التصنيفات
الصف التاسع

الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي للصف التاسع

*الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي:-

* المقدمة:
– بسم الله الرحمن الرحيم والصلات والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
– تناولت في بحثي البسيط الذي يتحدث عن ماضي دول الخليج العربي و الذي يتناول كيف تمكن البرتغاليين من السيطرة على الخليج العربي و احتلاله وكيف تم تحرير عمان من الاحتلال البرتغالي و أهم القبائل التي نتجت عن عند التحرير من الاحتلال وكيف تمكن البريطانيين من طرد البرتغاليين والسيطرة على الخليج العربي حتى القرن العشرين و أهم الاجتماعات التي نتج عنها قيام الاتحاد وكيف اكتمل عقد الاتحاد بانضمام رأس الخيمة , و أهم المشاريع التي عقدت بين الولايات الأمريكية المتحدة ودولة الإمارات.

* الموضوع:
– في القرن الحادي عشر الميلادي استطاع البرتغاليون الوصول الى الخليج والسيطرة عليه واقاموا العديد من المعاقل والقلاع على سواحله وبقوا في المنطقة قرابة القرنين تمكنوا خلالهما وباساليبهم الاستعمارية من تدمير التجارة العربية فيه

كان تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي الجزيرة العربية كلها اذ ساد الامان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الارهاب والبطش اللذين تميز بهما العهد البرتغالي وبدات القبائل هجرتها الى الساحل

برزت قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتات على ساحل عمان

القوة الاولى قوة بحرية تتألف من حلف قبائل يتزعمها القواسم وكان مقرها رأس الخيمة

القوة الثانية قوة برية هي قوة بني ياس وحلفائهم من القبائل وكان يتزعمهم آل بوفلاح ويمتد نفوذهم على طول الساحل حتى خور العديد .

بدأت القوى الاوربية مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا تتنافس للسيطرة على المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع العشر أخذت قوة القواسم تبرز تدريجياً فبثت أسطولاً بحرياً ضخماً يضم اكثر من60 سفينة ضخمة وكان لديهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانين الذين برزوا في ذلك الوقت كقوة مسيطرة في القرن التاسع عشر

كانت المواجهة بين الجانبين حتمية وخلال العقدين الاولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية اسفرت عن تدمير اسطول القواسم بصورة شبة كاملة

وتعزيز النفوذ البريطاني في الخليج الذي بداء عام 1820 واستمر حتى أوائل القرن العشرين والذي كان من اعظم شخصياتة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم أبوظبي اكثر من خمسين عاماً من 1855الى 1909م و يلقب بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات

كانت المنطقه خلال المائة والخمسين عاما التي سبقت قيام الاتحاد تحت الانتداب البريطاني اذ تم توقيع اتفاقية بين حكام هذه الامارات والبريطانين خلال القرن التاسع عشر تقضي بتولي مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية في الامارات للبريطانين مقابل تعهد البريطانين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للامارات اوفي علاقاتها مع بعضها بعضا

خلال فترة الوجود البريطاني المباشر في المنطقة كانت الهياكل التقليدية للحكم السائد آنذاك قادرة على التكيف ببطء مع الظروف المتغيرة وفقا لارادة الحكام والشعب

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للبلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للميلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

ادرك الشعب وحكام الامارات الاخطار الناتجة عن اوضاع التجزئه والتفكك وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الامارات ويتيح لها فرص الانطلاق والتقدم

*اهم الاجتماعات التى نتج عنها قيام الاتحاد :

الاجتماع الذى عقد بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في أوائل فبراير 1968م وكان اول اجتماع وحدوي على طريق تحقيق الامل الكبير الذي طالما راود شعب المنطقه

اجتماع حكام الامارات في دبي في الفترة من 25 الى 27 فبراير 68 بدعوه موجهه من حاكمي ابوظبي ودبي وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على قيام اتحاد الامارات العربيه المتحده

اجتماع حكام الامارات في 2 ديسمبر 1971م وتحقيقاً لأراده شعب الامارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه

يزف المجلس الاعلى هذه البشرى السعيده الى شعب الامارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه والعالم اجمع معلناً قيام دولة الامارات العربية المتحده دوله مستقله ذات سيادة وجزءً من الوطن العربي الكبير

تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وامنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الاعضاء الامارات فيها وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيها بين اماراتها لصالحها المشترك

من اجل هذة الاغراض ومن ازدهارها وتقدمها في كل المجالات ومن اجل توفير الحياه الافضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا والمصالح العربية وميثاق الامم المتحدة والاخلاق الدولية

واكتمل عقد الاتحاد بانضمام امارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972م

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيسا للدولة وانتخب صاحب السمو المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم نائباً للرئيس

بادرت دولة الامارات بعد اعلان قيامها الى انضمام عضوية جامعه الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م

انضمت الى عضويه الامم المتحده في التاسع من ديسمبر عام 1971 وذلك انطلاقاً من ايمانها بميثاق الامم المتحده والاعراف الدوليه.
– (في أعقاب الوجود البرتغالي البحري، وسيطرتهم على الثغور الرئيسية في الخليج العربي، وفي بداية القرن السابع عشر، ظهرت في الساحة التجارية شركة الهند الشرقية، كمقدمة للحملات البريطانية البحرية، وبزوغ فجر الأسطول العسكري البريطاني القوي لما وراء البحار، لحماية المصالح الإنجليزية المتمثلة في شركة الهند الشرقية، وتأمين خطوط المواصلات البحرية الطويلة، وسبق ذلك ـ بلا شك ـ بعثات التجسس السرية على هيئة تجار أو مستشرقين ادّعوا دخول الإسلام، وجمع الإنجليز المعلومات المتنوعة عن التركيبة الإنسانية والقبلية والسياسية والوضع الاقتصادي، لمناطق السواحل العربية، المطلة على طريق المواصلات البحرية، التي تربط أوروبا بأقاليم جنوب قارة آسيا. واشتعلت حمى التنافس التجاري والسياسي بين الإنجليز والبرتغاليين على مناطق التجارة والنفوذ، حيث امتاز الإنجليز على منافسيهم البرتغاليين بالمعرفة الموضوعية، والاهتمام المنهجي بأوضاع السكان المحليين، والقوى السياسية الإقليمية المتصارعة والماسكة بزمام الأمور، وعلى العكس منهم البرتغاليون، الذين لم يعيروا أوضاع الشعوب التي قامت على ضفاف بلدانهم وموانئهم العسكرية البحرية الاهتمام اللازم، ولا يعني ذلك عدم اهتمامهم المحدود بما يناسب طبيعة وجودهم.
وتبع ذلك تراجع النفوذ البرتغالي، وتزايد القوة البريطانية في المجالين السياسي والتجاري في منطقة الخليج العربي، التي تسارعت قوتها في نهاية القرن الثامن عشر تزامناً مع حملة الفرنسيين للسيطرة على مصر بقيادة نابليون بونابرت في عام 1799، لم تقتصر الحملة الفرنسية على مصر على الجانب العسكري، بل شملت شتى المجالات العلمية والمعارف الإنسانية، والمحاولات المنظمة لاختراق حصون المعرفة وقلاع الهوية، حتى ان بونابرت نفسه ادّعى الدخول في الدين الإسلامي العظيم.

الإنجليز كانوا السبّاقين في اختراق المراكز المادية والمعنوية لشعوب المنطقة العربية، قبيل طلائع الوجود البرتغالي، ومهّدوا لنفوذهم السياسي والعسكري المؤثر لاحقاً، بحنكة استعمارية واسعة الأفق والطموح، نظراً للتجارب الميدانية، بعد اكتشاف الأميركتين وما أعقبها من هجرة أوروبية واسعة أدت إلى قيام تجارة الرقيق للأعمال الزراعية الواسعة، ثم ظهور المستعمرات الأميركية على الساحل الشرقي لأميركا الشمالية في ما يُعرف اليوم (الولايات المتحدة وكندا)، وفي هذه الحقبة من التخطيط لقيام النظام الاستعماري الواسع غير المسبوق في التاريخ البشري، ازدهرت مدارس الاستشراق الأوروبية، وتكالب المغامرون وذوو المهمات الخاصة في الشرق على تعلم اللغات الشرقية كالعربية والفارسية والتركية، وبأوامر مباشرة من مراكز التخطيط الاستعماري في أوروبا، اندس عدد لا بأس به من رجال المهمات السرية المتمكنين من لغات أهل الشرق في المراكز الدينية التقليدية، كالأزهر الشريف والنجف الأشرف وغيرهما من الحواضر الدينية والعلمية في الشرق، حسب التصنيف الاستعماري منذ أربعة قرون.)(1)

__________________________________________________ ___________
* المراجع:
(1): من كتاب: دراسات في تاريخ الخليج العربي.
الكاتب: د. بدر الدين عباس الخصوصي.
الطبعه الثانية.
صـــــــــ93 , 85 , 98 ـــــ…

( معهد الإمارات التعليمي )

وكان للثروات الخرافية التي تكدست في أوروبا، من المستعمرات البعيدة الغنية بالثروات الطبيعية، والمعادن النفيسة والأيدي العاملة الرخيصة، أن أصبحت أوروبا خلية نحل علمية وعملية في مختلف العلوم والفنون، وقفز مفهوم الحاجة والرفاهية من تنظير التاريخ الى تجربة الإنسان الجماعية، وحتى التنظير الفلسفي الإنساني كان بمفهوم التفاعل الاجتماعي في المجتمعات الأوروبية، دون أي التفاتة حقيقية لثقافات الشعوب المستعمَرة ـ بفتح الميم ـ التي غمرت ثرواتها العظيمة القارة العجوز.
وأدى تكدس الثروات وما لحقها من رفاهية في القرن الثامن عشر، إلى بوتقة الأفكار الفلسفية في دوائر من التنظير الصريح وتأطير البنية الآيديولوجية، لاجتهادات عصرية تتنافس في المسالمة وحب الخير كالنتاج الأدبي والفكري المدهش لمنظِّر الثروة الفرنسية (فولتير)، والكاتب السابق لمفاهيم عصره (جان جاك روسو)، ثم الفلاسفة الطبيعيين في منتصف القرن التاسع عشر، وفي الوقت الذي دخلت فيه أوروبا عصر النهضة، وشحذت الهمم للإبداع العلمي والعطاء الجسدي في مواكبة متطلبات الثورة الصناعية، دخل الشرق وقبله الأمة العربية، في سُبات دنيوي عميق، واشتغل العامة بتأمين لقمة العيش، وطيعت الدهماء لثقافة الظاهرة الصوتية، المنابر والمدونة التي تتطرق إلى هوامش من الاجتهادات وتفسير المواقف، وتبارت الحناجر في طرح مقومات الحركة الفطرية للمجتمع البشري، في المزايدات المذهبية والطروحات الدينية الغامضة، حيث لا يجرؤ أحد على المناقشة في تفاصيل الطرح، فما بالنا بأساس الرأي الذي هو في حد ذاته لا يخرج عن إطار الملقي، وما يقصد به من حماية وضعه الاجتماعي والمعنوي، المتدثر بعباءة الدين مع المحافظة على القوة المعنوية ذات التأثير الكبير على الناس.
وكانت الأوضاع الاقتصادية والمناخية الصعبة في أقطار الأمة العربية، وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية بالذات، قد أفرزت ظروفاً إنسانية مأساوية مؤلمة بسبب انحباس الأمطار لسنوات متتالية، ونهضت قيم الجهل والتخلف من سباتها، كالغزو وانتشار ثقافة قطاع الطرق، وانعدمت وسائل العلم والمعرفة في القسم الأكبر من أقاليم شبه الجزيرة العربية، حتى نسي الناس قيم العقيدة أساس الأخلاق العربية الحميدة التي أثنى عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واستجدت بدع وثنية تبخرت بحرارة وهج الإسلام منذ أمد طويل.
حتى ظهور دعوة المصلح العربي الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، في قلب الجزيرة العربية للحد من انتشار المفاهيم الخاطئة، وإيقاف السلوك الوثني الذي انتشر بين عامة الناس في الجزء الأوسط من الجزيرة العربية، بعد أن استيقظ من سباته الطويل بفعل صاعقة السحب السوداء، الثنائي البغيضان الجهل والفقر .
وصفحات تقويم التاريخ تخبرنا ان تلاميذ المصلح الديني الكبير، قد وقعوا في حفر التعصب الأعمى والمبالغة في تطبيق التعاليم، بل وتعميم الكثير من الأفكار الإصلاحية البيئية الخاصة بالأوضاع السائدة في نجد ذلك الزمن، على سواحل الجزيرة العربية ذات الخصوصية الحضارية والمذهبية الإقليمية التي لم تخل من بعض الشوائب، إلا ان بُعدها الحضاري العميق، وتراكم مدارسها المعرفية في حقول الدين والدنيا، كانت عوامل حماية ناجعة وسياجاً معنوياً قوياً ضد التعصب والتطرف والانغماس في تقديس الجماد والأحجار، وهذه الأمور كانت غريبة على سكان المناطق الداخلية في الأقطار العربية عموماً، والجزيرة العربية لا تشذّ كثيراً عن هذه القاعدة، التي هي دلائل صائبة للتفسير الجغرافي لحوادث التاريخ.
ان المزايدات الدينية، بمختلف توجهاتها في عصر الصراع التجاري الرهيب بين الشركات الغربية العملاقة، الأوروبية والأميركية، وما بينهما من التعاونيات السيئة الذكر، وهي الشركات المتعددة الجنسية، هذه المزايدات التي تفوح برائحة أسيد لتذويب روح التسامح وقيم المجتمع المدني، ليست وليدة انفعال إنساني وقتي، إنما تكرار لأخطاء الماضي، الذي يجب علينا الاتعاظ من دروسه.
ان من العجب بمكان أن ينقاد قسم كبير من المجتمع العربي، لطروحات عاطفية انفعالية لحفنة من رجال الدين، غير الواعين بجوهر قضايا الأمة وأولوياتها، الذين لا هم لهم إلا تكرار خطب الوعظ المملة، التي لا تقدم لمسيرة الأمة العربية إلا الشحن العاطفي الضبابي، والتعصب المذهبي والتقوقع الثقافي (الأنثروبولوجي)، وأخطر من ذلك كله زرع الشك والكراهية باسم الدين القويم بين الناس للمدارس الفقهية والعبادية الأخرى، إلى جانب الشعارات المذهبية والطائفية الضيقة التي ألقت سحبها الداكنة زخات من التلوث المعنوي المستهجن، على مرتفعات عقلانية الطرح والسلوك، ونظراً للخطاب العاطفي المرتدي عباءة الدين القويم، ظهرت ـ للأسف الشديد ـ مفاهيم خاطئة وسلوك غير سوي من التنطع والتمسك بالقشور والتناقض الواضح بين القول والفعل.
إن حكمة نزول الأديان السماوية، إنما لأجل بثّ المحبة والسلام والعدل والأمن بين الأفراد والجماعات، والخطاب الديني الضيق قد زرع الفرقة بالإلقاء المنبري الحماسي الموتور لعقود طويلة واستفاد من تكنولوجيا الأجهزة الصوتية ليضفي المزيد من الحماس الصوتي العاطفي لخلق رأي عام لا يرى الدنيا والدين إلا من خلال عقلية الخطب المنبرية الحماسية الخالية من المعلومة الدقيقة، أما المعرفة، فهي بعيدة عنها بعد الحلم الرومانسي عن صليل سيوف ساحات الوغى.
كانت عقلية رجال الدين للكنيستين المهمتين في أوروبا، قد تحررت من الوازع الإنساني خوفاً من إرهاصات التغيير، فضحت الكنيسة بالأتباع قبل المنافسين، أما سكان مستعمرات الممالك الأوروبية، فسلقهم أحياء في قدور الطبخ الهائلة عمل مقدس لخدمة الدين المسيحي.
ويحدثنا التاريخ عن حروب طائفية مقيتة بين المسلمين وباسم الدين، ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين لما تزل تندلع بغباء بين الفينة والأخرى، والأوضاع مناسبة لتكرار فعل الأشرار، بغض النظر عن شعار الدين ومسمياته، علينا التمسك بفضيلة (الحكمة ضالة المؤمن)، والأخذ بالقول المأثور (الدين للإنسان وليس الإنسان للدين)، والالتزام بعدم تسييس الدين وأهدافه لأمور دنيوية آنية، وألا نكرر أخطاء التاريخ، فجماجم ضحايا الحروب الطائفية والمذهبية والمذاهب التفسيرية في أوروبا، لم تحص على وجه الدقة بعد، على الرغم من مرور أربعة قرون على بدئها.
ان الاستعمار الأوروبي، ومن خلال الوسائل العديدة، التي اتبعت للتغلغل التدرجي في أقطار آسيا وافريقيا، تمهيداً للاستعمار السياسي المباشر، لعب على التناقضات المذهبية والإقليمية وحتى التفاوت الحضاري، وظفته العقلية التجارية لمنظري الاستعمار، لخدمة الوجود المباشر وغير المباشر وديمومته، وان تجاوز سلبيات الماضي يتطلب منا قراءة موضوعية متأنية لتاريخ المنطقة العربية المعاصر، بدءا من وصول الاستعمار البرتغالي، إلى سواحل الخليج العربي، ووقفة القواسم الشجاعة، في وجه طلائع الاستعمار البدائي.
وبعد هذا الاستعراض التاريخي، أود أن أذكر بأن في كل حقبة من حقبات تعرض الشرق العربي وجواره الإقليمي، إلى تحدّ جديد، تتكيف آيديولوجية المقاومة والمقارعة مع مستجدات العصر، وإمكانات الشعوب وطاقاتها في التحدي والاستجابة، ففي ذروة التوسع الاستعماري التجاري المباشر وظهور نظريات القومية السياسية، ثم في ذروة مرحلة الآيديولوجية القومية في الوطن العربي، التي كانت تزاوجاً عاطفياً مبهماً، بين فلسفة القومية الأوروبية الألمانية بالذات، والتفسير الماركسي في تأطير المجتمع، طبقاً لنظرية صراع الطبقات، التي تحتل هامشاً في الماركسية، يبدو كبيراً في تطبيقه، صغيراً في تنظيره، هذه قراءة معقولة لبنيوية الماركسية في وجهة نظر جورج مارشيه، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي في أوائل السبعينات.
ومع شروق شمس الوطنية الإيرانية، على يدي محمد مصدق وتياره القومي، حسب الإيرانيون، أن الغرب قد يمن على الفكر القومي في بلادهم، بنعمة التحرك ثم الاستفراد بالقرار السياسي، الذي سيصطدم بلا محالة بمرجل الاقتصاد الغربي، المتمثل في شركات البترول الأميركية، والإنجليزية، الوثابة، بعد ركود الحرب العالمية الثانية، ونتيجة للعقلية الشرقية (الكلاسيكية) في المراهنة على الشارع الجماهيري، دون وعي منهجي جماعي للحدث، أعلنت حكومة مصدق الوطنية، عن تأميم شركات البترول الغربية، مما يعني الاصطدام بعنفوان هذه الشركات البترولية الغربية المتنامية التأثير في السياسة والاقتصاد، حيث عمدت إلى تحريك ساسة واشنطن، الذين لم يضيعوا وقتاً طويلاً، فقد طبقوا ما أعدوه سلفاً منذ زمن بعيد، وذلك بمساندة الشاه الراحل على العودة بدفعة معنوية، تتناسب مع طموح شبابه ورؤية الغرب لمصالح شركاته في تلك المرحلة الزمنية، وتسارعت السياسة البريطانية في التنظير لاستغلال الدين لمواجهة طموح ساسة دول أقاليم احتياط البترول الضخم، واستعدت دوائرهم لمثل هذه المفاجآت الصعبة، في مسار النظام السياسي الاقتصادي الدولي، المفصل بتجربة الحضارة الغربية وعطائها التكنولوجي المتسارع، فقد كانت خطوة تأميم أعمال شركات البترول الغربية واستثماراتها، على يد حكومة مصدق الوطنية، خطوة سياسية غير مسبوقة في حركة اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ثم اتخذت القومية في النظام الإيراني، مساراً مختلفاً في التطبيق تحت عباءة النظام الإمبراطوري، الذي انتفخ بالمدح الإعلامي الغربي تارة، وبغطاء الضرائب المتنامي، ثم بمداخيل البترول، واشتق لنفسه طريقاً في التاريخ، من أجل السعي لإضفاء هالة حضارية قديمة على سياسة العصرنة، التي أخذ بها الشاه ونظامه، ففي غمرة الزهو القومي الامبراطوري، أقدم الشاه الراحل في عز قوته وعنفوان نظامه في بداية الستينات، بحملة إعلامية مسعورة ضد تنامي آيديولوجية القومية العربية، مما جعله يخلق عداوة سياسية موسعة، غير مبررة مع جيرانه العرب، في فترة الصراع الناصري مع الغرب عموماً، والمجابهة العسكرية المؤجلة مع إسرائيل ومخططاتها، كان العرب في سباق محموم لتجميع قواهم تحت شعار يجمع أكثر مما يفرق في تلك المرحلة، فكانت القومية وتنظيرها وتعدد تفسيراتها، أقرب الطرق في تجيير طاقات الأمة العربية للمواجهة العسكرية والنفسية، مع إسرائيل ونياتها المعروفة للتوسع بحجة المحافظة على كينونة نظامها واستمراره.
وحملة الشاه الإعلامية على القوم
ية العربية، كانت تتناقض مع رفعه لشعار القومية في إيران وربطها بجذور تاريخية مشكوك في تواصلها، وكان عداؤه للناصرية يعزز رضى الغرب عن سياسته الإقليمية وطموحه الغامض في الخليج العربي.
وفي تلك المرحلة، قام الشاه في عام 1963، بتأميم أراضي الاقطاع الزراعية وتوزيعها على طبقة الفلاحين المنتجين، بتغطية إعلامية تحت مسمى ثورة الشاه والشعب، مما أثار على نظامه وعلى طموحه الشخصي، غضباً منهجياً مؤثراًً، حيث ان الاقطاع في حلف غير مكتوب عبر التاريخ مع طبقة رجال الدين التقليديين، واستغل المسيّسون في الحوزات العلمية الإيرانية، هذه الفرصة السانحة، التي ستخدم طموحهم في العقود القادمة، فقام الإمام آية الله الخميني، بحركة عصيان قوية كادت أن تهز نظام الطاووس، وما تبع ذلك من ردة فعل عنيفة للغاية، من جانب نظام الشاه وأجهزته القمعية التي بالغت في قمع الانتفاضة، وأدت في ما بعد إلى نفي الخميني إلى تركيا، ثم استقراره في النجف، في رحلة مقارعة نظام الشاه واستغلال اخطائه وتجاوزاته.
في أوائل الستينات، كانت الحركات الدينية في المنطقة العربية وجوارها الإقليمي، امتداداً تقليدياً للفكر الديني المتعدد التفسيرات والمتباين الرؤى منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية، لم يراهن الغرب على الحركات الدينية في الوطن العربي، للعب دور قريب لخدمة مصالحه وتحييد التكتلات السكانية بآيديولوجية الدين في تلك الفترة، على الرغم مما يقال بأن اتصالات الغرب بحركة الاخوان المسلمين بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مصر، فعند تنامي هذه الحركات تحت الاحتلال الإنجليزي، ثم الهيمنة البريطانية السياسية، لم تعكس أدبيات التوجه الديني أكثر من تعاطف مع التيار الديني في شبه القارة الهندية، وأن ميدان السياسة والخوض فيه لم يكن ملائماً للطرح الديني على المستوى الوطني في فترة المخاض السياسي آنذاك، أي منذ انتهاء الحرب العظمى حتى أوائل الستينات وظهور بوادر العولمة الأولى بقيام (الشركات المتعددة الجنسية).
كان مقياس مراقبة العالم الثالث (المستعمر) تعتمد على شعبية الآيديولوجيات الفكرية السياسية المباشرة، التي تجند الاتباع من زاويتي التنظيم الشعبي والتنظير العقائدي الصحافي والتركيز على دور المثقفين، كبوصلة لمعرفة دقة ما يدور في الحركة الفطرية للمجتمعات الشرقية، وهذا ما جعل مراكز الرصد السياسي والثقافي في الغرب عموماً، ومستشاري الشركات العملاقة البترولية وغيرها يقع في ضبابية التقويم للدعم أو المحاربة

__________________________________________________ ______
– المراجع:
(1): الكاتب: جمال زكر
يا قاسم, من كتاب: تاريخ الخليج العربي. , صـــ 10 , 11ـــــــ…
الطبعة الأولى.

