التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير , بحث , موضوع عن الشعر الحر للصف الثاني عشر

المقدمة:
منذ دخولنا المدرسة و إمساكنا بقلم الرصاص , و تلك الورقة و الأحلام تداعب أفكارنا , ويشغل الحلم عقولنا, ويأسرنا ما نتعلمه كل يوم جديد في المدرسة.لكن الشعر بسحره يسطو على أذهاننا لتشغلنا روعته.وإن طبيعة الحياة التطور الدائب والحركة المستمرة، فهي لا تقف على حال ولا تعرف الاستقرار، وفي ذلك تطور لكل أشكال الحياة، والأدب بجميع ألوانه يعتبر صورة من صور هذا التطور، فهو خاضع له ينمو ويتجدد ليساير الحياة. ومن أهم فنون الأدب العربي الشعر الذي يعد ديوان العرب وسجل تاريخهم، وهو يختلف عن النثر في تلك الموسيقى المطردة والتي تخضع لقواعد صوتية خاصة تجعل منه شكلا فريدا يميزه عن النثر. وقد عرف هذا الوزن تطورا في المفهوم والتوظيف، حتى وصل إلى الشكل الذي يعرف في العصر الحديث باسم الشعر الحر، لذلك اخترت أن أتناول في تقريري موضوع الشعر الحر,. ففي تقريري هذا تناولت فيه , مصطلح الشعر الحر, ومسمياته و من أبرز رواده, و الأقوال التي وردت عنه و دوافعه ومميزاته, و المقارنة بينه وبين الشعر التقليدي وجوهره.

الموضوع:
*مصطلح الشعر الحر:
هو شعر موزون متحرر من القافية وحر من نظام البحر العروضي , فلا يلتزم فيه الشاعر بعدد معين من التفعيلات في كل سطر, ولا يراعي نظام البيت الشعري أو الشطر, ولا يبني القصيدة على نسق واحد ثابت من أول بيت إلى آخر بيت في القصيدة.

* نشأته :-
خلاف حاد بين الباحثين وبين الشعراء , كذلك هناك عدد من الشعراء يحاول أن ينسب إلى نفسه الريادة وسبق التأليف في هذا الشعر ..وخاصة عندما قدر لهذا الشعر الجديد أن يكتسب أنصارا كثيرين ..
فتقول نازك الملائكة " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 م في العراق ، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، وزحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله ، وكادت بسبب الذين استجابوا لها ، تجرف أساليب شعرنا الأخرى جميعا ، وكانت أولى قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " ، ثم قصيدة " هل كان حبا " لبدر شاكر السيَاب من ديوانه أزهار ذابلة ن وكلا القصيدتين نشرتا في عام 1947 م ".
* وهناك من يقول أن محاولات الشعر الحر كانت سابقة ويمكن أن ترجع إلى عبد القادر المازني التي نشرها عام 1916م .. في صحف العراق ..
"*هناك باحثين يرون الريادة ترجع إلى شعراء فترة الثلاثيناث وأوائل الأربعينات مثل ((علي أحمد )) و ((أبو حديد (( ."

*مسمياته:
"لقد اتخذ الشعر الحر قبل البدايات الفعلية له في الخمسينيات مسميات وأنماطا مختلفة نظراً لوجهات النظر المتعددة في هذا المجال, فمنهم من رأى تسميته "بالحديث" تضعه في مقارنة مع الشعر القديم أو التراث وتسميته ب" الحر" تشير أو توحي بوجود "المستعبد والمطلق" و"شعر التفعيلة" يجعل علم العروض أساساً لهذا الشعر ,ومن أغرب المسميات التي اقترحها بعض النقاد ما اقترحه الدكتور إحسان عباس بأن يسمى " بالغصن " مستوحيا هذه التسمية من عالم الطبيعة وليس من عالم الفن ، لأن هذا الشعر يحوي في حد ذاته تفاوتا في الطول طبيعيا كما هي الحال في أغصان الشجرة وأن للشجرة دورا هاما في الرموز والطقوس والمواقف الإنسانية ".
*من أبرز رواده:
صلاح عبد الصبور- أحمد عبد المعطي حجازي- محمد الفيتوري – نازك الملائكة- بدر شاكر السياب وفدوى طوقان ومحمود درويش.

*من الأقوال التي وردت على الشعر الحر:

# قول نازك الملائكة (الشعر الحر هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه وأساس الوزن في الشعر الحر أنه يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم أن الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءا أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه).
# وقول الدكتور محمد مصطفى هدارة(إن الشكل الجديد ( أي الشعر الحر ) يقوم على وحدة التفعيلة دون التزام الموسيقى للبحور المعروفة ، كما أن شعراء القصيدة الحرة يرون أن موسيقى الشعر ينبغي أن تكون انعكاسا للحالات الانفعالية عند الشاعر ).
#وقول الدكتور عز الدين إسماعيل(فالقافية في الشعر الجديد ـ بباسطة ـ نهاية موسيقية للسطر الشعري هي أنسب نهاية لهذا السطر من الناحية الإيقاعية ومن هنا كانت صعوبة القافية في الشعر الجديد وكانت قيمتها الفنية كذلك…..)
جوهر الشعر الحر :
أما جوهره فهو التعبير عن معاناة الشاعر الحقيقية للواقع التي تعيشه الإنسانية المعذبة .فالقصيدة الشعرية إنما هي تجربة إنسانية مستقلة في حد ذاتها ، ولم يكن الشعر مجرد مجموعة من العواطف ، والمشاعر ، والأخيلة ، والتراكيب اللغوية فحسب ، وإنما هو إلى جانب ذلك طاقة تعبيرية تشارك في خلقها كل القدرات والإمكانيات الإنسانية مجتمعة ـ كما أن موضوعاته هي موضوعات الحياة عامة ، تلك الموضوعات التي تعبر عن لقطات عادية تتطور بالحتمية الطبيعية لتصبح كائنا عضويا يقوم بوظيفة حيوية في المجتمع . ومن أهم تلك الموضوعات ما يكشف عما في الواقع من الزيف والضلال ، ومواطن التخلف والجوع والمرض ، ودفع الناس على فعل التغيير إلى الأفضل.

من ملامح الشعر الحر:-
1- الإنسان فيها جوهر التجربة،ويظهر فيها الإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2- الجنوح إلى الأسطورة، والرمز والتراث الشعبي والإشارات التاريخية.
3- تأثره بروافد مسيحية وصوفيه ووثنيه وابتداعيه.
4- تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5- الوحدة العضوية مكتملة، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطة بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى تكتمل.
6- شعر واضح. ففيه يتحدث الشاعر بعفويه ولغة متقاربة من لغة التخاطب اليومي.

* دوافعه ومميزاته:

لقد أكدت الأبحاث الأدبية والنقدية التي دارت حول مفهوم الشعر وجوهره أن هذا اللون من الشعر لم ينشأ من فراغ ، وتلك قاعدة ثابتة في كل الأشياء التي ينطبق عليها قانون الوجود والعدم تقريبا . فما من عملية خلق أو إيجاد إلا ولها مكونات ودوافع تمهد لوجودها وتبشر بولادتها كما أنه لا بد من وجود المناخ الملائم والبيئة الصحية التي ينمو فيها هذا الكائن . وقد رأى كثير من الباحثين والنقاد أن من أهم العوامل التي ساعدت على نشأة الشعر الحر وهيأت له, إنما تعود في جوهرها إلى دوافع اجتماعية وأخرى نفسية بالدرجة الأولى إلى جانب بعض العوامل الأخرى المنبثقة عن سابقتها . فالدوافع الاجتماعية تتمثل فيما يطرأ على المجتمع من مظاهر التغيير والتبديل لأنماط الحياة ومكوناتها وللبنية الاجتماعية والتكوين الحضاري والأيدلوجي ، والشاعر المبدع كغيره من أفراد المجتمع ـ وإن كان يمثل شريحة مثقفة ـ يتأثر ويؤثر في الوسط الذي يعايشه. أما الدوافع النفسية فهي انعكاس لما يعانيه الشاعر من واقع مؤلم نتج عن الكبت الروحي والمادي الذي خلقه الاستعمار على عالمنا العربي. وهناك عوامل أخرى أدت إلى ظهوره مثل الاتصال بالغرب والتأثر بشعرهم وظهور حركات تحررية . فقد تميز هذا الشعر في تحقيق الوحدة العضوية المبنية على التناسق العضوي بين موسيقى اللفظ أو الصورة وحركة الحدث أو الانفعال الذي يتوقف عليه,وتميز أيضاً بخصائص أسلوبية متعددة فقد اعتمدوا على الوحدة العضوية ، فلم يعد البيت هو الوحدة وإنما صارت القصيدة تشكل كلاماً متماسكاً ، وتزاوج الشكل والمضمون ، فالبحر والقافية والتفعيلة والصياغة وضعت كلها في خدمة الموضوع وصار الشاعر يعتمد على " التفعيلة " وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ.

( أوجه المقارنة بين الشعر العمودي والشعر الحر )

1- الشعر العمودي ( التقليدي ) :-
• الوزن و القافية : تلتزم القصيدة بالوزن ( عدد التفعيلات ) والقافية .
• ضبط القافية ( الحركة ) : غالباً تكون مضبوطة الحركة ونادراً جداً تكون ( ساكنة ) .
• البحر العروضي : تأخذ القصيدة بحراً شعرياً واحداً ولابد من ترتيب التفاعيل المحددة في كل بيت شعري .
• الرمـــــز : لا يكثر فيها استخدام الرمز لذلك فهي تميل إلى الوضوح .
• الأســطـورة : لا تستخدم الأسطورة ( الحكاية الخيالية ) في النصوص .
• الصـور الشعرية : الاهتمام بالخيال الجزئي .
• المحسنات البديعية : توظـّف في النصوص الشعرية كالجناس والطباق
وبشكل مكثف ومائل إلى الوضوح المباشر .

2- الشعر الحر ( التفعيلة ) :-
• الوزن و القافية : لا تلتزم القصيدة بالوزن ( عدد التفعيلات ) والقافية .
• ضبط القافية ( الحركة ) : أواخر الجمل فقط تكون ساكنة أما كلمات البيت ومجمل
القصيدة فتكون غير ساكنة .
• البحر العروضي : تأخذ القصيدة بحراً شعريا واحداً ولكن لا تلتزم بعدد محدد من التفعيلات
وترتيبها في بيت شعري .
• الرمـــــز : يكثر فيها استخدام الرمز لذلك فهي غير تامة الوضوح .
• الأســطـورة : شيوع استخدام الأسطورة في النصوص .
• الصـور الشعرية : الاهتمام بالصور الشعرية من استعارة وكناية وتشبيه وغيره
بالإضافة إلى الاهتمام بالخيال الجزئي .
• المحسنات البديعية : يقل فيها توظيف المحسنات البديعية سواء اللفظية أو المعنوية .

الخاتمة والتوصيات:-
في النهاية فالشعر الحر شعر ممتع وفيه حرية في كتابته, وفيه تعبير عن إحساس الشعر ومشاعره الجياشة ,وأجمل أمر أعجبني فيه هو عدم التقيد بالوزن والقافية (أي فيه حرية في الكتابة من دون قيود) . و في آخر مقتطف لي من هذا التقرير, لا يسعني إلا أن أشجعك أخي القارئ لملأ عواطفك بهذا الشعر، فألفاظه سهلة، وموسيقاه هادئة، ومواضيعه هادفة كما أنها عامة فأوصيك أخي بمتابعة هذا اللون من الشعر. فهذا اللون من الشعر يحبب الآخرين بقصائده، املأ فراغك بمحاولة كتابة أبيات قليلة منه فهو سهل لا يحتاج عناءٌ منك سوى أن تعبر عن عواطفك وتجربتك الصادقة.فالشعر الحر في تطور مستمر.

المصادر:
1- النقد المعاصر,أحلام حلوم, ج1,ط1,دمشق,دار الشجرة,2017م.
2- الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث, الكتاني ( محمد),ج2,ط1.
3- http://www.geocities.com/dr_mosad/index131.htm

شكراااااااااااا

مشكوره

مشًكورْ خيتوْ ـع آلطَرح

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير / بحث / عن الشعر الكلاسيكي -اصف التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,وجعلنا منهم .. وبعد :
مما لا ريب فيه أن الأدب العربي الحديث اتصل بالأدب الغربي قديمه وحديثه اتصالاً وثيقاً، وتأثر به تأثراً بالغاً قد يفوق تأثره بالأدب العربي القديم، كل ذلك عن طريق الاقتباس والتعريب والترجمة، واطلاع الأدباء العرب على الأدب الغربي في لغاته الأصلية، ويظهر ذلك من استحداث فنون أدبية جديدة في أدبنا العربي الحديث، أخذناها من الأدب الغربي كالملاحم والمسرحيات الشعرية، والمسرحيات التراجيدية والكوميدية.. وتقليد المذاهب الأدبية، كالكلاسيكية، والرومانتيكية، والرمزية.. لابد من الإشارة إلى أن النهضة الأدبية الأوروبية سعت منذ بزوغها إلى استلهام الأدب الإغريقي واللاتيني، وترسم منهجه وخطاه، واستغرقت في دراسته واستظهاره آثار أفلاطون.. وأرسطو، وهوميروس، وسوفوكليس، وشيشرون وغيرهم، وفي ظل هذه العناية الفائقة بآثار اليونان والرومان نشأ في أوروبا أول مذهب أدبي هو "الكلاسيكية"، ولكن هذا المذهب لم يكتب له الذيوع والانتشار إلا مدة محدودة، إذ قامت في إيطاليا وألمانيا وإنجلترا انتفاضات على هذا التقليد، وتمرد على تلك التبعية لآثار الإغريق والرومان، وبخاصة إذا عرفنا أن هذه الأقطار وأقطاراً أخرى كانت تسعى نحو الاستقلال والوحدة، وتنشد أدباً ذاتيا يعبر عن آمالها وآلامها وأفراحها وأحزانها، أن هذه المذاهب نشأت نتيجة لحالات نفسية وأوضاع اجتماعية سادت أوروبا.
وبعد هذه التوطئة التاريخية سوف نتحدث عن مذهب من المذاهب الأدبية وهو المذهب الكلاسيكي .

