التصنيفات
الصف الحادي عشر

أريد حلول الانشطة و التقاويم لمنهج التربية الاسلامية الجديد للصف الحادي عشر

عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجل
أريد حلول الانشطة و التقاويم لمنهج التربية الاسلامية الجديد

ضروري ……. أرجو الرد

اي تقرير او بحث انا جاهز

ارجوا المساعدة وانا كمان كتابي التربية الاسلامية الجديد مجنني

وانا بعد ابغي ضروري

اختي يمكن الاستفاده من هذا الرابط

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=12659

وانا بعد اباااه ضروري

شكرا على الطرح الغاوي

انااااااااااااااااااااا بعد بليييييييييييييييييييييز بليييييييييييز ابغيهن ضروري على شان اذاكربهن حق الامتحانات

ارجوا المساعدة

هذا الرابط
عن حلول المنهج القديم للدين صف11

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ابي اي بحث لتربيه الاسلاميه الجزء الثاني للصف الحادي عشر

السلام عليكم

شحالكم

لو سمحتوا ابي اي بحث لتربيه الاسلاميه الجزء الثاني

واريده في اقرب وقت لو سمحتوا

الي عنده ينزله

والسموحه منكم

بدي اول درس

وأنا مثلكم بعد .. هع هع
يلا اللي عنده اي بحث أو تقرير للفصل الثاني لماده الديين ..

يلا يلا بليييز.

اختي لو شفتي في المنتدى في عن الامام الشافعي

موجود في المنتدى

بانتظــــــاركم …

انا بيغت بحث عن الاعجاز العلمي للسنه النبويه

ابغي بحث عن امام الشافعي

بغيد بحث عن النقد البناء و ياريت يكون فيه توثيق في أخر الصفحة

انا عندي اتمنى انكم تستفيدوا
لبيئة ومنهج الإسلام

أن مفهوم الاستخلاف للإنسان هو خير رابط بين الإنسان وبيئته. وهناك العديد من الآيات الدالة على مدى الترابط بين الإنسان والكون. الإسلام وعلاقة الوفاق بين الإنسان والبيئة:إن خالق كلا من الإنسان والبيئة في الأصل واحد وهو "الله سبحانه": "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين" (السجدة:7) وغايتهما واحدة وهي العبادة: "ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا" (الرعد:15).والكائن البشري غير منفصل عن البيئة؛ فهو عنصر مميز من عناصرها -المسخرة له- ومكون فريد من مكوناتها، وعلى ضوء كل ذلك إذا فإن علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية لا تتحول إلى سيطرة بمسيطر عليه أو علاقة مالك بمملوك، إنما علاقة أمين استؤمن عليها بكل ما يعنيه من وفاق وانسجام وتكامل معها، وبكل ما يترتب عليه من سلوك يفترض أن الإنسان بفضل طاقاته الخلاقة، ومن خلال تفاعله مع البيئة سيواجه أحداث وتغييرات مستمرة لكل منها تغييرات يجب أن تمكث في إطار الحدود التي فرضتها السنن الطبيعية والخصوصيات البيولوجية والعقلية الثابتة للفطرة البشرية، لأن هذه السبيل هو الكفيل وحده للاستمرار في التمتع بالخيرات الطبيعية عبر الزمان والمكان.ومن ثم ضمان البقاء والاستمرار للجنس البشري بمختلف أجياله الحاضرة والمقبلة، ولأن هذا المنهج أضحت في إطاره الأمانة جزءًا من المؤتمن فهو الأقدر بذلك على تجاوز ما رسخته حضارة الصراع والسيطرة فيما بين الإنسان وبيئته، وما أفرزته من اضطراب وحيرة وخوف.ولهذا نرى أن الإسلام يحرص ويحث على حماية البيئة فحمايتها تعد اللسبيل الأقوم للحفاظ على الإنسان، والخطوة الأولى في هذا السياق تمثلت في دعوة الإسلام إلى عدم الإسراف ومن ثم استنزاف الموارد الطبيعية وتبديدها: "كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين" (البقرة: 60)، "ولا تطيعوا أمر المسرفين* الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون" (الشعراء:151-152) وكذلك بقية العناصر الطبيعية من ماء وهواء اللذين أولاهما الإسلام عناية كبرى، وسر ذلك كونهما عنصرين أساسيين يتوقف عليهما وجود الإنسان والنبات والحيوان واستمرار حياتهم "وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء: 30) "والله أنزل من السماء ماءً فأحيا بها الأرض بعد موتها" (النحل:65).وإلى جانب القرآن الكريم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حث بدوره على حماية البيئة ومكوناتها، وليس أدل على ذلك من وصاياه التي أوصى بها جيشه في غزوة مؤتة وهو يتأهب للرحيل: "لا تقتلن امرأة، ولا صغيرًا رضيعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تحرقن نخلاً، ولا تقلعن شجرًا، لا تهدموا بيوتًا" (صحيح مسلم) هذا في الحرب ومن باب أولى في السلم، حيث تزخر السنة النبوية بالدعوات المتكررة للحفاظ على البيئة؛ ومن ثم الحد من أثر الظواهر الطبيعية مثل: الانجراف والتصحر والجفاف؛ وفي هذا الإطار يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان له صدقة" (صحيح مسلم).فآنئذ لا يملك المسلم إلا أن ينخرط بصفة كلية ونشيطة في عملية الغراسة والتشجير. ينبغي أن يكون ذلك منه بصفة متواصلة إلى آخر رمق في حياته يعمل دائما بالحكمة القائلة: "غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون" ولا يغيب عن ذهن المسلم ذلك الحديث الشريف الذي دعا إلى الغراسة دائما …حتى ولو كانت الساعة تقوم؛ عن هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "‏ إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِى يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا "‏ .‏..إنه منتهى الأمل وتواصل العمل بدون كلل.وورد أيضًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: "ما هذا السرف؟" فقال: "أفي الوضوء إسراف؟" قال "نعم وإن كنت على نهر جارٍ" (سنن ابن ماجه). وانسجامًا مع هذه التوجه فقد سار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه على نفس الدرب حيث قال في هذا السياق: "لا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بعيرًا إلا لمأكلة"
وقفة
أيتها البيئة: الإسلام مدرسة وقرآننا منهج والسنة تعليم لهذا المنهج فهل تعلمنا الدرس0

اللهم انفعنا بما سمعنا واجعله في ميزان حسناتنا
عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الإسلام يتعامل مع الإنسان ككل متكامل تتفاعل فيه الأجهزة المتعددة، سواء الدورية أو النفسية أو الغدية أو الهضمية أو التناسلية… الخ.. وجعل لكل جانب من جوانب الإنسان حضوراً وقدراً وتوجيهاً وأحكاماً
الإسلام لا يلغي الحديث عن جانب النمو الجنسي ، بل يبين متى يبلغ الإنسان وأمارات ذلك لدى كل من الرجل والمرأة، ففي الرجل.. الاحتلام، وإنبات شعر العانة، وفي الأنثى كذلك مع حدوث الحيض .. وجعل الإسلام لذلك أحكاماً وآداباً تضبط مسار هذا الأمر وتحفظه.

الإسلام يضبط التعامل مع هذا الجانب لدى الإنسان من ناحيتين:
أولاً – الأحكام: خاصة مسائل الطهارة وضرورة تعليمها للصغار في بداية حياتهم.

ثانياً – الآداب: ولا سيما في الأسرة، خاصة في الأماكن التي هي فطنة تحريك غرائزهم.. أو وقوع أعينهم على أمور تشغلهم وهم بعد غير مهيأين لها، ومثال ذلك أحكام الخلاء، من التستر والذكر والاستنجاء والاستحمام، كذلك أحكام الدخول والاستئذان، خاصة بعد البلوغ.
الإسلام لا يلغي الشهوة، بل يضبطها ويوجهها.. ولذا يلاحظ أن الإسلام أمر بالزواج باكراً حين البلوغ وحث عليه.. إلا أن طرقنا التربوية ، والتعليمية بل والبيئة هي التي تؤخر الزواج وتكوين الأسرة .

يلاحظ أيضاً أن الإسلام يشدد على مسألة حفظ حرمات الأشخاص وأعراضهم من رجال أو نساء،وجعلها من الكليات الخمس ، ويبيّن خطورة ذلك على المجتمع وأثره، ورتب على ذلك عقوبات شديدة حتى يحفظ الإنسان هذه الطاقة ويصرفها المصرف الحلال، وهي واضحة ميسّرة، ولذا على جميع المربين والأسر والمؤسسات الرسمية الاهتمام بتلبية هذه الرغبة باكراً وتسهيل أسبابها.. الحذر من تعريض النشء إلى مواطن إلهاب المشاعر وتأجيج الشهوة.. بالإعلام ووسائل التقنية المختلفة .

معنى التربية الجنسية :

يعرف الدكتور عبدالعزيز القوصي التربية الجنسية هي التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات اللازمة والسليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي في إطار الدين والأخلاق مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل ، مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة الجنسية .
أهداف التربية الجنسية

التربية الجنسية تقوم علي أسس دينية وأخلاقية يتم من خلالها تحقيق أهداف إنسانية واجتماعية.
يرى الدكتور فاروق صادق أن الجانب الجنسي في شخصية الفرد يلعب دورا ً هاما ً في الحياة البشرية حيث يتم من خلاله التكاثر واستمرار الحياة ، وبذلك يجب أن يكون للفرد ثقافة في هذا الجانب التي تهدف إلى :

1- تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة عن حقيقة الحياة الجنسية والنشاط الجنسي دون حرج وبطريقة علمية تتناسب مع عمره وإدراكه وتصحيح المدركات الخاطئة المرتبطة بالجنس إن وجدت .

2- تشجيع الفرد على تنمية ضوابط إرادية على رغباته الجنسية في ضوء المسئولية الاجتماعية مع توضيح خطورة إشباع الدافع الجنسي بلا ضوابط .

3- وقاية الفرد من الوقوع في أخطاء جنسية وتجارب غير مسئولة .

4- ضمان علاقات سليمة جنسيا بين الرجل وزوجته مع تقدير المسئولية المرتبطة بهذه الجوانب .

5- تكوين اتجاهات إيجابية نحو إحاطة النشاط الجنسي بالضوابط الدينية والخلقية والاجتماعية والنفسية ، التي يرضاها المجتمع وبذلك فإن المراهق يصبح رقيبا من نفسه على نفسه دون صراعات نفسيه .

متى تبدأ التربية الجنسية:

قد يظن البعض أن التربية الجنسية لا وجود لها ويرى آخرون التربية الجنسية تبدأ مع البلوغ.
يقول رضا موسى يفضل أن تبدأ التربية الجنسية منذ العام الأول من العمر من خلال تنظيم أعضاء الطفل فيجب أن تكون بحذر ورعاية الطفل يلتزم بها الأم أو مربية ذات خلق ودين .
ومن هذا المنطلق نحذر من الاعتماد على من المربيات الأجنبيات لما قد يمارسه البعض منهن من العبث أو استخدام الأعضاء الجنسية لإحداث النشوة لدى الطفل وتتأثر عملية التربية الجنسية خلال عملية التنشئة الاجتماعية وخاصة قبل البلوغ، ويخضع النمو الجنسي كغيره من نواحي النمو الأخرى لقواعد وأصول النمو. فإذا وجد الطفل البيئة الصالحة التي تعامله منذ ولادته معاملة صحيحة فإنه ينمو صحيحاً.
أما إذا شب الطفل في أسرة لا تسمح بالنمو الجنسي السليم فإن المشكلات الجنسية تبدأ في الظهور وتتراكم حتى تعبر عن نفسها في مرحلة المراهقة وتظهر الانحرافات الجنسية.

من يقوم بالتربية الجنسية ؟

إن عملية التربية الجنسية عملية مستمرة مسئول عنها كل من الوالدين والمدرسة ورجال الدين وأخصائي الإرشاد والتوجيه .

كيف تتعامل مع الطفل قبل البلوغ مباشرة من الناحية الجنسية؟

يحدد الدكتور عبدالعزيز الأحمد كيفية التعامل مع الطفل قبل مرحلة البلوغ في أربع نقاط أساسية وهي:

أولاً: يكون التعامل طبيعياً وتبعد الحساسية المفرطة في الكلام حول بعض هذه الأمور.

ثانياً: يلاحظ في أحكام التوجيه في الإسلام الأمر بتعليم الصبيان ومَن هم قبل البلوغ الأحكام، خاصة العملية وتدريبهم عليها، سواء الصلاة والوضوء لها، ونواقض الوضوء وأحكام الطهارة.. وكذلك الصوم.. الخ.. طبعاً الطهارة والوضوء يترتب عليه بيان نواقضه.. وسائل رفع الحدث والاستئذان .. وكل هذه أمور حقيقة لا توجد بهذا الوضوح إلا في الإسلام، إضافة إلى أن بيان موجبات الاغتسال وطريقة الاغتسال من الحدث الأكبر، الذي هو "الجنابة"، وكيف يكون الإنسان مجنباً أو حائضاً ويعلم في الذكور عند سن 13 سنة أو 14 سنة أما في الإناث فقبل ذلك ، وهذا من وجهة نظري أمر طيب حتى ولو لم يبلغ الصبي.. كل هذه الأمور، سواء من الأمر الشرعي بتعليم الصبيان أو الطريقة التعليمية في مناهج الفقه والحديث.. تهيئهم وتمنحهم التعامل السليم مع هذا المتغير "الفسيولوجي" في حياتهم.

ثالثاً: من المناسب جداً عدم التهرب من أسئلة الصبي، خاصة إذا كان ذكياً أو صبياً لا تقنعه الإجابات العادية.. ومن الحصافة للمربي والوالدين عامة الإجابة بطريقة واضحة صادقة تتناسب عمره العقلي والزمني مع استخدام بعض الأمثلة المشابهة في الحيوانات والطيور، خاصة إذا كان صغيراً دون العاشرة.

