التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير عن قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم والفكر العسكري الحديث للصف الثاني عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم والفكر العسكري الحديث

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّـمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21]. بنيت الدولة الإسلامية في عصر الرسول- صلى الله عليه وسلم – من نواة قوية. وعظم كيانها واتسعت أرجاؤها بفضل القائد الأول رسول الله- صلى الله عليه وسلم – وأصحابه البررة ـ رضي الله عنهم ـ. وإذا نظـرنـا إلى الدولة الإسلامية نجدها قد ازدهرت بالإيمان وسمت بالعقيدة السمحة العظيمة السامية، وكان محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ قائداً بالفطرة لا يدانيه قائد.
الدين الإسلامي انتصر في عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم – واتسع بعد وفاته حتى أصبح المسلمون اليوم أكثر من مليار نسمة ينتـشرون فـي جمـيع أنحـاء العـالم، ذلك أنـه قـائـد عسكري سياسي ديني. وبعد أربعة عشر قرناً من وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم – استمر أثره صامداً قوياً متجدداً في سيرته وسيرة أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبالاستناد إلى التاريخ المعاصر نجد أن (الفيلد مارشال روميل) والذي يطلق عليه «ثعلب الصحراء» لاستخدامه المكر والخديعة فى معاركه، ولمهارته في حرب الصحراء، وقد أبهر القادة العسكريين بفنون قتاله وأساليبه المميزة في المعارك؛ من خفّة الحركة والخداع والقتال التعطيلي والالتفاف والتطويق… إلخ؛ هذا القائد العسكري كتب في مذكراته: «لقد أخذت مفاهيمي عن حرب الصحراء وخفة الحركة والالتفاف والتطويق عن خالد بن الوليد في معركة اليرموك».
ومـا خـالد إلا أحـد قـادة الرسـول – صلى الله عليه وسلم – صـقل معـرفتـه العسكريـة بالإسـلام، وتحصن بعقيدة الجـهاد في سبـيل الله تعالى.
[] البناء العسكري للدولة الإسلامية:
قام رسول السلام محمد- صلى الله عليه وسلم – بتأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة بعد هجرته إليها، ووجّه المسلمين إلى ثلاثة أهداف:
أولاً: بناء الرجال.
ثانياً: فن القتال.
ثالثاً: الجهاد في سبيل الله «عقيدة رفيعة المستوى».
وقد نصح الرسول- صلى الله عليه وسلم – بأنه يجب أن تسير الأهداف الثلاثة في قناة واحدة: رجل قوي، يجيد فن القتال، ذو روح معنوية عالية.
ولذا أوصى الرسول- صلى الله عليه وسلم – رجاله بالاهتمام بالقوة الجسمانية وممارسة الرياضة البدنية، وحثهم على إتقان استخدام السلاح بمداومة التدريب عليه؛ حتى يكونوا ذوي بأس شديد، وكما هو واضح أن القوة الجسمانية تؤدي إلى قوة التحمل والتدريب الجيد على السلاح الذي يوفر الدعم في الحرب.
وقد أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم – بالتدريب الجيد للرماية حيـنما فـسر قـولـه ـ تـعـالى ـ: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]: «ألا إن القوة الرمـي، ألا إن القـوة الرمي، ألا إن القوة الرمي»(1).
وقد أثر عن عمر ـ رضي الله عنه ـ قوله: «علِّموا أولادكـم السباحة والرماية وركوب الخيل». وقد حضَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم – على اقتناء الخيل وهو السلاح الذي يتميز بخفة الحركة والمناورة والهجوم في العمق، وأنه السلاح الحاسم في المعركة، وقد تطور هذا السلاح إلى أن أصبح حديثاً يطلق عليه سلاح الدروع والمجنزرات.
وقد تطورت الفنون القتالية والفكر العسكري على يد النبي- صلى الله عليه وسلم – والتي تستخدمها الآن أقوى الجيوش العسكرية، وذلك من: الإعداد للمعركة، دفع عناصر الاستطلاع، إصدار أمر القتال، تنظيم التعاون، وإشراف الرسول القائد على الاستعداد القتالي للمعركة وإصدار تعليمات القتال ثم يقوم بإدارة المعركة.
ما هذه العظمة؟! إنها التكتيكات الحديثة التي تنسب إلى الدول العظمى وصانعها الأول هو رسولنا العظيم، ذلك هو رسول الله القائد العسكري الذي تفنن في أساليب القتال وقوانينه وفنونه قبل خمسة عشر قرناً.
أما من جهة الهدف الثالث وهو من أهم الأمور الجهاد المقدس في سبيل الله والترغيب فيه، وقد أظهر صلوات الله عليه بأن ذلك هو أحب الأعمال إلى الله، ويكتمل ذلك بالإيمان بالله وترسيخ العقيدة في النفوس، وقد يطلق على ذلك في التسمية الحديثة (رفع الروح المعنوية).
1 ـ تشكيل المسير:
ـ فنون القتال لدى الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
أول فنون المعارك كان في «غزوة بدر»، وكان أول تشكيل مسير للمعركة عندما خرج المسلمون من المدينة في تشكيل يُعدّ قمة في تطور فنون القتال؛ حيث لا يختلف كثيراً عن التكتيكات الحديثة، فقد قسم الرسول- صلى الله عليه وسلم – قواته إلى حرس مقدمة، قوات رئيسية، حرس جوانب، وحرس مؤخرة، وذلك التشكيل للمسير هو حالياً من أحدث فنون تشكيل المسير في الحرب الحديثة.
ونلاحظ أن التحرك كان بفواصل تكتيكية في مأمن من المفاجأة والوقوع في كمين، وقد تم دفع دوريات استطلاع أمام القوات وعلى جوانبها، ومهمة تلك القوات رصد أخبار العدو وإعطاء الإنذار المبكر في الوقت المناسب حتى يتسنى للقوات فتح التشكيل للاستعداد للاشتباك.
نجد أن تشكيل المسير المبين هو تشكيل المسير نفسه المطبق حالياً، أي: في العصر الحديث: أن تدفع القوات بعنصر استطلاع أمام القوات المتقدمة للإنذار المبكر، ثم يلي التشكيل حرس مقدمة للاستعداد للاشتباك مع قوات العدو ويعمل على تأمين القوة الرئيسية وإعطاء الوقت المناسب لفتح تشكيل المعركة.
ونجد أن كتيبة المهاجرين كانت بقيادة علي بن أبي طالب وعمير بن هاشم ـ رضي الله عنهما ـ، وكتيبة الأنصار بقيادة سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ، وكلتا الكتيبتين تُعدّان القوة الرئيسية، ثم نجد على الجوانب حرس الجوانب.
أما المؤخرة ففيها حرس مؤخرة بقيادة قيس بن أبي حفصة ـ رضي الله عنه ـ.
انتصر الرسول- صلى الله عليه وسلم – في غزوة بدر، وكانت قواته 305 مجاهدين، معهم 3 خيول و70 بعيراً.
وكان تعداد المشركين 950 مقاتلاً و 200 فرس وعدد كبير من الإبل للركوب وحمل المتاع وأعداد كبيرة من الماشية لطعامهم.
لقد وطد الإسلام يوم مبعث الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وولدت الدولة الإسلامية يوم انتصر المسلمون يوم بدر.
2 ـ الشؤون الإدارية في المعركة:
وذلك الاختيار الصحيح للنقط والمناطق الإدارية بحيث تكون في منأى عن العدو. فعندما عسكر المسلمون في أدنى من بئر بدر، أشار الحباب بن المنذر ـ رضي الله عنه ـ على رسول الله- صلى الله عليه وسلم – أن يجعل مصدر المياه خلف خطوط المسلمين، وبذلك تم تأمين النقطة الإدارية، حيث يستخدم الماء في الشرب والطهي وتضميد الجراح، وحتى يقوم نساء المسلمين بتلك المهام، وما زالت تلك المناطق الإدارية حتى يومنا هذا خلف الخطوط.
3 ـ هندسة الميدان:
كانت غزوة الخندق «الأحزاب» من أنجح المعارك الدفاعية، إذ تمكنت قـوة صـغيـرة مـن الدفـاع عن المدينة ضد قوات متفوقة عـدداً وعـدّة، ويرجـع ذلك إلى إشارة سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ على رسول الله- صلى الله عليه وسلم – بأن الفُرْس يستخدمون الخنادق مانعاً صناعياً، فما كان من رسول الله- صلى الله عليه وسلم – إلا أن طور الرسم الهندسي للخندق حتى يكون مانعاً هندسياً منيعاً يخدم الخطة الدفاعية، وقام بحفر خندق طوله 8 كيلومترات وعرضه 6 أمتار وعمقه 5 أمتار، وقد برع رسول الله- صلى الله عليه وسلم – في تكوين ذلك المانع الهندسي أمام الحد الأمامي لدفاعات المسلمين، فقد ارتكزت جوانب ذلك الخندق على موانع طبيعية من الصخور والتي لا يمكن للعدو التقدم من قِبَلها.
وكان لحفر الخنادق تطور كبير في تكتيكات المعركة الدفاعية؛ حيث لم يكن معروفاً في شبه الجزيرة العربية، وقد كان هذا الخندق أول تجهيز هندسي لموانع عسكرية في ذلك العصر، ثم أصبح إحدى أعظم التجهيزات الدفاعية في العصر الحديث، وخاصة أن ذلك الخندق تم اختيار موقعه في عـنق المواجـهة على طـريق الاقتراب إلى المدينة. وقد كان لرسـول الله- صلى الله عليه وسلم – الفضل ليس في عمل الخندق وإنما في اختيار المكـان والأبعـاد الهـنـدسـيـة التـي أمــر بها بحـيث لا يستطـيع لا الأفراد ولا الفرسان اختراق ذلك الخندق.
4 ـ اختيار النقط الحاكمة ومناطق السيطرة، ونقطة القائد:
لقد أجاد الرسول- صلى الله عليه وسلم – الاستخدام الجيد للأرض والاستفادة مما قد توفره بعض التضاريس من مميزات تكتيكية؛ ففي غزوة «أحد» اختار جبل عينين مكاناً للرماة، حيث إنه نقطة مسيطرة على ميدان المعركة، وبإمكانه تأمين مؤخرة جيش المسلمين.
ـ نقطة القائد:
وهي النقطة التي تحدد لانضمام قوة متمركزة على الأرض إلى القوة الرئيسية في تشكيل المسير.
وقد حدد رسول الله- صلى الله عليه وسلم – تلك النقط، وقد تم اختيارها بكفـاءة عاليـة جـداً، وقـد ظهر ذلك في غزوة «الفتح»؛ حيث كانت القبائل تنضم لقوات الرسول- صلى الله عليه وسلم – المتجهة صوب مكة المكرمة عند نقاط معينة حددها القائد العظيم نبينا محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم – بحكمة حتى أصبحت الآن من أحدث الأساليب في تشكيل المسير في المعركة الحديثة.
5 ـ أساليب القتال:
لقد طور الرسول- صلى الله عليه وسلم – أسلوب القتال من أسلوب الكر والفر إلى أسلوب القتال بالصفوف، واستخدم الأنساق القتالية، واتخاذ احتياطي خفيف الحركة في يد القائد؛ وذلك لتطوير الهجوم، وضرب الجوانب «الالتفاف والتطويق»، ومطاردة العدو.
