التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن فتح القسطنطينية للصف التاسع

السـلاآم عليڪُم والرحمـة . . . مسـاڪُم صبـاآحڪُم ورد وسڪَـر .!

المقدمة:

كان لموقع القسطنطينية المتميز أكبر الأثر في اتجاه أنظار المسلمين إلى فتحها، وانتزاعها من الإمبراطورية البيزنطية التي كانت مصدر قلق دائم للدولة الإسلامية، وضم تلك اللؤلؤة العزيزة إلى عقد الإمبراطورية الإسلامية الواعدة كانت مدينة القسطنطينية محط أنظار المسلمين بجمالها وبهائها، كأنها درة قد احتضنها خليج البسفور من الشرق والشمال، وامتدت من جهة الغرب لتتصل بالبر، وتطل أبراجها وحصونها في شموخ وكأنها تتحدى الطامعين فيها، وقد برزت أسوارها العالية من حولها في كل اتجاه فتتحطم عندها أحلام الغزاة وتنهار آمال الفاتحين.
الموضوع:

لقد كانت هناك محاولات جميله من قبل المسلمين لفتح القسطنطينية،حيث قامت أحدى عشر محاولة لفتحها. ومن أهمها:-

* الحملة الأولى إلى القسطنطينية:
وبرغم تلك الأسوار المنيعة والأبراج الحصينة التي شيدها أباطرة البيزنطيين حول المدينة، فإن ذلك لم يفتّ في عضد معاوية، ولم يثنه عن السعي إلى فتح القسطنطينية.. وبدأ معاوية يستعد لتحقيق حلمه الكبير.
ولكن تلك الحملة لم يكتب لها النجاح؛ فقد حال سوء الأحوال الجوية وبرودة الجو الذي لم يعتدْه العرب دون استمرار المسلمين
في الحصار الذي فرضوه على المدينة، بالإضافة إلى قوة تحصين المدينة التي حالت دون فتحها. وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بالفشل.

* حملة الدولة العباسية:
شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها،وبخاصة تلك الحملات التي تمت في عهد هارون الرشيد سنة(190هـ(.

* محاولات الدولة العثمانية:
بعد قيام الدولة العثمانية تجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية ،حيث جرت عدة
وشاءت الأقدار أن جاء سلطان حازم وعازم وإرادته القوية في فتح القسطنطينية وهو محمد الفاتح
كان محمد الفاتح يمارس الأعمال السلطانية في حياة أبيه، ومنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على إطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية،بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة،وبالتالي فمنذ أن ولي السلطنة العثمانية سنة(855 هـ) كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية.
لقد نشأ السلطان محمد الفاتح على حب الإسلام والإيمان واتصف بالتقي والورع ومحب للعلم والعلماء.
وكان بروز دور الشيخ آق شمس الدين في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما:-
– مضاعفة حركة الجهاد العثمانية
– الإيحاء دوما لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصور بالحديث النبوي لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ، ولتهم الجيش ذلك
الجيش)،لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عله حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

الإعداد للفتح :-
بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية،وبذل جهودا كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية ،كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال بمختلف أنواع الأسلحة وأيضا عدهم إعدادا معنويا قويا وغرس روح الجهاد فيهم،وتذكيرهم بحديث الرسول مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير. ومن جانب اهتماماته اعتنى عناية خاصة بجمع الاسلحة وبخاصة المدافع حيث احضر مهندسا مجريا يدعى اوبان كان بارعا في صناعة المدافع ،حيث السلطان وفر له جميع الإمكانيات المادية والبشرية والمالية.ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن ليكون مؤهلا للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية.
فتح القسطنطينية:
توجه محمد الفاتح مع جيشه الكبير نحو القسطنطينية برا وبحرا، حيث استطاعوا حصار القسطنطينية من كل الجهات.
استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صمودا بطوليا في الدفاع وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينة وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة،فقدم عروضا
مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة.
وبعد معركة طويلة حاسمه انتهت بانتصار العثمانيين ورضوخ البيزنطيين لأوامرهم وفتح بذلك محمد الثاني القسطنطينية، وحول كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد في اسطنبول.

الخاتمة:
لقد كان هدف المسلمين من البداية فتح القسطنطينية، ورغم تعرضها لبعض الحملات المعادية
ولكن بإصرار محمد الثاني الذي أقام جيش منضم قادر على القتال وبتجهيز أسلحته واستعداد جيشه بدنياً

والتخطيط الجيد للقتال قد انتصر محمد الفاتح على البيزنطيين في عام 1453 .

المصادر والمراجع:

– الدولة العثمانية "عوامل النهوض وأسباب السقوط" /تأليف الدكتور علي محمد الصلابي

http://www.55a.net/firas/arabic/?pag…&select_page=1

http://www.uae.ii5ii.com/

آحم يرجى ذكر المصدر عند النقل

مجهود شخصيـ

بارك الله فيك

أنت كما عهدتك راائعة ^^

تسلمين ع المجهوود الطيب

.يسلـًٍـ م ـو ع الرد ..

مشكووره غلوه الغلا ع التقرير

وإن شاء الله بيستفيدون منه

يعطيج العافيه ياارب

الـًٍـ ع ـفوٍ..

ان شااء الله ٍ..

الله يعاافيجٍ..

thx alot

تسلمين

وًلجمً

الله يسلمجً ..

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن معركة الريدانية للصف التاسع

معركة الرايدنية ـ سقوط دولة المماليك

الزمان / 29 ذي الحجة ـ 922 هـ .

المكان / الريدانية [العباسية الآن] ـ القاهرة ـ مصر .

الموضوع / العثمانيون بقيادة سيم الأول ينتصرون على المماليك ويستولون على مصر .

الأحداث /

مقدمة :

مفكرة الإسلام : إن حياة الدول إنما هي تمامًا مثل حياة الإنسان تمر بنفس أطواره من ولادة ثم ترعرع ثم قوة ثم ضعف ثم شيخوخة ثم موت؛ لأن الله عز وجل كتب على فنسه البقاء وعلى غيره الفناء، وبقاء الدول وطول مدتها إنما يتوقف على تعاطي أسباب القوة والبقاء والصمود واجتناب أسباب الزوال والهلاك، لذلك ترى دولاً تعمر طويلاً، ودولاً هلاكها سريع، ويبقى المسلم بني هذه وذاك متدبرًا معتبرًا .

دولة المماليك :

كان المماليك دائمًا أهل طعان ونزال كانوا أشقاء للسف والرمح قهروا التتار والصليبيين أبطلا عين جالوت ووقعة حمص وشقحب وفتحوا قبرص، ولكن لما نسوا تلك الرسالة السامية التي عاشوا من أجلها في الذود عن حياض الأمة المسلمة، وانقلبوا إلى متسلطين على شعوبهم فقدوا دورهم في التاريخ وحانت نهايتهم المحتومة وموت دولتهم السريع، تنقسم دولة المماليك إلى مرحلتين وهما :

دولة المماليك البحرية أو المعزية، واستمرت من سنة 648 هـ، حتى سنة 784 هـ، تعاقب فهيا 24 سلطان أشهرهم سيف الدين قطز قاهر التتار والظاهر بيبرس قاهر الصليبيين، والناصر محمد بن قلاوون .

دولة المماليك الشراكسة أو البرجية، واستمرت من سنة 784هـ حتى سنة 922 هـ، تعاقب فيها 23 سلطانًا أشهرهم الظاهر برقوق والأشرف برسباي فاتح قبرص والأشرف قايتباي، وقلنصوة الغوري، وآخرهم طومان باي الذي قاد المماليك في معركة الريدانية .

وقد قام المماليك بجهود مشكورة في خدمة الأمة الإسلامية وذلك كما يلي :

1 ـ صد هجمات التتار وردهم إلى بلادهم بعد أن كادوا أن يستولوا على كل بلاد المعمورة .

2 ـ تطهير سواحل الشام والثغور الإسلامية من بقايا وفلول الصليبيين في عكا وطرابلس وبيروت حتى لم يبق بها أثر ولا ذكر لعباد الصليب، مما أثار الحمية للإسلام عند عموم المسلمين في أيامهم .

3 ـ قدوا نهضة حضارية كبيرة، ونشطوا عمرانيًا فبنوا المدن والقلاع والمساجد والقصور والمعاهد والمدارس، واهتموا بالعلم اهتمامًا كبيرًا، وكان لبعضهم مشاركات علمية مثل الغوري وانبرى أهل العلم في مدنهم للتدوين والتأليف حتى عدت فترتهم أخصب وأنتج الفترات الإسلامية ونبغ في أيامهم الكثير من العلماء الأفذاذ مثل النووي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن القيم وابن حجر والحافظ المزي والذهبي وابن كثير والمقريزي والسخاوي والقلقشندي وابن جماعة وغيرهم كثير .

4 ـ أحيوا الخلافة العباسية مرة أخرى بعد أن زالت ببغداد ونقلوها إلى القاهرة .

العلاقة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك :

في الوقت التي كانت فيه الدولة المملوكية تدخل طور الشيخوخة وللهرم كانت هناك على الطرف الآخر شمال شرق بلادهم دولة أخرى تدخل في طور القوة والشباب، وهذا أدى قطعًا لنوع من الخلافات لكون الدولتين متجاورتين وتعتبر جبال طوروس هي الحد الفاصل بينهما، وقد وقعت عدة حوادث وقامت عدة أسباب أدت في النهاية لتوتر العلاقة بين الدولتين ثم الامتثال بينهما وهي :

1 ـ موقف المماليك العدائي من العثمانيين حيث كان يقوم سلاطين المماليك بإيواء المتردين والمعارضين للحكم العثماني، كما أدى الأِشرف قايتباي الأمير [جم] المعارض لأخيه السلطان بايزيد الثاني، وكما أدى قنصوة الغوري الأمير [أحمد] أخو سليم الأول .

2 ـ الموقف السلبي للدولة المملوكية في وقوفها المعنوي مع الشاه إسماعيل الصفوي بل تمادوا أكثر من ذلك، وراسل المماليك الصفويين للتعاون ضد العثمانيين هذا رغم أن المماليك والعثمانيين أهل سنة والصفويين شيعة متعصبون يكرهون الإثنين .

3 ـ الخلاف الحدودي بين الدولتين في منطقة طرسوس الواقعة بين الطرف الجنوبي الشرقي لآسيا الصغرى وبين شمالي الشام، والنزاع الدائم بين قبائل تلك المنطقة .

4 ـ تفشي ظلم الدولة المملوكية ورغبة أهل الشام وعلماء مصر في التخلص من هذا الظلم والانضواء تحت لواء الدولة العثمانية، وقد كتب قضاة المذاهب الأربعة والأشراف عريضة نيابة عن الجميع يخاطبون فيها سليم الأول بالقدوم إلى بلادهم لأخذها ورفع ظلم المماليك الذي يخالفون الشرع الشريف وقد جاءت رسائل من سوريا ومصر بهذا المعنى لسليم الأول، فاستشار علماء وفقهاء دولته فأشاروا عليه بضم الشام ومصر لأملاكه لرفع المظالم وتطبيق الشرائع .

5 ـ ضعف المماليك عن رد عارية البرتغاليين الصليبيين الذين نزلوا الخليج العربي استولوا على عدن وفي نيتهم الزحف إلى الأراضي المقدسة والاستيلاء على المدينة، ونبش القبر الشريف للمقايضة بالجسد الطاهر على بيت المقدس، ونجاحهم في الاستيلاء على العديد من مدن جنوب الجيرة مما أوجب سرعة التحرك قبل سقوط الأماكن المقدسة .

موقعة مرج دابق :

كان السلطان سليم الأول، ذا عقلية عسكرة فذة، وهمة ونشاط في التحركات الحربية، وفي أثناء انشغاله في القتال مع الدولة الصفوية الشيعية التقطت مخابراته الحربية رسائل متبادلة بين الشاه إسماعيل الصوي وقنصوه الغوري، مما أكد الشكوك القديمة من تحالف الطرفين على العثمانيين فقرر سليم الأول التوجه للمماليك فور الانتهاء من الصفويين وبالفعل زحف السلطان سليم بجموع غفيرة إلى الشام، وارع قنصوه الغوري للقاءه خارج مصر، وفي يوم 25 رجب سنة 922هـ التقى الجيشان عند مرج دابق على مشارف حلب، وانتصر العثمانيون رغم المقاومة الباسلة التي أبداها الغوري وكان في الثمانين من العمر، وقتل الغوري، ودخل حلب ثم دمشق وسانده الأعيان وأمراء الشام مثل جان برولي الغزالي وفخر الدين المعني، وكلاهما سيكون له خيانة بعد ذلك للعثمانيين يقتل بها، وأكرم العثمانيون الغوري بعد مقتله وكفنوه وصلوا عليه ثم دفنوه في مكان لائق ثم واصل سليم وحفه إلى مصر .

معركة الريدانية :

قبل أن يتحرك سليم الأول من الشام أرسل على زعيم المماليك بمصر وهو طومان باي برسالة يدعو فيها للطاعة للدولة العثمانية، ولكنه سخر من هذه الرسالة، تمادى أكثر من ذلك بأن قتل الرسول وهذا يعد إعلانًا بالحرب كما هو معروف .

أسرع سليم بجيوشه ومن دخل في طاعته من أهل الشام إلى مصر، واستعد طومان باي للقتال وفي يوم 29 ذي الحجة سنة 922 هـ، التقى الجيشان في منطقة الريدانية، [وهي حي العباسية الآن في القاهرة]، وحول المماليك صد الهجوم، وكانوا من قبل أرباب السيف والرمح واستبسلوا في القتال خاصة كبيرهم طومان باي الذي قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره سنان باشا وقتله بيده ظانًا منه أنه سليم الأول، ولكن الخطة العسكرية الذكية التي وضعها العثمانيون وأبطلت مفعول المدفعية المملوكية إضافة للتفوق العسكري المادي والخططي لصالح العثمانيين والروح المعنوية العالية لدى العثمانيين كل ذلك حسم المعركة لصالح العثمانيين .

وبذلك زالت دولة المماليك العظيمة لما حق عليها القول ووجبت جنوبها وركبت أسباب الهلاك وتعاطف مقومات الزوال، فأذن الله عز وجل في ذهابها، وأخذتها سنة الاستبداد وسبحان من يبقى وغيره يفنى .

منقـوووولٍ ..,

شكرا لج ع التقرير ربي يوفقج

العفـً و ..

ويوفقجً….

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف التاسع

أوراق عمل متنوعة للصف التاسع

السلام عليكم والرحمهـ

احم احم

اليوووم يلست اجوووف فأقسااامي واايد طلبات فكسرتو خاطريهـ حرامـ اسوي لعمري وماسوي لغيري فقلتـ اسوي اوراق عمل لكم

وبصرآحه كان عندي شغل واايد واااايد

وهذا اللي قدرت عليهـ بتلقووونهـ في المرفقاات

الملفات المرفقة

مشكووووره يالغاليه ويعطيج العافيه

العفو اخووويهـ ويعطيييك العافيهـ

كل شي منج حيلـوو

تثلمين ع آلآورآق آلكشووخيهـ شرآآتج

احم احم

وجاان استحي

تسلمييين ختيهـ ع المرور

مممممممششششششششششششكككككككككككككككوووووووووووووررر ررررررررةةةةةةةةةةةةة

يسلموو ختيهـ ع المروور

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف التاسع

طلبووه للصف التاسع

بليييز ابغي خااتمه حق العرااق الي عنده اتمنى مايبخل علي

اختي كيف يعني خاتمة وضحي طلبج اكثر..

عشان نقدر نساعدج…

آلًسًلآمْ ـعلَيكم وآلرحمهْ

جروْح

شحَآلج خيَتو عسآج بخير

ف ألبدآية فديتَج يرجىْ كتآبةْ آلطلبً بوضوحٍ يعنيَمآ فهمتَ شو آلمطلوبِ بالضبط

وتٍرآ يمدحونْ أقسآم آلطلبآتْ ..

آلموهيمزْ ف انتضآرج وفآلجٍ طيبَ

algulla’

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف التاسع

حل الدرس الاول من الفصل الاول : قيام الدولة العثمانية واتساعها للصف التاسع

[QUOTEحل الدرس الاول من الفصل الاول : قيام الدولة العثمانية واتساعها

ص 17 :

فسر تسمية ……………………….؟
نسبة الى عثمان بن أرطغرل

ماذا تتوقع أن يكون …………………………؟
سيعملون على القضاء عليها .

