التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث عن مظاهر الحضارة العربيه الاسلاميه للصف الحادي عشر

السلام عليكم شحالكم اعضااااااااااااااااء المدونة الغالي

دخيلكم ساعدووني بغيت بحث عن مظاهر الحضارة العربيه الاسلاميه وبالاخص عن المظاهر السيااسيه والاداريه

لو ماعليك كلافه بغيته مع تنسيق ف ال word ولاتنسون فهرس ومقدمه ومواضيع وخاتمه ومصاادر لاتبخلووون علي بليييييييييييييييييييييييييييز لاتردووني ان شاء الله احدر مره ثانيه واحصله جاااااااهز والسمووحه منكم واشكر كل اللي راح يساعدني

مسيرة الحضارة العربية الإسلامية من الاقتباس
إلى الأصالة
والإبداع والعالمية
لمعالي الأستاذ الدكتور / أحمد إياد الشطي
وزير الصحة بالجمهورية العربية السورية
والأستاذ الدكتور / برهان العابد

مرت الحضارة العربية الإسلامية بمراحل ثلاث قبل أن تنضج وتبدع وتسهم في بناء حضارة الإنسان أولها مرحلة الترجمة والاقتباس والتمثل التي دامت طوال العصر العباسي الأول وتلتها مرحلة الإبداع والخلق (1) أما المرحلة الثالثة فكانت حقبة العالمية حين أخذ الغرب ينقل إلى لغاته العلوم التي حصلها العرب والتي أبدعوها .
ففي العصر الأموي بدأت حركة ترجمة فردية محددة على يد الأمير خالد بن يزيد الذي دعا بعض علماء مدرسة الإسكندرية إلى دمشق لكي ينقلوا له بعض كتب الإغريق في الطب والفلك والكيمياء ويقول ابن خلكان: كان خالد عالما بالطب والكيمياء وكتب في هذين العلمين وتعلم الصنعة من الراهب اليوناني (مريانوس) . ويؤكد صاحب الفهرست بأن هذه الترجمات هي الأولى من أية لغة منذ ظهور الإسلام (2).
ثم أمر الخليفة عمر بن العزيز بترجمة كتاب طبي من السريانية هو كناش (أهارون) لضرورات عملية بحتة. وبعد نصف قرن استؤنف هذا العمل على نطاق أوسع وأعم جعل من القرن التاسع عصرا فريدا من نوعه في تاريخ الإنسانية.
ففي نهاية القرن الثامن الميلادي لم يكن بحوزة العرب من الثروة العلمية إلا ترجمة لموسوعة طبية وكتب فلكية ولكن لم ينته القرن التاسع إلا وقد تمثلوا كل علوم اليونان وأصبح لديهم علماء من الطراز الأول. فقد تعرفوا على مدرسة جنديسابور التي لعبت الدور الرئيسي في الحركة العلمية التي كانت بغداد مسرحها كما زودتها بخميرة حركت العالم الإسلامي برمته (3).
كان مرض المنصور واستدعاء الأطباء من جنديسابور على رأسهم جرجس بن جبرائيل الشرارة التي إضاءات مشعل عصر نقل العلوم اليونانية والهندية والفارسية والسريانية والقبطية إلى اللغة العربية. فقد أمر المنصور طبية بترجمة بعض الكتب الإغريقية في الطب والفلك والتنجيم ثم مشى حفيده الخليفة هارون الرشيد على خطاه فوسع العمل وأكثر من التراجمة وجلب الكتب الإغريقية إلى بغداد شراء واستنساخا وغنائم حرب وفدية أسرى شملت كتبا في الطب والهندسة والرياضيات والفلك والتنجيم.
ففي هذا العهد كان من أشهر التراجمة ابن المقفع الذي يقترن اسمه بترجمة كتاب كليلة ودمنة. ويذكر ابن النديم بأن الفرس ترجموا إلى لغتهم في غابر الزمان كتبا بالمنطق والطب نقلها ابن المقفع إلى العربية. ويؤكد ذلك وجود عدد كبير من الكلمات الطبية الفارسية التي بقيت مستعملة في الكتب العربية إما كما هي أو بعد تعديل بسيط. كما ترجم محمد بن إبراهيم الفرازي كتاب السند هند في الفلك وقد اختصره فيما بعد الخوزامي ويذكر ابن القفطي أن العرب نقلوا عن الهند كتبا في الموسيقا والحساب (4) هذا وترجمت من اليونانية والسريانية كتب أرسطو في المنطق وكتاب المجسطي في الفلك. ومن أبرز المترجمين في هذه الفترة يوحنا بن البطريق وقسطا بن لوقا ويوحنا ابن ماسويه وقد ألف هؤلاء النقلة كتبا كثيرة في الطب والفلك والفلسفة والرياضيات إضافة إلى ما ترجموه وشرحوه. وبدأ الناس بالإفادة من الكتب المترجمة وتداولوها، على رأسهم المعتزلة، إذ اتصلت بالكتب الجديدة وتعرفت على أرسطو وتأثرت أبحاثهم بالمنطق (5) وبدا هذا التأثير جليا في جميع الكتب التي ظهرت في ذلك العهد والمثل على ذلك كتاب سيبويه الذي كان ترتيبه وتبويبه منطقيا . وفي عيون الأنباء في طبقات الأطباء مسرد لأسماء النقلة يتضمن خمسين منهم إضافة إلى من نقلت له كتب وترجمت باسمه من أكابر الأطباء كيوحنا بن ماسويه وجبرائيل بن بختيشوع بن جبرائيل وداوود بن سيرابيون (6).
وفي زمن الخليفة المأمون كان أشهر التراجمة على الإطلاق حنين بن إسحق الذي يعد مدرسة كاملة إذ كان يشرف في بيت الحكمة على عدد كبير من المترجمين والنساخ ويصلح أخطاءهم ويزودهم بالكتب النادرة التي يجمعها بنفسه ويسعى للحصول عليها ويذكر أنه رحل في نواحي العراق وسافر إلى الشام والإسكندرية وبلاد الروم يجمع الكتب النادرة (7).
لم يكتف حنين بن إسحق بالترجمة بل قام بتأليف كتب في الطب والمنطق والطبيعة وفلسفة أفلاطون وأرسطو (8) ووضع الشروح لما ترجم ولخص المطولات وصحح تراجم السابقين. ويقول مانفرد أولمان (Manfred Ullmann) إنه أسهم في تطوير اللغة العربية وجعلها لغة علوم فهو لم يغن المصطلحات العلمية بإعطاء أشكال جديدة للكلمات أو باستعمال كلمات أجنبية فحسب ولكنه أدخل طريقة التحليل – التركيب التي جعلت من العربية أداة قادرة على التعبير عن أفكار مجردة معقدة وأن هذا الإنجاز عمل فلسفي من الطراز الأول يستحق كل تقدير لأنه لم يلق أية مساعدة من معجميين محترفين فقد كانوا في ذلك الزمن مهتمين بالشعر البدوي وبتفسير القرآن (9). ومن حسن الحظ أن هذه الحركة الجليلة التي قام بها طوال حياته ظلت تسير وتعمل بعد مماته على يد ولديه وتلاميذه (10).
إن أكثر ما ترجمه حنين كان من الكتب الطبية وخاصة كتب جالينوس الستة عشر )كان بعضها من نقل حبيش) كما نقل إلى اللغة العربية سبعة وخمسين كتابا اشترك في نقلها تسعة مترجمين يذكر أسماءهم ابن النديم (11) إضافة إلى تصحيح سبعين كتابا ترجمها تلاميذه إلى العربية، وفي عيون الأنباء ثبت الكتب التي ترجمها وألفها وصلحها وشرحها في مختلف العلوم ملأت صفحات كثيرة ونلحظ من خلال مراجعة التاريخ بأن حركة الترجمة التي دامت قرنين من الزمن ابتدأها الحكام لكنها تنامت وأصبحت حركة شعبية عامة دخلت في صميم حياة وتبناها وغذاها مئات منهم جلهم من الميسورين والأطباء والتجار والوراقين. ويقول جرجي زيدان في هذا الصدد: واقتدى بالمأمون كثيرون من أهل دولته وجماعة من أهل الوجاهة والثروة في بغداد فتقاطر إليها المترجمون من أنحاء الجزيزة و العراق والشام وفارس وفيهم النساطرة واليعاقبة والصابئة والمجوس والروم والبراهمة يترجمون من اليونانية والفارسية والسريانية والسنسكريتية و النبطية واللاتينية وغيرها. وكثر في بغداد الوراقون وباعة الكتب وتعددت مجالس الأدب والمناظرة وأصبح هم الناس البحث والمطالعة وظلت تلك النهضة مستمرة بعد المأمون (13).
ويذكر ابن أبي أصيبعة أسماء أحد عشر من الذين غذوا حركة الترجمة بمالهم وجهدهم ويقول بأن محمد بن عبد الملك الزيات كان يقارب عطاؤه للنقلة والنساخ في كل شهر ألفي دينار ونقلت باسمه كتب كثيرة (14).
لقد انتشرت الكتب التي ترجمت بين الناس فتداولوها ونسخوها وقرءوها وأنشأت الدولة دورا للكتب في كل مكان. ففي عام 891م أحصى مسافر عدد دور الكتب في بغداد فكانت أكثر من مائة (15) . وكان في سوق الكتب عند بوابة البصرة ببغداد أكثر من مائة متجر لبيع الكتب (16) .
فمن هذا الوسط التجاري برز علماء ألفوا الكتب وصنفوها، على رأسهم محمد بن إسحق بن النديم البغدادي صاحب الفهرست، الكتاب الذي يحوي أسماء جميع الكتب والترجمات التي ظهرت خلال القرون الهجرية الأربعة الأولى.
لقد شجع الخلفاء المسلمون هذه الحركة العلمية الشاملة بدافع من حبهم الشخصي للعلم وشعورهم بالمسئولية تجاه الدين الذي يحث على طلب العلم ويرفع من منزلة العلماء. ويقول الدكتور فؤاد سيزكين في هذا المعني: لا بد من فهم موقف الدين الإسلامي من العلم، وموقفة هذا كان المحرك الكبير لا للحياة الدينية فحسب بل للحياة الإنسانية من جميع جوانبها وموقف الإسلام هذا هو الدافع الأكبر في السعي ووراء العلوم وفتح الأبواب للوصول إلى المعارف الإنسانية ولولاه لا نحصرت الترجمة في الأشياء الضرورية للحياة العملية وحدها (17)، ولعل أكبر دليل على أن رغبة المسلمين في العلم لم تنبع من حاجاتهم المادية هو انكبابهم على تحصيل العلوم النظرية البحتة منذ بزوغ شمس هذه الحركة في عهد المنصور فقد ذكر حاجي خليفة أن المنصور أرسل سفراء إلى القسطنطينية جلبوا منها كتب إقليدس وكتبا بالفيزياء ترجموها وقرءوها بسرعة فائقة (18).
كما أن العناية بالفلسفة بدأت في وقت مبكر فقد طرق بابها أبو يوسف يعقوب بن إسحق الكندي منذ أوائل القرن التاسع وإليه يعود الفضل في نشر التفكير الحر المبني على فلسفة أرسطو.
إن تمثل الناس السريع لهذه الثقافة الجديدة على الإسلام أدت إلى ظهور تيار فكري اجتماعي جديد والتعرف على الأفكار الخارجة عن نطاق التفكير الديني جرف فيمن جرف الخليفة المأمون الذي كان لدعمه هذا المنحى الجديد تأثير في حدوث اضطرابات ومع ذلك وبالرغم من معارضة المحافظين فقد عاشت فلسفة أرسطو وترعرعت بين المفكرين والكتاب العرب وعلى رأسهم الفارابي الذي كرس الكثير من أعماله لكتب أرسطو كشرح كتاب البرهان وشرح كتاب الخطابة وشرح المقالة الثانية والثامنة من كتاب الجدل والمغالطة والقياس وغيرها من الموضوعات المتنوعة التي ملأت صفحتين كبيرتين من كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء (19) . كما سار ابن سينا على خطاه فحاول التوفيق بين الدين والمذاهب الفلسفية وبذلك وضع حجر الأساس للبناء الذي شاده ابن رشد بعد قرن من الزمن. ولقد بدا تأثيره واضحا على كثير من المراكز العلمية الأوربية وخصوصا الحركة المدرسية (السكو لاستيك) الممثلة بألبير الكبير ولعل من أكبر المفكرين العرب الذين أثروا في توجيه الفكر الأوروبي أبو حامد الغزالي الذي ساقتة مغامراته في فلسفة أرسطو وتفكيره العقلاني إلى النزوع إلى الشك والالتجاء إلى التأمل الروحي والعزلة والتصوف وقد ترجمت دراساته المتعلقة بالمنطق والفيزياء وما بعد الطبيعة إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر في طليطلة (20).
لقد وصلت الفسلة العربية الإسلامية إلى قمة تطورها في أسبانيا على يد ابن رشد الذي بدت فلسفته متناقضة فيما يتعلق بتأثيرها على الشرق والغرب. فبينما دخلت إلى أعماق الفكر الأوروبي في القرون الوسطى وبقيت مسيطرة حتى قيام العلم التجريبي لم تحظ بنفس المنزلة والقبول في العالم الإسلامي (21) وأكثر من ذلك فقد تعرض ابن رشد للنقد اللاذع وإلى الاتهام بالزندقة والإلحاد من قبل الفقهاءالمسلمين الذين أو غروا عليه صدر المنصور أمير الموحدين فنفاه إلى مراكش وأحرق بعض كتبه ثم رضي عنه وأذن له بالعودة إلى وطنه (22) ومع ذلك فقد اعتبره أتباع الفلسفة الإنسانية (هومانيست) في الغرب أكبر معلق وشارح لأرسطو في التاريخ واعتبرت أعماله في علم النفس والمنطق والإلهيات والفقه كأرفع إسهام في ثقافة القرون الوسطى (23). إن تأثير ابن رشد على آراء القديس توما الإكويني واضح المعالم بالرغم من نقد هذا الكاهن له والتقليل من شأنه فقد ألف القديس توما كتبه بعد أن شاعت بين الرهبان دروس الفلاسفة الأندلسيين وفلاسفة المشرق من المسلمين ولم يكن في كل ما كتب في الله والروح ووسائل الوصول إلى الحقيقة رأي واحد لم يتناوله قبله ابن سينا والغزالي وابن رشد على الخصوص )24 ) . فقد تأثر بأفكاره التي تؤمن باستعمال المذاهب الفلسفية كأدوات لدعم الدين وهي الفكرة التي سيطرت على عقل هذا القديس وأتته مباشرة عن طريق أستاذه ألبير الكبير وترجمات ميشيل سكوت التي قام بها في طليطلة قبل سنوات من مولد القديس توما (25) وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من محاربة الكنيسة لتفاسير ابن رشد فقد أوصى أساتذة جامعة باريس طلابهم علنا بدراستها (26) .
ومن أوائل العلوم التي طرق العرب بابها وأبدعوا فيها الكيمياء وهي بلا شك وليدة مدرسة الإسكندرية وقد وجدت بدمشق أرضا خصبة فقد تعهدها رجلان ينتميان إلى أشرف البيوت خالد بن يزيد والإمام جعفر الصادق الذي أنجب تلميذا ارتبط اسمه مع الكيمياء أبد الدهر وهو جابر بن حيان الذي يعتبر بحق أول رائد لهذا العلم يشهد بذلك أبوبكر الرازي الذي كان يقول: قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان (27) وهو أول من بشر بالمنهج التجريبي إذ أن التجربة تصدرت منهجه العلمي فقد أورد في كتاب الخواص الكبير "والله قد عملته بيدي وبعقلي من قبل وبحثت عنه حتى صح وامتحنته فما كذب" هذا وقد عرف جابر كثيرا من العمليات الكيمياوية ووصفها وصفا دقيقا كالتبخير والتقطير والتكليس والصهر والتبلور والتصعيد ويعود الفضل له في تحضير كثير من المواد الكيمياوية والحموض كما ينسب إليه تحضير مركبات كيمياوية ككربونات الصوديوم والكالسيوم والصودا الكاوية (28).
لقد اعتبر جابر بن حيان أحد كبار علماء القرون الوسطى الذين مهدوا بأعمالهم الطريق أمام ظهور العلوم الحديثة واعتبرت منزلته من تاريخ الكيمياء كمنزلة أبقراط من تاريخ الطب (29) وأن إدخال التجربة في دراسة الكيمياء على يد جابر بن حيان كانت أبرز إبداع حققه العرب في فجر نهضتهم العلمية فقد أضفوا على هذا العلم أصالة البحث العلمي وخلصوا دراساته من السرية والغموض والرمزية التي أحاطت به عند أسلافهم من علماء الإسكندرية بوجه خاص واصطنعوا له منهجا استقرائيا سليما يعتمد على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية (30).
ومن العلوم التي شغل فيها العرب مركز الريادة علم الحساب إذ أن ترجمة كتب كبار العلماء اليونان كإقيلدس وبطليموس وهيرون وغيرهم أثار في نفوس العرب الرغبة في استكشاف مجاهل العلوم الدقيقة، ففي نهاية القرن العاشر أصبح العرب على علم تام بحساب براهماكوبتا الهندي وبالجبر واستعملوا الصفر والنظام العشري الذي أحدث ثورة في عالم الرياضيات ولا أدل على أصالة جهدهم وسبقهم الأمم الأخرى في هذا الميدان من أن كلمات الجبر والكيمياء واللوغاريتم والصفر كلها ذات أصول عربية صريحة. فقد وضع العرب أسس الهندسة التحليلية والمثلثات المسطحة والكروية التي لم تكن معروفة من قبل الرياضيين الإغريق (31) . إذ نشر الخوارزمي منذ عام 825م أعماله الهامة المتعلقة بالجبر وسماها "كتاب حساب الجبر والمقابلة" وأهداه إلى الخليفة المأمون وأشار في مقدمته إلى أنه يسهل حساب الميراث والوصايا والقسمة والمحاسبة التجارية ومسح الأراضي ومخططات حفر الترع وغيرها من الأعمال الهندسية (32) هذا وإن رسالته المشهورة في الحساب والتي تقوم على التدوين العشري وعلى نظام عددي جديد نقله جيرار دوكريمون إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر وكان له أكبر تأثير على الرياضيات في أوربا. وبوساطة هذه الرسالة دخلت الأرقام العربية والصفر والكسور العشرية الحساب الغربي. كما نفحت جدواله الرياضية من قبل المجريطي وترجمت إلى اللاتينية بيد أديللار دوبات عام 1126م (33) . وليس بوسعنا أن نأتي على ذكر جميع الأعلام الذين ساهموا في تطوير العلوم الرياضية في بحث محدود الأغراض كبحثنا فهنالك علماء كثيرون أدلوا بدلوهم في هذا المجال يجدر بمن يريد الإحاطة بالموضوع أن يستعرض أعمالهم كالبيروني والبتاني والبوزجاني وغيرهم .
أما في الفيزياء فلم يكتف العرب بإعادة النظر بنظريات الإغريق وتوضيحها بل إنهم أضافوا إليها الكثير من مكتشافتهم فابن الهيثم المولود في البصرة عام 965م كان بلا شك أكبر فيزيائي عربي فقد عارض في كتابه "البصريات" إقليدس وبطليموس في تصورهما الخاطئ بأن الشعاع البصري يخرج من داخل العين إلى الأشياء الخارجية وبذلك قلب النظرية اليونانية بالنسبة لوظيفة "الحجرة المظلمة" كما درس انكسار الضوء وفي علم الحيل " الميكانيك " عرف مبدأ العطالة التي صاغها فيما بعد إسحاق نيوتن في قانونه المتعلق بالحركة. لقد أصبح كتاب المناظير لابن الهيثم أساس جميع البصريات في القرون الوسطى خصوصا أعمال روجيه بيكون في القرن الثالث عشر. أما في عصر النهضة فقد تأثر به ليوناردو دافنتشي ويوهان كيبلر (35).
لقد وجد العرب لدى الهنود ثروة ضخمة من المعارف الفلكية في كتاب السند هند سرعان ما أمر الخليفة المنصور بنقلة إلى اللغة العربية فقام بذلك محمد بن إبراهيم الفزاري الذي جمع أيضا الجداول الفلكية الساسانية "الزيج" وكان أول عربي يبني إسطرلابا على الطريقة اليونانية.
ونظرا لافتقار العرب لتفهم مبادئ العلوم الرياضية وهي وثيقة الصلة بعلم الفلك فقد أمر الخليفة هارون الرشيد في وقت لاحق بترجمة المجسطي لبطليموس الكتاب الذي يضم المبادئ الأساسية للمعلومات الفلكية كما قام محمد بن موسى الخوارزمي في زمن الخليفة المأمون باختصار كتاب السند هند وعمل منه زيجا اشتهر في كافة البلاد الإسلامية. كما بنى الخليفة مراصد فلكية في كل من دمشق وبغداد كانت بداية انتشار بناء المراصد وتقدم العلوم الفلكية إذا قام الفاطميون بإنشاء مراصد في مصر أشهرها مرصد المقطم. كما أنشأ نصر الدين الطوسي مرصد مراغة في آذربيجان الذي أصبح معهدا للبحوث الفلكية وزوده بآلات رصد متقدمة ونقل إلى مكتبته 400 ألف مخطوط (36) من الكتب التي أنقذت من مكتبات بغداد وسورية في زمن هولاكو . هذا وقد قامت مراصد أخرى في الأندلس والشام وإيران وسمرقند اشتهر من علمائها الطوسي والفرغاني والبتاني وابن يونس والبوزجاني والمجريطي و البيروني وغيرهم.
ومن بين العلوم التي برز فيها العلماء العرب وأنتجوا وأفاضوا على غيرهم مما أبدعوا من معارف علم الجغرافيا فقد ظهر من بينهم منذ بداية القرن التاسع رحالة وجغرافيون طافوا العالم المعروف في زمانهم كالخوارزمي وسليمان تاجر صيراف اللذين بلغا الهند والصين ولحق بهما ابن جبير في القرن الثاني عشر وابن بطوطة في القرن الرابع عشر. وبين الخوارزمي وابن بطوطة ظهرت أعداد من الرحالة والجغرافيين والخرائطيين ومؤلفي المعاجم الجغرافية جمعت أعمالهم في موسوعة من ثمانية مجلدات تحت اسم المكتبة الجغرافية العربية قام بهذا العمل الجليل M.J. GOEJE في ليدن بهولندا في عام 1870 (37).
هذا وتعد أعمال الشريف الإدريسي المولود في سبتة بالمغرب الأقصى أهم ما أنتجه العرب في حقل الجغرافيا لأنها بقيت حتى عصر النهضة، المراجع التي اعتمد عليها الأوربيون في إغناء معلوماتهم الجغرافية.
وبعد زمن الإدريسي بقليل قام الرحالة ابن جبير برحلته إلى مشرق العالم العربي دون خلالها الكثير من المعلومات التي تعتبر وثائق من الدرجة الأولى لأنه حسن الملاحظة وصريح العبارة (38).
كما ظهرت في القرن الثالث عشرة معاجم جغرافية جمع فيها ياقوت والقزويني كثيرا من المعلومات الجغرافية رتبوها على الحروف الهجائية.
لقد ساهمت المنجزات العربية في دفع حركة التجارة بين آسيا وأوربا وبما نجم عن ذلك من تقدم في التجارة الدولية وبالعلاقات بين مختلف الأمم غيرت مجرى التاريخ.
ففي الوقت الذي كان فيه الخلفاء المسلمون يسعون لإحياء علوم اليونان ويحرضون الناس على قراءة كتبها (39) كانت الكنيسة في الغرب تبذل جهودا جبارة للقضاء على العلوم والدراسات واللغة اليونانية في بلاد الغال وبريطانية لأنها تمثل حضارة الكفار غير المسيحيين فقد قال الأب هيرونيموس إن الفكر اليوناني لعنة على البشر (40). لذلك كانت الترجمة العربية لهذا الإرث عملية إنقاذ لكنوز حضارة مهددة بالفناء لأن العالم المسيحي مهد تلك الثقافة اضمحل قسمه الغربي تحت وطأة ضربات البرابرة الذين نهبوا وأحرقوا روما ثلاث مرات بحيث لم يبق بين الخرائب التي خلفها الغزو إلا بعض الرهبان الذين أخذوا يفتشون بين الأنقاض عن بقايا العلوم والمعارف التي بقيت من حضارة ألف عام. وبالرغم من أن هؤلاء الرهبان أنقذوا ما يمكن إنقاذه إلا أن آفاقهم الفكرية كانت محدودة لأن همهم كان محصورا بالآخرة (41) أما بيزنطة وهي وريثة العالم الروماني اليوناني الذي نجا مما أصاب قسمه الغربي من خراب ونهب ودمار فقد تقوقع أباطرتها حول أنفسهم وراء سبعة كيلومترات من الأسوار التي أحاط بها تيودوس عاصمة ملكهم وكأن الأمر لا يعنيهم (42) في هذه الظروف ظهر العالم الإسلامي كقوة متماسكة منسجمة ملأت الفراغ الذي خلفه انقسام العالم المسيحي إلى عالمين غربي وشرقي هدمت العداوة بينهما كل ما خلفته روما وأثينا من صروح حضارية . مما خلق تربة صالحة لنمو التعصب وانتشار الجهل في المجتمعات الغربية التي كانت منذ قرون ترزح تحت كابوسين يقفان في طريق تقدمها. أولهما التعصب الديني وثانيهما انتشار الجهل الذي سماه المؤرخون Penuria Latinitatis القحط اللاتيني وقد التفتت الكنيسة وهي المسئولة عن الدين والدنيا في عالم القرون الوسطى فلم تجدحلولا لهاتين العقدتين إلا لدى العرب فقد وجدت متنفسا للتعصب الديني في شن الحروب الصليبية على عرب المشرق وفتشت عن مناهل المعرفة فوجدتها لدى عرب المغرب في أسبانيا وصقلية وقد سارت هاتان الحركتان العظيمتان بشكل متواز في طرفي العالم الإسلامي (43). وفي وقت واحد تقريبا فبينما كان غودفرو اديوبون وريمون دوسان جيل والإمبراطور كونراد وريشاركور دوليون ولويس التاسع يحرقون المدن ويدمرون الحصون ويقتلون الآمنين في أنطاكية ومعرة النعمان والقدس وحول أسوار دمشق وحلب ودمياط كان أديلار دوبات وجان دوسيفيل وميشيل سكوت وجيرار دوكريمون وغيرهم يصلون الليل بالنهار في مكتبات طليطلة يترجمون كنوز الكتب العربية في مختلف العلوم وينقلونها إلى اللغة اللاتينية التي أصبحت لغة العلم في العالم الغربي . منذ القرن العاشر اجتذب التفوق الفكري لدى عرب الأندلس الكاهن جيربير دواوريلاك فنقل نماذج من علومهم أكسبته من الاحترام والتقدير ما أوصله إلى كرسي البابوية وجاء القرن الحادي عشر بقسطنطين الأفريقي الذي نقل للعالم المسيحي كتاب كامل الصناعة الطبية لعلي بن عباس وزاد المسافر لابن الجزار وشرح لأقوال جالينوس المأثورة وغيرها.
