التصنيفات
القسم العام

العجز في التفاعل الاجتماعي لذوي الاحياجات

العجز في التفاعل الاجتماعي
الطفل التوحدي غير قادر على الاستجابة للمؤثرات الاجتماعية
الموجهة اليه، ويميلون الى العزلة والانسحاب
وهذا يدل على وجود عجز لدي الطفل التوحدي في اقامة علاقات
اجتماعية.
قد تظهر علامات عجز التواصل الاجتماعي عند الطفل منذ الاشهر
الاولى من العمر ، حيث لا يستطيع التواصل مع اسرته وخاصة
امه ، فلا تظهر القدرة الطبيعية للطفل التي توهب له من الله
سبحانه وتعالى في التعلق والارتباط بوالدته وابيه واسرته ،
فيلاحظ الاهل ان تفاعل الطفل معهم غير طبيعي وان له عالمه
الخاص به.
منذ الشهر الاول يألف الطفل وجه امه وويبدو على وجهه علامات
السرور لدى رأية وجه امه ، ولاحقا يقبلها
كما يقابل وجوه افراد اسرته الاخرين بالابتسامة والفرح، أما الطفل
التوحدي لا يبدي السرور لوجه امه وافراد اسرته .
الطفل التوحدي يتجنب النظر لعيني امه ، اثناء الرضاعة تتبادل الأم
والطفل النظرات ويتابع الطفل الطبيعي وجه امه وينظر في عينيها ,
اما الطفل التوحدي غالبا اثناء الرضاعة أو اعطاء وجبة الطعام
يكون شارد النظرة وكأنه ينظر من خلال امه أو ينظر الى السقف
ولا تشعر الأم ان طفلها ينظر اليها.
يميل الطفل التوحدي لأخذ رضعته لوحده مستلقيا على ظهره حيث
يتجنب الاحتكات الجسدي مع امه واحيانا لا يبدو عليه السرور
عند التلامس الجسدي والمداعبة من قبل امه.
الطفل الطبيعي يتعلق بامه ويرتبط بها وخاصة في الاشهر الاولى
من عمره ، فيبكي ان ابتعدت امه عنه في المنزل أو الذهاب للحضانة
كما يحدث مع الأم العاملة وبتهج لدى عودتها ،اما الطفل التوحدي
لا يتأثر كثيرااذا ابتعدت امه عنه ولا بيدي السرور لدى عودتها.
يظهر على الطفل التوحدي الانشغال بنشاطات غريبة مثل هز نفسه أو
سريره لفترة طويلة أو فتح يديه امام عينيه واغلاقهما بشكل متكرر.
الطفل الطبيعي يبتهج عندما يقابل اطفال من نفس عمره ويبدو عليه
السرور ويتفاعل معهم اما الطفل التوحدي عكس ذالك.
يميل الطفل التوحدي للعزلة والانسحاب ولا يميل الى اللعب مع اقرانه.
الطفل الدارج يميل للمعانقة والجلوس في حضن امه أما الطفل التوحدي
لا يرغب بذالك.
الطفل ما قبل المدرسة يسر قصة قصيرة وبسيطة أما الطفل التوحدي
لا يستطيع سرد قصة بسيطة.
لا يستطيع الطفل التوحدي الحوار ، ان يبدء المحادثة ولا كيف
ينهيها ، وعتمد طريقة غير مناسبة لبدء الحوار
أو طرح الاسئلة الغير مناسبة للموضوع والظرف ويكرر الاسئلة،
لا يعرف متى يصغي ومتى يتحدث ،ولا يلتزم بقواعد الحوار التي
يكتسبها الطفل مع الممارسة فيفشل غالبا في الحوار وفي التقرب
الى الاشخاص سواء البالغين أو اقرانه فيزيد ذالك ميله للعزلة.
في سن المراهقة تزداد احيانا مشاكل التوحديين السلوكية والتفاعل
الاجتماعي ويكثر عندهم السلوك العدواني وايذاء الذات وتتراجع
لديهم احيانا المهارات التفاعلية التي تم اكتسابه.
يصعب على الاطفال التوحديين فهم التلميحات التي يرسلها له الاخرون .
يظهر عندهم عجز في التعبير عن المشاعر سواء بالطرق اللفظية أو
بحركات الوجه والجسد .
عندما يكون مبتهجا أو منفعلا يكرر جمل معينة أو حركات جسدية
معينة بشكل متكرر.
يصعب على الاطفال التوحديين المشاركة في اللعب التخيلي أو
التمثيلي ، حيث لا يستطيع استعمال الرموز وفهم التلميحات ولا
القدرة على الخيال المطلوب للمشاركة.
يوجد عندهم عجز في التقليد والمحاكاة ، وان استطاع تقليد صوت
أو نغمة يكررها بشكل ملفت .
قد لا تجتمع العلامات المذكورة اعلاه في معظم الحالات التوحدية،
وكذالك يجب الانتباه ان ظهرت علامة وحيدة أو بعض العلامات
المذكورة لا يعني بالضرورة ان الطفل يعاني من التوحد فيجب
ان تكتمل الشروط المذكورة في صفحة تشخيص التوحد ، لكن
ان ظهرت بعض العلامات من الضروري متابعة الطفل من قبل
الطبيب المختص والكادر الطبي المختص.

منقول

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ملخص وحده التغير الاجتماعي <مجهود شخصي للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اشحالكم ربكم الا بخير

حبيت انزل لكم اليوم ملخص وحده التغير الاجتماعي

مجهود ربيعتي الخاص فلا تحرمونآآ من دعواتكم

مانبي غير الدعـآآء بالتوفييييييق تلاقونه بالمرفق

الملفات المرفقة

وعليكمـٍ آلسلـآمـٍ وآلرح’ـمهـٍ .,.

بآإركـٍ آللهـٍ فييج وفربييع’ـتج 🙂

تسلموؤونـً

بارك الله فيج

ربي يوفقج ..

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية

في ميزان حسنااتج حيتو ^^

الًسَل’ـٍآمْ علَيكمْ وؤَ آلَرحمهْ ..

يسَعدْ مسٍآكمْ وصبِآحكمْ بَكٍلَ خيَر وبِركةْ . ,..

يسَلْموؤ عٍ آلمَوضوعِ وؤ بِآركـَ آللهٍ فيكْمِ و(فً) ميَزِـٍإنِ حسنْ’ـًأتٍكمْ !

(بـٍإـإَذنْ آللهـ)ْ.,

يزَـٍـًأكمْ آلله آلفَ ــِخَيرَِ . . :,

أختَْـٍ(م)ٍ آلغًلـٍـٍـً algulla’ ـَآكلـَ(ـهـِ)..

تسسسسسسسسسسسلمين ختيوووو ع المخلص

ربي يوووفققكم وينجحكم …

وعليكم السلام ورحمه الله بركاته

مشكورهـ ع ملخص ونشكر ربيعتج ^^

وانشاءالله ندعيهاا بالتوفيق والنجاح ..آميين

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السادس

تقرير , بحث عن التكافل الاجتماعي في الاسلام للصف السادس

ممكن تقرير عن التكافل الاجتماعي بس ارجوكم ايكون بيه:-

1-مقدمة
2-عرض
3-خاتمة
4- اذا كدرتو المرجع ايكون مكتوب ^^
[


وارجوكم لا تجيبولي تقرير كانو خريطة ممكن اليوم اذا اي واحد يكدر:(

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

تفضلي اختي طلبج..

المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله، أما بعد.
أحدث الإسلام انقلاباً واسعاً في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في الحياة الجاهلية، والتي كانت تتمحور في جملتها حول النزوع إلى الفردية، والصراع، والاستحواذ، والظلم، والعنصرية، وحرمان الضعفاء من كل الحقوق حتى الكرامة الإنسانية، لهذا قرر الإسلام التكافل بين أفراده في جميع مجالاته المتعددة، الأدبي، العلمي، العبادي، المعيشي………. وغيرها.
وذلك لإيجاد مجتمع متعاون مترابط، فالناس فيه ليسوا على نسق واحد في العلم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أوضاعهم وأحوالهم فمنهم الفقير، المريض، اليتيم، العاجز، العالم، الجاهل، الغني، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يرتب لهم أمور معيشتهم، ويرعى أحوالهم، ويهتم بشؤونهم، ويحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع دون خلل أو تقصير، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويقوم بعمل ما عليه من واجبات وينهض بأعبائه.
من هذا المنطلق جاء هذا البحث الصغير في حجمه، والمتواضع في محتواه، كُلفتُ به من قِبل الأستاذ الفاضل د. طارق الطواري في مقرر حديث موضوعي، ليكون تدريباً عملياً لطالبات على كيفية إعداد البحوث العلمية وكتابتها، في محاولة للارتقاء بمستوى الطالبة العلمي، وهذا لا يتأتّى إلا بمداومة المطالعة والنظر في الكتب العلمية التي تناولت شتى العلوم الشرعية بالشرح والإسهاب.
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
 المقدمة: وهي التي بين أيديكم.
 المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، وفيه ثلاثة مطالب.
• المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
• المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل الاجتماعي.
• المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
 المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
• النوع الأول: التكافل الأدبي.
• النوع الثاني: التكافل العلمي.
• النوع الثالث: التكافل السياسي.
• النوع الرابع: التكافل العبادي.
• النوع الخامس: التكافل الأخلاقي.
• النوع السادس: التكافل الاقتصادي.
• النوع السابع: التكافل الجنائي.
• النوع الثامن: التكافل الحضاري.
• النوع التاسع: التكافل المعيشي
 المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
• أولاً: كفالة اليتيم.
• ثانياً: رعاية اللقيط.
• ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
• رابعاً: الشواذ والمنحرفين.
• خامساً: الشيوخ والمطلقات والأرامل.
• سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين
• سابعاً: ابن السبيل
 المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.. وفيه مطلبين.
• المطلب الأول: مسؤولية المجتمع، وتنقسم إلى قسمين.
• القسم الأول: على سبيل الوجوب ويشمل:
1- فريضة الزكاة.
2- النذور.
3- الكفارات.
4- صدقة الفطر.
• القسم الثاني: على سبيل التطوع ويشمل:
1- الوقف الخيري.
2- الوصية.
3- الهدية أو الهبة.
4- العارية.
• المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.. وتنقسم إلى:
1- تأمين موارد المال.
2- توزيع المال على المستحقين.
 الخاتمة وفيها أهم النتائج.
 فهرس المراجع والمصادر.
هذا والله أسأله التوفيق والسداد في القول والعمل، فإن أصبت فمن الله وحمد وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله منه.
والله ولي التوفيق
الباحثة
مضاوي المطيري

المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل في الإسلام
المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
لمادة (كَفَلَ) في اللغة اشتقاقات عديدة ومعاني كثيرة منها ما يلي( ):
1- الكِفْلُ: بالكسر، الضِعْفُ والنَّصيب، ومنه قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَكُمْ نُورَاً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
2- الكفيل: بمعنى الشاهد والرقيب، ومنه قوله تعالى:
.. وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً( ).
أي شاهداً ورقيباً، وقد تأتي بمعنى الضامن.
3- الكافل: بمعنى العائل والضامن، ومنه قوله تعالى:
.. إذ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون َ( )؛ أي أيهم يعيلها ويضمن معيشتها. الجمع كفلٌ وكفلاء.
وعلى ضوء الاشتقاقات اللغوية السابقة لمادة كفل يكون المعنى الاصطلاحي لكلمة التكافل الاجتماعي هو: [ن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء أكانوا أفراداً أو جماعات، حُكَّاماً أو محكومين على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية الأيتام، نشر العلم،……وغير ذلك، بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد، حيث يتعاون الجميع ويتضامنون لإيجاد المجتمع الأفضل، ودفع الضرر عن أفراده]( ).
وعرَّف الشيخ محمد أبو زهرة التكافل بقوله: (أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كلِ قادر أو ذي سلطان كفيلاً في مجتمعه، يمده بالخير، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد، ودفع الأضرار، ثم في المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أُسس سليمة)( ).
فيتبين لنا من التعريفات السابقة أن نظام التكافل الإسلامي في مغزاه أن يشعر كل فرد في المجتمع أن عليه واجبات لهذا المجتمع يجب عليه أن يقوم بها ويؤديها على أكمل وجه، وإن قصَّر في أدائها فقد يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وانهياره.
كما يشعر أن له حقوقاً يجب على القوَّامين عليه أن يعطوا كل ذي حقٍ حقه من غير تقصير أو إهمال.
* التكافل والتعاون.
التكافل في معناه أقوى من التعاون، فالتعاون الذي أمر الله به في القرآن الكريم بقوله سبحانه:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تََعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان ( )
يشمل ما فيه مصلحة الأفراد جميعاً، ويعود عليهم بالنفع.
أما التكافل الاجتماعي الذي يتميز به الإسلام يعني تمتد يد المساعدة من القوي للضعيف ومن العالم للجاهل، ومن الغني للفقير، ومن الواجد لمن لا يجد، بلا مقابل أو اشتراك أو تضحية من الطرف الآخر، ولا ينظر إلى ما يقدمه الفقير أو المحتاج، بل ينظر إلى ذلك تحقيق لما أمر الله به وأوجبته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل في الإسلام.
لنظام التكافل الاجتماعي في الإسلام أدلة شرعية، وأخرى عقلية وهي كما يلي:
* الأدلة الشرعية.
وهي ترجع إلى القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، أما بالنسبة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية سأقتصر على ذكر بعض منها لأنها كثيرة جداً وحصرها صعب، نظراً لتوسع موضوع التكافل، وأنه يشمل في عناصره مدلولات كثيرة مثل: الإحسان، الرحمة، البر، الإنفاق، الإخاء، التعاون، وما إليها.
أ- الآيات الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- قال الله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
2- قال الله تعالى:
لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ).
3- وقال الله عزَّ وجل:
وَأَنفِقُوافِي سَبِيل اللّهِ وَلاتُلقُوابِأيّدِيكُم إلَى التّهلُكَة وَأَحسِنُوا إِن اللّه يُحِبُ المُحسِنِين ( ).

4- قال الله تعالى:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( ).
5- قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
6- قال الله عزَّ وجل:
وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّر تَبْذِيراً( ).
7- قال الله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ ( ).
ب- الأحاديث الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»( ).
2- عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً سَتَره الله يوم القيامة»( ).
3- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفَّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
4- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه، [يعني السبابة والوسطى]»( ).
5- عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَرحَم الله من لا يَرحمُ النَّاس»( ).
6- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه»( ).
7- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه»( ).
8- عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه، ثم وجده فقال: أني معسر، فقال: آلله؟، قال: آلله؟، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سَرَّه أن يُنجِيَهُ الله من كربِ يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه»( ).
9- عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله، أَلي أجرٌ إن أنفقت على بني أبي سلمة؟ إنما هم بني، قال صلى الله عليه وسلم: «انفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم»( ).
10- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إني أُحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة»( ).
ج- الإجماع:
أجمعت الأمة الإسلامية على أن المسلمين في كل زمان ومكان قد أجمعوا على التعاون والتكافل والتساند، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ونشر العلم، وتبادل الود والرحمة والشفقة فيما بينهم، والتعاون الشامل في الصالح العام، والتعاون الكامل في حالتي الشدة والرخاء.
ومما يدل على أن الأمة الإسلامية مجمعة على تحقيق التكافل والتعاون في جميع ميادين الحياة، ما حدث في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله حيث كان الرجل يخرج بزكاة ماله فلا يجد مستحقاً يأخذها منه، فعدم وجود الفقر والفقراء في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تأكيد أن الناس كانوا متعاونين متضامنين، يسعى بذمتهم أدناهم، يعطي غنيهم فقيرهم ويعطف قويهم ضعيفهم، وهم يد على سواهم.
* الدليل العقلي.
قال الأستاذ عبد الله علوان: (من المعلوم بداهةً وعقلاً أن المجتمع الذي يقوم على التعاون، ويتحقق بين أفراده التكافل، ويسود في أرجائه الشعور بالمحبة والإخاء والإيثار والأخوة، فهو مجتمع حصين متين متماسك، لا تؤثر فيه معاول الهدم، ولا تزعزه نكبات الأيام.
ومما لا يختلف فيه اثنان أنه يجب أن يتأمن لكل فردٍ من الأمة الحد الأدنى في المعيشة والدعاية، حيث يتهيأ له الغذاء الصالح، والمسكن الصالح، وأسباب التعليم ووسائل الصحة والعلاج.. وغير ذلك من الأمور الضرورية والحيوية. ولا شك أن الأفراد جميعاً حين يدفع الضرر عنهم، ويُسَدّ خلل العاجزين منهم، يعيشون في طمأنينة من العيش، وسعادة هانئة في الحياة، وإلا تعرضوا لنتائج لا تحمد عقباها، قد تصل في كثير من الأحيان إلى الانتحار وارتكاب الجرائم واللجوء إلى أوكار الرذيلة والفساد، والإسلام بتشريعه السامي، ومبادئه الخالدة قد عالج هذه المشاكل بحلول علمية، ونظم تشريعيه لتحقيق العيش الأكرم والمستقبل الأفضل لبني الإنسانية جمعاء وقضى على الفقر، والجهل، والمرض، والبطالة.. بوسائل إيجابية متكاملة تحقق للفرد سعادته، وللأسرة كفايتها، وللمجتمع سلامته)( ).

المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
قد يظن البعض أن نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام قاصر على توفير الأمور الضرورية والحيوية بالنسبة للفرد والمجتمع، ويرتكز على جوانب معينة في البر والإحسان والصدقة لفئات الفقراء والضعفاء والمرضى والمحتاجين والعاجزين.
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن نظام التكافل في الإسلام هو أشمل وأوسع مما يتصوره البعض.
فهو يشمل تربية عقيدة المسلم وأخلاقه، وتكوين شخصيته، وسلوكه الاجتماعي ويشمل ارتباط الأسرة مع بعضها البعض، وتنظيمها وتكافلها.
كما يشمل ربط الفرد بالمجتمع، وربط المجتمع بالفرد، ومشاركة الفرد بالأمور السياسية والاقتصادية، كما يشمل تنظيم المعاملات المالية والضوابط الخلقية.
ويشمل أيضاً تنظيم العلاقات الاجتماعية، وربط الأسرة بذوي القربة، وربط الناس بعضهم ببعض.
«إن نظام التكافل في الإسلام يكاد يحتوي التشريع الإسلامي كله، لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس، وأن يعيشوا في الحياة آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأعرافهم.. وأن تتحقق لهم ضمانات الاستقرار والسلام وأسباب العيش الهانئ الأفضل»( ).

المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
أولاً: التكافل الأدبي.
وهو شعور كل فرد نحو إخوانه في الدين بمشاعر الحب والعطف والشفقة وحسن المعاملة، ويتعاون معهم في سراء الحياة وضرائها، ويفرح لفرحهم ويأسى لمصابهم ويتمنى لهم الخير، ويكره أن ينزل الشر بهم، وقد دلّ على ذلك المعنى قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»( ).
ثانياً: التكافل العلمي.
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»( ).
وبيّن ثواب مُعلِّم الناس فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ليستغفر للعالِم مَنْ في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر»( ).
كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من كتمان العلم فقال: «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة»( ).
فالتكافل العلمي هو أن يعلم العالم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلم من العالم.
فإذا كان من حق أي مجتمع أن يسمي نفسه بالمجتمع المثقف، فمجتمع الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف، وذلك لتكافل أفراده جميعاً للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ومثل هذا اللون من التكافل يحتم على أمة الإسلام تيسير سبل العلم لكل طالب، وتشجيع أهل العلم وحث الجهلة على التعلم، وإتاحة الفرصة لكل متفوق، وتكاتف أفراد المجتمع فيما بينهم على إزالة آثار الأمية والجهل).
ثالثاً: التكافل السياسي.
وهو تحمل كل شخص لتبعة الحكم وتوجيه السياسة العامة للدولة، وذلك بالمشاركة في الرأي، وإبداء المشورة، وهذا التكافل قد يكون عن طريق نواب يختارهم الشعب لإبداء الرأي، وتوجيه سياسة الحكم، أو عن طريق المشاركة الفعلية بين الحاكم والمحكوم.
قال الدكتور عبد الفتاح عاشور: (ليست الأمة ملكاً لأحد بعينه، وإنما هي لواء يستظل به الجميع، فلا استبداد برأي ولا اعتداء بمنصب، إنما يقوم مجتمع الإسلام على العدل والشورى والمساواة الكاملة بين الحاكم والمحكوم)( ).
فكل شخص له حقه السياسي، وله حقه في المراقبة والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه مسؤول عن مستقبل الأمة، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويُردُّ على أقصاهم»( ).
قال الدكتور مصطفى السباعي: (ومن هنا أجمع الفقهاء أنه إذا أجار رجلٌ مسلمٌ رجلاً حربياً وأعطاه الأمان، فقد أصبح هذا الأمان محترماً تلتزم به الدولة مهما كان المجير عالماً أو جاهلاً، قوياً أو ضعيفاً، رجلاً أم امرأة، إلا إذا اقتضت مصلحة الدولة خلاف ذلك)( ).
ويؤيد هذا القول، أن أم هانئ قد أجارت رجلاً مشركاً في فتح مكة، وأراد المسلمين قتله لأنه محارب، فرفضت أم هانئ، فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: «قد أجَّرنا من أجَّرتِ يا أم هانئ»( ) وكف المسلمون عنه.
رابعاً: التكافل العبادي.
هناك في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإن الميت إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإن لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات.
ومثل ذلك إقامة الجمعة، وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة وغير ذلك من العبادات التي تقوم بأداء الجماعة.
وهذه الصورة من تكافل المجتمع وتعاونه في أداء العبادات هي سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم.
خامساً: التكافل الأخلاقي.
ويقصد به حراسة المبادئ الأخلاقية السامية النابعة من عقيدة المؤمنين، وحماية المجتمع من الفوضى والفساد والانحلال، ولهذا وجب على المجتمع المسلم أن ينكر على مرتكبي المنكرات الخُلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحرية الشخصية، إذ ليس معنى الحرية أن تفعل ما تشاء دون قيود أو حدود، وإنما مشروط فيه عدم إيذاء الغير أو الاعتداء على نظام حياة الجماعة، فإن وجد من فعل ذلك تكاتف المجتمع وتعاون في القضاء عليه.
قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الْزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيْرَحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»( ).
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً في التكافل الأخلاقي بين المسلمين، وأنه يجب على المسلمين أن يأخذوا على أيدي العابثين والمفسدين، ما رواه البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيه، كمثل قوم استهموا على سفينةٍ، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَروّا على من فوقهم فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نُؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرَادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»( ).
سادساً: التكافل الاقتصادي.
يولي الإسلام عنايته الكبرى باقتصاد الأمة، ومعنى التكافل الاقتصادي (هو أن يتعاون الجميع في المحافظة على ثروات الأمة سليماً يؤده دوره الطبيعي في خدمة الحياة»( ).
ويعمل المجتمع على حفظ ثروات الأفراد من الضياع والتبذير، كما يمنع سوء استعمال الاقتصاد من التلاعب بالأسعار والغش في المعاملات والاحتكار.
قال صلى الله عليه وسلم: «من احتكر فهو خاطئ»( ).
ولا يجوز للمجتمع أن يفرط في ماله ويعطيه للسفهاء والمجانين، قال تعالى:
وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالِكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامَاً وَارْزُقُوهُمْ فِيْهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفَاً( ).
سابعاً: التكافل الجنائي.
(وهو مسؤولية الجماعة عما يقع فيها من جرائم، فالقاتل عمداً يقتل إلا أن يعفو أولياء القتيل، والقاتل خطأ يدفع الدية)( ).
والديّة التي تجب على من عفى عنه أولياء القتيل، أو على من قتل خطأ لا يتحملها وحده إنما تتضامن معه عاقلته وهم أهله وأقاربه، هذا إذا عرف القاتل، وإلا اختار أولياء القتيل من مكان القتل خمسين رجلاً، يقسمون أنهم لا يعرفون القاتل، ولا يؤونه عندهم، فإذا أقسموا حكم الشارع بديّة القتيل تعطى لأوليائه فإن عجز المحكوم عليهم عن دفع الديّة، دفعها بيت المال، وهذا ما يعرف بالقسامة.
وهكذا الحكم في كل جريمة تقع في المجتمع، وعجز أولياء القاتل عن دفع الديّة، لزمت الديّة بيت المال.
قال د. مصطفى السباعي: (وفي إلزام بيت المال بالديّة عند العجز معنى واضح من معاني التكافل في تحمل آثار الجرائم، لأن بيت المال هو خزانة الشعب، ففي إلزامه بدفع الديّة تحميل لكل فرد في الأمة آثار تلك الجريمة)( ).
ثامناً: التكافل الحضاري.
(كل ما يفيد الجماعة من عمل دنيوي أو ديني، سياسي أو اقتصادي، زراعي أو تجاري، علمي أو أدبي، وهو من البر الذي يحبه الله لعباده، ويرغب لهم أن يتعاونوا عليه)( ).
فالعمل النافع للمجتمع محبوب عند الله تعالى، وهو من البر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  ( ).
تاسعاً: التكافل المعيشي.
يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بمعيشتهم من طعام وغذاء وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية لا يستغني عنها أي إنسان في حياته.
وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي، لأنه يتعلق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة تليق بكرامة الإنسان.
وهذا اللون من التكافل هو ما أطلق عليه – خطأ – التكافل الاجتماعي والواقع أنه لون من ألوانه.
قال د. مصطفى السباعي: (وتخصيصه باسم التكافل الاجتماعي، خطأ ناشئ من أخذنا هذه التسمية عن الغربيين، فإن الغربيين لا يلزمون أنفسهم الآن بتكافل المجتمع مع الأفراد إلا في شؤون المعيشة المادية فحسب من طعام ولباس وسكن.. أما ما عدا ذلك من نواحي التكافل الاجتماعي فلا يعرفونه ولا يؤمنون به في هذه الحضارة)( ) .
وسأذكر في المبحث القادم عن أهم الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
أولاً: كفالة اليتيم.
اليتيم في اللغة: مِنَ اليُتم، وهو الانفراد وفقدان الأب( ).
وفي الشرع: (هو من مات أبوه وتركه صغيراً، وهو ضعيف يحتاج إلى رعاية وكفالة)( ).
والإسلام اهتم باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه.
فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحط من كرامته، والغض من شأنه، قال تعالى:
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ( )، وقال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّب بِالدِّين فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيم( ).
كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى:
وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيِمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسَاً إلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( ).
كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً.
قال تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمَاً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( ).
وأمر الأوصياء أن يردوا أموال اليتيم إن رأى قدرته على تنميتها وحفظها، قال تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدَاً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافَاً وَبِدَارَاً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيَّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ..( ).
ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن اليتيم، إنه رغَّبَ في كفالته، والاهتمام برعايته، وبشّر الأوصياء أنهم سيكونون معه بالجنة.
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»( ) وأشار بإصبعيه – يعني السبابة والوسطى –
قال ابن بطال: (حَقٌ على من سَمِعَ هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلَة في الآخرة أفضل من ذلك)( ).
ورعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، أما الدولة فإنها تلجأ إلى الرعاية عند الحاجة، ويجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم لإقامة دور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم، ويكون ذلك أبعد لهم عن الانحراف والتشرد والضياع.

* من فوائد كفالة اليتيم( ).
1- صُحبةُ الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وكفى بذلك شرفاً وفخراً.
2- كفالة اليتيم صَدَقةٌ يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء (أجر الصدقة وأجر القرابة).
3- كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليلُ طبعٍ سليم وفطرة نقية.
4- كفالة اليتيم تعوُد على الكافل بالخير العميم في الدنيا فضلاً عن الآخرة.
5- كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمعٍ سليم خالٍ من الحقد والكراهية وتسودُهُ روح المحبة والود.
ثانياً: رعاية اللقيط.
اللقيط لغةً: من الالتقاط وهو العثور على الشيء مصادفة من غير طلب ولا قصد واللقيط هو المولود الذي ينبذ( ).
واللقيط شرعاً: هو المولود الذي لا يعرف له أب ولا أم( )، ويجب على من رآه أن يأخذه إن علم أنه سيهلك إن لم يأخذه، وهذا أمر محمود في الشرع لما فيه من إحياء نفس، وإغاثة إنسان، قال تعالى:
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أحَيَا النَّاسَ جَمِيعاً..( ).
والإسلام بتشريعه العادل، لم يأخذ اللقيط – إن كان ولد زنى – بجريرة والديه لأن المبدأ العام في الإسلام وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. ( ).
وقد راعى الإسلام نفسية اللقيط، فأعطاه الحقوق الممنوحة للولد الشرعي دون أن يكون هناك تمييز أو تفريق بينهما، وكفالة ورعاية اللقيط تعود على الدولة فيجب تربية اللقيط، والاهتمام به، وتعليمه، وتسند إليه الوظائف، ويعتبر مسؤولاً عن تصرفاته، وتقبل شهادته، وغيرها من الحقوق والواجبات.
وبهذه المعاملة الحسنة يكون المجتمع قد أعد مواطناً صالحاً، يقوم بواجباته وينهض بأعبائه، فلا يشعر بنقص ولا تتولد عنده العقد النفسية.
ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
(قد يتعرض الإنسان أثناء قيامه بدوره في إعمار هذا الكون لعاهة من العاهات، يفقد على أثرها عضواً من أعضائه، أو حاسة من حواسه، وربما لظروف تتعلق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع، أو تشويه في بعض أعضائه تقلل من عطائه)( ).
ومن أهم الفئات التي أصيبت بعاهات هم:
1- العميان.
2- الصم والبكم.
3- المعتوهون.
4- العاجزون بسبب ضعف البنية.
5- ذوو العيوب الكلامية والتعتعة.
هؤلاء النمط من العاجزين وأصحاب العاهات، يجب أن يلقوا من المجتمع كل رعاية وعناية واهتمام، تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»( ).
وقوله: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( ).
ويجب أن تتظافر جهود المجتمع والدولة في تحقيق التكافل والعيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف، وأنّهم محل العناية والاهتمام الكامل في نظر الدولة والمجتمع على السواء.
أما العناية بالعميان والصم والبكم، فيجب أن تتركز بفتح مدارس ومعاهد خاصة بهم، لتعليمهم، وتدريبهم على الحرف اليدوية، وجعل كل الوسائل الإيضاحية والسمعية والبصرية واللمسية تحت تصرفهم ليشعروا بشخصيتهم وكيانهم.
وأما العناية بالمعتوهين فتتركز بتهيئة الجو المناسب لتعليمهم وتربيتهم.
وأما العناية بضعاف البنية وذوي العيوب الكلامية والصرعى وأصحاب الأمراض المزمنة فتتركز في إزالة ضعفهم وعاهاتهم وعيوبهم بالعلاج الناجح، والغذاء الصالح، والوسائل الطبية والصحية اللازمة.
رابعاً: رعاية الشواذ والمنحرفين.
يطلق على الشواذ والمنحرفين (على كل من ينحرف من الأحداث والمراهقين إلى تناول المخدرات، أو السرقة، أو القتل وارتكاب الجرائم)( ).
والشذوذ والانحراف بهذا المعنى عيب اجتماعي خطير يجب معالجته، ويرجع أسباب الانحراف للشذوذ عند المراهقين والشباب إلى أسباب عديدة أهمها سوء التربية وإهمال الوالدين مراقبة أبنائهم، ومنها الصحبة السيئة، ومشاهدة الأفلام الماجنة، ومنها وقوع البغضاء والشحناء بين الأبوين فتنعكس آثارهم عليهم، ومنها معاملة الآباء القاسية لأبنائهم وشدة ظلمهم، وإمساك النفقة عنهم، ومنها اليتم والجهل والفقر.. إلى غير ذلك.
وعلاج الإسلام لظاهرة الشذوذ والانحراف يعتمد على منع أسباب الشذوذ، وإزالة العوامل التي تؤدى إليه.
قال الأستاذ عبد الله علوان: ( علاج الشذوذ والانحراف يعتمد على التربية الجيدة والتوجيه المستمر، وإيجاد الجو الصالح، والمناخ الملائم في الرفع من مستواهم مادياً ومعنوياً، ويعتمد على صرف فراغهم في نشاطات نافعة كالرياضة، والرحلات، والمطالعة، والسباحة، والصنائع اليدوية….. وغيرها من الوسائل)( ).
خامساً: رعاية الشيوخ والمطلقات والأرامل.
يُقصد بالشيخ هو من انحدر إلى سن الشيخوخة، وأصبح غير قادر على الكسب والعمل بسبب الضعف والعجز.
والطلاق هو إزالة العلاقة الزوجية حين يتعذر التفاهم والوفاق بين الزوجين.
والتّرمل هو فقدان الزوج بالوفاة، وهؤلاء لا بد لهم من رعاية واهتمام لاسيما إذا كان كل منهم ضيق المال وذو أولاد، فالمجتمع مسؤول عن رعايتهم، وهذه الرعاية لا تقتصر على الناحية المادية، بل لابد أن تشمل الناحية النفسية، ليشعر كل منهم بالكرامة وعزة النفس.
سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين.
حثت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.
فمن هذه النصوص قول الله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  ( ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
(ولا شك أن المجتمع المسلم حين يتربى على هذه المعاني، فإن أفراده ينطلقون في مضمار التعاون الكامل، والتكافل الشامل، والإيثار الكريم، ويأخذون بيد من إصابته مصيبة في ماله ونفسه)( ).
سابعاً: ابن السبيل.
ابن السبيل هو المسافر المنقطع عن ماله وأهله لبعده عنهم، والسبيل الطريق، وكل من يكون مسافراً على الطريق يقال له ابن السبيل )( ).
(وقد يتعرض ابن السبيل [المسافر] في بعض الأحيان أثناء سفره إلى صعوبات ومشاكل كثيرة، كأن ينقطع به الطرق بانتهاء أمواله التي يحملها لسبب من الأسباب أو غير ذلك من المفاجآت التي كثيراً ما تصادف المسافر، لذلك جعل الدستور الحضاري الإسلامي في ظن أهداف تخفيف وعناء السفر، وألم الغربة على هذه الفئة من أبناء الأمة ممن يضربون في الأرض طلباً للرزق، أو العلم أو الحج، فألزم الدولة والأمة بتوفير الرعاية والحماية لهم حتى ولو كانوا أغنياء)( ).
ولقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق على ابن السبيل يوازي الإنفاق على الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
وبما أن ابن السبيل يكون وحيداً بعيداً عن أسرته وماله وأهله، ربط الله سبحانه وتعالى بينه وبين اليتيم في أكثر من آية، مؤكداً المساواة بينهما في الرعاية والرحمة، وإن الإنفاق على هذه الشريحة هو البر الحق الذي يعبر عن عمق الإيمان لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وَجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلينَ وَفِي الرِّقَابِ…( ).

المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.
المطلب الأول: مسؤولية المجتمع.
لا يمكن لدولة أن تقوم بواجبها نحو تحقيق التكافل الاجتماعي إلا إذا ساهم معها أبناء المجتمع في بناء العدل الاجتماعي والبذل والإنفاق في سبيل الله.
وقد قسم العلماء مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
القسم الأول: يطالب به الأفراد على سبيل الوجوب والإلزام.
القسم الثاني: يطالب به الأفراد على سبيل التطوع والاستحباب.
أولاً: ما كان على سبيل الوجوب والإلزام، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- فريضة الزكاة.
الزكاة هي الركن الثالث في الإسلام، وقد ثبتت فرضيتها في الكتاب والسنة أما في الكتاب فيقول الله تعالى:
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِم حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ( ).
وأما في السنة، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»( ).
ولا يختلف اثنان أن مبدأ الزكاة حين طبق في العصور الإسلامية السابقة، نجح في تحقيق وإقامة التكافل الاجتماعي، ومحاربة الفقر، وعوّد المؤمنين على البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله.
ولدولة الحق أن تجبي زكاة الأموال وتصرفها على المستحقين، فإن تقاصرت وتساهلت في هذا الحق، فللأفراد أن يخرجوها بأنفسهم، ويعطوها لمن تصرف لهم من الفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم.
2- النذور.
من وسائل التكافل ما ينذره المسلم من مال ونحوه، كأن يقول: (لله عليَّ ألف دينار صدقة على الفقراء)، والوفاء بالنذر واجب، قال تعالى:
ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلَيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَليَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ( ).
3- الكفارات.
من وسائل التكافل أيضاً الكفارات، وهي ما يوجبه الله على المسلم من إطعام مساكين أو التصدق على الفقراء، إذا عمل مخالفةً شرعية في الصوم أو الحج أو يمين.. تكفيراً لخطئه، وعقوبةً على مخالفته.
فمن كفارة اليمين: لاَ يُؤَاخِذُكُمْ اللهُ بِاللَّغوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِن أَوٍسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةٍ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( ).
– ومن كفارة الظِهار إن عجز عن تحرير رقبة وصيام شهرين : .. فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً..( ).
– ومن كفارة من يفطر في رمضان لمرض أو شيخوخة ولا يستطيع القضاء
.. فِديَةُ طَعَامُ مِسْكِينٍ..( ).
– ومن كفارة قتل الصيد في الإحرام بالحج:
..أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ..( ).
ومن كفارة من يحلق رأسه في الإحرام بالحج: الذبيحة أو الصدقة أو الصيام.
4- صدقة الفطر.
هي واجبة على كل مسلم، وعلى كل من تلزمه نفقته من زوجة وأولاد وخادم وأبوين، في الحديث الصحيح عن ابن عمر قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحرّ، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس في الصلاة»( ).
ثانياً: ما كان على سبيل التطوع والاستحباب، ويشمل أهم الأمور التالية:
1- الوقف الخيري.
من وسائل التكافل الوقف الخيري وهو من الصدقات المستحبة والتي يستمر خيرها، ويتجدد ثوابها إلى ما بعد الممات، وهو يشمل جميع جهات الخير من مساجد ومدارس ودور للأيتام والعجزة ومستشفيات ومعاهد وغيرها والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية : أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ( ) .
2- الوصية.
وهو أن يوصي المسلم قبل موته بجزء من ماله لجهات البر والخير.
3- العارية.
وهو الانتفاع بحوائج الغير مجاناً، كأن يستعير الرجل من جاره متاعاً ثم يرده له بعد الانتفاع به دون مقابل، وهي من أعمال الخير والإنسانية لأن الناس لا غنى لهم عن الاستعانة ببعضهم والتعاون فيما بينهم، وهي داخلة في قول الله تعالى:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. ( ).
وقد حذر الله سبحانه وتعالى من يمنع الخير عن الناس، فقال تعالى:
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ  ( )
وقد فسر ابن كثير الماعون بقوله: (سُئِلَ ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك)( )
4- الهدية أو الهبة.
من وسائل التكافل الاجتماعي والتي حث الإسلام عليها الهدية أو الهبة، وهي من العوامل التي تقوي روابط المحبة والودِّ والألفة بين فئات المجتمع؛ بل هي من موارد التكافل التي تظهر العطية بمظهر العز والكرامة، لأن الفقير لا يخجل من أخذها.

المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.
لاشك أن الدولة لها مسؤولية كبيرة وشاقة في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع، وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تفشي الفقر، والمرض، والجهل، والانحراف، والشذوذ وغيرها من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تفتك في وحدة المجتمع ( ) .
(ولا يصح في دين الله أن ترتع الدولة في البذخ والترف، وتغدو في الرفاهية والنعيم والآلاف من أبناء الشعب يقتلهم الجوع، ويذلهم الفقر، ويقعدهم المرض، ويخيم عليهم الجهل، ويتخبطون في البؤس والفاقة والحرمان، ولا يجوز في شريعة الإسلام أن تنفق الدولة على الكماليات والمظاهر، ويهمل الجانب الأكثر ضرورة والأعظم أهمية) ( ).
ولهذا نجد الحاكم مسؤول أمام الله عز وجل عن رعيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمام راعٍ ومسؤول عن رعيته…»
بل نجد أن الحاكم إذا مات وهو غاش لرعيته، مهل في أمرها، منصرف عن تحقيق التكافل، حرَّم الله عليه رائحة الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: «ما من والٍ يَلِي رَعيّةً من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة» ( ).
ويمكن أن نحدد مسؤولية الدولة في :
1) – تأمين موارد المال.
2) – توزيع المال على المستحقين.
أولاً: تأمين موارد المال.
يجب على الدولة أن تخصص بيتاً للمال، منه تكون النفقات، وبواسطته تؤمن للمحتاجين حاجتهم، وللفقراء والمرضى والعاجزين كفايتهم، وبذلك ينعم المجتمع في ظل العدالة الاجتماعية، ومن أهم الموارد المالية التي تقوم الدولة على تأمينها ما يلي:
1- جباية الزكاة.
إن الدولة حين تقوم على جباية ربع العشر من أموال الأغنياء من كل عام، وحين تأخذ من زكاة الزروع والثمار العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالمطر، ونصف العشر إذا كانت الأرض تُسقى بالآلات، وحين تشرف على جمع زكاة الركاز( ) وفيها الخمس، وحين تسعى على جمع زكاة الإبل والبقر والغنم، يتأمن لديها أموالاً ضخمة، وثروة طائلة، يكون لها الأثر الكبير في تحقيق التكافل الاجتماعي من محاربة الفقر والجهل والمرض والحرمان.
(وقد نجحت تجربة جباية الدولة للزكاة في العصور الإسلامية الزاهرة حتى أدى الأمر أنها لا تجد من يأخذها للكفاية والاغتناء) ( ).
2- الاستفادة من الوقف الخيري.
وذلك أن الدولة إذا أحسنت الاستفادة من أموال الوقف، ركَّزت في المجتمع دعائم التكافل، وأمَّنت للفقراء والمحتاجين والمساكين والأيتام واللقطاء والأرامل والمطلقات والعجزة والشيوخ ما يسد حاجتهم ويصون كرامتهم، ويحفظهم من ذل السؤال ولا يتم ذلك إلا إذا فتحت الدولة من أموال الوقف دار للعجزة، وأخرى للأيتام واللقطاء، ومدرسة للأيتام، ومستشفيات للمرضى الفقراء، وغيرها من مشاريع البر والخير.
ثانياً: توزيع المال على المستحقين.
( حدد الله سبحانه وتعالى مصارف الزكاة يقول:
إِنَّمَا الصَّدَقَات لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَالْعَامِلِين عَلَيْهَا وَالْمُؤْلَفَةُ قُلُوبَهُمْ، وَفِي الرِّقَاب وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وابْنُ السَّبِيل، فَرِيضةً مِنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيم( ) .
فالفقير من كان محتاجاً ولا يكفيه دخله لسد حاجاته، والمسكين المحتاج الذي لا يجد ما ينفعه، والعاملون على الزكاة هم الذين تعينهم الدولة لجبايتها فلهم أن يأخذوا منها كفايتهم والمؤلفة قلوبهم الجماعة من المسلمين وغير المسلمين الذي يراد تأليف قلوبهم للإسلام والمسلمين، والرقاب العبيد يعطون من الزكاة ما تحرر رقابهم، والغارمون من لزمهم الدين ولا يملك نصاباً فاضلاً عن دينه وابن السبيل المسافر الذي انقطعت به الطريق ولو كان غنياً في بلده وسبيل الله المجاهد والمجاهدين) ( )
قلت: أما يتعلق في موارد غير الزكاة، فعلى الدولة أن تصرفها على من تشاء بشرط أن يكونوا مستحقين.

الخـاتمـة
بعد أن يسَّر الله عزَّ وجل بجوده، ومنَّهِ الانتهاء من بحث التكافل الاجتماعي في الإسلام يتبين لنا ما يلي:
1- التكافل الاجتماعي جزء من عقيدة المسلم، وهو مرتبط بها ولذلك أثر واضح في إمكان تطبيقه بكل يسر وسهولة.
2- التكافل الاجتماعي نظام أخلاقي يقوم على الحب والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله عزَّ وجل.
3- التكافل الاجتماعي يوفق بين مصلحة المجتمع ومصلحة الفرد، فلا تهدر مصلحة المجتمع ولا يقضي على نشاط الفرد وحريته وانطلاقه في بناء المجتمع.
4- التكافل الاجتماعي لا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية؛ بل يشمل أيضاً المعنوية.
5- التكافل الاجتماعي يقوم على تعاون المجتمع لا على تعاديها وصراعها.
6- التكافل الاجتماعي سهل المأخذ، يرضى جميع فئات المجتمع، ويحقق مصالح الجميع.
7- التكافل الاجتماعي يقرب بين فئات المجتمع ويقلل من الفوارق بينهم.
وفي الختام.. هذا ما جاء به اليراع.. وهو جهد المُقل..
والله أسأله أن يتجاوز عن التقصير ويغفر الزلل، إنه سميع مجيب،
كما أساله التوفيق والسداد للجميع..
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

الباحثة
مضاوي نايف المطيري
قائمة المصادر والمراجع
1- أصول المجتمع الإسلامي، د. جمال الدين محمد محمود، الطبعة الأولى 1992م- دار الكتاب المصري – القاهرة.
2- تفسير القران العظيم، ابن كثير الدمشقي، الطبعة الأولى 1999م – مكتبة الرشد الرياض.
3- التكافل الاجتماعي في الإسلام، د. مصطفى السباعي، الطبعة الأولى 1998م، دار الورَّاق – بيروت.
4- التكافل الاجتماعي في الإسلام، الأستاذ. عبد الله علوان ، دار السلام، القاهرة.
5- التكافل الاجتماعي في الإسلام،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
6- تنظيم الإسلام للمجتمع،الشيخ محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي – القاهرة.
7- رعاية الفئات الخاصة – د. سلامة البلوي، الطبعة الأولى

موفقة

التكافل الاجتماعي

موفقة يارب,,

جاري تعديل العنوان..

وهذا اعتقد هو نفسه التقرير الاولي..

بس مع المصادر,,

في المرفق,,

^^

السسلام عليكم
ما قصصرتي الرمش
موفقة

تـس ـلم إيديـ نـج
والله يـ ع ـطـيـج الـ ع ـآفـيه
ع ـسى ماننـ ح ـرم من روع ـة ج ـديدج
تـ ح ــيآتي الـ ع ـطره

مشكورين ع الردود الحلوةةة ^^^^^^

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير / بحث / عن التفاوت الاجتماعي والنضالات الاجتماعية عبر التاريخ للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

التفاوت الاجتماعي في المجتمع الرأسمالي المعاصر

في بلجيكا، يوجد توزيع هرمي للثروة وللسلطة الاجتماعية. ففي قاعدة هذا الهرم، نجد ثلث المواطنين لا يملكون شيئا سوى ما يكسبونه ويصرفونه، سنة بعد سنة. إنهم غير قادرين على الادّخار ولا على التملك. وفي قمة الهرم، نجد 4% من المواطنين يملكون نصف الثروة القومية الخاصة. إن ما يقل عن 1% من البلجيكيين يملكون أكثر من نصف ثروة البلاد المنقولة. وبينهم 200 عائلة تتحكم بالشركات الكبرى (holdings) التي تسيطر على مجمل الحياة الاقتصادية القومية.

إن دراسة نشرها حديثا معهد الإحصاءات والدراسات الاقتصادية القومي أشارت إلى أن 50% من الأمة الفرنسية لم يكونوا يملكون أكثر من 5% من الثروة القومية عام 1975، بينما نصف هذه الثروة بين أيدي أقل من 10% من الأسر، وذلك مع حسبان المساكن وودائع صناديق التوفير في فئة «الثروات». أمّا ثروة 1% من الأسر الأكثر ثراء فقد ازدادت بين عامي 1949 و1975 بوثيرة مقدارها ضعفا ثروة الأسر ذات المداخيل المتواضعة.

أما في الولايات المتحدة، فقد جاء في تقدير إحدى لجان مجلس الشيوخ أن ما يقل عن 1% من العائلات الأمريكية تملك 10% من جميع أسهم الشركات المساهمة، وأن 0,2% من العائلات تملك أكثر من ثلثي هذه الأسهم. وفي سويسرا، يملك 2% من السكان أكثر من 67% من الثروة الخاصة.

ولما كان مجمل الصناعة والقطاع المالي الأمريكيين (عدا بعض الاستثناءات) منظما على أساس «الشركة المغفلة»، نستطيع القول أن لدى 99% من المواطنين الأمريكيين سلطة اقتصادية أدنى مما لدى 0,1% من السكان.

ليس تفاوت المداخيل والثروات واقعا اقتصاديا وحسب، بل يستتبع تفاوتا في احتمالات البقاء، تفاوتا أمام الموت. هكذا نجد أن معدل وفيات الأطفال كان في عائلات العمال غير المتخصصين، في بريطانيا، قبل الحرب، أكثر من ضعفي ما كان في العائلات البورجوازية. وتشير إحصائية رسمية إلى أن معدل وفيات الأطفال ارتفع في فرنسا، سنة 1951، إلى 19,1 وفات لكل ألف ولادة في المهن الحرة، و23,9 وفاة في البورجوازية الرأسمالية، و28,2 وفاة عند موظفي التجارة، و34,5 وفاة عند التجار، و36,4 وفاة عند الحرفيين، و42,5 وفاة عند العمال المتخصصين، و 44,9 وفاة الفلاحين والعمال الزراعيين، و51,9 وفاة عند العمال نصف المتخصصين و61,7 وفاة عند العمال غير المتخصصين! هذه النسب لم تتغير عمليا حتى اليوم، بالرغم من أن معدل وفيات الأطفال قد انخفض في جميع الفئات.

