الثلاثاء 14/10/1426هـ – 15 نوفمبر 2022 م RSS بحث بحث متقدم
أهمية الجهاد وفضله ومنزلته في دين الله
أ- أهمية الجهاد وفضله ومنزلته في دين الله:
مفكرة الإسلام: إن منزلة الجهاد في دين الإسلام عظيمة؛ بل هي ذروة سنام هذا الدين كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وهي شعيرة ماضية إلى يوم القيامة حتى يقاتل آخر هذه الأمة الدجال كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولا يشكك فيها ولا يجحدها إلا من طمس الله بصيرته، والنصوص في ذلك كثيرة متوافرة وانعقد إجماع الأمة على ذلك. والنصوص في فضل هذه الشعيرة وأهلها من الكتاب والسنة كثيرة متوافرة ليس هذا محل سردها.
ب- مفاهيم في الجهاد ينبغي أن تصحح:
كما سبق فإن الجهاد من شعائر الدين ؛ غير أن هذه الشعيرة العظيمة قد تعرضت لظلم بين من قبل أعداء هذا الدين كما تعرضت لظلم من بعض أتباعه أيضًا؛ عندما أغفلوا مقاصده وحقائقه وأهدافه وغاياته ومجالاته؛ ونسبوا بعض الممارسات الخاطئة الناتجة عن فهم غير سديد لهذه الشعيرة ، وترتب على ذلك مفاسد كثيرة، ونحاول إن شاء الله في هذه الكلمات التعرف على هذه الشعيرة وأهدافها وضوابطها وما يتعلق بها من مسائل؛ لإزالة الغبش الذي ربما يكون أصاب هذه الشعيرة في أذهان كثيرين.
أولاً: أهداف وغايات الجهاد المشروع:
بين يدي هذه الكلمات لابد من التأكيد على حقيقة هامة ربما تغيب عن أذهان كثيرة، وينشأ عن إغفالها خلط كبير وزلل عظيم؛ هذه الحقيقة هي: أن الجهاد في سبيل الله طاعة عظيمة، شرعت لأهداف وغايات, وليست لمجرد إزهاق النفوس وإراقة الدماء.
ومن أعظم هذه الأهداف و تلك الغايات هو هداية الناس إلى الحق و تعبيد الناس لربهم, ورفع الفتنة عن المظلومين, ومن ثم فإن هداية الخلائق مقدمة على الجهاد, إذ إن الغاية مقدمة على الوسيلة, فإذا تعارضت الغايةُ مع الوسيلة قُدِّمت الغاية.
فالغايات والنظر إليها, والعناية بها, ورعايتها, هي من فقه العلماء, ومن بصيرة الأئمة في الدين, وإنما شُرع الجهاد لدفع الفتنة, فهذا هو الهدف الأسمى للجهاد, فإذا أصبح الجهادُ نفسُه مُحْدِثًا للفتنة في الدين, ومانعًا من تعبيد الناس لرب العالمين, وصادًّا للناس عن دعوة الحق, لم يحقق بذلك مقصودَه الأسمى.
وبذلك تكون هداية الخلائق, وتعبيد الناس لربهم هي الأصل, والجهاد فرع عليها, فإذا تضاد الأصل مع الفرع قدمنا الأصل على الفرع, ولابد أن يعلم الجميع أن هداية الخلائق هي مصلحة في حد ذاتها, وإخراج الناس من المعاصي إلى الطاعات, ومن النار إلى الجنة, هو غاية في حد ذاتها كذلك.
يقول الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[الأنفال:39].
إذًا فالغاية من الجهاد أن يكون دين الله هو الظاهر على سائر الأديان, فإذا غلب على ظن أهل الحل والعقد أن المسلمين غير قادرين على تحقيق هذا الهدف, لا يجوز لهم أن يقدموا على أمر يترتب عليه فساد كبير, وشر عظيم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بعد تأكيده على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على الكفاية: "وإذا كان كذلك, فمعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإتمامه بالجهاد هو من أعظم المعروف الذي أمرنا الله به, ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بمعروف, ونهيك عن المنكر غير منكر, وإذا كان هو من أعظم الواجبات والمستحبات فلابد أن تكون المصلحة فيه راجحة على المفسدة, إذ بهذا بعثت الرسل ونزلت الكتب، والله لا يحب الفساد، بل كل ما أمر الله به فهو صلاح… فحيث كانت مفسدة الأمر والنهي أعظم من مصلحته لم تكن مما أمر الله به…".
