التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث عن الدواوين للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم حبيت انقل لكم مذكرة التاريخ

في المرفقات

وسمحولي ع الازعاج

وشكرا

واتمنى ان ينال اعجابكم

الملفات المرفقة

كل الشكر لك

جزيت كل الخير

وجزاج اللهـ خير انتي بعد ,, العفووو ,, مشكووورهـ ع الرد الحلو

تسلمين الشيـــــ خ ــ ,,, ة ع الطرح ْ}…

فـ… انتظااار النيو ~…من جدااامج ْ}..

تقبليـ.. مروريـ.. ,,,غلـ :: ـوه .ْ~~ْ}..

الله يسلمج مشكوووره ع مرورج الغااوي

وين الردوود

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بليز ممكن تقرير عن ثورة البراق للصف الحادي عشر

بليز بدي تقرير عن ثورة البراق في عام 1929 ويا ريت تردوا عليي

ثورة البراق

مع تزايد تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين برعاية بريطانية ،تصاعدت الاعتداءات الصهيونية على حائط البراق الذي شكل بؤرة الاستهداف اليهودي كما أوضحته في حلقات سابقة .

يعود تسلسل الأحداث إلى عام خمسة وعشرين ،عندما وقع أول صدام بين العرب واليهود ،بسبب تعديات هؤلاء على حائط البراق ،بعد عامين من ذلك حاول البريطانيون التحايل لتثبيت حقوق مزعومة لليهود في الحائط ،فقام حاكم مقاطعة القدس الإنجليزي ،بإعلام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ،أنه لن يسمح بالذهاب إلى حائط البراق حفاظا على الأمن العام ،وتحديدا في ساعات معينة ،لأن اليهود اعتادوا أن يجتمعوا في تلك الأوقات لأجل الصلاة .

رفض رئيس المجلس التحرك ،في كتاب مفصل اعترض فيه على الذرائع التي ساقها الحاكم الإنجليزي مبينا أن منع المسلمين من دخول الحرم والتوجه إلى حائط البراق يمنح اليهود حقوقا ليست لهم في المكان ،فضلا عن أنه يثير عواطف المسلمين ،وتم إحباط المسعى البريطاني

لكن اليهود واصلوا الاستفزازات والتجمع أمام الحائط ،ووقعت صدامات محدودة جديدة سنة ثمان وعشرين اضطرت بعدها الحكومة البريطانية إلى إصدار كتاب أبيض يدعو للحفاظ على الحالة الراهنة لحائط البراق والاعتراف للمسلمين بحقهم في ملكيته.

مع مطلع العام تسعة وعشرين تصاعدت التحركات البريطانية لتنفيذ وعد بلفور بتسهيلات واسعة لتدفق المهاجرين اليهود الصهاينة إلى فلسطين ،وبمصادرة الأراضي لصالح الاستيطان اليهودي .

استشعر الصهاينة أنهم يملكون القوة والدعم البريطاني ،فأطلقوا في آب أغسطس من العام المذكور مظاهرة ضخمة في تل أبيب ،خرج المشاركون فيها "الحائط حائطنا" ودعوا إلى التوجه نحو القدس في اليوم التالي ،وبالفعل انطلقت في الموعد المحدد مظاهرة كبيرة لليهود في بيت المقدس ،وتوجهت نحو حائط البراق ،مع تكرار الهتاف :الحائط حائطنا ،وقاموا بتركيز أدوات خاصة بهم قرب الحائط.

صادف اليوم التالي عيد المولد النبوي ،الذي اعتاد المسلمون الاحتفال به في الحرم القدسي الشريف، وقد جاءت جموع كبيرة منهم للاحتفال بالمناسبة .

بعد أداء صلاة الظهر انطلق المصلون إلى حائط البراق ،وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود ،تبين فيها الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية ،فقام المتظاهرون بتحطيم منضدة لليهود أمام حائط البراق ،وأخرجوا من فجواته الأوراق التي وضعها اليهود فيها.

تجددت الإصتدامات الدامية في اليوم التالي ،فسارعت قوات الاحتلال البريطاني إلى التدخل لصالح الصهاينة واعتقلت عددا من الشباب العرب استمرت الصدامات متفرقة ،فيما تواترت الأنباء عن نية الصهاينة الاستيلاء على حائط البراق ،فاندفعت أعداد كبيرة من أهالي مدن وقرى فلسطينية إلى بيت المقدس يوم الجمعة ،الثالث والعشرين من الشهر الثامن لعام تسعة وعشرين ،لأداء الصلاة في الحرم القدسي ،وحماية البراق.

تسلح الفلسطينيون بالعصي والهراوات ،ولدى خروجهم من صلاة الجمعة وجدوا تجمعا من الصهاينة يتحداهم فاندلعت مواجهات عنيفة ،تدخلت فيها القوات البريطانية مطلقة النار على العرب ،ودفعت بالمصفحات إلى المدينة، فيما حلقت الطائرات في الجو لإرهاب المقدسيين ،الذين تمترسوا في المدينة والحرم للدفاع عنهما.

ومع وصول أبناء القدس،إلى بقية أنحاء فلسطين ،اندلعت ثورة البراق ،حيث هاجم الشبان الفلسطينيون ،المستعمرات الصهيونية ومراكز البوليس البريطاني ،وتمكنوا من تدمير ست مستعمرات تدميرا كاملا .

مما صعد أوار الثورة مهاجهة اليهود لمسجد عكاشة القديم في القدس ،تدنيسه،وكذلك التدخل السافر للقوات البريطانية ضد العرب ،شملت أحداث الثورة معظم مدن فلسطين ،وتركزت أعنف المواجهات في الخليل ونابلس وبيسان وحيفا وصفد واستمرت فعاليات الثورة فيها نحو عام كامل .

قتل في أحداث ثورة البراق مئة وثلاثة وثلاثون صهيونيا ،واستشهد مئة وستة عشر مواطنا فلسطينيا واعتقلت سلطات الانتداب تسعمائة مواطن فلسطيني،أصدرت أحكاما بالإعدام على سبعة وعشرين منهم ،ونفذته في ثلاثة منهم هم الشهداء:" محمد جمجوم،فؤاد حجازي ، عطا الزير".

وطبقت السلطات البريطانية عقوبات جماعية على المدن والقرى الفلسطينية ما أظهر أن العرب في فلسطين ،يواجهون عدوين متلاحمين هما "الانتداب البريطاني والعدو الصهيوني ".

أكدت ثورة البراق أن الشعب الفلسطيني مستعد للدفاع عن أرضه ،وبتأثير الثورة،جاءت لجنة (شو) إلى فلسطين ،وأوصت بعد مئة يوم من عملها بتخفيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ،وأكدت أن البراق ملكية إسلامية ،لا حق لليهود فيه.

http://palestine-info.info/arabic/bo…s/maqdes61.htm

شكرا كتير يا قلبي على هالموضوع الحلو عنجد عنجد يسلمو إيديكي .

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

أبغي بحث عن ابن سينا للصف الحادي عشر

دخيلكم أبغي بحث عن ابن سينا جاهز
ويكون في word

بليييييييييييييييييييييييييز

لا تتأخرون عليه
أبغيه ضروري

المقدمة:

هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا الملقب بالشيخ الرئيس، ولد في صفر (370هـ) من أسرة فارسية الأصل في قرية أفشنة من أعمال بخاري في ربوع الدولة السامانية.عرف ابن سينا بألقاب كثيرة، منها: حجة الحق، شرف الملك، الشيخ الرئيس، الحكم الدستور، المعلم الثالث، الوزير.

نشأته:
في ضاحية من ضواحي (بخارى ) عاصمة خراسان, كانت هناك قرية تابعة للسلطان نوح بن منصور الساماني, يتولى إدارتها رجل يقال له عبدا لله بن سينا. و في شهر صفر من عام 370 – 980 م رزق عبد الله هذا بغلام سماه الحسن و كناه أبا علي. و لم يكن يعلم هذا الرجل أن ابنه أبا علي الحسين بن عبدا لله بن سينا سوف يخلف للأجيال تراثا ضخما في الطب و الفلسفة,
إلى جانب المنطق ة الأدب و الشعر و الرياضيات و الهندسة و الموسيقا, وأن صيته سوف يذيع في أنحاء العالم, يتناقل ثمرات أفكاره و جنى عبقريته علماء الشرق و المغرب.

المحتوى:
.كان ابن سينا إذا تحير في مسألة ولم يجد حلاً لها مسألة، ولم يكن يظفر بالحدّ الأوسط في قياس، كان كما يقول: "ترددت إلى المسجد وصلّيت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المغلق، وتيسّر المعسر".وينسب إليه أيضاً أنه كان يقول: "وكنت أرجع ليلاً إلى داري وأضع السراج بين يدي وأشتغل بالقراءة والكتابة، فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف، عدلت إلى شرب قدح من الشراب ريثما تعود إليّ قوتي، ثم أرجع إلى القراءة".أفاد ابن سينا من نبوغه المبكر في الطبّ، فعالج المرضى حباً للخير واستفادة بالعلم، وليس من أجل التكسّب، وفتحت له الأبواب على أثر معالجته لمنصور بن نوح الساماني من مرض عجز الأطباء عن شفائه منه، فقرّبه إليه، وفتح له أبواب مكتبته التي كانت تزخر بنفائس الكتب والمجلّدات والمخطوطات، فأقبل عليها يقرأها كتاباً بعد كتاب.كانت شخصيته شخصيةً جادّةً تقبل التحدّي وتغوص في عمق المسائل، فعلى أثر محاورة حصلت بينه وبين رجل اللغة "أبو منصور الجبائي" يومئ فيها إلى هنات في علوم اللغة عند ابن سينا، عكف على دراسة اللغة ثلاث سنوات كاملة، فبلغ جراء ذلك مرتبة عظيمة في اللغة، وأنشأ ثلاث قصائد ضمّنها ألفاظاً غريبة من اللغة.اشتغل الشيخ الرئيس بعلم الأرصاد ثماني سنوات، وقد حاول في دراساته هذه الوقوف على ما كتب بطليموس، وكتب كتاب الإنصاف في الأرصاد في وقت قياسي.

مؤلفاته:
ترك ابن سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول المعرفة في عصره، وأهمها:
• العلوم الآلية، وتشتمل على كتب المنطق، وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر.
• العلوم النظرية، وتشتمل على كتب العلم الكلّي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والعلم الطبيعي.
• العلوم العملية، وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع.

إنجازاته الطبية
اعتمد ابن سينا في الطبّ على الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفاً تشريحيا" وفيزيولوجياً، واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض.اعتمد في ممارسته الطبية على التجربة والاستفادة من تجارب من سبقوه، وهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب، وبخاصة عدوى السل الرئوي.وهو أوَّل من وصف التهاب السحايا، وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب.وهو أوَّل من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتي بأكثر من ثمانمائة سنة.وهو أوَّل من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية.وهو أوَّل من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة.وأوَّل من تحدَّث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية، أو ما يسمى بالموت الفجائي.ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية، اكتشافه لبعض العقاقير المنشّطة لحركة القلب.واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدّرات التي يجب أن تعطى للمرضى قبل إجراء العمليّات الجراحية لهم تخفيفاً لما يعانونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها.وابن سينا هو الذي اكتشف الزرقة التي تعطى للمرضى تحت الجلد لدفع الدواء منها إلى أجسام المرضى.كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والاضطرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم "القانون"، وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا الأمراض الجنسية وأحسن بحثها، وقد شخَّص حمّى النفاس التي تصيب النساء، وتوصَّل إلى أنها تنتج من تعفن الرحم.وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي، وبرصد أثر هذا العلاج على الآلام العصبية وآلام مرض العشق خاصةً، وقد مارس ابن سينا ما اهتدى إليه من علاجات وطبّقه على كثير من المرضى.
وفي علم الطبيعة، اكتشف ابن سينا أن الرؤية أو الضوء سابقة على الصوت كضوء البرق مثلاً يسبق صوت الرعد، فنحن نرى ومض برقه ثم نسمع صوته.كذلك تكلم ابن سينا عن أن هناك علاقة بين السمع وتموّج الهواء، فلولا هذا التموّج لما كان هناك انتقال للصوت، ولا استماع له.ولقد اخترع ابن سينا آلة تشبه آلة الورنير التي تستعمل في زماننا لقياس أصغر وحدة من أقسام المسطرة لقياس الأطوال بدقة متناهية.كان طبيب عصره الأوَّل والماهر، ولما ترجمت كتبه أصبح طبيباً عالمياً وعلى مدى أربعمائة عام.من أشهر كتبه في الطب "القانون"، الذي أصبح أحد مراجع جامعات أوروبا الأساسية، حتى إنه درِّس في جامعتي "مونبليه" و"لوفان" إلى نهاية القرن السابع عشر. وكان هذا الكتاب مع صاحبه كتاب "المنصوري" للرازي، مرجعاً أساسياً يدرَّس في جامعتي فيينا وفرانكفورت طوال القرن السادس عشر.وقد اجتمعت لكتاب "القانون" مزايا التحري والاستقصاء، والإحاطة والتنسيق، فاشتمل على أصول الطب وفروعه، من شرح للأعراض، إلى وصف للعلاج، وإعداد قوائم بأسماء العقاقير ومواطن الجراحات وأدواتها.ولما اتصلت الكيمياء بالطب والعقاقير ومكوناتها فقد كان لابن سينا دور رائد في هذا العلم الدقيق، فاهتمَّ بالمعادن اهتمام صاحبه جابر بن حيان، وسلك مسلكه في تكوين المعادن.قام بصنعة العقاقير والأدوية، وقد أشار في هذا الصدد إلى عدد كبير من العمليات الكيماوية، كالتقطير والترشيح والتصعيد والاستخلاص والتشميع، وكان له أجهزته ومعامله، شأنه شأن علماء الكيمياء مثل الرازي وغيره.
آراء ابن سينا التربوية
لابن سينا آراء تربوية وردت في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية والفارسية، غير أن أكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسمَّاة "كتاب السياسة"، وأبرز ما تميَّز به المذهب التربوي لابن سينا، هو أن التربية عنده لم تقتصر على مرحلة واحدة، وهي دخول الطفل المدرسة، بل شملت تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه وانخراطه في الحياة الاجتماعية، كما إنها لم ترتكز على جانب واحد أو بعض جوانب الشخصية الإنسانية لتهمل الجوانب الأخرى، بل اهتمَّت بوحدة الشخصية الإنسانية وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي.تأثَّرت التربية السيناوية بتعاليم الدين الإسلامي، وبخاصة القرآن الكريم والسنّة النبوية، وكذلك بالفلسفة اليونانية والهلنستية.حرص ابن سينا على تدعيم آرائه بمبررات نفسانية، وقد نجح نجاحاً بعيداً في هذا الميدان، ما يحمل على الاعتقاد أن ذلك عائد إلى حد كبير إلى امتهانه مهنة الطب.
فلم ينس الاهتمام بالطفل منذ لحظة ولادته، حيث ركَّز على الاسم الجيد للمولود، لما له من انعكاسات على شخصية الطفل، كما ركز على دور الرضاعة من الأم.أما مرحلة ما قبل المدرسة، فقد اعتبرها ابن سينا مرحلة ذهنية نخطَّط فيها شخصية الطفل المستقبلية، باعتبارها مرحلةً قابلةً لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة والصالحة منها على حدٍّ سواء.كما أنه يشجّع على التربية الرياضية، إذ يراها تربيةً ضروريةً وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين، ولذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كلِّ طورٍ من أطوار الحياة، ويرى أن سن السادسة هي العمر المناسب للطفل للبدء بالتعليم.أما المنهج الذي يجب اتّباعه في التدريس، فيقول ابن سينا: "إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى سمعه، أخذ في تعلّم القرآن وصور حروف الهجاء، ولقِّن معالم الدين". أما في الأساليب والطرائق التعليمية، فقد راعى ابن سينا الفروق الفردية بين التلاميذ، وحض على التعلّم الجماعي، كما دعا إلى توجيه التلاميذ بحسب ميولهم ومواهبهم.ركز ابن سينا على مبدأي الثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، ورأى أنه ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي أقدم عليه، ويجب أن تتدرَّج من الإعراض إلى الإيحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عنده إرشادٌ وتوجيه سلوك وحرص على تعديله برفق، كما ويحرص على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية، بل حسن التربية والإخلاص في العمل.أما بالنسبة إلى صفات المعلم، فيقول ابن سينا: "على مؤدِّب الصبي أن يكون بصيراً برياضة الأخلاق، حاذقاً بتخريج الصبيان"، حيث يجب على المعلم أن يكون عالماً بتعليم نفس الأمور بسن الطفولة والمراهقة، وأن يكون وقوراً ورزيناً، وذلك كما له من أثر مباشر على الطلاب، حيث إنه سيلازمه وهذا أول ما يستقر بطباعه.وهكذا يكون ابن سينا قد وضع منهجاً تربوياً مستمدة دعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وفقدان للقيم، إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة، متعدّدة الجوانب: فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية، مهنية.وهذا ما يجعل الشيخ الرئيس من أصحاب المذاهب التربوية الجديرة بالاهتمام والدراسة، وفي مذاهب هذا الفيلسوف من الآراء والنظريات العلمية ما يجعله جديراً بأن يمدّ الإنسانية بمعين لا ينضب من المعرفة، وما يتفرّع منه من تربية وسياسة وإصلاح بعد أن أمدّها بمعين من الفلسفة واle

الرحيل إلى كركانج:
و في عام 392 ه تضطرب الأحوال السياسية في بخارى و يتولى الحكم سلطان عرف بنفوره من الفلاسفة وكراهيته لهم, فعزم ابن سينا عن الرحيل منها و توجه إلى كركانج, و هي عاصمة الخوارزميين, و تقع اليوم في جمهورية تركمانستان فالتقى هناك بأمير تلك البلاد علي بن مأمون, فرحب به, و أجرى له مرتب شهريا يعينه على معاشه و نفقات تحصيله العلمي. و في ذلك البلاط يتاه لابن سينا عن يجتمع بنخبة من الرجال العلم على اختلاف صنوفه كالبيروني و أبي سهل المسيحي و أبي الخير الخمار, فكان ابن سينا يجني من هؤلاء و غيرهم الفوائد, و يناظرهم في كثير من المسائل, فتتسع ثقافته و تستنير مداركه.
في جرجان:
انتقل ابن سينا من بلد إلى بلد, و يكابد مشقة السفر و هموم العيش, و هو يردد: ( لما عظمت فليس مصر واسعي لما غلا ثمني عدمت المشتري ). ثم يلقي بعد ذلك عصا الترحال في جرجان عاصمة إمارة طبرستان, و هناك يقترب إليه فتى ً محب للعلم شغوف للمعرفة, و هو أبو عبيدة الجوز جاني, فتتوطد بينهما أواصر الصداقة ذات الأهداف العلمية السامية لا الأهداف المادية، و يغدو عبدا لله هذا تلميذا نجبا بابن سينا، يرافقه إلى آخر حياته و يتلقى عنه العلم، ثم يكتب سيرة أستاذه بعد مماته. و قد وجد ابن سينا في جرجان الاستقرار و الهدوء، فعاد يجمع شتات أفكاره و حصيلة ثقافته، فألف كتابين اثنين أولهما ( القانون في الطب ) و الثاني ( المبدأ و المعاد ). ومع ذلك فانه ما أنفك يمارس معالجة المرضى والإشراف على صحتهم، بما اجتمع لديه من خبره نظريه و علمية .

في أصفهان:
أمضى ابن سينا في ( أصفهان) أربعة عشرة سنة في كنف أميرها علا الدولة، ووجد عنده كل عطف ورعاية وتكريم، فتفرغ لوضع سائر مؤلفاته في الشعر والنثر، حتى اخذ العلماء الذين يرتادون بلاط علا الدولة يحسدون ابن سينا على المكانه التي حظي بها في ذالك البلاط، يوغرون صدر الأمير عليه. فقد حدث إن أهدى الأمير ابن سينا حزاما من الفضة الخالصة. وبعد زمن قصير لمح الأمير ذالك الحزام في يد صبي صغير، فغضب وعد ذلك إهانة بالغة له. فدعا بابن سينا وصفعه على وجه، ثم أحس بأنه قد تجاوز الحد في الإساءة إلى هذا العالم الكبير، فارس إليه يسترضيه ويستقدمه إلية قبل إن يهرب من أصفهان، ثم عفا عنه.