كما أن الرسول- صلى الله عليه وسلم – استخدم أساليب القتال التعطيلي، ورتل المسير والتحرك الليلي، فقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم – في غزوة الفتح يسير في الليل ويكمن بالنهار؛ لتحقيق عامل المفاجأة. كما استخدم الحرب النفسية لزعزعة صفوف العدو قبل أن يبدأ قتاله.
6 ـ مبادئ القتال:
لـقد فاق رسـول الله- صلى الله عليه وسلم – عصـره؛ فـقـد طبـق في غزواته مبادئ الحرب التي يُطبق بعضها في العصر الحديث، إن لم يكن كلها، وكان ذاك التطبيق بالفطرة، دون دراسـة في أكاديمـيات أو معاهد عسكرية، فقد وضع الرسـول- صلى الله عليه وسلم – أسس ومـبادئ القـتال قبل أن تضـعها وتطبقها الأكاديميات العسكرية الحديثة وقبل نابليون بونابرت وروميل «ثعلب الصحراء» ومونتجمري أو أي قائد عسكري ذكره التاريخ.
مبادئ القتال الحديثة وتطبيقاتها في عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم – :
1 ـ المحافظة على الغرض:
قـال الرسول – صلى الله عليه وسلم –: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله»(2)، فغرض الرسول- صلى الله عليه وسلم – هو نبذ الشرك بالكلمة الطيبة والإقناع {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وقد يصل إلى الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله، ومن ثم كان الجهاد في سبيل الله أفضل من التطوع للحج والعمرة وأفضل من تطوع الصلاة والصـوم؛ فقد جاء في الحديث: «عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي»(3).
2 ـ الحشد والاقتصاد في القوى:
لا يشترط لتحقيق النصر في المعركة التفوق العددي العام، ولكن القائد الناجح يدفع العدو إلى تثبيت قواته، بينما يقوم هو بتوجيه الحشد الأكبر من قواته إلى الاتجاه المناسب للضربة المناسبة.
طبَّق رسول الله- صلى الله عليه وسلم – هذا المبدأ في جميع غزواته عدا غزوة بدر، حيث إنه لم يكن خارجاً للقتال.
واقتصاداً للقوى كان الرسول- صلى الله عليه وسلم – يحشد قواته ووضع أهمية لنقطة القائد حتى تنضم القوات «قوة تلي الأخرى» إلى القوة الرئيسية التي يقودها الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، وظهر ذلك جلياً في غزوة الفتح؛ فكان الرسول- صلى الله عليه وسلم – يرسل للقبائل التي دخلت الإسلام يأمرهم بالانضمام إلى جيش المسلمين في أماكن وأوقات محددة دون إعلان هدفه؛ محافظاً على السرِّية، فما كان يتحرك على رأس الجيش من المدينة قاصداً مكة حتى استمر الانضمام إلى الجيوش المسلمين من قبائل غطفان وغيرها.
وساروا معهم يحملون دروع الحديد، وكلما تقدموا انضم إليهم عند «نقطة القائد التالية» من سائر القبائل، حـتى بلغ الجـيش قرب مكـة، فضربت الخيام، وأمر الرسول- صلى الله عليه وسلم – بإشعال النار؛ حتى يلقي الفزع والخوف والرعـب في قلـوب قريـش، وذلك قـبل أن يبـدأ القتال. قال ـ تعالى ـ: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِـمِينَ}.
[آل عمران: 151]
وكـان الحشــد فى غـزوة الفـتح عشـرة آلاف مقاتل، أما تبوك في العام التاسع من الهجرة فكان العدد ثلاثين ألف مقاتل من المسلمين.
أما ادخار القوى فخير مثال على ذلك غزوة أحد، فقد وضع الرسول- صلى الله عليه وسلم – القوات الرئيسية وهي 713 مقاتلاً لمجابهة القوات الرئيسية لقريش، وتمركز 50 مقاتلاً من أمهر الرماة على النقطة الحاكمة أي: على الجبل، والرماة هم بمثابة قوات احتياطية في يد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وكانوا بقيادة عبد الله بن جبير ـ رضي الله عنه ـ، وتلك القوة كانت مكلفة بحماية ظهر الجيش ومنع تقدُّم العدو وخاصة فرسانه.
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا، وإن كانت لنا أو علينا، فاثبت في مكانك لا تؤتين من قبلك».
3 ـ عنصر المفاجأة:
وذلك بمفـاجأة العـدو في الزمـان والمكان غير المعتادين أو المتوقعين وبأسلحة وقوة غير متوقعة.
وتتمثل أهمية هذا العنصر في العمل على شلِّ حركة وتفكير العدو وبث الذعر بين قواته.
وقد اشتهر الرسول- صلى الله عليه وسلم – بقوله: «نصرت بالرعب مسيرة شهر»(4)، أي: أن أعداءه يُهزمون قبل أن يصلهم بمقدار مسيرة شهر كامل.
ومن أمثلة استخدام هذا العنصر:
أ ـ في الهجرة إلى المدينة: وهي أصغر عملية عسكرية، فاجأ- صلى الله عليه وسلم – قريشـاً باخـتيـار وقـت غـيـر مـألـوف للهجـرة، لذا اختار طريقاً غير مألوف للسفر إلى المدينة.
ب ـ غزوة بدر: استخدم- صلى الله عليه وسلم – أسلوباً جديداً للقتال، وهو القتال بالصف، وقد أصبح من أحدث الأساليب القتالية الحديثة.
ج ـ غزوة أحد: وهي نظرة استراتيجية، وذلك بالتقدم لاحتلال النقطة الحاكمة.
د ـ غزوة الأحزاب: وكانت المفاجأة للعدو؛ حيث قام المسلمون بتقديم تكتيك حديث وذلك بحفر الخندق، وكان مانعاً هندسياً عظيماً، ولذلك سميت بغزوة الخندق.
هـ ـ فتح مكة: وذلك بمفاجأة المشركين بعشرة آلاف مقـاتل، واستـخدم- صلى الله عليه وسلم – فـي تلك الغـزوة أعـظم تشكيل مـسير واستخدام النقط الحاكمة ونقط القائد أثناء المسير، وهذا التكـتيك المستـحدث الذي استـحدثه- صلى الله عليه وسلم – وكذا براعته في فـنون التحـرك وكيـفـية تأمـين القـوات؛ كل ذلك هو ذاته الذي يستخدم في العصـر الحـديث، ولم ينسب إلى فنون القتال عند رسول البشرية – صلى الله عليه وسلم -.
واستخدام المسير ليلاً وأن يكمن نهاراً كان ذلك عامل مفاجأة للعدو، وكذا استخدام أساليب الحرب النفسية والتي تستخدم أيضاً في عصرنا الحديث، إنها فعلاً لَعبقرية سبقت عمالقة التكتيك الحديث.
4 ـ تنظيم التعاون:
هـذا القـائـد لا يـدانيه قائد عسكري في العصر الحديث، كان يقوم بتحديد المهام للقوات وأسلوب التعاون مـع الجـوار، ولـو أعـدنـا النظـر إلى تعلـيمات القتال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم – في غزوة أحد فإنه يتضح لنا مدى إلمام رسول الله- صلى الله عليه وسلم – بخواص الأسلحة المشتركة في المعركة والمتيسرة له في ذلك الوقت؛ فالفرسان التي تمثل خفة الحـركة والقيام بها بالالتفاف على أحد الجوانب والتطويق ما هو إلا سلاح المدرعات في عصرنا هذا، أما النبال أي: الرماة؛ وضـعها وأيـن تمـركـزهـا وأسـلوب تـراشـقها هـو ما يماثل في يومنا إدارة النيران.
تلك التعليمات على إيجازها وبلاغتها تمثل نظام التعاون بين القوات المسلَّحة المشتركة في المعركة.
5 ـ الهجوم:
(الهجوم خير وسيلة للدفاع) تلك الجملة مستخدمة حالياً في كتب ومراجع التكتيك الحديث، إلا أنها كانت إحدى مبادئ الرسول القائد – صلى الله عليه وسلم – ، والتي استخدمها في جميع غزواته، عدا غزوة الخندق، حيث كان العدو متفوقاً جداً، مما حدا بالرسول- صلى الله عليه وسلم – إلى أخذ أوضاع دفاعية غير متوقعة بإنشاء المانع الهندسي الجبار الذي أذهل المشركين.
ومبدأ الرسول- صلى الله عليه وسلم – في المعركة حسمها، ولا تحسم المعركة إلا بالهجوم، وأصبحت الآن إحدى المبادئ الحديثة في قانون القتال.
6 ـ السرعة وخفة الحركة:
يُوصف سلاح الفرسان في العصور القديمة وصدر الإسلام حتى العصور الوسطى بالسلاح الذي يتميز بالسرعة وخفة الحركة وقدرة فريق الفرسان على الالتفاف والتطويق وتطوير الهجوم بالمطاردة وحسم المعركة. وكانت وصاية الرسول- صلى الله عليه وسلم – بأن يتقن المسلم ركوبها والسباق بها والتدريب على أسلوب القتال بها وكيفية استخدامها في تطوير الهجوم. وهذا السلاح تطور اسمه وآلاته، وأصبح في العصر الحديث يُعرف بسلاح المجنزرات أو المدرعات.
7 ـ تأمين الجوانب وكيفية الدفاع عن الثغرات:
وقـد وضـح ذلك في تعليمات القتال التي أعطاها الرسول – صلى الله عليه وسلم – ؛ وخاصة تلك التي كانت في غزوة أحد، بـأن وضـع الرمـاة على نقـطة حاكـمة؛ وذلك لتـأمين الجوانب ومؤخرة القوات الإسلامية، ومنع فرسان العدو من الالتفاف لضرب مؤخرة المسلمين وتطويق قوات الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
ومن هنا برزت أهمية النقطة الحاكمة عند ترك الرماة لمواقعهم لحصر الغنائم، فما كان من خالد بن الوليد ـ لم يكن مؤمناً آنذاك ـ إلا أن استغل ترك معظم الرماة للنقطة الحاكمة وقام بعملية الالتفاف والتطويق وانقضَّ على قوات المسلمين، رغم تحذير الرسول- صلى الله عليه وسلم – للرجال من ترك تلك النقطة الحاكمة؛ لأنها كانت عاملاً على حماية جوانب ومؤخرة القوات المسلمة.
وفي غزوة الخندق تم عمل مانع هندسي جبار في المنطقة المحتمل تقدُّم العدو فيها، وقد استند ذلك المانع إلى موانع طبيعية يميناً ويساراً، وكانت تلك الموانع المستند إليها جبالاً صخرية يصعب للعدو التقدم عبرها.
8 ـ وسائل التحكم والسيطرة:
لقد كان للنبي- صلى الله عليه وسلم – أساليب عسكرية بارعة تدل على عظمة قيادته للجيش الإسلامي، وخصوصاً في تلك الظروف التي لم تتواجد فيها وسائل السيطرة الحديثة، مثل: الأجهزة اللاسلكية وأجهزة الإرسال والرادار والأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد، كل ذلك يدل على فن إدارة عظيمة للمعركة. وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم – قائداً عسكرياً عبقرياً لا يدانيه قائد. وقد استطاع إلى جانب شجاعته أن يزن حجم المعركة ويختبر مناخها ودراسة الأرض دراسة جيدة من جانب القوات الصديقة ومن جانب العدو… وكان يستشير أصحابه، ويختار القادة بما يناسب المعركة، وينظم الصفوف ويستعرضها، ويقوم بالمرور على تلك القوات والتفتيش عليها، إلى جانب عمل خطة الهجوم وخطة الدفاع حسب نوع المعركة، ويقوم بتنظيم المواقع. وأهم تلك الخطط خطة الإمداد والتموين، علاوةً على إرساله عناصر الاستطلاع، وتأكيد المهام لكل وحدة، ثم يتولى مكانه في القيادة ويأمر بالمسير والقتال.
محمد- صلى الله عليه وسلم – هو المثل الأعلى في القيادة والشجاعة وعبقرية الرأي الحكيم، علاوةً على بُعْد النظر والحكمة لديه – صلى الله عليه وسلم -.