ويقول الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه فتح القدير في تفسير قوله تعالى: ﴿)وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195] – يقول: "والحق أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فكل ما صدق عليه أنه تهلكة في الدين أو في الدنيا فهو داخل في هذا, وبه قال ابن جرير الطبري. ومن جملة ما يدخل تحت هذه الآية أن يقتحم الرجل في الحرب فيحمل على الجيش مع عدم قدرته على التخلص, وعدم تأثيره بأثر ينفع المجاهدين… وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن الأسود أنهم حاصروا دمشق, فأسرع رجل إلى العدو وحده, فعاب ذلك عليه المسلمون, ورُفع حديثُه إلى عمرو بن العاص فأرسل إليه فرده وقال: قال الله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ " اهـ.
ويقول الدكتور محمد سعيد البوطي: "أجمع جمهور الفقهاء على أن المسلمين إذا كانوا من قلة العدد أو ضعف العدة بحيث يغلب على الظن أنهم سيقتلون من غير أي نكاية في العدو إذا ما أجمعوا على قتالهم, فينبغي هنا أن تقدم مصلحة حفظ النفوس, لأن المصلحة المقابلة, وهي مصلحة حفظ الدين, موهومة أو منتفية الوقوع…وتقديم مصلحة النفوس هنا من حيث الظاهر فقط, أما من حيث حقيقة الأمر ومرماه, فإنها تقتضي في مثل هذه الحالة أن تبقى أرواح المسلمين سليمة, لكي يتقدموا ويجاهدوا في الميادين المفتوحة الأخرى, وإلا فإن إهلاكهم يعتبر إهلاكًا للدين نفسه وفَسْحًا للمجال أمام الكافرين ليفتحوا ما كان مسدودًا من السبل"([1]).
ويقول الشيخ محب الدين الخطيب: "من سياسة الإسلام أن يختار المرء في كل حالة أقلها شرًّا, وأخفها ضررًا, فإذا كانت للخير قوة غالبة تقمع الشر وتضيق دائرته, فالإسلام يهدي إلى قمع الشر وتضييق دائرته بقوة الخير, وإن لم يكن للخير قوة غالبة تقمع الشر وتضيق دائرته، فمصلحة الإسلام عدم استخدام القتال"([2]).
ولقد رأينا طائفة من الناس تقول: إنه يجب على المسلمين الجهاد دون النظر إلى النتائج, حتى ولو كان الإنسان بمفرده لوجب عليه الجهاد؛ لأن الجهاد فريضة لا تسقط عن المسلم بأي حال من الأحوال, وأنه من أراد الجنة فعليه بالجهاد, وكيف يدخل الجنة من لم يقاتل, أو يجاهد في سبيل الله.
وهذا القول هو ثمرة لهذا الخلل في إدراك مقاصد وغايات الجهاد و نتيجة لغياب الهدف الأسمى الذي من أجله شرع الجهاد, ألا وهو إقامة الدين, ورفع راية التوحيد, فالقتال فرض لمنع الفتنة, والدفاع عن النفس, وإقرار الحق والعدل, وأما القتال الذي يؤدي إلى الفتنة ولم يحقق أهدافه وغاياته, فهو ممنوع شرعًا وعقلاً.
وبناء عليه, فإن أية أنفس قتلت في قتال فتنة, أو قتال محرم شرعًا, فقد باء بإثمها مَن قَتَلها, ويتحمل ذلك الوزر العظيم يوم القيامة, وإن قُتِل هو في ذلك القتال فليس بشهيد, وكيف يكون كذلك وقد مات في قتال لم يبحه الشرع.
ثانياً: الجهاد ماذا نعرف عنه؟!!
إن المتعامل مع نصوص الشريعة الغراء الكاملة لابد له أن يفهم مراد ألفاظ الشارع الكريم التي استخدمها في هذه النصوص على مراد الله تعالى لا على مراد غيره لأنه المعبود بهذه الألفاظ ولابد له بعد ذلك من الوقوف على هذه النصوص فلا يفسرها بهواه أو سابق فهمه؛ بل هو يستقي منها مقاييس الصواب والخطأ والمفروض وغير المفروض من الأقوال والأفعال فينساق لمراد الله تعالى فيها فتكمل له منازل العبودية الرفيعة وينال منها أعلاها.
