا, فهو يخاطب فينا الكثير من الأفكار والرؤى
ويجعلنا أكثر قربا من الأهل والأحبة والأصدقاء وأكثر نجاحاً في مجالات العمل والتجارة وأكثر تألقا في ميادين التربية والتعليم والتدريب وبناء الإنسان وتمكينه في الأرض , إنه ولا شك السحر الحلال الذي لا شبهة فيه ولا ظلالة.

يحتاجه الأب والأم والصديق والقريب والبائع والمشتري والداعية والمفكر والكاتب والإعلامي
والمدير والموظف والزوج والزوجة والأبناء والبنات, انه الكنز الذي لا مفر من البحث عنه وبذل الجهد والغالي والنفيس للحصول عليه واقتنائه والحفاظ عليه.

فاقده شخص لا يرى ولا يعرف وقد لا يذكر وربما يكون منفياً اجتماعياً فهو بكل آسف نكرة ولكن بمعايير المجتمع وليس بمعايير النحو والصرف , فهو فاقد لمهارات التواصل المهمة لأي مشروع من مشاريع الحياة وأي فكرة من أفكار العمل والانجاز , بل هي المهارة الأساسية في علاقاتنا الحميمية والعاطفية والوجدانية المطمئنة والدافئة في من حولنا .

أسالوا أنفسكم الآن وبلا تردد هل تستطيعون العيش من دون الناس الذين حولكم وحواليكم ,
من غير الأقارب و الأصدقاء والأحبة, من غير الوالدين والإخوة والعائلة والعزوة, من غير زوج وزوجة وأبناء يفتخر بهم, من غير عملاء, من غير زعماء أو حكماء وأهل رأي سديد أو نصيحة رشيدة.

إن الجواب كما ترون بكل تأكيد لا, فهذا العالم أقامه الله وخلقة بأسلوبه المتفرد لك
يعيش الناس حالة من التكامل بينهم والتعاون الدائم في كل شئون الحياة فلن تستطيع
عزيزي القارئ أياً كان جنسك وجنسيتك , وقدرك وقدرتك , ومكانك وإمكانياتك أن تعيش وحيداً وتسعد وحيداً وتنجح وحيداً وترتقي وحيداً وتحصد الانجازات تلو الانجازات وحيد على الإطلاق ..

فأعمل عقلك وتعاون مع الجميع بذكاء ذو طابع اجتماعي وأتقن هذه الفنون تحصد النجاح والتألق في جميع الميادين والمجالات الشخصية والأسرية والعملية والمالية والنفسية والروحية واكتشف كيف يرتقي نجوم المجتمع والأمة والوطن ويعتلون المنصات ويرتدون أعلى الميداليات لقاء أعمالهم وأفعالهم وإحسانهم الذي لا يتوقف أجره ومثوبته حتى بعد الممات وتوقف العمل وفناء العمر ونهاية الرحلة فأعمالك خالدة والألسنة تلهث بالدعاء لك .

* أتقنوا أبعاد ومهارات الذكاء الاجتماعي الساحرة الآن
هناك عدة أنواع للذكاء يذكرها علماء التنمية البشرية والإدارة وخبراء علم النفس والاجتماع والتربية ومنها الذكاء اللغوي والمالي والحسابي والعاطفي والاجتماعي وغيرها.

ولكن حديثي اليوم عن أهم سبل التمكن من مهارات وأسرار الذكاء والاجتماعي الذي لو أتقنته عزيزي القارئ سوف تكون على مقربة من أهدافك المختلفة وطموحاتك المتعددة ورغباتك المشروعة وعندها تحس بالرضا والارتياح عن نفسك فأنت تسير في الطريق الصحيح والذي في نهايته منصة المجد التي سوف تقف عليها أيها البطل.

1 الابتسامة المشرقة
تدرب من الآن على أن يكون لديك ابتسامة مشرقة جذابة فهي صدقة في المقام الأول, وجواز سفر إلى قلب وروح ووجدان من أمامك ثانياً , تزرع فيها الارتياح والانبساط الكامل ناهيك عن أسرار كبيرة للابتسامة فلها مفعول كبير في إنجاح التفاوض والإقناع والدخول في دائرة اهتمام الطرف المقابل وجذبها إلى دائرة اهتماماتك كما أن للابتسامة أثر كبير في صياغة الود بين الناس وتقريب الهوة وإنهاء الحواجز وتدمير كل العقبات التي من شأنها تحجيم علاقاتنا مع الآخرين أو توتيرها .

وعلى المستوى الإعلامي مهما كان الضيف حاملاً من علم وخبرة وتجارب فإن لم يكن يحمل إطلالة مبتسمة مشرقة ومشعة فلن يصل إلى قلوب ملايين الجماهير خلف الشاشة .

2 اللمسات الحانية والسلام الحار
تؤكد الدراسات أن الشعوب التي تستخدم اللمسات الحانية مع الطرف المقابل أكثر متانة في العلاقات وأعظم تواصلاً وأعمق أواصراً من غيرها من الشعوب التي لا تستخدمها , كذلك كن مفشياً للسلام و ذو مصافحة حارة واقبض يد الشخص الآخر في حال السلام بكل ثقة وكن محتفيا به ومرحباً ثم ضع يدك الأخرى على يده لك تعبر عن صدق عاطفتك تجاهه , ولا تنسى أن تضع عينيك في عينيه مع ابتسامة جميلة فعندها تلتقي الأرواح .

3 كن منصتاً ولا تكن مستمعاً
كن منصتاً وبعانية شديدة للطرف المقابل وكن معه بكل حواسك وعقلك فهناك فرق بين الإنصات والاستماع , وجل الناس ممن يخلطون هنا فنحن نعني أن لا تعطي المتحدث أذنك فقط وهو الاستماع , ولكن أعطه كل انتباهك وتركيزك وأشعره بالاهتمام والاستمتاع بحديثه وطرحه وكن صادقاً في التعاطي مع رسالته التي يريد إيصالها إليك.

4 حسس الآخر بقدره وقيمته العالية
من أجمل فنون الذكاء الاجتماعي هي إنزال الناس منازلهم وإعطائهم القدر والاحترام الكامل والقيمة العالية وتقبيل رؤوس كبارهم وأطفالهم وإجادة فنون الدعاء الطيب لهم والشكر المستمر على أي سلوك أو تصرف إيجابي منهم مما له عظيم الأثر في توطيد العلاقة وزرع الدفء والسكينة .

5 تحدث بصوت منخفض ولغة رقيقة تكن مقنعاً
في كل حواراتك ورسائلك الصوتية تجنب الحديث بصوت عالي
أو مرتفع أو لغة حادة مع الطرف الآخر وحافظ على وتيرة الصوت الطبيعية في كل الأحوال مهما كان الحوار جاد أو يحوي على نقاط اختلاف, واستخدام لغة الجسد لتعزيز فكرتك وتدعيمها وإقناع من أمامك.

6 اطرح الأفكار الايجابية وتفاعل معها
من أهم إسرار الذكاء الاجتماعي هو طرحك للكثير من الأفكار الايجابية والإبداعية والمتميزة والتفاعل معها فالناس من حولك يتفاعلون وينجذبون للأشخاص الايجابيين والفعالين والمبادرين ويستوطنون في قلوبهم وقد يتبعونه وتكون قائدهم في اغلب الأحيان فكن متعاوناً مع الجميع .

7 تقبل النقد بروح رياضية
لا تكن منزعجاً من النقد وتقبله بروح مشرقة وابتسامة عريضة وخذ منه ما ينفعك واطرح جانبك ما كان تجريحاً أو تجاوزا أخلاقياً عليك ورد على منتقدك في ما جانبهم فيه الصواب بكل وضوح وصراحة ولكن بقالب دبلوماسي مهذب لا يخلو من الصراحة .

8 كن صادقأ ومنصفأ
كشفت الكثير من الدارسات أن الصفة الأولى التي يرجوها الناس
من القائد وهي الأهم بالنسبة للسواد الأعظم منهم هي المصداقية
وهي من أكثر ما يجعل للإنسان قيمة وقدراً في قلوب الناس وأفئدتهم , وعلى العكس فما أكثر من سقطوا واحتقروا وهمشوا وحوربوا اجتماعياً واسرياً بسب الكذب والمراوغة والتدليس على الناس .

9 طبق ما تقول ولاتكن منظراً
هنا تكون قد كسبت ثقة من حولك بكل قوة فالتطبيق خير برهان لكل النظريات والأفكار التي تطرحها والمنطلقات التي تؤمن بها , وهو حجر الزاوية لأي عمل فالناس لا تؤمن بالمنظر فقط رغم أهمية التنظير ولكن يكمل لمعان هذا القصر الشامخ حينما تتعانق النظرية مع التطبيق .

10 تمتع بالتواضع والهدوء
كن متواضعا وتعامل ببساطة مع الجميع خصوصاً مع الأطفال وكبار السن وخاصتك من الأهل والأولاد وأهل الضعف والحاجة , وانكسر لهم وتتبع احتياجاتهم وكن سند لهم ومعين في هذه الحياة , وأتقن آلية ضبط النفس من أي استفزاز قد تواجه به هنا أو هناك فانفراط عقد الطمأنينة النفسية والهدوء العصبي علامة ضعف ولا شك و الإنسان المتماسك والضابط لانفعالاته هو دائما الأقدر على الوصول دوماً إلى مبتغاه وهدفه , وابتعد عن الكبر والغطرسة ومدح الذات والغرور فهي مظنة كره الناس والنفور منك وإقصائك اجتماعياً .

11 أتقن فنون التحفيز والتشجيع الدائم
فهي ترياق النجاح والتألق وهي وقود العلاقات مع الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم فهم يتفاعلون معها كثيراً ويقدرون صاحبها ويضعونه في قائمة أولوياتهم , واحرص على التخلص من كثير اللوم والنقد الغير هادف والاستخفاف بالآخرين أو استخدام صيغ الأمر معهم أو الإجبار فهو مرض عضال يفسد العلاقات ويزيد من توترها فحاذروا فهي للأسف ثقافة شائعة .

12 كن محتوياً لمن حولك
تعلم فنون الاحتواء لمن حولك فالأخطاء البشرية الغير مقصودة كثيرة والناس يقدرون من يحتويهم ولا يرصد عثراتهم أو أخطائهم فهو القائد المتسامح الذي لا يضّيق على الآخرين بل يأخذ بأيديهم .

13 أجد فنون التواصل والتفاعل مع الجميع
فنحن الآن في عالم سهل فيه أن نتواصل مع الآخرين فلا تترك مناسبة أو حدث أو لقاء إلا ولك فيه بصمة وحضور , فتجاهلك للأفراح أو الأتراح أو المناسبات علامة سلبية سوف تؤثر على علاقاتك وسير حياتك وتجعلك في خانة السلبيين والبلداء أو المتعالين , واحذر من تجاهل أي رسالة أو دعوة فإن لم تستطع الحضور فبادر بالاعتذار والمشاركة الهاتفية على الأقل , ولا تنسوا فضل صلة الرحم و قدرها العالي والخير العميم الذي سوف تجنونه منها .

14 حدث الآخرين عن أنفسهم ولا تحدثهم عن نفسك !!
كثير ما نقع في هذا الخطأ ونكثر الحديث عن أنفسنا وعن أعمالنا وصولاتنا وجولاتنا , بنما لك نكسب الآخرين علينا أن نحدثهم عن أنفسهم وعن إنجازاتهم وأعمالهم الجليلة وجهودهم المختلفة وأفكارهم المشرقة وهذا من أسرار التمكين الاجتماعي والعاطفي وكسب ود الآخرين وحبهم .

" الذكاء الاجتماعي في رحاب السيرة "
طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم مهارات الذكاء الاجتماعي في فتح مكة العظيم , حيث قال كلمته الشهيرة "من دخل بيت أبا سفيان فهو آمن " رغم أن أبا سفيان كان كافراً في ذلك التوقيت ومن صفوف الأعداء , ولكن إنزال الناس منازلهم وتقدريهم وتوقيرهم واحترامهم جعل أبا سفيان زعيم قريش يفهم الرسالة المبطنة ويأتي معلناً إسلامه بعد هذا التعامل الراقي والحضاري والاحتواء من رسول السلام عليه اجل وأطهر الصلاة والسلام.

