يا شباب و صبايا أحلى تقرير أحياء لعيونكم من تحت ايدي
بس دعواتكم للنجاح بارك الله فيكم
كارلوس لينيوس
المقدمة:
علماء كثر سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ، منهم شرقيون و منهم غربيين و منهم رومانيون و منهم يونانيون، منهم يهود ومنهم نصارى و منهم مسلمون، أحدهم هو الفيلسمف اليوناني أرسطو الذي برع بعدة علوم، كان من أهم أعماله هو أنه صنف الكائنات الحية إلى نباتات و حيوانات وقسم الحيوانات إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تقطن الماء و أخرى تقطن الهواء و الأخيرة تقطن اليابسة، أما النباتات فقسمها استنادا إال فوارق في السوق إلى ثلاث مجموعات هي الأشجار و الشجيرات و الأعشاب، و سمي تصنيفه فيما بعد بالتصنيف القديم بسبب ظهور نظام تصنيف آخر حديث على يد العالم السويدي كارلوس لينيوس الذي وجد في تصنيف أرسطو الكثير من العلل ، فبحث و درس و استجاب للحاجة إلى التنظيم و ابتكر النظام الحديث للتصنيف الذي سمي فيما بعد باسم نظام لينيوس.
الموضوع:
كارل لينيوس أو كارلوس لينيوس و الذي عرف بعد أن صنفه ملك السويد أودلف فريدريك في 1757 كأحد النبلاء، ولد في 23-مايو-1707، سويدي الجنسية عالم نبات و كان طبيبا و جيلوجيا ومرب و عالم حيوان. وهو رائد علم التصنيف العلمي الحديث و يعتبر أحد أباء علم التنبؤ. ألف كتاب النظام الطبيعي الذي وضع فيه أساس التصنيف العلمي الحديث.
نشأته:
ولد لينيوس لعائلة فقيرة في مزرعة أحد الأرياف بجنوب السويد في مدينة فيشيكو، أعده أبوه ليكون قسا مثله لكنه لم يرغب بذلك و لم يكن ميالا له.
كان (نيلز) مزارعا بارعا، أحب اقتناء الأشجار و الأزهار النادرة وزعها حول منزله فأصبح كأنه مسبحة حية. و قد كانت ملعب كارل و أصدقائه. فلما شب كارل كان يقول "حبي للنبات لا ينتهي"، وقد كان يهرب من المدرسة ليجمع عينات نباتية من الغابات و المزارع.
دخل لينيوس المدرسة الابتدائية في مدينة فاكسيو عام 1717 أي و عمره عشر سنين و تعلم اللغة اللاتينية خارج المدرسة رغبة منه في تعلمها لأنها اللغة الأم. وقبل أن يهتم بعلم النباتات كان مهتما بالطب و فد أدرك أن على النباتات ميوله فذهب إلى جامعة لوند و خلال دراسته بالجامعة حاول أن يستحدث حديقة نباتية لدراسة النباتات بالجامعة. ففكر بالانتقال إلى جامعة أوبسالا، وبعد عام غادر لينيوس إلى جامعة أوبسالا مع تزكيات كثيرة من معلميه ولكنه لم يتلقى أي دعم من والده لأنه كان الابن الخامس. فقد كان لايجد المال لإصلاح ملابسه فكان يرقعها بالورق ليقي نفسه من البرد.
و عندما كان لينيوس يدرس في الجامعة تعرف على العالم الشهير أندرس سليسيوس مخترع مقيا الحرارة المئوية الذي أعجب بلينيوس و طموحه و قدم له بعض الدعم.
مسيرته العلمية:
كان لينيوس طموحا فلم يوقفه الفقر ولم يثبط من همته فاكمل دراسته ، في عام1731 عين محاضرا مساعدا في النبات و مدرسا خاصا في بيت الاستاذ رودبيك ، والذي كان ابا ل 24 طفلا ، فكتب يقول " انني الآن بفضل الله املك دخلا " .
فلما قررت أوبسالا العلمية ابفاد بعثة لدراسة نباتات لابلاند اختير لينيوس لرئاستها ، وبدأ هو وبعض الشباب الرحلة في 12- مايو – 1732 . وقد وصف رحيلهم بأسلوبه الرائع فقال " كان الجو مشرقا لطيفا والنسيم الغربي العليل يهب مضيفا على الجو برودة منعشة . وكانت براعم أشجار البتولا قد بدأت تتفتح والأوراق كثيفة على معظم الأشجار، ولم يبقى جافا غير الدردار و البلوط . وكانت القنبرة تصدح في العلا ، وبعد أن قطعنا ميلا أو نحوه جئنا إلى مدخل غابة ، وهناك هدأ تغريد القنابر ، ولكن على قمة شجرة الصنوبر راح الشحرور يتدفق بأغنية حب….."