الباحث

الفصل الأول
الباب الأول – مفهوم الكلاسيكية ونشأتها:
الكلاسيكية أول مذهب أدبي، نشأ في أوروبا بعد الحركة العلمية والنهضة الأدبية التي سادت أوروبا إبان القرن الخامس عشر من الميلاد، وتعد فرنسا الموطن الأول الذي نشأت فيه الكلاسيكية، ونمت وترعرت، ويحدد "لانسون" فترة وجودها في الأدب الفرنسي من عام 1549م حتى عام 1615م، ووضعت أصولها وقواعدها وأسسها حوالي عام 1630م، وذلك بظهور طائفة من زعماء هذه المدرسة من أمثال: شابلان، وأسكديري، والناقد بوالو.
والكلاسيكية في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية: "كلاسيس Classis، وتطلق في الأصل على مجموعة من السفن الحربية أو التجارية،أي : "وحدة في الأسطول" ، كما تطلق ـ أيضاً ـ على: "الفصل الدراسي"، ويترجمها الأستاذ أحمد حسن الزيات بـ: "الاتباعية"، ولعل في ترجمته لها شيئاً من التجوز، وبخاصة إذا عرفنا اشتقاقها اللغوي، ولكنها ـ على أية حال ـ أدق معنى وأصدق دلالة من تفسيرها بالقديم أو التليد. أو ما رادف هذين من ألفاظ لسبب بسيط، وهو أن الاتباعية فيها إلماع إلى المنهج الذي تقيدت به الكلاسيكية.
وعندما ظهرت الحركة العلمية في أوروبا، وذلك بعد نزوح علماء بيزنطة وأدبائها إلى إيطاليا، حاملين معهم المخطوطات الإغريقية واللاتينية القديمة، أخذ الأوروبيون يعملون على نشر تلك المخطوطات ودراستها، واستنباط خصائصها وقواعدها تلك التي أكسبتها الخلود والبقاء، مستضيئين في ذلك بكتابي أرسطو المشهورين: "الخطابة" و"الشعر"، وبقصيدة هوراس الشاعر الروماني الطويلة المسماة: "فن الشعر".
فالتراث اليوناني والروماني في الأدب والفن بصفة عامة هو التكئة التي اتكأت عليها الكلاسيكية منذ نشأتها، ومنه استمدت أصولها ومبادئها. ولكن يجب أن لا يغرب عن البال أن الأصول النظرية التي وضعها أرسطو هي التي تعد في نظر الكثيرين أصل الكلاسيكية، ومن المعروف أن أرسطو لم يتطرق في كتابه: "الشعر"، إلا إلى الملاحم والدراما، واهتم بالأدب التمثيلي بفرعيه: التراجيديا، والكوميديا.
وبذهب بعض الباحثين بناء على هذا إلى أن أغلب الأصول الفنية التي تعصبت لها الكلاسيكية كانت في الواقع الأصول الخاصة بالدراما والتراجيديا، بحيث نستطيع أن نقول: إن أصول الكلاسيكية تنحصر في الأدب التمثيلي، وهو الأدب الذي انصرفت إليه جهود الكلاسيكيين، وتميزوا به. ومن الخير أن نشير إلى تلك الجهود اللغوية، ومن ثم الجهود الفلسفية التي ساعدت على تأصيل هذا المذهب واكتماله.
في القرن السادس عشر من الميلاد تألفت جماعة من شعراء فرنسا بزعامة الشاعر: "روتسار 1524 ـ 1585م"، أطلقت على نفسها جماعة: "الثريا"، وعملت على إحياء اللغة وتجديد أساليبها، ومحاكاة النماذج العالية من أدب اليونان والرومان، وأصدر الشاعر "دي بللي" أحد أعضائها كتابه "دفاع عن اللغة الفرنسية" عام 1549م، هاجم فيه أولئك الذين يكتبون إلى الشعب الفرنسي باللاتينية، ويتجاهلون لغته التي تميزت معالمها، ونادى بالانصراف عن الموضوعات الشعرية التافهة، كالأدب الكنسي وأدب الفرسان، وضرورة الإقبال على الموضوعات الشعرية الجليلة التي أقبل عليها الإغريق والرومان.
ثم أتى بعده الشاعر الكبير "ماليرب 1555 ـ 1628م"، وكان له أثر بعيد في تهذيب اللغة وتطويرها، وامتاز شعره بالفخامة، والجزالة والرصانة، وإحكام النسج، واختار لشعره موضوعات جليلة ذات طابع إنساني، ولم يسمح لعاطفته الجياشة الفياضة أن تطغى على شعره، بل لاءم بينها وبين عقله، واستخف بما عمله "رونسان" وجماعته من الدعوة للأخذ باللغة الشعبية، وإغنائها بألفاظ جديدة، مبتكرة، أو مقتبسة. والأدب عند "ماليرب" إلهام وصنعة وموهبة ومعاناة، وهو يرى ـ أيضاً ـ أن لكل انفعال عاطفي أو نفسي وزنه ونبرته. وقد أعجب بهذه المعاني ورددها الشاعر والناقد الفرنسي الكبير "بوالو ـ 1636 ـ 1711مـ، في قصيدته الطويلة: "فن الشعر"، التي حاكى فيها هوراس في مطولته: "فن الشعر، أو خطاب إلى آل بيزون" ، وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نعد الشاعر "ماليرب" من رواد المذهب الكلاسيكي، في حين أن ما عمله رونسار وجماعته يعد في صميمه انشقاقاً على هذا المذهب.. ولو أن "رونسار" حاول أن يحيي فن الملاحم ـ وهو جزء من تراث الإغريق الأدبي ـ وذلك بإنشاء ملحمته المسامة "الفرنسياد"، التي يقص فيها البطولات وأعمال التضحيات التي أتى بها "فرانسوا" الأول في غزوه لإيطاليا، بسبب أن محاولته الملحمية تلك فشلت، بحيث لم تجد رواجاً بين الناس، حيث إن عصر الملاحم ـ فيما يبدو ـ كان قد ولى، الأمر الذي صرفه وصرف جماعته إلى الشعر الغنائي، والمناداة بأخذ لغة فرنسية جديدة مستقلة عن اللاتينية، ولا شك أن هذا بعيد كل البعد عن روح الكلاسيكية ومبادئها، لما سبق أن ذكرنا أنها تنحصر غالباً في الأدب التمثيلي.
وفي سنة 1634م أنشأ الكاردينال "دي ريشيليو" وزير الملك لويس الثالث عشر المجمع اللغوي الفرنسي، وقام هذا المجمع بوضع قاموس لغوي ترسم فيه خطوات الشاعر "ماليرب".
هذا عن الجهود اللغوية. أما الجهود الفلسفية، فتتمثل في جهد فيلسوفين عظيمين، رسما للأدب بفلسفتهما اتجاهاته الفكرية ، بعده فنّا له في الحياة الإنسانية رسالة سامية ، وآراء هذين الفيلسوفين تعد الوجه الحقيقي للكلاسيكية، وصنعت فلسفتهما وعاءً فكرياً نظرياً مجرداً لتحديد مسار هذا المذهب، والفيلسوفان هما "ديكارت 1596 ـ 1650م"، و"باسكال 1623 ـ 1662م".
ففي سنة 1637م أصدر "ديكارت" كتاباً في الفلسفة بعنوان: "خطاب في المنهج"، وفيه يقرر عدم التسليم بشيء ما لم يوضع تحت مجهر العقل، فيفحصه ويتحقق من وجوده، وذهب أيضاً إلى أن العقل هو الموصل الوحيد إلى الخير والمعرفة، وما يرفضه العقل يجب علينا أن نرفضه، وهو في هذا يذهب مذهب المعتزلة، الذين يحكمون عقولهم فيما يعرض لهم، وهو صاحب المبدأ المشهور "أنا أفكر، فأنا إذا موجود"، ومبدأ "الشك أساس اليقين". وإنصافاً للحقيقة التاريخية لابد من أن أشير إلى أن مبدأ "الشك أساس اليقين"، كان أحد المبادئ التي بنى عليها المعتزلة مذهبهم، وعنه صدرت ما أثر عنهم من مناظرات ومجادلات ـ كما هو معروف ـ في "علم الكلام"، وقد طبق الجاحظ هذا المبدأ تطبيقاً عمليا في كتابه المشهور "الحيوان"، وبه أخذ الدكتور طه حسين في دراسته للشعر الجاهلي.
فالعقل عند ديكارت يكبح أهواء النفوس، والنزعات الضارة، والإرادة تدفع إلى العمل الخير النافع. ولقد تأثر كثير من الأدباء في إنتاجهم الأدبي بفلسفة ديكارت، ويرى النقاد أن ذلك ماثل بصفة خاصة في مآسي كورني.
وكما اعتمد ديكارت على العقل، فإن باسكال اعتمد عليه أيضاً، فالعقل عنده نقطة البداية، كما أنه نقطة النهاية، ويبدو ذلك واضحاً في كتابيه "الريفيات" ، و"الأفكار"، وقد امتاز بأسلوب منطقي ساحر جذاب ـ وبخاصة في كتابه الريفيات ـ وهذا ماجعل فولتير "1694 ـ 1778م"، يثني على هذا الكتاب، ويصفه بأنه نموذج حي من سطوة المنطق، وحرارة العاطفة، وكان موضوعياً في كتاباته، يسعى إلى تمثيل الحق والخير والجمال، وهذا المذهب هو الذي قامت عليه الكلاسيكية، وباسكال في أدبه ينحو منحى أرسطو اليوناني، وهوراس الروماني، في حين أن الأدب يجب أن تتوافر فيه الفائدة واللذة الفنية.
الباب الثاني -الأصول الفنية للكلاسيكية:
يمكن إجمال الأصول الفنية للمدرسة الكلاسيكية في النقاط التالية :
1 ـ محاكاة الأقدمين، وأول من أخذ بها الشاعر الفرنسي رونسار.
2 ـ الاعتماد على الصنعة والإلهام معاً في الأدب والفن، لأن اعتماد الأديب على الموهبة وحدها يحرمه من الأصالة الفنية التي لا تتوافر إلا بالبحث المضني في أغوار النفس.
3 ـ الاعتراف بسلطان العقل الواعي، الهادئ المتزن الذي يكبح الغرائز والعواطف الثائرة.
4 ـ إلتزام الحيدة في محاكاة الطبيعة، وإنطاق أبطال المسرحيات بما يدور في خواطرهم وعقولهم.
5 ـ الاتجاه إلى الأدب الجماعي الإنساني، وعدم اشتغال الأديب بأحاسيسه الخاصة ومشاعره الذاتية.
6 ـ جودة الصياغة اللغوية، والحرص على فخامة الأسلوب وجزالته من غير تكلف، ولا زخرفة.
الباب الثالث-الكلاسيكية والفنون الأدبية:
أن الكلاسيكية اتجهت نحو الأدب الموضوعي، وهذا يشمل فيما يشمل القصة والمسرحية، ولكن لما كان اليونان والرومان لم يتركوا قصصاً، بل تركوا مسرحيات، فقد توافر الكلاسيكيون على الفن المسرحي يكتبونه شعراً، والتزموا بالاتجاه اليوناني والروماني القديم، من حيث الأصول العامة، والموضوعات وطريقة المعالجة، واختيار الشخصيات، بل لقد جمدوا من حيث بقاء مسرحياتهم على ما سموه "مشاكلة الحياة" ؛ لأن المسرح عندهم لا يعدو أن يكون مجهراً للحياة أو مرآة لها، وقد اقتضاهم ذلك أن يتوافر لمسرحياتهم ما سموه بالوحدات الثلاث: وحدة المكان، ووحدة الزمان، ووحدة الموضوع. ولهذا فإن مسرحياتهم لا تتناول حياة شخصية بأكملها، بل تتناول أزمة محددة في حياة تلك الشخصية، وورثوا أيضاً عن الإغريق والرومان تقسيماً دقيقاً لفنون المسرح تقيدوا به والتزموه، ففنون المسرح عندهم تنقسم قسمين:
1 ـ التراجيديا: وهي المسرحية الجادة النبيلة التي تثير الشفقة والخوف، وأسلوبها سام رفيع، وشخصياتها من الملوك والأمراء، وعند اليونانيين القدامى كانت شخصياتها من الآلهة، وأنصاف الآلهة كما يزعمون.
2 ـ الكوميديا: وهي مسرحية هزلية تثير الضحك توضع للتسلية، أو للنقد السياسي والاجتماعي، أو لتصوير العيوب النفسية والاجتماعية ومحاولة إصلاحها، وشخصياتها تؤخذ ـ غالباً ـ من عامة الشعب.
ولكن هذا التقسيم الكلاسيكي، والتقيد به لم يدم طويلاً، بل أخذ في التضعضع، ثم في الانهيار بفعل تقدم الإنسانية، ونمو ثقافتها، وتغير أوضاعها الاجتماعية، وأنكر الأدباء والمفكرون على الكلاسيكية أن تلتزم في الفن المسرحي المأساة والملهاة فقط، واحتجوا بأن الحياة في صميمها ليست مأساة، وليست ملهاة، وإنما يبكي الناس ويضحكون في أزمات أو فترات طارئة، لذلك ربما وجدت مسرحيات لا تبلغ حد المأساة كما لا تبلغ حد الملهاة، لذلك نشأت ما أطلقوا عليه الدراما الدامعة، وهي بالطبع غير مفجعة، ولا محزنة، وما سموه أيضا بالماريغودية، وهي تقوم على الدعابة المهذبة والنكتة اللطيفة.
وإن كان الأدباء لم يحطموا الكلاسيكية تحطيماً كاملاً، فإنهم توسعوا في موضوعاتها، ولم يتقيدوا بجميع أصولها، أما انهيارها وتحطمها وسقوطها، فحصل بعد ظهور الرومانسية، وذلك في القرن التاسع عشر الميلادي. وقد ترددت في أدبنا العربي لفظة الكلاسيكية وكلاسيكي فيقال: هذا أدب كلاسيكي، أو هذا أديب أو شاعر كلاسيكي النزعة بمعنى أنه قديم، أو يسير على نهج القدماء ويترسم خطواتهم، وبذلك تنطبق لفظة الاتباعية على ما نعنيه في هذا المقام.
وإذا أخذنا بهذا التفسير، فيمكن لنا أن نعد جميع الشعراء العرب القدامى كلاسيكيين، ولكن في هذا الاعتبار شيء من عدم الدقة، إذ لا ينطبق هذا الحكم على أولئك الشعراء الذين حاولوا استحداث أوزان جديدة، أو لم يتقيدوا بما تقيد به العرب من مطالع القصائد، أو لم يحكموا عقولهم الهادئة المتزنة فيما ينظمونه من شعر، إذن فالقدم أو الحداثة لا يصلحان أبداً مقياساً نحكم بهما على هذا الشاعر بأنه كلاسيكي، أو غير كلاسيكي. وفي رأيي أن شاعراً مثل ابن زيدون أو مثل أبي نواس، أو مثل ابن دراج، أو أبي العتاهية، لا يمكن أن نطلق عليهم كلاسيكيين لاعتبارات فنية، فشعر الشعراء الثلاثة الأول أقرب إلى الرومانتيكية، والرابع لم يتقيد بأوزان العروض في بعض الأحيان.
على أن أدبنا العربي الحديث ظفر بمجموعة طيبة من الشعراء الكلاسيكيين، ويأتي في مقدمة هؤلاء من مصر: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وعزيز أباظة، ومن العراق: محمد مهدي الجواهري، ومحمد رضا الشبيبي، ومعروف الرُّصافي، وعبدالمحسن الكاظمي. ومن سورية: شفيق جبري، وخير الدين الزركلي، ومن بلادنا: محمد بن عثيمين، وأحمد بن إبراهيم الغزاوي، وعبدالله بن خميس.
وتعد مسرحيات شوقي الشعرية، ومن بعدها مسرحيات عزيز أباظة، تقليداً أصيلاً للكلاسيكيين الأوائل، إلا أن تلك المسرحيات الشعرية إنما تكتب الآن للقراءة فقط دون التمثيل على خشبة المسرح، نظراً لسمو لغة الشعر عن أذهان الكثير من المشاهدين، ونظراً لما يقيد به الشعر المسرحية من قيود يمنعها من الحركة والتنويع والاتساع في عرض المشاهد.
الباب الرابع -بعض النصوص الأدبية لشعراء الكلاسيكية في الأدب العربي:
1- محمود سامي البارودي:
أَبَابِلُ رَأْيَ العَيْنِ أَمْ هَذِهِ مِصْـرُ فَإِنِّي أَرَى فِيهَا عُيُونَاً هِيَ السِّحْـرُ
نَوَاعِسَ أَيْقَظْنَ الهَـوْى بِلَوَاحِـظٍ تَدِينُ لَهَا بِالفَتْكَةِ البِيضُ وَالسُّمْـرُ
فَلَيْسَ لِعَقْلٍ دُونَ سُلْطَانِـهَا حِمَىً وَلاَ لِفُؤَادٍ دُونَ غِشْيَانِـهَا سِتْـرُ
فَإِنْ يَكُ مُوسَى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً فَذَلِكَ عَصْرُ المُعْجِزَاتِ ، وَذَا عَصْرُ
فَأَيُّ فُـؤَادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَـةً وَمُزْنَةِ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَـا قَطْـرُ؟
2- أحمد شوقي :
قُــمْ للمعـلّـمِ وَفِّـــهِ iiالتبـجـيـلا كـادَ المعـلّـمُ أن يـكـونَ iiرســولا
لأعلمـتَ أشـرفَ أو أجـلَّ مـن iiالـذي يبنـي وينـشـئُ أنفـسـاً iiوعـقـولا؟
سبـحـانـكَ اللهمَّ خـيــرُ iiمـعـلّـمٍ علَّمـتَ بالقـلـمِ الـقـرونَ iiالأولــى
أخرجـتَ هـذا العقـلَ مـن iiظلمـاتـهِ وهديـتَـهُ الـنـورَ المبـيـنَ iiسبـيـلا
أرسلـتَ بالتـوراةِ مـوسـى iiمـرشـداً وابــنَ البـتـولِ فعـلّـمَ iiالإنجـيـلا
وفجّـرتَ ينـبـوعَ البـيـانِ iiمحـمّـداً فسقـى الحـديـثَ ونــاولَ iiالتنـزيـلا
إنَّ الـذي خـلـقَ الحقيـقـةَ iiعلقـمـاً لـم يُخـلِ مـن أهـلِ الحقيقـةِ iiجيـلا