" تأصيل"
قال تعالى( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)
قال صلى الله عليه وسلم (ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وأن الله يبغض الفاحش البذيء )
أخرجه الإمام الترمذي بسند صحيح

منقول

حسس الآخر بقدره وقيمته العالية
من أجمل فنون الذكاء الاجتماعي هي إنزال الناس منازلهم وإعطائهم القدر والاحترام الكامل والقيمة العالية وتقبيل رؤوس كبارهم وأطفالهم وإجادة فنون الدعاء الطيب لهم والشكر المستمر على أي سلوك أو تصرف إيجابي منهم مما له عظيم الأثر في توطيد العلاقة وزرع الدفء والسكينة

الإحترام في نظري أهم عامل احترام كبير والصغير وكم نحتاجه لتصبح حياتنا مثالية
طرح رااائع كما أنت دائماً سباقة لكل مميز وهادف بوركتي رؤيتنا الغالية

حسس الآخر بقدره وقيمته العالية
من أجمل فنون الذكاء الاجتماعي هي إنزال الناس منازلهم وإعطائهم القدر والاحترام الكامل والقيمة العالية وتقبيل رؤوس كبارهم وأطفالهم وإجادة فنون الدعاء الطيب لهم والشكر المستمر على أي سلوك أو تصرف إيجابي منهم مما له عظيم الأثر في توطيد العلاقة وزرع الدفء والسكينة
الإحترام في نظري أهم عامل احترام كبير والصغير وكم نحتاجه لتصبح حياتنا مثالية
طرح رااائع كما أنت دائماً سباقة لكل مميز وهادف بوركتي رؤيتنا الغالية

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

التغير الاجتماعي للصف الحادي عشر

ممكن بحث عن التغير الاجتماعي بليييييييييييييييز

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=30017

بتحصلين فارابط,,,,,,,,,,

وهذا التقرير من جهدي ,,,,,,,,,,,,,

مقدمة :

بالرغم من الاهتمامات المتزايدة التي توليها الدولة للقضاء على البيوت القصديرية التي استعرضت مساحات كبرى في اغلب المدن الجزائرية .. وتأتي هده المجهودان في صلب الإصلاحات الاجتماعية في أوضاع تتسم بالتحولات ا لاجتماعية والتغيرات الحديثة .. وبالرغم كذلك من كل هده العناية فان الوضع الواقعي مازال يراوح مكانه بل زادت الحالات الاجتماعية اكثر تدهورا من حيث تراكم الظروف المعيشية للمواطن في ظل استفحال بطالة خانقة وزيادة متطلبات الاجتماعية فيما انحلت عرى التضامن وإسقاط بعض التكافل التقليدي هدا ما يؤشر أن الكثير من الاعتبارات والعوامل الأساسية التي تدعو إلى التماسك الاجتماعي قد اهتزت من الداخل كالفقر وانتشار الآفات الاجتماعية وتوسع دائرتهما على الرغم من إعادة إسكان العديد من العائلات في سكنات جد متطورة وهو الأمر الذي يدعو أيضا إلى طرح التساؤل التالي الذي مفاده .. ماهي المتغيرات الاجتماعية التي تعكس وجه التحولات الاجتماعية في هدا النموذج المطروح ؟

في هذا المنظور نعتبر موضوع دراسة التغير الاجتماعي من الموضوعات الهامة والمجالات الأساسية التي يسعى علماء الاجتماع لدراستها خاصة وأن اهتمامهم الأول يتركز حول دراسة مظاهر التباين والاختلاف الذي يحدث على البناءات والنظم والأفراد والجماعات الاجتماعية ،كما نجد أن هناك من العلماء الذي يعرف علم الاجتماع ذاته بأنه العلم الذي يهتم بدراسة التغير داخل المجتمع …إلى جانب اهتماماتهم على أهمية دراسة طبيعة المجتمع الحديث ومعرفة مظاهر التغير السريعة التي طرأت على جوانبه المختلفة وأحدثت أنواع متعددة من التغيرات على نوعية البناءات والمؤسسات والنظم الاجتماعية والتي لا تزال في حالة من الديناميكية المتغيرة كما يصنفها أجست كونت. وجاءت عملية التغير الاجتماعي في إطار مجموعة من الأفكار والتصورات المتموضعة على محك التاريخ التي تؤكد على أن هذا التغير ضرورة حتمية لا بد من وقوعها في ظل تعدد الأعراف والتقاليد في مثل المجتمع الذي هو محل دراستنا هده
ويرتبط المجتمع القصديري بالعديد من المظاهر الاقتصادية كما ترتبط هذه المشكلة بطبيعة التباين والاختلاف بين المتخصصين في العلم وتباين وجهات النظر المفسرة لها والمناهج أو الطرق المنهجية وجمع البيانات التي يستخدمها العلماء عند دراسة هذه الموضوعات أو القضايا وهذا لا ينفي وجود جهود مشتركة أو شبه اتفاق حول عدد من المفاهيم والتعريفات التي يتفق حولها علماء الاجتماع عند دراستهم للتغير الاجتماعي .
كما يتطرق أنطوني سميث في كتابه المميز عن التغير الاجتماعي أن دراسة ظاهرة التغير سواء كانت اجتماعية أو تاريخية تعتبر ظاهرة واسعة وكبيرة . وهذا ما يجعل نوع من الغموض والتداخل حول وضع تعريف مميز للتغير الاجتماعي …وهنالك بعض المحاولات التي تعرف التغير أو فكرة التغير على أنه نوع من " الشكل المستمر أو المتلاحق حدوثه بصورة مستمرة كما يحدث نوع من الاختلاف أو التباين المؤقت بين الوحدات الداخلية " وهذا التعريف يقترب من تعريف نسبت ….حينما سعى لنقد وتحليل فكرة النمو الاجتماعي حيث يعرف التغير :" على أنه نوع من الاختلافات المتلاحقة التي تحدث بمرور الوقت داخل الوحدات المستمرة الحدوث "إذ نلاحظ تأكيده على استمرارية العنصر الذي يحدث فيه التغير وهذا يؤدي إلي تجاهل إضفاء بعض العناصر المكونة للشيء أو حدوث تعديلات أوعمليات إحلال لبعض العناصر بأنواع جديدة .ومن هنا نجد سميت يطرح تعريفا آخر للتغير أكثر تحديدا " بأنه نوع من الأحداث المتلاحقة والذي ينتج عنه بمرور الوقت تعديل وإحلال أنماط معينة أو الوحدات التي تحدث عليها عمليات التغير"
ويعرف ديفيز Divis التغير الاجتماعي على أنه " مجموعة الاختلافات التي تحدث داخل التنظيم الاجتماعي والتي تظهر على كل البناءات والنظم التي تحدث في المجتمع "أما العالم Bottočore فيعرف التغير الاجتماعي على أنه " تغير يحدث في البناء الاجتماعي متضمنا التغيرات في حجم المجتمع " أو في النظم الاجتماعية خاصة أو العلاقات بين هذه النظم . الذي يمكن أن يكون جزء من التغير الثقافي . ومن خلال التعريفات الموجزة يمكن أن نعطي تصورا مقترحا لمفهوم التغير الاجتماعي ، والذي يمكن تحديده على أنه نوع من التباين والاختلاف الذي يحدث على مكونات البناء الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث تغير في أنساق التفاعل والعلاقات وأنماط السلوك ، ويعد السمة المميزة لطبيعة الحياة الاجتماعية في المجتمعات الحديثة .
ويهتم علماء الاجتماع بدراسة التغير الاجتماعي من خلال معالجتهم لدراسة المجتمع الذي يعيشون فيه فيطرحون عدة أسئلة محاولين الإجابة عليها عند دراستهم للتغير الاجتماعي" ما هو الذي يتغير ؟ ما هو اتجاه التغير ؟ ما معدل التغير ؟ لماذا حدث التغير ؟ ما هي العوامل الرئيسية المسببة لحدوثه ؟ "
فنجد أولا أن تعريف التغير يظهر من خلال تحديد معانيه ومفهوماته باعتبار أن أي تغيير يحدث في البناء الاجتماعي يترتب عليه مجموعة من أنماط التغير البنائي والتي نوجزها كما يلي :
ا-التغير في القيم الاجتماعية : يؤدي تغيير القيم إلى حدوث تغييرات كبيرة في المجتمع وان كانت عملية التغير في النسق القيمي يعد نوعا من التغير البطيء جدا وهذا بخلاف العناصر المادية التكنولوجية . ويترتب على تغيير القيم تغيير مجموعة أنماط التفاعل والعلاقات والمراكز والأدوار الاجتماعية . فتغير نمط الحياة الاجتماعية في العصور الإقطاعية إلى العصر الحديث أدت إلى تغير النظرة المجتمعية إلى طبيعة الفرسان والمحاربين باعتبارهم من افضل المهن الاجتماعية . أما في العصر الحديث اصبح النشاط الاقتصادي وإقامة مشروعات صناعية واقتصادية مربحة ماديا يعد أمرا هاما يسعى إليه الكثير من الطاقات العاملة. والحصول بعد ذلك على مناصب عالية وامتلاك الثروة والقوة الاقتصادية والسياسية معا .
ب- تغير النظام : يترتب عن التغير في البناء الاجتماعي تغير في نوعية وأشكال النظم الاجتماعية بوظائفها في المجتمع وتغير نوعية الأدوار الاجتماعية فتغير نظام الملكية من ملكية خاصة إلى عامة في المجتمع الاشتراكي السوفياتي سابقا أدى إلى تغير نظام الإنتاج وعلاقات العمل ونوعية الطبقات الاجتماعية ،
………………………………………….. ………………………………………….. …..
الثقافة … دراسة في علم الاجتماع الثقافي … عبد الحميد رشوان ص33

ولكن بعد إلغاء الاشتراكية وعودة الرأسمالية إلى روسيا وجعل الملكية ملكية خاصة بعد تعديل كل ما يترتب على تعديل نظام الملكية والاتجاه نحو تشجيع المشروعات الخاصة والعمل على إعادة توزيع الحقوق والواجبات والمسؤوليات بين الأفراد والدولة والمجتمع كما يترتب على ذلك أيضا تغير مفهوم الحريات بمعناه العام وحرية الملكية الفردية .
ج- التغير في مراكز الأشخاص : إن طبيعة الحياة واستمراريتها تعكس أنماط كثيرة من التغير الذي يحدث للإفراد خاصة . فالفرد في المجتمع الحديث الذي يعيش مدة زمنية محددة يشغل خلالها مراكز معينة يتحدد على إثرها أو يتغير على ضوئه نوعية الأدوار الوظيفية التي تقوم بها ، فالطالب عندما يحصل على شهادة التخرج من الجامعة ويعمل في إحدى المؤسسات التي كان يشكلها أفراد سابقين عليه ، ثم بعد ذلك يترك هذا المنصب نتيجة القواعد المحددة للعاملين وحصوله على سن المعاش ، كما نلاحظ عموما أن عملية التغير تحدث بصورة سريعة نتيجة لتغير في مراكز الأفراد والبناءات وأصحاب المناصب السياسية والاقتصادية التي توجد في المجتمع الحديث برمته
ومن خلال هذه الزاوية تعتبر ظاهرة التغير الاجتماعي من الظواهر الاجتماعية المعقدة التي يصعب تحديدها بسهولة وهناك عدد من العلماء الذين يتصورون أن هناك عامل واحد محدد وهناك عدد آخر من العلماء يؤكد أن التغير يحدث نتيجة تضافر عدة عوامل أو ما يسميها البعض الحتميات ولا يمكن إرجاعه لعامل واحد فقط نظرا لان التغير كظاهرة اجتماعية متعددة الأسباب والآثار والنتائج متميزة عن مثيلاتها من الظواهر الاجتماعية الطبيعية الأخرى التي تحدث نتيجة تواجد عامل رئيسي.
د-العامل السكاني : يحدث التغير بواسطة الإنسان نفسه فلا تغير في شيء دون وجود السكان فزيادة حجمهم ونموهم الطبيعي وتأثر هذا النمو نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية من شانه أن يؤثر على التغير الاجتماعي ، وتغير المجتمعات من البسيط إلى المركب لا تحدث إلا من خلال رغبة الإنسان في التغير والتقدم والتطور . كما جاء التغير نتيبجة لتغيير الإنسان الحديث نشاطه الاقتصادي إلى الزراعة والتجارة و الصناعة وظهور المجتمع الصناعي الذي جاء نتيجة لرغبة الإنسان في السيطرة على الطبيعة من اجل حياة اجتماعية افضل . كما أن العامل السكاني و السكان يعتبر أساس دراسة العلاقات والسلوك والتفاعل الاجتماعي وغيرها من العمليات الاجتماعية المتغيرة حسب تغير الإنسان ذاته .
ه-العامل الاقتصادي : تؤثر العوامل الاقتصادية على مفهوم التغير الاجتماعي بصورة مباشرة وغير مباشرة ومن رواد هذه النظرية كارل ماركس والمؤرخ الأمريكي الذي استخدم هذه النظرية في التفسير الاقتصادي للتاريخ .
إن تنوع الموارد الطبيعية من المواد الخام مثل المعادن والبترول والإنتاج الزراعي والصناعي تؤثر وتحدد أنشطة الإنسان ووسائل معيشته وحياته عموما فاكتشاف البترول في منطقة الخليج قد احدث كثيرا من التغيرات الديمقراطية والتركيبة السكانية والعمرانية وأنماط الهجرة الداخلية والخارجية التي ظهرت في هذه المنطقة ككل . كما أدت عملية تغير أنماط الإنتاج عن طريق التكنولوجيا وإنشاء مجتمع صناعي إلى حدوث تغيرات كثيرة في العلاقات وأنماط التفاعل بين الطبقات الاجتماعية ، علاوة على حدوث الحراك الاجتماعي بين المواقع المستوطنة.
ومن الصعوبة بمكان تحديد طبيعة التغير الاجتماعي وكيفية قياس درجة حدوثه ونوعية المستويات التي يحدث فيها هذا التغير ، نظرا لتعدد أنواع التغير وأنماطه المختلفة كما أن العلماء يؤكدون بان التغير شيئا معقدا ويحدث بصورة تراكمية من الصعب ملاحظته في لحظات بسيطة وسريعة ، ويعتبر التغير شيء نسبي الحدوث ويمكن تقديره عن طريق إتباع الأساليب المنهجية وأدوات جمع البيانات المتطورة التي يحصل على المعلومات اللازمة من الواقع الفعلي الذي يظهر في المجتمع .
كما إننا نلاحظ أن نظريات التغير تم تحدد حدوث التغير أو نقطة البداية له أو حتى النهاية أيضا سواء كانت هذه الآراء لأصحاب النظريات الخطية أم الدائرية فالتغير الاجتماعي تغير يحدث في العمليات ، والتفاعل والسلوك الاجتماعي المترتب على هذا التغير ذاته .
للتغير الاجتماعي مجموعة من العوامل تؤدي إلى حدوثه وانتشاره والتي رأيناها في : *العوامل المؤدية للتغير الاجتماعي *. وفي مقابل تلك العوامل نجد العوامل المعوقة للتغير وهي :
1/بطئ الاختراعات التكنولوجية : تعد العوامل التكنولوجية من أهم عوامل الإنتاج التي يستعملها الإنسان للتطور ، وعدم الاهتمام بالتكنولوجيا والاختراعات من شانه أن يحدث نوعا من الإعاقة للتغير الاجتماعي والاقتصادي الشامل .
2/ عدم توفر الإمكانيات المادية.
3/ عزلة المجتمع : تؤدي العزلة الاجتماعية وعدم الانفتاح الخارجي سواء اقتصاديا وثقافيا إلى حدوث نوع من التخلف في كافة المجالات .
4/ الخوف من التغير والمحافظة على القديم .
5/عدم تجانس البناء الاجتماعي : تؤثر مظاهر الاضطرابات والتفكك داخل المجتمعات .
………………………………………….. ………………………………………….. ………..
التغير الاجتماعي وأساليب الاتصال ……..محمود عودة ص 31..

