السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
اليوم يبت لكم بوربوينت.. من درس تطور علاقة الانسان بالبيئة ..
واتمنى بأن ينال بأعجابكم …
موجود بالمرفقات بشكل مرتب ….
- ورقة عمل.zip (1.37 ميجابايت, 778 مشاهدات)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
اليوم يبت لكم بوربوينت.. من درس تطور علاقة الانسان بالبيئة ..
واتمنى بأن ينال بأعجابكم …
موجود بالمرفقات بشكل مرتب ….
تعتبر الضوضاء مشكلة قديمة قدم الإنسان نفسه فمنذ قيام الثورة الصناعية فى القرن الماضى أصبحت مشكلة الضوضاء من أهم المشكلات التى صاحبت الازدهار والتقدم الصناعى. ومشكلة الضوضاء صاحبها ظهور سلبيات متعددة وضارة على الإنسان سواء من الناحية النفسية أو الصحية أو العقلية على المدى البعيد أو المدى القريب. حيث صاحب التقدم التكنولوجى فى العقود القليلة الماضية ظهور مصادر متنوعة للضوضاء مصاحبة للإنسان أينما ذهب، فالضوضاء متواجدة مع الإنسان فى المنزل الذى يعيش فيه ويذهب إليه طلباً للراحة والاسترخاء والهدوء فيسمع الأصوات الصاخبة عن طريق الخلاط أو المكنسة أو المكيف أو أجهزة التليفاز والمذياع، وفى العمل تظهر له الضوضاء عن طريق أصوات السيارات فى الطريق العام وأجراس التليفونات والأصوات المتداخلة من حوله عن طريق المحادثات الجانبية وصوت المكيف وغلق الأبواب وغيرها من مصادر متنوعة حسب طبيعة كل عمل. كما تظهر له الضوضاء أثناء عودته من العمل من خلال وسائل النقل المختلفة وازدحام الإشارات وأصوات سيارات النجدة والإسعاف وأصوات الأتوبيسات وأصوات مسجلات الصوت المنبعثة من السيارات. وكل هذه المصادر المتنوعة المسببة للضوضاء وغيرها لها تأثيرات مباشرة وسلبية على الإنسان وحيث أن الإنسان هو محور البيئة يتفاعل معها ويتأثر بها فإن أى تأثير ضار كالضوضاء من المحتمل أن يؤثر سلبياً على الإنسان.
ومن الملاحظ تزايد مشكلة التلوث الضوضائى فى الريف بصفة عامة وفى الحضر بصفة خاصة بصورة أصبحت مهددة لراحة المجتمع وهدوءه.
حيث تشير التقارير إلى أن درجة السمع لدى سكان الريف قد أخذت فى التناقص أخيراً بدرجة فاقت أحياناً ما هو عليه لدى سكان المدن. فقد ذكر بيلز Beales 1945 أن درجة السمع لدى القبائل البدائية فى السودان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 70، 79 تعادل درجة السمع عند الأمريكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30، 39 سنة. (1 : 183 : 187)
ومن الملاحظ هذه الأيام تزايد أعداد المركبات مما يتبعه زيادة مماثلة فى الضوضاء داخل المدن والمناطق المحيطة بالسكان والمستشفيات والمدارس مما يؤدى إلى تفاقم مشكلة الضوضاء بصورة أكبر داخل المدن الحضرية.
وتشير الدراسة التى أجريت على مدينة القاهرة الكبرى سنة 1982 ِإلى ارتفاع نسبة الضوضاء المنبعثة من المركبات حيث وجد أن مستوى الضوضاء فى شوارع وسط المدينة قد تجاوز 65 ديسيبل مع أن الحدود المسموح بها فى الشارع هى 45 ديسيبل نهاراً و 35 ديسيبل ليلاً. (2: 421)
كما تشير التقارير إلى أن متوسط الضوضاء بشوارع رمسيس والعباسية والقصر العينى ومحمد على بالقاهرة بين 80-90 ديسيبل طوال أيام الأسبوع. مع العلم أن الضوضاء أكثر من 55 ديسيبل تمثل ضرراً للإنسان. (3 : 297)
ومن الملاحظ أن مشكلة الضوضاء تتزايد فى مدينة القاهرة الكبرى عاماً بعد عام مع تزايد عدد السيارات والشاحنات والتزايد السكانى، وكل هذا يتبعه أضرار بالغة بالإنسان مما يؤثر عليه صحياً ونفسياً واجتماعياً مما يفوق احتمال النفس البشرية وتخلق ضغوطاً توتر أعصاب وعقول سكان القاهرة وخاصة الأضرار التى اجتازت حاجز الأمان بالجهاز السمعى. حيث تشير البحوث أن ضوضاء القاهرة لها القدرة على تدمير حاسة السمع عند الأطفال وكبار السن إلى جانب أضرارها الأخرى على صحة الإنسان. (4 : 35)
فعندما تزداد الضوضاء عن 110 ديسيبل تحدث ألم شديد بالأذن ونجد أن شوارع القاهرة تصل فيها الضوضاء إلى أكثر من 95 ديسيبل مما يؤدى إلى اختراق حاجز الأمان للجهاز السمعى لسكان القاهرة ويؤدى إلى أضرار قد تصل إلى فقدان تام للسمع سواء على المدى القريب أو المدى البعيد.
فالضوضاء هى العامل الرئيسى للإخلال بالصحة العامة للمواطنين لما تسببه من آثار سلبية عديدة وخاصة على حاسة السمع التى عن طريقها نشعر بالضوضاء وتأثيرها السلبى علينا.
التأثيرات الناجمة للتلوث السمعى على الإنسان :
تناولت كثير من الدراسات التأثيرات الناتجة عن الضوضاء، فمنها من تناول تأثير الضوضاء على الناحية الفسيولوجية والصحية، وبعض الدراسات تناولت الناحية السيكولوجية وبعضها تناول الأداء والتحصيل لدى تلاميذ المدارس والآخر تناولها من ناحية الأداء سواء فى العمل أو فى الدراسة.
