منذ عام 1949م.
أهمية دراسة السكان :
تعد دراسة عدد السكان،ونموهم،خطوة أساسية، ومهمة لعمليات التخطيط، والتنمية الاقتصادية،والاجتماعية،والعمرانية،وتشير الإحصائيات ذات العلاقة بالسكان إلى زيادة عدد السكان في الوطن العربي بمعدلات عالية في السنوات الأخيرة.
النمو الطبيعي للسكان والهجرة :
عرفت أن النمو الطبيعي للسكان في الوطن العربي، يرتبط بمعدلات المواليد والوفيات، فتعد الهجرة من العوامل المؤثرة في نمو السكان وتسمى "النمو غير الطبيعي".
فمن أنواع الهجرة تنقسم إلى نوعين هما:
أولا: الهجرة الداخلية: تتعدد أنماط الهجرة الداخلية، ومن أبرزها:
-الهجرة من الريف إلى الحضر.
ثانيا: الهجرة الخارجية: هي انتقال المواطنين العرب من دولة عربية
إلى أخرى عربية، أو دولة أجنبية.
-الهجرة داخل الوطن العربي.
–الهجرة إلى خارج دول الوطن العربي.
–الهجرة من مثل هجرة الكفاءات العربية.
نتائج الهجرة:
فيترتب على الهجرة نتائج متنوعة، بعضها سلبية والأخرى إيجابية، فمن أبرز النتائج المترتبة على الهجرة هي:
1.. تغير عدد السكان، ونموهم،فتشهد الدول المستقبلة للسكان زيادة في عدد فيها سكانها، بينما يتناقص عدد السكان في الدول المرسلة.
2..اختلاف التركيب العمري، والنوعي في الدول المستقبلة، حيث ترتفع
فيها نسبة فئة المنتجين (15-64) بشكل واضح، كما ترتفع نسبة
الذكور عن الإناث.
توزيع السكان في الوطن العربي :
أما عن توزيع السكان في الوطن العربي فيختلف نتيجةً لاختلاف
العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في توزيع السكان.
فتعد صورة توزيع السكان في الوطن العربي نتيجة لتضافر عدة عوامل
طبيعية، بشرية، وسياسية، واقتصادية، التي يختلف أهمية كل منها من
دولة إلى أخرى، بل ومن جهة لأخرى داخل الدولة الواحدة.
* ومن العوامل الطبيعية لتوزيع السكان:-المياه –درجة الحرارة –
التضاريس –التربة.
* ومن العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان:-الحرفة –المواصلات
–الحروب والمشكلات السياسية –النمو الطبيعي للسكان،الهجرة.
أما عن التركيب السكاني في الوطن العربي فيقصد به، الخصائص السكانية التي يمكن قياسها،من مثل العمر، والنوع(الجنسية)، والحالة الاجتماعية، وحجم وتركيب الأسرة، والتركيب العرقي، والتعليم وغيرها.
الوزن السكاني للوطن العربي:
تعتمد دراسة السكان بصورة عامة على الإحصاءات السكانية وهى نوعان:
أ- تعدادات السكان.
ب- الإحصاءات الحيوية.
1.. يقصد بتعدادات السكان أن يجرى عد شامل لسكان الدولة داخل حدودها في تاريخ محدد ووقت محدد والحصول على بيانات تفصيلية عن خصائصهم المختلفة.
2..تختص الإحصاءات الحيوية بتسجيل المواليد والوفيات والزواج والطلاق.
3..تعد مصر أول الدول العربية التي أخذت بنظام التعداد من 1882 – 1986 وتم إجراء إحصاء 1996 كما تعد مصر من الدول الدقيقة والوحيدة التي لديها إحصاءات حيوية دقيقة من المواليد والوفيات بدءاً من عام 1917.
اتجاهات النمو السكاني:
1..يتغير عدد السكان بالمنطقة العربية باستمرار حيث أن نموهم غير ثابت وتختلف درجة نموهم من منطقة إلى أخرى.
2..يزيد عدد سكان الوطن العربي طبقاً لإحصاء 1996 على 261مليون نسمة وكان عددهم منذ عشرين عاماً 80مليون ن. وهذا يدل على معدل النمو المرتفع والذي يقدر بنحو 3% سنوياً ويفوق بذلك معدل النمو العالمي الذي يقدر بحوالي 1.7%.
3.. من المتوقع أن يصل عدد سكان الوطن العربي عام 2025 إلى489 مليون نسمة.