وبالرغم من كل ما ألصق بقسطنطين من اتهامات تتعلق بانتحاله لبعض الكتب العربية التي ترجمها إلى اللاتينية وبالرغم من ترجماته التي تنقصها الدقة فإن العالم الغربي مدين له بفتح أبواب كنوز المشرق وتوجيه الأنظار إليها. فقد مضت ثلاثة قرون على العمل الرائع الذي تناول ترجمة العلوم الإغريقية بالدرجة الأولى والهندية والفارسية والسريانية بالدرجة الثانية إلى اللغة العربية عندما نما وعي الغرب لتأخره ونضج لدرجة أشعرته بحاجته للمعرفة . وعندما أراد إعادة الصلة بالفكر القديم التفت أولا وقبل كل شئ لا للمنابع اليونانية بل إلى العربية التي تنبض بالحياة والموجودة على عتبة داره ففي هذا الوقت عمت العالم الغربي حركة ترجمة واسعة بين لغات العصر وقد كانت الترجمة من العربية إلى اللاتينية أهمها بحيث يمكن القول بأن ما ترجم من اللغة العربية إلى اللاتينية يعادل ما نقل من كل اللغات الأخرى (44) ويعود الفضل فيه إلى رئيس أساقفة طليطلة الفرنسي ريمون الذي جعل من طليطلة منارة اجتذبت كل علماء أوربا خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر . وكانت أول الأعمال التي أوحى بها تتناول الفلسفة وتلي ذلك ترجمات كتب في الرياضيات والتنجيم والفلك والطب ومن أوائل المترجمين في طليطلة جان دوسيفيل الذي ترجم كتاب الروح لابن سينا وكانت حفظ الصحة لأرسطو وكتاب الفرق بين النفس والروح لقسطا بن لوقا وكتاب الأشكال لثابت بن قرة . وترجم غونديسالفي كثيرا من كتب الفلاسفة العرب كابن سينا والفارابي والغزالي واشترك هيرمان دلمات في ترجمة القرآن مع روبير دوريتين وبيرلوفينرابل كما ترجم خارطة نصفي الكرة السماوية لبطليموس. وترجم أفلاطون دوتيفولي كتبا للبتاني طبعت مرات عديدة في بولونية والبندقية و نورامبورغ وقام آديلاد دوبات بزيارات كثيرة إلى البلدان الأوربية والعربية قبل أن يترجم إلى الإنكليزية واللاتينية أصول إقليدس وكتبا في الهندسة وشروحا للمجسطي وجيزا للخوارزمي (45).
على أن أكثر المترجمين إنتاجا و أوسعهم شهرة كان جيرار دوكريمون الذي تميز بتنوع ترجماته فقد شملت علوم المنطق والهندسة والفلك والتنجيم والفلسفة والطب والكيمياء والضرب بالرمل (46) فقد بدأ بتعلم اللغة العربية والتعمق بتقاناتها، وقد جمع هذه الترجمات وحقق وثبت نسبتها له بعد جهود قرنين من الزمن بون كومباني في روما عام 1852م ولوسيان لوكليرك في باريز عام 1874م فقد تبين أن مجموع ما ترجمه جيرار وحده يتألف من واحد وسبعين كتابا على الأقل (47)، ومما لا شك فيه بأنها ثروة علمية ضخمة انتقلت إلى الغرب وأسهمت في تكوين أجيال من العلماء في جامعاته. ومن المؤكد أن كمية الأفكار التي نشرها جيرار دوكريمون وحدة تزيد عن ما نشره جميع أقرانه ومنافسيه. على أن ما تم إنجازه في طليطلة لا يقارن بما أنتجه المشرق العربي من حيث الدقة والأهمية ولكنه لم يكن أقل تأثيرا وأقل فائدة على الصعيد العالمي نظرا لتعطش الغرب للمعرفة فبدون العرب ما كان لعصر النهضة أن يرى النور (48).
هذا وقد كانت صقلية أيضا أحد المناهل التي استقى منها الغرب العلوم العربية ففيها عاش الشريف الإدريسي الجغرافي الذي عهد إليه الملك روجيه الثاني بتأليف كتب في الجغرافيا فقام بذلك خير قيام كما رسم مجموعة من الخرائط شاملة للعالم المعمور ضمت سبعين خريطة إضافة إلى كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق المشهور بكتاب روجار ظل الأوربيون يستقون منه معلوماتهم الجغرافية مدة طويلة (49) كما ترجم في صقلية كتاب المجسطي والبصريات المنسوبة إلى بطليموس ونقل كتاب كليلة ودمنة من العربية إلى اليونانية . ويقول العلامة جورج سارتون إن روجيه الثاني كان أكثر حكام عصره تنورا وقد استطاع أن يجعل من صقلية في مدة قصيرة أرقى وأغنى دولة في أوربا.
وقد تابع الإمبراطور فريدريك الثاني هذا المنهج إذ استدعى إلى بلاطه عددا كبيرا من العلماء والمترجمين على رأسهم ميشيل سكوت الذي ترجم إلى اللاتينية كتاب الفلك للبطروجي إضافة لشروح ابن رشد على مؤلفات أرسطو وقام بتوسيع مدرسيتي الطب في ساليرنو و بادوفا وجعلهما جامعتين كاملتين جاء إليهما بأساتذة من عرب صقلية (50-51).
لقد ازدهرت الحضارة العربية الإسلامية في صقلية في عهد الأمراء الكلبيين واستمر تأثيرها في عهد ملوك النورمان والإمبراطور فريدريك الثاني الذي قام بتنظيم الحياة الاقتصادية في بلاده متبعا الأساليب التي كان النورمان أخذوها عن العرب سواء فيما يتعلق بمصانع الطراز أو أصول المحاسبة المالية التي انتقلت إلى التجار اللومبارديين ومنهم إلى جميع المدن التجارية والدوائر الحكومية في بلاد الغرب ومن المفيد أن نذكر هنا إقدام فريدريك الثاني على وضع نظام جديد للنقد.
كما نقل إلى الأوربيين التفكير العلماني الحر الذي مهد السبيل لعصر النهضة وقد قال عنه المؤرخ السويسري (بوكهاردت) إن فريدريك تلميذ العرب كان أول إنسان أوربي حديث. كما أن ابنه الإمبراطور مانفريد مشى على خطاه في تقريب العلماء وتشجيع الترجمة إذ ترجم له هيرمان الألماني واسطفان المسيني كتبا عربية كما ترجم بنفسه كتابا لأرسطو. وحتى بعد القضاء على عائلة هوهانشتاوفن واستيلاء شارل دانجو على مملكة صقلية لم تتوقف الترجمة إذ أرسل هذا الملك سفارة إلى تونس يطلب من ملكها نسخة من كتاب الحاوي لأبي بكر الرازي.
هذا ولم تقتصر الترجمة على هذه المراكز التي مر ذكرها إذ قام أرمانغو في مونبيليه بترجمة ثلاثة كتب هي الكليات وأرجوزة ابن سينا وشروح ابن رشد للأرجوزة كما ترجم أرنودوفيل نوف في مونبيليه أيضا كتابا لقسطا بن لوقا.
وفي مرسليا ترجم كرومير دوبلزانس كتابا في النبات لحنين بن إسحق وحتى في روان في أقصي شمال فرنسا قام الكاهن سيمون دوجين بترجمة كتاب الأدوية المفردة لسيرابيون.
إن الكتب التي نقلتها أوربا إلى لغاتها كانت تمتاز بالوضوح والترتيب والتسلسل لذلك فقد ظل بعضها كتبا مدرسية بين أيدي الطلاب قرونا عديدة كالقسم الخاص بالجراحة من كتاب التصريف لأبي القاسم الزهراوي الذي طبع في البندقية عام 1497 وفي بال عام 1541 وفي أكسفورد عام 1778 وبقي كتابا مدرسيا للجراحة قرونا عديدة في مدرستي سالرنو ومونبيليه (52) كما ظل كتاب القانون لابن سينا سبعة قرون بين أيدي الطلاب الغربيين.
لقد ألف العلماء العرب كتبا مختصرة وموسوعات مطولة وجداول بشكل أسئلة وأجوبة ونظموا بعضها شعرا بشكل أراجيز يسهل حفظها على الطلاب وسهلوا بشروحهم ومنهجية تأليفهم سبل تحصيل العلوم وطوروا الطرق القديمة التي شاع فيها الغموض والإبهام ولا أدل على ذلك من رأي علي بن عباس حين قال:
إني لم أجد بين مخطوطات القدامى كتابا واحدا يحوي كل ما هو ضروري لتعلم فن الطب فأبقراط يكتب باختصار وأكثر تعابيره غامضة بحاجة إلى تعليق كما وضع جالينوس عدة كتب لا يحوي كل منها إلا قسما من فن الشفاء ومؤلفاته طويلة النفس وكثيرة التردد ولم أجد كتابا واحدا له يصلح كل الصلاح للدراسة (53).
إن هذه العيوب في كتب الأقدمين هي التي حدت بالأطباء العرب لتحاشي ما وقع فيه أساتذتهم الإغريق فعكفوا على وضع كتب جامعة يغني الواحد منها عن مجموعات كثيرة من كتب الأئمة الأولين ومنها الملكي والحاوي والقانون والتصرف وزاد المسافر والتيسر ومئات من الكتب العربية التي شهد مؤرخ الطب (نيوبيرجر)Neuberger بفضلها على طلاب المعرفة في أوربا القرون الوسطى إذ قال:
إن العرب هم الذين أدخلوا النور والترتيب على تراث القدماء الذي طالما اكتنفه الغموض وأعوزه التسلسل . وعوضا عن النقل الآلي للفقرات وتجميع المعلومات واضطراب المخطوطات الكثيرة لدى البيزنطيين صنف العرب كتبا مختصرة جامعة عظيمة التماسك صبوا فيها كل المواد الدراسية الخاصة وعرفوا كيف يقدمون العلوم في أشكال سهلة وصاغوا من لغتهم الحية تعابير علمية مثالية.
هذه الشهادة وأمثالها مما أتى على ألسنة المنصفين من مؤرخي العلوم لهو دليل قاطع على أصالة ما أبدعه العرب في شتى العلوم التي طرقوا أبوابها فقد قال الدكتور عبد الحميد صبرة: إن التراث الذي خلفه العرب شىء آخر غير التراث الذي ورثوه (54) لذلك فإن الادعاء بأن العرب لم يكونوا إلا نقلة لكتب الإغريق افتراء محض على الحقيقة الناصعة التي تؤيدها أعداد وأنواع الكتب العربية التي نقلها تراجمة طليطلة وسالرنو ونابولي والتي أحصها مؤرخ الطب العربي لوسيان لوكليرك. فقد تضمن مسرده كتب خمسة عشر عالما يونانيا بينما كان عدد الذين ترجمت كتبهم من العلماء العرب خمسة وخمسون مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد الكتب العربية تزيد أضعافا مضاعفة عن ما ترجم من الكتب اليونانية. فقد ترجمت تقريبا كل كتب ابن سينا والخوارزمي وحنين ابن إسحق وعلي ابن عباس والرازي وبعض كتب الكندي وثابت بن قرة وابن رشد والغزالي وكثير غيرهم. لقد تلقت أوربا هذه الكتب كما تتلقى الأرض العطشى ماء السماء إذ لم تكد تخرج من بين أيدي التراجمة في طليطلة حتى تلقفها أشهر علماء العصر أمثال روجيه بيكون وألبير الكبير وفانسان دوبوفيه وغيرهم (55).
ففي نهاية القرن الثالث عشر كان طريق الثقافة يبدأ عند أبواب طليطلة ويقطع جبال البيرينيه مارا بالبروفانس ومضائق جبال الألب حتى يصل إلى اللورين وألمانيا وأوربا الوسطى وعبر القناة إلى إنكلترا . وكانت مرسيليا وتولوز وناربونه مونبيليه مراكز فرنسية للفكر العربي. وفي شرق فرنسا كان دير كلوني الذي يضم عددا من الرهبان الأسبان مركزا مهما لنشر العلوم العربية وكان رئيسه بيير لوفينير ابل يشرف عام 1141 على أول ترجمة لاتينية للقرآن إلى جانب نشرات مختلفة ضد الإسلام. فالعلوم العربية التي دخلت اللورين في القرن العاشر جعلت من هذه المنطقة مركزا للنفوذ العلمي في القرنين القادمين بحيث أصبحت لييبج وغورز وكولون وغيرها من المدن أرضا خصبة لنمو المعرفة العربية ومن اللورين انتقلت إلى أجزاء أخرى من ألمانيا ومنها إلى إنكلترا النورماندية وهكذا فقد انتشرت الثقافة العربية الآتية من أسبانيا وصقلية في جميع أنحاء غرب أوربا (56).
أما دور الحروب الصليبية في نقل التراث العلمي العربي فقد كان ضئيلا جدا إذ لم يكترث الصليبيون باقتباس أي شىء من العلوم والمعارف التي كانت قريبة منهم في دمشق وحلب والقاهرة ولم يعرف بأنهم أنجبوا أي عالم اللهم إلا المؤرخ وليم الصوري وبعض الأمراء الصغار الذين تعلموا العربية لأغراضهم اليومية.
إن كل ما نقله الصليبيون من العربية إلى اللاتينية لا يتعدى ترجمة كتاب كامل الصناعة الطبية لعلي بن عباس وسر الأسرار لأرسطو وإن جل ما اكتسبوه من مظاهر الحضارة العربية هو إنشاء المشافي وبيوت العزل والمحاجر الصحية التي كانت الأنموذج الذي قلده الغربيون عند إنشاء المستشفيات في أوربا. إضافة إلى تبدل عاداتهم وتغير سلوكهم من خلال احتكاكهم بالمسلمين. ففي فترات السلم التي كانت أطول من فترات الحرب نشأت بين المجتمعين صلات أدت إلى إزالة الأفكار الثابتة التي جاءت مع فرسان الصليب فقد اكتشفوا من خلال العلاقات الاجتماعية التي نمت بين المعسكرين بأن المسلمين مؤمنون من طراز آخر صلتهم وثيقة بالمسيح وبأمه مريم وبما جاء في العهد القديم من أنبياء ورسل وأن الإسلام ليس ببعيد عن الإرث المسيحي اليهودي الذي عرف به الأوربيون . وبفضل استيطانهم للشرق واختلاطهم بأهله أصبح الفرنجة أكثر إنسانية من آبائهم وأجدادهم الذين رافقوا بطرس الراهب. وقد أكد ذلك الأمير أسامة بن منقذ في كتاب الاعتبار حيث قال: فكل من هو قريب العهد بالبلاد الإفرنجية أجفى أخلاقا من الذين قد تبلدوا وعاشروا المسلمين (57) لقد كان مجرد الإقامة في الشرق وسيلة من وسائل صقل الطباع وتهذيبها ويقول Anthony C.Kerr إنه خلال المائة الثانية للاستعمار الصليبي أصبحت الأرستقراطية الغربية تعتقد بأن خير وسيلة لتربية أبنائها وتنشئتهم نشأة راقية هي إرسالهم إلى الشرق لقضاء سنة أو أكثر لكي يعودوا إلى أهلهم في أوربا أنعم طباعا وأرفع أذواقا وألين في تعاملهم مع الناس نتيجة لاحتكاكهم مع مجتمع ينعم بحضارة أصيلة تتفوق على ما لديهم من مقومات المدنية والقيم الأخلاقية والثروة الثقافية .
إن آثار تغلغل الحضارة العربية الإسلامية وعلومها في صميم حياة الأوربيين يبدو واضحا في الأعداد الهائلة من الكلمات العربية التي دخلت لغات العالم الغربي. فقد فرضت لغتنا نفسها وتركت بصماتها في كل اللغات الأوربية وتسربت إلى كل مناحي الحياة وبرزت جلية في المأكل والملبس والمسكن والبيع والشراء وفي العلوم والفنون والصناعات التي نقلتها أوربا عن العرب.
وما كلمات الجبر والكيمياء والصفر والعنبر والكتيار والأميرال والقطن والليمون والسكر والياسمين والشيك والصوفا وطرف الغار والموسلين والدامسكو البطيخة والبرقوق إلا نماذج أخذت من حقول كثيرة تطفح بالمئات من التعابير والمصطلحات ذات الأصول العربية . وإن آلاف الكلمات التي دخلت اللغتين الاسبانية والبرتغالية احتفظت بجرسها العربي كالقاضي والمخدة والزيتونة والمعصرة والوادي الكبير والناعورة ووداي الحجارة وغيرها. .. ولابد لمن يجتاز الاطلنطي باحثا عن كلمات عربية في لغة القوم إلا أن يجد عشرات منها نقلها المهاجرون الأوائل مع ما نقلوا من متاع وأفكار فكلمات الكامل والساهارا والشريف والكازيل والديفان والماترس والكاندي إلا أدلة على وجود غيرها من الكلمات ذات الأصول العربية .
هذا وقد قام الأستاذ ارنولدشتيجر Prof. Arnold Steiger من جامعة زوريخ في سويسرا بعمل علمي فيلولوجي رائع إذ جمع وصنف أعدادا كبيرة جدا من الكلمات العربية التي دخلت اللغات الرومانسية (أي الناشئة عن اللاتينية) وردها إلى أصولها العربية إن هذا العمل في فقه اللغة التاريخي يكاد يكون الوحيد من نوعه ويتميز بالدقة والكم عن كل ما سبقه من أبحاث (58).
ويتجلى انتقال الإرث الحضاري العربي الإسلامي من القومية إلى العالمية في انتشار الكتب العربية بين أيدي الطلاب في كل البلدان الأوربية ولا أدل على ذلك من أن كتاب القانون طبع ست عشرة مرة حتى عام 1500 مقابل طبعة واحدة لجالينوس وفي القرن الذي تلاه زاد عدد الطبعات فبلغت العشرين وظل القانون يطبع سنة بعد سنة حتى النصف الأول من القرن السابع عشر وبذلك يكون هذا الكتاب العربي أكثر كتاب طبي درسه طلاب المعرفة في تاريخ العالم (59).
ولم يقتصر نقل الغرب لعلوم العرب على ترجمة الكتب بل كانون مضطرين إلى أخذ المعارف وإلى أخذ أنظمة المؤسسات المختلفة والجامعات (60).
فقد تأسست في كثير من المدن الكبرى في الأندلس معاهد عليا يمكن مقارنتها بجامعاتنا في العصر الحاضر، ولا شك في أنها النماذج التي قلدتها أوربا عندما أسست جامعاتها إذ كان في كل من مدن قرطبة واشبيلية وملقا وغرناطة جامعة تحتوي على أقسام للفلك والرياضيات والكيمياء والطب والحقوق والفلسفة إضافة لعلوم الدين وكان عدد طلابها يبلغ الآلاف وشهاداتها تمهد الطريق للوصول إلى أعلى المراتب. وقد تدفق على هذه المؤسسات العلمية الكثير من القشتالين وغيرهم من الطلاب الأجانب لا من أسبانيا فحسب بل من أوربا وأفريقيا وآسيا (61) لأن أقدم الجامعات الأوربية وهي أوكسفورد وكمبريدج وباريز وبادوفا لم تؤسس إلا في العقود الأولى من القرن الثالث عشر (62) أي بعد الجامعات العربية بعدة قرون .
إن انتشار العلم وشغف الناس بالحصول على المعرفة رافقته رغبة جامحة في اقتناء الكتب وجمعها وتداولها إضافة إلى بناء المكتبات التي كانت تعد بالعشرات في المدن الكبرى فضلا عن المكتبات الخاصة التي أصبحت من سمات الثراء وسعة الحياة فقد ذكر أن مكتبة ابن عباد الخاصة كانت تحوي ما يزيد على مائتي ألف مجلد.
إن وجود هذه الأعداد الضخمة من الكتب بين أيدي الناس ما كان ليحصل لولا وجود صناعة الورق وهي أفضل هدية قدمها العرب لأوربا . فمن مراكش حيث دخلت صناعة الورق لأول مرة انتقلت إلى أسبانيا في منتصف القرن الثاني عشر ومنها إلى إيطاليا على يد مسلمي صقلية عام 1270 ومن أسبانيا انتقلت هذه الصناعة إلى فرنسا ومنها انتشرت في أوربا.
هذا ولم يبق في أسبانيا بعد خروج العرب منها إلا أقل من ألفي مجلد جمعها فيليب الثاني (1556-1598) ومن أتى بعده وهي النواة التي كونت مكتبة الاسكوريال (63). لقد عكف المتنورون من ملوك أسبانيا على إنقاذ ما بقي من الكتب بعدما عملت الكنيسة على إحراق كل ما خلفه العرب من مكتبات، و كافحت بنفس الهمة اللغة العربية والحضارة العربية فأحرقت كل ما عثرت عليه من الكتب وخصوصا ما يبحث منها في العلوم الإسلامية فلقد ترأس الكاردينال كسيمنيس دوسيسنيروس Ximenez De Cisneros كاهن الملكة حملة التنصر الإجبارية لمن تبقى من المسلمين في أسبانيا فبدأ بإشعال النار بالكتب العربية في غرناطة عام 1499 وتكفلت محاكم التفتيش بإكمال رسالته في محو كل أثر علمي أو اجتماعي للمسلمين في أسبانيا بما في ذلك الحمامات (64).
لقد أحرقت الكنيسة كل ذلك ولكن النار لم تتعد حدود أسبانيا ولم تصل إلى كتب الجبر والحساب والفيزياء والكيمياء والطب والفلك والفلسفة التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية في طليطلة والمكدسة في مكتبات جامعات نابولي وساليرنو وأوكسفورد وباريز ومونبيليه وبادوفا وغيرها ولم تتمكن الكنيسة من نزع تلك الكتب من بين أيدي الطلاب في أوربا كلها فقد أصبحت منذ القرن الثاني عشر جزءا من الثروة العلمية العالمية بعد أن استحوذت عليها كل الشعوب الأوربية ونقلتها إلى لغاتها الوطنية. إذ كان نقلة العلم العربي خليطا من الإنكليز والفرنسيين والإيطاليين والألمان والبرتغاليين والأسبان واليونان والفلمنكيين والدلماسيين.
لم تكن العلوم والفلسفة هي الشيء الوحيد الذي نقله الغرب عن الحضارة العربية بل كان للأدب نصيبه في ترك بصماته على حياة الناس العاطفية. فقد كان الشعر العربي بصورة عامة والغزلي منه بصورة خاصة موضع إعجاب المسيحيين الأسبان الذين تأثروا به لدرجة جعلت سماته تبدو واضحة على الشعر الشعبي القشتالي الواسع الاستعمال في التراتيل المسيحية بما في ذلك ترانيم عيد الميلاد (65) كما ظهرت في الأدب الأسباني معالم جديدة واضحة للحب العذري وشعر الهيام واللوعة وحرقة الهوى على طريقة مجنون ليلى وهو ما لم تعرفه أوربا قبل تعرفها على الشعر العربي (66). كما وقلد المغنون الجوالون )التروبادور في جنوب فرنسا والمينيسينغر Minnesingers في ألمانيا ) الزجل الأندلسي في أغانيهم (67) وبفضل الاتصال المسلح مع مسلمي أسبانيا ظهرت أغنية رولان وهي أنبل أثر للأدب الأوربي في أوائل عهده.
هذا ولا يتسع المجال للكلام عن أثر ألف ليلة وليلة على الأدب الغربي العاطفي فقد خلفت من ملامحها الشئ الكثير على أعمال جيوفاني بوكاشيو Giovanni Boccaccio أبو النثر الإيطالي وعلى إنتاج تشوسر Chaucer رائد الأدب الشعري الإنكليزي ) 68 ) في القرن الرابع عشر . ومما لا شك فيه بأن رائعة دانتي الكوميديا الإلهية La Divine Comedie استقت مادتها من منابع إسلامية،فقد نشر المستعرب الأسباني والعالم اللاهوتي ميكيل بالاسيوس عام 1919 بحثا يثبتفيه التطابق المذهل بين الصورة الصوفية الإسلامية والكوميديا الإلهية سواء فيما يتعلق بالمخطط الأساسي أو بالتفاصيل فالتشابه واضح مع ما في رسالة الغفران للمعري وقصة المعراج لمحي الدين بن عربي. مما لا يدع مجالا للشك كما يقول آسين بالاسيوس بأن أبا أدب عصر النهضة مدين بنسيج قصيدته الخالدة للصوفية الإسلامية أسطورة وكلمات (69).
ولعل أرقي القيم الأخلاقية التي حملها العرب المسلمون إلى أوربا القرون الوسطى هي التسامح الديني والمجتمعات المتعددة الديانات فقد تعرف الغرب لأول مرة على المجتمعات المختلطة بوساطة إسلام أسبانيا وصقلية والمشرق حيث أعطى المسلمون في تلك البلاد أمثولة للانفتاح والتعايش مع المخالفين لهم بالعقيدة وأقاموا دولا وممالك عاشت قرونا عديدة تعايشت فيها مجموعات متنافرة وطوائف مختلفة وتعاونت على خلق مجتمعات سادها العدل واحترام الحق مما لم يكن له وجود في البلدان المسيحية الغربية، فالإسلام كما يقول الباحث سيسيل موريسون Cecile Morisson يعترف بوجود مجتمعات وطوائف مخالفة له ضمن كيان دولته ويخص أهل الكتاب من المسيحيين واليهود بنوع من الضيافة والحماية شريطة اعترافهم بالسلطة ) 70 ) كما يقول المؤرخ اليهودي كلودكاهين Claude Cahen: كان العالم الإسلامي حتى نهاية القرن الحادي عشر صورة رائعة لمجتمع متعدد الديانات حيث يسيطر الإسلام سياسيا ويسود في نفس الوقت تعايش قل وجوده في مجتمعات أخرى (71) . إن هذه الأفعال والأقوال أوسمة على صدر الإسلام ولقد حاول ملك فرنسا هنري الرابع تقليد الأنموذج الإسلامي بعد انتهاء الحروب الدينية في القرن السادس عشر فمنح البروتستانت في مملكته بموجب مرسوم نانت L’edit de Nante بعض الحقوق ما لبث أن ألغاها لويس الرابع عشر بعد قرن من الزمن Revocation de l’edit de Nante فعاد الاضطهاد الديني إلى ما كان عليه وبقي حتى قيام الثورة الفرنسية.
إن هذا النوع من التطور الاجتماعي الذي حمله المسلمون وطبقوه منذ إقامة ملكهم في أسبانيا وصقلية في القرنين الثامن والتاسع لم تطبقه أوربا إلا بعد قيام الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر أي بعد المسلمين بألف عام.