كذلك التأثيرات الناجمة عن الضوضاء على الاتصال والإنتاجية والسلوك الاجتماعى والتطوع بمساعدة الآخرين وأيضاً تأثيرها على حاسة السمع لدى الإنسان ومع التنوع فى الدراسات التى تناولت التأثيرات الناجمة عن الضوضاء سوف تتناول بإيجاز كل تأثير
– التلوث السمعى وتأثيره على النواحى الصحية والفسيولوجية :
أجريت دراسات مستفيضة على التأثيرات الجسدية نتج عنها فرضية تربط ردود الأفعال الفسيولوجية بالانفعالات الصحية وبقدرة الفرد على إنجاز مهامه.
وقد تم وصف مجموعة التأثيرات التالية كردود أفعال جسدية للضوضاء :
– انقباض الأوعية الدموية الطرفية.
– تغير فى إيقاع القلب.
– تنفس عميق، وبطئ.
– تغير مقاومة الجلد (إفراز العرق).
– تغير طفيف فى الشد العضلى.
– تغير فى حركة الجهاز المعدى.
– التغير الكيميائى للدم والبول.
وتختلف ردود الأفعال هذه من شخص إلى آخر وتكون أكثر وضوحاً عند نفس الشخص عندما يكون الصوت أكثر شدة. (5: 27)
– التلوث السمعى وتأثيره على النواحى النفسية :
تسبب الضوضاء الإزعاج للإنسان وتؤثر على أعصابه إذا ما استمرت لفترة طويلة وعلى وتيرة واحدة. فالقلق والتوتر العصبى وحدة المزاج منتجات إضافية للعصر التكنولوجى. فتستطيع الضوضاء أن تسبب مشاعر مختلفة من عدم الرضا إلى الضيق والخوف والجزع. كما تعتبر كل ضوضاء فوق 90 ديسيبل أكثر إزعاجاً عندما تكون غير متوقعة. (6 : 222)
كما أن الضوضاء دون الـ 60 ديسيبل تؤثر فى قشرة المخ وتقلل النشاط ويؤدى هذا إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلى والتوتر والارتباك وعدم الانسجام والتوافق الصحى. (7 : 106)
فالفرد قد يتراكم لديه من غير أن يشعر توتر عصبى بسبب التعرض للضوضاء وهذا قد يسبب انهياراً عصبياً للشخص المعرض للضوضاء مما يسرع للإصابة بالأزمات الانفعالية. (8: 62)
وقد أكدت الأبحاث الطبية النفسية أن نسبة من الأمراض العصبية والنفسية الضوضاء أحد أسبابها.
كما توضح دراسات جاديك (Gadeke, 1964) أن للضوضاء آثاراً بالغة على النمو الفكرى للأطفال بالإضافة أن الأطفال الحساسين يعانون فى حالة تعرضهم لضوضاء أعلى من 35-40 ديسيبل لرعب وذعر ويصبحون شديدى الحذر من كل ما يحيط بهم. (7: 107)
فالضوضاء لها تأثير سلبى وضاغط على نفسية الإنسان، ويؤثر الضغط النفسى بالسلب على الصحة النفسية للفرد فى مختلف سنوات عمره، ويظهر فى شكل ذعر وقلق وارتباك وعدم تركيز وإرهاق واكتئاب وتعكر عليه الصفاء الذهنى مما يؤدى إلى تدهور حالته النفسية التى تؤدى إلى انخفاض مستوى أدائه وتعوق نموه النفسى
– تأثير التلوث السمعى على الأداء :
يعتبر برودبنت Broodbent أول من اهتم بدراسة آثار الضوضاء على الأداء، وأول دراساته سنة 1951 فى سلوك التيقظ، واستمر بعد ذلك فى إجراء بحوثه وتجاربه ويحاول من خلالها التعرف على تلك الآثار. ويرى برودبنت أن هناك تناقض فى نتائج البحوث حول أثر الضوضاء على الأداء الإنسانى عامة. (9: 426 : 429)
فبعض الدراسات ترى أن الضوضاء تؤثر على القدرة الذهنية للفرد مما يؤدى إلى الشعور بالإجهاد الذهنى وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم. كما تؤثر على الأعمال التى تتطلب اليقظة والأعمال الحسابية.
حيث ثبت أن التعرض للضوضاء لمدة ثانية واحدة يقلل من التركيز لمدة 30 ثانية. (2: 419)
كما أوضحت دراسة طبية أن التعرض المستمر للضوضاء يؤثر على عدم القدرة على التركيز وقلة الكفاءة فى الأداء والبطء فى ردود الأفعال عند الخطر مما يؤدى إلى زيادة التعرض لخطر الحوادث.
والملاحظ أن أثر الضوضاء على الأداء تتدخل فيه عوامل كثيرة تؤثر على الأداء الإنسانى عامة ومنها : طبيعة العمل، فالضوضاء تسبب نقصاً فى مستوى الأداء على المهام الصعبة التى تحتاج إلى تركيز عالى ولا يكون لها تأثير واضح على المهام الأسهل. كما أن الأصوات الغريبة وغير المألوفة تحدث ضوضاء عالية. وكذلك الضوضاء ذات الشدة العالية تقلل من مستوى الأداء عكس الضوضاء ذات الشدة المنخفضة. أما عن طريق حدوث الضوضاء فالضوضاء المتقطعة سبباً فى حدوث التوتر والقلق وتشتت فى الانتباه مما يقلل الأداء، وإدراك الفرد للضوضاء واتجاهه نحو مصدرها فانخفاض مستوى الأداء يتوقف على إدراك الفرد للضوضاء وعجزه عن ضبطها. (10 : 279)
– التلوث السمعى وتأثيره على الإنتاجية :
الضوضاء لها تأثير سلبى على صحة الإنسان ومن أحد الأسباب الرئيسية فى خفض الدافع للأداء، والتركيز وتشتيت الانتباه وسبباً فى الإزعاج والضيق وهذا بالتالى يؤثر على العامل القريب من مصادر الضوضاء فى شعوره بالتعب والإرهاق السمعى والجسمى، وبالتالى تقل إنتاجية العامل وتسوء مقدرته على العمل.
