الاتصال الثقافي:
الاتصال الثقافي موقف تتبادل التأثير فيه ثقافتان. ويمكن أن تكون هذه التأثيرات من نوعين:
1- إذا كان الاتصال الثقافي محدوداً فإنه يبدو في صورة انتشار العناصر الثقافية والمركبات الثقافية. ويتركز الاهتمام هنا على تبادل (أو مجرد استيراد أو تصدير) الأفكار والعادات الاجتماعية والأشياء المادية بين ثقافتين مختلفتين.
2- إذا كان الاتصال الثقافي شاملاً أو على شيء من الشمول بحيث تتداخل ثقافتان مختلفتان كل منهما في الأخرى، يمكن أن يعنى بالاتصال الثقافي عمليات التغيّر التي تتم داخل هاتين الثقافتين نتيجة لتفاعلهما: – أي تغيرات في البناء والاتجاه العام.
وينادي عالم الأنثروبولوجيا البريطاني ((فورتس)) fortes بأنه: ((يجب ألا يعتبر الاتصال الثقافي مجرد نقل عناصر من ثقافة إلى أخرى بل عملية تفاعل متصلة بين جماعات من ثقافات مختلفة)).
ويطلق على هذه العمليات عادة خارج حدود الإمبراطورية البريطانية: ((التثقف من الخارج)).
إثنوجرافيا:
الإنثوجرافيا هي الإنثولوجيا الوصفية، أي ملاحظة وتسجيل المادة الثقافية من الميدان. وهي تعني أيضاً وصف أوجه النشاط الثقافي كما تبدو من خلال دراسة الوثائق التاريخية. ويعتقد ((دياس)) dias أن مصطلح إثنوجرافيا قد ظهر في عام 1807 على يد ((كامبل)) Cambl ليعني ((وصف الشعوب)). وهذا هو المعنى العام للكلمة حتى في أيامنا هذه، على الرغم من أنها قد اكتسبت معنى آخر في بعض البلاد .وفيما يلي طائفة من التعريفات الأخرى. فيعرفها ((دياس)) بأنها: ((الدراسة الوصفية للثقافات المختلفة أو لقطاعات من ثقافة معينة)). ويعرفها ((جاكوبز)) jacobs و ((ستيرن)) stern بأنها: ((الوصف العلمي للأنساق الاقتصادية والاجتماعية، وللتراث الثقافي للشعوب ذات المستويات التكنولوجية المختلفة)). ويقول ((هوبل)) hoebel الإثنوغرافيا هي ((ذلك القسم من علم)) الإنثروبولوجيا الذي يختص بالتسجيل الوصفي للثقافات)) ويعرفها ((وينيك)) winick
بانها(( دراسة الثقافات المخالفة.. دراسة وصفيةغير تفسيرية في المقام الاول)).ويعد بعض العلماء المتخصصين الإثنوجرافيا فرعاً من فروع الإنثروبولوجيا أو الإنثروبولوجيا الثقافية (بل والإنثروبولوجيا الاجتماعية أيضاً) أو الإنثولوجيا. ويعدها البعض الآخر جانباً طبيعياً من الإنثولوجيا ((والإنثولوجيا الإقليمية)).
ويستخدم مصطلح الإثنوجرافيا في بعض الأحيان كبديل للإثنولوجيا. وهو يعني في فرنسا عادة إثنوجيا (أو حتى دراسة السلالات races. وذلك بسبب تأثير ((بروكا)) brocaفي منتصف القرن الماضي). فيعرف سانتيف saintyves- مثلاً- الإثنوجغرافيا بأنها دراسة الثقافة المادية والعقلية للشعوب البدائية، أو حتى بأنها دراسة ((جميع جوانب الحياة الشعوب البدائية التي تجهل القراءة والكتابة)). وقد انتقد مارينوس marinusقصر سانتيف الإثنوجغرافيا على الشعوب البدائية. فهو يرى أن هناطك أيضاً ((إثنوجغرافيا للشعوب المتحضرة)). وعلاوة على هذا فإن مارينوس لا يرى فرقاً بين الشعوب ((البدائية)) والشعوب ((المتحضرة)). ويعرف عالم فرنسي آخر- هو سيبيوه sebillot- ميدان الفولكلور بأنه ((الإثنوجغرافيا التقليدية)).
أما في فنلندة فيطلق على دراسة الثقافة المادية اسم الإثنوجغرافيا (أو الإثنولوجيا المادية على حد تعبير سيتيليهsetala ). وكذلك تعنى الإثنوجغرافيا في أستونيا* ((الدراسة الفولكلورية للثقافة المادية))sachvolkskunde .
وتفترض الدراسة الميدانية الإثنوجغرافية- اليوم- المشاركة الشخصية (من قبل الجامع) في الثقافة موضع الملاحظة والتفسير الوظيفي للمواد الثقافية (قارن مادة: الوظيفية). ويرى بعض علماء الإثنروبولوجيا الاجتماعية- أو أمثال إيفانز بريتشارد evans- pritchard – أن من أهم أهداف هذا العلم أن يكون ((تكاملاً وصفياً)) للثقافة التي يدرسها. وينظر لوى إلى الإثنوجرافيا نظر أشمل إذ يعرف هدفها الأمثل بأنه: ((الوصف الكامل لجميع الظواهر الثقافية في كل مكان وكل زمان)).
الإثنوجيولوجيا/ دراسة الطبقات الثقافية:
Ethnogeology
هي في رأى إريكسون المنهج الإثنولوجي في البحث الذي يكشف عن الراقات strata الثقافية. وقد أطلق على هذا المنهج أيضاً اسم: الجيولوجيا الثقافية. ويتشابه هذا المنهج تشابهاً قوياً مع تصوير نوردنزكيولد nordensk iold – الكلاسيكي- للقراقات الثقافية للعالم الجديد، ومع نظرية ويسلر wissler عن العمر والمنطقة. ويمكن توضيح هذا المنهج بسهولة من خلال ملاحظات إريكسون الخاصة بالتحول بين ثقافة السهول من ناحية، وثقافة الجبل والغابات من ناحية أخرى في شمال أوروبا. ويوجد في منطقة الاتصال مجموعة ((خطوات)) تمثل كل منها مرجحلة ماضية في نمو ثقافة السهول.
قارن مادة: راق ثقافي.