رابعاً: ليس من التربية السليمة زجر الصبي أو الصبية إذا سأل حول الأمور الجنسية، أو نهره أو زجره إذا لمس أعضائه التناسلية، لأن ذلك "أصلا" حياء عرضاً.. والبُعد عن تكرار كلمة "عيب" أو كلمة "هذا عيبك"، فهذا يوحي إليهم بأن هذا شيء مقزز وعيب ومشين.. الخ.. واستبداله بكلمات ألطف وأهدأ "فرج"، "قُبُل"، و"دُبُر"، "ذكر".. إلخ.

كيف ننمي في المراهق قدرته على الضبط والتحكم في الرغبة الجنسية ؟

1- يجب أن يدرب المراهق على احترام الرأي العام المتعلق بالمسائل الجنسية وتمثل الآداب الجنسية وتقديرها وفقا ً لما جاء في الحديث النبوي الشريف ، عندما جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أتأذن لي بالزنا ؟ فهاج القوم وماجوا ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : دعوه .. أقبل يا ابن أخي فأجلسه بجواره ثم قال له : أترضاه لأمك ؟ فقال : لا يا رسول الله ، قال : فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم ( وكرر عليه عدداً من الأقرباء.. ) ثم مسح على صدره ودعا له ..

2- على المراهق أن يتذكر دائما ً أن له محارم يجب أن يراعي الله فيهم .

3- لا بد للمراهق من معرفة النتائج الدينية والخلقية والقانونية والاجتماعية والطبية للممارسة.

4- أن يشعر المراهق بالمسئولية الشخصية والاجتماعية والطبية للممارسة الجنسية .

5- حث المراهق على تقليد الأشخاص الأخيار الطيبين قولاً وسلوكاً .

6- تنمية وسائل الإشباع الروحي والديني لدى المراهق .

7- ممارسة الألعاب الرياضية لتنمية الجسم مثل السباحة وركوب الخيل والصيد ، وليصرف الاهتمام بالطاقة الجنسية .

8- تنمية العفة والطهارة لدى الفرد (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) النور : 33 .

9- اكتشاف رأي المراهق واستطلاع مواقفه في القضايا ، والمناسبات المختلفة وذلك باستشارته في الأحداث ، وعند المشكلات ، وبإلقاء الأسئلة والاستشارات وبطرح الأفكار.

دور الوالدين في التربية الجنسية :

يقول الدكتور سليمان الجمعة يجب على الوالدين الإلمام بالثقافة الجنسية حتى لا يخطأ أحدهم في إعطاء إجابات غير كافية للأبناء عن دور الجنس في الحياة العامة ويتمثل ذلك في :

1- علاج المشكلات الجنسية بحكمة والموعظة الحسنة واللين وليس العنف ،

2- وكذلك ما ورد عن الفاروق عمر عندما سمع امرأ تتمنى لقاء زوجها فلم ينهى عن ذلك بل أرسل إلى زوجها وهو في الجهاد وذهب إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر وسألها كم تستطيع المرأة فراق زوجها، قالت شهر اثنين ثلاث وفي الرابع يفيض صبرها .. فأمر أمير المؤمنين عمر بأن لا يغيب الرجل عن زوجته إلا ثلاث أشهر حتى لو كان في الجهاد.

3- أعطي ابنك الثقة في التعبير عن ذاته وتحمل المسئولية .

4- لا تطلب من المراهق قمة المثالية فو بشر يمكن أن يخطئ في بعض الأمور فحاول أن تعالجها بهدوء.

5- يجب على الوالدين أن يتقوا الله في كل شيء يصلح لهم ذويهم .
"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ"النساء:9

6- يجب الصدق مع الطفل في الإجابة عن تساؤلاته الجنسية بطريقة علمية حتى لا يأخذ هذه المعلومات من مصادر لا نثق فيها وتكون خاطئة .

7- يجب أن نشرح للطفل أن هناك أشياء "خاصة به" وحدة لا يمكن لأي أحد أن يشاركه فيها (الأعضاء التناسلية) ومن هنا نستطيع أن نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي ، لأنه يدرك أن هذه الأشياء لا يحق لأحد أن يلمسها غيره (ومن هنا نحذر من مداعبة الطفل في تلك المناطق الحساسة) .

وتطرح ليلي الأحدب أسلوبا للحوار من الطفل حول الأمور المتعلقة بالجانب الجنسي تصلح كمثال أو نموذج)

يبدأ الطفل في تلك الأسئلة في سن 6 سنوات
الطفل: من أين أتيت ؟
الأم: من مكان أسفل البطن خلقه الله عز وجل لخروج الأطفال .
الطفل: في أي وقت يخرج الطفل؟
الأم: لا، عندما يلتقي الزوج مع زوجته في الفراش ، يظل الطفل في بطن أمه 9 شهور، وهناك يرعاه الله عز وجل .

الطفل: سن 8 سنوات هل يخرج الطفل عن طريق شق بطن الأم ؟
الأم: ليس في كل الحالات، ولكن يمكن ذلك وفي الحالات العادية يخرج من مكان أسفل البطن جعله الله سبحانه وتعالى مخصص لذلك وهي فتحة قريبة من فتحة البول تتسع عند الولادة ثم تعود إلى طبيعتها بأمر من الله عز وجل .

الطفل: في سن ما قبل البلوغ : (ما معنى الحلم أو البلوغ) ؟
الأم: هي أن يبلغ الطفل مبلغ الرجال ، فيرى الشاب حلما ً بأنه يقبل فتاة فيجب عليه الغسل قبل الصلاة ، وهذا ما يمكن أن يحدث لك بعد عام أو اثنين .

تحذير للوالدين :

– يجب أن نغرس في الأبناء التربية الجنسية الصحيحة وأنها ليست مجرد لذة حيث أنها متعة جسدية وخلقية كريمة تتم بين الأزواج وقد أحلها الله حتى تدوم الحياة ويحدث التكاثر بشكل إنساني وليس بشكل بهيمي .

– وقد يبدأ الطفل بممارسة العادة السرية منذ الصغر والطفل لا يفعلها بغاية الوصول إلى النشوة كما في المراهقة ، ولكن لأنها قد تحقق له شيئا ً من اللذة التي لا يعرف سببها.

كيف نتصرف مع الطفل في هذه الحالة ؟:
لا يعني ذلك بداية انحراف للطفل أو انحطاط أخلاقي، بل هذا مجرد إنذار بأن الطفل يحتاج أشياء منها: المزيد من العطف والرعاية النفسية والعاطفية بل والجسمية من قبل الوالدين.
ومن هنا نقول: أن الوالدين يقع عليهما العبء الأكبر في تربية الأولاد من الناحية الجنسية وفقاً للمعايير الدينية ونحذر من ترك الشغالات والخدم والسائقين
دون متابعة ومراقبة.
• نماذج من تساؤلات المراهقين والمراهقات وإجابتها العلمية :

– ما هي الدورة الشهرية وكيف تحدث ؟
البويضة تخرج من المبيض وتنزل إلى الرحم في انتظار أن يتم تلقيحها فإذا لم يحدث تلقيح فإنها تذبل وتموت ويطردها الرحم مع بعض الدم ، وتسمى بالدورة الشهرية لأنها تحدث كل شهر قمري بشكل دوري

– ما هو الشذوذ الجنسي ؟
خلق الله عز وجل الرجل وخلق المرأة ليتزوجا وينجبا الأطفال وجعل لذلك مسارا محددا في قوله تعالى "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " آية 222 : البقرة .
ولكن هناك أناس تنحرف رغباتهم الجنسية عن مسارها الصحيح وهذا مايسمى بالشذوذ الجنسي .

– كيف يعرف الولد وصوله إلى سن البلوغ ؟
قبل سن البلوغ مباشرة تحدث طفرة في النمو الجسمي للمراهق وتظهر علامات لدى الفتى منها ظهور (الشارب) (وعلى العارضين والذقن واللحية) إضافة إلى خشونة الصوت كما تظهر لدى الفتاة منها طفرة في النمو ونعومة في الصوت وبروز الثديين والأرداف وتصل الفتيات إلى سن البلوغ قبل الذكور بعام أو أكثر ثم يحدث في مرحلة البلوغ القذف عند الرجل (الاحتلام) ، ويحدث عند الفتاة نزول دم الحيض أو مايسمى بالدورة الشهرية .

– هل هناك أمراض جنسية تصيب الجهاز التناسلي؟
نعم هناك أمراض جنسية فتاكة بالإنسان والبشرية جميعا ً بسبب اللقاء الجنسي غير الشرعي (الزنا واللواط) ، وهذا ما يطلق عليه الغرب بالأمراض السرية لأنها صاحبها يخشى الإعلان عنها مما يساعد على انتشارها ومن أخطر هذه الأمراض مرة الإيدز

التربية الجنسية في المنهج الإسلامي

كيفية علاج الإسلام للمقدمات التي توقع الفرد في الانحرافات الجنسية .
يقول الدكتور عبدالعزيز الأحمد إن أعظم وأفضل وسائل التربية في كل مجالات الحياة تتجسد داخل الدين الإسلامي الحنيف . لننظر إلى علاج الإسلام للانحرافات الجنسية وما يسبقها من إغراءات .

التفريق في المضاجع
نجد أن توجيهات الدين الإسلامي تبدأ منذ المراحل الأولى من عمر الإنسان في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (….. وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أبو داود في سننه ،

غض البصر :
ومع تقدم العمر بالنسبة للطفل يأمر المولى بتحريم التبرج في قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب : 33 .
ويحرم المولى النظر إلى غير المحارم في قوله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور : 30 .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا تتبع النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية) رواه الترمذي .

الاستئذان :
ويؤمر الأطفال بالاستئذان على الوالدين في أوقات قد يضعان أو يخففان من ثيابهما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور : 58 :

– تحريم المصافحة بين الجنسين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أني لا أصافح النساء) رواه مالك .
وقد نهى الله جل وعلى الاقتراب من الزنا في قوله: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) الإسراء : 32 وحذر من إتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع في القرآن.
فالإسلام يحرم مقدمات إثارة الشهوة والتهيج الجنسي حتى لا يقع الفرد فريسة للأهواء والضعف أمام الشهوة وما ينتج عنها من معاصي تغضب الله رب العزة في علاه .

مجالات إشباع الجانب الجنسي

يقول الدكتور إبراهيم النقيثان إن الإسلام لم يغفل الجانب الجنسي لدى الإنسان فقد تحدث عنه القرآن بأسلوب مهذب جميل ،
قال تعالى : (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ) البقرة 223 ،
وقال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة 222 ،
وقال سبحانه : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) البقرة 187 ،
وقال جل شأنه : (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء) النساء 43 ، والمائدة 6 ،
وقال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور 58 ،
وقال جل ذكره : (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى) القيامة 37 ،
وقال سبحانه : (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) الأعراف 189 ،
وقال جل جلاله (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) البقرة 187 ،
وقال أيضا ً : (َمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) البقرة 197 .

وفي السنة إشارات نحو الفعل الجنسي بطريقة مهذبة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (وفي بضع أحدكم صدقة) رواه مسلم ، وقال أيضا : (إذا أتى أحدكم أهله فليستتر) رواه ابن ماجه والطبراني ، وقال : (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله …) رواه البخاري ومسلم ، وقال : (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها) رواه ….. ، وقال عليه السلام : (ولك في جماعك زوجتك أجر) رواه أحمد والنسائي وغيرهما ، والأحاديث في هذا كثيرة جدا ، وإنما أردت الإشارة فقط .

من هذه الأدلة والتوجيهات ، ننطلق في تأصيل التربية للمسلم والمسلمة في جانب هام من حياتهما ، وهو التثقيف الجنسي المنضبط ، إن إغفال هذا الجانب يترتب عليه كثير من المحاذير الشرعية والنفسية والاجتماعية .

نصائح عامة في التربية الجنسية

يذكر الدكتور عبد العزيز الأحمد بعض النصائح التي ينبغي على المربين الأخذ بها و منها:

1- يجب عزل الأطفال في المراحل الأولى من العمر عن بعضهم وعدم نوم الطفل مع والديه بعد عامه الأول .

2- العناية بنظافة أعضاء الطفل دون المبالغة في التنظيف ويجب أن يقوم بذلك الأم أو مربية ذات دين .

3- إعطاء الطفل الحنان اللازم وعدم ظهور المشاكل الأسرية أمام الطفل .

4- الإجابة عن تساؤلات الطفل بطريقة علمية ومناسبة لعمر السائل .

5- إعطاء الطفل مزيدًا من الحرية للتعبير عن نفسه حتى نستطيع أن نكتشف مشاكله وعالمه الخاص .

6- عدم استخدام أساليب العنف أو العقاب عندما يلعب الطفل في أعضاءه التناسلية .

7- ينبغي أن يتفهم الأهل القضايا الجنسية قبل شرحها لأبنائهم .

8- الأب يقوم بتوجيه الأولاد والأم بتوجيه البنات جنسيا ً .

9- ينبغي تجنب الإثارة أثناء التعليم واختيار الألفاظ المهذبة خاصة تلك التي وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، مثل وصف الإسلام للجماع بالمباشرة واللمس والقرب .

10- ينبغي أن يربى كل جنس على الاعتزاز بجنسه وعدم التشبه بالجنس الآخر .

11- الاهتمام بطاقات الشباب الجسمية وتفريغ الشحنة الجسدية في أشياء مفيدة .

12- تسهيل أمر الزواج المبكر أمام الجنسين .

13- تدريب الطفل قبل البلوغ على صوم الأيام المسنونة مثل (عرفة ، عاشوراء …) .

