التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن العفة -تعليم اماراتي

المقدمة :
يأتي هذا الموضوع ضمن دروس سلفت لفضلاء من أهل العلم والمشايخ ، كان أكثرها يدور حول موضوع المرأة من الأسرة وبناء المجتمع الإسلامي في ظل هذه التغيرات العظيمة في المجتمعات المعاصرة وفي ظل الهجمة الشرسة على نظم الإسلام وتشريعاته وفي ظل الإنحرافات السلوكية الأخلاقية التي غزت بلاد الإسلام والمسلمين عبر الفضاء من خلال القنوات الإعلامية وعبر المخالطة من خلال السفر والإختلاط ونحو ذلك الى أسباب أخرى كثيرة .

وموضوع اليوم يتعلق بأساس مهم وركيزة عظمى من ركائز حفظ المجتمع المسلم ؛ لأن أمر العفة كما سيأتي عظيم وحتى ننتفع بالوقت ونحاول أن نلم بأطراف هذا الموضوع الذي يتشعّب في الحقيقة إلى موضوعات كثيرة جدير بكل منها أن يفرد بحديث مستقل .

أولاً : معنى العفة .
ثانياً : عوامل تحقيق العفة .
ثالثاً : ثمار ومنافع العفة حينما تتحقق في واقع المجتمع .
رابعاً : عوامل تضييع العفة .
خامساً : الأوهام والشبهات الباطلة المتعلقة بهذا الموضوع .
سادساً : المخاطر والآثار السلبية الناشئة عن التفريط في العفة .

معنى العفة
العفة لغة : قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة : " العين والفاء أصلان صحيحان، أصل الكلمة مبني على هذين الحرفين ، ويرجعان الى أصلين صحيحين ، الأول : الكف عن القبيح والثاني الدال على قلة الشيء " .
فأصل الكلمة يعود الى الكفّ عن القبيح ، وإلى معنى آخر وهو قلة الشيء ، وبينهما ربط يأتي الحديث عنه ، ثم قال : " العفة الكف عما لا ينبغي والعفة، وهو الأصل الثاني بالضم هو بقية اللبن في الضرع " .
أي هو الشيء القليل كما مضى في الاصل الأول ، وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن : " العفة وصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة " .

أي هذه العفة معنى يقوم بالنفس فيمنع في غلبة الشهوة فيما حرم الله – سبحانه وتعالى – قال : " والمتعفف هو المتعاطي للعفة بضرب من الممارسة والقهر، وأصله أي أصل معنى العفة الإقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة " .

وهذا هو الضبط بين المعنيين فالعفة الكف عن الحرام ، ومن كف عن الحرام ؛ فإنه يأخذ القليل من الحلال يكفيه ويعفه ويحصل به النفع له فيمتنع به الضرر عنه وعن غيره في بناء المجتمع المسلم ، وقال صاحب لسان العرب : " العفة هي الكف عما لا يحل ويجمل " .

الأمر هنا في كلامه أوسع ، فالمراد هو الكف عن المحرَّم وعن ما يجمل أيضاً أي عما يكون قبيحاً في أعراف الناس الصحيحة ، بمعنى العفة والكف عما لا يتفق مع الذوق العام الذي يكون مستهجناً في أوساط المجتمع المسلم قال : " وعف عن المحارم والأطماع الدنية يعف عفة وعفا وعفافاً فهو عفيف وعف إذا كف، والإستعفاف وهو طلب العفة والعفاف " .
وذلك وارد في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( ومن يستعفف يعفه الله ) .

وقال – جل وعلا – في محكم التنزيل : { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً } .
أي ليطلبوا العفة والعفاف من طريقها الذي سنشير الى بعض معالمه وملامحه .

العفة إصطلاحاً وما يتصل بمعناها
" والإستعفاف هو طلب العفاف وهو الكف عن المحرم الذي حرمه الله – سبحانه وتعالى – والإكتفاء بما حل وإن كان قليلاً ؛ لأن القليل الذي أحلّه الله هو الذي يشبع الغريزة ويطمأِن النفس ولا يحتاج معه العاقل إذا عرف عواقب الأمور الى الزيادة عن هذا الحد المشروع " .

في مقابل العفة معنى آخر وهو الخبيئة والدناءة ، فثمة رجل عفيف ورجل دنيئ والعفة لا تقتصر في معناها على جنس دون جنس ، فليست العفة خاصة بالنساء دون الرجال بل إمرأة عفيفة ورجل عفيف وكذا فيما يقابله .
ثم أيضاً فيما يتصل بمعنى العفة أن نعرف طبيعة النفس الإنسانية، فالنفس كما وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض مناحيها ( أن ابن آدم لو كان له واد من ذهب لابتغى ثانياً، ولو كان له واديان لابتغى ثالثاً، ولا يملأ فم ابن آدم الا التراب ) .
فطبيعة النفس البشرية أنها لو تركت لهواها لا تشبع ، فالعفة التي هي إقتصار على القليل الكافي هي أمر فيه نوع من التربية والتهذيب للنفس، أما لو تركت النفس كما تشاء فإنها لا تقتصر على العفة بل تتجاوز الى ما وراءها، فإذن العفة تهذب النفس التي في أصل طبيعتها نهم وشغف لا ينتهي مطلقاً، وإن كان النهم في بعض الجوانب يستحسن كما ورد أيضاً في حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – : ( منهومان لا يشبعا طالب علم وطالب دنيا ) .

فطلب العلم أصله صحيح والنهم فيه محبوب، وطلب الدنيا أصله صحيح ولكن النهم فيه غير مرغوب لأنه لا ينتهى الى حد وما يزال الامل بالإنسان حتى يقطعه الأجل ، ولو مُدّ للأنسان لحظة ما في عمره لكان له فيها آمال جديدة يضيفها الى سالف آماله ، فإذن لو تركنا النفس بطبيعتها لما انتهت إلى حد،كالشارب من ماء البحر لا يزيده شرب الماء بملوحته الا الزيادة في العطش ، فإذن لا بد من ضابط ، والضابط ما جاء في شرع الله من قليل نافع كاف حلال يحصل به المقصود ويتحقق به النفع، ومن ثم كان للعفة صلة في معناها بالتوسط والإعتدال، فالعفة عندما تقتصر على شيء وتترك شيء ؛ فإنها تبلغ الوسط الذي لا يبلغ الغاية من مداه ولا يحرم النفس مما تشتهيه وتحتاج إليه، فكانت العفة أيضاً درب من الوسطية ونوع من تحقيق المراد الذي تحتاج إليه النفس من غير إفراط ولا تفريط .

عوامل تحقيق العفة
و هذه العوامل كثيرة وأبوابها متعددة، وحسبنا أن نشير الى الأسس المهمة منها مع تفريع على بعض فروعها .

العامل الأول : الإيمان
فأعظم عاصم من المعاصي وأعظم رادع عن المحرمات، وأعظم مذكر دائم للإنسان يرافقه في سره وعلنه وفي حله وترحاله ، في شهوده وغيبه هو الإيمان بالله – عز وجل – الإيمان الذي يُنشىء مملكة الضمير التي لا تفارق العبد المؤمن فتجعله دائماًً يستحضر أموراً مهمة من أعظمها وأجلها الخوف من الله ، والحياء من الله ، وتذكّر الآخرة .
واستشعار عظمة الله تبعث على الخوف من الله ، وإستشعار نعمة الله تبعث على الحياء من الله ، وإستحضار هول الآخرة يبعث على قمع الشهوة في النفس ودرءها عن تجاوز الحد، ولذلك كانت التربية الإيمانية والزاد الإيماني بأركان الإيمان الستة أعظم ما يقوي العبد على التزام أمر الله ويعينه على المصابرة والإمتناع عما حرم الله وسبحانه وتعالى .
سئل بعض السلف من أهل الإيمان والصلاح والتقى كيف السبيل إلى غض البصر ؟ قال
" علمك بأن نظر الله إليك أسبق من نظرك الى ما حرم عليك "
هل نحن نستحضر مراقبة الله – عز وجل – وإطلاعه علينا، ومعرفته التي أخبرنا بها في كتابه كما قال جل وعلا : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } .
هل نتحقق بذلك ونستشعره في خفقات قلوبنا وخلجات أفكارنا وتصرفات جوارحنا ؟
أثر عن بعض السلف أنه كان يربي بعض الصغار من بني قرابته، فكان هذا الصغير ينظر إليه عابداً متهجداً ذاكراً تالياً داعياً لله – سبحانه وتعالى – فالتفت إليه ذلك المربي يوماً وقال له :
" إستحضر في قلبك وإن لم تنطق بلسانك أن تقول : الله شاهدي .. الله ناظري .. الله مطلع عليّ ،كلما هممت بهم أو فعلت فعلا فقل ذلك في قلبك، قال : فما زلت أتعود ذلك وأنا صغير السن، فلما كبرت كان ذلك من نعمة الله عليّ ومن عصمة الله لي " .

ونحن نعلم أمثلة كثيرة منها المثل القرآني العظيم الذي سطرته آيات القرآن في سورة كاملة في قصة يوسف – عليه السلام – { وراودته التي هي في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك } .
جاء هذا التوجه الذي فيه كل الإغراء والإغواء مع الأمن والإحكام ، فقال يوسف عليه السلام : { معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي } .

ثم اعترفت وقالت : { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين } . فماذا كان جوابه ؟ { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } .

و ذكر ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد عمر – رضي الله عنه – وهي تتعلق بشاب صالح كان عمر – رضي الله عنه – ينظر إليه ويعجب به ويفرح بصلاحه وتقواه ويتفقده إذا غاب ، فرأته إمرأة شابة حسناء فهويته وتعلقت به وطلبت السبيل إليه فاحتالت لها عجوز، قالت : أنا آتيك به ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له : إني إمرأة عجوز ، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر، قال ابن القيم في سياق القصة : وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر ، فذهب معها، ولما دخل البيت لم يرى شاة ، قال : الآن آتيك بها ، فظهرت له المرأة الحسناء فاستعصم عنها وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله – عز وجل – فتعرضت له فلما آيست منه دعت وصاحت ، وقالت : إن هذا هجم علي يبغيني عن نفسي ، فتوافد الناس إليه فضربوه ، فتفقده عمر في اليوم التالي فأوتي إليه به وهو موثوق ، فقال عمر : اللهم لا تخلف ظني فيه ، فقال للفتى أصدقني الخبر فقص عليه القصة فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها حتى عرف الغلام تلك العجوز ، فرفع عمر درّته وقال أصدقيني الخبر، فصدقته لأول وهلة ، فقال عمر : " الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف " .
هكذا أورد ابن القيم هذه القصة – رحمه الله – والأمر في ذلك كما قلت يطول .