المرجع:
– كتاب شمس الهدى و الإيمان علماء العرب (7)
– إعداد محمد كمال دار ربيع للنشر سوريا _ حلب (224708 )

ابن سينا يتولى الوزارة:
كان يصحبه في بعض الحروب الدائرة بينه و بين الإمارات المجاورة.
و في عام 405 ه يغادر ابن سينا مدينة الري، و توجه على ( همذان ) تلك المدينة الواقعة في جبل فارس، فيستدعيه أميرها شمس الدولة ليعالجه من مرض مزمن في الأمعاء الغليظة ، فيمكث ابن سينا عنده أربعين يوما يواصل مداواته ، حتى إذن الله له بالشفاء ، فتنعقد وشائج المودة بينهما ، حتى إن الأمير لما تكشفت للأمير شخصية ابن سينا الفيلسوف الطبيب الشاعر ، و تحقق له منه الإخلاص و صدق الوفاء انتدبه ليكون وزيرا في إمارته ، فكان ابن سينا إدارياً حازما ً ، جديراً بهذا المنصب ، لا يتهاون في مصالح الدولة و في معاقبة المقصرين ، مما آثار عليه الجند ، فاقتحموا داره و اغتصبوا جميع ما يملك ، و طالبو الأمير بقتله ، فخشي الأمير من أن تدب الفوضى في جهاز الحكم , استجاب لمطالب الجند ، مكتفيا بنفي ابن سينا من البلاد . إلا أن الأمير تعاوده الأوجاع و الأمراض، فلا يجد بداً من استرضاء ابن سينا و إعادته إلى منصب الوزارة بعد أن استعمل حكمته فتوفيق بينه و بين الجند و يستقر ابن سينا في همذان ست سنوات ، لا تفتر همته و لا يهدأ نشاطه ، و هو يجمع بين العمل الإداري و العمل العلمي ، فيستقبل طلابه عند الفجر و يصلي بهم إماماً , ثم يلقي عليهم بعض دروسه ، حتى إذا اقبل الصباح توجه على قصر الوزارة ليجتمع بوجوه الدولة و ذوي الحاجات .
ابن سينا في السجن:
و لكن الأمير شمس الدولة يعاجله فجأة، ويتولى بعده ابنه سماء الدولة، فيقصي ابن سينا عن الوزارة، ويضيق عليه الخناق، فيتوارى ابن سينا عن الأنظار، ويختفي مودة طويلة عند احد أعيان همذان، مما أتاح له الفرصة للاختلاء بنفسه وتأليف موسوعة إسلامية فلسفية واسعة سماها(الشفاء) تقع في سبعة عشر مجلداً، وتضم آراءه في النفس: نشأتها وأحوالها وعجائبها وخوارقها. وكان ابن سينا يرى إن النفس قد هبطت من عالمها العلوي فسكنت الجسد على كره منها، ثم اعتادت عليه وصعبة عليها إن تفارقه، وهذا ماعبر عنه في قصيدته العينية التي يقول في مطالعها: ( هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذاته تعز وتمنع أنفت وما أنست فلما واصلت ألفت مجاوره الخراب البلقع ). ولكن عيون الأمير يكتشفون مخبأ ابن سينا فيقبض عليه، ويودع في السجن، ومعه تلميذه الوفي أبو عبيد الله الجوزجاني. فيقف ابن سينا عنده باب السجن، ويتفكر في مصيره البأس ثم يقول: ( دخول باليقين كما تراه وكل الشك في أمر الخروج ) وفي ظلمات السجن لايجد ابن سينا تسلية له سوى الكتابة والتأليف، فيصنف كتابة المشهور ( الأدوية القلبية ). وبعد أربعة أشهر يطلق سراحه، غير انه يسأم العيش في همذان، فيهرب هو وتلميذه إلى (أصفهان) متنكرين في زي المتصوفين.

وفاته:
ازدحمت العلل والأمراض على جسد ابن سينا الذين طالما كابد المخاطر والمحن، وتحمل مشاق السفر وعناء السهر، فأصيب في أمعائه الغليظة بالتهاب حاد، فإذا به بهمل نفسه، وكأنه أحس أنا المنية: قادمة لا محالة، فاغتسل وتاب إلى الله تعالى وتصدق بما معه من المال على الفقراء والمحتاجين، واعتق جميع مماليكه، وتفرغ لقراءة القرآن الكريم، فكان يتمه مرة كل ثلاثة أيام.
وفي يوم الجمعة من رمضان سنة 428هـ _1037مـ انتقل إلى جوار ربه، ووعده حياته الحافلة بالمجد والمغامرة، بعد أن خلف للأجيال ذكراً حميداً وشهرتً واسعة ومؤلفاتٍ لاتزال إلى اليوم تدرس في مختلف جامعات الأرض.

المراجع:
– كتاب شمس الهدى و الإيمان علماء العرب (7)
إعداد محمد كمال دار ربيع للنشر
سوريا _ حلب (224708 )
– الإنترنت من موقع (GOOGLE

اسمحيلي اذا ردي متاخر لاني من زمان مب داخلة المنتدى

مشكوووووووووووورة الغلا تسلمين

يسلموووووووووووووو ع البحث

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن تعريب الدواوين واثر ترجمتها للصف الحادي عشر

بليييييييييييز الله يخليكم بغيت تقرير عن تعريب الدواوين واثر ترجمتها لمادة تاريخ وحتى لو يكون موضوع بس بدون مقدمة ولا خاتمة المهم الموضوع والسموحة

تــعـريـب دواويــن الــخــراج

كانت الدواوين التي تحدثنا عنها آنفا تستخدم اللغة العربية منذ إنشائها ، ما عدا دواوين الخراج ، التي كانت تستخدم اللغات الأجنبية ، حيث كان ديوان الخراج في العراق يعمل باللغة الفارسية ، وفي الشام ومصر باللغة اليونانية ، وظل هذا الوضع قائما إلي أواخر عهد عبد الملك بن مروان 65 ـ 86 هـ ــ الذي رأي أن إبقاء أهم ديوان من دواوين الدولة ، وهو ديوان الخراج ، المهيمن علي الشئون المالية يستخدم لغات غير عربية أمر شاذ ، ويجب إنهاؤه ، وإذا كانت الضرورة قد فرضت عند نشأة الدولة الإسلامية ، لقلة خبرة العرب المسلمين بشؤون المال والجباية من ناحية ولانشغالهم بالجهاد والفتح من ناحية ثانية ، فإن تلك الضرورة قد زالت وظهر في العرب ومواليهم مهرة في هذه الأمور ، كما أن الدولة استعادت وحدتها وتخلصت من كل مناوئيها وبدأت تشهد عهد أمن واستقرار ، لذلك قرر عبد الملك تعميم استخدام اللغة العربية في دواوين الخراج ، وأمر بترجمتها فكلف سليمان ابن سعد الخشني الذي كان يتقلد له ديوان الرسائل وكان يجيد اللغة اليونانية ، بنقل ديوان الشام إلي اللغة العربية ، فنقله في عام كامل ، وقد أعطاه عبد الملك خارج الأردن لمدة عام كامل مكافأة له ، مما يدل علي أهمية هذا العمل واهتمام الخليفة بإنجازه .

أما ديوان العراق فقد أمر الحجاج بن يوسف كاتبه صالح بن عبد الرحمن بنقله من الفارسية ، واستمرت عملية التعريب بعد عهد عبد الملك فترجم ديوان مصر في ولاية عبد الله بن عبد الملك بن مروان 85 ـ 90 هـ وديوان خراسان في ولاية نصر بن يسار حوالي سنة 124 هـ ، ومهما يقبل عند السبب الذي حدا بعبد الملك إلي تعريب دواوين الخراج ، فإن هذه كانت خطوة عظيمة الأهمية ، وكانت مدروسة بعناية ، بدليل أن عملي الترجمة استغرقت ما يقرب من نصف قرن ، واستمرت الي نهاية الدولة ، ولم تكن عملا سهلا ، حيث كان علي المترجمين أن يقوموا بنقل كثير من المصطلحات المالية من الفارسية واليونانية والقبطية ، وقد قاموا بهذا العمل علي درجة عالية من الإتقان . ولم تكن عملية التعريب ذات أثر عظيم من النواحي السياسة والإدارية فحسب ، بل كانت لها آثار عظيمة أخري من النواحي الاجتماعية والحضارية ، فقد فتحت أمام العرب ميدانا كبيرا من ميادين العمل كان موصدا أمامهم وهو ميدان المال ، فبعد أن عربت الدواوين انخرطوا في العمل فيها وبرزوا في ميدانها كما برزوا في الميادين الأخرى .

كما أن الموظفين غير العرب الذي كانوا يقومون بالعمل في دواوين الخراج لم يستبعدوا منها ، ولكن عليهم ليحتفظوا بوظائفهم أن يتعلموا اللغة العربية .

وهذه خطوة حضارية هامة ، أدت إلي سرعة انتشار اللغة العربية في البلاد المفتوحة ، وهذا بدروه أدري إلي تفهم الإسلام والإقبال علي اعتناقه ، وكما كانت هذه الخطوة من أهم اصلاحات عبد الملك الإدارية والسياسية فقد كانت له خطوة أخري لا تقل عنها أهمية في تحرير الاقتصاد الإسلامي وتخليصه من الاعتماد علي الدول الأجنبية ، تلك الخطوة في إصدار عملية عربية إسلامية خاصة ، وإنشاء دور لصك النقود في الشم وفي العراق وغيرها ، فقبل عهده لم يكن للمسلمين عملة خاصة بهم بل كانوا يعتمدون علي العملات الأجنبية وبصفة خاصة الدينار البيزنطي فرأي عبد الملك إنهاء عهد الاعتماد علي النقد الأجنبي لما فيه من مساس بكرامة الدولة الإٍسلامية فأصدر أوامره بصك النقود الإٍسلامية وتحريم التعامل بغيرها وكان أول لخليفة يتخذ هذا القرار العظيم .

وقد بذلت محاولات محدودة لضرب عملات إسلامية قبل عبد الملك بن مروان ، حيث يروي أن سيدنا عمر بن الخطاب ضرب دراهم علي نقش الكسروية ، وكذلك فعل سيدنا معاوية بن أبي سفيان في خلافته ، ومصعب ابن الزبير أثناء ولايته علي العراق من قبل أخيه عبد الله ابن الزبير ، وكان الحجاج بن يوسف أول من ضرب درهما مكتوب عليه ( لا اله إلا الله ) .

ويذكر المؤرخون أن من الأسباب التي حدت بعبد الملك إلي إصدار عملة إسلامية خاصة وتحريم التعامل بغيرها ، أن خلافا نشأ بينه وبين إمبراطور الروم جستنيان الثاني حول العملة ، حيث كانت الدولة البيزنطية تستورد الورق من مصر ، وفي مقابل ذلك كانت الدولة الإسلامية تحصل علي الدنانير الذهبية من بيزنطة . وكان الورق يصدر إلي بيزنطة مكتوبا عليه عبارات مسيحية ، مثل عبارة التثليث ، فقرر عبد الملك محو هذه العبارات لتنافي ذلك مع الإسلام ولما فيه من مساس بكرامة الدولة الإسلامية ، وأمر أن يكتب علي صدر القراطيس الآية الكريمة ( قل هو الله احد) فلما وصلت إلي بيزنطة غضب الإمبراطور وهدد عبد الملك إما بالعودة الي كتابة العبارات المسيحية أو يكتبون هم علي الدنانير ما يسيء إلي النبي صلي الله عليه وسلم عندئذ استشار عبد الملك كبار رجال بيته فأشار عليه خالد بن يزيد بن معاوية بإصدار عملة إسلامية خاصة وتحريم التعامل بالدنانير البيزنطية .
منقول من كتاب الدولة الاموية للدكتور : عبدالشافي محمد عبداللطيف

http://www.islamichistory.net/forum/…ead.php?t=3537

مشكوووورة تسلمين يا الغالية

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث الترجمة والعلوم(لوسمحتوا) للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

بغيت بحث عن الترجمة والعلوم

يحتوي على(مقدمة +الموضوع+الخاتمه+المصادر والمراجع+الفهرس)

وشكرآآ

السموحه ما حصلت

إن شاء الله غيري يساعد ..

مشكوره اختي

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

طلب حل درس الثقافة للصف الحادي عشر

السلام عليكم

شووووووووعلومكــــــــــــم؟؟؟؟

بغيت شي منكم شوي بس

أريد حل درس الثقافة ضرووووووووووري

لأنه عليه الشرح

السلام عليكم..

هذي حل لجميع دروس الكتاب..

طبعا منقول من معهدنا…

ص12: (مهارة الاستنتاج)،أسباب ظهور الديكتاتوريه:1- قيام الحروب والثورات.

2- ظهور الازمات

3- انتشار الفقر والبطاله والفوضى

4- الاستياء من النظام الديمقراطي.

5- الرغبه في المحافظة على استقلال الدولة.

مهارة المقارنه: الديكتاتوريه =>مصدر السلطه : مصدر السيادة يعتمد على القوة الشخصيه
الملكية المطلقه=>مصدر السلطه: مصدر السيادة وراثي..

ص13:

مهارة التوقع: 1- القضاء على حريات الافراد وحقوقهم ..
2- تتركز السلطه في يد شخص واحد دون رقيب ..

………………………………………….. ..

نشاط 2 : مهارة جمع المعلومات : لا أؤيد ،الفكر الاسلامي ينقض الديكتاتوريه لان تركيز السلطه في يد حاكم واحد غير جائز شرعاً.

مهارة العصف الذهني :نشاط 3..

الديكتاتوريه: 1-شخص واحد ،2- انفراده في الحكم والسلطه
الديمقراطيه:1- حرية الشعب ،2- سلطه الشعب..
الشورى:1- من انظمة الحكم في الاسلام،2- قائم على آراء الناس..

ص16:

استخلص من النص تعميما :

فساد الحكم أدى الى قيام الثورة…

استنتج اسباب قيام الثورة الشيوعيه في روسيا؟

1- هزيمة روسيا في الحرب العالمية الاولى ..
2- هزيمة روسيا أمام اليابان عام 1904م..
3- البؤس الذي ساد المجتمع الروسي..
4- فساد الحكم الروسي..

ص 17

مهآرة العصف الذهني :

– اشاعة الثقافة
– قيآم الانشطة التجارية بين الدول
– تبادل الأفكآر والصنآعآت و تطورهآ

صــ20
نشاط
1- استخلص حقيقة………؟
* ظهور الفاشية في ايطاليا بعد الحرب العالمية الاولى
2- علل اسباب…………؟
* أ) انتشار الفساد والرشوة
ب) فرض الضرائب
ج) سوء البطاله
د)زيادة الاسعار
هـ)التخوف من المد الشيوعي

صـ21
ناقش مع زملائك…………………؟
1) تمنع حريات الجماعات وتقضي على الحرية البرلمانية
2) تعارض ميول الديموقراطية
3) تدرب الصحابه على الخضوع

صــ24
استخلص تعميما….؟
ادت الحرب العالميه الاولى الى دفع تعويضات ماديه

علل اسباب ظهور…؟
انتشار البطاله والبؤس في انحاء البلاد
التعويضات الكبيره التي فرضت على المانيا في معاهدة الصلح

صـــ25
مهارة التوقع….؟
اعدام,بسبب العقيده المبنيه على النزعه القوميه والعنصريه العرقيه

صـ 25 نشـآط —

ماذا تتوقع أن تكون نهاية ديكتاتورية هتلر ؟ ولماذا ؟

الاجابه : الانهيار وذلك لإهمالها الفرد والسيطرة التامة على الدولة من قبل شخص واحد . .

صـ 26

التشـآبه

– العداء الشديد للنظام الشيوعي والديمقراطي
– الزعامة المطلقة القومية
– الفرد يذوب في المجتمع
– الحزب الفاشي أو النازي هو الوحيد في الدولة
– التطلع إلى التوسع في أوروبا

الإختلاف :

– الفاشيه – ترى الدولة غاية لا وسيلة
– النازيه – ترى الدولة وسيلة لا غاية

صـ 27

هي الحرب القائمه بين الدولتين الشيوعيه بقيادة الاتحاد السوفييتي والرأسمالية بقياده الولايات المتحدة
وتتسم بالعداء المتبادل في حرب غير ظاهره ( باطنة ) خوفاً على مصالح كلاً منهما .

صـ 30

بالنسبه للولايات العسكريه من الناحيه العسكريه

– إعلان مبدأ ترومان
– الاحلاف العسكريه ( الناتو )
– إنشاء سلسلة من القواعد العسكرية

من الناحيه الإقتصادية للولايات المتحدة

– مشروع مارشال
– معاهدة روما

– من الناحية العسكرية بالنسبة للاتحاد السوفييتي

– الأحلاف العسكرية
– مساندة نضال الشعوب من أجل الاستقلال والحرية

– من الناحية الإقتصادية بالنسبة للاتحاد السوفييتي

– تعزيز العلاقات مع الكثير من الدول
– البيروستريكا

صــ 31

الدول الموقعه على حلف شمال الأطلسي

الولايات المتحدة – البرتغال – بريطانيا – كندا – فرنسا – اليونان – هولندا – تركيا – بلجيكا – الدنمارك – ايسلندا – ايطاليا – النرويج

الدول الموقعه على حلف وارسو

الانحاد السوفييتي – بولندا – بلغاريا – هنغاريا – ألبانيا – ألمانيا الشرقية – رومانيـا

نشــآط صفحه 32

الخط الزمني عليكم ما يبـآله شي سهل

النشـآط اللي تحت ( المقارنه

الاقتصادي >> 1- استنزاف الموارد الماليه – توجيه الميزانيات لشراءالأسلحة – اعاقة التنمية الاقتصادية

البيئي >> 1- تدمير البيئة البرية والبحرية – انقراض بعض الحيوانات – انتشار الأمراض و الأوبئة . .

نشـآط صفحه 33

1- حاجة الاتحاد السوفيتي للحصول على تقنية الغرب

2- ازدياد نفقات التسلح وظهور الحاجة للحد من هذا الانفاق العسكري توجه نحو سد الحاجات المعيشة والاقتصادية

3- إدراك الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً لأنه آن الوقت للإعتراف بالاتحاد السوفييتي كدولة عظمى لها مصالحها ونفوذها

حل صــ22

1- احضار قوات ضخمه ايطالية .
2-اللجوء الى سياسة الحصار والتجويع .
3-استخدام حرب الاباده ضد المجاهدين الليبين.
4-فرض حصار على ليبيا لمنع وصول المساعدات.
5-الغاء جميع المعاهدات والاتفاقيات السابقة مع ليبيا .

حل صــ34
مهارة العصف الذهني …
ناقش مع زملائك الاسباب التي ادت الى نهاية الحرب ……؟؟؟
1- تخلي اوروبا الشرقية عن المبدأ الشيوعي .
2-انهيار سور برلين وتوحيد المانيا .
3- انهيار المعسكر الإشتراكي بعد فشل سياسة البرويستريكا"إعادة البناء"وانهيار الاتحاد السوفيتي .
4- حل حلف وارسو

حل صـ36

1- حق الشعوب في تقرير المصير
2- تاسيس عصبه الامم
3-حريه البحار في حالتي الحرب والسلم

صــــ37

كلاهما اعلن عن ظهور نظام عالمي جدبد ..
الرئيس السوفيتي اعلن عن ظهور هذا النظام عند بدء حقبه جديدة من التعاون مع الغرب ونهايه الحرب البارده ..اما جورج الاب عندما اعلن عن بدء العمليات العسكرية ضد العراق..