وهذا الوصف ينبأ بطبع لينيوس ، فقد كان يقظا بكل جوارحه بمشاهد اللطبيعة وأصواتها و عبيرها ، ولم يسلم قط بأي فرق بين عالم النبات والشعر، وقد قاد جماعته مايزيد عن 1443 ميلا من لابلاند ، خلال عشرات المخاطر والمشاق ، ثم عاد بهم سالمين إلى أوسولا . وإذ كان لا يزال رقيق الحال، فقد كان يحاول ان يكسب قوته بالتدريس في الجامعة، ولكن منافسا له حظر محاضراته بدعوى أن لينيوس لم يكمل دراسته الطبية أو ينال درجة الجامعية.
وكان كارل في هذه الفترة قد خطب ليزا ابنة طبيب محلي ، فقدمت له المال و أضاف اليها بعض المال، ولما تهيأ له المال على هذا النحو فقد انطلق متوجها الى هولندا عام1735 . وفي جامع هاردرفيغ نجح في امتحاناته ونال درجته الطبية، وبعد أن التقى في لندن بيوبر هافي العظيم ، كاد بنسى ليزا و أصدر كتابا من أجمل كتب النبات بإلهام وعون من ذلك النبيل العالم وهو (( نظالم الطبيعة)) ، وعلى مقربة من أمستردام تزود مما ينقصه من مال لإعادة تنظيم مجموعة نباتية يرأسها جورج كاليفورت وعمل قوائم بها. فأصدر في 1736 كتاب بعنوا (( مكتبة النبات)) وفي 1737 ((أجناس النبات))، وفي 1738 قصد باريس ليدرس الجاردان دووا . وهناك دون أن يقدم نفسه انضم إلى مجموعة طلاب كان أبراندار دي جوسيو يحاضرهم باللاتينية في نباتات دخيلة وقد حير الأستاذ نبات منها ، و اجترأ لينيوس على إبداء رأي فقال" إن لهذا النبات مظهر أمريكيا ,"
ونظر إليه جوسيو وقال " أنت لينيوس و أعجب الأستاذ به و رحب به ترحيبا حارا و عرض عليه منصب الأستاذية في باريس ولندن، ولكنه رأى أن يعود إلى ليزا1739 ، وتزوجا و استقر في اسنوكهولم طبيبا .
ظل حينا يترقب عبئا مجيئه المرضى كما يفعل أي طبيب ناشئ و ذات يوم سمع وهو في خانة شابا يشكو ما أن أحدا لم يستطع علاجه من السيلان أتى له الكثير من الشبان المرضى بالسيلان يلتمسون العلاج و امتدت خبرت الطبيب إلى أمىاض الرئتين.
و تعرف إلى الكونت (كارل بوستاف تسين) رئيس مجلس النبلاء في الركزداج و حصل له على و ظيفة طبيب للبحرية عام 1739، في ذلك العام ساعد لينيوس على إنشأ أكاديمية العلوم الملكية و أصبح أول عميد لها، و في خريف 1741 اختير استاذا للتشريح في أبسالا و سرعان ما أصبح بروفيسور لعلم النبات و المواد الطبية و التاريخ الطبيعي، و هكذا وضع الرجل المناسب في الماكن المناسب أخيرا. و قد بث في تلاميذه تحمسه للنبات، و كان يعمل معهم في صداقة لا تكلف فيها. و أسعد أوقاته حين يأخذهم في جولات التاريخ الطبيعي و يقول: " كنا نقوم برحلات كثيرة بحثا عن النبات و الحشرات و الطيور ففي و السبت من كل أسبوع نجمع الأ‘شاب من لافجر إلى العشاء ثم يعود التلاميذ إلى الميدان و اضعين الأزهار على قبعاتهم و يصحبون استاذهم إلى حديقته يتقدمه موسيقيون بسطاء ذلك منتهى الروعة في عالمنا الجميل".
وقد وفد بعض طلابه إلى شتى بقاع الأرض ليأتوه بنباتات غريبة. ووفر لهؤلاء الطلاب الذين ضحى بعضهم بحياته في بحثهم هذا أجرة الرحلة على سفن شركة الهند الشرقية الهولندية و وعدهم بإضافة أسمائهم إلى النباتات في نظام التسمية الكبير الذي كان بصدد إعداده و قد وسع تصنيفه ليشمل الحيوانات أيضا. توفي لينيوس في 10-يناير-1778 عن عمر يناهز 70 عاما و 4 أشهر تقريبا.
الخاتمـــة:
تصنيف كارل ليس تصنيف توزيعي فقط بل يعتمد على علوم مختلفة و لذلك يسمى تصنيف علمي، يعتمد التصنيف على المواصفات الجسدية في تصنيف الكائنات إلى مملكتي تقسم المملكة إلى طائفة ثم رتبة ثم فصيلة ثم جنس ثم نوع و عم تنوع الحيوانات و اكتشاف أنواع أخرى أضيفت شعبة بين المملكة و الطائفة و تقسيمات أخرى فرعية.