ومن ذلك الحديث الصحيح الذي ورد في النفر الثلاثة الذي آواهم الغار فسقطت صخرة فأغلقت عليهم باب الغار فدعوا بأفضل الأعمال التي تقربوا فيها وأخلصوا فيها لله، فكان من قول أحدهم : اللهم إنه كانت لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها عن نفسها فأبت حتى إذا مرت بها سنون ـ يعني حالة من فقر ، جاءتني في مائة وعشرين ديناراً وتخلّي بيني وبين نفسها فلما تمكنت منها ـ وفي رواية – فلما قعد بين شعبها قالت : اتق الله ولا تفك الخاتم الا بحقه ، قال : فقمت عنها خوفاً من الله عز وجل بعد أن تمكنت منها، فاللهم إن كنت قد عملت هذا العمل اتقاء وجهك ففرج عنا ، فكان هو آخر الثلاثة كما ورد في الحديث .

العامل الثاني : التشريعات
الأحكام التشريعية التي جاء بها الإسلام ، يقول الله عز وجل { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } .
الأحكام التي جاءت في الإسلام تتفق مع فطرة الإنسان ، وتحقق المصالح ، وتمنع المفاسد ، فهي تحقق أعلى المصالح وتدرأ أدنى وأقل المفاسد فضلاً عما هو أكثر منها ، ويمكن أن نسلط الضوء على هذه التشريعات من جوانب ثلاثة :

أولاً : التشريعات الوقائية
وهو متمثل في التشريعات الوقائية ؛ فإن الإسلام حرّم كل الدواعي والطرق والوسائل والمرغبات والمقربات من الحرام ، ومما يحرج العفة ويضيعها ، فحرّم النظر لغير المحرم ولما حرم الله – عز وجل – وفي هذا ما نعلم من قول الله عز وجل : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } .. { قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } .
والنبي – عليه الصلاة والسلام – قال : ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ) هذا النظر قد حرمه الله عز وجل .

وحاسة السمع أيضاً لها تأثير، فجاء الشرع أيضاً يضبط أمرها، لأن بشار بن برد وكان من فحول الشعراء وكان أعمى، فكان يقول أبياتاً في الغزل والحب والعشق والغرام فسئل عن ذلك وكيف يصف هذه الاوصاف وهو كفيف البصر فقال :
يا قوم أُذني لبعض الحي عاشقة **** والأذن تعشق قبل العين أحياناً

ولذلك قال الله – عز وجل – في شأن نساء المؤمنين ، وفي شأن أمهات المؤمنين على الخصوص { ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } .
القول المتأنك المتكسر المتميع له وقع في السمع ، وأثر في القلب ، وإبقاء للشهوة ، وميل إلى المحرّم فمُنع ذلك ، والأنف وحاسة الشم أيضاً ورد فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيما إمرأة خرجت متعطرة ليجد الرجال ريحها ما زالت الملائكة تلعنها حتى ترجع ) .
أو كما قال – عليه الصلاة والسلام – وهذه الرائحة أيضاً لأن لها تاثيراً ، بل حتى الصوت قد جاء النهي عنه في قول الله عز وجل : { ولا يضربن بأرجلهن } .

حتى لا يسمع ذلك الصوت الذي يكون في الخلخال فيلفت النظر أو يدعوا إلى الفتنة ونحو ذلك ، ثم اللمس فقد ورد النهي عنه في مصافحة الرجال النساء .
وقد كان هذا فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث ورد عنه في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع النساء وما مست كفه كف إمرأة لا تحل له قط .
وهذا كله من أسباب الوقاية والضبط، حينئذ كل هذه الحواس لها أثر على القلب، فالعين تنظر لكن القلب يتأثر، والأذن تسمع والقلب يتغير، والأنف يشم والقلب هكذا ، فإذا وضعت هذه الحدود والحواجز كما يقولوا خطوط الدفاع الاولى والثانية والثالثة هذه صمامات الأمان فمن أخذ بها وقي بإذن الله عز وجل .

ومن التشريعات الأخرى أيضاً التحريم المطلق للخلوة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
( إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله : أرأيت الحمو، قال الحمو الموت )
وكذلك النهي عن الإختلاط بما يحمله من المعاني التي تقع بها كثير من أسباب الفساد، ومن الأحكام أيضاً أحكام حجاب النساء إذا خرجت المرأة لحاجة أو إذا اضطرت الى أن تقضي بعض أمورها فإنها مدعوة لحكم الله عز وجل أن تتحجب، فهذا الحجاب أيضاً هو تشريع من تشريعات الوقاية والأمن والسلامة، وكما يقال الآن : " درهم وقاية خير من قنطار علاج " .
ودائماًً يقولون : " السلامة قبل وقوع المصيبة " ؛ لأن العلاج بعد المرض أصعب من بعض الأسباب قبل المرض، ولذلك يدعونا الى تطعيم الاطفال ما هي هذه التطعيمات ؟ تطعيمات وقائية قبل حصول المرض، حتى يكون الجسم مستعداً فإذا جاء المرض كان على أهبة الإستعداد لمواجهته وصده بإذن الله – عز وجل – وهذه أيضاً تشريعات وقائية كثيرة، هذا والدعوة للنساء بأن يكنّ غير مختلطات بالرجال { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } .
وهذه تشريعات وقائية .

ثانياً : التشريعات الإجتماعية
وثمة أيضاً جانب آخر وهو التشريعات الإجتماعية ؛ فإن الإسلام أيضاً جاء بتشريعات إجتماعية تحفّظ للمجتمع وعلى المجتمع أمنه وسلامته وصيانته بإذن الله عز وجل .
أبرز هذه التشريعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس هناك " ليس لي دخل " في الإسلام لا يوجد هذا الامر كل إنسان مسؤول ، وكل مطالب بأن يقول كلمة الحق ، وأن يؤدي أمانة النصيحة ، لماذا ؟ لأن المرأة المتبرجة أمر الرجل ، الذي يؤذي النساء في المجتمع لا يضر نفسه ولا يضر هذه المرأة ولا تضر المرأة الرجل، وإنما يعود الامر على الجميع ، إذاً فالمضرة تلحقني وتلحقك وتلحق الثاني والثالث، فإذا لم يقم الناس بهذا الامر وهذا التشريع الإجتماعي ؛ فإن الآثار الوخيمة تتسع حتى تشمل كل أحد ولا ينجو منها بعد ذلك الا من رحم الله .

ولا ينجو منها الناجي الا بصعوبة ومشقة وعناء ؛ فإن عالم اليوم نعرف ونرى ونحس ونلمس أنه يغزو الصالحين في عقر بيوتهم ، يغزوهم وهم في الشوارع سائرون لقضاء حوائجهم أو ذاهبون للأسواق لشراء حاجاتهم ، في أي جانب من الجوانب أصبح الغزو ياتيك يمنة ويسرة ، عبر الفضاء ومن تحت الارض ، عبر الاذن سماعاً ، وعبر العين رؤية ، وعبر أمور كثيرة متنوعة متعددة ، لمَ ؟ لأن الناس غضوا الطرف أولاً ومرروا المنكر اليسير حتى صار عسيراً إنكاره ، ثم بعد ذلك تفاقم الامر واتسع الخرق على الراقع .

الآداب التشريعية الإجتماعية التي يتسائل الناس ويترخصون منها مثل الإستئذان وتربية الاطفال وتعويدهم على هذه الامور، والتفريق بين الاخوة من الذكور والإناث في المضاجع كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ( وفرقوا بينهم في المضاجع لعشر ) .
هذا الامر كله من التشريعات المهمة في هذا الجانب .

ثالثاً : التشريعات العقابية
من لم يلتزم هذه الحواجز وتلك الآداب ، ولم يستمع للنصيحة ، ثم تجاوز الحد ووقع في المحرم تأتي تشريعات الحدود على إختلاف أنواعها الزاني المحصن والزاني غير المحصن وما يتعلق بالجلد والتغريب أو الرجم ، أو كل الأحكام المتعلقة بهذه النواحي لتكون رادعاً ولتكون عبرة لكل من تسوِّل له نفسه أو يدعوه شيطانه الى إرتكاب المعصية أو خرق جاجز العفة في المجتمع، إذاً هذه أيضاً التشريعات أو العامل الثاني وهو عامل التشريع .

العامل الثالث : التربية وأسسها
والتربية أمرها عظيم، فإن الإيمان النظري الذي نحفظه نصوصاً ونقرأه علماً، وإن التشريعات التي نعرف فقهها ونتقنها تفريعاً لا تفيد عنا شيئاً إذا لم تحصل التربية والإلتزام بها .

الأساس الأول : المجاهدة والتعبد
لا بد لنحصل العفة أن نحرص على عمق وقوة وحسن دوام الصلة بالله – عز وجل – أن نكثر التلاوة والذكر والدعاء أن نكثر الصلاة والمناجاة والتبتل والتضرع، أن نكثر الصوم وكل عبادة من العبادات التي تتطهر بها النفس ، ويتزكى بها القلب ، وتنحصر وتضييق فيها مجاري الشيطان ؛ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ؛ فإنه نوع من العلاج والتربية ، وقال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فضيقوا مجاريه بالصوم ) .

الأساس الثاني : التنشأة والتعود
وهذا يتعلق بالصغار ونلمحه باختلاف البيئات ، بيئة لا تراعي تربية إسلامية، ففتاة العاشرة عندهم صغيرة السن ، وقد تكون في الثانية عشر وهي ما زالت طفلة وتبلغ الرابعة عشر ولا بأس ولا زالت دون السن الذي يعتقدون أنها تكون فيه في مبلغ النبات أو البالغات ، وكذلك الطفل يظل طفلاً ويدخل على النساء من المحارم وغير المحارم وهو في العاشرة ثم في الثانية عشرة ثم في الخامسة عشر ، فهذا التسبب تلحظه عند من لا يحسن ولا يلتزم التربية الإسلامية .

بينما تجد البيئة الإسلامية الصغيرة التي في الخامسة من عمرها ترى أمها وترى بيئتها تتحجب وتلتزم فتطلب الصغيرة الحجاب قبل وقتها ، وتشعر وتعرف وتدرك بالفطرة التربوية على العادة إن ترك الحجاب أمر قبيح فتنظر الى المرأة غير المحجبة على أنها تفعل فعلا قبيحا، وعلى أنها ليست كأهلها وليست كأمها أو أختها أو خالتها فهذا الشعور يعرفه الصغير بالتنشأة والتعود :
وينشا ناشئ الفتيان فينـا **** على ما كان عوده أبوه

أما من لم ينشا على هذه التنشأة ثم بعد ذلك نأتي له ونقول هذه آيات القرآن وهذه أحاديث كيف وقد عاش هذه البيئة، كيف وقد مارس هذه الممارسة وهذا أيضاً أمر مهم .

الأساس الثالث : المعرفة والتعليم
ينبغي أن نعلم الشباب في أول مراحل العمل، في أول تفتح الذهن بهذه المعاني المتعلقة بالأجر والثواب
( سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لاظل إلا ظله … وشاب دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ) .
( ثلاثة حق على الله أن يعينهم … والمتعفف يبغي النكاح ) .

كما ورد في الحديث عن النسائي في سننه، فإذن نعلم ونعرف بهذه المعاني وبأجره عند الله ، ونعرف أيضاً ونعلم بما يعتاد هذا حتى يكون هناك تأسيس صحيح .