المراجع
العربية والفرنسية والإنكليزية
1- الدكتور فؤاد سيزكين- أبحاث الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب، مكانة العرب في تاريخ العلوم ص48 معهد التراث العلمي العربي جامعة حلب 1977.
2- محمد بن إسحاق بن النديم البغدادي: الفهرست ص680 تحقيق الدكتورة ناهد عباس عثمان- دار قطري بن الفجاءة 1985.
3- Lucien Leclerc- Histoire de la Medicine Arabe, Page 90 Tome I Paris Ernest Leroux 1876
4- الوزير جمال الدين أبي الحسن
على بن القاضي الأشرف يوسف القفطي: إخبارضم العلماء بأخبار الحكماء ص175 دار الآثار للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت .
5- أحمد أمين: ضحى الإسلام الجزء الأول ص277 مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر- القاهرة 1952.
6- موفق الدين أبي العباس أحمد بن قاسم بن خليفة بن يونس السعدي الخزرجي المعروف بابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، شرح وتحقيق الدكتور نزار حنا ص276-284 منشورات دار مكتبة الحياة- بيروت 1965.
7- ضحي الإسلام أحمد أمين ج1 ص299.
8- نفس المصدر السابق ص300.
9- Manferd Ulmann,Islamic Surveys II P. 9 Edinburgh University Press 1978.
10- أحمد أمين: ضحى الإسلام ج1 ص300.
11- ابن النديم- الفهرست: ص579 وما بعدها.
12- ابن أبي أصيبعة- عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص271 -274.
13- جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي ج3 ص142 مطبعة الهلال بالفجالة مصر 1904.
14- ابن أبي أصيبعة ص284.
15- زيغريد هونكة: شمس العرب تسطع على العالم ص385 المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر – بيروت 1964.
16- نفس المرجع السابق ص390.
17- فؤاد سيزكين: أبحاث الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب- مكانة العرب في تاريخ العلوم ص48 معهد التراث العلمي جامعة حلب- 1977.
18- Lucien Leclerc. Tome I Page 125.
19- ابن أبي أصيبعة عيون الأنباء ص608-609 .
20- Aziz S. Atiya: Crusade , Commerce and Culture p. 217 Indiana University Press, Bloomington 1962.
21- Ibid p. 218
22- خير الدين الزركلي- الأعلام ج6 ص213 الطبعة الثالثة- بيروت 1969.
23- Aziz S. Atiya p. 217
24- عباس محمود العقاد- أثر العرب في الحضارة الأوربية ص106 دار المعارف بمصر الطبعة الثانية 1960 .
25- Aziz S. Atiya p. 76
26- Ibid. page 219
27- ابن النديم: الفهرست ص683 طبعة دار قطري بن الفجاءة 1985.
28- تاريخ العلوم والحضارة الإسلامية- مطبوعات جامعة الإمارات العربية ص339.
29- Lucien Leclerc P. 76
30- Ibid
31- Aziz S. Atiya p. 222
32- Ibid P. 222
33- Ibid P. 223
34- 223 Ibid P.
35- Ibid P. 249
36- تاريخ العلوم والحضارة الإسلامية ص270 وما بعدها. مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة الطبعة الأولى 1989.
37- Aziz S. Atiya the Crusade , Historiography and Bibliography VII Bibliotheca Geographorum Arabicorum P.P 73 , Indiana University ,Press Bloomington 1962.
38- Encyclopaedia Universalis. Vol II p. 213.
39- جرجي زيدان: تاريخ التمدن الإسلامي ج3 ص142 مطبعة الهلال 1904.
40- زيغرند هونكه- شمس العرب تسطع على العالم ص361.
41- Benoist Mechin Frederic de Hohenstaufen p. 42 Librairie Academic Perrin 1980.
42- نفس المرجع السابق.
43- Lucien Leclerc. Tome II P. 343
44- Georges Sarton.Introduction to the History of Science p.114
45-Lucien Leclerc.Tome II P.295 Ibid p. 427
47- Georges Sarton.Introduction to the History of Science p.p. 339 Vol II part I Published by Williams and Wilkins Company, Baltimore 1931.
48- Lucien Leclerc. Tome I p. 367
49- الدكتور كامل عياد: أثر صقلية في نقل الحضارة العربية الإسلامية إلى الأوربيين ص11- أبحاث المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية دمشق 2-7 نيسان 1981.
50- نفس المرجع السابق.
51- زيغرند هونكه ص450.
52- زيغرند هونكه ص347.
53- نفس المرجع السابق.
54- الدكتور عبد الحميد صبرة- مدخل إلى تاريخ العلوم عند العرب ص16- عاديات حلب الكتاب الثاني 1976- جامعة حلب- معهد التراث العلمي العربي.
55- Lucien Leclerc. Tome II p. 347
56- Philip K. Hitti. the Arabs, a short history p. 177
57- أسامة بن منقذ- كتاب الاعتبار ص233 مطبعة وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1980.
58- Aziz S. Atiya p. 240
59- زيغرند هونكه- شمس العرب تسطع على العالم ص315.
60- الدكتور فؤاد سيزكين: مكانة العرب في تاريخ العلوم – أبحاث الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب ص55 جامعة حلب 1977.
61- Philip K. Hitti. the Arabs, a short History p. 159
62- Encyclopaedia Universalis. France Vol. 10 page 786. Editeur A Paris 1968.
63- Philip K. Hitti p. 166
64- Ibid
65- Ibid
66- Ibid
67- Aziz S. Atiya p. 242
68- Ibid
69- Ibid p.257
70- Cecile Morrisson , Les Croisades p. 121 , Presses Universitaires de France 1977
71- Claude Cahen , Orient et occident au temps des croisades page 20. Aubier Collection Historique, 1983.

