تسلمين الغاليه
تسلمين الغاليه
وبالتوفيق للجميع ان شاء الله
طلبتكم
اريد قصة عن الادب العربي بس كم سطر مب وايد اذا ما عليكم امره بالانجليزي
اريدها باسرع وقت علشان يوم الاحد التسليم
والسموحه
وشبه جزيرة العرب بلاد أكثرها صحارى ودارات, وهي أعلىما تكون غربا ثم تنحذر إلى الشرق إلا عند عمان.وتقع في المنطقة الحارة, فلا يحسن مناخها إلا على الهضاب المرتفعة ، ولايعكر صفاء جوها إلا بعض غيوم تأتي بأمطار موسمية لا تسقط إلا في أمكنة قليلة كاليمن . وكثيرا ما تنتابها مواسم جفاف في أماكن شتى . وليس في شبه الجزيرة نهر واحد دائم الجريان ، ولكن هنالك شبكة من الأودية تجري فيها السيول حين تفيض مياه الأمطار ، وقد يحتال الناس على بعض تلك الأودية بسدود تحبس المياه وتخزنها لأوقات الحاجة.أما الرياح فمنها الشرقية اللطيفةفي شمالي البلاد وتدعى الصبا؛ ومنها الغربيةالتي تحمل الأمطار من البحر الأبيض ؛ ومنها الجنوبية وهي مطيرة شتاء وحارة صيفا ؛ ومنهاالسموم ، وهي شر ريح ، تأتي موسمية ويعرفهاالعرب برائحتها الكبريتية؛ تهب وسط الصحراء وتسلب رطوبة الهواء ، وتتلف كل ما تمر به .— أقسامه:يقسم شبه جزيرة العرب إلى عدة أقسام : منها اليمن, بلاد اليمن ومهد الحضارة العربية القديمة ، ويضاف إليها حضرموت بلد التجار ،و عُمان بلد الملاحة ، ومن أشهر مدن اليمن نجران ، و صنعاء موطن الأنسجة المطرزة والبرود والسيوف ، وظفار بلد الطيب والبخور ،و مأرب المشهورة بسدها . وشمالي اليمن إلى الغرب الحجاز ، ومن مدنه مكة, أم القرى, وفيها بئر زمزم والحجر الأسود, ومن أماكنها المشهورة الصفا والمروة
حدد الجاحظ بداية ظهور الشعر الجاهلي بقرن ونصف أو على أبعد تقدير قبل ظهور الإسلام حسب ما تفيد عبارته التالية " أما الشعر فحديث الميلاد ، صغير السن أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه . أمرؤ القيس والمهلهل أبن ربيعه…. فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له (إلى أن جاء الله بألاسلام ) خمسين ومائة عام وإذا استظهرتا بغاية الإستضهار فمائتي عام "
فالجاحظ هنا لم يحدد في الواقع بداية الشعر الجاهلي وإنما حدد بداية ظهور القصيدة الجاهلية عندما أكتمل نضجها واستوفت كل عناصرها الفنية التي استحقت بفضلها أن تسمى قصيدة . فقديما قال عمر أبن شبه تلميذ ابن سلام الجمحي للشعر والشعراء أول لا يوقف عليه ) وهذا يعني أن هناك مرحلة سابقة للتاريخ الذي حرره الجاحظ تعد بمثابة التكوين والنشأة بالنسبة للقصيدة الجاهلية وهي التي أصطلح بعض النقاد بتسميتها بعصر الجاهلية الأولى .
وهنك نضريتان في توضيح خط السير الذي سلكته القصيدة الجاهلية قبل أن يكتمل نضجها : –
1/ نظرية قديمة : وهي تلك التي سجلها في مقدمة كتابه طبقات فحول الشعراء وتابعه فيها أبن قتيبة في مقدمة الشعر والشعراء ملخصها أن الشعر العربي يبدأ رحلته في صورة مقطوعات قصيرة أو أبيات قليلة ير تجلها الشاعر في مناسبات طارئة ليعبر بها عن انطباعات سريعة مؤقتة ثم أخذ الشعراء بعد ذلك يطلون في مقطوعاتهم ويزيدون في عدد أبياتها حتى تكاملت لهم القصيدة في صورتها المعروفة التي وردة عنها في المهلهل الذي قيل عنه أنه أول من قصد القصيدة .