الأساس الرابع : التفكّر والتطلّع
القضية التربوية دائماً تعتمد على إحلال الخير محل الشر ، وإن الفراغ بحد ذاته درب من الشر ؛ لأن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، ينبغي أن نعود الشباب في أول عمرهم على أن تكون أفكارهم وتطلعاتهم وطموحاتهم ترقى إلى رقي الإسلام والى الآفاق الواسعة، لا كما يشيع اليوم في صفوف الشباب من أثر هذه الهجمات التي أشرت اليها، فإذاً كل فكره الفتاة التي يحبها والهندام الذي يتزين به أو العطر الذي يتعطر به أو التسريحة التي يسرحها شعره .

وعلى ذلك قس في جانب الفتيات ما هو أعظم وأدهى الوان للعيون زرقاء وخضراء وألوان الصبغات الشعر من شقراء الى غير ذلك من أمور كل هذا أصبح هو الذي يمأ الفكر ويشغله، أين رسالة الإسلام ؟ أين التفكير في العلم ؟ أين قوة البدن ورياضة الجسم ؟ أين الارتباط بمآسي المسلمين والتفكر في أحوالهم ؟ لو شُغِل الشباب وعُوِّدوا أمر الفتيات على هذه المعاني لكان هناك ما يسمى بنظرية التسامي في التربية التي يسمو فيها الإنسان على الشهوات الطبيعية الفطرية التي إذا أتيح لها الفرصة تتمكن من الإنسان، وإذا شغل الإنسان نقسه بغيرها لم يكن لها ذلك الظهور التي تتحكم فيه .

وأضرب لذلك مثالاً هذه الشهوات مع الإنسان في كل وقت لكنها تضعف في وقت وتظهر وتبرز في وقت، الطالب أو الشباب في سن الطلب من الفتيان والفتيات، معلوم كما قلت ما يشغل بالهم من أثر هذه المؤثرات، لكن إذا جاء وقت الإختبارات ماذا يحصل ؟ لأن عندهم عملاً مهماً وجهداً يبذلونه في هذا العمل وتفكيراً ينشغلون به وإهتماماً قلبياً ونفسياً يتوجهون به الى هذه الإختبارات، في ذلك الوقت وفي هذه الفترة تجد أنهم يدعون مثل هذه الامور جانباً وراء ظهورهم، إذن الامر كذلك في كل وقت لو أننا إستطعنا هذا، وعلى الشاب وعلينا أيضاً أن نغرس هذه المعاني .

الأساس الخامس : القوة والإنتصار
تحصل بقوة الإرادة التي ينتصر بها الإنسان على الدواعي التي تدعوه فيكون حينئذ أسيراً أو عبداً لشهواته، نأخذ مثلاً مقارباً فبعض الناس من أصحاب النهم في الطعام إذا أردت أن تعذبه تمنع منه الطعام أو تقلل كميته، ولو أردت أن تأخذ منه أي شيء امنع عنه الطعام أو قلل كميته ثم أطلب منه شيئاً فسيتنازل ، لماذا ؟ لأن فكره الأول والأخير هو في هذا ، فإذا منع منه يمكن أن يعطي من ماله ممكن أن يعطي ممكن أن يتنازل، المهم أن ينال طلبه، وكذلك في جانب شهوة الجنس، فمن كانت هي كل همه وأعظم شغله فانه قد يبيع أخلاقه، يبيع دينه، يضيع ماله، يسيء إلى سمعته، يسيء إلى أهله .

لكن كل ذلك يغطي عن عقله ؛ لأنه جعل نفسه أسيراً لهذه الشهوة، متى يكون قوياً ؟ ليس القوي الذي يتبع شهوته بل القوي هو الذي يملكها، كما قال – عليه الصلاة والسلام – : ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) .
هذا مقياس تربوي مهم ، لا بد لنا أن ننتبه له وأن نربط أيضاً أنفسنا بوعد الله – عز وجل – : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .

العامل الرابع : التوعية
وما أدراك ما هذه التوعية التي نحتاج اليها ! وللأسف في كثير من مجتمعات المسلمين نجد هذه التوعية عكس المطلوب، التوعية التي نقصدها أن نعزز المنافع والمصالح التي تنشأ من العفة ومن التزام أمر الله – عز وجل – ليس بمجرد قول الله وقول رسوله – صلى الله عليه وسلم – وإن كان هذا يكفي المؤمنين ، لكن فيما يضاف الى ذلك من أمور مصلحية حياتية ، فإنه كما سأعرض لبعض الثمار والمصالح تحصل منافع كثيرة .
عندما يطبق الإنسان شرع الله – عز وجل – وفي المقابل ينبغي أيضاً أن نبين الآثار السلبية، أن نوعي المجتمع والشباب والشابات بأن ما يدور في أفكارهم وما تطمح إليه نفوسهم بعيداً عن منهج الله – عز وجل – سيعود ضرره عليهم عاجلاً أو آجلا، أمراضاً في أجسامهم وقلقاً في نفوسهم وإختلالاً في منهجهم، إلى غير ذلك من الأمور التي أبتلي بها من تركوا أمر الله – عز وجل – ويصدُق في هذه الاوضاع كلها شطر آية من كتاب الله عز وجل : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً }
ضنك يحصل في الإقتصاد وفي الإجتماع وفي الأمن وفي كل جانب من جوانب الحياة عندما يتخلف الناس عن التزام شرع الله عز وجل، وإذن هذه التوعية أمرها مهم .

العامل الخامس : الإستعانة
وأعظم بالإستعانة بالله عز وجل ؛ فإن هذا الزمان زمان فتن، وإن هذا الزمان زمان شهوات ومغريات ، وزمانٌ صار فيه شياطين الإنس أعظم كيداً ومكراً من شياطين الجن وتفنن الأبالسة ليصرفوا الناس عن دينهم وعن عفتهم و عن أخلاقهم حتى جاءوا بما لا يتصوره العقل وبما يترفع عنه الحيوان البهيمي ، حتى جاءوا بما لا يتفق مع الإنسانية في قليل ولا كثير، فلا بد للانسان أن يستعين بالله – عز وجل – وأن يكثر الدعاء ، وأن يكثر الإلتجاء الى الله عز وجل حتى يصون نفسه عما حرَّم الله وحتى يقوي عزمه في مواجهة هذه المغريات والمثيرات وحتى يسهل له ما يعف به عن نفسه .

العامل السادس : الأخذ بالمباح
لأن هذه الفِطَر والغرائز أمرٌ من أصل خلقة الله – عز وجل – لا يمكن تجاهلها ومن أعظم أسباب العفة تصريف الغرائز البشرية الفطرية الطبيعية فيما أحل الله عز وجل، ومن هذا المباح أمر الزواج، الزواج المبكر الميسر فانه لو فتح هذا الباب لانسدت أبواب من الشر عظيمة ، ولو فتح هذا الباب لسكنت النفوس وغضت الأبصار وعفت الألسنة وانقمعت الفتنة وانزوت الشهوة وزال كثيرٌ وكثيرٌ وكثيرٌ من الأمور التي تشكو منها مجتمعات إسلامية كثيرة، يبلغ الشاب في سن الخامسة عشرة ولا يتزوج الا في الثلاثين في غالب الاحوال فيكون هذا الزمن الممتد عرضة لتحطيم الحواجز وخدش الحياء وتضييع العفة ، وتبلغ الفتاة في العاشرة أو الثانية عشر ولا تتزوج الا في العشرين أو الخامسة والعشرين .

ونرى ونعلم ما يحصل أيضاً من تجاوز هذه الحدود العمرية سواء في الشباب أو الشابات في بعض المجتمعات الإسلامية التي يعجز فيها الفتى أن يتزوج حتى يبلغ الخامسة والثلاثين بل الأربعين ، وتعجز الفتاة عن الزواج حتى الثلاثين وبعد الثلاثين ، وليس هذا كلاماً جزافاً بل كلنا نعلمه في مجتمعات كثيرة ونلمسه ونراه ونعرفه في كثير من بيئاتنا ومجتمعاتنا وذوي قرابتنا، ثم نستسلم أو نقول بالأقوال التي يروجها بيننا دعاة الباطل : الزواج المبكر هذا الذي لا يتناسب مع مقتضيات العصر، لا يتناسب مع هذا الوعي والفكر الذي لدى هذا الشاب الصغير والفتاة الصغيرة ونحو ذلك، والتعسير الذي يقع في الزواج وما يحصل منه وإذن بالإجمال من أهم الأسباب الأخذ بالمباح من الزواج المبكر الميسر، وكذلك حتى من باب أو من أبواب التعدد العادل النافع ؛ فإن شرع الله – عز وجل – أتى بما ينفع ويشفي وبما يدفع الضر ويبعد الأذى عن المجتمع المسلم .
هذه بعض العوامل الرئيسة التي بها تتحقق العفة في المجتمع الإسلامي الإيماني .

ثمار العفة
ماذا نجني عندما نحقق هذه العفة ونلتزمها ونشيعها بين شبابنا وشاباتنا .
الثمرة الأولى : السلامة من الفواحش
والفاحشة هي الأمر الذي يفحش أي الذي يتجاوز الحد وتعافه النفس والفطرة السوية ، قال الله – عز وجل – : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً } .
فإذن التزامنا بتلك التشريعات وبتلك الجوانب التي ذكرناها، تربية إيمانية، تشريعات وقائية، و تربية إسلامية، وتوعية تنبيهية تحذيرية، وإستعانة بالله عز وجل، كل هذه العوامل ستجعلنا بمنأى عن هذا الدرك والهاوية الخطيرة السحيقة .

الثمرة الثانية : السلامة من أضرار الفواحش
وما أدراك ما أضرار الفواحش ! الذي يتضح به العالم الغربي الذي كسر حواجز العفة من أمور الأمراض الجنسية المعروفة التي حيرت عقولهم ودمرت صحتهم وفتكت بهم وزرعت بينهم الخوف والرعب والتي سبتهم حتى حرية ولذة الاستمتاع الذي كانوا يسعون إليها ويجرون وراءها وكلفتهم وراء ذلك الضرائب العظيمة الضخمة من إقتصادهم وأموالهم التي أُهدرت بملايين الملايين في إجراء الأبحاث والتماس العلاجات والطب ومراكز الابحاث وغير ذلك من الأمور، إضافة الى ما ينشأ عن ذلك من إختلال والإغتصاب مما سياتي ذكره في الشق الآخر .

الثمرة الثالثة : نقاء المجتمع وطهارته
فإذا وجدت هذه العفة لم تر إمرأة متبرجة ولا شاباً متسكعاً، رأيت جِداً في الشباب وعفة في الفتيات، رأيت مجتمعاً ظاهراً نقياً، ليس فيه ذلك الإبتذال ولا تلك الدناءة والخسة .

الثمرة الرابعة : قوة الإرادة
يقول الله – جل و علا – { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }
هذه العفة التي تعصم من الحرام تجديد وتقوية وزيادة للإيمان .