ص18:

بم تفسر اعتبار …………………………؟
*لأنه استطاع إذابة الفوارق بين الناس ووحد بينهم
*وجعلهم أمة واحدة تسودها وروح التسامح

ما الانجازات التي ……………………….؟
* فتح مدينتي أنقرة وأزمير ..
* أصدر العملة العثمانية

ص19:

لماذا سمي بايزيد بالصاعقة….؟
بسبب قوته وشجاعته في المعركة إذ لم ينج من الأوروبيين إلا القليل

برأيك ما سبب ………………………….؟
رغبة منهم في القضاء على قوة العثمانيين

ص 20

بم تفسر اهتمام ………………………؟
بسبب رسالة التهديد التي ارسلها الامبراطور البيزنطي

ما الاسم الذي تعرف…………………………؟
استانبول

ما الاعمال التي قام بها محمد………………………؟
ذهب للكنيسة وحولها الى مسجد

ص 21
نشاط ….

هذا النشاط حسب رأيك الشخصي لا توجد له إجابة محددة…

تحيااااااتي..
زعابيهـ
][/QUOTE]

اتمنى ان تنال على اعجابكم والتقيـــيم

بارك الله فيج

تم +++ تقيييمج

والسموحه تم تغير العنوان ليتناسب مع فحوى الموضوع

ربي يوفقج ..

الله يبارك فحياتج ياارب تسلمين حبوبه عالرد الطيب

السلام عليكم..

بارك الله فيج عالاجوبة..

ويعله فميزان حسناتج يارب…

تم التقييم بنجاح…

مشكووره حبوبه عالرد الطيب

تسلمين حبوبه عالرد الطيب واشكرج عالتقيم

مشكورين ع حلوووووووووووول
الله يجزيكم الف خير

العفو حبوبه عالواجب

تانكس خينو عل الحلووووووووووووول ل
والله يوفقك ويزيد من حسناتك
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأمين يا رب
zy

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

بحث عن الحركة السنوسية للصف التاسع

الحركة السنوسية

أولاً: اسمه ونسبه

هو الإمام المجتهد الولي الصالح الداعية الأستاذ سيدي محمد بن علي بن السنوسي بن العربي بن محمد بن عبد القادر بن شهيدة بن حم بن القطب الشهير السيد يوسف بن القطب السيد عبد الله بن خطاب بن علي بن يحيى بن راشد بن أحمد المرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف بن زيّان بن زين العابدين بن يوسف بن حسن بن إدريس بن سعيد بن يعقوب بن داود بن حمزة بن علي بن عمران بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء بنت إمام المرسلين مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [1].
فالإمام السنوسي ينتمي إلى السلالة الطاهرة والنسب الطيب الشريف ، وهذا مما يوجب زيادة المحبة وزيادة الاتباع ، لما ورد في كتاب الله تعالى: (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) .
والناظر في التاريخ الإسلامي يجد أن كثيراً من الدعوات ، سواء الحقة والباطلة أول ما تبدأ تبدأ بالدعوة إلى مذهب العترة الطاهرة ، وذلك لأن المسلمين يكنون كل الحب والولاء لأهل بيت نبيهم عليه الصلاة والسلام إذا كانوا على المحجة البيضاء .
ويذهب بعض الباحثين إلى أن من عوامل حركة السيد السنوسي هو نسبه الطاهر ، حيث إن المنتسبين لآل بيت الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه يشعرون – غالباً – بثقل الأمانة ووجوبها عليهم .
بالجوهر المضيء من ضوء سما
أجلت ظلاماً كان قبل قد طما
شمس علاه بهرت شمس السما
روضاً نظيراً نامياً منمنا[2]
سلسلة من عسجد قد نظمت
فانبعثت شعشعة من نورها
وابتهجب بابن السنوسي الذي
فانظر هنا منثور در تنظرن
ثانياً: مولده ووفاته

لم تختلف المصادر التي تحدثت عن الحركة السنوسية في يوم مولد الإمام السنوسي ، ذلك أنه كان من الموافقات الربانية أن يولد الإمام السنوسي في يوم ذكرى مولد النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سنة 1202 هـ ، الموافق لـ 22/ 12/ 1798 م ، في بلدة تسمى (مستغانم) من بلاد الجزائر .

ولذلك تبرك أهله بهذا اليوم فسموه محمداً .

وتشير المصادر أنه قد نشأ يتيماً ، فقد توفي والده وهو صغير فنشأ في حجر عمته وكانت من الصالحات ، فأشغلته بعلم العقائد والتوحيد صغراً بعد أن جمع القرآن الكريم [3].

وفي قراءته على شيوخ بلده لاحظ عليه شيوخه إتقان ما درس عليهم ، حتى قال له أحدهم: إن هذا القدر الذي معك من أصول علم الدين على صغر سنك لا يوجد عند أكابر علماء بلدك[4] .

وتجمع المصادر على أن الإمام السنوسي توفي في التاسع من صفر الخير سنة ست وسبعين ومائتين وألف 1276 هـ بمدينة الجغبوب بليبيا ، طيب الله ثراه وأعلى منزلته .

وهذا يعني أنه عاش 74 سنة ، تكللها العمل الدؤوب والحركة المستمرة ، لم توان خلالها ولم يتوقف .
ثالثاً: شيوخه ورحلاته

وفي تاريخ الإمام السنوسي نجد أنه قد سار في طلب العلم ورحل ، وذلك شأن علماء هذه الأمة .

فقد رحل أول طلبه العلم إلى فاس التي كانت تمثل كعبة العلم في بلاد المغرب ، وذلك لوجود جامع القرويين بها الذي كان منارة المغرب ، كما كان الجامع الأزهر في مصر .

ويلاحظ على هذا الإمام أنه شغف بالعلم منذ صغره ، ولذا كان إلى وفاته معطاء لما حصله وغير متكبر على كل من يستفيد منه .

ولا شك أن بركة شيوخه واحترامه لهم وتقديره لجهودهم تنتقل إلى الطالب ، كما هو معلوم في آداب العلم والعلماء .

وتشير المصادر إلى أنه مكث مدة تقارب الثمان سنوات ، درس فيها كثيراً من العلوم ، ولم يتوقف طلبه على العلوم الدينية الشرعية ، بل نراه قد قرأ العلوم العصرية على علماء فاس ، فقرأ الهندسة والحساب والهيئة والطبيعة ، وغيرها[5] .

ثم بعد إقامته بفاس سافر إلى الحجاز ومصر ، وفي هذه الفترة من حياته حدث في الأمة – أو ظهر فيها – الضعف ، فاحتلت الجزائر وبدأ الفرنسيون الهجوم على تلك البقعة من العالم الإسلامي ، مما لا نشك أنها قد أخذت حيزاً من تفكيره في كيفية إعادة مجد هذه الأمة الذي بدأ يبهت .

ولا بد لي من التعريج على ذكر بعض شيوخه من علماء عصره الذين أخذ عنهم العلم ، ولست أريد حصرهم هنا ، وإنما أذكر أشهرهم .

1- السيد محمد السنوسي ، وهو أول من قرأ عليه في بلده مستغانم ، فقرأ عليه القرآن الكريم وأتقنه ، وقرأ عليه ما تيسر من العربية والفقه والتفسير والحديث والتصوف ، وكان هذا الشيخ من كبار مشايخ بلده ، ويبدو أنه من نفس العائلة أو القبيلة .

2- العلامة الأوحد أبو عبد الله سيدي محمد بن الكندوز ، الذي قتله حاكم الجزائر حسي بك سنة 1244هـ ، وكان هذا الشهيد من أعاظم علماء عصره وأجلهم مكانة وورعاً .

3- الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني الإمام الصوفي المحقق صاحب التفسير العجيب وشرح الحكم العطائية والمباحث الأصلية .

4- العلامة الإمام الأصولي السيد الطيب بن كيران الفاسي ، شارح عقيدة ميارة ، وهو من أكابر علماء التوحيد وأصول الدين ، وتخرج على يديه جمع من أكابر العلماء .

5- الإمام الولي الصوفي الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الشريف الحسني ، من أهل الاستقامة ، صاحب الطريقة الدرقاوية أحد فروع الطريقة الشاذلية .

6- العلامة الهمام سيدي محمد بن طاهر الفيلالي ، قرأ عليه مختصر السعد وجمع الجوامع لابن السبكي والسلم وجملة صالحة من مختصر خليل في الفقه المالكي ، وهو يروي عن الحافظ بن كيران .

7- العلامة المتقي المتفنن أبو المواهب سيدي أبو بكر بن زياد الإدريسي ، قرأ عليه الفرائض وعلوم الحساب والأربعين ومضاعفاتها والإسطرلابين وصناعتها وعلوم الرياضة الأربعة والهندسة والهيئة والطبيعة وغيرها من العلوم .

8- وقرأ أيضاً في مصر على الشيخ الصاوي المالكي ، والعلامة العطار ، والقويسني شارح السلم ، وغيرهم .

وبالجملة فشيوخه كثر ، وله منهم الإجازات بالأسانيد العالية في علوم الرواية والدراية .

وأسجل هنا كلمة لأحد مشايخ الأزهر ، قالها عند مجيء السيد السنوسي إليهم ، فقام قائلاً:

( أنصتوا أيها العلماء ، لقد حل بين أظهركم إمام الأمة المحمدية ، ونبراس الشريعة المطهرة ، وشمس سماء المعارف الإلهية ، ألا وهو الشيخ الكامل محمد بن علي السنوسي ) [6].

وهنا نسجل مدى تقدير شيوخ الأزهر لهذا الإمام أولاً ، وإن كانوا فيما بعد من أحد المعوقات لدعوته الإصلاحية[7] .

يقول الأستاذ محمد الطيب الأشهب: " إن هذه الأسفار الشاقة التي قام بها الإمام الأكبر السيد محمد بن علي السنوسي بين فاس إلى مصر والحجاز ، باحثاً ومنقباً عن الوسيلة التي تمكنه من خدمة الإسلام ورفع شأن المسلمين ، ما هي إلا جزء من برنامج ضخم أخذ يعمل على تنظيمه ووضع الخطط الخاصة به .
وفي الوقت نفسه كانت عاملاً من عوامل الاطلاع والاستطلاع إذ كان أثناء هذه التنقلات يقابل العلماء والحكام والأفراد ، وكان يعمل على توسيع مداركه وزيادة تعليمه وإن لم يكن في نظر عارفيه محتاجاً إلى علوم أخرى بالنسبة لما تحصل عليه ، إلا أنه عليه رضوان الله كان يتمثل له نصب عينيه قول الله تعالى: (( وفوق كل ذي علم عليم )) ، وفي هذه الأسفار كان يتجلى له بوضوح كل ما يعانيه المسلمون من تدهور وانحلال وتأخر وانحطاط .
وفي ذلك يقول المؤرخ التركي شهبندر زادة ، عندما أخذ يتحدث عن زيارة الإمام لمصر فقال: وقد أحدثت هذه الزيارة في نفسه تبدلاً عظيماً ، وانتقش في ذهنه أن الدولة العثمانية هي في طريق الانحطاط والاضمحلال " [8]
وتجدر الإشارة هنا إلى شخصية كان له أثر كبير في نفس وفكر الإمام السنوسي ، وهو الإمام العالم أحمد بن إدريس ، ذلك الصوفي الصالح الذي أخذ عنه الإمام السنوسي حيث جعل السيد أحمد بن إدريس السنوسي خليفته في طريقته ودعوته ، وكأنما تبلورت فكرة العمل من خلال الزاوية المتطورة ( الزاوية السنوسية ) بعد لقياه لهذا العالم .

رابعاً: مؤلفاته وآثاره:

لا شك أن عالماً كبيراً وداعية مجتهداً مثل السيد السنوسي بما توفر فيه من نظر ورأي سديدين كان يبدي آراءه وينشرها بين أتباعه ، ولذا فإنه كان مضطراً في بعض الأحايين إلى كتابه هذه الآراء والاجتهادات .

كما أن الباحث لا يستطيع الحكم على الآخرين إلا من خلال آثارهم وما نقل عنهم .

وللإمام السنوسي رحمه الله مؤلفات كثيرة في مجالات شتى ، حصرها الدكتور الدجاني على النحو التالي:

أولاً: المطبوع منها:

1- المسائل العشر المسماة: بغية المقاصد في خلاصة الراصد ، موضوعه عشر مسائل فقهية ، خالف فيها السنوسي مشهور مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى ، بين أدلة مأخذه في هذه المسائل ، مناقشاً ومحرراً لمشهور المذهب في هذه المسائل .

2- السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ، تكلم فيه عن سلسلة الطرق الصوفية الموجودة في وقته ، وبين طرق اتصالها إلى أصحابها .

3- إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن ، وهو في أصول الفقه ، بين فيه وجهة نظره في الاجتهاد .

4- المنهل الروي الرائق في أسانيد العلم وأصول الطرائق ، بين فيه أسنايد روايته للكتب الحديثية والفقهية ، كتبه استجابة لمن سأله بيان أسانيده في السنة .

5- الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية .

6- المسلسلات العشرة في الأحاديث النبوية .

7- رسالة مقدمة موطأ الإمام مالك رضي الله عنه ، مقدمة رائقة في بيان بعض تاريخ هذا الكتاب العظيم ، وذكر بعض شروحه ومنزلته من كتب السنة .

8- شفاء الصدر بأري المسائل العشر ، وهو مختصر بغية المراصد السابق ذكره .

ثانياً: المخطوط:

1- الشموس الشارقة في أسانيد شيوخنا المغاربة والمشارقة .

2- البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة .

3- الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية .

4- سوابغ الأيد بمرويات أبي زيد .

5- رسالة جامعة في أقوال السنن وأفعالها .

6- هداية الوسيلة في اتباع صاحب الوسيلة .

7- طواعن الأسنة في طاعني أهل السنة .

8- رسالة شاملة في مسألتي القبض والتقليد .

9- رسالة السلوك .

10- شذور الذهب في محض محقق النسب .

ثالثاً: ما ذكر اسمه ولم يعلم مكانه ، وهي كثيرة جداً تبلغ 23 رسالة وكتاب[9] .

ويكون مجموعها أكثر من أربع وأربعين مصنفاً ، في مختلف العلوم وإن كان الغالب فيها السنة والتصوف .

وفي هذه المؤلفات توجد ملاحظة مهمة ، هي التأصيل الشرعي المستمد من تراث الأمة في السير بالدعوة والحركة والفكر ، والله أعلم .

الأسس الفكرية للحركة السنوسية

بعد أن استعرضنا جزءاً من ترجمة الإمام السنوسي لا بد لنا من التطرق إلى الأسس والأصول الفكرية التي دعا إليها الإمام السنوسي وتلقاها أتباعه ودعوا إليها وساروا بها إلى الناس في حركتهم .

والحقيقة التي يلاحظها المتتبع لسير الحركة السنوسية أنها ( فكر وحركة ) ، و( تصور ومنهج) ، ( ومنهج وعمل ) ، وليست مجرد دعوة فكرية أو مذهب أيدلوجي فحسب .

يقول الأستاذ أحمد حلمي زادة أحد مؤرخي تاريخ الدولة العثمانية:

( الطريقة السنوسية هي عبارة عن جمعية مذهبية وطريقة صوفية وسياسية واجتماعية ، ولو أنها من الناحية السياسية ليس لها أغراض تمردية على الدولة )[10] .

وفي هذا إشارة إلى تكاملية الدعوة والحركة السنوسية ، فلم تقتصر على جانب دون جانب، وإن كانت تحكمها ظروف العصر ، فهي قد نشأت في ظل الدولة العثمانية التي كانت دولة الإسلام والخلافة .

وهذا يفسر لنا قول المؤرخ المذكور ( ليس لها أغراض تمردية على الدولة ) ، فذلك أنها لا تحارب دولة الخلافة ، وإنما ترفدها وتسندها ، على العكس مما كانت عليه بعض التيارات الأخرى كالحركة الوهابية مثلاً .

ويمكن إرجاع السبب في هذا الفهم إلى كون الإمام السنوسي من العلماء الكبار في علوم الشريعة ، فهو المحدث الأصولي الفقيه المجتهد ، وهو الصوفي المربي ، وهو أيضاً ذو اطلاع تاريخي وصاحب اطلاع على علوم عصره من الهندسة وغيرها كما مر معنا .

هذا كله مع السبب الأول والمهم الذي هو توفيق الله تعالى ، الذي رعى هذه الدعوة ، وإلا فلولا الله لم يكن ما كان .

وأستطيع أن أجمل الأسس الفكرية والتصورات التي سارت عليها الدعوة السنوسية فيما يلي:

أولاً: دعوة الناس كافة إلى الالتزام بأحكام الإسلام الظاهرة والباطنة ، وذلك أن المسلمين في تلك الحقبة كان قد انتشر فيه الجهل وقلة الالتزام ، فكان تعليم الناس أحكام الشريعة هدفاً أولياً ، حتى يحقق المسلم معنى إسلامه .