استنتج القيم =>
1- العداله
2- المصلحه الوطنية
3- تعاون وتآلف..

حل صـــــــ40

السياسه: النقطه رقم 8 و9

الاقتصاديه : 3

التقنيه : 4

العسكريه: 7

النقاط المشتركه بينهم: 1 و2 و5 و6 و10

حل صـــ 42

1- تنشيط القطاع الخاص
2- توفير التقنية للدول الصغيرة
3- توطين المشروعات الانتاجيه الكبيرة
4- الاهتمام بالانسان
5- الاهتمام باسهامات المراة..

صــــــ 43

ما الفكرة : دعوه الامارات العربيه المجتمع الدولي لنزع السلاح الاستيراتيجي ..

ما الدعوات: 1- احترام مبادئ القانون الدولي..
2- تفعيل الاستخدامات السلمية للطاقه النوويه
3- تعزيز التعاون في مجال نزع السلاح..

ناقش البنود: الرأي ,نؤيد هذه البنود لانها تحقق الامن والاستقرار والتعاون وانقاض البشريه من الدمار..

ما الفائده: 1- توليد الطاقه الكهربائية
2- مضاعفه انتاج البترول
3- استثمار تحليه المياه
4- تطوير الثورة الزراعيه والحيوانيه

صــ 56

الاختلاف
7
7
النظريه التطوريه
تتطور داخل المجتمع

الاتفااااق

*تنشا في مجتمع ما
*تقوم على اساس حضارة وثقافه.
الاختلاف
7
7
النظريه الانتشاريه..
*تتطور في مجتمع ثم تنتشر الى بقية المجتمعات الاخرى

××××××××××××××××××××××××××××××

صــ57

الجانب الاهم من عناصر الثقافه: الثقافه الغير ماديه

مبررات اختيارك : لانها تمثل حياه الانسان في المجتمع
2- لانه لو فقد الانسان لغته واخلاقه ليس له قيمه في حياه

بالتوفيق..

الرمش الذبوحي ما قصرت

بالتوفيق

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

طلب تقرير عن العولمة للصف الحادي عشر

بغيت تقرير ضرووووووووووري عن العولمه … دخيييييلكم يكوون مختصر وجيد …

الله يخليييييييييييييييييييييييكم …..

و هآج بعَد ..

ما هي العولمة

أغلب التعريفات التي قدمت لمفهوم العولمة ركزت على البعد الاقتصادي ولعل هذا نابع من كونها نتاج لتطور النظام الرأسمالي وحاجته إلى التوسع المستمر في الأسواق. إلا أن دلالة المصطلح استقرت على أن العولمة هي ظاهرة تتداخل فيها أمور السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والسلوك، وتحدث تحولات تؤثر على حياة الانسان في كوكب الأرض أينما كان وتبرز بفعل هذه التحولات قضايا لها صفة (العالمية) مثل قضايا البيئة، وتشابك أدوار المنظمات الأهلية والمحلية والمنظمات الأهلية متعددة الجنسيات، فضلا عن دور منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المنبثقة عنها. وكما يقول أحد المتخصصين: "إذا أردنا أن نقترب من صياغة تعريف شامل للعولمة، فلابد من أن نضع في الاعتبار ثلاث عمليات تكشف عن جوهرها:
العملية الأولى، تتعلق بانتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة لدى الناس جميعا.
العملية الثانية، تتعلق بتذويب الحدود بين الدول.
العملية الثالثة، هي زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات"[1].
ومن العجيب واللافت للنظر " في أقل من عشر سنوات أن يغزو العالم كله –وليس فقط مجتمعاتنا- مطاعم الوجبات السريعة، وبالأخص الشركات الأمريكية مثل ماكدونالدز وأخواتها، وإقبال الناس عليها بشكل عجيب، وطرح كل البدائل الأخرى. إنها حقيقة تعاني منها حتى أوروبا نفسها.. الجناح الثاني للغرب. ولعل من أوضح الأمثلة على هذا أن فرنسا من أكثر الدول الأوروبية مناهضة للعولمة الأمريكية بهذا الشكل، منها الرفض بشدة فتح مطعم ماكدونالدز في برج إيفل الذي يعتبره تراثا يخص الفرنسيين. لماذا يراد لنا نحن المسلمين أن نقبل بعضوية نادي العولمة، دون أن نسأل عن شروط هذه العضوية"[2]
الهدف الحقيقي للعولمة :
ترتدي العولمة ثوب الحرية، والسلام، وحقوق الإنسان، مع تركيز واضح على حقوق المرأة.. ولعل البعض يتساءل .. هل هذه هي الاهداف الحقيقية للعولمة ؟
وإذا كانت هذه هي الأهداف الحقيقية، فأين هذه الأهداف النبيلة من حرمان المرأة المسلمة والطفل المسلم من أبسط الحقوق، وأهمها.. حق الحياة .. هل يخفى عليهم مايلاقياه من قتل وتشريد في شتى بقاع الأرض التي تئن تحت وطأة الاحتلال، ويتعرض فيها كل من المرأة والطفل المسلمين للقتل والتشريد والفناء؟
إن الهدف الحقيقي للعولمة هو الهيمنة وإن تغيرت الأشكال والألوان لكن الجوهر واحد والحجة واحدة وهي تفوق الإنسان الغربي وتمجيد اختياراته وعظمة ثقافته وقيمه وضرورة إخضاع الناس له مهما كان الثمن فادحاً .
قال تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}، إنها خطة قديمة يأخذهاالطاغوت اللاحق عن الطاغوت السابق، حتى تصل الى فرعون.
وكما يقول شوقي جلال: من السذاجة بمكان أن نتصور أن العولمة مجرد تفوق تكنولوجي، أو سيطرة البورصات والتنافس الاقتصادي. إنها في الحقيقة عملية سياسية تقودها الدولة الأمريكية بالاعتماد على قدراتها العسكرية ونفوذها السياسي.
"ولننظر كيف عبر الغربي قديما عن هيمنته وسيطرته بأسماء مثل (الاستعمار) أي إعمار الأرض، وقالوا أن الشعوب الأخرى الملونة ليست قادرة على حكم نفسها، ولا بد لنا –أي المستعمر- أن نقوم برسالتنا التاريخية في نقل المدنية والعلم والتقدم اليها".[3]
"لقد قام الاستعمار بالتخطيط المدروس لإضعاف العالم الإسلامي وإبعاده عن مقوماته الإسلامية، ووجد الاستعمار من بين أبناء العالم الإسلامي أناساً ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتحقيق أهدافه. ونحن لا نلقي هنا القول على عواهنه، وإنما هذا ما تنطق به الوثائق السرية الاستعمارية نفسها. فقد جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني (أورمسبي غو) لرئيس حكومته بتاريخ 9 يناير (كانون الثاني) 1938م ما يأتي: (إن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الامبراطورية أن تحذره وتحاربه، وليس الامبراطورية وحدها، بل فرنسا أيضاً، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة، وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة. إن سياستنا الموالية للعرب في الحرب العظمى (يعني الأولى) لم تكن مجرد نتائج لمتطلبات (تكتيكية) ضد القوات التركية، بل كانت مخططة أيضاً لفصل السيطرة على المدينتين المقدستين مكة والمدينة عن الخلافة العثمانية التي كانت قائمة آنذاك.ولسعادتنا فإن كمال أتاتورك لم يضع تركيا في مسار قومي علماني فقط، بل أدخل إصلاحات بعيدة الأثر، أدت بالفعل إلى نقض معالم تركيا الإسلامية)." [4]
"ويأتي المهيمن الحالي ليشرح نواياه الامبريالية الجديدة رافعا شعارات براقة حيث يقول ريتشارد جاردنر في كتابه (نحو نظام عالمي جديد): " لقد كان توماس جيفرسون يعبر عن إيمان آبائنا -الذين أقاموا دعائم بلادنا- العميق عندما تنبأ بأن نيران الحرية وحقوق الإنسان سوف تنتقل من أمريكا لكي تنير مناطق أخرى من الأرض"[5]
"وقال جيفرسون هذا في موضع آخر "الأميريكيون شعب الله المختار، لهم الحكم والهيمنة اختيارا أو قوة أو قسرا" [6]
"وقد ربط بعض الباحثين مثل جندزاير بين نمط نظريات التنمية وبين اهتمامات أمريكا بإحكام السيطرة بخاصة على العالم الثالث في دراسة شجاعة بعنوان (إرادة التغيير السياسي والعالم الثالث) وقد كشفت هذه الدراسة أنه خلال الخمسينيات والستينيات كان هناك تعاون كبير بين المشتغلين بعلوم الاجتماع وبين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وتمخضت عن دراسات رفعت للحكومة. ومن المشاريع المذكورة في هذا المجال (مشروع كاميلوت) الذي تبنته وزارة الدفاع الأمريكية لدراسة الظروف المختلفة داخل العالم الثالث من أجل تحديد عوامل التفكك الاجتماعي وصياغة برامج في مجالات التنمية توجه التغييرات داخل هذه الدول وجهة محددة، أو بمعنى آخر لضبط اتجاهات التغيير في مسارات تخدم أهداف الغرب".[7]

[1] – السيد يس، في مفهوم العولمة، مجلة المستقبل العربي، العدد 228، 1998 ص7

[2] – العولمة في ميزان الإسلام، جمعية الإصلاح الاجتماعي، من رسائل الجمعية، ص 22

[3] د.مثنى أمين، كتاب حركات تحرير المرأة من المساواة إلى الجندر، دار القلم، 2022، ص261.

[4] – د. محمود حمدي زقزوق،خطورة القرآن ،http://www.balagh.com/mosoa/tablg/ug0wx65y.htm

[5] د.مثنى أمين، مرجع سبق ذكره، ص261.

[6] مصطفى الطحان، مرجع سبق ذكره، ص16

[7] د.مثني أمين، مرجع سبق ذكره وبتصرف ص264

العَوْلَمَة
مقدمة
مصطلح العولمة مصطلح جديد ظهر في العالم الغربي في بداية عقد التسعينيات، وقد سبقه حدثان ضخمان أثرا في حركة العلاقات الدولية واتجاهاتها وعلى موازين القوى في العالم:
الأول: سقوط المعسكر الشرقي الذي اتخذ من سقوط جدار برلين رمزاً له في عام 1989م، والذي أنهى فترة من الحرب الباردة بين المعسكرين ( وارسو / الأطلسي ) بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصاحبها حالات من الاستقطاب والمد والجزر في علاقات هذين المعسكرين؛ بحيث وصلت في الجَزْر إلى التهديد بحرب عالمية ثالثة مباشرة أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، وفي المد وصلت إلى الاتفاق على تقسيم مناطق نفوذ في بعض بقاع العالم، وبين ذلك حصلت حروب بالوكالة كما حصل في فيتنام و أفغانستان.
وقد أتاحت حالة الحرب الباردة والصراع والتنافس العالمي على مناطق النفوذ وجود هامش من الحرية لما سمي بـ (دول عدم الانحياز) مكّن كثيراً من الدول من الاستقلال عن الدولتين الكبيرتين أو إحداهما.
ثم جاء الحدث الآخر الكبير وهو حرب الخليج الثانية في عام 1991م، وهي حرب شبه عالمية لكن من طرف واحد ودون تكافؤ في القوى. وانتهت هذه الحرب بانتصار أمريكي غربي أضيف إلى ذلك النصر التاريخي على المعسكر الشرقي.
وهذان الانتصاران أتاحا لأمريكا نوعاً من السيادة العالمية مستغلة تقدمها التقني والاقتصادي وقوتها العسكرية في تكريس هذه السيادة . فبدأ في هذا الظرف التاريخي ظهور مصطلحات جديدة مثل « العالم الجديد » ومثل « العولمة ». وهذا المصطلح الأخير أخذ حظه من الانتشار باعتبار أنه يمثل حركة الهيمنة والسيادة الغربية بأسلوبها الحضاري الجديد، وظهرت أعمال وكتابات كثيرة لدى الغربيين تؤكد هذه الفكرة مثل فكرة «نهاية التاريخ»، وكذلك فكرة «صراع الحضارات» وإن كانت سابقة لفكرة نهاية التاريخ إلا أنها شُهرت أخيرا .
إن الصراع الذي يميز التاريخ الإنساني وما يزال هو الصراع بين ضروب العولمة، أو بين الصور النموذجية للإنسان في الحضارات المختلفة. والمتأمل في الحِقَب أو الفترات المهمة في التاريخ الإنساني يلحظ أنها كانت عالمية، وتعود إلى من بيدهم الأدوات التي تمكنهم من فرض خواصهم على الآخرين.
وبهذا المعنى؛ فالعولمة فعل تاريخي متواصل، وهو حصيلة المعركة الجارية بين العالميات أو النماذج الحضارية المختلفة التي يؤمن أصحابها بأن لهم رسالة تحدد المثال الإنساني الأعلى. وفي هذا الإطار فإن (العولمة ) صفة لفعل الإنسان الصانع للتاريخ.
من أبرز الظواهر المؤثرة على الأنظمة السياسة المعاصرة العولمة وسيادة القطب الواحد. ومع أن للعولمة جوانب متعددة إلا أن العولمة السياسية ذراع قوي جدا يستخدمه الأقوياء لخدمة أهدافهم.
تعريف العولمة ومهفومها
العولمة مصطلح معرّب لم ينشأ أساسا فى البيئة العربية المسلمة. ولا بد لفهم معناه من الرجوع إلى من أطلقه وأشاعه والتعرف على مقصوده به قبل النظر فى الأصل اللغوي لكلمة العولمة فى اللغة العربية.
بالرجوع إلى قاموس وبستر "websters" نجد أن تعريف العولمة (GLOBALIZATION) هو: إكساب الشيئ طابع العالمية وبخاصة جعل نطاق الشيئ أو تطبيقه عالميا.
وثمة إشكالية يواجهها كل باحث عن تعريف العولمة تتعلق بالتباين وعدم وجود تعريف متفق عليه بين الباحثين. واختلاف التعريف باختلاف توجهات المعرفين ومفهومهم الشخصي للعولمة.
وعلى الرغم من كون هذا المصطلح جديدا حيث أشار قاموس أكسفورد للكلمات الإنجليزية الجديدة التى ظهرت خلال التسعينات إلا أن لكل باحث لهذا الموضوع تعريفا خاصا به.
من هذه التعريفات للعولمة, ما يلي:
1. تبادل الثقافي والتجاري وغيرها للتقارب والاستفادة المتبادلة.
2. التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية.
3. مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداثة تتكثف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي.
4. إخضاع العالم لقوانين مشتركة تضع حدا فيه لكل أنواع السيادة.
5. سيادة النمط الغربي فى الثقافة والاقتصاد والحكم والسياسة فى المجتمعات البشرية كلها.
6. توجه ودعوة إلى صياغة حياة الناس لدى جميع الأمم ومختلف الدول وفق أساليب ومناهج موحدة بين البشر وإضعاف الأساليب والمناهج الخاصة.
ونستطيع أن نلخص أهم توصيفات العولمة وملامحها بما يلي :
هي التوجه الأيديولوجي لليبرالية الجديدة التي تركز على قوانين السوق، والحرية المطلقة في انتقال البضائع والأموال والأشخاص والمعلومات في الاقتصاد، وعلى فكرة الديمقراطية في البعد السياسي، وعلى مفهوم الحرية والمساواة المطلقة في البعد الاجتماعي والأخلاقي.
فهي نظام عالمي يشمل المجالات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، كما يشمل مجال التسويق والمبادلات والاتصال.
ويرى بعضهم أنها فكرة تعبر بصورة غير مباشرة عن إرادة الهيمنة على العالم وتغريبه أو أمركته مستغلة مظاهر وآليات التطور الحضاري الذي يشهده العصر: فالهيمنة العسكرية بواسطة الأحلاف العسكرية ومنها حلف الأطلسي، والسياسية بواسطة الهيمنة على مجلس الأمن، والاقتصادية من خلال المنظمات الدولية الاقتصادية مثل منظمة التجارة العالمية، والاجتماعية من خلال مؤتمرات دولية وإقليمية، والفكرية من خلال القوانين والاتفاقيات والصكوك الدولية في هذا المجال؛ مدعومة بقوة دفع ضخمة بواسطة إمبراطوريات إعلامية وشبكة معلومات دولية (إنترنت) يسيطر الغربيون على معظمها؛ حيث اعتبر بعضهم ( جارودي ) العولمة هي الاسم الجديد للاستعمار.
وفي المقابل يرى بعض آخر أن العولمة هي اتجاه فطري للإنسان يتسارع أثره مع تطور آليات الاتصال بين المجتمعات وتركيز الصناعات وتجاوز المجتمع التقليدي، وأنها مظهر من مظاهر التطور الطبيعي الحضاري المعاصر، وأن المجتمعات الأكثر حضارة تفيض على المجتمعات الأقل حضارة بشكل تلقائي عبر قنوات تصل بين المنبع والمصب. فهو نظام رأسمالي أكثر تكاملاً وليس رسملة للعالم بالمفهوم الغربي أو الأمريكي. وقد يعبر عن ذلك بطريقة أخرى فيقال: إن ما يحدث هو إفراز من إفرازات الدولة الحضارية في لحظة تضخم قوتها في المجالات المختلفة على العالم من حولها.
ويتفق عدد من المفكرين بأنها آلية يمكن أن تؤدي بشكل متسارع إلى نشوء نظام عالمي جديد بواسطة ثلاثية التكنولوجيا ورأس المال والإدارة، وتشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والأعراف، ليؤسس القرية الكونية الجديدة التي تقوم على ثورة الكمبيوتر والاتصالات والثورة المعلوماتية والأسواق المفتوحة والشركات متعددة الجنسيات لتوحيد مصير الإنسانية.
هذه أهم الأدبيات في توصيف واقع العولمة ومستقبلها؛ على أن الساحة الفكرية المنظِّرة لفكر العولمة لا تخلو من اتهام لمثل هذه الأطروحات موجه إلى بعض نقاد العولمة وإلى بعض مؤيديها بالمبالغة.
مجالات العولمة
تظهر العولمة في مجالات عديدة من مجالات الحياة التي تشكل شبكة العلاقات الدولية المعاصرة، وأهم هذه المجالات:
1. العولمة الاقتصادية
2. العولمة الاجتماعية
3. العولمة السياسية
4. العولمة الثقافية