الووووووووووووووووووووو

كبير جداااااااااااااااااا

تفضلو ها التقرير بس يبا شوي تعديل فيه ارجو ان ينال اعجابكم

المقدمـــــــــة

الحمد الله رب العالمين ، و الصلات و السلام على أشرف المرسلين سيدنا

محمد (صلى الله عليه وسلم) يسعدني أن أقدم

لكم تقريري المتواضع الذي يتحدث عن مظاهر الحضارة العربية الإسلامية

و خصائص الحضارة العربية الإسلامية و اسس الحضارة العربية الإسلامية ومميزات الحضارة العربية الإسلامية…

مظاهر الحضارة العربية الاسلامية

للحضارة عناصر تتألف منها ، ومظاهر متعددة تظهر بها :

1- المظهر السياسي : ويبحث في هيكل الحكم ، ونوع الحكومة ، ملكية أم جمهورية ، دستورية أم مطلقة ، والمؤسسات الإدارية والمحلية.

والدولة تنشأ بسبب ضرورة النظام ، ولا يعود بالإمكان الاستغناء عنها ، وتصبح الدولة وسيلة للتوفيق بين المصالح المتباينة التي تكون مجتمعاً مركباً، ويرى ول ديورانت أن (العنف هو الذي ولد الدولة) ، وأن الدولة هي نتيجة الغلبة والفتح ، وتوطد نفوذ الغالبين ، كطبقة حاكمة على المغلوبين.

2- المظهر الاقتصادي : ويبحث في موارد الثروة ، ووسائل الإنتاج الزراعي والصناعي ، وتبادل المنتجات.

3- المظهر الاجتماعي : ويبحث في تكون المجتمع ونظمه ، وحياة الأسرة ، والمرأة ، وطبقات المجتمع ، والآداب ، والأعياد.

4- المظهر الديني : ويبحث في المعتقدات الدينية ، والعبادات ، وعلاقة الإنسان ونظرته إلى الكون والحياة.

5- المظهر الفكري : ويبحث في النتاج الفكري ، من فلسفة وعلم وأدب.

6- المظهر الفني : ويبحث في الفن المعماري ، والرسم ، والموسيقى ، وغيرها من الفنون.

خصائص الحضارة الإسلامية ومظاهرها

خصائص الحضارة الإسلامية للحضارة الإسلامية أسس قامت عليها، وخصائص تميزت بها عن الحضارات الأخرى، أهمها:
1- العقيدة:
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد التي تُفرِد الله سبحانه بالعبادة والطاعة، وحرص على تثبيت تلك العقيدة وتأكيدها، وبهذا نفى كل تحريف سابق لتلك الحقيقة الأزلية، قال الله تعالى: {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوًا أحد} [الإخلاص: 1-4].
فأنهي الإسلام بذلك الجدل الدائر حول وحدانية الله تعالى، وناقش افتراءات اليهود والنصارى، وردَّ عليها؛ في مثل قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}
[التوبة: 30-31].
وقطع القرآن الطريق بالحجة والمنطق على كل من جعل مع الله إلهًا آخر، قال الله تعالى: {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون} [الأنبياء: 21-22].
2- شمولية الإسلام وعالميته:
الإسلام دين شامل، وقد ظهرت هذه الشمولية واضحة جليَّة في عطاء الإسلام الحضاري، فهو يشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، كما أن الإسلام يشمل كل متطلبات الإنسان الروحية والعقلية والبدنية، فالحضارة الإسلامية تشمل الأرض ومن عليها إلى يوم القيامة؛ لأنها حضارة القرآن الذي تعهَّد الله بحفظه إلى يوم القيامة، وليست جامدة متحجرة، وترعى كل فكرة
أو وسيلة تساعد على النهوض بالبشر، وتيسر لهم أمور حياتهم، ما دامت تلك الوسيلة لا تخالف قواعد الإسلام وأسسه التي قام عليها، فهي حضارة ذات أسس ثابتة، مع مرونة توافق طبيعة كل عصر، من حيث تنفيذ هذه الأسس بما يحقق النفع للناس.
3- الحث على العلم:
حثت الحضارة الإسلامية على العلم، وشجَّع القرآن الكريم والسنة النبوية على طلب العلم، ففرق الإسلام بين أمة تقدمت علميًّا، وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]. وبين القرآن فضل العلماء، فقال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: 11].
وقال رسول الله ( مبيِّنًا فضل السعي في طلب العلم: (من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة) [البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه]. وقال (: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) [البخاري وأبوداود والترمذي وابن ماجه].
وهناك أشياء من العلم يكون تعلمها فرضًا على كل مسلم ومسلمة، لا يجوز له أن يجهلها، وهي الأمور الأساسية في التشريع الإسلامي؛ كتعلم أمور الوضوء والطهارة والصلاة، التي تجعل المسلم يعبد الله عبادة صحيحة، وهناك أشياء أخرى يكون تعلمها فرضًا على جماعة من الأمة دون غيرهم، مثل بعض العلوم التجريبية كالكيمياء والفيزياء وغيرهما، ومثل بعض علوم الدين التي يتخصص فيها بعض الناس بالدراسة والبحث كأصول الفقه، ومصطلح الحديث وغيرهما.

أسس الحضارة العربية الإسلامية

أولا ً : الدين الإسلامي : و هو العامل الرئيسي في تشكيل المجتمع الاسلامي و حضارته
ثانيا : اللغة العربية : و لغة القرآن الكريم و لغة العرب الفانحين و الأبطال المجاهدين المسلمين
ثالثا ً : الشعوب الإسلامية : و هم الذين يكونون المجتمع الإسلامي و هم كل من أسلم من غير العرب
رابعا ً : التراث الحضاري للأمم الغابرة و المعاصرة :نشأت الدولة الإسلامية و توسعت في بقعة شهدت تراثا ً عريقا ً و الحضارة شأنها شأن الحضارات التي سبقتها و المعاصرة لهما اقتبست من الحضارات التي سبقتها.