وفي ذلك يقول الإمام السنوسي في إحدى الرسائل التي بعثها إلى بعض رؤساء العشائر: " وثانياً فإنا ندعوكم بدعاية الإسلام من طاعة الله ورسوله ، قال تعالى في كتابه العزيز: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) ، وقال تعالى: (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) ، وقال تعالى: (( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً )) .

والطاعة هي امتثال أمر الله ورسوله من إقامة الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وأداء زكاة الأموال وحج بيت الله الحرام واجتناب ما نهى الله عنه من الكذب والغيبة والنميمة وأكل أموال الناس بالباطل وشرب الخمر وقتل النفس بغير حق وشهادة الزور وغير ذلك مما حرم الله ورسوله فبذلك تنالون الخير الأبدي والربح السرمدي الذي لا يعتريه خسران ولا يحوم حول حماه حرمان .

وقد طلب منا أناس من ذلك الطرق أن نبعث معهم بعض إخواننا يذكرون عباد الله ويعلموهم ما فرض الله ورسوله عليه ويهدوهم إلى سبيل الرشاد ، وعزمنا على ذلك لكون هذه الوظيفة هي التي أقامنا الله عليها: ننبه الغافل ونعلم الجاهل ونرشد الضال " [11] .

ويمكننا ملاحظة عالمية الدعوة عند الإمام السنوسي من حرصه على إنشاء زواياه في كل مكان قدر عليه ، فأول زاوية أنشأها كانت في الحجاز ، ثم في مصر وليبيا والجزائر والسودان الإفريقي ( تشاد ومالي ) .

وهذه سمة مهمة وخاصية تنبه لها الإمام بسبب حياته مع القرآن الدستور العالمي ، وملاحظته ضعف المسلمين في كل مكان من العالم الإسلامي .

ثانياً: من خصائص وأسس الدعوة السنوسية ما يمكن تسميته بـ ( سياسية عدم المواجهة مع الاتجاهات الإسلامية ) .

وهذا يتضح لنا جلياً من خلال عدة مواقف للإمام ، مثل موقفه من الحركة المهدية ودعوتها ، وحيث بعث إليه محمد أحمد المهدي صاحب الدعوة المهدية في السودان كتاباً فلم يرد عليه بنفي ولا إثبات ، حيث ادعى المهدية ، أي أنه صاحب الدعوة في السودان ادعى أنه المهدي المنتظر ، فلم يواجهه مع رفضه لفكره[12] .

وأيضاً عدم مواجهته الدعوة الوهابية ، مع أنها كانت ترى بطلان مبادئ الإمام السنوسي المتمثلة في التصوف والمعتقد السني الأشعري ‍!! ورغم ذلك فلم يؤثر عن الإمام السنوسي كلمات أو ردود على تلك الطائفة[13] .

استمع إلى الإمام السنوسي رحمه الله يقول في إحدى رسائله ، بعد أن سئل عن خلاف بعض الناس في عصمة الأنبياء ، فأرشدهم إلى مراجعة كتب أهل العلم من علماء المسلمين كالإيجي والشريف الجرجاني والرازي والآمدي وغيرهم ، ثم قال:

" إنكم تعلمون أن مادة الخصام ليس من دأبنا ، وقد علمتم أن شأننا هو امتثال قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من ترك الجدال وهو مبطل بنى الله له بيتاً في الجنة ، ومن تركه وهو محق بنى الله له بيتاً في وسطها ، ومن حسن خلقه بنى الله له بيتاً في أعلاها ) .

هذا وشأن أهل الله أن يكونوا أرضاً لمن سواهم ، يحملون من الأذى حملها وينتجون خيرها … وأما الخوض والجدال في الأمور الاعتقادية فهو الطامة الكبرى والداهية الغرى " [14] ؟! .

وهذا يعطي لنا ضوءاً نفسر به انتشار الدعوة في بلاد المغرب والحجاز وغيرها من أماكن الصراع الفكري .

ويجب التنبيه هنا إلى أن هذا المبدأ لا يعني تمييع القضايا كما قد يفهمه البعض ، بل هو مبدأ ينطلق من العلم الشرعي الصحيح ، واختيار الرأي الصحيح والترجيح ، ثم بعد ذلك لا نلتفت للخلاف ، فهنا الخلاف ليس معوقاً للحركة وإنما هو رصيد تختار منه ما تراه صواباً وحقاً ثم تتجاوزه ولا تقف عنده .

وأيضاً لا تقبل الدعوة البحث في الأمور العقائدية ، ذلك أن العقيدة أمر لا يسع الخلاف فيه، لأنها متقررة ثابتة متوارثة عبر أجيال المسلمين .

ثالثاً: من الأمور التي تميز هذه الدعوة عن غيرها من الدعوات في ذلك العصر هو رؤيتها الصحيحة للوضع السياسي ، ولذا نراها لا تواجه الخلافة العثمانية ، وتعتقد صحتها ، وإن كان هناك بعض الملاحظات من أهمها الضعف الديني وعدم استيفاء بعض الشروط كشرطية القرشية في الخليفة ، ولم توجه حربتها إلى صدر الخلافة .

هذا في حين نجد أن الدعوة الوهابية قد حملت السلاح في وجه دولة الخلافة ، والحركة المهدية لم تعتبر ولم تقم للخلافة وزناً .

وهذا يفسر لنا سبب رضا الدولة العثمانية للحركة السنوسية ، فقد أصدرت الدولة العثمانية مراسيم تبين فيها رضاها عن الحركة وتقر فيها أوقاف الحركة وزواياها وتوصي بدعمها [15] .

يقول د. الدجاني: " وفي رأينا أن ابن السنوسي مع إيمانه بأحقية القرشي بالخلافة لم ير إثارة موضوع الخلافة ، لأنه رأى أن من غير المناسب وليس من مصلحة المسلمين إثارة هذا الخلاف حول الخلافة ، ولذلك ركز تفكيره على جوانب الإصلاح الأخرى "[16] .

وفي المقابل نرى الإمام السنوسي يعد ويستعد للمواجهة مع الدول الغربية التي احتلت الجزائر في تلك الفترة ، فوجه اهتمامه إليها .

فلا شك أنه قد تأثر بهذا الحدث في العالم الإسلامي ، فلم يستطع السكوت فيما بعد ، فكان يدعو الناس إلى الجهاد في سبيل الله ضد النصارى والكفار ، وهذا أمر شعر به الفرنسيون وتنبهوا له ، فيقول الرحالة الفرنسي وفرير في ذلك:

" إن السنوسية هي المسؤولة عن جميع أعمال المقاومة التي قامت ضد فرنا في الجزائر " ، إلى أن يقول:

" إن الحقيقة التي يجب أن لا نغفل عنها أو نتغافلها هي أن الطريقة السنوسية أخطر أعداء نفوذنا – أي الفرنسيين – في شمالي أفريقيا وفي السنغال ، وأنها العقبة الكأداء في سبيل توسعنا السياسي والاقتصادي داخل إفريقيا " .

وهذا جعل الحكومة الفرنسية تومي إلى الدولة العثمانية بأن الحركة السنوسية تدعو إلى إضعاف الدولة العثمانية مما أثار شكوك الدولة العثمانية ، لكن تبين من خلال من أرسلته إليهم كذب الحكومة الفرنسية فلم تعبأ بها [17] .

وفي هذا إشارات ودلائل للمسلم المعاصر أن لا يغفل عن عدوه الحقيقي ، وأن يكون ذا نظر ثاقب للأمور ، يحلل بميزان الإسلام الطرق والوسائل التي يتعامل بها مع الآخرين .

وكم جر على الحركات الإسلامية من مآسي جهلها بعدوها الحقيقي والفعلي !! فتراها تهاجم في غير عدو وتقاتل في غير مقتل [18] !!

فليست الحركة السنوسية إذاً مجرد حركة صوفية خرافية !! كما يقول بعض السذج ، وإنما هي تربية وجهاد وعلم وعمل ومصحف وسيف وفكر وحركة .

رابعاً: ومن آراء السيد محمد بن علي السنوسي البارزة هي دعوته إلى العمل بالكتاب والسنة في المجال الفقهي ، ورفضه للتقليد الذي أوجبه المتأخرون وحملوا الناس عليه وأغلقوا باب الاجتهاد !!

وهذا لا يعني رفض الاجتهادات التي جاء بها الأئمة الأربعة واستقر عليها عمل الأمة قروناً ودهوراً ، وإنما هو نظر واستدلال والوقوف مع الدليل واتباعه إذا تبين لنا مخالفته للمذهب .

ومع هذا فقد كان الإمام السنوسي يفتي بمذهب الإمام مالك مع ادعائه الاجتهاد [19] ، وذلك لأن المسلمين في بلاد المغرب الإسلامي ( من ليبيا إلى الأندلس المسلوب أعاده الله دار إسلام ) كلها تدين الله سبحانه بعقيدة الأشعري وفقه الإمام مالك رحمهم الله تعالى .

فهو يرفض القول بإقفال باب الاجتهاد ، ولكن لا يعني هذا أنه يولج بلا شروط ولا ضوابط – كما نرى بعض الناس يفعل .

وإنما هو يدعو من استكمل آلة البحث والنظر إلى إبداء الرأي وعدم الوقوف على أقوال السابقين .

وهذا الرأي طرحه الإمام السنوسي بشكل واضح في كتابه المسمى بـ ( إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن ) .

وقد طبق الإمام رأيه هذا في كتابه: بغية المقاصد في خلاصة المراصد ، حيث ذكر فيه المسائل التي خالف فيها مذهب المالكية .

وفي الحقيقة ليس من ضير على من بلغ رتبة النظر والرأي أن يجتهد في المسائل الفقهية ، وإنما الضير والحرج والخطأ في تسوُّر بعض من لا يفهم من الذين لم يبلغوا رتبة من العلم هذا الباب ، ورفضهم آراء من سبق من العلماء !!

وقد ظن بعض الباحثين بأن هذه الفكرة تسربت إلى الإمام السنوسي جراء تأثره بالدعوة الوهابية ، وهذا ليس لازماً ، فإن من علماء المغرب من كان يدعو إلى هذا المنهج الفقهي ، مثل الإمام محمد بن ناصر الدين الدرعي الذي وصف بأنه مجدد المغرب وأنه أحيا السنة بالمغرب .

وهذه الدعوة من الإمام السنوسي كان لها أثر إيجابي في سيره العلمي ، فقام بإقراء كتب الحديث الشريف فأحيا علوم الإسناد ، كما ترى في مصنفاته ذلك ، وألف مقدمة لدارسي موطأ الإمام مالك ، وهذا أمر يحمد عليه رضي الله عنه .

خامساً: ومن الخصائص التي امتازت بها الحركة السنوسية هي الربانية المتمثلة في الطريقة الصوفية السائرة على منهج الكتاب والسنة .

حيث تحتل الصوفية النقية محلاً من فكر الإمام السنوسي والدعوة السنوسية ، فالإمام السنوسي هو أحد المتحققين في هذا الباب ، وله فيه عدة مصنفات ، من أهمها ( السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ) .

فالطريقة الصوفية هي وسيلة للترقي بالنفس وتهذيبها ومعالجتها من شهواتها الفاسدة ، وتطويعها لله سبحانه .

يقول السيد السنوسي في إحدى رسائله:

" وبعد ، أخي فالمطلوب منا جميعاً إقامة ما خلقنا لأجله من العكوف على التزام محققات العبودية واجتناب دواهي منازعات الربوبية ، بتعمير ظواهرنا بالأدب على متابعة أفعال وأقوال عبده وصفيه الأنور صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وذلك بتعمير بواطننا بمراقبته تعالى في جميع حركاتنا وسكناتنا بحيث لا نفعل ولا نقول إلا ما نعلم أنه يرضى عنه ، وندع كل ما سواه ، ونخلص ذينك من شوائب الأكدار وملاحظات الأغيار بحيث يكون نصب العين في كل مشهد بكل ما يرى ويشهد " [20] .

ثم يبين طريقة ذلك قائلاً:

" ولا سبيل إلى ذلك السبيل إلا بالدخول من باب العلم الشرعي من حديث وتفسير وفقه على الأوجه الأكمل الذي كان عليه السلف وورثه عنهم الخلف ، وهي طريقة الكمل من البرهان والعيان ، وهي أفضل الطريقتين وأكمل المنزلتين .

وبالدخول من باب المجاهدة وارتكاب مشاق المكابدة بمخالفة النفوس وإذاقة البؤس وملازمة الأذكار آناء الليل وأطراف النهار حتى تنقدح الأنوار في قلب الذاكر فيستنير به الباطن والظاهر ، من باب أن النور إذا دخل القلب انشرح وانفسح ، قيل: وهل لذلك علامة يا رسول الله ؟ قال: التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد إلى الموت قبل نزول الفوت .

فيستفيد العلوم منه به إليه ، ويستغني عن العالم في كل ما يؤول أمره إليه من باب (( اتقوا الله ويعلمكم الله )) ، وما اتخذ الله ولياً جاهلاً إلا علمه ، وليس العلم بكثرة الرواية ، إنما هو نور يضعه الله في قلب من شاء " [21] .

ويقول في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين:

" ولنذكر وجهاً مختصراً في تدريج المريد في مراتب السلوك فنقول بعون الله وتوفيقه:

يتعين عليه بعد تصحيح عقيدته بميزان اعتدال أهل السنة والجماعة كثر الله سوادهم وأدام إمدادهم أن لا يقدم على فعل شيء حتى يعلم حكم الله فيه ، فيتعلم ما يحتاج إليه من المسائل الفقهية المتعلقة بظاهر البدن على مذهب من المذاهب الأربعة ، ثم يتوجه إلى تزكية النفس وتهذيب الأخلاق وتصفية القلب وتنقية السر ، لأن ذلك من المهمات المطلوبة شرعاً .

ومن أسباب حصولها: طيب المطعم ، فإن من أكل حراماً فعله في ظاهره أو باطنه لا محالة .

ومن أسباب سماع أحاديث الترغيب والترهيب وحكايات الشيوخ في مجاهداتهم وشريف معاملاتهم ، فإنها جند من جنود الله كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: (( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )) …" [22] .

ولذا نجد الإمام السنوسي ينكر على من يخالف الكتاب والسنة من الصوفية ، من ذلك أنه أثناء مرضه بالحمى في سيوة سمع صيحة عند الغروب ، فقال: ما هذا الحس ؟ فقيل له: هؤلاء درقاوية ، فقال لهم: يحرفون لفظ الجلالة ، يقولون: لا إلاها إيلاء الله ، يمدون الهاء من إله ويولدون ياءين همزة الأولى ويأتون همزة الاستفهام قبل الجلالة !! ثم قال لهم: سيدي العربي الدرقاوي عند قرب وفاته جمع تلامذته وقال لهم: ما وافق الكتاب والسنة من طريقتنا هذه فخذوه ، وما خالفها فاتركوه ، ما كانت أفعله في حالة الجذب لا تفعلوه … ثم قال: لأي شيء نأمرك بقراءة النحو ؟! لإصلاح ألسنتكم لكتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم[23] .

وهذا يؤيد ما قاله السيد أحمد الشريف أن مبنى هذه الطريقة على متابعة السنة في الأقوال والأفعال والأحوال والاشتغال بالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عموم الأوقات [24].

وكان السيد السنوسي يأمر سالكي سبيل هذه الطريقة بقراءة صحيح البخاري والموطأ وبلوغ المرام في الحديث ورسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه والرسائل السبع في التصوف[25] .

فمن هذا يتبين لنا أن طريقة السيد السنوسي ليست كغيرها ، فهي صوفية ، ولكنها صوفية من نوع آخر .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أوراد السادة السنوسية هي أوراد سنية ، وبعضها متلقى عن بعض الأولياء ، وليس في ذلك حرج كما ذكر ذلك الإمام زروق في قواعد التصوف والإمام الغزالي في الإحياء [26] .

وأضيف هنا ملاحظة هامة هي أن السيد السنوسي كان قد اختار لأتباعه أشياء تميزهم عن غيرهم ، فأول هذه الأشياء كونهم علماء باحثين ، وثانيها رقة قلوبهم وتصفية نفوسهم ، وأطلق عليهم تسمية خاصة بهم هي: الإخوان السنوسيين ، اسمتداداً من قوله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) .

قال الأستاذ محمد الطيب الأشهب:

" اختار الإمام السيد محمد بن علي السنوسي لأتباعه في كل قطر تسمية كانت غاية في السمو الذي يربط بين مجموعة الاتباع روحاً ومعنى وهي الإخوان ، وكان من بينهم المراكشي والجزائري والتونسي والليبي والمصري والسوداني والحجازي واليمني والحبشي والهندي والتركي والشامي إلى غير ذلك من مختلف الأجناس واللغات" [27] .