14- تعليم الطفل المبادئ الإسلامية الراقية مثل (العفة ، الطهارة ، الحفاظ على العرض ، الحياء ، الغيرة على المحارم….) .

15- تعويد الطفل على الاستئذان قبل الدخول على والديه في أوقات النوم والراحة.

16- تجنيب الأولاد والبنات المثيرات للشهوة من الأفلام والقنوات الإباحية أو مواقع على الشبكة العنكبوتية أو مجلات وجرائد وكتب .

17- طرق هذه المواضيع الحساسة من قبل العلماء وشرحها بشكل علمي سليم حتى لا يأخذها الأطفال والمراهقين من مصادر أخرى غير شريفة أو غير دقيق

* كما يوصي الدكتور إبراهيم النقيثان بالاتي

1- فمن المحاذير الشرعية أن يجهل الشاب أو الشابة أمورا ً تتعلق بالطهارة من الجنابة والحيض فيما يتعلق بالعبادات واللبث في المسجد ونحو ذلك ، فكم من شاب يجهل حكم الاحتلام وما يترتب على ذلك من أمور ، سواء بوجوب الغسل عند قراءة القرآن ونحوه ، ومثله ذلك للفتاة في وجود الفشل بعد انقطاع الحيض مع ترك الصلاة والصوم وقضاء الصوم بعد الطهر ، وكذلك الاغتسال من الجنابة والامتناع من قراءة القرآن ومس المصحف ونحو ذلك.

2- والمحاذي الصحية في معرفة أمراض الجهاز التناسلي والعناية به ، والبعد عن العبث في الأعضاء الجنسية ، وخطورة انتقال الأمراض ، وخطورة فض غشاء البكارة بالنسبة للفتيات .

3- والمحاذير النفسية المتمثلة بما يتلقاه الفتى أو الفتاة من معلومات مغلوطة من مصادر غير موثوقة، كالأصدقاء ونحو ذلك ، إضافة إلى الانحرافات الجنسية العديدة والتي يكون منشؤها نفسيا في الغالب .

4- والمحاذير الاجتماعية مما يتعلق بمخاطر الاختلاط ، والعلاقات بين المراهقين والمراهقات أو حتى الكبار ممن عرف عنهم الأخلاق السيئة ، فكم من جريمة خلقية ورائها صديق فاسد ، أو صديقة فاسدة ، مع انعدام التوصية والتربية من قبل الوالدين

إذا كيف نتعامل مع المراهقين في هذا الجانب ؟ :

لا شك أن من يقوم بالتوجيه والتعليم يختلف باختلاف الجنس .
فبالنسبة للذكور: يبدأ الأب أو من يقوم مقامه ، ببناء علاقة مودة وثقة بينه وبين المراهق فيذكر له أنه على وشك دخول مرحلة الرجولة ، إذ سيصبح رجلا كالرجال ، فقد بدت علامات ذلك ، من خلال التغيرات التي تطرأ عليه ، مثل ظهور شعر الشارب ، وظهور شعر الإبط والعانة ، وكذلك تغير الصوت من صوت طفولى إلى صوت أقرب لصوت الرجال ، كذلك هذا التغير في النمو الجسمي السريع ، فها أنت أصبحت تشعر بأن ملابسك بدت تصبح ضيقة عليك وقصيرة ، وأن حذاءك أصبح غير مناسب لك ..، أنت بدأت تخطو سريعا نحو اكتمال الجسم … لتصبح رجلا كأبيك.

ويبدأ يشرح له أسباب هذه التغيرات من جانب فسيولوجي ، ولو يستعين بقراءة مراجع متخصصة حول هذا الجانب …
ثم بعد ذلك يشرح التغيرات الجسمية والوجدانية المتعلقة باكتمال النمو ، ويذكر له مسألة الاحتلام كيف يحدث … وأسبابها وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية ،، مع الإشارة إلى ما يصاحب هذا الحدث من تغيرات في المشاعر والعواطف نحو الآخرين، خاصة الجنسي الآخر، مع ربط هذا الميل وتلك المشاعر بكونها جبلة جبل الله الناس عليها، لكي يتم الزواج وتعمر الأرض ويكثر النسل ، إلا أن هذا الميل قد ضبطه الشرع بضوابط ، لا يجوز تجاوزها، قال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء) آل عمران 14، وفق المقابل حذر الله من الانسياق وراء الشهوات دون ضابط من الشرع فقال سبحانه : (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) النساء 27 ، وقال سبحانه : (خَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم 59، وقال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30، وقال سبحانه: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ) الأحزاب 35، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7}) المؤمنون 4-7 ، المعارج 29-31 .

ونحو ذلك من الأمور المنهي عنها مع مداومته لصيانة نفسه من الوقوع في الزنا واللواط والفحش والفسق وممارسة العادة السرية ونحو ذلك مع تبسيط لهذه المعاني ، لكي يعي ذلك ويدرك مخاطره ، ولا بأس بشرح مبسط مصور لتشريح الجهاز التناسلي للذكر مع بيان وظائف كل جزء وكيفية حدوث الاحتلام .

كما ينبغي للأب أن يحذر من أساليب وأماكن الشر والفساد ، الموجودة في بيئة الشاب، ويبث فيه خلق التقوى والصبر ومراقبة الله جل وعلا ، فهو المطلع على الإنسان، فهو السميع البصير سبحانه وتعالى ، كما يبث فيه خلق الحياء وغض البصر، قال تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30.
مع بيان لبعض الأمراض الجنسية، التي تصيب من تعدى حدود الله وأوامره، ويفضل أن يكون ذلك كله بلغة واثقة جريئة وبلهجة أو لغة يفهمها الشاب بعيدا عن الأسلوب الرسي الذي يشعر المراهق بدرس تعليمي إضافي لما يأخذه في المدرسة .

أما بالنسبة للفتاة: فتقوم بهذه المهمة الأم أو من يقوم مقامها ، حيث يسبق هذا الدرس الهام بث الطمأنينة وبناء علاقة حب وثقة ومودة بين المراهقة والأم ، فتشير إلى أنها على أبواب دخول مرحلة الأم الكاملة الناضجة ، والتي لها موقعها المهم في الأسرة والمجتمع ، وأنك ِ قاربت بطلاق مرحلة الطفولة والدخول إلى مرحلة الشباب والنضج واكتمال الأنوثة ، والتهيؤ لأن تصبحي زوجة وأما ً .

ثم تشير إلى التغيرات الحاصلة لديها ، كنمو سريع حيث أصبحت الملابس تضيق عليها وأصبح الحذاء لا يناسب قدمها …مع الإشارة إلى المظاهر الجسمية من مثل تغير الصوت من صوت طفولي إلى صوت أنثوي ناعم وعميق …، والإشارة إلى ظهور الشعر في الإبطين والعانة، وتحول الوبر في الساقين والساعدين إلى خشن، كذلك بروز الصدر ونمو الثديين، وتراكم الدهون في الأرداف ..

ثم تدخل إلى أن ذلك مؤذن بحدوث الحيض ، فتشرح لها طبيعته ومدته ودورته وسببه، وما يترتب عليه من أحكام شرعية، منها وجوب الحجاب فقد أصبحت امرأة ناضجة، ومنها ترك الصلاة والصيام أثناء الحيض وقضاء الصيام دون الصلاة، وغير ذلك من الأحكام، ولا بأس بالاسترشاد بكتاب فقهي حول هذا الموضوع ، كذلك أهمية الاغتسال من الجنابة نتيجة الاحتلام لو حديث وما يتعلق به من أحكام .

ثم ينتقل بعد ذلك إلى أهمية المحافظة على النظافة والصحة لهذه الأعضاء وطبيعة ووظيفة أجزاء الجهاز التناسلي للفتاة، مع رسم تشريحي للجهاز الأنثوي، من مبايض ورحم ومهبل وغشاء بكارة.

ثم تبين لها أهمية الصحة والاجتماعية والزوجية لهذه الأجهزة وأهمية المحافظة على غشاء البكارة وكيف ينظر المجتمع لهذا الأمر ، وخطورة العبث في هذا العضو ، ثم تعرض جانبا من الأمراض التي تصيب هذا الجهاز في حال مخالفة شرع الله أو التساهل في أمور النظافة والعناية بتلك الأعضاء ، وخطورة العبث فيها.

ثم تشرح له وظيفة الزواج في حياة الفتاة وفي دورة المجتمع، وكيف يتم الحمل وكيف أن الإنجاب هو من المهام السامية للفتاة، وكيف تصبح أما، وطبيعة العاطفة في المرأة على عكس الرجل ، ووظيفة مثل هذه الجوانب في العطف على الأولاد وتربيتهم والصبر عليهم ، فدافع الأمومة عنصر هام في سبيل حماية الأبناء ورعايتهم .

كما تشرح لها أهمية التحكم بالعاطفة تجاه الجنس الآخر، وطبيعة إشباع الدافع الجنس من خلال ما شرعه الله ، وما وضع له من ضوابط ، وعدم الانسياق وراء العاطفة، والتعقل والصبر في هذا الجانب.

كما تربي فيها خلق الصبر والمثابرة لحين قدوم فارس الأحلام ، ولذا تبين لها مما هو محمود من خلق المرأة من الخفر والدلال والحياء ونحو ذلك.

كما تربي فيها خلق غض البصر وفوائده ، كما قال تعالى : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) النور 31 .

كما تبصرها بأساليب وحيل الأشرار من النساء والشباب والرجال في الإيقاع بالفتيات وسلب أعز ما لديهن بعد دينهن.

تلك أهم النقاط التي لو سار عليها الأبوين لجنبا أولادهم من ذكور وإناث بإذن الله مشكلات شتى لا حصر لها.

وقد لا يكون الأب مؤهلاً أو ليس لديه الاستطاعة في القيام بتلك الخطوات فليعهد بذلك لمن يقوم به كالأخ (العم) أو مربي الشاب أو المعلم أو إمام المسجد إن كانوا مناسبين للقيام بهذا.
كذلك الأم قد لا تكون مؤهلة لذلك، أو لا تستطيع القيام ببعض الخطوات فالتعهد بذلك لغيرها ، إما أختا لها أو عمة للفتاة، أو صديقة حكيمة أو غير ذلك.

نسأل الله أن يحفظ شبابنا وفتياتنا من كل سوء ومن مكر شياطين الإنس والجن ممن عناهم الله (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) النساء 27.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين

والسمووووووووووووووووووحة

لو سمحتو أبي بحث عن
أداب التعامل مع غير المسلمين في السلم

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

امتحان التربية الاسلامية المنهج الجديد الفصل للصف الحادي عشر

امتحان التربية الاسلامية المنهج الجديد الفصل

الدراسي 2 .. موفقين

منقول

الملفات المرفقة

يعطيك العافيه

شكرا لك

باركـ الله فيج..

شكرا لكم

يعطيييج الف عافيهـ أميرة راك

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

أبا فلاشات وعروض عن الزواج مشان البحث بليز للصف الحادي عشر

أبا فلاشات وعروض عن الزواج مشان البحث بليز

السموحه الغلا ما حصلت بس هالرابط فيه تقرير عن الزراج إن شاء الله يفيدج ..

http://www.uae.ii5ii.com/showthread….E1%D2%E6%C7%CC

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير الشوري أو اختلاف العلماء أو الأستعفاف و القناعة للصف الحادي عشر

أبا تقرير عن ……. الشوري أو اختلاف العلمااء أو الأستعفاف و القناعة

تقرير للشورى

الشورى

المقدمة :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه ، محمد أما بعد ، فقد جاء بحثي هذا بعنوان : ( الشورى ) ، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع هو رغبتي في فهم معنى الشورى ودورها في حياتنا اليومية ، ورغبتي أيضا في إضافة واستكمال معلومات عن الشورى ، فموضوع الشورى من أكثر موضوعات الفقه الإسلامي عمقاً وشمولاً وأصالة ، لآن المبدأ منصوص عليه صراحةً في القرآن الكريم ، وأيدته السنة ثم الإجماع .
وكان معنى ذلك أن ينقسم بحثي إلى فصلين ، تسبقها مقدمة ، وتتلوها خاتمة :
في الفصل الأول : تناولت تعريف الشورى ، أدلة حجية الشورى في القران ، وأدلة حجية الشورى في السنة ، آيات عن الشورى في الرسالات السابقة .
وفي الفصل الثاني : عرضت نظام الحكم في مكة قبل الإسلام ، الشورى في صدر الإسلام ، من هم أهل الشورى ، الشروط المتطلبة في أهل الشورى .
ولقد اتبعت في بحثي هذا المنهج التاريخي ، ولم أواجه أي صعوبات فكانت الكتب متوفرة ولم أعاني في الحصول عليها .
وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، و ارجوا أن يكون بحثي هذا مفيداً أبناء وطني ، واعتذر عن كل تقصير فيه ، وحسبي أنني لم ادخر جهداً في محاولة الوصول به إلى درجة الإتقان ، لكن الكمال لله وحده و نسأل الله التوفيق والسداد .