حيث لوحظ فروقاً محسوسة فى الإنتاج بين العمل الذى يتم فى جو هادئ والعمل الذى يؤدى فى جو كله ضوضاء. وأن الضوضاء تسبب حوالى 50% من الأخطاء فى الدراسات الميكانيكية و 20% من الحوادث المهنية وحوالى 20% من أيام العمل الضائعة. (11: 98)
– التلوث السمعى وتأثيره على السيدات الحوامل :
يقوم العلماء منذ فترة طويلة بدراسة تأثيرات الصوت على الأجنة فى بطون أمهاتهم. ولا شك أن الجنين يستحق هذا الاهتمام لأنه من أكثر الكائنات حساسية. ومن المؤكد أنه يتأثر نتيجة لضغط الصوت على الأوعية الدموية فى بطن الأم. (6: 222)
حيث أثبتت الأبحاث العلمية مؤخراً أن للضوضاء تأثير سلبى على الأجنة فى بطون الحوامل خاصة بين العاملات فى المصانع والأوساط المتعرضة لدرجات من الضوضاء بسبب حساسية الجهاز العصبى للأجنة. مما يعرضها للإصابة بأمراض عصبية، وقلق، وتوتر بعد الولادة.
وقام العلماء بتسليط درجات من الصوت على بطون السيدات الحوامل وثبت: زيادة ضربات القلب لدى الأجنة، وتوتر بالجهاز العصبى وفى استجاباتهم الفسيولوجية للضوضاء مما يولد لديهم استعداداً مسبقاً للنوبات العصبية بعد الولادة.
هذا وقد تكون الضوضاء سبباً فى تشوه الأجنة إذا ما تعرضت الأم لضوضاء مرتفعة لفترات طويلة. (12 : 5)
– التلوث السمعى وتأثيره على التلاميذ :
إن أكثر الناس تأثراً بالضوضاء فى مجال التعليم هم التلاميذ حيث تؤثر الضوضاء بدرجة كبيرة فى تقبلهم وفهمهم لما يتلقونه من معلومات. (13 : 121)
فتأثير الضوضاء على تلاميذ المدارس يتمثل فى قلة استيعابهم وتركيزهم وعدم القدرة على حل أبسط العمليات الحساسية كذلك الإرهاق والتعب والدوار لعدم تحمل الجهاز العصبى والقدرات الفعلية للعمل فى جو مشحون بالضوضاء. (14: 126 : 127)
أوضحت دراسة على ردود الأفعال لدى أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و 12 سنة والذين يتعرضون إلى ضوضاء بمعدل 47 dB فتبين أنه يحدث لديهم نقص فى نشاط المخ ينتج عنه نقص فى تنبه الجملة العصبية مما ينعكس على انخفاض قدرتهم الاستيعابية وسوء الرؤية كما أن رفع شدة الضوضاء فى غرف الدراسة من 30 إلى 47 ديسيبل ينتج عنه ارتفاع فى الأدرينالين فى الدم من 2.7 إلى 4.11% وانخفاض كمية السكر فى الدم فى نهاية اليوم الدراسى ويفسر ذلك بأن الجسم يتخذ دفاعاً ضد تأثير الضوضاء. (7: 106)
التلوث السمعى وتأثيره على سلوك الأفراد :
الضوضاء فى ظل التقدم التكنولوجى أصبحت متعددة المصادر وتتواجد فى كل مكان أينما ذهب الإنسان فتتواجد فى المنزل، وفى الشارع وتصل إلى المكاتب والمدارس والمستشفيات. مما يؤثر على سلوك الإنسان ويؤثر على ردود أفعاله تجاه الآخرين وفى علاقته بهم لما للضوضاء من تأثير على اتصاله بالآخرين وزيادة العبء عليه فى استقبال وإرسال الموضوع الذى يتحدث فيه أو يستمع إليه، كذلك تؤثر على قدراته العقلية من انتباه ويقظة، وقلة إدراكه، كما تسبب التوتر والقلق والضغط النفسى. ومع استمرار هذه المؤثرات تؤثر أيضاً على صحته البدنية وتبعاً لهذا يتأثر سلوك الفرد ويصبح مقيداً بضغوط الضوضاء وإزعاجها.
فقد أجمعت التجارب الميدانية والمعملية على أن الضوضاء تؤثر على السلوك الإنسانى تأثيراً سلبياً فهى تجعل الناس لا يميلون إلى تقديم المعونة لمن يحتاجها كذلك لوحظ زيادة التوتر العصبى مما يؤدى إلى الصراع والعنف وربما القتل. (15: 48)
ومن خلال الدراسات والتجارب تبين أن الضوضاء تزيد من شدة الميول العدوانية لدى الأشخاص تبعاً لارتفاع نسبة الضوضاء وشدتها والقرب من مصادرها. وكذلك فجائيتها مما يؤدى إلى ردود أفعال عنيفة وسلوك عدوانى.
كذلك الضوضاء الشديدة لها تأثيرها على حياة البشر الاجتماعية والعائلية ويتضح ذلك من خلال أسلوب المساعدة بين الأفراد والقرب والتنافر فى المواقف الاجتماعية المختلفة.
ونجد التأثير واضحاً بالنسبة للعاملين بوسط مدينة القاهرة، فالعمال المعرضون لضوضاء شديدة يعانون أكثر من المشكلات العائلية مقارنة بالعمال الأقل تعرضاً للضوضاء بنسبة 12% مقابل 5%. (16 : 412)
التلوث السمعى وتأثيره على حاسة السمع :
السمع من أهم الحواس فى جسم الإنسان، فعن طريق السمع يستطيع الإنسان التعرف على ما يدور حوله ويكتسب به الخبرات والمعلومات ويتلقى به العلم وأكثر ما يسبب تأثير مباشر أو غير مباشر على الأذن هى الضوضاء العالية الشديدة.
