التصنيفات
الصف الثامن

خرائط الفتوحات الاسلاميه… الصف الثامن

السلام عليكم …….

ممكن لو سمحتوا تعطوني تقرير وصور عن خرايط الفتوحات الاسلاميه بليييييز ضروري

هذا تقرير عن الفتوحات الاسلامية في اسيا

منقول انشاءلله المطلوب

عند وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة بويع أبو بكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الردة وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها ازدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودانت له طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة وحكم الدولتين الأموية والعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة وفسطاط ومدن إسلامية عديدة.
تأسست الدولة الأموية (661 – 750 م) وكانت عاصمتها دمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الغزوات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات في كل البقاع التي غزاها الأمويون.
وحاول الخلفاء الأمويون بدمشق غزو مدينة القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم غزوا جميع البلاد في شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الدعوة الإسلامية في عصر الدولة الأموية وضمت أرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول انتصار للمسلمين هناك عام 92 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الغزوات الإسلامية بجنوب إيطاليا وصقلية. فلقد بلغت الدعوة الإسلامية برنديزي والبندقية بإيطاليا على بحرالأدرياتيك. وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي [بحاجة لمصدر].
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون على غرار عاصمتهم دمشق. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكموا الأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها المعتدون من الطوائف لدويلات أدت، لسوء الحظ، إلى سقوط الحكم الإسلامي. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة بيد المعتدين عام 1492 م علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيلا. وعندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث لم ينتصر عبد الرحمن الغافقي على الفرنجة عام 114 هجرية (732 م) عندما قتل بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا غزواتهمم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان احتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو (الذي يعرف بيودس) الذي ترك المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز في 9 يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).
وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 – 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملك الفرنجة[بحاجة لمصدر]. وهذا سبب ثان لتوقف الغزوات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م، وكان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في الشام ومصر. وكانت الحملات الصليبية على سوريا وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.
وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. ثم بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي ما زال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 – 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمة الإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 – 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بدمشق والقاهرة وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون غزو رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر].ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع أن يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة فيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكو وغزوها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.
في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية منها ماهو كان قائم وازدهر ومن ما هو جديد كالكوفة وحلب وحمص والبصرة ودمشق وبغداد والرافقة الرقة والفسطاط والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق بعمائرها الإسلامية والقاهرة وحلب والمهدية والقيروان بتونس وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانها مسلمون[بحاجة لمصدر]. وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.
لم تكن الدعوة لتقف في أرض معينة، فالأرض كلها ساحتها وميدانها، وإذا توقفت قليلاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك بسبب الردة، فلما انتهت الردة كان لابد من أن تعاود نشاطها، وتسير بشكل طبيعي، ويقاتل كل من يقاتلها باغياً وعدواناً وهذا هوالجهاد.
وانتهت حروب الردة، وكان لا بدّ من الجهاد، فالفرس يقفون في وجه الدعوة، ويحاولون دعم أعدائها، ومدّ المرتدين عليها، والروم يحاربون الدعوة، وينصرون خصومها، ويحرضون القبائل المتنصرة ضدها، وكان لا بدّ من قتال الطرفين، والاستعانة بالله عليهما وبالإيمان القوي بأن النصر من الله يؤتيه من يشاء ممن استقام على منهجه، وإذن كان على المسلمين أن يقاتلوا على جبهتين لم تكونا متفقتين وهذا ما ساعدهم على القتال وحرية الحركة دون الخوف من الطرف الآخر.


الجبهة الفارسية


مقال تفصيلي :الفتح الإسلامي لفارس
كان الفرس يسيطرون على مناطق واسعة تبدأ من بادية الشام في الغرب، وشمال جزيرة العرب من الجنوب، وتتوسع منطقتهم في الغرب وتتناقص حسب انتصارهم على الروم، أو هزيمتهم أمامهم، فتارة يتوسعون وقد وصلوا إلى سواحل البوسفور ثم ارتدوا حتى حدود الفرات، وكان عدد من القبائل العربية تقيم في المناطق التي يسيطر عليها الفرس سواء في منطقة السواد أم على ضفاف الفرات والجزيرة، ومن هذه القبائل تغلب وبكر وشيبان وربيعة وطيء، وبعضها كانت مُتنصرّة في أغلبها كتغلب، وكانت طيء تعلو ويقيم رئيسها في بلدة الحيرة على مقربة من الفرات، ويعمل للفرس على توطيد سلطانهم في تلك الأنحاء، وكان من بني شيبان فارس مقدام قد دخل في الإِسلام هو المثنى بن حارثة الشيباني، وقد طلب من أبي بكر بعد أن انتهى من حروب المرتدين في البحرين أن يؤمره على قومه وعلى من دان بالإِسلام في تلك الجهات ليجاهد الفرس، ويقاتل أعداء الله، فأمره أبو بكر فصار يناوش الفرس، وينتصر عليهم وقعة بعد وقعة إلا أنه في عدد قليل من المجاهدين، والفرس كثير، ومعهم عدد كبير من العرب المُتنصّرة، والقوة ستتناقص مع الأيام أمام الكثرة فكان لا بدّ من إرسال المدد للمثنى. وانتهى خالد من حرب اليمامة، فجاءه الامر من أبي بكر بالتوجه إلى العراق ليدعم المثنى بن حارثة الشيباني وليكن دخوله من الجنوب على حين يدخلها عياض بن غنم من جهة الشمال، وليكن لقاؤهما في الحيرة ومن سبق إليها كانت له الامرة على صاحبه. وكان ذلك في مطلع العام الثاني عشر للهجرة. وأمد خالداً بالقعقاع بن عمرو التميمي، وأنجد عياض بن غنم بعبد ابن عوف الحميري.
سار خالد بن الوليد مباشرة باتجاه الحيرة، والتقى في طريقه ببعض القريات (ألّيس) وما جاورها فصالح صاحبها (بَصْبَري بن صلوبا)، ثم اتجه نحو الحيرة، وكان عليها من قبل الفرس هانئ بن قبيصة الطائي، فقال له خالد : إن أدعوكم إلى الله وإلى عبادته، وإلى الإِسلام، فإن قبلتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فالجزية، وإن أبيتم فقد جئناكم بقوم يحبون الموت كما تحبون أنتم شرب الخمر. فقالوا : لا حاجة لنا في حربك، فصالحهم على تسعين ومئة ألف درهم. وكان المثنى بن حارثة الشيباني يقاتل تارة في جهات كسكر وأخرى في جهات الفرات الأسفل، يقاتل الهرمزان في تلك البقاع، فاستدعى خالد المثنى ونزلوا إلى جهات الأُبُلّة لتجميع قوات المسلمين، وكانوا في ثمانية عشر ألفاً، وقد سار المثنى قبل خالد بيومين، وسار عدي بن حاتم وعاصم بن عمر التميمي بعد المثنى بيوم، وأعطاهم خالد موعداً في الحفير. وقد التقوا بهرمز في أرض الأُبُلّة، وكانت المعركة وأراد هرمز أن يغدر بخالد إلا أن القعقاع بن عمرو قتل هرمز، والتحم مع حماته الذين أرادوا أن يغدروا بخالد، وركب المسلمون أكتاف أعدائهم حتى غشاهم الليل، وكان الفرس قد ربطوا أنفسهم بالسلاسل لذلك سميت هذه المعركة ذات السلاسل… وأرسل خالد بن الوليد المثنى بن حارثة في أثر القوم، وبعث معقل بن مُقرّن إلى الأَبلّة ليجمع المال والسبي، وسار المثنى حتى بلغ نهر المرأة، فحاصرها في الحصن الذي كانت فيه وكان على مقدمته أخوه المعنّى، فصالحت المرأة المثنى، وتزوجها المعنّى، أما المثنى فقد استنزل الرجال من الحصون، وقتل مقاتلتهم، وأقر الفلاحين الذين لم ينهضوا للقتال مع الفرس.
كان أردشير قد أمر بجيش كبير بقيادة (قارن بن قريانس) فلما وصل إلى المذار(على ضفة نهر دجلة اليسرى تقع شمال القربة ب 37 كلم، بين البصرة وواسط، وهي قصبة ميسان) وصل إليه خبر هزيمة هرمز ومقتله، فتجمع هناك، فسار إليه خالد، ونشبت معركة قتل فيها معقل بن الاعشى القائد الفارسي (قارن)، وقتل عاصم بن عمرو خصمه (الانوشجان) وقتل عدي بن حاتم عَوه (قُباذ) وقتل يومذاك من الفرس عدد كبير وصل إلى ثلاثين ألف مقاتل. وبعدها وزع خالد الغنائم وقسّم الفيء.
وتجمع الفرس ثانية في (الولجة) مع ما جاءهم من مدد قوامه جيشان الأول بقيادة (الأندرزعر) والثاني بإمرة (بهمن جاذويه) فسار إليهم خالد، وقد خلّف سويد بن مقرن في الحفير، وقد هزمت الفرس هزيمة منكرة أيضاً في هذه الجولة.
وتأثر نصارى العرب من هذه الانتصارات فكاتبوا الفرس وتجمّعوا في ألّيس، فأسرع إليهم خالد وانتصر عليهم انتصاراً مبيناً وقتل منهم ما يقرب من سبعين ألفاً، ثم اتجه نحو الحيرة ثانية.
ولما انتهى خالد من الحيرة ولّى عليها القعقاع بن عمرو، وخرج يريد دعم عياض بن غنم الذي كلف بشمال العراق، فنزل خالد إلى الفلّوجة ومنها إلى كربلاء فولى عليها عاصم بن عمرو، وكان على مقدمته الأقرع بن حابس، أما المثنى فكان يناوش الفرس على شواطئ دجلة. وسار خالد إلى الأنبار ففتحها ثم استخلف عليها الزبرقان بن بدر، وقصد عين التمر، فهزم جموع أهلها الذين هم من العرب المُتنصّرة والعجم، ثم حصرها فنزلوا على حكمه، فقتل من قتل منهم وأسر وسبى. واستخلف على عين التمر عويم بن الكاهل، وسار باتجاه عياض بن غنم الذي علم أنه لا يزال في دومة الجندل(وهي في شمال جزيرة العرب، ومكانها اليوم مدينة الجوف) وقد كتب إليه يستنجده، فكتب إليه خالد "من خالد إلى عياض إياك أريد".
ولما علم أهل دومة الجندل مسير خالد إليهم استنجدوا بالقبائل المُتنصّرة من العرب من كلب وغسان وتنوخ والضجاعم فأمدوهم. ولما اقترب خالد من دومة الجندل اختلف رئيساها وهما : أكيدر بن عبد الملك، والجودي بن ربيعة، فاعتزل الأكيدر، وهَزم الجودي ومن معه ومن جاءه من الدعم الذين لم يتسع لهم الحصن. وأقام خالد بدومة الجندل، وأرسل الأقرع بن حابس إلى الأنبار، وبعد مدة لحق خالد بالحيرة.وخرج خالد من الحيرة وولّى عليها عياض بن غنم، وكان على مقدمة خالد الأقرع بن حابس… ثم بعث وهو بالعين أبا ليلى بن فركي إلى الخنافس والقعقاع إلى حُصيد. فانتصر القعقاع في حصيد، وفر من بالخنافس إلى المصَيّخ إذا لم يجد أبو ليلى، بالخنافس كيدا. وسار خالد وأبو ليلى والقعقاع إلى المصيخ وكان قد اجتمع فيه من هرب من الخنافس والحصيد، وهناك انتصر المسلمون انتصاراً مبيناً. ثم ساروا إلى الثني (مكان بالجزيرة الفراتية يقع إلى الشرق من الرصافة في سوريا ه بنو تغلب) والزُّمَيْل(موقع إلى الشرق من الرصافة) فانتصروا على أعدائهم، ثم ساروا إلى الرضاب(موقع إلى الشرق من الرصافة، أو مكانها قبل أن يعمرها هشام بن عبد الملك)، وبها هلال بن عَقَة، وقد انفض عنه أصحابه عندما سمعوا بدنو خالد وجيشه، ثم ساروا إلى الفراض (موضع بين إلى الشرق من البو كمال على بعد 40 كيلاً منها، قريبة من الحدود بين سوريا والعراق اليوم) وهي على تخوم الشام والعراق والجزيرة وذلك في شهر رمضان، وتعاون الفرس والروم ضد المسلمين، والتقت الجموع على نهر الفرات فقتل من الفرس والروم والعرب المُتنصّرة أكثر من مئة ألف…
أقام خالد بن الوليد عشرة أيام بالفرائض، ثم اذن بالرجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة، وأمر عاصم بن عمرو أن يسير بالناس، وأظهر خالد أنه في الساقة، وسار مع عدة من أصحابه إلى مكة يؤدي الحج، ورجع من الحج، فوصل إلى الحيرة ولم تدخل الساقة البلدة بعد، ولم يدر الخليفة أبو بكر بما فعل خالد إلا بعد مدة، فعتب عليه، وصرفه عن العراق إلى الشام.
وصل كتاب أبي بكر إلى خالد وهو بالحيرة وفيه : أن سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك، فإنهم قد شجوا وأشجوا، وإياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم يشْجِ الجموعَ من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشجى من الناس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة، فأتمم يتمم الله لك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل، فإن الله له المن، وهو ولي الجزاء.
وجاء فيما كتب أبو بكر لخالد : أما بعد فدع العراق وخلّف فيه أهله الذين قدمت عليهم، وهم فيه، وامض مختفياً في أهل القوة من أصحابك الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك في الطريق، وقدموا عليك من الحجاز، حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة ومن معه من المسلمين، فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة والسلام.
سار خالد من الحيرة في العراق، وقد استخلف المثنى به حارثة الشيباني على جند العراق، وسار هو إلى دمشق الشام إلى أبي عبيدة : أما بعد فإني أسأل الله لنا ولك الأمن يوم الخوف والعصمة في دار الدنيا من كل سوء، وقد أتاني كتاب خليفة رسول الله يأمرني بالمسير إلى الشام وبالقيام على جندها والتولي لأمرها، والله ما طلبت ذلك قط ولا أردته إذ وليته فأنت على حالك التي كنت عليها لا نعصيك ولا نخالفك ولا نقطع دونك أمراً، فأنت سيد المسلمين، لا ننكر فضلك، ولا نستغني عن رأيك تمم الله بنا وبك من إحسان ورحمنا وإياك من صلي النار والسلام عليك ورحمة الله.
سار خالد من الحيرة إلى دومة الجندل، وخرج منها من جهة وادي السرحان إلى الشمال.