وفي هذا ما فيه من إعلان التميز والوحدة ، التميز عن العامة من الناس ، والوحدة الدينية بين المسلمين أتباع الدين ، والله أعلم .

الإطار التنظيمي في الحركة السنوسية

"..ولكن الخطر المحتمل يأتي من أن الدعوة في أعوام غياب التخطيط قد تتحول إلى مجرد حركة مثقفين مدنية تهمل العامل والفلاح ، فتنصب العناية على المدارس والجامعات وطوائف الخريجين ، لما لهم من استعداد للمباحث الفكرية ، ولا يكون ثمة نزول لمستوى العامل والفلاح ورعاية مشاكلهم وتبني حلولها …"[28]

فإن من الخطأ الجسيم أن توجد الفكرة ولكن لا تطبق ، أو يوجد المبدأ ولكن لا يوجد من يعمل به .

والإطار التنظيمي الذي طرحه الإمام السنوسي يمثل القمة في تكتيك العمل في تلك المرحلة من تاريخ الأمة ، فاق فيه الحركات التي ظهرت في وقته ، ولكنها لم تتخذ الوسيلة الصحيحة للعمل .

فالزاوية السنوسية كانت إطاراً عملياً لنشر الدعوة بين المسلمين في زمن لم يعرف المسلمون فيه بعد ما يسمى بعلوم الإدارة الحديثة والتخطيط وغير ذلك .

يقول د. الدجاني:

"لكي يحقق ابن السنوسي هدفه أوجد نظامه الذي اشتهر باسمه وأشرف بنفسه على سير العمل فيه ، وهكذا فإنه قرن فكرته بالتطبيق العملي ، وجمع بين كونه العقل المفكر للحركة واليد التي تنفذ ما يخططه العقل ، وقد ساعد هذا الجمع على إنجاح الحركة حيث خلصها من متاعب ازدواج القيادتين الفكرية والعملية التي نراها في كثير من الحركات الأخرى " [29] .

وهذا هو معنى القدوة الصالحة في الإسلام ، فلا انفصال بين العلم والعمل (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً )) .

( وباطلٌ ظنُّ من يتوهم عدم وجوب شرط القدوة لمن يشتغل في مراكز الدعوة التي ليس فيها توجيه تربوي مباشر ، فالبعض يفصل بين المربين من الدعاة وغيرهم ممن ينفذون الأعمال التي يتطلبها شمول الدعوة ، لكن تحليل الظاهرة التربوية ينفي ذلك ، فإنهم جزء مرئي من هذه الدعوة ، يقلده الجدد والأنصار ، ولسان ناطق يسمعه هؤلاء فيتأثرون به ، ولذلك لم يفهم السلف فصل وظيفة رجل الدولة الإسلامية عن التعليم والتربية ، وكانوا يرون أنه رجل تربية أيضاً )[30] .

نظام الزاوية السنوسية

لا بد من الإشارة أولاً إلى أن فكرة الزوايا كانت موجودة في العالم الإسلامي قبل ظهور الحركة السنوسية ، حيث كانت الزاوية هي المكان الذي يتجمع فيها الصوفية ، ويجلسون فيها يتلون أورادهم وصلواتهم الخاصة بهم ، ولم تكن وظيفة الزاوية إلا كمركز للذكر فقط ، ولم تتطور لتؤدي دوراً آخر إلا في عهد الإمام السنوسي .

فأخذ الإمام السنوسي هذا النظام وجعله منطلقاً للحركة ، فأضفى عليها الصبغة العلمية .

يقول الإمام السنوسي في إحدى رسائله:

" والزاوية في الحقيقة إنما هي بيت من بيوت الله ومسجد من مساجده ، والزاوية إذا حلت بمحل نزلت فيه الرحمة وتعمر بها البلاد ويحصل بها النفع لأهل الحاضرة والباد ، ولأنها ما أسست إلا لقراءة القرآن ولنشر شريعة أفضل ولد عدنان " [31] .

فمن خلال هذا النص ندرك أن الزاوية تجمع إلى الذكر والترقي بالنفس وتطهيرها دراسة علوم الشريعة ونشرها .

وأيضاً هي محل عمران ينتفع به الناس ، فتحل مشاكل الناس والنزاعات التي كانت تقوم بين مختلف القبائل والعشائر .

وأنقل هنا صورة مصغرة عن اللوائح التي تنظم الزاوية السنوسية كما ذكرها صاحب كتاب السنوسي الكبير:

[ (1) وتبنى الزاوية على قطعة مختارة من الأرض بالاتفاق مع القبيلة أو القبائل صاحبة الشأن، وعادة تكون على ربوة عالية تشرف على ما حولها ويتوخى فيها المناخ الصحي .

ويمثل السلطة الروحية العليا في هذا الاتفاق شيخ الزاوية المقرر إنشاؤها أو وكيلاً عن السلطة الروحية ريثما يتم تعيين الشيخ ، وتعتبر قطعة الأرض التي بنيت فوقهما الزاوية والمساحة المتفق عليها من جهاتها الأربعة وقفاً ] .

وفي هذا ضمان اقتصادي للزاوية ، فلا يستطيع أحد أخذها ، ويسري عليها حكم الأبدية بإذن الله سبحانه .

[ (2) تقوم القبيلة أو القبائل صاحبة الشأن بتكاليف بناء المسجد والمدرسة وبيت الشيخ .

(3) الحرم المتفق على تخطيطه حول الزاوية يكون حرماً آمناً لمن دخله واستجار به ، ولا يجوز أن يطلق داخله الرصاص أو يشهر السلاح ، وكذلك المشاجرة وإعلاء الصوت بالغناء مثلاً أو الخصام ، كما يمنع فيه رعاية الحيوانات .

(4) يقوم أفراد القبيلة بتقديم عمل يوم واحد خدمة للزاوية أثناء بناءها وفي موسم الحرث والحصاد .

(5) يتألف كساء شيخ الزاوية سنوياً من عشر بدل ، وتتكون البدلة من قميص وسروال وغطاء رأس وحذاء ، شريطة أن لا يكون منها حرير أو جوخ ، وكذلك حرامين صيفي ومثلهما شتوي وبرنس .

(6) لشيخ الزاوية الحق في تعيين معلم الصبيان والمنادي للصلاة ( المؤذن ) وعدد من الخدم والعمال حسب مقتضيات الضرورة ، وتكون نفقاتهم وأجورهم من موارد الزاوية .

(7) من واجبات شيخ الزاوية إحضار الطعام الكافئ لعشرة أشخاص يومياً في موعدي الغذاء والعشاء ، وذلك باسم الضيوف المتمل مجيؤهم للزاوية ، فإن نقص هذا العدد فعلى شيخ الزاوية أن يكمل العدد من الفقراء ومجاوري الزاوية ، وإذا تجاوز الضيوف هذا العدد فعليه إحضار ما يكفي في وقته ، ولا يتجاوز الطعام نوعاً واحداً إلا في الحالات الخاصة .

(8) إذا تجاوز عدد الضيوف خمسة أشخاص ورأى الشيخ أن ينحر لهم فله ذلك .

(9) لشيخ الزاوية الحق في أن يختص بالعشر من محصولات الزاوية وذلك للإنفاق منها في حالاته الخاصة وفيما يترتب عليه لأقاربه الذين لا حق لهم من موارد الزاوية .

(10) على الشيخ أن يحتفظ بما يكفي لنفقاتها سنوياً من مجموع الواردات وإرسال الباقي منها إلى المركز الرئيسي .

(11) لا حق لشيخ الزاوية أن يضيف أقاربه على حساب الزاوية ، وتفادياً لضيق ذات يده فقد منح عشر الوارادت كما ذكرنا ، ويسمح له بامتلاك المواشي وتعاطي الزراعة لحسابه الخاص ، كي يواجه بذلك نفقاته الخاصة التي لا حق له في أخذها من أموال الزاوية ، وله الحق في أن ينحر لنفسه وزوجته الأولى وأولاده منها شاتين أسبوعياً .

(12) للعمال وخدم الزاوية الحق في أكل اللحم كل يوم جمعة من الأسبوع .

(13) لكل زاوية حدود تفصل بينها وبين الزاوية المتاخمة لها ، ولا يجوز لشيخ الزاوية أن يتعدى هذه الحدود .

(14) على شيوخ الزوايا أن يجتمعوا سنوياً ، كلهم أو بعضهم ، إذا ما رأوا وجوب ذلك .

وعليهم أن يتشاوروا في تحديد موعد الاجتماع ومكانه إن لم يكن أحد شيوخ الزوايا هو الداعي لعقد الاجتماع .

(15) إذا التجأ شخص أو أشخاص إلى إحدى الزوايا لسبب ما فعلى الزاوية والحالة هذه حمايته والسعي لإزالة السبب الذي دفعه للالتجاء بموجب نصوص الشريعة أو ما يتفق عليه من العرف والتقاليد المتبعة .

(16)تتكون موارد الزاوية من الزراعة وتنمية المواشي والهبات الخيرية والزكاة الشرعية ] [32] .

هذا ويقدم شيخ الزاوية في نهاية كل سنة تقريراً مفصلاً إلى السلطات العليا عن جميع أعماله ومقترحاته وما قام أو ينوي القيام به .

كما يقوم شيخ الزاوية من فترة لأخرى بزيارة المركز الرئيسي .

فتلاحظ في هذا النظام المحكم أن الحركة من خلاله وعن طريقه كانت منظمة ، ولم تكن عشوائية غوغائية ‍‍!!

وقد كان الإمام السنوسي حريصاً على فتح المراكز ( الزوايا السنوسية ) في كل مكان تحل فيه ، لما فيها من تحقيق للهدف الإسلامي .

ومن خلال النص السابق نستطيع أن نتفهم حقيقة الزاوية وأنها مركز دعوي قائم بذاته ، له موارده المالية المتمثلة في الحصاد الزراعي والتجارة وغير ذلك ، وله قيادة علمية هي شيخ الزاوية المعين من قبل الإمام ، وله ترتيب معين وطريقة في الاتصال بالمسؤول الأعلى ، وهكذا ..

وقد أفادت الحركة السنوسية من الزوايا التي أنشأتها ، حيث جعلت منها بعد ذلك مركزاً للجهاد ضد الاحتلال الذي قام به العدو الكافر ، سواء الإيطالي أو الفرنسي أو غيره ، فكانت مواجهة العدو الإيطالي مثلاً تبدأ من الزاوية .

وهناك ملاحظة هامة وهي التميز في الموقع الذي تختار فيه الزاوية للبناء عليه ، يقول الدكتور الدجاني في ذلك:

"ويتميز موقع الزاوية بدقة الاختيار ، فهي تبنى في غالب الأحيان على ربوة عالية مشرفة على ما حولها ، ويتوخى في اختيار الموقع المناخ الصحي والفوائد الاقتصادية والمركز الاستراتيجي " [33] .

وإذا استعرضنا وصف زاوية الجغبوب لوجدناها تحمل المواصفات المذكورة وزيادة [34] .

خاتمة

معوقات سير الحركة

لا شك أن لكل دعوة في الدنيا عقبات وصعاب تواجها ، فإما أن تصمد أمامها وتسيرها ، أو أنها تستسلم وتسقط أمام هذه العقبة ، وهذه سنة الله تعالى التي لا تتغير ولا تتبدل في هذه الدنيا (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )) .

والحركة السنوسية استمرت بعد وفاة الإمام السنوسي وخلفه السيد محمد المهدي وقام بأعباء الحركة .

إلا أن الواقع العالمي والأحداث الدولية قد تغيرت ، وأهم هذه الأحداث هي سقوط الخلافة العثمانية ، الذي كان فاجعة للمسلمين ولا يزال إلى يومنا هذا .

كما أن الاستعمار الأوروبي الصليبي كان قد مد جذوره في العالم الإسلامي .

وحدث آخر هو ظهور التقدم المدني في أوروبا أو ما يسمى بالثورة الصناعية الكبرى .

واستطاعت الحركة السنوسية أن تقوم بالجهاد على المدى الطويل مع الاحتلال الإيطالي في ليبيا والفرنسي في الجزائر والإسباني في بلاد المغرب .

إلا أن فكر الحركة لم يستطع أن يواكب حدث سقوط الخلافة ، الذي يوجب ظهور معان أخرى وأهداف مختلفة للحركة .

ولكن كان الأمر أكبر من هذه الحركة ، فرجالاتها الكبار قد استشهد أغلبهم مما أوجد فراغاً في القيادة .

وأثرت بعض المفاهيم غير الصحيحة على عوام الناس ، مثل أن السيد السنوسي لم يمت لأنه المهدي المنتظر !! وأنه لا يسعنا إلا انتظاره !!

وبعد ذهاب الاستعمار العسكري فرخ وراءه استعماراً فكرياً بسبب انبهار المسلمين في تلك الحقبة بالغرب ، سواء مدنياً أو عسكرياً أو غير ذلك ، مما أوجد انحرافاً من داخل جسم الأمة ، عجزت معه الحركة السنوسية الضخمة عن المواجهة .

وانحصر عمل السنوسية على الجانب الديني فقط ، فبنيت الجامعة الإسلامية بالبيضاء ( إحدى مدن برقة ) ، ولكن كانت مؤامرة قد حيكت بليل لإيجاد الفكر الاشتراكي القومي الناتج من الفكر الشيوعي الشرقي سابقاً ، وجعله البديل في المنطقة ، وكانت الثورة الليبية الضربة القاضية على مسيرة الحركة السنوسية ، بما لا تسع هذه الورقات لتفصيله .

وهذا آخر هذه الورقة المتواضعة .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

قائمة المصادر المشار إليها في البحث

إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن ، تأليف: الإمام محمد بن علي السنوسي ، ط دار القلم 1986م .
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
الحركة السنوسية ، تأليف: د. أحمد صدقي الدجاني ( رسالة ماجستير ) ، الطبعةالثانية 1988م بدون دار نشر .

السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ، تأليف: الإمام محمد بن علي السنوسي ، ط المملكة الليبية .

السنوسي الكبير ، تأليف: محمد الطيب بن إدريس الأشهب ، الطبعة الأولى بدون تاريخ ، القاهرة .

مجموعة أحزاب وأوراد طريقة السادة السنوسية ، طبع على نفقة السيد عبد الله عابد السنوسي ، 1969م

مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا ، ط دار الطباعة والنشر والتوزيع الإسلامي ، القاهرة 1992م .

مقدمة موطأ الإمام مالك ، تأليف: الإمام محمد بن علي السنوسي ، الطبعة الأولى 1968م المملكة الليبية .

المسار ، لمحمد أحمد الراشد ، دار المنطلق ، الإمارات ، 1989 م ، الطبعة الثانية .
المنطلق ، لمحمد أحمد الراشد ، ط دار الرسالة ، 1991م الخامسة عشرة .

مشكوووووووووووووور وما قصرت

مشكور اخوي وجزاك الله كل خير ان شاء الله

السسلام عليكم
يزاك الله خير
ما قصرت
موفق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

بارك الله في جهودك,,

ويعطيك الف عافية,,

الف شكر لك ع المجهود
بـــارك الله فــيك
والله يعطيك الصحه والعافية ان شاء الله

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن معركة نيقوبولس للصف التاسع

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد ،
موضوع تقريري لمادة التاريخ بعنوان "معركة نيقوبولس" و كان سبب اختياري لهذا الموضوع هو ما رأيته من قوة هذه المعركه و ما نشرت من الاسلام في المدينة شمال بلغاريا التي وصلت عدد مسلميها 2 مليون ، و سأتناول في تقرير كيفية حدوثها ونتائجه واسبابها وكانت اهم المصدر التي جمعت منه معلوماتي كتابي التاريخ.
و أتمنى أن أكون قد وفقت في اختياري لهذا التقرير ..