الفصل الأول

~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

تعريف الشورى
حجية الشورى في القرآن الكريم
حجية الشورى في السنة
آيات عن الشورى في الرسائل

تعريف الشورى :

تعرفها اللغوي : (( الشورى اسم من المشاورة . وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي ))
ويقول أهل اللغة : (( والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجرى أو غيرها .
تعريفها الاصطلاحي : تعريفات السلف للشورى تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم فقد عرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )) وعرفها ابن العربي بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده , وقد عرفها أحد المعاصرين بقله : (( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق )) وقد تعرض هذا التعريف للنقد على أساس : (( أنه يصدق على نوعية خاصة في الشورى هي
( الشورى الفنية ) الخاصة باستشارة أهل الرأي والخبرة في المسائل الفنية , ولكن الشورى كنظام للحكم أعم من هذا التعريف )) فالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون أهل الرأي والخبرة في بعض المسائل الخاصة . كما كانوا يستشيرون كبار القوم الذين يمثلون جماعاتهم في أمور أخرى ثم يعرفها بقوله : (( إنها استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور المتعلقة بها ))
وهذا الاعتراض لا مبرر له ويقوم على دليل فلم يثبت عن الرسول عليه السلام ولا الخلفاء من بعده أنهم قسموا المسلمين إلى فئات معينة وحددوا اختصاص كل فئة فيما تستشار فيه وعلماء السلف والخلف عندما تكلموا عن رجال الشورى قالوا أنهم أهل الحل والعقد , وأنهم الذين يعرفون في الأمة بكمال الاختصاص والأوصاف … إلى غير ذلك مما سيأتي بيانه تفصيلا عند الكلام عن أهل الشورى .
ويمكن أن نعرف الشورى بأنها : النظر في الأمور من أرباب الاختصاص والتخصص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا ً وإقرارها . وهذا التعريف يعم وينسحب عل كل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة , أو الدولة , أو المنظمات الداخلية , أو المنظمات الدولية التي النظام العام الإسلامي نبراساً لها . مثل المؤتمر الإسلامي , وجامعة الدول العربية , وجامعة الشعوب الإسلامية إلى غير ذلك وينسحب من باب أولي على سلطة التشريع والرقابة (*) .

—————————————————————————

(*) د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .

حجية الشورى :

إن ما نقصد بحجية الشورى ، هو مدى ثبوت النص عليها في الشريعة الإسلامية ولذلك فيجب عند بحثنا عن أدلة الحجية ، أن نرجع إلى المصادر الأصلية للتشريع الإسلامي وهي مصدران : القرآن الكريم والسنة الشريفة وسوف نتكلم عن أدلة حجية الشورى في هذين المصدرين مخصصين لكل منهما مبحثاً مستقلاً .

حجية الشورى في القرآن الكريم :

يعتبر القرآن الكريم حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته .
فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران ، أي عن الآيات التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار الى الشورى في بعض آيات أخرى .

أولاً : النص على الشورى في القرآن :

ورد النص على الشورى في آيتين بسورتين من القرآن الكريم :
الأولى : سورة آل عمران والثانية : سورة الشورى .
1. في سورة آل عمران :
نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين) ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى ( وشاورهم في الأمر ) فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر وفي المشاورة فائدتان :
الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

2. في سورة الشورى :
نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) وفي هذه الآية يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
وكذلك نجد من يقول أن سورة الشورى إنما سميت بهذا الاسم لأنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة .
وإذا كان النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر في سورة آل عمران في قوله تعالى : ( وشاورهم في الأمر) فإن النص عليها بالصيغة الخبرية أو الوصفية في سورة الشورى لا يمنع من ثبوت الدليل عليها وإنما جاء اختلاف صيغة النص عليها تبعاً للخصائص تميز السور الملكية في القرآن الكريم عن سوره المدنية .
فسورة الشورى ملكية النزول فيما عدا أربع آيات منها نزلت بالمدينة ليس من بينها هذه الآية التي تنص على الشورى ويلاحظ أن ما نزل من آيات القرآن بمكة لم يتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام المحددة فذلك هو طابع الآيات المدنية , أما الآيات المكية فليس فيها شيء من التشريع التفصيلي بل معظم ما جاء فيها يرجع إلى المقصد الأول من الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وإقامة البراهين على وجوده وذلك يؤدي إلى تربية القلب والوجدان ثن أن الإيمان يسبق العمل ويؤدي إليه ولهذا لا نعجب إذا جاء النص على الشورى في هذا الآية كإحدى الصفات المميزة للمؤمنين , ومذكورة بين صفات أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ثم أن ذكر الشورى جاء تالياً مباشرة لذكر الصلاة ، فإن المؤمنين منصفاتهم أنهم ذوو شورى لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا . وأما قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون ) فالمقصود به الإنفاق في سبيل الخير ولعل فصل الإنفاق عن قرينه ( الصلاة ) بذكر المشاورة بينهما إنما كان لوقوعها عند اجتماع المؤمنين للصلوات فكان المؤمنون الأولون لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى .
ويذكر في ذلك الصدد أيضاً أن المؤمنين كانوا لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون ولا يختلفون فمدحوا باتفاق كلمتهم .. وأنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم فأن الشورى كما قال ابن العربي – ألفة للجماعة ومسبار للعقول وسبب إلى الصواب فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم .

ثانياً: آيات عن الشورى في الرسالات السابقة :

رأينا ما يثبت حجية الشورى في القران الكريم في آيتين نصتا على الشورى في سورتي آل عمران والشورى وسنرى ذكر الشورى قد ورد في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل ونورد فيما يلي بيان ذلك :

1. في سورة طه :
نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام : ( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ) وقد استشهد بهذا النص القرآني كدليل على أهمية المشاورة أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي ذكر أن الله تعالى إذ حكى عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات ، فأننا نفهم منه أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز .
وقد ورد في كتاب النسائي عن القاسم بن محمد : سمعت عمتي تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه )) ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً : (( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله )) وقد سأل موسى ربع عز وجل أن يجعل له وزيرأً يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .

2. في سورة النمل :
أورد القرآن الكريم في سورة النمل إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى : ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .

حجية الشورى في السنة :

إذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف ، فإن الحديث الشريف أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له.
فلسنة حجة على جميع المسلمين وأصل من أصول تشريعهم ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير وتشتمل على نوعين من الأحكام : الأول : الأحكام البيانية المبينة لما ورد في القرآن والثاني الأحكام المؤسسة التي وردت فيما لم ينزل به نص قرآني ، وبالنسبة لمبدأ الشورى فإن السنة الشريفة ليست مقررة أو مؤسسة له ابتداء بل جاءت مثبتة ومؤكدة لما ورد عنه بالقرآن الكريم .
وسوف نذكر ما يثبت حجية الشورى من السنة الشريفة مبتدئين أولا ً بالسنة الفعلية ثم نعقب ذلك بما ورد في السنة القولية .
1. السنة الفعلية :
حفلت السنة الفعلية بما يثبت أن الرسول الله شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف ، ونجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث وقد عبر عن ذلك أبو هريرة بقوله (( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام : (( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم )) .. واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى .
1. غزوة بدر :
كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر : الأول قبل أن تبدأ المعركة والثاني أثناءها والثالث بعد انتهائها – فلم يصدر إليهم المر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن ثم قام عمر فقال فأحسن ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً ، لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار ( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) : كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال .
وعند المعركة وعلى أرضها برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدم المنذر بن الحباب يعرض مشورته على الرسول عليه السلام فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه .
وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة : وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر فأشار أبو بكر بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً وخالفهما فيه عمر "، أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف . وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .
2. في غزوة أحد :
حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل فأشار قوم منهم بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم . وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة وكانت موقعة أحد حيث فات المسلمين الأنصار ومع ذلك فإن الله تعالى أمر الرسول عليه السلام في عقبها بأن يعفو عن المسلمين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم في الأمر حتى لا تكون هزيمة أحد سبباً مؤثراً في إغفال الشورى بعد ذلك .
3. صلح الحديبية :
كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى (*) المشركين ويقتلهم فقال له أبو بكر الصديق : أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
—————————————————————-

(*) جمع ذرية وهي النسل وأصلها ذريئة فخخفت الهمزة .

2. السنــة القولية :
روى عن الرسول الله عدة أحاديث يأمر بالشورى ويحث المسلمين على الأخذ بها ومن تلك الأحاديث ما يأتي :
1. روى الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول عليه السلام قال :
(( إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ))
2. وقال عليه السلام : (( ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم ))
3. وقال عليه الصلاة والسلام : (( ما ندم من استشار ولا خاب من استخار ))
4. وروي عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (( ماشقى قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي ))
5. وقال عليه الصلاة والسلام : (( المستشار مؤتمن ))
6. وقال صلى الله عليه وسلم : (( استعينوا على أموركم بالشورى ))

كذلك جاءت السنة الشريفة من حيث الحجية – مؤكدة ومقررة لما ورد عن الشورى في القرآن الكريم ، وينبغي أن ننبه هنا إلى أمر هام هو أن السنة الشريفة ليست في اصطلاح الفقهاء من الأدلة الشرعية ، بل هي حكم من الأحكام الشرعية تقابل الغرض والواجب فهي صفة شرعية للفعل كالفريضة والوجوب ، والنصوص التي وردت عن الشورى سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة هي نصوص قطعية الدلالة لا تحتمل تأويلاً لأنها نصوص دلت على معنى يتعين فهمه منها ولا مجال لفهم معنى أخر منها . وإذا انعقد الإجماع على أن القرآن الكريم حجة واجبة العمل بما ورد فيه من أحكام وأنه قانون واجب الأتباع فإن السنة هي أيضاً حجة على جميع المسلين وأصل من أصول تشريعهم وهي المصدر الثاني المتفق عليه بعد القرآن الكريم (*) .

————————————————————-

(*) د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .

الفصل الثاني

~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

نظام الحكم في مكة قبل الإسلام
الشورى في صدر الإسلام
من هم أهل الشورى
الشروط المتطلبة في أهل الشورى

نظام الحكم في مكة قبل الإسلام :

في مكة قلب الجزيرة العربية ، وملتقى القوافل التجار ، إلى جانب كونها البلد الذي تحج إليه قبائل العرب .
في هذا البلد ، مع أخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي ، كان يسود نوع من أنواع النظام السياسي القبلي أطلق عليه البعض صفة (( الحكم الجمهوري )) .
كان ذلك بقيادة قريش ، حيث برزت حكومتها من خلال بني سهم عشيرة عمرو بن العاص ، التي كانت تمارس مهمة القضاء ليس بين سكان مكة فحسب بل حتى بين المتخاصمين من القبائل الأخرى .
وانسجاماً مع الواقع الحضاري يومها ، فإن الأعمال الاجتماعية المهمة كانت تقسم بين الأسرة الكبيرة ، حيث الصدارة لأصحاب الرأي والخبرة والحكمة ، فالحاجة آنية هي التي تفرض وجود هذا المركز أو ذاك مما تستلزمه ضروريات المجتمع يومها ، وتقسيم المراكز والمناصب كان يتزايد اضطراداً مع تطور الحياة الاجتماعية والسياسية .
لذا كان علينا أن نتفهم السبب الذي من اجله اقتصرت المسؤوليات في مكة على :
رياسة دار النبوة وعقد اللواء ، وحجابة الكعبة وسقاية الحجاج في تلك المؤسسات السياسية والاجتماعية التي أملتها طبيعة المجتمع القبلي ، الذي يتخذ من العرف والعادات منهج حكم له . والذي يعنينا هو تلك الندوة العامة التي أسسها قصي بن كلاب ، زعيم البيت الحرام ، والتي فيها كانت تصرف أعمال القبائل من زواج البنت حتى إعلان الحرب والسلم . وكانت الرئاسة تتجلى بالأمور الأربعة التي أوردها الطبري :
1. رياسة الندوة : مجمع الملأ وأغنياء قريش وكبارها تتم عملية التشاور في كل طارئ .
2. الحجابة : حجابة أو سدانة الكعبة .
3. سقاية الحجاج ورفادته : والرفادة تعني الاستضافة وتقديم الطعام .
في هذه الدار كانت تتم عملية الشورى وتتخذ القرارات . إلا أن التاريخ لا يذكر وجود أية قوة تنفيذية تلزم الآخرين بالانصياع والانقياد لها ، إنما في الواقع كانت هناك قوة معنوية وأدبية .
وفي هذه الدار تم اجتماع كبار رجالات قريش للنظر في أمر إخراج النبي من مكة أو حبسه أو قتله .
أما في يثرب ( المدينة ) فقد كانت (( السقيفة )) المكان المميز لباقي أنديتهم ، هي المقر العام حيث يجتمع كبار القبائل ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الهامة أيضا ، وفي إحداها (( سقيفة بني ساعدة )) تم انتخاب أول خليفة بعد الرسول ، وفي هؤلاء أيضاً ، أي سكان المدينة ، نزلت الآية التي تمتدح وتبرز أسمى ممارسة سياسية كانوا يمارسونها وهي الشورى : ( .. والذين استجابوا لربهم أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
ويؤكد الألوسي أن ممارسة الشورى عند أهل المدينة كانت قبل الإسلام عنده تفسير للآية ـ بأن الأنصار في جاهليتهم و إسلامهم كان أمرهم شورى بينهم :
(( …. وجيء بالجملة اسمية مع أن المعطوف عليه جملة فعلية للدلالة على أن التشاور كان حالهم المستمر قبل الإسلام وبعده )) نخرج منم هذا العرض إلى أن روح المشاورة أصيلة عند العرب ولم يعرف عنهم إطلاقا انهم وضعوا أمرهم بيد رجل فرد منهم .