ومن جهة أخرى يتناول مثلا بوتومور فكرة أو مفهوم التطور خاصة وان هذا المفهوم قد تم استعارته من نظريات التطور البيولوجي التي ظهرت خلال القرن 19 وظهرت بوضوح في تحليلات مجموعة كبيرة من علماء الاجتماع من أمثال هربرت سبنسر ، سواء في كتابة الاستاتيكا الاجتماعية أو كتابه أسس علم الاجتماع حيث عقد نوع من المماثلة بين المجتمع والكائن الحي ، وبين النمو الاجتماعي والنمو العضوي وان كان لم يعرض كثيرا لمفهوم التطور الاجتماعي
و نجد أيضا إن مفهوم النمو قد يستخدم ليشير إلى عملية التنمية وخاصة عندما نحاول أن نعقد نوع من المقارنة بين النمو الاقتصادي الذي حدث في المجتمعات الغربية و التنمية التي كثرت في المجتمعات النامية . و هذا ما ظهر في تحليلات ماكس فيبر عندما سعى لاستخدام كلمة النمو و التنمية لدراسة عمليات معينة من التغير الاجتماعي ، ومعرفة الظروف التاريخية ونوعية التفاعل والسلوك البشري ، وغير ذلك من عمليات لاحقة للتغير يحدث في المجتمعات نتيجة لعمليات النمو والتنمية وهذا ما يجعل كثير من المفاهيم تتداخل مع بعضها عند دراسة موضوع التغير الاجتماعي .

كما سعى "هوب هاوس " ليوضح العلاقة بين كل من مفهوم التطور ، والنمو والتقدم عندما حلل طبيعة المعنى الدال على هذه المفاهيم وفي استخداماته حيث يقصد بمفهوم التطور باعتباره نوعا من النمو و يقصد بمفهوم التقدم الاجتماعي على انه نمو الحياة الاجتماعية و الخصائص العامة التي يتصف بها الجنس البشري .
و لكن كما يضيف هوب هاوس أن مهمة علم الاجتماع و علماؤه يجب أن تكرس من اجل تحديد المفاهيم التي تربط بين النمو والتطور والتقدم والتغير ، و ذلك عن طريق تطوير نظرياته و إسهامه في زيادة أنماط المعرفة الإنسانية ، وكشفه لعمليات التقدم الصناعي التي تحدث في المجتمع الحديث ، علاوة على ذلك أن حدوث نوع من التداخل في المفاهيم السابقة يجعلنا جميعا نهتم باستخدام مفهوم التغير الاجتماعي و ذلك للإشارة إلى جميع مظاهر التقدم و التطور و النمو ، التي تحدث من المجتمعات الإنسانية ، حتى يمكن دراسة هذه المجتمعات بصورة واقعية و اكثر شمولا و تحديدا للمفاهيم و التصورات والأفكار العامة السسيولوجية التي يستخدمها المتخصصين في علم الاجتماع .
و يبرز مصطلح التخلف بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مع حصول عدد كبير من البلدان المستعمرة على الاستقلال . طارحا هذا المصطلح اكبر قضية أو تحد تواجهه البشرية في القرن 20 وبداية القرن 21 ونعني به النهوض بثلاث أرباع البشرية كي تلحق بركب بلدان العالم الأول**الصناعي الرأسمالي ** وبلدان العالم الثالث ** الاشتراكي ** .
ومن هنا فإن اشد نقاط المقاومة استعصاء على التغيير هي البنية النفسية التي يفرزها التخلف ، بما تتميز به من قيم ونظرة إلى الكون ، فكما أن الأمة نتاج التقنية المتقدمة قد يعاد تفسيرها كي تستخدم بشكل خرافي أو سحري من خلال الأطر المختلفة وتفقد بالتالي قدرتها التغيرية . فالإنسان المختلف يعزز البيئة الاجتماعية التي نشا فيها وهذا بمقاومة تغييرها وتتميز المقاومة التي يبديها وغي التخلف بالعنف وردود الأفعال المتفرقة لذلك تكثر الأحزاب والشيع في البلاد المختلفة .
كما نعني بالتخلف ظاهرة وعلاجها يجب أن يكون شموليا يصل إلى كل مواطن ومقاومة التغيير التي يتضمنها ويتصدى لها بنفس طويل . فالعقل الانتقادي هو عقل جماعي بالدرجة الأولى فليس في وسع أي فرد أو مجموعة من الناس أن يتناولوا واقعهم كله بالنقد ، ولكن إذا عم الوعي النقدي فانه يخلق عقلا جماعيا قادرا على الخروج من وعي التخلف ووضع الأسس لعقل التقدم وهو العقل الذي يؤمن بان من حق الإنسان أن يعيش حياة أفضل ، وان بالإمكان رفع مستوى الحياة عن طريق العدالة والتعليم وتامين المسكن والتأهيل المهني …..
………………………………………….. ……………………………………
مدخل في علم الاجتماع …… صلاح الدين شروخ ص
18التفكير الاجتماعي ……. عبد الله عبد الرحمان ص 102

الخاتمة :

وعموما فان التغير الاجتماعي لايمكن حدوثه إلا في ضوء وجود عناصر من العوامل المسببة والمحدثة له . والتي تشمل العوامل الفكرية ، الثقافية ، والبيئية والجغرافية وغيرها علاوة على سعي العلماء لمعرفة أنماط التغير الاجتماعي الذي حدث في المجتمعات البشرية وما هي معدلات التغير ومستوياته وغير ذلك من العمليات المتخصصة التي اهتم بدراستها علم الاجتماع مخصصها عن غيرها من العلوم الاجتماعية الأخرى ، من حيث واقع معالجتنا ودراسة قضاياها ومشكلات ظواهر الحياة الاجتماعية التي نعيشها في الوقت الراهن …

المراجع

*الثقافة …دراسة في علم الاجتماع الثقافي …. عبد الحميد رشوان
*التفكير الاجتماعي …..عبد الله عبد الرحمان
*مدخل في علم الاجتماع ……صلاح الدين شروخ
*التطور والتخلف ….. الغرب بعيون عربية ….. حسن حنفي
*التغير الاجتماعي وأساليب الاتصال ……. محمد عودة

أختكـــــــي الدلـع كله

يسلمووووووو جزالك الله خيرااا

يسلمووووووووووو

الله يسللمج خيتووو

وبالتوافيج

مشكوة أختي
في
ميزان حسناتج

العفو وبالتوافيج خيتوووو

ما قصرو الأعضاء

بالتوفيق

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الارشيف الدراسي

حددي انماط السلوكية تدل انواع الضبط الاجتماعي -التعليم الاماراتي

ضروروي ابي واجب
حددي انماط السلوكية تدل انواع الضبط الاجتماعي ؟
شي شراتته فالكتاب ص 54

لا الـــه الا الله

التصنيفات
القسم العام

الخجل الاجتماعي -للتعليم الاماراتي

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الخجل الاجتماعي مشكلة كبيرة للعديد من الأشخاص، وذلك لما يسببه من مواقف محرجة لهم، وقبل الإجابة عن السؤال: كيف تسيطر على خجلك الاجتماعي ؟ لابد أن تعرف أن هناك نوعين من الخجل، أولهما الخجل المتأصل في الشخص، وثانيهما الخجل الذي لم يصل إلى هذا الحد.

وبالنسبة للنوع الأول, فيستحسن الاستفادة من عون شخص ما في هذا المجال, على الرغم من إمكانية المعالجة الذاتية، وأما بالنسبة إلى النوع الثاني, فهناك الكثير من الخطوات التي تعالج الخجل, وتدفع الخجولين إلى التغلب عليه.

وإليك بعضها:
أولاً–
حاول أن تعرف أسباب خجلك.
ضع أمام نفسك هذا السؤال: "لماذا أنت خجول؟".
فكل امرئ يشكل حالة خاصة من حالات الخوف, أو الخجل, أو الضعف, أو الحماسة, فليس في الحياة النفسية قواعد عامة للأفراد, بمعنى أن كل فرد ذو "هوية" مستقلة بطباعه وعاداته وأخلاقه وميزاته, بحيث ترى الصفة الواحدة تختلف باختلاف الأشخاص, فالخجل عند هذا غيره عند ذاك وهكذا, تتعدد الأحوال وتتنوع, بتعدد الناس وتنوعهم, ثم بتعدد الظروف وتنوعها. فالأحوال النفسية ترجع إلى العوامل التي تسببها وتبعث عليها, وهذه العوامل تنحصر في اثنين أو ثلاثة أساسية.

وهي كالتالي:
* العوامل الجسمية, كالهزل الطارئ, أو العيوب الظاهرة, أو أية عاهة بارزة تشوه الجمال الإنساني. فهذه قد تنعكس خجلاً لدى أصحابها.
* العوامل النفسية, مثل سرعة الانفعال, أو الكراهية الزائدة, أو الشعور بعقدة النقص, أو ما شابه ذلك.

* العوامل الفكرية, كالتخيلات.

حاول أن تعرف السبب وراء خجلك. واعلم أنه مهما كانت الأسباب, فإن باستطاعتك أن تتغلب عليها, وتصبح جريئاً, حازماً, ومنيعاً, فهناك كثيرون من أمثالك, كانوا يعانون في يوم ما من الخجل ثم استطاعوا التغلب عليه وبلغوا ذروة المحبة وكانوا من قبل يتوارون عن الناس خجلاً, ويعتزلون كل محفل حياء, ولكنهم استطاعوا أن يتغلبوا على ذلك, حينما اكتشفوا القدرة عليه, من خلال ما وهب الله لهم من طاقات ومواهب.

ثانياً – أعلن جهراً تصميمك على التخلص من الخجل.

إن الإعلان عن الالتزام بشيء, له قوة كبيرة على النفس تدفعه إلى تحقيقه.
ومجرد الإعلان هو البداية في المواجهة مع الخجل, بل هي الخطوة الأولى في الانتصار عليه.

ثالثاً – عزز ثقتك بنفسك

وابدأ من أمور بسيطة مثل المباشرة بالسلام على ثلاثة غرباء تلاقيهم في الطريق. فعليك ان تتعلم كيف تسيطر على مخاوفك, وتتصور عواقب حميدة من حالات مرعبة.

ومن الممكن تقوية الاعتزاز بالذات من خلال صيغة أو معادلة بسيطة هي: امتنع عن قول أمور سلبية عن نفسك وفكر, بدلاً من ذلك, في تقويم ما تظن أنه خطأ لكي تخطو إلى الإمام بثقة وثبات.

كما يمكنك التركيز على الاتصال مع من تتحدث إليهم عن طريق النظر وتستطيع كذلك تقمص شخصية المستمتع المنتبه مع ابتسامة رقيقة وإيماءة بالموافقة, والظهور بمظهر المهتم بالحديث.

رابعاً – كن سيد نفسك, وحاول أن تتحر من الآخرين.

إن كثيراً من الخجولين يشعرون بالإهانة من قبل الآخرين لهم, وربما يجدون أن الآخرين يستغلونهم أو لا يحترمونهم, ومع ذلك يجدون أنفسهم عاجزين عن رد ما يفرضونه عليهم. ولذلك فإنهم يتولون أدواراً لا يستسيغونها, والحل لهذه العقدة يكمن في أن يتعلم هؤلاء كيف يكونوا أسياد أنفسهم ويتحرروا من الآخرين.
وأهم ما يجب عليهم أن يعرفوه, هو أنهم يلاقون معاملة بالطريقة التي علموا الناس أن يعاملوهم بها.

وكما يقول الحديث الشريف "فالمرء حيث وضع نفسه", فمن يعلم الناس أن يسخروا منه فليس من حقه أن يطالبهم بالاحترام, ومن يقبل من غيره أن يستغله, فليس من حقه أن يعاقبه على ذلك.

ويقول قائل: كيف لي أن أبدل طريقة الناس معي؟
والحقيقة أنه ليس مطلوباً أن تغير طريقة الناس معك, بل المطلوب أن تغير طريقتك أنت معهم.

خامساً – حاول أن ترفض الاستسلام للخجل في المرة القادمة.

إذا كنت خجولاً, فحتماً تكون قد مررت بكثير من الحالات التي فرض عليك الخجل فيها أن تشتري ما لا تريد شراءه, أو تقبل بما لست مقتنعاً به.
يقول طبيب نفساني: "جاءني أحد الشباب إلى عيادتي طلباً للمشورة. وقد كان دائماً وديع المعاملة مع الباعة في المتاجر. وكثيراً ما اشترى أشياء لم يكن يريد شراءها لأنه كان يخشى الإساءة إلى شعور الموظفين.

وبينما كان يتهيأ لاتخاذ الإصرار والإلحاح منهجاً, حدث أن توجه لشراء حذاء. وبعدما عرض عليه البائع يضع الحذائين الجديدين في علبة, لا حظ الشاب خدشاً في أحدهما. وعندئذ كبت ما في نفسه من نزعة لتجاهل الخدش, وجمع كل جرأته وقال للبائع: "أعطني من فضلك زوجاً اخر لأن في أحد هذين الحذاءين خدشاً".

وعندما رد البائع على ذلك الطلب بقوله: "حاضر يا سيدي", أصبحت تلك اللحظة لحظة تحول في حياة ذلك الشاب الذي بدأ ينتهج الإلحاح في غير المخدوشة! وأخذ مديره وزوجته وأطفاله وأصدقاؤه جميعاً يتحدثون عن شخص مختلف تماماً, لا يسلم بكل ما يحدث. وهو بذلك لم يحصل على ما كان يبتغي في معظم الأحوال فحسب, بل اكتسب أيضاً مقداراً كبيراً من الاحترام.

سادساً – حينما يحتاج الموقف إلى أن نقول: "لا" فلا تتردد في ذلك.