مميزات الحضارة العربية الإسلامية

أولاً : الوحدانية : و هي أن المسلمين يؤمنون بأن الله واحد لا شريك له لم يلد و لم يولد و لم يكن له شريك أحد
ثانياً : الشمول : و هي ان الإسلام لم يقتصر بالأخذ من الحضارات التي سبقته بل أخذ منها و صححها و أضاف عليها ..و نظر الإسلام إلى كل ما في الحياة نظرة شاملة
ثالثا ً : التسامح : انتشر الإسلام لأسباب عديدة منها تسامح التجار و حسن خلقهم في التعامل مع الناس و مسامحتهم لهم
رابعا ً :الأصالة : هو أن الحضارة الإسلامية تميزت بالإبداع و الاصالة
خامسا ً : الإنسانية : جاء الإسلام مكرما ً للإنسان فنظر إلة نظر تكريم و احترام بعكس الديانات الأخرى التي نظرت للإسلام نظرة قبح و قذارة

خاتمة
وفي الختام أرجو أن يكون تقريري قد نال إعجابكم ورضاكم ,,, لقد استفدت منه كثيراً

…حيث تعرفت على أشياء كثيرة عن مظاهر الحضارة العربية الإسلامية من مثل خصائصها و مميزاتها …..

مصادرو المراجع

– الحضارة العربية والإسلامية وموجز عن الحضارات السابقة ، للدكتور شوقي أبو خليل ، ص 26.
http://www.kuwait25.com/encyclopedia…hp?book=7&id=2
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف السادس

ادخلوا بليييز ابغي تهيئه لدرس مصر الحضارة للصف السادس

السلام عليكم ورحمه الله

شحالكم ..؟؟
انشالله بخير

المهم

انا ابغي تهيئه حق درس مصر الحضارة
بلييز
بليييز
بلييييز
بليييييز
بلييييييييييييييييز

والله ضروري

اتمنى منكم المساعده

ومع السلامه

ممكن تطبعي صور الأهرامات وتغلفيها تغليف حراري وتحطيها عالسبورة وتسأليهم عن الدولة

تتحدثوا شوية عن مناخها وموقعها الخ ..

ممكن كمان تحطي صورة رئيس الدولة

تسلمين حبوبه والله ماقصرتي .. بس مافي غيره ؟؟

اممممممم

ممكن تعملي لعبة كلمات متقاطعة يطلع في النهاية أحرف تكون اسم دولة مصر

ممكن تحطي أحرف كلمة مصر على بطاقات وتخبيهم في أماكن في الصف وتخليهم يدورا ويعرفوا اسم الدولة ^^

تسلميييييين واللله

بس انا بعد ابا بوربوينت عن هذا الدرس ><

تسلم

الصراحه انا بعد ابي نفسج

…… للرفع

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنجر مشاهدة المشاركة
الصراحه انا بعد ابي نفسج

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير . بحث عن الحضارة الفرعونية للصف العاشر

ضروري جدا بعد باشر اخر يوم لو سمحتوا ضروري

بارك الله فيج

تاشكووووراااتي هجورة ع المسااعدة

تم غلق لانتهاء غرض المطلوب

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير التاريخ عن الحضارة و تطورها المقدمة و الموضوع و الخاتمة و الرأي -تعليم الامارات

ممكن اتساعدوني في تقري التاريخ
عن الخضارة و نطورها و يكون فيه المقدمة و الموضوع و الخاتمة و الرأي
و المصدر فيه محدد في التقرير.

الملفات المرفقة

السلام عليكم اشحالج عساج ابخير

ياسر جاسم قاسم… الحضارة الانسانية وقدرتها على اختراق التاريخ
التاريخ: Thursday, April 20
الموضوع: مقالات

الحضارة هي ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته سواء أكان المجهود المبذول للوصول إلى تلك الثمرة مقصوداً أم غير مقصود وسواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية ( دراسة في أصول وعوامل قيام الحضارة وتطورها د. حسين مؤنس)

وهذا المفهوم للحضارة مرتبط أشد الارتباط بالتاريخ لأن التاريخ هو الزمن والثمرات الحضارية تحتاج إلى زمن لكي تزدهر ولا تتبين القيمة الحقيقية لأي ثمرة حضارية إلا إذا جربها الإنسان في الاستعمال مرة بعد أخرى وعرف فائدتها وتعلم كيف يصنعها كما أراد وهذا يحتاج إلى وقت أي زمن وتاريخ ولا بد أن يتكاثر صنع الشيء ويتراكم حتى يكون له أثر في حياة الإنسان ويصبح جزءاً من هذه الحياة ومن المؤكد عند العلماء أن كل اكتشاف من الاكتشافات المبكرة التي كونت الخطوات الأولى في المسيرة الحضارية اكتشفت وأهملت أو نسيت أكثر من مرة في نفس الجماعة حتى اتضحت قيمتها العملية فحمل الناس على الإكثار منها واستعمالها ومع الإكثار بتحسين النوع وزادت الكمية أن الأسس الحضارية هي أسس الأزدهار بشرط التنوير أي أن الأساس الحضاري هو أساس مرن قابل للتبادل والتوافق والتحاور وصنع الأساس إنما يعتمد على الأسس التنويرية التي ارتبطت بمفاهيم الحضارات وأصبحت أداة من أدوات الحياة اليومية وهذا هو ما يسمى بالقيمة التراكمية.

(Cumulative value) وهذا أيضاً يحتاج إلى زمن وتاريخ وقد وجد تاريخياً ما يثبت وجود وأسس الحضارات التي قامت والتي يجب معرفة ماهياتها فقد وجدت أقراص الخبز في قبور الفراعنة فهذا حتماً يتبين أن وراء هذه الأقراص تاريخ طويل فمن هذه الحضارات استلهمنا أنهم يعرفون القيمة الغذائية لسنابل القمح في حين أن بعض القبائل كانت تأخذ القمح على شاكلته وتأكله ولا تعرف كيفية تحويله إلى القيم الغذائية الخالصة وما هذا إلا مثل بسيط على أسس الحضارة القديمة وهنا ومرة أخرى تتجلى لنا الصلة بين الحضارة والتاريخ والحضارة والتاريخ مرتبطان أحدهما بالآخر أشد الارتباط ولا يستطيع الإنسان أن يتحدث عن الحضارة حديثاً معقولاً إلا إذا عرف ماهية التاريخ معرفة معقولة.

ونشير هنا إلى مقولة أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الذي أيد هذا الرأي في كتابه المسمى ( مراتب العلوم )) كذلك نستدل من هذا الارتباط أن للعقل وجوداً محورياً مهماً فهو الذي يصنع الحضارة وبمزيات تتراتب وتقدم الزمن وعندما يذكر العقل يزيد به النشاط الذي يقوم به عضو في كيان الإنسان وهو المخ وهناك فرق بين المخ والعقل فالمخ عضو يشترك فيه الإنسان مع بقية الحيوانات والطيور ولكن مخ الإنسان أكبر من المخ عند غيره من الحيوان وأكثر تعقيداً وخلاياه أكثر تنوعاً وقد احتاج الإنسان إلى عشرات الألوف من السنين لينصقل ذهنه وثم صف ملكاته ويصبح قادراً على عقل الأشياء أي ربطها بعضها ببعض وملاحظة الأشياء والظواهر واختزان نتائج هذه الملاحظات.

وعندما تنبه الإنسان إلى أن له عقلاً أي قدرة ادراك الأشياء وفهمها والربط بين الظواهر بعضها ببعض خطا الخطوة الأولى في طريق الحضارة ومن هنا يقول بعض العلماء أن العقل نفسه أول مخترعات الإنسان ولنذكر أن اللفظ العربي (عقل) بمعنى القدرة على عقل الأشياء أي القبض والسيطرة عليها أدل على مفهوم العقل من اللفظة الإنكليزية وهي mind وأصلها هو جعل to mind ومعناه الأول يتذكر وهي قدرة واحدة من قدرات العقل ولفظ reason ومعناه الدقيق السبب ثم فرعوا عليه المعاني الأخرى التي تتصل بالعقل وكذلك يقال عن لفظها raison & esprit الفرنسيين ولفظي vernunft و geist الألمانيين وهذا ما ذكره الدكتور حسين مؤنس في تحليله للفظ (عقل) ومن الواضح أن قدرة الذهن على (العقل) أو عقل الأشياء كانت قليلة أول الأمر ثم ازدادت القدرة مع الاستعمال لأن للذهن عضلات تقوى وتتعدد قدراتها واستعمالاتها بالاستعمال والمران شأنه في ذلك شأن الذراع واليد.

وعندما ترى طفلاً يحاول استخدام كفه أو أصابعه في إمساك الأشياء والتصرف فيها فأعلم أن ذهنه أيضاً يقوم بعمله على هذا النحو من الضعف وقلة الضبط والإحكام ومع الزمن تقوى اليد إذ نستنتج أن أسس الحضارة إنما تدرج في طرف التفكير باعتبار أن التفكير هو جزء من العقلانية التي يمتاز بها عضو البشر والتفكير هو استخدام الذهن استخداماً منظماً وهو عملية حضارية احتاجت إلى زمن طويل حتى أصبح هذا التفكير عنصراً أساسياً وفعالاً في توجيه أعمال الإنسان وصنع الحضارة.

والعملية ما زالت مستمرة ولذلك فإن البشر الذين تخلو عن عقولهم من أساليب التفكير ما زالوا يعيشون في أوهامهم وحواضرهم التي ابتنوها لأنفسهم وبالتالي فهم غير قادرين على استلهام أي أساس حضاري يبنونه لأنفسهم أو يشيدونه لدولهم فلا تزال هناك قبائل في استراليا وغينيا وغابات أفريقيا وغابات الأمازون لا يدخل العقل أو التفكير في تصرفاتها أفراداً وجماعات إلا بقدر محدود جداً وما زالت أعمالها ردود أفعال غريزية لا أفعالاً معقولة وليس معنى ذلك أنها غير متحضرة أو عارية عن الحضارة أصلاً بل معناه أنها متحضرة بالقدر الذي يستطيع أن تستخدم به أذهانها ومن الخطأ أن نقول بأن هناك جماعات بشرية متحضرة وأخرى وحشية أو همجية فليست هناك جماعات كاملة التحضر وكذلك لا توجد جماعات إنسانية على الفطرة تماماً فلكل جماعة حضاراتها والفرق في المستوى.

إلى هنا نكون قد تبينا عنصرين أساسيين من عناصر صنع الحضارة وهما الزمن أو التاريخ وبالعقل أو التفكير ويبقى العنصر الأساسي الذي صنع الحضارة ألا وهو الإنسان فعمره على هذا الكوكب أي عنصر الزمن وبمزايا التفكير التي لديه استطاع أن يمتشق أساليباً حضارية غاية في الدقة واستعملت بشكل أساسي لقيام الحضارات فعمر الإنسان على هذا الكوكب كما يقول آرنولد توينبي (( أقدم آثار للإنسان عثرنا عليها ترجع إلى ثلاثمائة ألف سنة ولكن أكمل الهياكل العظيمة الكاملة التي وجدناها يرجع إلى تسع وأربعين ألف سنة أي في الوقت الذي وصل فيه العصر الثلجي الأخير في ذروته وهذا حسب تعبير آرنولد أن تكون الحضارة أساساً هو بالقدرات التي تتمتع بها الإنسان فالتفكير أكثرها بنياناً للحضارات ولكن قدرات الإنسان الجسمانية أيضاً ساعدت على تكون الحضارات حيث أشاد حضاراته وأسسها بتعبيراته البدنية وقرته على البناء والعطاء )) .

تبقى مسألة مناقشة الأسس الحضارية مسألة مهمة فلقد ورثت البشرية حضارات كثيرة ولكن بنبعي الإشارة إليها بنوع من النقد البناء حيث أن نستلهم الماضي بأسس التنوير الحاضرة لا أن نأخذ الأساليب التي وردت على عواهنها فالخط الفكري مهم جداً وهو أسلوب من أساليب مناقشة الحضارات فهو أسلوب لكل تحرك حضاري في الأثر البعيد المدى وعلى سبيل المثال الخط الفكري الذي كان ( لهربرت سبنسر 1820 –1953) وهو من الجيل الذي خلف ميل الفلاسفة من أهل عصر الأنوار وتمكنوا من مواصلة آرائهم والسير بها بالطريق الذي رسمه لها أصحابها وكان سبنسر من أتباع داروين فيما يتصل بالعلوم الطبيعية وهو الذي نقل أفكاره في النشوء والارتقاء من ميدان العلوم الطبيعية إلا ميدان الاجتماع أي أنه أول من حاول تطبيقه على الجماعة البشرية.

وكان يقول: إن التقدم لا يتمثل في المزيد من الثروات أو المزيد من العلم والوصول إلى مستوى أخلاقي رفيع فهذه كلها ظواهر أو أعراض أما التقدم فهو التغير في البناء الداخلي للمجتمع ويتجلى ذلك باتساع نطاق تقسيم العمل بين أفراد الجماعة وقال: إن التحول الحضاري لا يتم على يد بطل أو ملك ولكنه يتم بما سماه الحكمة الجماعية ويتحول الناس إلى منتجين وموزعين كبار وصغار وكان سبنسر لا يؤمن بأهمية الإنسان الفرد في التاريخ وذلك لإيمانه بأن العمل الصالح ايجابي لا يمكن أن يكون إلا جماعي ومن أقواله في ذلك (( إن أولئك الذين يرون أن تاريخ الجماعة الإنسانية هو تاريخ عظمائها ويحسبون أن أولئك العظماء يحددون أقدار جماعاتهم ينسون أن هؤلاء الرجال أنفسهم هم من صنع جماعاتهم إن الجماعات تنمو ولا تصنع))

وكان سبنسر ومثله في ذلك مثل أوجست كومت يرى أن الكون يسير وفق قوانين من بينها قوانين اجتماعية تحكم تطور المجتمع وعمله وكان يرى أن تطور النظم السياسية والاجتماعية ينبغي أن يصل بالإنسان إلى درجة تتلاشى معه الحكومة إذ لا يصبح هناك دور لها فالناس ينظمون أمورهم بالاحساس وحسن التقدير وسلامة الحس والذكاء وهذه الفكرة الأخيرة تناولها كارل ماركس وتوسع فيها وجعل من تلاشي الحكومات نتيجة طبيعية لرقي الإنسان والجماعات.

وأنا في اعتقادي أن هذه الفكرة الحضارية المهمة لهي غاية الصعوبة في التطبيق وذلك لأن تلاشي الحكومات معناه تحضر الإنسان إلى أبعد الحدود العقلانية ورقيه فوق القوانين المجتمعة المهمة وهذا مما يصعب تحقيقه على مدى حياة البشرية والعودة إلى سبنسر وهو ممن تأثروا تأثيراً عميقاً بداروين وكان يرى أن البقاء للأصلح وأنه يراد به فيما يتصل بالإنسان اجتهاد الفرد في أن يطابق بين نفسه وجماعته أي يسعى لتكييف نفسه ليستطيع البقاء فيها والإسهام في نشاطها البناء وينتج عن هذا تقدم الإنسان والجماعة معاً وكان يرى كذلك أن رخاء حياة الإنسان يتحقق بإرادة الله وإن الهدف الأخير من الخلق هو وصول المخلوق إلى أعظم قدر من السعادة أي إلى أعظم قدر من التحضر لأن التحضر هو السبب الأساسي والرئيس لمفاهيم السعادة وكان يعتقد كذلك بأن الإنسان ينبغي أن يصل إلى درجة الكمال وهذا مما يصعب تحقيقه وبالغاية المطلقة ولكن هذه الأفكار التي طرحها سبنسر إنما هي نتيجة تأثره بالنظام السياسي والاقتصادي الانكليزي أي أنه في الحقيقة كان يفكر على أساس رأسمالي.