ولوحظ ظاهرة ضعف السمع الناتج عن التعرض للضوضاء منذ أمد بعيد يمتد حتى 1880م وذلك عندما ظهرت آثار ضعف السمع لدى العاملين فى محطات السكك الحديدية ومنها بدأ الارتباط المباشر بين ضعف حاسة السمع والتعرض للضوضاء وانعكس بالتالى على البلدان الصناعية الكبرى بإصدار نصوص قانونية تحكم هذه الظاهرة.
حيث يتأثر غشاء طبلة الأذن بالأصوات العالية والحادة وقد يتمزق، كذلك تعانى الأذن الوسطى من آلام مؤقتة أو مستمرة ناتجة عن التعرض المستمر للضجيج مما ينتج عنه إصابات الأذن الداخلية وعصب السمع بفقدان السمع الجزئى أو الكلى أو نقص حاسة السمع للأصوات بصفة عامة. (17 : 316 : 322)
نلاحظ فى شوارع القاهرة ظاهرة استخدام الشباب أثناء قيادتهم السيارة للكاسيت بصورة غير حضارية فينبعث من السيارة أصوات صاخبة لا تتحملها الأذن ولا الأعصاب بالإضافة إلى أصوات الشكمانات والفرملة بسبب السرعة الجنونية دون مراعاة للمارة فى الشارع وقلة حيلتهم فى السيطرة على هذه الأصوات الحادة.
كذلك ظاهرة ارتياد الشباب حفلات الديسكو الصاخبة فى الملاهى الليلية وإنصاتهم لأجهزة الكاسيت المستمر بصوت صاخب غير مدركين لمدى التأثير السالب من أصوات الضجيج الصاخبة التى تصل إلى آذانهم فى السيارة وفى المنزل عن طريق جهاز الكاسيت وفى الملاهى الليلية ومدى ما تسببه لهم من ضعف فى حدة السمع أو فقدان جزئى أو كلى لحاسة السمع.
* العوامل التى تتوقف عليها تأثيرات التلوث السمعى :
1-طول فترة التعرض للضوضاء : حيث يتناسب التأثير ودرجة الخطورة طردياً مع طول فترة التعرض.
2-شدة الصوت ودرجته : فكلما اشتد الصوت كان تأثيره السلبى أكبر.
3-حدة الصوت : فالأصوات الحادة أكثر تأثيراً من الأصوات الغليظة.
4-المسافة بين مصدر الصوت والسامع : فكلما قرب الإنسان من مصدر الصوت كان تأثيره به أبلغ وأقوى.
5-فجائية الصوت : الصوت المفاجئ أو المتقطع أكثر تأثيراً من الضجيج المستمر على الإنسان. (18 : 226)
كما اضيف للتأثيرات الناجمة عن الضوضاء عامل إمكانية التنبؤ بالضوضاء والسيطرة عليها حيث تقلل من تأثير الضوضاء، كذلك مدى حساسية الشخص للضوضاء ومعناها بالنسبة له. كل هذا من العوامل التى تتوقف عليها تأثيرات الضوضاء على الأشخاص فى البيئة المحيطة.
والضوضاء فى ظل العصر التكنولوجى الحاضر من أحد الأسباب الرئيسية المؤثرة علىجميع اجهزة جسم الانسان وخاصة لدى الأطفال ، فتؤثر على سماعهم للمحاضرات وتلقى العلم وتؤثر أيضاً على حاسة السمع لديهم سواء بالتشويش أو بالطنين والرنين داخل الأذن من أصوات حادة وشديدة أو انخفاض حاة السمع مؤقتاً ومع الاستمرار فى التعرض للضوضاء تنخفض حاسة السمع ويصبح ضعف دائم لحاسة السمع.هذا مع التأثيرات المختلفة على الصحة النفسية للانسان من مختلف جوانبها .
م/ن
يزاآك الله خيــر
وشكرا لك ..
من المعروف أن البيئة الطبيعية هي ( كل ما يحيط بالإنسان من ظاهرات أومكونات طبيعية حية أو غير حية من خلق الله ، ممثلة في مكونات سطح الأرض من جبال وهضاب وسهول ووديان وصخور وتربة، وعناصر المناخ المختلفة من حرارة وضغط ورياح وأمطار وأحياء مختلفة إضافة إلى موارد المياه العذبة والمالحة) وهي بيئة احكم الله خلقها، وأتقن صنعها كما ونوعا ووظيفة قال تعالى:
{ صنع الله الذي أتقن كل شيء } النمل/88
وقد أوجد الله هذه البيئيات بمعطيات أو مكونات ذات مقادير محددة، وبصفات وخصائص معينة، بحيث تكفل لها هذه المقادير وهذه الخصائص القدرة على توفير سبل الحياة الملائمة للبشر، وباقي الكائنات الحية الأخرى التي تشاركه الحياة على الأرض. بقول الحق – عز وجل:
{ وخلق كل شيء فقدره تقديرا} الفرقان/2
{ إن كل شيء خلقناه بقدر} القمر/49
إن البيئة الطبيعية في حالتها العادية دون تدخل مدمر أو مخرب من جانب الإنسان تكون متوازية على أساس أن كل عنصر من عناصر البيئة الطبيعية قد خلق بصفات محددة وبحجم معين بما يكفل للبيئة توازنها. ويؤكد ذلك قوله تعالى:
{ والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون} الحجر/19
وقد حفل القرآن الكريم بآيات كثيرة تتحدث عن الفساد الذي يحدثه الإنسان في الأرض من معصية أو كفر او من الجور والظلم وانتهاك الإنسان لحقوق أخيه الإنسان أو التلوث الذي يحدث الإنسان بالأرض ونتأمل قوله تعالى:
{ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} البقرة/251
{ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} المائدة/64
ويعتبر التلوث ظاهرة بيئية من الظواهر التي أخذت قسطا كبيرا من اهتمام حكومات دول العالم منذ النصف الثاني من القرن العشرين. وتعتبر مشكلة التلوث أحد أهم المشاكل البيئية الملحة التي بدأت تأخذ أبعادا بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، خصوصا بعد الثورة الصناعية في اوروبا والتوسع الصناعي الهائل والمدعوم بالتكنولوجيا الحديثة ، وأخذت الصناعات في الآونة الأخيرة اتجاهات خطيرة متمثلة في التنوع الكبير وظهور بعض الصناعات المعقدة والتي يصاحبها في كثير من الأحيان تلوث خطير يؤدي عادة إلى تدهور المحيط الحيوي والقضاء على تنظيم البيئة العالمية.