الخاتمة
أن الكلاسيكية مذهب أدبي يقول عنه أتباعه إنه يبلور المثل الإنسانية الثابتة كالحق والخير والجمال، ويهدف إلى العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الأدب بالمبادىء الأخلاقية .
ويقوم المذهب الكلاسيكي الحديث على أفكار هامة منها، تقليد الأدب اليوناني والروماني من بعض الاتجاهات، واعتبار العقل(*) هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، فضلاً عن جعل الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب مع الاهتمام بالشكل والأسلوب وما يستتبع ذلك من جمال التعبير، على نحو تتحقق معه فكرة تحليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي.
وفي الختام نرجو من الله تعالى أن وفقنا في إعطاء نبذة عن المدرسة الكلاسيكية .

وصلى الله وسلم على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الباحث

المراجع

1- هلال, د. محمد غنيمي: المدخل إلى النقد الحديث ،– دار العودة – بيروت.

2- راغب د. نبيل المذاهب :الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية،– مكتبة مصر – القاهرة.

3- الشنقيطي ,د.محمد صالح: في النقد الأدبي الحديث , ,دار الأندلس ,حائل,2017م.

4- مجلة الموقف الأدبي :

م/ن

يسلمووووو خيتووو ع التقرير

الف شكر لج

والله يعطيج الصحه والعافية

تقبلي مروري

جٌمُيًل جُدأ

شٌكُرأ لجٌ

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن الشعر الحديث الصف العاشر

السلام السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إذا كان لا بد من كلمة تقال في شعر التفعيلة أو الشعر الحديث كما يحلو للبعض تسميته تكون مفتاحه أو تلخص مساره أو مضمونه فلن تكون تلك الكلمة غير كلمة الرفض، إنه شعر استهل مشواره الإبداعي بالتمرد على عمود الشعر الكلاسيكي، ولئن حاول بعض الشعراء المحدثين التجديد في الشعر باطراح التقليد والتكلف اللغوي بانتقاء اللفظ البراق والحرص على الصدق الفني والتأكيد على التجربة الوجدانية شأن الرابطة القلمية وجماعة الديوان وجماعة أبولو فإن رواد الشعر الحديث رفضوا هذا الموقف مصرين على الثورة حريصين على سلوك مسلك في الشعر فريد من نوعه لا يكتفي من التجديد بما سلف ذكره، بل يرفض عمود الشعر ويتمرد على القافية لأنها تخنق روح الإبداع وتؤكد تبعية الشاعر للغة فضلا على الإصرار على روح التقليد و رتابة الماضي.

وهكذا فالشعر الحديث استهل رفضه بالثورة على القالب الشعري زاعما أن القالب التقليدي لا ينسجم مع روح العصر و لا يلبي الاحتياجات الفكرية و الجمالية المستجدة خاصة و عصرنا هو عصر العلم والديموقراطية والحرية الإنسانية – حرية الفكر و المعتقد – وعصر حصلت فيه المرأة على حقوقها ناهيك عن تأثير الإحتكاك بالثقافة الأوروبية التي تدمر روح الجمود لحساب روح الإبتكار وتؤكد على المضمون الإنساني و تحرص على احترام فردية الإنسان وتميز كيانه الفكري و الإيديولوجي والتي هي في النهاية خلاصة التجربة الديموقراطية المنبثقة عن الثورة الفرنسية و إعلان حقوق الإنسان هذه القيم التي تمثلها شعراؤنا المحدثون وتبنوها كقناعات فكرية ومن ثمة تبلور الرفض وتحتمت الثورة كصرخة عميقة تزلزل الروح موقظة إياها من سبات عميق وخدر فكري زين للإنسان العربي أوهام الماضي على أنها حقائق وفي مقدمتها فكرة تاريخية عميقة تداولتها الأجيال على أنها مسلمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وهي فكرة المركزية ونعني بها اعتقاد العربي أنه مركز التاريخ ودرة الوجود وحامل لواء الحقيقة وما عداه فذيل أو هو على الهامش، لا هو في العير و لا هو في النفير وقد انتهت تلك الأفكار بالعربي إلى إدانة العقل و تبني التقليد وانتشار الثقافة الفقهية على حساب الثقافة العلمية ووئدت الحرية و أجهز على الروح الإنسانية في المرأة وهمشت أحقابا طويلة كما استبد الحاكم وعبث بالإنسان وبالمال العام فعمت الجهالة وانتشرت الفوضى وترسخت الطبقية و أصبحت الحياة العربية إلى تاريخ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 حياة عبثية مجردة من القصدية انتهت بالعالم العربي إلى الوقوع فريسة سهلة بين مخالب القوى الاستعمارية الفرنسية و الإنجليزية خاصة كنتيجة حتمية لتراكمات العصور السابقة بظلالها القاتمة.

فهذه الأفكار شكلت القناعة الراسخة لدى شعراء الرفض في شعرنا الحديث وحركت في نفوسهم وضمائرهم مشاعر السخط والتمرد بحثا عن حرية افتقدوها في رحاب مجتمع غارق في دياجير الجهالة والعماء، وكانت أولى بوادر هذا الرفض و إرهاصاته هي رفض القالب الشعري القديم لأنه اهتم بالقشور على حساب اللباب و بالزيف على حساب الحقيقة و بالمصلحة الفردية على حساب المصلحة الجماعية والتي تنأى بالشاعرعن دروب الحرية و تلقي به في قرار العبودية حارمة خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان فرواد الشعر الحديث إذا أخرجوا الشعر من القمقم الذي وضعه فيه الخليل منذ القرن الثاني الهجري واضعا عنه أغلال القافية هادما حيطان البيت ذي الشطرين المتساويين واضعا هندسة جديدة وتصميما آخر هو صنو الحرية و ابن التلقائية لا ابن التكلف يتمشى وحدة الانفعال و زخم الأفكار و فردانية الـتأمل، إنه شعر هو الذي يضبط الموسيقى و يتحكم فيها و ليست هي بالمتحكمة فيه فالسطر يطول أو يقصر حسب حدةالشعور و أهمية اللحظة وموقف الشاعر منها وفي الصميم يحتفي هذا الشعر بالموسيقى الداخلية لا بالموسيقى الخارجية و يكون النص الشعري في النهاية رؤيا وموقفا فردانيا للشاعر من الوجود في تداخل مظاهره وتفاعل عناصره وذلك ما يجعل من الشعر موقفا من العالم و إعادة صياغة له تتجاوز واقعه الموضوعي إلى علاقته الجدلية بالذات الشاعرة و اندغام تلك الذات في هذا الواقع وفق صيغة إنسانية وليست ميكانيكية و في المحصلة أنسنة الوجود لا وصفه خارجيا وهذا هو الإنجاز الأول الذي حققه الشعر الحديث في رفضه لكل ما غدا دوغمائيا جاهزا أثر الماضي فيه أطغى من أثر الحاضر ولا عجب أن يبدأ الرفض من القالب الشعري ذاته وفي رفض النموذج الخليلي باعتباره مرحلة من مراحل التاريخ الثقافي والجمالي للأمة العربية.

بالمرفق

موفقين
=)

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

يزاج ربي كل خير,,

تم +++

بالتوفيق..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

يزاج ربي كل خير,,

تم +++

بالتوفيق..

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
تسسلمين
اششكرج ع التقييم وع مرورج
ششكرا لج

يعطيج عاافية

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيمينا مشاهدة المشاركة
يعطيج عاافية

هلا
الله يعافيج
اشكرج ع مرورج الرائع

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

الشعر الجاهلي – المعلقات

الشعر الجاهلي – المعلقات

تعرّض الشعر الجاهلي إلى موجات عنيفة من التشكيك فيه، ففي مصر تعرّض «طه حسين» إلى الشعر الجاهلي إلى إنكاره إنكارا شديدا من دون أدلّة معقولة ينهض عليها ، وتناول المستشرق الألماني (نولدكي (Noldeke،المشكلة نفسها في بحث نشر له لأوّل مرّة عام 1824م ، عرض فيه الشكوك التي تثيرها الطريقة التي روي بها الشعر الجاهلي، وتوالى المستشرقون على هذا المنوال في التشكيك والذهاب إلى الفحص الدقيق قبل قبوله.
وإنّ من أشهر القصائد هي التي سميت بالمعلقات، وقد ارتبط بأذهاننا ارتباطا وثيقا بأنّ شعر المعلقات وأصل تسميتها بهذا الاسم بأنها علقت على أستار الكعبة ، وأنّ العرب في العصر الجاهلي كانوا يعقدون في سوق عكاظ مهرجانا شعريا كبيرا يحضره كبار الشعراء وكانت تنصب خيمة للنابغة «الذبياني» ويأتي الشعراء؛ ليلقوا أفضل ما كتبوا من أشعارهم؛ ليتم بعد ذلك اختيار أفضل القصائد وأبلغها ومن ثم تكتب هذه القصيدة بماء الذهب على الحرير وتعلق على أستار الكعبة تكريما وإجلالا لتلك القصيدة ،حتى وصل عدد قصائد المعلقات إلى سبع والبعض يذهب إلى تسع وإلى عشر، وقد تمت هذه العملية قبل بزوغ فجر الإسلام في شبه الجزيرة العربية. ووصلت إلينا بعد أنْ كان العرب يحفظونها عن ظاهر قلب وتعلق بأذهانهم في ذلك الوقت وتمت عملية التدوين بعد فترة؛ ليخلق لنا هنا حالة التشكيك من الطريقة التي وصلت الينا فيها القصيدة من مدى صحتها وترتيب أبياتها أو حتى نسبها لشاعر ما.
و يذهب أرباب السير والمفسرون إلى تفنيد هذه الإدعاءات وتكذيبها وذلك لاستنادهم إلى عدّة أدلة تؤكّد ما يقولون إنّ التسمية جاءت من المغرب؛ أي شمال إفريقيا ولم تأتِ من محل نشوئها، وأنّ المتقدمين لم يذكروه وذكّره المتأخرون، وإشارة أخرى إلى أنّ علماء السيرة لم يذكروا معلقة على أستار الكعبة حينما ذكروا الفتح، والكثير من كتب السير التي كتبت عن الجزيرة العربية بالتفاصيل الدقيقة وعن كل حجر ومدر لم يشيروا إلى المعلقات بالرغم من أهمية موقعها وأهميتها أيضا فهل يعقل أنْ يمر على علماء السير مثل هذا الحدث المهم كوجودها معلّقة على الكعبة .
وترجع أصل التسمية إلى أنّ مجموعة من الأدباء القدامى أطلقوا على بعض القصائد المعلقات ومنها المذهبات والمسمطات كنوع من التكريم لهذه القصائد، وأنّ المعلقات مأخوذة من اللغة بعلوقها وأنّها شديدة العلوق في الذهن والثبات بحيث لاتنسى. وأنّ المعلقات جمع علق والعلق هو القلادة النفيسة التي تعلق على جياد النساء، وقد شبهت بذلك لنفاستها. وأنّ من مؤرّخي الأدب مَنْ قسّموا الأشعار السابقة إلى مجاميع أطلقوا عليها مسمّيات كما فعل «محمد القرشي» في كتابه (جمهرة أشعار العرب ).
منقول من أخونآ : حسن الساري

شكرا لج

تسلمين

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

الاسطورة في الشعر للصف الثاني عشر

الأسطورة في الشعر والفكر
د. محمد عبدالرحمن يونس
١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٣