وفي اعتقاده أن هذا النظام بقي وسيبقى لأنه أصلح من غيره ولقد راقت هذه الأفكار له ولمفكري عصره فسبنسر ورجال آخرين من عصر الأنوار والقرن التاسع عشر من بعده جعلوا فكرة التقدم أشبه بالقانون الذي يسير التاريخ وقضوا على نظرية الدورة المغلقة وبجهدهم هذا تمكن أولئك الرجال من إخراج أهل الغرب من الطريق المسدود وفتح الأبواب واسعة بمسيرة التاريخ. والمراد بمسيرة التاريخ هنا هو تقدم الحضارة لأن الإنسان لا يتقدم أو يتحسن في خلقه ولكنه يتقدم ويتحسن في خلقه ومستواه الحضاري وقدراته على العمل المثمر والإنتاج الذي يعود عليه وعلى جماعته بالخير وكان لا بد من هذه الوقفة التي وقفناها هنا حتى نرى كيف تفتحت سبل الرقي والتطور أمام الحضارة الإنسانية عن طريق أولئك المفكرين الذين توصلوا بالتفكير المنطقي الهادئ إلى مفتاح التقدم وهو العلم العملي الذي يخدم معايش الناس ويتيح لهم نصيباً أكثر من الراحة والرخاء والأمن ولولا هؤلاء لظلت الحضارة تتعثر في سيرها كما كان الحال في الماضي.

نعم كان هناك تقدم وخروج من الطريق المسدود الذي وقعت فيه الإنسانية قروناً طويلة أثناء العصور الوسطى ولكن هذا التقدم كان يسير من غير خطة أو غاية محدودة بل غير محسوس بالنسبة إلى من عاشوا في تلك العصور فجاء أولئك المفكرون وقرروا في أذهان الناس أن التقدم ضرورة وأن الحياة لا تجري عبثاً بل تسير على قوانين حقاً إنهم لم يصلوا ولا وصلنا نحن إلى قوانين تحكم تصرف البشر بشكل أكثر دقة وحزم ولكن التفكير في ذلك الأمر في ذاته أمر مهم ولم يحدث في تاريخ الغرب الأوربي إن اندفعت الحضارة إلى الأمام بتأثير المفكرين والعلماء بالمقدار الذي حصل في هذا العصر واعتقد إننا أطلعنا القارئ بهذه النظرة العجلى إلى سبيل الحضارة كيف أن الفكر الحر هو أساس التقدم الحضاري كله.

وشيء آخر ننبه له هنا وهو أن أولئك الرجال كانوا معنيين بالمستقبل والسؤال الذي كان يتردد في أذهانهم هو ماذا نعمل لكي يكون مستقبل الحضارة الإنسانية خيراً من حاضرها وأمسها وهذا شيء جديد جداً في التفكير الفلسفي التاريخي والحضاري ويصطلح عليه بعلم استشراف المستقبل فإلى ذلك الحين كان الناس يرون أن المستقبل هو الحياة الأخرى بعد الموت ولم يذكروا قط أن للحياة مستقبلاً على هذه الأرض قبل الموت وأن هذا المستقبل ينبغي أن يكون أفضل من الحاضر والماضي معاً ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر سارت الحضارة المادية في الغرب شوطاً جعل أهلها يشعرون بأنهم بلغوا قمة التقدم وأنهم شادوا حضارة فاقت كل ما عرفه هذا الكوكب والحق أن الإنسان عندما يتصور أوربا في بدايات النصف الثاني من القرن التسع عشر يدرك لماذا فكر أولئك الناس على هذا النحو ويلتمس العذر لهم فيه.

فقد قطعوا أشواطاً مهمة على المستوى التكنولوجي والعلمي والفني والتنويري الثقافي وهكذا أصبحت فكرة التقدم في أواخر القرن التاسع عشر أساسية بالنسبة للمؤرخ ولم يعد معظم المؤرخين يقولون بالحركة الرجوعية السلفية للتاريخ أو بالحركة الدائرية له وإنما بالخط المستقيم الصاعد من حسن إلى أحسن دائماً ولم يخل الأمر من مؤرخين كبار ظلوا يتمسكون بالحركة الدائرية للتاريخ ومن هؤلاء اوزفالد شبنجلرالذي طبق نظرية أعمار الأمم والحضارات وشيخوختها ثم موتها في كتابه ( تدهور الغرب أو غروب شمسه ، 1918 – 1922) الذي قال فيه أن حضارة الغرب ققد جاوزت مرحلة الشباب والقوة ودخلت في مرحلة التدهور والشيخوخة وأنا أقول أنه يقصد أن يستلهم الإنسان مرحلة ما بعد الحداثة ومنهاجها كي يستطيع أن يعبر عن مستقبله برؤى واضحة مستلهمة بمناهج بنيوية تعتمد الحاضر دليلاً واضحا عليه إن مفاهيم الأنسنة والاهتمام بإنسانية البشر لهو دليل واضح على تقدم الأمم وتطورها فأثر الشخصية الإنسانية مهم جداً في اعتناء مسيرة الحضارات إلى جانب التاريخ والزمن على امتدادهما الحضاري الواسع.

مصادر :
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
قوقل

مصادر الحضارة

إن الكتابة أهم وسيلة لحضارة الإنسان ، وحيثما وجدت الحضارة وجدت القراءة والكتابة ، وأصبحت اللغة المكتوبة وسيلة الحضارة والعلم والتربية ، فالكتابة تعطي المعرفة البشرية صفة الدوام ، والبراهين عن حضارة الإنسان القديم قليلة حتى نصل إلى عصر الكتاب ، ووضع الوثائق المكتوبة ، ولهذا السبب احترم القدماء الكتابة ، ونسبها المصريون القدماء إلى الإله توت Thoth ، فهو – في رأيهم – مخترع وسائل الثقافة جميعها ، وفي بابل كان الإله نبو (Nebo) بن مردوخ إله الكتابة ، والصينيون القدماء ، والهنود وغيرهم ، اعتقدوا بأصل إلهي للكتابة ، والأساطير اليونانية نسبتها إلى هرمس.

وبوجه الإجمال كان للكتابة مفعول سحري على الناس ، فاختراع الكتابة أهم من اللغة ، لأن اللغة ليست اختراعاً بشرياً كالكتابة ، وإنما هي ميزة بشرية.

الكتابة: وسيلة لنقل الكلام ، تسجل أصواتاً آتية من الفم ، أو فكراً آتية من الدماغ ، برموز منظورة على الورق ، أو الحجر ، أو الخشب ، أو غيرها.

ومن الصعب تحديد دقيق لوقت معين لبدء الكتابة ، ولكن لا برهان على وجود كتابة منظمة قبل منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، وكانت كتابة تصويرية Pictography ، حيث الصورة تمثل الشيء الذي يراد ذكره ، فالدائرة تمثل الشمس ، وصورة الحيوان تدل عليه.

ثم جاءت الكتابة الفكرية (أو الرمزية) Ideographic ، وهي أرقى من التصويرية ، لأنها تصور الأفكار التي يراد نقلها من شخص إلى آخر ، فالدائرة لا تمثل الشمس فقط ، بل تمثل النهار ، أو النور ، والحيوان لا يمثل بصورة الحيوان وإنما برأسه فقط ، وفكرة الذهاب تمثل بقدمين ، أو بخطين يمثلان قدميه ، والرموز المستعملة هنا تسمى صوراً فكرية Ideographic ، ويمكن قراءة الرموز في أية لغة في هاتين المرحلتين – التصويرية والفكرية ، إذ لا علاقة بين الرمز وبين اسم الشيء الذي يمثله.

ثم جاءت مرحلة الكتابة ذات المقاطع ، وهي صوتية ، بمعنى أن كل رمز أو صورة لها صوت في اللغة الخاصة التي تكتب بها ، والرموز التي لها أصوات معينة ، يمكن جمعها بأشكال مختلفة لإخراج كلمات وفكر مختلفة ، وهي لا تمثل الأشياء والفكر فقط ، وإنما الأصوات ، وتصبح الكتابة صوتية تماماً عندما تصبح الأشكال المكتوبة ثانوية بالنسبة للكلمات التي تلفظ ، وتفقد تلك الأشكال مدلولها الأصلي حينما تجتمع لتشكيل كلمة أو فكرة جديدة ، بمعنى أنها تصبح قسماً أو مقطعاً من كلمة ، فكلمة (درفيل) مثلاً ، مكونة من مقطعين (در) و (فيل) ، ولكل منهما معناه ورمزه ، فإذا اجتمعا لتكوين كلمة واحدة يفقد عند ذلك المقطعان مدلولهما الأصلي، ويصبح كل منهما صوتاً أو مقطعاً في كلمة جديدة.

أما الكتابة الأبجدية ، وهي أرقى أنواع الكتابة وأنسبها وأسهلها ، فهي آخر المراحل في تطور الكتابة ، وفيها توجد حروف تمثل أصواتاً مفردة ، لا مقاطع وفكراً ، والأبجدية التي اكتشفت في سيناء ، وأبجدية رأس شمرا (أوغاريت) ، هما أقدم الأبجديات في العالم ، وترقى أبجدية رأس شمرا إلى القرن الرابع عشر الميلاد، ومنها اقتبست الأبجديات التي تستعملها معظم شعوب العالم في أيامنا هذه.

ويعد اختراع الأبجدية بالنسبة للبشرية موازياً لأهمية اختراع المطبعة ، بعد ثلاثة آلاف سنة ، إن لم أكثر أهمية.

يقول الجاحظ : ( لولا الكتب المدونة ، والأخبار المخلدة ، والحكم المخطوطة التي تحصّن الحساب وغير الحساب ، لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو تم ذلك لحرمنا أكثر النفع)، ويقول : ( وليس في الأرض أمة بها طِرق – قوة – أو لها مُسكة ، ولا جيل لهم قبض وبسط ، إلا ولهم خط).

والوثائق المكتوبة ، وهي تجمع السجلات الصكوك والمراسلات .. مع الآثار المادية كالأبنية والبقايا الفنية ، والأواني ، والأدوات ، والأسلحة ، هي مصادر الحضارة.

ويزداد شأن الآثار في التاريخ كلما أوغلنا رجوعاً في الزمن ، لتصبح في بعض الأحوال ، وفي العصور القديمة خاصة ، مصادر التاريخ الوحيدة ، فالشعوب كلها بدافع من العقائد الدينية في الغالب ، أو من رغبات الملوك ، أو من الحاجات الحياتية الأخرى ، تركت آثارها على الأرض التي عرفتها ، وعلى هذه الآثار نبني معارفاً عن الحضارات القديمة.

والكتابات الأثرية هي وثائق العصور القديمة ، فمعظم الحضارات السالفة سجلت على آثارها ما تريد قوله بكتابات شتى ، فحين حل شمبليون (Jean – Francois champolion) رموز الهيروغليفية ، أضاف إلى التاريخ ثلاثة آلاف سنة ، والكتابات التي استعصت على الحل – مثل كتابة كريت – ما تزال تحتفظ بأسرار التاريخ.

وهكذا عصور ما قبل التاريخ وحتى سنة 3200 ق.م حيث اختراع الكتابة في مصر، فإن مصادرنا عن الحضارة هي الأدوات ، والبقايا المادية فقط ، لعدم وجود كتابة ، ومن هنا تظهر أهمية علم الآثار ، والحفريات الأثرية التي أصبحت اليوم تستهدف الفوائد العلمية ، والاستنتاجات التاريخية ، وليس مجرد البحث عن العاديات – المكتشفات الأثرية – ، إذ العاديات لم تعد غاية في ذاتها ، وإنما وسيلة لمعرفة الحضارات وتطورها.

فالكتابة تروي لنا التاريخ السياسي والعسكري ، والحياة الاجتماعية والفكرية ، والاقتصادية والدينية ، وهذا ما كان بعد اكتشاف مكتبة إيبلا – تقع إيبلا جنوبي حلب ، قامت في الألف الثالث قبل الميلاد-.

ومع هذا كله ، يستفيد التاريخ اليوم من كشوف الانتروبولوجيا ، وعلم الاجتماع ، واللغويات وعلوم الاقتصاد والإحصاء والتقاليد والطب وغيرها من العلوم ، إن التاريخ يحاول بذلك ، كله أن يحتضن الإنسان بكل أبعاده ، شريطة أن يعرف المؤرخ كيف يستنطق تلك الوسائل ، وهذه العلوم.


مصادر :
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
قوقل

الحضارة العربية الإسلامية وموجز عن الحضارات القديمة ، للدكتور شوقي أبو خليل ، ص 27

يعطيكم الله العاافيه ع التقارير الحلووه

مشكور بس ما مرتب

مشكور

تقرير عن الرازي

مشكور

مشكور

يسلمووووو على التقرير الفيد

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير / بحث : عن الحضارة الاسلامية – تاريخ – حادي عشر ادبي -مناهج الامارات