(معهد الإمارات التعليمي )

-الخاتمة
استفدت من هذا البحث في تاريخ الوطن العربي و أهم المراحل والتطورات التي مر بها و أهم المشاريع و الاتفاقات التي عقدت بين الولايات الأمريكية المتحدة ودول الوطن العربي

،

الـًٍـحقوق محفـوظه لدى معهد الإمارات التعليميـ

،

يرجى ذكر المصدر عند النقل

،

الغلـٍـأكلـ..ه

كل الشكر لك

مشكووره
باارك الله فيج

يسلمو ع الرد ~ْ..

مشكووره ع التقرير غلوه الغلا

ربي لا هاانج

…[تسلمــين غلوويـه ع الطـرح الرآآئـع والمفيــد .]

..[ في ميزآن حسناتـج ..]

.. ربي لـآ هانـج .]

إمااراتيوهْ..العفـ و

رمووز ..اللهـٍ يسلمجْ..

تسلمين اختيه

ع التقرير الحلو

اللهـ] يسلـ م ـجْ..

تسلمين حبيبتي ولا هاانج ربي

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف العاشر

بحث , تقرير جاهز / الاستعمار الأوروبي للدول الاسلامية للصف العاشر

السلام عليكم والرحمَه ,

بحث , تقرير جاهز / الاستعمار الأوروبي للدول الاسلامية

تمثل الحملات الصليبية رد فعل أوروبا النصرانية ضد آسيا المسلمة. وقد كانت الحملات هجومية بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي، وبقيت كذلك لأكثر من ألف عام، وكانت نتيجة لأسباب عديدة، بعضها باعثه سياسي، فمن ذلك مثلاً أن البابا أوربان الثاني تلقى سنة 1094م استغاثة من الإمبراطور النيزنطي أليكسس كومانسس فجدّ في استغلال هذه الاستغاثة لتوحيد الكنيسة تحت قيادته، حيث كانت الكنيسة قد انقسمت إلى كنيسة يونانية وأخرى رومانية سنة 1054م.

الحملات الصليبية.. والتفكير والسلوك الصليبي..

ومن المعروف أنه كانت هناك حملات صليبية كثيرة في التاريخ. فالحملات الصليبية الأولى استطاعت أخيراً احتلال القدس وحكمتها لمدة ثمانين سنة. ولكن القدس استعيدت من قبل المسلمين عام 1244م. وبحلول عام 1291م سقطت باقي المدن التي كانت تحت سيطرة الصليبيين في أيدي المماليك المسلمين.

ولكن الفصل الذي أنهى مصير هذه المدن يبدو أنه لم يُنْهِ فصل الحملات الصليبية، في التفكير والفعل الغربيين على الأقل. فلفترة طويلة بعد سقوط هذه المدن بيد المسلمين بقي الغربيون يتصرفون على طريقة الحروب الصليبية في مواجهة العرب والمسلمين عموماً.

وفي الحقيقة فإنه منذ الحملات الصليبية فإن العرب والمسلمين مترادفون في تفكيرهم.

إن السلوك الصليبي الغربي كان واضحاً في عهد الاستكشافات الجغرافية ، وكان هو الدافع الذي قاد إلى تلك الاستكشافات في عهد الاستعمار الغربي التجاري المبكر في آسيا، كما كان واضحاً في الطريقة التي حكم بها الإسبان والبرتغاليون والأوروبيون الآخرون والأمركيون العالم الإسلامي المحتل.

الاستعمار الأوروبي لبلاد المسلمين والروح الصليبية..

بدأ الاستعمار الأوروبي باحتلال جنوب شرقي آسيا المسلمة في القرن السادس عشر الميلادي وانتهى –إذا كان قد انتهى!- بالاستعمار الغربي للشرق الأوسط العربي في هذا القرن، وفي رأي كاتب هذا المقال تم الاحتلال الأوروبي بالروح الصليبية ضد المسلمين الكافرين [أي: غير المؤمنين بالنصرانية]، وظلال هذا النوع لا تزال تتكرر في يومنا هذا في العلاقات والتفكير والسلوك الأوروبي في الأشياء والمشكلات التي تتعلق بالعرب والمسلمين. وحديثاً لا تتم هذه إلا بمعونة مروجي الدعاية الصهيونيين الأوروبيين الذي يستغلون بعنف الضغائن القديمة بين النصرانية والمسلمين.

وسائل انتشار الإسلام قديماً في آسيا..

لقد بدأ الاستعمار الأوروبي في الأنديز المسلمة [وهو الاسم القديم الذي يطلق على مجموعة الهند وجزر جنوب شرقي آسيا]، وحسبما يقول البروفسور هول فإن العرب تاجروا مع مالايا والأنديز قبل زمن طويل من ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، ومع حلول القرن العاشر الميلادي كان التجار العرب المسلمون نشيطين في تجارة الفلفل والقصدير من سومطرة والأنديز؛ ومن خلال الزواج المتبادل فقد نشروا الإسلام بين شعب المالاي. ويخبرنا البروفسور هول بأن سومطرة كانت تحكَم من قبل سلطان مسلم في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي[2]، وقد شهد القرن الرابع عشر الميلادي غزوات للإسلام إلى داخل مالايا عندما وسع ماجاباهيت مسلم –إمبراطور جاوه- سيطرته على شبه الجزيرة، ولكن نفوذ الإسلام في أعماق مالايا اكتمل خلال القرن الخامس عشر الميلادي.

وبحلول ذلك الوقت كان الإسلام قد وصل أيضاً إلى الجزر الفليبينية وتغلغل حتى مانيلا شمالاً. وحسب رأي البروفسور هول فإن المولوكاس (المعروفة بجزر التوابل) أصبحت مسلمة سنة 1498م، وهي السنة التي دار فيها فاسكو دي غاما حول رأس الرجاء الصالح ووصل إلى الهند.

الحملات البرتغالية الإسبانية..

والإشارة إلى هذه هنا للتأكيد على أن البرتغاليين عندما وصلوا إلى مالايا والأنديز، شنوا حرباً جديدة وعنيفة، كالحملات الصليبية ضد الإسلام، كما فعلوا قبل ذلك بعدة سنوات في شبه جزيرة إيبيريا (وهي شبه جزيرة إسبانيا والبرتغال).

إن وصول الإسبان إلى الجزر الفليبينية في القرن السادس عشر جاء بالنتائج نفسها هناك. وخلال القرن السادس عشر وما بعده خاضت كلا القوتين النصرانيتين عدة حروب ضد السلطان ا لمسلم الوطني وبالروح الصليبية نفسها. وفي الحقيقة فإن الإسبان لم يجدوا فرقاً بين العرب المسلمين في إسبانيا والذين سموهم هناك »مور« وبين المسلمين الذين اكتشفوهم في جزر الأنديز، ولهذا السبب فقد سموا هؤلاء المسلمين أيضاً »مور«، وهذه الكلمة تحولت فيما بعد إلى »مورو«. وحتى هذا ا ليوم فإن الأقليات المسلمة التي بقيت على قيد الحياة بصعوبة في الأجزاء الجنوبية من الفيلبين تعرف بهذا الاسم.

ولعله من المناسب أن نذكر هنا أنه على الرغم من أن البرتغاليين والإسبان قد شرعوا في نشر النصرانية بالقوة بين سكان جزر الأنديز فإن الإسلام قد انتشر في الجزر من قبل بطرق سلمية بشكل رئيس.[3]
محاولات اقتصادية واستراتيجية لإضعاف العالم الإسلامي..

ويجب أن نتذكر أيضاً أن محاولة البرتغاليين لاكتشاف الأنديز عن طريق أفريقيا قد تمت أيضاً بروح الحملات الصليبية. فالبرتغال استقلت عن الحكم الإسلامي في القرن الرابع عشر،وبإيحاء من أميرها هنري (الملاح) (1394-1360م) فقد أنشئت مدرسة للملاحة لهدف وحيد هو إيجاد طريق جديد لتوابل الأنديز، وبالتالي كسر احتكار تجارة التوابل من قبل العرب وأهل مدينة فينيس [البندقية في إيطاليا].

وحسب رأي بريستيج فإن الدافع العام لهنري كان متابعة الحملات الصليبية بمحاولة »الالتفاف حول دار الإسلام استراتيجياً وتجارياً، وإقامة اتصالات مع النصارى الأثيوبيين، والإغارة معاً على المسلمين من الجنوب لربح تجارة التوابل والأنديز« [4]. إن المعاهدة الإسرائيلية الأمريكية الأثيوبية التي اقترحت حديثاً للالتفاف على العالم العربي تذكرنا بما ورد أعلاه.

ولقد مات الأمير هنري سنة 1460 دون أن ينجز هدفه، ولكن في النهاية دار أحد أتباعه –وهو بارثولوميو دياز- حول الرأس الجنوبي لأفريقيا سنة 1488م. ثم بعد عدة سنوات وصل فاسكو دي جاما أخيراً إلى الهند وإلى الأنديز سنة 1489م، وهذا الحدث كان قمة النجاح لخميسن عاماً من جهود البرتغاليين، وفي الوقت نفسه كان قمة النكسة لمماليك مصر.

وكانت بداية الركود التجاري والاقتصادي لمسلمي حوض الأبيض المتوسط لأكثر من ثلاثمائة وخمسين سنة، والتي استعيضت جزئياً بعد فتح قناة السويس سنة 1869م.

وفي محاولتهم للحيلولة دون العرب وتجارة التوابل احتل البرتغاليون الجزر العربية: هرمز وسوقطرة عام 1506م مسيطرين بذلك على مداخل الخليج العربي والبحر الأحمر. وفي سنة 1515م احتلوا أيضاً جزيرة البحرين في الخليج العربي. وبين سنتي 1511م و1526م قاموا بحروب صليبية ناجحة ضد سلطان مالاكا المسلم، مسيطرين بذلك على مضيق مالاكا بين سومطرة ومالايا.

وعندما دخلوا تلك المدينة المسلمة المزهرة أحرقوها فأجبر سكانها على النزوح إلى الأدغال الخلفية، ومن هناك نشر البرتغاليون نفوذهم على جزر التوابل المعروفة باسم مولاكاس.
فرض التنصير بالقوة في جنوب شرقي آسيا

إن تجارة البرتغاليين وجهود التنصير في الأنديز لم يكونا ناجحين جداً، وسبب هذا أن المسلمين قلما يغيّروا دينهم، وكذلك بسبب فساد القادة والموظفين البرتغاليين الذين بدأوا بتبذير الثروة الجديدة للتاج البرتغالي[5].

وحملات التنصير الكاثوليكي اعتمدت أيضاً على القوة العسكرية وليس على العقيدة[6]، والقوة العسكرية البرتغالية في الأنديز لم تكن قوية حتى تجبر المسلمين على تغيير دينهم كما فعلت القوة العسكرية ذات القلب المتحجر في الفيلبين. وبالتالي فإن اليسوعيين ربحوا فقط بعض المتحولين عن دينهم في جزيرة إمبوانا الصغيرة في مولاكاس وفي أقصى شمالي جزيرة كاليبيس.

أما الحملات الصليبية الأكثر فعالية فقد حصلت ضد مسلمي جزر الفيلبين: فقد وصل الإسبان إليها سنة 1521 بقيادة ماجلان، ومع ذلك فإنه بسبب شكوى البرتغاليين فقد أهمل الإسبان مكتشفهم الجديد حتى سنة 1565،وفي هذه السنة احتلوا جزيرة سيبو،وبعد بأربعة أعوام احتلت أيضاً جزيرة باناي.

وفي سنة 1570م أرسلت حملة إلى مانيلا حيث احتلت، وأصبحت منذئذ مركز الحملات الصليبية ضد مختلف سلاطين الجزر المسلمين، وبسبب كون تغلغل المسلمين في الشمال حديث العهد فقد أدى هذا إلى سهولة تغيير الدين بالقوة في شمالي جزر الفيلبين بما في ذلك لوزون.

أما في الجنوب فإن حرباً صليبية شاملة تبعت ذلك، (صراع كالصراع من أجل امتلاك جنوب إسبانيا ضد المورو ولذا فقد سمى الإسبان معارضيهم المسلمين الجدد باسم مورو[7])، وقد دام هذا الصراع أكثر من مائة سنة، وعندما انتهى كانت معظم الجزر –عدا جزر مينداناو وسلسلة سولو- قد تحولت إلى النصرانية بالقوة، ومن بقي من مسلمي الجنوب بقي تحت اضطهاد وإهمال دائمين من قبل الإسبان، وهذا الإهمال تابعه حكام الاستعمار الأمريكي للجزر بعد انتزاعها من الإسبان سنة 1898م.
اختلاف القوى الصليبية رحمة بالمسلمين

وفي القرن السابع عشر ورث الهولنديون جزر الأنديز من البرتغاليين، وبحلول عام 1641م كان الهولنديون قد طردوا البرتغاليين والإسبان والإنجليز، وفي تلك السنة احتلوا مدينة مالاكا الاستراتيجية على مضيق مالاكا، وبالتالي أصبح الحكام المسلمون معظم منافسي الهولنديين في تجارة التوابل والتحكم في بحار الأنديز، سواء في آشين في شمالي سومطرة أم في ماكاسار في جنوبي جزيرة سيليبيس، ولكن الهولنديين لما يحاولوا مخلصين تغيير دين مسلمي شرقي الأنديز بالقوة أو بغيرها، فقد قاموا راغبين في استغلال ثروتها فقط.

إن بروز القوة العثمانية في شرقي البحر الأبيض المتوسط بعد القرن الخامس عشر كان له أثر أيضاً في احتفاظ الأوروبيين بعادة التفكير بالطريقة الصليبية حتى هذا اليوم، فالروس تعلقوا بأرض المسلمين في الإمبراطورية العثمانية خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. كذلك فعل البريطانيون والنمساويون والفرنسيون، ولولا المنافسة المهلكة بين هذه القوى النصرانية لذبحوا المسلمين العثمانيين في القرن التاسع عشر، لا لسببن إلا لأنها دولة مسلمة، والغزوات ضد العثمانيين كمسلمين كانت واضحة في تعاطف أوروبا النصرانية الذي جادت به بسخاء على ثورة اليونانيين خلال العشرينات من القرن الماضي.

سبب الغيظ والبغض الصليبي للمسلمين..

ولعل من الأسباب الرئيسة للبغض الدائم والغيظ في عهد الاستعمار النصراني هو حقيقة أن المسلمين في كل مكان كانوا أناساً فخورين بدينهم، فخورين بتاريخهم وحضارتهم، وبالثقافة الإسلامية العالية التي لا يزالون يشعرون أنهم يمثلونها.

ومن وجهة نظر الاستعمار النصراني فإن هذا غرور، ولذا فقد خضع المسلمون تحت الاستعمار الأوروبي –سواء أكانوا أقليلة كما في الهند، أم أكثرية ما في مصر- إلى الجور والظلم.

ممارسات حاقدة..

في الهند –بالإضافة إلى تدفق المسلمين إليها من وسط آسيا والشرق الأوسط- فقد تحول إلى الإسلام عدد ضخم من الطبقة الدنيا من نظام الطوائف الاجتماعية الهندوسي، وسبب هذا هو نظام المساواة في الإسلام. لقد كانوا فقراء قبل أن يتحولوا، وبقوا كذلك فقراء بعد إسلامهم.

ولقد احتفظت تخبة صغيرة من المسلمين بمناصب الجيش والإدارة المدنية والقضاء في ظل حكم المغول المسلمين، بينما قامت الطبقة الوسطى من الهندوس بأعمال التجارة والصناعة والزراعة، ومع مجيء الحكم البريطاني للهند فقد استبدل موظفون بريطانيون بالموظفين المسلمين الذي كانوا في المناصب العالية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عمد البريطانيون إلى استبدال موظفين هندوس بالموظفين المسلمين في الوظائف الأخرى الثانوية [8]، وقد ازداد اضطهاد المسلمين بعد تمرد الجيش عام 1857م. وحسبما يقول باندي: »… لقد أصبحت الحكومة عدائية للمسلمين بلا تردد بعد سنة 1857م، واضطهدت الطبقة العليا من المسلمين التي حاولت إعادة إمبراطورية المغول« [9].

ولعل البريطانيين لم يحتقروا أحداً من رعايا مستعمراتهم بطريقة منهجية كتلك الطريقة التي اتبعوها في مصر [10]، ويبدو أنه من المنطقي الاعتقاد بأن ذلك قد يكون بسبب أن مصر بقيت كطليعة لضمير وقيادة المسلمين حتى في أحلك فترات تاريخ المسلمين.

إنه معروف جيداً في السياسة البريطانية منذ عهد بالمرستون والعشرينيات من القرن الماضي أن بريطانيا لن تسمح بوجود حكومة قوية في مصر. وهذا غريب لأن قناة السويس لم تشق إلا سنة 1869، وبريطانيا لم يكن لها بعد أي مستعمرات مهمة في العالم العربي، وقد بقيت رؤية بالمرستون حية في التفكير السياسي البريطاني بعد احتلال بريطانيا لمصر والسودان.

فلسطين.. ضحية الحقد الصليبي..

وهذا النوع من التفكير قاد بريطانيا إلى تقديم بلد عربي كامل –هو فلسطين- كقربان على طبق من فضة إلى شعب أجنبي وذلك في وضح النهار في القرن العشرين. وليس هناك شك أن قيام دولة إسرائيل كان بتخطيط بريطانيا لتكون شوكة لمصر –رائدة الدول العربية- وسكّيناً في قلب العالم العربي.

وفي الحقيقة، فإنه ليس هناك في التاريخ الحديث ولا البعيد مثال لبلد آهِل ومتحضر مثل فلسطين قد دنّس علناً من قِبَل العالم النصراني.

إن البريطانيين في كثير من الأجزاء الأخرى لإمبراطوريتهم يحبون أن يذكروا –مع الفخر- بأنهم يحمون الضعيف والبريء ضمن حدود إمبراطوريتهم، ولكن ليس الأمر كذلك في العالم العربي.

فالفلسطينيون الضعفاء كانوا مكتوفي الأيدي والأقدام من قبل القوة البريطانية المحتلة نفسها بينما شاهدوا بأعينهم اغتصاب بلدهم من قبل الصهاينة.

إن الجريمة البريطانية البشعة في فلسطين قد ووفِق عليها من قِبَل واشنطن وغيرها من العواصم النصرانية، وإن قائمة الدول التي صوتت لبدء اغتصاب فلسطين عام 1947م قد وافقت بذلك على حرب صليبية مستمرة ضد العالم العربي.

إن الدول العربية وبعض الدول الإسلامية قد صوّتت وحدها ضد القرار الذي لا يمكن تصديقه. وبعد عام 1948م فإنه بإمكان أي إنسان أن يرى تدفقاً دائماً للحب والعاطفة تجاه إسرائيل في العالم النصراني، بينما أصبح معظم شعب فلسطين الأصلى نصف جياع، نصف عراة، معتلي الصحة في مخيمات اللاجئين.

إن كل الناس في العالم النصراني حتى الباب يؤكدون باستمرار تحرريتهم وحبهم وشعورهم بالإثم وما شابه ذلك تجاه إسرائيل، ولكن قليلاً منهم يتذكر عرب فلسطين.

إن عالمية النصرانية وإنسانيتها وتحررها لا تشمل –بطريقة ما- المسلمين. وكان العالم النصراني يلعب لعبة »بنو الإنسان، والعرب«. يخبرك الأمريكيون أنهم يدعمون إسرائيل لأنهم يشعرون بالتحرر والإثم. والألمان يدفعون إلى إسرائيل تعويضات ضخمة ويرسلون سراً إلى إسرائيل كميات كبيرة من الدبابات والسلاح لأنهم رأوا النور ويشعرون بالإثم. أما بريطانيا فقد أوجدت إسرائيل لأن البريطانيين متحررون ويشعرون بالإثم، ولكن لا يشعر أحد بالإثم تجاه الفلسطينيين العرب!

ولا بد لأحدنا أن يشك أن هذا الحب ليس إنسانية جديدة مكتشفة، ولا تسامحاً تجاه اليهود ولكنه بعض ساكن ومتكرر للمسلمين العرب.