وقد نشرت مؤخرا الصحيفة البلجيكية المحافظة «لاليبر بلجيك» دراسة مكربة تتعلق بتكوّن اللغة عند الطفل. تؤكد هذه الدراسة أن العبء الإضافي الذي غالبا ما يعاني منه طفل عائلة فقيرة خلال السنتين الأوليين من حياته، من جراء التخلف الثقافي الذي يفرضه المجتمع الطبقي، هذا العبء يجرّ عواقب دائمة من حيث إمكانية استيعاب مواضيع علمية، وهي عواقب لا يستطيع تعليم «متساو»، لا يقصد التعويض قصدا، أن يبطلها. فإن عبارة الروائي التي تقول أن التفاوت الاجتماعي يخنق تطور ألوف من أمثال موزار وشيكسبير وأينشتاين بين أولاد الشعب، هذه العبارة ما زالت صحيحة للأسف حتى في عصر دولة الخدمات الاجتماعية (Welfare state)!

وفي عصرنا هذا، لا يتوجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية القائمة داخل كل بلد وحسب. بل يهم أن نأخذ أيضا بعين الاعتبار التفاوت القائم بين عدد قليل من البلدان المتقدمة صناعيا والقسم الأعظم من البشرية الذي يعيش في البلدان المسماة بالمتخلفة (البلدان المستعمَرة والشبه المستعمَرة).

فالولايات المتحدة تنتج أكثر من نصف الإنتاج الصناعي وتستهلك أكثر من نصف العديد من المواد الأولية الصناعية في العالم الرأسمالي. ويتصرف 550 مليونا من الهنود بكميات من الفولاذ والطاقة تقل عما يتصرف به 9 ملايين من البلجيكيين. أمّا الدخل الفردي الواقعي في أفقر بلدان العالم فلا يتعدى 8% من الدخل الفردي في البلدان الأخرى. ولا يحصل 67% من سكان الكرة الأرضية سوى على 15% من الدخل العالمي. وفي الهند، يبلغ عدد الأمهات اللواتي يمتن من جراء العواقب المباشرة للأمومة، في مقابل كل 100 ألف ولادة، ثلاثين ضعف عددهن في الولايات المتحدة.

نتائج: يأكل المواطن الهندي كل يوم ما لا يزيد عن نصف الحراريات التي يتناولها مواطن البلدان المتقدمة في الغرب. والعمر المتوسط الذي يتعدى 65 عاما في الغرب، ليصل إلى 70 عاما في بعض البلدان، يكاد لا يبلغ 30 عاما في الهند.

2- التفاوت الاجتماعي في المجتمعات السابقة

نجد تفاوتا اجتماعيا مماثلا للذي هو قائم في العالم الرأسمالي، في جميع المجتمعات السابقة التي تعاقبت خلال التاريخ (أي خلال تلك المرحلة من وجود البشرية على الأرض، التي نملك عنها شهادات خطية).

هاكم وصفا لبؤس الفلاحين الفرنسيين في نهاية القرن 17 نقلناه عن «أطباع» لا برويير [20]:

«نرى بعض الحيوانات المتوحشة، ذكورا وإناثا، منتشرة في الريف، سوداء، دكناء، حرقتها الشمس، مرتبطة بالأرض التي تنبشها وتحركها بمثابرة لا تقهر. لها ما يشبه الصوت الناطق، وعندما تقف على أرجلها، تظهر وجها إنسانيا وهي بالفعل من البشر. ينسحبون عند المساء إلى أوكار، حيث يعيشون من الخبز الأسود والماء والجذور…».

قارنوا هذه الصورة عن فلاحي ذلك العصر بصورة الحفلات الباهرة التي أقامها لويس الرابع عشر [21] في حديقة قصر فرساي، قارنوها بتخمة النبلاء وإسراف الملك، تكونون قد رسمتم صورة أخّاذة عن التفاوت الاجتماعي.

في مجتمع بداية العصر الوسيط [22] الذي شهد هيمنة القنانة، كان السيد النبيل يستأثر في معظم الأحيان بنصف عمل الفلاحين الأقنان أو بنصف محصولهم. وكان ثمة أسياد عديدون يعمل على أرضهم مئات بل ألوف الأقنان. فكان كل سيد يحصل سنويا على ما يساوي محصول مئات بل ألوف الفلاحين.

وكان الأمر على هذه الصورة في شتى مجتمعات الشرق الكلاسيكي (مصر، سومر، بابل، فارس، الهند، الصين، الخ) حيث كان المجتمع قائما على الزراعة وكان الملاك العقاريون أمّا أسيادا أو ملوكا (يمثلهم كتبة وكلاء لمصلحة الضرائب الملكية).

لقد ترك لنا كتاب «هجاء المهن» الذي كـُتب في مصر الفرعونية، قبل 3500 عام، صورة عن الفلاحين الذين استغلهم هؤلاء الكتبة الملكيون وقد قارنهم المزارعون الناقمون بالحيوانات الضارة والحشرات الطفيلية.

أمّا العصور القديمة اليونانية والرومانية، فقد كان قائما على العبودية. وإذا استطاع ذلك المجتمع أن يبلغ مستوى عاليا من الثقافة، فسبب الأمر يعود جزئيا إلى أن سكان المدن القديمة تمكنوا من تخصيص قسم هام من وقتهم لنشاطات سياسية وثقافية وفنية ورياضية، حيث تُرك العمل اليدوي أكثر فأكثر للعبيد وحدهم.

3- التفاوت الاجتماعي والتفاوت الطبقي

ليست كل تفاوت اجتماعي بتفاوت طبقي. فإن الفرق بين أجر عامل غير متخصص وأجر عامل ذي اختصاص عال لا يجعل منهما عضوي طبقتين اجتماعيتين مختلفتين.

إن التفاوت الاجتماعي تفاوت يمد جذوره في بنية الحياة الاقتصادية وسيرها الطبيعي، وتحافظ عليه المؤسسات الاجتماعية والقانونية الرئيسية في عصره، وتزيد من حدته.

فلنوضح هذا التعريف ببعض الأمثلة:

لكي يصبح المرء رب عمل كبير في بلجيكا، عليه جمع رساميل تقدر بنصف مليون فرنك [23] مقابل كل عامل يجري استئجاره. إن مصنعا صغيرا يستخدم 100 عامل يتطلب بالتالي جمع رأسمال لا يقل عن 100 مليون فرنك. والحال أن أجر العامل الصافي لا يتعدى أبدا تقريبا 200 ألف فرنك سنويا فحتى إذا عمل خمسين عاما دون أن يصرف فلسا واحدا للأكل والعيش، لا يستطيع العامل جمع ما يكفي من المال ليصبح رأسماليا. فالعمل المأجور، الذي هو أحد ميزات بنية الاقتصاد الرأسمالي، يشكل إذا أحد جذور انقسام المجتمع الرأسمالي إلى طبقتين مختلفتين بالأساس: الطبقة العاملة التي لا تستطيع أبدا أن تصبح بواسطة مداخيلها مالكة وسائل إنتاج، وطبقة مالكي وسائل الإنتاج أو الرأسماليين.

صحيح أنه يوجد إلى جانب الرأسماليين بحصر المعنى بعض التقنيين الذين يستطيعون أن يصلوا إلى مراكز إدارة المنشآت. غير أن التكوين التقني المطلوب هو تكوين جامعي. والحال أن 5 إلى 7% فقط من الطلاب الجامعيين في بلجيكا، في العقود الأخيرة، هم من أبناء العمال… والحالة هي نفسها في معظم البلدان الامبريالية.

إن المؤسسات الاجتماعية تقطع الطريق إلى الملكية الرأسمالية أمام العمال، سواء من جهة مداخيلهم أو من جهة نمط التعليم العالي. هذه المؤسسات تبقى انقسام المجتمع إلى طبقات كما هو قائم اليوم، وتحافظ عليه وتديمه.

حتى في الولايات المتحدة حيث يحلو لبعضهم أن يذكروا أمثالا عن «أبناء عمال مجتهدين أصبحوا من أصحاب المليارات بفضل دأبهم في العمل»، تبيّن نتيجة استقصاء أن 90% من مدراء المنشآت الهامة ذوو أصول برجوازية كبيرة ومتوسطة.

هكذا نجد عبر التاريخ تفاوتا اجتماعيا تبلور في تفاوت طبقي. ففي كل مجتمع من المجتمعات المذكورة، نجد طبقة من المنتجين تعيل بعملها المجتمع بأسره وطبقة مسيطرة تعيش من عمل الغير: فلاحون وكهنة أو أسياد أو كتبة في إمبراطوريات الشرق، عبيد وأسياد عبيد في العصور القديمة اليونانية والرومانية، أقنان وأسياد إقطاعيون في بداية العصر الوسيط، عمال ورأسماليون في العصر البرجوازي.

4- المساواة الاجتماعية في ما قبل التاريخ البشري

غير أن التاريخ لا يشكل سوى جزء بسيط من حياة البشرية على الكرة الأرضية. فقد سبقه ما قبل التاريخ، أي تلك المرحلة من وجود البشرية التي كانت خلالها الكتابة والحضارة مجهولتين. وقد بقيت بعض الشعوب البدائية في شروط العيش ما قبل التاريخية حتى زمن قريب، بل حتى أيامنا هذه. والحال أن البشرية جهلت التفاوت الطبقي طوال القسم الأعظم من وجودها ما قبل التاريخي.

وسوف يتضح لنا الفرق الأساسي بين جماعة بدائية ومجتمع طبقي من خلال استعراضنا لبعض مؤسسات تلك الجماعات.

فقد حدثنا العديد من علماء الأناسة (أنتربولوجيا) عن عادة نجدها عند شعوب بدائية كثيرة وهي عادة تنظيم احتفالات مسهبة بعد الحصاد. وقد وصفت لنا عالمة الأناسة مارغريت ميد هذه الاحتفالات عند شعب آرابيش البابو [24] في غينيا الجديدة، حيث جميع الذين حصدوا محصولا فوق المتوسط، يدعون عائلاتهم بكاملها وجميع جيرانهم إلى المشاركة في احتفالات تستمر حتى استهلاك القسم الأعظم من فائض ذلك المحصول. وتضيف مارغريت ميد: «إن هذه الاحتفالات تشكل إجراء ملائما لمنع الفرد من مراكمة ثروات..»

من جهة أخرى، درس عالم الأناسة آش نظام وتقاليد قبيلة قطنت جنوب الولايات المتحدة، هي قبيلة الـهوبي. في هذه القبيلة، وبخلاف مجتمعنا، يعتبر مبدأ المزاحمة الفردية مبدأ مدانا من وجهة النظر الأخلاقية. فعندما يلعب الأولاد الـهوبي ألعابا رياضية، لا يحسبون أبدا العلامات ويجهلون من «ربح».

إن المشاعات البدائية التي لم تنقسم بعد إلى طبقات، عندما تمارس الزراعة كنشاط اقتصادي رئيسي وتحتل أرضا معينة، لا تقوم باستثمار الأرض جماعيا. بل تحصل كل عائلة على حقل تستثمره لفترة. بيد أن الحقول يعاد توزيعها مرارا للحؤول دون تمتع أي عضو من أعضاء المشاعة بامتيازات على حساب الآخرين. أمّا المروج والغابات فإن استثمارها جماعي. إن نظام المشاعة القروية هذا، المبني على غياب الملكية الخاصة للأرض، قد وجد عند البحث في نشوء الزراعة لدى جميع شعوب العالم تقريبا. أنه يثبت أن المجتمع في تلك الفترة لم يكن منقسما إلى طبقات على صعيد القرية.

أمّا الأفكار الشائعة التي تردد دائما والقائلة أن التفاوت الاجتماعي يجد جذوره في تفاوت مواهب الأفراد أو كفاآتهم، وأن انقسام المجتمع إلى طبقات هو نتاج «أنانية الإنسان الغريزية» وبالتالي نتاج «الطبيعة الإنسانية»، فهي أفكار لا أساس علمي لها. إن اضطهاد طبقة اجتماعية لطبقة أخرى ليس نتاج «الطبيعة الإنسانية»، بل نتاج تطور تاريخي للمجتمع. إنه اضطهاد لم يكن موجودا دوما ولن يبقى إلى الأبد. فلم يكن ثمة أغنياء وفقراء دوما ولن يبقى أغنياء وفقراء إلى الأبد.

5- التمرد ضد التفاوت الاجتماعي عبر التاريخ

إن انقسام المجتمع إلى طبقات والملكية الخاصة للأرض ولوسائل الإنتاج ليسا إطلاقا، إذا، نتاج «الطبيعة الإنسانية». إنهما نتاج تطور للمجتمع وللمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية. وسوف نرى لماذا نشآ وكيف سيزولان.

في الواقع، ما أن يظهر انقسام المجتمع إلى طبقات حتى يبدي الإنسان حنينه إلى الحياة المشاعية القديمة. ونجد تعبيرات هذا الحنين في حلم «العصر الذهبي» الذي يقال أنه ساد عند فجر وجود البشرية على الأرض والذي وصفه الأدباء الكلاسيكيون الصينيون، شأنهم في ذلك شأن الكتاب الإغريق واللاتينيين. ويقول فرجيليوس [25] بوضوح أن المحاصيل، في ذلك العصر الذهبي، كان يجري تقاسمها جماعيا، أي أن الملكية الخاصة لم تكن موجودة.

هذا وقد اعتبر العديد من الفلاسفة والعلماء الشهيرين أن انقسام المجتمع إلى طبقات يشكل مصدر القلق الاجتماعي، وقد وضعوا مشاريع لإزالة هذا الانقسام.

هو ذا الفيلسوف اليوناني أفلاطون [26] يحدد أصل المصائب التي تصيب المجتمع: «حتى أصغر مدينة منقسمة إلى قسمين، مدينة فقراء ومدينة أغنياء تتعارضان (وكأنهما) في حالة حرب».

كذلك، فإن الشيع اليهودية التي تكاثرت في عصر المسيح ومن ثم آباء الكنيسة المسيحية الأول الذين حافظوا على تراث تلك الشيع بين القرن الثالث والخامس الميلاديين، كانوا دعاة متحمسين لعودة إلى مشاعية الأملاك. فقد كتب القديس برنابا: «لن تتكلم أبدا عن ملكيتك، لأنك إذا كنت تنعم بثرواتك الروحية بالمشاع، فحري أن تنعم بثرواتك المادية بالمشاع». وقد ألقى القديس قبريانوس مرافعات عديدة دعا فيها إلى تقاسم الثروات المتساوي بين جميع الناس. وكان القديس يوحنا فم الذهب أول من صاح: «الملكية هي السرقة». والقديس أوغسطينوس، حتى هو، بدأ بإلقاء مسؤولية العنف والصراعات الاجتماعية على الملكية الخاصة، قبل أن يغير لاحقا وجهة نظره.

وقد استمر هذا التقليد طوال العصر الوسيط، لا سيما عند القديس فرنسيس الاسيزي وعند رواد الإصلاح [27]. هاكم ما قاله الرائد الإنكليزي جون بول في القرن الرابع عشر: «يجب إلغاء القنانة وجعل جميع البشر متساوين. إن الذين يسمون بالأسياد يستهلكون ما ننتجه نحن.. إن ترفهم ناتج عن كدحنا».

وفي العصر الحديث، أخيرا، نرى مشاريع مجتمع المساواة تصبح أدق وأدق، سيما في كتاب «يوتوبيا» للإنكليزي توماس مور، وكتاب «مدينة الشمس» للإيطالي توماس كامبانيللا، وكتابات الفرنسي فوراس داللي (القرن 17)، وفي «وصية جان ميلييه» و«قانون الطبيعة» للفرنسي موريللي (القرن 18).

وإلى جانب هذا التمرد الفكري ضد التفاوت الاجتماعي، كانت ثمة تمردات فعلية لا تحصى، أي انتفاضات من قبل الطبقات المضطهَدة ضد مضطهِديها. إن تاريخ جميع المجتمعات الطبقية هو تاريخ الصراعات الطبقية التي تمزقها.

6- الصراعات الطبقية عبر التاريخ

إن الصراعات بين الطبقة المستغِلة والطبقة المستغَلة أو بين مختلف الطبقات المستغِلة تتخذ أكثر الأشكال تنوعا حسب المجتمع المعني ومرحلة تطوره المحددة.