1. العولمة الاقتصادية
قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها دعت الولايات المتحدة حلفاءها لمؤتمر عقد في مدينة (بريتون وودز ) عام 1944م، للتفكير في الأسس التي سيدار على أساسها النظام الاقتصادي العالمي.
وقد سيطرت على سير أعمال المؤتمر توازنات القوى التي نجمت عن الحرب، فكان من البدهي أن تصوغ أمريكا للعالم هذا النظام بما يحقق مصالحها.
وقد تمخص هذا المؤتمر عن ميلاد عدد من المؤسسات تشكل في مجملها الركائز التي يقوم عليها النظام الاقتصادي الدولي وهي:
– صندوق النقد الدولي، ويقوم بدور الحارس على النظام النقدي العالمي.
– البنك الدولي: ويعمل على تخطيط التدفقات المالية طويلة المدى.
– الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة والتي تعرف اختصاراً باسم: (الجات: Gate)، التي تمخضت عن إنشاء المنظمة العالمية للتجارة ، وهي الشريك الثالث لصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي في وضع السياسات العالمية ، كما عبّر عن ذلك مدير عام الاتفاقية (بيتر سذرلاند) .
ويعتبر الهدف الرئيس من الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة تمكين الدولة العضو من النفاذ إلى الأسواق لباقي الدول أعضاء الاتفاقية، وقيام كل دولة بتثبيت بنود تعريفاتها الجمركية إلى حدود مقبولة من باقي الأطراف المتعاقدة بالاتفاقية، بحيث لا يتم تغيير هذا الربط (التثبيت) إلا بعد الرجوع إلى بقية الأطراف وتعويض المتضررين منها بهذا التغيير .
لكن التفاوت الكبير في القوة السياسية والمنافسة الاقتصادية يجعل بنود الاتفاقية تصبّ في مصلحة الدول الكبرى؛ فقد أعلنت الولايات المتحدة عزمها على استغلال حق المطالبة بالتعويض أو فرض العقوبات التجارية في حالة الإخفاق في الوصول إلى حلّ مع المخالفين.
بل والأخطر من ذلك: أنه لأول مرّة في التاريخ الاقتصادي للأمم تصبح السياسة التجارية للدول المستقلة شأناً دولياً وليس عملاً من أعمال السيادة الوطنية؛ إذ أصبحت مقيدة بمجموعة من القواعد الملزمة وآليات التحكم الإجبارية؛ حيث إن منظمة التجارة العالمية تحدّ من قدرة دول الجنوب على التصرف المطلق ضمن حدودها الوطنية، وتملك حق تشريع قوانين دولية وسلطة قضائية تلاحق الحكومات التي لا تنصاع لقراراتها، وقوة شرطية تمارس حق التفتيش داخل الدول .
ومن جهة أخرى، فقد وضع الغرب آليات التحكم في الاقتصاد العالمي بناءً على ثلاثة محاور:
أولها : النظام النقدي العالمي:
من خلال هيمنة الدولار الأمريكي على وسائل الدفع العالمية؛ حيث يمثل وسيلة الدفع العالمية المقبولة التي حلّت محل الذهب لتغطية إصدارات معظم عملات الدول، وبخاصة دول العالم الثالث. وتتحكم في هذا النظام المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بوضع السياسات النقدية التي تخدم هيمنة رؤوس الأموال الغربية على اقتصاديات دول الجنوب والكتلة الشرقية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية في شرق أوروبا بزعامة الاتحاد السوفييتي .
ثانيهما: التحكم في حركة رؤوس الأموال:
من خلال أسواق المال العالمية التي تتركز في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وأوروبا بالدرجة الثانية ، واليابان بالدرجة الثالثة، وهذه الحركة لرؤوس الأموال تتم السيطرة عليها من خلال السياسات التي تضعها المؤسسات المالية الأمريكية التي تتحكم بدورها في المؤسسات المالية الأوروبية واليابانية من خلال تملّكها لمعظم أسهم تلك المؤسسات.
ومن أجل ذلك نجد الدعوة التي تتبناها المؤسسات المالية الدولية بتشجيع التخصيص، وبالسماح لرؤوس الأموال الأجنبية بتملك أسهم الشركات والسندات التي تصدرها الحكومات المحلية، ما هي إلا وسيلة لتحقيق الهيمنة الاقتصادية الغربية على اقتصاديات تلك الدول .
وقد أخذ البنك الدولي بتوجيه من الولايات المتحدة بإجبار دول العالم الإسلامي على إعادة هيكلة اقتصادياتها وفقاً لهذه السياسة الليبرالية، فاتجهت هذه الدول إلى الخارج لجذب رأس المال الأجنبي، وتبني مفهوم القطاع الخاص من خلال استخدام آليات السوق الحرة، وما يتطلبه ذلك من تحجيم واضح للملكية العامة وزيادة الفوارق الاجتماعية، ورهن أجيال المستقبل بالديون الخارجية.
ثالثها: الشركات متعددة الجنسيات:
وهي تمثل أهـم مظاهر عولمة الاقتصاد، والإحصاءات الآتية توضح مدى خطورة تمركزها الرأسمالي:
– إن إيرادات أكبر خمسمائة شركة في العالم بلغ في عام 1994م نحو (10) تريليون و(254) مليار دولار، أي ما يقارب نصف الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم في سنة 1993م .
– إن مبيعات أكبر 200 شركة تجاوزت مداخيل اقتصاديات (182) دولة ما عدا أكبر 9 دول؛ فقد وصل دخل (182) دولة إلى مستوى (6 . 9) تريليون دولار، بينما وصلت مبيعات أكبر (200) شركة إلى (7 . 1) تريليون دولار.
– إن حجم المبيعات لأكبر ثلاث شركات متعددة الجنسيات (إكسون، شل، موبيل) عام 1980م فاق حجم الإنتاج الوطني الإجمالي لكل دول العالم الثالث عدا سبع دول: ( الصين، البرازيل، الهند، المكسيك، نيجيريا، الأرجنتين، إندونيسيا).
– في عام (1996م) تعدى حجم المبيعات السنوية لأكبر (20) شركة (67) مليار دولار.
أما بالنسبة لكل شركة على حدة:
– فليب مورس التي احتلت المركز (69) ؛ فإن حجم مبيعاتها تجاوز حجم اقتصاد نيوزيلندا، ولها فروع في (170 دولة).
– متسوبيشي: المركز (22): حجم نشاطاتها الاقتصادية أكبر من حجم النشاط الاقتصادي لأندونيسيا التي تحتل المركز الرابع على المستوى العالمي من حيث تعداد السكان.
– جنرال موتورز: المركز (26): أكبر من الدانمارك في حجمها الاقتصادي.
– فورد: المركز (31) أكبر من جنوب إفريقيا اقتصادياً.
– تويوتا: المركز (36): أكبر من النرويج في نشاطها الاقتصادي.
وجدير بالإشارة أن مجال عمل هذه الشركات تجاوز الميدان الاقتصادي إلى العمل على التأثير في القرارات السياسية وثقافة الناس وطرائق عملهم ، مما جعل كثيراً من الاقتصاديين والمهتمين بظاهرة هذه الشركات يخلُص إلى أنها نوع من الاستعمار بأسلوب يناسب وعي الشعوب وتطورها .
وكانت طموحاتها التجارية محفوفة بالنتائج الدبلوماسية العالمية في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ، ونذكر على سبيل المثال: الدور الذي قامت به الشركة الأمريكية في أحداث 1972م في الشيلي التي أدت إلى سقوط نظام (سلفادور إلَّندي) ذي التوجه الماركسي ، أو العمل الذي قامت به (British feroling) عام 1953م في إسقاط حكومة (مصدق) في إيران حين أمّم مصافي النفط وآباره.
وفي عام 1997م شاركت (إلف الفرنسية) التي تسيطر على ثلثي إنتاج النفط في الكونغو في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب (باسكال ليسوبا) ؛ لأنه أراد كسر عملية الاحتكار التي تقوم بها (إلف) بالتفاوض مع شركات النفط الأمريكية.
بل في بعض البلدان كنيجيريا ، فإن شركة النفط (شل) هي الحكومة الفعلية ؛ ففي مقابلة مع (د . أوين سراويو) شقيق (كن سراويو) الذي أعدمته السلطات النيجيرية بسبب انتقاده لشركة (شل)، سألته مجلة (ملتنشيونال مونتر) في عددها الصادر في يوليو 1996م السؤال الآتي: إذن (شل) هي التي تحكم وليست الحكومة؟ فأجاب: نعم (شل) بطبيعة الحال هي التي تحكم فعلياً ، هذا معروف جداً (أي في نيجيريا) .
ويقول (بيير أوجين) رئيس منظمة الشفافية العالمية، وهي منظمة تهتم بمراقبة الفساد المالي والإداري على المستوى العالمي: (إن نسبة كبيرة من الفساد المنتشر في دول العالم الثالث هي من صنع الشركات المتعددة الجنسيات التي تتركز مقارها في الدول الصناعية ، وتعمل على تقديم رشاوى كبيرة لمسؤولي الدول المختلفة من أجل الفوز بالصفقات) .
العولمة الإعلامية والثقافية:
لقد تطور الإعلام بدرجة أدت إلى غزو جميع ميادين الأنشطة البشرية؛ حيث وُجدت بنيً أساسية عالمية تنتشر وكأنها نسيج عنكبوتي يمتد عبر العالم أجمع، مستفيداً من التقدم الحاصل في تقنية الرقميات وثورة المعلومات، ومن التداخل الحاصل بين قطاعات الاتصال والهاتف والتلفاز والحاسوب وشبكة المعلومات الدولية (إنترنت).
ونظراً للترابط القوي بين عولمة الثقافة ووسائل الإعلام ، فإن الإحصاءات تشير إلى أن الاتصالات اللاسلكية تمثل سوقاً تُدرّ (525) مليار دولار سنوياً، وأن هذه السوق تزداد بنسبة 8 إلى 12% سنوياً.
ففي عام 1985م بلغ الوقت الذي استهلكه مستخدمو الاتصالات في العالم على شكل إرسال معلومات أو حديث أو فاكس(15) مليار دقيقة. وفي عام 1995م بلغ (60) مليار دقيقة .
ولأهمية قطاعات الاتصال في نشر وترويج أنماط معينة من الثقافة ، قامت الولايات المتحدة بوضع ثقلها كله في معركة تحطيم الحواجز لتصبح الاتصالات قادرة على الانتقال دون عوائق تُذكر عبر العالم كلّه، كالريح فوق صفحة المحيطات.
ومن أجل ذلك انعقدت أربع مؤتمرات دولية (جنيف 1992م، بيونس أيرس 1994م ، بروكسل 1995م ، جوهانسبورج 1996) نجح خلالها الأمريكان من تسويق فكرتهم حول: (مجتمع المعلومات العالمي) والضغط لفتح حدود أكبر عدد ممكن من البلدان أمام التدفق الحرّ للمعلومات .
ولعل هذا هو ما حدا بباحث من وزن (نعوم تشومسكي) الأكاديمي الأمريكي المعروف أن يقول: ( إن العولمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في تاريخ الإعلام تعزز سيطرة المركز الأمريكي على الأطراف أي على العالم كله) .
ونلاحظ هذا من خلال قطاع الاتصالات الثقافية للنظام العالمي الذي أخذ يتطور طبقاً لتدفق المعلومات من منطقة المركز – الولايات المتحدة ؛ أول منتج للتقنية الحديثة – إلى الأطراف – دول العالم الثالث خاصة – وهو ما يؤيده انتشار لغة بمفردها هي اللغة الإنجليزية.
وفي هذا الإطار عبّرت دول متقدمة داخل المنظومة الحضارية الغربية نفسها مثل: فرنسا، وكندا (مقاطعة كيبيك) عبرت عن التوجس الشديد من المخاطر الناجمة عن الهيمنة الأمريكية على الإعلام والثقافة تحت ستار العولمة؛ إذ إن وسائل الإعلام الأمريكية تسيطر في الواقع على 65% من مجمل المواد والمنتجات الإعلامية والإعلانية والثقافية والترفيهية، بل إن فرنسا تقاوم سيطرة اللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت؛ وذلك لأن 95% من حجم تداول المعلومات والاتصالات على الإنترنت باللغة الإنجليزية ، في حين أن 2% فقط باللغة الفرنسية.
وفي هذا الصدد يقول وزير العدل الفرنسي (Jack tobon): (إن الإنترنت بالوضع الحالي شكْل جديد من أشكال الاستعمار، وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر ) .
ولذلك رفعت فرنسا خلال مناقشات ثقافة (الجات) الأخيرة شعار: (الاستثناء الثقافي) .
وفي المقاطعات الكندية بلغت الهيمنة الأمريكية في مجال تدفق البرامج الإعلامية والتلفاز إلى حدّ دعا بعض الخبراء إلى التنبيه إلى أن الأطفال الكنديين أصبحوا لا يدركون أنهم كنديون لكثرة ما يشاهدون من برامج أمريكية .
ولعل تمكُّن الولايات المتحدة من تدعيم هيمنتها على العالم عبر قدرتها على التحكم في المنظومات المعلوماتية وتقنيات الاتصال هو ما دفع الباحثين إلى التعبير عن العولمة أنها: (أمركة)؛ إذ تستهدف بشكل خاص إشاعة وتعميم وتسييد أسلوب الحياة الأمريكية وقيمها من خلال:
1 – قرية المواصلات الأمريكية.
2 – وحدة السوق الأمريكية.
3 – حضارة الاستهلاك الأمريكي.
4 – وحدة النمط المعيشي.
5 – الديمقراطية الأمريكية .
وهذا التصور يعبر عنه بوضوح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بقوله: (إن أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري، وإننا نستشعر أن علينا التزاماً مقدساً لتحويل العالم إلى صورتنا) .
وتنبع خطورة عولمة الإعلام من كونها وسيلة للسيطرة على الإدراك وتسطيح الوعي وتنميط الأذواق وقولبة السلوك، وهدف ذلك كلّه هو تكريس نوع من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والأفكار والسلع تشكل في مجموعها ما يطلق عليه د. محمد عابد الجابري: ثقافة الاختراق.
ونختم هذا الحديث عن العولمة الإعلامية والثقافية بكلام أحد الباحثين الغربيين في كتابه: (تغريب العالم) ينقل لنا فيه كيف تتم عملية الغزو الثقافي في بلدان العالم، يقول: ( ينطلق فيض ثقافي من بلدان المركز، ليجتاح الكرة الأرضية، يتدفق على شكل صورة.. كلمات… قيم أخلاقية، قواعد قانونية… مصطلحات سياسية… معايير… كفاءة… ينطلق كل ذلك ليجتاح بلدان العالم الثالث من خلال وسائل الإعلام، المتمثل في إذاعات وتلفزيونات ، وأفلام وكتب، وأسطوانات فيديو، وأطباق استقبال فضائية، ينطلق عبر سوق المعلومات التي تحتكرها الوكالات العالمية الأربع: أسوشيتدبريس ويونايتدبريس (الولايات المتحدة)، رويتر (بريطانيا)، وفرانس بريس (فرنسا)، وتسيطر الولايات المتحدة على (65%) من تدفق هذه المعلومات.
هذا الفيض من المعلومات يشكل رغبات وحاجات المستهلكين – أو بتعبير أخر: الأسرى السلبيين- يشكل أنواع سلوكهم، عقلياتهم، مناهج تعليمهم، أنماط حياتهم، وبذلك تذوب الهويات الذاتية في هذا الخضمِّ من الغزو؛ لأن مواد الغزو تُصنع في معامل الغرب وفق معاييره ومواصفاته المعينة ) . ومن المؤكد أن المستهدَف خاصة بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون: العرب منهم خاصةً، والمسلمون عامة، وذلك لعاملين اثنين:
أولهما: ما تملكه بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية أخرى.
ثانيهما: ما ثبت لهم عبر مراكز بحوثهم وجامعاتهم ومستشرقيهم أن هذه الأمة مستعصية على الهزيمة إذا حافظت على هويتها الإسلامية، ومن ثم فالطريق الوحيد هو القضاء على تفرد شخصيتها وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة .
2. العولمة الاجتماعية:
تتحدد معالم هذه العولمة ومظاهرها من خلال مؤتمرات دولية كان الغرض منها تأطير الأنماط السلوكية الشاذة التي تتعارض مع الفطرة الإنسانية ونشرها، والتسلُّل لاحتواء موارد الدول الفقيرة واستغلالها لصالح المؤسسات المالية الغربية.
ففي شهر سبتمبر (أيلول) لعام 1994م عُقد في القاهرة المؤتمر العالمي للسكان والتنمية ، وفي شهر سبتمبر (أيلول) لعام 1995م عقد في بكين مؤتمر المرأة، وفي شهر يونيو (حزيران) 1996م انعقد في إستانبول مؤتمر الإيواء البشري.
وهذه المؤتمرات أطَّرتها منظمة الأمم المتحدة، وهي الذراع التنفيذي لمخططات الولايات المتحدة وحليفاتها في أوروبا.
وإن كانت الشعارات التي دأبت الأمم المتحدة على رفعها وفق دعايتها هي تحسين أوضاع العالم الاقتصادية والتجارية والعمرانية والاجتماعية، لكن حقيقة الأمر بخلاف ذلك ؛ بل إن هذه المؤتمرات أداة ووسيلة تستخدمها الليبرالية الجديدة للسيطرة على العالم فكرياً واقتصادياً من خلال تأطير السلوك الاجتماعي، واستبعاد الجوانب الأخلاقية في السلوك الاقتصادي وفق منظور خاص يخدم مصالحها الأيديولوجية والاقتصادية.
على أن الإجراءات التنفيذية التي رسمتها هذه المؤتمرات تدل دلالة واضحة على ذلك؛ ففي مؤتمر الإيواء البشري في إستانبول تم الاتفاق على مجموعة من الالتزامات تتضمنها وثيقة المؤتمر منها:
أ – التأكيد في البنود رقم: 140 ، 147 ، 150 من الوثيقة على ربط (السلطات المحلية) بالسوق المالي الدولي، ومؤسسات الإقراض الخاصة بالشؤون البلدية، مع العمل على توفير البنية التي تسمح للاقتصاد الدولي بالنمو والمساهمة في بناء البنية التحتية لمشاريع الإيواء وتكوين المراكز الحضارية .
ب – تغيير قوانين الملكية الخاصة بالأراضي: سواء الزراعية أو السكنية، وقوانين الإسكان والإيجارات، وفتح باب سوق شراء وبيع العقارات، وإزالة جميع العوائق الخاصة بتوفير المناخ الملائم لحرية السوق العقاري (البند رقم 56 من الوثيقة) .
ج – توسيع نظام الإقراض، وتمكين المؤسسات المالية العالمية من التغلغل في دول العالم الثالث من خلال عمل شبكة من البنوك، وربط تمويل توفير المباني والبنية التحية لمشاريع الإسكان بالإقراض الخارجي (البند رقم 30) .
ويتضح من خلال هذه البنود أن ما يحصل من أساليب إجرائية متعددة الأشكال لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية هو تمكين لمراكز النظام الرأسمالي من إعادة احتواء دول العالم المتخلفة وإعادة امتصاص قواها طبقاً لمنطق تراكم رأس المال في تلك المراكز. والأخطر من ذلك أن هذه الإجراءات تؤدي حتماً إلى تآكل السيادة الوطنية التي تعدّ عاملاً كبيراً من عوامل تميز الهوية القومية للشعوب والأمم.
والحقيقة التي يجب أن تُذكر هنا هي أن هذه الأوضاع الجديدة ستعمق الهوة بين الفئات الاجتماعية وتزيد من معاناة الفقراء والمعوزين في مجتمعاتنا، ذلك أن آليات السوق التي تقوم عليها الفكرة الأساس للرأسمالية أو الليبرالية هي: أن من لا يستطيع كسب قوته يجب أن يموت؛ فهناك أصوات في الغرب تنادي بأن المليار من فقراء العالم الثالث زائدون عن الحاجة؛ وعليه فلا مسوِّغ لوجودهم ولا حاجة إليهم ضمن مفهوم فلسفة : البقاء للأقوى.
ولذا نجد الدعوة المستمرة لتغيير مفهوم الأسرة، والدعوة إلى الإجهاض، وقتل العَجَزة، وغير ذلك من الدعوات غير الأخلاقية وغير الإنسانية التي ما هي إلا نتيجة العبثية الرأسمالية العلمانية .
أما في مجال الأسرة التي تعدّ النواة الرئيسة لبناء المجتمع فنجد أنفسنا في مؤتمر بكين للمرأة أمام توصيات تدعو إلى نشر التعليم الجنسي ، وإدماج كل أشكال الانحراف من الزنا إلى الشذوذ لتصبح أوضاعاً طبيعية .
وقد تم تعبيد الطريق لهذه التوصيات لتتحول إلى قرارات ملزمة في مؤتمر الإيواء البشري الذي انعقد بعد ذلك بسنة في إستانبول؛ حيث ينص البند رقم 18.
من وثيقة المؤتمر على شمول الإيواء لمختلف أشكال الأُسَر؛ والمقصود من ذلك منح الشاذين جنسياً الذين يكوِّنون فيما بينهم أُسَراً، وتلك الأشكال من العلاقات بين الرجال والنساء الذين لا يرتبطون بعلاقات شرعية منحهم جميعاً مساكن للإيواء .
إن أخطر أنواع العولمة هي تلك (العولمة الطوعية) التي يدخل فيها الفرد باختياره وبملء إرادته؛ إذ توجد عولمة لا شعورية تلقائية يصل فيها المرء باختياره إلى الانهزامية والاستلاب في مواجهة النموذج الغازي، ولعل ذلك هو ما يقرره ابن خلدون في (مقدمته) أن المغلوب مولَع بتقليد الغالب.
لذلك ينبغي أن نفرِّق بين هزيمة الجيوش في ساحة المعارك ، وانكسار الأمم والشعوب في مجال الأفكار والقيم؛ إذ إنّ الأولى في بُعدها العسكري هي تعبير عن طبيعة الحروب؛ فالمعارك ما هي إلا كرّ وفرّ وفقاً للسنة الإلهية:  وتلك الأيام نداولها بين الناس [آل عمران: 140]. أما انكسار الأمم وهزيمة الشعوب النفسية فهي قاصمة الظهر.
ولعلّ ذلك ما علمتنا إياه تجربة التاريخ في حروب الفرنجة: (الحروب الصليبية)؛ فعلى الرغم مما حققته تلك الحروب خلال غزواتها المتعددة ومكوثها في بلادنا بين القرنين السابع والتاسع للهجرة الموافق للقرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، فقد استطاعت تلك الحملات الهمجية أن تُعمِلَ السيف في رقاب مئات الألوف، واستطاعت أن تمزق وتجزِّئ وتفسد في الأرض الإسلامية، ولكن الشيء الذي لم تستطع أن تفعله هو تخريب النمط العقدي والفكري والاجتماعي والحضاري ذي الطابع الإسلامي للبلاد؛ وهو الأمر الذي أبقى السلطة الفرنجية خارج المجتمع، على الرغم من أن حربها وسيوفها تغلغلت في داخل المجتمع الإسلامي.
لقتد أثبتت تلك التجربة أن الإسلام حين يبقى في قلوب الناس وفي شرايين حياتهم يشكل حالة مقاومة مستمرة تجعل الاحتلال أمراً مرفوضاً ومؤقتاً مهما بلغت سطوته ووصلت درجة قوته.
ولعل هذا ما يفسر موقف نابليون حين اجتاح مصر بجيوشه؛ فقد وجد نفسه في وجه (صَدَفَة مغلقة) لم يستطع أن ينفذ إلى داخلها، ولهذا تظاهر بإعلان إسلامه كذباً حتى يجد له مكاناً في الداخل ليجعل حكمه أمراً قابلاً للاستثمار.
وهكذا كل محتل في ظل العولمة لا بد له من تحطيم مقومات المجتمع الأصلي (ثوابت، مبادئ، قيم) ثم استحداث مجتمع آخر مكانه يحمل الرؤى الحضارية نفسها؛ وذلك لأن الهمينة الكاملة غير ممكنة ما لم تُحطَّم المقومات العقدية والحضارية، وتحلّ محلها مقومات التبعية من خلال إقامة المجتمع الاستهلاكي التابع، وبذلك تدخل الشعوب في مضمار العولمة الطوعية، وهي أخطر أنواع العولمة .
3. العولمة السياسية
وذلك من خلال استخدام الأمم المتحدة بعد الهيمنة عليها وعلى مؤسساتها السياسية المؤثرة خاصة مجلس الأمن الذي تعتبر قرارته ملزمة عالمياً، واستخدام حق النقض ( الفيتو ) المجحف عند الضرورة أو التلويح باستخدامه لمنع أي قرار لا يريده الغرب وخاصة أمريكا. ولعل ما يجري الآن من تعسف أمريكي بدعم بريطاني ومجاملة من بقية الأعضاء الدائمين في استعمال هذه المنظمة العالمية لتكريس هيمنة أمريكا دليل على ذلك. وما كشفه بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة في كتابه: «بيت من زجاج» بعد خلافه مع أمريكا هو غيض من فيض .
4. العولمة الثقافية
بعض الباحثين يعدون الثقافة مجرد مجال من مجالات العولمة. إلا أن نظرة فاحصة لأهداف العولمة وبرامج من يسعون فى صبغ العالم بها تؤكدعدم دقة هذه النظرة. ذلك أن العولمة الثقافية هي الهدف النهائي. والعولمة الاقتصادية والسياسية إلا وسائل للوصول إلى هذا الهدف. ومن الشواهد الواضحة على ذلك السعي إلى فرض القيم التى تحملها الثقافة الأمريكية اليوم على الأمم الأخرى. فمنزلة الثقافة من العولمة يمنزلة الرأس من الجسد.
والعولمة الثقافية تكون بترويج الأيديولوجيات الفكرية الغربية، وفرضها في الواقع من خلال الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية أيضاً؛ وذلك في مجالات عدة كحقوق الإنسان، والديمقراطية، وحقوق الأقليات، وحرية الرأي. وتستخدم في ذلك آليات ووسائل منها:
أ – إصدار الصكوك والاتفاقيات الدولية المصاغة بوجهة نظر غربية والضغط من أجل التوقيع عليها، مثل (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مكافحة التمييز ضد المرأة .. إلخ ). وهذه الاتفاقيات وإن كان فيها بعض الحق إلا أن فيها الباطل، ويكفي أنها مصاغة بوجهة نظر غربية صرفة .
ب – إصدار القوانين من أجل استخدامها ضد دول العالم الثالث باسم حماية الأقليات ، مثل قانون التحرر من الاضطهاد الديني الصادر عن الكونجرس الأمريكي .
ج – إصدار التقارير الدورية للضغط الإعلامي والسياسي والاقتصادي على المجتمعات الأخرى ، مثل إصدارات الكونجرس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية الدورية، وإصدارات المنظمات العالمية الكبرى الدورية، بل حتى الشركات التي تعنى بالتصنيف الائتماني (أي الملاءة المالية) للدول؛ حيث تستغل لصالح الدول والبنوك والمؤسسات المالية الغربية .