فإن "لا" هذه واحدة من أفضل الكلمات لتعليم الآخرين. وانس التردد والارتياب اللذين يعطيان الآخرين مجالاً لإساءة فهمك. فالناس يحترمون "لا" حازمة أكثر من احترامهم التصرف المتردد الذي ينبغي من ورائه إخفاء مشاعرك الحقيقية. ناهيك عن أن احترامك لنفسك سيقوى أيضاً.

السلام عليكم

ثآنكس ع الطرح

بآرك الله فيج

شكرا لج يا الطيبة و انا شخصيا استفدت منه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تسلمين عالنصايح..

وانا بصراحة وايد خجولة..

ما قصصرتي..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــموض شفــاف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

ثآنكس ع الطرح

بآرك الله فيج

وعليكم السسلا وحمه الله وبركاته
العفو
اششكرج ع مرورج

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~غلا الروح~ مشاهدة المشاركة
شكرا لج يا الطيبة و انا شخصيا استفدت منه

هلا
العفو
اششكرج ع مرورج

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تسلمين عالنصايح..

وانا بصراحة وايد خجولة..

ما قصصرتي..

وعليكم السسلام ورحمه الله وبركاته
الله يسسلمج
اشكرج ع مرورج

شكرًا على الطرح

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

طلب بحث الحراك الاجتماعي للصف الحادي عشر

السلام عليكم
طلبتكم ولا تردوني ابا بحث عن الحراك الاجتماعي بليز لازم اسلمة هذا الاسبوع
بلييييييييييييييييز تقريبا 5 صفحات

امم يبت ليج عدته الموضوعات ونقيه ليج واحد ^^

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=13306

لي عوده خيتوو

اختي ابا عن الحراك بليز ساعدوني

سموحه منج ما قدرته اطلع ليج طلب مالج آسفه خيتووو ^^

حشوره ما قصرت

بالتوفيق

لا الـــه الا الله

التصنيفات
القسم العام

العجز في التفاعل الاجتماعي لذوي الاحياجات

العجز في التفاعل الاجتماعي
الطفل التوحدي غير قادر على الاستجابة للمؤثرات الاجتماعية
الموجهة اليه، ويميلون الى العزلة والانسحاب
وهذا يدل على وجود عجز لدي الطفل التوحدي في اقامة علاقات
اجتماعية.
قد تظهر علامات عجز التواصل الاجتماعي عند الطفل منذ الاشهر
الاولى من العمر ، حيث لا يستطيع التواصل مع اسرته وخاصة
امه ، فلا تظهر القدرة الطبيعية للطفل التي توهب له من الله
سبحانه وتعالى في التعلق والارتباط بوالدته وابيه واسرته ،
فيلاحظ الاهل ان تفاعل الطفل معهم غير طبيعي وان له عالمه
الخاص به.
منذ الشهر الاول يألف الطفل وجه امه وويبدو على وجهه علامات
السرور لدى رأية وجه امه ، ولاحقا يقبلها
كما يقابل وجوه افراد اسرته الاخرين بالابتسامة والفرح، أما الطفل
التوحدي لا يبدي السرور لوجه امه وافراد اسرته .
الطفل التوحدي يتجنب النظر لعيني امه ، اثناء الرضاعة تتبادل الأم
والطفل النظرات ويتابع الطفل الطبيعي وجه امه وينظر في عينيها ,
اما الطفل التوحدي غالبا اثناء الرضاعة أو اعطاء وجبة الطعام
يكون شارد النظرة وكأنه ينظر من خلال امه أو ينظر الى السقف
ولا تشعر الأم ان طفلها ينظر اليها.
يميل الطفل التوحدي لأخذ رضعته لوحده مستلقيا على ظهره حيث
يتجنب الاحتكات الجسدي مع امه واحيانا لا يبدو عليه السرور
عند التلامس الجسدي والمداعبة من قبل امه.
الطفل الطبيعي يتعلق بامه ويرتبط بها وخاصة في الاشهر الاولى
من عمره ، فيبكي ان ابتعدت امه عنه في المنزل أو الذهاب للحضانة
كما يحدث مع الأم العاملة وبتهج لدى عودتها ،اما الطفل التوحدي
لا يتأثر كثيرااذا ابتعدت امه عنه ولا بيدي السرور لدى عودتها.
يظهر على الطفل التوحدي الانشغال بنشاطات غريبة مثل هز نفسه أو
سريره لفترة طويلة أو فتح يديه امام عينيه واغلاقهما بشكل متكرر.
الطفل الطبيعي يبتهج عندما يقابل اطفال من نفس عمره ويبدو عليه
السرور ويتفاعل معهم اما الطفل التوحدي عكس ذالك.
يميل الطفل التوحدي للعزلة والانسحاب ولا يميل الى اللعب مع اقرانه.
الطفل الدارج يميل للمعانقة والجلوس في حضن امه أما الطفل التوحدي
لا يرغب بذالك.
الطفل ما قبل المدرسة يسر قصة قصيرة وبسيطة أما الطفل التوحدي
لا يستطيع سرد قصة بسيطة.
لا يستطيع الطفل التوحدي الحوار ، ان يبدء المحادثة ولا كيف
ينهيها ، وعتمد طريقة غير مناسبة لبدء الحوار
أو طرح الاسئلة الغير مناسبة للموضوع والظرف ويكرر الاسئلة،
لا يعرف متى يصغي ومتى يتحدث ،ولا يلتزم بقواعد الحوار التي
يكتسبها الطفل مع الممارسة فيفشل غالبا في الحوار وفي التقرب
الى الاشخاص سواء البالغين أو اقرانه فيزيد ذالك ميله للعزلة.
في سن المراهقة تزداد احيانا مشاكل التوحديين السلوكية والتفاعل
الاجتماعي ويكثر عندهم السلوك العدواني وايذاء الذات وتتراجع
لديهم احيانا المهارات التفاعلية التي تم اكتسابه.
يصعب على الاطفال التوحديين فهم التلميحات التي يرسلها له الاخرون .
يظهر عندهم عجز في التعبير عن المشاعر سواء بالطرق اللفظية أو
بحركات الوجه والجسد .
عندما يكون مبتهجا أو منفعلا يكرر جمل معينة أو حركات جسدية
معينة بشكل متكرر.
يصعب على الاطفال التوحديين المشاركة في اللعب التخيلي أو
التمثيلي ، حيث لا يستطيع استعمال الرموز وفهم التلميحات ولا
القدرة على الخيال المطلوب للمشاركة.
يوجد عندهم عجز في التقليد والمحاكاة ، وان استطاع تقليد صوت
أو نغمة يكررها بشكل ملفت .
قد لا تجتمع العلامات المذكورة اعلاه في معظم الحالات التوحدية،
وكذالك يجب الانتباه ان ظهرت علامة وحيدة أو بعض العلامات
المذكورة لا يعني بالضرورة ان الطفل يعاني من التوحد فيجب
ان تكتمل الشروط المذكورة في صفحة تشخيص التوحد ، لكن
ان ظهرت بعض العلامات من الضروري متابعة الطفل من قبل
الطبيب المختص والكادر الطبي المختص.

منقول

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ملخص وحده التغير الاجتماعي <مجهود شخصي للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اشحالكم ربكم الا بخير

حبيت انزل لكم اليوم ملخص وحده التغير الاجتماعي

مجهود ربيعتي الخاص فلا تحرمونآآ من دعواتكم

مانبي غير الدعـآآء بالتوفييييييق تلاقونه بالمرفق

الملفات المرفقة

وعليكمـٍ آلسلـآمـٍ وآلرح’ـمهـٍ .,.

بآإركـٍ آللهـٍ فييج وفربييع’ـتج 🙂

تسلموؤونـً

بارك الله فيج

ربي يوفقج ..

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية

في ميزان حسنااتج حيتو ^^

الًسَل’ـٍآمْ علَيكمْ وؤَ آلَرحمهْ ..

يسَعدْ مسٍآكمْ وصبِآحكمْ بَكٍلَ خيَر وبِركةْ . ,..

يسَلْموؤ عٍ آلمَوضوعِ وؤ بِآركـَ آللهٍ فيكْمِ و(فً) ميَزِـٍإنِ حسنْ’ـًأتٍكمْ !

(بـٍإـإَذنْ آللهـ)ْ.,

يزَـٍـًأكمْ آلله آلفَ ــِخَيرَِ . . :,

أختَْـٍ(م)ٍ آلغًلـٍـٍـً algulla’ ـَآكلـَ(ـهـِ)..

تسسسسسسسسسسسلمين ختيوووو ع المخلص

ربي يوووفققكم وينجحكم …

وعليكم السلام ورحمه الله بركاته

مشكورهـ ع ملخص ونشكر ربيعتج ^^

وانشاءالله ندعيهاا بالتوفيق والنجاح ..آميين

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

تقرير , بحث عن التكافل الاجتماعي في الاسلام للصف السادس

ممكن تقرير عن التكافل الاجتماعي بس ارجوكم ايكون بيه:-

1-مقدمة
2-عرض
3-خاتمة
4- اذا كدرتو المرجع ايكون مكتوب ^^
[


وارجوكم لا تجيبولي تقرير كانو خريطة ممكن اليوم اذا اي واحد يكدر:(

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

تفضلي اختي طلبج..

المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله، أما بعد.
أحدث الإسلام انقلاباً واسعاً في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في الحياة الجاهلية، والتي كانت تتمحور في جملتها حول النزوع إلى الفردية، والصراع، والاستحواذ، والظلم، والعنصرية، وحرمان الضعفاء من كل الحقوق حتى الكرامة الإنسانية، لهذا قرر الإسلام التكافل بين أفراده في جميع مجالاته المتعددة، الأدبي، العلمي، العبادي، المعيشي………. وغيرها.
وذلك لإيجاد مجتمع متعاون مترابط، فالناس فيه ليسوا على نسق واحد في العلم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أوضاعهم وأحوالهم فمنهم الفقير، المريض، اليتيم، العاجز، العالم، الجاهل، الغني، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يرتب لهم أمور معيشتهم، ويرعى أحوالهم، ويهتم بشؤونهم، ويحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع دون خلل أو تقصير، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويقوم بعمل ما عليه من واجبات وينهض بأعبائه.
من هذا المنطلق جاء هذا البحث الصغير في حجمه، والمتواضع في محتواه، كُلفتُ به من قِبل الأستاذ الفاضل د. طارق الطواري في مقرر حديث موضوعي، ليكون تدريباً عملياً لطالبات على كيفية إعداد البحوث العلمية وكتابتها، في محاولة للارتقاء بمستوى الطالبة العلمي، وهذا لا يتأتّى إلا بمداومة المطالعة والنظر في الكتب العلمية التي تناولت شتى العلوم الشرعية بالشرح والإسهاب.
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
 المقدمة: وهي التي بين أيديكم.
 المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، وفيه ثلاثة مطالب.
• المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
• المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل الاجتماعي.
• المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
 المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
• النوع الأول: التكافل الأدبي.
• النوع الثاني: التكافل العلمي.
• النوع الثالث: التكافل السياسي.
• النوع الرابع: التكافل العبادي.
• النوع الخامس: التكافل الأخلاقي.
• النوع السادس: التكافل الاقتصادي.
• النوع السابع: التكافل الجنائي.
• النوع الثامن: التكافل الحضاري.
• النوع التاسع: التكافل المعيشي
 المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
• أولاً: كفالة اليتيم.
• ثانياً: رعاية اللقيط.
• ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
• رابعاً: الشواذ والمنحرفين.
• خامساً: الشيوخ والمطلقات والأرامل.
• سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين
• سابعاً: ابن السبيل
 المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.. وفيه مطلبين.
• المطلب الأول: مسؤولية المجتمع، وتنقسم إلى قسمين.
• القسم الأول: على سبيل الوجوب ويشمل:
1- فريضة الزكاة.
2- النذور.
3- الكفارات.
4- صدقة الفطر.
• القسم الثاني: على سبيل التطوع ويشمل:
1- الوقف الخيري.
2- الوصية.
3- الهدية أو الهبة.
4- العارية.
• المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.. وتنقسم إلى:
1- تأمين موارد المال.
2- توزيع المال على المستحقين.
 الخاتمة وفيها أهم النتائج.
 فهرس المراجع والمصادر.
هذا والله أسأله التوفيق والسداد في القول والعمل، فإن أصبت فمن الله وحمد وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله منه.
والله ولي التوفيق
الباحثة
مضاوي المطيري

المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل في الإسلام
المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
لمادة (كَفَلَ) في اللغة اشتقاقات عديدة ومعاني كثيرة منها ما يلي( ):
1- الكِفْلُ: بالكسر، الضِعْفُ والنَّصيب، ومنه قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَكُمْ نُورَاً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
2- الكفيل: بمعنى الشاهد والرقيب، ومنه قوله تعالى:
.. وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً( ).
أي شاهداً ورقيباً، وقد تأتي بمعنى الضامن.
3- الكافل: بمعنى العائل والضامن، ومنه قوله تعالى:
.. إذ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون َ( )؛ أي أيهم يعيلها ويضمن معيشتها. الجمع كفلٌ وكفلاء.
وعلى ضوء الاشتقاقات اللغوية السابقة لمادة كفل يكون المعنى الاصطلاحي لكلمة التكافل الاجتماعي هو: [ن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء أكانوا أفراداً أو جماعات، حُكَّاماً أو محكومين على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية الأيتام، نشر العلم،……وغير ذلك، بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد، حيث يتعاون الجميع ويتضامنون لإيجاد المجتمع الأفضل، ودفع الضرر عن أفراده]( ).
وعرَّف الشيخ محمد أبو زهرة التكافل بقوله: (أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كلِ قادر أو ذي سلطان كفيلاً في مجتمعه، يمده بالخير، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد، ودفع الأضرار، ثم في المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أُسس سليمة)( ).
فيتبين لنا من التعريفات السابقة أن نظام التكافل الإسلامي في مغزاه أن يشعر كل فرد في المجتمع أن عليه واجبات لهذا المجتمع يجب عليه أن يقوم بها ويؤديها على أكمل وجه، وإن قصَّر في أدائها فقد يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وانهياره.
كما يشعر أن له حقوقاً يجب على القوَّامين عليه أن يعطوا كل ذي حقٍ حقه من غير تقصير أو إهمال.
* التكافل والتعاون.
التكافل في معناه أقوى من التعاون، فالتعاون الذي أمر الله به في القرآن الكريم بقوله سبحانه:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تََعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان ( )
يشمل ما فيه مصلحة الأفراد جميعاً، ويعود عليهم بالنفع.
أما التكافل الاجتماعي الذي يتميز به الإسلام يعني تمتد يد المساعدة من القوي للضعيف ومن العالم للجاهل، ومن الغني للفقير، ومن الواجد لمن لا يجد، بلا مقابل أو اشتراك أو تضحية من الطرف الآخر، ولا ينظر إلى ما يقدمه الفقير أو المحتاج، بل ينظر إلى ذلك تحقيق لما أمر الله به وأوجبته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل في الإسلام.
لنظام التكافل الاجتماعي في الإسلام أدلة شرعية، وأخرى عقلية وهي كما يلي:
* الأدلة الشرعية.
وهي ترجع إلى القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، أما بالنسبة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية سأقتصر على ذكر بعض منها لأنها كثيرة جداً وحصرها صعب، نظراً لتوسع موضوع التكافل، وأنه يشمل في عناصره مدلولات كثيرة مثل: الإحسان، الرحمة، البر، الإنفاق، الإخاء، التعاون، وما إليها.
أ- الآيات الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- قال الله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
2- قال الله تعالى:
لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ).
3- وقال الله عزَّ وجل:
وَأَنفِقُوافِي سَبِيل اللّهِ وَلاتُلقُوابِأيّدِيكُم إلَى التّهلُكَة وَأَحسِنُوا إِن اللّه يُحِبُ المُحسِنِين ( ).