2/ ونظرية حديثة:-
وهي تلك التي تبناها بعض المستشرقين وسايرهم فيها بعض المعاصرين من العرب ترى أن الرجز يشكل الصورة الأولى التي بدأ بها الشعر العربي رحلته ويرى كل من يرو كلمن ونيلكلسون وجولد زهير أن الرجز الذي أرتبط في أيامه الأولى بالحدى قد تطور من السجع الذي يرونه أقدم القوالب الفنية التي عرفها العرب منذ عصورهم الأولى . ويؤيد ذلك أن هذا الوزن الشعري هو الصورة الموسيقية الشعبية التي كانت تتردد على ألسنة الشعب العربي القديم في كل مجالات الحيات اليومية وربما كانت هذه النظرية – على الرغم أن بعض الباحثين لا يطمئنون إليه ويرون أنها مجرد افتراض – هي التي نستطيع أن نرى فيها أساس صالح لحل مشكل تطور القصيدة وإلا فكيف استقامة للشعراء الأوائل حتى أصبحت عندهم بهذه الصورة الدقيقة من أصطنع الوزن والقافية أو بعبارة أخرى كيف توصلوا إلى فكرة البيت ؟
لقد بدأ الشعر إذن رجزا متطور في أغلب الضن من السجع وساعدت سهولة هذا البحر وقرب متناوله من الشعراء وتطوعيته لتشكيلات موسيقية متعددة على أتساع مجالاته في المجتمع الجاهلي القديم ، ثم أخذة تتولد منها أوزان أخرى ، وعلى هذه الأوزان الهواة الأولى تجاربهم التي انتهت بظهور البيت والتي مهدت بدورها إلى ظهور المقطوعة وظهور أوزان أخرى ، ثم ظهرت بعد ذلك –خضوعا لسنت التطور التطبيعية – القصيدة الطويلة عند المهلهل ومعاصريه من شعراء حرب البسوس .
فعلى أساس هذا الفرض نستطيع أن نتصور أن الشعر العربي مر في بداية رحلته بثلاث مراحل :-
أ/ مرحلة الرجز التي تمثل عصر ما قبل تاريخ الأدب
ب/مرحلة المقطوعة التي تمثل بداية عصر تاريخ الأدب
ج/ مرة القصيدة التي تمثل البداية الثانية لعصر تاريخ الأدب وهي المرحلة التي ذهب الجاحظ إلى أنها هي البداية فرجع إلى قرن ونصف أو قرنين على أبعد تقدير .
فتى سمائل
عتابك أحلى من الفستق ** وأندى ذكاء على مفرق
وأبرد للقلب من سلسل ** وأحرق للظلع من محرق
ولولا عتابك ما لذ لي ** رقيق المعاني ولا منطق
خلقت لروحي فيا فرحتي ** ولولا جمالك لم أخلق
تاريخ الأدب الجاهلي
تاريخ الأدب العربي هو التأريخ لنشأته وتطوره والعصور التاريخية التي ألمت به. ويتضمن أهم أعلامه من الشعراء والكتاب. كما يتنا ول الأغراض الأدبية كالشعر والقصة، والمسرحية والمقامة والمقال والظواهر الأدبية، كالنقائض والموشحات وأسباب الهبوط والصعود والاندثار.
ويضم سيرة الشعراء وأخبار وطرائف الأدباء. ويمكن تقسيم تاريخ الأدب العربي تبعا للعصور التي توالت عليه بدءا بالعصر الجاهلي ثم العصر الإسلامي اللاحق و حتى الآن. فالشعر في الجاهلية من أقدم آدابها، لكن أكثره غنائي وحدائي. والأمثال كانت جزءا مهما من آدابها. والذين وضعوا الأدب الجاهلي هم من عرب شبه الجزيرة العربية لكنهم لم يكتبوا سوي المعلقات وكان يروي شفاهة مما كان يعرضه للاندثار والتحريف والتبديل والخلط.