هكذا فقد حصلت تمردات عديدة في مجتمعات ما يسمى بـ «نمط الإنتاج الآسيوي» (إمبراطوريات الشرق الكلاسيكي). وقد تعاقبت انتفاضات فلاحية لا تحصى في تاريخ السلالات التي سادت بالتتالي في الإمبراطوريات الصينية. وشهدت اليابان أيضا عددا كبيرا من الانتفاضات الفلاحية ، خاصة في القرن الثامن عشر.

وقد عرفت العصور القديمة اليونانية والرومانية سلسلة غير منقطعة من تمردات العبيد -كان أشهرها بقيادة سبارتكوس – التي ساهمت إلى حد بعيد في سقوط الإمبراطورية الرومانية. ونشب بين «الأحرار» صراع عنيف بين طبقة من الفلاحين المستدينين وتجار- مرابين، بين غير مالكين ومالكين.

وفي العصر الوسيط، في ظل النظام الإقطاعي، جرت صراعات طبقية بين الأسياد الإقطاعيين وبلدات حرة قائمة على الإنتاج البضاعي الصغير، وبين الحرفيين والتجار داخل هذه البلدات، وبين بعض الحرفيين المدينيين والفلاحين المجاورين للمدن. وجرت بالأخص صراعات طبقية عنيفة بين النبلاء الإقطاعيين والفلاحين الذين حاولوا التخلص من النير الإقطاعي، واتخذت هذه الصراعات أشكالا ثورية تماما في عاميات فرنسا وحروب الفلاحين في إنكلترا وبوهيميا وألمانيا في القرن السادس عشر.

وعرفت الأزمنة الحديثة صراعات طبقية بين النبلاء والبرجوازية، وبين المعلمين الحرفيين والصناع، وبين رجال المصارف والتجار الأغنياء من جهة و«السواعد العارية» في المدن من الجهة الأخرى، الخ.. هذه الصراعات هي مقدمة الثورات البرجوازية والرأسمالية الحديثة ونضال البروليتاريا الطبقي ضد البرجوازية

المراجع

ك. ماركس وف. إنجلس البيان الشيوعي.

ف. إنجلس، دحض دوهرنغ (الجزءان الثاني والثالث).

ماكس بير، تاريخ الاشتراكية.

ك. كاوتسكي، مصادر الاشتراكية، توماس مور.

مورتون، الطوبى الإنكليزية
م/ن

مشكورة
ويزاج الله الف خير

جٌمُيًل جٌدأ

شٌكُرأ لجٌ

اللُـه يـٌعُطــًيًـكٌمُ الصٌــحًه و العُــآآفًيــٌه

و كُــل عًـآآآم و انـُتـًمٌ بٌخُـيًر

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف السادس

ورقة عمل عن درس التكافل الاجتماعي لمادة التربية الاسلامية الصف السادس الصف السادس

**التكافل الآجتماعي **
أولاً مجالات التكافل الاجتماعي:
1- التكافل بين أفراد الآسرة.
أ-………………………………………….. ….
ب-………………………………………….. .
ج- ………………………………………….. .
2- التكافل بين أفراد المجتمع:
أ- رعاية كبار السن.
ب- كفالة الأيتام.
ج- احترام حق الجار.
د- تأدية حق الضيف.
و- …………………………………………
ي- ……………………………………….
التكافل مع الأمة الأسلامية:
أ‌- مساعدة الدول الفقيرة.
ȝ- ………………………………………
ʝ- ………………………………………
أنشطة
ضع علامة (صح)أمام ما يدل علي التكافل الاجتماعي:
( ) قرر ماجد وزملاؤة شراء ملابس العيدلزميلهم الفقير.
( ) وزع أحد رجال الآعمال مساعدات ماليه علي الأسر الفقيرة.
( ) تبرع أحد التجار لبناء دار للأيتام.
( ) افتتح مجموعه من التجار محلاً لبيع العطور.
( ) تبرع أحد الطلاب بالدم لأحد المحتاجين في المستشفي.
اكتب الكلمات الناقصة في المخطط الاتي:
مجالات التكافل
بين الفردو……………… بين…………………..
مثل
رعاية…………..كفالة………………كفالة… ……………احترام حق………………تأدية حق……….

التصرف النتيجة
امتنع الناس عن كفالة الأيتام ………………………………………….. …….
………………………………………….. ……
امتنع ألناس عن توجيه النصح للأخرين ………………………………………….. …….
………………………………………….. …….
الحرص علي التكافل بين الجيران ………………………………………….. ……..
………………………………………….. ………
إغاثة المنكوبين ………………………………………….. ……..
………………………………………….. ……..
ماذا أفعل في المواقف الآتية:
1- احتاج زميلي إلي مشورة في أمر سيقدم عليه.
………………………………………….. ………………………………………….. ….
2- لم يجد زميلي وسيل مواصلات تحمله الي المدرسة.
………………………………………….. ………………………………………….. …
طرح الآختصاصي الآجتماعي فكرة إقامة سوق خيري لبيع ألعاب الأطفال المستعملة لصالح الأطفال الأيتام.
………………………………………….. ………………………………………….. ……………

منقول

شكرا لك جزيلا

Yeslamo0o

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بوربوينت علم اجتماع درس الأسرة_ التغير الاجتماعي – الحراك الاجتماعي -التعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المرفقات

م/ن

الملفات المرفقة

وعليكم آلسلام والرحمه ,

مآنخلآ , نرقب آلزود (=

وعليــكم الســـلام ورحمة الله وبركاته

جٌمُيًل جُدأ

شٌكُرأ لجٌ

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف السادس

تقرير عن التكافل الاجتماعي للصف السادس

لو سمحتوا بغيت تقرير عن الهمة والنشاط بليييييييييييييييييييييييييييز في اسرع وقت لاني محتاجتنه بسرعة …………………. وشكرا

مشكورين على الموضوع تقرير مهم ومفيد

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oroba مشاهدة المشاركة
مشكورين على الموضوع تقرير مهم ومفيد

مشكورين على الموضوع تقرير مهم ومفيد

وين البحث

مشكورين

السموحه ما حصلت الطلب ..

انااا ابي بعد دورت ومالقيت بس اذا لقيت انشالله بحطلج

مالقيت مال ^الهمة و النشاط^

بس لقية *^التكافل الاجتماعي ^*

التكافل الاجتماعي في الإسلام

مفهوم التكافل الاجتماعي :
يقصد بالتكافل الاجتماعي : أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له أن عليه واجبات للآخرين وخاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم .

نطاق التكافل الاجتماعي في الإسلام
إن المجتمع المسلم هو الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ونظاما وخلقا وسلوكاً وفقا لما جاء به الكتاب والسنة واقتداء بالصورة التي طبق بها الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده. وعندما يلتزم المجتمع بهذه القاعدة يجد التكامل الاجتماعي مكانه بارزاً في المجتمع بحيث تتحقق فيه جميع مضامينه، ذلك أن الإسلام قد أهتم ببناء المجتمع المتكامل وحشد في سبيل ذلك جملة من النصوص والأحكام لإخراج الصورة التي وصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك المجتمع بقوله : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " [ البخاري و مسلم ] لذا : فإن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصورا على النفع المادي وإن كان ذلك ركن أساس فيه -بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفرادا وجماعات، مادية كانت تلك الحاجة أو معنوية أو فكرية على أوسع مدى لهذه المفاهيم، فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة .
والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس معنياً به المسلمين المنتمين إلى الأمة المسلمة فقط ، بل يشمل كل بني الإنسان على اختلاف مللهم واعتقاداتهم داخل ذلك المجتمع كما قال الله تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " [ الممتحنة : 8 ] ذلك أن أساس التكافل هو كرامة الإنسان حيث قال الله تعالى : " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " [ الإسراء : 7 ]

مجال التكافل الاجتماعي في الإسلام
إن التكافل الاجتماعي في الإسلام يعد غاية أساسية تتسع دائرته حتى تشمل جميع البشر مؤمنهم وكافرهم فقد قال الله تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " [ الحجرات : 113 ] يتدرج ليشمل الإنسانية جمعاء حيث يبدأ الإنسان المسلم بدائرته الذاتية ثم دائرته الأسرية ثم محيطه الاجتماعي ثم إلى تكافل المجتمعات المختلفة .
التكافل بين المرء وذاته . الإنسان مسؤول عن نفسه أولا فهو مسؤول عن تزكيتها وتهذيبها وإصلاحها ودفعها إلى الخير وحجزها عن الشر . قال الله تعالى : " ونفس وما سوها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسها " [ الشمس : 7 ] كما أنه مسؤول عن حفظها ورعاية صحتها وتمتعها في حدود المباح . قال الله تعالى : " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين " [ القصص : 77 ] ثم إنه منهي عن إتلاف نفسه وإضعافها وتعذيبها فقد نهى الله تعالى عن الانتحار بقوله : " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " [ النساء : 29 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل نفسه بحديدة .فحديدته في يده يجأ بها في بطنه نار في جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " [ البخاري ] كما يحرم عليه تعاطي كل ما يؤثر على صحته أو عقله ، فإن من المقاصد العامة الضرورية للشريعة الإسلامية حفظ النفس والعقل والمال . قال الله تعالى :في الخمر " يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " [ المائدة : 90 ]
التكافل داخل الأسرة :
لقد أكد الإسلام على التكافل بين أفراد الأسرة وجعله الرباط المحكم الذي يحفظ الأسرة من التفكك والانهيار، ويبدأ التكافل في محيط الأسرة من الزوجين بتحمل المسؤولية المشتركة في القيام بواجبات الأسرة ومتطلباتها كل بحسب وظيفته الفطرية التي فطره الله عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها " [ البخاري و مسلم ] ويأتي تقسيم وتوزيع المسؤوليات داخل البيت بين الرجل والمرأة بما يضمن قيام الأسس المادية والمعنوية التي تقوم عليها الأسرة فالله سبحانه وتعالى يخاطب أرباب الأسر رجالا ونساء – بقوله : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " [ التحريم : 46 ] ولا تتم هذه الوقاية إلا بالتبصر بالحق وتعليم العلم النافع والإرشاد إلى أبواب الخير وهذا هو قوام التكافل العلمي والتثقيفي للأسرة ، وهو مسؤولية مشتركة بين الزوجين فكلما وجد أحدهما في الآخر تقاعسا أو تقصيرا نبهه وأرشده إلى الصلاح والإصلاح . قال الله تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " [ التوبة : 71 ] وقد حث الإسلام على تنمية الود والحب الغريزي بين الرجل والمرأة في حياتهم الزوجية فقال تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " [ الروم : 21 ]
وأرسى لتحقيق ذلك مبادئ وضمانات عديدة منها :
أ: حفظ الحقوق بين الزوجين : قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " [ البقرة : 228 ]
ب: حسن اختيار الزوجة والزوج :
ذلك أن الأسرة هي الخلية التي ينشأ فيها الأبناء ، لذا : لزم أن تكون هذه الخلية صالحة من أساسها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " [ البخاري ] وأما فيما يختص باختيار المرأة لزوجها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" [ ابن ماجة ] وقال الله تعالى : " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون " [ البقرة : 221 ]
ج: حسن المعاملة بينهما :
فقد حث الإسلام على المعاملة الحسنة بين الزوجين وثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة فقد قال الله تعالى :" وعاشروهن بالمعروف " [ البقرة : 231 ] وقال الله تعالى : " فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف" [ البقرة : 231 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم " [ الترمذي ] وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس معاشرة لأزواجه وأحسن الناس رفقا بهم . وكان يمازحهن ويساعدهن في أعمالهن ويسامحهن فيما يقع منهن من أخطاء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " [ ابن ماجه ]
د: الإنفاق على الأسرة :
ذلك أن المال قوام الحياة المادية ، والمرأة داخلة في ولاية زوجها فهو مسؤول عنها بالنفقة ، قال الله تعالى : " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ، لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا " [ الطلاق : 6 ] بل إن الإسلام قد أوجب النفقة للزوجة على الزوج حتى لو كانت مطلقة فإن النفقة والسكن واجبة عليه طول فترة العدة- وهي المدة التي تنتظرها المرأة المطلقة ولا تتزوج من غيره إستبراء للرحم – كما أن الزوج يدفع لها ثمن إرضاعها لابنه منها حال طلاقها قال الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى " [ الطلاق : 6 ]
ه/ الاعتناء بالأولاد رعاية وتربية :
لقد أكد الإسلام حق الأولاد الصغار في الرعاية والتربية وجعل ذلك أهم واجبات الأبوين فلم يكتف الإسلام بالدافع الفطري لقيام الأبوين بواجبها بل عزز ذلك بقواعد محددة تضمن للأولاد النشوء في صورة مثلى تكفل لهم حقوقهم كاملة . فمنذ الولادة نص على استكمال الرضاعة قال الله تعالى : "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" [ البقرة : 233 ] كما جعل له الحق في التربية قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " [ التحريم : 6 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " [ أبو داود ]
التكافل داخل الجماعة :
لقد أقام الإسلام تكافلا مزدوجا بين الفرد والجماعة فأوجب على كل منهما التزامات تجاه الآخر ومازج بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة بحيث يكون تحقيق المصلحة الخاصة مكملا للمصلحة العامة وتحقيق المصلحة العامة متضمنا لمصلحة الفرد، فالفرد في المجتمع المسلم مسؤول تضامنيا عن حفظ النظام العام وعن التصرف الذي يمكن أن يسيء إلى المجمع أو يعطل بعض مصالحه قال الله تعالى : " المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " [ التوبة : 71 ] كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالا ومؤثرا في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة : 2 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " [ متفق عليه ] وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثلية رائعة حيث قال : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاونهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " [ مسلم ] من جانب آخر فإن الجماعة أيضا مسؤولة عن حفظ حرمات الفرد وكفالة حقوقه وحرياته الخاصة : قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعد الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا " [ الحجرات : 13 ] وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصورة التكافلية في مثال رائع بقوله : " مثل القائم على حدود الله – أي القائم على حفظ النظام العام للمجتمع وأفراده – والواقع فيه كمثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا هذا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " [ البخاري ]
4/وأما التكافل بين جميع المجتمعات الإنسانية فهو الذي ترسم ملامحه الآية الكريمة " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " [ الحجرات : 113 ] فهي تعلن مبادئ تكافل دولي بموجبه تنتظم كافة المجتمعات الإنسانية في رباط عالمي هدفه النهائي والحقيقي إقامة مصالح العالمين ودفع المفاسد عنهم وتبادل المنافع فيما بينهم، مادية ومعنوية، علمية وثقافية واقتصادية مع الحفاظ على خصوصيات كل مجتمع وكيان دون تهديد لتلك الخصوصيات بما يهدمها أو يلغيها، وأساس ذلك إحساس الجميع بوحدة أصلهم ومنشئهم ومصيرهم . وهذا التكافل لا يقف عند تحقيق مصالح الجيل الحاضر بل يتعدى ذلك إلى نظرة شاملة تضع في الاعتبار مصالح أجيال المستقبل وهو ما من شأنه أن يسهم في حل كثير من الأزمات المعاصرة ويحاصر كثير من الأخطار التي تواجه مستقبل البشرية والتي نشأت من جراء لهاث هذا الجيل وراء مصالحه دون اعتبار للمستقبل البشرى العام، وهي أخطار ومشكلات كثيرة لعل من أخطرها مشكلة البيئة والموارد الطبيعية. "ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" [ الحج : 40 ]
ونجد مراعاة هذا التكافل بين الأجيال في سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أرض السواد- الأرض الزراعية الخصبة في العراق- حينما فتحها المسلمون وأراد الجنود أن يقتسموها بينهم شأن بقية الغنائم ، فرفض هذا الرأي قائلا:" إني أريد أمرا يسع الناس أولهم وآخرهم " [ الأموال لأبي عبيد ] فقرر أن يضرب الخراج على هذه الأرض ويتركها في يد عمال يعملون فيها ويؤدون ضريبة لبيت المال (الخزينة العامة للدولة ) وقد استنبط هذا المبدأ من قول الله تعالى في تحديد العلاقة بين أجيال الأمة المسلمة : " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " [ الحشر : 10 ] وظل يحمل جيل المستقبل انطباعا جيدا عن جيل الحاضر ويحفظ له مكانته ويستغفر له ويحمل له في قلبه أرق المشاعر. وهكذا ينبغي أن يحس جيل الحاضر بهذه العلاقة المتبادلة وبآثار تصرفاته على من سيأتي بعده فلا ينهب الموارد ولا يبدد طاقات الحياة التي يمتلكها وحده وبذلك يضع السماد الطيب في تربة التواصل بين الأجيال فتشق الأمة طريقا بين الماضي والمستقبل موصولة الخطى على أرض صلبة وتراث عريق مقدر .
وبهذا ترسم صورة إنسانية مثلى للتكافل يحنو فيها الحاضرون على الخالفين وتهفو قلوب الخالفين إلى الماضين بالود وتتحرك ألسنتهم بالاستغفار فيتحقق بذلك التكافل الشامل لأمر الآخرة والأولى لكافة أجيال الأمة .
مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام
من العرض السابق تتجلى الخطوط العامة لهذا التكافل وإذا أردنا أن نتلمس بعض المظاهر التفصيلية لهذا التكافل نجد اهتمام الإسلام بالفئات الاجتماعية الأكثر تضررا والتي هي المستهدفة غالبا بالتكافل الاجتماعي في مفهومه الضيق
كفالة كبار السن :
لقد وجه الإسلام عناية خاصة لكبار السن واعتبرهم مستحقون الشيء الكثير من الرعاية مقابل التضحيات التي قدموها من أجل إسعاد الجيل الذي ربوه ورعوه. والعناية بكبار السن والمسؤولية عنه قد أنيطت في الإسلام بالأبناء أولا " ووصينا الإنسان بوالديه حسناً " [ العنكبوت : 48 ] " وبالوالدين إحسانا " [ الإسراء : 23] فمسؤولية الأبناء عن بر الأباء ورعايتهم مسؤولية إلزامية ديانة وقضاء بمعنى أن أوامر الدين توجب على الأولاد وتلزمهم بها فإذا قصروا فيها ألزمهم بها القضاء ، ولو كان دينهما مختلفا عن الأبناء فإن ذلك لا يسقط حقهم ولا يلغي تلك المسؤولية " وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن، وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " [ لقمان : 14 ] وإذا لم يكن لهم أبناء انتقلت المسؤولية عنهم إلى المجتمع ممثلا في الدولة بصورة إلزامية كذلك يعزز ذلك ما تزخر به النصوص من ترغيب في الخير وفي الإحسان إلى الآخرين وخاصة العاجزين بما فيهم كبار السن والذي ينشئ في النفس المؤمنة دافعا تلقائيا إلى بذل الخير طواعية في تلك الوجوه . والرعاية لكبار السن لا تقف عند الجانب المادي بل يدخل فيها الجانب النفسي والعاطفي الذي هم أشد حاجة إليه " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " [ الإسراء : 23 -24 ] " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا " [ أبو داود و الترمذي ]