إنها الصليبية القديمة ولكن تحت مظاهر مختلفة، وبالتالي تقوم فرنسا بتسليح إسرائيل حتى الأسنان في الخمسينات والستينات من هذا القرن؛ لأن الفرنسيين يبغضون ويحتقرون عرب الجزائر المغرورين.

»والشعور بالذنب« الألماني منذ الحرب العالمية كان بيّناً في الدبابات والسلاح لإسرائيل لقتل العرب، وهذا يعطي مادة للتفكير.

أما بالمرستون البريطاني فإنه بالتأكيد لم يكن يفكر بطريقة إنجيلية عندما وضع سياسة بريطانيا الرئيسية تجاه مصر في العشرينات من القرن الماضي.

ويحب المؤرخون البريطانيون والأنجلو-ساكسونيون الإشارة إلى أنه عندما دخل الجنرال البريطاني أَلِنْبي القدسَ سنة 1918م وأخذها من المسلمين الأتراك فإن أجداده الصليبيين لو كانوا أحياءً لكانوا فخورين جداً بإنجازه النصراني العظيم، أما مروّجو الدعاية الصهيونيون –بدهائهم المعروف- منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967م وأخذها من المسلمين العرب- يحاولون أن يحيطوا إسرائيل بالهالة الصليبية نفسها.

إسرائيل تلعب الدور النصراني في العقلية الغربية

وفي الحقيقة فإن إسرائيل –بغض النظر عن الدين- قد أخذت على عاتقها بذكاء الدور النصراني في العقلية الغربية وذلك منذ إنشائها عام 1948م. وإسرائيل لم تلعب هذا الدور في شرقي الأبيض المتوسط ضد المسلمين العرب وحدهم ولكنها –مع التعاطف الغربي- تأخذ على عاتقها الدور الصليبي أينما وجِد المسلمون، وذلك بمعارضتهم أو هزيمتهم.

فمثلاً نجد الطيارين والخبراء العسكريين الإسرائيليين في إقليم كاتانجا الانفصالي في جمهورية الكونغو في بداية الستينات من هذا القرن، وذلك لأن المسلمين المصريين كانوا متعاطفين مع حكومة الرئيس لومومبا المركزية.

وقد دعت الحكومة المصرية أرملة لومومبا وأولاده ليعيشوا في القاهرة بعد مقتله الذي كان نهاية مقامه في التاريخ الغربي، على أن تعاطف المسلمين مع لومومبا كان يفوق التصر إذ الحقيقة أن لومومبا نفسه كان نصرانياً وعندما انفصل إقليم بيافرا النصراني عن نيجيريا أرعب العالم النصراني كله بوحشية الحكومة المسلمة المركزية، وقليلون في الولايات المتحدة مثلاً يذكرون كيف أصبح لينكولن أسطورة أمريكية لأنه أصرّ على أن الانفصال كان عملاً سيئاً: حرب أهلية دامية أم لا؟
صليبية مستمرة وازدواجية معايير

وعندما ثارت مجموعة من الأكراد ضد الحكومة العراقية اندفع إلى العراق أفواج من المراسلين النصارى والصهيونيين واكتشفوا الأكراد، وكُتبت كتب عن الثوار الأكراد الشجعان [11]، ولم يسجل واحد من هؤلاء الجهودَ المخلصة للحكومة العراقية للاستجابة لمطالب الأكراد.

وكل الناس سمعوا عن الفقراء النصارى في جنوبي السودان الين يُدّعى أنهم يُقمَعون من قبل الحكومة المسلمة في الخرطوم، ولكن لم يسمع أحد عن القمع الحقيقي للمسلمين الأريتريين في إثيوبيا النصرانية، هذا القمع يُجعَل أكثر فعالية بمشورة الخبراء الإسرائيليين وغيرهم من الخبراء الغربيين.

إن الصومال المسلمة تولد تعاطفاً في العالم النصراني لمشكلاتها مع جيرانها النصارى، ويبدو أنه عندما تحصل أي مشلكة –صغيرة كانت أم كبيرة- في أية دولة مسلمة يحضر مروّجو الدعاية الغربيون حالاً لتكبيرها بشكل غير مناسب مع حجمها.

إن تسامح المسلمين مع اليهود الذي يمثل سجلاً تاريخياً يُكنس تحت سجادة الصحافة والكتابة الغربيتين، ولكن عندما يعلق جاسوسان يهوديان في بغداد يهتز العالم النصراني كله من جذوره للبربرية العراقية، هذا بينما تنسَف قرى عربية كاملة من وجودها بواسطة الإسرائيليين المحتلين لفلسطين، وبينما ترفض إسرائيل بأسلوب سمج السماح للجنة حقوق الإنسان دخول الأراضي العربية المحتلة.

وقليل من الناس في العالم النصراني لديهم أدنى فكرة عن حجم الدمار والصراع الإنساني الذي تم في الجزائر في حربها من أجل الاستقلال، ويبدو أن العالم النصراني عموماً غير مهتم، وعلى أية حال فالضحايا هم من المسلمين فقط.

وبمراقبة هذه الظاهرة فإن كثيراً من الكتّاب العرب يسمونها »ازدواجية المعايير« وغيرهم يسميها »الحملة الجديدة ضد السامية« التي تطورت لتأخذ محل الحملة القديمة ضد اليهودية وضد السامية ولترضي عادة نصرانية متأصلة.

ولكن في تقدير كاتب هذا المقال أنها ليست ظاهرة جديدة أبداً، وإنها جزء وقطعة من الحملات الصليبية القديمة التي بدأها البابا أوربان الثاني في القرن الحادي عشر واستمرت بعزم في أشكال عديدة وفي أراض عديدة حيثما كان هناك مسلمون، إنها الصليبية المستمرة، ونهايتها ليست في المدى المنظور.
مجلة الأمة، العدد 42، جمادى الآخرة 1404هـ

مراجع:
معهد الامارات التعليمي

www.uae.ii5ii.com

[1] البروفسور فايز أبو جابر أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك وهو من أصل أردني ونصراني بالميلاد.

[2] D. G. E. Hall: “A History of South East Asia.”

[3] H. A. R. Gibbs: “Mohammadanism.”

[4] E. Presage: “The Portuguese Pioneers.”

[5] B. Harrison: “South East Asia.”

[6] G. B. Sansom: “Japan.”

[7] H. Thompson: “Land and People.”

[8] B. N. Pandey: “The Break-up of British India.”

[9] Ibid.

[10] H. Hopkins: “Egypt, the Crucible.”

[11] D. A. Schmidt: “Journey Among Brave People.”

يزاج الله كل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ما قصرتي فديتج..

دمتي ذخراا للمعهد^^

السسلام عليكم
يزاج الله خير
تسسلمين
موفقة

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن الاستعمار تاريخ تاسع للصف التاسع

السَلام عليڪمَ ورحَمة الله وبرڪاته . . ‘
يسعدلي صباحڪم / مسـاڪم بـ ڪل خيـر وبرڪـه . .

التقريـَرِ ..

مصطلح الاستعمار
الاستعمار لفظة محدثة مشتقة من عَمَر، واستعمره في المكان أي جعله يعمره، ومنه قوله تعالى: } هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها { (هود: 61).
فالأصل اللغوي يفيد معنى طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران، لكن الواقع لا علاقة له بالمعنى اللغوي.
ويعرف الشهابي وحبنكة الاستعمار موافقين لما جاء في المعجم الوسيط بأنه استيلاء دولة أو شعب على دولة أخرى وشعب آخر لنهب ثرواته وتسخير طاقات أفراده والعمل على استثمار مرافقه المختلفة. (1)
وهذا التعريف يشمل أنواع مختلفة من الاستعمار لاتختلف عن بعضها إلا بالأسماء وبعض الأشكال، فمن أشكال الاستعمار أن تضع دولة ما أخرى تحت حمايتها وإشرافها وتسلبها من حريتها بقدر ما يتناسب مع قوة هذه الدولة وضعف تلك، وفي الأغلب يكون للدولة المحمية شبه سيادة داخلية يمارسها حكام وطنيون تديرهم الدولة المستعمرة من خلف ستار.
ومن أمثلة هذا الشكل للاستعمار ما فعلته فرنسا في تونس حيث وقعتا معا معاهدة حماية في 12/5/1881م، ثم جددت في 8/6/1883م، وبموجب بنود هذه الحماية فقدت تونس سيادتها الخارجية وحقها في التمثيل الدبلوماسي المستقل، كما سلبت حق إبرام المعاهدات الخارجية، وعينت فرنسا آلاف الموظفين يرعون مصالحها يرأسهم المقيم العام.
وما حصل في تونس كررته فرنسا في مراكش بموجب معاهدة 30/3/1912م وفعله الإنجليز في مصر خلال احتلالهم لها بين عام 1914 – 1922م. (2)
وبعد الحرب العالمية الأولى ظهر شكل جديد من أشكال الاستعمار أقرته عصبة الأمم المتحدة التي تكونت حينذاك كمنظمة أممية لنشر السلام ومنع الحروب، فقد كرست عصبة الأمم نوعاً جديداً من الاستعمار وهو الانتداب، حيث ورد إجازته في المادة 22 لميثاق عصبة الأمم التي اعتبرته طريقة للنهوض بالشعوب القاصرة والأخذ بيد هذه الأمم لتكون قادرة على تسيير أمورها، لكنه في الحقيقة كان مظهراً للاستعمار ووسيلة لامتصاص خيرات الشعوب. (3)
وفيما عدا هذين الوجهين أسفر الاستعمار عن وجهه الكالح، فأعلن عن ضمه لبعض الدول إلى مستعمراته كما فعلت فرنسا بالجزائر.

رؤية تاريخية للاستعمار
وقد بدأ الاستعمار الغربي للعالم مع بداية عصور النهضة في أوربا حيث استفاقت أوربا على وقع طبول الإصلاح الديني والسياسي في القرن الخامس و السادس عشر.
ومنذ أفاقت أوربا بدأت تحركها للإطباق على العالم الإسلامي، فانتشرت المراكب الاستكشافية تجوب البحار بحثاً عن تحقيق أهداف الاستعمار المختلفة الدينية والسياسية والاقتصادية.
وفي عام 1499م توصل فاسكودي جاما إلى طريق رأس الرجاء الصالح، فوصل البرتغاليون إلى الشواطئ الهندية بعيداً عن المرور في الأراضي الواقعة في سلطة الخلافة العثمانية.
وشرع البرتغاليون يؤسسون مستعمرات ومراكز تجارية في أماكن مختلفة من السواحل التي وصلوا إليها، ولم يكد النصف الأول من القرن السادس عشر ينقضي حتى كان البرتغاليون قد أحكموا السيطرة على شواطئ شرق أفريقيا وغربها إضافة إلى شواطئ الخليج وفارس والهند. (4)
وفي عام 1600م أنشئت بريطانيا أول جهاز استعماري لها تحت مسمى شركة الهند الشرقية البريطانية، ومثله صنعت فرنسا عام 1664م فأنشئت ما أسمته بشركة الهند الشرقية الفرنسية، وبدأ الصراع والتنافس بين الدولتين، وانتهى بانتصار الإنجليز عام 1775م ( 1171هـ ) وخروج فرنسا من الهند والصين.
وفي عام 1798م ( 1213هـ ) وصل نابليون يقود الحملة الفرنسية على مصر ثم حاول السيطرة على بلاد الشام، فغادر وهو يحمل أدراج الخيبة لكثر من قتل من جنوده هناك، ثم ما لبث أن عاد إلى فرنسا ولحقته جيوشه عام 1801م.
وفي عام 1827م أعلن الملك شارل العاشر اعتزام فرنسا إنشاء مستعمرة ذات شأن في شمال أفريقيا، وزحفت الجيوش الفرنسية لاحتلال الجزائر عام 1830م، واستتب الوضع لهم عام 1857م وهو نفس العام الذي قضت فيه بريطانيا على الإمارة الإسلامية المنغولية في الهند، وقد ألحقت فرنسا الجزائر بها عام 1881م، وهي نفس السنة التي أعلنت فرنسا وضعها تونس تحت الحماية الفرنسية بموجب ميثاق باردو، ثم السنغال ومدغشقر عام 1882م، في عام 1887م (1295هـ ) وقع مؤتمر برلين لاقتسام مواقع النفوذ في الوطن العربي. وتوالى بعد ذلك سقوط البلاد العربية والاسلامية في قبضة الاستعمار.
فسيطر الفرنسيون على المغرب سنة 1912م، وعلى سورية سنة 1920م.
وأما الإيطاليون فاحتلوا الصومال وأريتريا عام 1887م، وزحفت إيطاليا لاحتلال الساحل الليبي عام 1914م، وأكملت الاحتلال عام 1914م.
فيما احتلت انجلترا مصر ووضعتها تحت الحماية عام 1882م، وكانت قد احتلت بلاد البنغال عام 1757م، والبنجاب عام 1849م، ثم احتلت نيجيريا عام 1851م. وفي عام 1898م احتلت بريطانيا السودان ثم العراق 1919م، ثم الأردن عام 1920م.
وفي المشرق الإسلامي انقض الروس الأرثوذوكس على بلاد المسلمين فأخذوا ما يحاذيهم منها، وضموه إلى بلادهم، ففي 1670م دخل الروس بلاد الأورال، وأحكموا السيطرة على مسلميها، وفي عام 1859م ضمت روسيا طشقند، ثم القوقاز عام 1864م، ثم بخارى عام 1882م، فيما دخلت بلاد التركستان تحت سيطرة الروس عام 1884م. (5)
وقد استمرت السيطرة الروسية على بعض هذه البلاد إلى يومنا هذا فيما نجت بلاد أخرى، وشكلت حكومات مستقلة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990م.
فيما تحررت البلاد الإسلامية جملة من الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي ( العسكري ) في أواسط القرن العشرين.

دوافع الاستعمار الأوربي
نستطيع القول بأن ميل النفس إلى الصراع والطموح إلى الأفضل جِبلّة بشرية جاءت النبوات لتهذيبها وجعلها عبادة يراد منها إقامة دين الله وإزالة الطغيان.
وعليه فالسيطرة من القوي على الضعيف ليس بجديد، ولم يكن الأوربيون أول من مارسه، وإن كان للتوقيت والمكان الذي انطلقوا إليه مرامي ينبغي أن لا يغيب عن أذهاننا كما لاينبغي أن يفوتنا بعض أسباب القسوة والهمجية التي تميز بها الاستعمار الأوربي.
فقسوة الأوربي في المستعمرات التي بسط سلطانه عليها – كما يرى الغزالي – منسجم مع قسوة الغربيين وجلافتهم وقرب عهدهم بالهمجية والتخلف.
وتزيد هذه الوحشية ضراوة عند النصارى عن غيرهم بسبب ما تحدثه عقيدة الفداء من آثار سلبية إذ هي تمنح النصراني اعتقاداً بنجاته على الرغم مما يحدثه من ذنوب وفظائع، إذ يكفيه الإيمان بالمسيح لينجوا، أو يكفيه أن يحصل على صك غفران من أحد آباء الكنيسة ليدخل في ملكوت الله، وعليه فهو لايبالي بالوحشية والقسوة التي يتعامل بها مع الشعوب المستضعفة.
وينبه الغزالي إلى أن ثمة أمراً مهماً يحتم على النصارى الاتجاه إلى الاستعمار وهو فقد النصرانية لوسائل الإقناع وعجز رجال الكنيسة عن شرح العقائد النصرانية في ضوء المعطيات العقلية.
فإذا أراد النصارى بعد ذلك نشر النصرانية لم يجدوا سوى السيف بديلاً يستجيب الناس من خلاله لمنطق القوة الغالبة، فكان الاستعمار حلاً ناجعاً لقصور العقائد والعبادات النصرانية. (6)
وبدراسة الحملة الفرنسية وتحليل تاريخها يتوصل محمود شاكر إلى أمر هام مفاده أن الاستعمار يتحرك باتجاه البلاد الإسلامية ليس طمعاً في ثرواتها فحسب، وليس بهدف تبشيرها فقط، بل إنه يقرأ مسيرة الأمة الإسلامية من خلال الدراسات الاستشراقية الغربية، فإذا ما وجد محاولة جادة للنهوض بهذه الأمة من كبوتها تحرك لوأد هذا المولود قبل أن يكبر ويعيد ما كان قبل قرون.
وحملة نابليون على مصر أحد الأحداث الهامة التي يرى بعض المستغربين من أبناء المسلمين أنها كانت انطلاقة نحو النهضة، ولذا رأينا قبل شهور احتفالات هؤلاء بذكرى مرور مائتي سنة على دخول نابليون مصر.
وفي بيان حقيقة ما صنعه نابليون – وهو نموذج استعماري تكرر بشكل أو بآخر – يذكر محمود شاكر أن نهضة مصر إسلامية بدأت تعم عدداً من الأقطار الإسلامية وذلك في مطلع القرن الحادي عشر، ومن رواد هذه النهضة عبد القادر البغدادي ( ت1093هـ ) صاحب " خزانة الأدب " وحسن الجبرتي (الجبرتي الكبير) ( ت 1188هـ ) وكلاهما كان في مصر، ومحمد بن عبد الوهاب ( ت 1206هـ ) في الجزيرة العربية، والمرتضى الزبيدي ( ت 1205هـ ) صاحب " تاج العروس " في الهند ومصر، ومحمد على الشوكاني ( ت 1250هـ ) في اليمن.
فقد كان كل واحد من هؤلاء في موطنه معلماً من معالم النهضة الجديدة، فالجبرتي يقول ابنه الجبرتي ( الصغير ) في تاريخه وحضر إليه طلاب من الإفرنج، وقرأوا عليه علم الهندسة…. وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم، ونشروا بها ذلك العلم من ذلك الوقت…. ".
وهذه النهضة وإن كانت متباعدة الديار فإنها كما يصف محمود شاكر " قريبة التواصل وشيكة الالتئام".
وأرسلت نذر الاستشراق في بلاد المسلمين إلى أوربا مطالبة إياها بالتحرك قبل فوات الوقت، وكان من هذه الدعوات دعوة الكونت سان بريست سفير فرنسا في الأستانة 1768 – 1778م، والبارون دي توت الذي عاد من تركيا سنة 1776م ناصحاً باحتلال مصر، ومنهم التاجر مجالون الذي أقام في مصر ثلاثين سنة، ثم عاد إلى فرنسا عام 1797م، ثم سرعان ما عاد في ركاب حملة نابليون بعد أن قدم تقريراً ينصح فيه بغزو مصر، لكن هذه الدعوى المتكررة والملحة التي صدرت عن القناصل والتجار المبشرين لم تجد – في بادئ الأمر – صدىً عند ساسة أوربا، وحين قامت الثورة الفرنسية أصاخ نابليون إلى نذر الاستشراق الذين دعوه للقدوم إلى مصر بحجة قمع المماليك الذين أشاعوا مظالم استوجبت غضب العلماء والعامة، وكان بعض علماء الأزهر قد أطفئوا فتنة على المماليك أثارها العامة، فاستتابهم بعض علماء الأزهر من ذلك، لكنهم سرعان ما عادوا إلى ظلمهم وفسادهم. فحضر ومعه المستشرق الذي قضي في بلاد المسلمين أربعين سنة (كليبر) إلى مصر عام 1798م فعاث في مصر الفساد، وتصدى له العلماء وتلاميذهم فأحدث فيهم القتل، وحكى الجبرتي في تاريخه أنه في كل يوم كان يقتل خمسة أو ستة من الثائرين على فرنسا، ويطاف برؤسهم في شوارع القاهرة. وهؤلاء كما يؤكد محمود شاكر هم ورثة حركة النهضة من تلاميذ الجبرتي والزبيدي.
وقد أصاخ الفرنسيون مرة أخرى إلى جيش الاستشراق الذي رافقهم، فادعى قائد الحملة – بعد رحيل نابليون ومقتل كليبر – القائد مينو الإسلام في عام 1800م ( 1215هـ ) وتزوج ابنة أحد أعيان رشيد.
وسرعان ما اضطرت فرنسا تحت الضغط الشعبي للثورة العارمة التي يقودها علماء الأزهر، أن يخرجوا في عام 1801م وهم يحملون أنفس كتب المسلمين، يقول الجبرتي بعد أن عدد أسماء لكتب تاريخ كانت في القاهرة : " هذه أسماء من غير مسميات، فإنا لم نر من ذلك كله إلا بعض أجزاء مدشتة بقيت في خزائن الأوقاف بالمدارس مع تداولته أيدي الصحافين، وباعها القومة والمباشرون، ونقلت إلى بلاد المغرب والسودان، ثم ذهبت بقايا البقايا في الفتن والحروب، وأخذ الفرنسيون ما وجدوه إلى بلادهم.
وأسلم العلماء المنتصرون قيادة مصر إلى ضابط تركي هو محمد علي ششمة، فغدر بالعلماء ونفى بعضهم وتقرب إليه قناصل الاستعمار، وأصبحوا بطانته وخاصته، فأكملوا بسيفه وخيانته ما عجزت عنه حملة فرنسا، فأغروه بالبعثات العلمية إلى فرنسا، فكان رفاعة الطهطاوي أحد أفراد أول بعثه مصرية استقبلها المستشرق جومار في فرنسا عام 1826م، وصاغها هو وأعوانه من المستشرقين وفق خطتهم لتدمير النهضة الإسلامية.
ثم وقعت الحرب بينه وبين الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربي ولمدة ثمانية أعوام (1226 – 1235هـ ) ( 1811 – 1819م )، وشغل ذلك النهضة الإسلامية عن التكامل والتواصل، وشغلها أيضاً عن مواصلة حركتها العلمية بحمل السلاح والدفاع عن الحرمات والأوطان، وهكذا اتسع الفارق بين الغرب والمسلمين من جديد. (7)
فمن هذه الدراسة الواعية لمحمود شاكر نرى بوضوح تجربة من تجارب الاستعمار، وأنموذجاً من الكيد الاستعماري الذي استمر طوال قرنين من الزمان.