هذا تقرير ثاني خيتو

*{{المقدمة }}:-
الفتوحات الإسلاميةهي عدة حروب خاضها
المسلمونبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ضدبيزنطةوالفرسوالقوطفي السنوات مابين 732-632في العهدينالراشديوالأموي، كان من نتائج الغزوات سقوطمملكة الفرسوفقدانالبيزنطينيينلأقاليمهم فيالشاموشمال أفريقياومصرنشرالإسلامونشر اللغةالعربيةمعه ومن ثم ظهورالحضارة العربية الإسلامية.
*{{الموضوع }}:-
~ التاريخ:-
بعد وفاة رسول الإسلام
محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) فيالمدينة المنورةبويعأبو بكربالخلافة وحارب قبائلالعربفي حروب الردة وبعدها فتحالمسلمونبلادالرومالبيزنطيينوالفرسالساسانيين. ففتحواالشامومصروالعراقوفارس. بعدها ازدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانتبالإسلامودانت له طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة وحكم الدولتينالأمويةوالعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632661م). وكان الخليفةعمرأول من أقيمت المدن الإسلامية في عهدهكالكوفةوفسطاطومدن إسلامية عديدة.
~الجبهة الفارسية :-
كان الفرس يسيطرون على مناطق واسعة تبدأ من بادية الشام في الغرب، وشمالجزيرة العرب من الجنوب، وتتوسع منطقتهم في الغرب وتتناقص حسب انتصارهم علىالروم، أو هزيمتهم أمامهم، فتارة يتوسعون وقد وصلوا إلى سواحل البوسفور ثمارتدوا حتى حدود الفرات، وكان عدد من القبائل العربية تقيم في المناطق التييسيطر عليها الفرس سواء في منطقة السواد أم على ضفاف الفرات والجزيرة، ومنهذه القبائل تغلب وبكر وشيبان وربيعة وطيء، وبعضها كانت مُتنصرّة فيأغلبها كتغلب، وكانت طيء تعلو ويقيم رئيسها في بلدة الحيرة على مقربة منالفرات، ويعمل للفرس على توطيد سلطانهم في تلك الأنحاء، وكان من بني شيبانفارس مقدام قد دخل في الإِسلام هو المثنى بن حارثة الشيباني، وقد طلب منأبي بكر بعد أن انتهى من حروب المرتدين في البحرين أن يؤمره على قومه وعلىمن دان بالإِسلام في تلك الجهات ليجاهد الفرس، ويقاتل أعداء الله، فأمرهأبو بكر فصار يناوش الفرس، وينتصر عليهم وقعة بعد وقعة إلا أنه في عدد قليلمن المجاهدين، والفرس كثير، ومعهم عدد كبير من العرب المُتنصّرة، والقوةستتناقص مع الأيام أمام الكثرة فكان لا بدّ من إرسال المدد للمثنى. وانتهىخالد من حرب اليمامة، فجاءه الامر من أبي بكر بالتوجه إلى العراق ليدعمالمثنى بن حارثة الشيباني وليكن دخوله من الجنوب على حين يدخلها عياض بنغنم من جهة الشمال، وليكن لقاؤهما في الحيرة ومن سبق إليها كانت له الامرةعلى صاحبه. وكان ذلك في مطلع العام الثاني عشر للهجرة. وأمد خالداًبالقعقاع بن عمرو التميمي، وأنجد عياض بن غنم بعبد ابن عوف الحميري.
~أهم المعارك و الغزوات و الفتوحات الاسلامية مثل :-
وقعة بدر الكبرى:.1
غزوة أحد:.2
غزوة الخندق :3.
صلح الحديبية :4 غزوة مؤتة :5فتح مكة : 6
غزوة تبوك:7
الخاتمة
كم كان هؤلاء القومأعزةبدينهم وكم كانوا عظماءفي دنياهم.. تميزوا بقوة التمسك بشرع اللهوقوةالثقة بالنفس والترفع عنصغائر الأمور وسفاسفها، والشجاع والحنكة.ويلاحظ من خلال قراءة قصة هذه المعركة مدى الحرص الشديد على ربط النصر بالاستقامة في الدين، ثم حسن التدبير في مواجهة العدو.



مـإأقصصـرت إأخـووى فتـووح ,,وبـإأرك الله فيـك ,,

بـإألتوفيق لج إأآختيـه girl of uae ,,

مشكوووووووووووووووووووووورة

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الثامن

حل درس:-الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا للصف الثامن

صــــــ54ـــــ *بم تقسر بناء عقبة بن نافع مدينة القيروان؟ ليكون مركز لنشر الإسلام ولتأمين الخطوط الدفاعيه للمنطقة .
* في أي بلد عربي تقع مدينة القيران في الوقت الحاضر؟ تونس
صـــــ55ـــ *على ماذا تدل كلمات عقبة بن نافع عنماوصل الى ساحل المحيط الأطلسي ؟ على قوة الإيمانوعزمه الشديد على نشر الإسلام.
*ماذا تتوقع أن يفعل عقبة بن نافع لو كان يعرف أن هناك أرضا وراءالمحيط الأطلسي؟ ليخوصه ويفتح ماوارء من بلاد وينشر الإسلام فيها
صــــ56ـــ *
قدم مقترحين من وجهة نظرك للحفاظ على اللغة العربية في الوقت الحاضر ؟انشاء مراكز لتعلينم اللغة العربية- التمسك بالغة العربية اثناء التحدث .
صــــ57ـــ _
الإجابة:- – أنزل بالروم حسائر كثيرة . – فتح مواقع في تونس * ابو المهاجر دينار * تمكن من القضاء كيسة زعيم البربر *حسان بن النعمان

أتمننى ان يعجبكم الموضوع

السسلام عليكم
بارك الله فيج حلوة الامارات..
يعطيج العافيه ع تفاعلج..
تم تعديل موضوع ..اششكرج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يزاج ربي الخير..

عسساج عالقوة..

مشكوووووووووووره

عفوا..

الف شكر لج خيتو ع المجهود الطيب
بارك الله فيج

تسلميين خيتوو عـ الحلول

صــــــ54ـــــ *بم تقسر بناء عقبة بن نافع مدينة القيروان
ليكون مركز لنشر الإسلام ولتأمين الخطوط الدفاعيه للمنطقة .
* في أي بلد عربي تقع مدينة القيران في الوقت الحاضر؟
تونس
صـــــ55ـــ *على ماذا تدل كلمات عقبة بن نافع عنماوصل الى ساحل المحيط الأطلسي ؟
على قوة الإيمانوعزمه الشديد على نشر الإسلام.
*ماذا تتوقع أن يفعل عقبة بن نافع لو كان يعرف أن هناك أرضا وراءالمحيط الأطلسي؟
ليخوصه ويفتح ماوارء من بلاد وينشر الإسلام فيها
صــــ56ـــ *
قدم مقترحين من وجهة نظرك للحفاظ على اللغة العربية في الوقت الحاضر ؟
انشاء مراكز لتعلينم اللغة العربية- التمسك بالغة العربية اثناء التحدث .
ص 57
تحت مربـع عقبـة بن نافـع : أنزل بالروم خسائر فادحـة – فتح العديد مـن المناطـق فـي تونـس – بنى قاعدة حربية في القيروان – سار بجيشه حتى وصل بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي ) .
جنب مربع عقبة بن نافع : أبو مهاجر دينار ،
تحت مربع زهير بن قيس : تمكن من القضاء على كسيلة و اتباعه ،
جنب مربع زهير بن قيس : حسان بن النعمان ،
و خلصنـا،،
__________________
و سلام عليكم


❤ тнаиќ џоu ❤



الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الثامن

بحث عن الفتوحات الاسلامية في آسيا خلال العصر الأموي للصف الثامن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالمرفقات يوجد

بحث عن الفتوحات الاسلامية في آسيا خلال العصر الأموي

أتمنى لكم الاستفادة
ولا تنسوني من الدعاء بالرحمة والمغفرة والتوفيق

الملفات المرفقة

مشكوووووووووووووووور أخووي
في ميزان حسناتك ان شااء الله

لله يبارك فيكم ويجزيكم اللجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

يعطيج الف عافية,,

وتسلم يمناج..

الله يعطيك العافيه

مشكوووووور اخوي

شكرا أخخي على البحث

بارك الله فيج

نشاط صفحة 51 فوق
1- استخلص..؟
فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي
2- بم تفسر…؟
بسبب إيمانه القوي بعقيدته و عزمه على نشر العدل
3- استخرج..؟
القوة و العدل
4- استنتج..؟
فتح قتيبة بن مسلم الباهلي مدينة خوارزم و سمرقند و طشقند في عام 93 هـ
نشاط صفحة 51 تحت
1- بم تفسر…؟
لما رأوه من حسن معاملة المسلمين
2- هات دليلاً…؟
أصبح كثير من أهالي هذه البلد علماء في ميادين مختلفة مثل الفقه و اللغة و الحديث
نشاط صفحة52
القائد: قتيبة بن مسلم الباهلي
المناطق التي فتحها : كشغر و طشقند و خوارزم و بلاد ما وراء النهر
القائد : يزيد بن المهلب
المناطق التي فتحها : جرجان و طبرستان
القائد : محمد بن القاسم
المناطق التي فتحها : الديبل و الملتان
و انتظروا المزيد من الأعمال
و لا تنسوني بالردود

مشكورة على الوضووع


❤ ҰěѕłâмǿǾǿ ❤



أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الثامن

حل درس الفتوحات الاسلامية في آسيا خلال العصر الاموي للصف الثامن

حل درس الفتوحات الاسلامية في آسيا خلال العصر الاموي

نشاط صفحة 51 فوق
1- استخلص..؟
فتوحات قتيبة بن مسلم الباهلي

2- بم تفسر…؟
بسبب إيمانه القوي بعقيدته و عزمه على نشر العدل

3- استخرج..؟
القوة و العدل

4- استنتج..؟
فتح قتيبة بن مسلم الباهلي مدينة خوارزم و سمرقند و طشقند في عام 93 هـ

نشاط صفحة 51 تحت
1- بم تفسر…؟
لما رأوه من حسن معاملة المسلمين

2- هات دليلاً…؟
أصبح كثير من أهالي هذه البلد علماء في ميادين مختلفة مثل الفقه و اللغة و الحديث

نشاط صفحة52
القائد: قتيبة بن مسلم الباهلي
المناطق التي فتحها : كشغر و طشقند و خوارزم و بلاد ما وراء النهر
القائد : يزيد بن المهلب
المناطق التي فتحها : جرجان و طبرستان
القائد : محمد بن القاسم
المناطق التي فتحها : الديبل و الملتان

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الثامن

بوربوينت عن الفتوحات الاسلامية و انتشار الاسلام في العصر الأموي للصف الثامن

بوربوينت عن الفتوحات الاسلامية و انتشار الاسلام في العصر الأموي

وينه

ما أشوف شي

ما في شي

وين الرابط

أين الرابط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! بسرررررررررررررعة بدي جواب

هـــــــــــــــــــــــــــــــع..

بعدكم تحااولوون… طرشوا رساالة خااااااصة أحسن…

و ان شاءالله ترد..

نشكر لكم حسن تعاونكم

يسلموا

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الثامن

الفتوحات الاسلاميه للصف الثامن

الفتوحات الإسلامية هي عدة حروب خاضها المسلمون بعد وفاة النبي محمد بن عبد الله ضد بيزنطة و الفرس و القوط في السنوات مايين (632–732) في العهدين الراشدي و الأموي و أستكمل العباسيون الفتوحات ، كان من نتائج الفتوحات سقوط مملكة الفرس و فقدان البيزنطينيين لإقاليمهم في مصر و الشام و شمال أفريقيا و نشر الإسلام و نشر اللغة العربية معه ومن ثم ظهور الحضارة العربية الأسلامية

تاريخ

الفتوحات الإسلامية من عهد الرسول وحتى نهاية الخلافة الأمويةبعد وفاة محمد بن عبد الله في المدينة المنورة بويع أبو بكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الرده وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلائف الراشدة والأموية والعباسية. و لقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق والفسطاط بمصر. وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب للكوفة, بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان بن عفان وأدت لإستشهاده.
وبعد مقتل علي بن ابي طالب تأسست الدولة الأموية (661 – 750 م) بدمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات هناك.
و كان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول إنتصار للمسلمين هناك عام 29 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بجنوب ايطاليا وصقلية. فلقد بلغ الفتح الإسلامي برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك. وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكمالإسلامي[بحاجة لمصدر] .
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكمواالأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492 م علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيلا. و عندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث إنتصر الفرنجة على عبد الرحمن الغافقي عام 114 هجرية (732 م) عندما قتل بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان إحتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو (الذي يعرف بيودس) الذي ترك المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز في 9 يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).
وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 – 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملكالفرنجة . وهذا سبب ثان لتوقف الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في مصر والشام. وكانت الحملات الصليبية علي الشام وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.
وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 – 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. و كان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمةالإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 – 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون فتح رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر] .ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع أن يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة فيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكو وفتحها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.
في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانهامسلمون[بحاجة لمصدر] . وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.

شكرا لك

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

حل اسئلة درس الفتوحات الإسلامية / تم للصف الثامن

لو سمحتوا! الله يخليكم

ابيـــــ الحلووول لدرس الفتوحات الإسلامية..