توظيف الأسطورة في النص الشعري العربي المعاصر مسألة في غاية الأهمية، فما من شاعر عربي معاصر معروف الا ووظف الاسطورة في اعماله. انها تشكل نظاما خاصا داخل بنية الخطاب الشعري العربي المعاصر، وقد يبدو هذا النظام عصياً على الضبط والتحديد، وذلك لضبابية الرؤية المراد طرحها، ولكثافة الاسطورة نفسها، غموضا وتداخلا مع ظواهر اخرى وعندما نستحضر الاسطورة، فإننا نستحضر التاريخ متداخلا مع الميثولوجيا والخرافة، ولذا فإنه يصعب علينا تلمس اوجهها كاملة، وذلك لتناصها مع الحقول المعرفية الاخرى، التاريخية والميثولوجية والسحرية والخرافية. فهل الاسطورة هي الخرافة ام هي التاريخ، ام هي الفلكلور، ام هي جزء لا يتجزأ من اثنولوجيا وصفية، لا تزال بوصفها بنية معرفية عميقة تتعلق بمعتقدات الشعوب وروحانياتها واعرافها وتقاليدها، تفعل فعلها في تاريخنا المعاصر؟ انها مزيج من هذا وذاك، ومع ذلك تبقى عصية على الضبط والتحديد، لانها رؤية متنامية متشعبة في بنية الزمان التار! يخي، والمكان الاثنوجرافي. وقليلون هم النقاد والباحثون الذين استطاعوا ضبط مصطلح الاسطورة ضبطا دقيقا، ولذا نلاحظ غموض النصوص النقدية التي تناولت هذا المصطلح، بحيث لا يعادل غموضها الا غموض النص الابداعي نفسه.
تصبح الاسطورة احياناً تاريخا وخرافة، وتداخلها مع الخرافة يزيدها تعمية وغموضا، والتاريخ نفسه يصبح لدى جيل من الاجيال اسطورة، فشخصية الحلاج وشخصية الحسين بن علي، والمسيح بن مريم، شخصيات تاريخية لكن بعدها الانساني، ومدى تأثيرها في الفكر العربي لا يزال يفعل فعله بشكل اسطوري يفوق حد التخيل.
وبغض النظر عن كون شخصيتي شهر زاد وشهريار من التاريخ او الاسطورة فانهما يبقيان في بنيتهما العامة جزءاً من السحر والاسطورة والخرافة والتاريخ، والميثولوجيا والفكر والفن في آن. سيف بن ذي يزن، وضاح اليمن، بلقيس، عمرو بن عامر مزيقا، شخصيات تاريخية يمنية أثرت في تاريخ اليمن لحقبة طويلة، ولا تزال تؤثر في بنية الحياة المعاصرة على مستوى الفن والادب، فهي تشكل رؤية جمالية، وظفها الخطاب الشعري العربي المعاصر، وكذلك القصة والرواية، ولم يقتصر تأثيرها على أدباء ومثقفي اليمن، بل تجاوز هذا التأثير حدود اليمن الجغرافية ليشمل أدباء آخرين من لبنان وسوريا والعراق والخليج وتونس والجزائر ومصر، والامثلة على ذلك كثيرة جداً.
وتاريخياً كانت الاسطورة هي الملاذ الأول للإنسان للانتصار على خيباته ولتخطي فواجعه، وسياسيا كانت محاولة لخلق بديل جديد، أكثر اشراقا وجمالا، انها البؤرة التي يرى منها الانسان العربي النور والفرح، لانها تشكل له حالة توازن نفسي مع محيطه ومجتمعه، فبواسطتها تتم عملية الحلم والتخيل والاستذكار. وبالرغم من التحليلات الاجتماعية والفكرية التي تؤكد أن اللجوء إلى الفكر الأسطوري هو هروب من مواجهة الواقع، وهو دعوة لسيادة الظلم، ودعوة إلى الغاء العقل: «فالفكر الاسطوري القائم على اساس غيبي ـ لا عقلاني.. له منطقه المختلف تماماً عن منطق الفكر الموضوعي. والاسطورة المكونة لهذا الفكر تنزع دائما إلى اضفاء صفات قدسية غامضة على مواضيعها واشيائها، واشخاصها، ولا مشاحة ان الاسطورة لها عمليا مستلزمات غيبية تستند اليها في الواقع، وتنعكس بواسطتها على المجتمع وعلى السلوك السياسي ـ الطبقي فيه.
فالوسائل المتولدة من جراء الاسطورة أو المولدة لبعضها، تتحول في المجتمع إلى أدوات اضافية للسيطرة ـ ملكية طب! قة محددة لوسائل الممارسة الاسطورية، اذا جاز التعبير والافتراض» وهو تكريس للعبودية الاجتماعية التي تعتمد عليها الطبقات السياسية ضمانا لاستمرار سلطتها، فـ «الفكر الاسطوري اذ يقدم للإنسان مثالاً عن ارادة القوة الغيبية، يضعه في نفس الوقت في وضع «العبد» المندهش، المرتعب من سلطان هذه القوة، التي يزعم المستبدون انهم يمثلونها أو ينطقون باسمها.
بالرغم من هذه التحليلات، فإن الاسطورة من حيث كونها فكرا وفنا وتاريخا، فإنها تشكل خطابا يمكن ان يقال عنه انه أدبي يتناص مع التاريخ والميثولوجيا.
وما يجعل الاسطورة خطابا أدبيا قدرتها على توسيع آفاق المخيلة عن طريق الحلم والتخيل، وما الأدب في بنيته العميقة الا نظام رمزي قادر على الايحاء والتأويل، ومن ثم كشف اللا إنساني واللا اخلاقي في رؤية المجتمعات البشرية ونظام قيمها، واذا قلنا انه كلما تراجع المجتمع حضاريا وثقافيا، وبقي مغلفا بالغيبيات والشعوذات والسحر، زادت أساطيره وخرافاته، فإن ذلك لا يعني التقليل من شأن الاسطورة لانها تبقى عنصراً بنائياً مكونا للفكر الإنساني. ينمو الفكر الانساني ويتحرر، ويزداد عقلانية مع تطور المعارف والعلوم، لكن ذلك لا يمنع عنه حالة الحلم والتخيل، والاسطورة في أهم خصائصها انها رؤية حلمية تخيلية. وترافق الاسطورة الانسان في حله وترحاله باعتبارها رمزاً مضيئاً وأصيلا، وقد تتعدد مستويات هذا الزمن من حيث الاضاءة والعتمة، لكنه يبقى على صلة قوية بصيرورة التاريخ وتشكل طبقاته الاجتماعية.
وتبقى الاسطورة في المجتمعات المتخلفة حلاً جمالياً لرفض حالات الاستلاب والخيبة التي يمر بها انسان هذه المجتمعات، اما في المجتمعات المتقدمة حضاريا وتكنولوجيا، المتراجعة على مستوى العلاقات الاجتماعية بشرطها الانساني، فانها «مرض من امراض اللغة» على حد تعبير ماكس مولر، وهي في آن مرض من امراض لوثات العصر بتعقيداته، وما تفرزه الحضارة المتقدمة صناعيا من استلاب وتشيؤ.
إننا اذ نستحضر الاسطورة في وقتنا الراهن، حيث الهزائم على المستويات كافة، فإن نزعة نوستالجية تتأجج في اعماقنا نحو الماضي، ونحو المجهول، ونحو عوالم بكر لم تستكشف بعد، وتزداد هذه النزعة من خيباتنا المتلاحقة في ظل أنظمتنا الاجتماعية. ان عصر توليد الأساطير قابل لان يمتد حاضرا ومستقبلا. من منا لم يعجب بأسطورة جلجامش وانكيدو الملحمية؟. وتوق جلجامش وانكيدو المطلق للدفاع عن قضايا ال! إنسانية. ومن منا لم يعجب بتصميم جلجامش على قطع غابات العالم وبحاره للبحث عن النبتة المقدسة التي تعطيه هو وقومه في أوروك سر الخلود الأبدي؟. وكم كان محزناً حينما سرقت الافعى النبتة المقدسة التي حصل عليها.
استحضار للبطولة الغائبة ان اللجوء إلى الاسطورة في الفكر العربي المعاصر هو استحضار للبطولة الغائبة، وحنين لها، وعندما نستدعي البطل الاسطوري والتاريخي عبر زمن القصيدة وشفافيتها، فإن توقاً شديداً ليدفعنا إلى تمثل حالات هذا البطل عله يكون المفدي والمخلص، والشعلة التي تنير لنا طريقا مظلما. ان توليد الأسطورة وتشكيلها وإعادة صياغتها عملية جمالية تهدف للبحث عن عالم فسيح جميل، لم تقتله بعد الشعارات الايديولوجية، لكن العصر الذي شكلها ويشكلها ليس عصراً مضيئاً، فهي تولد لتمنع زحف ظلامه على المستوى التخيلي والتأملي.
ما من شاعر عربي مبدع الا ولاقى الظلم والمهانة، مما كسر شموخه الانساني وشرده، فلجأ إلى الحلم والتخيل واستخدم الرموز الاسطورية المضيئة والموحية.
وقبل ان يكون توظيف الاسطورة عودة إلى التاريخ والميثولوجيا فإنه رؤية تستمد مكوناتها من الواقع واتجاهات هذا الواقع ورؤاه، فالتاريخ والميثولوجيا ! والواقع كلها مكونات للفكر الاسطوري، وما من شاعر عربي مبدع الا وعانى من اغتيال هذا الواقع لاحلامه وفرحه وكبرياء قصيدته.
فكان اللجوء إلى الاسطورة رفضاً لهذا الواقع، وبالتالي كان استخدام الرمز الاسطوري المكثف الدلالة، بعيد الايحاء، هروباً وخوفاً من سلطة هذا الواقع، كان الشاعر العربي يرتحل ويحمل همه وهم قصيدته، ورموزه الاسطورية، واني حل كان ينشد الفرح والحرية عبر دلالات هذه الرموز، فخليل حاوي ذهب إلى لندن وكتب اجمل قصائده «السندباد في رحلته الثامنة»، وبدر شاكر السياب حمل «ادونيسه» المضرج بدمائه منتقلا من مشافي بيروت إلى لندن ثم الكويت، وعبدالوهاب البياتي حمل «حلاجه» وسيزيفه عبر رحلاته من بغداد الى بيروت إلى مدريد، وعبدالعزيز المقالح انارت له رموز بلاده: سيف بن ذي يزن، وضاح اليمن، بلقيس، منية النفوس، طريفة، عاقصة، عيروض، لياليه المظلمة عندما كان غريبا خارج بلاده.
حينما ترافق الاسطورة التكوين البشري منذ الازل حتى اقرب العصور، فان ثمة وضعاً انسانياً مستلباً بحاجة إلى تشكيلها وابداعها، واللوذ بها، وتواتر الاسطورة وتناقلها عبر مثاقفة حضارية بين الأمم والحضارات قديماً وحديثاً، لدليل حي على قدرتها على النفاذ إلى اعماق الرؤية المعاصرة، باعتبار هذه الرؤية نسقاً عصياً على التحديد الزماني والمكاني، انها ممتدة من الماضي إلى الحاضر.
ان بنية الخطاب الشعري المعاصر لا تعني الانقطاع عن التراث والاساطير فقد اثر التراث في تشكيل هذه البنية ولا يزال يؤثر بدرجات متفاوتة من شاعر إلى آخر. وبالرغم من ادعاء البعض على مستوى التنظير، بأن اللجوء إلى التراث ليس فعلا ابداعيا، الا ان ذلك لم يمنعه من الرجوع إلى الموروث بشتى توجهاته، ومع ذلك فان العودة إلى التراث لا تعني هيمنة الرؤية التراثية على الرؤية المعاصرة، بل لقد استطاع الشاعر ان ينطلق من البنية التراثية نفسها ليشكل بديلاً منها ويتجاوزها، وصارت الحكاية الاسطورية والخرافية عند الأدباء المعاصرين «ترد إلى عناصرها وكثيرا ما تضاف اليها عناصر جديدة تتواصل مع العناصر التقليدية، ثم يعاد تركيبها جميعا في شكل يشع ضوءاً جديداً على الحكاية نفسها، فإذا هي قد تحولت إلى شكل جديد ومغزى جديد، نابعين من الرؤية الفنية والفكرية للكاتب، تلك الرؤية التي تعتمد على ثقافته وعلى قدرته على تحليل مجتمعه والكشف عما في هذا المجتمع من مشاكل انسانية أو سياسية أو اجتماعية».
صار التراث في القصيدة العربية المعاصرة جزءا من رؤية جمالية، بعد ان تعامل معه الشعراء المعاصرون وفقاً لمنظور انساني وحضاري، اذ ان كثيرا من الرموز التراثية قادرة على الاستمرار في نسق الواقع المعاصر، وتغييره بفعل بعدها التاريخي ودلالة هذا البعد على المستوى الانساني والاجتماعي والسياسي، ومع ذلك فالشعر المعاصر ليس وليدا للرؤية التراثية، بالرغم من الاستفادة من مكونات هذه الرؤية، لأن له شرطه التاريخي والحضاري وامتداد هذا الشرط داخل بنية الحياة المعاصرة، بتشعبها وتناميها، وفرحها وفواجعها في آن. الرؤية التراثية خيط شفيف يربطنا بالتاريخي والاسطوري والمعاصر والعقلاني، قد ينقطع الخيط وقد يمتد، ولا يعني انقطاعه فشلاً في الرؤية العربية المعاصرة. الرؤية التراثية اضاءة لزمن القصيدة، انها رؤية تستنفر بعدا جماليا، ومع ذلك نستطيع تشكيل رؤية بديلة عنها، وهي الرؤية للعالم ViSion Do Monde بتحديدات لوسيان جولدمان لمفهوم الرؤية، وتتجلى أهمية هذه الرؤية بامتدادها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وبقدرتها على التعامل مع مكونات الاجناس الأدبية كافة.
تفكيك بنيات العالم ان مهمة الرؤية الحديثة إحداث الجديد في الأنظمة القوالبية الموروثة: في الشكل الشعري، في القافية، في الوزن، وفي الموسيقا، وبالتالي في المضمون نفسه، ولها دورها في تشكيل شعر جديد خصب ومتنام، من أهم ميزاته انه لا يخضع للتحقيب التاريخي، والتأطير الزمني، باعتباره شعراً منفتحاً على كل أشكال التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وعلى كل الزوايا المضيئة في كل العصور.
ولذا فالقصيدة العربية المعاصرة من خلال هذه الرؤية الحديثة تعمل على تفكيك بنيات العالم العربي المعاصر وكثيراً من قيمه الزائفة، وتعري بنياته الهشة، ومن ثم تعيد صياغته وفق حركية ترفض الثبات والجمود، وتشيد عالماً مفتوحاً على الصيرورة التاريخية، والسيرورة الزمنية في آن، ولا اقصد بذلك تبني هذه القصيدة لخطابات الايديولوجيا، وفرزها السياسي، واشكاليتها المعرفية في بنية المجتمع. الابداع لاجل الابداع، والفن لاجل الفن، ظاهرتان ادخلت عليهما الرؤية المعاصرة م! فاهيم جديدة، فالابداع وجمالية الفن مضافا اليهما حركية التغيير والهدم تأسيساً للبناء الجديد، ولا قيمة للترف الشكلي والزخرفي والاغراق في الحلم، والهذيانات السريالية، الا اذا كان الهدف من ذلك تأسيس رؤية انسانية قادرة على إدانة المظاهر السلبية في بنية الحياة العامة، و«قد ساعد فتح الابواب امام الابداع الشعري الجديد على وجود هذه التيارات وتعددها داخل حركة الشعر الجديد، ونشأ عن ذلك اجتهادات وتيارات منحرفة لا تنشر سوى هذيان لا علاقة له بالشعر أو الفن ولاعلاقة له بالتجديد أو الابتكار وخطر هذه التيارات المنحرفة انها تدفع نحو اللامبالاة اللغوية ونحو اللامبالاة العقلية.
ولم يكن طغيان الهذيان في الخطاب الشعري العربي المعاصر الا تعبيراً عن فشل انساني عام، مستمد بالدرجة الأولى من بنيات المجتمع القاتمة، وتراجع هذا المجتمع وهزائمه، وبغض النظر عن كون الهذيان ظاهرة مرضية ـ بفتح الميم والراء ـ في الشعر العربي المعاصر، الا انه يستمد كثيراً من مكوناته من بنية الاسطورة والخرافة والتفكير الميثولوجي، لان الهذيانات الشعرية كثيرا ما ترتبط بامتداد الاسطورة معرفيا وزمنيا، وحينما يتداخل الهذيان مع الحلم و الاسطورة، والايحاءات السريالية، تنشأ ظاهرتان شعريتان هما الغموض والابهام. فالتداخل العشوائي اللامنظم المضطرب والمتوتر يشكل حالة من الابهام التي يستحيل فك طلاسمها، واكتشاف ما وراء ضبابية هذه الطلاسم، اما التداخل الجمالي الرؤيوي، فإنه يشكل حالة شفيفة من الغموض الموحي والمرمز، وعموماً ترتبط هذه الحالة بالذاتي والموضوعي من حياة الانسان داخل حقله الثقافي والمعرفي، ووسطه الاجتماعي والإنساني. ويشكل الحلم بالنسبة لكثير من المبدعين مفتاحاً للرؤية الشعرية، انه اساس الفعل الشعري، وجوهر العملية الابداعية بالنسبة اليهم، وهنا يشترك الحلم مع الاسطورة في كونها عملية تخيلية تتخطى حدود الواقع الممكن إلى افق اكثر رحابة في بنية الفضاء المكاني والزماني، يقول الشاعر انسي الحاج: «خلافا للاكثرية انا اؤمن بالحلم، من لا يحلم لا يفعل، الحلم يسبق الفعل، كما يسبق الغيم المطر… الحلم جوهر غير انه وجود… والحلم هو العقل والروح والخيال. انه الفردوس الممكن… الحلم أولاً، الحلم فوق الجميع، الحلم الذي هو محرض الواقع وروحه وعقله وعصبه، الحلم الذي هو المستقبل، الحلم الذي هو… الشاعر بدوره تجريباً شعرياً، تبدو أهميته! في ابداع المتميز المتنامي والمعاصر، وما «من شاعر عظيم او روائي عظيم الا وقد اضاف من خلال التجريب بعدا جديدا إلى الفن الشعري والروائي، واثبت انه غير خاضع وغير مستسلم لكل المواصفات السائدة والمألوفة. التجريب اذاً ومحاولة الاضافة نزعة صحية وضرورية في كل فنان اصيل وفي كل كاتب موهوب، وفي كل شاعر يريد ان يضيف إلى التراث ولا يكرره أو يقلده». ان استخدام الاسطورة والرمز والتاريخ في الخطاب الشعري العربي المعاصر نوع من التجريب الجمالي، قبل ان يكون عودة إلى التراث، والتأكيد على حضوره، وهذا التجريب في بنيته العميقة ينبغي ان يؤكد مكانة الإنسان ودوره الحضاري، ويستحضر ادق مشاعره الانسانية، «فالاشكال الفنية ليست اشكالاً فارغة، وانما تقوم بوظيفة خاصة في تنمية خبرة الانسان، وفي تنظيم هذه الخبرة، كما تؤدي دوراً أساسياً في بناء عالم الإنسان، وفي تحقيق ما يصبو اليه الانسان من معنى لحياته ولعالمه». وكل تجريب جمالي مبدع ينبغي ان يكون انسانياً، ولا قيمة لتجريب على مستوى الشكل الشعري ومضمونه اذا اقتصر على الظاهرة الشكلية والسطحية. ان التجريب على مستوى بنية الشكل الجمالي، واضافة الظواهر الجمالية والمغايرة إلى! هذا الشكل أمر ضروري، لكنه ليس كافياً لتحقق طرفي العملية الابداعية، فالعملية الابداعية فكر وفن ونزعة انسانية واخلاقية، تعمل على تأسيس أدب انساني يرفع الإنسان راية وهدفاً.