مفهوم التلوث البيئي:
يختلف علماء البيئة والمناخ في تعريف دقيق ومحدد للمفهوم العلمي للتلوث البيئي، وأيا كان التعريف فإن المفهوم العلمي للتلوث البيئي مرتبط بالدرجة الأولى بالنظام الإيكولوجي حيث أن كفاءة هذا النظام تقل بدرجة كبيرة وتصاب بشلل تام عند حدوث تغير في الحركة التوافقية بين العناصر المختلفة فالتغير الكمي أو النوعي الذي يطرأ على تركيب عناصر هذا النظام يؤدي إلى الخلل في هذا النظام، ومن هنا نجد أن التلوث البيئي يعمل على إضافة عنصر غير موجود في النظام البيئي أو انه يزيد أو يقلل وجود أحد عناصره بشكل يؤدي إلى عدم استطاعة النظام البيئي على قبول هذا الأمر الذي يؤدي إلى أحداث خلل في هذا النظام.
درجات التلوث: نظرا لأهمية التلوث وشموليته – يمكن تقسيم التلوث إلى ثلاث درجات متميزة هي:
1. التلوث المقبول:
لا تكاد تخلو منطقة ما من مناطق الكرة الأرضية من هذه الدرجة من التلوث، حيث لا توجد بيئة خالية تماما من التلوث نظرا لسهولة نقل التلوث بأنواعه المختلفة من مكان إلى آخر سواء كان ذلك بواسطة العوامل المناخية أو البشرية. والتلوث المقبول هو درجة من درجات التلوث التي لا يتأثر بها توازن النظام الإيكولوجي ولا يكون مصحوبا بأي أخطار أو مشاكل بيئية رئيسية.
2. التلوث الخطر:
تعاني كثير من الدول الصناعية من التلوث الخطر والناتج بالدرجة الأولى من النشاط الصناعي وزيادة النشاط التعديني والاعتماد بشكل رئيسي على الفحم والبترول كمصدر للطاقة. وهذه المرحلة تعتبر مرحلة متقدمة من مراحل التلوث حيث أن كمية ونوعية الملوثات تتعدى الحد الإيكولوجي الحرج والذي بدأ معه التأثير السلبي على العناصر البيئية الطبيعية والبشرية. وتتطلب هذه المرحلة إجراءات سريعة للحد من التأثيرات السلبية ويتم ذلك عن طريق معالجة التلوث الصناعي باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة كإنشاء وحدات معالجة كفيلة بتخفيض نسبة الملوثات لتصل إلى الحد المسموح به دوليا أو عن طريق سن قوانين وتشريعات وضرائب على المصانع التي تساهم في زيادة نسبة التلوث.
3. التلوث المدمر:
يمثل التلوث المدمر المرحلة التي ينهار فيها النظام الإيكولوجي ويصبح غير قادر على العطاء نظرا لإختلاف مستوى الإتزان بشكل جذري. ولعل حادثة تشرنوبل التي وقعت في المفاعلات النووية في الاتحاد السوفيتي خير مثال للتلوث المدمر، حيث أن النظام البيئي انهار كليا ويحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة اتزانه بواسطة تدخل العنصر البشري وبتكلفة اقتصادية باهظة ويذكر تقدير لمجموعة من خبراء البيئة في الاتحاد السوفيتي بأن منطقة تشرنوبل والمناطق المجاورة لها تحتاج إلى حوالي خمسين سنة لإعادة اتزانها البيئي وبشكل يسمح بوجود نمط من أنماط الحياة.
اشكال التلوث البيئي:
1-التلوث الهوائي:
يحدث التلوث الهوائي عندما تتواجد جزيئات أو جسيمات في الهواء وبكميات كبيرة عضوية أو غير عضوية بحيث لا تستطيع الدخول إلى النظام البيئي وتشكل ضررا على العناصر البيئية. والتلوث الهوائي يعتبر اكثر أشكال التلوث البيئي انتشارا نظرا لسهولة انتقاله وانتشاره من منطقة إلى أخرى وبفترة زمنية وجيزة نسبيا ويؤثر هذا النوع من التلوث على الإنسان والحيوان والنبات تأثيرا مباشرا ويخلف آثارا بيئية وصحية واقتصادية واضحة متمثلة في التأثير على صحة الإنسان وانخفاض كفاءته الإنتاجية كما أن التأثير ينتقل إلى الحيوانات ويصيبها بالأمراض المختلفة ويقلل من قيمتها الاقتصادية، أما تأثيرها على النباتات فهي واضحة وجلية متمثلة بالدرجة الأولى في انخفاض الإنتاجية الزراعية للمناطق التي تعاني من زيادة تركيز الملوثات الهوائية بالإضافة إلى ذلك هناك تأثيرات غير مباشرة متمثلة في التأثير على النظام المناخي العالمي حيث ان زيادة تركيز بعض الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى انحباس حراري يزيد من حرارة الكرة الأرضية وما يتبع ذلك من تغيرات طبيعية ومناخية قد تكون لها عواقب خطيرة على الكون.
