————————
سعد زغلول
واحداً من زعماء مصر وقائد ثورة 1919، حظي بشعبية لم يحظى بها زعيم مصري من قبله، حتى لُقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين.
وُلد سعد زغلول في 1 يونيو 1857 ببلدة أبيانه، التابعة لمديرية الغربية سابقاً وكفر الشيخ حالياً، حيث نشأ في أسرة متوسطة الحال، فكان أبوه إبراهيم زغلول عميد بلدته ومن أثرياء الفلاحين فيها، غير أن والده توفي وهو في السادسة من عمره، فتعهد بتربيته خاله، وألحقه بالكُتاًب ليتعلم مبادئ القراءة والحساب، ثم دفع به إلي الأزهر ليتلقي علوم الدين، وألف أثناء دراسته كتاباً صغيراً في فقه الشافعية، وتأثر أثناء هذه الفترة بالشيخ جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، والذي اختاره ليساعده في تحرير صحيفة "الوقائع المصرية" فانتفع زغلول كثيراً بصحبة الشيخ والعمل معه.
مارس زغلول المحاماة تسع سنوات فأبدع ولمع اسمه وعظم شأنه في أوساط القضاء، وكان يدافع عن الفقراء بغير جزاء، وفي عام 1892 عُيّن في وظيفة نائب قاضٍ في محكمة الاستئناف، فكان أول محام في مصر يُعين قاضياً، وبقي في القضاء أربع عشرة سنة.
عينته السلطات البريطانية الحاكمة في مصر آنذاك وزيراً للمعارف في نوفمبر 1906، وبقي فيها أربع سنوات وضع خلالها الأساس الراسخ الصحيح لنهضة التعليم الوطني وجعل اللغة العربية لغة التعليم بدلاً من اللغة الإنجليزية وأكثر من دور المعلمين ومكاتب القرى وفتح باب المجانية لتعليم الفقراء وأنشأ مدرسة القضاء الشرعي.
انتقل سعد زغلول في فبراير1910 إلى الحقانية حيث عُين ناظراً للحقانية (أي وزيراً للعدل)، فعمد إلى إصلاح القضاء وعزز كرامته وأنشأ نقابة للمحامين.
برز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح في باريس لعرض قضية استقلال مصر، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته في 8 مارس 1919 إلى خارج البلاد ـ في جزيرة مالطا ـ وكان ذلك سبباً في إشعال ثورة 1919، والتي تُعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى.. حيث أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد وصحبه، فانتقلوا من مالطا إلى المغرب ومنه إلى أوروبا، ودعتهم السلطات البريطانية إلى لندن للتفاوض.. لكن الوفد المصري برئاسة زغلول طلب أولاً إلغاء الحماية البريطانية على مصر ثم بدء المفاوضات.
عاد سعد زغلول ورفاقه إلى مصر بعد رفض لندن لطلبهم، وأعلنوا فور وصولهم إلى ميناء الإسكندرية أنهم عازمون على متابعة النضال لتحقيق الاستقلال المصري، فما كان من السلطات البريطانية إلا أن قررت نفي زغلول إلى منزله في الريف، ثم اقتادوه إلى منفاه الجديد في عدن في عام 1922، وشاركه في هذا المنفى مصطفى النحاس ومكرم عبيد وعاطف بركات وفتح الله بركات، غير أن زمن المنفى لم يطل.
فبعد أقل من شهرين نُقل زغلول ورفاقه إلى جزر سيشل ومنها إلى جبل طارق، فما كان من نواب العمال والأحرار في مجلس النواب البريطاني أن ثاروا على هذا الاعتقال فاضطرت الحكومة إلى الإفراج عن سعد ورفاقه، فعادوا إلى مصر في سبتمبر 1923.
تولى زغلول الحكم في مصر بعد انتصار ساحق في الانتخابات التي جرت سنة 1924، ودُعيت حكومته "وزارة الشعب"، وكانت أول حكومة دستورية مصرية تستمد قوتها من إرادة الشعب، غير أن عمر هذه الحكومة لم يطل أكثر من تسعة أشهر، إذ عادت السلطات البريطانية إلى التشدد في معارضتها، وتعرض زغلول في هذه الأثناء إلى محاولة قتل فأصيب برصاصة في صدره ولكنه لم يمت. ثم جرت انتخابات جديدة فاز فيها حزب زغلول بأكثرية المقاعد وأصبح يسمى بحزب الوفد واُنتخب سعد زغلول رئيساً لمجلس النواب.