انتشر الأدب العربي بسبب انتشار الإسلام بالقرن السابع. وكانت اللغة العربية قد انتشرت تحت لوائه لأنها لغة القرآن ولاسيما بالمشرق والمغرب والأندلس حيث تأثر المشارقة والمغاربة بالثقافة والعلوم الإسلامية. فكان الذين وضعوا الأدب العربي في ظلال الحكم الإسلامي هم من أجناس شتى . فمنهم العربي والفارسي والتركي والهندي والسوري والعراقي والمصري والرومي والأرمني والبربري والزنجي والصقلي والأندلسي. وكلهم تعرّبوا ونظموا الشعر العربي وأدخلوا أغراضا شعرية مستجدة وألفوا الكتب العربية في شتى العلوم.
كلمة أدب في الجاهلية كانت تعني الدعوة إلى الطعام والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعني بها في التهذيب والتربية ففي الحديث الشريف "أدبني ربي فأحسن تأديبي". و في العصر الأموي كانت يتصف الأدب بدراسة التاريخ والفقه والقرأن والحديث و تعلم المأثور من الشعر والنثر. واستقل الأدب في العصر العباسي. وأخذ مفهوم كلمة الأدب يتسع ليشمل علوم البلاغة واللغة. وفي العصر العباسي الثاني عن النحو واللغة، واهتم بالمأثور شرحا وتعليقا.
حاليا تعني كلمة الأدب الكلام الإنشائي البليغ، الصادر عن عاطفة، والمؤثر في النفوس وفي عواطف القاريء والسامع له. ونجد الظواهر الأدبية تتداخل في العصور التاريخية. فالأدب الجاهلي كان متأثرا بالحياة القبلية والعصبية والاجتماعية والعقائدية في الجاهلية. لذا نجد أغراض الشعر الجاهلي كما في المعلقات ودواوين شعراء الجاهلية، هي الفخر. لأن انتماء الجاهلي لعشيرته كان أمرا مقدسا ليتحصن من صراع الحياة البدوية المريرة، وكذلك الحماسة والوصف للطبيعة حولهم والغزل والهجاء وكان سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان.
وقد صور الشعراء في الجاهلية بيئتهم بصدق وحس مرهف وعاطفة جياشة تتسم بالصدق التعبيري والواقعية التصويرية التي امتزجت بخيال الشاعر وأحاسيسه. وكان لعرب الجاهلية حكمهم وأمثالهم وخطبهم ووصاياهم. وهذه الأعمال تعتبر نثرا مرسلا أو سجعا منثورا. وكان الشاعر في كل قبيلة المتحدث الرسمي باسمها والمدافع عنها والمعدد لمناقبها ومدعاة لفخرها وافتخاره بها في قصائده التي كانت تروي شفاهة عنه ولاسيما التي كانت تتناول أيام العرب ومعاركهم. وكانت القصيدة تتكون من 25 إلى 100 بيت. وكان الشاعر يبدأ قصيدته بوصف الديار والأطلال ويصف فيها محبوبته وناقته ومغامراته. لأن العرب ارتبطوا بأرضهم وقبيلتهم. وكان الارتحال في القوافل التجارية في رحلتي الشتاء والصيف أو في الهجرات وراء الما ء والكلأ إلى مدى لا يُعرف ولاسيما ولو كان للمكان ذكرى حلوة، تجعل الشعراء يحنون لأوطانهم وضروب قبائلهم. وهذا الحنين جعل الشعراء الجاهليين يبدأون قصائدهم بالهجران لديارهم ومضاربهم ودروبهم ومسالكهم. وصوروا في شعرهم حيواناتهم قي صور شتى.
خلف لنا الشعر الجاهلي المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعرالعربي الجاهلي. و كانت تعلق فوق ستر الكعبة تكريما للشعراء وتقديرا لهم. ومن بينها قصائد طرفة ولبيد وامرئ القيس وزهير وابن حلزة وعنترة.