"آسيا الصغرى ومحاولات فتح القسطنطينية والليــــ بعده"

ولو سمحتوا ابيه بأسرع وقت

ومشكوووورين ماتقصرووون

يليت أقدر البيلج طلبج
والله بروحي أريد حل الأسئله

أنا ماعـــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــــدي

سوووووووووووووووووووري ماعندي

سووري
ما عندي

للاسف

يسلموا

يسلموا
يسلموا

العفو

أنا بعد أبا حل الدرس الأول واللي أهوه الفتوحات الإسلاميه في آسيا خلال العصر الأموي

بليز

مع تحياتي :
أسيره خواطرها

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الثامن

بوربوينت الفتوحات الاسلامية في عهد الامويين للصف الثامن

الفتوحات الاسلامية في عهد الامويين

1 – محاولات فتح القسطنطينية :
أ) المحاولة الأولى :
لم ولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة سنة 41 هـ قرر استئناف الفتوحات الإسلامية ، وتصفية دولة الروم على غرار ما حدث لدولة الفرس ، فكانت المحاولة الأولى لفتح القسطنطينية في عهده وتنفيذاً لهذه المهمة الشاقة اتخذ معاوية الخطة التالي :
(1استكمل بناء القوات البرية التي دفعها إلى القسطنطينية وأتبعها بإمدادات مستمرة طوال مدة الحصار للمدينة .
(2أعد قوة بحرية قوامها 1700 سفينة لتعمل مع القوات البرية على تضييق الحصار حول المدينة . حاصرت القوتان البرية والبحرية القسطنطينية فترة من الزمن ، تم فيها فتح الجزر الصغيرة الواقعة شرقي بحر إيجه ، وقد صمدت القسطنطينية للحصار بسبب مناعة أسوارها ، وحصانة موقعها على خليج القرن الذهبي انظر الخارطة شكل ( 19 ) ، واستخدام الروم النار الإغريقية التي فتكت بسفن المسلمين ، وسوء الأحوال الجوية التي أضرت بالأسطول الإسلامي . لذلك أضطر المسلمون إلى الانسحاب بعد أن نال عدد كبير منهم الشهادة في سبيل الله .

كانت في عهد سليمان بن عبدالمــــــلك ، حيث استعد المسلمـــون لفتـــح القسطنطينية مرة ثانية ، فتجمع ما يقرب من 120 ألف مجاهد في مرج دابق وأعد المسلمون ما يقرب من ألف قطعة بحرية ، ثم زحفت القوات البرية والبحرية حتى وصلت قرب أسوار القسطنطينية وقاموا بمحاصرتها براً وبحراً ، وفي أثناء ذلك توفي إمبراطور الروم ، كما توفي سليمان بن عبدالملك فخلفه عمر بن عبدالعزيز الذي فضل الانسحاب عام 99 هـ / 717 م على البقاء في طقس البرودة مع نقص في المؤن .

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الثامن

تقرير الفتوحات الاسلامية في شمال افريقيا.. -تعليم الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