كان سقوط بلغاريا وقبول مانويل للشروط القاسية من السلطان العثماني بايزيد ، بمثابة جرس الإنذار القوى لكل الأوروبيين خاصة ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فاتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبى جديد لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة، وبالفعل جاء الحلف ضخماً يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات مثل: ألمانيا، فرنسا، انجلترا، إسكتلندا، سويسرا وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. تحركت الحملة الصليبية الجرارة سنة 800 هجرية، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكراً، ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغروراً أحمقاً لايستمع لنصيحة أحد من باقى قواد الحملة، وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال، فسيجسموند يؤثر الإنتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقى القواد يرون المبادرة بالهجوم، وبالفعل لم يستمعوا لرأى سيجسموند وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبولس في شمال البلقان.
لم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان ظهوره كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين فوقعت عليهم هزيمة مدوية حتى أن سيجسموند الذى وقف قبل المعركة يقول في تيه وغرور "لو انقضت علينا السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا" يهرب مثل الفأر المذعور ويلقى بنفسه في مركب صغير ويترك خلفه حملته الفاشلة تذوق ويلات هزيمة مروعة.
أسفرت معركة نيكوبولي عن نصر عظيم للمسلمين كان له أعظم الأثر في العالم الإسلامى بأسره، ووقعت بشارة الفتح في كل مكان مسلم، وأرسل بايزيد إلى كبار حكام العالم الإسلامى يبشرهم بالفتح وبالعديد من أسرى النصارى كهدايا وسبايا لهؤلاء الحكام باعتبارهم دليلاً مادياً على روعة النصر، وأرسل بايزيد إلى الخليفة العباسى بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب سلطان الروم الذى اتخذه بايزيد دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة.
وانتقل إلى الأناضول عام 793 هـ، فضم إمارة "منتشا" وإمارة "آيدين" وإمارة "صاروخان" دون قتال. تنازل له أمير دولة القرمان عن جزء من أملاكه كى يبقى له الجزء الباقى كما فتح مدينة الأشهر وهى آخر مدينة كانت باقية للروم في غرب بلاد الأناضول. حاصر القسطنطينية عام 794 هـ وتركها محاصرة واتجه بجيش إلى الأفلاق (جنوب رومانيا) وعقد معاهدة مع حاكمها تقضى بسيادة العثمانيين وبدفع جزية سنوية إلى السلطان. تمرد عليه أمير دولة القرمان علاء الدين فواجهه وهزمه وأخذه وولديه أسرى.
تعد معركة نيقوبولس من اشهر انتصارت(( بايزيد بن مراد))وتعد من اهم المعارك التي دونها التاريخ
حيث انتصرت الدوله العثمانيه على التحالف الاوربي الصليبي الذي هزم هزيمه قاسيه التي لم ينج جيوش الاوربين الا القليل وكانت من اقوى المعارك التي شهدتها الدوله العثمانيه حيث لقب قائد العثمانين بالصاعقه ومن
اهم نتائج هذه المعركه انتشار الاسلامي شمالي بلغاريا….
مدونة تعلم في رآس الخيمه
معهد الإمارات التعليمي
فارس الإمارات
شبكة التعليم في في الإمارات
مدونة الشارقة التعليمية
شبكة مدارس الإماراتً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تسلمين عالمجهود..

موفقة يارب

وعليكم السسلام ورحمه الله وبركاته
الله يسلمج
اششكرج ع مرورج الرائع

يسلمووووووووو
يزااااااااج الله الف خير

تحياتي لج و تقبلي مروري

هع ..هع يعطيج العافيه

الله يسسلمج
اششكرج ع مرورج

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

حل درس :الجمهورية العراقية الصف التاسع للصف التاسع

السلام عليكم ..

شلونكم ؟؟ شكو ماكو ؟

عندي حل درس الجمهورية العراقية ..

صـ 111

ما أول مدينة عراقية احتلتها بريطانيا عام 1914 م ؟
– البصرة

سم المعركة التي استسلمت فيها القوات البريطانية للقوات التركية ؟
– تل الجماجم

استخلص من الخريطة حقيقة تاريخية مناسبة ؟
– هزيمة القوات البريطانية في معركة تل الجماجم

صـ 113

بم تفسر استمرار الحرب العراقية الايرانية لمدة ثماني سنوات ؟
– عملت القوى المعادية للأمة العربية و الاسلامية على ابقائها مشتعلة بهدف اضعاف البلدين عسكريا و اقتصاديا

ماذا تتمنى للعراق في الوقت الحاضر ؟
– الامن
– الاستقرار
– التعاون بين المدن و التقدم و التطور

وبس .. تحيااتي لكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تسسلمين عالحل..

بارك الله فيج

ويبارك فيج أختي …

مشــكوورة على المــرور العطر

تدللون عيوني ..

تحــيآــتي ألجْ وردهْ 🙂

مشكوووووووووووووووووووووورة وما قصرتي يا فيافي العراق

تسلميين حبووبة ع الحل
و لا تحرمينا يدييدج
أختجج مهـاا

هلآ والله

نورتـــو حبايب

مشكوووره اختي فيافي ع الحل ..

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن الاستعمار الفرنسي للجزائر تاسع الفصل الأول تاريخ للصف التاسع

هلًـآ وغ ـلاً

الاستعمارً الفرنسيـ للجزآئر ( مجهودً شحصيـً )

الجزائر قبيل الاستعمار

كانت الجزائر قبل الاستعمار سيدة البحر الابيض المتوسط فقد كان لها أسطول ضخم يخاف منه كل أعدائها، وقد تحطم هذا الاسطول في معركة نافرين قرب اليونان عام 1827.
الاحتلال الفرنسي للجزائر
استعملت فرنسا ذريعة المروحية لكي تكون سببا لاحتلالها للجزائر إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت هاجمت الجزائر من ميناء طولون وبلغ عدد الجنود الذين ضمتهم الحملة (37600 جندي). وصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في (14 يونيو 1830م الموافق لـ 23 ذي الحجة 1245 هـ). بعد الاحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالي. وتبعت عدة أساليب لقمع المجاهدين إلا أنها لم تفلح في ذلك لصلابة هذا الشعب

فرنسا و الثورات الشعبية
راجع المقال الرئيسي:الثورات الشعبية

لم تحتل فرنسا الجزائر بسهولة بل كانت هناك ثورات شعبية عديدة في كل اقليم وقفت في وجهها وقد عرقلت تقدم الإحتلال منذ دخوله.

جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر
الإبادة الجماعية
التهجير
التعذيب

اغتصبو جميلة بوحيرد

فرض الضرائب الجائرة
التعدي على حرمة المقابر و المساجد
التعدي على الهوية [1].
كانت الألقاب الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي ثلاثية التركيب (الابن والأب والجد)، وفي حالات أخرى خماسية التركيب، بحيث تضاف لها المهنة والمنطقة.

أصدرت الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 23 مارس 1882 قانون الحالة المدنية أو قانون الألقاب الذي ينص على استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب. وسبق صدور هذا القانون محاولات متواصلة لطمس الهوية الجزائرية، أهم ملامحها إجبار الأهالي -وهو التعبير الشائع لتوصيف الجزائريين-على تسجيل المواليد الجدد وعقود الزواج لدى مصلحة الحالة المدنية الفرنسية، بعدما كانوا يقصدون القاضي الشرعي أو شيخ الجماعة.

و الغاية من استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب هو تفكيك نظام القبيلة لتسهيل الاستيلاء على الأراضي، وإبراز الفرد كعنصر معزول، وتغيير أساس الملكية إلى الأساس الفردي بدلا من أساس القبيلة، و طمس الهوية العربية والإسلامية من خلال تغيير الأسماء ذات الدلالة الدينية وتعويضها بهوية هجينة، وإحلال الفرد في المعاملات الإدارية والوثائق مكان الجماعة، وأخيرا تطبيق النمط الفرنسي الذي يخاطب الشخص بلقبه وليس باسمه.

و بموجب هذا القانون لم تكتف السلطات الاستعمارية بتغيير أسماء وألقاب الجزائريين بصفة عشوائية بل عوضت العديد منها بأسماء مشينة و نابية و بعضها نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات و لأدوات الطهي. و لم يكن هناك أي منطق في إطلاق الألقاب على الأشخاص، وكل ما هنالك هو رغبة في تحطيم معنويات الجزائريين، من خلال منح الفرصة لترديد أسمائهم مشينة طول الوقت وعلى مرّ الأزمان. و ما يزال الأبناء والأحفاد يتوارثون هذه الأسماء منذ عام 1882 و هي أسماء لم يختاروها هم ولا آباؤهم، وإنما أجبروا على حملها حتى اليوم.

و من الأمثلة الحية على الألقاب المشينة التي تحملها عائلات جزائرية اليوم ويتم تداولها في كل المحررات والوثائق الرسمية لقب "حمار"، ولقب "بوذيل"، ولقب "خاين النار"، ولقب "مجنون"، ولقب "بومعزة"، ولقب "كنّاس" ولقب "بومنجل".

كما يذكر التاريخ قصة الجزائري "الحاج البخاري بن أحمد بن غانم" وله أربعة أولاد: محمد وعبد القادر وأحمد والحبيب، فقد خسر هذا الشخص أرضه بعد رحيله إلى سوريا، وبعدما قامت الإدارة بتغيير ألقاب أولاده حيث أصبحوا "محمد عسّال، وعبد القادر بووشمة، وأحمد البحري، والحبيب ندّاه.

الإعتداء على الحقوق اللغوية
موقف الشعب الجزائري
لم يتجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء، لا سيما في المناطق التي عرفت ضغطا فرنسيا مكثفًا لتحويل اتجاهها الوطني، فلم يكن للإعانات ولا المساعدات التي تقدمها الإرساليات التبشيرية ولا للتعليم الذي وفرته المدرسة الفرنسية، ولا للمستوطنين الفرنسيين، ولا للمهاجرين الجزائريين الذين تنقلهم السلطات للعمل في فرنسا ـ أثر في فرنسة الشعب الجزائري المسلم، وهو ما دفع مخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ.

وحارب الشعب سياسة التفرقة الطائفية برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس، ورأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة، أن العمل يجب أن يقوم –في البداية- على التربية الإسلامية لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام [1350هـ=1931م] بزعامة ابن باديس، التي افتتحت مدارس لتعليم ناشئة المسلمين، وهاجم ابن باديس الفرنسيين وظلمهم، وشنع على عملية التجنس بالفرنسية وعدها ذوبانا للشخصية الجزائرية المسلمة، وطالب بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وأثمرت هذه الجهود عن تكوين نواة قوية من الشباب المسلم يمكن الاعتماد عليها في تربية جيل قادم.

وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومة من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدان بأفكار متعددة، فمنهم من يرى أن الغاية هي المساواة بالفرنسيين، ومنهم الشيوعيون، والوطنيون المتعصبون، وظهرت عدة تنظيمات سياسية منها: حزب الجزائر الفتاة، وجمعية نجم شمال إفريقيا بزعامة مصالي الحاج الذي عرف بعد ذلك بحزب الشعب الجزائري، وتعرض زعيمه إلى الاعتقال والنفي مرات كثيرة.

1- التحضير لإندلاع الثورة

لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف لجنة الستة . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي :

– إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي

– تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية – عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.

– تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر)خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954).

المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد

المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد

المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم

المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط

المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي

تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة

2- الاندلاع

كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..

شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية ، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة ( خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).

وباعتراف السلطات الاستعمارية ، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954 ، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختارو ديدوش مراد و غيرهم

3- بيان أول نوفمبر 1954

‘ وقد سبق العمل المسلح الإعلان عن ميلاد "جبهة التحرير الوطني "التي أصدرت أول تصريح رسمي لها يعرف بـ "بيان أول نوفمبر ".وقد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائري مساء 31 أكتوبر 1954 ووزعته صباح أول نوفمبر، حددت فيه الثورة مبادئها ووسائلها ، ورسمت أهدافها المتمثلة في الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري . وضحت الجبهة في البيان الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف ؛ كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري والتي دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه القومية الوطنية، مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي. يعتبر بيان أول نوفمبر 1954 بمثابة دستور الثورة ومرجعها الأوّل الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير وسارت على دربه الأجيال.

المرآجعً والمصآدرً

إسلام اون لاين
مدونة تعلم في رآس الخيمه
معهد الإمارات التعليمي
فارس الإمارات
شبكة التعليم في في الإمارات
مدونة الشارقة التعليمية
شبكة مدارس الإماراتً

الحقوقً محفوظهً

دمت لناااا

تسلمين ع التقرير المميز .,

جاري التقييم

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر مشاهدة المشاركة
دمت لناااا

ودمتووووووو ليـً ..

مشكوره ع الردً ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمشم برستيج مشاهدة المشاركة
تسلمين ع التقرير المميز .,

جاري التقييم

الله يسلـً م ج ..

مشكوره خيتوَ ع الرد آند التقيمَ ..

الله يسلـً م ج ..

مشكوره خيتوَ ع الرد آند التقيمَ ..

مشكوووووووووووووووووورة ع الموضع
وثاني مرة اقول مشكووووووووووووووووووورة

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن سوريا وفلسطين للصف التاسع

السلام عليكم
لو سمحتو بدي تقرير عن اي درس باللفصل الثالث (سوريا ….فلسطين )
بس يكون من 3 ل 6 صفحات
وثانكس 😉

http://www.uae7.com/vb/t72095.html
هذا اللي حصلته بس وموفقه ..

ناايس متعاونة
موفقة

ثااااااااااااااانكس عنجد شكرا

مشكووره اختي ع التقرير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
ما قصرت متعاونة
وهذا تقرير عن فلسطين
بحث عن فلسطين
.
.
وهذا تقرير عن سوريا
بحث عن سوريا . بحث تاريخي . تاريخ سوريا . الفرس واليونان . الفتح الاسلامي . الرومان والبيزنطيون

تاريخ سوريا القديم

الفرس واليونان في سوريا

الرومان والبيزنطيون

الفتح العربي الإسلامي

الدولة الأموية

الدولة العباسية والدويلات المستقلة

الفاطميون في سوريا

السلاجقة والأتابكة والزنكيون

الدولة النورية

الدولة الأيوبية

المماليك

العهد العثماني 1516-1918م

الحركات الاستقلالية في سوريا

الأطماع الاستعمارية في بلاد الشام

الامتيازات الأجنبية

الحكم المصري في بلاد الشام

اليقظة القومية في بلاد الشام

الثورة العربية 1916م

الحكومة العربية في دمشق

الاحتلال الفرنسي لسوريا في 25 يوليو 1920م

الحكم الفرنسي في سوريا 1920-1940م

المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي

الحكم الوطني المستقل

عهد الاستقلال

حرب فلسطين 1948م والانقلابات العسكرية في سوريا 1949م

عودة الحياة الدستورية إلى البلاد

الطريق إلى الوحدة

الوحدة السورية المصرية (22 فبراير 1958 – 28 سبتمبر 1961م)

التطورات السياسية في سوريا

حزب البعث في السلطة

أسئلة

——————————————————————————–

سوريا، تاريخ. سوريا دولة عربية تقع في الجناح العربي الآسيوي، في غربي قارة آسيا، تُعدّ جزءًا من بلاد الشام التي تشمل فلسطين وشرق الأردن ولبنان، وهي ذات موقع إستراتيجي، إذ تحيط بها تركيا من الشمال، والعراق من الشرق وفلسطين من الجنوب، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الشرقي الأردن، ومن الجنوب الغربي لبنان. يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة عشر مليونًا، ومساحتها 18,5180كم²، وعاصمتها دمشق، ونظام الحكم فيها جمهوري وتسمى الجمهورية العربية السورية، وعملتها الليرة السورية.

تاريخ سوريا القديم
خضعت سوريا قديمًا للسومريين والأكاديين والحيثيين (2300ق.م)، وسيطر عليها البابليون 1728- 1685ق.م، وذلك في عهد حمورابي المشرع القانوني، وخضعت كذلك للفراعنة في عهد الأسرة الثامنة عشرة بقيادة تحتمس الثالث (1490-1436ق.م)، وفي عهد أمنحوتب الثاني (1438-1412ق.م)، وفي عهد أمنحوتب الرابع 1366-1349ق.م. وأسس الحوريون والميتانيون المملكة الحورية الميتانية التي سيطرت على سوريا 1500-1330ق.م، ثم سيطر الكلدانيون في عهد نبوخذ نصر 604- 562ق.م، وسيطر الآشوريون على سوريا في عهد تجلات بلاسر 746-728ق.م. وأخيرًا سيطر الكلدانيون بقيادة نبوخذ نصر الثاني 597- 586ق.م. واستمرت هذه المملكة حتى الغزو الفارسي لها سنة 539ق.م.

تأسست حضارات في سوريا على أيدي هذه الشعوب، فأسس الكنعانيون المدن والممالك مثل مملكة عبلاء (ايبلاء)، ومملكة يمحاض في حلب، ومملكة أوغاريت قرب اللاذقية. كما أقام الفينيقيون مراكز تجارية ومستعمرات على ساحل البحر المتوسط، وبلغوا حتى قرطاج في تونس سنة 814ق.م. وقاموا بتصدير خشب الأرز والمنسوجات والزجاج والتوابل والعطور. وكان لحضارتهم تأثير في بلاد فارس، وأسهموا في بناء القوة البحرية الفارسية. وأسس الأموريون (العموريون) مدنًا مثل مدينة ماري في تل الحريري وهي عاصمتهم في الشمال. وكذلك أسس الآراميون مدنًا وممالك مهمة، وانتشرت لغتهم وأبجديتهم التي اعتمدوا فيها الأبجدية الفينيقية.