أعمال الاستعمار
وخلال تاريخ الحركة الاستعمارية الغربية للعالم الإسلامي وبقية المستعمرات أظهر المستعمر الغربي صوراً قاتمة كالحة ملؤها الظلم والقهر والاستغلال.
فعلى الصعيد الإنساني ارتكب المستعمرون مجازر بحق الشعوب التي قامت تدافع عن دينها وخيراتها، فقد بلغت أعداد قتلى المسلمين في الهند حتى عام 1880م مليون مسلم سقطوا على يد الإنجليز، ومثله كانت الجزائر بلد المليون شهيد.
وكان البرتغاليون قد أحدثوا مجازر عند سيطرتهم على الشواطئ الهندية، ويسجل القائد البرتغالي البوكيرك بفخر بعضاً منه وهو يخاطب ملك البرتغال مهنئاً إياه بالسيطرة على مقاطعة جوا الهندية فيقول : " وبعد ذلك أحرقت المدينة، وأعملت السيف في كل الرقاب، وأخذت دماء الناس تراق أياماً عدة…. وحيثما وجدنا المسلمين لم نوقر معهم نفساً، فكنا نملأ بهم مساجدهم، ونشعل فيها النار، حتى أحصينا ستة آلاف روح هلكت، وقد كان ذلك يا سيدي عملاً عظيماً رائعاً أجدنا بدايته وأحسنا نهايته ".
وفي مدغشقر قتلت القوات الفرنسية ثمانين ألف في ضربة واحدة للثائرين من سكان الجزيرة، فيما أعمل الإنجليز القتل في قبائل ماو ماو الأفريقية، ثم ادعوا أن وحوشاً مفترسة ظهرت في المنطقة وتخطفت الآلاف إلى مصارعهم.
وفي الجزائر يقول الجنرال الفرنسي شان : " إن رجاله وجدوا التسلية في جز رقاب المواطنين من رجال القبائل الثائرة في بلدتي الحواش وبورقيبه ".
ويخط الماريشال سانت أرنو إلى زوجته بعض ما صنعه وجنوده في الجزائر فيقول : " إن بلاد بني منصر بديعة، وهي من أجمل ما رأيت في أفريقيا، فقُراها متقاربة، وأهلها متحابون، لقد أحرقنا فيها كل شيء، ودمرنا كل شيء… أكتب إليك يحيط بي أفق من النيران والدخان، لقد تركتني عند قبيلة البزار فأحرقتهم جميعاً، ونشرت حولهم الخراب، وأنا الآن عند السنجاد أعيد فيهم الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع ".
ويقول مونتياك في كتابه " رسائل جندي " وهو يصف إحدى المذابح التي حضرها : "لقد كانت مذبحة شنيعة حقاً، كانت المساكن والخيام في الميادين والشوارع والأفنية التي انتشرت عليها الجثث في كل مكان، وقد أحصينا في جو هادئ بعد الاستيلاء على المدينة عدد القتلى من النساء والأطفال فألفيناهم ألفين وثلاثمائة، وأما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب هو أننا لم نترك جرحاهم على قيد الحياة ".
وقد بلغ عدد القتلى في مدينة سطيف في مايو 1945م ما يقرب الأربعين ألفاً.
ويشنع الكونت هيريسيون على هذه القبائح التي لا مبرر لها فيقول : " فظائع لا مثيل لها، أوامر الشنق تصدر من نفوس كالصخر يقوم بتنفيذها جلادون قلوبهم كالحجر… في أناس مساكين جُلُّ ذنبهم أنهم لايستطيعون إرشادنا إلى ما نطلب إليهم أن يرشدونا إليه ".
وقد تفنن المستعمرون في طرق إبادة هذه الشعوب، ومما أبدعوه في هذا الباب طريقة يسمونها "جهنم" حيث يتبع الجنود الهاربين من النساء والأطفال والرجال إلى الكهوف فيشعلون عند باب الكهف ناراً عظيمة، فيموت من بداخله حرقاً أو خنقاً ". (8)
وفي جنوب أفريقيا سيطر الاستعمار ففرض القوانين الجائرة والضرائب، ومنح البيض في عام 1913م 88% من أراضي جنوب أفريقيا وفرض على السود دون البيض مصروفات الدراسة، وأمر بأن يدفع كل أسود بين سنة 12 – 65 سنة ضريبة عن نفسه وأخرى عن كوخه.
وقد أضر المستعمرون بمصالح المزارعين حين أمروهم بزراعة بعض المحاصيل دون بعض، ثم شروها منهم بأبخس الأثمان.
ففي عام 1951م باع فلاحو الجزائر قنطار الزيتون بـ 2022 فرنك في حين كانوا يبيعونه قبل دخول فرنسا بـ 5000 فرنك فرنسي.
وأجبر الفرنسيون السكان في أفريقيا الاستوائية على زراعة القطن عام 1955م، ثم باعوه لأربع شركات استعمارية بما ثمنه 72 -60 فرنكاً للكيلو، فيما باعه المستعمرون بسعر 245-285 فرنكاً في مرفأ التصدير.
وقد كان كيلو القطن المستورد في فرنسا يماثل – في مراكش – أربعة مرات كيلو القطن المصدر، وذلك في عام 1938م، ثم ارتفع إلى ست مرات في عام 1949م ومثله يقال في القطن التونسي.
وفي نيجيريا يباع الخشب أكثر من سعره بـ 30 – 40 %، وباعت بلجيكا كيلو زيت النخل في مستعمراتها بـ 110 فرنكاً بدلاً من 75 فرنكا. (9)
وتعترف إحدى مجلات الاستعمار بهذا الاستغلال فتقول : " المستهلكون في البلاد المستعمرة كانوا يتلقون عام 1953م ما يبلغ 80% من مستورداتهم بأسعار أكثر أرتفاعاً بـ 20 – 50% وأحياناً أكثر أيضاً من الأسعار التي كانوا يحصلون عليها لو أتيح لهم أن يستوردوا بضائهم من بلد آخر غير فرنسا. (10)
وفي مظهر آخر للاستعمار وظف المستعمر أبناء جلدته في مؤسسات الدول المستعمرَة، وأبعد أهل البلاد الأصليين، ومن ذلك أن فرنسا وظفت في الجزائر في الدوائر العقارية 200 موظف منهم ثمانية فقط من الجزائريين، فيما لم يبلغ عدد المغاربة في وزارة الشئون الإجتماعية في المغرب سوى أربعة من الحُجَّاب فيما قارب الفرنسيون المائتين والخمسين. (11)
وأجبر السكان الأصليون تحت مظلة المستعمر على العمل بأبخس الأجور، ففي حين كانت الأسعار في الجزائر مقاربة للأسعار في فرنسا كان العامل الجزائري يحصل على 40 – 70 فرنكاً لقاء عمله اليومي، في حين أن العامل الفرنسي يحصل على أكثر من ضعف المبلغ في فرنسا، وقد كان سعر كيلو الخبز يومذاك في الجزائر 48 فرنكاً وكيلو السكر 94، واللبن 25 فرنكاً فيما كان اللحم الردئ يباع الكيلو منه بـ 400 – 500 فرنك فرنسي.
وكتب النائب الأسقفي في داكار عاصمة السنغال يشكو الظلم الذي يقع على العمال الذين يسميهم بالمؤقتين والذين يحصلون على أجر شهري يتراوح بين 800 – 1200 فرنكاً في حين أن أحقر كوخ كان يؤجر بـ 3500 فرنك شهرياً إضافة إلى ما يدفعه من ضرائب تصل إلى 1800 فرنك سنوياً. (12)
وقد كان العمال في صفاقص من عمال شركة الفوسفات الفرنسية يسكنون بمعدل 10 عمال في كل كوخ، فيما تحدثت الصحف الفرنسية عن مدينة التنك ( مراكش ) حيث يسكن 202200 من العمال وعوائلهم في بيوت أو أكواخ من التنك أو الخشب الذي يلتقطونه من مخلفات الشحن، وقد تحدثت إحدى الصحف الفرنسية عن القسوة البالغة التي يعيشها العمال المغاربة وعائلاتهم في هذه البيوت من غير توفر أي إجراءات تضمن صحتهم وسلامتهم. (13)
ونتيجة لضعف رواتب العمال في مراكش وانتشار الفقر بأبشع صوره كتب أحد أطباء وادي الداد في جنوب مراكش: " إن الأطفال في هذه البلاد يأكلون التراب. لماذا ؟ أذلك من الفقر أو الجوع أم أنها عادة مجهولة المنشأ ؟ لا أستطيع أن أقول شيئاً، ولكن هذا الواقع ماثل هنا. إن الأطفال يأكلون التراب ويصابون بالأمراض الخطيرة : فقر الدم وتضخم الطحال…. ". (14)
وقد اقتصر غذاء الأسرة المراكشية في الغالب على عدة أقراص من الشوفان، فيما ذكرت إحصائيات فرنسية في عام 1945م أنه " من أصل المليون والثلاثمائة عائلة جزائرية تعيش من الزراعة وتربية المواشي ثمة 800 ألف إلى مليون يجب أن تعتبر عائلات محتاجة ومعوزة ". (15)
وأما المشاريع التي أقامها الاستعمار في البلاد المستعمرة فإنما أقامها لحماية مصالحه " فالجهود المبذولة لكهربة المراكز الثانوية والريفية يجب أن يكون مفهوماً أن التجهيزات المنتظرة إنما يجب أن تقتصر فقط على المشروعات ذات الدخل المضمون.
أما برنامج النقليات فعليه أن يقتصر في الدرجة الأولى على إنشاء وسائل النقل وطرق المواصلات المرتبطة مباشرة بأهداف الانتاج المعينة في المشروع والتي تؤلف على كل حال أحد العوامل الجوهرية لنجاحه ".(16)
ورغم الاستغلال الواسع للموارد الطبيعية والقوى البشرية فإن المستعمر لم يقدم أبسط الخدمات الإنسانية وهي الصحة والتعليم ففي الجزائر التي اعتبرتها فرنسا جزءً منها لم يستطع سوى 12% من أطفال الجزائر ممارسة عملية التعلم، وانخفضت النسبة في مراكش إلى 10%، وفي أفريقيا الغربية إلى 7.6 %، وفي تشاد إلى 4.7%، فيما ارتفعت في أفريقيا السوداء إلى 18% من أطفال تلك البلاد.
ويخلص هنري كلود إلى أن نسبة التعليم في المستعمرات الفرنسية جملة لا يتجاوز 9 % من أطفال المستعمرات الفرنسية. (17)
وأما الخدمات الصحية فجرى تأمينها في المناطق التي ينتشر فيها الفرنسيون فيما كان لكل 10000 جزائري طبيب واحد، وتصل هذه النسبة في الأقاليم الجنوبية للجزائر إلى 30000/1، وفي مراكش 45000/1 فيما لكل 50000 شخص في غينيا طبيب واحد.
ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال في المستعمرات عنها في البلاد المستعمِرة أو بين المستعمِرين، ففي حين يموت من أطفال الأوربيين في الجزائر ما نسبته 5.4 % يموت من أطفال الجزائر 18%، وفي تونس يموت للأوربيين من أطفالهم ما نسبته 5.9% فيما يموت للتونسيين ما نسبته 19.3% فيما تصل النسبة في بعض مناطق أفريقيا الريفية إلى 60%، وكتب الدكتور بريسو مقرر ميزانية الصحة عام 1954م في الجزائر أن من بين 120 مريضاً يراجعون عيادة السل في مستشفى مدينة الجزائر لا يلقى العناية منهم سوى 30. أما الباقون فأسلموا إلى الموت. (18)
وننبه أخيراً إلى أن كل ما سمعناه عن الاستعمار الفرنسي مما سطره لنا هنري كلود ورفاقه ينطبق تماماً على الاستعمار البريطاني والإيطالي والبرتغالي وسوى ذلك من جنسيات الاستعمار الأخرى.


……………………….

وعليكم السلام ] ..

نايس ]]

شكرا لج ]]]

وعليكم السلام ] ..

نايس ]]

شكرا لج ]]]

هع ٍ العفوً..

<الحمد الله حصلت اللي ابااه ,,,

كلللوشً مبرووكَ..خخ

نايس’’

أندٍ مروورجِ نآيصوهِ ..

تصلمينَ ع الردِ

شكرا لج

تسلمين ….

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

الاستعمار البرتغالي في الامارات للصف الثاني عشر

الســــــــــلام عليكــــــــــم

الاستعمار البرتغالي في الامارات

المقدمة:

تمتلك دولة الامارات العربية المتحدة تاريخاً ضارباً في القدم فقد كان مايعرف اليوم بدولة الامارات في العصور القديمة جزاءً غنياً بالموارد وهاماً من الناحية الاستراتجية من الحضارة المتنوعة والمتعددة العناصر لمنطقة غرب آسيا القديمة

أثبتت الحفريات والاثار التي تم العثور عليها في مناطق عديدة من ابوظبي ان حضارة عريقة كانت مزدهرة في هذه البلاد يعود تاريخها الى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وانها كانت على اتصال مع الحضارات المجاورة

فقد تم اكتشاف أوني فخارية ملونة مستوردة من بلاد وادي الرافدين من المواقع السياحية في الدولة تعود الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد مما يدل على وجود اتصالات بين هذه المناطق وشعوب جنوب العراق

تم العثور على ادوات حجرية متعددة ورؤوس سيوف حادة ورقائق وصفائح معدنية وانصال ومدي اضافة الى مدافن جماعية على شكل مقابر فوق الارض مشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت وجبل أملح

تم اكتشاف نماذج من قلاع في موقع هيلي والبدية وتل ابرق وكلباء تعود الى الفترة 2500 الى2017 سنة قبل الميلاد علاوة على ظهور الحديد كالمسامير والسيوف الطويلة ورؤوس السهام التي تعود الى الفترة 300 ق م

الموضوع:

اكتشف حديثاً قلعة مريعة الشكل مع أبراج مربعة في اركانها وحائط خارجي رئيسى يبلغ طوله 55 م اضافة الى قالب حجري لصناعة العملة المعدنية داخل القلعة كل ذلك يعود لعام 200 ق م

ان الفينيقيين الذين استوطنوا شواطئ البحر الابيض المتوسط هاجروا اليها من سواحل عمان حيث اكتسبوا خبرتهم ثم نقلوها الى شواطئ بلاد الشام

الاسكندر المقدوني اكتشف الخليج العربي وشواطئة وكان ذلك أثناء عودة القائد المقدوني من الهند

نيارخوس أحد قواد الاسكندر عبر مياه الخليج حتى مصب نهري دجلة والفرات وانطلق هذا القائد عام 324 قبل الميلاد من مصب نهر الهندوس مخترقاً الخليج العربي الى ان وصل الى قرية ديريدونيس مكان البصرة حاليا

هدف الاسكندرحماية امبرطوريتة من الفرس والحيلولة دون سيطرتهم على شواطئ الخليج و الوصول الى شبه الجزيرة العربية واحتلالها والسيطرة على ثرواتها

أكد مؤرخو الاسكندر ان للفينيقيين في هذه الحقبة أي القرن الرابع قبل الميلاد تجارة مزدهرة في الخليج كما وردت في مؤلفات هؤلاء المؤرخين اشارات عن السائل الاسود اللزج الذي يشعل المصابيح بنور قرمزي وتظهر بهذا القول أول اشارة عن وجود البترول في هذه المنطقة

توالت بعد اليونان حملات رومانية للسيطرة على الخليج وشبة الجزيرة العربية ولكنها كانت تضيع وتتلاشى بين رمال الصحراء العربية وكثبانها الضخمة

حاول الامبراطور الروماني تراجان أن يسير على طريق الاسكندر فأرسل قواتة التي وصلت الخليج واصطدمت مع الفرس وبدأ الصراع العنيف والطويل بين الفرس والروم والذي استمر قرابة ثلاثة قرون

بظهور الاسلام بدأت مرحلة جديدة في تاريخ هذه المنطقة لقد دخل الدين الحنيف اليها على يد القائد العربي عمرو بن العاص الذي استطاع فتح الخليج وتطهيره من الغزاة

عاش الخليج في ظل الاسلام فترة من الاستقرار واصبح في عهد الدولة الاموية مركزاً عالمياً للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيه صناعة السفن

تم التعرف على موقع أثري في منطقة جميرة بامارة دبي يمثل بقايا مدينة اسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك ومن اهم مرافق هذه المدينة الأثرية المطلة على الخليج العربي بيت للحاكم وسوق تجارية صغيرة ومرافق سكنية

من المدن الاسلامية المعروفة في الدولة مدينة جلفار والواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية والتي تم العثور فيها على بيوت سكنية وما لايقل عن أربعة مساجد تتعاقب فوق بعضها وتعود الى القرن الرابع الهجري

في القرن الحادي عشر الميلادي استطاع البرتغاليون الوصول الى الخليج والسيطرة عليه واقاموا العديد من المعاقل والقلاع على سواحله وبقوا في المنطقة قرابة القرنين تمكنوا خلالهما وباساليبهم الاستعمارية من تدمير التجارة العربية فيه

كان تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي الجزيرة العربية كلها اذ ساد الامان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الارهاب والبطش اللذين تميز بهما العهد البرتغالي وبدات القبائل هجرتها الى الساحل

برزت قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتات على ساحل عمان

القوة الاولى قوة بحرية تتألف من حلف قبائل يتزعمها القواسم وكان مقرها رأس الخيمة

القوة الثانية قوة برية هي قوة بني ياس وحلفائهم من القبائل وكان يتزعمهم آل بوفلاح ويمتد نفوذهم على طول الساحل حتى خور العديد

بدأت القوى الاوربية مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا تتنافس للسيطرة على المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع العشر أخذت قوة القواسم تبرز تدريجياً فبثت أسطولاً بحرياً ضخماً يضم اكثر من60 سفينة ضخمة وكان لديهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانين الذين برزوا في ذلك الوقت كقوة مسيطرة في القرن التاسع عشر

كانت المواجهة بين الجانبين حتمية وخلال العقدين الاولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية اسفرت عن تدمير اسطول القواسم بصورة شبة كاملة

وتعزيز النفوذ البريطاني في الخليج الذي بداء عام 1820 واستمر حتى أوائل القرن العشرين والذي كان من اعظم شخصياتة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم أبوظبي اكثر من خمسين عاماً من 1855الى 1909م و يلقب بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات

كانت المنطقه خلال المائة والخمسين عاما التي سبقت قيام الاتحاد تحت الانتداب البريطاني اذ تم توقيع اتفاقية بين حكام هذه الامارات والبريطانين خلال القرن التاسع عشر تقضي بتولي مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية في الامارات للبريطانين مقابل تعهد البريطانين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للامارات اوفي علاقاتها مع بعضها بعضا

خلال فترة الوجود البريطاني المباشر في المنطقة كانت الهياكل التقليدية للحكم السائد آنذاك قادرة على التكيف ببطء مع الظروف المتغيرة وفقا لارادة الحكام والشعب

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للبلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للميلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

ادرك الشعب وحكام الامارات الاخطار الناتجة عن اوضاع التجزئه والتفكك وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الامارات ويتيح لها فرص الانطلاق والتقدم

اهم الاجتماعات التى نتج عنها قيام الاتحاد

الاجتماع الذى عقد بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في أوائل فبراير 1968م وكان اول اجتماع وحدوي على طريق تحقيق الامل الكبير الذي طالما راود شعب المنطقه

اجتماع حكام الامارات في دبي في الفترة من 25 الى 27 فبراير 68 بدعوه موجهه من حاكمي ابوظبي ودبي وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على قيام اتحاد الامارات العربيه المتحده

اجتماع حكام الامارات في 2 ديسمبر 1971م وتحقيقاً لأراده شعب الامارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه

يزف المجلس الاعلى هذه البشرى السعيده الى شعب الامارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه والعالم اجمع معلناً قيام دولة الامارات العربية المتحده دوله مستقله ذات سيادة وجزءً من الوطن العربي الكبير

تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وامنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الاعضاء الامارات فيها وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيها بين اماراتها لصالحها المشترك

الخاتمة:

من اجل هذة الاغراض ومن ازدهارها وتقدمها في كل المجالات ومن اجل توفير الحياه الافضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا والمصالح العربية وميثاق الامم المتحدة والاخلاق الدولية

واكتمل عقد الاتحاد بانضمام امارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972م

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيسا للدولة وانتخب صاحب السمو المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم نائباً للرئيس

بادرت دولة الامارات بعد اعلان قيامها الى انضمام عضوية جامعه الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م

انضمت الى عضويه الامم المتحده في التاسع من ديسمبر عام 1971 وذلك انطلاقاً من ايمانها بميثاق الامم المتحده والاعراف الدوليه

المراجع http://www.fuae.net/?fuae=uae-history

مشكوره اختي ع الجهود

واعطيج احلا تقييم مني *__*

مشكووووووووووووور
وربي لاهانك

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورة
تسلمين

تسلميييييين يالغلا

يسلمووووووووووووووووووتساااااااااااااااااليم

مشكوووورهْ..