الكاتب : د.محمد بوالروايح /أستاذ محاضر- قسنطينة الجزائر
مقدمـة:
درج بعض الباحثين الغريين على تصور خاطئ ينتقد الإسلام وينتقصه ويصف حضارته بأنها حضارة همجية بربرية اتخذت العنف وسيلة لتمرير رسالتها وإخضاع مخالفيها ، وهذا التصور من الناحية التاريخية والموضوعية بعيد كل البعد عن حقيقة الحضارة الإسلامية ، فهو تصور وصفي شمولي نمطي فرضته بعض المذاهب الفكرية الغربية التي اتخذت من الإسلام موقفا مسبقا مهد لما يسمى التصور النمطي الغربي للإسلام الذي يخالف حقائق التاريخ والجغرافيا وحقائق الاجتماع.
من جملة ما انطوى عليه التصور الغربي المتعصب ضد الإسلام ، تلك الحملات الفكرية التي استهدفت فترة ذهبية من فترات الإسلام وهي فترة الفتوحات الإسلامية ،التي يدعي بعض الباحثين الغربيين بأنها لم تكن فتحا حقيقيا بل كانت أشبه بالغزو المنظم والموجه ، ومن الفتوحات الإسلامية التي تعرضت للتشويه تلك التي كانت موجهة لإفريقيا ، حيث يزعم بعض المؤرخين الغربيين والمستشرقين أن أفريقيا أصيبت في تلك المرحلة بما يسمى السرطان الإسلامي الذي ظهر في أرضها وامتد في خلالها حتى استولى على حضارتها السابقة السامقة.
إن تصوير الفتوحات الإسلامية في أفريقيا بأنها عملية غزو منظم وأنها مظهر من مظاهر الاستغلال الديني تصوير لا وجود له إلا في الخيال الخصيب لبعض المفكرين الغربيين ،لأن الحقائق التاريخية تفند هذا جملة وتفصيلا ، فإذا كان ديدن هؤلاء المفكرين أن يتخذوا من الفتوحات الإسلامية في أفريقيا مادة للطعن في الإسلام فإن هذا يحتم على الباحثين المسلمين أن يبينوا تهافتهم ويبينوا في المقابل الصورة المشرقة للفتح الإسلامي سوآء في أفريقيا أو في غيرها على أساس أن هدي الإسلام في فتوحاته واحد لا يختلف، وهو عرض الإسلام لا فرضه بالقوة كما يدعي بعض الغربيين الذين لم يتحرروا من سطوة موروثهم الديني والفكري وما يحملونه للإسلام من صورة قاتمة لا تعبربأي حال من الأحوال عن حقيقته وطبيعته.
ولا يختلف الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي من حيث أخلاقياته وأدبياته عن الفتح الإسلامي لأفريقيا وعن الفتح الإسلامي عموما .
لقد قسمت موضوع الفتح الإسلامي السلمي لأفريقيا والشمال الأفريقي إلى أربعة أقسام حيث تناولت في القسم الأول التعريف بالموقع الجغرافي والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية للشمال الأفريقي، وخصصت القسم الثاني للحديث عن الصبغة الحربية للفتح الإسلامي في الشمال الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية ، وجعلت القسم الثاني للحديث عن الفتح الإسلامي السلمي للشمال الأفريقي .
1-الشمال الأفريقي : الموقع الجغرافي
والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية
"يعنى بشمال أفريقيا المنطقة المربعة الشكل من الأراضي المرتفعة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط في الشمال والصحراء الكبرى في الجنوب وخليجي سرت شرقا والمحيط الأطلسي غربا وطرابلس وبرقة وواحة سيوة ،وكذلك كل الصحراء الكبرى في الجنوب([1]). وشمال أفريقيا هي "المنطقة التي كان سكانها الأقدمون- وهم البربر- يتكلمون ولا يزالون يتكلمون في بعض النواحي هنا وهناك لغة مشتركة ذات لهجات عديدة يطلق عليها اليوم اسم اللغة البربرية ، وهذه المنطقة أو بعض أجزائها هي التي كان اليونان يطلقون غليها اسم ليبيا و"تمتد من مصر إلى المحيط الأطلسي وكان للرومان فيها ولايات أفريقية ونوميديا وموريتانيا([2]).
لقد كانت منطقة الشمال الأفريقي تسمى في الاستعمال العربي القديم جزيرة المغرب أو المغرب أي بلاد الغرب ، وللشمال الأفريقي كما يذكر المؤرخون خصائص طبيعية واجتماعية ودينية تميزها عن غيرها من بلاد الدنيا ، ويمكن تلخيصها على النحو الآتي :
أولا : الخصائص الطبيعية
1-تتميز منطقة الشمال الأفريقي بانعزالها عن بقية العالم بموقعها –الذي تزيده عزلة سواحلها الوعرة- يضاف إلى ذلك انقسامها بحواجز داخلية ناشئة عن ترتيب خاص للمرتفعات وسلاسل الجبال مما يجعل المواصلات صعبة من الشمال إلى الجنوب وفي أحيان كثيرة من الشرق إلى الغرب أيضا. ([3]).
2- افتقار الشمال الأفريقي إلى الوحدة الجغرافية وإلى توزيع معقول لمختلف المناطق حول مركز اجتذاب ، وانعدام مجاري المياه الكبرى القابلة للملاحة فكل هذه الخصائص الطبيعية جعلت العلاقات بين السكان في الشمال الأفريقي صعبة وأسهمت في تجزئة المنطقة وتجزئة السلطة السياسية والإدارية ([4]).
ثانيا : الخصائص الاجتماعية
أهم ما يميز منطقة الشمال الأفريقي من الناحية الاجتماعية –وذلك بحسب الدراسات الاجتماعية القديمة والحديثة – ، هو أن العزلة الطبيعية التي أشرت إليها أسهمت في حدوث العزلة الاجتماعية وافتقاد التواصل بين التجمعات السكانية المختلفة، بل إن الظروف الطبيعية الصعبة التي يعيشها سكان الشمال الأفريقي أسهمت في نشوب صراعات اجتماعية كثيرة ومن الغريب أن آثار هذا الصراع ما زالت قائمة إلى اليوم رغم ضعف حدتها في العصر الحديث بفضل مشاريع الإنماء المخنلفة التي انطلقت في الشمال الأفريقي، إذ مسته في ذلك بعض آثار الثورة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت العالم ولو بنسبة قليلة غير كافية مقارنة بالعالم المتمدن.
ثالثا : الخصائص الدينية.
إنّ التنافر الطبيعي والتنافر الاجتماعي في الشمال الأفريقي أوجدا تنافرا من قبيل آخر وهو التناف الديني ، ولقد عمل الإسلام على امتداد وجوده في الشمال الأفريقي على توحيد شعوب هذه المنطقة ، وهي حقيقة تاريخية لا مناص من الاعتراف بها ، يقول ألفرد بل :"…والإسلام نفسه – الذي ربما كان على طول التطور التاريخي لهذه البلاد- أهم عامل في توحيد شعوب الشمال الأفريقي وذلك بتقديمه لهم عقيدة دينية مشتركة وتشريعا مدنيا واحدا لم يستطع رغم ذلك أن يصب كل جماعاتهم في كتلة متجانسة ، ولا يزال يحدث حتى اليوم أن تنبذ بعض الجماعات البربرية المسلمة الشريعة الإسلامية المدنية وتحتفظ بقانونها العرفي القديم وغالبية هؤلاء البربر أضافوا
في ميدان الدين شيئا من الإسلام متفاوت المقدار إلى المعتقدات القديمة والأعراف السحرية الدينية التي ورثوها عن أجدادهم البعيدين([5]).
إن كلام( ألفرد بل) عن الإسلام من حيث هو عامل توحيد لشعوب الشمال الأفريقي ،قد تخلله كثير من الدس والغلو الفكري والديني ، الناتج عن قلة اطلاع بطبيعة الشريعة الإسلامية فالإسلام لا يريد إيجاد كتلة بشرية متجانسة وإنما كنلة بشرية متنوعة تتنوع في مذاهبها وميولاتها الفكرية مع الإبقاء على الرباط الجامع والحبل الواصل بينها جميعا، وهي بلا شك عرى الإسلام المتمثلة في أحكامه التشريعية والعقيدية ، ويفهم في هذا السياق من كلام (ألفرد بل) أنه ربما يحمل(بتشديد الميم )الإسلام مسؤولية بغض الارتدادات الدينية التي حدثت في الشمال الأفريقي والتي ترجع حسبه إلى عدم قدرة شريعة الإسلام على احتواء المظاهر الد ينية المتنافرة ،وهذا التصور يعتريه قصور ظاهر ،ذلك أن نبذ بعض الجماعات البربرية كما سماها (ألفرد بل) للشريعة الإسلامية لم يكن بسبب قصور هذه الشريعة ولكن بسبب بعض الإملاءات والوصايات الدينية التي تفرض على سكان الشمال الأفريقي وأفريقيا عموما والتي يتولى كبرها لفيف من المبشرين الذين يبذلون قصارى جهودهم لإبعاد شعوب الشمال الأفريقي عن الإسلام ، وإدخالهم في المسيحية أو إرجاعهم إلى الديانة الوثنية التي كانوا عليها ، وهذا الأمر لم يعد سرا بعد أن أفصح عنه كثير من عتاة ودعاة التبشير في الشمال الأفريقي والذي مثل قطبا فكريا ودينيا أساسيا في قرارات مؤتمر كولورادو عام1978للميلاد.
2-الصبغة الحربية للفتح الإسلامي للشمال
الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية
لا أجد بدا في البداية من الإشارة إلى أن (ألفرد بل)- و فكره نموذج للرؤية الغربية- قد رجع في الحديث عن الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي إلى بعض المؤلفات الإسلامية كما ذكر ذلك في الفصل المتعلق بالفتح العربي وقيام الإسلام السني في شمال أفريقيا من كتابه "الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي" ،ومن هذه المؤلفات التي استقى منها مادته التاريخية عن عملية الفتح في الشمال الأفريقي :
-ابن الأثير ، "الكامل في التاريخ "وقد نشره نورنبرج وهو بلا شك واحد من المستشرقين الذين يتميز فكره التاريخي عن المنطقة العربية والإسلامية برمتها بإسقاطات تاريخية وفكرية تزيد من احتمال التأويل السيء لكثير من الحوادث والقضايا الدينية والاجتماعية ، التي حدثت في الشمال الأفريقي .
-الإدريسي ،نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، وقد ترجمه جوبيرGAUBERT إلى الفرنسية وقد صدر بباريس في مجلدين سنة 1836-1840للميلاد ونشر النص وترجمه فيما يتعلق بإفريقية والأندلس المستشرق دوزي ودي خويه ليدن عام 1866.
-ابن خلدون ، "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر …"،وغير هذه المؤلفات كثير ،غير أن اللافت للنظر أن (ألفرد بل) قد تعامل مع هذه المصادر أو اغترف منها، انطلاقاً من قناعاته الفكرية والدينية وأنّه عوّل في ذلك على آراء كثير من المستشرقين، وهذه النظرة الاستشراقية التي لا تخلو من تحيّز واضح للغرب والفكر الغربي، هي التي تجعلنا نتعامل مع قاله (ألفرد بل )بكثير من الحذر، لأنّ تاريخ الإسلام في أفريقيا أو الشمال الأفريقي قد تعرض- كغيره من التاريخ الإسلامي- إلى التّشويه الذي مارسته كثير من المؤسسات الاستشراقية، وقد ظهرت آثار ذلك من حديث (ألفرد بل) عن المصادر الإسلامية التي تناولت الشمال الأفريقي وذلك في تصديره لحديثه عن الفتح العربي للشّمال الأفريقي. ولكن رغم هذا الإفراغ الفكري الغربي عند (ألفرد بل) عند حديثه عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي ،إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الاعتراف ببعض الحقائق التاريخية التي ارتبطت تاريخياً بالوجود الإسلامي في القرن الأفريقي، وفي ذلك يقول:" جاء النبي محمد المتوفى في المدينة سنة 633 للميلاد بدين جديد هو الإسلام وشريعة جمع عليها أمّة المؤمنين من بدو وحضر في الجزيرة العربية، في ظلّ التزامات دينية ومدنية واحدة وتولّى النّبي تدبير أمورها، ولمّا قُبض ترك لخلفائه مهمّة رعاية الدولة الإسلامية الفتية، وضمّ شعوب جديدة إلى الإسلام، وزيادة رفعتها ببلاد جديدة.
ومنذ ابتداء عهد الخلفاء الأوائل، قامت الجيوش العربية الإسلامية بفتح البلاد المجاورة لجزيرة العرب وتمّ لها النّصر بسرعة مدهشة"([6]).
ويعدّد (ألفرد بل) أسباب نجاح العرب في الشمال الأفريقي فيذكر منها:
1- تنظيم الجماعات العربية البدوية الفقيرة تحت لواء الإسلام نظاماً وشريعة ممّا جعل منها قوّة حربية متماسكة.
2- الضعف السياسي والحربي والاجتماعي الذي أصاب الدول المجاورة للجزيرة العربية، ونعني بها الأمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، التي أنهكت كل منهما الأخرى بالحروب فيما بينهما حتى بداية القرن السابع الميلادي.
ويعلّق( ألفرد بل) على هذه الأسباب فيقول:"… وهذه الأسباب عينها[ هي التي أدّت إلى انتصار العرب في الشمال الأفريقي الخاضع لبيزنطة وكان من الناحيتين السياسية والعسكرية ضعيفاً ضعف سوريا وفارس في نفس العصر([7]).
ويحمل كلام( ألفرد بل) عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي -والذّي سمّاه غزواً للعرب للبلاد المجاورة -كثيراً من المغالطات التاريخية، ومنها أنّه يعتقد أنّ موازين الحرب من قوّة أو ضعف هي التي عجّلت بانتصار إسلامي في أفريقيا،بمعنى أنّ الإسلام حسب زعمه قد استغلّ ضعف الأمبراطوريات القائمة أنذاك ليمرّر رسالته، وهذا ليس صحيحاً لأنّ الفتح الإسلامي لم يتعامل بمنطق الحرب، وإنّما تعامل مع الشعوب والدول بمنطق الحرّية الإنسانية، وتخليص الإنسان من الوثنية بطريقة سلمية ليس فيها شيء من العنف أو التعسّف.
وما يفنّدكلام( ألفرد بل )هو أنّ الإسلام دخل مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي، ولم تكن هذه المناطق مناطق نزاع عشائري أو سياسي، وإنّما كان انقيادها للإسلام انقياداً نابعاً من قناعتها بإنسانية الدين الوافد؛ هذه الحقائق غابت عن ذهن (ألفرد بل)، رغم أنّه قد اعترف بأنّه قد استعان في ذلك -أي في الحديث عن مرحلة الفتح الإسلامي- بماكتبه ابن خلدون([8]). وهو عمدة المؤرخين العرب المحدثين، ويفهم مما ذكره في المقدمة أن الفتوحات الإسلامية لم يكن هدفها فرض الإسلام ببالقوة سوآء في الشّمال الأفريقي أو في غيره من بقاع الدنيا وفي هذا السياق يقول شوقي أبو خليل([9]). إنّ الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم- لأنّ حرّية الاعتقاد مصانة- أو المساس الجائر بأموالهم وأعراضهم ودمائهم وهذا الرّأي يفنّد ماذهب إليه (كارل يركلمان)([10]). من أنّ الإسلام انتشر بالسّيف حيث يقول:" يتحتّم على المسلم أن يعلن العداوة على غير المسلمين حيث وجدهم لأنّ محاربة غير المسلمين واجب ديني" وتلتقي نظرة فردريك موريس([11]). في إبراز الجانب العدواني للإسلام- حسب زعمه- مع نظرة(بروكلمان) حيث يقول:" من الثابت أنّ الإسلام لم يكن يصادف نجاحاً إلاّ عندما كان يهدف إلى الغزو".
ويُرجع كل من ميور وكيتاني ازدياد عدد المؤمنين إلى الانتصارات العسكرية وإكراه النّاس على الدّعوة الموجودة في تعاليم الإسلام([12]).
وعلى العموم فإنّ هناك اتهامات للإسلام بالتّعصب في أثناء فتوحاته في الشرق والغرب حيث أنّ الفكرة الجامعة في الفكر الغربي والاستشراقي أنّ سيف الإسلام أخضع شعوب أفريقية وآسيا شعباً بعد شعب"([13]). ويعطي المنسنيور كولي صورة قاتمة ومروعة عن الإسلام حيث يؤكد أن فتوحاته كانت غزواً صاحبته كثيرمن مظاهر الاستيلاب والاغتصاب، حيث يقول:" في القرن السابع للميلاد برز في الشرق عدّو جديد، ذلك هو الإسلام الذي أسّس على القوّة، وقام على أشدّ أنواع التّعصّب، لقد وضع محمد السّيف في أيدي الذّين اتبعوه وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ثمّ سمح لأتباعه بالفجور والسّلب ووعد الذّين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملّذات([14]).
ويلتقي غيومان ولوستير مع كولي في ادّعاء الطابع الحربي للإسلام حيث يقول:" إنّ هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوّة وقالوا للناس أسلموا أو موتوا بينما أتباع المسيح ربحوا النّفوس ببرّهم وإحسانهم"([15]).
4- الفتح الإسلامي السّلمي للشمال الأفريقي
لقد كان الفتح الإسلامي لبلاد الشام والأندلسن والسّند وبلاد ماورآء النهر، فتحاً سلمياً وحتى قبل الفتح ويقدم توماس أرنولد([16]). شهادة تاريخية حيّة عن روح التّسامح التي صبغت الفتح الإسلامي لبعض بلاد الشمال الأفريقي حيث يقول:" ولم يضع عمرو بن العاص يده على شيء من ممتلكات الكنائس ولم يرتكب عملا من أعمال السّلب والنهب، وليس هناك شاهد من الشواهد يدل على أنّ ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع راجع إلى الاضطهاد، أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم المدنيين بل لقد تحوّل كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح.
إنّ الفاتحين المسلمين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانت تجمعهم مع الفاتحين المسلمين الأوائل الذين فتحوا الأندلس، أصولاً واحدة في التعامل مع غير المسلمين ويؤكد مصطفى الشكعة هذه الحقيقة فيقول:" ذهب كثير من المستشرقين المعنيين بتاريخ المسلمين في الأندلس إلى اختراع الأخبار للإساءة إلى أعلام المسلمين من قادة وفاتحين ،وتمادوا في ذلك إلى المدى الذي جعلهم يهاجمون كل مايتصل بالإسلام والمسلمين و تجمع كتب التاريخ على أنّ القائد الفاتح موسى بن نصير ومساعده القائد طارق بن زياد لم يعمدا في فتوحاتهما إلى مايتنافى مع أخلاقيات الحروب، فمتى استسلمت مدينة ماكان الأمان بكل معانيه ومبادئه يطبق عليها، فإذا ما قاومت عمد القائد الفاتح إلى الوسائل الحربية المشروعة حتى ينال النّصر، ومن المعروف أنّ المدن والحصون كانت تتهاوى تحت سنابك الخيول الإسلامية، وحتى تلك التي فتحت بحدّ السّيف كانت لا تلبث أن تعامل طبقاً للأخلاقيات الإسلامية"([17]).
ويبدو واضحاً من كلام مصطفى الشكعة الرّبط بين منطقة الأندلس ومنطقة المغرب والشمال الأفريقي، من حيث أنّهما في -مرحلة الفتوحات الإسلامية-كانتا تحتكمان إلى قاعدة أخلاقية واحدة، وهي إشاعة السّلم وعدم مجاراة منطق الحرب، وهو مايفنّد زعم كثير من المستشرقين الذّين عمدوا إلى اختراع الأخبار لتزييف مرحلة الفتح الإسلامي ،ولأنّ الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي قد ترك آثاراً اجتماعية وسياسية ودينية كثيرة، فإنّ الإستعمار الغربي أراد ان يمحو هذه الآثار وذلك عن طريق الحملات الاستعمارية المركزة التي جعلت الشمال الأفريقي هدفاً أساسياً للغرب،وهي حقيقة يشير إليها شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم([18]).إشارات واضحة في سياق حديثهما عن تاريخ أفريقيا؛ فالاستعمار الأوربي كما ذكرا كان ردّة فعل وحركة غربية مضادة للفتح الإسلامي، الذي امتدّ إلى أفريقيا من خلال بوابته الشمال الأفريقي.
ولقد تحدّث نجيب زبيب عن الفتح العربي الإسلامي في شمال أفريقيا وعن أخلاق الفاتحينن وأدبيات الفتح التي أرست قاعدة أخلاقية لم تكن موجودة قبل الفتح الإسلامي في ظلّ الأمبراطوريات المتعاقبة، يقول نجيب زبيب:" لقد حكم الرّومان من غربيين وشرقيين بلدان شمال أفريقيا حكماً تعسفياً ظالماً واستغلوا المناطق التي سيطروا عليها أبشع استغلال ولم ينقلوا إلى تلك المناطق أية حضارة أو ثقافة، لأنّهم كانوا يحتلون مدناً كانت قد ازدهرت فيها الحضارة منذ قرون طويلة،… وكان الحكم الرّوماني قائماً على السّلب والنهب والتمادي في جمع الضرائب ومصادرة المنتوجات الزراعية والصناعية بالإضافة إلى الضرائب الخاصة والباهضة التي كانت تفرض على التجار وأرباب السّفن، ولما طردوا من البلاد لم يشعر أحد بأسف لفقدانهم كما أنّهم لم يتركوا فراغاً في شمال أفريقيا ومصر كان لابدّ من ملئه بقوّات رومانية بعد رحيل تلك القوّات وبقيت البلاد لأهلها وأبنائها الذّين كان لزاماً عليهم أن يستعدّوا للذود عن بلادهم ضد العرب الفاتحين الجدد الذّين جاؤوا من الشرق بدين جديد ومعتقدات جديدة وتقاليد خلقية وأدبية جديدة مستمدة من كتاب الله تعالى الذين يحفظونه في صدورهم([19]).
ويذكر نجيب زبيب أنّ الفاتحين العرب في الشمال الأفريقي قد بدّدوا مخاوف الأفارقة سكان البلاد الأصليين ،لأنّهم لم يقوموا إلا بنشر دين التوحيد والدّعوة إلى الوحدة بين أبنائه رغم الاختلافات القائمة بينهم والتي تصل في أغلب الأحيان إلى حدّ الافتتان(أي حدوث الفتنة العارمة) والاقتتال، وفي ذلك يقول نجيب زبيب:"… تفرّد الحكم الإسلامي العربي في المغرب الأقصى وفي المغرب الأوسط وفي تونس وليبيبا بأنّه كان يشكّل حلقة تامة قائمة بذاتها فصلت بين ماضي تلك البلاد ومستقبلها،لذلك كان العهد العربي خاتمة لعهود الظلم والطغيان الرّومانية والوندالية والبيزنطية، وقد استهلّه الفاتحون الجدد بنشر دين التوحيد الداعي إلى عبادة الله الواحد الأوحد وإلى تآخي المسلمين من العرب وغير العرب من سكان شمال أفريقيا وايبيرية عملاً بما جاء في القرآن الكريم:" إنّما المؤمنون إخوة"([20]). وإلى نبذ التفاخر بالعنصرية والأنساب كما يقول الرّسول صلى الله عليه وسلم:" لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى"([21]). فقضى بقوّة الإيمان على العنصرية والقبلية وساوى بين جميع الطبقات فلاقناصل سيوفهم مصلتة فوق الرّقاب تجتاح البشر والحجر وتصادر الحرث والنسل ولا أباطرة يهدمون المدن ويبيعون سكانها الأحرار في أسواق العبيد الرّومانية وسادت الشورى مستضيئة بآيات الله وبيناته وقاومت الاجتهادات الشرعية لتحلّ محلّ التسلط والعبودية.
ويؤكّد نجيب زبيب أنّ المنطق السّلمي الذي جاء به الفاتحون للشمال الأفريقي كان أخلاقا توارثوها وتلقّوها في معاقلهم الأولى قبل مجيئهم إلى هذه الأقطار فيقول:"… وكان أولئك القادة المجاهدون قد شهدوا المعارك الكبرى في المشرق قبل مجيئهم لنشر عقيدة الإسلام في المغرب فتأدّبوا بآداب الحرب وإذا كانوا قد نالوا حظاًّ وافياً من المثاليات والخبرة في فنون القتال والكرّ والمراوغة إلاّ أنّهم مع ذلك كانوا لا يكفون عن استشارة أصحابهم المعمرين أو الشّبان الأذكياء من ذوي الخبرة والعبقرية في الفنون الحربية([22]).
إنّ القادة الفاتحين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانوا يتمتعون بأخلاق عالية أخذوها عن الرّعيل الأوّل أو السّلف الأوّل وهو ماجعلهم قادة مسالمين إلى أبعد الحدود، يقول نجيب زبيب:"… هؤلاء القادة الذين زحفوا على المغرب الأدنى ليبيا والأوسط (تونس) والجزائر والمغرب الأقصى (مراكش)، كانوا من أبناء الأجلّة والصحابة التابعين الذّين فتحوا سوريا والعراق و بلاد فارس ومصر في عهدي الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أمثال خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح والمثنى بن حارثة الشيباني وسعد بن أبي وقاص، وشرحبيل بن حسنة والمقداد بن الأسود وعمرو بن العاص وغيرهم([23]).
ويحكي نجيب زبيب نقلاً عن المصادر التاريخية أنّ عقبة بن نافع قائد حملة الفتح الأولى كان ملتزماً في فتحه للشمال الأفريقي بأخلاقيات وأدبيات الإسلام، حيث يقول:"… وسار عقبة بن نافع على رأس جيش التحرير مستجيباً لدعوة سكان برقة وليس غازياً كما زعم المؤرخون الأوربيون ومن نقل عنهم من العرب المستكتبين فدخل برقة سلماً وباستقبال حافل، وترحيب مشهود وعمل سكان برقة ما بوسعهم على تذليل العقبات أمام جيشه فحرّر عقبة المناطق السّاحلية ثمّ انطلق لتحرير الواحات الداخلية، وقد وضع نصب عينيه تحرير تونس- أو المغرب الأوسط -بعد فراغه من تحرير الواحات([24]).
ويضيف نجيب زبيب عن حملة الفتح الأولى بقيادة عقبة بن نافع:"… وكانت تعليمات الخليفة عمر(رضي الله عنه) التي أرسلها لعمرو بن العاص تقضي باستشارته قبل أن يهمّ بفتح جديد، فلمّا أرسل إليه يستشيره في ذلك طلب منه التريث والتفرغ لنشر الإسلام فيما حوله، حتى تثبت دعائم الإسلام وتستقر بين سكان برقة وقبائل الواحات فاكتفى عمر بما وصل إليه وألحق برقة من الوجهة الإدارية بمصر كولاية إسلامية وأقام عقبة بن نافع في برقة يدير شؤون البلاد ويشرف عليها([25]).
ولم تختلف الحملة الثانية لفتح أفريقيا بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن الحملة الأولى بقيادة عقبة بن نافع من حيث القواعد الأخلاقية التّي قامت عليها،[ فقد كانت أفريقيا في ذلك الوقت خاضعة للبيزنطيين شكلاً ويتولى زعامتها البطريق غريغوار جرجير وكان قائداً طموحاً اغتنم فرصة الخلافات الناشبة بين الكنيسة والأمبراطورية فانفصل عن الأمبراطورية البيزنطية معلناً استقلاله في أفريقيا وقد جهز جيشاً قيل إنّ تعداده بلغ 120 ألف جندي… وحاول أن يتصدى به جيش المسلمين الذي كان بقيادة ابن أبي سرح تسانده قوات عقبة بن نافع المرابطة في برقة…وكان النّصر للمسلمين وهزم جيش العدو وقتل البطريق غريغوار في هذه المعركة…وبعد الهزيمة التي حاقت بهم اعتنق العديد من سكان أفريقيا بما فيهم القبائل الدين الإسلامي حباًّ وطوعاً وعمت فرحة النصر أرجاء البلاد العربية في مشرقها ومغربها، وراح المجاهدون الأبطال يطالبون بتحرير المزيد من الأراضي ونشر الإسلام فيها وبعد أن رأو مناصرة المغاربة لهم بهذا الشكل المذهل([26]). وهكذا توالت الفتوحات في أفريقيا والشمال الأفريقي بنفس القواعد الإنسانية والأخلاقية التي تنكّر لها كثير من المفكرين والمؤرخين الغربيين المجحفيين ،رغم أنّ مصادر التاريخ تثبت هذا قطعاً لا ظناَّ ، إنّ هذه الأخلاق هي التي جعلت الفاتحين المسلمين في الشمال الأفريقي يجدون قبولاً عاماً لدى القبائل والأهالي، يقول نجيب زبيب:"… هذه القضايا الأخلاقية جعلتهم أقرب إلى قلوب سكان البلاد من الرّومان والبيزنطيين الذّين كانوا يستعبدون الشعوب ويطلقون عليهم اسم "الأرقاء" كما كانو يطلقون على ملوك المغاربة لقب" الملوك الأرقاء" ويبيعونهم إذا ثاروا في أسواق العبيد([27]).
ويقول عصام الدين عبد الرؤوف الفقي في سياق حديثه عن فتوح المسلمين في شمال أفريقيا..إنّ سعد بن أبي سرح أذن له عثمان بن عفان بعد أن ولي الخلافة بغزو بلاد أفريقية، فاشتبك مع أهلها في عدّة معارك ثمّ تمكّن بفضل الحملة التي قدمت إليه بقيادة عبد الله بن الزبير من التّغلب عليهم([28]). وفي كلام عصام الذّين عبد الرؤوف الفقي كثير من الدّس واللّبس، ذلك أنّه كما يبدو كان يجاري النظرة الاستشراقية القائلة بأنّ الوجود الإسلامي في أفريقيا كما في غيرها كان غزواً ولم يكن فتحاً وهو مايؤكده في العبارة التي نقلتها عنه، ولا يقف عند هذا الحدّ بل يسترسل، ويذكر أنّ المنطلق الثوري الذّي تعاملت به القبائل الأفريقية دليل عند كثير من المؤرخين على أنّ الفاتحين المسلمين تعاملوا بمنطق الغزو لا بمنطق الفتح، رغم أنّه يذكر في مواضع أخرى، أنّ هناك قبائل أفريقية كثيرة اعتنقت الإسلام طوعاً لا كرهاً وفي ذلك يقول عبد الرؤوف الفقي:"… وعلى الرغم من أنّ العرب استولوا على بعض بلاد شمال أفريقيا، فإنّ نفوذهم لم يتمكّن فيها، فكثيراً ماكان البربر يثورون عليهم كلّما سنحت لهم الفرصة، وظلّ الحال على ذلك إلى أن آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان فأرسل سنة50 هـ إلى عقبة بن نافع الفهري الذي كان مقيماً ببرقة عشرة آلاف جندي ليوطد سلطان العرب بالمغرب ففتح أفريقية وأسلم على يده كثير من البربر ثم وقع اختياره على موضع القيراوان (جنوب تونس) ليقيم بها جند المسلمين وأهلهم فوضع أساس هذه المدينة وبنى بها المسلمون دار الإمارة والمسجد الجامع([29]) .يقول محمد محمد الصّلابي عن الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وعن دواعي هذا الفتح فيقول:"… كان حال الشمال الأفريقي قبل الفتح يلفظ آخر أنفاسه السّياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية فبعد دخول القائد جستنيان قرطاجنة واستسلام آخر ملوك الوندال جليمر أخذت الدولة في انحدار سريع وتساقط غريب حيث كانت الإدارة المدنية فيها في غاية من الفساد كما أنّ الاضطهاد الدّيني والاستغلال المالي وفوضى الجيش أصبحت تنذر الأمبراطورية بأخطار عظيمة… هذه هي حالة المسيحية في الشمال الأفريقي قبل ظهور الإسلام، مذاهب منشقة وفساد إداري وعدم انتظامه، وإشاعة الرشوة وتسلط الرّومان، وانقسامات البربر وفساد العدالة الاجتماعية والظلم والجور، ممّا كان مهداً خصيبا لانتشار الإسلام وقبوله كدين فيه خير الدنيا والآخرة([30]). ويتحدث الصّلابي عن فتح ليبيا وكيف أن أهلها قبلوا الوجود الإسلامي طوعاً، فيقول:" لقد سبق الفتح الإسلامي لليبيا إرهاصات وأحداث وقضايا سياسية، ونزاعات عرقية… التي كان لها أثر بالغ في تغيير مجريات الأحداث السياسية والدّينية في المنطقة، وتمهيداً لتهيئة نفوس أهالي ليبيا لقبول الفتح الإسلامي، حيث أنهم كانت قد بلغتهم أخبار فتح المسلمين لبلاد الشام ومصر فتطلعوا إلى الخلاص على أيدي المسلمين من أولئك البيزنطيين وحكمهم الجائر التّعسّفي، لذلك حاول نفر من أهالي ليبيا التمرد على نظام الإمبراطورية البيزنطية والخروج إلى ناحية مصر حتى يلتقوا بقائد الجيوش المسلمة عمرو بن العاص- رضي الله عنه- وكان يومئذ حاكم مصر، وما أن وصل هؤلاء النفر حتى أعلنوا إسلامهم، ودخلوا في دين الله سبحانه،وأعطوا ولاءهم لقيادة المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، نيابة عن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-([31]).
ويؤكد ليفي بروفنسال([32]). الطابع السّلمي للفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي، وذلك بطريقة موضوعية تراعي الحقائق التاريخية المخالفة لطريقة كثير من المستشرقين وهناك بعض المصادر التاريخية التي تحاول تشويه الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي ، ومن ذلك ما ذكر السيد عبد العزيز سالم([33]).في كتابه: تاريخ المغرب الكبير حيث يروي في ذلك رواية لابن عذارى نقلها عن إبراهيم بن القاسم يقول:" ووصل عقبة بن نافع الفهري إلى أفريقية في عشرة آلاف من المسلمين ففتحها، ودخلها ووضع السّيف في أهلها فأفنى من بها من النصارى ثمّ قال:" إنّ أفريقيا إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام، فإذا خرج منها رجع من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يامعشر المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزّاً للإسلام إلى آخر الدهر".