4.. يعد الوطن العربي من أقاليم النمو السكاني السريعة حيث يزيد بنسبة 132.2 %.
5.. يمثل سكان الوطن العربي حالياً نحو 4.1% من جملة سكان العالم.
أسباب الزيادة السكانية:
أ…: الزيادة الطبيعية: وتمثل الفرق بين المواليد والوفيات واليها يرجع النمو السكاني في الوطن العربي…:
*أسباب ارتفاع نسبة المواليد:
1.. الزواج المبكر.
2 .. تعدد الزوجات.
3.. حب النسل وكثرة الإنجاب.
4.. عادات وتقاليد المجتمع السائدة.
5.. ارتفاع المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
6.. انخفاض نسبة التعليم.
7.. لتأخر في دخول مجال الصناعة.
*أسباب قلة الوفيات:
1.. انتشار الوعي الصحي.
2.. تقدم الرعاية الصحية.
3.. ارتفاع المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ب…:الزيادة غير الطبيعية : وتتمثل في الهجرة بنوعيها الداخلية الخارجية يصل معدل المواليد المرتفع بالوطن العربي إلى 40%.
• ينخفض معدل الوفيات إلى 1% ويقترب من المستوى العالمي.
• يفسر الفرق الكبير ارتفاع نسبة المواليد وانخفاض نسبة الوفيات والذي يمثل الزيادة الطبيعية.
• مدى النمو السكاني السريع في الوطن العربي عن تميزه في كثير من دول العالم.
التوزيع الجغرافي للسكان:
توجد مشكلة سكانية بالوطن العربي والتي تتمثل في سوء توزيع السكان وكثافتهم وليست للنمو السكاني المرتفع والزيادة السكانية .
* قدر عدد سكان الوطن العربي 261 مليون نسمة حسب إحصاء عام 1996
* يوجد بالوطن العربي الأفريقي 68.6% من السكان وتبلغ مساحة هذا الإقليم 72.7% من مساحة الوطن العربي.
* يعيش بالوطن العربي الآسيوي 31.4% من السكان وتبلغ مساحة هذا الإقليم 27.3% من مساحة الوطن العربي يتم توزيع السكان بالوطن العربي كما يلي:
1.. تعتبر مصر أكثر الدول العربية ازدحاماً بالسكان حيث يوجد بها سكان الوطن العربي 25% وهذا يقدر بنحو 61.2 مليون نسمة حسب إحصاء 1996.
2.. ثلاث دول يتراوح سكانها ما بين 20- 25 م.ن وهى : المغرب- الجزائر- السودان.
3.. ثلاث دول يتراوح سكانها ما بين 10 – 20 م .ن وهى: العراق – سوريا – السعودية.
4.. دول يتراوح سكانها ما بين 5- 10 م.ن وهى:الصومال – تونس – اليمن.
5.. دول يتراوح سكانها ما بين 1- 5 م.ن وهى: ليبيا – الكويت – الإمارات – عمان – موريتانيا – لبنان – الأردن – فلسطين. الدول الأربع الأولى بها 33.3% من إنتاج البترول العربي وسكانها= 4.3% من سكانه.
6.. دول يقل عدد سكانها عن 1 م .ن وهى: البحرين – قطر – جيبوتي،
جزر القمر الدولتان:الأولى و الثانية بهما : 3.3% من البترول وسكانهما=821 ألف نسمة.
ويلاحظ من التوزيع السابق:
• هناك دول مكتظة بالسكان بالنسبة لمواردها وهى مصر.
• هناك دول تفتقر إلى السكان ولديها موارد اقتصادية هائلة وهى الدول البترولية.
• المشكلة السكانية بالوطن العربي تتمثل في سوء توزيع السكان أي كثرتهم في منطقة وقلتهم في منطقة أخرى مما يؤدى إلى عدم الاستغلال الكامل للموارد المتاحة بها.
• ظهور مشكلة النمو الحضري المستمر على حساب الريف مما أدى إلى ظهور مشكلة البطالة خاصة في الدول الزراعية والتي تكون مواردها محدودة مثل: السودان – الصومال.
توزيع الكثافة السكانية بالوطن العربي:
لا يوجد توافق وتوازن بين مساحة الدولة وعدد سكانها وعلى سبيل المثال:
$ مصر : بها 25% من جملة سكان الوطن العربي ومساحتـها 7.3% من مساحة الوطن العربي.
$ السعودية : بها 6.3% من جملة سكان الوطن العربي ومساحتها16% من مساحة الوطن العربي.