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف التاسع

حل درس مفهوم الاستعمار واشكاله -التعليم الاماراتي

هلا وغلا بأعضاء وزوار احلى معهد شحالكم؟عساكم بخير هاذي أول مشاركه لي في المعهد من تقريبا 3شهور……

صـ 32 ــ
النشاط – الجدول
*بريطانيا: السودان-مصر-الاردن-العراق-الكويت-قطر-البحرين-الامارات-عمان- اليمن
*فرنسا: الجزائر- جيبوتي- المغرب- موريتانيا- سوريا
*ايطاليا: ليبيا -الصومال
*اسبانيا: جزء من المغرب
ص33_
-بين العلاقة السبية ………..
ج-ان اكتشاف البلاد ادى الى استعمار البلاد

ما نوع …………
ج- الجماية

-استنتج صحة………
ج- نعم الهدف واحد نهب الثروات الطبيعية والبشرية

صـ 35 ــ
تحت النشاط
كيف تتحول المميـزاتـ …
ج)لمحاولة اسعمار الدول الاجنبيه للوطن العربي
ما مصيرــ….
ج)محاولة اقتسام ممتلكات الدوله العثمانيه

واسمحولي عالقصور…

Thank you

يسلموا ع المرور

مشكور اخوي ما تقصر

مشكور جزاك الله خير

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث , تقرير عن الاستعمار في الامارات -تعليم الامارات

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

لو سمحتو ابي موضوع عن الاستعمار في الامارات ::

السموحة ::

وينكم يا اهل الخير ::

اخذو موضوع معقول

هاي صعبه

الاستعمار البرتغالي في الامارات

المقدمة:

تمتلك دولة الامارات العربية المتحدة تاريخاً ضارباً في القدم فقد كان مايعرف اليوم بدولة الامارات في العصور القديمة جزاءً غنياً بالموارد وهاماً من الناحية الاستراتجية من الحضارة المتنوعة والمتعددة العناصر لمنطقة غرب آسيا القديمة

أثبتت الحفريات والاثار التي تم العثور عليها في مناطق عديدة من ابوظبي ان حضارة عريقة كانت مزدهرة في هذه البلاد يعود تاريخها الى حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وانها كانت على اتصال مع الحضارات المجاورة

فقد تم اكتشاف أوني فخارية ملونة مستوردة من بلاد وادي الرافدين من المواقع السياحية في الدولة تعود الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد مما يدل على وجود اتصالات بين هذه المناطق وشعوب جنوب العراق

تم العثور على ادوات حجرية متعددة ورؤوس سيوف حادة ورقائق وصفائح معدنية وانصال ومدي اضافة الى مدافن جماعية على شكل مقابر فوق الارض مشيدة من حجارة غير مصقولة في جبل حفيت وجبل أملح

تم اكتشاف نماذج من قلاع في موقع هيلي والبدية وتل ابرق وكلباء تعود الى الفترة 2500 الى2000 سنة قبل الميلاد علاوة على ظهور الحديد كالمسامير والسيوف الطويلة ورؤوس السهام التي تعود الى الفترة 300 ق م

الموضوع:

اكتشف حديثاً قلعة مريعة الشكل مع أبراج مربعة في اركانها وحائط خارجي رئيسى يبلغ طوله 55 م اضافة الى قالب حجري لصناعة العملة المعدنية داخل القلعة كل ذلك يعود لعام 200 ق م

ان الفينيقيين الذين استوطنوا شواطئ البحر الابيض المتوسط هاجروا اليها من سواحل عمان حيث اكتسبوا خبرتهم ثم نقلوها الى شواطئ بلاد الشام

الاسكندر المقدوني اكتشف الخليج العربي وشواطئة وكان ذلك أثناء عودة القائد المقدوني من الهند

نيارخوس أحد قواد الاسكندر عبر مياه الخليج حتى مصب نهري دجلة والفرات وانطلق هذا القائد عام 324 قبل الميلاد من مصب نهر الهندوس مخترقاً الخليج العربي الى ان وصل الى قرية ديريدونيس مكان البصرة حاليا

هدف الاسكندرحماية امبرطوريتة من الفرس والحيلولة دون سيطرتهم على شواطئ الخليج و الوصول الى شبه الجزيرة العربية واحتلالها والسيطرة على ثرواتها

أكد مؤرخو الاسكندر ان للفينيقيين في هذه الحقبة أي القرن الرابع قبل الميلاد تجارة مزدهرة في الخليج كما وردت في مؤلفات هؤلاء المؤرخين اشارات عن السائل الاسود اللزج الذي يشعل المصابيح بنور قرمزي وتظهر بهذا القول أول اشارة عن وجود البترول في هذه المنطقة

توالت بعد اليونان حملات رومانية للسيطرة على الخليج وشبة الجزيرة العربية ولكنها كانت تضيع وتتلاشى بين رمال الصحراء العربية وكثبانها الضخمة

حاول الامبراطور الروماني تراجان أن يسير على طريق الاسكندر فأرسل قواتة التي وصلت الخليج واصطدمت مع الفرس وبدأ الصراع العنيف والطويل بين الفرس والروم والذي استمر قرابة ثلاثة قرون

بظهور الاسلام بدأت مرحلة جديدة في تاريخ هذه المنطقة لقد دخل الدين الحنيف اليها على يد القائد العربي عمرو بن العاص الذي استطاع فتح الخليج وتطهيره من الغزاة

عاش الخليج في ظل الاسلام فترة من الاستقرار واصبح في عهد الدولة الاموية مركزاً عالمياً للملاحة والتجارة البحرية كما ازدهرت فيه صناعة السفن

تم التعرف على موقع أثري في منطقة جميرة بامارة دبي يمثل بقايا مدينة اسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم بطرق التجارة آنذاك ومن اهم مرافق هذه المدينة الأثرية المطلة على الخليج العربي بيت للحاكم وسوق تجارية صغيرة ومرافق سكنية

من المدن الاسلامية المعروفة في الدولة مدينة جلفار والواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية والتي تم العثور فيها على بيوت سكنية وما لايقل عن أربعة مساجد تتعاقب فوق بعضها وتعود الى القرن الرابع الهجري

في القرن الحادي عشر الميلادي استطاع البرتغاليون الوصول الى الخليج والسيطرة عليه واقاموا العديد من المعاقل والقلاع على سواحله وبقوا في المنطقة قرابة القرنين تمكنوا خلالهما وباساليبهم الاستعمارية من تدمير التجارة العربية فيه

كان تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي الجزيرة العربية كلها اذ ساد الامان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الارهاب والبطش اللذين تميز بهما العهد البرتغالي وبدات القبائل هجرتها الى الساحل

برزت قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتات على ساحل عمان

القوة الاولى قوة بحرية تتألف من حلف قبائل يتزعمها القواسم وكان مقرها رأس الخيمة

القوة الثانية قوة برية هي قوة بني ياس وحلفائهم من القبائل وكان يتزعمهم آل بوفلاح ويمتد نفوذهم على طول الساحل حتى خور العديد

بدأت القوى الاوربية مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا تتنافس للسيطرة على المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع العشر أخذت قوة القواسم تبرز تدريجياً فبثت أسطولاً بحرياً ضخماً يضم اكثر من60 سفينة ضخمة وكان لديهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانين الذين برزوا في ذلك الوقت كقوة مسيطرة في القرن التاسع عشر

كانت المواجهة بين الجانبين حتمية وخلال العقدين الاولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية اسفرت عن تدمير اسطول القواسم بصورة شبة كاملة

وتعزيز النفوذ البريطاني في الخليج الذي بداء عام 1820 واستمر حتى أوائل القرن العشرين والذي كان من اعظم شخصياتة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم أبوظبي اكثر من خمسين عاماً من 1855الى 1909م و يلقب بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات

كانت المنطقه خلال المائة والخمسين عاما التي سبقت قيام الاتحاد تحت الانتداب البريطاني اذ تم توقيع اتفاقية بين حكام هذه الامارات والبريطانين خلال القرن التاسع عشر تقضي بتولي مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية في الامارات للبريطانين مقابل تعهد البريطانين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للامارات اوفي علاقاتها مع بعضها بعضا

خلال فترة الوجود البريطاني المباشر في المنطقة كانت الهياكل التقليدية للحكم السائد آنذاك قادرة على التكيف ببطء مع الظروف المتغيرة وفقا لارادة الحكام والشعب

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للبلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للميلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

ادرك الشعب وحكام الامارات الاخطار الناتجة عن اوضاع التجزئه والتفكك وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الامارات ويتيح لها فرص الانطلاق والتقدم

اهم الاجتماعات التى نتج عنها قيام الاتحاد

الاجتماع الذى عقد بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في أوائل فبراير 1968م وكان اول اجتماع وحدوي على طريق تحقيق الامل الكبير الذي طالما راود شعب المنطقه

اجتماع حكام الامارات في دبي في الفترة من 25 الى 27 فبراير 68 بدعوه موجهه من حاكمي ابوظبي ودبي وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على قيام اتحاد الامارات العربيه المتحده

اجتماع حكام الامارات في 2 ديسمبر 1971م وتحقيقاً لأراده شعب الامارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه

يزف المجلس الاعلى هذه البشرى السعيده الى شعب الامارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه والعالم اجمع معلناً قيام دولة الامارات العربية المتحده دوله مستقله ذات سيادة وجزءً من الوطن العربي الكبير

تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وامنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الاعضاء الامارات فيها وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيها بين اماراتها لصالحها المشترك
الخاتمة:

من اجل هذة الاغراض ومن ازدهارها وتقدمها في كل المجالات ومن اجل توفير الحياه الافضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا والمصالح العربية وميثاق الامم المتحدة والاخلاق الدولية

واكتمل عقد الاتحاد بانضمام امارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972م

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيسا للدولة وانتخب صاحب السمو المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم نائباً للرئيس

بادرت دولة الامارات بعد اعلان قيامها الى انضمام عضوية جامعه الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م

انضمت الى عضويه الامم المتحده في التاسع من ديسمبر عام 1971 وذلك انطلاقاً من ايمانها بميثاق الامم المتحده والاعراف الدوليه

المراجع http://www.fuae.net/?fuae=uae-history
هذا الي حصلته والسموحة ،أتمنى أن يفيدج

بلاكن جي صايرن ما تشكرون الواحد على الجميل
يلا الحمدالله على كل حال وحقي عند ربي ما يضيع ولي الأجر إن شاء الله
قول بس آمين

شكرا لج اختي مزنة

شكرا اختي مزنة

العفوووو
مشكوووووووووورررررررررررررين

مشكوره مزنوه

هههة العفو

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف التاسع

بوربوينت لدرس مفهوم الاستعمار واشكاله للصف التاسع

ســلآم …

شلونكم؟

اليوم جـآيبة الكم بوربوينت لدرس مفهوم الاستعمار واشكاله ..

ومن مجهوودي

الملفات المرفقة

شكرا
تم ++

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث عن الاستعمار الاوروبي في الوطن العربي -تعليم الامارات

ممكن

بسلوبك مقدمه وخاتمه

حددي اي استعمار … لأني علمي مب ادبي .. وان شاء الله بييبه

الاستعاره الاروبي في الوطن العربي

والله عاد ان شاء الله يفيدج هذا …

عد قرون قليلة من الحملات العسكرية للحروب الصليبية، وفي عصر الغلو الديني للكنيسة الغربية، بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي، وذروة قوة محاكم التفتيش، ببعديها السياسي والرقابي الصارم، على المجتمع وحركته الفطرية، وذلك في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، الذي شهد الإرهاصات المؤثرة الأولى لحركة النهضة الحديثة، التي قامت دعائمها، على تراكم حضاري لأعراق، وثقافات لشعوب عديدة، كانت سابقة في البناء الحضاري، في ميادين العلم والمعرفة، كاليونانيين والرومان والساميين، ثم الأمة العربية بنبراس الدين الحنيف لها فضل كبير، على مسيرة عصر التنوير الإنساني، فمنجزات هذه الحقبة الزمنية المميزة، شملت بعطائها العظيم البشرية كلها، من دون استثناء والقارة الأوروبية كان لها السبق في الاستفادة من عطاء عصر النور والتنور بحكم الجغرافيا والمنشأ.
في هذه العصور المظلمة من تاريخ الشعوب الأوروبية، لمع نجم سياسي من الشرق، هدد الممالك الأوروبية المتهالكة على القوة والنفوذ في عقر دارها، حين توسعت الدولة العثمانية وتاخمت حدودها قلب القارة العجوز، التي عصفت بها رياح الصراعات الدينية والقومية المعقدة، وعلى اثر ذلك بدأت الهجرات الجماعية للرجل الأبيض، إلى العالم الجديد ـ الأميركتين ـ بعد اكتشافات كولومبوس لقارتي أميركا، وانتهاء الخوف من أسطورة بحر الظلمات الغامض.

في الوقت الذي ازدادت الأطماع الدنيوية والعدوانية العسكرية، في دهاليز الساسة الأوروبيين للسيطرة على اراض بعيدة، تحوي من الثروات الطبيعية، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، كمقدمة لتطبيق الفلسفة الاستعمارية البدائية، بوسيلتي العنف التاريخيتين الحديد والنار ، فكان للشرق العربي الأولوية، لمد نفوذهم فيه على خلفية الحروب الصليبية، ولمقارعة الإمبراطورية العثمانية الصاعدة، والحد من طموح توسعها في القارة الأوروبية.

فبدأت طلائع الأسطول البرتغالي، تجوب المياه الدافئة في بحر العرب، ثم الخليج العربي، للاستيلاء على المرافئ الطبيعية، كنقاط استراحة وتزود للرحلات الطويلة المضنية، حتى الوصول للمستعمرات المستقبلية، على سواحل شبه القارة الهندية والجنوب الشرقي من قارة آسيا، بما فيها الجزر المتاخمة للبر الصيني، ولم يأخذ الوجود البرتغالي البحري المنظم، في سواحل جنوب الجزيرة العربية والخليج أهميته اللوجستية والإمدادية، للتغلغل الاستعماري الحديث، إلا بعد تقص واسع للأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة، في السواحل التي اختيرت كموانئ بحرية وذلك في أعقاب رحلة القبطان والمغامر البرتغالي الشهير (فاسكو دي جاما)، الذي استعان في نهاية القرن الخامس عشر بالملاح العماني أحمد بن ماجد، لعبور رأس الرجاء الصالح في أقصى الجنوب من قارة افريقيا، حيث الأمواج الثائرة وكأنها حرب ضروس بين ميكانيكية أمواج القوة الطبيعية للمحيطين المتلاقيين، المحيط الهندي والمحيط الأطلسي في تلك الأصقاع البحرية الصعبة، وذلك عبر بحر العرب المتاخم لجنوب الجزيرة العربية والخليج، ثم الوصول لسواحل شبه القارة الهندية الطويلة.

في أعقاب الوجود البرتغالي البحري، وسيطرتهم على الثغور الرئيسية في الخليج العربي، وفي بداية القرن السابع عشر، ظهرت في الساحة التجارية شركة الهند الشرقية، كمقدمة للحملات البريطانية البحرية، وبزوغ فجر الأسطول العسكري البريطاني القوي لما وراء البحار، لحماية المصالح الإنجليزية المتمثلة في شركة الهند الشرقية، وتأمين خطوط المواصلات البحرية الطويلة، وسبق ذلك ـ بلا شك ـ بعثات التجسس السرية على هيئة تجار أو مستشرقين ادّعوا دخول الإسلام، وجمع الإنجليز المعلومات المتنوعة عن التركيبة الإنسانية والقبلية والسياسية والوضع الاقتصادي، لمناطق السواحل العربية، المطلة على طريق المواصلات البحرية، التي تربط أوروبا بأقاليم جنوب قارة آسيا. واشتعلت حمى التنافس التجاري والسياسي بين الإنجليز والبرتغاليين على مناطق التجارة والنفوذ، حيث امتاز الإنجليز على منافسيهم البرتغاليين بالمعرفة الموضوعية، والاهتمام المنهجي بأوضاع السكان المحليين، والقوى السياسية الإقليمية المتصارعة والماسكة بزمام الأمور، وعلى العكس منهم البرتغاليون، الذين لم يعيروا أوضاع الشعوب التي قامت على ضفاف بلدانهم وموانئهم العسكرية البحرية الاهتمام اللازم، ولا يعني ذلك عدم اهتمامهم المحدود بما يناسب طبيعة وجودهم.

وتبع ذلك تراجع النفوذ البرتغالي، وتزايد القوة البريطانية في المجالين السياسي والتجاري في منطقة الخليج العربي، التي تسارعت قوتها في نهاية القرن الثامن عشر تزامناً مع حملة الفرنسيين للسيطرة على مصر بقيادة نابليون بونابرت في عام 1799، لم تقتصر الحملة الفرنسية على مصر على الجانب العسكري، بل شملت شتى المجالات العلمية والمعارف الإنسانية، والمحاولات المنظمة لاختراق حصون المعرفة وقلاع الهوية، حتى ان بونابرت نفسه ادّعى الدخول في الدين الإسلامي العظيم.

الإنجليز كانوا السبّاقين في اختراق المراكز المادية والمعنوية لشعوب المنطقة العربية، قبيل طلائع الوجود البرتغالي، ومهّدوا لنفوذهم السياسي والعسكري المؤثر لاحقاً، بحنكة استعمارية واسعة الأفق والطموح، نظراً للتجارب الميدانية، بعد اكتشاف الأميركتين وما أعقبها من هجرة أوروبية واسعة أدت إلى قيام تجارة الرقيق للأعمال الزراعية الواسعة، ثم ظهور المستعمرات الأميركية على الساحل الشرقي لأميركا الشمالية في ما يُعرف اليوم (الولايات المتحدة وكندا)، وفي هذه الحقبة من التخطيط لقيام النظام الاستعماري الواسع غير المسبوق في التاريخ البشري، ازدهرت مدارس الاستشراق الأوروبية، وتكالب المغامرون وذوو المهمات الخاصة في الشرق على تعلم اللغات الشرقية كالعربية والفارسية والتركية، وبأوامر مباشرة من مراكز التخطيط الاستعماري في أوروبا، اندس عدد لا بأس به من رجال المهمات السرية المتمكنين من لغات أهل الشرق في المراكز الدينية التقليدية، كالأزهر الشريف والنجف الأشرف وغيرهما من الحواضر الدينية والعلمية في الشرق، حسب التصنيف الاستعماري منذ أربعة قرون.

وكان للثروات الخرافية التي تكدست في أوروبا، من المستعمرات البعيدة الغنية بالثروات الطبيعية، والمعادن النفيسة والأيدي العاملة الرخيصة، أن أصبحت أوروبا خلية نحل علمية وعملية في مختلف العلوم والفنون، وقفز مفهوم الحاجة والرفاهية من تنظير التاريخ الى تجربة الإنسان الجماعية، وحتى التنظير الفلسفي الإنساني كان بمفهوم التفاعل الاجتماعي في المجتمعات الأوروبية، دون أي التفاتة حقيقية لثقافات الشعوب المستعمَرة ـ بفتح الميم ـ التي غمرت ثرواتها العظيمة القارة العجوز.

وأدى تكدس الثروات وما لحقها من رفاهية في القرن الثامن عشر، إلى بوتقة الأفكار الفلسفية في دوائر من التنظير الصريح وتأطير البنية الآيديولوجية، لاجتهادات عصرية تتنافس في المسالمة وحب الخير كالنتاج الأدبي والفكري المدهش لمنظِّر الثروة الفرنسية (فولتير)، والكاتب السابق لمفاهيم عصره (جان جاك روسو)، ثم الفلاسفة الطبيعيين في منتصف القرن التاسع عشر، وفي الوقت الذي دخلت فيه أوروبا عصر النهضة، وشحذت الهمم للإبداع العلمي والعطاء الجسدي في مواكبة متطلبات الثورة الصناعية، دخل الشرق وقبله الأمة العربية، في سُبات دنيوي عميق، واشتغل العامة بتأمين لقمة العيش، وطيعت الدهماء لثقافة الظاهرة الصوتية، المنابر والمنتديات التي تتطرق إلى هوامش من الاجتهادات وتفسير المواقف، وتبارت الحناجر في طرح مقومات الحركة الفطرية للمجتمع البشري، في المزايدات المذهبية والطروحات الدينية الغامضة، حيث لا يجرؤ أحد على المناقشة في تفاصيل الطرح، فما بالنا بأساس الرأي الذي هو في حد ذاته لا يخرج عن إطار الملقي، وما يقصد به من حماية وضعه الاجتماعي والمعنوي، المتدثر بعباءة الدين مع المحافظة على القوة المعنوية ذات التأثير الكبير على الناس.

وكانت الأوضاع الاقتصادية والمناخية الصعبة في أقطار الأمة العربية، وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية بالذات، قد أفرزت ظروفاً إنسانية مأساوية مؤلمة بسبب انحباس الأمطار لسنوات متتالية، ونهضت قيم الجهل والتخلف من سباتها، كالغزو وانتشار ثقافة قطاع الطرق، وانعدمت وسائل العلم والمعرفة في القسم الأكبر من أقاليم شبه الجزيرة العربية، حتى نسي الناس قيم العقيدة أساس الأخلاق العربية الحميدة التي أثنى عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واستجدت بدع وثنية تبخرت بحرارة وهج الإسلام منذ أمد طويل.

حتى ظهور دعوة المصلح العربي الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، في قلب الجزيرة العربية للحد من انتشار المفاهيم الخاطئة، وإيقاف السلوك الوثني الذي انتشر بين عامة الناس في الجزء الأوسط من الجزيرة العربية، بعد أن استيقظ من سباته الطويل بفعل صاعقة السحب السوداء، الثنائي البغيضان الجهل والفقر .

وصفحات تقويم التاريخ تخبرنا ان تلاميذ المصلح الديني الكبير، قد وقعوا في حفر التعصب الأعمى والمبالغة في تطبيق التعاليم، بل وتعميم الكثير من الأفكار الإصلاحية البيئية الخاصة بالأوضاع السائدة في نجد ذلك الزمن، على سواحل الجزيرة العربية ذات الخصوصية الحضارية والمذهبية الإقليمية التي لم تخل من بعض الشوائب، إلا ان بُعدها الحضاري العميق، وتراكم مدارسها المعرفية في حقول الدين والدنيا، كانت عوامل حماية ناجعة وسياجاً معنوياً قوياً ضد التعصب والتطرف والانغماس في تقديس الجماد والأحجار، وهذه الأمور كانت غريبة على سكان المناطق الداخلية في الأقطار العربية عموماً، والجزيرة العربية لا تشذّ كثيراً عن هذه القاعدة، التي هي دلائل صائبة للتفسير الجغرافي لحوادث التاريخ.

ان المزايدات الدينية، بمختلف توجهاتها في عصر الصراع التجاري الرهيب بين الشركات الغربية العملاقة، الأوروبية والأميركية، وما بينهما من التعاونيات السيئة الذكر، وهي الشركات المتعددة الجنسية، هذه المزايدات التي تفوح برائحة أسيد لتذويب روح التسامح وقيم المجتمع المدني، ليست وليدة انفعال إنساني وقتي، إنما تكرار لأخطاء الماضي، الذي يجب علينا الاتعاظ من دروسه.

ان من العجب بمكان أن ينقاد قسم كبير من المجتمع العربي، لطروحات عاطفية انفعالية لحفنة من رجال الدين، غير الواعين بجوهر قضايا الأمة وأولوياتها، الذين لا هم لهم إلا تكرار خطب الوعظ المملة، التي لا تقدم لمسيرة الأمة العربية إلا الشحن العاطفي الضبابي، والتعصب المذهبي والتقوقع الثقافي (الأنثروبولوجي)، وأخطر من ذلك كله زرع الشك والكراهية باسم الدين القويم بين الناس للمدارس الفقهية والعبادية الأخرى، إلى جانب الشعارات المذهبية والطائفية الضيقة التي ألقت سحبها الداكنة زخات من التلوث المعنوي المستهجن، على مرتفعات عقلانية الطرح والسلوك، ونظراً للخطاب العاطفي المرتدي عباءة الدين القويم، ظهرت ـ للأسف الشديد ـ مفاهيم خاطئة وسلوك غير سوي من التنطع والتمسك بالقشور والتناقض الواضح بين القول والفعل.