2- التلوث المائي:
الغلاف المائي يمثل أكثر من 70% من مساحة الكرة الأرضية ويبلغ حجم هذا الغلاف حوالي 296 مليون ميلا مكعبا من المياه. ومن هنا تبدو أهمية المياه حيث أنها مصدر من مصادر الحياة على سطح الأرض فينبغي صيانته والحفاظ عليه من أجل توازن النظام الإيكولوجي الذي يعتبر في حد ذاته سر استمرارية الحياة . وعندما نتحدث عن التلوث المائي من المنظور العلمي فإننا نقصد إحداث خلل وتلف في نوعية المياه ونظامها الإيكولوجي بحيث تصبح المياه غير صالحة لاستخداماتها الأساسية وغير قادرة على احتواء الجسيمات والكائنات الدقيقة والفضلات المختلفة في نظامها الإيكولوجي. وبالتالي يبدأ اتزان هذا النظام بالاختلال حتى يصل إلى الحد الإيكولوجي الحرج والذي تبدأ معه الآثار الضارة بالظهور على البيئة. ولقد اصبح التلوث البحري ظاهرة أو مشكلة كثيرة الحدوث في العالم نتيجة للنشاط البشري المتزايد وحاجة التنمية الاقتصادية المتزايدة للمواد الخام الأساسية والتي تتم عادة نقلها عبر المحيط المائي كما أن معظم الصناعات القائمة في الوقت الحاضر تطل على سواحل بحار أو محيطات. ويعتبر النفط الملوث الأساسي على البيئة البحرية نتيجة لعمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز الطبيعي في المناطق البحرية أو المحاذية لها، كما أن حوادث ناقلات النفط العملاقة قد تؤدي إلى تلوث الغلاف المائي بالإضافة إلى ما يسمى بمياه التوازن والتي تقوم ناقلات النفط بضخ مياه البحر في صهاريجها لكي تقوم هذه المياه بعملية توازن الناقلة حتى تأتي إلى مصدر شحن النفط فتقوم بتفريغ هذه المياه الملوثة في الحبر مما يؤدي إلى تلوثها بمواد هيدروكربونية أو كيميائية أو حتى مشعة ويكون لهذا النوع من التلوث آثار بيئية ضارة وقاتلة لمكونات النظام الإيكولوجي حيث أنها قد تقضي على الكائنات النباتية والحيوانية وتؤثر بشكل واضح على السلسلة الغذائية كما أن هذه الملوثات خصوصا العضوية منها تعمل على استهلاك جزء كبير من الأكسجين الذائب في الماء كما ان البقع الزيتية الطافية على سطح الماء تعيق دخول الأكسجين وأشعة الشمس والتي تعتبر ضرورية لعمليات التمثيل الضوئي.
3- التلوث الأرضي:
وهو التلوث الذي يصيب الغلاف الصخري والقشرة العلوية للكرة الأرضية والذي يعتبر الحلقة الأولى والأساسية من حلقات النظام الإيكولوجي وتعتبر أساس الحياة وسر ديمومتها ولا شك ان الزيادة السكانية الهائلة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية أدت إلى ضغط شديد على العناصر البيئية في هذا الجزء من النظام الإيكولوجي واستنزفت عناصر بيئية كثيرة نتيجة لعدم مقدرة الانسان على صيانتها وحمايتها من التدهور فسوء استخدام الأراضي الزراعية يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتها وتحويلها من عنصر منتج إلى عنصر غير منتج قدرته البيولوجية قد تصل إلى الصفر. ونجد أن سوء استغلال الإنسان للتكنولوجيا قد أدى إلى ظهور التلوث الأرضي حيث ان زيادة استخدام الأسمدة النيتروجينية لتعويض التربة عن فقدان خصوبتها والمبيدات الحشرية لحماية المنتجات الزراعية من الآفات أدت إلى تلوث التربة بالمواد الكيماوية وتدهور مقدرتها البيولوجية كما ان زيادة النشاط الصناعي والتعديني أدى إلى زيادة الملوثات والنفايات الصلبة سواء كانت كيميائية أو مشعة وتقوم بعض الحكومات بإلقاء هذه النفايات على الأرض أو دفنها في باطن الأرض وفي كلتا الحالتين يكون التأثير السلبي واضح وتؤثر على الإنسان والحيوان والنبات على المدى الطويل.
التلوث البيئي مشكلة عالمية:
أخذ التلوث البيئي بشكل خاص والمشكلات البيئية المعاصرة الأخرى بشكل عام صفة العالمية حيث أن الملوثات بمختلف أنواعها لا تعترف بحدود سياسية أو إقليمية بل قد تنتقل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وقد يظهر التلوث في دولة لا تمارس النشاط الصناعي أو التعديني وذلك نتيجة لانتقال الملوثات من دولة صناعية ذات تلوث عال إلى دولة أخرى. وتسهم الرياح والسحب والتيارات المائية في نقل الملوثات من بلد إلى آخر فالأبخرة والدخان والغازات الناتجة من المصانع التي تنفثها المداخن في غرب أوروبا تنقلها الرياح إلى بلاد نائية وأماكن بعيدة كجزيرة جرينلاند والسويد وشمال غرب روسيا كما تنقل أمواج البحر بقع الزيت التي تتسرب إلى البحر من غرق الناقلات من موقع إلى آخر مهددة بذلك الشواطئ الآمنة والأحياء البحرية بمختلف أجناسها وأنواعها. فلم يشهد العالم من قبل تلوثا بيئيا بمثل حجم التلوث البيئي الناجم عن احتراق آبار البترول في دولة الكويت فلقد تم تدمير وإشعال النيران في 732 بئرا من بين 1080 بئرا كانت تتركز في المنطقة الشمالية والغربية والجنوبية. وتقدر كمية النفط المحترق في هذه الآبار بحوالي 6 مليون برميل يوميا وكان جزء منها يشتعل والجزء الآخر ينبعث من الآبار على شكل نفط خام أدى إلى ظهور بحيرات نفطية والتي يقدر عددها بحوالي 200 بحيرة نفطية تغطي مساحات شاسعة يتراوح عمقها الحالي ما بين 5-30 سم، وقدرت كمية الدخان الأسود الناتج من النفط المحترق بحوالي 14-40 ألف طن في اليوم وكانت نسبة مركبات الكبريت التي تنبعث منها حوالي 5- 6 آلاف طن في اليوم و 500-6000 طن في اليوم لأكاسيد النيتروجين. ويتفق علماء البيئة على أن آثار هذه الكارثة لا تقتصر فقط على الكويت أو الخليج وحدهما وإنما تتعداهما إلى مناطق وبلدان تقع بعيدا عنهما، حيث أفادت التقارير العلمية التي تابعت هذه الظاهرة أن سحب الدخان الأسود الكثيف الناتج عن حرائق النفط في الكويت باتت على مقربة من السواحل اليونانية بعد عبورها البحر الأسود وهي بذلك أصبحت تهدد بعض دول تلك المنطقة مثل رومانيا وبلغاريا.