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927.
المصدر : موقع أعلام وشخصيات مصرية
———————————————–
سعد زغلول
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح, ابحث
سعد زغلول
الاسم سعد زغلول
المهنة زعيم وطني مصري، قائد ثورة 1919
الزوجة صفية زغلول
مكان وتاريخ الميلاد إبيانة، كفر الشيخ مصر يوليو 1860
سعد زغلول (1860 – 1927) يعتبر أكبر واقوي زعيم مصري التف حوله الشعب باكملة من الاسكندرية الي اسوان في وقت لم تكن هناك اجهزة ووسائل اتصال او اعلام ومعظم الشعب امي لا يقراء الصحف و قائد ثورة 1919 في مصر .
ولد سعد في يوليو 1860 في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية (سابقًا -محافظة كفر الشيخ حاليًا)، وكان والده رئيس مشيخة القرية حين توفي عندما كان سعد يبلغ خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحي زغلول. توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927 .
خطرت له فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر العام 1918م حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة (بعد الحرب العالمية الأولى) العام 1918.
تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم (الوفد المصري).
وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى".
اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس (آذار) 1919 فانفجرت ثورة 1919 في مصر التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد.
اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني و أفرج الانجليز عن سعد زغلول و زملائه و عادوا من المنفي إلي مصر. و سمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر. لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة و ازداد حماسهم ، و قاطع الشعب البضائع الإنجليزية ، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخري، و نفوه مرة أخري إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندى ، فازدادت الثورة اشتعالا ، و حاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة ، و لكنها فشلت. من أشهر اقواله / الحق فوق القوه و الامه فوق الحكومه. و قد اسس وزاره الشعب في عهد الملك فؤاد الاول و عندما مات /رحمه الله/ خلفه مصطفى النحاس باشا في راسه الوفد المصرى و اسس النحاس باشا أول وزاره له عام 1928 ثم عام 1930 ثم عام 36
المصدر : ويكبيديا الموسوعة الحرة
———————————
75 عاما علي رحيل الزعيم سعد زغلول – بقلم : د. محمد الجوادي
يمكن لأحد أن يتصور حجم الدور الذي لعبه سعد زغلول في حياة مصر, فقد تمكن هذا الرجل من توحيد هذا الشعب وقيادته نحو الحضارة الحديثة, فضلا عن الحرية والاستقلال والديموقراطية, ولولا جهد هذا الرجل لتأخر تقدم مصر الحديثة سياسيا وحضاريا مراحل كثيرة, وقد نجح هذا الرجل في أن يجعل كل مصري يؤمن بماله وبما عليه, وأن ينطلق من هذا الإيمان لممارسة حقوقه السياسية وواجباته الوطنية.
ولاتزال حتي هذه اللحظة تعيش الثورة التي قادها ورادها ورعاها, ولانزال نتأمل ذكاءه ووطنيته وألمعيته في تحويل أفئدة شعب بأكمله إلي معاني الحرية والديموقراطية والاستقلال والوطنية, وفي تأصيل معاني الكرامة والفداء والوحدة الوطنية.
وقد كانت لسعد زغلول مواهب وقدرات لا حدود لها, لكن الأهم من كل هذه المواهب أنه كانت له نفس عظيمة قادرة واثقة, ويكفي للدلالة علي قدرة هذه النفس وسموها أنه بعد أن عين قاضيا ومستشارا بالاستئناف لم يجد حرجا في أن يسافر إلي فرنسا, وأن يؤدي امتحان شهادة الحقوق ليحصل عليها ويعود إلي بلاده مؤهلا بما كان ينبغي أن يحصل عليه من مؤهلات في مرحلة مبكرة…
هكذا كان سعد باشا رجلا عظيما بالفعل واثقا من نفسه إلي أبعد حدود الثقة, ولم يكن يبني هذه الثقة من شعور مجرد من الخبرة والممارسة, لكنه كان يبنيها من جهد جهيد بذله طوال حياته في تقويم نفسه, والارتقاء بها في وقت كان الارتقاء بالنفس أمرا صعبا بالفعل.