إن حكمة نزول الأديان السماوية، إنما لأجل بثّ المحبة والسلام والعدل والأمن بين الأفراد والجماعات، والخطاب الديني الضيق قد زرع الفرقة بالإلقاء المنبري الحماسي الموتور لعقود طويلة واستفاد من تكنولوجيا الأجهزة الصوتية ليضفي المزيد من الحماس الصوتي العاطفي لخلق رأي عام لا يرى الدنيا والدين إلا من خلال عقلية الخطب المنبرية الحماسية الخالية من المعلومة الدقيقة، أما المعرفة، فهي بعيدة عنها بعد الحلم الرومانسي عن صليل سيوف ساحات الوغى.

كانت عقلية رجال الدين للكنيستين المهمتين في أوروبا، قد تحررت من الوازع الإنساني خوفاً من إرهاصات التغيير، فضحت الكنيسة بالأتباع قبل المنافسين، أما سكان مستعمرات الممالك الأوروبية، فسلقهم أحياء في قدور الطبخ الهائلة عمل مقدس لخدمة الدين المسيحي.

ويحدثنا التاريخ عن حروب طائفية مقيتة بين المسلمين وباسم الدين، ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين لما تزل تندلع بغباء بين الفينة والأخرى، والأوضاع مناسبة لتكرار فعل الأشرار، بغض النظر عن شعار الدين ومسمياته، علينا التمسك بفضيلة (الحكمة ضالة المؤمن)، والأخذ بالقول المأثور (الدين للإنسان وليس الإنسان للدين)، والالتزام بعدم تسييس الدين وأهدافه لأمور دنيوية آنية، وألا نكرر أخطاء التاريخ، فجماجم ضحايا الحروب الطائفية والمذهبية والمذاهب التفسيرية في أوروبا، لم تحص على وجه الدقة بعد، على الرغم من مرور أربعة قرون على بدئها.

ان الاستعمار الأوروبي، ومن خلال الوسائل العديدة، التي اتبعت للتغلغل التدرجي في أقطار آسيا وافريقيا، تمهيداً للاستعمار السياسي المباشر، لعب على التناقضات المذهبية والإقليمية وحتى التفاوت الحضاري، وظفته العقلية التجارية لمنظري الاستعمار، لخدمة الوجود المباشر وغير المباشر وديمومته، وان تجاوز سلبيات الماضي يتطلب منا قراءة موضوعية متأنية لتاريخ المنطقة العربية المعاصر، بدءا من وصول الاستعمار البرتغالي، إلى سواحل الخليج العربي، ووقفة القواسم الشجاعة، في وجه طلائع الاستعمار البدائي.

وبعد هذا الاستعراض التاريخي، أود أن أذكر بأن في كل حقبة من حقبات تعرض الشرق العربي وجواره الإقليمي، إلى تحدّ جديد، تتكيف آيديولوجية المقاومة والمقارعة مع مستجدات العصر، وإمكانات الشعوب وطاقاتها في التحدي والاستجابة، ففي ذروة التوسع الاستعماري التجاري المباشر وظهور نظريات القومية السياسية، ثم في ذروة مرحلة الآيديولوجية القومية في الوطن العربي، التي كانت تزاوجاً عاطفياً مبهماً، بين فلسفة القومية الأوروبية الألمانية بالذات، والتفسير الماركسي في تأطير المجتمع، طبقاً لنظرية صراع الطبقات، التي تحتل هامشاً في الماركسية، يبدو كبيراً في تطبيقه، صغيراً في تنظيره، هذه قراءة معقولة لبنيوية الماركسية في وجهة نظر جورج مارشيه، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي في أوائل السبعينات.

ومع شروق شمس الوطنية الإيرانية، على يدي محمد مصدق وتياره القومي، حسب الإيرانيون، أن الغرب قد يمن على الفكر القومي في بلادهم، بنعمة التحرك ثم الاستفراد بالقرار السياسي، الذي سيصطدم بلا محالة بمرجل الاقتصاد الغربي، المتمثل في شركات البترول الأميركية، والإنجليزية، الوثابة، بعد ركود الحرب العالمية الثانية، ونتيجة للعقلية الشرقية (الكلاسيكية) في المراهنة على الشارع الجماهيري، دون وعي منهجي جماعي للحدث، أعلنت حكومة مصدق الوطنية، عن تأميم شركات البترول الغربية، مما يعني الاصطدام بعنفوان هذه الشركات البترولية الغربية المتنامية التأثير في السياسة والاقتصاد، حيث عمدت إلى تحريك ساسة واشنطن، الذين لم يضيعوا وقتاً طويلاً، فقد طبقوا ما أعدوه سلفاً منذ زمن بعيد، وذلك بمساندة الشاه الراحل على العودة بدفعة معنوية، تتناسب مع طموح شبابه ورؤية الغرب لمصالح شركاته في تلك المرحلة الزمنية، وتسارعت السياسة البريطانية في التنظير لاستغلال الدين لمواجهة طموح ساسة دول أقاليم احتياط البترول الضخم، واستعدت دوائرهم لمثل هذه المفاجآت الصعبة، في مسار النظام السياسي الاقتصادي الدولي، المفصل بتجربة الحضارة الغربية وعطائها التكنولوجي المتسارع، فقد كانت خطوة تأميم أعمال شركات البترول الغربية واستثماراتها، على يد حكومة مصدق الوطنية، خطوة سياسية غير مسبوقة في حركة اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ثم اتخذت القومية في النظام الإيراني، مساراً مختلفاً في التطبيق تحت عباءة النظام الإمبراطوري، الذي انتفخ بالمدح الإعلامي الغربي تارة، وبغطاء الضرائب المتنامي، ثم بمداخيل البترول، واشتق لنفسه طريقاً في التاريخ، من أجل السعي لإضفاء هالة حضارية قديمة على سياسة العصرنة، التي أخذ بها الشاه ونظامه، ففي غمرة الزهو القومي الامبراطوري، أقدم الشاه الراحل في عز قوته وعنفوان نظامه في بداية الستينات، بحملة إعلامية مسعورة ضد تنامي آيديولوجية القومية العربية، مما جعله يخلق عداوة سياسية موسعة، غير مبررة مع جيرانه العرب، في فترة الصراع الناصري مع الغرب عموماً، والمجابهة العسكرية المؤجلة مع إسرائيل ومخططاتها، كان العرب في سباق محموم لتجميع قواهم تحت شعار يجمع أكثر مما يفرق في تلك المرحلة، فكانت القومية وتنظيرها وتعدد تفسيراتها، أقرب الطرق في تجيير طاقات الأمة العربية للمواجهة العسكرية والنفسية، مع إسرائيل ونياتها المعروفة للتوسع بحجة المحافظة على كينونة نظامها واستمراره.

وحملة الشاه الإعلامية على القومية العربية، كانت تتناقض مع رفعه لشعار القومية في إيران وربطها بجذور تاريخية مشكوك في تواصلها، وكان عداؤه للناصرية يعزز رضى الغرب عن سياسته الإقليمية وطموحه الغامض في الخليج العربي.

وفي تلك المرحلة، قام الشاه في عام 1963، بتأميم أراضي الاقطاع الزراعية وتوزيعها على طبقة الفلاحين المنتجين، بتغطية إعلامية تحت مسمى ثورة الشاه والشعب، مما أثار على نظامه وعلى طموحه الشخصي، غضباً منهجياً مؤثراًً، حيث ان الاقطاع في حلف غير مكتوب عبر التاريخ مع طبقة رجال الدين التقليديين، واستغل المسيّسون في الحوزات العلمية الإيرانية، هذه الفرصة السانحة، التي ستخدم طموحهم في العقود القادمة، فقام الإمام آية الله الخميني، بحركة عصيان قوية كادت أن تهز نظام الطاووس، وما تبع ذلك من ردة فعل عنيفة للغاية، من جانب نظام الشاه وأجهزته القمعية التي بالغت في قمع الانتفاضة، وأدت في ما بعد إلى نفي الخميني إلى تركيا، ثم استقراره في النجف، في رحلة مقارعة نظام الشاه واستغلال اخطائه وتجاوزاته.

في أوائل الستينات، كانت الحركات الدينية في المنطقة العربية وجوارها الإقليمي، امتداداً تقليدياً للفكر الديني المتعدد التفسيرات والمتباين الرؤى منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية، لم يراهن الغرب على الحركات الدينية في الوطن العربي، للعب دور قريب لخدمة مصالحه وتحييد التكتلات السكانية بآيديولوجية الدين في تلك الفترة، على الرغم مما يقال بأن اتصالات الغرب بحركة الاخوان المسلمين بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مصر، فعند تنامي هذه الحركات تحت الاحتلال الإنجليزي، ثم الهيمنة البريطانية السياسية، لم تعكس أدبيات التوجه الديني أكثر من تعاطف مع التيار الديني في شبه القارة الهندية، وأن ميدان السياسة والخوض فيه لم يكن ملائماً للطرح الديني على المستوى الوطني في فترة المخاض السياسي آنذاك، أي منذ انتهاء الحرب العظمى حتى أوائل الستينات وظهور بوادر العولمة الأولى بقيام (الشركات المتعددة الجنسية).

كان مقياس مراقبة العالم الثالث (المستعمر) تعتمد على شعبية الآيديولوجيات الفكرية السياسية المباشرة، التي تجند الاتباع من زاويتي التنظيم الشعبي والتنظير العقائدي الصحافي والتركيز على دور المثقفين، كبوصلة لمعرفة دقة ما يدور في الحركة الفطرية للمجتمعات الشرقية، وهذا ما جعل مراكز الرصد السياسي والثقافي في الغرب عموماً، ومستشاري الشركات العملاقة البترولية وغيرها يقع في ضبابية التقويم للدعم أو المحاربة.

أو http://arabic.bayynat.org.lb/itlalat/isti3mar.htm

ابه مقدمه لا يزيد عن سطرين وخاتمه لا يزيد عن سطرين فهمت علي يا خوي

يسلمو حبوب

مشكورين جميعا

السلام عليكم..

اشكر الاخ رعب بوظبي عالمساعدة الطيبة..

وتم تغيير العنوان لما يتناسب مع الموضوع..

اما بالنسبة للاخت فافاا..

يفضل كتابة المقدمة والخاتمة باسلوبك الخاص..

والله المستعان..

شكرا يااخي وجزاك الله خيرا

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

طلب تمارين , حل , مفهوم الاستعمار واشكاله للصف التاسع

ابــــــــــــــــــــــــــــــــا ورقة عمل لدرس الاستعمار واشكاله وشرح الدرس+ اسأله عن الدرس بشكل عام بليييييييييييييييز ضروري}~بلييييييييييييييييييييز

وينكـــــــــــــــــــم بس أسألأه عن الدرس بلييييييييييييييييييييز محتاجه مساعده وينكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ورقة عمل

السؤال الثاني:-
ما هي أشكال الأستعمار؟
1.—————————-
2.—————————-
3.—————————-
4.—————————-
5.—————————-
السؤال الثالث:-
ما دوافع استعمار أوروبا للوطن العربي؟
————————————————————–
———————————–.
السؤال الرابع:-
1.في أي عام كانت الحملة الفرنسية على بلاد الشام؟
————————————————————–
2.فشل نابليون في الأستيلأ على عكا لأسباب عديدة اذكرها:
1.—————————————————-
2.—————————————————-
3.—————————————————-
4.—————————————————-
5.—————————————————-

م/ن

بالتوفيق

وايضا هذه ورقة عمل

تقاسم الاستعمار الاوروبي الصومال , واخذت كل دوله استعماريه جزءا منه , فما هي الدول اللتي
احتلت الصومال
1)………………………………………… ………..
2)………………………………………… …………
3)………………………………………… ……….

مارأيك ب استعمار الدول الاوروبيه للصومال ولماذا؟..
………………………………………….. ………………………………………….. ….
………………………………………….. ………………………………………….. ………

هل تؤيدي ثورة محمد عبد الله حسن … ولماذا ؟
………………………………………….. ………………………………….
………………………………………….. ………………………………………

ماهي سياسة الدول الاوروبيه الاستعمارية ف الصومال…؟
1)………………………………………… …………..
2)………………………………………… ……………
3)………………………………………… ……………
4)………………………………………… ……………..

صوبي ما تحته خط:-
1) استقلت جيبوتي عام 1977 برئاسة عبد الله عثمان ( )
2) قامت ثورة محمد عبد الله حسن في الصومال الايطالي ( )
3) احتلت بريطانيا عند مدخل البحر الحمر جزيرة سو قطره ( )

م/ن

بالتوفيق

شـــــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــرآ لــــــــــــــج اختي اماراتيــه حلوه وماقصـــرتــــــــــــي (لكي مني جزيل الشكر والامتنان

السلام عليكم,.,\

ما قصرتي اماراتية..

لج مني كل الشكر..\

بالتوفيق..

بااااك..

اعتقد هذا الحل..؟؟

ص32
بريطانيا:لدولة شبة الجزيرة العربية السعودية-العراق-فلسطين-الاردن.

فرنسا:لبنان-سوريا-جيبوتي-تونس-الجزائر.

ايطاليا:ليبيا و جزء من الصومال.

اسبانيا:منطقة الريف المراكشي.

ص33
بين العلاقة السببية بين اكتشاف……………الاستيطان.

-لانهـاكانت ترغب في استعمارها ونهب ثرواتهـا.

ما نوع الاحتلال الذي ………….العربي.

-الحماية.

استنتج صحة ما ياتي(……………………………….شكل واحد)

1-نهـب ثروات البلاد.
2-تسخير الطاقات البشرية.
3-جعلهـا سوق دائجاً منتوجاتهـا.
و السموحة
منقول

انا ابا حل الانشطه
ما اجوفهم؟؟؟؟

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث , تقرير جاهز / الاستعمار للصف الثاني عشر

*** الفصل الأول ***

الاستعمار هو مصطلح يشير إلى ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية تشمل إقامة مستوطنات أوروبية خارج أوروبا منذ القرن ال15 واستيلاء الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها لحكم الدول الأوروبية واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان المحليين لصالح الدول الأوروبية. انتهى الاستعمار تدريجيا خلال النصف الآخر من القرن ال20 ولكنه يعتبر من أكثر الظواهر السياسية تأثيرا على صورة العالم المعاصر. (1)
تاريخ الاستعمار
ترتبط ظاهرة الاستعمار بالنهضة الأوروبيةوعصر الاستكشاف وتعزز السلطات المركزية في كل من البرتغال، إسبانيا، بريطانيا، فرنسا وبعض الممالك الإيطالية، حيث شهدت أوروبا في نهاية القرون الوسطى تطورات تكنولوجية سريعة، خاصة في مجال الملاحة، وحيث تمكنت السلطات المركزية الأكثر استقرارا من تمويل مشاريع طموحة تشمل إرسال بعثات من الملاحين والجنود والمستوطنين إلى مواقع بعيدة عن بلادهم الأصلية. (1)
يعتبر معظم المؤرخين تأسيس المستعمرة البرتغالية في سبتة في 1415 نقطة البداية لظاهرة الاستعمار. وبغض النظر عن الحملات الصليبية، كان احتلال سبته من قبل الجيوش البرتغالية وتأسيس المستعمرة فيها أول عملية لتوسيع سيطرة دولة أوروبية خارج القارة الأوروبية. خلال القرن ال15، أيام الأمير إنريكه الملاح، الملك أفونسو الخامس والملك مانويل الأول شنت البرتغال حملات استكشافية بحرية، وتمكن ملاحوها في 1437 من عبور رأس بوجادور (اليوم في الصحراء الغربية) الذي اعتبروه الأوروبيين نقطة غير قابلة للاجتياز. وأقامت البرتغال في تلك الفترة محطات تجارية، بما في ذلك محطات التجارة بالعبيد، على الشواطئ الأفريقية الغربية بدعم الفاتيكان الذي منحها الأولوية من بين الدول الكثوليكية في السيطرة على المواقع المعثورة عليها جنوبي رأس بوجادور. في 1487 وصل البرتغاليين إلى رأس الرجاء الصالح وفي 1497 وصلوا إلى شرقي إفريقيا.
في نهاية القرن ال15 انضمت إسبانيا إلى موجة الجولات الاستكشافية والاستعمار حيث قرر الملوك الكاثوليك مراعاة محاولة الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس اجتياز المحيط الأطلسي. وكانت نتيجة هذه المحاولة اكتشاف الجزر الكاريبية غربي القارة الأمريكية وإقامة "إسبانيا الجديدة"، منطقة في أمريكا سيطر عليها نائب ملك إسبانيا، في 1525. (2)
مفهوم الاستعمار
الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي بالتالي نهب وسلب منظم لثروات البلاد المستعمرة، فضلاً عن تحطيم كرامة شعوب تلك البلاد وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة. (1)
تطور مفهوم الاستعمار عبر مراحل متداخلة
· الاستعمار الاستيطاني : إنشاء مستعمرات، أي محطات تجارية أو تجمعات سكانية مأهولة بمواطني دولة معينة خارج أراضي هذه الدولة، واستخدام هذه المستعمرات لتعزيز تأثير هذه الدولة على المحليين أو لتثبيت سيطرتها على الطرق، المعابر، المواقع الإستراتيجية، الأراضي الخصبة أو المناجم. شاع هذا النوع من الاستعمار منذ القرن ال16 وحتى منتصف القرن ال20. في الكثير من الأحيان تطور فرق ثقافي وسياسي بين سكان المستعمرات وبلدانهم الأصلية، مما أدى إلى انفصالهم عن دول الأم وإنشاء دول جديدة.
· الاستعمار الاستغلالي، أو الإمبريالية : وهو الدولة سلطتها المباشرة إلى إقليم خارجي بوسائل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. (2)
· الاستعمار الجديد : السيطرة غير المباشرة على دول معينة بأدوات اقتصادية أو ثقافية أو سياسية.

أشكال الاستعمار:
1- الهجرة والاستيطان :اقدماشكالالاستعمارواشدها على شعوب البلاد المستعمرة,حيثشجعت الول المستعمرة شعوبها على الهجرة الي المناطق التي استعمروها ليحلوا مكانالسكان الاصليين,كما حدث في فلسطين والجزائر وليبيا .
2- التميز العنصري :شكل استعماري يمارسة المستعمر على غيره من الاجناس المستعمرة بسبب اللون او العقيدةاو الجنس , وتكون للمستعمر السيطرة ويحرم السكان الاصليين من جميع مظاهر الحياة , مثل ماحدث فيجنوب افريقيا وفلسطين .
3- الاحتلال العسكري:وتستخدم الدولالاستعمارية فية القوة العسكرية المباشرة ,ضد هذه البلدان ,وتتولى من خلالهاالاشراف التام على جميع المناطق المستعمرة ,كاحتلال فرنسا للجزائر 1246هـ ,واحتلالبريطانيا لمصر 1300هــ . (2)
4- الحماية :وهو فرض الدول الاستعمارية حمايتهاعلى البلاد المستعمرة , وبذلك تحتفظ الدول باستقلالها الداخلي ,والدول المستعمرةصاحبة الكلمة في امور الامن والخارجية والدفاع , مثل الحماية البريطانية على عدن 1333هـ والحماية الفر نسية على تونس 1301هـ .
5- الانتداب :وهو نظام ظهر بعدالحرب العالمية الاولي فرضته عصبة الامم على عدد من الشعوب بحجة عدم مقدرتها علىادارة شؤونها ,وعهدت بذلك لعدد من الدول الاستعمارية مثل : الانتداب البريطاني علىالعراق وفلسطين ,والفرنسي على سوريا ولبنان 1339هـ .
6- الوصاية :نظام اقرتههيئة الامم بعد الحرب العالمية الثانية على بعض الشعوب الخاضعة للاستعمار بحجة انمستواها لم يصل الى مرحلة حكم نفسها بنفسها ,فهي محتاجة لمن يدير شؤونها ,مثلالوصاية الدولية على ليبيا والصومال .
7- الاستعمارالثقافي : وهو اخطراشكالالاستعمار,لانه يهاجم روح الامة ,ومعتقداتها ,وقيمها, وعاداتها إذ قامت الول الاستعمارية باستغلال المدارس ومراكز التنصيرالديني التي انشأتها في المناطق المستعمرة, من اجل السيطرةعلى البلاد ثقافيا" ( وقدتحرج من هذه المراكز من تاثر بثقافة المستعمر وتقاليده واخذت تعمل لمصلحته . (2)
أهداف الاستعمار
الأهداف السياسية
· تحسين مركز الدولة الاستعمارية في التنافس على المراكز المتقدمة على سلم القوى الدولية، إِذ إِن تحسن المركز الدولي للدولة يوسع دائرة نفوذها في المجتمع الدولي، ويمكن اعتبار مؤتمر برلين عام (1884م) مؤشراً على ذلك، فقد عقد هذا المؤتمر بسبب الصراع بين الدول الاستعمارية على مناطق النفوذ.
· ويفسر العالم الأمريكي هانس مورغانثوالإِمبريالية بأنها "سياسة تستهدف قلب الوضع القائم والقيام بمراجعة علاقات القوى بين دولتين أو أكثر من أجل تحقيق تفوق محلي أو إقامة امبراطورية قارية أو تحقيق هيمنة عالمية ويرى أن الدول كالأفراد لديها "شهوة القوة" أي الرغبة في تحسين وضعها باستمرار، من غير الاقتناع بالوضع القائم. (1)
· ولكي تتمكن الدولة الاستعمارية من تعزيز مركزها الدولي في إطار هذا التنافس، لا بد لها من زيادة مواردها، وهو أمر يستدعي البحث عن موارد خارج حدودها، فقامت هذه الدول بالإجراءت الآتية:
تمويل بعثات الاستكشافات الجغرافية التي تستهدف البحث عن مناطق غنية بالموارد أو يمكن الاستثمار فيها، ومن أمثلة ذلك تمويل رحلة فاسكو دي غاما البرتغالي الذي اكتشف الطريق إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح في رحلته التي دامت من (14971498م)، – – وتمويل الإسِبان لبعثة كريستوفر كولومبوس الذي اكتشف السواحل الأمريكية (البهاما) عام (1492م). وتمويل بعثة ماجلان الذي وصل إلى سواحل أميركا الجنوبية عام (1519م)، وعبر الباسيفيكي (الهادي) إلى الفلبين حيث قتل هناك، كما تعرضت القارة الإفريقية إلى حملات استكشافية في القرن الخامس عشر الميلادي، لا سيما المناطق الساحلية، وتواصلت هذه الحملات إلى القارة الإفريقية حتى القرن التاسع عشر من البعثات البريطانية والفرنسية والألمانية.(1)