ومن هنا يمكن القول بأن التلوث الناتج عن احتراق الآبار الكويتية ليست مشكلة إقليمية أو خاصة بدولة الكويت بل هي مشكلة عالمية يجب التصدي لها على المستوى الدولي بكل الإمكانيات المتاحة. وتفرض هذه النظرة العالمية لمشكلة التلوث ضرورة تعاون المجتمع الدولي كله للتصدي لحل هذه المشكلة ووضع حد لها وفي هذا المجال يقف الإسلام موقفا واضحا حيث يدعو ويحث على ضرورة التعاون من أجل الخير ورفع الضرر يقول المولى عز وجل :
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} المائدة /2
وما من شك أن التلوث يمثل عدوانا على الأحياء كافة بمختلف أنواعها وأحجامها وأطوارها.
م/ن
يزاج ربي الف خير,
ويعطيج الصحة والعافية,,
موفقين’’
دمتـــي بود
ما قصرتي
لو سمحتوا ساعدوني
أختكم : بنت الصريدي
http://www.uae.ii5ii.com/showthread….E1%CA%E1%E6%CB
http://www.uae.ii5ii.com/showthread….E1%CA%E1%E6%CB
http://www.uae.ii5ii.com/showthread….E1%CA%E1%E6%CB
http://www.uae.ii5ii.com/showthread….E1%CA%E1%E6%CB
بالتوفيق ..
إغلاق الموضوع
السبب
تم تلبية الطلب { يسلمو إماراتية حلوة }
معا لنساهم في رقي المنتدى
المشرفة الزعيمة ميمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التقارير في المرفقات
م/ن
والله الموفق
التلوث الحراري
تتعرض المصادر المائية إلى تغيير مفاجئ في درجات حراراتها نتيجة قيام بعض الصناعات وبالأخص صناعات توليد الطاقة الكهربائية والصناعات النفطية بطرح المياه الساخنة إلى هذه المصادر حيث تسحب هذه الصناعات كميات كبيرة من مياه المصدر المائي لأغراض التبريد ويعود معظم هذه المياه إلى المصدر المائي بعد أن يسخن. ونظرًا لضخامة كمية المياه الساخنة المصروفة فإنها تؤدي إلى رفع درجة حرارة المصدر المائي بضع درجات مسببة بذلك خللا في التركيبة الحياتية والطبيعية للمصدر المائي، ويؤدي رفع درجة حرارة المصدر المائي إلى تغيير الخصائص الطبيعية والكيميائية للماء كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الأنشطة البيولوجية للأحياء المائية.
مصادر التلوث الحراري :
يُعد التلوث الحراري معضلة صناعية على الرغم من أن الفضلات المدنية تسبب، هي الأخرى، تغييرًا محدودًا في درجات حرارة المياه المستقبلة لهذه الفضلات. وأهم مصادر التلوث الحراري هي صناعات الطاقة الكهربائية بنوعيها النووي والحراري، أما الصناعات الأخرى كصناعة الحديد والصلب – صناعة الورق – مصافي تكرير النفط وغيرها فهي جميعًا تعد مصدرًا ثانويًا للتلوث الحراري.
1- مصادر توليد الطاقة الكهربائية :
تنشأ هذه المحطات على مقربة من الموارد المائية وذلك لعظم كميات المياه التي تحتاجها هذه المحطات للتبريد. ويتم استخدام مياه البحر بجميع المبادلات الحرارية لغرض تكثيف البخار بالمحطات البخارية ولأغراض التبريد بالمحطات البخارية والغازية وتكتسب هذه المياه الداخلة في عملية التبريد درجة حرارة عالية عند خروجها وتصرف إلى البحر وهذا يسبب ظاهرة التلوث الحراري لمياه البحر حيث يبلغ معدل المياه المستعملة في عمليات التبريد لجميع المحطات (محطات التوليد بالجماهيرية) حوالي 4,800,000 متر مكعب/يوم.
غالبًا ما تكون الكفاءة الحرارية لمحطات الطاقة النووية أقل من تلك التي تستخدم الوقود الاحفوري وعليه فإن الحرارة المتبددة في مياه التبريد من هذه المحطات ستكون كبيرة ويرجع انخفاض كفاءة المحطات النووية إلى سببين رئيسيين: الكفاءة في التوليد والأمر الآخر يتعلق بمحطات الوقود الاحفوري حيث يتم طرح جزء من هذه الحرارة إلى الجو عن طريق المداخن في حين يتعذر ذلك في المحطات النووية لاعتبارات بيئية وحذرًا من التسرب الاشعاعي وبسبب هذين العاملين فإن محطة توليد الطاقة الكهربائية النووية تطرح 50% من الطاقة الحرارية إلى الموارد المائية أكثر من نظيرتها التي تستخدم الوقود الاحفوري.
2- الصناعات النفطية والمصافي :
تستخدم المصافي النفطية كميات كبيرة من المياه في التبريد والعمليات الصناعية المختلفة وتطرح هذه المياه خلال دائرة مفتوحة وعلى الأخص بالنسبة للمصافي الواقعة على شواطئ البحر مثل مصفاة والتي تبلغ 10-30 مرة من كمية النفط الخام المعالج حيث تؤدى هذه المياه إلى خفض كميات الأكسجين الذائب مما يسبب خللا في الأحياء المائية الدقيقة إضافة إلى ذلك أن المياه الراجعة إلى المصدر المائي تحتوي على زيوت وشحوم وهذا بدوره يؤدي إلى تلوث شواطئ البحر بالزيت.