ونحن نقرأ مذكرات سعد باشا, فنعجب من هذه القدرة علي نقد الذات وتأنيب النفس, وليس من شك أن هذه القدرة لا تتأتي للمرء إلا بعد رياضة قاسية عنيفة يروض فيها نفسه علي القيم العليا مرة بعد مرة, فينجح مرة ويفشل مرة, فلا ينظر إلي هذا النجاح أو إلي هذا الفشل علي أنه نهاية الدنيا, وإنما هو يتصور الأمر في حدوده الطبيعية نتيجة للرياضة الدائبة التي تصل في النهاية إلي أن تنضبط بالممارسة علي مستوي أداء راق.
ونحن نلاحظ أن قيمة سعد زغلول كخطيب لم تكن تقف عند الحماسة ولا عند السجع والجناس والطباق, ولا عند سلامة اللغة, لكنها في الحقيقة كانت تتخطي هذا كله إلي ما هو أكثر وزنا وقيمة, استمع إليه مثلا وهو يقول: الحق فوق القوة, والأمة فوق الحكومة.
انظر أيضا إلي قوله إننا نريد للشعب أن ينظر إلي الحكومة نظرة الجند للقائد لا نظرة الطير للصائد… وجئني بأية عبارة ترقي إلي هذه العبارة في حكمتها وفي جرسها الموسيقي الجميل المعبر, وقل مثل هذا في قوله الاستقلال التام أو الموت الزؤام وقوله( الذي نسب فيما بعد إلي غيره) شرف لا أدعيه وتهمة لا أنفيها.
ولست استطيع أن أنسي تلك العبارة الرائعة التي وضعها الأديب الكبير مصطفي صادق الرافعي علي صدر كتابه من وحي القلم وفيها وصف سعد العظيم أسلوب الرافعي وكتاباته بقوله: كلام كأنه قبس من التنزيل, أو من آي الذكر الحكيم.
علي هذا النحو كان سعد يتحدث, فأي زاد علوي كان يتزود به هذا الرجل حتي يصدر في عبارته عن مثل هذا الفهم العميق للحياة وللنفس البشرية وللسياسة وللوطنية؟
كان سعد يصل إلي لب الفكرة في سرعة مدهشة, وليس في حديثه جمل اعتراضية ولا استثناءات, وقد درست عباراته الجميلة بطريقة تحليلية فوجدته قد وصل بذكاء إلي تكنيك في غاية المهارة, فهو إذا اراد الحديث مثلا عن قاعدة عامة, وعن استثنائها أجهد فكره في أن يصل إلي الفارق الذي يجعل الاستثناء لا يخضع للقاعدة, ثم هو بعد هذا يصوغ من القاعدة الواحدة قاعدتين, قاعدة للأصل وقاعدة للاستثناء ويجعل من القاعدتين صيغة لجملتين متساويتين معطوفتين, وجينئذ تظهر بلاغة سعد وقدرته علي قول الحكمة.
كانت أحاديث سعد تستمد غذاءها من عقل صاف, وفكر مصقول, ولابد أن الرجل كان قد زود عقليته وسليقته بغذاء فكري راق بديع كفيل بأن يتحول( أو يحترق) إلي طاقة فكرية في اللحظة المناسبة ليغذي عقلا ينتج مثل هذه الأفكار علي هذا النحو البديع من اليسر والسهولة.
ولأني لست من الذين يجيدون تقويم الأعمال الأدبية, ولا من الذين يستطيعون دراستها علي نحو أكاديمي أو منهجي متميز, فانني اهيب بكل أساتذة الأدب أن يوجهوا طلابهم في الدراسات العليا إلي دراسة نصوص سعد, سواء في البرلمان أو في بيت الأمة أو وهو وزير.
ومن حسن حظي أن الدكتور محمد حسن الزيات أهداني كتابا قيما لشقيقه الأستاذ عبده حسن الزيات المحامي ورئيس تحرير جريدة كوكب الشرق عنوانه:
سعد زغلول من أقضيته, وكان من حسن حظي أن طالعت هذا الكتاب في مرحلة باكرة أتاحت لي قراءة وتأمل الفهم القانوني العميق لسعد, وقد نجح مؤلف هذا الكتاب في أن يقدم من خلال هذه الدراسة العبقرية صورة دقيقة ورائعة للفكر القانوني المتميز الذي كان سعد باشا يتمتع به بعد طول تمرس في المحاماة والقضاء.