4- قال الله تعالى:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( ).
5- قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
6- قال الله عزَّ وجل:
وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّر تَبْذِيراً( ).
7- قال الله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ ( ).
ب- الأحاديث الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»( ).
2- عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً سَتَره الله يوم القيامة»( ).
3- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفَّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
4- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه، [يعني السبابة والوسطى]»( ).
5- عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَرحَم الله من لا يَرحمُ النَّاس»( ).
6- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه»( ).
7- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه»( ).
8- عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: أني معسر، فقال: آلله؟، قال: آلله؟، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سَرَّه أن يُنجِيَهُ الله من كربِ يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه»( ).
9- عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله، أَلي أجرٌ إن أنفقت على بني أبي سلمة؟ إنما هم بني، قال صلى الله عليه وسلم: «انفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم»( ).
10- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إني أُحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة»( ).
ج- الإجماع:
أجمعت الأمة الإسلامية على أن المسلمين في كل زمان ومكان قد أجمعوا على التعاون والتكافل والتساند، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ونشر العلم، وتبادل الود والرحمة والشفقة فيما بينهم، والتعاون الشامل في الصالح العام، والتعاون الكامل في حالتي الشدة والرخاء.
ومما يدل على أن الأمة الإسلامية مجمعة على تحقيق التكافل والتعاون في جميع ميادين الحياة، ما حدث في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله حيث كان الرجل يخرج بزكاة ماله فلا يجد مستحقاً يأخذها منه، فعدم وجود الفقر والفقراء في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تأكيد أن الناس كانوا متعاونين متضامنين، يسعى بذمتهم أدناهم، يعطي غنيهم فقيرهم ويعطف قويهم ضعيفهم، وهم يد على سواهم.
* الدليل العقلي.
قال الأستاذ عبد الله علوان: (من المعلوم بداهةً وعقلاً أن المجتمع الذي يقوم على التعاون، ويتحقق بين أفراده التكافل، ويسود في أرجائه الشعور بالمحبة والإخاء والإيثار والأخوة، فهو مجتمع حصين متين متماسك، لا تؤثر فيه معاول الهدم، ولا تزعزه نكبات الأيام.
ومما لا يختلف فيه اثنان أنه يجب أن يتأمن لكل فردٍ من الأمة الحد الأدنى في المعيشة والدعاية، حيث يتهيأ له الغذاء الصالح، والمسكن الصالح، وأسباب التعليم ووسائل الصحة والعلاج.. وغير ذلك من الأمور الضرورية والحيوية. ولا شك أن الأفراد جميعاً حين يدفع الضرر عنهم، ويُسَدّ خلل العاجزين منهم، يعيشون في طمأنينة من العيش، وسعادة هانئة في الحياة، وإلا تعرضوا لنتائج لا تحمد عقباها، قد تصل في كثير من الأحيان إلى الانتحار وارتكاب الجرائم واللجوء إلى أوكار الرذيلة والفساد، والإسلام بتشريعه السامي، ومبادئه الخالدة قد عالج هذه المشاكل بحلول علمية، ونظم تشريعيه لتحقيق العيش الأكرم والمستقبل الأفضل لبني الإنسانية جمعاء وقضى على الفقر، والجهل، والمرض، والبطالة.. بوسائل إيجابية متكاملة تحقق للفرد سعادته، وللأسرة كفايتها، وللمجتمع سلامته)( ).

المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
قد يظن البعض أن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام قاصر على توفير الأمور الضرورية والحيوية بالنسبة للفرد والمجتمع، ويرتكز على جوانب معينة في البر والإحسان والصدقة لفئات الفقراء والضعفاء والمرضى والمحتاجين والعاجزين.
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن نظام التكافل في الإسلام هو أشمل وأوسع مما يتصوره البعض.
فهو يشمل تربية عقيدة المسلم وأخلاقه، وتكوين شخصيته، وسلوكه الاجتماعي ويشمل ارتباط الأسرة مع بعضها البعض، وتنظيمها وتكافلها.
كما يشمل ربط الفرد بالمجتمع، وربط المجتمع بالفرد، ومشاركة الفرد بالأمور السياسية والاقتصادية، كما يشمل تنظيم المعاملات المالية والضوابط الخلقية.
ويشمل أيضاً تنظيم العلاقات الاجتماعية، وربط الأسرة بذوي القربة، وربط الناس بعضهم ببعض.
«إن نظام التكافل في الإسلام يكاد يحتوي التشريع الإسلامي كله، لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس، وأن يعيشوا في الحياة آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأعرافهم.. وأن تتحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام وأسباب العيش الهانئ الأفضل»( ).

المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
أولاً: التكافل الأدبي.
وهو شعور كل فرد نحو إخوانه في الدين بمشاعر الحب والعطف والشفقة وحسن المعاملة، ويتعاون معهم في سراء الحياة وضرائها، ويفرح لفرحهم ويأسى لمصابهم ويتمنى لهم الخير، ويكره أن ينزل الشر بهم، وقد دلّ على ذلك المعنى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»( ).
ثانياً: التكافل العلمي.
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»( ).
وبيّن ثواب مُعلِّم الناس فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ليستغفر للعالِم مَنْ في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر»( ).
كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كتمان العلم فقال: «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»( ).
فالتكافل العلمي هو أن يعلم العالم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلم من العالم.
فإذا كان من حق أي مجتمع أن يسمي نفسه بالمجتمع المثقف، فمجتمع الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف، وذلك لتكافل أفراده جميعاً للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ومثل هذا اللون من التكافل يحتم على أمة الإسلام تيسير سبل العلم لكل طالب، وتشجيع أهل العلم وحث الجهلة على التعلم، وإتاحة الفرصة لكل متفوق، وتكاتف أفراد المجتمع فيما بينهم على إزالة آثار الأمية والجهل).
ثالثاً: التكافل السياسي.
وهو تحمل كل شخص لتبعة الحكم وتوجيه السياسة العامة للدولة، وذلك بالمشاركة في الرأي، وإبداء المشورة، وهذا التكافل قد يكون عن طريق نواب يختارهم الشعب لإبداء الرأي، وتوجيه سياسة الحكم، أو عن طريق المشاركة الفعلية بين الحاكم والمحكوم.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ليست الأمة ملكاً لأحد بعينه، وإنما هي لواء يستظل به الجميع، فلا استبداد برأي ولا اعتداء بمنصب، إنما يقوم مجتمع الإسلام على العدل والشورى والمساواة الكاملة بين الحاكم والمحكوم)( ).
فكل شخص له حقه السياسي، وله حقه في المراقبة والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه مسؤول عن مستقبل الأمة، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويُردُّ على أقصاهم»( ).
قال الدكتور مصطفى السباعي: (ومن هنا أجمع الفقهاء أنه إذا أجار رجلٌ مسلمٌ رجلاً حربياً وأعطاه الأمان، فقد أصبح هذا الأمان محترماً تلتزم به الدولة مهما كان المجير عالماً أو جاهلاً، قوياً أو ضعيفاً، رجلاً أم امرأة، إلا إذا اقتضت مصلحة الدولة خلاف ذلك)( ).
ويؤيد هذا القول، أن أم هانئ قد أجارت رجلاً مشركاً في فتح مكة، وأراد المسلمين قتله لأنه محارب، فرفضت أم هانئ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «قد أجَّرنا من أجَّرتِ يا أم هانئ»( ) وكف المسلمون عنه.
رابعاً: التكافل العبادي.
هناك في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإن الميت إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإن لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات.
ومثل ذلك إقامة الجمعة، وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة وغير ذلك من العبادات التي تقوم بأداء الجماعة.
وهذه الصورة من تكافل المجتمع وتعاونه في أداء العبادات هي سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم.
خامساً: التكافل الأخلاقي.
ويقصد به حراسة المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين، وحماية المجتمع من الفوضى والفساد والانحلال، ولهذا وجب على المجتمع المسلم أن ينكر على مرتكبي المنكرات الخُلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحرية الشخصية، إذ ليس معنى الحرية أن تفعل ما تشاء دون قيود أو حدود، وإنما مشروط فيه عدم إيذاء الغير أو الاعتداء على نظام حياة الجماعة، فإن وجد من فعل ذلك تكاتف المجتمع وتعاون في القضاء عليه.
قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الْزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيْرَحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»( ).
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً في التكافل الأخلاقي بين المسلمين، وأنه يجب على المسلمين أن يأخذوا على أيدي العابثين والمفسدين، ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيه، كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَروّا على من فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نُؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرَادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»( ).
سادساً: التكافل الاقتصادي.
يولي الإسلام عنايته الكبرى باقتصاد الأمة، ومعنى التكافل الاقتصادي (هو أن يتعاون الجميع في المحافظة على ثروات الأمة سليماً يؤده دوره الطبيعي في خدمة الحياة»( ).
ويعمل المجتمع على حفظ ثروات الأفراد من الضياع والتبذير، كما يمنع سوء استعمال الاقتصاد من التلاعب بالأسعار والغش في المعاملات والاحتكار.
قال صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ»( ).
ولا يجوز للمجتمع أن يفرط في ماله ويعطيه للسفهاء والمجانين، قال تعالى:
وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالِكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامَاً وَارْزُقُوهُمْ فِيْهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفَاً( ).
سابعاً: التكافل الجنائي.
(وهو مسؤولية الجماعة عما يقع فيها من جرائم، فالقاتل عمداً يقتل إلا أن يعفو أولياء القتيل، والقاتل خطأ يدفع الدية)( ).
والديّة التي تجب على من عفى عنه أولياء القتيل، أو على من قتل خطأ لا يتحملها وحده إنما تتضامن معه عاقلته وهم أهله وأقاربه، هذا إذا عرف القاتل، وإلا اختار أولياء القتيل من مكان القتل خمسين رجلاً، يقسمون أنهم لا يعرفون القاتل، ولا يؤونه عندهم، فإذا أقسموا حكم الشارع بديّة القتيل تعطى لأوليائه فإن عجز المحكوم عليهم عن دفع الديّة، دفعها بيت المال، وهذا ما يعرف بالقسامة.
وهكذا الحكم في كل جريمة تقع في المجتمع، وعجز أولياء القاتل عن دفع الديّة، لزمت الديّة بيت المال.
قال د. مصطفى السباعي: (وفي إلزام بيت المال بالديّة عند العجز معنى واضح من معاني التكافل في تحمل آثار الجرائم، لأن بيت المال هو خزانة الشعب، ففي إلزامه بدفع الديّة تحميل لكل فرد في الأمة آثار تلك الجريمة)( ).
ثامناً: التكافل الحضاري.
(كل ما يفيد الجماعة من عمل دنيوي أو ديني، سياسي أو اقتصادي، زراعي أو تجاري، علمي أو أدبي، وهو من البر الذي يحبه الله لعباده، ويرغب لهم أن يتعاونوا عليه)( ).
فالعمل النافع للمجتمع محبوب عند الله تعالى، وهو من البر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  ( ).
تاسعاً: التكافل المعيشي.
يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بمعيشتهم من طعام وغذاء وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية لا يستغني عنها أي إنسان في حياته.
وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي، لأنه يتعلق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة تليق بكرامة الإنسان.
وهذا اللون من التكافل هو ما أطلق عليه – خطأ – التكافل الاجتماعي والواقع أنه لون من ألوانه.
قال د. مصطفى السباعي: (وتخصيصه باسم التكافل الاجتماعي، خطأ ناشئ من أخذنا هذه التسمية عن الغربيين، فإن الغربيين لا يلزمون أنفسهم الآن بتكافل المجتمع مع الأفراد إلا في شؤون المعيشة المادية فحسب من طعام ولباس وسكن.. أما ما عدا ذلك من نواحي التكافل الاجتماعي فلا يعرفونه ولا يؤمنون به في هذه الحضارة)( ) .
وسأذكر في المبحث القادم عن أهم الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
أولاً: كفالة اليتيم.
اليتيم في اللغة: مِنَ اليُتم، وهو الانفراد وفقدان الأب( ).
وفي الشرع: (هو من مات أبوه وتركه صغيراً، وهو ضعيف يحتاج إلى رعاية وكفالة)( ).
والإسلام اهتم باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه.
فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحط من كرامته، والغض من شأنه، قال تعالى:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ( )، وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيم( ).
كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى:
وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيِمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ).
كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمَاً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( ).
وأمر الأوصياء أن يردوا أموال اليتيم إن رأى قدرته على تنميتها وحفظها، قال تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدَاً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافَاً وَبِدَارَاً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيَّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ..( ).
ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن اليتيم، إنه رغَّبَ في كفالته، والاهتمام برعايته، وبشّر الأوصياء أنهم سيكونون معه بالجنة.
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»( ) وأشار بإصبعيه – يعني السبابة والوسطى –
قال ابن بطال: (حَقٌ على من سَمِعَ هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلَة في الآخرة أفضل من ذلك)( ).
ورعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، أما الدولة فإنها تلجأ إلى الرعاية عند الحاجة، ويجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم لإقامة دور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم، ويكون ذلك أبعد لهم عن الانحراف والتشرد والضياع.