وتعال بنا الآن نتعرف على دلالات هذه الكلمة جليلة القدر عظيمة الشأن "الجهاد":
1 ـ تعريف الجهاد:
أولاً: المعنى اللغوي: تدور دلالة كلمة الجهاد لغة حول المعاني:
(1) بذل واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل([3]).
(2) الجهاد مصدر جاهد جهاداً ومجاهدةً، وجاهد فاعل من جَهَدَ إذا بالغ في قتل عدوّه وغيره، ويقال: جَهَدَه المرض، وأجهده إذا بلغ به المشقة، وجَهَدت الفرس، وأَجْهَدتُه إذا استخرجت جُهده، والجهد بالفتح المشقة، والضم الطاقة، وقيل: يقال بالضم وبالفتح في كلِّ واحدٍ منهما فمادة ج هـ د حيث وُجدت ففيه معنى المبالغة([4]).
(3) قال الراغب في مفردات القرآن: (الجَهْد والجُهْد: الطاقة والمشقة· وقيل الجَهْد بالفتح: المشقة، والجُهْد: الوسع)([5]) وقال ابن حجر: (والجهاد بكسر الجيم: أصله لغة: المشقة)([6]).
وبذا نرى أن تعريفات أهل العلم رحمهم الله تعالى لمعنى الجهاد اللغوي تدور حول مجموعة معان وهي:
§ بذل أقصى الوسع والطاقة والجهد.
§ المشقة.
§ المبالغة.
§ المدافعة حيث لابد من طرف آخر ليجاهده.
فكلمة "الجهاد" لها مدلول عميق، وبنظرة سريعة المعاني التي ذكرها العلماء يتضح لنا كمثال أن المعنى اللغوي لكلمة "جهاد" مشتق أصلاً من كلمة: "جَهد"، وهي تدل على بذل الجهد، واستفراغ الوسع والطاقة في أمر من الأمور، فإذا أضفنا إلى أصل معنى كلمة "جهد" لفظ "الجهاد" أو "المجاهدة" الذي يدل على مفاعلة بين طرفين، يعني هناك من يبذل جهده ضدك، وأنت تبذل جهدك ضده، مثل المقاتلة، ففرق بين أن تقول: فلان قتل فلانًا، وبين أن تقول: فلان قاتل فلانًا، فالأولى تحتمل المعنى أنه وجده نائمًا فقتله، لكن قوله: قاتله معناه أن هذا كان معه سيف ـ مثلاً ـ، والآخر معه سيف كذلك، فتلاقيا، ومازال كل واحد منهما يكرُّ ويفرُّ، ويميل يمنة ويسرة على الآخر، حتى أمكن منه فقاتله ثم قتله وهو معنى له دلالته اللغوية التي تنعكس ولابد على الدلالة الشرعية.
إذن "جاهد" تدل على أن هناك طرفًا آخر يقاتل المسلمين، ويؤذيهم ويحاربهم ويكيد لهم، والمسلمون مطالبون بأن يواجهوا هذا بالجهاد والمجاهدة، مثل قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا﴾[آل عمران:200]، فقوله: (اصْبِرُوا) يقتضي أن الإنسان يصبر على ما يناله وما يصيبه، لكن قوله: (وصابِرُوا) معناه أنه لا يكفي الصبر؛ بل لابد من المصابرة، بمعنى أنكم ستلقون أعداء يصبرون كما تصبرون، فصابروا صبرًا فوق صبرهم.
ثانيا: المعنى الشرعي:
تتراوح تعريفات العلماء للجهاد بين متوسع ومضيق سواء لمعناه هو أو لمن يتوجه إليه الجهاد على الوجه التالي:
هو بذل الجهد من المسلمين في قتال الكفار، والبغاة، والمرتدين ونحوهم.
هو بذل الجهد في قتال الكفار خاصة بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم.
قال الحافظ "الجهاد شرعاً بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفسّاق ، فأما مجاهدة النفس فعلى تعلّم أمور الدين ثم على العمل بها ثم تعليمها وأما مجاهدة الشيطان فعلى ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب وأما مجاهدة الفسّاق فباليد ثم اللسان ثم القلب"([7]).