وربما يسأل عن السر الذي جعل جذوة الفكر مشتعلة متأججة في عقلية هذا الرجل طيلة حياته وحتي وفاته, والجواب صعب.. وليس من شك في أن هناك عوامل كثيرة قد تضافرت حتي حققت هذا, لكني أستطيع أن ألفت نظر القراء إلي سبب واحد يفوق كل الأسباب الأخري, وهو حرص هذا الرجل علي اكتساب المعرفة, ونحن نعرف أن السؤال الذي يسأله المرء يدلنا دلالة مبينة علي مدي رغبته في اكتساب المعرفة وعلي مدي قدرته علي هذا الاكتساب.
وقد كانت حصيلة هذا التعلم المستمر كله مستوي رائعا من الفكر والأداء.كان في حد ذاته يدفع إلي الإيمان المتجدد بسعد المتفوق الذي وصل إلي هذه الذري الرفيعة عن جدارة,ولست أجد أبلغ في التعبير عن هذا المعني من القصة التي يرويها الدكتور سيد أبو النجا عن حفل شهد فيه سعدا يتحدث أمام طلاب الأزهر لمدة ثلاث ساعات فلا يخطيء ولايلحن ولا يتلجلج, وكانت النتيجة الطبيعية أن عشرة آلاف من طلاب الأزهر آمنوا بالرجل وساروا خلفه!
وإني لأتمني أن يتفرغ أحد الذين يدرسون تاريخنا لحصر الشبان النابهين الذين دفع بهم سعد إلي الحياة العامة, سواء وهو وزير للمعارف أو وهو زعيم للوفد.
وكان من أهم مميزات سعد زغلول التي ساعدت علي النجاح في كل ما أنجزه وكل ما حققه وضوح الرؤية, ومن النادر أن تجد بين سياسيينا من يتمتع بوضوح الرؤية علي نحو ما كان سعد يتمتع.
وكان سعد لهذا السبب يواجه منتقديه بأقوي ما يمكن لسياسي أن يفعل, وعلي سبيل المثال فإنه حين وجهت إليه سهام النقد بأنه يضع أتباعه في المواقع المتقدمة من الجهاز الحكومي, لم يخف بواعثه تحت ستار الكفاية أو الرغبة في التجانس أو أي شيء متقدم أو متأخر من التعبيرات المدافعة عن معني من هذا القبيل, وإنما رد علي هذا بمقولته المشهورة: لو استطعت أن أجعلها زغلولية لحما ودما لفعلت, ومنذ ذلك الحين صارت هذه المقولة شأنها شأن كل كلام سعد نموذجا لقادة الوفد. ومن العجيب أن مقولة الولاء قبل الكفاية التي ابتدعتها بعض الأجهزة لم تستطع أن تعبر بأية صورة عما عبرت عنه عبارة سعد زغلول الشهيرة, وذلك لأن الانتساب إلي زغلول كان يعني بالبداهة الكفاءة والمقدرة والوطنية, وكثيرا من الصفات الرائعة التي لايمكن للولاء مهما يكن قدره أن يحققها فيمن يفتقدها من الأساس علي نحو ما عانينا من كثيرين من الذين دفعت بهم عصور لاحقة إلي الصفوف الأولي, سواء من رجالها أو من الذين تسلقوا علي أكتافها في الأغلب.
وكان إيمان سعد زغلول بالوحدة الوطنية إيمانا حقيقيا, وحين أراد أن يعبر للأقباط عن إيمانه بحقوقهم بعد انضمامهم إلي الوفد, فإنه استعار قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: لهم مالنا وعليهم ماعلينا, وبهذا فإنه لم يؤكد فقط علي قيم مطلقة, وإنما أكد علي قيم رفيعة وأصيلة تنبع من الدين الإسلامي نفسه, وقد نطق بها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم نفسه.
كان سعد زغلول يحظي بالإعجاب حتي من أعدائه, وعندي أن أروع عبارة قيلت في الدفاع عن سعد زغلول تجاه الانتقادات الكثيرة التي توجه إليه هي قول إسماعيل صدقي: كان سعد زغلول رجلا عظيما, وكانت له عيوب لكنها كما يقول الفرنسيون, كانت بمثابة العيوب الصغيرة التي تلازم الصفات الكبيرة.