كفالة الصغار والأيتام
سبق عند الحديث عن التكافل داخل الأسرة أن الإسلام يهتم بالطفولة ويلزم الأباء برعاية الأبناء وتربيتهم حتى بلوغ سن الرشد مع القدرة على استغلالهم بالمسؤولية .فإذا فقد هؤلاء الأبناء آباءهم فإن المسؤولية تنتقل بشكل متدرج إلى الأقارب القادرين فإذا انعدموا قامت على المجتمع بأسره . وقد ورد في الحث على كفالة الأيتام والعناية بهم ما يبعث في نفس المؤمن دافعا قويا إلى ذلك إضافة إلى المسؤولية الواجبة التي تطالب الدولة ممثلة، المجتمع، بالقيام بها نحوهم " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر " [ الضحى:9-10 ] " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين " [ النساء :36 ] " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين " [ الأنفال : 41 ] " أ رأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين " [ الماعون : 1-3 ] " واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين " [ الأنفال : 41 ] وإذا تصفحنا تاريخ الإسلام وجدنا أن كثيرا من عباقرة الإسلام والمبدعين على أكثر من صعيد كانوا قد فقدوا آباءهم وهم صغار ، وما ذلك إلا نتاج ملموس للتوجيهات والسياسات الإسلامية في هذا الصدد والتي أصبح المجتمع يقوم بها بشكل طوعي وتلقائي حتى في الأوقات التي تتخلى فيها الدولة عن واجبها فإن هذه العناية لم تغب إذ قام بها المجتمع وأقام لها من المؤسسات الخيرية ما يلبي حاجتها .ومن مظاهر العناية التي أولاها الإسلام للأيتام حفظ أموالهم والسعي في تنميتها والابتعاد عن كل تصرف ضار بها " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده " [ الإسراء : 34 ] " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا " [ النساء : 10 ] " وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبداراً أن يكبروا " [ النساء : 6] "وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا " [ النساء : 4 ] كما دعا إلى استثمارها والإنفاق عليهم من أرباحها " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح " [ البقرة : 220 ] " وارزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا " [ النساء : 51 ]
كفالة الفقراء والمساكين
إن النصوص الإسلامية زاخرة بالحض على كفالة الفقراء والمساكين ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم وبذل العون لهم ماديا ومعنويا.
إن الإسلام في مواجهة المشكلات الاجتماعية يفرض الحد الأدنى لاستقامة الحياة وجريانها على الصلاح ثم يفتح المجال أمام التطوع والإحسان مع الترغيب فيه والحث عليه وبيان ما ينتظر صاحبه من جزاء في الدنيا والآخرة .وكما هو شأن الإسلام في مواجهة مشكلات الحياة والاجتماع فانك تجده يسلك السلوك نفسه في مشكلة الفقر ففي الوقت الذي يفتح فيه فرص العمل أمام الجميع ويزيل العقبات والعراقيل أمام الفقراء ليعملوا فإنه يفرض على المجتمع المسؤولية الكاملة عن فقرائه الذين لا يجدون عملا أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجتهم وذلك من خلال فريضة الزكاة التي تتمثل في قيمة .2.5% من ثروة المجتمع تجنيها الدولة كل سنة لتردها على الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة الذين حددهم القرآن الكريم بقوله : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " [ التوبة : 60 ] . كما يعلن مسؤولية الدولة عن توفير العمل لمن لا يجد عملا وإيجاد ميادين العمل وفتح أبوابه أمام العاطلين، بل إنه يجعل للإمام – في الحالات التي يهدد فيها التوازن الاجتماعي وتميل فيه الكفة نحو احتكار المال في أيد محدودة – يجعل له الحق في أن يعيد الأمور إلى نصابها ويتخذ من الإجراءات ما يراه كفيلا بإعادة التوازن إلى المجتمع، ثم يفتح بعد ذلك الطريق أمام التطوع والإحسان ويحض عليه ابتغاء الدار الآخرة والثواب من الله تعالى
" ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب " [ البقرة : 177 ] "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " [ آل عمران : 92 ] " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون " [ الروم :38 ]
رعاية حق الجار
ومن مظاهر التكافل في الإسلام أيضا رعاية حقوق الجوار فقد أكد الإسلام على البر بالجار وصلته وكف الأذى عنه وإيصال الخبر إليه . قال الله تعالى :
" وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب " [الأنعام : 141 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " [ البخاري و مسلم ] وقال : " والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال : "الذي لا يؤمن جاره بوائقه" [ البخاري ومسلم ] وحدد حقوق الجار فقال : " إن مرض عدته وإن أصابه خير هنأته وإن أصابته مصيبة عزيته ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده " [ ابن عدي في الكامل ]
حقوق الضيف والغريب
وقد حض الإسلام على إكرام الضيف وعلى إحسان ضيافته واعتبر إكرام الضيف خلقا كريما يدل على صدق الإيمان وتأصله في النفس قال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " [ البخاري ومسلم ] كما أكد على الإحسان إلى الغريب ( ابن السبيل )- وهو الذي انقطعت به السبل ولم يستطع الوصول إلى بلده- وجعل له حقا واجبا في الزكاة " إنما الصدقات للفقراء والمساكين وابن السبيل " [ التوبة :60 ]
وسائل الإسلام في تحقيق التكافل
لقد شرع الإسلام من الوسائل والنظم ما يحقق التكافل وبعض هذه الوسائل منوط بالأفراد ، والبعض الآخر منوط بالدولة .
الوسائل المنوطة بأفراد المجتمع
أناط الإسلام بالأفراد عددا من هذه الوسائل وجعل بعضها إلزاميا وترك البعض الأخر للتطوع .
الوسائل الفردية الإلزامية
ومن الوسائل الإلزامية التي شرعها الإسلام لتحقيق التكافل ما يلي :
فريضة الزكاة : وهي من أهم هذه الوسائل، وهي فريضة إلزامية فرضها الله على المسلم دينا وجعل للدولة الحق في أخذها منه قهرا إذا هو امتنع عن أدائها. وتأتي أهمية الزكاة من حيث شمولها لمعظم أفراد المجتمع ومن حيث أهمية المقدار الذي تمثله من الثروة العامة حيث تمثل 5و2% من مجموع الأموال وهي نسبة كفيلة – لو نظمت- بأن تحل كثيرا من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن الفقر وأن تسهم في الحد منه ومن ثم كان لها تأثيرها الحيوي في إشاعة التكافل . هذا فضلا عن آثارها المعنوية حيث تنفي من المجتمع الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام الناس إلى مالكين لا يعبأون بغيرهم، ومحرومين لا يعبأ بهم .
الكفارات
وهي ما فرضه الإسلام على المسلم لارتكابه بعض المحظورات أو تركه بعض الواجبات، ككفارة اليمين إذا حلف المسلم بالله فحنث ، وكفارة الفطر عمدا بدون عذر مقبول شرعا في نهار رمضان وغيرها. وهذه الكفارات في بعض مصارفها إطعام لعدد من المساكين، ومن هنا كانت وسيلة لتحقيق التكافل قال الله تعالى في كفارة اليمين " لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم " [ المائدة : 89 ] صدقة الفطر
وهي صدقة يجب إخراجها يوم عيد الفطر بعد شهر رمضان ومقدارها ثلاثة كيلو غرام تقريبا من غالب قوت البلد وهي واجبة على كل مسلم: الرجل والمرأة، الصغير والكبير. وهدفها كما قال صلى الله عليه وسلم : " أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم " [ الطبراني ]
إسعاف المحتاج
حيث يلتزم من علم بأن جاره جائع و لا يجد ما يأكل أن ينقذه إذا كان ذلك في استطاعته يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به " [الطبراني ] ويقول " برئت ذمة الله من أهل عرصة بات فيهم جائع " [ البخاري ] والإسلام يعطي الحق لمن وصل إلى هذه الدرجة أن يأخذ ما يدفع عنه الجوع من الآخرين ولو بالقوة إن احتاج الأمر لذلك .
ب/ الوسائل الفردية والتطوعية :
وإذا كان الإسلام قد أرسى وسائل إلزامية للتكافل فإنه أيضا فتح الباب أمام التطوع وذلك من خلال تشريعه لوسائل التكافل التطوعية والتي منها :
الوقف :
فقد شرع الإسلام الوقف وجعله من أفضل الأعمال وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية "وعلم ينتفع به" وولد صالح يدعو له " [ مسلم ] ومعنى الوقف أن يتبرع المسلم بعين تبقى لمدة من الزمن لجهة معينة شريطة عدم التصرف في العين مع الاستفادة من منافعها وغلاتها وذلك كعمارة سكنية أو استثمارية أو أرض زراعية أو غير ذلك وقد عرف الوقف في التاريخ الإسلامي بكثرته وتنوع مصادره وتعدد أهدافه وجهاته حيث شكل مرفقا حيويا للمجتمع يقوم حتى بالوظائف العامة والأمن والرعاية الاجتماعية للفئات المحتاجة .
الوصية :
وهي أن يوصي الشخص عند موته بنسبة من ماله لشخص معين أو جهة معينة أو جماعة من الناس بأعيانهم أو بأوصافهم أو أي جهة من جهات الخير وقد رغب الإسلام في الوصية قال الله تعالى : "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف" [البقرة : 180 ] وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند موتكم "[ أبو داود ] إلا أن الإسلام وازن بين حقوق الورثة والموصي إليهم حيث منع الوصية بأكثر من الثلث اعتبارا لحق الورثة ومراعاة لظروفهم بعد الميت وقد سأل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سعد بن أبي قاص سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" إني رجل ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أ فأوصي بثلثي مالي؟ قال : لا الثلث والثلث كثير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " [ البخاري و مسلم ]
العارية :
وهي تمكين الشخص غيره من استخدام وسائله مجانا شريطة أن يردها له وقد حث الإسلام على هذا الأسلوب من التعاون والتكافل لما له من آثار إيجابية وبناءة في غرس المحبة بين أفراد المجتمع وفي تقوية العلاقات الاجتماعية وإقامتها على المشاركة والتعاون ، وأنكر على من يمنع هذا الحق ما دام لا يلحق به ضررا وقرنه بالتقصير في الصلاة وهي من أهم أركان الإسلام " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون " [ الماعون :4-7 ] والماعون لفظ يطلق على الأدوات والوسائل التي تستخدم في مختلف المنا شط .
وجعل الإسلام في مقابل هذا الحق وجوب الوفاء بالجميل للمعير برد أدواته إليه مع المحافظة عليها وصيانتها عن التلف قال الله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " [ النساء : 58 ] "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [ المؤمنون : 8 ] الهدية والهبة
وقد حث الإسلام على تبادل الهدايا ذاكرا دورها في تقوية النسيج الاجتماعي وإشاعة روح الألفة والمودة بين أفراد المجتمع،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تهادوا فإن الهدية تذهب وغر الصدر " [ مسند احمد ]
مسؤولية الدولة
وإذا كان الإسلام قد أعطى عناية كبيرة لوسائل التكافل الفردية فإنه لم يكتف بها بل أقام إلى جانبها الوسائل العامة التي جعلها من مسؤولية الدولة وواجباتها الاجتماعية .
ومن أهم هذه الوسائل :
تأمين موارد المال العام .
وذلك باستثمار المحيط الطبيعي للدولة وما ينطوي عليه من ثروات باستخراج معادن الأرض وكنوز البحار وكافة الثروات التي أودعها الله في الكون واستخلف فيها الإنسان وجعله سلطانا على تسخيرها والانتفاع بها في حياته ليتحقق أقصى حد للرفاهية الاجتماعية الشاملة التي لا تقتصر على فئة دون فئة أو مجال دون آخر . ولو أن كل دولة قامت بواجبها في هذا المجال وزرعت نتائج هذه المصادر بالقسط خدمات عامة وفرص عمل لأقبلت المجتمعات الإنسانية كلها على نهضة جبارة .
إيجاد فرص عمل للقادرين عليه
وذلك بالبحث عن أفضل الحلول لمواجهة البطالة وإقامة المشاريع البناءة التي تساهم في النهضة العامة وتوفر في ذات الوقت فرص العمل للأيدي العاطلة بعدالة تامة ومراعاة للحاجات العامة وإعطاء الأولوية للفئات الفقيرة المحرومة، ونذكر هنا تلك الحادثة التي لها دلالتها حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأسا ويذهب إلى الغابة فيحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفرا قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر فقال صلى الله عليه وسلم: " لأن يأخذ أحدكم حبله ويحتطب خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه " [ البخاري ]

تنظيم وسائل التكافل الفردي
فالدولة مسؤولة عن تنظيم الوسائل الفردية للتكافل- سابقة الذكر- وخاصة الزكاة والوقف، وذلك بإقامة السياسات اللازمة لتحقيق أهداف تلك الوسائل المتمثلة في القضاء على الفقر وتقريب الهوة الاجتماعية بين الموسرين والمحرومين، وإيجاد الضمانات اللازمة لتحقيق ذلك. وفي هذا السياق يأتي الأمر في القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم ولمن يقوم بالولاية العامة على المسلمين من بعده ." خذ من أموالهم صدقة " [ التوبة : 103 ]
الاستفادة من أموال الأغنياء عند الحاجة .
فعند ما يتعرض المجتمع لأوضاع غير عادية يصل فيها التفاوت الاجتماعي إلى حد غير مأمون وتعجز الدولة بمواردها العامة عن تلبية الحاجات الاجتماعية وعن القيام بوظائفها وواجباتها تجاه المجتمع، فلا مانع، بل يجب في رأي معظم فقهاء الإسلام- أن تفرض الدولة في أموال الأغنياء ما يحقق ذلك حتى تعود الأوضاع إلى حالتها السوية على أن تكون في ذلك قوامة بالقسط وأن تكون الدوافع الحقيقية هي خدمة الصالح العام .
من الندوة العالمية للشباب الإسلامي

ثانكس الحمد الله اني حصلت حق آخووويه

يسلموووو حبوبــهــ~

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث علم الاجتماع [ الضبط الاجتماعي ] للصف الحادي عشر

زاهب بس ناقص أنك تتطبعه

كلوو تمام

مقدمة وموضوع وملخص ومراجع وخاتمة

للامانة منقول من يمنع وضع روابط لمدونة أخرى

الملفات المرفقة

بالمرفق حملوووه

مشكور
يا
ولد زايد

يسلموو

مشكوره أخويه على الموضوع الغاويه وفي ميزان حسناتك

الحمدلله طبعتـــه وأن شاء الله باجر بسلمــه

أسأل الله التوفيج للجميع أن شاء

بارك الله فيك

البحث رووووووووووووعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا عضو جديد في المنتدى وبصراحه اعجبني واحب اشكرك ياولد زايد لأن موضوعك سبب جيتي للمنتدى واشكرك على موضوعك الرائع وفقكم الله…

يزاكم الله ألف خير على هالمواضيع الحلوة .. =)

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف السابع

لو سمحتوا نبا بوبوينت او اوراق عمل عن التربيه الوطنيه او الدراسات الاجتماعي للصف السابع

السلام عليكم و رحمه الله وبركاته

الي عنده يحط لا يبخل

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

اريد بحث يتكلم عن التخطيط الاجتماعي بكل ما فيه من انواع للصف الحادي عشر

السسلام علييكم
كييف الحااال

ابى فزعتكم
اريد بحث يتكلم عن التخطيط الاجتماعي بكل ما فيه من انوااع
وخصائص واهمية وتعريف
اللي عنده

ضررروري يحطه تكفوون


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي ممكن هذا يفيدك

موفق ان شاء الله


************************************************** ************************************************** ********

عمليات التخطيط الاجتماعي ومراحله

تسير عملية التخطيط الاجتماعي عبر مراحل أساسية متتابعة , يتم في كل مرحلة منها تحقيق وإنجاز مهمات معينة تصب كلها في هدف واحد وهو إعداد الخطة التنموية القابلة للتنفيذ والمحققة للتنمية المنشودة ويأتي تنفيذ هذه المراحل من خلال أطر مؤسسية متفق عليها أطلقنا عليها اسم البرامج الثلاثة وهي عبارة عن أجهزة إدارية وقتية تتمثل بالبرنامج الإداري والمالي , والبرنامج العملي والبرنامج الفني والاستشاري( عويس ,1999:ص59)

قبل الخوض في ماهية هذه العمليات سنوضح بعضا من المفاهيم ..