$ هناك دول مساحتها صغيرة ويسكنها أعداد كبيرة مثل: لبنان- فلسطين – تونس – المغرب – سوريا – وهذه ترتفع كثافتها نسبياً.
$ على العكس نجد دولاً لا يعيش فيها من السكان مع ما يتناسب مع مساحتها مثل: السودان – ليبيا – الجزائر – السعودية والكثافة هنا منخفضة نسبياً.
$ تنخفض كثافة السكان بالوطن العربي إلى 15 ن/كم2 ويرجع سبب ذلك لاتساع مساحة الصحارى والتي لا تصلح لحياة السكان بسبب :
1.. قلة مواردها المائية.
2.. قلة الحياة النباتية – الحيوانية – البشرية.
يمكن تصنيف السكان من حيث الكثافة إلى :
1.. دول ترتفع فيها الكثافة السكانية ارتفاعاً ملحوظاً وهى:لبنان – فلسطين – البحرين .
2.. دول متوسطة الكثافة وهى: مصر – تونس – المغرب – العراق- سوريا – الأردن – الكويت.
3.. دول منخفضة الكثافة وهى: قطر – الإمارات – اليمن.
4.. دول منخفضة انخفاضاً ملحوظاً وهى: السودان – الصومال – جيبوتي – ليبيا – الجزائر – موريتانيا – السعودية – عمان.
ملحوظة :
الكثافة العامة لا تعبر عن حقيقة الوضع السكاني والموارد ومثال ذلك : مصر مساحتها نحو 1 م.كم2 وسكانها أكثر من 50م.ن يعيش هذا العدد في مساحة 3.5 % من جملة مساحتها والمساحة الباقية منها 96.5% وهنا بلغت الكثافة 48 ن/كم2 1986 في حين بلغت الكثافة الصافية 1354ن/ كم2.
أنماط السكان:
ينقسم سكان الوطن العربي إلى ثلاثة أنماط هي:
1.. البدو الرحل وأشباه الرحل:
$ يقدر عددهم بنحو 10 مليون نسمة = 5% من جملة سكان الوطن العربي .
$ يعيشون في الصحراء ويشتغلون بالرعي.
$ هذا النمط في طريقه إلى الانقراض بسبب إتباع بعض الحكومات سياسة توطين البدو.
2.. سكان القرى :
$ يمثلون معظم سكان الوطن العربي = 50%.
$ يشتغلون بحرفة الزراعة وهى الحرفة الرئيسية للسكان.
3.. سكان المدن :
$ تزيد نسبتهم باستمرار على حساب سكان الريف للهجرة المستمرة.
$ يقدر عددهم بنسبة 45% من جملة سكان الوطن العربي.
$ يشتغلون بالصناعة والتجارة والخدمات العامة ومرافق النقل.
$هناك دول ترتفع فيها نسبة الحضر إلى 94% وهى: الكويت – قطر – البحرين.
السكان وانتقال القوى العاملة بالوطن العربي:
يبلغ عدد من هم في سن العمل من سكان الوطن العربي 1996 إلى 110 مليون نسمة يوجد في ست دول عربية بنحو 59 مليون وهى:
1.. مصر = 29.5 م . ن.
2.. المغرب = 12 م . ن.
3.. الجزائر = 6 م . ن
4.. السودان وسوريا = 5 م . ن.
5.. تونس = 4م.ن وفى معظم هذه الدول يعجز سوق العمل عن امتصاص هذا العدد الضخم فنجد:
1.. مصر: تستطيع مواردها السكانية أن تسد احتياجات سوق العمل في كل من العراق – الأردن – الكويت – السعودية .
2.. المغرب و تونس: بها فائض عمالة تبلغ 12% من قوة العمل.
3.. السودان : لا تستوعب سوق العمل بها سوى 12% من جملة القوى العاملة والباقي يبحث عن عمل.
4.. سوريا: لأول مرة تواجه زيادة القوى العاملة عن حاجة السوق .
ملحوظة:
يستطيع الوطن العربي أن يكفى نفسه من حيث قوة العمل ويحقق:
1.. امتصاص العمالة الزائدة بالدول المكتظة بالسكان.
2.. رفع مستوى المعيشة لكل منها حيث تنخفض نسبة البطالة وتحقق خطط التنمية.
3.. سيحافظ الوطن العربي بين أقطاره على عادات وتقاليد سكانه بعيداً عن العادات والتقاليد الدخيلة والتي ينقلها له العاملون غير العرب.