الشورى في صدر الإسلام :

قد لا يكون من العبث أن يترك القرآن هكذا ، أحكامه عامة وكلية ، لا تتدخل في الجزئيات والتفصيلات إلا فيما ندر من آيات الأحكام ، لعل في ذلك حكمة ليتعلم أولو الأمر من بعد كيف تستنبط الأحكام المعللة بالمصالح ، وانه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ، وان الأحكام تركت عامة غير مقيدة لتتمكن في كل زمان ومكان من استيعاب المشاكل الطارئة والحلول المناسبة لها .فالمطلوب حسب رأي ابن القيم الجوزية أن تكون آية أحكام أو قرارات سياسية موافقة لأهداف ومبادئ الشرع لا مطابقة لما نص به الشرع فقط (( … ونقل ابن القيم الجوزية عن ابن عقيل مخاطباً لمن قال : (( لا سياسة إلا ما وافق الشرع)) : إن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة رضي الله عنهم )) .
وهذا المعنى يؤكده القرافي انسجاما ً مع المبدأ الفقهي الذي كرسته مجلة الأحكام العدلية (( لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان )) وقال رداً على من سأل عما إذا كانت الأحكام المترتبة على العوائد تتغير بتغيرها فأجاب (( إجراء الأحكام التي مدركها العوائد مع تغير تلك العوائد خلاف الإجماع وجهالة في الدين ، بل الحكم التابع للعادة يتغير بتغيرها ، وليس هذا بتجديد اجتهاد من المقلدين بل هي قاعدة اجتهد فيها العلماء واجمعوا عليها ))
وعمر بن الخطاب أوقف تنفيذ حد السرقة في عام الرماد ولم يعتبر ذلك يومها مخالفاً مع وجود الحكم الصريح في القرآن القاضي بقطع يد السارق . وفي مطلع هذا القرن أكد رشيد رضا أنه في كل عصر يمكن فهم القرآن بما لم يفهمه به الأولون ، فكلام الله بحر لا ينضب وعكس ذلك كما يفهم من كلامه هو جعل القرن قاصراً وجامداً وهذا لا يجوز إطلاقا : (( ولا يضرنا أن تعدنا حوادث الزمان للعمل بما يرشدنا إليه القران وان نفهم منه ما لم نكن نفهمه نحن ولا آباؤنا )) .
نخلص من هذا إلى أن جل الأحكام القرآنية هي عامة ومنها (( الشورى )) التي هي موضوع ببحثنا ، فلم تحدد أشكالها ، ولم تصب في قالب ضيق ، إنما تركت للبيئة الملائمة لكل زمان ومكان ، لتحقق ذلك الطابع الشورى في حياة الأمة لا ليكون ذلك في قمة الدولة فحسب أنا هي ، أي الشورى ، صبغة شاملة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة (*) .

———————————————————————

(*) علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

من هم أهل الشورى ؟

تكلم علماء السلف عن أهل الشورى في سياق حديثهم عن الخلافة الإمامة باعتبارهم الهيئة المنوط بها اختيار الخليفة أو الإمام بعد توافر الشروط المعتبرة فيه . أو عزله إذا دخل بإحداها ولم يتكلموا عنهم بصفتهم هيئة تشريعية وقد عبروا عن هذه الهيئة بهذه الصفة المحددة بتعبيرات مختلفة : أهل الحل والعقد كما سماهم الماوردى محدد إياهم بشروطهم لا بفئاتهم . أهل الاجتهاد ، أهل الإجماع أو علماء الأمة القادرين على الاجتهاد والاستنباط وبعض علماء السلف قد حاول تعيين الفئات التي تتكون منها هيئة الاختيار ( أهل الشورى ) ففقهاء الحنفية يعتبرونهم الأشراف والأعيان . والإمام القرطبي نقل عن ابن عطية أنهم أهل العلم والدين ونقل عن ابن خويز منداد أنهم العلماء ووجوه الناس ووجوه الكتاب والوزراء . والإمام النووي يعتبرهم العلماء والرؤساء ووجوه الناس .
أما فقهاء الإسلام المعاصرين فقد تكلموا عن أهل الشورى باعتبارهم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل . فلإمام محمد عبده يعرفونه بأنهم : (( علماء الأمة المجتهدين والأمراء والحكام ورؤساء الجند وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة )) .
ويقول السيد رشيد رضا : (( يجب أن يكون في الأمة رجال أهل بصيرة ورأي في سياستها ومصالحها الاجتماعية وقدرة الاستنباط يرد إليهم أمر الأمن والخوف وسائر الأمور الاجتماعية والسياسية وهؤلاء هم الذين يسمون في الإسلام أهل الشورى أهل الحل والعقد الذين يسمون عند الأمم الأخرى بنواب الأمة )) .
ويعرفهم الشيخ شلتوت بأنهم : (( أهل النظر الذين عرفوا في الأمة بكمال الاختصاص في بحث الشئون وإدراك المصالح والغيرة عليها كأصحاب القضاء ، وقواد الجيش ورجال المال والاقتصاد والسياسة وغيرهم من الذين عرفوا في تخصصهم بنضج الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة والمران ، فهؤلاء هم أولو الأمر في الأمة وهم الذين يجب على الأمة أن تعرفهم بآثارهم وتمنحهم ثقتها و تنبيهم عنها في نظمها وتشريعها والهيمنة على حياتها وهم الوسيلة الدائمة في نظر الإسلام لمعرفة ما تسوس به الأمة أمورها فيما لم يرد من المصادر السماوية الحاسمة وهم أهل الإجماع الذين يكون اتفاقهم حجة يجب النزول عليها )) .
ويقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي : (( وهم الحائزون لثقة العامة الذين يطمئن إليهم الناس لإخلاصهم ونصحهم وأمانتهم وأهليتهم والذين تضمن مشاركتهم في أقضية الحكومة أن الأمة ستمد إلى الحكومة يد التعاون في تنفيذ هذه الأقضية )) .
وهذا ما انتهى إليه أيضاً رأي الأستاذ عبد القادر عودة حيث يقول : (( لأولياء الأمور مثلاً أن يعرفوا رأي الشعب عن طريق رؤساء الأسر والعشائر أو عن طريق ممثلي الطوائف أن يأخذوا رأي الأفراد الذين تتوافر فيهم صفات معينة )) .
ونحن إذا أردنا أن نحلل الآراء السابقة لوجدنا أقربها إلى الصواب وأكثرها تحقيقاً للأهداف المنشودة والتي ترمي إليها مرونة القواعد الشرعية والنصية والمستنبطة من مواءمة لمختلف الأزمان والبيئات ، هي الآراء التي توسع من دائرة أهل الحل والعقد بحيث تشمل وجوه الاختصاص في كل ناحية من نواحي الحياة المختلفة حتى تأتي هذه الهيئة ممثلة للأمة أصدق تمثيل .

الشروط المتطلبة في أهل الشورى :

مما لاشك فيه أن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تستلزم نظمها أن تتوافر في أعضائها شروطاً معينة سواء من ناحية الكيف بضرورة اكتسابهم لأوصاف معينة أو من ناحية الكم بتحديدهم بعدد معين أو نسب محددة .
وفقهاء الشريعة الإسلامية لم يهملوا جانب الكيف بل لا نكون مبالغين إذا قلنا انهم أول من طالب بوجوب توافر شروط معينة في الحاكم الأعلى للدولة أو الوزراء أهل الشورى وأصحاب القضاة والولاء إلى غير ذلك . وهم في ذلك قد أفاضوا القول أحاطوا بكل الصفات الموضوعية التي لا يتأتي معها قصور أو نقص ، ولكنهم في جانب الكم جاءت أقوالهم مبهمة في سياق الكلام عن انعقاد الإمامة والعدد الذي تنعقد به مما لا يمكن معه الاستنتاج السليم في التحديد المطلوب لأهل الشورى .

شروط أهل الشورى من حيث الكيف :

قد يكون الماوردى هو أول من أوجب توافر شروط معينة في أهل الشورى في سياق حديثه عن اختيار الخليفة أو الإمام ، وهذه الشروط التي استلزمها تعتبر إجمالا جامعاً لتفصيل أورده من جاء بعده وذلك حيث يقول : (( أما أهل الاختيار فالشروط المعتبرة فيهم ثلاثة ، العدالة الجامعة لشروطهم ، العم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها ، الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة اصلح .
والإمام محمد عبده حين أوجب طاعتهم اشترط أن يكونوا منا أي من المسلمين ، وإلا يخالفوا نصوص القران والسنة ، وان يكونوا مختارين في آرائهم .
ويقول الشيخ محمود شلتوت : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي الحياة المختلفة )).
وبعض المعاصرين لخصوا الشروط في شرطين فقط . (( العلم والقبول عند الناس )) (( الأخلاق الدينية والثقافة العامة )) وهذا التلخيص معيب خاصة فيما يتعلق بالثقافة العامة إذ يجب أن تكون التعبيرات محددة وموضحه والمقصود منها . ولقد عاب البعض على السلف إتيانهم بألفاظ مبهمة عند تحديدهم لفئات أو أوصاف أهل الشورى مثل (( الرؤساء )) ، و (( وجوه الناس )) . ويفهم من تلخيصات الدكتور عبد الحميد متولي أنه يحمل الشروط الثلاثة التي أوردها الماوردى في شرط واحد فقط هي (( الحكمة )) . ومما اخذ على الدكتور قوله أن مسالة شروط أهل الشورى ليست في جوهرها مسالة دينية أو فقهية أو قانونية إنما هي مشكلة اجتماعية سياسية يتقرر فيها الرأي أساس بناء على ما تقتضيه ظروف البيئة الاجتماعية والسياسية في زمان ما ومكان ما . وقد اعترض على هذا الرأي على أساس عدم التسليم به على إطلاقه لان العنصر الأخلاقي عنصر دائم في الإسلام .
ولكن الشروط التي قال بها علماء المسلمين من المرونة بحيث تسري في كل زمان ومكان إذ أنها تمثل أساسا في العدالة التي هي الأخلاق الدينية الفاضلة والعلم بمتطلبات المهمة المنوطة بالعضو والرأي المفضي إلى اتخاذ القرار السليم . ومن ثم فإن لولاة الأمر أن يفصلوا هذه الشروط وان يزيدوا عليها دون أن يمسوا بجوهرها . فلهم اشتراط مؤهل معين أو بلوغ سن معينة أو غير ذلك .
والجدير بالذكر : (( أن علماء الشريعة الإسلامية لم يشترطوا نصاباً مالاً معيناً ، واستبعدوا غير المثقف لأنهم يكون غير قادر على الاختيار )) ويرى البعض جوزا أن يكون من بين أولي الأمر من هم على غير دين المسلمين خاصة من أهل الكتاب : (( لأنهم يستطيعون أن يكونوا خبراء أهل تخصص في كثير من فروع النشاط المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين )) ومع أن هذا الرأي قد استشهد بالقران الكريم الذي احل لنا طعامهم أباح لنا التزوج منهم ، إلا انه قد بنى رأيه على ما وصل إليه العصر الحديث من تقرير لحقوق الإنسان التي لا تأتي باختلاف الجنس أو اللغة أو الدين . ونحن وان جاز لنا أن نجاري هذا الرأي في النتيجة التي يرمي إليها إلا أننا لا نتفق معه في الأساس الذي اعتمد عليه لأننا لو سلمنا معه بان مبادئ حقوق الإنسان التي وصل إليها العصر الحديث هي التي تجيز لنا هذا الاستثناء لكان معنى ذلك – بمفهوم المخالفة – أن شريعتنا الإسلامية لا تجيز هذا وإننا قد تلمسناه في غيرها وهذا ما يناقض روح الشريعة الإسلامية وسوابقها العملية فالتسامح الإسلامي الذي يكفل حرية الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر والعبادات وإبداء الرأي والمساواة ، وهي جماع الأصول التي قامت عليها الديمقراطيات الحديثة وجاع المبادئ التي تضمنها إعلان حقوق الإنسان ، قد سبق العمل بها في مراحل الخلافة الإسلامية والتي يشير إليها بحث متخصص في هذا الشأن . (( فقد تولى كثير من المسيحيين المناصب الكبرى في العصر العباسي فتولى أبو إسحاق الصابي منصب الكاتب ( الوزير ) وكان من أسمى المناصب ، كما كان نصر بن هارون وزير عضد الدولة مسيحياً ، وتولى الأقباط المصريون في ظل الحكومة الإسلامية المناصب الكبيرة ومعظم الوظائف الإدارية ، ففي عصر عبدا لعزيز بن مروان كان هناك كاتبان أحدهما لإدارة مصر العليا أي الوجه القبلي ، والآخر لإدارة مصر السفلى أي الوجه البحري ، كما تولى الأقباط مناصب ولاة الأقاليم فقد ذكر أن مسيحياً تولى حكم الإسكندرية في عهد الخليفة يزيد .
وبذلك نستطيع القول بان التسامح الإسلامي وسوابقه العملية التي ساعدت على انتشار ومكنت لحكمه في فتوحاته الواسعة يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :
1. أنهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .
2. أنهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
3. أن نسبتهم غالباً ما تكون ضئيلة فلا يخشى منها في اتخاذ قرار .
4. أن ذلك يقطع السنة من يريدون تجريح الإسلام والنيل منه ، ويوصد الباب أما من يتلمسون أسانيدهم بعيدا عن روحه وأصوله .

شروط أهل الشورى من حيث الكم :

تكلم علماء السلف عن أهل الشورى عند بحثهم للعدد المطلوب لصحة عقد الإمامة من أهل الحل والعقد ، أو أهل الاختيار ويبدوا أن الماوردى قد أجمل الأقوال السابقة عليه والمعاصرة له بقوله: (( اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون الرضا به عاما ً والتسليم لإمامته إجماعاً )) ثم يعقب على ذلك بقوله : وهذا رأى مدفوع ببيعة أبى بطر الصديق رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر قدوم غائب عنها . وقالت طائفة اقل تنعقد به الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بأمرين ، أحدهما : أن بيعة أبى بكر رضي الله عنه انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسالم مولى ابن حذيفة . والثاني : أن عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة ليعقدها أحدهم برضا خمسة . وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة . وقد قال آخرون من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين . وقالت طائفة تنعقد بواحد لأن العباس قال لعلي رضوان الله عليهما . امدد يدك أبايعك فبقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان . و لأنه حم وحكم الواحد نافذ )) .