المعنى الشرعي عند أغلب الفقهاء هو قتال المسلمين للكفار بعد دعوتهم إلى الإسلام أو الجزية وإبائهم
فهو عند الأحناف: (بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك أو المبالغة في ذلك). وأنه: (الدعاء إلى الدين الحق وقتال من لم يقبله).
وعند المالكية هو: (قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله تعالى).
وعند الشافعية كما قال الحافظ ابن حجر: (وشرعًا: بذل الجهد في قتال الكفار).
وعند الحنابلة: (قتال الكفار).
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تعريف عام للجهاد قال فيه: "والجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق، ودفع ما يكرهه الحق"، وقال أيضاً: "··· وذلك لأن الجهاد حقيقته الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان".
وبذا يتضح أن الجهاد في تعريفه الشرعي عند العلماء ينحصر عند أغلب الفقهاء بالنسبة لمن يتجه إليه في قتال الكفار وهذا هو تعريف الجهاد عند الإطلاق وهناك أنواع أخرى أطلق عليها الشارع اسم الجهاد مع خلوها من القتال كجهاد المنافقين، وجهاد النفس وهو يتسع ليدخل فيه الجهاد باليد واللسان والقلب.
ثالثاً: الفرق بين الجهاد وبين العنف([8]):
من خلال ما سبق من تعريف كل من الجهاد والعنف يمكن التمييز بين الجهاد المشروع والعنف المذموم من حيث المشروعية و الهدف والوسيلة والثمرة فالجهاد مشروع مندوب إليه في الجملة وقد يجب في مواطن وأحوال معينة كما قد يحرم في أخرى كما أنه يتميز بوضوح هدفه ونبله ومشروعيته، ووسائله، والتزامه بأحكام الشرع، ومكارم الأخلاق التي جاء بها الإسلام: قبل القتال، وأثناء القتال، وبعد القتال، وثمرته هي رضا الله سبحانه ورفعة الدين والتمكين له ودفع الفتنة، أما (العنف) ـكما يقوم به بعض الشباب ممن يفتقد لهذه الرؤية الشرعيةـ فينقصه الوضوح في الرؤية، سواء للأهداف أم للوسائل، وللضوابط الشرعية فضلا عن افتقاده للمشروعية ابتداء ناهيك عن ثمرته من تشويه الدين ووقوع الفتنة.
وأما عن فضل الجهاد ومنزلته فهذا مما اتفقت عليه النصوص وإجماع الأمة وهو ليس محل نقاش؛ غير أن من المهم التأكيد على أن هذه المنزلة وتلك الفضائل لا تحصل إلا للجهاد الشرعي الذي اجتمعت فيه الشروط وانتفت الموانع وتحققت غاياته ومقاصده، وغير ذلك من الأعمال التي يسميها أصحابها جهادًا وهي ليست كذلك فليس لأهلها نصيب من تحصيل تلك الفضائل.
——————————————————————————–
([1]) فقه السيرة ص 77.
([2]) في تعليقه على كتاب "العواصم من القواصم" ص 137.
([3]) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 1/319 باب الجيم مع الهاء، والمصباح المنير، مادة "جهد" 1/112.
([4]) المطلع على أبواب المقنع للبعلي ص209.
([5]) لسان العرب (3/133)، والقاموس المحيط (1/351)، ومختار الصحاح (1/48)، والمصباح المنير (1/112).
([6]) صحيح مسلم (156).
([7]) فتح الباري (6/3).
([8]) كلمة العنف تتضمن معنى الشدة والغلظة. وقد جاءت بعض الأحاديث النبوية تقابل الرفق بالعنف؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". وقد اشتهرت كلمة (العنف) في عصرنا، وأصبحت مصطلحا شائعا مجرَّما ومذموما، وهو يشمل مجالات عدة، وأكثر ما اشتهر العنف في عصرنا في المجال السياسي، وهو المقصود بالحديث عند الإطلاق. وقد اشتد النكير عليه، والتجريم له في الآونة الأخيرة، وإن لم يحدده من أطلقوه وجرموه.
والعنف: هو استخدام الشدة والغلظة في غير موضعها، أو في غير أوانها، أو بأكثر مما يلزم، أو بغير حاجة إليها، أو بدون ضوابط استعمالها.
وإذا كان الإسلام يرفض العنف في القول، فأولى أن يرفض العنف في الفعل، بمعنى: استخدام القوة المادية أو العسكرية في غير موضعها، أي بالحق والباطل، وفي العدل والظلم.