* من فوائد كفالة اليتيم( ).
1- صُحبةُ الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وكفى بذلك شرفاً وفخراً.
2- كفالة اليتيم صَدَقةٌ يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء (أجر الصدقة وأجر القرابة).
3- كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليلُ طبعٍ سليم وفطرة نقية.
4- كفالة اليتيم تعوُد على الكافل بالخير العميم في الدنيا فضلاً عن الآخرة.
5- كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمعٍ سليم خالٍ من الحقد والكراهية وتسودُهُ روح المحبة والود.
ثانياً: رعاية اللقيط.
اللقيط لغةً: من الالتقاط وهو العثور على الشيء مصادفة من غير طلب ولا قصد واللقيط هو المولود الذي ينبذ( ).
واللقيط شرعاً: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أم( )، ويجب على من رآه أن يأخذه إن علم أنه سيهلك إن لم يأخذه، وهذا أمر محمود في الشرع لما فيه من إحياء نفس، وإغاثة إنسان، قال تعالى:
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أحَيَا النَّاسَ جَمِيعاً..( ).
والإسلام بتشريعه العادل، لم يأخذ اللقيط – إن كان ولد زنى – بجريرة والديه لأن المبدأ العام في الإسلام وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. ( ).
وقد راعى الإسلام نفسية اللقيط، فأعطاه الحقوق الممنوحة للولد الشرعي دون أن يكون هناك تمييز أو تفريق بينهما، وكفالة ورعاية اللقيط تعود على الدولة فيجب تربية اللقيط، والاهتمام به، وتعليمه، وتسند إليه الوظائف، ويعتبر مسؤولاً عن تصرفاته، وتقبل شهادته، وغيرها من الحقوق والواجبات.
وبهذه المعاملة الحسنة يكون المجتمع قد أعد مواطناً صالحاً، يقوم بواجباته وينهض بأعبائه، فلا يشعر بنقص ولا تتولد عنده العقد النفسية.
ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
(قد يتعرض الإنسان أثناء قيامه بدوره في إعمار هذا الكون لعاهة من العاهات، يفقد على أثرها عضواً من أعضائه، أو حاسة من حواسه، وربما لظروف تتعلق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع، أو تشويه في بعض أعضائه تقلل من عطائه)( ).
ومن أهم الفئات التي أصيبت بعاهات هم:
1- العميان.
2- الصم والبكم.
3- المعتوهون.
4- العاجزون بسبب ضعف البنية.
5- ذوو العيوب الكلامية والتعتعة.
هؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات، يجب أن يلقوا من المجتمع كل رعاية وعناية واهتمام، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»( ).
وقوله: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( ).
ويجب أن تتظافر جهود المجتمع والدولة في تحقيق التكافل والعيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف، وأنّهم محل العناية والاهتمام الكامل في نظر الدولة والمجتمع على السواء.
أما العناية بالعميان والصم والبكم، فيجب أن تتركز بفتح مدارس ومعاهد خاصة بهم، لتعليمهم، وتدريبهم على الحرف اليدوية، وجعل كل الوسائل الإيضاحية والسمعية والبصرية واللمسية تحت تصرفهم ليشعروا بشخصيتهم وكيانهم.
وأما العناية بالمعتوهين فتتركز بتهيئة الجو المناسب لتعليمهم وتربيتهم.
وأما العناية بضعاف البنية وذوي العيوب الكلامية والصرعى وأصحاب الأمراض المزمنة فتتركز في إزالة ضعفهم وعاهاتهم وعيوبهم بالعلاج الناجح، والغذاء الصالح، والوسائل الطبية والصحية اللازمة.
رابعاً: رعاية الشواذ والمنحرفين.
يطلق على الشواذ والمنحرفين (على كل من ينحرف من الأحداث والمراهقين إلى تناول المخدرات، أو السرقة، أو القتل وارتكاب الجرائم)( ).
والشذوذ والانحراف بهذا المعنى عيب اجتماعي خطير يجب معالجته، ويرجع أسباب الانحراف للشذوذ عند المراهقين والشباب إلى أسباب عديدة أهمها سوء التربية وإهمال الوالدين مراقبة أبنائهم، ومنها الصحبة السيئة، ومشاهدة الأفلام الماجنة، ومنها وقوع البغضاء والشحناء بين الأبوين فتنعكس آثارهم عليهم، ومنها معاملة الآباء القاسية لأبنائهم وشدة ظلمهم، وإمساك النفقة عنهم، ومنها اليتم والجهل والفقر.. إلى غير ذلك.
وعلاج الإسلام لظاهرة الشذوذ والانحراف يعتمد على منع أسباب الشذوذ، وإزالة العوامل التي تؤدى إليه.
قال الأستاذ عبد الله علوان: ( علاج الشذوذ والانحراف يعتمد على التربية الجيدة والتوجيه المستمر، وإيجاد الجو الصالح، والمناخ الملائم في الرفع من مستواهم مادياً ومعنوياً، ويعتمد على صرف فراغهم في نشاطات نافعة كالرياضة، والرحلات، والمطالعة، والسباحة، والصنائع اليدوية….. وغيرها من الوسائل)( ).
خامساً: رعاية الشيوخ والمطلقات والأرامل.
يُقصد بالشيخ هو من انحدر إلى سن الشيخوخة، وأصبح غير قادر على الكسب والعمل بسبب الضعف والعجز.
والطلاق هو إزالة العلاقة الزوجية حين يتعذر التفاهم والوفاق بين الزوجين.
والتّرمل هو فقدان الزوج بالوفاة، وهؤلاء لا بد لهم من رعاية واهتمام لاسيما إذا كان كل منهم ضيق المال وذو أولاد، فالمجتمع مسؤول عن رعايتهم، وهذه الرعاية لا تقتصر على الناحية المادية، بل لابد أن تشمل الناحية النفسية، ليشعر كل منهم بالكرامة وعزة النفس.
سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين.
حثت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.
فمن هذه النصوص قول الله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  ( ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
(ولا شك أن المجتمع المسلم حين يتربى على هذه المعاني، فإن أفراده ينطلقون في مضمار التعاون الكامل، والتكافل الشامل، والإيثار الكريم، ويأخذون بيد من إصابته مصيبة في ماله ونفسه)( ).
سابعاً: ابن السبيل.
ابن السبيل هو المسافر المنقطع عن ماله وأهله لبعده عنهم، والسبيل الطريق، وكل من يكون مسافراً على الطريق يقال له ابن السبيل )( ).
(وقد يتعرض ابن السبيل [المسافر] في بعض الأحيان أثناء سفره إلى صعوبات ومشاكل كثيرة، كأن ينقطع به الطرق بانتهاء أمواله التي يحملها لسبب من الأسباب أو غير ذلك من المفاجآت التي كثيراً ما تصادف المسافر، لذلك جعل الدستور الحضاري الإسلامي في ظن أهداف تخفيف وعناء السفر، وألم الغربة على هذه الفئة من أبناء الأمة ممن يضربون في الأرض طلباً للرزق، أو العلم أو الحج، فألزم الدولة والأمة بتوفير الرعاية والحماية لهم حتى ولو كانوا أغنياء)( ).
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق على ابن السبيل يوازي الإنفاق على الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
وبما أن ابن السبيل يكون وحيداً بعيداً عن أسرته وماله وأهله، ربط الله سبحانه وتعالى بينه وبين اليتيم في أكثر من آية، مؤكداً المساواة بينهما في الرعاية والرحمة، وإن الإنفاق على هذه الشريحة هو البر الحق الذي يعبر عن عمق الإيمان لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وَجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلينَ وَفِي الرِّقَابِ…( ).

المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.
المطلب الأول: مسؤولية المجتمع.
لا يمكن لدولة أن تقوم بواجبها نحو تحقيق التكافل الاجتماعي إلا إذا ساهم معها أبناء المجتمع في بناء العدل الاجتماعي والبذل والإنفاق في سبيل الله.
وقد قسم العلماء مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
القسم الأول: يطالب به الأفراد على سبيل الوجوب والإلزام.
القسم الثاني: يطالب به الأفراد على سبيل التطوع والاستحباب.
أولاً: ما كان على سبيل الوجوب والإلزام، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- فريضة الزكاة.
الزكاة هي الركن الثالث في الإسلام، وقد ثبتت فرضيتها في الكتاب والسنة أما في الكتاب فيقول الله تعالى:
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِم حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ( ).
وأما في السنة، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»( ).
ولا يختلف اثنان أن مبدأ الزكاة حين طبق في العصور الإسلامية السابقة، نجح في تحقيق وإقامة التكافل الاجتماعي، ومحاربة الفقر، وعوّد المؤمنين على البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله.
ولدولة الحق أن تجبي زكاة الأموال وتصرفها على المستحقين، فإن تقاصرت وتساهلت في هذا الحق، فللأفراد أن يخرجوها بأنفسهم، ويعطوها لمن تصرف لهم من الفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم.
2- النذور.
من وسائل التكافل ما ينذره المسلم من مال ونحوه، كأن يقول: (لله عليَّ ألف دينار صدقة على الفقراء)، والوفاء بالنذر واجب، قال تعالى:
ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلَيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَليَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( ).
3- الكفارات.
من وسائل التكافل أيضاً الكفارات، وهي ما يوجبه الله على المسلم من إطعام مساكين أو التصدق على الفقراء، إذا عمل مخالفةً شرعية في الصوم أو الحج أو يمين.. تكفيراً لخطئه، وعقوبةً على مخالفته.
فمن كفارة اليمين: لاَ يُؤَاخِذُكُمْ اللهُ بِاللَّغوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِن أَوٍسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةٍ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ).
– ومن كفارة الظِهار إن عجز عن تحرير رقبة وصيام شهرين : .. فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً..( ).
– ومن كفارة من يفطر في رمضان لمرض أو شيخوخة ولا يستطيع القضاء
.. فِديَةُ طَعَامُ مِسْكِينٍ..( ).
– ومن كفارة قتل الصيد في الإحرام بالحج:
..أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ..( ).
ومن كفارة من يحلق رأسه في الإحرام بالحج: الذبيحة أو الصدقة أو الصيام.
4- صدقة الفطر.
هي واجبة على كل مسلم، وعلى كل من تلزمه نفقته من زوجة وأولاد وخادم وأبوين، في الحديث الصحيح عن ابن عمر قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحرّ، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس في الصلاة»( ).
ثانياً: ما كان على سبيل التطوع والاستحباب، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- الوقف الخيري.
من وسائل التكافل الوقف الخيري وهو من الصدقات المستحبة والتي يستمر خيرها، ويتجدد ثوابها إلى ما بعد الممات، وهو يشمل جميع جهات الخير من مساجد ومدارس ودور للأيتام والعجزة ومستشفيات ومعاهد وغيرها والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية : أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ( ) .
2- الوصية.
وهو أن يوصي المسلم قبل موته بجزء من ماله لجهات البر والخير.
3- العارية.
وهو الانتفاع بحوائج الغير مجاناً، كأن يستعير الرجل من جاره متاعاً ثم يرده له بعد الانتفاع به دون مقابل، وهي من أعمال الخير والإنسانية لأن الناس لا غنى لهم عن الاستعانة ببعضهم والتعاون فيما بينهم، وهي داخلة في قول الله تعالى:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. ( ).
وقد حذر الله سبحانه وتعالى من يمنع الخير عن الناس، فقال تعالى:
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ  ( )
وقد فسر ابن كثير الماعون بقوله: (سُئِلَ ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك)( )
4- الهدية أو الهبة.
من وسائل التكافل الاجتماعي والتي حث الإسلام عليها الهدية أو الهبة، وهي من العوامل التي تقوي روابط المحبة والودِّ والألفة بين فئات المجتمع؛ بل هي من موارد التكافل التي تظهر العطية بمظهر العز والكرامة، لأن الفقير لا يخجل من أخذها.

المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.
لاشك أن الدولة لها مسؤولية كبيرة وشاقة في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع، وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تفشي الفقر، والمرض، والجهل، والانحراف، والشذوذ وغيرها من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تفتك في وحدة المجتمع ( ) .
(ولا يصح في دين الله أن ترتع الدولة في البذخ والترف، وتغدو في الرفاهية والنعيم والآلاف من أبناء الشعب يقتلهم الجوع، ويذلهم الفقر، ويقعدهم المرض، ويخيم عليهم الجهل، ويتخبطون في البؤس والفاقة والحرمان، ولا يجوز في شريعة الإسلام أن تنفق الدولة على الكماليات والمظاهر، ويهمل الجانب الأكثر ضرورة والأعظم أهمية) ( ).
ولهذا نجد الحاكم مسؤول أمام الله عز وجل عن رعيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمام راعٍ ومسؤول عن رعيته…»
بل نجد أن الحاكم إذا مات وهو غاش لرعيته، مهل في أمرها، منصرف عن تحقيق التكافل، حرَّم الله عليه رائحة الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: «ما من والٍ يَلِي رَعيّةً من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة» ( ).
ويمكن أن نحدد مسؤولية الدولة في :
1) – تأمين موارد المال.
2) – توزيع المال على المستحقين.
أولاً: تأمين موارد المال.
يجب على الدولة أن تخصص بيتاً للمال، منه تكون النفقات، وبواسطته تؤمن للمحتاجين حاجتهم، وللفقراء والمرضى والعاجزين كفايتهم، وبذلك ينعم المجتمع في ظل العدالة الاجتماعية، ومن أهم الموارد المالية التي تقوم الدولة على تأمينها ما يلي:
1- جباية الزكاة.
إن الدولة حين تقوم على جباية ربع العشر من أموال الأغنياء من كل عام، وحين تأخذ من زكاة الزروع والثمار العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالمطر، ونصف العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالآلات، وحين تشرف على جمع زكاة الركاز( ) وفيها الخمس، وحين تسعى على جمع زكاة الإبل والبقر والغنم، يتأمن لديها أموالاً ضخمة، وثروة طائلة، يكون لها الأثر الكبير في تحقيق التكافل الاجتماعي من محاربة الفقر والجهل والمرض والحرمان.
(وقد نجحت تجربة جباية الدولة للزكاة في العصور الإسلامية الزاهرة حتى أدى الأمر أنها لا تجد من يأخذها للكفاية والاغتناء) ( ).
2- الاستفادة من الوقف الخيري.
وذلك أن الدولة إذا أحسنت الاستفادة من أموال الوقف، ركَّزت في المجتمع دعائم التكافل، وأمَّنت للفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام واللقطاء والأرامل والمطلقات والعجزة والشيوخ ما يسد حاجتهم ويصون كرامتهم، ويحفظهم من ذل السؤال ولا يتم ذلك إلا إذا فتحت الدولة من أموال الوقف دار للعجزة، وأخرى للأيتام واللقطاء، ومدرسة للأيتام، ومستشفيات للمرضى الفقراء، وغيرها من مشاريع البر والخير.
ثانياً: توزيع المال على المستحقين.
( حدد الله سبحانه وتعالى مصارف الزكاة يقول:
إِنَّمَا الصَّدَقَات لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَالْعَامِلِين عَلَيْهَا وَالْمُؤْلَفَةُ قُلُوبَهُمْ، وَفِي الرِّقَاب وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وابْنُ السَّبِيل، فَرِيضةً مِنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيم( ) .
فالفقير من كان محتاجاً ولا يكفيه دخله لسد حاجاته، والمسكين المحتاج الذي لا يجد ما ينفعه، والعاملون على الزكاة هم الذين تعينهم الدولة لجبايتها فلهم أن يأخذوا منها كفايتهم والمؤلفة قلوبهم الجماعة من المسلمين وغير المسلمين الذي يراد تأليف قلوبهم للإسلام والمسلمين، والرقاب العبيد يعطون من الزكاة ما تحرر رقابهم، والغارمون من لزمهم الدين ولا يملك نصاباً فاضلاً عن دينه وابن السبيل المسافر الذي انقطعت به الطريق ولو كان غنياً في بلده وسبيل الله المجاهد والمجاهدين) ( )
قلت: أما يتعلق في موارد غير الزكاة، فعلى الدولة أن تصرفها على من تشاء بشرط أن يكونوا مستحقين.

الخـاتمـة
بعد أن يسَّر الله عزَّ وجل بجوده، ومنَّهِ الانتهاء من بحث التكافل الاجتماعي في الإسلام يتبين لنا ما يلي:
1- التكافل الاجتماعي جزء من عقيدة المسلم، وهو مرتبط بها ولذلك أثر واضح في إمكان تطبيقه بكل يسر وسهولة.
2- التكافل الاجتماعي نظام أخلاقي يقوم على الحب والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله عزَّ وجل.
3- التكافل الاجتماعي يوفق بين مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد، فلا تهدر مصلحة المجتمع ولا يقضي على نشاط الفرد وحريته وانطلاقه في بناء المجتمع.
4- التكافل الاجتماعي لا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية؛ بل يشمل أيضاً المعنوية.
5- التكافل الاجتماعي يقوم على تعاون المجتمع لا على تعاديها وصراعها.
6- التكافل الاجتماعي سهل المأخذ، يرضى جميع فئات المجتمع، ويحقق مصالح الجميع.
7- التكافل الاجتماعي يقرب بين فئات المجتمع ويقلل من الفوارق بينهم.
وفي الختام.. هذا ما جاء به اليراع.. وهو جهد المُقل..
والله أسأله أن يتجاوز عن التقصير ويغفر الزلل، إنه سميع مجيب،
كما أساله التوفيق والسداد للجميع..
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الباحثة
مضاوي نايف المطيري
قائمة المصادر والمراجع
1- أصول المجتمع الإسلامي، د. جمال الدين محمد محمود، الطبعة الأولى 1992م- دار الكتاب المصري – القاهرة.
2- تفسير القران العظيم، ابن كثير الدمشقي، الطبعة الأولى 1999م – مكتبة الرشد الرياض.
3- التكافل الاجتماعي في الإسلام، د. مصطفى السباعي، الطبعة الأولى 1998م، دار الورَّاق – بيروت.
4- التكافل الاجتماعي في الإسلام، الأستاذ. عبد الله علوان ، دار السلام، القاهرة.
5- التكافل الاجتماعي في الإسلام،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
6- تنظيم الإسلام للمجتمع،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
7- رعاية الفئات الخاصة – د. سلامة البلوي، الطبعة الأولى

موفقة

التكافل الاجتماعي

موفقة يارب,,

جاري تعديل العنوان..

وهذا اعتقد هو نفسه التقرير الاولي..

بس مع المصادر,,

في المرفق,,

^^

السسلام عليكم
ما قصصرتي الرمش
موفقة

تـس ـلم إيديـ نـج
والله يـ ع ـطـيـج الـ ع ـآفـيه
ع ـسى ماننـ ح ـرم من روع ـة ج ـديدج
تـ ح ــيآتي الـ ع ـطره

مشكورين ع الردود الحلوةةة ^^^^^^

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير / بحث / عن التفاوت الاجتماعي والنضالات الاجتماعية عبر التاريخ للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

التفاوت الاجتماعي في المجتمع الرأسمالي المعاصر

في بلجيكا، يوجد توزيع هرمي للثروة وللسلطة الاجتماعية. ففي قاعدة هذا الهرم، نجد ثلث المواطنين لا يملكون شيئا سوى ما يكسبونه ويصرفونه، سنة بعد سنة. إنهم غير قادرين على الادّخار ولا على التملك. وفي قمة الهرم، نجد 4% من المواطنين يملكون نصف الثروة القومية الخاصة. إن ما يقل عن 1% من البلجيكيين يملكون أكثر من نصف ثروة البلاد المنقولة. وبينهم 200 عائلة تتحكم بالشركات الكبرى (holdings) التي تسيطر على مجمل الحياة الاقتصادية القومية.

إن دراسة نشرها حديثا معهد الإحصاءات والدراسات الاقتصادية القومي أشارت إلى أن 50% من الأمة الفرنسية لم يكونوا يملكون أكثر من 5% من الثروة القومية عام 1975، بينما نصف هذه الثروة بين أيدي أقل من 10% من الأسر، وذلك مع حسبان المساكن وودائع صناديق التوفير في فئة «الثروات». أمّا ثروة 1% من الأسر الأكثر ثراء فقد ازدادت بين عامي 1949 و1975 بوثيرة مقدارها ضعفا ثروة الأسر ذات المداخيل المتواضعة.

أما في الولايات المتحدة، فقد جاء في تقدير إحدى لجان مجلس الشيوخ أن ما يقل عن 1% من العائلات الأمريكية تملك 10% من جميع أسهم الشركات المساهمة، وأن 0,2% من العائلات تملك أكثر من ثلثي هذه الأسهم. وفي سويسرا، يملك 2% من السكان أكثر من 67% من الثروة الخاصة.

ولما كان مجمل الصناعة والقطاع المالي الأمريكيين (عدا بعض الاستثناءات) منظما على أساس «الشركة المغفلة»، نستطيع القول أن لدى 99% من المواطنين الأمريكيين سلطة اقتصادية أدنى مما لدى 0,1% من السكان.

ليس تفاوت المداخيل والثروات واقعا اقتصاديا وحسب، بل يستتبع تفاوتا في احتمالات البقاء، تفاوتا أمام الموت. هكذا نجد أن معدل وفيات الأطفال كان في عائلات العمال غير المتخصصين، في بريطانيا، قبل الحرب، أكثر من ضعفي ما كان في العائلات البورجوازية. وتشير إحصائية رسمية إلى أن معدل وفيات الأطفال ارتفع في فرنسا، سنة 1951، إلى 19,1 وفات لكل ألف ولادة في المهن الحرة، و23,9 وفاة في البورجوازية الرأسمالية، و28,2 وفاة عند موظفي التجارة، و34,5 وفاة عند التجار، و36,4 وفاة عند الحرفيين، و42,5 وفاة عند العمال المتخصصين، و 44,9 وفاة الفلاحين والعمال الزراعيين، و51,9 وفاة عند العمال نصف المتخصصين و61,7 وفاة عند العمال غير المتخصصين! هذه النسب لم تتغير عمليا حتى اليوم، بالرغم من أن معدل وفيات الأطفال قد انخفض في جميع الفئات.

وقد نشرت مؤخرا الصحيفة البلجيكية المحافظة «لاليبر بلجيك» دراسة مكربة تتعلق بتكوّن اللغة عند الطفل. تؤكد هذه الدراسة أن العبء الإضافي الذي غالبا ما يعاني منه طفل عائلة فقيرة خلال السنتين الأوليين من حياته، من جراء التخلف الثقافي الذي يفرضه المجتمع الطبقي، هذا العبء يجرّ عواقب دائمة من حيث إمكانية استيعاب مواضيع علمية، وهي عواقب لا يستطيع تعليم «متساو»، لا يقصد التعويض قصدا، أن يبطلها. فإن عبارة الروائي التي تقول أن التفاوت الاجتماعي يخنق تطور ألوف من أمثال موزار وشيكسبير وأينشتاين بين أولاد الشعب، هذه العبارة ما زالت صحيحة للأسف حتى في عصر دولة الخدمات الاجتماعية (Welfare state)!

وفي عصرنا هذا، لا يتوجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية القائمة داخل كل بلد وحسب. بل يهم أن نأخذ أيضا بعين الاعتبار التفاوت القائم بين عدد قليل من البلدان المتقدمة صناعيا والقسم الأعظم من البشرية الذي يعيش في البلدان المسماة بالمتخلفة (البلدان المستعمَرة والشبه المستعمَرة).

فالولايات المتحدة تنتج أكثر من نصف الإنتاج الصناعي وتستهلك أكثر من نصف العديد من المواد الأولية الصناعية في العالم الرأسمالي. ويتصرف 550 مليونا من الهنود بكميات من الفولاذ والطاقة تقل عما يتصرف به 9 ملايين من البلجيكيين. أمّا الدخل الفردي الواقعي في أفقر بلدان العالم فلا يتعدى 8% من الدخل الفردي في البلدان الأخرى. ولا يحصل 67% من سكان الكرة الأرضية سوى على 15% من الدخل العالمي. وفي الهند، يبلغ عدد الأمهات اللواتي يمتن من جراء العواقب المباشرة للأمومة، في مقابل كل 100 ألف ولادة، ثلاثين ضعف عددهن في الولايات المتحدة.

نتائج: يأكل المواطن الهندي كل يوم ما لا يزيد عن نصف الحراريات التي يتناولها مواطن البلدان المتقدمة في الغرب. والعمر المتوسط الذي يتعدى 65 عاما في الغرب، ليصل إلى 70 عاما في بعض البلدان، يكاد لا يبلغ 30 عاما في الهند.

2- التفاوت الاجتماعي في المجتمعات السابقة

نجد تفاوتا اجتماعيا مماثلا للذي هو قائم في العالم الرأسمالي، في جميع المجتمعات السابقة التي تعاقبت خلال التاريخ (أي خلال تلك المرحلة من وجود البشرية على الأرض، التي نملك عنها شهادات خطية).

هاكم وصفا لبؤس الفلاحين الفرنسيين في نهاية القرن 17 نقلناه عن «أطباع» لا برويير [20]:

«نرى بعض الحيوانات المتوحشة، ذكورا وإناثا، منتشرة في الريف، سوداء، دكناء، حرقتها الشمس، مرتبطة بالأرض التي تنبشها وتحركها بمثابرة لا تقهر. لها ما يشبه الصوت الناطق، وعندما تقف على أرجلها، تظهر وجها إنسانيا وهي بالفعل من البشر. ينسحبون عند المساء إلى أوكار، حيث يعيشون من الخبز الأسود والماء والجذور…».

قارنوا هذه الصورة عن فلاحي ذلك العصر بصورة الحفلات الباهرة التي أقامها لويس الرابع عشر [21] في حديقة قصر فرساي، قارنوها بتخمة النبلاء وإسراف الملك، تكونون قد رسمتم صورة أخّاذة عن التفاوت الاجتماعي.

في مجتمع بداية العصر الوسيط [22] الذي شهد هيمنة القنانة، كان السيد النبيل يستأثر في معظم الأحيان بنصف عمل الفلاحين الأقنان أو بنصف محصولهم. وكان ثمة أسياد عديدون يعمل على أرضهم مئات بل ألوف الأقنان. فكان كل سيد يحصل سنويا على ما يساوي محصول مئات بل ألوف الفلاحين.

وكان الأمر على هذه الصورة في شتى مجتمعات الشرق الكلاسيكي (مصر، سومر، بابل، فارس، الهند، الصين، الخ) حيث كان المجتمع قائما على الزراعة وكان الملاك العقاريون أمّا أسيادا أو ملوكا (يمثلهم كتبة وكلاء لمصلحة الضرائب الملكية).

لقد ترك لنا كتاب «هجاء المهن» الذي كـُتب في مصر الفرعونية، قبل 3500 عام، صورة عن الفلاحين الذين استغلهم هؤلاء الكتبة الملكيون وقد قارنهم المزارعون الناقمون بالحيوانات الضارة والحشرات الطفيلية.