مفهوم العملية :

هي سلسلة من الخطوات المترابطة والمتعاقبة التي تؤدي إلى نتيجة مرغوب فيها وتقوم على أسس علمية باستخدام المنهج العلمي .(أبو المعاطي ,1999:ص51)

مفهوم المرحلة :

هي فترة زمنية مستقلة تتم فيها الأنشطة التي تظهر من حين لآخر أثناء التطور(أبو المعاطي ,1999:ص51) .

اختلف العلماء في تحديد مراحل أو خطوات التخطيط الاجتماعي , فنجد مثلا " أحمد كمال أحمد " يرى أن عمليات التخطيط تم في مراحل متتابعة هي :

تحديد الهدف (2) إعداد إطارات الخطة
وضع الخطة (4) تنفيذ الخطة

أما ( عبد المنعم شوقي ) فقد حدد مراحل التخطيط الاجتماعي في أربعة مراحل تتضمن كل منها خطوات وعمليات معينة وهي :

المرحلة التمهيدية : وتشمل شرح الموضوع للمواطنين , اكتساب ثقة الأهالي , التعرف على المجتمع .
المرحلة التخطيطية ويتم فيها : تنفيذ الخطة .
المرحلة التقويمية ويتم فيها : تقويم الخطة .

وسوف أشرح هنا عمليات التخطيط الاجتماعي وفق رؤية "ماهر أبو المعاطي " نظرا لشمولها وهي :

الدراسة ووضع الخطة .
التنفيذ .
المتابعة والتقويم .

هذه العمليات الثلاث تتصف بأنها

– مرنة .

– متداخلة .

– مستمرة .

العملية الأولى : عملية الدراسة ووضع الخطة

العملية الأولى من عمليات التخطيط الاجتماعي : هي عملية الدراسة ووضع الخطة والتي يكون التركيز فيها على الصياغة والمستوى الفكري دون التنفيذ ,فتعتبر هذه الخطوة بمثابة البداية الفعلية لعملية التخطيط إذ تمثل هذه المرحلة معنى وجوهر التخطيط , تتم هذه العملية عن طريق أسس و خطوات مدروسة تؤدي مهمات وأدوار ضرورية للعملية التخطيطية , فالتخطيط هو أقرب إلى مركب مؤلف من أجزاء كثيرة ومتعددة كل واحد منها يؤدي غرضا معينا . (خميس , 1999:ص60)

الخطوة الأولى هي : جمع البيانات الأساسية عن المجتمع :

وتعني هذه الخطوة جمع البيانات والمعلومات عن الحالة المدروسة والمنوي إعداد خطة تنموية لها , وبقدر ما تتميز به هذه الخطوة من دقة وموضوعية بقدر ما تكون نتائجه إيجابية على حجم ومستوى البيانات والمعلومات والذي تنعكس آثاره على الخطة , مما يحملها في طياتها فرصا أكبر للنجاح .

وتكمن أهمية هذه الخطوة في ضرورة توافر بيانات كاملة عن الموارد البشرية والمادية والطبيعية التي يملكها المجتمع المستغل منها وغير المستغل , إلى جانب تحديد احتياجات ومشكلات المجتمع من ناحية أخرى , لأن هذه المعلومات مهمة في كل عمليات التخطيط , حيث أن مستوى التخطيط من نوع مستوى البيانات التي قام على أساسها , أي أنه كلما كانت البيانات شاملة كلما كان التخطيط دقيقا واقعيا . ( أبو المعاطي , 199:ص 55)

وتشمل هذه المعلومات : ( أبو المعاطي , 199:ص55 _56)

المتغيرات السكانية وتشمل :

تصنيف السكان إلى فئات حسب [النوع , السن , الجنس , التعليم , المكان (ريف , حضر ), العمل

( صاحب عمل ويديره , يعمل بأجر , يعمل لحسابه )]

تحديد الملامح الاجتماعية العامة للمجتمع :

بهدف تحليل الموارد والاحتياجات ومن تلك الملامح : المناخ الثقافي العام , البناء السياسي , الخدمات بأنواعها , التدرج الاجتماعي .

معرفة كل من :

الموارد المالية , مستوى المعيشة , الفرص التي أمام السكان , القوة البشرية , المشاركة , البيئة , الموارد الاجتماعية .

دراسة العادات والتقاليد :

بالإضافة إلى معرفة الميول والاتجاهات والرغبات لتقدير مدى استجابة أفراد المجتمع للخدمات . تفيد مثل هذه المعلومات المخطط الاجتماعي في اكتشاف القادة أصحاب النفوذ في المجتمع فيتعاون معهم لانجاز المشروعات التي يحتاجها المجتمع .

التعرف على الاحتياجات والمشكلات :

تحديد طبيعة تلك الاحتياجات والمشكلات والمتأثرين بها في المجتمع ويلجأ المخطط إلى عدة وسائل للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة مثل المسح الاجتماعي أو المقابلات الشخصية أو المشاهدة والملاحظة .

لكي يستفيد المسئولون عن التخطيط من هذه البيانات والإحصاءات التي يدلي بها المخطط الاجتماعي لا بد من أن تتوفر فيها ثلاثة شروط أساسية(أبو المعاطي , 1443 :ص62)

الشمول : أي أن البيانات تكون شاملة لجميع جوانب النشاط الاقتصادي والاجتماعي بحيث تغطي احتياجات التخطيط في جميع مراحله .
الدقة : ويقصد بها الدقة في جمع وتبويب وعرض الإحصاءات .
السرعة : وتعني سرعة نشر البيانات والإحصاءات بحيث لا تمضي فتره طويلة بين جمع البيانات ونشرها , حتى لا تفقد هذه الإحصاءات جزءا كبيرا من قيمتها لأنها ستصبح غير مطابقة للواقع .

الخطوة الثانية : خطوة تحديد الأهداف .

يعرف الهدف هنا بأنه : محصلة النتائج التي يعمل التخطيط على تحقيقها من خلال نشاطاته المختلفة

: وهو التغيير المقصود .( أبو المعاطي ,1424 : ص62)

بعد أن تفرغ اللجان والجهات المختصة من عملية جمع البيانات فإنه يجري إعادة تقييم الأهداف الأولية التي سبق تحديدها في ضوء ما تم التوصل إليه من تحليل وتوضيح للحالة المدروسة أو التي يجري إعداد خطة لها .

ويتم في هذه الخطوة جدولة الأهداف المرسومة بحيث تصنف حسب طبيعتها أولا وحسب درجة أهميتها ثانيا , والأهداف المرسومة يجب أن تتحلى بالموضوعية , بالمرونة , والأولوية .

خطوة تحديد الأهداف خطوة مهمة جدا , ولا بد من تحري الدقة فيها لأنه إذا لم تكن الأهداف دقيقة ومعبرة عن احتياجات وتطلعات السكان فإن إمكانية فشل الخطة تكون كبيرة , بالإضافة إلى أن هذه الأهداف إذا لم تكن معبرة عن احتياجات المجتمع فإن مشاركة السكان فيها ستكون محدودة , لذلك نجد أن التخطيط الجيد هو التخطيط الذي يجعل أهداف واحتياجات المجتمع هي الموجه الأول لعملية الإنتاج السلعي والخدمي .

ولا بد من أن يدرك المخطط الاجتماعي إدراكا واعيا القيم والأهداف العامة التي يحاول أن يحققها المجتمع الذي يخطط له , ويجب أن لا تتعارض الأهداف التي يسعى إليها التخطيط الاجتماعي إلى تحقيقها مع أيديولوجية المجتمع وإلا رفضها المجتمع .( أبو امعاطي ,1424: ص63)

هناك عدة مقومات تؤثر في تحديد الأهداف منها : (أبو المعاطي , 1443 :ص63)

المقومات السكانية : التي تحدد عدد السكان ونوعهم وتحركاتهم وأعمارهم ومقدار الزيادة ومعدلاتها المختلفة وعدد العاملين وأنواع أعمالهم وتوزيعه على القطاع العام والخاص والعاطلين وتوزيعهم على الريف والحضر ومتوسط نصيب الفرد أو دخله .
المقومات الاقتصادية : توضح قوة الإنتاج وحجم الادخار وكذلك الاستثمارات .
المقومات الاجتماعية : وذلك لان الإنسان يؤثر بسلوكه واتجاهاته في التنمية الاجتماعية والاقتصادية .
المقومات الإدارية والتنظيمية : تتصل بالتنظيمات السياسية والإدارية والشعبية ونظام الحكم المركزي واللامركزي ونوع العاملين ومميزاتهم والتشريعات أو القوانين واللوائح وأثرها على تنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها .
المقومات الثقافية والدينية والحضارية للمجتمع : هذه المقومات متصلة ببعضها ومتفاعلة لأن التخطيط الاجتماعي يتصل اتصالا وثيقا بعوامل التغير الاجتماعي والاقتصادي والحضاري في المجتمع .

المعايير الواجب مراعاتها عند تحديد الأهداف : (أبو المعاطي , 1443 :ص63 – 64)

أن تكون الأهداف واقعية ومعقولة .
أن ترتبط وتتفق مع حاجات ومتطلبات البيئة .
أن يكون الهدف ملموس ومحسوس من سكان المجتمع .
يفضل أن يكون الهدف ليس سهلا بالدرجة التي يستهين بها أفراد المجتمع ,ولا صعبا لدرجة يعجز معها سكان المجتمع عن تحقيقه .
يجب أن يكون متفقا مع الأهداف العامة في المجتمع .

يعتبر تحقيق الأهداف هو النتيجة النهائية المتوقعة من عملية التخطيط وعدم الوصول إلى هذه النتيجة معناه جهود ضائعة وفشل ذريع ويمكن قياس كفاءة التخطيط بنسبة ما يحققه من الأهداف التي سبق تحديدها . (أبو المعاطي , 1443 :ص63)

لا بد أن ننوه هنا إلى أنه على الرغم من أن تحديد الأهداف يكون في هذه المرحلة إلا أن هذا التحديد ا يكون نهائيا , لأن هذه الأهداف قابلة للتعديل حيث يجري مراجعتها لمعرفة مدى ملائمتها للظروف والأوضاع القائمة من ناحية وللأهداف والتطلعات المستقلبلية من ناحية أخرى

الخطوة الثالثة : اقتراح المشروعات وتحديد الأولويات .

يتم اقتراح المشروعات والبرامج ووضعها في أطر تخطيطية يمكن تنفيذها بناء على ما يجري من تحديد الأولويات . (أبو المعاطي , 1443 :ص64)

تعرف تحديد الأولويات بأنها الاختيار المقنن لمشروع دون آخر ليحقق إشباع حاجات المجتمع الملحة في إطار الميسر والمتاح من الموارد والإمكانات . (أبو المعاطي , 1443 :ص76)

ويعتبر تحديد الأولويات من أهم العمليات التي يهتم بها المخططون سواء كانوا مهنيون أو قادة شعبيون إذ أنه بعد تحديد الهدف ومعرفة الوضع الفعلي وأسلوب التفكير الجماعي .

وتمر عملية تحديد الأولويات بعدة مراحل هي : (أبو المعاطي , 1443 :ص78)

مرحلة الإحساس بالمشكلة .
مرحلة الاختيار بين المشروعات المقدمة .
مرحلة اتخاذ القرار بتحديد الأولويات .
مرحلة التنفيذ .

ولكي يتم تحديد الأولويات لابد من الموائمة بين أربعة جوانب هي :

الحاجات والمشكلات والإمكانات والموارد المتاحة والجدول الزمني أو التوقيت المقترح للخطة و الأجهزة التخطيطية
معايير وضع الأولوية للمشكلات المجتمعية : (أبو المعاطي , 1443 :ص64)

درجة حده المشكلة .
مدى تأثير المشكلة على العلاقات الاجتماعية ( خطورة المشكلة )
مدى إحساس سكان المجتمع بالمشكلة ( الوعي بالمشكلة )
مدى استعداد سكان المجتمع للعمل على حل المشكلة ( المشاركة )
مدى توفر الإمكانيات والموارد اللازمة لحل المشكلة
الوقت الذي يستلزمه حل المشكلة .

الخطوة الرابعة : وضع الخطة ( مرحلة التخطيط )

في هذه الخطوة يتم تجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بالهدف المحدد وذلك لتقدير المواقف المختلفة من جميع الجوانب . ولذلك تستخدم البحوث والدراسات للتأكد من صحة هذه المعلومات . (خميس , 1999 :ص64)

وتشمل لجان وضع المشروعات النهائية وعن طريقهم تعد الصورة النهائية لإطار الخطة عن طريق تكوين لجان من أعضاء يمثلون القيادة في المجتمع بالتعاون مع الخبراء على مختلف المستويات المجتمعية وفي تلك الخطوة يتم الاختيار والإقرار والاعتماد (أبو المعاطي , 1443 :ص65)

ويراعى أن يكون هناك أكثر من اقتراح لحل المشكلة وعلى لجنة التخطيط أن تختار الحل المناسب وأن تضع في الاعتبار كل الاختيارات وأيضا لابد من المشاركة في إصدار القرار حتى لا يحدث تضارب . (عويس , 1994 :ص82)

كما تتضمن تلك الخطوة اختيار الأساليب التي تناسب وتحقق أهداف الخطة ووضع البرنامج لاستثمار الموارد والإمكانيات لتحقيق الأهداف , كما يتم الحرص على مشاركة سكان المجتمع مما يساعد على تحمسهم في عملية التنفيذ ويساعد على تحقيق الأهداف . (أبو المعاطي , 1999 :ص58)

يرى " روس " يجب أن يوضع أكثر من اقتراح لحل المشكلة وأنه على لجنة التخطيط أن تختار الحل المناسب وأن تضع في الاعتبار كل الاختيارات , وأيضا لا بد من المشاركة في إصدار القرار حتى لا يحدث تضارب وعليهم أن يذكروا أنفسهم دائما بالطريقة المقبولة من المجتمع ومايدفع الأفراد إلى مسايرة الخطة الموضوعة , كما يتم الحرص على مشاركة سكان المجتمع مما يساعد على تحمسهم في عملية التنفيذ ويساعد على تحقيق الأهداف . (أبو المعاطي , 199 :ص58)

يضيف "سيرجل" أمور يجب مراعاتها من قبل المخطط الاجتماعي عند وضع الخطة : (أبو المعاطي , 1999 :ص59)

اختيار مجموعة التكتيكات والطرق الملائمة لنوع التدخل المهني .