مخاطر العولمة:
للعولمة مخاطر ضخمة ومفاسد جمة من خلال تحوُّل العالم إلى غابة إلكترونية يستعلي فيها الكبار على الصغار؛ وتظهر هذه المخاطر داخل المجتمع للدولة الواحدة ، وكذلك داخل المجتمع العالمي.
ومن أهم المخاطر:
1. الخطر المجتمعي:
يحذر علماء الإصلاح الاجتماعي من أن أسوأ ما يقع على الأمم هو انقسام مجتمعها إلى طبقات الأغنياء والفقراء، وأن الآثار السيئة لتكدس الأموال في أيدي قلة من الناس تسبب تسلطهم وتحكمهم في مصير الكثرة، وتسخرهم لخدمتهم بغير حق . وكمثال لذلك أمريكا ذات النظام الديمقراطي، وكيف يؤثر المال على امتلاك وسائل الإعلام ومن ثم التأثير على العملية الانتخابية؛ بحيث لا تعبر في النهاية عن رأي الأغلبية. ولهذا كان منهج الإسلام هو وجود تشريعات تمنع أن يبقى المال دُولة بين الأغنياء؛ وقد ظهرت الطبقية والاحتكار من خلال إيجاد آليات وهياكل ومؤسسات اجتماعية، سواء كانت اقتصادية أو قانونية أو تشريعية، يتم من خلالها توجيه المال والسلطة والتأثير للأغنياء دون الفقراء، وتكرس انعدام الفرص أمام الفقراء في مزاحمة الأغنياء. بل ويكون المال والغنى معياراً لكثير من المناصب والمهام. ومن ذلك التشريعات الخاصة ببعض الأسواق التجارية والبورصات والتشريعات القانونية (غير المكتوبة) في أمريكا والمنحازة إلى فئة دون أخرى، ومن ذلك ما يظهر في طبيعة هيكلة الأحزاب السياسية. وقد حذرت مجلة Foreign Affairs الأمريكية في عدد سابق من نشوب ثورة اجتماعية عالمية بعد نقدها لفكرة العولمة؛ لأنها تترك وراءها الملايين من العمال الساخطين، وحالات اللامساواة، والبطالة، والفقر المستوطن، واختلال التوازن الاجتماعي، بالإضافة إلى تخلي الدولة عن مواطنيها، ونشوء الطبقية الفاحشة داخل مجتمع الدولة الواحدة كذلك تسبب تكريس الهوة بين الدول النامية والدول المتقدمة وبين أغنياء العالم وفقرائه.
ومن مظاهر الخطر الاجتماعي:
– ثلاثة أغنى أغنياء أمريكا ثروتهم أكثر من ثروة قارة إفريقيا كلها التي فيها 600 مليون نسمة.
– 30% من سكان العالم دخلهم اليومي يقل عن دولارين، و20% من سكان العالم يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد، وكلهم من الدول النامية.
– 20% من سكان العالم يملكون 80% من ثروته ، والباقي من السكان يملكون الباقي من الثروة.
– حركة المال العالمي اليومي تزيد على 10 تريليون دولار يملك معظمه عدد محدود من الشركات والأشخاص في هذا العالم، معظمهم في العالم الغربي.
– التجارة الإلكترونية (السوق الإلكتروني) شبه محتكرة للغربيين خاصة أمريكا التي تحصل على نصيب الأسد من هذه التجارة، حيث بلغت حصتها من هذه السوق نسبة قريبة من النصف والباقي لبقية العالم وخاصة الدول الغربية الأخرى، بينما الدول النامية لا تحصل إلا على واحد بالألف.
– خمس دول غربية فيها 172 شركة من أصل 200 شركة كبرى في العالم، وهي أمريكا، و اليابان، و فرنسا، وألمانيا، و بريطانيا.
– في العالم 358 شخصاً يملكون ما يملك 45% من سكان العالم أي 6,2 مليار شخصاً.
– هناك توقعات بازدياد البطالة والفقر مستقبلاً؛ فحوالي 30% من طاقات العمل تكفي عندما تدخل التقنية الإلكترونية في الإدارة وفي سوق العمل.
– الأرباح المتوقعة من اتفاقيات منظمة التجارة العالمية قد تصل إلى 200 مليار دولار، معظمها يذهب إلى الشركات الغربية بينما لن يحصل العالم العربي إلا على 1% منها .
– كل خمس دولارات في العالم يملك الغرب أربعة منها ويترك دولاراً واحداً فقط لبقية المناطق .
– وفي مجال التكنولوجيا نجد أن 40% من كمبيوترات العالم توجد في أمريكا؛ بينما نجد واحداً من كل ثلاثمائة أفريقي يملك خطاً هاتفياً واحداً، ونجد أن 80 % من مالكي الهواتف الخلوية هم من العالم الغني بينما توصف بنغلادش بأنها صحراء هاتفية.

2.الخطر الثقافي :
محاولة صهر الثقافات الموجودة في ثقافة واحدة هي الثقافة الغربية وبالذات الأمريكية ، وجعلها النموذج العالمي مستغلة التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات، وما ترسله عبر الفضائيات من سيل جارف من المواد الإعلامية، وتفريغ العالم من الهوية الوطنية والقومية والدينية.
ومن مظاهر ذلك أيضاً:
– يوجد في العالم 6000 لغة، لكن 90% من برامج الإنترنت تبث باللغة الإنجليزية مما يسبب تهميشاً للغات الأخرى حتى الحية منها؛ مما دعا الرئيس الفرنسي شيراك إلى الدعوة إلى إقامة تحالف بين الدول التي تعتمد لغات من أصل لاتيني للتصدي بشكل أفضل لهيمنة اللغة الإنجليزية لدى افتتاحه منتدى حول تحديات العولمة في 20/3/2001م . ومن المعلوم أن الوكالة الفرنكفونية والمنظمة الدولية للفرنكفونية أُنشئتا لهذا السبب. كما أفادت دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة نشرت في 8/2/2001م أن نصف اللغات المحلية في العالم في طريقها للزوال، وحذرت الدراسة من أن 90% من اللغات المحلية سوف تختفي في القرن الحادي والعشرين.
– استخدام بعض الصكوك الدولية والقوانين عند بعض الدول للضغط من أجل تغيير الهويات وصهر الثقافات، وكمثال على ذلك قانون (التحرر من الاضطهاد الديني) الأمريكي الذي تستخدمه في التدخل بشؤون العالم الإسلامي بدعوى حماية الأقليات، وإتاحة حرية ممارسة العبادة وإقامة دور لها.
– الآثار الثقافية السلبية التي يمكن أن تنشأ من السير في فلك منظمة التجارة العالمية؛ حيث تتيح تفسيرات قوانينها الاعتداء على الخصوصيات الثقافية بدعوى تسهيل انسياب حركة التجارة العالمية.
3. الخطر الأخلاقي:
– وذلك بما يبث عبر شبكات التلفزة والإنترنت من أفلام جنسية ومواد إعلامية تروج الفاحشة والرذيلة. وقد بلغ هذا النوع من المواد والأفلام من الكثرة لدرجة أن ألمانيا التي يسمح قانونها بعرض العملية الجنسية على المسرح مباشرة أمام المشاهدين قامت بإغلاق 200 موقع إباحي عام 1996م . وبلغت تلك البرامج رواجاً كبيراً لدرجة أن استفتاءً في بريطانيا أظهر أن نسبة 1 : 3 من طلاب المدارس الثانوية يشاهدون أفلاماً إباحية.
– هناك نصف مليون موقع على الإنترنت تتعامل مع الصور المخلة بالآداب، وتشرح طرق استعمال المخدرات ، ووسائل استخدام العنف ( 1997م ).
– استخدام جسد المرأة أداة نفعية مادية؛ وذلك بتضخيم الجانب الشهواني ؛ حيث تعتبر المرأة سلعة يمكن تسويقها من خلال العروض التلفزيونية والإعلانات.
وكذلك تعتبر المرأة آلة لتسويق السلع الاستهلاكية لمستحضرات التجميل والأزياء، ويظهر ذلك من خلال عروض الأزياء، ومسابقات ملكات الجمال، وقد توسعت مسابقات ملكات الجمال لتشمل ملكات جمال الإنترنت.
4. الخطر الاجتماعي:
ويتمثل ذلك بمحاولات الدول الغربية تحت مظلة الأمم المتحدة أن تفرض أنموذجها الاجتماعي، وأن تفرض على العالم قيم المجتمع الغربي المختلة في مجال الأسرة والمرأة من خلال المؤتمرات الدولية في المجالات الاجتماعية المختلفة، ومن خلال المؤتمرات الإقليمية ولجان المتابعة لتوصيات هذه المؤتمرات المتعددة والمنتشرة، والتي تدعو إلى اعتماد النموذج الغربي في الحياة الاجتماعية والسكان ، كما أن توصيات هذه المؤتمرات قد تصل إلى ما يشبه القرارات الملزمة.
ومن أبرز توصيات هذه المؤتمرات:
– الحرية الجنسية وإباحة العلاقات الجنسية خارج إطار الأسرة، وتقليل قيمة الزواج.
– تكريس المفهوم الغربي للأسرة، وهو أنها تتكون من شخصين فأكثر ولوكانا من نوع واحد.
– إباحة الشذوذ الجنسي بكل أنواعه، ومن المعلوم أنه مُقَرٌّ في بعض القوانين الغربية.
– فرض مفهوم المساواة الشكلي بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات والحياة العامة.
ومن مظاهر الاستجابة لهذه العولمة الاجتماعية في العالم العربي نلاحظ:
– تزايد النشاط النسوي الوافد بما يحمله من فكر تغريبي، ومثاله: الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية في المغرب ( 2000م ).
– الاتجاه لإعادة النظر في قوانين الأسرة في العالم الإسلامي، كما حصل في مصر أخيراً.
– تزايد التمويل الأجنبي المشبوه لمنظمات وهيئات نسوية أو معنية بشؤون الأسرة والمرأة.
– طرح مناقشات وبرامج حول المرأة في المجتمعات المحافظة، كما حصل في بعض دول الخليج أخيراً.
5. خطر الفوضى العالمية وعدم السيطرة:
تتيح التقنية وسائل جديدة للمجرمين واللصوص وتجار المخدرات؛ حيث إن توحد السوق وضخامة ما يضخ فيه من مال يغطي عمليات السرقة وغسيل الأموال، فتكثر عصابات المافيا وأساليب الاحتيال، وقد تغري بدخول أجهزة استخبارات لبعض الدول وسط معمعة الفوضى لتحقيق أغراض مالية أو سياسية. ومن مظاهر ذلك:
– مواقع على الإنترنت فيها إرشادات للإرهابيين؛ حتى وصل الأمر إلى أن يناقش هذا الموضوع في الكونجرس الأمريكي تحت عنوان : « الإنترنت وعلاقته بالإرهاب » .
– عشرات الألوف من المواقع على الإنترنت تشرح طرق استعمال المخدرات ووسائل استخدام العنف.
– سرقة البرامج؛ حيث قدرت قيمة البرامج المسروقة في عام 1993م ببليوني دولار.
– سرقة أرقام بطاقات الائتمان؛ حيث قامت عصابة واحدة بسرقة 000 . 140 بطاقة عام 1994م ، وتم نشرها على لوائح .
– إفساد البرامج داخل أنظمة الكمبيوتر. وبحكم ترابط شبكات الكمبيوتر والمعلومات يعظم الإفساد. وكمثال قريب لذلك فيروس «الحب». وما زالت محاولات نشر الفيروسيات عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني مستمرة .
هذه جوانب من المخاطر، وهناك جوانب أخرى لم نتطرق إليها لوضوحها للمراقب والمتابع، ومنها خطر العولمة الاقتصادية ذلك الغول الخطير الذي يهدد دول الجنوب عامة ، ويمكن أن يحولها إلى شبه ملكية خاصة للشركات الغرببة العملاقة المتعددة الجنسيات.