أمّا العصور القديمة اليونانية والرومانية، فقد كان قائما على العبودية. وإذا استطاع ذلك المجتمع أن يبلغ مستوى عاليا من الثقافة، فسبب الأمر يعود جزئيا إلى أن سكان المدن القديمة تمكنوا من تخصيص قسم هام من وقتهم لنشاطات سياسية وثقافية وفنية ورياضية، حيث تُرك العمل اليدوي أكثر فأكثر للعبيد وحدهم.

3- التفاوت الاجتماعي والتفاوت الطبقي

ليست كل تفاوت اجتماعي بتفاوت طبقي. فإن الفرق بين أجر عامل غير متخصص وأجر عامل ذي اختصاص عال لا يجعل منهما عضوي طبقتين اجتماعيتين مختلفتين.

إن التفاوت الاجتماعي تفاوت يمد جذوره في بنية الحياة الاقتصادية وسيرها الطبيعي، وتحافظ عليه المؤسسات الاجتماعية والقانونية الرئيسية في عصره، وتزيد من حدته.

فلنوضح هذا التعريف ببعض الأمثلة:

لكي يصبح المرء رب عمل كبير في بلجيكا، عليه جمع رساميل تقدر بنصف مليون فرنك [23] مقابل كل عامل يجري استئجاره. إن مصنعا صغيرا يستخدم 100 عامل يتطلب بالتالي جمع رأسمال لا يقل عن 100 مليون فرنك. والحال أن أجر العامل الصافي لا يتعدى أبدا تقريبا 200 ألف فرنك سنويا فحتى إذا عمل خمسين عاما دون أن يصرف فلسا واحدا للأكل والعيش، لا يستطيع العامل جمع ما يكفي من المال ليصبح رأسماليا. فالعمل المأجور، الذي هو أحد ميزات بنية الاقتصاد الرأسمالي، يشكل إذا أحد جذور انقسام المجتمع الرأسمالي إلى طبقتين مختلفتين بالأساس: الطبقة العاملة التي لا تستطيع أبدا أن تصبح بواسطة مداخيلها مالكة وسائل إنتاج، وطبقة مالكي وسائل الإنتاج أو الرأسماليين.

صحيح أنه يوجد إلى جانب الرأسماليين بحصر المعنى بعض التقنيين الذين يستطيعون أن يصلوا إلى مراكز إدارة المنشآت. غير أن التكوين التقني المطلوب هو تكوين جامعي. والحال أن 5 إلى 7% فقط من الطلاب الجامعيين في بلجيكا، في العقود الأخيرة، هم من أبناء العمال… والحالة هي نفسها في معظم البلدان الامبريالية.

إن المؤسسات الاجتماعية تقطع الطريق إلى الملكية الرأسمالية أمام العمال، سواء من جهة مداخيلهم أو من جهة نمط التعليم العالي. هذه المؤسسات تبقى انقسام المجتمع إلى طبقات كما هو قائم اليوم، وتحافظ عليه وتديمه.

حتى في الولايات المتحدة حيث يحلو لبعضهم أن يذكروا أمثالا عن «أبناء عمال مجتهدين أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل دأبهم في العمل»، تبيّن نتيجة استقصاء أن 90% من مدراء المنشآت الهامة ذوو أصول برجوازية كبيرة ومتوسطة.

هكذا نجد عبر التاريخ تفاوتا اجتماعيا تبلور في تفاوت طبقي. ففي كل مجتمع من المجتمعات المذكورة، نجد طبقة من المنتجين تعيل بعملها المجتمع بأسره وطبقة مسيطرة تعيش من عمل الغير: فلاحون وكهنة أو أسياد أو كتبة في إمبراطوريات الشرق، عبيد وأسياد عبيد في العصور القديمة اليونانية والرومانية، أقنان وأسياد إقطاعيون في بداية العصر الوسيط، عمال ورأسماليون في العصر البرجوازي.

4- المساواة الاجتماعية في ما قبل التاريخ البشري

غير أن التاريخ لا يشكل سوى جزء بسيط من حياة البشرية على الكرة الأرضية. فقد سبقه ما قبل التاريخ، أي تلك المرحلة من وجود البشرية التي كانت خلالها الكتابة والحضارة مجهولتين. وقد بقيت بعض الشعوب البدائية في شروط العيش ما قبل التاريخية حتى زمن قريب، بل حتى أيامنا هذه. والحال أن البشرية جهلت التفاوت الطبقي طوال القسم الأعظم من وجودها ما قبل التاريخي.

وسوف يتضح لنا الفرق الأساسي بين جماعة بدائية ومجتمع طبقي من خلال استعراضنا لبعض مؤسسات تلك الجماعات.

فقد حدثنا العديد من علماء الأناسة (أنتربولوجيا) عن عادة نجدها عند شعوب بدائية كثيرة وهي عادة تنظيم احتفالات مسهبة بعد الحصاد. وقد وصفت لنا عالمة الأناسة مارغريت ميد هذه الاحتفالات عند شعب آرابيش البابو [24] في غينيا الجديدة، حيث جميع الذين حصدوا محصولا فوق المتوسط، يدعون عائلاتهم بكاملها وجميع جيرانهم إلى المشاركة في احتفالات تستمر حتى استهلاك القسم الأعظم من فائض ذلك المحصول. وتضيف مارغريت ميد: «إن هذه الاحتفالات تشكل إجراء ملائما لمنع الفرد من مراكمة ثروات..»

من جهة أخرى، درس عالم الأناسة آش نظام وتقاليد قبيلة قطنت جنوب الولايات المتحدة، هي قبيلة الـهوبي. في هذه القبيلة، وبخلاف مجتمعنا، يعتبر مبدأ المزاحمة الفردية مبدأ مدانا من وجهة النظر الأخلاقية. فعندما يلعب الأولاد الـهوبي ألعابا رياضية، لا يحسبون أبدا العلامات ويجهلون من «ربح».

إن المشاعات البدائية التي لم تنقسم بعد إلى طبقات، عندما تمارس الزراعة كنشاط اقتصادي رئيسي وتحتل أرضا معينة، لا تقوم باستثمار الأرض جماعيا. بل تحصل كل عائلة على حقل تستثمره لفترة. بيد أن الحقول يعاد توزيعها مرارا للحؤول دون تمتع أي عضو من أعضاء المشاعة بامتيازات على حساب الآخرين. أمّا المروج والغابات فإن استثمارها جماعي. إن نظام المشاعة القروية هذا، المبني على غياب الملكية الخاصة للأرض، قد وجد عند البحث في نشوء الزراعة لدى جميع شعوب العالم تقريبا. أنه يثبت أن المجتمع في تلك الفترة لم يكن منقسما إلى طبقات على صعيد القرية.

أمّا الأفكار الشائعة التي تردد دائما والقائلة أن التفاوت الاجتماعي يجد جذوره في تفاوت مواهب الأفراد أو كفاآتهم، وأن انقسام المجتمع إلى طبقات هو نتاج «أنانية الإنسان الغريزية» وبالتالي نتاج «الطبيعة الإنسانية»، فهي أفكار لا أساس علمي لها. إن اضطهاد طبقة اجتماعية لطبقة أخرى ليس نتاج «الطبيعة الإنسانية»، بل نتاج تطور تاريخي للمجتمع. إنه اضطهاد لم يكن موجودا دوما ولن يبقى إلى الأبد. فلم يكن ثمة أغنياء وفقراء دوما ولن يبقى أغنياء وفقراء إلى الأبد.

5- التمرد ضد التفاوت الاجتماعي عبر التاريخ

إن انقسام المجتمع إلى طبقات والملكية الخاصة للأرض ولوسائل الإنتاج ليسا إطلاقا، إذا، نتاج «الطبيعة الإنسانية». إنهما نتاج تطور للمجتمع وللمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية. وسوف نرى لماذا نشآ وكيف سيزولان.

في الواقع، ما أن يظهر انقسام المجتمع إلى طبقات حتى يبدي الإنسان حنينه إلى الحياة المشاعية القديمة. ونجد تعبيرات هذا الحنين في حلم «العصر الذهبي» الذي يقال أنه ساد عند فجر وجود البشرية على الأرض والذي وصفه الأدباء الكلاسيكيون الصينيون، شأنهم في ذلك شأن الكتاب الإغريق واللاتينيين. ويقول فرجيليوس [25] بوضوح أن المحاصيل، في ذلك العصر الذهبي، كان يجري تقاسمها جماعيا، أي أن الملكية الخاصة لم تكن موجودة.

هذا وقد اعتبر العديد من الفلاسفة والعلماء الشهيرين أن انقسام المجتمع إلى طبقات يشكل مصدر القلق الاجتماعي، وقد وضعوا مشاريع لإزالة هذا الانقسام.

هو ذا الفيلسوف اليوناني أفلاطون [26] يحدد أصل المصائب التي تصيب المجتمع: «حتى أصغر مدينة منقسمة إلى قسمين، مدينة فقراء ومدينة أغنياء تتعارضان (وكأنهما) في حالة حرب».

كذلك، فإن الشيع اليهودية التي تكاثرت في عصر المسيح ومن ثم آباء الكنيسة المسيحية الأول الذين حافظوا على تراث تلك الشيع بين القرن الثالث والخامس الميلاديين، كانوا دعاة متحمسين لعودة إلى مشاعية الأملاك. فقد كتب القديس برنابا: «لن تتكلم أبدا عن ملكيتك، لأنك إذا كنت تنعم بثرواتك الروحية بالمشاع، فحري أن تنعم بثرواتك المادية بالمشاع». وقد ألقى القديس قبريانوس مرافعات عديدة دعا فيها إلى تقاسم الثروات المتساوي بين جميع الناس. وكان القديس يوحنا فم الذهب أول من صاح: «الملكية هي السرقة». والقديس أوغسطينوس، حتى هو، بدأ بإلقاء مسؤولية العنف والصراعات الاجتماعية على الملكية الخاصة، قبل أن يغير لاحقا وجهة نظره.

وقد استمر هذا التقليد طوال العصر الوسيط، لا سيما عند القديس فرنسيس الاسيزي وعند رواد الإصلاح [27]. هاكم ما قاله الرائد الإنكليزي جون بول في القرن الرابع عشر: «يجب إلغاء القنانة وجعل جميع البشر متساوين. إن الذين يسمون بالأسياد يستهلكون ما ننتجه نحن.. إن ترفهم ناتج عن كدحنا».

وفي العصر الحديث، أخيرا، نرى مشاريع مجتمع المساواة تصبح أدق وأدق، سيما في كتاب «يوتوبيا» للإنكليزي توماس مور، وكتاب «مدينة الشمس» للإيطالي توماس كامبانيللا، وكتابات الفرنسي فوراس داللي (القرن 17)، وفي «وصية جان ميلييه» و«قانون الطبيعة» للفرنسي موريللي (القرن 18).

وإلى جانب هذا التمرد الفكري ضد التفاوت الاجتماعي، كانت ثمة تمردات فعلية لا تحصى، أي انتفاضات من قبل الطبقات المضطهَدة ضد مضطهِديها. إن تاريخ جميع المجتمعات الطبقية هو تاريخ الصراعات الطبقية التي تمزقها.

6- الصراعات الطبقية عبر التاريخ

إن الصراعات بين الطبقة المستغِلة والطبقة المستغَلة أو بين مختلف الطبقات المستغِلة تتخذ أكثر الأشكال تنوعا حسب المجتمع المعني ومرحلة تطوره المحددة.

هكذا فقد حصلت تمردات عديدة في مجتمعات ما يسمى بـ «نمط الإنتاج الآسيوي» (إمبراطوريات الشرق الكلاسيكي). وقد تعاقبت انتفاضات فلاحية لا تحصى في تاريخ السلالات التي سادت بالتتالي في الإمبراطوريات الصينية. وشهدت اليابان أيضا عددا كبيرا من الانتفاضات الفلاحية ، خاصة في القرن الثامن عشر.

وقد عرفت العصور القديمة اليونانية والرومانية سلسلة غير منقطعة من تمردات العبيد -كان أشهرها بقيادة سبارتكوس – التي ساهمت إلى حد بعيد في سقوط الإمبراطورية الرومانية. ونشب بين «الأحرار» صراع عنيف بين طبقة من الفلاحين المستدينين وتجار- مرابين، بين غير مالكين ومالكين.

وفي العصر الوسيط، في ظل النظام الإقطاعي، جرت صراعات طبقية بين الأسياد الإقطاعيين وبلدات حرة قائمة على الإنتاج البضاعي الصغير، وبين الحرفيين والتجار داخل هذه البلدات، وبين بعض الحرفيين المدينيين والفلاحين المجاورين للمدن. وجرت بالأخص صراعات طبقية عنيفة بين النبلاء الإقطاعيين والفلاحين الذين حاولوا التخلص من النير الإقطاعي، واتخذت هذه الصراعات أشكالا ثورية تماما في عاميات فرنسا وحروب الفلاحين في إنكلترا وبوهيميا وألمانيا في القرن السادس عشر.

وعرفت الأزمنة الحديثة صراعات طبقية بين النبلاء والبرجوازية، وبين المعلمين الحرفيين والصناع، وبين رجال المصارف والتجار الأغنياء من جهة و«السواعد العارية» في المدن من الجهة الأخرى، الخ.. هذه الصراعات هي مقدمة الثورات البرجوازية والرأسمالية الحديثة ونضال البروليتاريا الطبقي ضد البرجوازية

المراجع

ك. ماركس وف. إنجلس البيان الشيوعي.

ف. إنجلس، دحض دوهرنغ (الجزءان الثاني والثالث).

ماكس بير، تاريخ الاشتراكية.

ك. كاوتسكي، مصادر الاشتراكية، توماس مور.

مورتون، الطوبى الإنكليزية
م/ن

مشكورة
ويزاج الله الف خير

جٌمُيًل جٌدأ

شٌكُرأ لجٌ

اللُـه يـٌعُطــًيًـكٌمُ الصٌــحًه و العُــآآفًيــٌه

و كُــل عًـآآآم و انـُتـًمٌ بٌخُـيًر

لا الـــه الا الله