في بداية الستينيات كانت هناك مجموعة من الأحداث المنفصلة زمنيا ، ومن أهم تلك الأحداث الدور الخاص الذي لعبته الحكومة الفدرالية الأمريكية في هذا الشأن ، حيث بدأت في عام 1958 م أستحدث قانون بعمل أفلام ذات صفة إعلامية من أجل الصم ، واستحداث في نفس الوقت قانونا مهما رقم 926 – 85 الذي أصبح بمقتضاه من حق الولايات والمنظمات أن تحصل علي منح ماليه لإعداد وتنفيذ برامج تدريبيه لإعداد كوادر فنية تعمل في مجال المتخلفين عقليا .
وبالاضافة إلي ذلك فقد صدر بهذا الحين تقريبا قانونا لحماية التعليم الذي أصبح بمقتضاه لكل فرد الحق في الحصول علي فرصة مناسبة لقدرته الخاصة في أن يتعلم ويتدرب ، وذلك كمسؤولية قومية عامة ، أما الخطوة المهمة في دعم التربية الخاصة فقد كانت عام 1963 م بموجب القانون رقم 163 – 88 ، والذي يعتبره البعض قمة الالتزام من الدولة لمساعدة الأطفال المعوقين وقد كان الرئيس الأمريكي في هذا الوقت أهم المخططين والمؤيدين لهذا القانون ، وهو الرئيس ( جون كنيدي ) الذي أعتبر رعاية المعوقين علي نفس المستوي من الأهمية التي تحظي بها الشئون الخارجية ، والدفاع ، والأمن القوي للولايات المتحدة .
وقد وجد قانون رعاية المعوقين باعتباره مشروعا إنسانيا لا يحمل أية صورة من التحيزات الخاصة ، و كانت هناك مجموعة من العوامل الاجتماعية التي ساعدت علي بلورة الجهود الرسمية المتمثلة في استصدار موافقة الحكومة الفدرالية علي هذا الإجراء ،
ومن أهم تلك العوامل يمكن أن تشير إلي ما يلي :
• وجود اهتمام شخصي لدي مجموعة من الشخصيات السياسية المهمة المهتمة بمشكلة المعوقين .
• قيام مؤسسات لدفاع عن حقوق المعاقين ، حققت تنشيطا في الاتجاهات القومية نحو رعاية المعوقين
• قيام مؤسسات ذات طبيعة فنية وتخصصية مثل مجلس رعاية الأطفال غير العاديين ، ساهمت بجهود عملية متخصصة في بحث شئون ومشكلات الأطفال ذوي الفئات الخاصة .
كيف نستثمر الاتجاهات في خدمة قضية الاعاقة والمعاقين :
لكي يتبني الإنسان قضية ما ، ويسعي للدفاع عنها وتحقيق أفكارها ، يجب أن يمتلك طرفي معادلة مهمة …الطرف الأول ( قوة الإيمان بالقضية ) و الطرف الثاني ( الدافعية نحو القضية ) ، وكل من هذين الطرفين يتكون نتيجة خبرات تراكمية ومعلومات حول موضوع القضية المتبناة ، هكذا يتكون الاتجاه نحو تحقيق هدف ما
وهناك علاقة قوية بين التوعية بقضية المعاقين وتكوين الاتجاه نحوها ، إذ أن التوعية تعني إما تصحيح مفهوم خاطئ أو إضافة معلومات جديدة تساعد علي تبني الانسان لتلك القضية .
ويمكننا أن نرسم استراتيجية لتحقيق التوعية المجتمعية التي تصل في قمة أهدافها إلي ( إيصال المعاق إلي أن يتمكن من أن يعيش في مجتمعه بصورة طبيعية دون ان يشعر ولو بدرجة بسيطة بأنه بالاعاقة ستسحب منه امتيازات قد يحصل عليها لو كان فردا غير معاق ) .
استراتيجية التوعية :
أهداف قريبة ( يتم تحقيقها عن طريق وسائل الاعلام ) .
أهداف بعيدة ( يتم تحقيقها من خلال برامج عمل علي المدي البعيد ) .
المجتمع : يقسم المجتمع إلي ثلاث شرائح ، كل شريحة يخطط لها علي حده :
الشريحة الاولي :
شريحة صناع القرار ، سبقت الإشارة إلي انه عندما أصبح تبني القضية بشكل شخصي من قبل رجل دولة مثل ( جون كنيدي ) تغيرت النظرة في الولايات المتحدة نحو المعاقين … بالتالي يجب أن تكون أحد أهداف التوعية هي توعيه صانع القرار لكي يتبني اتجاهات ايجابية عملية نحو القضية وذلك من خلال :
• استهدافهم في الندوات والمؤتمرات والمناسبات الخاصة بالمعاقين .
• محاولة استقطاب احد القادة السياسيين لتبني القضية بشكل شخصي .
الشريحة الثانية : شريحة التعليم :
لا يمثل التلميذ وسيلة نقل إعلامي داخل مدرسته فقط ، بل أن ما يتلقاه في المدرسية يعد أمراً في غاية الأهمية لان هذا التلميذ يمثل أسرته وحيه الذي يعيش فيه وأقرانه وأبناء عمومته ، بالتالي سيكون ناقلاً جيداً للمعلومة الصحيحة عن المعاقين أذا ما قدمت له في صورة جيدة ومشوقة ، وبالتالي فان من المهم تنظيم برنامج توعوي للتلاميذ يتضمن:
• إعداد مقرر دراسي في التربية الخاصة ضمن المناهج المقررة لطلبة المدارس العامة لتوعيتهم بالمعاقين وقدراتهم .
