بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المقدمة :
الحمد الله واهب الحياة وسالبها ، المقيم الأجساد بالأرواح وقابضها ، الذي خلقنا من تراب وإليه مصيرنا ، ومن التراب عندما يشاء يقيمنا ويبعثنا ، وأصلي وأسلم على آله وأصحابه ومن اتبعوهم بإحسان ، الذين سكنوا الدنيا بقلوب معلقة بالآخرة ، فكانوا بتلك الدار الواقية يعملون ، ولنيلها يبذلون ورضوان الله عليهم ..
أما بعد فسأتحدث في هذا التقرير عن البحر الوافرالذي تناولت فيه أولا مقدمة بسيطة عن علم العروض كما ذكرت عن بحور الشعر وأسماؤها ثم إلى نبذة بسيطة عن الخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض وبحدها انتقلت إلى البحر الوافر واستعمالاته الثلاثة إضافة مع ذكر أمثلة لكل استعمال .
لقد اخترت هذا الموضوع هو لإعجابي الشديد بكيفية تقطيع الأبيات الشعرية إضافة إلى أنني أحب كتابة الشعر فأستند إلى علم العروض كي لا يكون ما أكتبه لا معنى له في اللغة العربية .
علم العروض
يُعرف به صحيح الشعر من فاسده أو هو: علم يُبحـــث فيه عن أصول الأوزان المعتبرة, أو هو ميزان الشعر به يعرف مكسوره من صحيحه, كما أن النحو معيار الكلام به يعرف معربه من ملحونه أما واضعه فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي, وذلك حين أحسَّ فساد الذوق العربي بسبب اختلاط العرب بالأعاجم, وحين تقلصت الفطرة العربية السليمة, بعد أن كان العربي يقول الشعر عفو الخاطر وعلى البديهة فدفعه كل ذلك إلى التفكير في اختراع هذا العلم. وفائدته التمييز وعدم الخلط بين الجيد القوي والسمج الرديء وسلامة الشعر من الكسر والتشويه .
وإذا كان العروض لازماً للشاعر الملهم الموهوب, فإنه يكون أشد لزوماً لغيره من الدارسين والمتخصصين في دراسة اللغة العربية فهو أداتهم لفهم الشعر وقراءته قراءة صحيحة, والتمييز بين السليم منه والمختل الوزن بحور الشعر ستة عشر بحرًا وهي :
الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المتدارك. اكتشف الخليل بن أحمد منهم 15 بحرا مستعملا وعد المتدارك، وهو البحر السادس عشر، مهملا. ولكن تلميذه الأخفش رأى أن البحر السادس عشر كان مستعملا، فتداركه على أستاذه وعده من البحور المستعملة.
البحر الوافر :
مفتاح هذا البحر :
بحور الشعر وافرها جميل مفاعلتن مفاعلتن فعولن
تفعيلاته :
تفعيلات هذا البحر في الأصل هي :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
ولكنه لم يستعمل على هذا النحو بل جاءت عروضه (مقطوفة) فأصبحت (مفاعلتن) مفاعل وتحولت إلى (فعولن) وأصبحت صورته على هذا النحو :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
استعمالاته :
يستعمل هذا البحر في ثلاثة استعمالات هي :
الاستعمال الأول :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
ونلاحظ أن العروض هنا مقطوفة وكذلك الضرب .
ومن أمثلة على هذا القول :
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
تقطيعه :
سلوقلبي / غداة سلا / وتابا لعلل علل / جمال لهو / عتابا
مفاعلتـــن مفــاعلتن فعــولن مفاعـلـتن مفــاعلتـن فعـــولن
الاستعمال الثاني : (مجزوء الوافر )
مــــــــــــــــفــــــــاعـــــــلتــــــــتن مـفـــــــــــاعـــــــــلتــــــــــن
ومن أمثلته قول الشاعر :
غدا يتـــــــجـــــــــــــــــدد الألم إذا رحلوا كما زعموا
تقطيعه :
غدن يتجد / ددلألمو إذا رحلو كما زعـــمو
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
الاستعمال الثالث :
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعيلن
وتكون العروض مجزوءة ويكون الضرب مجزوءا معصوبا .
ومن أمثلة قول الشاعر :
رقـــيــة تيــــمت قلبي فـواكـبـدي من الحب
تقطيعه :
رقيية تي / يمت قلبي فواكبدي من لحببي
مفـاعــلتــن مفاعــلتن مفاعلتــن مفاعيـــلن
ومن قول الشاعر :
أواصلها فتهجرني وأذكرها فتنساني
ومن أمثلة على البحر الوافر بشكل عام :
– ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
– وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
– إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
– أعاتبها وآمرها فتغضبني وتعصيني
– ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الأندرينا
الخاتمة :
وهنا سكت القلم عن الكتابة ، وكف اللسان عن البيان ، وإن كان بقي شيء نقوله فهو الاعتراف بالنقص الذي يعتري جملة البشر ، فالكمال لله وحده ، فإن وجد في هذا التقرير نقصا وتقصيرا ، فاعلم أنه شيء لا بد منه ، وإنه من نفسي ومن الشيطان
وما توصلت إليه من هذا التقرير:
* أن البحر الوافر له أهمية كبيرة إضافة إلى هنالك العديد من الاستعمالات ، فلم يسعنى سوى كتابة ثلاث منها واوسعها استخداما ، وأن الخليل بن أحمد الفراهيدي قد فتح لنا عالما جديدا وساعد اللغة العربية في النهوض وتقوية الشعر وتحديد من هو شعره صحيح ومن شعره فاسد بواسطة علم العروض .
المراجع :
المواقع الإلكترونية :
http://www.rafed.net/books/olom-qura…afi-05/12.html
الكتب :
** اسم الكتاب : بحور الشعر،اسم المؤلف : عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري
دار النشر : عالم الكتب ، صفحة 214 ،مكان النشر : دمشق
** اسم الكتاب : العروض العربي ،اسم المؤلف : فوزي سعد عيسى ،
دار النشر : المعرفة الجامعية ، مكان النشر : مصر ، صفحة :65
الفهرس :
1- المقدمة ………………………………………….. ………………………..1
2- علم العروض ………………………………………….. ……………………1
3- البحر الوافر.. ………………………………………….. ………………..2
4- مفتاح البحـــر…………………………………… ……………………….2
5- استعمالاته ………………………………………….. …………………….2
6- الاستعمال الأول ………………………………………….. ……………….2
7- الاستعمال الثاني…………………………………….. …………………….3
8- الاستعمال الثالث ………………………………………….. ………………3
9- الخاتمة ………………………………………….. …………………………….4
10- المصادر والمراجع ………………………………………….. ……..4
11- الفهرس ………………………………………….. …………….5
م/ن
موفقين ..