وبالتوفيق=)

آوؤول..بصصمة..لـي’~
شُكَرَأإ..
<~
سسامحيني على ردي السسطحي..مسستعيله..تستأإهليين أكثر،،

شكرا ع التقرير

تسلمين

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..همسة طموح.. مشاهدة المشاركة
آوؤول..بصصمة..لـي’~
شُكَرَأإ..
<~
سسامحيني على ردي السسطحي..مسستعيله..تستأإهليين أكثر،،

بصمتج منورة..
عادي..دوني ووري..شكرا لج..
=)

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمارتيه حلوه مشاهدة المشاركة
شكرا ع التقرير

تسلمين

العفوو…
اشكرج لمرورج
=)

يزاج الله خير ,

مانخلا .

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إماراتي 7 مشاهدة المشاركة
يزاج الله خير ,

مانخلا .

شكرا لج..
وياج..
تسلمين..=)

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الارشيف الدراسي

فلاش عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم !! -تعليم الامارات

فلاش عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم !!
نَسَبُه صلى الله عليه وسلم:‏

الرسول صلى الله عليه وسلم هو: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك ابن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان) (رواه البخاري) ، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم عليهما السلام.‏

وأبوه:

عبد الله بن عبد المطلب، كان أجمل قريش (قبيلة قريش) وأحب شبابها إليها، عاش طاهرًا كريمًا حتى تزوج بآمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم.‏

وأمّه:

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبوها سيد بني زهرة.‏

وجدّه:

عبد المطلب بن هاشم، هو سيد قبيلة قريش، أعطته رياستها لخصاله الوافرة، وقوة إرادته، وعزيمته على فعل الخير لكل الناس، وقد اشتهر بحفر بئر (زمزم) التي تسقي الناس بمكة المكرمة إلى يومنا هذا.‏
نفع الله به

الملفات المرفقة

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الرابع الابتدائي

؟لماذا آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار؟ للصف الرابع

لماذا آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار؟

للمساوى بينهم

لان المهاجرين هاجروا و تركوا معهم اموالهم و متاعهم …

ليزيد الالفة والمحبة بينهم

واسمحيلي اغير عنوان الموضوع

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف التاسع

حل درس الرسول معلما ومربيا للصف التاسع

لو سمحتو بقيت حل درس الرسول معلما ومربيا
لو ممكن

السلام عليكم..

ص 52
أناقش

1-
الكلام أثناء الصلاة
2-
الشدة والتأنيب
اللين والرحمة

3-
الحلم

أنشطة التعلم
أفكر وأبين
عدم تقبل البعض العلم – عدم تطبيقهوالالتزام به – الشعور بعدم أهمية ما يتم تعلمه

ص54
يكون حجة علىصاحبه يوم القيامة

أعلل
مراعاة لأحوالهم وقدراتهمالعقلية

أتدبر ثم استنتج
بأن خالطهم وعايشهم الموقف والحدث وربطهبالواقع

أطبق
1-
التطبيق العملي أي + التعليم بالقدوة

2-
التدرجفي التعليم

3-
التسهيل وترغيب المتعلم وتحبيبه فيما يتعلمه
4-
استثمار الواقففي التعليم

اتامل وأقارن
المال – لإثارة الانتباه وللحض علىالتفكير والمشاركة

قارن :-
الأسلوب الاول : أوجه الاختلاف
:-
استخدامه السؤال للتنبيه وجذب الاهتمام

استخدام الحوار والمناقشة وخبرةالمتعلم السابقة لإضافة معرفة جديدة

الأسلوب الثاني : أوجهالاختلاف

استخدام السؤال لتقريب الفكرة
استخدام الحوار والمناقشةوخبرة المتعلم السابقة للإقناع

أوجه الاتفاق:-
1-
استخدام السؤال في كلاالموقفين

2-
إشراك السامع أو المتعلم في الحوار
3-
استثمار المعلومات السابقةللمتعلم أو السامع في بيان الفكرة وتوضيحها

أتدبر واستنتج
إن الأخوةفي الله طريق لمحبة الله تعالى

أتأمل واستنتج
كالشاة الميتة
الزهد في الدنيا الفانية وهي أذل وأحقر من الشاة عند الله تعالى

أتدبرواجب

ارسم فيالمربع

____________________

_________________________ _________________________ ___

_____________________

ان الطريقالمستقيم هو طريق الحق الى الله تعالى واما الطرق الاخرى فهي طرق الباطلوالضلال

اتدبر واستنتج
1-
ضرب الامثال
2-
اسلوب المحاورةوالمناقشة
3-
اسلوب المحاورة والاقناع

انشطة الطالب

النشاطالاول
اكمل – التدرج في التعليم
الحواروالمناقشة
ضرب الامثال
الاسلوب القصصي
الرسم

النشاط الثاني

1- قال تعالى( لقد كانلكم في رسول الله اسوة حسنة)
2-
قال تعالى ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعثفيهم رسولا من انفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)
3-
قوله صلى الله عليه وسلم ( إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم)
النشاطالثالث
1-
الله تعالى ، وهو فضل من الله سبحانه وتعالى
2-
اجتماع القلوبحول الرسول صلى الله عليه وسلم
حب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداءبه
حب الاسلام والتضحية في سبيله

النشاط الرابع

الاسلوب : استثمار الموقف في النصح والتعليم
الغاية : لتثبيت الخبرة لدى المتعلم بالتطبيقالمباشر والعملي

الاسلوب: التكرار
الغاية : للفت الانتباه وبيانأهمية الموضوع

النشاط الخامس :
نشاط حر

شاكر لج الطيبه دائما سباقة

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amir257 مشاهدة المشاركة
شاكر لج الطيبه دائما سباقة

العفو..
^^

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف السابع

معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم للصف السابع

معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم
ذكر شيء من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

المعجزات :هي كل أمر خارق للعاده مقرون بالتحدي وهو صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء معجزات وقد قيل أنها تبلغ الفا وقيل ثلاث آلاف .والله اعلم .
نذكر منها :1- القرآن الكريم :وهو أعظم المعجزات الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فإن القرآن معجزه إلى يوم القيامه .
2-انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين كما قال تعالى :اقتربت الساعة وانشق القمر )
3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد مغاربها ومشارقها قال تعالى :وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
5-نبع الماء من بين أصابعه .رواه البخاري )
6- تسبيح الحصى بكفه .رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
7-تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود .
8- تسليم الجحر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوه .
9-تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره أنه مسموم .رواه البخاري .
10-أن البعير شكا إليه الجهد ـ أي المشقة ـ أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود .
11-شهادة الذئب له بالنبوة .رواه الطبراني وأبو نعيم .
12-انه جاء مره إلى قضاء الحاجة ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخله صغيره وأخرى بعيده عنها .ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني .
13-أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأها .رواه أبو داود والنسائي .
14-أن عين قتاده بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحد(أقوى) من العين الصحيحة .رواه الحاكم وغيره من عدة طرق .
15-أن عين أبي طالب ـرضي الله عنه ـ برأت من الرمد حين تفل فيها .متفق عليه .
16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبن ابي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفة فبرأت .رواه البخاري .
17- ان أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول ان عندي قعودا أعلفه كل يوم أقتلك عليه فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير ،فقال :قتلني محمد فقالوا :ليس بك بأس قال :انه قال كأنا أقتلك فلو بصق علي ليقتلني فمات .
18-أنه أخبر أميه بن خلف أنه يقتله فقتل كافر ا يوم بدر .رواه البخاري .
19-أنه عد لأصحابه في بدر مصارع الكفار فقال :هذا مصرع فلان غدا ويضع يده على الأرض ،وهذا ،فكان كما وعد .وما تجاوز احد منهم موضوع يده .رواه ابو داود.
20-انه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر . رواه البخاري .
21-أنه قال في الحسن بن علي إن ابني هذا سيد ولعل الله إن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال .فانه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفا على الموت فتنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين.رواه البخاري .
22-أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ انه ستصيبه بلوى شديدة يريد قتله فكان كما قال .رواه البخاري .
23 -انه أخبر بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها في المدينة ،فجاء الخبر بما اخبر به .ذكره ابن إسحاق وغيره .
24-انه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
25-أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد رفعت في خمار اسود على بغله شهباء فكان كذلك .رواه أبو نعيم .
26-أنه دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الله تعالى يعز به الإسلام أبابي جهل أبن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل من أضحى مسلما .
27-أنه دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ،رواه البيهقي .
28-أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم .
29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك .
30-انه دعا لآنس بن مالك بكثره المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائه سنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا ،وكان له نخل يحمل في كل سنه حملين .
31-انه قال في رجل أدّعى (منافق)الإسلام وغزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين أنه من أهـل النار فصدق الله تعالى مقتله ،فأنه أصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمداً ‍‍‍‍‍‍(وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله ) متفق عليه .
32- كان بينه وبين عتيبه بن ابي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد . رواه ابو نعيم وغيره .
33-انه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا .وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء
فاتسعت فأمطرت فقال :اللهم حوالبنا ولا علينا فأقلعت وانقطعت .متفق عليه
34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ ان يزود اربع مائه راكب اتو إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد .رواه أحمد وغيره .
35-انه اطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـوهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وانصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام .متفق عليه .
36- انه أطعم أهل الخندق أيضا من تمر يسير أتت به إليه جاريه .رواه ابو نعيم .
37-انه أطعم جماعه من أقراص شعير قليله بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس .
38-أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة .ودعا له بالبركة فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه .
39-أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيراً من طعام قدم إليه في قصعة ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر .كما رواه أبو نعيم .
40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضه من تراب وقال :شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم .رواه مسلم وغيره .
41-أنه لما اجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربه رجل واحد خرج عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم .
42- معجزة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .

بارك االله فيج ..

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن أعمال الرسول في المدينة المنورة -تعليم اماراتي

المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قررت اليوم أن يكون تقريري بعنوان أعمال الرسول في المدينة .لأهمية هذا الموضوع.و فيه سأتحدث عن أعمال الرسول في المدينة ،أهميته للشباب، المعوقات التي تعترض مشاركة الشباب الاجتماعية و أخيرا التوصيات…

الموضوع :
اتجه نظر الرسول صلى الله عليه وسلم حين وصل المدينة إلى العمل على إقامة شعائر دينه الجديد فبنى مسجده الذي دفن فيه. وكان المسلمون يجتمعون في المسجد للصلاة لا ينادي بها أحد فيهم فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم:

اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم: اتخذوا قرناً بوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أو لا تتبعون رجلاً ينادي بالصلاة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا بلال قم فنادي بالصلاة وإذا جاء وقت الصلاة يقول بلال: الصلاة جامعة. وكان من المنادين عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري فبينما هو بين اليقظان والنائم، يرى شخصاً يلقنه الأذان، فحضر إلى الرسول وقص عليه ما رأى، فقال له: إنها لرؤيا حق لقن ذلك بلالاً فإنه أندى صوتا ولما أذن بلال حسر عمر بحر ردائه فقال: والله لقد رأيت يا رسول الله.