الثمرة الخامسة : النجاة من النار
العفة سبب من أسباب النجاة من النار كما ورد في حديث أخرجه أبو يعلى في مسنده والطبراني في معجمه وتكلم بعض أهل العلم في بعض رجاله من أنهم غير معروفين قال فيه النبي – عليه الصلاة والسلام – : ( ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله ) .

الثمرة السادسة : بقاء اللذة وحتى الخامسة والسبعين
وهي من أعظم الفوائد ؛ لأن الذين يجرون وراء الشهوات يفقدون صحتهم ويفقدون قوتهم التي يفقدون بها هذه اللذة الجنسية، ولذلك أثبتت البحوث العلمية أن القوة باقية ومستديمة بهذا الإعتدال الذي ينشا أولاً عن الإبتعاد عن الحرام ، ثانياً : عن العفة بمعناها الذي ذكرناه وهو الإقتصار على القليل النافع المفيد والإبتعاد عن الكثير الضار ؛ لأنه كما يقولون كلما زاد عن حده إنقلب الى ضده، فهذه مجتمعات الغرب تركت الحبل على غاربه فليس هناك عندهم شيء ممنوع ولا محرم ، زنا ولواط وشذوذ ونحو ذلك، فماذا انتهى إليه أمرهم إنتهوا الى أمراض فيها البرود الجـنـسـي والى أمراض الضعف والآن ببحوث عن علاجات تقوي صحتهم الى غير ذلك من الأمور .

ولذلك جاء في بعض الأبحاث الطبية يقول أحد الاطباء : إنه رأى شيوخاً ناهزوا الخامسة والسبعين وهم لا يزالون في كامل قوتهم وصحتهم ، وهم قادرون على المعاشرة والإنجاب في هذا الباب، فعندما أجريت الأبحاث وسئل هؤلاء فكانت أولا أنهم لم يجعلوا أمراً لم يمارسوا العادة السرية في فترة شبابهم، وعندما بلغوا مبلغ الرجال لم يدخلوا في أبواب الحرام، وعندما تزوجوا أخذوا بالتوسط والإعتدال ثم ابتعدوا عن الامور التي يستخدمها الناس من هذه الامور الطبية فأبقى الله – عز وجل – لهم هذه الصحة ؛ لأن هذا المنهج هو الطبيعي المتوافق مع الفطرة .

ثمار عامة
و من الثمار العظيمة – أيها الإخوة – ما يتعلق بكل ما قيل في ثمار الطاعة وحلاوتها ، وما يتعلق بنورانية القلب ، وما يتعلق بهذه المحاسن الكثيرة والمنافع العديدة التي تاتي في باب ترك المعاصي والتزام أمر الله وسبحانه وتعالى ، من قوة القلب وطيب النفس ونعيم القلب وإنشراح الصدر ، وسلامة الأرض من مخاوف الفساق والفجار وقلة الغم والهم والحزن وعزة النفس عن احتمال الذل وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية وآثارها الوخيمة .

عوامل تضييع العفة
و هي في الجملة عكس ما قلناه في عوامل تحقيق العفة، لكني أشير اليها في أمور محسوسة ملموسة مما نعيشه في واقعنا وفي واقع مجتمعات المسلمين في كثير من بلادهم وبقاءهم، من أهم هذه العوامل :
العامل الأول : الإثارة الإعلامية المحرمة
وهذه اليوم هي من أعظم أسباب تضييع العفة وتهييج الشهوة والدعوة إلى الفسق والفجور وخاصة ما جاء للناس من بلاد القنوات الفضائية ، وما يبثه أهل الكفر وأهل العهر من الكفرة والفاسقين والمنحلين الى الفضاء، والذي خلقه الله لننتفع به فسخره أهل الباطل ليكون مصدراً للفساد، وهو المصدر الذي نزل منه الوحي ونزل منه النور من عند الله – سبحانه وتعالى – فانظر الى جحود ونكور الإنسان كيف يسخر النعمة للباطل وللفساد والإفساد ؟ هذه الإثارة التي تدخل فيها المجلة الرقيعة والقصة الوضيعة والتمثيلية المبتذلة والفيلم الإغرائي إلى آخر ما لا ينتهي حصراً ولا عداً ولا لوناً ولا شكلاً مما يُغزى به المسلمون في عقر دارهم .

والعجب كل العجب ، والغرابة كل الغرابة ، والإندهاش كل الإندهاش من مجتمعات أو أسر إسلامية تسمح أو يسمح فيها رب الأسرة أن يشاهد أبناؤه أو بناته أو هو نفسه مثل هذه الامور ولا يرى في ذلك غضاضة ولا يرى فيها خطراً حتى إذا وقعت الفأس في الرأس كما يقولون ، قال من أنّى هذا ، سبحان الله .
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء
كثير من الآباء وربما الأمهات لا يفكرون تفكيراً جاداً ولا ينتبهون إنتباهاً صحيحاً لما يكونون هم سبباً فيه وعاملاً رئيساً من عوامل وقوع أبنائهم في الأمور المحرمة أو وقعهم بعد ذلك فيما لا تحمد عقباه مما تترتب عليه مخاطر وأضرار كثيرة .

العامل الثاني : التغريب الفكري والعملي
بعض الناس اليوم نسي كل الإتجاهات الاربعة ولم يعرف الا الإتجاه الغربي، نسي الشمال والجنوب والشرق، ليس هناك الا غرب ، فقبلته إذا توجه للغرب، وفكره إذا فكر في الغرب ، وبعض الناس فتنوا بهذه الحضارة وبهرجها ونظروا الى أحوالهم على أنها هي التأخر والرجعية والتخلف، وغير ذلك من السمات والأوصاف، وأشاع بعض الناس من بعض الذين فتنوا من الكتاب أو القصاص أو المفكرين أشاعوا هذه القالة بين الناس وبين مجتمعات المسلمين فلا تقدماً الا في الغرب ولا حضارة الا في الغرب، ولا أدب ولا سلوك حضاري الا في الغرب الى آخر ذلك .

وبعد هذا أيضاً الجانب العملي بما وقع أيضاً في كثير من بيئات المسلمين بالسفر المتكرر والإختلاط الدائم بهذه البيئات التي انحلت حتى تحللت فلم يبق فيها شيء يرتبط بشيء مطلقاً، فكثر السفر والسياحة الى تلك البلاد وشد كثير من المسلمين رجالاً ونساءً وأسراً وشباباً وشابات رحالهم وتوجهوا الى تلك البلاد وحصل من ذلك ما حصل من هذه الامور التي نعرفها .

العامل الثالث : إستعباد المرأة
الذي يسمونه تحرير المرأة، الذي سخر المرأة لتكون فتاة إعلام وفتاة غلاف وعرَّاها لينظر الى جمالها ثم يضحك عليها, وينصب هذه ملكة للجمال ، وتلك ملكة لجمال الورود ، وتلك ملكة لجمال الاشجار، والثالثة ملكة لجمال البحار ، الى غير ذلك مما يضطرب فيه العقل ويحار ، وكل ذلك كان من أعظم أسباب الفساد والإفساد حتى في تلك المجتمعات ومن قلدهم وللأسف من مجتمعات المسلمين .

العامل الرابع : التسيب الإجتماعي
على المستوى العام والخاص، على المستوى العام ما نراه – وللأسف – في كثير من البلاد الإسلامية من إقرار الإختلاط في التعليم في مراحله المختلفة، وسأذكر بعض ما يقولون من الأوهام والأباطيل مما يقال ويشاع بين الناس ، وإنه ليس هناك ضرر من هذا الإختلاط وأن العفة في القلب وأن الثقة يبنغي أن تعطى للفتاة وغير ذلك مما يقال، فهناك أيضاً في التسيب الإجتماعي على المستوى العام في هذه الدوائر .

وهناك تسيب إجتماعي على المستوى الخاص في دائرة الأسرة ، فهذا ابن عمها وهذا ابن خالتها وهذا صديق بن عمتها حتى صار الرجال كلهم كالمحارم ، والعجب أيضاً ما يقع من التفريق الذي لا أساس له من الصحة ولا منطق له بالعقل، فتجد في بعض المجتمعات التي فيها بعض المحافظة تتحجب الفتاة ولا ترى الأجانب من الرجال لكن تكشف أو تتكلم أو لا تراعي هذه الأحكام الشرعية مع السائق أو مع الخادم وتقول هذا سائق أو هذا خادم أو العكس بالنسبة للشباب فيقول هذه خادمة أو هذه مربية، سبحان الله كل خادم أو سائق أو عامل أو تاجر هو في الآخر رجل، وكل مربية أو أستاذة هي في الآخر إمرأة، وهذه أيضاً من الامور والثغرات التي ترخص فيها الناس وجنوا من وراها الحنظل والعقلم والمر؟ فوض؟ من وراء ذلك ما وقعت من المشكلات والأمور التي تسمع بعضها أو قليلاً منها في مجتمعنا، ونسمع بالكثير الكثير في مجتمعات أخرى .

العامل الخامس : التشديد والتعسير للمباح
والذي يدفع الى التيسير في المحرم، فنعرف اليوم ما يشاع من أمور لا بد من توفرها للزواج ومهور غالية ولا بد من سكن شكله كذا ولا بد من أثاث لونه كذا ونحو ذلك، مما عقد الامور وصعبها حتى غدا النادر من الشباب من يستطيع الزواج الا بعد معاناة شديدة، وربما بعد الوقوع في حمأة الرذيلة بصورة أو بأخرى نسأل الله عز وجل السلامة والعافية .

أوهام وشبهات
بعض الأوهام والشبهات من التي يروجون بها في مثل هذه الثغرات، أسرد سرداً ثم أقدّر بعض التفصيل، فهذه الموجة الاعلامية الإنحلالية مقبولة بحجة الترفية والترويح عن النفس ولا شيء فيها لأن الإنسان ولأن الشباب والشابات عندنا بحمد الله عندهم عقل ، ولأن المجتمع عندنا – بحمد الله – محافظ .
وهكذا نقول الأقوال الوهمية، والدعاوي غير الحقيقية ونغالط أنفسنا ثم نقف بعد ذلك أمام النتيجة المرّة وغير ذلك مما يقال، وأركز على جانب ربما واحد من هذه الجوانب يتعلق بالنساء على وجه الخصوص ومن يقوم على شؤنهن من الأزواج والآباء، أمر الحجاب فتجد كثيراً من الفوارق والمفارقات العجيبة، فهناك دعاوي كثيرة منها :
أ ـ " الطهارة والعفة في القلب " .
فيقولون أصحاب التضليل والإفساد في المجتمع لا تغرَّنك المرأة المحجبة التي قد تجلبت بالسواد وأرخت الحجاب على وجهها فكم من وراء الحجاب من فتاة تتوسل بهذا الحجاب إلى الفتنة أو إلى الفساد ، فهذه كلمات يقولونها وينمقونها، وكم من فتاة لا يضرها أن تكشف عن وجهها أو أن تحسر عن شعرها أو أن تبدي ذراعها الى آخر ذلك ؛ لأنها واثقة عن نفسها، وهذا الذي يصبونه في الآذان صباح مساء من خلال البرامج الإعلامية، هذه فتاة أنا واثقة بنفسي أنا مؤمنة بقدرتي وقوتي ثم بعد ذلك تزول هذه الثقة وتتحطم هذه القوة ويحصل ما يحصل مما يعلم .