كيف نستثمر آليات العولمة ؟
كما أن للعولمة أخطارها الضخمة فإن هناك كثيراً من المكاسب والفرص التي هي جزء من الحركة الفاعلة والإيقاع السريع لمعطيات العصر. فالموقف العقلاني الرشيد ليس فقط المقاومة، وإنما نضيف إلى ذلك ما ينبغي أن يكون عليه موقفنا من استثمار الفرص السانحة باستخدام آليات العولمة بما يخدم المسلمين ويحافظ على هويتهم ويبرز موقفهم ويحمي كيانهم . ومن أمثلة هذا الاستثمار:
1. الاستثمار في مجال الإعلام والاتصالات:
– إن سهولة الاتصالات ونقل المعلومات ستُحدِث نقلة نوعية في أساليب الإدارة والعمل، فيستطيع الأفراد العمل من منازلهم في بعض الوظائف. وقد بدأت عدد من الشركات الأمريكية والأوروبية بتخصيص أوقات معينة لكي ينجز الموظفون أعمالهم الموكلة بهم من منازلهم دون الحاجة للحضور، وأغلب الذين يعملون بهذا الأسلوب من النساء. فهذا الأسلوب سيتيح الفرصة أمام الأسر المحافظة والمجتمعات المحافظة لإنجاز أعمال كثيرة عن طريق الإنترنت دون الحاجة لخروج المرأة من منزلها وترك بيتها وأطفالها، وخاصة إذا علمنا أن نسبة استخدام النساء للإنترنت في مجتمع محافظ كالسعودية نسبة عالية بحسب إحصائية أخيرة.
– تحرير وسائل الإعلام وتطورها وسهولة امتلاكها وإنشاء القرى الإلكترونية الحرة سيتيح مجالاً لأي فرد أو مجموعة أو منظمة تريد أن تقيم محطات فضائية أو وسائل إعلام أخرى لنشر الإسلام والدعوة إلى الله، ونشر العلم، والدفاع عن المسلمين، والرد على الشبهات بحرية دون وصاية أو رقابة رسمية أو الخضوع لأنظمة مقيدة، ومن أمثلة ذلك الجهود الحثيثة في أكثر من جهة لإنشاء قنوات فضائية إسلامية مستقلة داخل القرى الإعلامية الحرة المقامة في بعض الدول.
– التغطيه الإعلامية الواسعة للأحداث من خلال الفضائيات أتاحت تغطية واسعة لقضايا المسلمين، وقلل من فرصة الإعلام الغربي أن يعتم إعلامياً على قضايا المسلمين أو يعرضها من وجهة نظره المنحازة في أغلب الأحيان، وكمثال على ذلك التغطية الواسعة لما يجري في فلسطين المحتلة بحيث وضع العالم في صورة ما يحدث لحظة لحظة، وكشف ممارسات الصهاينة هناك، ولا شك أن الإعلام له تاثير مباشر على صنع الرأي العام الذي يؤثر على الأنظمة السياسية في سبيل تعديل مواقفها، ومما هو جدير بالذكر أن صورة مقتل (محمد الدرة) التي أثرت بشكل ملحوظ على الرأي العام العالمي كانت لقطة لمصور وكالة الصحافة الفرنسية، وهذا أمر أغضب اليهود، وأغضبهم أكثر أن تكون من مصور وكالة غربية.
2. الاستثمار في المجال الاقتصادي:
مع التسليم بخطورة العولمة الاقتصادية على اقتصاديات الدول الضعيفة ، وخطورة فتح الأسواق وتحرير التجارة في هذه الدول والذي سيكون لصالح الشركات الكبرى الغربية إلا أن كثيراً من هذه الدول إذا أحسنت استخدام إمكاناتها وما تتميز فيه من موارد على غيرها من الدول الغربية، ورشدت سياساتها الاقتصادية، وحاربت الفساد المالي والإداري المستشري، فإنه يمكنها أن توظف جانباً من هذه العولمة الاقتصادية لصالحها فمثلاً:
– الانضمام لمنظمة التجارة العالمية يمنع أوروبا من وضع رسم 12% على المستوردات البتروكيمائية من بعض الدول الإسلامية البترولية؛ فمثلاً الإنتاج السعودي من البتروكيمائيات يزيد على 5% من الإنتاج العالمي ؛ فكم ستكون الفائدة إذا أزيلت الحواجز الجمركية أمام هذه السلعة المتوفرة لدى الدول المنتجة للنفط ومعظمها دول إسلامية؟
– يتيح انضمام الدول المنتجة للنفط إلى المنظمة الفرصة للضغط بمعاملته باعتباره سلعة صناعية من سلع المنظمة، فتزول الضرائب المفروضة عليه في الدول المستوردة. ففي تقرير لمنظمة الأوبك مؤخراً أظهر أن أكثر من 70% من سعر النفط المصدر إلى دول الاتحاد الأوروبي يذهب إلى الخزائن الحكومية بينما يحصل منتجو النفط على أقل من 30% . كما أوضحت تقارير أخرى أن عائدات أربع دول أوروبية من ضرائب النفط في عام 1998م يفوق عائدات كل دول أوبك من تصدير النفط في ذلك العام. فإذا علمنا أن معظم الدول المنتجة هي دول إسلامية، ومنها السعودية التي يعادل إنتاجها 13% من الإنتاج العالمي يتبين مدى الفائدة المرجوة .
– كذلك فالانضمام إلى المنظمة سيدفع إلى إزالة معوقات كثيرة تقف في وجه التنمية، وإلى تحديث الأنظمة وإلى وجود الشفافية لتصحيح مسارات التنمية، وإلى تحديث الإجراءات القضائية، وتخليص الأنظمة الحمائية التي لا تتمشى مع روح النظام الاقتصادي الإسلامي وتضعف هياكل الإنتاج .
– انفتاح السوق مع ما يجلبه من سلبيات إلا أنه سيدفع إلى التنافس الذي سيحكم طبيعة السوق الحر المفتوح، وهذا سيدفع إلى تخصيص مؤسسات عامة كثيرة؛ وخاصة قطاع الخدمات الذي يعاني من سوء في الإدارة وضعف في الإنتاجية في معظم دول العالم الثالث، لتكون أقدر على المنافسة وأوضح للمحاسبة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الخدمات وتحسين مستوى المعيشة والرفاهية، وسيخلق بيئة عمل حيوية وفعالية أكثر للمجتمع.
– انفتاح السوق وإزالة العوائق النظامية سيتيح طرح البدائل الإسلامية في الخدمات، كالبنوك الإسلامية التي قيد انتشارها في عدد من البلدان مع نجاح التجربة، بحيث ستجد فرصتها في سوق الخدمات الحر، كذلك بدائل التأمين التعاوني الشرعي في مواجهة التأمين التجاري بصورته الرأسمالية.
– تتيح التقنية الحديثة للاستثمار ( التجارة الإلكترونية ) لمشاركة عدد من مستثمري دول العالم الثالث عبر القنوات المفتوحة، خاصة إذا استحدثت قنوات آمنة للاستثمار من الناحية الشرعية في أسواق البورصات العالمية، مثل محاولة عدد من المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي إيجاد مؤشر إسلامي على «مؤشر داوجونز» باسم ‘ Islamic Index Dowjones.
3. الاستثمار وفي مجال الإنترنت:
– الإنترنت ثمرة من ثمار التقنية كسرت احتكار الغرب للمعلومات، وأتاحت فرصة الوصول إلى المعلومات في المجالات المختلفة بنفس السرعة المتاحة للغربيين سواء كانت معلومات علمية أو إخبارية. وإذا كانت مقولة أن العصر هو عصر المعلومات، وأن هيمنة الغرب هي بالمعلومات وذلك باستخدامه الفاعل لها؛ فإن هذه الفرصة أصبحت متاحة لغيرهم، فإذا أحسنا استخدام المعلومة، وعرفنا طرق الوصول إليها فسنستطيع أن نقلل الهوة بيننا وبين الغربيين في مجالات عدة.
– كذلك فالإنترنت منبر حر دون رقيب، وميدان فسيح دون قيود لكل من يحسن استثماره واستغلاله، ويستطيع أي مفكر مسلم أو داعية مسلم أن يطرح ما يريد من خلال صفحات لا حصر لها ، ويمكن نشر الإسلام والعلم الشرعي وإتاحته لكل من يطلبه دون عناء. ويمكن أن تصدر صحف ومجلات دورية دون قيد أو شرط. وكمثال على ذلك موقع القوقاز الذي يغطي أخبار المجاهدين الشيشان على شبكة الإنترنت؛ فلقد استطاع أن يحطم حاجز التعتيم الإعلامي عليهم، وأن يضع العالم في صورة ما يحدث هناك بشكل شبه يومي، وشكَّل مصدراً مهماً لأخبار المجاهدين الشيشان لوكالات الأنباء العالمية .
– كذلك نستطيع استخدام هذه الشبكة في مجال الاحتساب العام من خلال توسيع مجاله وتطوير مفهومه ليتلاءم مع الآليات المتطورة. وبذلك نستطيع رفع فعالية المصلحين والمحتسبين على المنكرات العامة الدولية منها والإقليمية .
ومن أمثلة هذه المحاولات: إصدار وثيقة تستنكر أفعال الصهاينة بالفلسطينيين في بداية الانتفاضة الثانية والتي وقعها مئات العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين في أنحاء العالم عن طريق الإنترنت. كذلك ما تجريه بعض القنوات الفضائية من التصويت على قضية من القضايا وموقف من المواقف الهامة تجاه مستقبل الأمة ومصيرها ، وما تطرحه بعض المواقع على هذه الشبكة من حشد التواقيع ضد قضية ظلم تجاه المسلمين وإرسالها إلى الظالمين. وكذلك ما تقوم به المنظمات الإسلامية في أمريكا والمدافعة عن حقوق المسلمين مثل منظمة «كير» CAIR في واشنطن واستخدامها الفعال للإنترنت في الاحتساب على منتهكي حقوق الإسلام والمسلمين . ومن أبرز الأمثلة في هذا الجانب كيفية توظيف معارضي العولمة أثناء قمة سياتل عام 1999م أدوات العولمة لمواجهتها، حيث نظم المعارضون جهودهم ونسقوها عبر شبكة الإنترنت مما أربك المؤتمر وساعد على هزيمته.
– استثمار تقنيات نقل المحاضرات، مثل تقنية غرف PALTALK في نظام هذه الشبكة، حيث تستطيع أن تلقي دروساً وتقدم محاضرات وتجري حوارات وتدفع بردود على الهواء مباشرة بشكل مرئي ومسموع، ويُستمع إليك من كل أنحاء العالم. وإذا علمت أن المشتركين في هذا النظام بلغ حتى الآن خمسة ملايين مشترك ويزيدون باطراد؛ فلك أن تتصور مقدار المصالح التي يمكن أن تتحقق في باب الدعوة ونشر العلم وإزالة الشبهات وترسيخ المنهج. وقد استخدم هذا النظام في نقل بعض دروس الحلقات العلمية الصيفية بالرياض فكان المستمعون لها من كل أنحاء العالم يتابعون دروسها في الوقت نفسه الذي يستمع لها المشاركون في المسجد نفسه، ويطرح البعيدون أسئلتهم كما يطرحها القريبون.
4. الاستثمارفي المجال الثقافي والفكري والاجتماعي:
– نستطيع أن نوظف المشاركة في هذا النوع من المؤتمرات واللجان في طرح الرؤى الإسلامية في المجالات الفكرية والثقافية الاجتماعية ، ونبين مخاطر قيادة الغرب للعالم في هذه المجالات، ببيان الآثار في الواقع وأن ذلك ثمرة لحَيْدة البشرية عن مصدر الهدى والرشاد وهو الوحي . كما أن منتديات حوار الحضارات ستكون ميداناً فسيحاً للغزو الفكري المضاد، وسنجد أننا استطعنا القيام بواجب الدعوة إلى الله والشهادة على الناس من خلال هذه المنتديات والفعاليات. وسنجد أننا نملك ما لا يملكه الآخر، وأنه أتيحت الفرصة لنا لإبراز جوانب القوة التي نملكها أمام قوة الغرب المادية والتقنية. ولعله أن يهتدي من أراد الهدى من خلال الدعوة إلى المنهج الحق وبيان محاسنه ومقارنته بفساد مناهج الآخرين في هذه المجالات .
والملاحظ أنه رغم تأثيرات الإعلام الغربي والأمريكي بالذات في نشر نمط الثقافة والحياة الأمريكية في العالم عبر الفضائيات والأفلام والمجلات والإنترنت فإن الدعوات الدينية والأخلاقية المضادة ما تزال تكسب أنصاراً جدداً في غير مكان من العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وهذا يجعلنا نتفق مع تأكيد صاحب كتاب: «توالد العولمة: التحولات والممانعة » بتلازم التحولات العولمية مع ازدياد تحولات الممانعة والمقاومة لها، وأن المنظومات الدينية تعتبر من أكبر المنتفعين من العولمة لا سيما من جهة استثمار وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها لنشر رسالتها الدينية.
– كذلك يستطيع العرب المسلمون أن يحدثوا عولمة للغة العربية خاصة في أوساط المسلمين، وذلك بما يضخونه من مواد علمية وفكرية وشرعية وقرآنية مكتوبة أو مسموعة بحيث يعتاد المسلمون من غير العرب قراءة هذه المواد وسماعها مما ينعش حيوية اللغة العربية؛ خاصة إذا استحضرنا العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية والدين الإسلامي . ومن جهة أخرى يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل شأن اللهجات المحلية والقطرية لصالح الفصحى.
وخلاصة القول:
هناك فرص أخرى كثيرة يمكن للمتأمل أن يجدها فيما تتيحه المعطيات الجديدة المشكِّلة لبيئة العولمة، ولكن لا نعقلها وندرك كيفية استثمارها إلا بفهم عميق وإدراك ذكي لقوانين هذا العالم وطبيعة هذه العولمة ، ومعرفة جوانب القوة وجوانب الضعف في مراكز القوى، وكيف ينشأ القرار العالمي ، واستيعاب استخدام التقنية وتعميمها بحيث لا تبقى في محيط النخبة فقط.
الموقف:
إذا استثنينا اتجاه فريق يرى المقاومة بالانعزال عن هذا العالم لضعف تأثيره وقلة مؤيديه وعدم قدرته على الصمود الطويل ؛ فهناك اتجاهان بارزان يحددان مواقف النخب الفكرية من تيار العولمة:
الأول: اتجاه الذوبان، وهو الذي ينطلق من أن العولمة محتوى وآليات هي خيار وحيد وحتمي لهذا العالم ولا بد من الذوبان فيها والانصهار الحتمي معها؛ ويمثله طائفة من المفكرين العلمانيين .
الثاني: اتجاه نقدي عقلاني رشيد يحاول تفهم قوانين العولمة دون التسليم بحتمية القيم التي تجلبها، ويعرف كيفية مواجهة تحدي المحافظة على الهوية الإسلامية والثوابت العقدية والثقافية مع معايشة العصر بفكر متفتح ورأي مستنير وسلوك رشيد. وهذا الموقف الصحيح يقوم على مقاومتها موضوعًا ومحتوى ، واستثماره وسائل وآليات. ولذا نحتاج إلى ما يلي:
أ- تعميق الوعي العقدي والديني والخلقي؛ ذلك أن العولمة تحمل روحًا علمانية مادية ، وتؤسس حياة استهلاكية دنيوية تختزل الإنسان في بعده المادي والاستهلاكي ، وتهون من شأن القيم والمعايير الأخلاقية والثوابت الدينية. والتركيز على التربية الدينية والأخلاقية للحماية من تيار الشهوات الجارف الذي تغذيه وتدفع به فكرة العولمة من جهة الآليات والمحتوى.
ب- إنعاش قيم التفوق الثقافي والفكري والأدبيات الحضارية المكافئة والملائمة لقيم العولمة الثقافية والحضارية، مثل الشورى والعدل وحقوق الإنسان بأصولها الشرعية بدلاً عمَّا يقابلها من القيم الغربية بأصولها العلمانية.
ج- المحافظة على الخصوصية الثقافية مع الانفتاح الفكري الذي يجعلنا نستوعب ما عند الآخرين من علوم وفهوم ومنجزات حضارية ، ونمتنع عن التأثر السلبي لهذا الانفتاح.
د- قيام حركة تأصيلية نشطة لبعض قضايا المنهج، وتحرير بعض المواقف العلمية، والتفريق بين قضايا الاجتهاد وقضايا الافتراق، ومواجهة النوازل المستجدة التي تفرضها طبيعة العصر، والردود العلمية على الشبهات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام .
هـ – الحذر من ظهور تيارات عقلانية ومدارس منحرفة متأثرة بالاكتساح الحضاري تفسر الإسلام وأحكامه وقيمه تفسيرًا يتلاءم ويتوافق مع قيم وفلسفة الحضارة الغربية، ويستجيب للروح المنهزمة التي يعيشها كثير من المسلمين.
و- الانفتاح والحوار الفكري والحضاري ؛ بحيث تمتد أيدي الحوار، والصراع الحضاري حيث تشرئب أعناق الهيمنة الحضارية.
ز- الاستعلاء بالإيمان، والثقة بأن المستقبل لهذا الدين ولهذه الأمة، وتحرير العقل من ثقافة الغرب والولع به، واعتبار ذلك من الثوابت الدينية التي لا بد من الإيمان بها، وأنها من مقتضيات الدين الصحيح، وهي من لب الرسالات وكلام المرسلين ، وقد توصل لهذه الحقيقة من أراد أن يحرر شعبه من هذه التبعية عندما قال (مانديلا): "حرروا عقولكم من ثقافة الرجل الأبيض تحرروا أرضكم من هيمنته" .
ح- استخدام وسائل التقنية وآليات العولمة بكفاءة من أجل عولمة مضادة ، وذلك في معركة المشروع الغربي (التغريبي) بكل مفرداته وبين المشروع الإسلامي الشامل بكل مفرداته، وذلك من خلال عولمة الرؤى والمواقف الإسلامية، وتجاوز الروح والنظرة الإقليمية الضيقة في النظر إلى مستقبل الإسلام في أتون الصراع العالمي.

معلومات عن العولمة و ان شاء الله تستفيدون منها …

مصطلح العولمة من أكثر المصطلحات المعاصرة انتشارا وغموضا في الوقت نفسه . ولذلك يتساءل كثير من الناس عن معنى هذا المصطلح، هل هو جعل الأنظمة السياسية الموجودة في العالم على نمط سياسي واحد؟ أم فتح الأسواق وإلغاء القيود والحواجز الاقتصادية بين الدول ؟ أم تصدير ثقافة معينة ينبغي لها أن تسيطر وتفوق غيرها من الثقافات ؟ أم أن العولمة هي كل ما تقدم ، بل وربما أكثر ؟

ثم يأتي السؤال الأهم وهو : ما حكم العولمة في الإسلام ؟ وما موقف المسلمين منها ؟

للإجابة عن هذه الأسئلة ، عُقدت كثير من المؤتمرات والندوات والمحاضرات، بغية تجلية هذا الأمر وبيان الموقف منه . إلا أن ما قدم فيها ـ وبخاصة العولمة الاقتصادية ـ كان يعاني أمرين : إما طرح الموضوع والتعمق فيه من الناحية الاقتصادية دون بيان الحكم الشرعي، أو طرح إسلامي عام لا يضع النقاط على الحروف ؛ فلا يبين الحكم الشرعي بعد دراسة الظاهرة دراسة وافية ، ولا يطرح حلولا تفصيلية وسياسات شرعية يمكن تطبيقها في الواقع. فمعظم الكتابات الإسلامية التي صدرت اتسمت بالعمومية وعدم التعمق ، حيث اشتملت على أحكام متعجلة وتوصيات أقرب إلى التمنيات منها إلى الحلول والسياسات ، باستثناء بعض الرسائل العلمية القليلة جدا التي تناولت أجزاء يسيرة من هذا الموضوع الضخم . ولا شك أن تشعب الموضوع وتعقيده قد حال دون الوصول إلى المقصود .

وإسهاما مني في تجلية هذا الأمر ، فقد بحثت هذا الموضوع ، من ناحية معنى العولمة بعامة والعولمة الاقتصادية بخاصة ، وأهدافها ، وأدواتها ، وأسباب بروزها ، وآثارها الاقتصادية في الدول الإسلامية ، ومنظماتها التي تخطط لها وتطبقها على شكل سياسات في الدول النامية وهي : البنك الدولي للتعمير والتنمية ، وصندوق النقد الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية . وقد بينت حكم تلك السياسات في الشريعة الإسلامية وطرحت سياسات شرعية يمكن أن يستغنى بها عن سياسات تلك المنظمات في حالة معارضتها للشريعة الإسلامية ، أما سياساتها الموافقة للشريعة فيمكن الأخذ بها إذا اقتضى الأمر.

والعولمة "Globalization" لفظة إنجليزية حديثة المنشأ ، لا يجدي البحث عنها في المعاجم العربية . بل لا بد من الرجوع إلى المعاجم والقواميس الأجنبية لمعرفة المقصود بها . وبالرجوع إلى بعض تلك المعاجم وجدت أن أصل اللفظة هو " Globe " ويعني : كرة، أو الكرة الأرضية ، أو كرة يعلوها صليب ترمز إلى سلطة الملك وعدالته. والصفة منها " Global " وتعني : كروي ، أو عالمي ، أو شامل. أما الاسم وهو " Globalization " فيعني ما يلي:

"worldwide in scope or application To make global ;esb.to make "

أي أن العولمة هي إكساب الشيء طابع العالمية ، وبخاصة جعل نطاق الشيء أو تطبيقه عالميا. ويلاحظ على صيغة " zation ـ " في لفظة "Globalization" أنها تفيد وجود فاعل يفعل ، فليس الأمر عفويا.

وقد ترجمت اللفظة الإنجليزية "Globalization " إلى ثلاثة ألفاظ عربية هي: " العولمة " و"الكوكبة "و" الكونية ". وقد انتشرت اللفظة الأولى على لسان كثير من الكتاب والمفكرين، وإن كان بعضهم يعترف بأن لفظة " الكوكبة " أدق من لفظة " العولمة " ؛ لأن لفظة العولمة اشتقاق من "عالم " الذي يقابل " World " وليس من " الكوكب " الذي يقابل "Globe" .