اتمنى ان ينال اعجاب الجميييع ويووجد في المرفقاات مع الصوور

المقدمة

إن الحضارة هي تعبير عن كل منجزات أعمال الإنسان الفكرية والوجدانية والعمرانية ليحقق ذاته، ويحقق تقدم مجتمعه، ويسهم في المسيرة الإنسانية. وهي بهذا التعريف تشمل مختلف نشاط الإنسان وعطائه، كما توضح مدى إسهام الأمم في إغناء وتنمية المجتمعات الإنسانية والرقي بها. والحضارة في مفهومها الإسلامي تنطلق من رؤية مثالية للحياة، إذ يسعى كل مسلم، وكل مجتمع إسلامي أن يحقق هذه الرؤية ويعمل على إبرازها وتطويرها حتى تظل حية ماثلة في ضميره وتصرفاته ومعاناته، وحتى يجعل واقعه يسير على هديها
والحضارة في اللغة العربية كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال الحضارة هي القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية ، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة ، كالصيد مثلاً ، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلاً من اشكال الحضارة.
تعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل ، واستخدامها يستحضر قيم (سلبية أو ايجابية) كالتفوق و الإنسانية و الرفعة، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين.
و يذهب البعض إلى إعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها. ومن الممكن تعريف الحضارة على أنها الفنون و التقاليد و الميراث الثقافي و التاريخي و مقدار التقدم العلمي و التقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ. إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات و التقاليد و أسلوب المعيشة و الملابس و التمسك بالقيم الدينية و الأخلاقية و مقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون و الآداب و العلوم.
الموضوع
مرت الحضارة العربيةالإسلامية بمراحل ثلاث قبل أن تنضج وتبدع وتسهم في بناء حضارة الإنسان أولها مرحلةالترجمة والاقتباس والتمثل التي دامت طوال العصر العباسي الأول وتلتها مرحلةالإبداع والخلق (1)
أما المرحلة الثالثة فكانت حقبة العالمية حين أخذ الغرب ينقلإلى لغاته العلوم التي حصلها العرب والتي أبدعوها
مفهوم الحضارة:
الحضارة هي الجهد الذي يُقدَّملخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية والثقافة معًا، فالثقافةهي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها،وبالتالى يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، أما المدنية فهي التقدم والرقى فيالعلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة والزراعة، وغيرها.. وقدسميت بالمدنيَّة؛ لأنها ترتبط بالمدينة، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاكوسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، وإخضاعظروف البيئة للإنسان.
ولابد للإنسان من الثقافة والمدنية معًا؛ لكي يستقيم فكرالأفراد وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم المادي علىحساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دولة مدنيَّة، وليست متحضرة؛ ومن هنا فإن تقدمالدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدمالمادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى منشأنه، فقد جاء بحضارة سامية، تسهم في تيسير حياة الإنسان.
مفهوم الحضارةالإسلامية:
الحضارة الإسلامية هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشرى من قيم ومبادئ،وقواعد ترفع من شأنه، وتمكنه من التقدم في الجانب المادي وتيسِّر الحياةللإنسان.
أهمية الحضارة الإسلامية:
الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع،وإذا صلح صلح المجتمع كله، وأصبح قادرًا على أن يحمل مشعل الحضارة، ويبلغهاللعالمين، ومن أجل ذلك جاء الإسلام بتعاليم ومبادئ تُصْلِح هذا الفرد، وتجعل حياتههادئة مستقرة، وأعطاه من المبادئ ما يصلح كيانه وروحه وعقله وجسده.
وبعد إصلاحالفرد يتوجه الإسلام بالخطاب إلى المجتمع الذي يتكون من الأفراد، ويحثهم علىالترابط والتعاون والبر والتقوى، وعلى كل خير؛ لتعمير هذه الأرض، واستخراج ما بهامن خيرات، وتسخيرها لخدمة الإنسان وسعادته، وقد كان آباؤنا على قدر المسئولية،فحملوا هذه الحضارة، وانطلقوا بها يعلِّمون العالم كله ويوجهونه.
1- الدكتور فؤاد سيزكينأبحاث الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب، مكانة العرب في تاريخالعلوم ص48 معهد التراث العلمي العربي جامعة حلب 1977.
أنواع الحضارةالإسلامية:
للحضارة الإسلامية ثلاثة أنواع:
1- حضارة التاريخ (حضارةالدول):
وهي الحضارة التي قدمتها دولة من الدول الإسلامية لرفع شأن الإنسانوخدمته، وعند الحديث عن حضارة الدول ينبغى أن نتحدث عن تاريخ الدولة التي قدمت هذهالحضارة، وعن ميادين حضارتها، مثل: الزراعة، والصناعة، والتعليم، وعلاقة هذه الدولةالإسلامية بغيرها من الدول، وما قدمته من إنجازات في هذا الميدان.
2-الحضارةالإسلامية الأصيلة:
وهي الحضارة التي جاء بها الإسلام لخدمة البشرية كلها، وتشملما جاء به الإسلام من تعاليم في مجال: العقيدة، والسياسة، والاقتصاد، والقضاء،والتربية، وغير ذلك من أمور الحياة التي تسعد الإنسان وتيسر أموره.
3- الحضارةالمقتبسة:
وتسمى حضارة البعث والإحياء، وهذه الحضارة كانت خدمة من المسلمينللبشرية كلها، فقد كانت هناك حضارات وعلوم ماتت، فأحياها المسلمون وطوروها، وصبغوهابالجانب الأخلاقي الذي استمدوه من الإسلام، وقد جعل هذا الأمر كُتاب العالم الغربىيقولون: إن الحضارة الإسلامية مقتبسة من الحضارات القديمة، وهما حضارتا اليونانوالرومان، وأن العقلية العربية قدْ بدَّلت الصورة الظاهرة لكل هذه الحضارات وركبتهافي أسلوب جديد، مما جعلها تظهر بصورة مستقلة.
وهذه فكرة خاطئة لا أساس لها منالصحة، فالحضارة الإسلامية في ذاتها وجوهرها إسلامية خالصة، وهي تختلف عن غيرها منالحضارات اختلافًا كبيرًا، إنها حضارة قائمة بذاتها، لأنها تنبعث من العقيدةالإسلامية، وتستهدف تحقيق الغاية الإسلامية، ألا وهي إعمار الكون بشريعة الله لنيلرضاه، لا مجرد تحقيق التقدم المادي، ولو كان ذلك على حساب الإنسان والدين كما هوالحال في حضارات أخرى، مع الحرص على التقدم المادي؛ لما فيه من مصلحة الأفرادوالمجتمع الإنساني كله.
أما ما استفادته من الحضارات الأخرى فقد كان ميزة تحسبلها لا عليها، إذ تعنى تفتح العقل المسلم واستعداده لتقبُّل ما لدى الآخرين، ولكنوضعه فيما يتناسب والنظام الإسلامي الخاص بشكل متكامل، ولا ينقص من الحضارةالإسلامية استفادتها من الحضارات السابقة، فالتقدم والتطور يبدأ بآخر ما وصل إليهالآخرون، ثم تضيف الحضارة الجديدة لتكمل ما بدأته الحضاراتالأخرى.
خصائص الحضارة الإسلامية ومظاهرها
للحضارة الإسلامية أسس قامت عليها، وخصائص تميزت بها عن الحضارات الأخرى،أهمها:
1- العقيدة:
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد التي تُفرِد الله سبحانهبالعبادة والطاعة، وحرص على تثبيت تلك العقيدة وتأكيدها، وبهذا نفى كل تحريف سابقلتلك الحقيقة الأزلية، قال الله تعالى: {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولميولد. ولم يكن له كفوًا أحد} (2) فأنهي الإسلام بذلك الجدل الدائرحول وحدانية الله تعالى، وناقش افتراءات اليهود والنصارى، وردَّ عليها؛ في مثل قولهتعالى: ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهمبأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهمورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًالا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) (3)
وقطع القرآن الطريقبالحجة والمنطق على كل من جعل مع الله إلهًا آخر، قال الله تعالى: {أم اتخذوا آلهةمن الأرض هم ينشرون. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمايصفون} (4)
2- شمولية الإسلام وعالميته:
الإسلام دين شامل،وقد ظهرت هذه الشمولية واضحة جليَّة في عطاء الإسلام الحضاري، فهو يشمل كل جوانبالحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعيةوالفكرية، كما أن الإسلام يشمل كل متطلباتالإنسان الروحية والعقلية والبدنية، فالحضارة الإسلامية تشمل الأرض ومن عليها إلىيوم القيامة؛ لأنها حضارة القرآن الذي تعهَّد الله بحفظه إلى يوم القيامة، وليستجامدة متحجرة، وترعى كل فكرة
أو وسيلة تساعد على النهوض بالبشر، وتيسر لهم أمورحياتهم، ما دامت تلك الوسيلة لا تخالف قواعد الإسلام وأسسه التي قام عليها، فهيحضارة ذات أسس ثابتة، مع مرونة توافق طبيعة كل عصر، من حيث تنفيذ هذه الأسس بمايحقق النفع للناس.
3- الحث على العلم:
حثت الحضارة الإسلامية على العلم،وشجَّع القرآن الكريم والسنة النبوية على طلب العلم، ففرق الإسلام بين أمة تقدمتعلميًّا، وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمونوالذين لا يعلمون}(5) وبين القرآن فضل العلماء، فقال تعالى: {يرفع اللهالذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (6)
وقال رسول الله ( مبيِّنًا فضل السعي في طلب العلم: (من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له بهطريقًا إلى الجنة) (7) وقال (: (طلب العلمفريضة على كل مسلم) (8)
2- سورة الإخلاص: 1-4.
3- سورة التوبة: 30-31
4- سورة الأنبياء: 21-22
5- سورة الزمر: 9
6- سورة المجادلة: 11
7- حديث البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه
8- حديث البخاري وأبوداود والترمذي وابن ماجه
3- الحث على العلم
حثت الحضارة الإسلامية على العلم،وشجَّع القرآن الكريم والسنة النبوية على طلب العلم، ففرق الإسلام بين أمة تقدمتعلميًّا، وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمونوالذين لا يعلمون} (9) وبين القرآن فضل العلماء، فقال تعالى: {يرفع اللهالذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (10)
وقال رسول الله ( مبيِّنًا فضل السعي في طلب العلم: (من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له بهطريقًا إلى الجنة) (11) وقال (: (طلب العلمفريضة على كل مسلم) (12) وهناك أشياء منالعلم يكون تعلمها فرضًا على كل مسلم ومسلمة، لا يجوز له أن يجهلها، وهي الأمورالأساسية في التشريع الإسلامي؛ كتعلم أمور الوضوء والطهارة والصلاة، التي تجعلالمسلم يعبد الله عبادة صحيحة، وهناك أشياء أخرى يكون تعلمها فرضًا على جماعة منالأمة دون غيرهم، مثل بعض العلوم التجريبية كالكيمياء والفيزياء وغيرهما، ومثل بعضعلوم الدين التي يتخصص فيها بعض الناس بالدراسة والبحث كأصول الفقه، ومصطلح الحديثوغيرهما.
تهيمن الحضارة العالمية الحديثة بخيرها و شرها على الأفكار والثقافة والحياة والواقع الاجتماعي حتى كاد الانسان لا يفكر بغيرها أو ينتظر بديلاً عنها أو يتطلع إلى مصحح لعيوبها وانحرافاتها مع أن الإخلاص للإنسانية وللحضارة ذاتها يقتضي معرفة محاسنها ومساوئها، وبما يمكن أن تقوم به حضارة أخرى من دور بناء إيجابي يتسم بمقومات الخلود والثبات والأمن والاستقرار.
ونحن بدورنا كجزء كبير من هذا العالم نستطيع المساهمة في توجيه الحضارة وجهة أسلم وأقوم أو على الأقل محاولة إقامة حضارة ذاتية تتطلبها أمتنا في العصر الحاضر لتتمكن من إثبات ذاتها وتوفير البرهان العملي على مدى صلاح هذه الحضارة وجدارتها بالوجود والتنافس الشريف.
وفي معرض هذا الحديث يمكننا إلقاء الأضواء الكاشفة عن مقومات الحضارة الاسلامية المتميزة بسماتها البارزة وخصائصها الواضحة التي تخلق منها وحدة شخصية تامة ذات معالم مستقلة عن غيرها في أساس الحضارة وغايتها ومبادئها مع التنويه لما يوجد بينها وبين غيرها من قدر مشترك يحتمه الواقع وتدفع إليه الحاجة ويمليه المنطق وتقتضيه المصلحة.
إن أساس حضارة الاسلام ليس هو تمجيد العقل كما هو الشأن عند الإغريق، ولا تمجيد القوة وبسط النفوذ والسلطان كما كان عند الرومان، ولا الاهتمام بالملذات الجسدية والقوة الحربية والسطوة السياسية كما هو الأمر عند الفرس، ولا الاعتداد بالقوة الروحانية كما عند الهنود وبعض الصينيين، ولا الافتتان بالعلوم المادية والاستفادة من ذخائر الكون وبالمادية الطاغية كما هو منهج الحضارة الحديثة المتوارثة عند اليونان والرومان ـ وإنما أساس حضارتنا هو فكري ـ علمي ـ نفسي يشمل جميع شعب الحياة الانسانية وبهذا كانت حضارة الاسلام مستقلة كاملة ذات دستور محدد شامل تختلف به اختلافاً جذرياً عن مبادئ الحضارة الغربية وتصطرع معها كما تصارعت مع الحضارات القديمة فصرعتها بسبب سيطرة الدين على القوى الفكرية والعملية ولقوة روح الجهاد والاجتهاد لأن الاسلام لا يمنع العلم ـ طريق الحضارة ـ وإنما يضع له المنهج الملائم لمبادئه.
9- سورة المجادلة: 11
10- حديث رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه
11 – حديث رواه البخاري وأبوداود والترمذي وابن ماجه
وإذا كان التقدم الحضاري الصادق بوسائله المدنية المختلفة ليس مقصوداً لذاته ولا غاية في نفسه، فإن غاية الحضارة الصحيحة تحقيق السعادة النفسية والطمأنينة القلبية والتوصل إلى ما هو خير ونافع والبعد عما هو شر وضار. (12)
لكن الحضارة الحديثة لم تحقق الغاية المنشودة وإنما أدت إلى القلق والاضطراب وطحن الانسان في حمى المادية الطاغية والبعد عن الخلق والفضيلة والدين ونحوها من القيم الانسانية.
وأما الحضارة في تقدير الاسلام فغايتها الأولى تحقيق الطمأنينة والسلام والأمن وإقامة المجتمع الفاضل وإسعاد البشرية بما هو خير ومحاربة كل عوامل الشر.
وبما أن الانسان هو خليفة الله في أرضه فلا يصح أن يتخذ المرء في حياته غاية سوى ابتغاء مرضاة الله مصدر الأمن وهي الغاية السامية التي تتخطى مجرد طلب الملذات الحسية أو الغايات المادية الدنيئة وتحقق الانسجام والتوافق بين الفطرة الانسانية والغاية العقلية كما أنها تهيئ التجاوب والانسجام الشامل في أفكار الانسان وخيالاته وإراداته ونياته وعقائده وأعماله وحركاته… وهذا يعني أن غاية حضارتنا إعداد الانسان للسعادة الأخروية المتوقفة على العمل الصالح في الحياة الحاضرة في نطاق الدين والدنيا معاً. إذ ليس الاسلام ديناً روحانياً بحتاً يعزل أتباعه عن الحياة ولا مادياً صرفاً يوقع الناس في أوحال الدنيا، وإنما هو يعتبر وسيلة ومزرعة للآخرة، ولا تعني الوسيلة أنه دين تقشف فلا يكون دين حضارة، فالتقشف والزهد في الاسلام هدف أخلاقي رفيع يتفاعل مع الحياة ويصرف المرء عن التكالب على متطلبات العيش ويوحي بضرورة التزام مبدأ القناعة الشريف الذي لا يؤدي إلى مصادمة الآخرين وإيقاد نار المنازعات والشرور.
إذن، فالاسلام في حقيقته مصدر الحضارة الانسانية التي شعّ نورها بامتداد الدعوة الاسلامية بعد الاستقرار في المدينة وبناء الدولة فيها عقب اكتمال بناء الفرد في مكة، وذلك لأن الاسلام هو دستور التقدم الانساني بالقرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة. فكل ما يعد تقدماً وعمراناً هو من الاسلام، وكل تخلف مضاد للتقدم ليس من الاسلام في شيء. لذا يخطئ الكاتبون سهواً الذين يريدون التوفيق بين الاسلام والحضارة كأنهما أمران متغايران أو ضدان، إذ لا خلاف مطلقاً بين الاسلام والحضارة، فالحضارة نتيجة من نتائج النظام الاسلامي والفلسفة الاسلامية التجريبية العملية.
والاسلام أب الحضارة وراعيها يتقبل منها قديماً وحديثاً كل ما ينفع ويرفض كل ما يضر لأن ((الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها)) ولأن الانتفاء والاصطفاء عن عقل وتمييز هو من صلب تعاليم الاسلام التي تقر الأعراف الصالحة وتنبذ العادات والتقاليد الفاسدة أو المعارضة لمبادئ التشريع ونصوصه ـ وليس أجل على ذلك من أن الاسلام تبنى ما كان صالحاً من حضارات البلاد التي فتحها في الشام ومصر وبلاد الروم والفرس وضم المسلمون إلى ساحتهم كل مخلفات الحركة العلمية لدى اليونان في مجال العلوم الطبيعية والطبية والرياضية، ثم أضافوا إليها معارف ومكتشفات جديدة صبوها في أبهى قالب في بلاد الأندلس التي كانت مصدر الحضارة الحديثة.
12- د . محمد ظفر الله خان
فليس دور المسلمين مجرد تلقي لما عند الآخرين كما زعم المغرضون، وإنما كان لهم مشاركة إيجابية بناءة حققت لهم أرفع معاني العزة والسيادة والسبق الحضاري وهكذا كان المسلمون في كل عصر مصدر إشعاع لكل تقدم وخير وكانوا سباقين للمعالي والقدوة الطيبة للفضائل والمكارم وقادة العلم والتثقيف والتوجيه
أن المبادئ هي القيم الخالدة التي توقظ الغافلين وتهدي إلى الطريق المستقيم دون أن تحجبها مظاهر الضعف والتخلف وأحوال الانحطاط التي تتعرض لها الأمم في بعض الأدوار التاريخية ومياديننا الحضارية ما تزال هي المشعل الوضاء التي تدفعنا نحو متابعة الخطى ودوام العمل والكفاح وأعمال الإرادة والفكر.
العمارة
كان المعمار الإسلامي بعتمد علي النواحي التطبيقية لعلم الحيل وهذا يتضح في إقامة المساجد والمآذن والقباب والقناطر والسدود فلقد برع المسلمون في تشييد القباب الضخمة ونجحوا في حساباتها المعقدة التي تقوم علي طرق تحليل الإنشاءات القشرية. فهذه الإنشاءات المعقدة والمتطورة من القباب مثل قبة الصخرة في بيت المقدس وقباب مساجد الأستانة ودمشق والقاهرة و حلب والأندلس والتي تختلف اختلافا جذرياً عن القباب الرومانيةوتعتمد إعتمادا كليا علي الرياضيات المعقدة. فلقد شيد البناؤن المسلمون المآذن العالية والطويلة والتي تختلف عن الأبراج الرومانية . لأن المئذنة قد يصل إرتفاعها لسبغين مترا فوق سطح المسجد .وأقاموا السدود الضخمة أيام العباسيين والفاطميين وفي الشام والأندلسيين فوق الأنهار كسد النهروان وسدود عديدة في سوريا . كما أقاموا سور مجري العيون بالقاهرة وقناطر وسواقي المياة في حماة التي لا مثيل لها في العالم . وكانت هناك سواقي في بعض البلاد الاسلامية تدار بالحيوانات لتروي المزارع والحقول او السواقي التي تدور بقوة الماء ترفع المياه لعشرة أمتار ليتدفق في القناة فوق السور وتسير بطريقة الأواني المستطرقة كما هو الحال بالسواقي الضخمه ( النواعير ) على نهر العاصي في حماه وسط سوريا . تتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية . ففي العمارة بنى أبو جعفر المنصورالخليفة العباسي، على نهر دجلة عاصمته بغداد سنة (145- 149 هـ) على شكل دائري، وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن مـعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت دون استدارتها. ويعتبر تخطيط المدينة المدورة (بغداد)، ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي ولاسيما في المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة. وظهرت مدن تاريخية في ظلال الحكم الإسلامي كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والرقة والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائروغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة ودمشق بعمائرها الإسلامية وحلب وحمص وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا والقيروان والحمراء وغيرها من المدن الإسلامية . وكان تخطيط المدن سمة العمران في ظلال الخلافة الإسلامية التي إمتدت من جتوب الصين حتي تخوم جنوب فرنسا عند جبال البرانس. وكانت المدن التاريخية متاحف عمرانية تتسم بالطابع الإسلامي . فكانت المدينة المنورة قد وضع النبي أساسها العمراني والتخطيط حيث جعل مسجده في وسط المدينة ،وألحق به بيته وجعلها قطائع حددلها إتساع شوارعها الرئيسية. وكلها تتحلق حول مسجده. وجعل سوقها قي قلب مدينته. لتكون بلد جنده. وعلى نمط مدينة رسول الاسلام أقيمت مدن الكوفة والفسطاط لتكون أول بلدة إسلامية بأفريقيا . وقد أقامها عمرو بن العاص كمدينة جند فجعل مسجده في قلبها وبجواره دوواين الجند ودار الإمارة . وكذلك كانت مدينة القيروان بشمال أفريقيا .وكان التخطيط العمراني له سماته الشرعية حيث تشق الشوارع بالمدينة الإسلامية تحت الريح لمنع التلوث وتقام الورش تحت خارج المدينة لمنع الإقلاق . وكان تمنح تراخيص للبناء بحيث يكون المبني من طابق أو طابقين . والأسواق كانت مسقوفة لمنع تأثير الشمس. كان لكل سوق محتسب لمراقبة البيع والأسعار وجودة البضائع والتفتيش علي المصانع للتأكد من عدم الغش السلعي والإنتاجي.وبكل مدينة أو بلدة كانت تقام الحمامات العامةلتكون مجانا. وكان لها مواصفات وشروط متفقط متبعة .وكان يتم التفتيش علي النظافة بها واتباع الصحة العامة. حقيقة كانت الحمامات معروفة لدي الإغريق والرومان. لكنها كانت للموسرين. والعرب أدخلوا فيها التدليك كنوع من العلاج الطبيعي. واقاموا بها غرف البخار (السونا).والمسلمون أول من أدخلوا شبكات المياه في مواسير الرصاص أو الزنك إلى البيوت والحمامات والمساجد.. وقد أورد كتاب "صناعات العرب" رسما وخرائط لشبكات المياه في بعض العواصم الإسلامية. ومعروف أن الكيميائيين العرب قد اخترعوا الصابون. وصنعوا منه الملون والمعطر وانتشرت صناعته في حلب وطرابلس . وكان في كل حمام مدلك مختص. وآخر للعناية باليدين.. والقدمين وبه حلاق للشعر كما كان يلحق به مطعم شعبي. وقد قدر عدد الحمامات في بغداد وحدها في القرن الثالث الهجري (955 م) حوالي عشرة آلاف حمام وفي مدن الأندلس الأموية أضعاف هذا العدد.ويعتبر المسلمون المسجد بيتا من ييوت الله حيث يؤدي به شعائر الخمس صلوات وصلاة الحمعة التي فرضت علي المسلمين ويقام فيه تحفيظ القرآن . وبكل مسجد قبلة يتوجه كل مسلم في صلاته لشطر الكعبة بيت الله الحرام وأول مسجد أقيم في الإسلام مسجد الرسول بالمدينة المنورة. وكان ملحقا به بيته. وإنتشرت إقامة المساجد كبيوت لله في كل أنحاء العالم ليرفع من فوق مآذنها الآذان للصلاة. وقد تنوعت في عمارتها حسب طرز العمارة في الدول التي دخلت في الإسلام . لكنها كلها موحدة في الإطار العام ولاسيما في إتجاه محاريب القبلة بها لتكون تجاه الكعبة المشرفة . وبكل مسجد يوجد المنبر لإلقاء خطبة الجمعة من فوقه . وفي بعض المساجد توجد اماكن معزولة مخصصة للسيدات للصلاة بها . وللمسجد مئذنة واحدة أو أكثر ليرفع المؤذن من فوقها الآذان للصلاة وتنوعت طرزها. وبعض المساجد يعلو سقفها قبة متنوعة في طرزها المعمارية . وفي المساجد نجد المحراب علامة دلالية لتعيين اتجاه القبلة (الكعبة). وهذه العلامة على هيئة مسطح أو غائر(مجوف) أو بارز .والمسلمون استعملوا المحاريب المجوفة ذات المسقط المتعامد الأضلاع. أو المسقط النصف دائري . وقداختيرت الهيئة المجوفـة للمحراب لغرضين رئيسين هما، تعيين اتجاه القبلة، وتوظيف التجويف لتضخيم صوت الإمام في الصلاة ليبلغ المصلين خلفه في الصفوف. وكانت تجاويف المحاريب تبطن وتكسى بمواد شديدة التنـوع كالجص والرخام والشرائط المزخرفة بالفسيفساء أو المرمر المزخرف.ونري المحاريب التي شيدها المماليك في مصر والشام من أبدع المحاريب الرخامية ، حيث تنتهي تجويفة المحراب بطاقية على شكل نصف قبـة مكسوة بأشرطة رخامية متعددة الألوان. وأبرع الفنانون المسلمون في استخدام مختلف أنواع البلاطات الخزفية لتغشية المحاريب أما الخزافون في الشرق، فقد إساخدموا استخداموا بلاطات الخزف ذات البريق المعدني والخزف الملون باللون الأزرق الفيروزي. وقد حفلت المحاريب بالكتابات النسخية التي تضم آيات من القرآن الكريم، بجانب الزخارف النباتية المميزة بالتوريق والأرابيسك . كما استخدمت فيها المقرنصات الخزفية لتزيين طواقي المحاريب. وجرت العادة وضع المحراب في منتصف جدار القبلة بالضبط ليكون محوراً لتوزيع فتحات النوافذ على جانبيه بالتوازن. و المئذنة (المنارة) الملحقة ببنايات المساجد لها سماتها المعمارية .و تتكون من كتلة معمارية مرتفعة كالبرج وقد تكون مربعة أو مستديرة أو بها جزء مربع وأعلاها مستدير. وبداخلها سلم حلزوني (دوار) يؤدي إلي شرفة تحيط بالمئذنة ليؤذن من عليها المؤذن وليصل صوته أبعد مدى ممكن. والمآذن
المملوكية تتكون من جزء مربع ثم جزء مثمن ثم جزء مستدير بينهم الدروات ويعلوها جوسق ينتهى بخوذة يثبت بها صوارى تعلق بها ثرايات أو فوانيس. ومئذنة مدرسة لغورى بالقاهرة، أقيم في طرفها الغربى منار مربع يشتمل على ثلاثة أدوار يعلو الدور الثالث منها أربع خوذ كل خوذة منها في
دور مستقل، ومحمولة على أربعة دعائم وبكل خوذة ثلاث صوارى لتعليق القتاديل أو الثريات ومأذن دمشق المتنوعة في مساجد وجوامع دمشق التاريخية بين الطراز الاموي والمملوكي والايوبي .
الفنون
فن التصوير، أي رسم الإنسان والحيوان. فبالرغم من أن بعض علماء المسلمين الأولين، اعتبروه مكروهاً، إلا أنهم لم يفتوا بتحريمه أيام خلفاء بني أمية وبني العباس. فقد ترخصوا في ذلك حيث خلفوا صورا آدمية متقنة على جدران قصورهم التي اكتشفت آثارها في بادية الشام في سوريا مثل قصر الحير الشرقي وقصر الحير الغربي وفي شرق الأردن وسامراء ، أو في الكتب العربية الموضحة بالصور الجميلة التي رسمها المصورون المسلمون كالواسطي وغيره، في مقامات "الحريري " وكتاب "كليلة ودمنةالتصوير في الفن الإسلاميوفن التصوير إقتصر أول الأمر على رسوم زخرفية لمناظر آدمية وحيوانية رسمت بالألوان على جدران بعض قصور الخلفاء والأمراء كما يري في إطلال قصور الشام وقصير عمرو وبصرى وسامراء ونيسابور وغيرها ، غير أن التصوير في الفنون الإسلامية اكتشف مجاله الحقيقي في تصوير المخطوطات منذ القرن الثالث الهجري – التاسع الميلادي – ومن اقدم المخطوطات المصورة مخطوطة في علم الطب محفوظة بدار الكتب المصرية بالقاهرة وأخرى لكتاب مقامات الحريري ومحفوظة بالمكتبة الأهلية في باريس وهما مزدانتان بالرسوم والصور وتمت كتابتها وتصويرها في بغداد سنة 619 – 1222- وكانت فارس قد تولت ريادة فن التصوير الإسلامي إبان العصر السلجوقي ونهض نهضة كبيرة في عصر المغول في أواخر القرن السابع حتى منتصف القرن الثامن -الثالث عشر والرابع عشر الميلادي – وكان أشهر المخطوطات المصورة (جامع التواريخ) للوزير رشيد الدين في أوائل القرن السابع الهجري والشاهنامة للفردوسي التي ضمت تاريخ ملوك الفرس والأساطير الفارسية والمخطوطات المصورة في بغداد لكتاب كليلة ودمنة .وكان الأسلوب الفني في صور هذه المخطوطات المغولية متأثرا إلى حد كبير بالأسلوب الصيني سواء من حيث واقعية المناظر أو استطالة رسوم الأجسام أو اقتضاب الألوان .وأخذ فن التصوير الإيراني ينال شهرة عالمية في العصر التيموري وبخاصة في القرن التاسع الهجري – الخامس عشر الميلادي – وقد ظهرت فيه نخبة من كبار الفنانين الذين اختصوا بتصوير المخطوطات مثل خليل وأمير شاهي وبهزاد ويتميز التصوير الإيراني بصياغة المناظر في مجموعات زخرفية كاملة تبدو فيها الأشكال كعناصر تنبت من وحدة زخرفية وتتجمع حولها أو تمتد وتتفرع مع حرص المصورين على ملاحظة الطبيعة ومحاولاتهم محاكاتها والتعبير عن مظاهر الجمال والحركة فيها بسمائها ونجومها وأقمارها وبما تحتويه من جبال ووديان وأشجار وأزهار وبما فيها من رجال ونساء وأطفال وطيور وحيوان. وكانت العلاقة قوية بين الشعر والتصوير حيث كان التصوير نوعا من الموسيقى والمصور أشبه بالملحن لكتاب الشاعر . فكان يضع الشعر المكتوب في أشكال محسوسة ليطبع التفكير والخيال بنوع من الحقيقة والحركات المتنوعة. مما يجعله يعبر في ألوانه عن هذه الروح الموسيقية وتلك الحساسية الشاعرية. فكانت الألوان تمتزج في صوره امتزاجا عجيبا بين الزهاء والهدوء وتنسجم انسجام الألحان في المقطوعة الموسيقية بحيث تختلف الألوان في الصورة الواحدة وتتعدد. كما تختلف فيها درجات اللون الواحد الذي ينبثق من صفاء السماء وينعكس فيه أشعة الشمس الذهبية الصافية. فالتصوير الإيراني كان فنا تعبيريا عن الشاعرية والعاطفة من خلال تسجيل ما في الطبيعة من حقائق جذابة وما في القلوب من خيال أخاذ ونغمات دفينة ..
(13)