خـاتـمـة:
والآن وقد وصلت إلى الخاتمة فلا بدّ من تسجيل النتائج الآتية:
1- إن هناك حلقةوصل بين الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام والأندلس وأفريقيا وغيرها،وخاصة من حيث القواعد الاخلاقية التّي سارت على هديهما هذه الفتوحات ،وهو مايفنّد مزاعم الغربيين والمستشرقيين من أنّ الفتوحات لم تكن تحكمها أداة أو قاعدة أخلاقية واحدة، ممّا يعني عندهم تكييف الفتوحات حسب بيئتهاوالأهل الموجّهة إليهم.
– إنّ الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي كان فتحاً سلمياً، لأنّ الفاتحين لم يمعنوا في إبراز المظاهر الحربية بمجرد أن تتحقق الغاية،وهو ما حصل في مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي.
3-لقد لعب الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا دوراً كبيراً في زيادة توحد هذه المنطقة من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية، قبل أن تدب إليها الفرقة والمنازعات الدينية والعرقية والسياسية في العصور الحديثة.

[1]ـ ألفرد بل، الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي من الفتح العربي حتى اليوم، ترجمة عبد الرحمن بدوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ط1، 1996 ص 38
[2]ـ المصدر نفسه، ص 38-39.
[3]ـألفرد بل ، المرجع السابق ،ص39 وما بعدها.
[4]ـالمصدر نفسه ، ص39 وما بعدها.
[5]ـ ألفرد بل، المرجع السابق ،ص 42.
[6]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 75.
[7]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 76.
[8]ـ انظر تاريخ ابن خلدون، 1959 ط بيروت ج6، ص214، إلى301.
[9]ـ شوقي أبو خليل، التسامح في الإسلام (المبدأ و التطبيق) ط2، دمشق دار الفكر 1998،ص 50.
[10]ـ كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، دار العلم للملايين، بيروت،ط4،1965، ص78.
[11]ـThe religions Of The World Cambridge ED 1852, P28.
[12]ـ توماس أرنولد، الدعوة إلى الإسلام مكتبة النهضة المصرية ط2، 1957، ص469.
[13]ـ انظر :خالدي وفروخ: التبشير و الاستعمار، منشورات المكتبة العصرية صيدا، بيروت 1986، ص41.
[14]ـ المنسنيور كولي: البحث عن الدين الحقيقي ، ص220.
[15]ـ غيومان ولوستير: تاريخ فرنسة (بدون تاريخ ومعلومات نشر)، ص 80-82.
[16]ـ توماس أرنولد، المرجع السابق، ص92.

[17]ـ مصطفى الشكعة: المغرب والأندلس آفاق إسلامية وحضارة إنسانية ومباحث أدبية دار الكتاب المصري ط1، 1987، ص 58.
[18]ـ شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم،تاريخ أفريقيا نشر وتوزيع دار الثقافة ،الدوحة، ط1، 1987م، ص56 وما بعدها.

[19]ـ نجيب زبيب الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروتط1، 1995، ص9-10.
[20]ـ الحجرات 10 وتمام الآية:" إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
[21]ـ من حديث الرّسول( صلى الله عليه وسلم) المروي في الصحاح:" كلكم سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى".
[22]ـ نجيب زبيب ، المرجع السابق، ص 11.
[23]ـ المصدر نفسه، ص 14.
[24]ـ نجيب زبيب: المرجع السابق، ص 16.
[25]ـ المصدر نفسه، ص 16.
[26]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص 17-18.
[27]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص49.
[28]ـ عصام الدّين عبد الرؤوف الفقي، معالم التاريخ الإسلامي، دار الفكر العربي القاهرة، (بدون ذكر الطبعة والتاريخ)ص 134.
[29]ـ عبد الرؤوف الفقي، المرجع السابق، ص 134-135.
[30]ـ علي محمد محمد الصّلابي، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الأفريقي، دار البيارق الأردن ط1، 1998، ص165-166. وانظر،سعد زغلول عبد الحميد تاريخ المغرب العربي، القاهرة،1965،ص124.
[31]ـ الصّلابي: المرجع السابق، ص 179.
[32]ـ انظر كتاب: الإسلام في المغرب والأندلس لكاتبه ليفي بروقنسال ترجمة السيد محمود عبد العزيز سالم ومحمود صلاح الدين حلمي ومراجعة لطفي عبد البديع، مؤسسة شباب الجامعة، بدون طبعة سنة 1990.
[33]ـ السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبير، العصر الإسلامي(دراسة تاريخية وعمرانية وأثرية دار النهضة العربية بيروت 1981، ص 196).

منقول..