3- صناعة الحديد والصلب :
صناعة الحديد والصلب من أكثر الصناعات استهلاكاً للطاقة وبالتالي من أكثرها تلويثاً للبيئة ومن المعروف أنه لإنتاج طن واحد من الحديد والصلب نحتاج إلى صرف 460 مترًا مكعبًا من الغاز و59 جرامًا من الزيت واستهلاك 1400 ك.و.س من الكهرباء وهكذا ندرك ما يمكن أن يترتب على هذا من تلوث للهواء والماء والتربة. ونظرًا للاستخدام الضروري للمياه في صناعة الحديد والصلب ينتج تلوث للمياه وإحداث ضرر على البيئة ومن أهم استخدامات المياه الصناعية التبريد بشقيه المباشر وغير المباشر فينتج عن التبريد المباشر للمنتوجات إزالة القشور من على أسطحها وتختلط المياه بالقشور وكذلك بالزيوت والشحوم المستعملة للدرافيل، فيحدث تلوث لهذه المياه وتختلط بالشوائب وتظهر مؤشرات التلوث المتمثلة في الحرارة والزيوت كذلك بعض المعادن الثقيلة وعسر الماء وغيرها من مؤثرات التلوث. وتستخدم المياه أيضًا كعامل مساعد لكبت أنواع مختلفة من عناصر التلوث الناتجة عن طريق مناولة مكورات الحديد خلال عمليات الاختزال المباشر وكبت لغازات العادم الناتجة من عمليات الاحتراق بمصانع الاختزال المباشر.
نظم التبريد في محطات توليد الطاقة الكهربائية :
توجد عدة اعتبارات عند اتخاذ قرار بشأن نظم التبريد التي يمكن أن تعتمدها المحطة وهذه الاعتبارات مرتبطة بالعامل الاقتصادي وموقع المحطة وصرامة التشريعات البيئية وهذه النظم المألوفة هي:
1- النظام المفتوح :
يستخدم الماء المسحوب من المصدر المائي لمرة واحدة للتبريد ثم يعاد إلى المصدر وقد يبرد الماء قليلا بواسطة بركة قبل إعادته إلى المصدر المائي.
2- نظام التبريد التبخيري :
وغالبًا ما يكون هذا النظام مغلقاً حيث تعاد المياه المبردة بواسطة التبخير إلى المحطة ثانية ولا يسحب من المصدر المائي إلا القدر الكافي لتعويض ضائعات التبخير. ويجرى التبريد إما بواسطة برك التبريد التي تصمم وفق الظروف المناخية والمعطيات التصميمية للمحطة.
3- النظم الجافة :
وتعتمد النظم الجافة على امرار تيار هوائي يتلامس مع الأنابيب الحاوية للمياه الساخنة فيبرده ونادرًا ما يستخدم هذا النظام بنجاح في محطات توليد الكهرباء لأسباب اقتصادية ولكنه قد يكون فعالاً في الأجواء الباردة جدًا.
تأثيرات التلوث الحراري على المصادر المائية :
1- التأثيرات الطبيعية :
الزيادة في درجة حرارة المصدر المائي بحد ذاتها يمكن أن تكون مفيدة أو مضرة بالمصدر وذلك حسب طبيعة استخدام ذلك الماء الذي تقل فائدته لأغراض التبريد الصناعية في حين يقلل من كمية الكيماويات المستخدمة لتصفية هذه المياه في محطات التحلية كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة الماء على كل خصائصه الطبيعية كالكثافة والشد السطحي وذوبان الغازات في الماء واللزوجة وغيرها
2- التأثيرات الكيماوية :
تعتمد سرعة التفاعل الكيميائي أو البيوكيماوي على عدة عوامل من أهمها درجة الحرارة وعلى العموم فإن سرعة التفاعل تتضاعف كل عشر درجات مئوية.
3- التأثيرات البيولوجية :
يؤثر طرح المياه الساخنة على المنظومات البيولوجية الموجودة في المصدر المائي عن طريق اتلاف التركيب البروتيني للكائنات الحية. لذا فإن تعرض الأحياء لحرارة عالية سوف يؤدي إلى تغيرات في معدلات التكاثر والتنفس والنمو وقد يؤدي إلى موت هذه الأحياء ويتناسب هذا التأثير مع مقدار الزيادة في درجة الحرارة وفترة التعرض لهذه الحرارة. فمن المتوقع أن تتأثر الأحياء بالحرارة بأحد الأشكال الآتية:
1 * بعض الأحياء الصغيرة تتسرب إلى مصافي السحب وتدخل المحطة ويكون لها تماس مع الحرارة الشديدة للمكثفات قبل أن تطرح ثانية مع الماء الساخن إلى المصدر.
2 * تتعرض الأحياء الموجودة عند مصب المياه الساخنة إلى تماس مع الدفق الساخن عند بداية انتشاره في المصدر وبذلك فهى تتعرض لفروق حرارية عالية نسبيًا وتستطيع بعض الأحياء المائية العليا كالأسماك أن تغادر مواقع المصبات الساخنة أما الأحياء الحساسة لارتفاع درجة الحرارة فسوف يقضى عليها قرب هذه المواقع.
3 * يؤدي ارتفاع درجة حرارة الماء فوق (32) درجة مئوية إلى نقصان عدد الأحياء القاعية ومن الملاحظ أن الأحياء كاملة النمو أكثر تحملاً للفروق الحرارية من بعض صغار تلك الأحياء أو يرقاتها.
م/ن
يسلمو اخوي
تسلـ’ـمْ آخويَ ع الطرحٍ وب’ـآرك الله فيكْ ويزآك الله ألف خير
algulla’