ويعتقد د. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن: من أسباب خلود المعلقات أن كلاً منها تشبع غريزة من غرائز النفس البشرية. فنري حب الجمال في معلقة امرئ القيس، والطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيم في معلقة زهير، وحب البقاء والكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة، والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمرو بن كلثوم، والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة. والشعر الجاهلي قد دون في العصر الأموي وكان يروي شفاهة فاندثر معظمه. لأنه لاينحصر منطقيا في سبع أو عشر معلقات بل انحسر مع الزمن. رغم أنه تراث أمة كان الشعر صنعتها والطبيعة البدوية كانت تدعو للتأثر بها. وكانت كل قبيلة لها شعراءها الذين يفاخرون بها وكانوا مدعاة لتفتخر بهم.
الأدب الجاهلي لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من تاريخ اللغة العربية، وفي مرحلة متأخرة لا تتجاوز القرنين من الزمان. لأن ما قبل هذه الفترة قد اندثر، لأن من عادة الجاهليين ألا يكتبوا أو يدونوا لعدم إلمامهم بالكتابة لأميتهم. وكانوا حفظة يحفظون أشعارهم ومروياتهم عن ظهر قلب ويتبادلون شفاهة أخبارهم في مجالسهم ومنتدياتهم. ولم يعجزهم في أشعارهم وصفهم للطبيعة وحياتهم البدوية في الفيافي والمضر والحضر فتأثروا بها. وكان لهم أيامهم وحروبهم التي كان يشعر بها شعراؤهم فخرا كان لقبيلتهم أو هجاء لعدوهم. لهذا كان شعرهم أقرب للواقع الممزوج بالخيال وأطبع للصور التي كانوا يرونها ماثلة أمام ناظريهم فصوروها تخيلا لم يفرطوا فيه وأسرفوا في مفاخرهم وحماستهم المقبولة والمحببة.
أما في أشعار الحب فكانوا عذريين يسمون بمكانة محبوبتهم في الوصف أو النعت. حتى أصبح الشاعر يلتصق اسمه باسم محبوبته التي تغنى بها في شعره. فقيل قيس وليلي وجميل وبثينة. وكان شعرهم ينبع من سجيتهم. ولم يكن يعرفون العروض والقوافي والأوزان كما نعرفها ونعرفها في علم العروض ولكنهم كانوا يتبعونها بالسليقة التي جبلوا عليها. واعتقدوا أن للشعر شيطانا يوحي لهم بأشعارهم. عندما يتملكهم ينساب الشعر من أفواههم ارتجالا. وكان العرب الشعر صنعتهم يتذوقونه ويستوعبونه وتعيه ذاكرتهم. وكان للشعر رواته ونسابه. وكان الرواة يروونه في مجالس الشراب ومنتديات السمر. وتناقلته الألسنة وحرف فيه ما حرف وأبقي علي قصائده ما بقي لنا. فالشعر الجاهلي صور لنا الحياة الجاهلية قبل الإسلام بواقعية حياة البادية بقسوتها ولينها. ولم يكن الأدب الجاهلي يميل إلى اساطير الأولين كأدب الإغريق رغم أن الإغريق كانوا متبدين في صحراواتهم وجبالهم كما كان العرب في بداوتهم. لكن الإغريق كانوا منعزلين في جزرهم.والعرب كانوا رحلا وعلى صلة بحضارات فارس والشام ومصر واليمن سواء من خلال سعيهم الرعوي وراء الماء والكلأ أو في رحلاتهم في التجارية
ويمكن أن تحصل ع الكثير من المعلومات بالضغط هنـــــــــا
سيرته القصد ، وسنته الرشد ، وكلامه الفصل ، وحكمه العدل ، أرسله ربه على فترة من الرسل ، فترة ضل الناس فيها رشادهم ، ومجدوا عقولهم ، وملأوا الأرض جورا وظلما ، حتى استغاثت الأرض بالسماء ، فلطف الله بعباده فأرسله ربه رحمة للعالمين ،
• فكان أعدل الناس ،
• وأصدقهم لهجة
• وأعظمهم أمانة ،
• وأشجع الناس وأكرمهم ، اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه ،
• وكان أشد الناس تواضعا ،
• وأبعدهم عن الكبر ،
• كان أوفى الناس بالعهود ،
• وأوصلهم للرحم ،
• وأعظمهم شفقة ورأفة ،
• وأحسنهم عشرة وأدبا .