وقد سمي هذا الدين “الإسلام” لما فيه من الانقياد والخضوع المطلق لإرادة الله تعالى. والذين يدينون به يسمون المسلمين أي الذين يخضعون لأمر الله ورسوله. وأمر الرسول بإقامة الصلاة خمس مرات في اليوم، كما أمر بصوم شهر رمضان، وحمى حقوق الملكية، وجعل للمرأة مركزاً محترماً لم يكن لها في الجاهلية.
وكان من أظهر آثار الإسلام انه آخى بين المسلمين على اختلاف قبائلهم ومراتبهم، وأحل الوحدة الدينية محل الوحدة القومية، فأصبحوا متساوين جميعاً. لا فرق بين السيد والعبد، وغدوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. وقد من الله على المسلمين بقوله: “وإن يريدوا إن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين”.
وقد ساعد الرسول على توحيد كلمة العرب تلك المساواة التي جاء بها الإسلام وتلاشت أمامها هذه الفوارق الجنسية التي مزقت شمل العرب. وليس أدل على تلك الديمقراطية من قوله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. وقوله عليه الصلاة والسلام: “ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى”. نشأة النظم الإسلامية بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في تنظيم الحياة الاجتماعية منذ أول عهده بالمدينة وهذه النظم كانت نتيجة الوحي القرآني ووقائع السيرة النبوية، فنظريات الفقهاء في الأحوال الشخصية
وتنظيم الأسرة، والتنظيمات السياسية، والعسكرية، والمعاهدات الدولية، وكل ما يتعلق بالأمور المالية والاقتصادية، ليست إلا امتداداً لبعض الوقائع التي حدثت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان له فيها قول، أو تنبيه، أو إرشاد، أو تقرير. فعصر النبي صلى الله عليه وسلم كان منطلق خير لكل ما عرف في
الإسلام من نظم وقوانين. إن كل ما نلمسه في حياتنا العامة والخاصة من مواضيع نتوهم إنها جديدة على الحياة الإنسانية المعاصرة، له أصل بشكل أو بآخر في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة. لقد وضعت في المدينة أسس المجتمع الجديد من توحيد الله، إلى المجاهرة بالحق، إلى العمل الصالح، إلى المكارم الأخلاقية
إلى البناء العلمي في كل شؤون الحياة. أصبحت المدينة بفضل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ناصره في موطن الإسلام، المقر الصالح للدعوة الإسلامية ومركز
التحول والتغيير في تنظيم المجتمع السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والتربوي، والعلمي كانت الهجرة تجسيداً لهذه التنظيمات بمعناها الشامل الواسع الذي زادته
ممارسة الوقائع تفصيلاً وتوضيحاً. وبذلك تمكن المسلمون الأولون من تحويل المرحلة النظرية إلى مرحلة علمية تطبيقية. من هنا نعلم إن الحياة الجديدة والتنظيم الجديد، بكل ما ورد فيه من تشريع لم يكن إلا امتداداً لما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم وجماعته في مكة المكرمة ومما يبدو إن جو المدينة المنورة كان أكثر ملائمة للتشريع وأكثر مناسبة لإظهار الحركة السياسية، والاجتماعية، والعسكرية والتنظيمية بشكل جديد. فلقد قام في يثرب مجتمع جديد من حيث الشكل والمضمون، مبني على قواعد أساسية مستمدة من العناية الإلهية، تحت قيادة رئيس واحد، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن المدينة المنورة بدأ عهد جديد يرسم للإنسان منهجاً جديداً سليماً في الحياة، ينير له الطريق من غبار الجهل وأدران الجاهلية، بدأ منهج في التغيير نحو الأفضل والأكمل والأسلم. قال تعالى: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً”. وقد ترتب على قيام الحكومة النبوية في المدينة المنورة آثار بعيدة المدى في جميع الحقول والميادين. فقد قضى الإسلام على الوثنية والشرك بالله ودعا إلى
عبادة إله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، هو رب العالمين، فأنكر العصبية القبلية ورفض مبدأ الشعوب المختارة، وبنى أركانه على أعمال إنسانية نبيلة تشعر الإنسان بعاطفة صادقة مخلصة فرض بأمر من الله جل وعلا الصلاة في تدبر وخشوع
وإيتاء الزكاة لرعاية التكافل الاجتماعي والحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، والصوم بمعناه الروحي والاجتماعي. وإقامة الصلاة دعت إلى بناء المساجد، فكان “مسجد قباء” بناه الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة، وفي المدينة بنى مسجداً جديداً آخر ولم يعرف الأذان إلا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حيث وجد المسلمون متنفساً لأداء أل شعائر الدينية، وكان قد أمر بلالاً صاحب الصوت الندي الجميل ليؤذن بالناس للصلاة.
الخـــــــاتمة:•

النهاية أتمنى أنهقد أعجبكم تقريري المبسط الذي يتناول موضوعات عن أعمال الرسول ف المدينة المنورة وكذلك أتمنى لوأنني قد حققت مرادي وهو التشجيع للتعرف على الرسول ،و السلام عليكم ورحمه اللهو بركاته….

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اشكرج عالتقرير

يعطيج العافية

العفوا
مشكورة ع الرد

مرحبا ,
ما شاء الله تقرير مرتب و جميل,,
اتوقع يجيبون درجة كامله .

ملاحظة , اي تقرير يا ريت تحطين رابط معهد الامارات كاحد المصادر ..
شكرا لج

جزاكِ الله خير

العفوا
مشكوووورين ع الرد

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

ورقة عمل اجتماعيات العالم قبيل بعثة الرسول -التعليم الاماراتي

العالم قبيل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
الاسم: اليوم:
الصف: التاريخ:
جاوبي على الأسئلة الآتية:
استنتج الأسباب التي أدت إلى تعدد الديانات قبيل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
أي الطبقات جاءت في المرتبة الأخيرة ؟
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
فسر تنوع العبادات في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام قبل ظهور الإسلام .
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
استنتج أهم ما قامت به قريش أثناء إشرافها على البيت الحرام ؟
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
كيف كانت يثرب تعيش قبل مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
أسباب تدني مكانة المرأة عند بعض قبائل العرب في المجتمع العربي قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
………………………………………….. ………………………………………….. ……………
وضح واقع المرأة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام ؟
………………………………………….. ………………………………………….. …………………….

شكرا

بالتوفيق

شكرا لج

تسلمين

شكرا
الله يوفقج
نترقب المزيد

مشكورهـ الغلآآ نتريأإ الزوود منـج<<لأإ تحرميينأإ من مشأإركــأإتـج..^^"

ابا بور بوينت عن العالم قبيل بعثه الرسول بليز احتاجج بلللللللللللللللللللللللللللليز

بليز اخوي

مابا اوراق عمل اريد بوربوينت

مشكووووووووووووووووووووووورة

شكررررررررررررررررررررررررررررا

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الثامن

حل درس الرسول صلى الله عليه وسلم أبا وجدا للصف الثامن

أناقش :-

كيف كان رسول …..؟

*يعطف عليهم ويظهر محبته لهم .

ماصفات الرسول ….؟

*الحنان والعطف والشفقة.

ماأهمية إظهار الأب…؟

*تقوية الروابط الأسرية وأنتشار المحبة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبا عادلا….؟

*كان يظهر محبته وحنانه لبناته وأولاده .

ما أهمية تحقيق العدل …؟

*أنتشار المحبة و الأستقرار وتماسك الأسرة .

حدد أربعة من أمور ………؟

*المساواة /*العدل في المعاملة /*الحب /*الرحمة .
_______________
أناقش:-

ما الأمور التي حرص الرسول…..؟

*تفضيل الآخرة عن الدنيا / *الإيثار و الإكثار من التسبيح والتذكير .

أذكر أربعة من واجبات ………؟

*حسن أخيار الأسم /*التأديب /*التربية والتعليم /*حلق الشعر .
_______
أكتب ثلاث صفات …….؟

*الرحمه * العطف والحنان *الدعاء لهم بالخير .

ما الفرق بين الأسلوب …؟

*والد سالم كان قاسيا وأسلوبه خاطئ في النصح أما والد راشد كان لينا في تعامله مع أبنه وأسلوبه صحيح .

ما الأمور التي حرص …..؟

*الرحمة والنصيحه .

أي الأسلوبين تراه ناجحا ….؟

*أسلوب النصح والتوجيه و الإرشاد .
__________
أنشطة الطالب:-

الأب المحب الرحيم :

*كان يحمل الحسن والحسين على ظهره ويلعب معهما وكان يظهر محبته لبناته .

الأب الصبور :-

*صبر الرسول على موت أبناؤه الذكور .

الأب المربي :-

*لقد ربى أبناؤه وأحفاده وعلمهم وكان يوجههم .

________
كان الرسول صلى الله عليه وسلم واضحا …

وضح السبب في ذلك ؟

*تفضيل الآخرة على الدنيا لأن الآخره هي الأنفع للناس من الدنيا .

ماواجبات الأبوة ….؟

*التربية والتعليم /*التوجيه ولإرشاد /*المساواة والعدل بينهم .

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر محبته ………؟

*رحمته الواسعة وحبه لأولاده المؤمنين .

أربع صفات تحرص على ……؟

*المساواة والعدل /*المعاملة بالرفق واللين ./*التربية على أمور الدين/*عدم أستخدام العنف معهم .

أربعة من الأمور التي ستحرص عليها ….؟

*التربية الصحيحة /*أحترام الآخرين /*الألتزام بالتصرفات السليمة /*الألتزام بالملابس المحتشمه.

____
الجدول:-

أب يظهر محبته لأبنائه …….؟

*النتيجه : زيادة حبهم لأبيهم وبناء أسرة صحيحة وسليمة .

أب يقضي معظم ….؟

*النتيجه :تفكك الأسرة وضعف الروابط وأنحراف الأولاد .

أم تشاهد ابنتها ……؟

*النتيجة :تنحرف البنت ولاتلتزم بالحجاب الشرعي ,فلا تلتزم بالأخلاق الحميدة .

تعلمت . .آن لآ تكون نھايہ’ة علآقتي مع آلآخرين هي بدايہ’ة كگرآهيہ’ة لھم . . . فَ قد تنتھي المحبہ’ة . . ولكن يبقىّ آلتقديرُ وآلآحترآمّ

مشكوره اختي ع الحل

وفي ميزان حسناتج يارب

تقبلي مروري

شكرا جزيلا

العفوووو

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف العاشر

الرسول زوجا للصف العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لقد اخترت هذا الموضوع،،لانني اردت أن أعرف الكثير عن حيات الرسول صلى الله عليه وسلم ،وأردت أن أعرف كيف كان مع زوجاته وكيف يعادل من بينهم .
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
– كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة . سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
أمهات المؤمنين هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد كرهن الله عز وجل في تكريمهن أنهن لم يتزوجن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعدد أمهات المؤمنين إحدى عشرة زوجة ست منهن من قريش وأربع عربيات من غير قبيلة قريش وواحدة من بني إسرائيل.
خديجة بنت خويلد:خديجة أول من أسلم من النساء ،وقد ساندت زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بمالها في حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب وهي التي قال لها صلى الله عليه وسلم :زملوني زملوني وهي التي قالت للرسول :أبشر يابن عم واثبت فو الذي نفس خديجة بيده لأرجو أن تكون نبي هذه الأمه.
سوده بنت زمعه:قالت خولة بنت الحكم للرسول يا رسول الله لم لاتتزج من تعوضك عن خديجه ثم عرضت عليه سودة وذهبت إلى سوده تقول:ماذا ادخل الله عليك من الخير والبركة فقالت وماذاك؟قالت خوله أرسلني رسول الله لأخطبك عليه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عائشة بنت أبى بكر الصيدق:كانت عائشة شديدة الحب لرسول الله عليه وسلم حتى كانت تغار عليه فكان يقول لها :حبي لك ياعائشة كالعروة الوثقي ولم ينجب منها الرسول صلى الله عليه وسلم الولد.
حفصة بنت عمر رضي الله عنها:
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم حفصه وعرفت بأنها صوامه قوامه كما تحدث عنها جبريل فقال انها صوامه قوامه وهي زوجتك في الجنة.
زينب بنت خزيمة أم المساكين:ابتليت أم المساكين في قد زوجها، وجاء الرسول اللي عمها وخطبها ،ودفع لها مهرا أربعمائة درهم وبني لها حجرة كحجرات أزواجه ،وقضت زينب أم الؤمنين ستين يوما فقط في بيت النبوه ، ثم توفيت وهي تعرف بصفة عظيمة هي أم المساكين.
أم سلمة رضي الله عنها: لقد كان عبد الله بن عبد الأسد بن المغيره زوجها ،ولقد أصابه في غزوة أحد ومرض وأشتد المرض عليه وتوفيه ، وبكت ام سلمة عليه،ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم قولي:اللهم آجرني في مصيبتي واعقبني خيرا منها ،وبعد مرور الأيام تزوجها الرسول وكانت سيدة حكيمة ذات مكانة رفيعه بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
زينب بنت جحش رضي الله عنها:قضي أمر الله بأن يتزوج رسول الله زينب بعد طلاقها من زيد بن حارثة،وكانت تقول لرسول يارسول الله اني والله ماانا كأحد من نسائك ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أخوها أو أهلها ؟غيري زوجنيك الله من السماء،وكانت سيدة جميلة،وقالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها :لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تناصبني غير زينب،
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017

وكانت زينب صالحه وتقيه ونشيطه عامله تدبغ الجلود تعمل بيدها ما تحسنه ثم تتصدق بما تعمل في سبيل الله على الفقراء والمساكين.
جويرية بنت الحارث:
تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق في شعبان سنة 6 هجرية وقد علمها النبي كلمات تقولها فقال:الا اعلمك كلمات تقوليهن؟؟

سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات
سبحان الله رضي نفسه ثلاث مرات
سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات
سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات
وتوفيت سنة 5 هجرية ودفنت في البقيع وصلى عليها مروان الحكم المدينة آنذاك.