م ن

مشكوووره يالغاليه والى الامام ونحن بأنتظار يديدج
تقبلي مروري اختج ….جلكسي كراميل…

يزآج آلله آلفَ خيِر وبَآركْ آلله فيجْ.,

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الارشيف الدراسي

الشعر ( أنواعه ، خصائصه ، المعلقات وأصحابها ) -التعليم الاماراتي

السلام عليكم والرحمَه ,

<><><><><><><><><><>

ان شاء الله في موضوُعي الجديد
راح أبين لكــُـم ماهو الشعر وأنواعه ، خصائصه ، والمعلقات وأصحابها

<><><><><><><><><><>

الشعر : هو الكلام الموزون المقفى الذي يعبر عن الخيال ويستخدم الصور المعبره لـ يخرج كلامً يدلُ على علامة الشاعر ، ويعتقد بأنه بدأ بسيطاً ( سجعاً ) ثم إتجه إلى الرجز إلا أن وصل إلى قمة الشعر الجاهلي على يد أصحاب المعلقات .

<><><><><><><><><><>

أنواع الشعر :: –

1 – قصصي .

2 – غنائـــي .

3 – تمثيلــي .

* والشعر العربي من النوع الغنائي ويتغنى بــ قصص البطولة والحرب و وصف مشاهدات الطبيعه الحيه والصامته وأحتلت الناقه والمرأه والأطلال معظم مقدمات شعر الشعراء .

<><><><><><><><><><>

خصائص الشعر :: –

1 – التصوير الدقيق للطبيعه الصحراويه .

2 – صور الجاهلي أنفعالاته فـ جاء الشعر مرآه تعكس وضعه النفسي .

3 – إعتمد على وحدة البيت .

4 – تتعدد الأقراض في القصيده الواحدة وغالباً ما تبدأ بــ وصف الأطلال أو الأحبه .

<><><><><><><><><><>

المعلقات :: –

أطلق هذا الأسم على أشهر القصائد الجاهليه ، وقد أختلف العلماء والنقاد العرب حول هذا الأسم ، فـ منهم من قال إنها علقت على الكعبه لـ نفاستها ، بينما رآى أخرون أنها سميت بذلك لأنها تعلق في الصدور لـ جودتها ، كما أختلف أيضاً في عددها فـ منهم من ذكر أنها سبع ، وهناك من عدها تسعا أو عشراً ، ولكن معظم الرواة والنقاد يذهبوُن إلى أنها سبع لـ سبعة شعراء هـُـم : امرؤ القيس ، وزهير بن أبي سلمى ، وطرفه بن العبد ، وعنترة العبسي ، وعمرو إبن كلثوم ، والحارث بن حلزة ، ولبيد بن ربيعه .

* وقد كـان لـ كل شاعر راوية يحفظ شعره ، وينشده بين الناس ، فــ كان زهير بن أبي سلمى راوية لأوس بن حجر ، والحطيئه راويه لـ زهير وهكذا .

<><><><><><><><><><>

منقول من أخوكم : عبدالله

تسلمين ..

يزاج الله خير

السسلام عليكم
بارك الله فيج
اششكرج

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير / بحث : عن خصائص الشعر الجاهلي -تعليم الامارات

بحث كااامل

مقدمــــــــة

لقد نظم الشاعر الجاهلي الشعر في شتى موضوعات الحياة ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي : المعلقات ، والمضليات والأصمعيات ، وحماسة أبي تمام ، ودواوين الشعراء الجاهليين ، وحماسة البحتري ، وحماسة إبن الشجري ، وكتب الأدب العامة ، وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة ، وكتب تفسير القرآن الكريم

الموضـــــوع
عرف التاريخ الشعر العربي في العصر الجاهلي نساء شواعر منهن على سبيل المثال : الخنساء وخرُنَق وكبشة أخت عمرو بن معدي كرب وجليلة بنت امرأة كليب الفارس المشهور ولها في كليب مراث من عيون الشعر العربي وقيسة بنت جابر امرأة حارثة بن بدر ولها أيضاً مراث في زوجها وأميمة امرأة بن الدمينة وقد كان أبو نواس الشاعر العباسي
يروي لستين شاعرة من العرب .
والناظر في المصادر العربية تهوله تلك الكثرة من الأشعار والشعراء خاصة إذا ضم إليها ماجاء في كتب التاريخ والسير والمغازي والبلدان واللغة والنحو والتفسير إذ تزخر كلها بكثير من أشعار الجاهليين بما يوحي أن الشعر كان غذاء حياتها، وان هذه الأمة قد وهبت من الشاعرية الفذة ما يجعل المرء يتوهم أن كل فرد من رجالها ونسائها وعلمائها كان يقول الشعر وتدل هذه الكثرة من الشعر والشعراء على أن الشاعرية كانت فطرة فيهم ثم ساندت هذه الفطرة الشاعرة عوامل أخرى منها تلك الطبيعة التي عاش العربي الأول كل دقائقها من جبال وممهاد ووديان وسماء ونجوم وأمطار وسيول وكائنات .
لقد كانت الطبيعة كتاباً مفتوحا أمام بصر الشاعر العربي وبصيرته ومن هنا استلهمها في أشعاره ويضاف إلى الطبيعة تلك الحروب التي ألهبت مشاعره بحماسة موارة . ثم حياة الإنسان العربي في بساطتها وفضائلها . وفي معاناته وصراعاته ضد الجدب والخوف معاً ومن ثم جاء هذا الشعر ممثلاُ لحياة الجزيرة العربية في بيئاتها وأحوالها المختلفة ،
ولحياة الإنسان العربي في أخلاقه وطباعه وعاداته وعقائده وبطولاته وأفكاره .
كانت للشاعر العربي في قبيلته منزلة رفيعة .

كما كانت رموز القبيلة العربية الأساسية ثلاثة :
القائد والفارس والشاعر . وكان الشاعر في القبيلة لسانها الناطق والمدافع معاً . بل كان بيت الشعر أحياناً يرفع من شأن قببيلة ، كما يحكى عن بني أنف الناقة الذين كانوا يعيرون بلقبهم ، حتى كان الرجل منهم يحتال على إخفاء لقبه ، فما إن قال فيهم الحطيئة بيته الشهير :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ——— ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

حتى صاروا يباهون بلقبهم ونسبهم .
ولقد نظم الشاعر الجاهلي الشعر في شتى موضوعات الحياة ومن أهم أغراضه الفخر والحماسه ، الغزل ، الرثاء ، الوصف و الهجاء
أ- الفخر والحماسة :-
الحماسة لغة تعني : القوة والشدة والشجاعة .ويأتي هذا الفن في مقدمة أغراض الشعر الجاهلي ،حيث يعتبر من أصدق الإشعار عاطفة .
ب- الغزل :-
وهو الشعر الذي يتصل نالمرأة المحبوبة المعشوقة .والشعر هنا صادق العاطفة ،وبعضه نمط تقليدي يقلد فيه اللاحق السابق .
ج- الرثاء :-
وهو الشعر الذي يتصل بالميت . وقد برعت النساء في شعر الرثاء .وعلى رأسهن الخنساء ،والتي أشتهرت بمراثيها لأخيها صخر .


د- الوصف :-
اقد تأثر الشعراء الجاهليون بكل ما حولهم ،فوصفوا الطبيعة ممثلة في حيوانها ، ونباتها .
هـ- الهجاء :-
فن يعبر فيه صاحبه عن العاطفة السخط والغظب تجاه شخص يبغضه .
ومن خصائص الشعر الجاهلي :-
• يصور البيئة الجاهلية خير تصوير.
• الصدق في التعبير .
• يكثر التصوير في الشعر الجاهلي .
• يتميز بالواقعية والوضوح والبساطة .
أما النثر في العصر الجاهلي :-
فهو الصورة الفنية الثانية من صور التعبير الفني ،وهو لون الكلام لا تقيده قيود من أوزان أو قافية .

ومن أشهر ألوان النثر الجاهلي :-
• الحكم والأمثال .
• الخطب .
• الوصايا .
• سجع الكهان .
ولقد اصبح من الثابت لدى الباحثين أن العصر الجاهلي لا يشمل كل ما سبق الإسلام من حقب طوال ولكنه يقتصر على حقبة لا تزيد على القرنين من الزمان وهي ما اصطلح الباحثون على تسميتها بالجاهلية الثانية.
وفي تلك الحقبة ظهر هذا الإنتاج الغزير الناضج من الشعر والنثر واكتملت للغة العربية خصائصها التي برزت من خلال هذه النتاج الأدبي الوفير.
كما استقر أيضا رسم حروفها الألف بائية فما انتهى إلينا. إذن، من أدب جاهلي هو أدب الجاهلية الثانية. وهو ما نستطيع الحديث عنه ودراسة فنونه وخصائصه أما أدب ما قبل هذه الحقبة التاريخية فهو أدب ما يسمى بالجاهلية الأولى وهو
أدب لم تتوافر نصوص منه.
فالحديث عنه غير ممكن ومن هنا فان الأبحاث التي استقصت أولية الشعر العربي أو أولية اللغة العربية تقوم على مجرد الحدس والتخمين أو على نوع من الأخبار الوهمية والخرافات. على أن اللغة العربية التي سجلت بها النصوص الأدبية في عصر الجاهلية الثانية هي واحد من الأسرة السامية التي تشمل
1- والبابلية والآشورية
2- الآرامية
3- الكنعانية
4- الآكادية الحبشية
5- العربية بفرعيها الشمالي والجنوبي
وإذا كانت الأمية قد شاعت بين العرب فان هذا لا يعني فقط انعدام القراءة والكتابة لديهم فلقد انتشرت القراءة والكتابة بينهم بالقدر الذي يسمح لهم بتدوين معاملاتهم وآدابهم انظر كتاب ( الكتابة العربية )
وإذا كانت الذاكرة العربية التي تميزت بالقوة قد حفظت قدرا كبيرا من الأشعار فان التدوين أيضا كان مساندا للرواية الشفوية أما طرح ابن سلام في كتابه ( طبقات فحول الشعراء ) لقضية الانتحال فينبغي أن يؤخذ على انه دليل على ما بذله الأقدمون من جهود لتقنية الشعر الجاهلي من التزييف ووضع المعايير العلمية الدقيقة لضمان سلامة الشعر الجاهلي وتوثيقه .
أما مراكز الشعر العربي في العصر الجاهلي فإنه بالاضافة الى الجزيرة العربية نفسها نجداً والحجاز فقد عاش الشعر العربي وازدهر في إمارتين اثنتين هما : إمارة الغساسنة والمناذرة وقد قامتا في الأطراف الشمالية من شبه الجزيرة العربية .


أما إمارة الغساسنة فقد قامت في بلاد الشام ، حيث اتخذ الرومان ، ثم خلفاؤها البيزنطيون من بعدهم ، من الغساسنة حلفاء لهم ضد أعدائهم التقليديين من الفرس ،وحلفائهم من المناذرة في العراق ، وقد كان الغساسنة عرباً من الجنوب نزحوا إلى الشمال وأقاموا إمارتهم العربية تلك في شرق الأردن وكانوا قد تنصروا في القرن الرابع الميلادي ، وقد كانت إمارة الغساسنة على جانب كبير من الثراء والتحضر ، ومن أهم ملوكهم الحارث الأصغر ، ثم ابناه من بعده النعمان وعمرو ، والأخير هو الذي قصده النابغة الذبياني ، كما قصد حسان بن ثابت النعمان بن المنذر أيضاً ومدحه في قصائد شهيرة ، منها قصيدته التي من أبياتها :
أولاد جفنة حول قبر أبيهم – – — – – – – – — قبر ابن مارية الكريم المفضل

وكما قامت إمارة الغساسنة في الشام ، فقد قامت إمارة المناذرة في العراق . وكما كان الغساسنة عرباً ذوي أصول يمنية فكذلك كان المناذرة . ومثلما قصد شعراء الجزيرة العربية أمراء الغساسنة ، فكذبك قصدوا إمارة المناذرة ، الذين كان من أشهرهم المنذربن ماء السماء حوالي ( 514 – 554 م ) وعمرو ( 554 – 569 م ) الذي ازدهرت الحركة
الأدبية في أيامه ، وقد وفد عله في الحيرة ، حاضرة المناذرة ، عمرو بن قميئة والمسيب بن علس والحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم . كما وفد النابغة الذبياني على أبي قابوس النعمان بن المنذر الرابع ( 580 – 602 م ) ، ووفد عليه أيضاً أوس بن حجر ،والمنخل اليشكري ولبيد والمثقب العبدي وحجر بن خالد ولاشك أن طبيعة المنافسة السياسية بين المناذرة التابعين لدول فارس الغساسنة الموالين للبيزنطيين قد انعكست على الحياة الأدبية على نحو ليس بالقليل .
ازدهر الشعر الشعبي إبان الجاهلية ازدهاراً عظيماً تمثل في هذا العدد الكبير من الشعراء الذين تزخر المصادر بأسمائهم وأشعارهم إذ نظموا في جاهليتهم الأخيرة قبل الإسلام كثيراً من الشعر .