ب ـ " الفتاة ما زالت في سن الشباب فإذا كبرت تحجبت "
وهذه كما يقولون البضاعة البائرة تزول في الحراج لا يريدها أحد فتحجبت بعد أن تكون عجوزاً ، لو لم تتحجب وهي عجوز ما نظر اليها أحد ، وما سال عنها أحد ولا تكلم معها أحد ، بل قد جاء التشريع القرآني بأن القواعد من النساء يختلفن عن غيرهن لأنهن لا ينظر اليهن ولا يرغب فيهن، فالحجاب إنما يكون للمرأة في سن الشباب، والعجب أنك ترى إمرأة كبيرة في السن عليها وقار الحجاب ونور التستر وسيماء الحشمة وهي تمسك في يدها إبنتها وقد تكشفت وتبرجت وتعطرت وتغنجت فإذا سئلت هذه المرأة المحجبة وهي الأم المربية قالت : دعها تتمتع بشبابها ؛ فإن العمر فيه فسحة ، وهذا أيضاً من الأمور العجيبة التي سرت – وللأسف – في مجتمعات المسلمين .

ج ـ " كل ممنوع مرغوب "
فإذا حجبنا المرأة رغبنا فيها وهذا من الأوهام والأباطيل ، فيقال أكشف عنها حتى تصبح أمراً عادياً ولا تلفت النظر ، سبحان الله فلوكان الامر كذلك فمن أين جاء الإغتصاب الذي سمع عنه هناك في تلك البلاد ، ولو كانت هذه القضية تنتهي الى هذا الحد الذي يتصورنه ببلادة ذهن وغباء عقل لما كان بين الرجل وزوجته عشرة ؛ لأنه سيألفها وسيراها ، وبالتالي تصبح عنده شيئاً كأنما هو جزء من الأثاث، هؤلاء يغالطون أنفسهم وينسون أصل خلقة الإنسان وفطرته، وهذه أيضاً من الامور التي تروج بين كثير من فتيات المسلمين .

د ـ "سأتحجب لكن عندما اقتنع أولاً "
هذا ما يقوله بعض الفتيات تقول نحن نريد أن تكون عندنا قناعة، نريد أن نثبت هذا بالعقل، بمعنى أنها لا تريد أن يكون الحجاب مجرد حكم شرعي وهذا لا شك انه من جهة أخرى أمر عظيم ، ولكن هل هي تريد أن تقنع حقيقة أم أنها تفرح ببعض جمالها وشبابها، تريد أن تغري الآخرين .

هـ ـ " أريد أن أتبرج حتى أرغِّب بعض الشباب في الزواج مني "
هذا ما تقوله بعض الفتيات، هل تعرض نفسها حتى يأتي كما يقولون فارس الاحلام فتتزوج ، فحينئذ – إن شاء الله – تتحجب وكذا ، نقول سبحان الله أي مبدأ هذا ، إذن هو مبدأ اليهود الذي يقول إن الغاية تبرر الوسيلة، وهذه تريد أن تتزوج ولكن ما الذي يضمن لها الا تختطف والا تغتصب، ما دامت معروضة لهذا الغرض فقد يأتي الغرض على غير ما تريد، وهذه كلها أباطيل وأحاييل إبليسية شيطانية .

و ـ " الحجاب يعيق عن الحركة، والاجواء الحارة، أيضاً لها أثر في هذا"
وهذا أيضا من توهيماتهم وأقوالهم المضللة، الى غير ذلك من أمور كثيرة ومن الأمور التي شاعت بين المسلمين وللأسف الشديد .

المخاطر الناشئة عن ترك العفة
وحقيقة أن التفصيل فيها بالإحصاءات والأرقام التي وقعت في المجتمعات التي تركت كل مبدأ وكل خلق وكل فضيلة، فضلاً أنها تركت كل دين وكل تشريع .
1 ـ مخاطر أمنية
فلم يعد هناك أمن على النساء ولا على الأعراض ولا على الأموال ، واختلط الحابل بالنابل في هذا الشأن، وهناك المخاطر الصحية من هذه الأمراض الفتاكة التي ابتلى الله – عز وجل – بها أولئك القوم .
لأنه قد ورد في الحديث وإن تكلم فيه بعض العلماء بالضعف
( أنه ما فعل قوم فاحشة الا سلط الله عليهم الاوجاع التي لم تكن في أسلافهم )
وهذا في الحقيقة واقع في هذا المجتمع المعاصر، وفي البيئات المنحلة الإباحية .

2 ـ تغيُّر الفطرة الإنسانية
بوجود الشذوذ من خلال هذه الإباحية التي تركت العفة والحصانة، ووجد أيضاً التخنث من الرجال للنساء، والإسترجال من النساء للرجال، وظهر ما يسمى بالجنس الثالث فلم تعد المرأة فيها حياء ورقة وأنوثة، ولم يعد الرجل رجلاً فيه شهامة وقوة ورجولة، ولم تعد الامور تتبين كما كان يقول الشيخ الطنطاوي في بعض كتبه حفظه الله انه ركب مرة في إحدى المواصلات العامة في بعض البلاد العربية الإسلامية، قال :
" فرايت ما استطيع أن أقول رأيت رجلاً، قال : رأيت إنساناً لم يستطع أن يتبين هل هو رجل أم إمرأة ؟ " لشدة ما قد يختلط في هذا الجانب وهذا فساد عظيم .

3 ـ تحطم الأسرة
لم يعد هناك رباط زوجي لأنه لا داعي للزواج ما دام هذا الامر المباح المتاح، وتحطم الأسرة تحطم به المجتمع، وأيضا فوق هذا كله هناك ضياع للأطفال وتشردهم وسيرهم في الخط الإجرامي الذي يتوه فيه هؤلاء ويعبثون في المجتمع وأمنه .

4 ـ قلة نسبة المواليد
والإبتعاد من ضرورة هذه الإباحية عن الإنجاب وعن تكوين الأسرة الى غير ذلك مما يطول ذكره ويعلم من كثير من الاحوال، وعند كثير منكم أمره .

الخاتمة:
و نسأل الله عز وجل أن يجنبنا هذه المخاطر، وأن يرزقنا العفة والحصانة لنا ولنسائنا ولأبنائنا وبناتنا ومجتمعاتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .

المصادر

http://www.islamt

الكتاب: تاج العفة و الرؤوس المريظة للشيخ علي محمد بادحدح ص32

مشكور اخوي وماتقصر

مشكوورة

لكم جزيل الشكر
ولكن هذا للفصل الأول

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف العاشر

حل أسئلة رقم(8 – 14 – 15-16 – 17 – 18)صفحة 121 للصف العاشر

اريد في أقرب وقت ممكن حل الأسئلة صفحة 121 (8و14و15و16و17و18) وشكرًا

اوكي انا رح اساعدك بس اعطيني شويه وقت

بتمنالك التوفيق وهي هو الحل مع السلامه

شكرا مع السلامه

أشكرك يا طويل العمر

احم اممممممممممممممم انا بنت مش ولد بس عفوا

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف العاشر

بحث , تقرير عن جماليآت القرآن الكريم -تعليم اماراتي

هلآ
شحالكم حبايبي

لو سمحتووووووووا بغيت تقرير عن جماليآت القرآن الكريم

بليزز ردووووو

ردوووووووووووووووووووووو علي

نظرة في جماليات القرآن الكريم
(الشبكة الإسلامية) فهمي هويدي

الفن كما أفهمه فنان، واحد للإماتة والثاني للإحياء، الأول للفتنة وإثارة الشهوة، والثاني لترقيق الحاشية وترطيب الجوانح أو شحذ الهمة، ذلك أن الله الذي هدى النجدين وألهم النفس فجورها وتقواها قد ركب في الجمال طبيعة مزدوجة، فيمكن بإدراك الجمال وصنعة أن يهتدي الإنسان ويعبد ويزداد هدى وعبادة، ويمكن أن يضل ويفتن ويسقط في مهاوي اللذات ودركات التحلل، وليس خافيًا أن الفن الذي نعنيه من الطراز الذي يحيي وليس الذي يميت ويهدم.

نحن نتحدث إذن عن فن يخشى الله ويتقيه ويتعبد له، بالتالي فكل ما يتعلق بالمجون والتحلل والتفلُّت ليس واردًا في السياق الذي نحن بصدده، من ثَمَّ فإننا نفهم الفن بحسبانه إبحارًا في ملكوت الله، واستجابة للتوجيه القرآني الداعي إلى التفكير في الأنفس والآفاق. وفي كلام آخر فإن الفن عند المسلم هو نوع من تدبر آيات الله في الكون، وهذا التدبر قد يكون بالتعبير وقد يكون بالتشكيل، وفي الحالتين فإن الفنان يغوص في أعماق الواقع فيتحرى فيه مواضع الجمال أو يستنطقه، وقد يتعامل مع الواقع المحسوس لكنه أيضًا قد يتجاوزه وينفذ إلى ما وراءه، محاولاً السباحة في الآفاق اللانهائية، وهو في تجواله ذاك يتقلب في بديع صنع الله، ويتعلق بأهداب عظمة خلقه، حيث تتجلى تلك العظمة في كل ما تقع عليه عيناه أو يمر على خاطره.

إن المتجول في رياض القرآن يرى بوضوح أنه يريد أن يغرس في عقل كل مؤمن وقلبه الشعور بالجمال المبثوث في جنبات الكون، من فوقه ومن تحته ومن حوله، في السماء والبر والبحر والنبات والحيوان والإنسان.

في جمال السماء يقرأ المسلم قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهَمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا وَزَيَّنَّهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)[ق:6]. (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ)[الحجر:16].

وفي جمال الأرض ونباتها يقرأ: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)[ق:7].(وَأَنزَل لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ)[النمل:60].

وفي جمال الحيوان يقرأ قوله تعالى عن الأنعام: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)[النحل:6]. وفي جمال الإنسان يقرأ: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)[التغابن:3]. (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار:7،8].

وهكذا فإن المؤمن يلاحظ وهو يقرأ كتاب الله أنه يُدفَع لأنه يرى يد الله المبدعة في كل ما يشاهده في الكون، ويبصر جمال الله في جمال ما خلق وصور، يرى فيه (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)[النمل: 88]. ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)[السجدة:7]. وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله، لأنه أثر جمال الله جل وعلا، وهو يحب الجمال كذلك لأن ربه يحبه، فهو جميل يحب الجمال.

تحريض لاكتشاف مناحي الجمال:

لقد حرص القرآن الكريم في مواضع عدة على التنبيه إلى عنصر الحسن والجمال الذي أودعه الله في كل ما خلق، إلى جانب عنصر النفع أو الفائدة فيها، وكأنه يريد أن يثير انتباه المؤمنين إلى أن تعاملهم مع ما حولهم لا ينبغي أن يظل محصورًا في نطاق العلاقة الوظيفية الآلية، وإنما عليهم أن يلتفتوا أيضًا إلى البعد الجمالي في تلك العلاقة، ذلك أن الله سبحانه وتعالى شرع للإنسان إلى جانب "المنفعة" الاستمتاع بالجمال، أو "الزينة" وهو الوصف الذي يجسد الجمال في الخطاب القرآني.

