يعجّ سوق أبوظبي للأوراق المالية فرع الشارقة بالحركة والنشاط، المستثمرون والمتعاملون بالسوق لا يجدون مكاناً للجلوس، الإمكانيات المتوفرة في المكان لا تتوافق مع حجم التعاملات والمترددين. والمكان نفسه لا يتسع للرواد والذي أنشئ في المقام الأول للتيسير على هؤلاء المقيمين بالشارقة والإمارات الشمالية حفاظاً على الوقت وتوفيراً للجهد وهما عاملان رئيسيان يمثلان أهم عناصر اللعبة للمتعامل مع الأسهم.
ومع مرور أكثر من عام على مباشرة الفرع لنشاطه فقد طغت وبرزت عدة مشكلات واجهت المستثمرين تحتاج إلى حل وتدخل سريع حتى يؤدي هذا الفرع دوره خاصة وأن حجم المترددين عليه في تزايد مستمر في ضوء انتعاش سوق الأسهم المحلية، كما أن حجم التعاملات اليومي بالفرع كما يقول المستثمرون يتراوح بين 40 ـ 50 مليون درهم، وقد يصل إلى 100 مليون مع نهاية الأسبوع في يوم الخميس.
وفي جولة لـ «البيان» داخل صالة التعاملات التي تقع بالطابق الأرضي في برج النور بالشارقة تحدث عدد من المستثمرين عن المزايا والسلبيات التي تواجههم في تعاملاتهم اليومية ورؤيتهم لتصحيح الأوضاع.
؟ ضيق المكان
يقول رجل الأعمال مصطفى الفردان والذي كان متواجداً لإنجاز بعض المعاملات إن المستثمر في الأسهم مستثمر من نوع خاص وهو يحتاج الى اتخاذ قراراته بسرعة في البيع والشراء ولكن يلاحظ هنا ان عدد الموظفين قليل جدا. فهل يعقل ان يتم تخصيص اثنين فقط من الموظفين لتلقي هذا الكم الهائل من الطلبات لتجد صفوفا وطوابير بانتظار انجاز المعاملات؟، ثم ان المكان الذي تم اتخاذه مقراً للفرع صغير جداً ولا يتناسب مع حجم التعاملات اليومية وهو غير مجهز بالخدمات اللازمة وعدد المقاعد محدود.
ويضيف ان هذه الوضعية يتضرر منها المستثمر الصغير فهو الذي يأتي إلى السوق ليتابع حركة التداول ومتغيرات الأسعار أما المستثمرون الكبار فهم غير متضررين على الاطلاق لان هناك من ينجز لهم أعمالهم وبالهاتف يتم انجاز معاملاتهم، وللأسف فإن عدد مكاتب الوساطة «السمسرة» المتواجدة بالسوق قليل جداً، ونظراً لتزايد اعداد المستثمرين ومحدودية فترة التداول فإن هذه المكاتب لا تستطيع القيام بدورها على الوجه الأمثل والمطلوب منها تقديم المشورة للمستثمر حول الأسهم خاصة في هذه الفترة التي ينتعش فيها السوق.
ويؤكد الفردان على ضرورة البحث عن مكان آخر اكثر رحابة خاصة وان فرع سوق أبوظبي للأوراق المالية بالشارقة يستقطب المستثمرين بالأسهم ليس من الامارة فقط بل من الامارات الشمالية لافتاً إلى أن انجاز المعاملة يستغرق الكثير من الوقت نتيجة لضعف الامكانيات الخاصة بالاتصالات مما يضيع على المستثمر الكثير من الفرص من الأسهم لأن الأسعار متغيرة وهناك مقولة معروفة وهي «ان السهم مثل الجمرة اذا مسكتها كثيراً تحرقك».
وأكد على ضرورة زيادة عدد منافذ ومكاتب الوساطة بالأسهم الموجودة بالسوق لأنه في ظل التزاحم فإن هذه المكاتب تهتم فقط بالمستثمر الكبير الذي يعقد صفقات كبيرة ويكون العائد عليها «العمولة» اكبر وتستغرق الوقت نفسه الذي يتم فيه عقد الصفقة للمستثمر الصغير.
وبالنسبة لما يردده البعض عن وجود تسريبات يستفيد منها البعض اشار الى أن ذلك قد يحدث ولكن يوجد كنترول ومراقبة من ادارة السوق على مكاتب الوساطة مما يحد من مثل هذه التسريبات مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة وجود مدير للصالة تكون له صلاحيات بحث مشكلات المستثمرين.
؟ حركة نشطة
ويقول عبدالله خليفة الدوخي مستثمر وصاحب محفظة مالية خاصة: انه رغم عدم علم العديد من المستثمرين بوجود فرع لسوق أبوظبي للأوراق المالية بالشارقة نظراً لعدم وجود حملة اعلانية فإن النشاط بهذا الفرع في تزايد وتوجد حركة نشطة يومية حيث يقدر حجم التداول اليومي بحوالي 50 مليون درهم وقد يرتفع الى 100 مليون درهم يوم الخميس مع عطلة الموظفين حيث تغص الصالة بالمتعاملين والذين لا يجدون حتى أماكن إلا خارج الصالة.