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان:
كانت زوجة لعبيد الله بن جحش ،وهاجرت معه إلى الحبشة،فارتد عبيد الله عن الإسلام وتنصر وتوفي هناك_أما حبية فقد ثبت علي دينها وإسلامها وهجرتها
علم رسول الله بكل هذا وأدرك أن روملة بنت أبي سفيان(أم حبيبة ) التي تركت المال والجاه وهاجرت ببدنها قد ابتليت وامتحنت فأراد ان يكرم فيها النساء المؤمنات ،فأرسل إلى النجاشي كي يزوجها له فلما أرسل لها النجاشي وكلت خالد بن سعيد بن العاص وهو من اهلها ثم قالت أبشر الله النجاشي بالخير واهدت لجاريته سوارين من فضة .
وأرسل النجاشي إلى خالد بن سعيد بن العاص وعدد من المسلمين المهاجرين إلى الحبشة وعقد مجلساً كبيراً قال فيه:لقد كتب إلى محمد بن عبد الله في أي أزوجه أم حبيبة بن ابي سفيان فأجبت إلى مادعا إليه وأصدقها أربعمائه دينار فقال خالد بن سعيد بن العاص للنجاشي:قد أجبت إلى مادعا إليه رسول الله وزوجته أم حبية.
عادت السيدة أم حبيبة الى المدينة محمله بهدايا النجاشي للرسول صلى الله عليه وسلم ووجدت الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى خيبر، فلما عاد عليه السلام فرح بقدومهم وتزوج أم حبيبة وأولم عثمان ابن عفان وليمة عظيمة تكريما لبنت عمه أم حبيبة التي شرفت بهذا الزواج ولما جاء أبوها إلى المدينة وكان على دين الشرك منعته من الجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له انت رجل مشرك)) وكانت سيدة حكيمة عاقلة راضية رضي الله عنها وفي خلافة اخيها معاوية بن ابي سفيان توفيت بالمدينة المنورة
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها :
كانت ميمونة ترغب في الزواج من الرسول فأسرت الى اختها أم الفضل ونتقلت السر الى العباس زوجها فذهب إلى الرسول وقال له لقد ترملت فهل لك ان تتزوجها فرضي رسول الله .
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017
صفيه بنت حيى بن أخطب:
صفيه من بني اسرائيل يهوديه،وكان ابوها وعمها من أعداء الرسول،وخيرها الرسول في خيبر بين الإسلام واليهوديه فاختارت الإسلام،وقالت:يارسول الله ،لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني بذلك فاعتقها رسول الله وجعل عتقها مهراً لزوجها منه، وكانت عائشة تغار منها وتقول آنها أكرم منها فتجيبها قائله كيف تكوني أكرم مني وأنا زوجي محمد وأبي هلرون وعمي موسى؟!
:::::::::::::
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب .. وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم .. وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ، وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا .. وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
عدله صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يتحرى العدل بين زوجاته في كل شيء مهما دق أو صغر, فكان يعدل بينهن في السكن والنفقة والمبيت والزيارات ، فكان إذا زار واحدة منهن زار جميعهن بعد ذلك. ورغم حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها، إلا أنه لم يميزها في شيء عنهن أبداً، وكان يستغفر الله من عدم قدرته على العدل في المحبة القلبية بين زوجاته إذ أن هذا أمر بيد الله فكان يقول ] اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك[، وعندما مرض مرضه الأخير لم تطب نفسه بالمقام عند السيدة عائشة حتى أذنّ له في ذلك.
وحتى في أسفاره وغزواته صلى الله عليه وسلم ، كان يقرع بين نسائه ، فمن خرج سهمها صحبته في سفرته أو غزوته.
استشارته لزوجاته
كان صلى الله عليه وسلم يستشير نساءه في كثير من الأمور ويقدر آراءهن ، وقد كانت المرأة في الجاهلية تعامل معاملة المتاع ، تباع وتشترى ولا يؤخذ رأيها في أمر من الأمور حتى وإن كان هذا الأمر يخصها وحدها، ولكن الإسلام جعل المرأة كفوا للرجل غير أن الرجل له عليها حق القوامة } وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ{ البقرة 228 . ولقد كانت مشورة أم سلمة رضي الله عنها في يوم الحديبية بركة على المسلمين وإنقاذا لهم من هلاك محقق حيث أشارت عليه بأن يخرج إليهم دون أن يكلم أحدا منهم فينحر هديه ويحلق رأسه، فلما فعل ذلك قام الصحابة سراعا وامتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تباطؤوا وذلك لما أصابهم من الغم والحزن يوم الحديبية حيث كانوا يرون أن شروط الصلح مجحفة لهم.
السيرة النبوية للأطفال لعبد المنعم الهاشمي،دار اليقين للنشر والتوزيع،1437_2017،

سعة صدره وحلمه عليهن:
كان أزواجه صلى الله عليه وسلم يراجعنه فيقبل منهن ذلك ويحلم عليهن, وما ضرب واحدة منهن قط ، وما كان هذا الأمر معهودا قبل الإسلام, فقد كانت المرأة أقل من أن تراجع الرجل أو تناقشه.
قال عمر رضي الله عنه" تغضبت على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني، فقالت : ما تنكر أن أراجعك فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. قال: فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم. قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟. قالت: نعم. قلت: " قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر".
تأديبه لأهل بيته
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوس نساءه سياسة الخبير بأغوار النفوس ومواطن الضعف فيها، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يتهاون في تأديبهن إذا أخطأت إحداهن أو خرجت عن الخط السوي.
تقول عائشة رضي الله عنها: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية صنعت لرسول الله طعاما وهو في بيتي، فارتعدت من شدة الغيرة فكسرت الإناء ثم ندمت فقلت: يا رسول الله ما كفارة ما صنعت؟ قال: إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام.
وكان صلى الله عليه وسلم يترك لهم حرية الكلام ويسمع منهن ولكنه لا يمرر خطًأ مهما كان صغيرا ومهما كان الدافع وراءه.
قالت له عائشة مرة وقد غارت من شدة وفائه للسيدة خديجة رضي الله عنها " ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها". فغضب صلى الله عليه وسلم ورد عليها قائلا: "والله ما أبدلني الله خيرا منها. آمنت بي حين كذبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد وحرمته من غيرها"
إن غيرة السيدة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم وحب النبي لها لم يشفعا لها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
خدمته لأهل بيته
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستنكف عن الخدمة داخل البيت، وتقديم المعونة لزوجاته إذا لزم الأمر، وكان يقول: ]خدمتك زوجتك صدقة[. كان صلى الله عليه وسلم يرقع الثوب ويخصف النعل وغير ذلك مما يحتاج إليه أهل بيته.
تجمله لأهل بيته
كان صلى الله عليه وسلم يدرك حاجة المرأة للجمال في الرجل ، كما يحتاج الرجل الجمال في المرأة، فكان صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأكثرهم أناقة على قلة ذات يده، وكان يأمر أصحابه بأن يتزينوا لنسائهم ويحرصوا على النظافة وكان يقول: ] اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم
1
الخاتمة
لقد استفدت كثيراً من تقريري،واكتسبت معلومات لم أكن أعرفها ،وضمه تقرير جميع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم 1- السيدة خديجة رضي الله عنها 2-السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق3- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب4- السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان5-أم سلمة بنت أمية بن سهل6-السيدة سودة بنت زمعه،،7-زينب بنت جحش8-ميمونة بنت الحارث9-زينب بنت خريمة10-جويرية بنت الحارث11-صفيه بنت حيى بن آخطب.

المصادر والمراجع
الكتب:
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017
السيرة النبوية للأطفال لعبد المنعم الهاشمي،دار اليقين للنشر والتوزيع،1437_2017،
المواقع:
معهد الامارات التعليمي
http://www.lahaonline.com/index.php?option=$$$$$$$& task=view&id=12971&sectio nid=1

المحتوى الصفحة
• المقدمة
• الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا
• خديجة بنت خويلد
• سوده بنت زمعه
• عائشة بنت ابي بكر الصديق
• حفصة بنت عمر
• زينب بنت خزيمة ام المساكين
• ام سلمة
• زينب بنت جحش 1
• جويرية بنت الخارث
• أم حبية (زملة بنت أبي سفيان
• ميمونة بنت الحارث 2
• صفية بنت حي بن أخطب
• عدله صلى الله عليه وسلم
• استشارته لزوجاته 3
• سعة صدره وحلمه عليهن
• تأديبه لأهل بيته
• خدمته لأهل بيته
• تجمله لأهل بيته 4
• الخاتمة

بارك الله فيك

^^

مميز دائما و ابدا

وين الردود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تسلم اخوي

وان شاء الله فميزان حسناتك

تسلم اخوي

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

الرسول قائد عسكري ..^^ -تعليم الامارات

السلاااااااام عليكم ..^^

شحالكم عساكم بخير..

لو سمحتوو ابغى مقدمه وخاتمه عن الرسول قائد عسكري ..

بليييييييييييز

الله يوفقكم ويعطيكم العاااافية

واللي يحط الله يحقق له امنيااااته اللهم اميييييييييين …^^

السموحة اختي ما عندي …~

يسلمووو فديت روحج مسموحه …

وينكم =(

هلا بالموجدوين … ممكن تساعدوني … بغيت حلول كتاب التربية الإسلامية الجزء الثاني

لـرسول  قائدا سياسيا …
المقدمة
كان العرب أتباعاً، فأصبحوا أسياداً. وكانوا قبائل متناحرة، فأصبحوا إخواناً ينصر بعضهم بعضاً. كان يحنون رؤوسهم لكسرى وقيصر، ثم أصبحت جيوش كسرى وقيصر تفر من أمامهم. حصل هذا التحول بفعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتأييد الله له. في هذا الموضع سنشير إلى صفات الرسول الكريم القيادية، وكيف تمكن من إجراء هذه التحولات الكبيرة في حياة العرب.`
لابد أننا نجزم ونؤكد على أن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو رجل الدولة الأول: سياسياً وعسكرياً. وفي كل مرة كان في القمة التي لا يرقى إليها أحد وهو الأمي الذي لا يعرف قراءة ولا كتابة مما يدل على أن المسألة هنا ربانية المبدأ والطريق والنهاية.
السياسة جزء من الحياة ،لا يمكن الاستغناء عنها،ولما جاء الإسلام جعل السياسة جزءًا أصيلاً لا يتجزأ ولا ينفصل عن الدين ،فمارس الرسول صلى الله عليه وسلم العمل السياسي منذ الأيام الأولى من الدعوة إلى الإسلام ،كما أنه عقد المعاهدات ،وأبرم الاتفاقات ،أنشأ الصلح ،وساس الأمة بتشريع ودستور لا مثيل له ،ونظم الجيوش التي تدافع عن الأرض والعرض ،وفتح الله على يديه كثيرًا من البلدان ،فقضى بسياسته الحكيمة على مظاهر الفساد والإلحاد ،ووضع بما أوحى الله عليه ،للناس طريقًا مستقيمًا ،يضمن لهم السعادة في الدنيا ،والنجاة في الآخرة.
والمقصود بالسياسة في العرف والاصطلاح الشائع اليوم هو: (قيادة الناس والاهتمام بالأمور العامة، وشؤون الحكم، وعلاقات الدول بعضها ببعض).