الخاتمـــــــــــة

ضاع معظم الشعر الجاهلي ، على حد قول أبي عمرو بن العلاء :" ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا قلة ، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير وقد اشتهرت في الجاهلية بيوت كاملة بقول الشعر . فالنعمان بن بشير ، مثلاً كان أبوه وعمه شاعرين ، وكذلك جده ثم أولاده من بعده ، وكعب بن مالك الصحابي الشاعر كان أبوه وعمه شاعرين . ثم أبناؤه وأحفاده ، وكذلك كان أمر بيت أبي سلمى ومنه زهير وولداه كعب وبجير وأخوال كعب شعراء ومنهم بشامة ابن الغدير ثم هناك حسان بن ثابت الصحابي الشاعر وقد تسلسل الشعر في بيته لبضعة أجيال .

الملفات المرفقة

السسلام عليكمـ
بارك الله فيك
ما تقصصر..
موفق ان ششاء الله
السموحه عدلت العنوان شوي..>>عشان يسهل عمليه البحث
والكل يستفيد

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبة مشاهدة المشاركة
السسلام عليكمـ
بارك الله فيك
ما تقصصر..
موفق ان ششاء الله
السموحه عدلت العنوان شوي..>>عشان يسهل عمليه البحث
والكل يستفيد

ويبارك فيج اختي
ان شاء الله
شكرا اختي طيبه على تعديل العنووان

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

حل درس من صور المرأة في الشعر الجاهلي -التعليم الاماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ص150:تذكر:

1-رابعة وسلمى0
2-وصف أسنانها بأنها متفرقة بيضاء،وشعرها طويل تفوح منه رائحة المسك3-البيت(9-11-12-14)
ص151استنتج:
1-عاطفة الشوق والحب
2-جعل ليله طويل وامتنع عن النوم

طبق:
1-بياض أسنانها-طول شعرها ورائحته-بياض وجهها-جمال عينيها
2-تشبيه:البيت(2-4)
استعارة:البيت(10-11)
كناية:البيت(13-14-17)

ص151تحت:
( أ )

الصفات الحسية :
بياض الوجهـ
صافية الوجهـ
أسنانها مفلجهـ
شعرها الطويل المطيب بالمسكـ
جمال عينيها خالي من القمعـ
الصفات المعنوية ( الخلقية ) :
حرهـ و أبيهـ
( ب )
الأبيات ( 7 – 8 – 9 )

موفقين
=)

شكرًا لج
بالتوفيق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يعطيج العافية مشرفتنا النشيطة,,

الله يوفقج دنيا واخرة’

ويجعل مثواج الجنة

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمرت غلاه مشاهدة المشاركة
شكرًا لج
بالتوفيق

العفو
اجمعين
اششكرج ع مرورج الرائع
نورتي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يعطيج العافية مشرفتنا النشيطة,,

الله يوفقج دنيا واخرة’

ويجعل مثواج الجنة

وعليكم السسلام ورحمه الله وبركاته
الله يعافيج..تسسلمين
اشكرج ع مرورج الرائع

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير , بحث , موضوع عن الشعر الحديث -تعليم الامارات

مرحبااااااااا…
شحالكم اخواني واخوتي؟؟

ممكن تقرير عن الشعر الحديث أو عن الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم؟؟؟؟
مع ذكر المصادر

ومشكووووووورين…

الملفات المرفقة

تقرير . بحث عن الشعر الحديث

تجديه في هالرابط

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=509

شكرا عالاستجابة السريعة

مشكوووووووووره اختيه وربي يعطيج العافيه

الغاليه

هذا تقرير مال الصف الحداي عشر

عن الشعر الحديث

كامل ومكمل

جزاج الله خير وربي لا حرمنا منج 🙂

شكررررررا

مشكور اختي ثااااااااااااااااانكس

جزاك الله خيرا والله كنت محتاجه

ثانكس

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تطور الشعر وخصائصه / موضوع متكامل -للتعليم الاماراتي

تطور الشعر السياسي وخصائصه

نكب الوطن العربي باستعمار غاشم جثم على صدره ردحا من الزمن امتص خيراته وتركه في فقر مدقع مما أدى إلى ظهور الوعي القومي.وتطور النزعة الوطنية. كرد فعل على موجة الاستعمار. وكان الشعر السياسي اللسان المعبر عن هذه النزعة التواقة إلى الانعتاق والحرية.
– فما هو الشعر السياسي ؟ وما هي أنواعه وضروبه ؟
الشعر السياسي :
هو كل ما ينظم في شان من شؤون السياسة يدعو به الشاعر لقبيلة أو حزب أو دولة أو مبدأ سياسي مثل الشورى أو الديمقراطية واختلفت دواعي النظم فيه فمن الشعراء من كتب بدافع العصبية أو المنفعة وهناك من دفعه مبدأ أو تبني فكرة.
أنواع الشعر السياسي:
-1- الشعر السياسي التحرري وقد ارتبط بحركات التحرر العربية من الاستعمار بمختلف أشكاله. وقد نشط في مطلع القرن العشرين.
2-الشعر الوطني وقد نظم فيه الشعراء قديما وحديثا حيث وصفوا أوطانهم وعبرا عن تعلقهم بها وآمالهم في ازدهارها وتطورها.
وقد قيل أن الشعر السياسي ينشط في أوقات الشدة والحصار والتعسف. لمعرفة صدق هذه المقولة علينا أن نتتبع مراحل تطور هذا الفن منذ نعومة أظافره في العصر الجاهلي إلى أن شب واستقام عوده في العصر الحديث.
1- العصر الجاهلي:
كان للقصائد تأثير كبير يشبه تأثير الصحافة ووسائل الإعلام في وقتنا الحاضر فالشاعر هو لسان القبيلة والناطق الرسمي باسمها يعظم من شانها ويذود عنها ظالمة أو مظلومة. فهذا دريد بن الصمة يقول:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وان ترشد غزية ارشد
الشعر السياسي في هذا العصر كان يرد ضمن قصائد المدح والفخر والحماسة… فزهير بن أبي سلمى يوضح موقفه السياسي المؤيد لهرم بن سنان والحارث بن عوف في قصيدة مدح إذ يقول:
تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها وذبيان قد زلت بأقدامها النعل
1صدر الإسلام:
تغيرت المفاهيم والقيم واحتدمت حرب كلامية بين المسلمين وكفار قريش فانبرى لها حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فجاء شعرهم دفاعا عن المبادئ الإسلامية
فهذا حسان بن ثابت يدعو قريشا إلى نبذ الشرك بقوله:
فأما قريش فاني لن أسالمهم حتى ينيبوا عن الغياب للرشد
في هذا الشعر نبذت العصبية واستمد الشعراء معانيهم من القرآن الكريم.
3- عصر بني أمية:
ظهرت أحزاب سياسية كل حزب يدعي أحقيته بالحكم منها حزب بني أمية الحاكم وحزب الخوارج وحزب عبد الله بن الزبير… ولكل حزب شعراؤه المدافعون عن مبادئه. وجل من اتبع الحزب الحاكم كان عن طريق الإغراء بالمال يقول عبد الله بن هشام السلولي مؤيدا لبني أمية:
خلافة ربكم كونوا عليها إذا غمزت عنابسة أسودا
4- عهد بني العباس:
ضعف الشعر السياسي لضعف الأحزاب وخوفها من البطش والتنكيل وقلما يصرح حزب بآرائه فهذا منصور النمري يقول:
تقتل ذرية النبي وير * * جون جنان الخلد للقاتل
والبعض قد سخر مدائحه السياسية للخلفاء يضفون عليهم هالة من القدسية فهذا منصور النمري يمدح هارون الرشيد بقوله: وأي امرئ بات من هارون في سخط * فليس بالصلوات الخمس ينتفع
وهذا المتنبي يصف تذمر العرب من حكم الأعاجم بقوله:
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكهم عجم

5- عصر الضعف:
-عهد المماليك والعثمانيين – رضي العرب بحكم المماليك والعثمانيين لبلادهم وهللوا للانتصارات التي حققها هؤلاء على التتار فهذا شهاب الدين يقول:
غلب التتار على البلاد فجاءهم * * من مصر تركي يجود بنفسه
ويقول في الانتصار على الصليبيين:
الحمد لله ذلت دولة الصلب * * وعز بالترك دين المصطفى العربي
6- العصر الحديث:
عرف هذا اللون الشعري نشاطا كبيرا حيث ترك الشعراء قصور الأمراء والملوك ووقفوا إلى جانب الشعوب في نضالها ضد الاستبداد والاستعمار. فما من حدث سياسي إلا وعبر عنه الشعراء مؤيدين أو معارضين وانصب اهتمامهم على الوطن العربي بأكمله فهذا علي محمود طه يستنهض العرب داعيا إياهم إلى الاتحاد بقوله:
بني العروبة دار الدهر واختلفت * * عليكم غير شتى وأرزاء
شدوا على العروة الوثقى سواعدكم لا يصدعنكم بالخلف مشاء
ويؤيده شوقي بقوله:
الدهر يقظان والأحداث لم تنم * * فما رقادكم يا اشرف الأمم
ويندد الرصافي من العراق بمعاهدة ظالمة فرضها الإنجليز على العراق بقوله:
والعهد بين الإنجليز وبيننا * * كالعهد بين الشاة والرئبال
وبث محمد العيد آل خليفة الأمل في النفوس بتحقيق النصر بقوله:
أزرى بنا الذل يا خليلي * * فهل إلى العز من سبيل ؟
بلادنا أصبحت ذلـولا * أسيرة في يــد الدخيل
وقد حاول الشابي استنهاض الهمم بقوله:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فل بد أن يستجيب القدر
ويلوح في وجه الاستعمار مهددا بقوله:
سيجرفك السيل سيل الدما * ويأكلك العاصف المشتعل
وهذا سليمان العيسى يساند الثورة الجزائرية بقوله:
إنها أمتي تشد جناحيها * فوجه التاريخ فجر انقلاب
عظمت صيحة الفداء وعزت * أن توارى في دامس الظلماء
وقد ألهمت الثورة الشعراء فتفاعلوا معها وأبدعوا في تمجيدها ومدها بالدعم المعنوي وحشد القلوب على نصرتها. فتغنى أحمد شوقي بالثورة السورية ممجدا للحرية بقوله:
وللحرية الحمراء باب * بكل يد مضرجة يدق
وهذا المرحوم احمد سحنون من الجزائر يدعم القضية الفلسطينية بقوله:
فلسطين إنا اجبنا الندا * * وإنا مددنا إليك اليدا
ويؤكد شاعر الثورة الجزائرية مفدى زكرياء هذا التدعيم بقوله:
فليت فلسطين تقفوا خطانا * وتطوي كما قد طوينا السنينا
وبالقدس تهتم لا بالكراسي * تميل يســـارا بها ويمينا
وفي الجملة تناول الشعراء في العصر الحديث فضح أساليب الاستعمار في قمع الشعوب كقول الشابي:
سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه
وأيدوا الثورات الشعبية ونددوا بالفساد السياسي ومجدوا الأبطال والزعماء والشهداء كما فعل محمد العيد في قوله:
رحم الله معشر الشهداء * * و جزاهم عنا كريم الجزاء
مميزات وخصائص الشعر السياسي:
يتناول الشعر السياسي المسائل التالية *
– الحكم وسياسة الشعوب.
– الحملة على الاستعمار والتنديد بفظائعه.
– التغني بالحرية والاستقلال.
– الدعوة إلى الحكم الدستوري.
– الإشادة بالأبطال والزعماء والشهداء.
ويتميز الشعر السياسي والتحرري والوطني بطابعه الإنساني لأنه يعكس تطلعات وآمال يشترك فيها جميع الناس. * كما يتميز بطابعه الوجداني. فهو غالبا يخاطب القلوب والمشاعر قبل العقول. * يؤرخ لأحداث معينة في فترات محددة فهو مادة توثيقية هامة. * يميز الأدباء حاليا بين الشعر السياسي الذي يتناول شؤون الحكم. والشعر التحرري الذي يدعو الشعوب إلى كسر قيود الاستعباد. والشعر الوطني الذي يمجد الأوطان ويلهج بحبها على حد قول ابن الرومي: ولي وطن آليت أن لا أبيعه وان لا أرى غيري له الدهر مالكا
وقول إيليا أبي ماضي:
أنا في نيويورك بالجسم وبالر *وح في الشرق على تلك الهضاب
أيها السائل غني من أنا ؟ أنا كا لشمس إلى الشرق انتسابي
لعب الشعر السياسي دورا هاما في إيقاظ الشعوب من سباتها العميق والحث على القيام بالثورة وفضح الأساليب الاستعمارية البشعة لقمع الشعوب. فباتت ألاعيب مكشوفة.كما جعل الأواصر تشتد بين الشعوب المستعمرة التي كونت بعد الاستقلال مجموعة العالم الثالث أو الدول النامية. ويتجسد هذا في قول محمد العيد
ثورة الشعر أنتجت ثورة الشعب وعادت عليه بالآلاء
كل من لم يثر على الهون والذلة داسته أرجل الأقوياء