وقد ردد رجال الحزب الوطني كثيرا مقولة أن سعد كان صديقا للورد كرومر, وأنه أقام حفلة في وداعه, والحقيقة التي قد يتعجب لها القاريء أن كرومر كان شأن الإنجليز الأذكياء القادرين علي تقويم الأشخاص تنبأ بمستقبل عظيم لسعد زغلول في الخطبة التي رد بها علي خطب الذين ودعوه, وكان هذا قبل قيام ثورة1919 بسنوات طوال. وليس في عبارات كرومر مايدل علي عمالة سعد للإنجليز ولاعمالة الإنجليز لسعد, وإنما هو تقرير ذكي ومبكر عن شخصية أثارت إعجاب شخصية أخري.. ولم يكن أي نكرة ليحظي بإعجاب كرومر علي هذا النحو. وعلي كل حال فيبدو أن كرومر كان جيد الفهم والتعبير, لأنه اكتشف في سعد صفات عظيمة حقيقية, وأشاد بها في رؤية واضحة.
ولم يكن كرومر وحده هو الذي اكتشف موهبة سعد وعظمته مبكرا, فقد فعل هذا جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهما,أما الزعيم مصطفي كامل فإنه عندما ووجه من الإنجليز بأن المصريين لايستطيعون الحكم والإدارة والسياسة, واجههم باسم سعد زغلول قبل أن تقوم الثورة بأكثر من عقد كامل من الزمان, وكذلك فعل محمد فريد.
———————————————————-
شخصيات من التاريخ ( سعد باشا زغلول )
——————————————————————————–
سعد زغلول
(1860- 1927 م)
زعيم سياسي مصري تعلم في كتاب القرية ثم بالأزهر ثم نال ليسانس الحقوق . اشترك في ثورة عرابي 1882 م وسجن بضعة أشهر عقب احتلال بريطانيا لمصر ثم اشتغل بعد الإفراج عنه بالمحاماة فالقضاء وتزوج وهو قاض من صفية بنت مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء .
اشترك في تأسيس الجمعية المصرية الأهلية عام 1908 م وعين وزيرا للمعارف 1906 ثم وزيرا للعدل عام 1911 وبدأ منذ ذلك الحين في إظهار عدائه للاحتلال البريطاني لمصر وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 توجه إلى دار المندوب السامي البريطاني مع اثنين من زملائه هما عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي طالبين السماح لهم بالسفر إلى باريس لعرض القضية المصرية على مؤتمر فرساي والمطالبة بحق مصر في الاستقلال طبقا لمبدأ تقرير المصير قبض عليه في مارس 1919 ونفي إلى مالطة غير أن اشتعال الثورة في مصر بسبب نفيه اضطرت السلطات البريطانية إلى الإفراج عنه والسماح له بالسفر إلى باريس كذلك سافر إلى لندن عام 1920 لمطالبة الإنجليز بإبرام معاهدة مع مصر وقد اتهم بعد ذلك بالتحريض على الفتنة فاعتقل عام 1921 ونفي إلى جزر سيشل وبعد إطلاق سراحه عام 1923 عاد إلى مصر وفاز حزب الوفد بزعامته في الانتخابات العامة بأغلبية ساحقة فعين رئيسا للوزراء في أوائل عام 1924وسافر مرة أخرى إلى لندن للتفاوض مع رئيس الوزراء البريطاني غير أن المفاوضات فشلت اضطر إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة إثر مقتل حاكم السودان سيرلي ستاك بالقاهرة في نوفمبر 1924 وانتخب رئيسا لمجلس النواب وكان في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته يعد رمزا لروح القومية المصرية ولجهاد المصريين في سبيل الاستقلال
————————————————————
سعد زغلول باشا
ولد سعد زغلول فى شهر يوليو سنة 1857, تبعاً لما ذكره لبعض سائليه عن ميلاده, ولا نعلم من سجل المواليد تاريخ ميلاده على وجه التحقيق, أما تاريخ الميلاد المسجل على شهادة ليسانس الحقوق التى حصل عليها من باريس, ففيها إنه أول يونيو سنة 1860, فى بلدة أبيانه, التابعة لمديرية الغربية سابقا وحاليا كفر الشيخ, فى أطراف بعيدة عن العاصمة التى تستقر فيها هيبة الحكام وسطوة الرؤساء, ولكنها ليست بعيدة عن أثار عسفهم وجرائر فسادهم.