وقد ذهب أبو بكر الأصم إلى أن الإمامة لا تنعقد إلا بإجماع الأمة عن بكرة أبيهم . وهذا أيضا ما نقل عن هشام بن عمر القوطي الذي قال أن الإمامة لا تنعقد في أوقات الفتنة والخلاف .
وقال الثوبانية من المرجئة أن الإمامة لا تثبت إلا بإجماع الأمة . وكان سليمان بن جرير الزيدي الشيعي يقول أن الإمامة شورى فيما بين الخلق ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين .
ويظهر مما حكاه ابن خلدون أن هذا كان رأي الصحابة الذين اعترضوا على مبايعة علي لافتراق باقي الصحابة أهل الحل والعقد بالآفاق ولم يحضر إلا قليل .
وعند الشافعية أن اقل عدد يمكن أن تعقد به الإمامة أربعون قياساً على ما تصح به صلاة الجمعة.
ونستطيع أن نحصر آراء العلماء في الاتجاهات التالية :
اتجاه يرى أن اختيار الإمام لابد أن يكون بإجماع الأمة عن بكرة أبيها وهو بهذا يشبه الديمقراطية المباشرة .
واتجاه يرى أن الإمامة لا تنعقد إلا باتفاق أهل الحل والعقد من كل بلد وهذا يشبه الديمقراطية النيابية .
والاتجاه الثالث هو الذي يحاول تحديد أهل الاختيار بعدد محدد قياساً على بعض العقود والأحكام .
وقد انفرد الإمام مالك باعتبار أهل الحل والعقد هم أهل الحرمين مكة والمدينة . وحدهم القلانسي بعلماء الأمة الذين يحضرون موضع الإمام .

وكل هذه الاتجاهات تنصب أساساً على أهل الحل والعقد باعتبارهم هيئة اختيار الإمام أو الخليفة .وتنوع هذه الاتجاهات إنما يدل دلالة قاطعة على ثراء الفقه الإسلامي وشموله واتساعه بحيث تستطيع كل بيئة ويستطيع كل عصر أن يأخذا منه ما يناسب كل منهما خاصة فيما يتعلق بتنصيب الحاكم الأعلى للدولة (*) .

————————————————-

(*) د. زكريا عبد المنعم ابراهيم الخطيب ، ص 53 – 66 .

الخاتمة :

تناولت في بحثي هذا عن الشورى وتوصلت إلى عدة نتائج أراء من خلال اختياري لهذا الموضوع :

1. في المشاورة فوائد عديدة منها : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة ، و تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

2. ذكرت في القران سوره اسمها الشورى وفي هذه السورة يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .

3. يرى فقهاء الإسلام المعاصرين أن أهل الشورى هم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل .

4. يرى الشيخ محمود شلتوت أن من صفات أهل الشورى : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي
الحياة المختلفة )).

5. يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :

‌أ- انهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
‌ب- انهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .

وأتمنى أن أكون قد وفقت في اختيار هذا الموضوع .

المصادر والمراجع :

1. د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .
2. د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .
3. علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

تقرير للشورى

الشورى

المقدمة :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه ، محمد أما بعد ، فقد جاء بحثي هذا بعنوان : ( الشورى ) ، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع هو رغبتي في فهم معنى الشورى ودورها في حياتنا اليومية ، ورغبتي أيضا في إضافة واستكمال معلومات عن الشورى ، فموضوع الشورى من أكثر موضوعات الفقه الإسلامي عمقاً وشمولاً وأصالة ، لآن المبدأ منصوص عليه صراحةً في القرآن الكريم ، وأيدته السنة ثم الإجماع .
وكان معنى ذلك أن ينقسم بحثي إلى فصلين ، تسبقها مقدمة ، وتتلوها خاتمة :
في الفصل الأول : تناولت تعريف الشورى ، أدلة حجية الشورى في القران ، وأدلة حجية الشورى في السنة ، آيات عن الشورى في الرسالات السابقة .
وفي الفصل الثاني : عرضت نظام الحكم في مكة قبل الإسلام ، الشورى في صدر الإسلام ، من هم أهل الشورى ، الشروط المتطلبة في أهل الشورى .
ولقد اتبعت في بحثي هذا المنهج التاريخي ، ولم أواجه أي صعوبات فكانت الكتب متوفرة ولم أعاني في الحصول عليها .
وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، و ارجوا أن يكون بحثي هذا مفيداً أبناء وطني ، واعتذر عن كل تقصير فيه ، وحسبي أنني لم ادخر جهداً في محاولة الوصول به إلى درجة الإتقان ، لكن الكمال لله وحده و نسأل الله التوفيق والسداد .

الفصل الأول

~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

تعريف الشورى
حجية الشورى في القرآن الكريم
حجية الشورى في السنة
آيات عن الشورى في الرسائل

تعريف الشورى :

تعرفها اللغوي : (( الشورى اسم من المشاورة . وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي ))
ويقول أهل اللغة : (( والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجرى أو غيرها .
تعريفها الاصطلاحي : تعريفات السلف للشورى تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم فقد عرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )) وعرفها ابن العربي بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده , وقد عرفها أحد المعاصرين بقله : (( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق )) وقد تعرض هذا التعريف للنقد على أساس : (( أنه يصدق على نوعية خاصة في الشورى هي
( الشورى الفنية ) الخاصة باستشارة أهل الرأي والخبرة في المسائل الفنية , ولكن الشورى كنظام للحكم أعم من هذا التعريف )) فالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون أهل الرأي والخبرة في بعض المسائل الخاصة . كما كانوا يستشيرون كبار القوم الذين يمثلون جماعاتهم في أمور أخرى ثم يعرفها بقوله : (( إنها استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور المتعلقة بها ))
وهذا الاعتراض لا مبرر له ويقوم على دليل فلم يثبت عن الرسول عليه السلام ولا الخلفاء من بعده أنهم قسموا المسلمين إلى فئات معينة وحددوا اختصاص كل فئة فيما تستشار فيه وعلماء السلف والخلف عندما تكلموا عن رجال الشورى قالوا أنهم أهل الحل والعقد , وأنهم الذين يعرفون في الأمة بكمال الاختصاص والأوصاف … إلى غير ذلك مما سيأتي بيانه تفصيلا عند الكلام عن أهل الشورى .
ويمكن أن نعرف الشورى بأنها : النظر في الأمور من أرباب الاختصاص والتخصص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا ً وإقرارها . وهذا التعريف يعم وينسحب عل كل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة , أو الدولة , أو المنظمات الداخلية , أو المنظمات الدولية التي النظام العام الإسلامي نبراساً لها . مثل المؤتمر الإسلامي , وجامعة الدول العربية , وجامعة الشعوب الإسلامية إلى غير ذلك وينسحب من باب أولي على سلطة التشريع والرقابة (*) .

—————————————————————————

(*) د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .

حجية الشورى :

إن ما نقصد بحجية الشورى ، هو مدى ثبوت النص عليها في الشريعة الإسلامية ولذلك فيجب عند بحثنا عن أدلة الحجية ، أن نرجع إلى المصادر الأصلية للتشريع الإسلامي وهي مصدران : القرآن الكريم والسنة الشريفة وسوف نتكلم عن أدلة حجية الشورى في هذين المصدرين مخصصين لكل منهما مبحثاً مستقلاً .

حجية الشورى في القرآن الكريم :

يعتبر القرآن الكريم حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته .
فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران ، أي عن الآيات التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار الى الشورى في بعض آيات أخرى .

أولاً : النص على الشورى في القرآن :

ورد النص على الشورى في آيتين بسورتين من القرآن الكريم :
الأولى : سورة آل عمران والثانية : سورة الشورى .
1. في سورة آل عمران :
نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين) ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى ( وشاورهم في الأمر ) فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر وفي المشاورة فائدتان :
الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

2. في سورة الشورى :
نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) وفي هذه الآية يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
وكذلك نجد من يقول أن سورة الشورى إنما سميت بهذا الاسم لأنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة .
وإذا كان النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر في سورة آل عمران في قوله تعالى : ( وشاورهم في الأمر) فإن النص عليها بالصيغة الخبرية أو الوصفية في سورة الشورى لا يمنع من ثبوت الدليل عليها وإنما جاء اختلاف صيغة النص عليها تبعاً للخصائص تميز السور الملكية في القرآن الكريم عن سوره المدنية .
فسورة الشورى ملكية النزول فيما عدا أربع آيات منها نزلت بالمدينة ليس من بينها هذه الآية التي تنص على الشورى ويلاحظ أن ما نزل من آيات القرآن بمكة لم يتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام المحددة فذلك هو طابع الآيات المدنية , أما الآيات المكية فليس فيها شيء من التشريع التفصيلي بل معظم ما جاء فيها يرجع إلى المقصد الأول من الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وإقامة البراهين على وجوده وذلك يؤدي إلى تربية القلب والوجدان ثن أن الإيمان يسبق العمل ويؤدي إليه ولهذا لا نعجب إذا جاء النص على الشورى في هذا الآية كإحدى الصفات المميزة للمؤمنين , ومذكورة بين صفات أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ثم أن ذكر الشورى جاء تالياً مباشرة لذكر الصلاة ، فإن المؤمنين منصفاتهم أنهم ذوو شورى لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا . وأما قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون ) فالمقصود به الإنفاق في سبيل الخير ولعل فصل الإنفاق عن قرينه ( الصلاة ) بذكر المشاورة بينهما إنما كان لوقوعها عند اجتماع المؤمنين للصلوات فكان المؤمنون الأولون لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى .
ويذكر في ذلك الصدد أيضاً أن المؤمنين كانوا لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون ولا يختلفون فمدحوا باتفاق كلمتهم .. وأنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم فأن الشورى كما قال ابن العربي – ألفة للجماعة ومسبار للعقول وسبب إلى الصواب فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم .

ثانياً: آيات عن الشورى في الرسالات السابقة :

رأينا ما يثبت حجية الشورى في القران الكريم في آيتين نصتا على الشورى في سورتي آل عمران والشورى وسنرى ذكر الشورى قد ورد في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل ونورد فيما يلي بيان ذلك :

1. في سورة طه :
نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام : ( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ) وقد استشهد بهذا النص القرآني كدليل على أهمية المشاورة أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي ذكر أن الله تعالى إذ حكى عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات ، فأننا نفهم منه أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز .
وقد ورد في كتاب النسائي عن القاسم بن محمد : سمعت عمتي تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه )) ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً : (( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله )) وقد سأل موسى ربع عز وجل أن يجعل له وزيرأً يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .

2. في سورة النمل :
أورد القرآن الكريم في سورة النمل إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى : ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .

حجية الشورى في السنة :

إذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف ، فإن الحديث الشريف أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له.
فلسنة حجة على جميع المسلمين وأصل من أصول تشريعهم ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير وتشتمل على نوعين من الأحكام : الأول : الأحكام البيانية المبينة لما ورد في القرآن والثاني الأحكام المؤسسة التي وردت فيما لم ينزل به نص قرآني ، وبالنسبة لمبدأ الشورى فإن السنة الشريفة ليست مقررة أو مؤسسة له ابتداء بل جاءت مثبتة ومؤكدة لما ورد عنه بالقرآن الكريم .
وسوف نذكر ما يثبت حجية الشورى من السنة الشريفة مبتدئين أولا ً بالسنة الفعلية ثم نعقب ذلك بما ورد في السنة القولية .
1. السنة الفعلية :
حفلت السنة الفعلية بما يثبت أن الرسول الله شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف ، ونجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث وقد عبر عن ذلك أبو هريرة بقوله (( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام : (( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم )) .. واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى .
1. غزوة بدر :
كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر : الأول قبل أن تبدأ المعركة والثاني أثناءها والثالث بعد انتهائها – فلم يصدر إليهم المر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن ثم قام عمر فقال فأحسن ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً ، لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار ( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) : كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال .
وعند المعركة وعلى أرضها برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدم المنذر بن الحباب يعرض مشورته على الرسول عليه السلام فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه .
وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة : وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر فأشار أبو بكر بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً وخالفهما فيه عمر "، أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف . وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .
2. في غزوة أحد :
حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل فأشار قوم منهم بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم . وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة وكانت موقعة أحد حيث فات المسلمين الأنصار ومع ذلك فإن الله تعالى أمر الرسول عليه السلام في عقبها بأن يعفو عن المسلمين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم في الأمر حتى لا تكون هزيمة أحد سبباً مؤثراً في إغفال الشورى بعد ذلك .
3. صلح الحديبية :
كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى (*) المشركين ويقتلهم فقال له أبو بكر الصديق : أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
—————————————————————-

(*) جمع ذرية وهي النسل وأصلها ذريئة فخخفت الهمزة .

2. السنــة القولية :
روى عن الرسول الله عدة أحاديث يأمر بالشورى ويحث المسلمين على الأخذ بها ومن تلك الأحاديث ما يأتي :
1. روى الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول عليه السلام قال :
(( إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ))
2. وقال عليه السلام : (( ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم ))
3. وقال عليه الصلاة والسلام : (( ما ندم من استشار ولا خاب من استخار ))
4. وروي عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (( ماشقى قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي ))
5. وقال عليه الصلاة والسلام : (( المستشار مؤتمن ))
6. وقال صلى الله عليه وسلم : (( استعينوا على أموركم بالشورى ))

كذلك جاءت السنة الشريفة من حيث الحجية – مؤكدة ومقررة لما ورد عن الشورى في القرآن الكريم ، وينبغي أن ننبه هنا إلى أمر هام هو أن السنة الشريفة ليست في اصطلاح الفقهاء من الأدلة الشرعية ، بل هي حكم من الأحكام الشرعية تقابل الغرض والواجب فهي صفة شرعية للفعل كالفريضة والوجوب ، والنصوص التي وردت عن الشورى سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة هي نصوص قطعية الدلالة لا تحتمل تأويلاً لأنها نصوص دلت على معنى يتعين فهمه منها ولا مجال لفهم معنى أخر منها . وإذا انعقد الإجماع على أن القرآن الكريم حجة واجبة العمل بما ورد فيه من أحكام وأنه قانون واجب الأتباع فإن السنة هي أيضاً حجة على جميع المسلين وأصل من أصول تشريعهم وهي المصدر الثاني المتفق عليه بعد القرآن الكريم (*) .