المـــوضـــوع
 سياسته في بناء الدولة:
أ_دولة عقدية: الدولة المثلى هي الدولة التي لا تقتصرُ أهدافُها على توفير الرفاهية الماديّة لشعبها، بل التي تجعلُ في طليعة أهدافها بناءَ شعبها بناءً فكرياً سليماً، لأنه بالفكر السليم تبنى الحضارات، وترقى العلوم، وتُحلّ جميع المشكلات، وتتقدم الأمم.
والعقيدة هي المنطلق الأساسي لكلّ فكر، فإذا ما سلِمت العقائد، وأتت موافقة لأصول التفكير السليم أمكن بعدها بناءُ الفكر بناءً سليماً، أما إذا فسدت العقائدُ وأتت مناقضة لأصول التفكير السليم، أصبح الفكرُ بعدها مسرحاً للخُرافة، تجد لها فيه موطناً، وإذا سادت الخُرافة _ونعني بها: اعتقاد ما لا يقبَلُه العقل _ تخلَّفت العلومُ وتدنَّت الأمم.
ولذلك عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بناء دولةٍ عقدية، تتبنى عقيدة بنّاءة، وتعمل _بغير إكراه _ على أن يكون شعبها مؤمناً بعقيدتها، وعلى أن تؤمن الشعوبُ في الدول الأخرى بهذه العقيدة، لأن هذه الشعوب رغم وجودها تحت سيطرة دولٍ أخرى _كافرة _ فإن ولاءها سيكون لدولة الرسول التي يحملون عقيدتها، وستنحاز لدولة الرسول إذا ما نشبت الخصومةُ بين دُولهم ودولة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما فعله المستضعفون الذين كانوا يحملون عقيدة التوحيد ويقيمون في مكة تحت حكم المشركين من قريش.
ب_ قيام الدولة على قواعد شعبية مؤمنة: إن أية دولةٍ لا تقوم على قاعدةٍ شعبيةٍ واسعة تؤمن بها، وتُنفذُ بكلّ إخلاصٍ نُظُمها، وتدافع بكل تفانٍ عنها، هي دولة لا تملك مقوّمات وجودها، ولا تسير في الطريق الذي يُحقّقُ لها وجودها، وهي دولة لا تلبث أن تنهار عند أول صدمةٍ وإن بدت لنا من الخارج قويةً متماسكة، وتُعتبر بدايةُ النهاية للدولة انقلابُ شعبها إلى مجموعةٍ من المنافقين للدولة، يظهرون الإيمان بها، ويبطنونَ الكفر بها، أو مجموعةٍ من المقهورين لا يملكونَ في قلوبهم ذرةَ ولاءٍ للدولة.
ولذلك رفض رسول الله أن يقيمَ دولته العقديّة على قواعد شعبية غير مؤمنة بها عندما قدم إليه عتبةُ بن ربيعة، يفاوضه ويعرضُ عليه ما غلب على ظنه أن محمداً يطمح إليه، عرض عليه المال والسيادة والملك، فقال له: "يا محمد إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر _الإسلام _ مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريدُ به شرفاً سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريدُ به مُلكاً ملَّكناك علينا".
ولذلك راح رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعدُّ القواعد الشعبية المؤمنة قبل إقامة الدولة، حتى إذا ما قامت هذه الدولةُ أخذت هذه القاعدة الشعبيّة المؤمنةُ تدير أجهزة الدولة بكفاءةٍ وإخلاصٍ، وتدافع عنها بفدائيةٍ لا نظير لها.
ج_ مكان إقامة الدولة: لما جعل الرسولُ يبحث عن المكان الذي يقيم فيه الدولة الإسلامية، أخذ يبحث عن مكان ذي مواصفات معيّنة، لا أيّ مكان. ومن هذه المواصفات:
1_ وجود الموارد الطبيعية التي تؤمِّنُ الكفاية الذاتية والرخاء الاقتصادي.
_2 اتصافُ أهلا بالفروسية والنجدةِ، والخبرة بالحرب وتأهلهم لها.
_ 3الموقع الاستراتيجي.
والمكانان اللذان توجهت أنظارُ رسولِ الله إليهما لإقامةِ دولةِ الإسلام فيهما _وهما: الطائف والمدينة المنورة _ تتوفر فيهما هذه الصفات الثلاثة.
 سياسته الداخلية:
يمكننا أن نلخّص سياسة الرسول الداخلية بما يلي:
أ_ سيادة الدّولة على أراضيها: لقد أعلن رسولُ الله سيادةَ الدولة الإسلامية على أراضيها يوم أمرَ بلالاً يؤذِّن بما رآه عبدُ الله بن زيد بن ثعلبة في نومهِ من ألفاظ الأذان، وإني مع إقراري وإيماني بأنّ الأذان دعوةٌ للصلاة، إلاّ أني أسمعُ بأذني داخلي صوت عقلي يقول: إن للأذان معنى آخر ومهمة أخرى غير مهمة الدعوة للصلاة، إنه إعلانٌ رسميّ صادر عن مقر الدولة الرسمي _المسجد _ بقيام دولة الله في الأرض، وإعلان سيادتها عليها بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم ، بعد أن تجاوزت كل العقبات التي وضعها العتاةُ الظلمة في طريقها، وفاق تدبير الله كلّ تدبير، وفاقت قوته كل قوّة.
تأمّل إن شئت أول كلمات الأذان "الله أكبر… الله أكبر" إنها تعني أن الله تعالى أكبر من أولئك الطغاة، وأكبرُ من صانعي العقبات، وهو الغالب على أمره… "أشهد أن لا إله إلاّ الله" أي لا سيادة في دولة الإسلام لغير الله، ولا حكم إلا له (إن الحُكْمُ إلاّ لله)
وأعلن رسول الله هذه السيادة حين منع أن يُتحاكمَ في أرض الإسلام لأي نظام عام غير النظام العام للدولة الإسلامية، وقد نصت المعاهدة التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود على هذا، حيث جاء فيها: "… وإنه ما كانَ بينَ أهلِ هذه الصحيفة من حدثٍ أو اشتجار يُخافُ فسادُه فإن مردَّه إلى الله عزّ وجلّ وإلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبَرّه".
ب_ جمع ما أمكن من الكفاءات المخلصة في الدولة: تعيشُ الدولة وتنمو وترقى بالكفاءات المخلصة فيها، وكلما كثرت هذه الكفاءات كلما ازدادت الدولة رقيّاً، فإذا فرّت هذه الكفاءاتُ منها أو ندرت لسبب من الأسباب أخذت الدولةُ بالتقهقر والتخلُّف.
ولذلك كان رسولُ الله حريصاً على استقدام كلّ الكفاءات المخلصة لتساهمَ في بناء دولة الإسلام ورُقيّها وازدهارها، فجعل اللهُ تعالى هجرة المؤمنين إلى المدينة المنورة _مقرّ الدولة الإسلامية _ فرضاً بقوله تعالى في سورة النساء/97: (إن الذينَ توفّاهمُ الملائكةُ ظالمي أنفُسُهم، قالوا فيمَ كنتم؟ قالوا: كنّا مستضعفين في الأرض، قالوا: ألم تكنْ أرضُ الله واسعةً فتهاجروا فيها؟! فأولئك مأواهم جهنّمُ وساءت مصيراً(
ج_ امتصاصُ الحقد: رئيسُ الدولة العبقري هو الذي يعرفُ كيف يمتصُّ حقد الحاقدين من شعبه، ويقتلعه من قلوبهم، ويُحلُّ مكانه الحبّ والاحترام، وهذا ما دأب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انظر إلى تصرفه مع أبي سفيان قائد حرب قريش الذي ملأ الحقدُ قلبه على محمد، لأنه تصوّر أن محمداً سيسلبُهُ الشرف الذي هو فيه. لقد امتصّ رسولُ الله بتصرفه الحكيم هذا الحقدَ من قلبه، وأكّد له أن الإسلام لا يزيد العزيز إلاّ عزاً، وذلك عندما أعلن يوم فتح مكة: أن من دَخَلَ دار أبي سفيان فهو آمن.
وانظر إلى تصرفه مع أهل مكة حين جُمعوا له بعد فتحها، فخطبهم وأعلن عليهم مبادىء المساواة التي جاء بها الإسلام، وأنه لا غالب أكرم من مغلوبٍ لأنه غَلَب… ثم منحهم حريتهم حيث قال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر قُريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناسُ لآدم، وآدمُ من تراب (يا أيُّها الناسُ إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكُمُ شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنَّ أكرمكم عندَ اللهِ أتقاكم).
يا معشر قريش ما ترون أني فاعلٌ بكم؟
قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريم.
قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء".
وانظر إليه حين جمعَ من تمكنت في قلوبهم أحقادُ الجاهلية ولم يصفُ فيها الإيمان بعدُ في الجعرَّانة وأخذ يُغدق عليهم من الأموال ما انتزعَ آخرَ قطرةٍ من حقدٍ على الدولة الإسلامية في قلوبهم.
د_ تطييب القلوب: قد يضطر رئيسُ الدولة أن يتصرفَ تصرفاً يخرج فيه عن المألوف، أو يخالف به سنن القياس لمصلحة عليا يراها، حتى يُظن أنه منعَ الخيرَ عمن يظن بأن له حقاً في هذا الخير، وفي هذه الحالة لابد له من بيان وجه المصلحة في تصرفه هذا لمن تضرّروا من هذا التصرف، ولابد من تطييب قلوبهم، لأن كسب القلوب هو أثمن ما يحصلُ عليه رئيس الدولة، وقد كان رسولُ الله يفعلُ هذا ويحرص عليه، فإنه عليه الصلاة والسلام ما أن يلاحظ تذمُّراً أو عدم رضىً من شعبه لموقف من المواقف أو تصرف من التصرفات حتى يسرع لبيانه وتطييب قلوب الشعب.
انظر تصرفه يوم دخل سعد بن عبادة _في الجعرانة _ على رسول الله فقال: يا رسول الله إن هذا الحيّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك _ يريد أهل مكة_ وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكُ في هذا الحيّ من الأنصار منها شيئاً، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلاّ من قومي، قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة…
فأتاهم رسول الله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
"يا معشر الأنصار، ما قالةً بلغتني عنكم، وجدةً وجدتموها عليّ في أنفسكم، ألم آتكم ضُلاّلاً فهداكُم اللهُ، وعالةً فأغناكُم اللهُ، وأعداءً فألّف بين قلوبكم؟.
قالوا: بلى يا رسول الله، واللهُ ورسولُه أمنّ وأفضل.
قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟
قالوا: بماذا نجيبُك يا رسول الله، للهِ ولرسوله المنُّ والفضلُ.
قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتُم ولصدّقتم: أتيناك مكذّباً فصدَّقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك.
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم على لعاعة من الدنيا تألّفتُ بها قوماً ليُسلموا، ووكلتُكُم إلى إسلامكم؟ ألا ترضونَ يا معشر الأنصار أن يذهبَ الناسُ بالشاةِ والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لولا الهجرةُ لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك النّاس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحمِ الأنصارَ وأبناءَ الأنصار، وأبناءَ أبناءِ الأنصار".
وسمع الأنصارُ ما قال رسولُ الله، ورسموا -بسرعة البرق _ صورةً ذهنيةً لما قاله رسول الله "قومٌ يُشرون بالإيمان، يقابلُهم قومٌ يشرون بالجمال" و "قوم يصحبهم رسول الله يقابلهم قوم يصحبهم الشاةُ والبعير" وتوقظهم الصورةُ من إغماءةٍ فكرية كانوا فيها، ورسول الله ماثلٌ أمامهم، ويدركون أنهم وقعوا في خطأٍ ما كان لأمثالهم أن يقع فيه، فتنطلق حناجرهم بالبكاء ومآقيهم بالدموع ويصيحون: رضينا برسول الله قسماً وحظّاً.
فهل رأيت سياسياً في الدنيا رقي في سياسته الشعوب المرقى الذي رقاهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
ه‍_ الاستقرار الداخلي: كلّ دولةٍ لا يتهيأ لها الأمنُ والاستقرارُ الداخلي تبقى في اضطراب دائم يمنعها من بناء ذاتها، ويُضعفها عن الوقوف في وجه عدوّها. ولذلك كان رسول الله صلوات الله عليه حريصاً على هذا الاستقرار الداخلي في دولة الإسلام، وقد توجّه رسولُ الله إلى إيجاد هذا الاستقرار في المدينة المنورة بعد أن وطئتها قدماه، فعقد فيها معاهدةً مع اليهود تضمنُ هذا الاستقرارَ، لأن اليهود يمكن أن يكونوا مصدر إزعاجٍ للدولة، وقد جاء في هذه المعاهدة: "أن اليهود أمةٌ مع المؤمنين، لليهود دينُهم، وللمسلمين دينُهم، مواليهم وأنفسهم، إلاّ من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ _أي: يهلك _ إلاّ نفسه وأهل بيته… الخ".
وكان رسول الله لا يرى حرجاً في تقديم بعض التنازلات السياسية غير العقدية في سبيل إيجاد الاستقرار في الدولة، ونجد هذا في موقفه المتكرر مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.
فقد كان ابن سلول ذا مكانة مرموقةٍ في المدينة المنورة، فقد قدم رسول الله المدينة وإن قومه لينظموا له الخرز ليتوّجوه عليهم عليهم، وكان له فيها أتباع عدا هؤلاء، يضمّون جميع الحاقدين والمتآمرين والسّفلة، فكانوا يأتمرون بأمره، وكانوا كثر، حتى أنه هب في يوم من الأيام لحمايته سبعمائة مسلَّح منهم، ورجع يوم أحد بثلث الناس، فهو إذن ليس بالهيّن، ولذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يهيج ابن سلول، لأن في إهاجته إهاجةً للقلاقل، وعصفاً بالاستقرار الداخلي في الدولة، فقد استجاب عليه الصلاة والسلام لرغبته يوم بني قينقاع، وذلك انه عندما نزل بنو قينقاع على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قام ابنُ سلول إلى النبيّصلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أحسن في مواليّ، واساء الأدب مع رسول الله، وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظللاً، واستجاب لمطلبه، فخلى سبيل بني قينقاع، وأجلاهم عن المدينة المنورة.
ولما مكّن الله رسوله عليه الصلاة والسلام من بني النضير، ساندهم ابن سلول وجماعته، فعفا رسول الله عنهم وأجلاهم عن المدينة المنورة إيثاراً للعافية، وحفاظاً على الاستقرار الداخلي في الدولة.
وبعد أن فرغ رسولُ الله من عدوّه في غزوة بني المصطلق تزاحم رجلان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين على الماء، فاستغل ذلك ابنُ سلول وأوقد ناراً للفتنة بين المهاجرين والأنصار فقال _وهو جالس في قومه _ أوَفَعَلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا _يريد المهاجرين _ والله ما نحن وجلابيبُ قريشإلا كما قال الأول: سمّن كلبك يأكُلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ… ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غيرِ داركم.
وأخمد رسول الله نيران هذه الفتنة التي كادت أن تقسم الناس إلى كتلتين متحاربتين، أخمدها بعبقرية نادرة، وذكاءٍ منقطع النظير، حيث أمرَ الناس بالمسير، فمشى بهم يومهم ذلك حتى امسى، وتابع المشي بالليل حتى أصبح، وتابع المشي في اليوم الثاني حتى الضحوة الكبرى، دون أن يمكنهم من الاستراحة، فنسي الناسُ الفتنة، واشتغلوا بأنفسهم، ولم يعد لهم حديث إلاّ التّعب.
قد يقول البعض: إن الحفاظ على الاستقرار الداخلي بهذا الأسلوب ضعفٌ في الدولة، وكان على رسول الله أن يقطع رأس الأفعى، لا أن يملّس جلدها، ولكن سياسة رسول الله مختلفة، ونظرته إلى الأمور أبعد، إنه ينظر إلى أن قطع رأس الأفعى التي لها فراخ يولّد الكرهَ له في فراخها، وهو عليه الصلاة والسلام يريد أن يسوسَ شعب دولته بالحب لا بالسيف، فحيثما أمكن نثر بذور الحب امتنع استعمال السيف، وهذا ما جعل شعب دولة الإسلام متفانياً في الدفاع عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم وعن دولته.
 سياسته الاقتصادية:
أ_ استنباط الثروات الطبيعية: الثروة الحقيقة هي الثروة التي تشكل زيادة في الدخل العام للدولة، واستنباطُ المعادن من جوف الأرض، واستنبات الزّرع بأنواعه في الأرض من هذه الثروة الحقيقية، ولذلك تبنّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سياسة التشجيع على الزراعة عندما قال: "ما من مُسلم يغرسُ غرساً أو يزرعُ زرعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاّ كان له به صدقة".
ولما أراد رسول الله أن يُجلي يهود خيبر عن أرضهم قالوا له: دعنا نكون في هذه الأرض نُصلحُها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم _ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمانٌ يكفونهم مؤنتها _ فدفعها إليهم، على أنّ لرسول الله الشطر من كل شيء يخرج منها من ثمر أو زرع، ولهم الشطر، وعلى أن يقرهم فيها ما شاء.