ويضيف الدوخي ان من الآثار الايجابية لافتتاح الفرع بالشارقة انه وفر مكاناً للمتعاملين بالأسهم من داخل الامارة وخارجها مما وفر عليهم عناء الازدحام المروري الدائم في التنقل بين امارتي دبي والشارقة عندما كان هؤلاء يذهبون الى سوق دبي للأوراق المالية كما انه استوعب المستثمرين من امارات مثل عجمان وأم القيوين والفجيرة والامارات الشمالية بصفة عامة وهذه هي أهم المميزات.
أما السلبيات التي برزت الى السطح ومن خلال التعامل اليومي فتتمثل في ضيق المكان حيثل لا يتحمل الاعداد المتزايدة من المستثمرين ونحن نطالب بمكان اكبر ومفتوح كما لا تتوافر مواقف للسيارات كافية.. ولذلك لابد من ايجاد حل عاجل وسريع لمشكلة المكان، مقترحاً ان يتم نقل السوق الى مركز التعاون او المنطقة المجاورة لمركز اكسبو حيث تتوافر المساحات ومواقف للسيارات.
اما المشكلة الثانية والتي يتفق معه فيها عادل عبدالمعطي مراد «مستثمر» ان عدد مكاتب الوساطة في صالة الشارقة محدود للغاية وهو ثلاثة مكاتب فقط حتى الآن وهذا يعرقل اداء المستثمرين كما ان هذه المكاتب لا تقدم المشورة للمستثمرين لأن عدد الموظفين المتواجدين فيها محدود للغاية ولا يزيد على اثنين، وطالب الدوخي ومراد بزيادة عدد المكاتب الى 10-12 مكتباً حيث ان التعاملات اليومية تؤكد الحاجة إلى مثل هذا العدد.
؟ شهران كاملان
ويجمع معظم المستثمرين على بطء الاجراءات التي تتم داخل الفرع وهو ما يتنافى مع طبيعة عمل أي سوق أوراق مالية ويقول الدوخي ويوافقه مراد أيضاً ان تسجيل شهادة ايداع الأسهم للتداول يستغرق اكثر من شهرين وتوجد حالات كثيرة بينما لا يستغرق الأمر في سوق دبي أكثر من يوم ولك ان تتصور التأثيرات السلبية التي تعود على المستثمر من جراء هذا التأخير.كما أن السوق يعاني من نقص كبير في شاشات الكمبيوتر الموجودة، حيث لا يتوافر إلا أربعة أجهزة كمبيوتر فقط وهي بطيئة أيضاً ويلتف حول كل جهاز ما يتراوح ما بين 1520 مستثمراً لمعرفة حركة الأسعار.
وعندما قلنا للمستثمرين انه توجد شاشتا عرض كبيرتان في الصالة إحداهما لسوق أبوظبي والأخرى لسوق دبي اجمع المستثمرون على أن الشاشات الكبيرة تتأخر في عرض المعلومات والمستثمر يمثل الوقت له عاملاً مهماً لأن الثواني في عالم الأسهم تمثل أهمية بالغة له وقد يربح أو يخسر إذا لم يستغل الوقت بشكل جيد، وهذا ما يجب أن تراعيه إدارة السوق.
ويلفت المستثمر عادل مراد إلى أن البيانات الخاصة عن تداولات السوق في سنوات سابقة لا تتوافر على موقع السوق وهي غير متاحة وإذا أردت ان تعرف شيئاً عن هذه البيانات فأنت تطلبها بصفة شخصية وللأمانة، فهم يوفرونها لك في هذه الحالة، والوضع الصحيح هو توافر هذه البيانات بشكل تلقائي فالمستثمر يحتاج لتوجيه استثماراته إلى سهم معين معرفة حركته وحساب نقاط المقاومة والدعم.
؟ الشفافية
ويلفت كل من عبدالله الدوخي وعادل مراد إلى أنه رغم الجهود التي تبذل لتوفير الشفافية من قبل سوق الأوراق المالية إلا أن تأخر بعض الشركات في اصدار بياناتها المالية يؤدي إلى انتشار الشائعات وبالتالي يتم الحديث عن تسريبات لمعلومات عن نتائج الشركات قبل وصولها إلى السوق ولذلك يجب العمل بشكل فوري للرد على هذه الشائعات، حيث ان هناك من يعتمد مقولة «اشتر على الإشاعة وبع على الخبر».
ونحن في هذا الاطار أيضاً نطالب بتطبيق القرار الوزاري الذي يدعو إلى توحيد سعر الأسهم بدرهم واحد وهذا الأمر معروف في كل البورصات لأن عدم التوحيد يمكن ان يضلل المستثمرين البسطاء ويقومون بالشراء بأعلى من القيمة الحقيقية.وبالنسبة للمشاكل العامة يشير الدوخي وعوض إلى أن نسبة العمولة التي يدفعها المستثمر مرتفعة وهي نصف في المئة وهي نسبة كبيرة مقارنة بالأسواق الخليجية وهي في الكويت على سبيل المثال لا الحصر أقل بكثير وتصل إلى خمس هذا المبلغ.