تطور الشعر الاجتماعي و خصائصه :
الشعراء مصابيح أممهم قناديل تضيء المجاهل والدروب للأمم المتخبطة في دياجير الجهل والفقر والضياع.
تعريف الشعر الاجتماعي:
هو الذي يتناول قضايا المجتمع بشيء من التفصيل فيبرز الداء ويصف الدواء يضخم الداء حتى تحس به الأمة فتستأصله من جسدها كما يستأصل المرض الخبيث من الجسم العليل.
أما عن الأسباب التي جعلت الشعراء في العصر الحديث يهتمون بالشعر الاجتماعي فهي كما يلي:
-كثرة المشاكل وتنوعها – انتشار الوعي والروح القومية – تفاعل الشعراء مع محيطهم وإحساسهم بمشاكل المجتمع – وإدراكهم لدورهم الفعال في تحذير المجتمع من مغبة التردي والانحطاط ودفعه نحو السمو.
والشعر الاجتماعي هو الذي يتناول حياة الناس العادية اليومية كالعدالة الاجتماعية والفقر العمل الأمراض الاجتماعية والآفات الخلقية ومشاكل المرأة والعمال التعليم والدين…
مراحل تطور الشعر الاجتماعي:
والآن لنعد إلى الوراء لمعرفة مدى اهتمام الشاعر العربي القديم بالمجتمع الذي يعيش فيه.
– العصر الجاهلي:
كانت حياة الناس فيه بسيطة-تعتمد على الحياكة والدباغة والزراعة لذلك اقتصر الشعر الاجتماعي على أبيات معدودة ترد ضمن قصائد المدح فهذا زهير بن أبي سلمى يتناول ظاهرة الكرم بقوله
إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ****ونال كرام المال في الحجرة الأكل
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ****قطينا بها حتى إذا نبت البقل
وهذا عروة بن الورد يصور مكانة الفقير في المجتمع بقوله:
ذريني للغنى أسعى فاني **** رأيت الناس شرهم الفقير
– في صدر الإسلام وعصر بني أمية:
تناول الشعراء بعض المسائل ذات الطابع الاجتماعي فهذا معن بن اوس يعارض من يبغض النساء بقوله:
– رأيت أناسا يكرهون بناتهم ***وفيهن لا تكذب نساء صوالح
ومن الشعراء من نبه إلى ما يضر حياة الناس فهذا كعب الاشقري يحذر عمر بن عبد العزيز ويبين له حقيقة ولاته بقوله: إن كنت تحفظ ما يليك فإنما **** عمال أرضك بالبلاد ذئاب
العصر العباسي:
نظم الشعراء بعض المقطوعات في الشعر الاجتماعي تفتقد إلى العمق وتتميز بالذاتية ولا تقدم صورة واضحة عن المجتمع إلا أن ابن الرومي كتب مقطوعات جيدة يقول:
نحن أحياء على الأرض وقد **** خسف الدهر بنا ثم خسف
أصبح السافل منا عاليا **** وهوى أهل المعالي والشرف
ويصف حمالا بائسا بقوله: رأيت حمالا مبين العمى **** يعثر في الاكم وبالوهد
– عصر المماليك والعثمانيين ( عصر الضعف ):
ساءت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية بسبب تهالك الحكام على ثروات الشعوب يقول شهاب الدين الأعرج في وصف هذا الوضع:
وكيف يروم الرزق في مصر عاقل **** ومن دونه الأتراك بالسيف والترس
-في العصر الحديث:
استقل الشعر الاجتماعي في قصائد خاصة حيث ترك الشعراء قصور الحكام وحولوا مصابيحهم إلى الشعوب قصد تنوير دربها وتوجيهها وتوعيتها وإصلاح شانها. فما من شاعر إلا ونظم في الشعر الاجتماعي فظهر الرصافي والزهاوي في العراق وشوقي وحافظ في مصر وخليل مطران في الشام ومحمد العيد في الجزائر وإيليا أبو ماضي في المهجر الأمريكي…
– بدافع إصلاحي تربوي توجه هؤلاء إلى الشعر الاجتماعي يرغبون في الفضائل وينفرون من الرذائل واعتمد الكثير منهم على الأسلوب المباشر في نقد سلبيات الناس فجاءت قصائدهم خطابية تظهر فيها الموعظة بشكل مباشر وهو ما نلاحظه في قول محمد العيد:
ا لخمر فأس خراب هدمت أسرا ***مصونة عاث فيها صاحب الفأس
ويعظم شوقي رسالة المعلم بقوله:
قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا
ويدعوا إلى تعليم المرأة بقوله:
وإذا النساء نشان في أمية ****رضع الرجال جهالة وخمولا
ويؤيده حافظ بقوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها ****أعددت شعبا طيب الأعراق
كما كتب شوقي شعرا تعليميا على لسان الحيوان كما في قصيدة الأسد والضفدع وقصيدة الحمار التي يقول فيها:
سقط الحمار من السفينة في الدجى **** فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع النهار أتت به **** نحو السفينة موجة تتقدم
قالت:خذوه كما أتاني سالما **** لم ابتلعه لأنه لا يهضم
-وهكذا فقد اعتمد بعض الشعراء على أسلوب غير مباشر في معالجة قضايا كثيرا ما يتناساها الناس في خضم الحياة الواسع الأرجاء من ذلك قول إيليا في نبذ التكبر:
نسي الطين ساعة انه طي ن حقير فصال تيها وعربد
وقد استعان بالأسلوب القصصي الجذاب في قصيدة الحجر الصغير إذ يقول:
سمع الليل ذو النجوم أنينا ****وهو يغشى المدينة البيضاء
فانحنى فوقها كمسترق السمع ***** يطيل السكوت والإصغاء
ومن أهم القضايا التي تناولها الشعر الاجتماعي قضية الفقر واليتم فهذا معروف الرصافي يصور حالة يتيم يوم العيد بقوله:
اطل صباح العيد في الشرق يسمع ***ضجيج به الأفراح تمضي وترجع
صباح به يكســــو الغني وليده **** ثيـــابا لها يبكي اليتيم المضيع
وهذا محمد العيد يدعو الأغنياء إلى مساعدة الفقراء بقوله:
تفاقم كرب الفقير الكسير أما عندكم من يد جابرة ؟
واستنكر خلق فتاة العصر بقوله:
ما بال سير فتاة العصر منحرفا **يهوي بها في مهاوي الإفك والزور
وقد كان للشعر الاجتماعي دور كبير في تبصير الناس وتوعيتهم وانتشالهم من نفايات الغرب وتشجيع المصلحين والمحسنين.
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر لون شعري جديد أطلق عليه الشعر الاجتماعي الثوري فيه دعوة للجماهير لاستئصال أسباب الفقر. يقول وصفي القرنفلي:
فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة واستفاقوا
الجوع ليس من السماء فمن إذا ؟
وهنا أفاقوا
ومضوا فمن متسولين على الرصيف لثائرين.
ضروب أو أنواع الشعر الاجتماعي:1
شعر اجتماعي تقريري *
يعتمد على تصوير الواقع الاجتماعي بأسلوب مباشر عن طريق ذكر العيوب وتحديد الدواء. 2
– شعر اجتماعي غير مباشر:
يتناول المشاكل الاجتماعية بشكل غير مباشر بالرمز والإشارة كقصائد إيليا أبي ماضي.
3- شعر اجتماعي ثوري: يدعو إلى الثورة ضد الفقر.
أما خصائصه في كالتالي :
– معالجة القضايا الاجتماعية – السهولة والوضوح . – استعمال الأسلوب المباشر البعيد عن الخيال ليكون واضحا لدى الجميع . – استعمال الترغيب والترهيب .- وإجراء المقارنة لتوضيح الحقائق .- التركيز على الآفات الاجتماعية وإعطاء الدواء الناجع لها .- الترغيب في الفضائل والتنفير من الرذائل .
وأخيرا نقول انه كان للشعر الاجتماعي انعكاسات هامة على المجتمعات العربية حيث ساهم في توضيح الحقائق وتنوير الدروب وانتشال العرب من بحر الضياع وأوحال المدنية الغربية فأصبح مجتمعا واعيا مدركا لما يحيط به من مؤامرات ودسائس تستهدف قيمه ومثله ولغته ودينه وشخصيته. لولا الشعراء لغدا مجتمعنا كحديقة تسلطت عليها الحشرات فأودت بجمالها وعطرها. لكن هذا المجتمع انتعش وازدهر بفضل شعراء الإصلاح والتنوير الذين يعرفون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس فحولوا شعرهم لخدمة أمتهم وأوطانهم.

تطور الشعر الموضوعي وخصائصه :

الشعر لؤلؤة في تاج العرب طوروها وتفننوا في تشكيلها وأبدعوا في تلوينها بما يناسب كل عصر من العصور وانصب اهتمامهم في أول الأمر على الشعر الغنائي الذي يضم المدح والهجاء والفخر والوصف والرثاء والغزل..ثم ارتقى إلى.الشعر الموضوعي الذي يضم الشعر القصصي والشعر المسرحي والشعر الملحمي. وموضوعنا هو هذه المواضيع الشعرية الأخيرة. وسنستهل مقالنا بتوضيح حقيقة الملحمة.
الملــحمة *
رواية شعرية طويلة تدور حول البطولات والمواقف الجليلة في جو من الخوارق ’تهدف إلى غاية قومية أو إنسانية ’فالملحمة إذن من الفنون القصصية وما الشاعر إلا شاهد لما يروي ومن ثمة فهي موضوعية لا ذاتية. وهي شعرية لأنها تروي خوارق من صنع الخيال. وهذا العالم الخيالي لا يشاد إلا بالشعر. وهي رواية طويلة لان أحداثها ممتدة عبر التاريخ تتناول الحروب بين الشعوب والأمم ’ فهي خلاصة تراث الشعوب وأمجادها القومية وهي صلة الماضي بالحاضر ورباط الروح الوطنية بين أفراد الأمة. حتى قال بعضهم:
( إن امة خالية من الملاحم هي امة بلا روح ولا مثل عليا ولا تاريخ ).
فهي سجل لعقائد الأمة ونزعاتها وأخلاقها وهي روح الشعب وفكر الأمة. وهي ذات نزعة إنسانية لأنها تغن بالشرف والجلال والتفوق في عالم الحرية والإباء والتعالي.
والشعر الملحمي قديم في الآداب اليونانية القديمة عند هوميروس في الإلياذة والأوديسا. أما في الأدب العربي فهو فن مستحدث. ومع ذلك فقد حوى الشعر العربي القديم عناصر ملحمية تمثلت في وصف الحروب والمعارك كمفاخر عنترة وعمرو بن كلثوم والمتنبي الذي يقول في وصف معركة لسيف الدولة مع الروم:
أتوك يجرون الحديد كأنما سرو بجياد مالهن قوائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم
لكنها لم تكن أعمالا ملحمية تامة لتغلب النزعة الذاتية عليها فقد ضاعت الملحمة والجانب الوصفي تحت بريق الفخر وإبراز الذات.
أما في بداية العصر الحديث نقل سليمان البستاني إلياذة هوميروس شعرا إلى العربية. وحاول بعض الشعراء كتابة ملاحم عربية فألف شفيق المعلوف ملحمة بعنوان عبقر ومحمد توفيق ملحمة سماها *المعلقة الإسلامية *وفوزي المعلوف كتب ملحمة بعنوان * على بساط الريح *واحمد محرم كتب الإلياذة الإسلامية. وكان احمد شوقي قبل هؤلاء قد نظم قصيدة مطولة تضم 264 بيتا بعنوان* كبريات الحوادث في واد النيل *تناول فيها تاريخ مصر الفرعوني يقول في مطلعها:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
وفي الجزائر ألف مفدي زكرياء إلياذة الجزائر تعرض فيها إلى تاريخ الجزائر عن طريق ذكر أمجادها من قبل الفتح الإسلامي حتى الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. يقول في إحدى مقاطعها:
1 تأذن ربك ليلة قدر وألقى الستار على ألف شهر
2 جزائر يا بدعة الفاطر ويا روعة الصانع القادر

خصائص الشعر الملحمي :

قبل أن نتطرق للخصائص يجدر بنا أن نميز بين نوعين من الملاحم
1- الملاحم اليونانية والغربية القديمة. 2- الملاحم العربية المستحدثة.
الملاحم اليونانية والغربية القديمة تمتزج فيها الأسطورة مع الحقيقة ويقوم بصناعة أحداثها أبطال خرافيون يتصفون بقدرات لا يتوفر عليها البشر وبأمزجة بدائية سريعة التحول والتلون.
أما الملاحم العربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية الإسلامية أو جانب من حياة شعوبها. فهي متقيدة بالأحداث التاريخية. وشخصياتها حقيقية صنعت فعلا هذه الأحداث. فمفدي زكرياء لم يتناول في إلياذته سوى حقائق تاريخية معروفة ليس فيها خوارق ولا مخلوقات خرافية.
إذا كان الجانب الموضوعي هو الغالب على الملاحم اليونانية إذ لا نكاد نحس بشخصية الشاعر فيها. فنحن عندما نقرا الملاحم العربية نحس بذاتية الشاعر فهو الذي يتحدث إلينا ويعبر عن أحاسيسه ومشاعره وآرائه. يقول مفدي:
ويأبى الحديد استماع الحديث إذا لم يكن من روائع شعري
كيف يتم بناء الملحمة ؟…
يتم بناء الملحمة كما يتم بناء القصة من سياق مترابط الأجزاء وهو ما يسمى بالوحدة التاليفية محورها حادث هام يدور في فلكه الأبطال تتخللها بعض المواقف الغنائية التي تعد محطات للاستراحة من تتبع سرد الأعمال والبطولات.’لاسيما أن الشعوب البدائية ميالة إلى استماع الحديث الطويل ومزج الفنون بعضها ببعض وهكذا تسير الملحمة بسردها القصصي بهدف واحد تتعدد فيه المفاجآت . كما تبدوا الملحمة بحرا واسعا تتدافع فيه الأمواج إلى حد تكاد تتكافأ فيه القوى المتصادمة فتتأزم الأمور وتتعقد ثم تنفرج بحادث مفاجئ يقود إلى الحل فيكون الختام.
* الملحمة نوعان:1 طبيعية 2 مصطنعة .
ـ الطبيعية *
تنشا في مخيلة شعب بدائي فردد ت أحداثها الالسنة وتغنت بها القلوب ثم جاءت عبقرية الشاعر فجمعت الأحداث وربطت الأناشيد وأخرجت بذلك أثرا فنيا ضخما كما هو الحال في إلياذة هوميروس واديسته.
– المصطنعة *
أما الملحمة المصطنعة أو العلمية فهي من فيض قريحة شاعر نشا في عصر تقدم وتفكير وحضارة فتناول موضوعا تاريخيا وأرسل فيه خياله مضخما فاخرج منه قصة شعرية طويلة حافلة بالخوارق وعظيم الأعمال. وهكذا فالملحمة الطبيعية مثل الملحمة المصطنعة موضوعا وبناء وعبارة وان اختلفت عنها في العهد التاريخي لظهورها وناحية طريقة ظهورها. من الملاحم المصطنعة انياذة فرجيل أو فرجيليوس الشاعر اللاتيني و هنريادة فولتير الفرنسي.