نشأ فى أسرة فى الفلاحين, لم تكن بالغة الثراء, كما لم تكن بالغة الفقر. كان أبوه إبراهيم زغلول عميد بلدته ومن أثرياء الفلاحين فيها, لكن مات أبوه وهو فى السادسة من عمره, فحرم من عطف الأبوة وحمايتها ولكنه حرمان لم يصادف ضعفا فى مزاج نفسه فينهكها وهى فى نواتها, بل صادف منه قوة أصيلة, فأعان ما ركب فيه من ميزات الجد والشعور بالذات والاعتماد على النفس فى تذليل الصعوبات ومواجهة الناس.
أرسل سعد إلى الكتاب فى سن السادسة, وانتهى منه فى نحو الحادية عشر, ووضحت عليه فى تلك السن المبكرة مخايل الذكاء, فكان يصحح كتابة اللوح من قراءة واحدة, ويفرض على نفسه من الواجبات المدرسية فوق ما يفرضه المعلم. وبعد أن أتم حفظ القرأن الكريم حفظاً جيداً, ولم يبق له ما يتعلمه فى الكتاب, تردد خلال مدة سنتين بين رشيد ومطوبس يحضر على الشيخ أحمد أبى راس, يدرس عليه مبادىء النحو والفقه, وقد أصبح هذا الشيخ فيما بعد شيخ معهد دسوق.
ثم أخذ يتلقى أصول التجويد بالجامع الدسوقى والقراءة على الشيخ عبدالله عبدالعظيم المقرىء المشهور.
فى عام 1871 التحق سعد زغلول بالأزهر, وهى السنة التى تولى فيها الشيخ محمد العباسى المهدى مشيخته, وعمل فيها على تنظيمه وتجديده, فأنشأ لجنة لامتحان الطلاب, ومنح الناجحين منهم إجازة العالمية.
وفى عام 1872, فى عهد رئاسة رياض باشا للوزارة, الذى دعا الزعيم الاسلامى الكبير جمال الدين الأفغانى إلى الاقامة بالقاهرة, وقدمت معه تلك الدعوة الجريئة التى هز بها الشرق العربى وأبنائه فى كل مكان, واختلف الطالب الأزهرى سعد زغلول إلى مجلس السيد جمال الدين فى داره بخان أبى طاقية حيناً, وفى مقهى "متاتيا" المواجه لمسرح الأزبكية حيناً أخر, يرتشف من معينه, ويتلقى عنه أعظم المبادىء وأسمى الاتجاهات!!
ويروى عن سعد زغلول بعد أن التقى بجمال الدين الأفغانى لأول مرة, أنه قال "هذا بغيتى", وقيل أيضا إن جمال الدين استكتب تلاميذه موضوعاً عن الحرية, فأجاد سعد فى كتابته إجادة فاق بها أقرانه, وصادفت إعجابا وتقديرا له حتى أنه قال: "مما يدل على أن الحرية ناشئة فى مصر أن يجيد فى الكتابة عنها هذا الناشىء".
وقد احتفى رياض باشا بالسيد جمال الدين الأفغانى, وعين له مرتبا شهريا, وكان يرجو النفع لهذا البلد من أعماله وأعمال مريدية, واستعان بأبرز تلاميذه وهوالشيخ محمد عبده على الاشراف ورئاسة تحرير جريدة الحكومة "الوقائع المصرية" فأحدث فيها تغييراً كبيراً, واستحرث فيها أنماطاً جديدة فى التحرير والأسلوب والموضوعات واحتاج الأستاذ إلى مساعدين فى عمله, فلم يجد من تلاميذ الأفغانى من هو أقدر من سعد زغلول على المساعدة فى هذا التعيين فى الخامس من أكتوبر سنة 19880م, بمرتب شهرى قدره ثمانية جنيهات, وانقطعت بذلك علاقة سعد زغلول بالأزهر..!!