في معرض الامتنان بالإنعام يقول الله سبحانه وتعالى: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)[النحل:5] هذا إشارة إلى الشق المتعلق بالمنفعة والفائدة. ثم يقول: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)[النحل:6]. وفيه إشارة وتنبيه إلى الجانب الجمالي في العلاقة. في نفس السياق يقول سبحانه وتعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)[النحل:8]. ذلك أن الركوب يحقق المنفعة المادية وتتحقق العلاقة الوظيفية، أما الزينة فهي متعة جمالية تريح النفس وتبهج العين. وفي ذات السياق بنفس السورة، تحدث الله تعالى عن تسخير البحر فقال: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا)[النحل:14]. إذ لم يقصر فائدة البحر على العنصر المادي المتمثل في استخراج ما يؤكل منه، بل ضم إليه الحلية التي تلبس للزينة، فتستمتع بها العين والنفس.

هذا التوجيه القرآني تكرر في أكثر من مجال، مجال النبات والزرع والنخيل والأعناب والزيتون والرمان، متشابها منه وغير متشابه، ففي سورة الأنعام يذكر البيان الإلهي الزرع وجنات النخيل والأعناب فيقول: (انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام:99]. في هذا التوجيه يقول سبحانه وتعالى: لا تقفوا عند حد الأكل وإشباع البطون، ولكن تفكروا في الأمر وانظروا كيف جاءت الثمرة ثم أينعت، ولا تنسوا أن ذلك من بديع صنع الله، وآياته التي ينبغي أن يعيها المؤمنون.

والقرآن لا يدعو المؤمنين فقط إلى ملاحظة الجمال والزينة في بديع الخلق، ولكنه يدعوهم أيضًا لأن يتجملوا هم أنفسهم، بل وينكر عليهم عدم الاكتراث بأسباب الزينة، مثل ذلك في قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ)[الأعراف:31، 32]. فالآية تبدأ بالحث على التزين لحاجة الوجدان، ثم تنتقل إلى الأكل والشرب لحاجة الجثمان، ثم تستنكر بعد ذلك تحريم زينة الله التي أخرج لعباده، وتحريم الطيبات والرزق، وإذا لاحظت أن البيان الإلهي استخدم مصطلح "زينة الله" فستجد أن ذلك يرفع في مقام الزينة ويشرفها، ومن ثم يحبب فيها ويجعل تحصيلها قريبًا إلى الله سبحانه وتعالى، إذا ما خلصت النية بطبيعة الحال.

إنها زينة الله يا سادة:

في كل ذلك فإن القرآن يدعو الخلق كافة إلى تذوق ما في الكون من جمال وإبداع فضلاً عن دعوتهم إلى الاستمتاع بذلك وهذه الثقافة تنمي عند المسلم حاسة تذوق الجمال والسعي إليه، وتوفر للموهوبين من المسلمين أفقًا واسعًا للإبداع إبحارًا في الملكوت الواسع الحافل ببدائع الخالق في مختلف الآفاق.

إن الإسلام حين دعا إلى تذوق جماليات الحياة لم يكن يسعى فحسب إلى تحقيق التوازن في نفس المؤمن بين احتياجاته المادية وأشواقه الوجدانية والروحية، وإنما كان يتجاوب في الوقت ذاته مع فطرة الإنسان وطبيعته، وهي الطبيعة التي ما كان يمكن كبتها أو تجاهلها، وإلا فقد الإسلام أحد أهم مميزاته، من حيث كونه دين الواقعية والفطرة، الذي هذب نوازع الإنسان ولم يقمعها، أهم من هذا وذاك أن تلك الدعوة اعتبرت سبيلاً إلى تثبيت الإيمان وتأكيد الثقة في قدرة الله، خالق الأكوان ومبدعها، الأمر الذي جعل من الفن الإحيائي الذي ندافع عنه سبيلاً إلى تعزيز الإيمان بالله وبابًا من أبواب التقرب إليه سبحانه عبر الإعلاء من شأن نعمه التي أسبغها على الكون.

من مقال له في مجلة "المجلة".

( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)

بليز ابي المقدمة والموضوع والخاتمه والمصادر والمراجع والى اخره

ردوووووووووووووووووووووو علي …

دخيلكم

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف العاشر

……. =( للصف العاشر

سمحووليــه اعرف انيه غثيتكمــ بس بغيــت تقريــــر عن عمــل التوالي على لوح الكترونــــي

والسمووحـــــهـ

بشوف إذا عندي

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن خالد بن الوليد للصف العاشر

لو سمحتوا يا مخاوين الكوس ساعدوني ولو سمحتوا لو انى بنكلف عليكم ابى المراجع كتابين ونت مع الهوامش

ساعدوني في أقرب وقت

شكرا على البحث وجزاكم الله خيرا

جزااكم الله خير عالبحث القيم ربي لاا هانكم ^_^&

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف العاشر

الاصفار المعنوية والاصفار الغير معنوية -تعليم اماراتي

امثال على الصفر المعنوي والصفر الغير معنوي

الصفر المعنوي مثل :

50.3________________نقول يوجد بها 2 ارقام معنوية
3.0025____________________نقول يوجد ها 5 ارقام معنوية
57.00_________________نقول بها 4 ارقام معنوية
2.000000_______نقول بها 7 ارقام معنوية

الصفر الغير معنوي مثل :

0.892_________يوجد بها 3 ارقام معنوية
0.0008_______________يوجد به رقم معنوي واحد
100000000000____________يوجد به رقم معنوي واحد
20________يوجد به رقم معنوي واحد

اتمنى اكون أفدتكم بشي

اختكمـ / امـ هلالـ

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف العاشر

بحث , تقرير الأسلام حماية البيئة _ الامارات للصف العاشر

السلام عليكم
كيف الحاااااااااااال؟؟؟؟؟؟؟؟
ممكن تسااااااااعدوني في بحث عن التربية الأسلامية
((الأسلام حماية البيئة))

انا ابى احد يساعدني في تقرير عن طلحه بن عبيد الله
بليييييييييييييييييز

و عليكم السلام
اشحالج يتيمه زايد ^_^

لئن كانت البيئة أو بالأحرى الأرض، أحد مكوناتها، هي التي يحصل الإنسان منها على كل مقومات عيشه، فإن حمايتها تعد السبيل الأقوم للحفاظ على حياته. لذلك، فإن الخطوة الأولى في هذا السياق، تمثلت في دعوة الإسلام إلى عدم الإسراف، ومن ثم استنزاف الموارد الطبيعية وتبديدها: (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (البـقـرة:60)، (ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (الشعراء:151- 152). ثم نهى عن الفساد في الأرض: (ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (الأعراف:74)، (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) (البقرة:11-12)، ليشمل هذا النهي علاوة عن عموم الفساد في الأرض، مكوناتها من حرث ونسل: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) (البقرة:205).

وكذلك بقية العناصر الطبيعية من ماء وهواء، اللذين أولاهما الإسلام عناية كبرى(99). ومرد ذلك كونهما عنصرين أساسين يتوقف عليهما وجود الإنسان والنبات والحيوان واستمرار حياتهم: (و جعلنا من الماء كل شيٍٍ حي ) (الأنبياء:30). (والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها) (النحل:65).

وبالتوازي مع هذه الدعوة لترشيد استعمال الموارد الطبيعية، والنهي عن عموم الفساد في الأرض لمختلف عناصر البيئة، فإنه وعد المفسدين فيها بالخسران، وتوعدهم بسوء القرار: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئـــك لهم اللعــنة ولهم ســوء الدار ) (الرعد:25).

ولعل من بين دواعي اقتران الفسـاد بلفظ الأرض، هو التنبـــيه، كما أسلفنا، إلى أنها هي محيط الإنسان، فيها يأخذ حيزه، ومنها يستمد حاجياته، وإليها مصيره.. لذا عليه أن يتعامل معها بكل جدية سالكًا سبيل ما يقتضيه العقل الراجح والعاطفة الخيّرة والوجدان المرهف(100).

وإلى جانب القرآن الكريم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حث بدوره على حماية البيئة ومكوناتها. وليس أدل على ذلك من وصاياه التي أوصى بها جيـــشه في غزوة مؤته وهو يتأهب للرحـــيل: (لا تقــتـُلنَّ امرأة ولا صغيرًا رضيعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تحرقُنّ نخلاً، ولا تقلعُنّ شجرًا، ولا تهدموا بيوتًا )(101).

هذا في الحرب، ومن باب أولى وأحرى في السلم، حيث تزخر السنة النبوية بالدعوات المتكررة للحفاظ على أديم الأرض ومن ثم الحد من أثر بعض الظواهر الطبيعية مثل الانجراف والتصحر والجفاف.. وفي هذا الإطار يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان له صدقة)(102). فآنئذ لا يملك المسلم، وفق قول الأستاذ المستاوي، إلا أن ينخرط بصفة كلية ونشيطة في عملية الغراسة والتشجير، وينبغي أن يكون ذلك منه بصفة متواصلة إلى آخر رمق في حياته، يعمل دائمًا، بالحكمة القائلة: (غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون)، ولا يغيب عن ذهن المسلم ذلك الحديث النبوي الشريف الذي دعا المسلم إلى الغراسة دائمًا، حتى ولو كانت الساعة تقوم… إنه منتهى الأمل وتواصل العمل بدون كلل(103)…

وانسجامًا مع هذا التوجه، فقد سار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه على نفس الدرب، حيث قال في هذا السياق: (لا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولابعيرًا إلا لمأكلة)(104).