وقد اختلفت التعريفات الاصطلاحية للعولمة ، باختلاف توجهات وأفكار من يعرَّفونها ، قبولا أو رفضا . فبينما يعرفها الغربيون بتعريفات تبدو محايدة وبراقة ، يعرفها بقية المفكرين في الدول النامية وبخاصة المسلمين منهم، بتعريفات تصورها على أنها خطر داهم يجب التنبه له ومواجهته . كما أن تعريفاتهم للعولمة قد اختلفت أيضا من شخص لآخر، بسبب تعقيدها وتشعبها وتعدد جوانبها، بل رأى بعضهم ، عدم جدوى البحث عن تعريف جامع مانع ، واكتفى بتحديد المعنى ومعرفة أبعاده ومضامينه.

فمن الفريق الأول ـ وهو المؤيد للعولمة ـ عرفها صندوق النقد الدولي بأنها " تزايد الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين بلدان العالم ، بوسائل منها: زيادة حجم وتنوع معاملات السلع والخدمات عبر الحدود والمتدفقات الرأسمالية الدولية ، وكذلك من خلال سرعة ومدى انتشار التكنولوجيا ".

ويؤخذ على هذا التعريف ، أنه يحصر العولمة في المجال الاقتصادي ويهمل المجالين : السياسي ، والثقافي . كما أنه يصور العولمة وكأنها ظاهرة تلقائية تحدث عفويا بين الدول ، وليس خلفها جهات توجهها وتسيرها . وكما أن هذا هو المعنى المعلن للعولمة ، أما المعنى الخفي فشيء غير ذلك .

ومن الفريق الآخر ـ وهو المعارض للعولمة ـ عرفها الأطرش بأنها " اندماج أسواق العالم في حقول التجارة، والاستثمارات المباشرة ، وانتقال الأموال ، والقوى العاملة، والثقافات ، والتقانة ، ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية ، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية، وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة، وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة، هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات ".

وعرفها الدكتور الزنيدي بأنها : " ذلك التوجه وتلك الدعوة التي تسعى إلى صياغة حياة البشر في مختلف الأمم ، وفق القيم والمسالك والأنماط الغربية ـ وبالدرجة الأولى الأمريكية ـ وتحطيم خصوصيات الأمم المختلفة ، إما بالترغيب أو بالترهيب ". ثم ذكر أن هذا التعريف تلتقي فيه عامة التعريفات وإن اختلفت صياغاتها، وأن هذه الفكرة ليست جديدة، فإشاعة قيم الغرب ، تدرجت من التغريب، إلى الحداثة ، ثم إلى العولمة، فليس في الأمر شيء جديد .

والراجح في معنى العولمة في نظري هو ما ذكره المعارضون . وهو المعنى الخفي للعولمة . وملخص هذا المعنى أن العولمة هي نشر القيم الغربية الرأسمالية في العالم، وجعل العالم كله يسير وفقا للنموذج الغربي الرأسمالي في مجالات السياسة ، والاقتصاد، والثقافة .

أنواع العولمة والفرق بينها وبين العالمية :

ربما كان من أسباب اختلاف تعريفات العولمة وصعوبتها ، تعدد أنواع العولمة نفسها . فمن الطبيعي أن تختلف تعريفات العولمة باختلاف أبعادها وتجلياتها ومؤشراتها على أرض الواقع، ويمكن حصر العناصر الأساسية لظاهرة العولمة الراهنة في مستويات ثلاثة متداخلة ومترابطة هي: الاقتصاد ، والسياسة، والثقافة . فالعولمة إذن ، تنقسم إلى أقسام متعددة أهمها ما يلي :

1ـ العولمة السياسية وتعني نشر القيم الغربية في مجال السياسة بالدعوة إلى الأخذ بالديمقراطية الغربية بوصفها نظاما للحكم ، مع ما يتطلبه ذلك من تعددية سياسية ، وأحزاب ، وحرية في التعبير ، ومجالس تشريعية ، ودساتير ، ورأي عام ، وغير ذلك . وهذا النوع وإن كان قد تغلغل في مجتمعاتنا منذ الاستعمار العسكري الغربي في القرنين الماضيين، إلا أنه تزايد وانتشر بعد إطلاق مصطلح العولمة انتشارا ملحوظا .

2ـ العولمة الفكرية والثقافية والاجتماعية وتعني نشر الفكر الغربي في النظر إلى الكون والحياة والإنسان ، بوسائل منها : الأدب الغربي الذي أخذ يتسلل إلى مجتمعاتنا باسم الحداثة ، وشبكة المعلومات الدولية والفضائيات التي أصبح انتشارها في العالم ممكنا ، بعد أن غزا الغرب الفضاء وثبت فيه عددا كبيرا من الأقمار الصناعية .

3ـ العولمة الاقتصادية وتعني نشر القيم الغربية في مجال الاقتصاد مثل: الحرية الاقتصادية ، وفتح الأسواق ، وترك الأسعار للعرض والطلب ، وعدم تدخل الحكومات في النشاط الاقتصادي ، وربط اقتصاد الدول النامية بالاقتصاد العالمي ، بحيث يصبح العالم مقسما إلى قسمين لا ثالث لهما ؛ قسم ينتج ويطور ويبدع ويصدر وهو الدول الغربية ، وقسم يستهلك ويستورد فقط وهو الدول النامية ومنها الدول الإسلامية. وهذا هو مغزى الاستعمار قديما وحديثا ، أعني امتصاص خيرات الشعوب الضعيفة وجعلها دائما تابعة للدول الصناعية الغربية .

وقد لا أجافي الحقيقة إذا قلت إن الاقتصاد هو المحرك أو السبب الرئيس لكثير من الأحداث العالمية ، لأننا نعيش في عالم يقدس المال ويسعى إلى الحصول عليه بطرق شتى وفقا لمبدأ الإيطالي ميكيافيلي : " الغاية تبرر الوسيلة " . ومع التسليم بخطر النوعين السابقين من العولمة : السياسية والثقافية ، فإن العولمة الاقتصادية هي أشد هذه الأنواع خطرا وهي المحرك الحقيقي للعالم الغربي.

أما العالمية " Globalism" فقد عرفتها الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي بأنها " مذهب يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المذهبية المتباينة " . ويزعم أصحاب هذه الدعوة أن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد، تزول معه خلافاتهم الدينية والعنصرية ، لإحلال السلام في العالم محل الخلاف.

وبناء عليه ، يتبين أن العالمية تمثل مجالا واسعا من مجالات العولمة وهو المجال الثقافي وأن العلاقة بينهما علاقة جزء بكل .

ويرى الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية أن العالمية مذهب باطل ينسف دين الإسلام ، بجمعه بين الحق والباطل ، أي بين الإسلام والأديان كافة ، وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام . وأنه لا ينبغي أن نقول "عالمية الإسلام " فنخضع الإسلام لهذا المذهب الفكري، ولنقل :" الإسلام والعالمية " لنظهر فضل الإسلام ، ونحط إلى القاع ما دونه من مذاهب ونِحَل محاها الإسلام.

إلا أن معظم الباحثين المسلمين ومنهم الأستاذ ماجد الزميع يرون عدم المانع من استعمال عبارة " عالمية الإسلام " ؛ لأن الشريعة الإسلامية عالمية في أصلها وتفاصيلها، وهي نقطة الفرق الجوهرية بين الإسلام والديانات السماوية السابقة. فجملة "عالمية الإسلام " يمكن أن تجمع ثلاثة عناصر هي أن الإسلام رسالة موجهة إلى الخلق جميعهم ، وهم مطالبون باعتناقه جميعا. وأنه يشتمل على أصول الديانات السابقة جميعها ، فهو اللبنة الأخيرة في صرحها الشامخ . وأن مبادئ الإسلام صالحة للتطبيق في كل مكان وزمان . ثم إن الفروق بين العولمة والعالمية بمعناها الجائز كثيرة منها ما يلي:

1ـ أن العولمة مسح للثقافات الأخر وإحلال الاختراق الثقافي محل الصراع الأيديولوجي . أما العالمية فهي تفتح على العالم وعلى الثقافات الأخر ، واحتفاظ بالخلاف الأيديولوجي .

2ـ أن العولمة إرادة للهيمنة ، فهي قمع وإقصاء للخصوصية واحتواء للعالم . أما العالمية فهي طموح إلى الارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي ، وانفتاح على ما هو عالمي وكوني .

3ـ أن طلب العالمية في المجال الثقافي ـ كما في غيره من المجالات ـ طموح مشروع ، ورغبة في الأخذ والعطاء ، وفي التعارف والحوار والتلاقح . أما العولمة فهي إرادة لاختراق الآخرين ، وسلبهم خصوصيتهم.

4ـ أن عالمية الإسلام لا إكراه فيها ، ومشروعية الجهاد إنما هي لإزالة العوائق التي تحول بين الناس وبين سماع الحق . أما العولمة فهي أن يجبر القوي الضعيف ، ويرغمه على ما لا يريد .

والذي أراه أن عبارة "عالمية الإسلام " إن كان يقصد بها صهر الإسلام في الأديان الأخر ، وإزالة الفروق بينه وبينها ، والتخلي عن أحكامه ، فإن تلك العبارة لا تجوز، وإن كان يقصد بها الانفتاح على العالم ، ومحاورته ومجادلته بالتي هي أحسن ، ودعوته إلى هذا الدين، ومبادلة المصالح الدنيوية معه ، فلا أرى بأسا من إطلاقها على الإسلام .

بالتوفيق ………

السلام عليكم..

ما قصرن خواتي..

بارك الله فيهن..

ويعلهن ذخر للمعهد..

بالتوفيق..

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير / بحث : اثر الاسلام على العرب – تاريخ – حادي عشر ادبي للصف الحادي عشر

أثر الإسلام على العرب

استطاع الإسلام الحنيف أن يغير الكثير من صفات العرب الذاتية والاجتماعية عندما جاءهم وتمكن ذلك التنظيم الإسلامي في سنوات قلائل لا تصل إلى ربع قرن مدة بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم مبعوثا فيهم أن يجعل منهم خير أمة أخرجت للناس بما يأمرون به من معروف وما ينهون عنه من منكر بعد إيمانهم بالله
فقد استطاع الإسلام أن يذهب عنهم رجس الجاهلية وأن يقوم ما كان منحرفا من أخلاقهم وسلوكهم الفردي والاجتماعي .

لقد كان العرب أمة أمية لا يقرأون ولا يكتبون إلا في النادر القليل ، فلقد روى بعض المؤرخين أن الإسلام دخل وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب ثم عدهم ، ومنهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم . وقليل من نساءهم كن يكتبن مثل حفصة وأم كلثوم من زوجات النبي صلوات الله عليه .

ولم يكن فيهم عالم أو فيلسوف ولم تكن فيهم على الجملة من صفات العلم والمعرفة إلا ما كان منها فطريا لا يحتاج في اكتسابه إلى تعلم وتدريب وكذلك كان الحال عندما دخل الإسلام المدينة .
فلما غمرهم نور الإسلام أزال من عقولهم هذا الجهل وكانت أول آية من آيات القرآن الكريم تقول : ( …اقرأ …) فالدعوة إلى القراءة والمعرفة من أول ما نادى به الإسلام ولقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين القراءة والكتابة وكان يستعين بمن يعرفون الكتابة ليدونوا له الوحي وقد كان له غير واحد من كتاب الوحي أمثال أبي بن كعب الأنصاري ثم يزيد بن ثابت الأنصاري وعبد الله بن سعد بن أبي سرح من قريش ، وعثمان وشرحبيل بن حسنة وغيرهم

شجع الرسول الكريم أصحابه على تعلم القراءة والكتابة منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية فقد كان خباب بن الأرت معه صحيفة فيها من سورة طه وكان يقرءها فاطمة بنت الخطاب على ما هو معروف من قصة إسلام عمر بن الخطاب .
وقد روى الإمام البخاري عن زيد بن ثابت قال : أتى بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة فقيل : هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال : تعلم كتاب يهود – أي كتابتهم – فإني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته فكنت أكتب له إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له …

ويروى البخاري عن زيد بن ثابت حديثا آخر يقول فيه : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا على أو ينقصوا فتعلم السريانية فتعلمتها في سبعة عشر يوما .
ونشر الإسلام بين العرب ألوانا من المعارف لم يكونوا يعرفونها من قبل أو كانوا يعرفونها على وجه خاطىء ، فقد دعاهم الإسلام إلى نبذ العصبية القبلية وإلى نبذ التفاخر بالأنساب والأحساب ونزلت عليهم الآيات القرآنية التي تقول لهم : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وتحدث إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال : ( أيها الناس إن الله تعالى أذهب عنكم نخوة الجاهلية وفخرها بالآباء كلكم لآدم وآدم من تراب ، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ) .
ثم أشاع الإسلام بينهم الكثير من تاريخ الأولين ، فيما جاء به القرآن الكريم من قصص آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام ثم من قصص عاد وثمود وفرعون وغيرهم من الأمم الماضية .
ولقد كان هذا اللون من القصص شائعا على وجه ما عند أهل الكتاب ولكن العرب لم يكونوا يعرفون منه إلا أقل القليل .

كما دعا الإسلام العرب إلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال وحببهم في الخير والبر وبغض إليهم الشر والإثم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان وحارب فيهم الظلم والعدوان ونهاهم عن التعالي والكبرياء وحرم عليهم شرب الخمر والزنا واتخاذ الأخدان والمسافحة ونهاهم عن الربا والميسر وحرم عليهم الغش والكذب وعلى الإجمال قوم فيهم كل سلوك معوج وحال بينهم وبين الانحراف عن الحق والهدى ولم يدع لديهم من رذيلة إلا ونهاهم عنها ولم يترك فضيلة إلا دعاهم إليها ورسم لهم نمطا سلوكيا في حياتهم يسعدون به ويسعدون سواهم إن هم تمسكوا ومشوا في ضوء هداه .

والحق أن الإسلام صاغ العرب صياغة جديدة وضعتهم في الصورة التي مكنتهم بعد قليل من الزمان من إن يحملوا مشاعل الحضارة ليضيئوا بها للبشرية طريق الحق والعدالة والإنسانية الراشدة وقد فعلوا فملأوا بالحضارة الإسلامية فيما بعد جنبات الدنيا وأنحاء الوجود .

وأحدث الإسلام في العرب تغييرا جذريا عميقا في عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية ونقلهم من منطق الغلبة للأقوى – إلى منطق جديد لا يخاف فيه الضعيف لأنه ضعيف ولا يغتر فيه القوي بأنه قوى ، بل القوى الظالم ضعيف أمام الإسلام والضعيف المظلوم قوى أمام هذا المنطق الجديد وقد شرع لهم الإسلام من النظم ما يكفل لهم أرقى أنواع الحياة وما يطب لكل مشكلاتها .

كما حظيت الأسرة في التشريع الإسلامي بنصيب كبير من الاهتمام فقد نظم الإسلام الزواج والطلاق وكل ما يتفرع عن الحياة الزوجية من مسائل كالنفقة والإرضاع والخلع والظهار واللعان . وقد وضع الإسلام المرأة في تشريعاته حيث يجب أن توضع ، وأزال عنها ما كانت تعانيه في ظل النظم الجاهلية ، وكذلك أوضح ما لأفراد الأسرة جميعا من حقوق أو واجبات ، وكذلك نظم سائر المعاملات التي تجمع الناس أو تفرق بينهم كالبيع والشراء والرهن والقرض والسلم ، والإجارة والمزارعة والشفعة وكل ما هو من فروع التعامل بين الناس .

وحدد الإسلام موقف الفرد والجماعة من الجريمة والعقاب بما يحافظ على حياة الناس ويوفر لهم الأمن والاستقرار ، ولم يدع الحاكم هكذا يفعل ما يشاء وإنما حدد كيف يطاع وفيما يطاع ومتى يعصى ومتى يخلع ، وهكذا أحدث الإسلام تشريعات اشتملت على كل ما يصلح حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية .

وشجع الإسلام العرب على الفكر وأعمال العقول وإجالة النظر في كل ما يحيط بهم من خلق الله . بل وفي أنفسهم وما تذخر به من مكنونات وكان الهدف من ذلك أن تقدر هذه العقول عندما تعمل على النظر في ملكوت الله والإطلاع على جليل مخلوقاته وعظيم حكمته فيهديهم ذلك إلى الإيمان بالله سبحانه ، وإن الآيات القرآنية التي تدعوهم إلى النظر والفكر لكثيرة ، وإنها لتدعوهم إلى النظر في الكون وما يمتلىء به من ناس وأشياء يقول سبحانه ( أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ) .

ويقول : ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا مناعا لكم ولأنعامكم ) .

إن العرب بما هم عليه من صفات تجعلهم أنسب الشعوب لحمل أعباء الدعوة والانطلاق بها في الآفاق الجديدة من أرجاء العالم المختلفة وما كان يستطيع غير العرب أن يحملوا هذا العبء لأنهم لم تكن لهم الصفات الضرورية للدعوة من حب الخير والطواعية في الاستجابة لسلطان الدين ومن الشجاعة والقدرة على الغلبة تلك الصفات التي لم تشابههم فيها أمة من الأمم .

وإن معجزة من معجزات الدعوة الإسلامية هي التي جعلت العرب الأمة الأمية يحملون إلى العالم دين العلم والمعرفة وأمة العصبية والقبليات تحمل إلى الناس في كافة أنحاء الأرض أرقى دعوة تعلم الناس أرقى ألوان السماحة والعدالة والإنسانية العامة .

الملفات المرفقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.,,

يعطيك ربي الف عافية..

عساك عالقوة,,

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.,,

يعطيك ربي الف عافية..

عساك عالقوة,,

الله يعافيج

السسلام عليكم
بارك الله فيك
اششكر ابداعك الرائع
ما عليك زود

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبة مشاهدة المشاركة
السسلام عليكم
بارك الله فيك
اششكر ابداعك الرائع
ما عليك زود

ويبارك فيج اختي
العفو ؛ الشكر لله اختي
الابداع متعلمه منج يا اختي

يسلموو على الردود جااري ++ الكل

مشكووورة ما تقصريين ..

يزاج الله الف خير .. فميزان حسناتج انشالله ..

تحياتي : لكم بالتوفيق ..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة عناد مشاهدة المشاركة
مشكووورما تقصر ..

يزاك الله الف خير .. فميزان حسناتك ان شاءالله ..

تحياتي : لكم بالتوفيق ..

السموووحة التعديل كان مني لاني ولد

العفووووو ؛ الشكر لله اختي
ويجزج الف خير اختي .. امين يا رب .

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

اوراق عمل للحادي عشر الادبي للصف الحادي عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم حبيت انقل لكم اوراق عمل للحادي عشر الادبي

منـــــــــــــــــــــقووووووووووووووووووووووووول

في المرفقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات

الملفات المرفقة

بــــــــــــــارك الله فيج

تستاهلين ++

بــــــــــــــارك الله فيج

تستاهلين ++

احم احم احم اخجلتي تواضعي الغالية شكرا لج عمرورج الغااوي ربي لا هانجـ حبيبتي

السلآلآم عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله فيج..عالمجهود الطيب..
الصراحة ما قصرتي ما شاء الله عليج..
الله لا يحرمنا من مثل هالمواضيع..
بالتوفيق للجميع ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته’’

يعطيج الف عافية’’

وبارك الله فيج ,,

ما قصرتي’’

هذه أوراق عمل رياضيات وليس تاريخ

هههه
ما شاء الله
اوراق رياضيات وصف 11
اختي هذا قسم تاريخ وصف12
ههههه

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن الفراعنة – مصريون القدماء الصف الحادي عشر

●~

السلام عليكم . .