الفرس واليونان في سوريا. سيطر الفرس على سوريا في الفترة من 539 – 333 ق.م، وكونوا إمبراطورية كبيرة ونظمت تشريعات الدولة على نسق التنظيم الآشوري، وتأثرت بالفنين المصري والبابلي.

استطاع الإسكندر الأكبر المقدوني غزو فارس وإلحاق الهزيمة بها في معركة أبسوس 333ق.م ومعركة أربيل عام 331ق.م. وتمت له السيطرة على مصر والهند والعراق وكوَّن إمبراطورية واسعة، غير أنه توفي عام 323ق.م. وانقسمت إمبراطوريته بين قواده. فكانت سوريا من نصيب السلوقيين، ومصر من نصيب البطالمة. فقد أسس سلوقس الأول مملكة في سوريا خلال السنوات 312-264ق.م، وعرفت باسم السلالة الملكية السلوقية وأسس مدينة أنطاكية في سوريا وجعلها عاصمة لمملكته، وبنى مدنًا أخرى. وتعلم المثقفون السوريون اللغة اليونانية وانتشرت الحضارة اليونانية في سوريا لأنها كانت قوام الحكم السلوقي، في حين بقي سكان الريف محافظين على تقاليدهم ولغتهم الأصلية. وغزا البطالمة سوريا 340- 30ق.م، وظلت الحرب سجالاً بين البطالمة والسلوقيين، وكانت سوريا الضحية المتنقلة من أيدي هؤلاء وأولئك. وحاول الأنباط احتلال جنوبي سوريا (حوران وجبل العرب) سنة 85 ق.م. واستمر الحال بها حتى احتلها الرومان سنة 64ق.م.

الرومان والبيزنطيون. في عام 64ق.م. احتل القائد الروماني بومبي سوريا بعد هزيمة الملك السلوقي أنطيوخوس الثالث عشر، فانتقلت عندئذ سوريا بعد هزيمة الملك السلوقي إلى السيطرة الرومانية. وقد بسط الرومان سيطرتهم على دولة الأنباط. وأصبحت دولة الأنباط ولاية رومانية تخضع لنفوذهم عرفت باسم الولاية العربية الرومانية.

وفي عام 330م، أسس الإمبراطور الروماني قسطنطين مدينة بيزنطة (إسطنبول الحالية) وسمّاها القسطنطينية نسبة لاسمه. وفي عام 334م نقل إليها الدوائر الرسمية من روما وجعلها عاصمة للإمبراطورية الرومانية، وجعل النصرانية الديانة الرسمية فيها.

انقسمت هذه الإمبراطورية إلى قسمين بعد وفاة الإمبراطور ثيودوسيوس الأول سنة 395م، فورثه ولداه وتقاسما العرش مناصفة بينهما، فحصل هونوريوس على الشطر الغربي وعاصمته روما، بينما تولى أركاديوس الشطر الشرقي الذي عرف باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية). وبقيت القسطنطينية عاصمة لها. وشملت هذه الإمبراطورية آسيا الصغرى والبلقان ومصر وسوريا. وانتعش في هذه الدولة الفن والأدب والموسيقى والعمارة.

تحالف البيزنطيون مع الغساسنة الذين أقاموا دولة لهم (491-518م)، بلغت أوجها خلال القرن السادس للميلاد، وكان من أشهر ملوكها الحارث الثاني بن جبلة (529-569م) وآخرهم جبلة بن الأيهم الذي قاتل خالد ابن الوليد مع الروم في معركة اليرموك ثم أسلم. وفي حوالي 613-614م، هاجم الفرس الساسانيون سوريا واحتلوا دمشق وبيت المقدس حتى استعادها القائد البيزنطي هرقل سنة 629م بعد جهد كبير.

الفتح العربي الإسلامي
بدأت أولى الحملات العربية الإسلامية لفتح بلاد الشام وتحريرها من الروم البيزنطيين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق سنة 12هـ، 633م بجيش يقوده خالد بن الوليد، ويساعده عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان. ففتح هذا الجيش بصرى الشام (درعا) سنة 13هـ، 634م، ثم سقطت دمشق بعد أن دخلها من الباب الشرقي حربًا، كما دخلها أبو عبيدة عامر بن الجراح من باب الجابية سلمًا في رجب عام 13هـ، 634م، ثم تولى القيادة أبو عبيدة بعد عزل خالد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتابع الفتوحات خلال السنتين 14هـ، 635م و15هـ، 636م وفيها حدثت معركة اليرموك الشهيرة التي قادها خالد بن الوليد وأنهى بانتصاره الوجود البيزنطي في بلاد الشام. وفي سنة 16هـ، 637م، استكمل فتح سوريا ودخلت في إطار الدولة الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين. ثم دخلت بعد ذلك في ظل الحكم الأموي الذي اتخذ من دمشق عاصمة للدولة الأموية. انظر: الفتوح الإسلامية.

الدولة الأموية. أسس الأمويون في سوريا دولة استمرت حوالي 91 عامًا، وجعل معاوية بن أبي سفيان من دمشق عاصمة لها منذ أن صار أول خليفة فيها سنة 41هـ، 661م. وشهد عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان (86هـ، 705م) توسع الفتوحات في الغرب والشرق عندما فتح موسى بن نصير إفريقيا، وطارق بن زياد الأندلس، وقتيبة بن مسلم الباهلي بخارى وسمرقند وفرغانة سنة 94هـ، 712م، كما وصل إلى حدود الصين. وفتح محمد بن القاسم الثقفي جزءًا كبيرًا من الهند. وفي عهد هذا الخليفة شيد جامع بني أمية الكبير في دمشق، وشيدت قصورٌ أثَريّة منها قصر هشام بن عبد الملك في أريحا. وانتهى العهد الأموي في سوريا عندما سقطت دمشق في أيدي العباسيين سنة 132هـ ، 750م أيام آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد (مروان الثاني).

الدولة العباسية والدويلات المستقلة. أسس العباسيون حكمهم بعد الإطاحة بالحكم الأموي في سوريا سنة 132هـ ، 750م في أعقاب احتلال القائد العباسي عبد الله بن علي دمشق أيام ابن أخيه الخليفة أبي العباس السفاح واستباحها ثلاث ساعات، وأعمل السيف بالأمويين، ونبش قبور خلفائهم وأحرق جثثهم، كما خرب قسمًا كبيرًا من سور المدينة.

اتصف العهد العباسي أيام الخليفة الرشيد (170 – 193هـ، 786 – 808م) بالترف والرخاء، وبلغت الدولة قمة مجدها في عهده، كما تميز عهد ولده المأمون بانتعاش حركات التأليف والترجمة وتشجيع العلوم والفنون، وازدهرت الحضارة العربية الإسلامية.

بقيت سوريا ولاية رئيسية طوال العهد العباسي وترك فيها تراثًا حضاريًا في مدينة الرقة التي شيدها أبو جعفر المنصور، كما شيد الرشيد حصن هرقلة، وبنى المأمون مدينة الرحبة وانتهى نفوذ الدولة العباسية في سوريا عندما احتلها الطولونيون سنة 264هـ ، 877م. واستمر حكم دولة أحمد بن طولون على سوريا حتى عام 292هـ، 905م عادت بعدها ديار الشام للنفوذ العباسي.

خضعت بلاد الشام لنفوذ الإخشيديين المصريين الذين بسطوا نفوذهم على بلاد الشام سنة 330هـ، 941م. وفي سنة 333هـ، 944م، احتل سيف الدولة الحمداني حلب وحمص ودمشق. وقامت بينه وبين إخشيد مصر وقائده كافور نزاعات وصدامات وحروب حتى اتفقوا في نهاية الأمر على أن تكون سوريا الشمالية من نصيب سيف الدولة بما في ذلك حمص وحلب التي أصبحت عاصمة للحمدانيين. أما باقي بلاد الشام فكانت من نصيب الإخشيديين الذين انتهى أمرهم في سوريا بعد قضاء الفاطميين عليهم في مصر سنة 358هـ، 969م. كما أنهى الفاطميون النفوذ الحمداني في سوريا سنة 393هـ، 1003م. وقد ازدهر الفكر والشعر والأدب في عهد الحمدانيين في سوريا، كما قاوم الحمدانيون الإمبراطورية البيزنطية وقاموا بعدة غزوات على أراضيها.

الفاطميون في سوريا. في عام 359هـ، 969م، احتل القائد الفاطمي جوهر الصقلي مدينة دمشق مؤقتًا حيث واجه مقاومة شديدة، وفي عام 360هـ، 971م، كان النفوذ الفاطمي منتشرًا في غالبية الأراضي السورية. ثم بدأ هذا النفوذ بالتراجع بعد سنة 435هـ، 1043م واستمر حتى ظهور صلاح الدين الأيوبي الذي خلع الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين في مصر سنة 567هـ،1171م.

امتدت سيطرة الفاطميين على سوريا خلال السنوات (359-468هـ ، 969-1075م) ولم يتركوا من آثارهم العمرانية في مدينة دمشق إلا نزرًا يسيرًا كمحراب زاوية الرفاعي وصخرة الربوة التي نقشت فوقها كتابة كوفية تحمل اسم الخليفة الفاطمي المستنصر (444هـ، 1052م). وكذلك ضريح السيدة فاطمة بنت أحمد السبطي المتوفاة سنة 439هـ، 1047م. أما خارج مدينة دمشق فهناك عدد قليل من الآثار العمرانية في بصرى (درعا حاليًا) وصلخد والسلمية وغيرها.

السلاجقة والأتابكة والزنكيون. السلاجقة مسلمون جاءوا من وسط آسيا الوسطى ودخلوا سوريا قبيل عام 463هـ ، 1070م. وفي هذ التاريخ قام ألب أرسلان بغزو بلاد الشام وصارت حلب أولاً تحت نفوذه، ثم احتل السلاجقة بيت المقدس وفلسطين وحرروها من الفاطميين. وفي سنة 468هـ، 1075م، استولوا على دمشق. وتمكن تتش بن ألب أرسلان من أن يوطد سلطته في حلب خلال السنوات (488-507هـ،1095، 1113م). وتولى دقاق مدينة دمشق (488-497هـ ، 1095-1104م)، وخلالها حدثت حروب وصدامات عديدة بين الأخوين.

لم يشكل السلاجقة الأتراك في سوريا دولة بالمعنى المفهوم للدولة، بل كان حكمهم حكم ممالك منفردة ودويلات بعضها تحت النفوذ السلجوقي، وبعضها الآخر يتولاه السلاجقة أنفسهم أو قوادهم الأتابكة الذين عملوا على تقويض دعائم أسيادهم السلاجقة وأنهوا سلطانهم في بلاد الشام فيما بعد.

ترك العهد السلجوقي بصماته العمرانية الكبيرة في سوريا، خصوصًا في دمشق وحلب وبعض المدن السورية الأخرى. وقد أفل نجم السلاجقة عام 511هـ، 1117م حين استقل بالحكم قواد جيوشهم من الأتابكة واحدًا تلو الآخر، مما أدى إلى ظهور دويلات الأتابكة في سوريا. وتُعرف الدولة الأتابكية أحيانًا بالدولة الزنكية.

بدأ الأمراء الأتابكة يستقلون في مدنهم تدريجيًا حتى تم لهم اقتسام المملكة السلجوقية، وأقاموا على أنقاضها دولاً أشهرها دولة عماد الدين زنكي التي أسسها في مدينة الموصل سنة 521هـ، 1127م، ثم استولى على حلب سنة 522هـ ، 1128م وضمها إلى مملكته. ويعتبر عماد الدين أول من أنزل الضربة الأولى بجيوش الصليبيين عندما حرر مدينة الرها القريبة من بغداد سنة 539هـ، 1144م. كما استقل بعض أمراء المناطق من الأتابكة، فتشكلت دويلات أقل شأنًا من الدولة الزنكية. وعُرف من هذه الدويلات: الدولة الأرطقية التي حكمت شمالي سوريا (495- 811هـ، 1102-1408م) والدولة البورية التي حكمت دمشق خلال سنوات (497-549هـ، 1104- 1154م). وهي من بقايا سلالة آل طغتكين الأتابكية حتى استولى عليها نور الدين محمود بن زنكي الملقب بالشهيد.

الدولة النورية. تولى نور الدين محمود بن زنكي إمارة أبيه سنة 541هـ، 1146م، فجعل من حلب عاصمة لدولته التي عرفت باسم الدولة النورية نسبة إليه، وفي سنة 549هـ، 1154م، احتل دمشق. ثم استولى على جزء كبير من بلاد الشام عدا المناطق التي كان الصليبيون يسيطرون عليها. وفي سنة 559هـ، 1164م، استولى نور الدين على بعض أجزاء إمارة أنطاكية الصليبية. وتوفي نور الدين سنة 569هـ، 1174م وتولى ابنه الملك الصالح إسماعيل وعمره إحدى عشرة سنة، فبدأت بوادر الضعف بالدولة حتى برز إلى الوجود صلاح الدين الأيوبي، فوحد بلاد الشام ومصر في ظل الدولة الأيوبية.

كان نور الدين مولعًا بالعمران، وترك الكثير من الآثار العمرانية في دمشق وحلب وغيرهما من المدن السورية، ففي دمشق مثلاً أقام فوق كل باب من أبواب سورها مسجدًا ومئذنة لمراقبة العدو القادم إلى المدينة من مكان مرتفع، كما أقام خارج كل باب سوقًا صغيرة لتنشيط حركة التبادل التجاري وإعاقة العدو إذا ماحاول اقتحام الباب.

خلال هذه الفترة قدمت إلى بلاد الشام الحملات العسكرية الصليبية من دول غربي أوروبا لغزو العالم العربي عامة وبلاد الشام ومصر خاصة خلال القرون الحادي عشر وحتى الثالث عشر الميلادية. وكانت الحملة الأولى(489- 492هـ، 1096- 1099م)، قد اتجهت إلى سوريا واحتلت أنطاكية سنة 491هـ، 1098م ثم احتلت القدس سنة 492هـ، 1099م، وتم تأسيس أربع إمارات صليبية هي المملكة اللاتينية في القدس، وإمارة أنطاكية، وإمارة الرها قرب بغداد وإمارة طرابلس في لبنان. وحاولت الحملة الثانية احتلال دمشق ففشلت، أما الحملة الرابعة فلم تصل إلى البلاد العربية، في حين توجهت الحملات الباقية إلى مصر. وسُميت هذه الحملات بالحروب الصليبية. واستطاع الأيوبيون بقيادة صلاح الدين تحرير بيت المقدس وأكمل المماليك إخراج الصليبيين من بلاد الشام ومصر.

الدولة الأيوبية. أسس هذه الدولة الملك الناصر السلطان صلاح الدين يوسف الأيوبي بعد أن تولى وزارة مصر سنة 565هـ، 1169م في عهد الخليفة الفاطمي العاضد. وفي عام 567هـ، 1171م قام بخلع هذا الخليفة منهيًا بذلك وجود الدولة الفاطمية في مصر، وصار الدعاء في منابرها للخليفة العباسي المستضيء. وما أن استتب له الأمر حتى تطلع إلى سوريا وكانت فيها الدولة النورية تحت حكم نور الدين بن زنكي الملقب بالشهيد، فبدأ بينهما الجفاء حتى توفي هذا الأخير سنة 569هـ، 1174م، فأعلن صلاح الدين استقلاله بمصر، ثم استولى على سوريا. وفي سنة571هـ ، 1175م، أصدر الخليفة العباسي أمرًا يقضي بتولي صلاح الدين سلطة مصر والمغرب والنوبة وغربي الجزيرة العربية وفلسطين وسوريا الوسطى. وبعد عشر سنوات، استطاع صلاح الدين أن يخضع الموصل وبعض أمراء العراق، ثم تفرغ لتحرير البلاد من الصليبيين.

بدأ صلاح الدين جهاده بالاستيلاء على طبرية سنة 583هـ، 1187م، ثم حدثت موقعة حطين المشهورة التي انتصر فيها صلاح الدين، وحرر بيت المقدس وأنهى المملكة اللاتينية الصليبية في نفس العام المذكور. وفي سنة584هـ، 1188م، اتجه صلاح الدين شمالاً لتحرير الأجزاء التي احتلها الصليبيون من سوريا، ولكنهم عادوا لاحتلالها بعد أن حررها صلاح الدين، إلى أن أخرجهم السلطان المملوكي الملك الناصر، ناصر الدين بن قلاوون من قلعة المرقب سنة 684هـ، 1285م، ومن اللاذقية سنة 686هـ ، 1287م، ومن طرطوس سنة 690هـ، 1291م. وظلت جزيرة أرواد بأيدي فرسان الهيكل الصليبيين حتى طردهم منها سنة 702هـ، 1303م، وكانت قبل ذلك قد بدأت الحملة الصليبية الثالثة التي احتلت عكا بعد حصار دام سنتين من 585-587هـ، 1189-1191م.