وعمومًا، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تزخران بدعاوى الحفاظ على البيئة ومكوناتها الحية وغير الحية، انطلاقًا من الإنسان والحيوان والنبات، وصولاً إلى الماء والهواء والأرض.. التي تهدف في اعتقادنا إلى تعزيز مفهوم الإسلام لعلاقة الإنسان بالبيئة -التي تقوم على الوفاق والتكامل بدل الصراع والتنافر- الذي يدفع بدوره نحو التمديد في استخدام مختلف الموارد الطبيعية عبر الزمان والمكان، ومن ثم حماية حقوق الأجيال المقبلة في التمتع بتلك الخيرات، التي تنـدرج في إطــــار دعوة أشمل إلى نبــذ الإســـراف والتبذير على مستوى الاستهلاك: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) (الأعــراف:31)… (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتـقعــد ملوماً محسوراً) (الإسراء:29)، ومن ثم إلى ترشيد استخدام الموارد الطبيعية وعدم استنزافها وتبديدها على صعيد الإنتاج

الإسلام وحماية البيئة
د. أحمد عمر هاشم
مقدمة

إن حماية البيئة، واجب كل إنسان، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته، ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولانها مقر سكناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هويته، ودليل سلوكه وحضارته، وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان.
وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة، برٌّا وبحرا وجوٌّا، وإنسانا، وحيوانا، ونباتا، وبناء إلي غير ذلك من مفردات البيئة، لأنها جميعا منظومة واحدة، لكيان واحد.
فدعا الاسلام إلي الحفاظ علي نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه.
وإن الاسلام هو دين النظافة.. حثٌ عليها، ودعا إليها، وجعلها شرطا لصحة الصلاة التي هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
فمن شروط صحة الصلاة: طهارة الثوب والبدن والمكان وأمر الاسلام بالطهارة من الحدث الأكبر في الجنابة، وذلك بالغسل، ومن الحدث الأصغر بالوضوء قال الله تعالي: ‘ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا’.
ولأهمية الوضوء وأثره، بين الرسول صلي الله عليه وسلم أن ما يترتب عليه من نور يشع من جباه أصحابه وسيقانهم وهو ما يسمي بالغرة والتحجيل يوم القيامة يكون هذا علامة تتميز بها الأمة الاسلامية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم زار المقابر فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أجمٌتك يارسول الله؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غرٌ محٌجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟
قالوا: بلي يارسول الله. قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء’.
ووجه الاسلام أتباعه إلي الغسل يوم الجمعة وجعله من شعائر هذا اليوم المؤكدة حفاظا علي صحة الأبدان فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
‘غسل يوم الجمعة واجب علي كل مسلم’ وذلك حتي لا يتكاسل بعض الناس عن الاغتسال مادام لا يوجد سبب من الأسباب يفرضه فحث عليه حثا مؤكدا في كل يوم جمعة، حيث يخرج بعده المصلي ليلتقي في بيت الله تعالي بإخوانه المصلين، وتتلقٌاه ملائكة الله سبحانه وتعالي.

غسل اليدين
عند تناول الطعام

كما حث الاسلام علي غسل اليدين عند تناول الطعام وبعد الانتهاء منه، وندب إلي الوضوء لذلك، ويكتفي بغسل الأيدي، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
‘بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده’ وحث علي السواك حفاظا علي نظافة الفم بعد تناول الطعام وعند تغير الفم، بل حث الاسلام علي استعمال السواك بصورة مؤكدة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘تسوٌكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ماجاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتي لقد خشيت أن يفرض عليٌ وعلي أمتي’.

جمال المنظر ونظافة البيئة

ودعا الاسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘من كان له شعر فليكرمه’
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان’
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الانسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، فقال: ‘بإن الله جميل يحب الجمال’ وفي رواية: ‘ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس’.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة:
فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
‘إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنينتكم ولا تشبهوا باليهود’
ويحث الاسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذي عنها.
ففي الحديث: ‘بكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذي عن الطريق صدقة’
وكلمة الأذي تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ماهو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذي عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
‘الإيمان بضع وستون شجعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان’
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذي عن طريق الناس لها إرتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الايمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق.
وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذي أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن يجبال في الماء الراكد’، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذي لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذي فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الاماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القري ونحوها عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘اتقوا الملاعين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل’
والمعني أن هذه الأمور تكون سببا في لعن صاحبها، قال عليه الصلاة والسلام:’من أذي المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم’
حق الطريق: ومن أهم الأمور التي يجب الحفاظ عليها الطريق العام الذي يمر الناس فيه، فيجب الحفاظ عليه وعلي نظافته وألا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذي عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ‘إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يارسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذي، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر’
والمراد بكف الأذي، منع كل ما يؤذي الناس الذين يمرون في الطريق فلا يحل إيذاء أحد من المارين في الطريق باللسان عن طريق الكلام في حقه، ولا الإيذاء باليد، ولا الإيذاء برمي بعض الفضلات أو المهملات أو قشور بعض الفاكهة التي يتأذي بسببها بعض من يمرون بالطريق.

واقع المجتمعات

وإذا كانت توجهات الاسلام علي هذا النحو الذي يربط بين النظافة والإيمان، ويجعل تنحية الأذي من الطريق شجعبة من شجعب الايمان فما بالنا نري بعض المجتمعات تتهاون في النظافة، إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو أولئك المفرطين والمقصرين، أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع علي النظافة والتجمل.
وإن إرتباط النظافة بالإيمان يجعل في داخل كل إنسان وفي إعماقه ووجدانه الشعور بالمسئولية ، فمن كان عنده إيمان، ووازع ديني لا يمكن أن يهمل في بيئته ولا في نظافة المكان الذي يوجد فيه، والذي يحيط به.. وإذا كان وقع بعض الناس وبعض المجتمعات يدل علي التفريط فإن صدق الإيمان يستوجب عليهم أن يبادروا بالنظافة وبالمحافظة علي البيئة وعلي حقوق الطريق كما بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم.

تطبيق التعاليم الاسلامية

إن واجب المجتمع ان ينهض بتطبيق التعاليم الاسلامية التي تدعو إلي المحافظة علي النظافة والتجمل وحماية المجتمع من كل ما يؤذي ويضر.
إن التعاليم الاسلامية تحثنا ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة لأي سبب من الأسباب، قال الله تعالي: ‘ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة’
وينهي القرآن الكريم عن الفساد في الارض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال الله تعالي: ‘ولا تعثوا في الأرض مفسدين’ وقال سبحانه ‘واذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد’ وقال الله تعالي:’ ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين’
وتوضح التعاليم الاسلامية أن الذي يحافظ علي بيئته ونظافتها وعدم تركها بل يرعاها وينحي الأذي عنها أن له جزاء عظيما عند الله تعالي يوم القيامة.
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ‘لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين’.

__________________

تلوث بيئي بسبب المصانع

ـ مصطلح "الفساد" الذي استخدمه الإسلام أعم من التلوث وأقدر على المواجهة.
ـ الإسلام منع الضرر وأمر بإزالته وفي ذلك حماية كاملة للبيئة.
ـ الإسلام جعل حماية البيئة من الأمانة التي حملها الإنسان كخليفة في الأرض.
ـ طمع الغرب وطموحه الصناعي أهم أسباب مشكلة التلوث.

د. ليلى بيومي

مفكرة الإسلام : إن الحضارة الحديثة وما أفرزته من صناعات متقدمة وما أحدثته من تطور هائل لم تراع فيه أية جوانب بيئية، فكل العالم يتصارع، وكل دولة تريد أن تحقق الريادة والسبق في صناعة معينة بدون مراعاة لتأثير ذلك على البيئة، وكانت النهاية الأليمة أن أدت هذه الصناعات المتطورة إلى إحداث ثقب الأوزون.
وبداية الاهتمام بالبيئة ترجع إلى يوم خلق الله تعالى آدم عليه السلام على ظهرالأرض. ويوم أن أخرج الله سبحانه آدم من الجنة عن طريق إبليس حيث نادى الله في الملائكة: [إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ونقدس لك]. فكان رد الله سبحانه وتعالى: [إني أعلم ما لا تعلمون].
وبذلك ثبتت خلافة الإنسان في الأرض وأصبح مسئولا عن عمارتها، وانتشرت الصناعات منذ أيام سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم ورسل الله الكرام. والله سبحانه خلق الإنسان على ظهر الأرض ولم يتركه سدى ولكنه يسر له سبل الحياة على ظهر الأرض، ومهدها له حتى يستطيع أن يزرع ويصنع ويقيم عليها كل شيء.
وبعد ذلك كان لا بد من الماء فسخر الله للإنسان الأنهار والبحار، ثم سخر له الأنعام والمخلوقات كلها لتكون في خدمته. وبعد ذلك سخر له الرياح لتحمل الماء وتنقله من مكان إلى آخر. وبعد ذلك حفظ الله له نوعه وسلالته، ثم جعل له علاقة ودية ومتشابكة مع المخلوقات جميعا، فلم يترك الإنسان يعيش في مكان وحده، ولم يجعل الحيوانات تعيش في مكان وحدها وإنما أوجد سبحانه التكافل بين المخلوقات. فالحيوان يخدم الإنسان، والإنسان يحرس الحيوان، وكل يعمل في نوع من التكافل لتحيا هذه البشرية. وكل ذلك فيما لا يحدث ضررا بالبيئة، ولذلك نجد أنه في أيام الأنبياء وما بعدها كانت البيئة نظيفة ليس فيها تلوث ولا فساد.

ضوابط خلافة الإنسان في الأرض

هناك ضوابط خمسة لهذه الخلافة: الضابط الأول أن الإسلام اعتبر الإنسان مسئولا عن كل شيء في هذه الأرض واعتبر ذلك أمانة، وهو بذلك عندما يلقي القمامة في المكان المعد لها سواء في بيته أو خارجه إنما يؤدي بذلك الأمانة، وعندما يميط الأذى عن الطريق تنفيذا للسنة النبوية فهو يحافظ على البيئة ويؤدي الأمانة.
والضابط الثاني أن الإسلام منع الصيد أثناء الحج والعمرة. والضابط الثالث أن الإسلام نهى عن الفساد في الأرض [ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها]. والضابط الرابع أن الإسلام أوجب قيام المسلم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على اعتبار أن ذلك صفة من صفات الأمة المسلمة [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله]. والضابط الخامس أن الإسلام دعا إلى الوسطية في استخدام الموارد [وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس]. فالإسلام لا يميل ناحية أن يهدر في الموارد وكذلك لا يميل ناحية الادخار الكامل لها ولكنه يدعو إلى الوسطية واستخدام الموارد بعقلانية وفهم صحيح.

تلوث البيئة بين العلم والقانون

هناك تعريفات كثيرة للبيئة، أحدها بمعنى المنزل أو المكان الذي ينزل فيه الإنسان، وعلى هذا فرحم الأم بيئة للجنين، والبيت بيئة للإنسان، والبلدة الصغيرة بيئة لمجموعة من الأفراد، والدولة بيئة اجتماعية وسياسية واقتصادية للذين يعيشون فيها، والعالم كله هو البيئة العالمية التي تجمع الإنسان والحيوان. وهناك تعريف يشير إلى وجود أية مادة في غير مكانها أو زمانها بكميات كبيرة أو حدوث تغير في الصفات المكونة لهذا الشيء. ولم تغفل قوانين البلاد العربية عن موضوع البيئة فصدرت القوانين العديدة للحفظ على نظافة البيئة. وقانون البيئة المصري رقم 4 لسنة 1994 يشر إلى التلوث البيئي بقوله: أي تغير في خواص البيئة مما قد يؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى حدوث ضرر بالكائنات الحية أو المنشآت أو يؤثر على حماية البيئة وحماية الإنسان حماية طبيعية.
وهكذا ركز هذا القانون كغيره من القوانين الدولية على ثلاثة أمور هي: حدوث تغيير في البيئة كإلقاء الملوثات في الماء مما قد يؤدي إلى فساده، وسبب حدوث التلوث هو الإنسان وإلحاق ضرر بالبيئة التي يستخدمها الإنسان. أما بالنسبة للاهتمام العالمي بالمشكلة فقد تم طرح موضوع البيئة للمناقشة والبحث منذ عام 1972 حين عقد أول مؤتمر دولي للبيئة وهو المؤتمر الدولي للبيئة في استكهولم والذي طرح 26 مبدأ و109 توصية لحماية البيئة ولكن شيئا لم يتغير حتى انعقد المؤتمر الدولي للثاني للبيئة في نيروبي عام 1977 الذي أوصى بإلزام كل دولة بوضع قانون خاص لحماية البيئة. وفي عام 1987 تم التوقيع على اتفاقية الأوزون، وفي عام 1988 تم تنظيم برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة والذي أشار إلى خطورة ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط. ولم يؤد كل ذلك لحماية البيئة فعقد مؤتمر قمة الأرض عام 1992 في البرازيل وطرح أكثر من 27 مبدأ لمواجهة أعباء التلوث وثقب الأوزون ثم عقد مؤتمر قمة الأرض الثاني في نيويورك عام 1997. ولكنها للأسف كلها مؤتمرات شكلية لم تقدم حلولا عملية للمشكلة.