2- الشعر المسرحي :

انه التعبير الفني عن حادث من حوادث الحياة البشرية بإحياء مشهده وما يجري فيه من عمل. وهكذا فالفن المسرحي مشهد ناطق متحرك وهو على حد قول أرسطو محاكاة والمؤلف في هذا الفن يتوارى عن الأنظار ويظهر في هذا العمل الأشخاص بأفعالهم وأخلاقهم. وموضوعات المسرح الشعري إما تاريخية وإما أسطورية وإما تحليلية.
تطور الشعر المسرحي في الأدب العربي *
لم يعرف العرب قديما الشعر المسرحي إلا ما كان من أبي العلاء المعري في رسالة الغفران التي اعتبرتها الدكتورة عائشة عبد الرحمن نصا مسرحيا يعود إلى القرن الرابع الهجري. رغم احتكاك العرب قديما بالثقافة اليونانية إلا أنهم لم يحاولوا ترجمة آدابهم ذات الطابع الوثني لتعارضها مع العقيدة الإسلامية باستثناء اثرين في البلاغة والشعر لأرسطو.
ولم يظهر الفن المسرحي إلا في القرن التاسع عشر فقد حاول بعض الشعراء العرب أن يقدموا للمسرح أعمالا شعرية من ذلك ما قام به الشيخ خليل اليازجي في مسرحية * المروءة والوفاء * إلا أنها كانت محاولات ناقصة وبقي الأمر كذلك إلى أن جاء احمد شوقي الذي كانت له صلته بالأدب الفرنسي وطيدة فتأثر بالمسرح التقليدي الكلاسيكي في* استمداد الموضوعات من التاريخ القديم * واختيار الأبطال من علية القوم * وتوظيف اللغة الراقية * فكتب مجنون ليلى * عنترة * مصرع كليوباترة *قمبيز * علي بك الكبير * الست هدى وهي خمس مسرحيات درامية وملهاة واحدة. وقد استقى مادتها من التاريخ الفرعوني والعربي والمجتمع المصري في عصره. وكتب بعده عزيز أباظة *غروب الشمس * شهريار *العباسة أخت الرشيد.
ويرى النقاد أن مسرحيات عزيز أباظة أقوى من الناحية الفنية من مسرحيات شوقي. ثم كتب صلاح عبد الصبور *مأساة الحلاج *الأميرة تنتظر. عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية. غير أن الشعر المسرحي ما يزال محصوله قليلا في الأدب العربي بالنسبة للشعر الغنائي.
خصائص الشعر المسرحي *
– يكتب ليعرض على الجمهور – يعتمد على الحوار – تعتمد المسرحية على عناصر أساسية هي:التمهيد أو المقدمة والعقدة والحل.
في التمهيد يعرض الشاعر الشخصيات والموضوع والزمان والمكان ويشترط فيها أن تكون موجزة مجملة تلمح إلى الموضوع تلميحا من غير تفصيل ولا كشف للمجهول ويتم ذلك عن طريق الحوار.أما العقدة فهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وهي تنطوي على اشتباك الوقائع والأحداث والمصالح والمنازع والمفاجآت والتحولات مما يبعث الشك في صدور المشاهدين والقلق والتطلع إلى الحل.
الحل *وهو خاتمة المطاف والنتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية فتنحل العقدة ويتضح مصير البارزين من أبطال المسرحية ويكون مفجعا في المأساة وسعيدا في الملهاة.
وينصح نقاد المسرحية بان يكون الحل متفقا مع مشاعر الجمهور مرضيا لكل توقعات النفس البشرية لكن البعض لم يلتزم بهذه النصيحة بحجة أن الحياة ليست دائما كما نتوقع. والى جانب هذا تنقسم المسرحية إلى فصول ومشاهد أو مناظر. الفصول هي المراحل الكبرى للعمل والمشاهد هي أجزاء الفصل.والفاصل بين فصل وفصل تسمى استراحة.
3-الشعر القصصي : إن الشعر القصصي قصة تقدم شعرا أو هو شعر موزون مقفى يقدم قصة قصيرة متكاملة الأجزاء متناسقة العناصر.
تطـوره *
الشعر العربي القديم يعنى بإبراز عواطف الشعراء الذاتية وتحديد مواقفهم من الحياة وقلما يلتفت إلى غير ذلك وهو ما جعل الشعر القصصي والمسرحي والملحمي قليلا. وما وجد فانه عبارة عن بذور لعناصر قصصية كما هو الشأن بالنسبة لقصيدة * من قصص الكرم *للحطيئة والتي يقول فيها *
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيه من الإنس وحشة يرى البؤس فيها –من شراسته – نعمى
إنها قصة ضيافة بدوية عرضها الحطيئة تامة الجوانب مكانها الصحراء وزمانها الليل أشخاصها أسرة فقيرة جائعة يقبل عليها ضيف عقدتها تتمثل في قدوم الضيف وعدم توفر الغذاء وتزداد تعقدا بالتفكير بذبح الابن ويأتي الحل بظهور قطيع من الحمر الوحشية وتنتهي القصة نهاية سعيدة. وقد تنوعت الأساليب فيها.
أما في العصر الحديث *
فقد لجا إلى القصة أو الأقصوصة كثير من الشعراء على رأسهم المجددون في الشعر وقد أعانهم الأسلوب القصصي على تحقيق مبادئهم في تحقيق الوحدة العضوية في الشعر. وكان المحافظون قبلهم قد حاولوا الكتابة في القصة كما فعل شوقي في شعره التعليمي يقول في قصيدة الأسد والضفدع **
قالوا: استوى الليث على عرشه فجيء في المجلس بالضفدع
وقيل للسلطان: هذي التي بالأمس آذت عالي المسمع
تنقنق الدهر بلا علة وتدعي في الماء ما تدعي
فانظر إليك الأمر في ذنبها ومر نعلقها من الأربع
فنهض الفيل وزير العلا وقال: يا ذا الشرف الأرفع
لا خير في الملك وفي عزه إن ضاق جاه الليث بالضفدع
فكتب الليث أمانا لها وزاد أن جاد بمستنقع
أما المجددون فقد أحسنوا استعمالها واستغلالها وخاصة بعد أن عرفوا القصة الغربية بخصائصها الفنية فكتب إيليا أبو ماضي الحجر الصغير والتينة الحمقاء التي يقول في مطلعها:
وتينة غضة الأفنان باسقة قالت لأترابها والصيف يحتضر
وقد شاعت القصص الشعرية كثيرا في دواوين المتأخرين من الشعراء.

خصائص الشعر القصصي :

الشعر القصصي قصة تقدم شعرا ويتسم هذا النوع من الشعر بتوافره على العناصر الفنية الأساسية للقصة وهي:السرد:ويشتمل على تقديم أحداث القصة. الوصف: ويحتوي على إبراز سمات أشخاص القصة وبيئتهم. الحوار:وهو ما يجري على السنة أشخاص القصة من حديث واستخدام هذه العناصر يتطلب التنويع في أدوات التعبير من استفهام إلى تعجب إلى أمر أو نهي…
وما دامت الحياة دائمة التطور والتلون والتبدل فالأدب جزء من هذه الحياة لا بد أن يلامسه التطور حتى يواكب العصر. والشعراء العرب لم يتركوا فرصة قد تخدم أدبنا ألا أحسنوا استغلالها من اجل التغيير وإعطاء نكهة جديدة لشعرنا وإضافة أحجار كريمة إلى تاجنا المرصع الجميل.
بالتوفيق ان شاء الله
القالب الشعري
الحياة كالنهر دائمة التطور والأدب العربي جزء من هذه الحياة المتغيرة والمتبدلة. والمتتبع لهذا النهر السائر يلاحظ أن تطور الأدب العربي كان شكلا ومضمونا.فهناك أغراض جديدة ظهرت وقوالب جديدة غيرت شكل الشعر العربي .. فوقف الناس منه موقف المعجب المنبهر أو الساخط الرافض.أما نحن كدارسين فلن نؤيد هذه الفئة أو تلك إلا بعد أن نستعرض التغيرات التي طرأت على الشعر العربي من حيث الشكل أي الوزن والقافية.
حافظ الشعراء على الوزن والقافية محافظة كبيرة خاصة في الفترة التي كان تسجيل الشعر فيها يعتمد على الذاكرة.
وترجع بداية التجديد في الشعر إلى العصر العباسي وتجلى ذلك في الموشحات التي نشأت بالأندلس في أواخر القرن الثالث الهجري حيث كانت الحاجة ملحة إلى لون شعري جديد يواكب الموسيقى والغناء ويتماشى مع طبيعة أهل الأندلس الممتزجي الثقافة. فظهر الموشح الذي تنوع فيه الوزن وتعددت فيه القافية.
– في بداية العصر الحديث حرص المحافظون على قالب القصيدة العربية القديمة من حيث الوزن والقافية. وان ظهرت عندهم بعض الاتجاهات نحو تقليد الموشح الأندلسي كما فعل احمد شوقي في بعض قصائده.
– أما المجددون فقد مالوا إلى التحرر من الوزن والقافية وثاروا على شكل القصيدة التقليدية العمودية.
فماذا نقصد بالقصيدة العمودية أو التقليدية أو الاتباعية ؟.
إنها تعني قصائد الشعر الجاهلي خاصة المعلقات التي لها طريقة معينة تسير عليها ولا تحيد عنها. تبدأ بالوقوف على الأطلال أو الغزل ’ ثم البكاء على الأحبة الراحلين ’ ثم المدح أو الهجاء والوصف وبقية الأغراض الأخرى.
أما في العصر الحديث فأصبحت كلمة الشعر العمودي تعني الطريقة الشكلية العروضية التي اتبعتها القصيدة العربية عبر التاريخ. فالبيت الواحد المكون من شطرين متساويين هو الوحدة الأساسية للقصيدة نلاحظ ذلك في قول ابن زيدون:
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
الشطر الأول الشطر الثاني
القصيدة من بحر البسيط وتفعيلاته هي: مستفعلن فاعلن تتكرر بالتساوي في الشطرين إلى نهاية القصيدة.
لكن المجددين ثاروا على هذا الشكل التقليدي. وقد اتخذ تطور الوزن اتجاهين:
1- من الشعراء من استخدم الأوزان العروضية القديمة مع تصرف فيها وهذا ما نلاحظه في قصيدة* الصباح الجديد *لأبي القاسم الشابي:
من وراء الظلام وهدير المياه
الأبيات من بحر المتدارك وتفعيلاته هي فاعلن ثماني مرات لكن الشابي لم يستعمل إلا أربع تفعيلات. فاعلن فاعلن في الشطر الأول ونفس الشيء في الشطر الثاني.
2 – التزم الشعراء بوحدة التفعيلة ولم يلتزموا بعددها في كل بيت فمرة أربع تفعيلات ومرة تفعيلة واحدة وهكذا…
وهذا ما نلاحظه عند الشاعر الفلسطيني سميح القاسم:
يا عدو الشمس..
في الميناء زينات وتلويح بشائر..
وزغاريد وبهجة..
وهتافات وضجة..
يطلق على البيت في الشعر الحديث اسم* السطر *والسطر يتألف من عدد غير ثابت من التفعيلات . فقد اعتمد الشاعر على تكرار تفعيلة *فاعلاتن * بشكل مختلف في كل سطر شعري.
وهذا النوع بالذات أطلق عليه النقاد اسم* الشعر الحر *لكنها تسمية غير دقيقة والأقرب إلى الصواب هو الشعر الحديث أو شعر التفعيلة وهذه التسمية الأخيرة أدق لان في التحرر من الوزن والقافية عداوة لفن الشعر وميل نحو الركاكة والإسفاف.
لهذا نقول أن الشعر الحديث لم يبتعد كلية عن الشعر العمودي القديم بل أنهما يكادان يلتقيان ويتصافحان. فشعر التفعيلة مقيد بضوابط كثيرة من حيث الشكل والمضمون.وللتأكد من التقارب الشديد بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة سنتعرف أكثر على شكل القصيدة الحديثة من الناحية العروضية. وقبل ذلك علينا أن نتعرف على مصدر هذا الشعر.اهو اقتباس من الغرب ؟ أم أن جذوره تعود إلى أصول عربية قديمة ؟إن الباحث في تاريخ الشعر العربي يجد بذرة الموسيقى الحديثة* موسيقى التفعيلة *في شعر الموشحات التي تعد إرهاصا سابقا لتجديد الموسيقى الشعرية.

خصائص الشعر الحديث :

ركيزة الشعر الحديث هي التفعيلة التي تقوم مقام الشطر وتبقى موسيقى البحر أو الوزن كما هي كل ما في الأمر أن هذه النغمة لم تعد تتمثل في البيت الشعري الذي يحتوي على شطرين متساويين. إنما هي مجموعة تفعيلات قد تقل وقد تكثر في كل سطر حسب الإحساس والنفس الشعري. بالإضافة إلى تنوع القافية وتغير الروي. وينطبق هذا على قصيدة الشاعر الجزائري أبي القاسم سعد الله:
من اللهب الأزرق.
ومن حمرة الشفق.
ولون الدم المهرق.
سيصحو الربيع.
القصيدة من بحر المتقارب لكن الشاعر تحرر من رتابة الاشطر المتساوية والقافية الموحدة والروي الواحد. وقلة هم الشعراء الذين استطاعوا أن يضبطوا موسيقى شعر التفعيلة ويتخطوا اللجة وسط هتاف المؤيدين وضجيج المعارضين ومن هؤلاء العمالقة* نازك الملائكة* وسميح القاسم* وبدر شاكر السياب* ومحمود درويش* ونزار قباني *والبياتي…
نستخلص إذن أن الشعراء لم يبتكروا بحرا جديدا إنما هو فقط تحرر من الرتابة ومحاولة للخروج عن المألوف…
وهل تحرر الشعراء المعاصرون كلية من القافية ؟ نقول لا. وإنما لونوها ونوعوا فيها ولم يلغوها من أشعارهم لان القافية هي التي تشدنا إلى القصيدة فلا يمكن الاستغناء عنها والا خرجنا من دائرة الشعر إلى النثر الفني. والقافية المتغيرة في شعر التفعيلة هي التي تشد القصيدة بخيط دقيق يجعلنا نعجب لهذا النغم الجديد المتنوع كقول نازك الملائكة:
1 في دجى الليل العميق
رأسه النشوان القوه هشيما
وأراقوا دمه الصافي الكريما
فوق أحجار الطريق
2 وعقابيل الجريمة
حملوا أعباءها ظهر العمود
ثم القوه طعاما للحود
ومتاعا وغنيمه
القصيدة من بحر الرمل وهذا التلوين في عدد التفعيلات كان حسب توتر الفكرة لدى الشاعرة وحاجتها إلى التعبير وهي لم تستغن عن القافية وإنما غيرتها من سطر لآخر.
وفي الشعر الحديث هناك نغمة الجملة أو المقطع الكامل الذي يقوم مقام البيت الواحد في الشكل والمضمون يبدو ذلك في قصيدة سعيد عقل:
اركض خلف الوطن المسجون
في غابة الأعراس في طفولة الأجراس
استنفر الأهداب والظنون
حول سرير العشب والحصاد
وأسرج الأفراس
وهناك من جعل الجملة الموسيقية رباعية كما لاحظنا في قصيدة نازك الملائكة.
??????????? * وهي محاولة للتحرر كلية من قيود القافية يظهر هذا في قصيدة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان.
في الليل إذ تنعس روح الوجود
يخطفني شيء وراء الفضاء كأنما يحملني في الخفاء
ضبابة تسير في تيه
الشعر المرسل يصلح للملاحم والشعر المسرحي لأنها تحتاج إلى حرية كبيرة لتصوير الأحداث والشخصيات. والشعر المرسل ما زال نابيا ينفر منه الذوق العربي. وقد بالغ بعض دعاة التطور في الشعر فتحررا من الوزن والقافية تماما فخرجوا بذلك من دائرة الشعر.
ما زالت قضية تطور الشعر من حيث القالب موضوع دراسات ومناقشات ومهما قيل عنها فقد أكسبت الشعر العربي الحديث تعددا في الأشكال وخصوبة في الأفكار

شكرا لج

موفقين

السسلام عليكم
بارك الله فيج
يعطيج العافيه
موفقة

اللعم اعز الاسلام و المسلمين