————————————————————-

(*) د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .

الفصل الثاني

~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

نظام الحكم في مكة قبل الإسلام
الشورى في صدر الإسلام
من هم أهل الشورى
الشروط المتطلبة في أهل الشورى

نظام الحكم في مكة قبل الإسلام :

في مكة قلب الجزيرة العربية ، وملتقى القوافل التجار ، إلى جانب كونها البلد الذي تحج إليه قبائل العرب .
في هذا البلد ، مع أخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي ، كان يسود نوع من أنواع النظام السياسي القبلي أطلق عليه البعض صفة (( الحكم الجمهوري )) .
كان ذلك بقيادة قريش ، حيث برزت حكومتها من خلال بني سهم عشيرة عمرو بن العاص ، التي كانت تمارس مهمة القضاء ليس بين سكان مكة فحسب بل حتى بين المتخاصمين من القبائل الأخرى .
وانسجاماً مع الواقع الحضاري يومها ، فإن الأعمال الاجتماعية المهمة كانت تقسم بين الأسرة الكبيرة ، حيث الصدارة لأصحاب الرأي والخبرة والحكمة ، فالحاجة آنية هي التي تفرض وجود هذا المركز أو ذاك مما تستلزمه ضروريات المجتمع يومها ، وتقسيم المراكز والمناصب كان يتزايد اضطراداً مع تطور الحياة الاجتماعية والسياسية .
لذا كان علينا أن نتفهم السبب الذي من اجله اقتصرت المسؤوليات في مكة على :
رياسة دار النبوة وعقد اللواء ، وحجابة الكعبة وسقاية الحجاج في تلك المؤسسات السياسية والاجتماعية التي أملتها طبيعة المجتمع القبلي ، الذي يتخذ من العرف والعادات منهج حكم له . والذي يعنينا هو تلك الندوة العامة التي أسسها قصي بن كلاب ، زعيم البيت الحرام ، والتي فيها كانت تصرف أعمال القبائل من زواج البنت حتى إعلان الحرب والسلم . وكانت الرئاسة تتجلى بالأمور الأربعة التي أوردها الطبري :
1. رياسة الندوة : مجمع الملأ وأغنياء قريش وكبارها تتم عملية التشاور في كل طارئ .
2. الحجابة : حجابة أو سدانة الكعبة .
3. سقاية الحجاج ورفادته : والرفادة تعني الاستضافة وتقديم الطعام .
في هذه الدار كانت تتم عملية الشورى وتتخذ القرارات . إلا أن التاريخ لا يذكر وجود أية قوة تنفيذية تلزم الآخرين بالانصياع والانقياد لها ، إنما في الواقع كانت هناك قوة معنوية وأدبية .
وفي هذه الدار تم اجتماع كبار رجالات قريش للنظر في أمر إخراج النبي من مكة أو حبسه أو قتله .
أما في يثرب ( المدينة ) فقد كانت (( السقيفة )) المكان المميز لباقي أنديتهم ، هي المقر العام حيث يجتمع كبار القبائل ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الهامة أيضا ، وفي إحداها (( سقيفة بني ساعدة )) تم انتخاب أول خليفة بعد الرسول ، وفي هؤلاء أيضاً ، أي سكان المدينة ، نزلت الآية التي تمتدح وتبرز أسمى ممارسة سياسية كانوا يمارسونها وهي الشورى : ( .. والذين استجابوا لربهم أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
ويؤكد الألوسي أن ممارسة الشورى عند أهل المدينة كانت قبل الإسلام عنده تفسير للآية ـ بأن الأنصار في جاهليتهم و إسلامهم كان أمرهم شورى بينهم :
(( …. وجيء بالجملة اسمية مع أن المعطوف عليه جملة فعلية للدلالة على أن التشاور كان حالهم المستمر قبل الإسلام وبعده )) نخرج منم هذا العرض إلى أن روح المشاورة أصيلة عند العرب ولم يعرف عنهم إطلاقا انهم وضعوا أمرهم بيد رجل فرد منهم .

الشورى في صدر الإسلام :

قد لا يكون من العبث أن يترك القرآن هكذا ، أحكامه عامة وكلية ، لا تتدخل في الجزئيات والتفصيلات إلا فيما ندر من آيات الأحكام ، لعل في ذلك حكمة ليتعلم أولو الأمر من بعد كيف تستنبط الأحكام المعللة بالمصالح ، وانه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ، وان الأحكام تركت عامة غير مقيدة لتتمكن في كل زمان ومكان من استيعاب المشاكل الطارئة والحلول المناسبة لها .فالمطلوب حسب رأي ابن القيم الجوزية أن تكون آية أحكام أو قرارات سياسية موافقة لأهداف ومبادئ الشرع لا مطابقة لما نص به الشرع فقط (( … ونقل ابن القيم الجوزية عن ابن عقيل مخاطباً لمن قال : (( لا سياسة إلا ما وافق الشرع)) : إن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة رضي الله عنهم )) .
وهذا المعنى يؤكده القرافي انسجاما ً مع المبدأ الفقهي الذي كرسته مجلة الأحكام العدلية (( لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان )) وقال رداً على من سأل عما إذا كانت الأحكام المترتبة على العوائد تتغير بتغيرها فأجاب (( إجراء الأحكام التي مدركها العوائد مع تغير تلك العوائد خلاف الإجماع وجهالة في الدين ، بل الحكم التابع للعادة يتغير بتغيرها ، وليس هذا بتجديد اجتهاد من المقلدين بل هي قاعدة اجتهد فيها العلماء واجمعوا عليها ))
وعمر بن الخطاب أوقف تنفيذ حد السرقة في عام الرماد ولم يعتبر ذلك يومها مخالفاً مع وجود الحكم الصريح في القرآن القاضي بقطع يد السارق . وفي مطلع هذا القرن أكد رشيد رضا أنه في كل عصر يمكن فهم القرآن بما لم يفهمه به الأولون ، فكلام الله بحر لا ينضب وعكس ذلك كما يفهم من كلامه هو جعل القرن قاصراً وجامداً وهذا لا يجوز إطلاقا : (( ولا يضرنا أن تعدنا حوادث الزمان للعمل بما يرشدنا إليه القران وان نفهم منه ما لم نكن نفهمه نحن ولا آباؤنا )) .
نخلص من هذا إلى أن جل الأحكام القرآنية هي عامة ومنها (( الشورى )) التي هي موضوع ببحثنا ، فلم تحدد أشكالها ، ولم تصب في قالب ضيق ، إنما تركت للبيئة الملائمة لكل زمان ومكان ، لتحقق ذلك الطابع الشورى في حياة الأمة لا ليكون ذلك في قمة الدولة فحسب أنا هي ، أي الشورى ، صبغة شاملة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة (*) .

———————————————————————

(*) علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

من هم أهل الشورى ؟

تكلم علماء السلف عن أهل الشورى في سياق حديثهم عن الخلافة الإمامة باعتبارهم الهيئة المنوط بها اختيار الخليفة أو الإمام بعد توافر الشروط المعتبرة فيه . أو عزله إذا دخل بإحداها ولم يتكلموا عنهم بصفتهم هيئة تشريعية وقد عبروا عن هذه الهيئة بهذه الصفة المحددة بتعبيرات مختلفة : أهل الحل والعقد كما سماهم الماوردى محدد إياهم بشروطهم لا بفئاتهم . أهل الاجتهاد ، أهل الإجماع أو علماء الأمة القادرين على الاجتهاد والاستنباط وبعض علماء السلف قد حاول تعيين الفئات التي تتكون منها هيئة الاختيار ( أهل الشورى ) ففقهاء الحنفية يعتبرونهم الأشراف والأعيان . والإمام القرطبي نقل عن ابن عطية أنهم أهل العلم والدين ونقل عن ابن خويز منداد أنهم العلماء ووجوه الناس ووجوه الكتاب والوزراء . والإمام النووي يعتبرهم العلماء والرؤساء ووجوه الناس .
أما فقهاء الإسلام المعاصرين فقد تكلموا عن أهل الشورى باعتبارهم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل . فلإمام محمد عبده يعرفونه بأنهم : (( علماء الأمة المجتهدين والأمراء والحكام ورؤساء الجند وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة )) .
ويقول السيد رشيد رضا : (( يجب أن يكون في الأمة رجال أهل بصيرة ورأي في سياستها ومصالحها الاجتماعية وقدرة الاستنباط يرد إليهم أمر الأمن والخوف وسائر الأمور الاجتماعية والسياسية وهؤلاء هم الذين يسمون في الإسلام أهل الشورى أهل الحل والعقد الذين يسمون عند الأمم الأخرى بنواب الأمة )) .
ويعرفهم الشيخ شلتوت بأنهم : (( أهل النظر الذين عرفوا في الأمة بكمال الاختصاص في بحث الشئون وإدراك المصالح والغيرة عليها كأصحاب القضاء ، وقواد الجيش ورجال المال والاقتصاد والسياسة وغيرهم من الذين عرفوا في تخصصهم بنضج الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة والمران ، فهؤلاء هم أولو الأمر في الأمة وهم الذين يجب على الأمة أن تعرفهم بآثارهم وتمنحهم ثقتها و تنبيهم عنها في نظمها وتشريعها والهيمنة على حياتها وهم الوسيلة الدائمة في نظر الإسلام لمعرفة ما تسوس به الأمة أمورها فيما لم يرد من المصادر السماوية الحاسمة وهم أهل الإجماع الذين يكون اتفاقهم حجة يجب النزول عليها )) .
ويقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي : (( وهم الحائزون لثقة العامة الذين يطمئن إليهم الناس لإخلاصهم ونصحهم وأمانتهم وأهليتهم والذين تضمن مشاركتهم في أقضية الحكومة أن الأمة ستمد إلى الحكومة يد التعاون في تنفيذ هذه الأقضية )) .
وهذا ما انتهى إليه أيضاً رأي الأستاذ عبد القادر عودة حيث يقول : (( لأولياء الأمور مثلاً أن يعرفوا رأي الشعب عن طريق رؤساء الأسر والعشائر أو عن طريق ممثلي الطوائف أن يأخذوا رأي الأفراد الذين تتوافر فيهم صفات معينة )) .
ونحن إذا أردنا أن نحلل الآراء السابقة لوجدنا أقربها إلى الصواب وأكثرها تحقيقاً للأهداف المنشودة والتي ترمي إليها مرونة القواعد الشرعية والنصية والمستنبطة من مواءمة لمختلف الأزمان والبيئات ، هي الآراء التي توسع من دائرة أهل الحل والعقد بحيث تشمل وجوه الاختصاص في كل ناحية من نواحي الحياة المختلفة حتى تأتي هذه الهيئة ممثلة للأمة أصدق تمثيل .

الشروط المتطلبة في أهل الشورى :

مما لاشك فيه أن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تستلزم نظمها أن تتوافر في أعضائها شروطاً معينة سواء من ناحية الكيف بضرورة اكتسابهم لأوصاف معينة أو من ناحية الكم بتحديدهم بعدد معين أو نسب محددة .
وفقهاء الشريعة الإسلامية لم يهملوا جانب الكيف بل لا نكون مبالغين إذا قلنا انهم أول من طالب بوجوب توافر شروط معينة في الحاكم الأعلى للدولة أو الوزراء أهل الشورى وأصحاب القضاة والولاء إلى غير ذلك . وهم في ذلك قد أفاضوا القول أحاطوا بكل الصفات الموضوعية التي لا يتأتي معها قصور أو نقص ، ولكنهم في جانب الكم جاءت أقوالهم مبهمة في سياق الكلام عن انعقاد الإمامة والعدد الذي تنعقد به مما لا يمكن معه الاستنتاج السليم في التحديد المطلوب لأهل الشورى .