· الاحتلال العسكري المباشر للمناطق الغنية بالموارد، وإرسال موجات من المستوطنين في بعض الأحيان إلى المناطق التي تمت السطرة عليها.
ومن أمثلة الاحتلال العسكري المباشر: الاحتلال البريطاني لعدن عام (1839م)، ولمصر عام (1882م)، ولنيجريا ابتداء من عام (1861م)، والاحتلال الفرنسي للجزائر عام (1830م)، ولفيتنام عام(1858موالاحتلال الأسباني لمناطق من المغرب عام (1912م).
اما المناطق التي عرفت استعماراً استيطانياً فمن أمثلتها:الاستيطان الصهيوني في فلسطين، والاستيطان الهولندي في جنوب إفريقية منذ عام (1652م)، والاستيطان البريطاني فيها منذ (1823م).
السيطرة على المواقع: يستدعي تعزيز المركز الدولي للدولة الاستعمارية سيطرتها على المواقع التي تمثل مراكز، يمكن منها السيطرة على
طرق المواصلات أو التحكم بمنابع بعض الأنهر أو مجاريها، أو منع تشكيل أحلاف متصلة جغرافياً مع بعضها. . (1)
الأهداف الاقتصادية
الحصول على المواد الخام: أدت الثورة الصناعية التي عرفتها أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر إلى حاجة الدول الأوروبية إلى المواد الخام التي اعتمدت عليها الصناعات الجديدة. ولسد حاجة مصانع الدول كافة من المواد الخام، اندفعت الدول الأوروبية تبحث عن هذه المواد في أرجاء العالم (كالقطن من مصر، والماسوالذهب من جنوب أفريقيا والأراضي الزراعية في الشمال الإفريقي….الخ). (2)
الأهداف الثقافية
نجد أن لغة المستعمر تحل مكان اللغة المحلية في البلدان المستعمرة؛ فأغلب المستعمرات الإسبانية في أميركا اللاتينة تستخدم اللغة الأسبانية لغة رسمية، وتعد الإنجليزيةاللغة الرسمية لعدد من المستعمرات البريطانية مثل: الهندونيجيرياوجنوب أفريقيا، كما تعد الفرنسيةاللغة الرسمية في المستعمرات الفرنسية مثل تشاد ومالي والسنغال، وتعد اللغة البرتغالية لغة موزمبيق الرسمية بوصفها مستعمرة برتغالية سابقة.
وإِذا طبقنا ذلك على اللغة الثانية في عدد من الدول، فسنجد أنها لغة المستعمر، كما هو حال الإنجليزية في العراقومصروالأردن، و الفرنسية في دول المغرب العربي، وهو أمر ينسجم مع ما قاله العالم تريتشكا من: أن اللغة هي أساس التجارة المزدهرة، إِذ إِن الأمة لا تفقد مستعمراتها المرتبطة بها باللغةوالثقافة حتى لو انقطعت الرابطة السياسية. (2)
الأهداف الدينية
ارتبط عدد من الحملات الاستعمارية بوجود بعثات وإرساليات تبشيرية دينية، وقد نجح عدد منها في تنصير قطاعات من سكان المستعمرات، وكان أبرز حالات النجاح في هذا المجال في الدول الإِفريقية مثل جنوب السودان وجنوب نيجيريا.
الأهداف السكانية (الديموغرافية)
لتخفيف الضغط السكاني عندها بالسيطرة على أقاليم معينة ونقل الفائض السكاني إِليها، وهو ما اعتمدته ألمانياوإيطالياواليابان في الحربين العالميتين، ولذا فإِن من حق الدول الاستعمارية أن تنمو على حساب المناطق التي فيها أماكن للفائض السكاني، وقد قامت في أوروبا عند اشتداد البطالة في القرن التاسع عشر مدرسة الإِصلاح الاستعماري التي دعت لتحويل الفائض السكاني إِلى المستعمرات واستخدامهم في الزراعة، وكان في بريطانيا في هذه الفترة (103) جمعيات لهذا الغرض. (1)

*** الفصل الثاني ***

الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي

كانت التجارة بين الشرق و الغرب من أقدم العصور تسلك أحد الطريقين,إما البحر الأحمر و مصر ,أو طريق الخليج العربي و العراق و الشام, وكلا الطريقين تحت سيطرة العرب, وكانت المشاكل و الخلافات السياسية أحيانا تغلق أحدهما أو كليهما , وحين يحدث هذا فإن نفائس الشرق التي تصدر الى أوروبا تنقطع, مما اطر الدول الأوروبيةللبحث عن طريق جديد ,وكانت البرتغال هي الدولة الأوروبية التي كرست أكبر قدر من جهودها للبحث عن هذا الطريق مدفوعة بعوامل اقتصادية و دينية.
وقد ساعد الوجود العربي في الأندلس البرتغاليين على الإطلاع على المعارف العلمية العربية و الاهتمام بدراستها, حيث صححت هذه المعارف و المعلومات الأفكار الخرافية السائدة في أوروبا و التي منها : أن المياه الإستوائية على درجة من الغليان و أن الشياطين و العفاريت يسكنون البحار و المحيطات.
بدأ البرتغاليون بالاتجاه نحو السواحل الشمالية و الشمالية الشرقية للقارة الأفريقية فقد وصل هنري الملاح الى سبته عام 1415م,ووصل آخرون الى الرأس الأخضر , أما فاسكودي كاما فإن رحلته ذات أهمية خاصة لأنه وصل الى الشرق عن طرق رأس الرجاء الصالح حيث صحب في حملته من له معرفة بالغة العربية و اللغات الأفريقية , وسارت حملته بمحاذات السواحل الغربية ووصلت الى النهائية الجنوبية للقارة الأفريقية ( رأس الزوابع)الذي سماها رأس الرجاء الصالح ثم أكمل مسيرته الى السواحل الشرقية فوصل موزنبيق و مالندي في عام 1498م.
قد أراد دي كاما الاستفادة من الخبرة العربية للوصول الى الهند فكان لقاؤه مع أحمد بن ماجد و اقناعه بقيادة السفن البرتغالية عبر المحيط الى الهند وقد استفاد من خبرة ابن ماجد و خبرت الملاحين العرب العلمية.
وفي 23 أيار 1498م وصل دي كاما الى الهند,و بادرو بأول عمل لهم وهو حرمان التجار العرب من الاقامة داخل حدود كاليكوت , ثم أقامو مركزا تجاريا لهم في كوا و الذي أصبح عام 1509 قاعدتهم الرئيسية في شبه القارة ومن ثم بدأو بالاندفاع نحو الشرق الى جزر التوابل ( أندونيسيا و الملايو ) .
أولا: الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج العربي.

كانت النتيجة السريعة لرحلة دي كاما ثورة في تجارة أوروبا , ومجد عظيم للبرتغاليين , فبعد وصولهم الى الهند صمموا على السيطرة على كل التجارة التي كانت في السابق تحت سيطرة العرب , فأسسوا عدة مجطات تجارية و أصبحت البضائع تنقل بالطريق البحري إذ أنه كان طرقا رخيصا للتجارة, ومنها توزع البضائع الى الأسواق العالمية مثل: فينيسيا و مرسيليا وو برشلونة و جنوا.
بدأ الصراع بين العرب و البرتغاليين حو التجارة مع الهند ,حيث لم تكن العلاقة بين الطرفين ودية قبل هذا التاريخ وذلك بسبب سقوط القسطنطينية و اخراج العرب المسلمين من أسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر, فبدأ البرتغاليون عام 1500م بمهاجمة السفن العربية فأحرقو عشر سفن مصرية عند الموانئ الهندية, و في السنة التالية منعوا من المتاجرة بالتوابل وقاموا بأول عمل حربي ضد العرب سنة 1502 عند محاولتهم منع السفن العربية من دخول البحر الأحمر,وفي سنة 1505 وصلو الى جدة و ميناء مكة المقدسة فأصبحو بذلك يهددون السيادة العربي.(1)
أرسل الملك البرتغالي في سنة 1506م أسطولا جديدا لتعزيز الوجود البرتغالي في المنطقة , وكان ضمن قادة الأسطول ألفونسو البوكيرك و الذي بدأ نشاطه باحتلال جزيرة سومطرة, حيث أراد اتخاذها قاعدة لإغلاق باب المندب و النزول في عدن , فتمكن من محاصرة باب المندب تماما , و من التجار العرب من دخول الهند , و بذلك استطاعوا احتكار التجارة و القضاء على الرخاء الاقتصادي العربي.
بعد اغلاق البحر الأحمر توجه البرتغاليون بقيادة البوكيرك في سنة 1507 للسيطرة على منطقة الخليج العربي , و بدأ حملته بسفن كبيرة ذات أسلحة نارية , فهاجم السفن العربية , و أحرق في رأس الحد ثلاثين أو أربعين قارب صيد, ثم توجه اى قلهات و منها الى قريات التي استعد أهلها للدفاع عنها, وحدثت مقاومة عربية بطولية ضد الغزاة, فقام البرتغاليين بقتل كل من يقع في أيديهم دون تمييز , كما قامو بقطع آذان و أنوف أهل البلدة .
بعد ذلك شرع البوكيرك بمهاجمة مسقط, وهي ذات موقع سوقي خطير يتحكم في مدخل الخليج العربي , وقد واجهه البرتغاليين مقاومة عنيفة من أجل مسقط فعمد البوكيرك الى ضرب المدينة بالمدافع و احراق مبانيها وجوامعها و جميع السفن التي كانت راسية على موانئها , ثم بعد ذلك أمر الجنود بتدمير المدينة و حرقها .
بعد خراب مسقط مضر البوكيرك بغزواته التخريبية على طول الساحل العماني, وقدد هدد حاكم صحار البوكير بأنه سيلقى مقاومة عربية أشد مما أظهرته المدن العمانية السابقة , فقد حشد أكثر من 7آلاف مقاتل مما اطر البوكير الى الاستسلام وقبول اعلان الخضوع .
بعدها توجه البوكيرك الى خورفكان فعمل على مهاجمة المدينة و تدميرها وحرقها , بعدها توجه الى رأس مسندم ومنه مباشرة الى هرمز.(1)

ثانيا: احتلال هرمز
كانت هرمز مشيخة عربية كبيرة , استطاعت أن تبسط سلطانها السياسي على أجزاء مترامية من شواطئ الخليج العربي وجزره , فشملت عمان حتى القطيف, ودخلت جزر البحرين , كما ضمت قسما كبيرا من الساحل الشرقي و وعمقها الكبير داخل الجزيرة العربية حتى مشارف عدن , وتعد مشيخة هرمز آنذاك من أعظم الكيانات التي شهدتها منطقة الخليج العربي ثراء و أكثرها ازدهارا و أوفرها سكانا.
وقد استعدت هرمز لصد الغزو البرتغالي , و تجمعت قوات من الفرسان على الساحل , وكام ملك هرمز صبيا صغير السن يسمى سيف الدين , يحكم نيابه عنه مستشاره الشيخ عطار , وازاء استمرار القصف المدفعي البرتغالي لم يد سيف الدين بدا من طلب المفاوضة , و التي كانت نتيجتها أن قام البوكيرك أثناء المفاوضات بطعن الشيخ عطار مستشار الملك فجأة , و أسفرت المفاوضات عن الصلح بشروط قاسية منها:
1- أن يظل سيف الدين حاكما تحت السيادة البرتغالية
2- أن يدفع لملك البرتغال جزية سنوية
3- أن يسمح للبرتغاليين بإقامة منشآت عسكرية في بلاده
ولهذا الغرض استولى البوكيرك على قطعة من أرض الجزيرة لإقامة حصن عليها.
كتاب: موسوعة تاريخ الخليج العربي ..لمحمود شاكر ..دار أسامة للنشر و التوزيع ..سنة 2022
صـــ168ــ170

و بحتلال هرمز فرض البرتغاليون سيطرتهم على المنطقة بشكل لا يقبل الشك فلم يعد (1)
باستطاعة أية سفينة المتاجرة مع الخليج دون أن تحمل جواز خاص بذلك, كما أنهم استفادوا من موقع جزيرة هرمز الإستراتيجي المهم وجعلوا منها محورا للفعاليات البرتغالية و ازدهرت تجارتهم في موانئ الخليج .
ثالثا: الثورات العربية ضد البرتغاليين.
عندما أذاع نبأ موت السفاح البرتغالي البوكيرك سرعان ما شرع سكان الخليج العربي بتحريك ثورة تحت قيادة حكام هرمز على الحكم البرتغالي , بحيث امتدت الثورة الى جميع القواعد و الحصون البرتغالية في منطقة الخليج, فتوصل عرب الخليج بقيادة ملك هرمز الى وصع خطة محكة لإشعال نار الثورة الموحدة ظد الوجود البرتغالي , ففي 30 تشرين الثاني 1521 قام رأيس التجار بمهاجمة السفينتين الموجودتين في ميناء هرمز فكان ذلك نذير ببدء الثورة , فتمكن الأهالي من مهاجمة البرتغاليين و محاصرتهم في القلعة , أما بقية المناطق فقد تعرض فيها البرتغاليين الى هجمات منظمة, وقد شهدت الثورة نجاحا عظيما وتعرض البرتغاليون الى خسائر فادحة .
قام البرتغاليون بنقل تعزيزات عسكرية الى جزيرة هرمز , فقضوا على الثورة بعد سلسلة من الأعمال الوحشية, وقد كان لهذا العمل الوحشي أصداؤه في المناطق الأخرى من الخليج العربي كما أن نتائج اخفاق الثورة أدى الى عدة نتائج ومنها:
1- إلغاء البرتغاليين الادارة العربية في حكم هرمز
2- الاسراف في تنكيل الأهالي
3- مغادرة أهالي هرمز الى جزيرة قشم

وفي عام 1526م قام عرب هرمز بثورة ثانية شاركهم فيها حكام مسقط و قلهات وذلك بسب الاضطهاد و الظلم , فوصل الخبر الى نائب الملك البرتغالي فأرسل حملة عسكرية مؤلفة من خمس سفن للقضاء على الثورة و انتهز القائد البرتغالي الفرصة فقام بتعزيز الوجود العسكري في عمان و أنشأ بها عدة ثكنات وشن الهجوم على ظفار بغرض تدميرها. وهكذا استطاع البرتغاليون القضاء على الثورة .ولكن مع ذلك استمرت روح المقاومة و الثورة حتى أن ملك البرتغال أمر في عام 1529م بترحيل كافة القوى و الجماعات البرتغالية من جزيرة هرمز.
كما أن البحرين ثارت في عام 1529م فأرسل البرتغاليون حملة لاكنها فشلت بسبب نقص استعدادها وكان لهذا الفشل انعكاسات سيئة على هيبة البرتغاليين ونفوذهم في المنطقة.
وثارت القطيف في عام 1550م و استمر العرب في سلسلة ثوراتهم حتى تمكنوا في النهاية من القضاء على البرتغاليين.(1)

رابعا: التنافس العثماني البرتغالي في الخليج العربي.

لقد وصل العثمانيون الى الخليج العربي بعد فترة من السيطرة البرتغالية , وكانوا قد احتلوا بغداد في عام 1534م و البصرة في عام 1546م وخضع مشايخ البحرين و القطيف للسيطرة العثمانية , فاستطاعوا بسط نفوذهم على الأجزاء الشمالية للخليج العربي.

وفي عام 1552م قاد بيري باشا حملة عثمانية تحركت من السويس الى مسقط و استولت على القلعة البرتغالية فيها و أسرت قائدها, ثم تقدمت الحملة الى جزيرة
كتاب: موسوعة تاريخ الخليج العربي ..لمحمود شاكر ..دار أسامة للنشر و التوزيع ..سنة 2022
صــ 172ــــ 175

هرمز وكادت أن تسقط في أيديهم لولا أن قائد الحملة رفع الحصار عنها و اتجه نحو البصرة . فعين السلطان العثماني مراد ريس رئيسا للأسطول ليرجع السفن من البصرة الى السويس , وقد تلاق الأسطولان عند مضيق هرمز , فتكبد العثمانيين خسائر كثير مما اطرهم للرجوع الى البصرة, لكن السلطان أصر على ارجاع الأسطول الى السويس فعين علي رئيس قائد للأسطول فأبحر من البصرة عام 1554م ومعه خمسة عشر سفينة , و التقى مع الأسطول البرتغالي المكون من 25 سفينة بالقرب من خورفكان, وقد دارت بينهم واحدة من أعنف المعارك البحرية أجبر فيها البرتغالين على التراجع ,ولكنهم سرعان ما أعادوا تجهيز أسطولهم ودخلوا في معركة أخرى نتج عنها هزيمة الأسطول العثماني.

بعد ذلك حاول العثمانيون السيطرة على البحرين , حيث صار مصطفى باشا بسفينتين كبيرتين و70 سفينة خفيفة و كان برفقته 1200 جندي. وفي عام 1559م بدأ العثمانيون حصارهم للمنامة و التي هي حصن البحرين, فوصلت أخبار الحملة الى البرتغاليين في هرمز , فبادروا بارسال أسطول مكون من 22 سفينة لإنقاذ الجزيرة , واستطاع البرتغاليين الحاق الأذى و الخسائر بالعثمانيين , وبسبب موت مصطفى باشا ونقص المؤن و التجهيزات قرر العثمانيون إنهاء هذا الصراع .
وبعد مرور مدة سلم العثمانيون أسلحتهم للبرتغاليين بسبب هبوب الرياح الشرقية التي جلبت معها حمى مميتة سببت الموت للكثير من صفوف العثمانيين و البرتغاليين.

وفي بداية القرن السابع عشر حدثت تطورات مهمة أدت الى اضعاف القوة البرتغالية وتلاشي سيطرتهم على الخليج ومن هذه الأسباب .
1- وضع البرتغال السياسي بعد خضوعها للعرش الأسباني في عام 1581م
2- تسخير اسبانيا الموارد البرتغالية لمصالحها
3- ظهور منافسين جدد في الخليج وهم الانجليز و الهولنديين
4- مواصلة العمانيون استعداداتهم لطرد البرتغاليين
5- تنامي قوة العرب من اليعاربة و قضائهم على الإمبراطورية البرتغالية

وبذلك انتهى الحكم و الوجود البرتغالي من منطقة الخليج وتلاشت سيطرتهم.(1)

يتبع……………………

*** الفصل الثالث ***

احتلال فلسطينهو احتلال القوات اليهودية لكامل أرض فلسطين التاريخية بعد حرب 48 إلى احتلال القوات الإسرائيلية لمناطق الضفة الغربية و قطاع غزة بعد حرب 67.(1)
تاريخ الاحتلال اليهودي لفلسطين
لم يَعُدْ الاحتلال اليهودي يخفي على ذي عين، ابتداءً بالتهجير اليهودي، وانتهاءًبالاحتلال الغاشم !، إلاَّ أنَّنا آثرنا الحديثَ عن ذلك باختصارٍ، وذكرِ نبذةٍتأريخيةٍ موجزةٍ إتماماً للفائدةِ، وربطاً لمضمونِ الرسالة .
*
التمهيد لإنشاء موطنٍ لليهود : مع نهايات القرن الثالث عشر هجري، بدأت الحركة الصِّهْيَونية في أوروبةتدعو إلى ضرورة إيجاد مجتمع يهودي يحكم نفسه، واختارت الحركة الصهيونية أن يكون ذلكالمكان هو فلسطين !، ونادت بحلِّ المشكلة اليهودية عن طريق دفع يهود أوروبة الشرقيةللهجرة إلى فلسطين .
وفي الوقت الذي أخذ فيه عددُ يهود فلسطين يتناقص خلال فترةالحرب العالمية الأولى ( 1332-1336هـ )، تَبنَّت بريطانية دعمَ المشروعالصِّهْيَوني مقابل تمويل اليهود لها حتى تَصمُدَ في الحرب . وقد أصدر وزيرالخارجية البريطاني " بلفور " وعده في عام ( 1335هـ ) بتحقيق وطنٍ قوميٍّ لليهود فيفلسطين . ووافق مجلسُ الحلفاء في عام ( 1338هـ ) على وضع فلسطين تحت الانتدابالبريطاني، واعترفت عُصبةُ الأمم بذلك وصدقت على وعد ( بلفور ) . وقد مكَّن ذلكبريطانية من استغلال سيادة وجودها لتنفيذ وعدَها بتهويد فلسطين، فعيَّنت في منصبالمندوب البريطاني في فلسطين أحد القادة اليهود وهو " هربرت صموئيل" وقد اضطلع "صموئيل" بمهمة إعطاء الصيغة الرسمية للوكالة اليهودية، وأشركها في صياغة القوانينواللوائح والأنظمة الأولى التي يسَّرت الهجرة اليهودية، ومكَّنت اليهود من تملكالأراضي، ومنحتهم امتيازات اقتصادية جعلتهم يسيطرون بالتدريج على اقتصاد البلاد،ويُعرِّضون اقتصاد العرب للخطر حتى يزعزعوا تمسكهم بالأرض تمهيداً للاستيلاء عليها . ومكَّن المندوب البريطاني – أيضاً – الوكالة اليهودية من الاشتراك في إدارةالبلاد، والقيام بتنظيم اليهود، وتسليحهم، وتدريبهم، وتشكيل العصابات .
وفي عام ( 1366هـ )، رفعت بريطانية المشكلة التي صنعتها بيدها إلى الأمم المتحدة، وذلك علىأساس أن حكومة الانتداب عجزت عن حلِّ مشكلة الشعبين (الأول الذي انتدبتها عصبةالأمم لحكمه، والثاني الذي أوجدته بعد انتدابها )، وأعلنت بريطانية أنها ستتخلَّىعن انتدابها لفلسطين في غضون ستة أشهر .
*
إنشاءُ موطنِ يهود :
صدر قرار الجمعيةالعمومية للأمم المتحدة في ( 1366هـ ) بتقسيم فلسطين إلى دولتين ( عربية ويهودية ) ووضع بيت المقدس وما حولها تحت الإدارة الدولية .
وقد أدَّى ذلك إلى تفجُّرالاضطرابات بين المواطنين العرب العُزَّل من السلاح، وغير المدرَّبين عسكرياً منناحية، وبين العصابات الصِّهْيَونية المدربة، والمسلحة وذات الموارد، والدَّعمالداخلي والخارجي من ناحية أُخرى . وانتهت الحرب غير المتكافئة بقتل أو تهجيرالعرب، واستيلاء العصابات الصِّهيَونية على الأراضي العربية .
وفي ( 7/7/1367هـ ) انسحبت بريطانية رسمياً من فلسطين، وأعلن اليهودُ حُكمَهم للبلاد التي استولواعليها بالقوة . وقد ساعدهم البريطانيون في الاستيلاء على الدوائر الحكومية،ومعسكرات الجيش، ومستودعات الأسلحة بما في ذلك الطائرات، والدبابات، وخطوط السككالحديدية بقطاراتها ومعداتها، وكذلك المطار الدولي، والميناء الرئيسي . وأعلنت دُولالعالم تباعاً اعترافها بالسلطة الوليدة فور إعلانها بدقائق، وقد كانت الدول الكبرىفي مقدمة الدول المعترفة ! .
وفي الجانب الآخر أعلن الفلسطينيون استنكارَهملقرار التقسيم الجائر، وقاوَموا العصابات اليهودية بكلِّ طاقتهم، واستطاعوا أنيُحقِّقوا انتصارات عديدة في إيقاف زحف العصابات المدجَّجة بالسلاح؛ غير أنَّ قواتالجامعة العربية التي هبَّت لمساعدتهم بعد (7 رجب ) اشترطت تجريدَ المناضلين العرب !، وإبعادهم عن كافَّةِ الجبهات حتى تتمكَّن القواتُ النظاميةُ من خوضِ المعارك ! .
لكنَّ هذه القوات النظامية هُزمت على جميع الجبهات، وتراجعت عن الأراضي التياستطاع المناضلون الدفاع عنها، واضطرَّت الدولُ التي مثَّلتها هذه القوات إلى عقدمعاهدات هدنة مع اليهود عرفت بمعاهدات وقف إطلاق النار لعام ( 1368هـ( .
كماسيطر اليهود نتيجة أحداث ( 1367-1368هـ ) على ( 3,175كم2 )، من أملاك اللاجئينالعرب، ولكي تُضفي الدولة الجديدة المزيفة على هذا الاستيلاء، سنَّت قانون أملاكالغائبين، وقانون نقل الأموال إلى سلطة التعمير والإنشاء لعام (1369هـ
( .