المفهوم الإسلامي لتلوث البيئة

استخدم الإسلام في موضوع التلوث لفظ "الفساد" فلم يتحدث الإسلام عن تلوث الأرض وإنما قال الله تعالى [ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون]. وهذه الآية توضح أربعة أمور بينما تحدثت القوانين العالمية عن ثلاثة أمور فقط. والأمور الأربعة التي تحدثت عنها الآية هي: حدوث التغير "ظهر الفساد"، وسبب حدوثه "بما كسبت أيدي الناس"، وإلحاق الضرر بالغير "ليذيقهم بعض ما عملوا"، ثم عقاب المخطئ لعله يعود إلى إصلاح البيئة "لعلهم يرجعون".
والإسلام نهى إجمالا عن أي تلوث سواء كان تلويث الهواء بالغازات التي تؤدي إلى الأمراض، أو تلويث الهواء والماء بالمبيدات الحشرية التي تؤدي إلى سرطان الجلد والفشل الكلوي وغيرهما من الأمراض الخطيرة، أو التلويث بالإشعاع الناتج عن استخدام المواد المشعة في الطب، وكذلك استخدام الطاقة النووية في الحروب، أو التلوث الضوضائي عن طريق مكبرات الصوت والضوضاء والسيارات، أو تلويث المياه بالصرف الصحي والصناعي ومبيدات الصيد.. الخ.
ونوه الإسلام على عدم الإسراف في المياه حتى ولو في الوضوء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد وهو يسأله أفي الوضوء إسراف يا رسول الله قال نعم.

كيف عالج الإسلام مشكلة تلوث البيئة؟

إذا كان هذا الاهتمام العالمي في المؤتمرات والاتفاقات لم يسفر عن شيء فإن الإسلام قدم الكثير في هذا المجال، فقد تحدث القرآن عن البيئة منذ أكثر من 1400 عام. وهذا دليل قاطع على أنه سبق كل الهيئات الدولية في موضوع البيئة انطلاقا من أنه دين حياة يتعامل مع الإنسان في كل صغيرة وكبيرة. والإسلام في هذا الإطار تحدث عن أمور أساسية منها التوازن في خلق الكون الذي لم يخلق عبثا وإنما خلق فيه كل شيء بقدر، فالكل يؤدي دوره بإتقان ولا يستطيع هذا أن يسبق ذاك ولا ذاك أن يلحق بغيره أو يصطدم به. فأين المؤتمرات والاتفاقات الدولية من هذا التوازن؟
ولنأخذ الصين معجزة القرن الجديد لنرى ماذا قدمت في موضوع توازن البيئة. لقد كان لديها مشكلة وهي أن العصافير تأكل من محصول الأرز 3% فأرادوا منع ذلك فقاموا بقتل هذه العصافير فظهرت لهم مشكلة أكبر منها وهي دودة الأرض التي تأكل 50% من المحصول وهذه الدودة كانت العصافير تأكلها وتريحهم منها.
وفي إطار معالجة التلوث أرسى الإسلام جملة قواعد مثل "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وكذلك "لا ضرر ولا ضرار"، وهي تمنع المفسد من فساده وتحمله نتيجة ما يفسد.
كما أرسى الإسلام قاعدة "سد الذرائع على الفساد" وهي قاعدة نفيسة تمنع الإنسان من الاعتداء على البيئة وإلحاق الفساد بها وبغيره من المنتفعين بها. وحض الإسلام على نظافة الطعام والشراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غطوا الإناء وأقروا السقاء فإن في السنة ليلة فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء إلا نزل فيه مثل ذلك الوباء). وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظافة مصادر المياه فقال (اتقوا الملاعن الثلاثة البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل). وقال أيضا: (لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه). وحض أيضا على نظافة المساكن فقال: (إن الله طيب يحب الطيب ونظيف يحب النظافة فنظفوا أفناءكم وساحاتكم ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكباء "القمامة" في دورهم). وحض على نظافة المساجد فقال: (عرضت على أعمال أمتي فرأيت من محاسنها نظافة المسجد ومن مساوئها النخامة في المسجد).
وأمر بقتل الحشرات الضارة فقال: (من قتل وزغا من أول ضربة كتب له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك). وأمر أيضا بقتل بعض الأشياء لما فيها من أذية للناس فقال: (خمس فواسق اقتلوهن في الحل والحرم، الحية والعقرب والفأرة والكلب العقور والحدأة).
واهتم الإسلام بالزراعة وتجميل البيئة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة). وقال أيضا: (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل).
وأقر الإسلام العزل الصحي فأكد قاعدة "لا يورد مريض على مصح" وذلك حتى لا تنتقل العدوى وأقر أيضا الحجر الصحي لمنع انتشار الأمراض.

مصادر و مراجع:
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
قوقل

www.goole.com
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=20695
http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=21807
http://216.176.51.23/ver2/Library/um…d=201&startno=

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميه مشاهدة المشاركة
انا ابى احد يساعدني في تقرير عن طلحه بن عبيد الله
بليييييييييييييييييز

يا ريت تكتبين طلبج في موضوع منفصل ^_^

<<< تم تعديل عنوان الموضوع

مشكوووووووووووووووووووووووور على البحث
وجزااااااك الله خير

مشكوووووووووووووووووووووووووور اخوي على الصورة

مشكـــــــــــوووووووووووووووووووور وما قصرت عل هذا التقرير ………………..

اشكرك خيووووووووووو

الله يوفق دنيا واخره

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

حل كتاب الطالب ص 110 – المقذوفات -تعليم اماراتي

بليز ممكن حل كتاب الطالب للفيزياء صفحة 110 المقذوفات الاربع اسئلة ممكن ولا لا بكره التسليم

الملفات المرفقة

هلا والله
تم نقله الى القسم المناسب
و السموحة ان شاء الله الاخوان يساعدونج

الحل في المرفقات

اتمنى انك تفهمي وتستوعبي

تحياتي

دمتوا بكل عز و ود

مشكور أخوي...تسلم يمناك

ثنكس يا black fox شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا الخ))

عفوا ما ساويت غير المطلوب

تم تعديل العنوان

تحياتي

دمتوا بكل عز و ود

الحل هو: تطبيق 3 (د) ((المقذوفات أفقيا ))
1- 0.66m/s
2- 4.9m/s
3- 7.6m/s
4- 5.6m
وياريت تدعولي

اللي عاوز اي حاجة في كتاب الفيزياء يبعتلي رسالة انا معايا كتاب المعلم

مشكووووور أخووي ع الأجوبة

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف العاشر

امتحان الصف العاشر الحق نفسك -التعليم الاماراتي

امتحان الصف العاشر الحق نفسك ضع علامة (√) أو (×) أمام العبارات التالية :
1- من اللهو المباح الاستماع إلى قصائد شعرية تثير النفس وتدعو إلى المجون ( )
2- علم مصطلح الحديث من خصائص هذه الأمة التي حفظت لها آثار الرسول ( )
3- كان توفير مياه الشرب من أوائل أهداف الوقف ( )
4- تتحقق العفة بالابتعاد عن الرذائل ( )
5- العمل الخيري واجب شرعي ومبادرة عميلية وتوجه إنساني ( )
6- العمل الخيري المؤسسي هو الذي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه ( )
صحح الخطأ في العبارات التالية:-
1- أوقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بئر رومة………………………………
2- يعتبر مسجد الإمام الشافعي من أمثلة أوقاف رعاية الحيوان…………………….
3- العفة هي صيانة النفس عن كل خلق ردئ وألا يأتي الإنسان ما يعتذر منه……………..
4- الوقف الأهلي هو ما جعلت يه المنفعة على الأقارب……………………
5- أول وقف في الإسلام هو بئر رومة……………………
6- يعتبر نبي الله نوح من أعظم نماذج العفة في الأنبياء……………………………..
من هو ؟
1-رجل عفيف رغم كفره خرج مع أم سلمة حتى أوصلها المدينة……………….
2-استعمله الرسول على صدقات بني سليم فلم يستعف عن هدايا الناس………………
3- من زعماء قريش كان يشتري المغنيات فلا يسمع بأحد يريد الإسلام إلا حاول أن يضله……….
4- سيده بنت جامع القرويين سنة 345 هجرية ……………………….

ميز بين كل زوجين مما يلي (قارن).
1- الصدقة –الصدقة الجارية
…………………………………………………………………………….
2- الوقف الأهلي –الوقف الخيري
…………………………………………………………………………..
بم يتحقق كل مما يأتي ؟:-
1- عفة اللسان…………………………………….. ………………………………………….. .
2- عفة اليد………………………………………. ………………………………………….. .
3- عفة الفرج……………………………………… ………………………………………….
4- المروؤة……………………………………. ………………………………………….. …

اذكر الخطوات العملية التي يسير عليها المفسر ليتوصل إلى معنى الآية القرآنية.
1-……………………………………….
2-………………………………………..
3-………………………………………..
4-……………………………………….

منقول

مشكور اخوي وماتقصر

تسلم أخوي

مشكور اخوي وماتقصر

مشكور اخوي
لا غنى عنك

مشور بس هذا الامتحان وووايد سهل

مشكوور اخوي وما تقصر

^^

هذا الفصل الاول

تسلم وما قصرت

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف العاشر

طلب يفيدني و يفيد كل أخواني في الصف العاشر -مناهج الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
لو سمحتوا إخواني و أخواتي طلاب الصف العاشر عندي طلب بسيط وأتمنى تلبوا النداء بأسرع وقت ممكن
أريد حل كتاب النشاط لمادة الفيزياء الصف العاشر كاملا ولو الأجوبة فقط
وشكرا مقدما

هيه والله حتى انا ابى اي شي حق الفيزيا حطوووة دخيلكم خلونا ننجح

وانا بعد اريد ساعدونا الله يخليكم ………..

اتحدى احد يسويلكم ييتعايزون و بعد ع نهاية السنة

وين الحل يا أعضاء
شو ما حدا معبرنا

انا بعد ابا مشروع بسرعة

مي تو ..

سبحان الله و بحمده