مشكوؤؤؤؤر على التقرير و انشاء الله يكون في ميزان حسناتك

ان شاء الله كم سنة واخذ هذا التقرير هههه
مشكورة ع جهودج

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمدو مشاهدة المشاركة
مشكوؤؤؤؤر على التقرير و انشاء الله يكون في ميزان حسناتك

العفو اخوي , امين يارب

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المدارس مشاهدة المشاركة
ان شاء الله كم سنة واخذ هذا التقرير هههه
مشكورة ع جهودج

ان شاء الله ههه

العفوو

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

تقرير جاهز عن الفتوحات الاسلامية في شمال افريقيا -مناهج الامارات

ابعتولي ضروري جدا

هَلآ احمد سلمان ،،

هَآللي حصلته —>

بحث , تقرير جاهز / الفتوحات الإسلآميه

الفتوحات الإسلامية هي عدة حروب خاضها المسلمون بعد وفاة النبي محمد بن عبد الله ضد بيزنطة و الفرس و القوط في السنوات مايين (632–732) في العهدين الراشدي و الأموي و أستكمل العباسيون الفتوحات ، كان من نتائج الفتوحات سقوط مملكة الفرس و فقدان البيزنطينيين لإقاليمهم في مصر و الشام و شمال أفريقيا و نشر الإسلام و نشر اللغة العربية معه ومن ثم ظهور الحضارة العربية الأسلامية

تاريخ

الفتوحات الإسلامية من عهد الرسول وحتى نهاية الخلافة الأمويةبعد وفاة محمد بن عبد الله في المدينة المنورة بويع أبو بكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الرده وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس. بعدها إزدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودالت له طواعية تحت ظلال الخلائف الراشدة والأموية والعباسية. و لقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفة والبصرة بالعراق والفسطاط بمصر. وظلت المدينة المنورة عاصمة الخلافة حتي نقلها الخليفة الرابع علي بن أبي طالب للكوفة, بسبب القلاقل التي نشبت في عهد عثمان بن عفان وأدت لإستشهاده.
وبعد مقتل علي بن ابي طالب تأسست الدولة الأموية (661 – 750 م) بدمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الفتوحات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات هناك.
و كان الأمويون بدمشق قد حاولوا فتح القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم فتحوا شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الفتح الإسلامي بأرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول إنتصار للمسلمين هناك عام 29 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الفتوحات الإسلامية بجنوب ايطاليا وصقلية. فلقد بلغ الفتح الإسلامي برنديزي والبندقية بإيطاليا علي بحرالأدرياتيك. وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكمالإسلامي[بحاجة لمصدر] .
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكمواالأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها الطوائف والبربر والموحدون لدويلات أدت لسقوط الحكم الإسلامي تماما. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين عام 1492 م علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيلا. و عندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث إنتصر الفرنجة على عبد الرحمن الغافقي عام 114 هجرية (732 م) عندما قتل بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا فتوحاتهم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان إحتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو (الذي يعرف بيودس) الذي ترك المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز في 9 يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).
وللتاريخ كانت الخلافة العباسية(750 – 1258 م) ببغداد تتآمر ضد الأمويين بالأندلس بتحالفها مع شارلمان ملكالفرنجة . وهذا سبب ثان لتوقف الفتوحات الإسلامية بغرب أوروبا. وما بين سنتي 910 و1171 م كان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّين والمماليك في مصر والشام. وكانت الحملات الصليبية علي الشام وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.
وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي مازال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 – 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. و كان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمةالإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 – 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بالقاهرة والشام وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون فتح رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر] .ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع أن يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة فيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكو وفتحها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.
في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية كالكوفة والبصرة وبغداد والقاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانهامسلمون[بحاجة لمصدر] . وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.

وحصّلت بعَد —>

تقرير جاهز {الفتـح الإسلامـي السّلمـي لأفريقيـا (الشّمـال الأفريقـي أنموذجاً)