وفيعام ( 1387هـ )، استولت يهود على باقي فلسطين، وطبَّقت نفسَ القوانين والإجراءات،والأساليب على أراضي الضِّفةِ الغربية، وقطاع غَزَّة؛ بل ابتدعت قوانين أخرىتُمكِّنها من سرعة تجريد العرب من أراضيهم تحت مسمى "الأساليب الأمنية ".
ووضعتالسلطات اليهودية يدها على ( 33%) من مساحة الضفة والقطاع حتى عام ( 1409هـ )،وأغلقت نحو ( 17%) من المساحة
لأسباب أمنية ! .
وقد اعتمدت الحركة الصِّهْيَونيةسياسة بناء المستوطنات في الأراضي التي يتَمُّ الاستيلاء عليها لإيجاد مأوى، وعملللمهاجرين اليهود !(2)

اسباب استمرار احتلال اليهود لفلسطين
السبب الأول : حتى لا يكون هناك هولوكوست آخرلليهود . وينبغي النظر إلىالهولوكوست كما حصل ولكن الأهم من ذلك لماذا حصل على الرغم من البشر الحاليين فى فترة ما بعد الحرب ؟ ينسبون الهولوكوست إلى اليهود الأوربيين فقط . إلا أنه ينبغي التركيز هنا أن اليهود ربما كانوا خمسة ملايين من بين عشرين مليونا من المدنيين الأوروبيين الذين نفدوا خلال الحرب . وينبغى ألا ندع السياسيين الانتهازيين يتلاعبون بالهولوكوست وينشرون الدعايات حوله لدرجة إبعاد ومنع السياسية فى فلسطين . وينبغى ألا تعمي العاطفة أمريكا والعالم عامة وألا يفقدوا القدرة على المحاكمة العقلية بسبب قصص معسكرات الاعتقال أو التوراة الممزقة أو ألواح الصابون المصنوعة من دهن أجساد اليهودية. وينبغي أن يقبل العار الأبدي للأعمال الوحشية التى يصعب وصفها ضد الهنود الأمريكيين فى أماكن (منسية) مثل نهر واشيتا وساندكريك و وندني . بما فى ذلك صناعة مقدمة سروج الخيل والبنطلونات الجلدية لرعاة البقر . والألبسة من أجساد الهنود الأمريكيين . ليس هناك حدود جغرافية أو عرقية للأعمال الوحشية بل توجد حينما يسعى البشر أو الدول لغرض الحكم الظالم وغير الأخلاقي والسيطرة على الآخرين . ينبغي أن لا يسمح باستخدام الهولوكوست فى ارتكاب مظالم مشابهة له أو حتى أكبرمنه ضد العرب الفلسطنيين . فالفلسطينيون يشعرون
أنهم يعاقبون على ما فعلته ألمانيا النازية ضد اليهود . ويبدو أن العالم يعوض اليهود عن شرور الهتلرية على حساب العرب . إن الطرف البريء يدفع ثمن إثم ألمانيا الهتلرية و من السخرية أ ن يكون اليهود الذين عانوا التميز والتشرد هم الذين يظهرون هذه المعاملة لأمة و شعب آخر ألا يوافق مثل هذا الموقف في النتيجة على مبادئ الذين اضطهدوهم بالذات و التي استخدمت ضدهم أثناء الحرب؟

السبب الثاني الأكثر استخداما من جانب القادة الإسرائيليين و مؤيديهم من أجل تسويغ استمرار احتلالهم لفلسطين هو أن الدولة الإسرائيلية هي المنطقة العازلة الوحيدة أمام النفوذ والتسلل الروسي و الشيوعي في الشرق الأوسط و الشيوعية حقيقة تقبل بها الهيئة الإسرائيلية الحاكمة. أي الكنيست أو البرلمان و الحزب الشيوعي الإسرائيلي هو حزب يتمتع بالاعتراف الرسمي و هو نشيط في الشؤون الحكومية و تشير المصادر إلى أن أقل من عشرة بالمئة من الإسرائيليين هم اليهود التقليديين و أن الكثيرين منهم ليسوا غير متدينين بل هم أشداء في معاداة الله.
و ليس هناك ما يجعل الشرق الأوسط مركزا للشيوعية غير نجاح الصهيونية في تحقيق غاياتها و أهدافها ، وهناك حقيقة يجب إدراكها أن أغلب الصهاينة المعاصرين الذين يعيشون في إسرائيل هم متحولون لليهودية من أصول أخرى . فالقادة العسكريون و السياسيون الحاليون في إسرائيل مهاجرون من روسيا و أمريكا الوسطى و الولايات المتحدة .
و معظمهم ينحدر من الخزر و الروس و القوقازيون تحولوا إلى اليهودية في القرن الثامن عن طريق اليهود البيزنطيين .
في عام 1981 وافق بيغن على أن إسرائيل ستضم الأراضي المحتلة في غزة و الضفة الغربية حتى بعد منح ما يسمى ( بالحكم الذاتي ) و بمعنى آخر لا يتم الاتفاق عليه في أية محادثات سلام أو مساع دبلوماسية من أجل تحقيق سلام دائم . فالفلسطينيون يستطيعون أن يتطلعوا إلى خمسة سنين فقط من الاستقلال المحدود قيل ان ( تؤخذ ) منهم مرة أخرى بيوتهم و أراضيهم و مصالحهم.
السبب الثالث الذي يسوغ استمرار الاحتلال لفلسطين أنهم ( أي اليهود ) جعلوا من فلسطين بلادا زراعية خصبة بدلا من أرض قفراء موحشة حينما كانت تحت حكم العرب.
ويتدفق مئات المسيحيين الأمريكيين في رحلات سياحية على الأرض المقدسة تنظمها وكالات السياحة الإسرائيلية و لا تضيع هذه الوكالات السياسية أية فرصة للدعاية للأسطورة الصهيوينة عن ( وطن ) لليهود المضطهدين الذين يخافون الله ويطيعون العهد القديم و هذا ماينكره و يرفضه تماما أكثر المواطنين الإسرائيليين و يعتبرونه زيفا .
و بدلا من ان يؤخذ هؤلاء لزيارة العديد من المواقع والمعابد المسيحية فإنهم يؤخذون لزيارة معبد الكتاب حيث تحفظ

(لفائف مخطوطات البحر الميت و و مستشفى هداسا و نوافذه الشاغال و الجامعة العبرية و متحف هرتزل و كذلك بالطبع نصب بادفاشيم الذي يؤبد ذكرى الضحايا اليهود خلال الحرب العالمية الثانية و قد تتم جولة سريعة خاطفة للمواقع المسيحية الرئيسة إلا أن التركيز ينصب على دولة إسرائيل .
وربما أفضل مكان للدعاية هو الرحلة إلى الجليل الشمالي و سهول شارون التي تعرف بأنها أهم المناطق المنتجة للحبوب في إسرائيل و يقال للسياح إن هذه السهول كانت سابقا جافة و مهجورة و قد ( عادت إليها الحياة ) فقط حينما أصبحت تحت سيطرة إسرائيل التي قامت بزراعتها .
ويعتقد الكثيرون من المسيحيين(السذج المخدوعين ) أن كل مناطق إسرائيل الصحراوية أصبحت ( تزهر و تعطي الفاكهة ) في حين نجد بالواقع أن مناطق النقب لا تزال كما كانت على الدوام قاحلة وخاوية .
و لا يقال للسياح أبدا أن سهول شارون و الجليل كانت على الدوام تعتبر أفضل الأراضي الخصبة و المنتجة طوال آلاف السنين و أن العرب هم الذين زرعوا برتقال يافا مع أنهم لم يحصلوا أبدا على ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية التي تحصل عليها إسرائيل اليوم ، ويعرف برتقال يافا في جميع أنحاء العالم بأنه أكثر الفاكهة الموجودة نضارة و لذة .
كذلك لا يقال للسياح أن هذه الأراضي المثمرة الخيرة قد أعطيت لإسرائيل عام 1948 كما لا يعرف هؤلاء شيئا عن آلاف الهكتارات من بساتين الزيتون و أشجار الكرمة التي جفت و انتهت نتيجة قلة معرفة الإسرائيليين أو عدم رغبتهم في الحفاظ على ما زرعه و نظمه العرب بواسطة المحراث الخشبي الذي تجره الحمير منذ قبل المسيح .
و العرب يشكلون أكثرية المزارعين و العمال الزراعيين الذين يشغلون الحقول الغنية في إسرائيل و يعملون فيها! الشيء الوحيد الذي تبدل فعلا هو ملكية هذه الحقول و البساتين نتيجة استيلاء الإسرائيليين و احتلالهم لها . حيث أن العرب سكان البلاد الأصليين لا يزالون يقدمون المهارات و الخبرة الزراعية .(1)

السبب الرابع لاحتلال إسرائيل هو : ( إن تقسيم فلسطين جاء عادلا و خاصة إذا ما قورن مع تقسيم البلدان الأخرى )
في كانون الثاني عام 1969 كتب السيد تشارلز يوست الذي كان رئيسا لوفد الولايات المتحدة مقالة محاولا إظهار أهمية نسبية المظالم للفلسطينيين: ( بالطبع إن أهم ما يتطلب الاعتراف به هو الحقائق . إلا أن هناك كثيرا من الأوضاع الدولية اليوم التي تخضع العدالة فيها إلى مناقشة . مثل ألمانيا المقسمة … ) .
و يحاول يوست أن يقلل من خطورة ( سرقة أمة ) والأساس غير المنطقي الذي ينطلق منه هو : بما أن تقسيم ألمانيا النازية لم يكن عادلا إلا أنه قائم اليوم لذلك ينبغي ألا يعترض أحد على قضية الظلم المتعمد الذي حصل في مكان آخر في العالم .
إلا أنه في الواقع لا يوجد أي تشابه ما بين الحرب و ما بين فلسطين المحتلة . ليس هناك أية علاقة إطلاقا بين القضايا و الأحداث التاريخية التي أدت إلى تقسيم ألمانيا المحاربة والمعتدية .و تلك التي أدت لإخضاع الفلسطينيين إلى الظلم القاسي بدأ بوعد بلفور عام 1917 . إن تقسيم كلا البلدين و الشعبين خطأ ..و لكن إذا كان لنا أن نقارن بين تقسيم الشعبين سنجد ان المواطنين الألمان ظلوا في ديارهم بينما شرد وطرد الفلسطينيون من ديارهم .(1 )


‏60 عاما من احتلال فلسطين: أهم المراحل
منذ أقدم الأزمنة، قامت هجرات لأقوام عربية متعددة من جزيرة العرب سكنت فلسطين ومن أشهر هذه الأقوام الكنعانيون ‏والعموريون والآراميون وقد أقام هؤلاء الحضارات وخاصة الكنعانيون الذين اخترعوا الكتابة وأقاموا المدن الكثيرة في ‏فلسطين وسموها بأسمائهم .‏

وبعد ذلك تعرضت فلسطين للغزو من قبل مجموعات عرقية مختلفة استطاعت أن تسود في بعض الأماكن في بعض ‏الأحيان ، لكنهم ما كانوا يقيمون في الأرض بعد الحروب الطاحنة والمتعاقبة حتى يطردوا منها آخر الأمر، وتنتهي صلتهم ‏بها وتعود البلاد إلى صفتها الأصلية، ومن هؤلاء الذين غزوا فلسطين: الهكسوس 1750-1500 ق.م، الفرس 520 ق.م، ‏الإغريق بقيادة الإسكندر 332 ق.م، ثم الرومان في القرن الأول الميلادي. ‏
وفي سنة 636 ق.م ، تمكنت جيوش الفتح الإسلامي من تحرير فلسطين وصارت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية ‏وشهدت فلسطين في العهد العربي الانتعاش والازدهار رغم ما قاسته في فترة الحروب الصليبية وظلت تشارك في أحداث ‏التاريخ العربي حتى عهد الحكم العثماني الذي دام أربعة قرون . (2)‏
وفي القرن التاسع عشر بدأت الحركة الصهيونية محاولات إنشاء وطن لليهود في فلسطين تحت دعاوى تاريخية باطلة إذ ‏عملت هذه الحركات على توجيه الطلائع اليهودية إلى فلسطين قادمة من روسيا للاستيطان الزراعي منذ عام 1884 ‏وأنشأت العديد من المستوطنات . ‏
وبعد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا 1897 ، بدأت الحركة الصهيونية محاولة ‏الحصول على فلسطين بدلاً من الاستيطان البطيء وذلك بتشجيع موجات المهاجرين إليها وفى 16 مايو 1916 وقعت ‏اتفاقية سايكس بيكو والتي نصت على جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. ‏
وسرعان ما حلت الكارثة عندما أصدر وزير خارجية بريطانيا في 2 نوفمبر 1917 تصريحاً ينص على إنشاء وطن ‏قومي لليهود في فلسطين وأطلق عليه "وعد بلفور" ، وخلال هذه الفترة توالت موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين ‏بمساعدة بريطانيا وزاد عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين ، بينما اتبع الشعب العربي الفلسطيني أسلوب المقاومة ‏المسلحة والمظاهرات لمواجهة المخططات البريطانية والصهيونية فبدأ بثورات مسلحة ضد مخططات توطين اليهود في ‏فلسطين فكانت هناك الانتفاضة العربية عام 1921 وثورة البراق 1929 والثورة العربية الكبرى عام 1936 وتجددها عام ‏‏1937 حتى عام 1939 في نفس الوقت الذي استمرت فيه بريطانيا بمصادرة الأراضي وتهويدها ، وتوالت الأحداث ‏واشتدت المقاومة حتى صدور قرار التقسيم واندلاع الحرب العربية – الإسرائيلية الأولى في 1948 . ‏
قرار التقسيم ‏
‏ أصدرت الأمم المتحدة قرارا في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين ، فلسطينية ويهودية ، اقتطع لها 54% من ‏أرض فلسطين ، وعشية صدور قرار التقسيم كان عدد الفلسطينيين يبلغ 2.065 مليون نسمة ، مقابل 650 ألف يهودي، أي ‏بنسبة 69% إلى 31 %.‏وإثر هذا القرار ، انسحبت بريطانيا من فلسطين في 14 مايو 1948، وسارع أحد قادة الحركة الصهيونية ديفيد بن ‏جوريون إلى إعلان قيام إسرائيل وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية في 15 مايو، ونتيجة لتلك الكارثة ‏التي أطلق عليها "النكبة" ، شهدت المنطقة خلال ما يقارب ستين عاما حروبا ومواجهات عسكرية بين إسرائيل والدول ‏العربية ونزوح الآلاف من الفلسطينيين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.‏(2)

(1)
بعد ساعات من إعلان قيام إسرائيل ، دخلت جيوش من مصر، شرق الأردن (الأردن حاليا )، سوريا، لبنان، والعراق إلى ‏فلسطين للانضمام إلى الفدائيين العرب من فلسطين الذين كانوا يحاربون القوات اليهـودية منذ نوفمبر 1947، وانتهت تلك ‏الحرب بهزيمة الجيوش العربية التى لم تكن مستعدة لها وتوقيع اتفاقيات هدنة مرتبة من الأمم المتحدة بين إسرائيل ومصر ‏ولبنان والأردن وسوريا .‏بفعل الحرب سيطر الصهاينة على 77.4% من أراضي فلسطين وأدى قيام الكيان الصهيوني والمذابح الصهيونية التي ‏ارتكبت ضد الفلسطينيين إلى إحداث حركة نزوح ضخمة أبقت على 160000 فلسطيني فقط في الأراضي المحتلة عام 48، ‏مقابل أكثر من مليون يهودي، بالإضافة إلى هجرة 101828 يهوديًّا إلى فلسطين خلال الأشهر الستة الأولى لقيام الكيان ‏الصهيوني.‏ولم يبق من فلسطين في أعقاب حرب عام 1948 إلا قطاع غزة الذي خضع للإدارة المصرية والضفة الغربية التي ‏خضعت للإدارة الأردنية ، وأجبر الشعب العربي الفلسطيني على مغادرة أرضه وعاش لاجئاً في مخيمات منتشرة في ‏الضفة وغزة أو في الدول المجاورة. ‏
عدوان 1956 ‏
‏ في نوفمبر 1956 شاركت إسرائيل في عدوان ثلاثي ضم بريطانيا وفرنسا على مصر بعد قرار الرئيس عبد الناصر ‏تأميم قناة السويس واحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء إلا أنها ما لبثت أن انسحبت منها في مارس عام 1957 بسبب ‏المقاومة الشعبية والضغوط الدولية وقرارات الأمم المتحدة الداعمة للانسحاب. ‏
وواصل الشعب الفلسطيني مقاومته للاحتلال أملاً في العودة عبر عمليات فدائية استمرت ما بين 1951-1956 قابلتها ‏إسرائيل باعتداءات راح ضحيتها أعداد كبيرة من الفلسطينيين ، وفي مطلع يناير 1965 انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة ‏بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح " وذلك من أجل تحرير الوطن الفلسطيني.

عدوان 1967 ‏
‏ وفي 5 يونيو 1967 شنت اسرائيل عدواناً على ثلاث دول عربية مصر والاردن وفلسطين وكان من نتيجة هذا العدوان ‏أن سيطرت إسرائيل على كافة التراب الفلسطيني بعد أن احتلت قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء ‏المصرية وهضبة الجولان السورية .‏
حرب السادس من أكتوبر 1973 ‏
‏ في 1973 دخلت مصر وسوريا في حرب مع إسرائيل لاستعادة الاراضى المحتلة في 1967 ، وهاجمت الدولتان ‏إسرائيل بشكل غير متوقع في 6 أكتوبر الذي يصادف يوم عيد الغفران عند اليهود ونجحت مصر فى عبور قناة السويس ‏وهزيمة إسرائيل .‏
اجتياح لبنان 1982 ‏
‏ في 6 يونيو 1982 أطلقت إسرائيل غزوا شاملا على لبنان لوقف هجمات الفدائيين الفلسطينيين في لبنان ولكنها انسحبت ‏بعد ذلك مع احتلال جنوب لبنان وأجبرتها المقاومة اللبنانية على الانسحاب من الجنوب في مايو 2000 .‏
وخلال تلك الفترة ، تواصلت مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي، واستمرت المقاومة فسقط الآلاف من ‏الشهداء وهجر عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنهم مرة أخرى وفي أواخر عام 1987 انطلقت ‏الانتفاضة الفلسطينية "ثورة الحجارة" التي ظلت مستعرة حتى توقيع اتفاقية اعلان المبادئ في 13 سبتمبر على 1993. ‏وفى 28 سبتمبر 2000 انطلقت الانتفاضة الثانية إثر تدنيس رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أرييل شارون للمسجد ‏الأقصى الشريف .‏
الانتفاضة الأولى
بدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من ديسمبر عام سبعة وثمانين في غزة عندما دهست شاحنة إسرائيلية أربعة ‏فلسطينيين واستشهد حوالي 1,300 فلسطيني بينما قتل 80 إسرائيلي .‏
ويرى الفلسطينيون أن أحد منافع الانتفاضة الأولى أنها استعادت كبرياءهم الذي حطمته عشرون عاما من الاحتلال ‏الإسرائيلي وأجبرت إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ، كما ساهمت في اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير ‏الفلسطينية التي كانت يومها في منفاها القسري بتونس .‏
الانتفاضة الثانية ‏
اندلعت انتفاضة الأقصى المباركة في 28 سبتمبر 2000 بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى الشريف مدعيا ممارسته حق ‏من حقوقه كمواطن إسرائيلي .‏(1)

الفلسطينيون ضربوا أعظم الامثلة على الشجاعة في هذه الانتفاضة فرأينا كيف واجهوا بنادق وقنابل وطائرات ومدافع ‏المحتل بصدورهم العارية الطاهرة ، لكن وللأسف بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية 2022 ، تبدل حال الفلسطينيين ‏تماما وبات الصراع الداخلي هو سيد الموقف


مجهود حلو (=

شكراً جزيلاً ^^

بارك الله فيج

تسلمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يعطيج الف عافية,,

وبالتوفيق..

ثآأإنكس ع المجهوود
عسئ ربــئ يجعلهآأ من ميزأآن حسنآأتج

اللعم اعز الاسلام و المسلمين