فنحن نرى ان رسول الله ما ترك أهل خيبر في أرضهم إلا لحرصه على تنشيط الزراعة واستغلال الأراضي الزراعية أحسن استغلال.
وليس هذا فحسب، بل عمل رسول الله على أن لا يبقي في دولة الإسلام أرضاً ميتة غير مستغلة فقال: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" وقال: "من أحيا أرضاً قد عجزَ صاحبُها عنها وتركها بمهلكة فهي له".
ب_ عدم امتلاك ما تعلق به نفعٌ عام: المعروف أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرَّ الملكية الفردية بشروطها المعروفة، ولكنه لم يُبح امتلاك عينٍ تعلقت بها منفعة عامة للمسلمين، كالمساجد والطرقات والمراعي والممالح ونحو ذلك، فقد وفد أبيضُ بن حمّال إلى رسول الله فاستقطعه الملح الذي بمأرب، فقطعه له، فلما أن ولّى قال رجلٌ من المجلس: أتدري ما قطعت له يا رسول الله؟ إنما قطعت له الماءَ العِدَّ، قال: فانتزعه منه، لأن الملحَ مما يتعلق به نفعٌ عام، ولا يستغني عنه أحدٌ وهو من صنع الله لا دخل لحد في صنعه.
وسأل ابيضُ بن حمال رسول الله أني يعطيه شجر الأراكِ في البراري، فأعطاه ما بَعُدَ عن العمارة منه فلا تبلغه الإبلُ السّارحةُ إذا أرسلت في المرعى، لأن القريب منه يتعلق به نفع عام، حيث يحتاجه الناس لتنظيف أسنانهم.
وطلب حُريث بن حسان _وافدُ بني بكر بن وائل _ حين وفد على رسول الله أن يخصص لبني بكر أرضاً لا يدخلها من بني تميم إلا مسافر أو مجاور، فقال رسول الله: اكتب له يا غلام بالدهناء، فقالت لرسول الله امرأة: يا رسول الله، إنه لم يسألك السّوية إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مُقيّد الجملِ ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك، فقال رسول الله: "أمسك يا غلام، صدقتِ المسكينة، المسلمُ أخو المُسلمِ يسعهما الماءُ والشجر، ويتعاونان على الفتان" أي الشيطان
ج_ التوجيه نحو العمل: نظراً لانتشار الرقيق وكثرته في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان كثير من الأحرار يأنفون من مزاولة المهن اليدويّة، بل كانت تسميتهم العمل اليدوي بالمهنة تعبيراً عن أنَفَتِهم منه.
ولكن رسول الله رأى أنه لا تقومُ دولةٌ ولا يُبنى اقتصادٌ إلا بالعمل اليدوي الذي يمارسه أهل البلاد، وإن الاعتماد في الاقتصاد على أيدٍ غريبة يعرّض الاقتصاد إلى هزات عنيفة ليست في مصلحة الدولة أن تتعرض لها، ولذلك كان رسول الله يوجّه أصحابه المؤمنين نحو العملِ اليدوي ويقول: "من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له".
د_ عدالة الأسعار: وكان رسول الله يعملُ على استقرار الأسعار، ويمنعُ من التلاعب بها عن طريق التغرير بالبائعين وشراء السلع منهم قبل تعرفهم على السّعر الحقيقي لها، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي البُيوع، أو عن طريق الاحتكار، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "من احتكرَ طعاماً أربعين يوماً يريدُ به الغلاء فقد برىء من الله وبرءَ اللهُ منه".
ه‍_ إعادة توزيع الثروة توزيعاً عادلاً: وقد سلكت إعادة التوزيع هذه طرقاً متعددة تهدف كلها إلى إتاحة فرصة الحصول على المال للفقراء، ففي السنوات الأولى من الهجرة كان رسولُ الله يُرسل إلى الغزو من المهاجرين أكثر مما يرسل من الأنصار، لعلهم يحصلون على شيء من الغنائم يُحسنون به وضعهم الاقتصادي، بل كان عليه الصلاة والسلام يبعثُ بُعوثاً كلها من المهاجرين كبعث عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة، وبعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار، وبعث عبد الله بن جحش إلى نخلة، وغزوة العشيرة وغيرها من السرايا والغزوات.
وكانت الزكاة، وزكاة الفطر، وحظ الفقراء من خُمس الفيء، والصدقات، والكفّارات تساهمُ مساهمةً فعّالة في ردمِ الفجوة الاقتصادية بين فئتين من الناس هما: الأغنياء والفقراء، ولم يمض زمنٌ طويلٌ حتى رُدمت هذه الفجوة، وارتفع الفقراء إلى مصاف الأغنياء حتى لم يجدوا في اليمن في زمن عمر بن الخطاب من يَقبلُ الزكاة.
 سياسته الخارجية:
أ_ معرفة خصائص ومزايا الشخصيات القيادية عند العدو: كان رسول الله حريصاً على معرفة خصائص ومزايا الشخصيات القيادية عند العدو، وكان هذا يساعدهُ كثيراً في اختيار التصرّف الأمثل تجاه كل شخصية من هذه الشخصيات.
ففي صلح الحديبية قدم على رسول الله موفداً من العدوّ "مُكرِز بن حفص بن الأخيف" فلما رآه رسول الله مقبلاً قال: هذا رجلٌ غادر.
ثم أقبل عليه "الحُليس بن عَلقمة" فلما رآه رسول الله مقبلاً قال: إن هذا من قوم يتألّهون _أي يعظمون الله _ .
ثم أقبل عليه "سهيل بن عمرو" فلما رآه الرسول مقبلاً قال: قد أراد القوم الصُّلح حين بعثوا هذا الرجل…
وإذا عرف خصائص كل شخصية، ساسها بما يناسبها، وبما يدفعُ شرّها عن الدولة، فهذا الحليس لمّا عرف رسول الله بأنه رجل متدين، أمر عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن يبعثوا الهدي في وجهه حتى يراه، ولما رأى الحُليس الهدي _الأنعام المهداة لفقراء الحرم _ يسيلُ عليه من جوانب الوادي في أعناقه قلائدهُ، رجع إلى قريشٍ ولم يصل إلى رسول الله، إعظاماً لما رأى، وأخبرهم بالذي رآه، وأخبرهم بأن عليهم ان يخلُّوا بين محمد وبين الكعبة.
ولما قال له زعماء المشركين: اجلس إنما أنت اعرابي لا علمَ لك، غضب وقال: يا معشر قُريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيصدُّ عن بيت الله من جاء مُعظّماً له!! والذي نفس الحليس بيده لتُخلُّن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد.
وهكذا استطاع رسول الله بتصرفه الحكيم _حين عرف خصائص الحليس _ أن يشقّ عصا قريش ويوقع الخُلف بينها وبين حلفائها من الأحابيش.
ب_ إقناع العدو بقوة الدولة الإسلامية: إذا استطاعت الدولة أن تُقنع عدوّها بقوتها، بل بأنها أقوى منه، وأوقعت الرعب منها في قلبه، أمكنها أن تحسم كثيراً من المواقف قبل الخوض فيها، ومن هنا كان يقول عليه الصلاة والسلام: "نُصِرْتُ بالرعب" ويعمل جاهداً على إقناع عدوّه بقوته، وقد نجح رسولُ الله في ذلك ايما نجاح، حتى وصلت هذه القناعة إلى دولة الروم، فإنها لما جمعت له الجموع في تبوك، سار إليها رسول الله، وما أن وصل رسولُ الله تبوكاً حتى رأى جموع الروم قد انصرفت عنها، متحاشية الصّدام معه.
وإذا كان الرعب قد دبّ في قلب الروم فما بالك بقلوب قبائل العرب، إن قلوبها ترتعد فرقاً عندما تسمعُ بقدوم جيش المسلمين، فتفر من وجهه إذا وجدت فرصة للفرار، وقد أحصينا من المواقف التي فرّ فيها العدو بمجرد سماعهِ بمقدم جيش المسلمين مايلي:
غزوة السويق _ غزوة بني سُليم وغطفان في قرقرة الكُدر _غزوة غطفان بذي أمر _ غزوة بني سُليم بالفرع من بحران _ سرية زيد بن حارثة إلى القردة من مياه نجد _ غزوة حمراء الأسد _ غزوة بدر الأخيرة _ غزوة دومة الجندل _ غزوة بني لحيان _ غزوة ذي قرد _ سرية عكاشة إلى الغمر _ سرية أبي عبيدة إلى ذي القصة _ سرية زيد بن حارثة إلى الطرف _ سرية علي بن أبي طالب إلى فدك _ سرية عمر بن الخطاب إلى تربة _ سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يُمن وجبار من أرض غطفان _ سرية عُيينة بن حُصن إلى بني تميم _ سرية علقمة بن محرز إلى الحبشة الذين نزلوا بجدة.
ولولا نجاح رسول الله في إقناع أعدائه بقوة الدولة الإسلامية لما وصل إلى هذه النتائج المرضية، ولما وفّر على جيشه كثيراً من المعارك الحربية التي تكلّف الكثير من المال، ويضحي فيها بكثير من الرجال.
ج_ احتواء العدو: إن سياسة الاحتواء لا يقدر عليها إلا السياسي الماهرُ الذي أعطاه الله من ضبط النفس ومخالفة الهوى الشيء الكثير، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمارسُ سياسة الاحتواء هذه على أدقّ ما يمكن أن تمارس فيه، وتظهر لنا هذه السياسة البارعة كأحسن ما تكون في احتواء رسول الله لقائد تجمُّع المشركين في أوطاس وحنين "مالك بن عوف"، ومالُ "مالِك" وأهله في الغنائم عند رسول الله، فقال رسول الله لوفد هوازن _قوم مالك _ حين وفدوا عليه: ما فعل مالك؟ قالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فقال رسول الله: أخبروا مالكاً أنه إن أتاني مُسلماً رددتُ عليه أهله وماله وأعطيته مائةً من الإبل. فأخبر مالكٌ بذلك، فخرج سراً من الطائف، ووفد على رسول الله علناً إسلامه وولاءه.
د_ السلم والحرب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤثرُ حلّ مشكلاته مع أعدائه بالطرق السلمية، ويتحاشى الصدام المسلح وإراقة الدماء ما استطاع، وهذا ما شاهدناه منه عليه الصلاة والسلام عندما حلّ المدينة المنورة وفيها من اليهود الحاقدين جماعات غير قليلة، فلم يبدأهم رسول الله بالحرب، بل عقد معهم معاهدةً سياسية جمّدت عدواتهم إلى حين.
ولكن قد يستحيل حل المشكلات بالطرق السلمية، وتكون الحربُ اللغة الوحيدة التي يتعين على الخصوم التكلم بها، وفي هذه الحالة كان ينظر رسول الله: فإن رأى أن بإمكان جيشه بكفاءته الحاضرة انتزاع النصر، لم يتلكّأ رسول الله في خوض الحرب، ولكنه إن رأى أن المعركة خاسرةً، وانه لا أمل فيها بالنصر لجأ عليه الصلاة والسلام إلى كسب المعركة بالدّهاء السياسي لا بحد السلاح، وكثيراً ما يكون الدهاء السياسي لمن رُزِقَه أمضى وأجدى من كل سلاح.
لقد بلغ رسول الله أن تحالفاً عسكرياً قد عُقد بين قريش في جنوب المدينة المنورة ويهود خيبر في شمالها، الغاية منه وضع الدولة الإسلامية بين فكّي الكماشة ثم الإطباق عليها، لإنهاء الوجود الإسلامي في يثرب، لم يكن في مقدور رسول الله أن يكسر هذا الحلف عسكرياً، لذلك لجأ إلى الدّهاء السياسي حين خرج مظهراً أنه يريدُ العمرة، وكان مما قاله عليه الصلاة والسلام: "لا تدعوني قريشٌ إلى خطةٍ يسألونني فيها صلة الرّحم إلا أعطيتهم إياها…" ثم كان صلحُ الحديبية الذي كسرَ فيه الرسول هذا التحالف.
ويوم الأحزاب تحالفت قوى الشر على رسول الله: قريش، وغطفان وبنو قُريظة. ولم يكن آنذاك في مقدور رسول الله أن يواجه هؤلاء مجتمعين، لذلك فكّر رسول الله بكسر هذا التحالف بالدّهاء السياسي، فبعث إلى قائدي غطفان: "عُيينة بن حصن" و "الحارث بن عوف" وعرض عليهما ثلث ثمار المدينة المنورة إن هما تركا قريشاً ورجعا بما معهما من الناس، ولكن هذا الاتفاق لم يلبث أن فَشِل لعدم موافقة زعماء الأنصار عليه، مما جعل رسول الله يفكر بأسلوب سياسي آخر استغلّ فيه مجيء نُعيم بن مسعود الأشجعي معلناً إسلامه _ونعيم ذو خبرة في تخذيل المحاربين _ فاتفق معه على مخطط، وأمره بتنفيذه، فخرج نُعيم حتى أتى بني قريطة _وكان لهم نديماً في الجاهلية _ فقال: يا بني قُريظة، قد عرفُتم ودّي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتّهم، فقال لهم: إن قريشاً وغطفان ليسوا كأنتم، البلدُ بلدُكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحوّلوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاءوا لحرب محمدٍ واصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن كان النصرُ أخذوا الغنائم، وإن كانت الهزيمة لحقوا بلادهم وخلُّوا بينكم وبين محمد، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهائن من أشرافهم يكونون بأيديكم حتى يكونوا معهم حتى النهاية.
فقالوا: قد اشرت بالرأي.
ثم خرج من عندهم وأتى قُريشاً فقال لهم: قد عرفتُم ودّي لكم وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمرٌ، فرأيتُ حقاً علي أن أبلغكموه، نصحاً لكم، فاكتموا عني، فقالوا: نفعل، قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يُرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين رجالاً من أشرافهم فنعطيكهم فتضربَ أعناقهم؟ ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟
فأرسل إليهم: أن نعم، وأنا أنصحُكم يا معشر قريش انه إن بعث إليكم يهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً.
ثم خرج من عند قريش وأتى غطفان فقال لها مثل ما قالَ لقريش.
ولما أرسلت قريشٌ لبني قريظة موعد البدء بالقتال، أجابهم زعماءُ لبني قريظة: لن نقاتل معكم حتى تُعطونا رهناً من رجالكم يكونوا بأيدينا ثقةً لنا حتى نناجز محمداً، فإنا نخشى إن ضرستكم الحربُ أو اشتد عليكم القتال أن ترجعوا إلى بلادكم وتتركونا، ومحمد في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه. فأبوا أن يُعطوهم، وخذَّل الله بينهم.
ه‍_ المعاهدات المؤقتة: من شأن كل دولةٍ عقديّة أن تكون معاهداتها كلها مؤقتة وليست بدائمة، لأنها لا تقرُّ بالحاكميّة لغير الله تعالى، ولذلك رأينا رسول الله يلغي بأمر من الله جميع المعاهدات الدائمة بينه وبين المشركين، ويعطي أصحابها مهلةً قدرها أربعة أشهر، وعليهم أن يُعلنوا بعدها ولاءهم للدولة الإسلامية، وإلاّ فإن الدولة تكون في حلٍ من قتالهم، حيث قال تعالى في أول سورة براءة: (براءةٌ من الله ورسولهِ إلى الذينَ عاهدتُم من المشركين* فسيحوا في الأرضِ أربعةَ أشهرٍ، واعلموا أنكُم غيرُ معجزي اللهِ وأن اللهَ مُخزي الكافرين).
و_ التبادل الدبلوماسي: كان رسولُ الله يقرُّ التبادل الدبلوماسي بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى، وقد استقبل عليه الصلاة والسلام كثيراً من الرسل والوفود، وكان عليه الصلاة والسلام يُراعي الأعرافَ المرعية في استقبال الرسل والوفود والحفاظ عليهم وحمايتهم، وقد صح عنه أنه قال لرسولي مُسيلمة: "أما واللهِ لولا أنّ الرسُلَ لا تُقتل لضربتُ أعناقكما".
وأرسل رسلاً وكتباً إلى ملوك الأرض منها كتابه إلى هرقل، وكتابه إلى كسرى، وكتابه إلى النّجاشي، وكتابه إلى المقوقِس في الإسكندرية، وكتابه إلى المنذر بن ساوى، وكتابه إلى جيفر وعبدٍ ابني الجلندي ملكي عُمان، وكتابه إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وكتابه إلى الحارث بن شمر الغسان
 نتائج السياسة النبوية:
وكلنا يعلم اليوم النتائج الباهرة للسياسة النبوية الإسلامية، فقد استطاع في عشرين عاماً من دعوته صلى الله عليه وسلم أن يتغلب على جميع العقبات التي اعترضت طريقه، وقد تغلب على المشركين الذين أخرجوه، وحاربوه، والمنافقين الذين تآمروا ضده، وأفرغوا وسعهم في تعويق حركته وشل رسالته، واليهود الذين حاربوه بالإشاعات والأكاذيب ثم بدسائسهم، ومؤامراتهم، وسيوفهم. وتغلب أيضاً على القبائل الجاهلية، والأعراب والانتهازيين.
واستطاع أن يحدث انقلاباً لا مثيل له في التاريخ قط في عقيدة أمة فينقلها من الشرك إلى التوحيد، ويخلقها -بفضل الله- خلقاً آخر في الأخلاق والصفات والمسلك، والعقيدة، وأن يقضي على آفات عظيمة كانت تتهددهم، كالفرقة، والخمر والميسر والزنا ومئات الشرور الأخرى.