الكاتب : د.محمد بوالروايح /أستاذ محاضر- قسنطينة الجزائر
مقدمـة:
درج بعض الباحثين الغريين على تصور خاطئ ينتقد الإسلام وينتقصه ويصف حضارته بأنها حضارة همجية بربرية اتخذت العنف وسيلة لتمرير رسالتها وإخضاع مخالفيها ، وهذا التصور من الناحية التاريخية والموضوعية بعيد كل البعد عن حقيقة الحضارة الإسلامية ، فهو تصور وصفي شمولي نمطي فرضته بعض المذاهب الفكرية الغربية التي اتخذت من الإسلام موقفا مسبقا مهد لما يسمى التصور النمطي الغربي للإسلام الذي يخالف حقائق التاريخ والجغرافيا وحقائق الاجتماع.
من جملة ما انطوى عليه التصور الغربي المتعصب ضد الإسلام ، تلك الحملات الفكرية التي استهدفت فترة ذهبية من فترات الإسلام وهي فترة الفتوحات الإسلامية ،التي يدعي بعض الباحثين الغربيين بأنها لم تكن فتحا حقيقيا بل كانت أشبه بالغزو المنظم والموجه ، ومن الفتوحات الإسلامية التي تعرضت للتشويه تلك التي كانت موجهة لإفريقيا ، حيث يزعم بعض المؤرخين الغربيين والمستشرقين أن أفريقيا أصيبت في تلك المرحلة بما يسمى السرطان الإسلامي الذي ظهر في أرضها وامتد في خلالها حتى استولى على حضارتها السابقة السامقة.
إن تصوير الفتوحات الإسلامية في أفريقيا بأنها عملية غزو منظم وأنها مظهر من مظاهر الاستغلال الديني تصوير لا وجود له إلا في الخيال الخصيب لبعض المفكرين الغربيين ،لأن الحقائق التاريخية تفند هذا جملة وتفصيلا ، فإذا كان ديدن هؤلاء المفكرين أن يتخذوا من الفتوحات الإسلامية في أفريقيا مادة للطعن في الإسلام فإن هذا يحتم على الباحثين المسلمين أن يبينوا تهافتهم ويبينوا في المقابل الصورة المشرقة للفتح الإسلامي سوآء في أفريقيا أو في غيرها على أساس أن هدي الإسلام في فتوحاته واحد لا يختلف، وهو عرض الإسلام لا فرضه بالقوة كما يدعي بعض الغربيين الذين لم يتحرروا من سطوة موروثهم الديني والفكري وما يحملونه للإسلام من صورة قاتمة لا تعبربأي حال من الأحوال عن حقيقته وطبيعته.
ولا يختلف الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي من حيث أخلاقياته وأدبياته عن الفتح الإسلامي لأفريقيا وعن الفتح الإسلامي عموما .
لقد قسمت موضوع الفتح الإسلامي السلمي لأفريقيا والشمال الأفريقي إلى أربعة أقسام حيث تناولت في القسم الأول التعريف بالموقع الجغرافي والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية للشمال الأفريقي، وخصصت القسم الثاني للحديث عن الصبغة الحربية للفتح الإسلامي في الشمال الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية ، وجعلت القسم الثاني للحديث عن الفتح الإسلامي السلمي للشمال الأفريقي .
1-الشمال الأفريقي : الموقع الجغرافي
والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية
"يعنى بشمال أفريقيا المنطقة المربعة الشكل من الأراضي المرتفعة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط في الشمال والصحراء الكبرى في الجنوب وخليجي سرت شرقا والمحيط الأطلسي غربا وطرابلس وبرقة وواحة سيوة ،وكذلك كل الصحراء الكبرى في الجنوب([1]). وشمال أفريقيا هي "المنطقة التي كان سكانها الأقدمون- وهم البربر- يتكلمون ولا يزالون يتكلمون في بعض النواحي هنا وهناك لغة مشتركة ذات لهجات عديدة يطلق عليها اليوم اسم اللغة البربرية ، وهذه المنطقة أو بعض أجزائها هي التي كان اليونان يطلقون غليها اسم ليبيا و"تمتد من مصر إلى المحيط الأطلسي وكان للرومان فيها ولايات أفريقية ونوميديا وموريتانيا([2]).
لقد كانت منطقة الشمال الأفريقي تسمى في الاستعمال العربي القديم جزيرة المغرب أو المغرب أي بلاد الغرب ، وللشمال الأفريقي كما يذكر المؤرخون خصائص طبيعية واجتماعية ودينية تميزها عن غيرها من بلاد الدنيا ، ويمكن تلخيصها على النحو الآتي :
أولا : الخصائص الطبيعية
1-تتميز منطقة الشمال الأفريقي بانعزالها عن بقية العالم بموقعها –الذي تزيده عزلة سواحلها الوعرة- يضاف إلى ذلك انقسامها بحواجز داخلية ناشئة عن ترتيب خاص للمرتفعات وسلاسل الجبال مما يجعل المواصلات صعبة من الشمال إلى الجنوب وفي أحيان كثيرة من الشرق إلى الغرب أيضا. ([3]).
2- افتقار الشمال الأفريقي إلى الوحدة الجغرافية وإلى توزيع معقول لمختلف المناطق حول مركز اجتذاب ، وانعدام مجاري المياه الكبرى القابلة للملاحة فكل هذه الخصائص الطبيعية جعلت العلاقات بين السكان في الشمال الأفريقي صعبة وأسهمت في تجزئة المنطقة وتجزئة السلطة السياسية والإدارية ([4]).
ثانيا : الخصائص الاجتماعية
أهم ما يميز منطقة الشمال الأفريقي من الناحية الاجتماعية –وذلك بحسب الدراسات الاجتماعية القديمة والحديثة – ، هو أن العزلة الطبيعية التي أشرت إليها أسهمت في حدوث العزلة الاجتماعية وافتقاد التواصل بين التجمعات السكانية المختلفة، بل إن الظروف الطبيعية الصعبة التي يعيشها سكان الشمال الأفريقي أسهمت في نشوب صراعات اجتماعية كثيرة ومن الغريب أن آثار هذا الصراع ما زالت قائمة إلى اليوم رغم ضعف حدتها في العصر الحديث بفضل مشاريع الإنماء المخنلفة التي انطلقت في الشمال الأفريقي، إذ مسته في ذلك بعض آثار الثورة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت العالم ولو بنسبة قليلة غير كافية مقارنة بالعالم المتمدن.
ثالثا : الخصائص الدينية.
إنّ التنافر الطبيعي والتنافر الاجتماعي في الشمال الأفريقي أوجدا تنافرا من قبيل آخر وهو التناف الديني ، ولقد عمل الإسلام على امتداد وجوده في الشمال الأفريقي على توحيد شعوب هذه المنطقة ، وهي حقيقة تاريخية لا مناص من الاعتراف بها ، يقول ألفرد بل :"…والإسلام نفسه – الذي ربما كان على طول التطور التاريخي لهذه البلاد- أهم عامل في توحيد شعوب الشمال الأفريقي وذلك بتقديمه لهم عقيدة دينية مشتركة وتشريعا مدنيا واحدا لم يستطع رغم ذلك أن يصب كل جماعاتهم في كتلة متجانسة ، ولا يزال يحدث حتى اليوم أن تنبذ بعض الجماعات البربرية المسلمة الشريعة الإسلامية المدنية وتحتفظ بقانونها العرفي القديم وغالبية هؤلاء البربر أضافوا
في ميدان الدين شيئا من الإسلام متفاوت المقدار إلى المعتقدات القديمة والأعراف السحرية الدينية التي ورثوها عن أجدادهم البعيدين([5]).
إن كلام( ألفرد بل) عن الإسلام من حيث هو عامل توحيد لشعوب الشمال الأفريقي ،قد تخلله كثير من الدس والغلو الفكري والديني ، الناتج عن قلة اطلاع بطبيعة الشريعة الإسلامية فالإسلام لا يريد إيجاد كتلة بشرية متجانسة وإنما كنلة بشرية متنوعة تتنوع في مذاهبها وميولاتها الفكرية مع الإبقاء على الرباط الجامع والحبل الواصل بينها جميعا، وهي بلا شك عرى الإسلام المتمثلة في أحكامه التشريعية والعقيدية ، ويفهم في هذا السياق من كلام (ألفرد بل) أنه ربما يحمل(بتشديد الميم )الإسلام مسؤولية بغض الارتدادات الدينية التي حدثت في الشمال الأفريقي والتي ترجع حسبه إلى عدم قدرة شريعة الإسلام على احتواء المظاهر الد ينية المتنافرة ،وهذا التصور يعتريه قصور ظاهر ،ذلك أن نبذ بعض الجماعات البربرية كما سماها (ألفرد بل) للشريعة الإسلامية لم يكن بسبب قصور هذه الشريعة ولكن بسبب بعض الإملاءات والوصايات الدينية التي تفرض على سكان الشمال الأفريقي وأفريقيا عموما والتي يتولى كبرها لفيف من المبشرين الذين يبذلون قصارى جهودهم لإبعاد شعوب الشمال الأفريقي عن الإسلام ، وإدخالهم في المسيحية أو إرجاعهم إلى الديانة الوثنية التي كانوا عليها ، وهذا الأمر لم يعد سرا بعد أن أفصح عنه كثير من عتاة ودعاة التبشير في الشمال الأفريقي والذي مثل قطبا فكريا ودينيا أساسيا في قرارات مؤتمر كولورادو عام1978للميلاد.
2-الصبغة الحربية للفتح الإسلامي للشمال
الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية
لا أجد بدا في البداية من الإشارة إلى أن (ألفرد بل)- و فكره نموذج للرؤية الغربية- قد رجع في الحديث عن الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي إلى بعض المؤلفات الإسلامية كما ذكر ذلك في الفصل المتعلق بالفتح العربي وقيام الإسلام السني في شمال أفريقيا من كتابه "الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي" ،ومن هذه المؤلفات التي استقى منها مادته التاريخية عن عملية الفتح في الشمال الأفريقي :
-ابن الأثير ، "الكامل في التاريخ "وقد نشره نورنبرج وهو بلا شك واحد من المستشرقين الذين يتميز فكره التاريخي عن المنطقة العربية والإسلامية برمتها بإسقاطات تاريخية وفكرية تزيد من احتمال التأويل السيء لكثير من الحوادث والقضايا الدينية والاجتماعية ، التي حدثت في الشمال الأفريقي .
-الإدريسي ،نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، وقد ترجمه جوبيرGAUBERT إلى الفرنسية وقد صدر بباريس في مجلدين سنة 1836-1840للميلاد ونشر النص وترجمه فيما يتعلق بإفريقية والأندلس المستشرق دوزي ودي خويه ليدن عام 1866.
-ابن خلدون ، "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر …"،وغير هذه المؤلفات كثير ،غير أن اللافت للنظر أن (ألفرد بل) قد تعامل مع هذه المصادر أو اغترف منها، انطلاقاً من قناعاته الفكرية والدينية وأنّه عوّل في ذلك على آراء كثير من المستشرقين، وهذه النظرة الاستشراقية التي لا تخلو من تحيّز واضح للغرب والفكر الغربي، هي التي تجعلنا نتعامل مع قاله (ألفرد بل )بكثير من الحذر، لأنّ تاريخ الإسلام في أفريقيا أو الشمال الأفريقي قد تعرض- كغيره من التاريخ الإسلامي- إلى التّشويه الذي مارسته كثير من المؤسسات الاستشراقية، وقد ظهرت آثار ذلك من حديث (ألفرد بل) عن المصادر الإسلامية التي تناولت الشمال الأفريقي وذلك في تصديره لحديثه عن الفتح العربي للشّمال الأفريقي. ولكن رغم هذا الإفراغ الفكري الغربي عند (ألفرد بل) عند حديثه عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي ،إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الاعتراف ببعض الحقائق التاريخية التي ارتبطت تاريخياً بالوجود الإسلامي في القرن الأفريقي، وفي ذلك يقول:" جاء النبي محمد المتوفى في المدينة سنة 633 للميلاد بدين جديد هو الإسلام وشريعة جمع عليها أمّة المؤمنين من بدو وحضر في الجزيرة العربية، في ظلّ التزامات دينية ومدنية واحدة وتولّى النّبي تدبير أمورها، ولمّا قُبض ترك لخلفائه مهمّة رعاية الدولة الإسلامية الفتية، وضمّ شعوب جديدة إلى الإسلام، وزيادة رفعتها ببلاد جديدة.
ومنذ ابتداء عهد الخلفاء الأوائل، قامت الجيوش العربية الإسلامية بفتح البلاد المجاورة لجزيرة العرب وتمّ لها النّصر بسرعة مدهشة"([6]).
ويعدّد (ألفرد بل) أسباب نجاح العرب في الشمال الأفريقي فيذكر منها:
1- تنظيم الجماعات العربية البدوية الفقيرة تحت لواء الإسلام نظاماً وشريعة ممّا جعل منها قوّة حربية متماسكة.
2- الضعف السياسي والحربي والاجتماعي الذي أصاب الدول المجاورة للجزيرة العربية، ونعني بها الأمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، التي أنهكت كل منهما الأخرى بالحروب فيما بينهما حتى بداية القرن السابع الميلادي.
ويعلّق( ألفرد بل) على هذه الأسباب فيقول:"… وهذه الأسباب عينها[ هي التي أدّت إلى انتصار العرب في الشمال الأفريقي الخاضع لبيزنطة وكان من الناحيتين السياسية والعسكرية ضعيفاً ضعف سوريا وفارس في نفس العصر([7]).
ويحمل كلام( ألفرد بل) عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي -والذّي سمّاه غزواً للعرب للبلاد المجاورة -كثيراً من المغالطات التاريخية، ومنها أنّه يعتقد أنّ موازين الحرب من قوّة أو ضعف هي التي عجّلت بانتصار إسلامي في أفريقيا،بمعنى أنّ الإسلام حسب زعمه قد استغلّ ضعف الأمبراطوريات القائمة أنذاك ليمرّر رسالته، وهذا ليس صحيحاً لأنّ الفتح الإسلامي لم يتعامل بمنطق الحرب، وإنّما تعامل مع الشعوب والدول بمنطق الحرّية الإنسانية، وتخليص الإنسان من الوثنية بطريقة سلمية ليس فيها شيء من العنف أو التعسّف.
وما يفنّدكلام( ألفرد بل )هو أنّ الإسلام دخل مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي، ولم تكن هذه المناطق مناطق نزاع عشائري أو سياسي، وإنّما كان انقيادها للإسلام انقياداً نابعاً من قناعتها بإنسانية الدين الوافد؛ هذه الحقائق غابت عن ذهن (ألفرد بل)، رغم أنّه قد اعترف بأنّه قد استعان في ذلك -أي في الحديث عن مرحلة الفتح الإسلامي- بماكتبه ابن خلدون([8]). وهو عمدة المؤرخين العرب المحدثين، ويفهم مما ذكره في المقدمة أن الفتوحات الإسلامية لم يكن هدفها فرض الإسلام ببالقوة سوآء في الشّمال الأفريقي أو في غيره من بقاع الدنيا وفي هذا السياق يقول شوقي أبو خليل([9]). إنّ الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم- لأنّ حرّية الاعتقاد مصانة- أو المساس الجائر بأموالهم وأعراضهم ودمائهم وهذا الرّأي يفنّد ماذهب إليه (كارل يركلمان)([10]). من أنّ الإسلام انتشر بالسّيف حيث يقول:" يتحتّم على المسلم أن يعلن العداوة على غير المسلمين حيث وجدهم لأنّ محاربة غير المسلمين واجب ديني" وتلتقي نظرة فردريك موريس([11]). في إبراز الجانب العدواني للإسلام- حسب زعمه- مع نظرة(بروكلمان) حيث يقول:" من الثابت أنّ الإسلام لم يكن يصادف نجاحاً إلاّ عندما كان يهدف إلى الغزو".
ويُرجع كل من ميور وكيتاني ازدياد عدد المؤمنين إلى الانتصارات العسكرية وإكراه النّاس على الدّعوة الموجودة في تعاليم الإسلام([12]).
وعلى العموم فإنّ هناك اتهامات للإسلام بالتّعصب في أثناء فتوحاته في الشرق والغرب حيث أنّ الفكرة الجامعة في الفكر الغربي والاستشراقي أنّ سيف الإسلام أخضع شعوب أفريقية وآسيا شعباً بعد شعب"([13]). ويعطي المنسنيور كولي صورة قاتمة ومروعة عن الإسلام حيث يؤكد أن فتوحاته كانت غزواً صاحبته كثيرمن مظاهر الاستيلاب والاغتصاب، حيث يقول:" في القرن السابع للميلاد برز في الشرق عدّو جديد، ذلك هو الإسلام الذي أسّس على القوّة، وقام على أشدّ أنواع التّعصّب، لقد وضع محمد السّيف في أيدي الذّين اتبعوه وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ثمّ سمح لأتباعه بالفجور والسّلب ووعد الذّين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملّذات([14]).
ويلتقي غيومان ولوستير مع كولي في ادّعاء الطابع الحربي للإسلام حيث يقول:" إنّ هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوّة وقالوا للناس أسلموا أو موتوا بينما أتباع المسيح ربحوا النّفوس ببرّهم وإحسانهم"([15]).
4- الفتح الإسلامي السّلمي للشمال الأفريقي
لقد كان الفتح الإسلامي لبلاد الشام والأندلسن والسّند وبلاد ماورآء النهر، فتحاً سلمياً وحتى قبل الفتح ويقدم توماس أرنولد([16]). شهادة تاريخية حيّة عن روح التّسامح التي صبغت الفتح الإسلامي لبعض بلاد الشمال الأفريقي حيث يقول:" ولم يضع عمرو بن العاص يده على شيء من ممتلكات الكنائس ولم يرتكب عملا من أعمال السّلب والنهب، وليس هناك شاهد من الشواهد يدل على أنّ ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع راجع إلى الاضطهاد، أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم المدنيين بل لقد تحوّل كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح.
إنّ الفاتحين المسلمين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانت تجمعهم مع الفاتحين المسلمين الأوائل الذين فتحوا الأندلس، أصولاً واحدة في التعامل مع غير المسلمين ويؤكد مصطفى الشكعة هذه الحقيقة فيقول:" ذهب كثير من المستشرقين المعنيين بتاريخ المسلمين في الأندلس إلى اختراع الأخبار للإساءة إلى أعلام المسلمين من قادة وفاتحين ،وتمادوا في ذلك إلى المدى الذي جعلهم يهاجمون كل مايتصل بالإسلام والمسلمين و تجمع كتب التاريخ على أنّ القائد الفاتح موسى بن نصير ومساعده القائد طارق بن زياد لم يعمدا في فتوحاتهما إلى مايتنافى مع أخلاقيات الحروب، فمتى استسلمت مدينة ماكان الأمان بكل معانيه ومبادئه يطبق عليها، فإذا ما قاومت عمد القائد الفاتح إلى الوسائل الحربية المشروعة حتى ينال النّصر، ومن المعروف أنّ المدن والحصون كانت تتهاوى تحت سنابك الخيول الإسلامية، وحتى تلك التي فتحت بحدّ السّيف كانت لا تلبث أن تعامل طبقاً للأخلاقيات الإسلامية"([17]).
ويبدو واضحاً من كلام مصطفى الشكعة الرّبط بين منطقة الأندلس ومنطقة المغرب والشمال الأفريقي، من حيث أنّهما في -مرحلة الفتوحات الإسلامية-كانتا تحتكمان إلى قاعدة أخلاقية واحدة، وهي إشاعة السّلم وعدم مجاراة منطق الحرب، وهو مايفنّد زعم كثير من المستشرقين الذّين عمدوا إلى اختراع الأخبار لتزييف مرحلة الفتح الإسلامي ،ولأنّ الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي قد ترك آثاراً اجتماعية وسياسية ودينية كثيرة، فإنّ الإستعمار الغربي أراد ان يمحو هذه الآثار وذلك عن طريق الحملات الاستعمارية المركزة التي جعلت الشمال الأفريقي هدفاً أساسياً للغرب،وهي حقيقة يشير إليها شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم([18]).إشارات واضحة في سياق حديثهما عن تاريخ أفريقيا؛ فالاستعمار الأوربي كما ذكرا كان ردّة فعل وحركة غربية مضادة للفتح الإسلامي، الذي امتدّ إلى أفريقيا من خلال بوابته الشمال الأفريقي.
ولقد تحدّث نجيب زبيب عن الفتح العربي الإسلامي في شمال أفريقيا وعن أخلاق الفاتحينن وأدبيات الفتح التي أرست قاعدة أخلاقية لم تكن موجودة قبل الفتح الإسلامي في ظلّ الأمبراطوريات المتعاقبة، يقول نجيب زبيب:" لقد حكم الرّومان من غربيين وشرقيين بلدان شمال أفريقيا حكماً تعسفياً ظالماً واستغلوا المناطق التي سيطروا عليها أبشع استغلال ولم ينقلوا إلى تلك المناطق أية حضارة أو ثقافة، لأنّهم كانوا يحتلون مدناً كانت قد ازدهرت فيها الحضارة منذ قرون طويلة،… وكان الحكم الرّوماني قائماً على السّلب والنهب والتمادي في جمع الضرائب ومصادرة المنتوجات الزراعية والصناعية بالإضافة إلى الضرائب الخاصة والباهضة التي كانت تفرض على التجار وأرباب السّفن، ولما طردوا من البلاد لم يشعر أحد بأسف لفقدانهم كما أنّهم لم يتركوا فراغاً في شمال أفريقيا ومصر كان لابدّ من ملئه بقوّات رومانية بعد رحيل تلك القوّات وبقيت البلاد لأهلها وأبنائها الذّين كان لزاماً عليهم أن يستعدّوا للذود عن بلادهم ضد العرب الفاتحين الجدد الذّين جاؤوا من الشرق بدين جديد ومعتقدات جديدة وتقاليد خلقية وأدبية جديدة مستمدة من كتاب الله تعالى الذين يحفظونه في صدورهم([19]).
ويذكر نجيب زبيب أنّ الفاتحين العرب في الشمال الأفريقي قد بدّدوا مخاوف الأفارقة سكان البلاد الأصليين ،لأنّهم لم يقوموا إلا بنشر دين التوحيد والدّعوة إلى الوحدة بين أبنائه رغم الاختلافات القائمة بينهم والتي تصل في أغلب الأحيان إلى حدّ الافتتان(أي حدوث الفتنة العارمة) والاقتتال، وفي ذلك يقول نجيب زبيب:"… تفرّد الحكم الإسلامي العربي في المغرب الأقصى وفي المغرب الأوسط وفي تونس وليبيبا بأنّه كان يشكّل حلقة تامة قائمة بذاتها فصلت بين ماضي تلك البلاد ومستقبلها،لذلك كان العهد العربي خاتمة لعهود الظلم والطغيان الرّومانية والوندالية والبيزنطية، وقد استهلّه الفاتحون الجدد بنشر دين التوحيد الداعي إلى عبادة الله الواحد الأوحد وإلى تآخي المسلمين من العرب وغير العرب من سكان شمال أفريقيا وايبيرية عملاً بما جاء في القرآن الكريم:" إنّما المؤمنون إخوة"([20]). وإلى نبذ التفاخر بالعنصرية والأنساب كما يقول الرّسول صلى الله عليه وسلم:" لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى"([21]). فقضى بقوّة الإيمان على العنصرية والقبلية وساوى بين جميع الطبقات فلاقناصل سيوفهم مصلتة فوق الرّقاب تجتاح البشر والحجر وتصادر الحرث والنسل ولا أباطرة يهدمون المدن ويبيعون سكانها الأحرار في أسواق العبيد الرّومانية وسادت الشورى مستضيئة بآيات الله وبيناته وقاومت الاجتهادات الشرعية لتحلّ محلّ التسلط والعبودية.
ويؤكّد نجيب زبيب أنّ المنطق السّلمي الذي جاء به الفاتحون للشمال الأفريقي كان أخلاقا توارثوها وتلقّوها في معاقلهم الأولى قبل مجيئهم إلى هذه الأقطار فيقول:"… وكان أولئك القادة المجاهدون قد شهدوا المعارك الكبرى في المشرق قبل مجيئهم لنشر عقيدة الإسلام في المغرب فتأدّبوا بآداب الحرب وإذا كانوا قد نالوا حظاًّ وافياً من المثاليات والخبرة في فنون القتال والكرّ والمراوغة إلاّ أنّهم مع ذلك كانوا لا يكفون عن استشارة أصحابهم المعمرين أو الشّبان الأذكياء من ذوي الخبرة والعبقرية في الفنون الحربية([22]).
إنّ القادة الفاتحين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانوا يتمتعون بأخلاق عالية أخذوها عن الرّعيل الأوّل أو السّلف الأوّل وهو ماجعلهم قادة مسالمين إلى أبعد الحدود، يقول نجيب زبيب:"… هؤلاء القادة الذين زحفوا على المغرب الأدنى ليبيا والأوسط (تونس) والجزائر والمغرب الأقصى (مراكش)، كانوا من أبناء الأجلّة والصحابة التابعين الذّين فتحوا سوريا والعراق و بلاد فارس ومصر في عهدي الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أمثال خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح والمثنى بن حارثة الشيباني وسعد بن أبي وقاص، وشرحبيل بن حسنة والمقداد بن الأسود وعمرو بن العاص وغيرهم([23]).
ويحكي نجيب زبيب نقلاً عن المصادر التاريخية أنّ عقبة بن نافع قائد حملة الفتح الأولى كان ملتزماً في فتحه للشمال الأفريقي بأخلاقيات وأدبيات الإسلام، حيث يقول:"… وسار عقبة بن نافع على رأس جيش التحرير مستجيباً لدعوة سكان برقة وليس غازياً كما زعم المؤرخون الأوربيون ومن نقل عنهم من العرب المستكتبين فدخل برقة سلماً وباستقبال حافل، وترحيب مشهود وعمل سكان برقة ما بوسعهم على تذليل العقبات أمام جيشه فحرّر عقبة المناطق السّاحلية ثمّ انطلق لتحرير الواحات الداخلية، وقد وضع نصب عينيه تحرير تونس- أو المغرب الأوسط -بعد فراغه من تحرير الواحات([24]).
ويضيف نجيب زبيب عن حملة الفتح الأولى بقيادة عقبة بن نافع:"… وكانت تعليمات الخليفة عمر(رضي الله عنه) التي أرسلها لعمرو بن العاص تقضي باستشارته قبل أن يهمّ بفتح جديد، فلمّا أرسل إليه يستشيره في ذلك طلب منه التريث والتفرغ لنشر الإسلام فيما حوله، حتى تثبت دعائم الإسلام وتستقر بين سكان برقة وقبائل الواحات فاكتفى عمر بما وصل إليه وألحق برقة من الوجهة الإدارية بمصر كولاية إسلامية وأقام عقبة بن نافع في برقة يدير شؤون البلاد ويشرف عليها([25]).
ولم تختلف الحملة الثانية لفتح أفريقيا بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن الحملة الأولى بقيادة عقبة بن نافع من حيث القواعد الأخلاقية التّي قامت عليها،[ فقد كانت أفريقيا في ذلك الوقت خاضعة للبيزنطيين شكلاً ويتولى زعامتها البطريق غريغوار جرجير وكان قائداً طموحاً اغتنم فرصة الخلافات الناشبة بين الكنيسة والأمبراطورية فانفصل عن الأمبراطورية البيزنطية معلناً استقلاله في أفريقيا وقد جهز جيشاً قيل إنّ تعداده بلغ 120 ألف جندي… وحاول أن يتصدى به جيش المسلمين الذي كان بقيادة ابن أبي سرح تسانده قوات عقبة بن نافع المرابطة في برقة…وكان النّصر للمسلمين وهزم جيش العدو وقتل البطريق غريغوار في هذه المعركة…وبعد الهزيمة التي حاقت بهم اعتنق العديد من سكان أفريقيا بما فيهم القبائل الدين الإسلامي حباًّ وطوعاً وعمت فرحة النصر أرجاء البلاد العربية في مشرقها ومغربها، وراح المجاهدون الأبطال يطالبون بتحرير المزيد من الأراضي ونشر الإسلام فيها وبعد أن رأو مناصرة المغاربة لهم بهذا الشكل المذهل([26]). وهكذا توالت الفتوحات في أفريقيا والشمال الأفريقي بنفس القواعد الإنسانية والأخلاقية التي تنكّر لها كثير من المفكرين والمؤرخين الغربيين المجحفيين ،رغم أنّ مصادر التاريخ تثبت هذا قطعاً لا ظناَّ ، إنّ هذه الأخلاق هي التي جعلت الفاتحين المسلمين في الشمال الأفريقي يجدون قبولاً عاماً لدى القبائل والأهالي، يقول نجيب زبيب:"… هذه القضايا الأخلاقية جعلتهم أقرب إلى قلوب سكان البلاد من الرّومان والبيزنطيين الذّين كانوا يستعبدون الشعوب ويطلقون عليهم اسم "الأرقاء" كما كانو يطلقون على ملوك المغاربة لقب" الملوك الأرقاء" ويبيعونهم إذا ثاروا في أسواق العبيد([27]).
ويقول عصام الدين عبد الرؤوف الفقي في سياق حديثه عن فتوح المسلمين في شمال أفريقيا..إنّ سعد بن أبي سرح أذن له عثمان بن عفان بعد أن ولي الخلافة بغزو بلاد أفريقية، فاشتبك مع أهلها في عدّة معارك ثمّ تمكّن بفضل الحملة التي قدمت إليه بقيادة عبد الله بن الزبير من التّغلب عليهم([28]). وفي كلام عصام الذّين عبد الرؤوف الفقي كثير من الدّس واللّبس، ذلك أنّه كما يبدو كان يجاري النظرة الاستشراقية القائلة بأنّ الوجود الإسلامي في أفريقيا كما في غيرها كان غزواً ولم يكن فتحاً وهو مايؤكده في العبارة التي نقلتها عنه، ولا يقف عند هذا الحدّ بل يسترسل، ويذكر أنّ المنطلق الثوري الذّي تعاملت به القبائل الأفريقية دليل عند كثير من المؤرخين على أنّ الفاتحين المسلمين تعاملوا بمنطق الغزو لا بمنطق الفتح، رغم أنّه يذكر في مواضع أخرى، أنّ هناك قبائل أفريقية كثيرة اعتنقت الإسلام طوعاً لا كرهاً وفي ذلك يقول عبد الرؤوف الفقي:"… وعلى الرغم من أنّ العرب استولوا على بعض بلاد شمال أفريقيا، فإنّ نفوذهم لم يتمكّن فيها، فكثيراً ماكان البربر يثورون عليهم كلّما سنحت لهم الفرصة، وظلّ الحال على ذلك إلى أن آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان فأرسل سنة50 هـ إلى عقبة بن نافع الفهري الذي كان مقيماً ببرقة عشرة آلاف جندي ليوطد سلطان العرب بالمغرب ففتح أفريقية وأسلم على يده كثير من البربر ثم وقع اختياره على موضع القيراوان (جنوب تونس) ليقيم بها جند المسلمين وأهلهم فوضع أساس هذه المدينة وبنى بها المسلمون دار الإمارة والمسجد الجامع([29]) .يقول محمد محمد الصّلابي عن الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وعن دواعي هذا الفتح فيقول:"… كان حال الشمال الأفريقي قبل الفتح يلفظ آخر أنفاسه السّياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية فبعد دخول القائد جستنيان قرطاجنة واستسلام آخر ملوك الوندال جليمر أخذت الدولة في انحدار سريع وتساقط غريب حيث كانت الإدارة المدنية فيها في غاية من الفساد كما أنّ الاضطهاد الدّيني والاستغلال المالي وفوضى الجيش أصبحت تنذر الأمبراطورية بأخطار عظيمة… هذه هي حالة المسيحية في الشمال الأفريقي قبل ظهور الإسلام، مذاهب منشقة وفساد إداري وعدم انتظامه، وإشاعة الرشوة وتسلط الرّومان، وانقسامات البربر وفساد العدالة الاجتماعية والظلم والجور، ممّا كان مهداً خصيبا لانتشار الإسلام وقبوله كدين فيه خير الدنيا والآخرة([30]). ويتحدث الصّلابي عن فتح ليبيا وكيف أن أهلها قبلوا الوجود الإسلامي طوعاً، فيقول:" لقد سبق الفتح الإسلامي لليبيا إرهاصات وأحداث وقضايا سياسية، ونزاعات عرقية… التي كان لها أثر بالغ في تغيير مجريات الأحداث السياسية والدّينية في المنطقة، وتمهيداً لتهيئة نفوس أهالي ليبيا لقبول الفتح الإسلامي، حيث أنهم كانت قد بلغتهم أخبار فتح المسلمين لبلاد الشام ومصر فتطلعوا إلى الخلاص على أيدي المسلمين من أولئك البيزنطيين وحكمهم الجائر التّعسّفي، لذلك حاول نفر من أهالي ليبيا التمرد على نظام الإمبراطورية البيزنطية والخروج إلى ناحية مصر حتى يلتقوا بقائد الجيوش المسلمة عمرو بن العاص- رضي الله عنه- وكان يومئذ حاكم مصر، وما أن وصل هؤلاء النفر حتى أعلنوا إسلامهم، ودخلوا في دين الله سبحانه،وأعطوا ولاءهم لقيادة المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، نيابة عن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-([31]).
ويؤكد ليفي بروفنسال([32]). الطابع السّلمي للفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي، وذلك بطريقة موضوعية تراعي الحقائق التاريخية المخالفة لطريقة كثير من المستشرقين وهناك بعض المصادر التاريخية التي تحاول تشويه الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي ، ومن ذلك ما ذكر السيد عبد العزيز سالم([33]).في كتابه: تاريخ المغرب الكبير حيث يروي في ذلك رواية لابن عذارى نقلها عن إبراهيم بن القاسم يقول:" ووصل عقبة بن نافع الفهري إلى أفريقية في عشرة آلاف من المسلمين ففتحها، ودخلها ووضع السّيف في أهلها فأفنى من بها من النصارى ثمّ قال:" إنّ أفريقيا إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام، فإذا خرج منها رجع من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يامعشر المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزّاً للإسلام إلى آخر الدهر".