شروط أهل الشورى من حيث الكيف :

قد يكون الماوردى هو أول من أوجب توافر شروط معينة في أهل الشورى في سياق حديثه عن اختيار الخليفة أو الإمام ، وهذه الشروط التي استلزمها تعتبر إجمالا جامعاً لتفصيل أورده من جاء بعده وذلك حيث يقول : (( أما أهل الاختيار فالشروط المعتبرة فيهم ثلاثة ، العدالة الجامعة لشروطهم ، العم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها ، الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة اصلح .
والإمام محمد عبده حين أوجب طاعتهم اشترط أن يكونوا منا أي من المسلمين ، وإلا يخالفوا نصوص القران والسنة ، وان يكونوا مختارين في آرائهم .
ويقول الشيخ محمود شلتوت : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي الحياة المختلفة )).
وبعض المعاصرين لخصوا الشروط في شرطين فقط . (( العلم والقبول عند الناس )) (( الأخلاق الدينية والثقافة العامة )) وهذا التلخيص معيب خاصة فيما يتعلق بالثقافة العامة إذ يجب أن تكون التعبيرات محددة وموضحه والمقصود منها . ولقد عاب البعض على السلف إتيانهم بألفاظ مبهمة عند تحديدهم لفئات أو أوصاف أهل الشورى مثل (( الرؤساء )) ، و (( وجوه الناس )) . ويفهم من تلخيصات الدكتور عبد الحميد متولي أنه يحمل الشروط الثلاثة التي أوردها الماوردى في شرط واحد فقط هي (( الحكمة )) . ومما اخذ على الدكتور قوله أن مسالة شروط أهل الشورى ليست في جوهرها مسالة دينية أو فقهية أو قانونية إنما هي مشكلة اجتماعية سياسية يتقرر فيها الرأي أساس بناء على ما تقتضيه ظروف البيئة الاجتماعية والسياسية في زمان ما ومكان ما . وقد اعترض على هذا الرأي على أساس عدم التسليم به على إطلاقه لان العنصر الأخلاقي عنصر دائم في الإسلام .
ولكن الشروط التي قال بها علماء المسلمين من المرونة بحيث تسري في كل زمان ومكان إذ أنها تمثل أساسا في العدالة التي هي الأخلاق الدينية الفاضلة والعلم بمتطلبات المهمة المنوطة بالعضو والرأي المفضي إلى اتخاذ القرار السليم . ومن ثم فإن لولاة الأمر أن يفصلوا هذه الشروط وان يزيدوا عليها دون أن يمسوا بجوهرها . فلهم اشتراط مؤهل معين أو بلوغ سن معينة أو غير ذلك .
والجدير بالذكر : (( أن علماء الشريعة الإسلامية لم يشترطوا نصاباً مالاً معيناً ، واستبعدوا غير المثقف لأنهم يكون غير قادر على الاختيار )) ويرى البعض جوزا أن يكون من بين أولي الأمر من هم على غير دين المسلمين خاصة من أهل الكتاب : (( لأنهم يستطيعون أن يكونوا خبراء أهل تخصص في كثير من فروع النشاط المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين )) ومع أن هذا الرأي قد استشهد بالقران الكريم الذي احل لنا طعامهم أباح لنا التزوج منهم ، إلا انه قد بنى رأيه على ما وصل إليه العصر الحديث من تقرير لحقوق الإنسان التي لا تأتي باختلاف الجنس أو اللغة أو الدين . ونحن وان جاز لنا أن نجاري هذا الرأي في النتيجة التي يرمي إليها إلا أننا لا نتفق معه في الأساس الذي اعتمد عليه لأننا لو سلمنا معه بان مبادئ حقوق الإنسان التي وصل إليها العصر الحديث هي التي تجيز لنا هذا الاستثناء لكان معنى ذلك – بمفهوم المخالفة – أن شريعتنا الإسلامية لا تجيز هذا وإننا قد تلمسناه في غيرها وهذا ما يناقض روح الشريعة الإسلامية وسوابقها العملية فالتسامح الإسلامي الذي يكفل حرية الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر والعبادات وإبداء الرأي والمساواة ، وهي جماع الأصول التي قامت عليها الديمقراطيات الحديثة وجاع المبادئ التي تضمنها إعلان حقوق الإنسان ، قد سبق العمل بها في مراحل الخلافة الإسلامية والتي يشير إليها بحث متخصص في هذا الشأن . (( فقد تولى كثير من المسيحيين المناصب الكبرى في العصر العباسي فتولى أبو إسحاق الصابي منصب الكاتب ( الوزير ) وكان من أسمى المناصب ، كما كان نصر بن هارون وزير عضد الدولة مسيحياً ، وتولى الأقباط المصريون في ظل الحكومة الإسلامية المناصب الكبيرة ومعظم الوظائف الإدارية ، ففي عصر عبدا لعزيز بن مروان كان هناك كاتبان أحدهما لإدارة مصر العليا أي الوجه القبلي ، والآخر لإدارة مصر السفلى أي الوجه البحري ، كما تولى الأقباط مناصب ولاة الأقاليم فقد ذكر أن مسيحياً تولى حكم الإسكندرية في عهد الخليفة يزيد .
وبذلك نستطيع القول بان التسامح الإسلامي وسوابقه العملية التي ساعدت على انتشار ومكنت لحكمه في فتوحاته الواسعة يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :
1. أنهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .
2. أنهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
3. أن نسبتهم غالباً ما تكون ضئيلة فلا يخشى منها في اتخاذ قرار .
4. أن ذلك يقطع السنة من يريدون تجريح الإسلام والنيل منه ، ويوصد الباب أما من يتلمسون أسانيدهم بعيدا عن روحه وأصوله .

شروط أهل الشورى من حيث الكم :

تكلم علماء السلف عن أهل الشورى عند بحثهم للعدد المطلوب لصحة عقد الإمامة من أهل الحل والعقد ، أو أهل الاختيار ويبدوا أن الماوردى قد أجمل الأقوال السابقة عليه والمعاصرة له بقوله: (( اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون الرضا به عاما ً والتسليم لإمامته إجماعاً )) ثم يعقب على ذلك بقوله : وهذا رأى مدفوع ببيعة أبى بطر الصديق رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر قدوم غائب عنها . وقالت طائفة اقل تنعقد به الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بأمرين ، أحدهما : أن بيعة أبى بكر رضي الله عنه انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسالم مولى ابن حذيفة . والثاني : أن عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة ليعقدها أحدهم برضا خمسة . وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة . وقد قال آخرون من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين . وقالت طائفة تنعقد بواحد لأن العباس قال لعلي رضوان الله عليهما . امدد يدك أبايعك فبقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان . و لأنه حم وحكم الواحد نافذ )) .

وقد ذهب أبو بكر الأصم إلى أن الإمامة لا تنعقد إلا بإجماع الأمة عن بكرة أبيهم . وهذا أيضا ما نقل عن هشام بن عمر القوطي الذي قال أن الإمامة لا تنعقد في أوقات الفتنة والخلاف .
وقال الثوبانية من المرجئة أن الإمامة لا تثبت إلا بإجماع الأمة . وكان سليمان بن جرير الزيدي الشيعي يقول أن الإمامة شورى فيما بين الخلق ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين .
ويظهر مما حكاه ابن خلدون أن هذا كان رأي الصحابة الذين اعترضوا على مبايعة علي لافتراق باقي الصحابة أهل الحل والعقد بالآفاق ولم يحضر إلا قليل .
وعند الشافعية أن اقل عدد يمكن أن تعقد به الإمامة أربعون قياساً على ما تصح به صلاة الجمعة.
ونستطيع أن نحصر آراء العلماء في الاتجاهات التالية :
اتجاه يرى أن اختيار الإمام لابد أن يكون بإجماع الأمة عن بكرة أبيها وهو بهذا يشبه الديمقراطية المباشرة .
واتجاه يرى أن الإمامة لا تنعقد إلا باتفاق أهل الحل والعقد من كل بلد وهذا يشبه الديمقراطية النيابية .
والاتجاه الثالث هو الذي يحاول تحديد أهل الاختيار بعدد محدد قياساً على بعض العقود والأحكام .
وقد انفرد الإمام مالك باعتبار أهل الحل والعقد هم أهل الحرمين مكة والمدينة . وحدهم القلانسي بعلماء الأمة الذين يحضرون موضع الإمام .

وكل هذه الاتجاهات تنصب أساساً على أهل الحل والعقد باعتبارهم هيئة اختيار الإمام أو الخليفة .وتنوع هذه الاتجاهات إنما يدل دلالة قاطعة على ثراء الفقه الإسلامي وشموله واتساعه بحيث تستطيع كل بيئة ويستطيع كل عصر أن يأخذا منه ما يناسب كل منهما خاصة فيما يتعلق بتنصيب الحاكم الأعلى للدولة (*) .

————————————————-

(*) د. زكريا عبد المنعم ابراهيم الخطيب ، ص 53 – 66 .

الخاتمة :

تناولت في بحثي هذا عن الشورى وتوصلت إلى عدة نتائج أراء من خلال اختياري لهذا الموضوع :

1. في المشاورة فوائد عديدة منها : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة ، و تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

2. ذكرت في القران سوره اسمها الشورى وفي هذه السورة يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .

3. يرى فقهاء الإسلام المعاصرين أن أهل الشورى هم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل .

4. يرى الشيخ محمود شلتوت أن من صفات أهل الشورى : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي
الحياة المختلفة )).

5. يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :

‌أ- انهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
‌ب- انهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .

وأتمنى أن أكون قد وفقت في اختيار هذا الموضوع .

المصادر والمراجع :

1. د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .
2. د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .
3. علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

ارجوااااااااا أن يعجبك التقرير …………… ومع ألف سلامة
منقوووووووووووووووووووووووول >>>>

مشكورة يا الغلا يسلمووووووووووووووووووووووووووو

يسلمووو خيتووو ألحان ورديه

تم التقيم ++

لكن أنا حصلت بس عن تعريف الشورى . . وان شاء الله يعجبج

تعريف الشورى : تعرفها اللغوي : (( الشورى اسم من المشاورة . وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي ))
ويقول أهل اللغة : (( والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجرى أو غيرها .
تعريفها الاصطلاحي : تعريفات السلف للشورى تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم فقد عرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )) وعرفها ابن العربي بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده , وقد عرفها أحد المعاصرين بقله : (( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق )) وقد تعرض هذا التعريف للنقد على أساس : (( أنه يصدق على نوعية خاصة في الشورى هي
( الشورى الفنية ) الخاصة باستشارة أهل الرأي والخبرة في المسائل الفنية , ولكن الشورى كنظام للحكم أعم من هذا التعريف )) فالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون أهل الرأي والخبرة في بعض المسائل الخاصة . كما كانوا يستشيرون كبار القوم الذين يمثلون جماعاتهم في أمور أخرى ثم يعرفها بقوله : (( إنها استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور المتعلقة بها ))
وهذا الاعتراض لا مبرر له ويقوم على دليل فلم يثبت عن الرسول عليه السلام ولا الخلفاء من بعده أنهم قسموا المسلمين إلى فئات معينة وحددوا اختصاص كل فئة فيما تستشار فيه وعلماء السلف والخلف عندما تكلموا عن رجال الشورى قالوا أنهم أهل الحل والعقد , وأنهم الذين يعرفون في الأمة بكمال الاختصاص والأوصاف … إلى غير ذلك مما سيأتي بيانه تفصيلا عند الكلام عن أهل الشورى .
ويمكن أن نعرف الشورى بأنها : النظر في الأمور من أرباب الاختصاص والتخصص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا ً وإقرارها . وهذا التعريف يعم وينسحب عل كل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة , أو الدولة , أو المنظمات الداخلية , أو المنظمات الدولية التي النظام العام الإسلامي نبراساً لها . مثل المؤتمر الإسلامي , وجامعة الدول العربية , وجامعة الشعوب الإسلامية إلى غير ذلك وينسحب من باب أولي على سلطة التشريع والرقابة (*)

يزاااج الله الف خير

سلمتي يا الغاليه

تقبلي مروري

يسلموووووووووووووووو

ابا تقرير عن الاستعفاف و القناعه
بسرعه دخيلكم محتايه …

يزاج الله ألف خير ^^

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ورقه عمل "… مـــصـــدر الــتــشــريــــع و الــــمــذهــبــــ الــفــقــهيـــة …" للصف الحادي عشر

ورقة عمل
"… مـــصـــدر الــتــشــريــــع و الــــمــذهــبــــ الــفــقــهيـــة …"

مـــا المقصود " الجـــهـــاد " ؟
………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………………….. ………………………………………….. ……………………..

اذكـــري من أشـــهر علمـــاء الإبـــاضية ؟؟؟

المذهب الجعفري " ينتسب هذا المذهب إلى ………………………………………….. …………………………….

اذكري من سمات المذهب وأصوله ؟؟؟

"…………………………………………. ………………………………………….. …………………………"

من أهم مصادر التشريع الاجتهادية؟؟؟؟

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور ه "الشيوخيهـ"

العفو الغاليه … نحن في الخدمه ..

مشكوره أختى على المجهووود

تم التقيم++

العفوووووووو…. الغاليه

مشكووووووووووووووووورة أختي
على الورقة الأكثر من رائعة

انزين انا ابغي حلول حق درس مصادر التشريع والمذاهب الفقهية
بليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــز لا تردوني

[CENTER]حبيت أشكرج يالغالية [/CENTER]

تحياتي : بنت العبدووووووووووووووووولي [CENTER][/CENTER]

ألف شكر وتسلم أيدج

مشكؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤر

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ممكن خاتمة للصف الحادي عشر

ممكن خاتمة عن العطف بليز بسرع

السموحه الغلا ما حصلت .!

ان شاء الله غيري يساعـدج .!

ضرووووري بليز

بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بوربوينت عن قمة البخت عن صايعات الصف الحادي عشر

لوسمحتوا ابغي بوربوينت عن قمة البخت عن صايعات

قصدج بوربوينت عن أسمنه البخت

السموحه منج ما حصلت

إن شاء الله غيري ييساعد

ربي يوفقج ..

عذرا لم يتم الحصول

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث عن عقد الرهن للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

g أرجو المساعدة في بحث عقد الرهن و لكن هناك شروط: 1- لا يقل البحث عن 9 صفحات 2- أن يكون المراجع و المصادر أسماء كتب و أقل اشي 3 مراجع و مصادر

أرجو المساعدة .. أرجو الحصول عليه قبل تاريخ 2022/11/10م

بحث عن عقد الرهن تقرير

للاسف ما حصلت شيء ان شاء الله البقيه يساعدونك

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بوربوينت عن المنهج النبوي في الاصلاح للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شخباركم؟^_^
انا بغيت بوربوينت عن المنهج النبوي في الإصلاح للصف الحادي عشر
اتمنى لا ترودنى لاني ابغاه ضروري دورت وايد ما حصلت
ومشكورين واااااااااايد

السموحه ما حصلت

إن شاء الله غيري يساعد

مسموحه
مشكوره وايد 🙂
يكفي انج عطيتنى جزء من وقتج ^_^

وعليكم آلسلام والرحمه ,

مي 2 مآحصلت إن شآء آلله غيرنآ يكفي ويوفي ,,

موفقين ..

أستــــغفر الله العظيم