توفي صلاح الدين بدمشق سنة 589هـ، 1193م وفيها دفن، وتوزعت مملكته بين ذريته حتى قتل هولاكو الملك الناصر يوسف آخر الملوك الأيوبيين سنة 659هـ، 1261م، فانتهت بموته الدولة الأيوبية في مصر والشام وبدأ عهد المماليك بالظهور. ترك العهد الأيوبي بصمات عمرانية كبيرة في سوريا تركزت في دمشق وحلب وبقية المدن السورية الأخرى. وتعرضت البلاد لغزو المغول في أواخر العهد الأيوبي غير أن المماليك قد نجحوا في إبعادهم.

المماليك. رغب الملك الصالح أيوب بن الكامل في تكوين فرقة عسكرية خاصة في مصر سنة 637هـ، 1239م، ولتحقيق هذا الأمر اشترى ألف مملوك تركي، وكان هذا التشكيل بداية نشوء دولة المماليك البحرية أو التركية التي ورثتها فيما بعد المماليك البرجية أو الشراكسة.

بدأ هؤلاء المماليك باكورة سيطرتهم على الحكم بقتل الملك توران شاه الأيوبي وولوا مكانه أمه شجرة الدر سنة 648هـ، 1250م، ثم ما لبثوا أن استبدلوا بها في العام نفسه مملوكًا يدعى عز الدين أيبك، وما أن تولى فيهم الملك المظفر سيف الدين قطز سنة 657هـ، 1259م حتى سار إلى الشام في العام التالي، وتمكن من طرد المغول منها، بعد انتصاره عليهم في موقعة عين جالوت 658هـ،1260م، فأصبحت منذ ذلك الوقت ولاية مملوكية واستمرت تحت سيطرتهم حتى الفتح العثماني لسوريا بقيادة السلطان سليم الأول سنة 922هـ، 1516م بعد معركة مرج دابق التي هزم فيها المماليك.

استمر الصراع بين المماليك طوال حكمهم لسوريا من جهة وبين المغول والصليبيين من جهة أخرى، وبرز من سلاطينهم الملك الظاهر بيبرس الذي قارع الصليبيين طوال عشر سنوات، والملك الناصر، ناصر الدين محمد بن قلاوون الذي أخرجهم من آخر معقل لهم في جزيرة أرواد سنة 702هـ، 1303م، كما هزم المغول في معركة مرج الصفر قرب دمشق في نفس التاريخ. ترك المماليك تراثًا عمرانيًا ضخمًا في بلاد الشام فاق ما خلفته العهود السابقة، وتركز هذا التراث في مدينة حلب ودمشق ثم في بقية المدن السورية الأخرى.

العهد العثماني 1516-1918م
دخل العثمانيون سوريا بعد أن انتصر السلطان سليم الأول على المماليك بقيادة السلطان المملوكي قنصوة الغوري الذي سقط قتيلاً في معركة مرج دابق سنة 922هـ، 1516م، وأصبحت سوريا منذ هذا التاريخ تحت النفوذ العثماني. كما دخلت مصر تحت نفوذه في العام التالي.

صارت سوريا منذ أواخر عام 922هـ، 1516م، ولاية عثمانية، يحكمها ولاة تعاقبوا عليها خلال فترة الحكم العثماني الذي استمر حوالي أربعمائة عام حتى خروج العثمانيين من البلاد العربية إبان الحرب العالمية الأولى.

قسمت بلاد الشام إلى ثلاث ولايات يتولى كلاً منها والٍ عثماني: ولاية الشام (دمشق)، وولاية طرابلس، وولاية حلب. وغدت أربعًا في القرن السابع عشر الميلادي بتحويل صيدا إلى ولاية. وكان العثمانيون يعينون على كل ولاية موظفًا كبيرًا يُسمى الوالي أو الباشا، ويعتبر نائبًا عن السلطان وصلاحيته مطلقة وأحكامه نهائية. وقد عمدت الدولة إلى كثرة تبديل الولاة خشية أن يقوى نفوذهم فيصبحوا خطرًا عليها. يساعد الوالي ديوان مؤلف من كبار الضباط والعلماء والأعيان وكبار الموظفين. ومهمة الديوان استشارية فقط.

الحركات الاستقلالية في سوريا. منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي، بدأ الضعف يتسرب إلى كيان الدولة العثمانية، وأخذت قبضتها تتراخى عن ولاياتها البعيدة، ولا سيما التي تركت فيها الحكم للعصبيات المحلية وللأسر الإقطاعية.

وقد استغل حكام هذه المناطق وضع الدولة، فقاموا أحيانًا ينازع بعضهم بعضًا على ما في أيديهم من مناطق، أو يعلنون الثورة على الدولة بقصد الاستقلال عنها.

كان من أهم الحركات الاستقلالية التي قامت في بلاد الشام حركة الأمير فخر الدين المعني في لبنان، وحركة الشيخ ظاهر العمر في فلسطين.

الأطماع الاستعمارية في بلاد الشام
بلغت الدولة العثمانية في أواخر القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي أوج عظمتها واتساعها، فقد أتمت احتلال البلقان، وأحاطت جيوشها بأسوار فيينا في أوروبا، ودخلت جميع الأقطار العربية ـ عدا المغرب ـ في حوزتها. غير أن موجة الفتوح ما لبثت أن توقفت، ثم أخذت سيطرة الدولة في الانحسار عن المناطق التي احتلتها عندما بدأ الضعف يتسرب إلى كيانها. ويعود ذلك الضعف إلى ضعف السلاطين بسبب انغماسهم في الملذات والترف، وبسبب فساد الجيش الإنكشاري، وفساد الإدارة، وسوء نظام جباية الضرائب، وأخيرًا بسب اتساع الدولة وتعدد عناصرها.

وقد واجهت الدولة العثمانية قوى أوروبية صليبية خارجية، منها النمسا وروسيا اللتان أخذتا تهاجمانها بقصد التوسع في ولاياتها البلقانية. وظهر مايُسمى المسألة الشرقية التي تتمثل في موقف الدول الأوروبية من الدولة العثمانية، حيث اتخذت هذه الدول ضعف الدولة العثمانية وسيلة لفرض نفوذها ومحاولة السيطرة عليها.

الامتيازات الأجنبية. ترجع الأطماع الاستعمارية في بلاد الشام والشرق العربي إلى زمن الحروب الصليبية، ولم يمض زمن بعد إجلاء هذه الحملات حتى عادت الأطماع بشكل أو بآخر. فتارة تكون بمحاولات الغزو المسلح، وطورًا بالغزو السياسي والثقافي وراء قناع الامتيازات الأجنبية. ويرجع أصل الامتيازات الأجنبية إلى المعاهدة التي عقدت بين ملك فرنسا فرانسوا الأول والسلطان العثماني سليمان القانوني في سنة 1535م، والتي فتحت لأوروبا عهدًا جديدًا من العلاقات مع الشرق، فقد أعطت الأوروبيين حق الاتصال بالموانئ الشرقية والمتاجرة مع الشرق، وعهدًا بحماية أرواحهم وبضائعهم. وقد طمعت الدول الأوروبية الأخرى بالحصول على مثل هذه الامتيازات، فظلت تحاول حتى تمكنت من عقد معاهدات مماثلة مع السلطنة العثمانية. وهكذا وضع أساس الامتيازات الأوروبية في الشرق.

لم يكن لهذه الامتيازات أي خطر على الشرق العربي حين كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها وسيطرتها، غير أنها حينما ضعفت، اغتنمت الدول الأوروبية الفرصة السانحة للتدخل في شؤونها الداخلية والاعتداء على سلطاتها متذرعة بما أكسبتها الامتيازات من مصالح مادية ومعنوية. فكانت الحملة الفرنسية التي جاءت إلى مصر عام 1213هـ، 1798م بداية الزحف الاستعماري على المنطقة العربية، وتلا ذلك تدخل الدول الأوروبية واحتلالها لأجزاء من الوطن العربي، كما كان تدخل فرنسا في لبنان إثر الفتنة الطائفية عام 1277هـ، 1860م وغير ذلك. ونتج عن ضعف الدولة العثمانية خروج محمد علي عن سلطتها واحتلاله لبلاد الشام.

الحكم المصري في بلاد الشام
استولى محمد علي على الحكم في مصر عام 1805م، إثر جلاء القوات الفرنسية عن مصر، ومطالبة الشعب المصري بتوليته نظرًا لما قام به من أعمال بطولية ضد الفرنسيين وضد الإنجليز. وقد كلفه السلطان العثماني بالقضاء على الدولة السعودية الأولى ونجح في ذلك عام 1818م. ودفعه هذا الانتصار إلى تنفيذ حلمه بتكوين إمبراطورية واسعة يكون هو رئيسها، وتطلع إلى ضم سوريا وغيرها، خاصة وأن السلطان العثماني قد وعده بضم سوريا إليه نظير قيامه بالقضاء على الدولة السعودية. غير أن السلطان لم يحقق له مطلبه، فجهز حملة عسكرية بقيادة ولده إبراهيم باشا، وأرسلها إلى بلاد الشام لاحتلالها وذلك عام 1247هـ، 1831م في عهد السلطان العثماني محمود الثاني. وقد نجح في ذلك بعد أن احتلت الحملة غزة ويافا وحيفا وعكا ودمشق وبقية المدن السورية التي خضعت للنفوذ المصري. وفي عام 1840م تدخلت الدول الأوروبية وأجبرت محمد علي على الانسحاب من بلاد الشام والعودة إلى مصر لتكون ولاية وراثية له ولأولاده من بعده، وذلك بموجب معاهدة لندن 1840م. وعادت سوريا مرة أخرى إلى الحكم العثماني. ترك العهد العثماني في سوريا بصمات عمرانية في دمشق وحلب وبقية المدن الأخرى كالتكية السليمانية وقصر العظم وجامع الدرويشية وجامع السنانية.

انظر أيضًا: مصر، تاريخ.

اليقظة القومية في بلاد الشام
أدى ضعف الدولة العثمانية وعجزها عن الدفاع عن البلاد العربية أمام الأطماع الاستعمارية إلى اعتماد العرب على أنفسهم، وإلى ظهور الشعور القومي عند العرب نتيجة الحملة الفرنسية وحكم محمد علي، والإرساليات التنصيرية، والمدارس الأجنبية، وترجمة الكتب وطبعها مما ساعد على العناية باللغة العربية ونشر الثقافة العربية. كما كانت الطباعة وتأثير الثقافة الغربية على العرب عاملاً لنشوء اليقظة العربية خاصة بعد محاولة الأتراك تطبيق سياسة التتريك. وظهر نتيجة لذلك أدباء أمثال ناصيف اليازجي وإبراهيم البستاني ومصلحون أمثال عبد الرحمن الكواكبي ورفاعة الطهطاوي ومحمد عبده ورشيد رضا. كما تأسست جمعيات عربية تدعو إلى الإصلاح والاستقلال الذاتي. ومن هذه الجمعيات جمعية بيروت السرية 1875م، وجمعية الإخاء العربي العثماني، وجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد والجمعية القحطانية وغيرها.

الثورة العربية 1916م. طلب العرب من الدولة العثمانية منحهم الاستقلال الذاتي، وجعل اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية، وكذلك حصر التجنيد في الشبان العرب وذلك كما جاء في مقررات المؤتمر العربي في باريس عام 1913م. ولكن العثمانيين رفضوا تلبية مطالب العرب، ولم تتفهم الدولة العثمانية قضايا العرب المصيرية، لذا عقد العرب العزم على تخليص البلاد من الحكم العثماني، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها جمال باشا السفاح قائد الجيش التركي في سوريا، فقرروا إعلان الثورة التي انطلقت من مكة بزعامة الشريف حسين بن علي في 1334هـ، العاشر من يونيو 1916م. وأعلن الشريف حسين الجهاد المقدس ضد الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس، واحتل جيشه مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة.

دخلت قوات الثورة العربية مدينة دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين في 1336هـ، مطلع أكتوبر من عام 1918م، فانسحب منها الجيش التركي، كما انسحب من بقية المدن السورية حتى تم تحرير كافة الأراضي في منتصف نوفمبر من العام نفسه. ثم تشكلت الحكومة العربية برئاسة الفريق رضا باشا الركابي وبموافقة الأمير فيصل عليها، كما أرسل الأمير فيصل شكري باشا الأيوبي إلى بيروت لتأسيس إدارة عسكرية فيها.

الحكومة العربية في دمشق 1918-1920م. قوبل دخول فيصل إلى دمشق بحماسة كبيرة، وأيدت جموع الشعب الثورة، واستجابت لأوامر القيادة العربية. ولكن الإنجليز عمدوا إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق: غربية تقع تحت الإدارة الفرنسية، وشرقية داخل سوريا والأردن، وجنوبية تشمل فلسطين، وقد وضعت تحت الانتداب البريطاني.

وتطبيقًا لمعاهدة سايكس ـ بيكو 1916م، فقد احتلت القوات الفرنسية بيروت في شهر أكتوبر من عام 1918م وتوالى نزولها في المدن الساحلية، وأنزلت الأعلام العربية عن المباني الرسمية.

ذهب فيصل إلى مؤتمر الصلح المنعقد في باريس ليمثل بلاده نيابة عن الشريف حسين رغم معارضة فرنسا لقدومه، وألقى خطابًا في المؤتمر طالب فيه بحق الشعب العربي في الاستقلال والحرية والوحدة، ولكن المؤتمر خيب آمال العرب وعاد فيصل إلى دمشق.

بعد عودة فيصل إلى دمشق، عقد المؤتمر السوري العام في 2 يوليو 1919م، ونادى بفيصل ملكًا على سوريا، كما طالب المؤتمر بإلغاء اتفاقية سايكس ـ بيكو، وكذلك إلغاء وعد بلفور، ورفض الانتداب البريطاني والفرنسي.

أدى موقف الحلفاء إلى عقد المؤتمر السوري في 7 مارس 1920م، وقرر إعلان استقلال سوريا دولة ذات سيادة وملكية دستورية. وتألفت أول وزارة دستورية برئاسة رضا الركابي باشا، وأعلنت مبايعة فيصل ملكًا على سوريا، كما أعلن المؤتمر عن إقامة اتحاد سياسي بين العراق وسوريا. وندد المؤتمر كذلك بالمؤتمرات الاستعمارية والصهيونية غير أن الحلفاء قرروا في مؤتمر سان ريمو 1920م، وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ووضع فلسطين وشرق الأردن والعراق تحت الانتداب البريطاني.

الاحتلال الفرنسي لسوريا في 25 يوليو 1920م
أثارت مقررات مؤتمر سان ريمو، مشاعر السخط في سوريا ضد الغرب الذي تنكر لأماني الأمة العربية في الوحدة والاستقلال. وتشكلت وزارة دفاعية في سوريا برئاسة هاشم الأتاسي، ومن أعضائها عبد الرحمن شهبندر ويوسف العظمة وزير الدفاع، وذلك لمنع تنفيذ هذه المقررات. وحاول فيصل منع تلك المقررات دون جدوى. وكانت فرنسا قد خططت لاحتلال سوريا، فوجهت إنذارًا إلى سوريا بشأن قبول الانتداب الفرنسي، وتسريح الجيش وقبول العملة الفرنسية.

رفض الشعب السوري هذه المطالب رغم أن فيصل قبل الإنذار، ولكن القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو دخلت دمشق بعد أن انتصرت على السوريين في معركة ميسلون التي استشهد فيها يوسف العظمة وزير الدفاع. وانتهى الحكم الوطني في سوريا الذي دام حوالي عامين. وغادر فيصل البلاد إلى أوروبا وخضعت البلاد للحكم الفرنسي.

الحكم الفرنسي في سوريا 1920-1940م. قضت فرنسا على مظاهر الحكم الوطني في سوريا، فقد أنزل الفرنسيون العلم العربي، ورفعوا مكانه العلم الفرنسي، وفرضوا الحكم العسكري على البلاد، وتم إعدام جماعة من المواطنين، ونزع سلاح الأهالي، وفرضت غرامات باهظة على المدن، وألغيت كافة القوانين التي صدرت في العهد الوطني.