تحديد البرامج وما تتضمنه من مشروعات ملائمة لمواجهة المشكلة .
تحديد المنظمات والجماعات المجتمعية والتي ستشترك في حل المشكلة .
تخطيط الأنماط التبادلية التي تربط بين الاستراتيجيات والتكتيكات والبرامج .
وضع الإطار العام لبرامج الخدمات ومشروعاتها في نطاق الخطة العامة والخطط السنوية بحيث يكون هذا الإطار شاملا لنواحي النشاط على المستوى المحلي متمشيا مع متطلبات التنمية على المستوى الإقليمي والوطني .

العملية الثانية : عملية التنفيذ

لا تدخل الخطة التنموية مرحلة التنفيذ إلا بعد أن تتم المصادقة عليها من قبل الجهات العليا المسئولة بالدولة والتي تتمثل بالحكومة أو بمجلس الأمة أو بالاثنين معا وفي بعض الدول تكون مسؤولية المصادقة من قبل رأس هرم السلطة بالدولة كالملك أو الرئيس , فالمهم أن هناك سلطة مسؤولة مخولة بالتصديق بغض النظر عن الاسم الذي تحمله (خميس , 1999 :ص66).

يقصد بعملية تنفيذ الخطة : ترجمة الخطط إلى برامج يمكن تنفيذها , حيث تقوم جماعات المجتمع بتنفيذ هذه البرامج تحت إشراف وتوجيه أجهزة التخطيط وغيرها من الفنيين والمشرفين على المشروعات الموكلة لهم . (أبو المعاطي , 1999 :ص60)

وعادة يفضل أن توكل عملية التنفيذ إلى أجهزة تنفيذية مستقلة عن أجهزة التخطيط المركزية , وأن يعهد عادة بالخطة القومية إلى الأجهزة التنفيذية على المستويات المختلفة والتي تتمثل في الوزارات المختصة والمديريات الفرعية للوزارات والإدارات والأقسام على جميع المستويات ( المركزية , الإقليمية , المحلية ..) ويراعى في عملية التنفيذ أن تكون هناك علاقة مباشرة ولغة مشتركة وفهم متبادل بين أجهزة وضع الخطة والجهات التي تنفذها . (أبو المعاطي , 1443 :ص66)

ولكي نضمن نجاح الخطة بجميع الطرق والوسائل لابد من فهم الخطة فهما كاملا .

وفي هذه العملية تقوم جماعات المجتمع والأجهزة التنفيذية بتنفيذ البرامج عن طريق توزيع المسؤوليات عليها طبقا لاستعدادها ومهارتها لأن الإنسان بطبيعته لا يقبل على انجاز عمل مفروض عليه , كما يجب أن تكون المسؤوليات واضحة ومحددة لتجنب تداخل المسؤوليات مما يسبب عرقلة العمل ذلك أن التنفيذ يحتاج إلى دراسة إجراءاته والتوقيت الزمني لاتمامها في حدود التكاليف وفي إطار الخطة المعتمدة . (أبو المعاطي , 1443 :ص66)

يحتاج تنفيذ الخطة بصورة إيجابية إلى ما يلي : (أبو المعاطي , 1443 :ص66_67)

دراسة إجراءات تنفيذ الخطة على المستويات وفي القطاعات المختلفة .
تحديد أولويات تنفيذ المشروعات والبرامج التي تتضمنها الخطة .
عدم التجاوز في مرحلة التنفيذ عن التكلفة المادية التي تم تحديدها في الإطار النهائي لوضع الخطة .
تحديد المشروعات التي تنفذها كل من الأجهزة المركزية والأجهزة المحلية .
مراعاة علاقة المشروع المراد تنفيذه في الخطة بالمشروعات التي تم تنفيذها بناء على خطط سابقة .
توافر الشروط المالية والتنظيمية والبشرية اللازمة لنجاح التنفيذ .

لا بد هنا أن نذكر أن هناك تكتيكات يجب أن يستخدمها المخطط عند تدخله في عملية التنفيذ وهي كالتالي : (أبو المعاطي , 1443 :ص67)

تنظيم سكان المجتمع : ويتضمن طريقة استثارة وتعبئة سكان المجتمع والقادة لحل المشكلة .
التنظيم بين المؤسسات : بهدف تدعيم العلاقات بين المؤسسات والتنسيق بينها لمواجهة المشكلة بسهولة .
تدعيم المؤسسات بالعمل على تنمية الجهود الإدارية والإشرافية بالمؤسسة مع توفير اشتراك العملاء في نشاطات المؤسسة التي تكون مهمتها متصلة بحل المشكلة .

مرتكزات تنفيذ الخطة : (خميس, 1999 :ص69)

توفر الموارد المالية الكافية لتنفيذ كل ما ورد بالخطة .
توفر الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على تنفيذ ما ورد في الخطة .
توفير لجان فنية ومؤهلة للقيام بعملية المتابعة نظرا لأهمية هذه العملية
وضع برنامج زمني لعملية التنفيذ .
وضوح البعد المؤسسي الذي سيتولى مهمات التنفيذ .

على الرغم من أن عملية التنفيذ تكون خطوة لاحقة للتخطيط ويرتب لها وتدرس من جميع النواحي إلا أن هناك بعض العقبات التي تقف في سبيل التنفيذ , ويمكن توضيح هذه العقبات

فيما يلي: (أبو المعاطي , 1443 :ص67)

قلة الموارد المالية المخصصة للبرامج الاجتماعية .
نقص الكفاءة المهنية لدى بعض المخططين للقيام بتنفيذ البرامج والمشروعات .
تمسك بعض المهنيين ببعض القيم التي تعرقل التنفيذ مثل تجنب مواقف الصراع .
قصور التنظيمات المجتمعية عن تحقيق أهداف المجتمع .

دور المخطط في هذه المرحلية يكمن في : (أبو المعاطي , 1443 :ص67)

استثارة رغبة سكان المجتمع لإحداث التغيير .
إحداث التغيير .
تثبيت التغيير واستمراره .

العملية الثالثة : عملية المتابعة والتقويم

تبدأ عمليات المتابعة منذ بدء عمليات التخطيط وبافتراض أن التسجيل الدائم من حيث التمويل والوقت ووضع التقارير عما تم أولا بأول وعن الخطوات المنجزة المرحلية ومقارنة ما تم تنفيذه من خطوات ومراحل طبقا لتصميمه في الخطة خلال التنفيذ .

ولا يفهم من هذا أن عملية المتابعة هي عملية مراقبه , فعملية المتابعة تساهم في تحسين التنفيذ ويتم فيها توجيه وأحيانا يتم في هذه العملية تعديل للخطة , أو حتى إلغاء للخطة إذا استحال تنفيذها .

عملية المتابعة هي عملية مستمرة تبدأ منذ بدء مراحل وعمليات التخطيط حتى الانتهاء مننه وتحقيق أهدافـه , ثم بعدها تأتي عمليات التقييم التي تعتمد على سجلات عملية المتابعة . (أبو المعاطي , 1443 :ص68)

أهمية المتابعة : (خميس , 1999 :ص71)

ضمان مطابقة ما يجري تنفيذه من برامج ومشروعات .
اكتشاف مشكلات ومعوقات التنفيذ .
معالجة هذه المشاكل حال اكتشافها .
اقتراح التعديلات الملائمة على هيكل الخطة التي يجري تنفيذها .
ضمان توفر شروط أفضل لنجاح الخطة .

شروط متابعة الخطة : (خميس , 1999 :ص81)

الشمولية – الاستمرارية
الواقعية – توحيد المعايير بين المتابعة والتخطيط

وسائل عملية المتابعة : (أبو المعاطي , 1443 :ص68)

المؤتمرات التي تعقد لدراسة عمليات ومراحل التخطيط .
البحوث والقيام بالاستفتاءات .
الزيارات الميدانية .
كتابة التقارير
استيفاء سجلات المتابعة .

هدف عملية المتابعة : (أبو المعاطي , 1443 :ص68)

التأكد من أن البرامج والمشروعات تنفذ بالطرق المتفق عليها منذ البدء في إجراءات وضع الخطة حتى نهاية عمليات التخطيط حيث أن تحقيق الهدف النهائي من الخطة مصاحبا لكل مراحل التخطيط وليس حصرا على مرحلة واحده فقط فهو يرتبط أيضا بعمليات التقويم المرحلية والنهائية .

هدف التقويم : (أبو المعاطي , 1443 :ص69)

_ قياس مدى نجاح أو فشل البرنامج أو المشروع أو الخطة في تحقيق الأهداف المحددة وتقدير الإسهامات النسبية لمختلف العناصر التي ساهمت في وضع الخطة وتنفيذها وتحدي فاعلية وسائل التدخل المهني المستخدم .

ويمكن توضيح أهمية التقويم فيما يلي : (أبو المعاطي , 1443 :ص69)

التأكد من نجاح البرامج في تحقيق أهدافها سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ .
تحديد نقاط الضعف في العمل وكيفية التغلب عليها .
معرفة الأسباب التي ساعدت على تحقيق الأهداف أو التي حالت دون تحقيق الأهداف .
تعديل التوقيتات الزمنية إذا لزم الأمر .
معرفة النتائج ومقارنتها بالمستويات والمحكات الموضوعة بالتقويم .
إضافة توصيات تساعد على زيادة فاعلية النشاطات المختلفة خاصة في الخطط التالية .

الأسس التي يجب مراعاتها حتى تكون عمليات التقويم ذات فائدة طبقا للهدف المحدد لها : (أبو المعاطي , 1443 :ص69)

لابد من تحديد الأهداف المراد تقييمها , وكذلك تحديد المنهج والإجراءات والأشخاص المقيمين .
لابد أن يتجه التقويم إلى قياس الموضوع المراد قياسه لإصدار الحكم عليه بدقة .
لابد أن يكون التقويم بنائيا وعلاجيا فيجب أن يتخذ سبيلا للإصلاح .
لابد أن يقوم التقويم على أسس علمية أي _ لابد أن يتوافر في أدوات التقويم الصدق والثبات والموضوعية _ .
لابد أن يرتبط التقويم بالأهداف ويتسق معها ويهتم بنفس الجوانب التي يؤكدها ولا بد أن يكون شاملا فلا يقتصر على نواحي دون الأخرى .
لابد أن يتسم التقويم بالاستمرار وان يكون مصاحبا لعمليتي التخطيط والتنفيذ .

تجدر الإشارة إلى أن :

عملية التقويم, عملية ممتدة إلى ما بعد الانتهاء من عملية التنفيذ وتحقيق الهدف النهائي من الخطة والوصول إلى نتائج نهائية .
في عملية التقويم تتم المقارنة بين ما تتضمنه الخطة وما تم إنجازه فعلا والوصول إلى أسباب الاختلاف إن وجد .
قد تمتد مرحلة التقويم إلى سنوات بعد انتهاء الخطة وذلك لإمكانية دراسة النتائج الهائية وتعميم الدروس المستفادة لمراعاتها في الخطط المقبلة .
يتم الاستعانة في عملية التقويم بسجلات ودراسات ونتائج وتقارير المتابعة المصاحبة لعمليات وضع الخطة والتنفيذ والمتابعة .

أنواع التقويم (أبو المعاطي , 1999 :ص64)

يصنف التقييم حسب التصنيفات التالية :

حسب المدة ( يومي , شهري , سنوي )
حسب المدى ( جزئي , عام , مرحلي , نهائي )
حسب الدقة ( تقديري يعني وضع بيانات رقمية أو نسب مئوية , تقريري ويعني التقارير الوصفية )

التقييم النهائي للبرنامج أو المشروع لابد أن يشمل ناحيتين : (أبو المعاطي , 1999 :ص64)
(أ) مدى تحقيق الأهداف الجزئية .
(ب) مدى تحقيق الهدف العام المحدد.

صعوبات تعتري عملية التقويم : (أبو المعاطي , 1443 :ص70)

مدى صحة البيانات التي تعطي لأجهزة التقويم .
تداخل عوامل فشل الخطة وصعوبة تحديدها .
الإهمال .
الجهل الناتج عن نقص الوعي التخطيطي سواء بين العاملين في مجال التخطيط أو المستفيدين منه .
فقدان الثقة والتعاون بين الأجهزة المسئولة عن التقويم الجزئي أو الكلي وبين الأجهزة التنفيذية على مختلف المستويات .

بعد استعراض عمليات التقويم والتعرف على كل عملية وأهميتها والهدف المراد منها لابد من أن نذكر الشروط الواجب توافرها لنجاح عمليات التخطيط وهي ثمانية شروط : (أبو المعاطي , 1443 :ص71-72)

الشرط الأول :

قابلية تحول الخطة الشاملة في أهدافها الاقتصادية والاجتماعية إلى برامج تفصيلية تكون في متناول أيدي الأجهزة المنفذة لتحقيق الأهداف المجتمعية .

الشرط الثاني :

لابد أن تكون الخطة واضحة , وذلك لأن الوضوح ينعكس على تحديد دور كل جهاز أو منظمة وتحديد مسؤوليتها .

الشرط الثالث :

أن ترتبط برامج الخدمات كما ونوعا بحدود زمنية محددة وفي حدود التكلفة المقررة لها وفقا للخطة المحددة وفي ضوء الإمكانات المتاحة .

الشرط الرابع :

وصول فلسفة وسياسة العمل التخطيطي إلى جميع العاملين في كافة المجالات حتى يكون هناك اتصال دائم بين التخطيط والتنفيذ لكي يتحقق التأثير المتبادل بين الفكر والواقع لتحقق عمليات التخطيط والنظر إليه في إطار الخطة القومية الشاملة .

الشرط الخامس :

لابد أن يكون التخطيط عملية مستمرة للتحكم في مسار الأفعال المستقبلية بحيث يوجه نحو تحقيق الأهداف بالوسائل المتاحة أو التي يمكن إتاحتها .

الشرط السادس :

مشاركة كافة الأجهزة الحكومية والشعبية في اقتراح ومناقشة عمليات التخطيط على أساس أن يكون الاهتمام بالجوانب الفنية والاجتماعية في عمليات التخطيط جنبا إلى جنب .

الشرط السابع :

ضرورة توافر الأجهزة المسئولة عن عمليات التخطيط وتوفير الإمكانيات لها ومراعاة الترابط الرأسي والتنسيق الأفقي بين المجالات الوظيفية والأجهزة في مستوياتها المنخفضة في ضوء لامركزية الاقتراح ومركزية وضع الخطة ولامركزية التنفيذ لتحقيق الأهداف .

الشرط الثامن :

التنسيق بين الموارد والاستثمارات البشرية وغير البشرية بالإضافة إلى مراعاة التنسيق بين قطاعات الخطة بعد وضعها موضع التنفيذ للربط بين التخصصات المختلفة والجمع بينها في سبيل تحقيق الأهداف .

الخــاتمة
يتضح من العرض السابق أن للتخطيط عملياته المتعددة ومراحله المتنوعة بدءا من عملية الدراسة وحتى التقويم , ويتضح أيضا أهمية كل عملية لوحدها وتكاملها مع العمليات المتبقية .

ونجد أن الأهمية الكبرى للتخطيط تتضح في انه وسيلة لتحقيق أهدافنا بصورة صحيحة , فالتخطيط يضمن لنا تحقيق الهدف في وقت محدد وفق موارد وامكانيات محددة .

لذلك لابد من أن نراعي هذه العلميات الثلاث من التخطيط لأي مشروع اجتماعي , أو مشكلة اجتماعية تحيط بنا , فلكل مشكلة حل , ولكن لابد أن نخطط لها , ولكل مشروع فائدة إن خططنا له التخطيط الجيد .

لنجعل التخطيط سمة من سمات حياتنا الأساسية , ولنضع لأنفسنا هدفا نسعى له ونخطط حياتنا من أجله
المصادر :

أبو المعاطي , ماهر , التخطيط الاجتماعي ونماذج من السياسة الاجتماعية في الدول العربية والخليجية , مكتبة الفيوم 1999 م

أبو المعاطي , ماهر , التخطيط الاجتماعي ونموذج السياسة الاجتماعية في المجتمع السعودي ,مكتبة زهراء الشرق . 1443 هـ

خميس , موسى يوسف , مدخل الى التخطيط , دار الشروق , 1999

عويس , منى وآخرون , التخطيط الاجتماعي والسياسة الاجتماعية بين النظرية والتطبيق , دار الفكر العربي , 1994 م

محمد , سميرة , التخطيط الاجتماعي , المكتب الجامعي الحديث 1993 م

جابر , سامير التخطيط الاجتماعي , دار كريدية , 2022 م

السلام عليكم..
يزاك الله خير ريح..
موفق..شكرا لك

ريح تسلم والله ما قصرت

الطيبه تسلمين والله على الرد
اشكركم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

تسلم يمناك اخوي ريح,

ما قصرت,,تم التقييم,,++

موفقين

لا الـــه الا الله