• كان يحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم ،
• كان لا يحقر فقيرا لفقره ، ولا يحسد غنيا لغناه ،
• كان متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ،
• ليست له راحة ، ولا يتكلم في غير حاجة ،
• طويل السكوت ، يتكلم بجوامع الكلم ،
• يعظم النعمة وإن دقت ، ويشكر إن كثرت أو قلت ،
• يؤلف أصحابه ولا يفرقهم ،
• يكرم كريم كل قوم ، ويوليه عليهم ،
• ويتفقد أصحابه ويسأل عنهم ،
• كان خلقه القرآن ، بل كان وكأنه قرآن يمشي على الأرض ،
• كان أجود الناس بالخير ،
• كان أشد الناس حياء ،
• كان أطيبهم كفا ، وأزكاهم رائحة ..
كان كما وصفه ربه ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} [الأحزاب :45] ،
وقد وصف بذلك في التوراة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : « والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفاته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، فيقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا ، فيهدي به بعد الضلالة ، ويعلم به الجهالة … » .
هو السراج المنير ، وفي القرآن الكريم سراجان : {سِرَاجاً وَهَّاجاً} ، و {وَسِرَاجاً مُّنِيراً} ، فالسراج الوهاج هو الشمس في ضحاها ، والسراج المنير هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في جماله وبهائه وكماله ، فما الفرق بين السراجين ؟
السراج الوهاج : فيه نور وحرارة ، والسراج المنير : فيه نور وليس فيه حرارة ..
الشمس تؤذيك بحرها صيفا ، ونور الحبيب محمد يهديك صيفا وشتاء ..
الشمس إذا ازددت منها قربا تصيبك بالأمراض ، والحبيب محمد إذا ازددت منه قربا ازددت للرحمن حبا..
الشمس تغيب ليلا ، ونور الحبيب محمد لا يغيب ليلا ولا نهارا ..
حبيبي يا رسول الله ، لقد زكاك ربك في كل شيء :
زكاك في عقلك فقال : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم :2] .
زكاك في بصرك فقال : { مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم :17] .
زكاك في قلبك فقال : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح :1] .
زكاك في ذكرك فقال : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح :4] .
زكاك في علمك فقال : { عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى} [النجم :5] .
وزكاك كلك فقال : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم :4] .
قال الحسن بن الفضل : لم يجمع الله تعالى لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ،
• فإنه قال عن نفسه سبحانه وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحج :65] ،
• وقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة 128] .
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل أن يتخذ المنبر حن إليه الجذع وصاح كما يصيح الصبي ، فنزل صلى الله عليه وسلم إليه ، فاعتنقه ، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه ، فقال صلى الله عليه وسلم : « لو لم أعتنقه لحن إلى يوم القيامة » .
فكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال : هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
ينزل عليه جبريل عليه السلام ذات ليلة فيجده يبكي ، فيقول : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال الحبيب المصطفى : لقد قرأت قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم :36] ، وقرأت قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة :118] ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : « اللهم أمتي » وبكى ، فقال الله عز وجل لجبريل عليه السلام : اذهب إلى محمد فسله : ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل فسأله ، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله تعالى : يا جبريل ، اذهب إلى محمد فقل له : « إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك».
إذا كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يحبنا هذا الحب ، فلماذا لا نتأدب معه ؟!
بل إنه يحبنا أكثر من ذلك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقتحمونها » .
لذلك فإن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يلي :
1. الإيمان به صلى الله عليه وسلم :
• قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف :158] .
• قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (والإيمان هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما ، والتصديق به عقدا ، والإقرار به نطقا ، والانقياد به محبة وخضوعا ، والعمل به باطنا وظاهرا ، وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان) .
والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو التصديق بنبوته ورسالة الله تعالى له وتصديقه في جميع ما جاء به وما قاله ، ومطابقة تصديق القلب بذلك ، بشهادة اللسان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة بذلك اللسان ، تم الإيمان به صلى الله عليه وسلم والتصديق له .
• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار )
يقول الإمام النووي معلقا على هذا الحديث : (وفي هذا الحديث نسخ الملل كلها برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي مفهومه دلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور) .