خـاتـمـة:
والآن وقد وصلت إلى الخاتمة فلا بدّ من تسجيل النتائج الآتية:
1- إن هناك حلقةوصل بين الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام والأندلس وأفريقيا وغيرها،وخاصة من حيث القواعد الاخلاقية التّي سارت على هديهما هذه الفتوحات ،وهو مايفنّد مزاعم الغربيين والمستشرقيين من أنّ الفتوحات لم تكن تحكمها أداة أو قاعدة أخلاقية واحدة، ممّا يعني عندهم تكييف الفتوحات حسب بيئتهاوالأهل الموجّهة إليهم.
– إنّ الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي كان فتحاً سلمياً، لأنّ الفاتحين لم يمعنوا في إبراز المظاهر الحربية بمجرد أن تتحقق الغاية،وهو ما حصل في مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي.
3-لقد لعب الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا دوراً كبيراً في زيادة توحد هذه المنطقة من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية، قبل أن تدب إليها الفرقة والمنازعات الدينية والعرقية والسياسية في العصور الحديثة.

[1]ـ ألفرد بل، الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي من الفتح العربي حتى اليوم، ترجمة عبد الرحمن بدوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ط1، 1996 ص 38
[2]ـ المصدر نفسه، ص 38-39.
[3]ـألفرد بل ، المرجع السابق ،ص39 وما بعدها.
[4]ـالمصدر نفسه ، ص39 وما بعدها.
[5]ـ ألفرد بل، المرجع السابق ،ص 42.
[6]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 75.
[7]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 76.
[8]ـ انظر تاريخ ابن خلدون، 1959 ط بيروت ج6، ص214، إلى301.
[9]ـ شوقي أبو خليل، التسامح في الإسلام (المبدأ و التطبيق) ط2، دمشق دار الفكر 1998،ص 50.
[10]ـ كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، دار العلم للملايين، بيروت،ط4،1965، ص78.
[11]ـThe religions Of The World Cambridge ED 1852, P28.
[12]ـ توماس أرنولد، الدعوة إلى الإسلام مكتبة النهضة المصرية ط2، 1957، ص469.
[13]ـ انظر :خالدي وفروخ: التبشير و الاستعمار، منشورات المكتبة العصرية صيدا، بيروت 1986، ص41.
[14]ـ المنسنيور كولي: البحث عن الدين الحقيقي ، ص220.
[15]ـ غيومان ولوستير: تاريخ فرنسة (بدون تاريخ ومعلومات نشر)، ص 80-82.
[16]ـ توماس أرنولد، المرجع السابق، ص92.

[17]ـ مصطفى الشكعة: المغرب والأندلس آفاق إسلامية وحضارة إنسانية ومباحث أدبية دار الكتاب المصري ط1، 1987، ص 58.
[18]ـ شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم،تاريخ أفريقيا نشر وتوزيع دار الثقافة ،الدوحة، ط1، 1987م، ص56 وما بعدها.

[19]ـ نجيب زبيب الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروتط1، 1995، ص9-10.
[20]ـ الحجرات 10 وتمام الآية:" إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
[21]ـ من حديث الرّسول( صلى الله عليه وسلم) المروي في الصحاح:" كلكم سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى".
[22]ـ نجيب زبيب ، المرجع السابق، ص 11.
[23]ـ المصدر نفسه، ص 14.
[24]ـ نجيب زبيب: المرجع السابق، ص 16.
[25]ـ المصدر نفسه، ص 16.
[26]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص 17-18.
[27]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص49.
[28]ـ عصام الدّين عبد الرؤوف الفقي، معالم التاريخ الإسلامي، دار الفكر العربي القاهرة، (بدون ذكر الطبعة والتاريخ)ص 134.
[29]ـ عبد الرؤوف الفقي، المرجع السابق، ص 134-135.
[30]ـ علي محمد محمد الصّلابي، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الأفريقي، دار البيارق الأردن ط1، 1998، ص165-166. وانظر،سعد زغلول عبد الحميد تاريخ المغرب العربي، القاهرة،1965،ص124.
[31]ـ الصّلابي: المرجع السابق، ص 179.
[32]ـ انظر كتاب: الإسلام في المغرب والأندلس لكاتبه ليفي بروقنسال ترجمة السيد محمود عبد العزيز سالم ومحمود صلاح الدين حلمي ومراجعة لطفي عبد البديع، مؤسسة شباب الجامعة، بدون طبعة سنة 1990.
[33]ـ السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبير، العصر الإسلامي(دراسة تاريخية وعمرانية وأثرية دار النهضة العربية بيروت 1981، ص 196).

وبآلتوفييييج يآرب =)

آمـأأرـأأتي 7 ما قصصرت صرـأاحه (=

ربي يعطيج العافييه ..

آنشاءالله آخويه استفدت منه ..^^

ربي يوفقكمـ (=

السلام عليكم,,

بارك الله فيها اماراتي 7,,

تم تقييمها

ان شاء الله هذا يكون طلبك..

موفقين..

مشكووورة امارااتيـــ 7
واتمنى ان اخويه استفاد منه ..

شكرا لي والله ماقصرة

مشكوووورة إماراتي 7

thx
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووورةوايد

يسلمو على الطرح

لا الـــه الا الله