13- مخطوط أندلسي للقرآن من القرن الثاني عشر
الزخرفة
وتعتبر الزخرفة لغة الفن الإسلامي، حيث تقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم "أرابسك" بالفرنسية وبالأسبانية "أتوريك" أي التوريق. وقد إشتهر الفنان المسلم فيه بالفن السريالي التجريدي من حيث الوحدة الزخرفية النباتية كالورقة أو الزهرة،وكان يجردها من شكلها الطبيعي حتى لا تعطى إحساسا بالذبول والفناء، ويحورها في أشكال هندسية حتى تعطي الشعور بالدوام والبقاء والخلود. و وجد الفنانون المسلمون في الحروف العربية أساسا لزخارف جميلة. فصار الخط العربي فناً رائعاً، على يد خطاطين مشهورين. فظهر الخط الكوفي الذي يستعمل في الشئون الهامة مثل كتابة المصاحف والنقش على العملة، وعلى المساجد، وشواهد القبور. ومن أبرز من اشتهر بكتابة الـخط الكوفي، مبارك المكي في القرن الثالث الهجري، وخط النسخ الذي استخدم في الرسائل والتدوين ونسخ الكتب، لهذا سمي بخط النسخ. وكان الخطاطون والنساخ يهتمون بمظهر الكتاب، ويزينونه بالزخرف الإسلامية. كما كانت تزين المصاحف وتحلى المخطوطات بالآيات القرآنية والأحاديث المناسبة التي كانت تكتب بماء الذهب.
الصناعة
كانت صناعة السفن في كل أنحاء العالم الاسلامي في ظلال الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية . فقام الامويون بتأسيس أول اسطول بحري اسلامي فلقد ظهرت صناعة السفن والأساطيل في العهد الاموي بموانيء الشام بعكا وارواد وصور وطرطوس وطربلس واللاذقية وحيفا . وفي المغرب كانت هناك طرابلس وتونس وسوسة وطنجة ووهران والرباط. وفي الأندلس اشتهرت إشبيلية ومالقة ومرسية ، وفي مصر اشتهرت المقس والاسكندرية ودمياط وعيذاب (على ساحل البحر الأحمر).وكانت المراكب النيلية تصنع بالقاهرة .وكانت ترسانات البحرية لصناعة السفن يطلق عليها دور الصناعة وكان ألأمويون أول من نظم صناعة السفن في العصر الاسلامي . وكان الأسطول يتكون من عدة أنواع من السفن مختلفة الحجم ولكل نوع وظيفة. فالشونة كانت حاملات للجنود، والأسلحة الثقيلة
وفي علوم الملاحة وعلوم البحار كتب الجغرافيون المسلمون كتبهم. فضمنوها وصفا دقيقا لخطوط الملاحة البحرية، كماوضعوا فيها سرودا تفصيلية لكل المعارك الإسلاميةالبحرية، ثم وصفوا فيها البحار والتيارات إلما ئية والهوائية، ومن أشهر الجغرافيين المسلمين المسعودي والمقدسي وياقوت الحموي والبكري والشريف الادريسي ومن الرحالة ابن جبير وابن بطوطة. وهناك كتب ابن ماجد في علوم البحار مثل كتاب "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد" وأرجوزته بعنوان "حاوية الاختصار في اصول علم البحار" وهناك مخطوط باسم سليمان المهري عنوانه "المنهاج الفاخر في العلم البحري الزاخر: و"العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية"
الخـــــــــــــــاتمة
إن حضارتنا الإسلامية تراث مثالي، وواقع تعيشه الأمة الإسلامية بقيمومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وهي بهذا المنهج والأسلوب توجد بين المسلمين في جميعأنحاء الدنيا، أمماً كانوا أم أقليات أم أفراد مهاجرين في أوطان غير أوطانهم، لأنهاتتسم بخصوصيات وقيم مشتركة مميزة تبرز في الأعراف والعادات والتقاليد، وهذه الخصائصتبرز الانسجام والتكامل في حضرة الأمة الإسلامية دون استثناء .
المراجـــــــع :
القرآن الكريم

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

بارك الله فيك اخوي,,

ربي يحفظك..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

بارك الله فيك اخوي,,

ربي يحفظك..

ويبارك فيج
ويحفظج

السسلام عليكم
تسسلم يمناك
في ميزان حسسناتك
موفق

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبة مشاهدة المشاركة
السسلام عليكم
تسسلم يمناك
في ميزان حسسناتك
موفق

يسلمك ربي من عذاابه
امين يا رب

يسلمووو على الردوود جاري ++ الكل

بارك الله فيكم على الردوود

thank you

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة عناد مشاهدة المشاركة
thank you

ثاااانكس على المشاركة

مشكور لا كن ارجو ان يكون مختصر ارجوا ان تسرع

أستــــغفر الله العظيم