• إضافة برنامج نشاط تابع للنشاط المدرسي يسمي ( اليوم التطوعي ) مثلا ، تحدد له فترة زمنية خلال الشهر ، لتتاح للتلاميذ فرصة الاطلاع علي ما يجري داخل مؤسسات المعاقين .
• التوجه نحو مبدأ التربية الشاملة أو الاندماج الشامل داخل المدارس العامة مع تهيئة البيئة المدرسية لهذا الأمر .
الشريحة الثالثة : المجتمع الكبير :
وهو يمثل باقي شرائح المجتمع ، ويمكن الوصول إليهم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة ، انه عندما يتكرر الحديث حول قضية ما ، وتصبح أمرا مألوفا سماعه من قبل أفراد المجتمع يبدأ الاتجاه في التغير و يصبح المجتمع ينظر بطريقة أخري ، لأنه أصبح معتادا علي ذلك ، فالمجتمع لم يألف التعامل مع المعاقين أو الاحتكاك بهم ولذالك قد يشعر البعض بأهم شخصية أخري مختلفة ولا يمكن التعامل معها بصورة طبيعية ، بحكم أن المعاقين انعزلوا في مؤسساتهم التي كيفت البيئة لهم وبالتالي استغنوا عن مواجهة المجتمع .
لذا فان دور وسائل الاعلام هو دور مهم وخطير في إحداث تغيير في نظرة المجتمع وذلك من خلال :
• اعتماد أعمدة ثابتة في الصحف والجرائد لتعريف المجتمع بالاعاقة والمعاقين .
• إعداد برامج وثائقية في الإذاعتين المرئية والمسموعة تلمس جوانب حقوق المعاقين ومبدأ المساواة .
• إجراء التغطيات الإعلامية المناسبة للندوات والمحاضرات التي تلي الضوء علي قضايا المعاقين .
أولا المراجع العربية :
1. الأحرش ، يوسف أبو القاسم ، و حميد محمود سبتي ، و رياض جابر سليمان ، ( 1998 ) ، المدخل إلي التربية وعلم النفس ، دار النخلة للنشر ، طرابلس ، ليبيا .
2. أحمـــــد ، السيد علي السيد ، وفائقة محمد بدر ، ( 2001 ) ، الإدراك الحسي البصري السمعي ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة .
3. توفليس ، هانم صلاح ، ( 1998 ) ، " فاعلية برنامج إرشادي لتعديل اتجاهات المعلمين تجاه الإعاقة البصرية " ، رسالة دكتوراه ، غير منشورة ، قسم الصحة العامة ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، مصر .
4. جاد الله ، فتحي الدايخ طاهر ، ( 2001 ) ، " دراسة لاتجاهات الطلاب نحو المعوقين بعد دراستهم لمقرر التربية الخاصة " دراسة سببية مقارنة ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم التربية وعلم النفس ، كلية الآداب ، جامعة قاريونس ، ليبيا .
5. جـــلال ، سعد ، ( 1989 ) ، علم النفس الاجتماعي ، منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، ليبيا .
6. الحديدي ، مني، ( 1998 ) ، مقدمة في الإعاقة البصرية ، دار الفكر العربي ، عمان الأردن .
7. الخطيب ، جمال ، ( 2022 ) تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة ، مدخل إلى مدرسة الجميع ، دار وائل للطباعة والنشر ، عمان ، الأردن .
8. خليفة ، عبد اللطيف محمد ، و عبد المنعم شحاتة محمود ، ( د.ت ) ، سيكولوجية الاتجاهات ، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة .
9. زهران ، حامد عبد السلام ، ( 1984 ) ، علم النفس الاجتماعي ، ط 5 ، عالم الكتاب ، القاهرة ، مصر .
10. شــــاش ، سهير سلامة ، ( 2022 ) ، التربية الخاصة للمعاقين عقليا بين العزل والدمج ، مكتبة زهراء الشرق ، القاهرة .
11. عبد الكافي ، إسماعيل عبد الفتاح ، ( 2000 ) ، فن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، مركز الإسكندرية للكتاب ، الإسكندرية .
12. عمر ، ماهر محمود عمر ، ( 1990 ) ، سيكولوجية العلاقات الاجتماعية ، دار المعارف الجامعية ، الإسكندرية ، مصر .
13. عوض ، عباس محمود ، ( 1980 ) ، علم النفس الاجتماعي ، درا النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان .
14. عيسوى ، عبد الرحمن ، ( 1980 ) ، علم النفس بين النظرية والتطبيق ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان .
15. غريب ، عبد الفتاح غريب ، ( 1993 ) ، موضوعات مختارة في علم النفس الاجتماعي ، دار النهضة المصرية ، القاهرة .
16. لامبرت ، وليم ، وولاس لامبرت ، ( 1979 ) ، علم النفس الاجتماعي ، ترجمة سلوى الملا ، دار الشرق ، القاهرة .
Chazan , Mourice , and A . F . Laing , and Michalsh , Sichaeletion Bailey , and Gleny , Jones , ( 1982 ) , Some of Our Children : The Early Education of Children With Special Needs , London , Open Books.
17.
Goldeson , Robert . M , (1978) , Disability and Rehabilitation Handbook ,U. S .A : Mcgraw Hill.
18.
International Symposiums on Inclusion and Removal of Barriers to Learning ,Participation and Development, (2005) September , Recommendations West -Sumatra , Indonesia .
19.