اتبعت فرنسا سياسة تذويب عروبة سوريا، ففرضت اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، وأهملت شأن اللغة العربية، وسيطرت على الجيش والأمن العام والجمارك والشركات، وعملت على إثارة الفُرقة بين الطوائف الدينية والمجموعات العنصرية، كما عملت على ربط الاقتصاد السوري بالاقتصاد الفرنسي، إضافة إلى استخدام كافة وسائل القمع والإرهاب، كذلك أعلنت فرنسا تجزئة سوريا ولبنان إلى دولتين منفصلتين، وتقسيم سوريا إلى أربع محافظات أو دول: دمشق، حلب، جبل العلويين، جبل الدروز.

المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي. تميز عهد الاحتلال الفرنسي بنضال الشعب المستمر لتحرير سوريا من براثن الاستعمار الأجنبي، وقامت خلاله ثورات مثل ثورة الشيخ صالح العلي في جبل العلويين عام 1921م، وتكبد فيها الفرنسيون خسائر فادحة، وثورة إبراهيم هنانو في حلب عام 1921م، وثورة سلطان باشا الأطرش (1925-1927م) وتُسمى الثورة السورية الكبرى لأنها شملت مناطق سورية كثيرة.

اضطرت الثورات الحكومة الفرنسية في سوريا إلى إعادة توحيد حلب ودمشق واللاذقية، كما وافقت على إجراء انتخابات وتشكيل جمعية تأسيسية برئاسة هاشم الأتاسي عام 1928م، ووافقت فرنسا أيضًا على نشر دستور للبلاد شريطة إلغاء بعض مواد منه، ولكن الشعب رفض، واستمرت الاتصالات جارية على موقفها بشأن إلغاء المواد التي تحد من سيطرتها على سوريا، وقامت المظاهرات الصاخبة، فاضطرت الحكومة الفرنسية إلى تشكيل حكومة وطنية برئاسة تاج الدين الحسني، وجرت انتخابات وتشكل مجلس نيابي تتمثل فيه الكتلة الوطنية لإجراء مفاوضات مع فرنسا بشأن عقد معاهدة تعطي سوريا الاستقلال.

إزاء تلكؤ فرنسا في عقد المعاهدة، قامت المظاهرات والاضطرابات في عام 1936م، وأخيرًا وافقت فرنسا على عقد معاهدة مع الوطنيين تتضمن استقلال سوريا، ومدة المعاهدة 25 سنة، ومنح قواعد عسكرية لفرنسا.

استقبل الشعب السوري المعاهدة بالرضا لأنها خطوة على طريق الاستقلال التام، واستمرت المطالبة الوطنية والوزارة بالمناداة بتسلم السلطات من الفرنسيين تنفيذًا لبنود المعاهدة. ولكن فرنسا أخذت تماطل وتسوف كعادتها. وفي غمرة هذه الأحداث، تنازلت فرنسا لتركيا عن لواء الإسكندرونة عام 1939م، وذلك للضغط على الوطنيين في سوريا.

وخلال فترة الحرب العالمية الثانية هزم الألمان فرنسا، وسيطروا على فرنسا ومستعمراتها. واستغلت دول المحور (ألمانيا وإيطاليا) هزيمة فرنسا لتمد نفوذها إلى الشرق، فاستخدمت المطارات السورية، وأثار ذلك مخاوف بريطانيا وحلفائها فقررت انتزاع سوريا من أيدي حكومة فيشي الموالية للألمان، واحتلت بريطانيا سوريا في يونيو عام 1941م، ومعها قوات فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديجول الذي وعد السوريين بالاستقلال لكي يضمن تأييدهم ومساندتهم له. فاستبشر المواطنون خيرًا، ونجحوا في إجبار القائد الفرنسي كاترو على إلغاء الانتداب وإعلان استقلال سوريا موحدة.

الحكم الوطني المستقل
تألفت وزارة جديدة، واختير الشيخ تاج الدين الحَسَني رئيسًا للجمهورية، واعترف الحلفاء باستقلال سوريا. ولكن الشعب طالب بإعادة الحياة الدستورية، وتشكيل حكومة وطنية تنبثق عن إرادة الشعب لتحقيق أمانيه الوطنية فأجريت الانتخابات عام 1942م إثر وفاة تاج الدين الحسني، وانتُخب السيد شكري القوتلي زعيم الكتلة الوطنية رئيسًا للجمهورية عام 1943م، وألف الوزارة سعدالله الجابري. وفي هذه الأثناء، حاول الإنجليز توطيد أقدامهم محل الفرنسيين المكروهين من الشعب السوري، ولكنهم فشلوا في تحقيق ما يريدون.

ساهمت الحكومة السورية الجديدة في تأسيس الجامعة العربية، كما أعلنت الحرب على دول المحور، وأقامت علاقات دبلوماسية مع الدول الصديقة، واشتركت كذلك في تأسيس هيئة الأمم المتحدة عام 1945م.

طالبت الحكومة السورية فرنسا بالجلاء عن البلاد، ولكن الفرنسيين رفضوا ذلك محاولين عقد معاهدة مع سوريا تعطيهم حق استخدام القواعد الجوية والبحرية في البلاد. فرفض الشعب ذلك، وإزاء ذلك قصفت القوات الفرنسية مدينة دمشق بالمدفعية والطائرات لمدة أربع وعشرين ساعة، ومثلت بالمواطنين أبشع تمثيل، وأحرقت الأحياء، فكان لذلك صدى عالمي سيئ. واحتجت سوريا على هذا التصرف البشع، وأنذرت بريطانيا فرنسا بوقف إطلاق النار، واستجابت فرنسا للإنذار البريطاني. وبعد ذلك عرضت المشكلة السورية على مجلس الأمن الذي قرر منح سوريا الاستقلال وجلاء القوات الفرنسية عنها. وتم ذلك في أبريل من عام 1946م وهو العيد الوطني لسوريا.

عهد الاستقلال. تسلمت الحكومة الوطنية زمام الأمور في البلاد، فقامت بإصلاح نظام التعليم واستبعاد الأثر الفرنسي عن التعليم، وقضت على مظاهر الاستعمار الثقافي الفرنسي بعد أن تخلصت من الاستعمار السياسي. وعملت على تعزيز الحياة الاقتصادية وتطويرها وخاصة الزراعية منها، كما اهتمت بتقوية الجيش الوطني وتسليحه إضافة إلى اهتمامها بالنهضة العمرانية والفنية. وفي عام 1947م، أجريت انتخابات جديدة، وأُعيد انتخاب شكري القوتلي بعد تعديل الدستور.

حرب فلسطين 1948م والانقلابات العسكرية في سوريا 1949م. واجهت سوريا مشكلات خارجية منها حرب فلسطين عام 1948م التي اشترك فيها الجيش السوري كغيره من الجيوش العربية، وهزم كغيره في هذه الحرب وذلك لانعدام التنسيق والإعداد لها، ونتج عن ذلك كارثة فلسطين وقيام دولة إسرائيل. وأدى ذلك إلى قيام سلسلة من الانقلابات العسكرية في سوريا. وقد قامت هذه الانقلابات إثر قيام الأزمة الوزارية 1949م، واحتدام النقاش في المجلس النيابي بين السياسيين والعسكريين حول ميزانية الدفاع، واتهام السياسيين للعسكريين بالتقصير في حرب فلسطين.

قام الانقلاب العسكري الأول بقيادة حسني الزعيم في مارس 1949م، واستولى الجيش على السلطة واعتقل السياسيين في البلاد، وأعلن حسني الزعيم نفسه رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للوزراء. ولم يستمر هذا الانقلاب طويلاً. فبعد أربعة أشهر من الانقلاب الأول، حصل انقلاب آخر بزعامة الفريق سامي الحناوي الذي قضى على قادة الانقلاب الأول، وكان هذا الانقلاب يؤيد العراق ويميل إلى الاتحاد معها بعكس الانقلاب الأول. غير أن انقلابًا عسكريًا ثالثًا وقع في أواخر عام 1949م بقيادة الزعيم فوزي سلو والعقيد أديب الشيشكلي لإبطال مشروع الاتحاد مع العراق، واجتمعت الجمعية التأسيسية وتم انتخاب هاشم الأتاسي رئيسًا للجمهورية وشكل ناظم القدسي الوزارة، وبعد عامين غير الشيشكلي الدستور، وأصبح بموجبه رئيسًا للجمهورية، كما انتخب مجلس نيابي جديد، ولكن اضطهاد الشيشكلي للأحزاب وابتعاده عن الجيش أوقعه في انقلاب عسكري أطاح بحكمه، وغادر سوريا إلى الأرجنتين حيث لقي مصرعه بعد خمس سنوات من مغادرته.

عودة الحياة الدستورية إلى البلاد. انتهت الانقلابات العسكرية وعادت الأمور إلى سابق عهدها، كما كانت قبل انقلاب الشيشكلي، وعاد هاشم الأتاسي رئيسًا للجمهورية وناظم القدسي رئيسًا للوزارة، ثم استؤنفت الحياة الدستورية في البلاد، وانتهى الأمر بإجراء انتخابات نيابية، واختير شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية في 16 أغسطس 1955م. وكان الحكم النيابي ضعيفًا لأنه يدين للجيش بوجوده، وعادت الأحزاب التقليدية إلى الحكم، وظهر بجانبها حزب البعث والحزب الشيوعي، ولكنها كانت ضعيفة أمام الجيش وضباطه.

الطريق إلى الوحدة. واجهت سوريا مشكلات داخلية وخارجية كثيرة، دفعتها إلى أن تسير في هذا الاتجاه لإنقاذ نفسها من هذه المصاعب والمشكلات. فالمؤامرات السياسية والدولية تعصف بالبلاد وكيانها، فهناك حلف بغداد ومحاولات العراق دفع سوريا للاشتراك فيه وبالتالي السيطرة عليه وضمه إليها، وهناك محاولات تركيا التحرش بها، ومحاولات الأردن تنفيذ مشروع سوريا الكبرى.

إزاء ذلك اضطرت سوريا إلى أن تتقرب من مصر وتعقد معها معاهدة الدفاع المشترك عام 1955م. ولما كثرت المؤامرات على سوريا وبلغ التوتر السياسي بين الجيش والحكم حده الأقصى، رأى ضباط الجيش أن أفضل حل هو في اتحاد سوريا مع مصر. فذهب وفد من الضباط السوريين إلى مصر يطلب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر وحدة سوريا مع بلاده، فقبل عبد الناصر تحت إلحاحهم، وطلبوا من الحكومة السورية اتخاذ الخطوات الفورية للوحدة، فجرت مباحثات بين الجانبين توجت بتوقيع اتفاقية الوحدة في 22 فبراير 1958م، ثم جرى استفتاء عليها في مارس من العام نفسه، وأعلن عن قيام الجمهورية العربية المتحدة التي تتكون من إقليمي سوريا ومصر، واختير عبد الناصر رئيسًا لدولة الوحدة، وتنازل شكري القوتلي الرئيس السوري عن منصبه، وأُعطي لقب المواطن العربي الأول، وسُميت سوريا الإقليم الشمالي بينما سُميت مصر الإقليم الجنوبي.

الوحدة السورية المصرية (22 فبراير 1958 – 28 سبتمبر 1961م)
كانت الوحدة تحقيقًا لأماني الشعب العربي، وكانت أول تجربة وحدوية في العصر الحديث، لكن الاستعمار والصهيونية حاولا ضرب الوحدة وإجهاضها بشتى الصور، كما كان لنقمة بعض القطاعات الاقتصادية على القرارات الاشتراكية، ووقوع بعض الأخطاء في طريقة الحكم في سوريا، وحب السلطة لدى بعض أفراد السياسة والجيش، كل ذلك أدى إلى قيام انقلاب عسكري أطاح بالوحدة في 18ربيع الثاني 1381هـ، 28 سبتمبر 1961م وذلك بعد 44 شهرًا من قيامها، وأعلن انفصال سوريا عن مصر. وكان يقود الانقلاب العسكري مأمون الكزبري وعبد الكريم النحلاوي.

التطورات السياسية في سوريا. شكل مأمون الكزبري أول وزارة سورية ثم تلتها وزارة عزة النص التي أشرفت على الانتخابات، فقامت حكومة دستورية برئاسة الدكتور معروف الدواليبي إثر انتخابات نيابية، وانتخب الدكتور ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية، وظهرت قوة البعثيين والإخوان المسلمين في هذه الانتخابات. وحصلت منافسات شديدة بين السياسيين أدت إلى تدخل الجيش في السياسة. قامت تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي تساندها بعض العناصر القومية في الجيش بثورة 8 مارس 1963م برئاسة لؤي الأتاسي ومحمد الصوفي وزياد الحريري قائد الجبهة، فأسندت رئاسة مجلس الثورة إلى لؤى الأتاسي ورئاسة الوزارة إلى صلاح الدين البيطار الزعيم البعثي الذي واكب الخط الوحدوي مرحليًا، وكان هذا الانقلاب بداية تسلم حزب البعث للحكم.

حزب البعث في السلطة. حاول حزب البعث عام 1963م إقامة وحدة بين مصر والعراق وسوريا، ولكـن تلك المحاولات باءت بالفشل. وحدثت فتنة في حماة عام 1964م ثم في دمشق بعد عام، ولكن الحزب تمكن من القضاء على الفئات المناوئة من جماعة الإخوان المسلمين. ثم حصلت انشقاقات في حزب البعث فتخلص صلاح جديد ونور الدين الأتاسي من كل من سليم حاطوم وعبد الكريم الجندي وأمين الحافظ رئيس الدولة وصلاح البيطار رئيس الوزراء.

تولى نور الدين الأتاسي رئاسة الدولة ويوسف زعين رئاسة الوزارة، وكان صلاح جديد رئيس الأركان، وفي عهده نشبت حرب الأيام الستة (5 يونيو 1967م) وفقدت سوريا الجولان التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأدى ذلك إلى اعتقالات واسعة في سوريا وتهم متبادلة. ودفع ذلك الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع وقائد السلاح الجوي إلى قيادة الحركة التصحيحية في سوريا عام 1970م، وانتخب بعدها رئيسًا للجمهورية.

أعلن الرئيس السوري حافظ الأسد انفتاحه على العالم العربي، فانضم إلى ميثاق طرابلس الذي ضم مصر والسودان وليبيا وسوريا، ثم دخل في اتحاد شكلي مع مصر بعد عام، ولم يلبث أن فصمت عراه. وعمل على تحسين علاقاته وتطويرها مع الدول العربية والصديقة وخاصة الاتحاد السوفييتي (سابقًا) الذي كان يزود سوريا بما تحتاجه من السلاح.

اشترك الجيش السوري في عهد الرئيس حافظ الأسد في حرب رمضان 1393هـ، أكتوبر 1973م، وقد استطاع إرجاع جزء من الجولان بعد مفاوضات أجرتها السلطات السورية مع إسرائيل بوساطة كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت. وتحاول سوريا إعادة كامل الجولان عن طريق المفاوضات. وشاركت سوريا في حفظ الأمن في لبنان. كما شاركت سوريا بدعم القضية الفلسطينية والمنظمات الفدائية، ولكن كان لها تحفظ على اتفاق غزة ـ أريحا الذي وقع في 13 سبتمبر 1993م.

نددت سوريا كذلك باحتلال الكويت عام 1990م، ووقفت ضد هذا العدوان وساهمت في تحريرها عام 1991م. وأيضا أيدت سوريا اتفاقية الطائف الموقعة عام 1992م في الطائف بالمملكة العربية السعودية بشأن حل مشكلة لبنان. وأخيرًا اشتركت سوريا في مسيرة السلام بين العرب واليهود التي بدأت في مدريد في أكتوبر 1991م ثم انتقلت إلى واشنطن عام 1992م، وذلك من أجل توقيع معاهدة سلام مع اليهود بشأن استرداد الجولان. وقد اجتمع الرئيس السوري حافظ الأسد في منتصف يناير من عام 1994م مع الرئيس الأمريكي بل كلينتون لشرح الموقف السوري من مسيرة السلام ومن توقيع اتفاقية سلام شاملة مع إسرائيل. وبعد فوز مرشح حزب الليكود بنيامين نتنياهو في مايو 1996م، تعثرت مفاوضات السلام في المنطقة برمتها بسبب سياسة نتنياهو الاستيطانية ودعمه للمتطرفين اليهود ومحاولاته فصل المسارين السوري واللبناني في مفاوضات السلام.

وفي يوليو عام 2000م، توفي الرئيس حافظ الأسد إثر نوبة قلبية، ودفن بمسقط رأسه بالقرداحة قرب مدينة اللاذقية. فاز ابنه الفريق بشار حافظ الأسد في الاستفتاء الشعبي على ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية، وأصبح رئيساً للبلاد. .
.
م
موفقين

أستــــغفر الله العظيم