وقوله :« لا يسمع بي أحد من هذه الأمة » أي ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة ، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته ، وإنما ذكر اليهود والنصارى تنبيها على من سواهما، وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب،فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممن لا كتاب له أولى )
2. محبته صلى الله عليه وسلم :
ومن الأدب مع الرسول الأعظم ، والنبي الأكرم ، أن يحبه المؤمن أكثر من نفسه وماله وأهله وولده والناس أجمعين .
• قال تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} [الأحزاب :6] ،
• ولقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » .
• وعن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك » ، فقال عمر : والله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « الآن يا عمر » ، أي الآن كمل إيمانك.
• قال ابن بطال والقاضي عياض : المحبة ثلاثة أقسام :
1) محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد .
2) ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد .
3) ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس .
فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأصناف في محبته .
• وقال القاضي عياض رحمه الله : ومن محبته نصرة سنته والذب عن شريعته ، وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه .
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
نحب رسول الله
• أولا : لأن الله أمرنا بذلك و تعبدنا بذلك وجعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شروط الإيمان به
• ثانيا : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله الله سبب كل خير نحن فيه من خيري الدنيا والآخرة
، ولولاه لهلكنا ومتنا على الكفر ، واستحققنا الخلود في النار ، فبه عرفنا طريق الله ، وبه عرفنا مكائد الشيطان ، جعله الله رحمة مهداة ، ونعمة مسداة ، لولاه لنزل العذاب بالأمة ، فهو رحمة لأتباعه ، رحمة لأعدائه .
– أما أتباعه فنالوا به كرامة في الدنيا والآخرة .
– وأما أعداؤه المحاربون له : فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم ، لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة ، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء ، فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر .
– وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته ، وهم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له .
– وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم وجريان أحكام المسلمين عليهم.
– وأما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه وتعالى رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض ، فأصاب كل العالمين النفع برسالته .
3. ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : توقيره :
• قال الله تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (8)لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)} [الفتح :8-9] ،
• وقال سبحانه : { لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضاً} [النور :63] ، فلا تجعلوا أيها المؤمنون دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دعوتموه ونداءكم له إذا ما ناديتموه كدعاء أو نداء بعضكم لبعض ، وإنما عليكم إذا ما ناديتموه أن تنادوه بقولكم : يا نبي الله ، أو يا رسول الله ، ولا يليق بكم أن تنادوه باسمه مجردا ، فلا تقولوا : يا محمد .
فإن مولاه لم يناده باسمه مجردا كسائر الأنبياء والمرسلين كآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، ولكنه كان يناديه بقوله : يا أيها المدثر ، يا أيها المزمل ، يا أيها النبي ، يا أيها الرسول ، وإن كان قد ورد في أكثر من موضع ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم ، فإن وروده لم يكن على سبيل النداء .
فمن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نناديه باسمه مجردا ، وإنما علينا أن نوقره ونعظمه في أقوالنا وفي قلوبنا .
الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته :
والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذلك يكون المؤمن مؤدبا معه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، والأدب معه بعد موته يتمثل في :
1. توقيره :
إنه أدب ممتد في حياته وبعد مماته ، لأن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته وهو حي .
ولقد شدد فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك الأمر تشديدا عظيما ، فقد كان يعاقب من يرفع صوته في المسجد النبوي الشريف بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
• فعن السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فحصبني – أي رماني بحصاة – رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، قال : من أنتما ؟ من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربا ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
• قال ابن العربي : حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا ، وكلامه المأثور بعد موته ككلامه المسموع من لفظه صلى الله عليه وسلم ، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه ، ولا يعرض عنه كما كان يلزمه في مجلسه صلى الله عليه وسلم .
• و انظر إلى أدب الإمام مالك رحمه الله ، فقد كان إذا جاءه طلاب العلم ، خرجت إليهم الجارية فتقول لهم : يقول لكم الشيخ : تريدون الحديث أو المسائل ؟ فإن قالوا : المسائل خرج إليهم ، وإن قالوا الحديث دخل مغتسله ، واغتسل وتطيب ، ولبس ثيابا جددا ، وتعمم ووضع عليه الرداء ، وارتقى على كرسي ، ويخرج وعليه الخشوع والوقار ، ولايزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• وكان يكره أن يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل .
• قال مصعب بن عبد الله : كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه ، وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه ، فقيل له يوما في ذلك فقال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون .
2. ومن الأدب معه : التأسي به في كل الأقوال والأفعال :
• قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب : 21] .
• قال ابن كثير : هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ، ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته ، وانتظاره الفرج من ربه .
• كان عبد الله بن عمر يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله ، حتى في الأعمال الحياتية التي لا دخل لها في التشريع ولم نؤمر باتباعها .فعن نافع أن ابن عمر كان يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي في كل مكان صلى فيه ، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس .
• قال مجاهد : كنا مع ابن عمر رضي الله عنهما في سفر فمر بمكان فحاد عنه ، فسئل لم فعلت ذلك ؟ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ففعلته .
• وينقل إلينا نافع وصفا لحاله وهو يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : لو نظرت إلى ابن عمر إذ اتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم لقلت : هذا مجنون .
– ونحن كذلك يجب علينا أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم .
– نتأسى به في شجاعته ، فقد كان أشجع الناس .
– نتأسى به في أخلاقه فقد كان خلقه القرآن .
* « كَانَ رَسُولُ الله أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا » .
* « كَانَ رَسُولُ الله أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ » .
* « كَانَ رَسُولُ الله أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً» .
* « لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا صَخَّابًا في الأَسْوَاقِ وَلا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ » .
* « كَانَ رَسُولُ الله يَعُودُ المَرِيض وَيَتْبَعُ الجَنَازَةَ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ المَمْلُوكِ وَيَرْكَبُ الحِمَارِ»
* « كَانَ رَسُولُ الله إِذَا صَافَحَ الرَّجُلَ لَمْ يَنْزَعُ يَدَهُ وَلَمْ يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ وَجْهِهِ ، وَلَمْ يُر مُقَدِّمَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَي جَلِيسٍ لَهُ » .
* « كَانَ رَسُولُ الله طَوِيلَ الصَّمْتِ »
* « كَانَ رَسُولُ الله يُكْثِرُ الذِّكْرِ وَيُقِلُّ اللَّغْوِ وَيُطِيلُ الصَّلاةَ وَيُقَصِّرُ خُطْبَتَهْ ، وَلا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِي مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ فَيَقْضِي الحَاجَةَ» .
*« مَا سُئِلَ رَسُولُ الله شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لا » .
• قال الجنيد بن محمد : الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله عز وجل يقول : ( وعزتي وجلالي ، لو أتوني من كل طريق ، واستفتحوا من كل باب ، لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك يا محمد .
3. ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم الانتهاء عما نهى عنه وزجر :
فكما أن طاعته صلى الله عليه وسلم في كل الأمور واجبة ، فإنه يتبعه حتما وجوب الانتهاء عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجر .
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أكلت الحمر .. فسكت ، ثم أتاه الثانية فقال : أكلت الحمر .. فسكت ، ثم أتاه الثالثة ، فقال : « أفنيت الحمر » .
فأمر مناديا فنادى في الناس : ( إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية) ، فأكفيت القدور ، وإنها لتفور باللحم .
إن هؤلاء الأبرار لم يفكروا في حيلة ، ولم يبحثوا عن فرصة أو استثناء ، ولم يجادلوا ويقولوا : إنما حرم رسول الله ما يذبح بعد ذلك لا ما تفور به القدور ، لكنهم انطاعوا للأمر ، وهكذا يكون الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4. ومن الأدب مع رسول الله توقير أصحابه والتأدب معهم :
• يقول القاضي عياض : ومن توقيره صلى الله عليه وسلم وبره
– توقير أصحابه وبرهم
– ومعرفة حقهم والاقتداء بهم ،
– وحسن الثناء عليهم ،
– والاستغفار لهم ،
– والإمساك عما شجر بينهم ،
– ومعاداة من عاداهم ،
– والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحد منهم ،
– وأن يلتمس لهم في ما نقل عنهم من مثل ذلك في ما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات ،
– ويخرج لهم أصوب المخارج ، إذ هم أهل لذلك ،
– ولا يذكر أحد منهم بسوء ، بل تذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ، ويسكت عما وراء ذلك ،
• فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لعن الله من سب أصحابي » ، وقال صلى الله عليه وسلم :« من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .
5. ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن نزور قبره ونصلي في مسجده :
• قال القاسمي : من قصد زيارة المدينة ، فليصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيرا ، وليتطيب ويلبس أنظف ثيابه ، فإذا دخلها فليدخلها متواضعا معظما ، ويقصد المسجد ويصلي فيه بجانب المنبر ركعتين ، ثم يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف عند وجهه .
فيقف ويقول : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، ويصلي ويسلم عليه كثيرا ، ثم يسلم على أبي بكر وعمر .
6. ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام عليه:
• لقوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ،
– والصلاة من الله: ثناؤه على أنبيائه ،
– والصلاة من الملائكة:الاستغفار،
– ومن الناس: الدعاء والتعظيم والتكريم.
والصلاة عليه من أعظم الذكر ،
• عن عامر بن ربيعة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول:«من صلى عليّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلَّى عليَّ ، فليقلَّ عبدٌ من ذلك أو ليكثر».
• وروى عبد الرحمن بن عوف وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إن جبريل أتاني فبشرني: أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليتُ عليه ، ومن سلم عليك سلمتُ عليه ، فسجدتُ لله عز وجل شكراً » .
• وعن ابن مسعود : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة » .
وتتأكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع وأعمال ، منها :
1. إذا ورد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ،
• لقوله : « البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ » ،
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة » ، ومثل هذا الحديث يدل على مشروعية الصلاة عليه كما ذكر، وقال بعضهم بوجوبها كلما ذكر ، وقال بعض آخر: تجب أول مرة ، وتسن فيما بعد.
2. الصلاة عليه في المجالس،
• لقوله صلى الله عليه وسلم : «ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة ،فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم».
3. الصلاة عليه عند سماع المؤذن ،
• لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» .
4. الصلاة عليه عند دخول المسجد والخروج منه ، وعند المرور بالمساجد ،
• لأنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال: (اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك) ». وإذا خرج:«صلى على محمد وسلَّم ، ثم قال: (اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك) » .
• ولقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم) .
5. الصلاة عليه في التشهد الأخير ، وهو ركن من أركان الصلاة أو واجب ، وأما الصلاة عليه في التشهد الأول: فهي مستحبة.
6- الصلاة عليه في صلاة الجنائز ، فإن من السنة
• أن يقرأ في التكبيرة الأولى بفاتحة الكتاب ،
• وفي الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،
• وفي الثالثة يدعو للميت ،
• وفي الرابعة يقول : اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنَّا بعده .
7 – الصلاة عليه بين تكبيرات صلاة العيد .
8- تستحب الصلاة عليه عند ختم الدعاء ،
• لقول عمر رضي الله عنه : « الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك » .
9- يوم الجمعة وليلته يستحب الإكثار فيه من الصلاة عليه ،
• لقوله صلى الله عليه وسلم : « من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، ففيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت يعني: وقد بليت ؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء » ،
• وقد ذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى وجوب الصلاة عليه والسلام في خطبتي الجمعة. ولا تصح الخطبتان إلا بذلك.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يؤدبنا بآداب المصطفى ، ويعلمنا سنته ، ويجعلنا متمسكين بها في الدنيا ، وأن يحشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يسقينا من حوضه الشريف شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا .
دعووووووووولي ^_*
موفقة ان شاء الله
آڷسڷآمـَِ عڷيګمـَِ ۈ رحمـﮧ آڷڷـﮧ ۈ برګآتھََِِ
يعطيج ٱڷعٱفيھ عڷے الطرحٍ
ۈڷٱتحرمينٱ من موااضيـ ع ــجٍ ..*
ۈ حٱفظنج ٱڷرحمن ٱن شٱء ٱڷڷھ من گڷ شر ..