الخاتمة
"جاء محمد بدعوة جديدة هي دعوة الإسلام، وكان هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أوفر الأنبياء والشخصيات الدينية حظاً من النجاح، فقد أنجز في عشرين عاماً في حياته ما عجزت عن إنجازه قرون من جهود المصلحين من اليهود والنصارى رغم الفترة الزمنية التي كانت تساند هؤلاء، ورغم أنه كان أمام الرسول صلى الله عليه وسلم تراث أجيال من الوثنية والخرافة والجهل والبغاء والربا والقمار ومعاقرة الخمر واضطهاد الضعفاء، والحروب الكثيرة بين القبائل العربية بل وأن يهيئ هذه الأمة التي كانت بتلك المثابة لتكون خير أمة أخرجت للناس، وتخرج من هذه الجزيرة لتحطم عروش الطواغيت جميعاً، وتقيم أعظم أمة عرفتها الأرض على مدى ثلاثة عشر قرناً من الزمان بل على مدى الزمان كله إلى قيام الساعة عقيدة ومنهجاً وأخلاقاً وديناً.
ومثل هذا النجاح لا مثيل له في التاريخ قط، ولا شك أن ذلك كان بفضل الله أولاً ثم بالسياسة الحكيمة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأعدائه.
ولا شك أن شرح السياسة النبوية أمر يطول. ولكن المهم هنا أن نذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس سياسة شرعية كان من نتائجها هذا النجاح العظيم

 المصادر
إسلام أون لاين.نت – اسألوا أهل الذكر – ممارسة الرسول للعمل السياسي
شخصية الرسول السياسية . اضيف بواسطة : جعلان . بتاريخ: 26/07/2006.
كتاب عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
مكتبة البحوث – الصفحة الرئيسية
# منقووووووووووووووووووووووووووووووووول للاستفادة

سلمتي يا سويت *_&

مشكوووووووووووورة وااااااااااااايد

في ميزان حسناتج

سبحان الله و بحمده