وأصبحت هذه الصحيفة الرسمية, صحيفة الثورة الفكرية, تنطق بمبادئها وتنحى على الاستبداد, وتبشر بالحرية والشورى, وانتفع سعد بصحبة الشيخ والعمل معه فى هاتين المدرستين اللتين تكمل إحداهما الأخرى, مدرسة جمال الدين الافغانى ومدرسة الامام محمد عبده.
ولقد كان اشتغاله بالتحرير فى جريدة الوقائع المصرية, مرحلة أخرى ذات شأن عظيم فى تاريخ حياته كلها, لأن العمل بها, لم يقتصر على تصحيح العبارات, وكتابة المقالات الأدبية, بل تناول نقد أحكام المجالس الملغاة وتلخيصها, والتعقيب عليها, ففتحت أمام سعد أبواب الدفاع والدراسات القانونية, وأيواب الدفاع السياسى والأعمال السياسية, وهى الوجه التى صمد عليها بقية حياته, وتم عليها تكوينه, وتثبيت مواهبه العقلية, ولم يلبث على الاشتغال بها غير قليل, حتى ظهرت كفاءته فى نقد الاحكام وفهم مباحث القانون وما يقابلها من الشريعة, ثم اشتعلت الثورة العرابية, فنقلته إلى وظيفة ناظر لقلم قضايا الجيزة فى ديسمبر سنة 1882 وقد قال عنها فى خطبة ألقاها فيما بعد عند اختياره لمنصب القضاء, إنها (أشبه بوظيفة القاضى, إذ كان من خصائصه أن يصدر الاحكام فى كثير من المواد الجزئية) وشاءت المصادفات أن تكون هذه الأيام فاصلاً بين عهدين فى حياة سعد وفى حياة الأمة المصرية, فنقلته من الأزهر إلى الحكومة, ومن العمامة إلى الطربوش, ومن دراسة العلوم الدينية إلى دراسة العلوم القانونية.
وفى تلك الأيام حين كانت الثورة العرابية على أشدها, انتقلت مصر بأسرها من حال إلى حال, وانطوت فى تاريخها صفحة معلومة وبدأت فيه صفحة مجهولة, وقدر لهذه الصفحة المجهولة أن تعود فتلتقى بتاريخ سعد فى صفحة واحدة!
على أثر قيام الثورة العرابية, لم يكن مناص من اشتراك سعد زغلول فيها ولو بدور سرى يتناسب مع ظروف الوظيفة, ولكنه كان معلوما على كل حال, فلما أخفقت الثورة وأضير رجالها, كان هو من أوائل الموظفين المتهمين بانتمائهم إليها, ففصل وحورب كما حورب جميع أنصارها!!
ثم وصلت إليه أصابع الاتهام, فى قضية خطيرة, اتهم فيها مع صديق له وهو حسين صقر بتأليف جماعة سرية اسمها "جماعة الانتقام", عملها اغتيال المواطنين الذين خانوا الثورة العرابية وسهلوا لرجال الحكومة الاحتلالية, سبيل القبض على رجال الثورة وأنصارها, وقد تمت محاكمته مع صديقه المذكور, ولما لم تكن هناك أدلة ثابتة على هذه التهمة المزعومة, حكم عليهما بالبراءة, ورغم ذلك بقيا معتقلين فى السجن, مدة طويلة وصلت إلى 98 يوماً, وكانت الحكومة تعتزم نفيهما إلى السودان, غيى أن تنفيذ هذا الأمر المنافى للعدالة, وبعد صدور حكم البراءةو من محكمة انجليزية, كان تحديا لقضائها الذى برأهما, فاضطرت الحكومة إلى الافراج عنهما.
وقد خطر لسعد بعد أن أطلق سراحه وتبرئته, أن يسعى لاستعادة وظيفته السابقة, أو أى وظيفة غيرها فى الحكومة, ولكنه أخفق, حيث أن الطريق إلى ذلك سيكلفه أنواعاً من التزلف والتنكر, الأمر الذى لا يطيقه ويتنافى مع كرامته, لذلك فقد طلق الفكرة نهائيا, وعزم على الاتجاه نحو المحاماة, وفضل العمل فيها عن انتظار الوظيفة.
و أخيرا أهم المصادر :
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
محرك البحث العالمي قوقل
محرك البحث العربي الانترنت