بلييييييييييييز ابا تقرير عن الفراعنة

( المصريون القدماء )

ويزآكم آلله الف خييييييير

إعداد : تنكزار سفوك
لماذا ظهرت الحضارة المصرية في وادي النيل؟ ولماذا استمرت وقتاً طويلاً مقارنة بالحضارات التي تبعتها؟ لماذا قام المصريون القدامى بتحنيط الموتى؟ لماذا بنى الفراعنة الأهرامات؟
مازالت الحضارة المصرية القديمة تشكل بهاءً وبريقاً ومصدر إلهام وإعجاب على مر السنين وتعاقب الأجيال والقرون لكثير من علماء الآثار، منذ أن عرف المؤرخ اليوناني هيرودوت ودون ما شاهده في رحلته إلى هذا البلد في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أبدى دهشته من الطريقة التي بنى فيها المصريون صروحهم من الأحجار الكبيرة، والقسوة والقوة التي كان يتمتع بها سكان هذا البلد، وانبهر بجمال وفن العمارة والهندسة التي بنيت بها هذه الصروح العملاقة.
ظهرت عند المصريين القدامى محاولات عديدة ومساع باتجاه البقاء، وقد برزت هذه النزعة من خلال فن العمارة والزخرفة والنقوش وكذلك في الكتابات، وتجلى ذلك بشكل واضح في رحلة الفرعون نحو تخليد تاريخهم.
ولادة أولى الممالك
فكانت ولادة الحضارة المصرية القديمة منذ ما يقارب 5000 سنة، لتصبح اليوم ميداناً يستقطب السواح من مختلف أصقاع الأرض، وتعتبر آثار الحضارة المصرية من أهم الأماكن السياحية في العالم، وقد كان مهد الحضارة المصرية في وادي النيل، التي تحاط بصحراء كبيرة على مد النظر على طرفي الوادي من الشرق والغرب حيث كانت هنا الولادة الأولى للممالك القديمة، وظهرت الكتابة الهيروغلوفية، إضافة إلى مفاهيم السلطة والتحكم.
ولا يجب أن نفاجأ بأن المصريين قد أدهشوا العالم حتى الباحثين في علم الآثار والتاريخ البشري بحضارتهم وتاريخهم في مجال هندسة العمارة وعلوم الأجنة.
والآن وبعد مرور آلاف السنين على هذه الحضارة، لابد لنا أن نلقي نظرة على الماضي لنكتشف الثقافة الإنسانية والأسطورة المصرية التي تجعلنا نبحر في قرون عديدة ولتقدم لنا رؤية فيها الكثير من الإعجاب بمصر القديمة.
فلأول مرة ظهرت الصروح المصرية على شكل جبهة عريضة عملاقة، حيث تصادف ما يخرج عن الطبيعة المألوفة، فهناك أهرامات الجيزة وروعة القصور والمعابد وقبور الفراعنة..
مصر القديمة أرض المعجزات والأساطير، لم يبهر ولم يشغل خيال المختصين وعلماء الآثار مثلما فعلته آثار مصر فأصبحوا أسرى أمام أصولها ومعابدها وهندسة صروحها هذه المعابد الأهرامات التي تعتبر أشهر الصروح الأثرية القديمة في العالم وتعد واحدة من عجائب الدنيا السبع، وتمثال أبي الهول شاهد على عظمة الإنسان المصري في ذلك الزمان، وقوة إرادته وخصب خياله.
ضخت مياه نهر النيل في حياة المصريين فسقت الحضارة في هذا المكان، هذا النهر الذي ينبع من قلب إفريقيا ليتجه إلى الشمال نحو البحر الأبيض المتوسط لينهض بالحضارة الفرعونية وليبعث في الأرض التي مرت منها الحياة والازدهار والتنمية، فيجذب إليها السكان وتنتعش الصحراء القاحلة لتتحول إلى أراض خصبة أصبحت مصدراً للعيش ومهدت لحركة ونشاط بشري كبير فحولت نمط الحياة ومهدت للزراعة التي أصبحت فيما بعد المصدر الوحيد للعيش.
مقبرة توت عنخ آمون
كما أن للشمس رموزاً مهمة تجسد الولادة والموت. فالفراعنة يسعون من خلال بنائهم لهذه الصروح العملاقة من أهرامات وتماثيل إلى البقاء. وكان المصريون القدامى يعتقدون خطأ أن الروح والجسد شيئان متلازمان للوجود الإنساني سواء في الحياة أو الموت، لذا لجأوا إلى عملية التحنيط للجسد في القبور وكانت قبورهم تعج بالمجوهرات والكتابات وممتلكات خاصة بالملك المتوفى مثلما أكتشف في مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام 1922م من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، حيث كان يدفن مع الملك كل ما كان يستعمله في حياته اليومية من لعب أطفال وأدوات الكتابة وعصا الصيد وأقلام وألوان وملابس. والحلي يبلغ عدد قطعها 143 قطعة بأشكال مختلفة تجسد الشمس والقمر وأواني وأحجار….
كما وجد في قبره كرسي العرش وصولجانات وأقواس وسيوف وخناجر، وعثر فيه على التابوت الذهبي الذي يزن أكثر من 110 كيلو جرامات، وكذلك القناع الذهبي المغطى بالحجارة الكريمة إذ يبلغ وزنه 11 كيلو جراماً، وكان يغطي وجه المومياء.
واعتبر اكتشافها حدثا عظيماً في تاريخ الآثار المصرية وتاريخ العالم. هذه المقبرة التي بقي بابها مغلقا لمدة 3000 سنة، وتعرضت لمحاولتي سرقة من قبل مهربي الآثار.
القبور الأكثر أهمية هي الأهرامات، الأكثر شهرةً وأهميةً ومكانةً التي بناها مهندسون مهرة وعمال امتلكوا الكثير من القوة العضلية ومن الصبر، فحملوا الحجارة الكبيرة على ظهورهم ليبنوا بها أهرامات لأسيادهم.
واليوم علماء الآثار في مصر مستمرون في التنقيب عن الآثار في سعيٍ منهم إلى الفوز بالمزيد من الاكتشافات المهمة ومستمرون في دراساتهم العلمية على مومياء الملوك الفراعنة وعلم الأجنة وتحديد الأنساب، وفك شفرة الأرقام والكتابات الهيروغليفية، ودراسة حياة الناس في ذلك الزمان، ليردوا على الكثير من الأسئلة التي مازالت غامضة، إغناءً للثقافة المصرية، هذه الحضارة التي دار حولها وحول أسرارها جدال كثير وأفرزت انطباعات وأفكار يؤكد البعض منها على اهتمام المصريين القدماء بالموت، في حين تذهب الأخرى إلى أبعد من ذلك فتركز على السعادة التي كان يتمتع بها هذا الشعب في الحياة فعرف كيف يجسدها.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%…8A%D9%8A%D9%86

مصادر و مراجع :
معهد الامارات التعليمي http://www.uae.ii5ii.com
قوقل
وكبيديا الموسوعة الحرة
موسوعة حضارة العالم

تقرير عن مصر القديمه

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=13860

يسلموووووووووووووو

السلام عليكم..

بارك الله فالجهود الطيبة..

عساكم عالقوة,,

ثانكس

يسلمووووووو
ويزاج الله خير

أولا الحضارة الفرعونية
منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ كانت مصر موئلا للإنسان البدائي الذي كان يصيد الحيوانات حيث كانت المنطقة في أقصى الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.
منذ 35 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر الذي توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطى والدلتا بالشمال.وقامت أول حضارة مصرية في منطقة البداري بالصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور والمواشي وصناعة الفخار والتعدين.
في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلي يرمز له بالتاج الأبيضوالوجه البحري يرمز له بالتاج الأحمر ووحد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3200سنة ق.م وجعل العاصمةمنف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذي حافظ عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وماكتب على ورق البردي.
وهناك تاريخ دقيق مثبت لمسيرة هذه الأمة عبر الأزمان والقرون فنجد، مثل ذلك الذي كتبه مانيتو في العهد البطلمي:
تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتي دخول الإسكندر الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر. انظر: مانيتو.
ظل حاكم مصر يضفي عليه الألوهية منذ توحيد مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتي احتلال الرومان مصر.
2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
2700 ق.م. الملك زوسر شيد هرمه المدرج المعروف بهرم سقارة.
2560 ق.م. بنى الملك خوفو الهرم الأكبر الذي ظل أعلى بناية في العالم حتي القرن 13.
2050 ق.م أصبحت طيبة الأقصر حالياً أثناء الدولة الوسطى عاصمة مصر.
2000 ق.م. مصر روضت القطط لإصطياد الثعابين والتقدم في الفلك والتنبؤ بميعاد الفيضان.
1786 ق.م. الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون الحصان والعجلة وقوي نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس في مصر العليا إنتشرت بكل أنحاء مصر.
1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة استعمارية وسيطروا على معظم العالم القديم.
1500 ق.م. استعمل الشادوف.
1443 ق.م. تولى الملك تحتمس الثالث حكم مصر واسس الامبراطورية المصرية أو ما يوصف بالدولة الحديثة
1375 ق.م. دعوة التوحيد إخناتون ونقل العاصمة من طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس وهو ما ادى لتفكك اجزاء كبيرة من الامبراطورية المصرية
1271 ق.م. الملك رمسيس الثانى يحارب الثوار الحيثين وينتصر عليهم قي معركة قادش الثانية
1285 ق.م. ملك الحيثيين يعقد اتفاقية سلام مع رمسيس الثانى وتعد أول اتفاقية سلام مدونة في التاريخ
1236 ق.م. الملك مرنبتاح، فرعون مصر (1236 ـ 1223)، يصد هجوم شعوب البحر والليبيين ورد في سجلاته أنه هاجم (يسرائيل) وقضى عليها في (1231)
1167 ق.م ـ وفاة رمسيس الثالث (1198 ـ 1167) آخر فراعنة مصر العظام وضعف الدولة المركزية والكهنه وحكام الأقاليم يسيطرون على مصر وبداية عصر الإضمحلال الفرعونى الثالث
750 ق.م. الملك كاشتا ملك النوبة يستولي على مصر ويعلن نفسه فرعون وابن للاله آمون.
671 ق.م. الآشوريون يحتلون مصر ويقضون على الاسرة النوبيه الاحتلال الآشورى لمصر.
661 ق.م. طرد المصريون للآشوريون على يد بسماتيك الأول.
601 ق.م الفرعون نكاو الثانى يصد الغزو البابلى الحرب المصرية البابلية
525 ق.م. الاخمينيون يغزون مصر وحكموها لسنة 405 ق م.
405 ق.م. طرد المصريون للفرس على يد ايميريتى
343 ق.م. الفرس يحتلون مصر مرة ثانية حتي 332 ق م.
332 ق.م. الإسكندر الأكبر يغزو مصر ويؤسس الإسكندرية.
305 ق.م. بداية حكم البطالمة.
30 ق.م. كليوباترا تنتحر – نهاية حكم البطالمة وبداية حكم الرومان.
330 م حكم البيزنطيين الروم لمصر.
639 م دخول الإسلام مصر بعد 33 سنة من ظهوره بمكة.
التاريخ


لم تكن حضارة قدماء المصريين فلتة حضارية في عمر الزمن. لأن حضارتهم كانت منفردة بسماتها الحضارية وإنجازاتها الضخمة وأصالتها. وهذا ما أضفي عليها مصداقية الأصالة بين كل الحضارات. مما جعلها أم حضارات الدنيا بلا منازع. وهذه الحضارة أكثر مكوثا وانبهارا وشهرة بين حضارات الأقدمين. فلقد قامت حضارة قدماء المصريين The Ancient Egyptians Civilization بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة 5000 ق.م. إلي سنة 30 ق.م.. وهي أطول حضارة استمرارية بالعالم القديم، ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة وهم أول شعب استأنس القطط.
ويعتبر نهر النيل الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي الفيضان كل عام ليغذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت اقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبا بالنوبة على النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر اثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة ومنارة الإسكندرية. وكانت نبتة أقدم موقع أثري بالنوبة. وكان منذ 6000 سنة منطقة رعوية تسقط بها الأمطار الصيفية ترعي بها الماشية حتي منذ 4899 سنة عندما إنحسرت عنها الأمطار. اكتشف بها دوائر حجرية وقد قام بالمنطقة مجتمعات سكانبة من بينها قرية كان يمدها 18 بئر بالمياه تحت سطح بلاطات بناء ميجوليثي كبير عبارة عن تمثال يشبه بقرة نحت من صخرة كبيرة. وكانت تتكون القرية من 18 بيتا. وبها مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين. وهذا يدل علي أن السكان كانوا يعبدون البقر. ووجد مواقد كانت تستعمل. وعظام غزلان وأرانب برية وشقف فخار وقشر بيض نعام مزخرف. لكن لايوجد مدافن أو مخلفات بشرية في نبتة. وهذا يدل أن البدو كانوا رحلا يأتون لنبتة كل صيف حيث الماء والكلأ. والزواج والتجارة وإقامة الطقوس الدينية.
في مجال علوم الفلك نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات منذ فترة زمنية حسب الشمس والنجوم حيث أقاموا الشواهد الحجرية ميجاليثاتMegaliths. وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7000 سنة في الصحراء الجنوبية بمصر. قبل إقامة مواقع الميجاليثات بإنجلترا وبريطانيا وأوروبا بألف سنة كموقعستونهنج الشهيرة.
وقد أكتشف موقع نبتة منذ عدة سنوات ويتكون من دائرة حجرية صغيرة. وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها مائلة على بعد ميل من الموقع وبعضها بارتفاع 9 قدم. وكل بلاطة مدفونة بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة ويحدد الإعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من ميجوليثات مائلة. وكان هذا الموقع قد بني علي شاطيء بحيرة يتجمع بها ماء المطر صيفاً وقتها. حيث كانت قطعان المواشي تُقاد إلى نبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة. وكان البدو الرعاة يفدون إليها في موسم أمطار حتي منذ 4800 سنة حيث إنحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداء. وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها 12 قدم تضم أربعة مجموعات من البلاطات القائمة حيث يمكن رؤية الأفق. وكانت مجموعتان تتجها ناحية الشمال والجنوب والمجموعتان الأخريتان تتجها ناحية أفق الإعتدال الشمسي الصيفي. وسلالة هؤلاء بعد 2000 سنة قد نزحوا ل وادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000 ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونقادة وأبيدوس (أنظر : بداري). وهذا الاستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم تسجيلات جدارية ومخطوطة على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة. فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي ظلت حتي اليوم.
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغةالهيروغليفية وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب وطب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم. ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون كسمة عقائدية. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا بأفريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء بها التي تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار. وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة 8000 ق.م. في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية. وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشاشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطار الموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000 ق.م.
وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة 5000 ق.م. وكان بالفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500 ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك اختلاف بين المصريين القدماء ما بين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة.وجاء الملك مينا عام 3100 ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري. وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة وكانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي انتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة. أنظر:أهرام. وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات(5000ق.م. – 3000ق.م.) لايتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. – 2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العددمن 3- 4مليون نسمة. وفي العصر الهيليني (332 ق.م.- 30 ق.م.) بلغ العدد 7مليون نسمة. وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة. والتعليم والكتابة كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول. وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب. وكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخرى. وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وأشبه بالمكتبة.وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني والبيطرة وطب الأسنان. وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية.
وكان حجر رشيد قد إكتشف عام 1799 إبان الحملة الفرنسية وقد نقش عام 196 ق.م. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية. وكان وقت اكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين. لأن اللغتين الأولتين كانتا وقتها من اللغات الميتة. حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليونوفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص الإغريقي ونصوص هيروغليفية أخرى. وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما. وكانت الهيروغليفية لغة دينية متداولة في المعابد واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية والإغريقية لغة الحكام الإغريق. وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصروإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر. وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 ليفتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون.وكانت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات. ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية.
وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحظانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام. وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيل الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية. وكان أول محاولة لصنع تقويم عام 8000 ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية (أنظر: آفبيريستونهنج) في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا. وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها. وقسموا اليوم 24 ساعة (12 نهار و12 ليل)والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم. والسنة 12 شهر. وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور. وكانت السنة تعادل 360 يوم. وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5 أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله. وبهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم. وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسية ولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4 سنوات.
وقام قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط (مادة)والموسيقى والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما. وبعد توحيدها أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية أو حيوانية أو خليطا منها. وهذه الأشكال جسدفيها قدماء المصريين قوي الطبيعة وعناصرها.وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم. وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور اتعبر عن الخلودمن خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع. وكان يوضع اسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه.
والأهرامات نجدها تعبر عن عظمة العمارة لدي قدماء المصريين. وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية. ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت. وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق وغروب الشمس.وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة. وقد استفاد الأغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات (أنظر : أمنحتب).. فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000 سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها. وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت. وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلة في عقيدةرع وحورس وأتون وخبري. والقمر ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو تفنوت إلها الريح والرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان عقيدة آمون – رع كملك الآلهة.
وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها. وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط (مادة) الميت. وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه. وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي.
وفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة. وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان. وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المصريين قي عمر الخامسه والعشرين حتى اربعين عام. وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت باستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا ورمسيسالأول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي. وقلما كانت امرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479 ق.م. وتقاسمت الحكم معتحتمس الثالث. وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله. وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله. وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان اقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمدمصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهةوالخضروات.وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد. وكان الشادوف وسيلة الري بعد انحسار الفيضان. ولقد إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم بكل القارات حيث إتبع التحنيط mummification بكل القارات.و كلمة مومياء أصلها الكلمة الهيروغليفيه "مم"التي تعني شمع أو القار والذي كان يستخدم في عمليات التحنيط. وقد إشتُقت منها لاحقا الكلمه Mummy واانتشرت بعد ذلك إلى اللغات الهندواوروبيه. وهذه الكلمة مومياء تطبق علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم. وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19. وليس المومياوات المصرية مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط. ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية علي الموت.
وهذه بعض الصور



___________________________________
الآراميون هم أحد الشعوب السامية، هاجر هذا الشعب من شمالي الجزيرة العربية حتى أنتشر تدريجيا في وسط وشمالي بلاد الشام والجزء الشمالي الغربي من (بلاد ما بين النهرين)، استعمل الآراميون لغتهم الخاصة وهي اللغة الآرمية بلهجاتها المتعددة. وقد استطاعت هذه المجموعات الآرامية ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد أن تكون دويلات عديدة سيطرت على بلاد واسعة في الجزيرة الفراتية في سوريا بين دجلة والفرات، وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة. وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها، فدُعيت باسم بلاد آرام قرونًا عدة قبل أن تعرف منذ العصر الهلنستي السلوقي باسم سوريا وكان ذلك في (القرن الرابع قبل الميلاد).
-تاريخ الحضارة:-
إن أقدم ذكر للآراميين هو من قبل الآشوريين حيث ذكروهم على هيئة قبائل تسمى "الأخلامو"، وبعد ازدياد قوة الآراميين استقروا في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري وسطسوريا وتل حلف في الجزيرة الفراتية حيث استقروا وكونوا ممالك آرامية ثم اتسعت مناطق استقرارهم في أواخر الألف الثاني ق.م، في أنحاء الهلال الخصيب شرقي الفرات وغربه، وذلك بعد انهيار التوازن في بلاد المشرق القديم بتزايد حدة غارات شعوب البحر وتحركاتهم، وانهيار الإمبراطورية الحيثية في الأناضول وسوريا الشمالية، وانحسار النفوذ مصر القديمةعن بلاد كنعان وضعف بابل الكاشية.
ويرتبط اسم الآراميين في هذا العصر المبكر بجماعات من البدو الرحل كان يُطلق عليهم اسم (الأخلامو). ويمكن تتبع تحركات المجموعات الآرامية منذ القرن الرابع عشر ق.م. من المصادر الحيثية (حوليات حاتوشيلي الثالث) والمصادر الآشورية (حوليات الملك أددنيراري الأول 1307-1275 ق.م.)، ومن الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة (أخيت – أتون) حيث ورد ذكر الأخلامو الآراميين في بعضها من عهد إخناتون (نحو 1375ق.م) عندما كانوا يتجولون على ضفاف الفرات. وبعد أن تمكن هؤلاء من الاستيطان والاستقرار على ضفاف نهرالخابور وعند مجرى الفرات الأوسط في سوريا وهي المنطقة التي عرفت باسم آرام النهرين منطقة الجزيرة السورية اليوم، ومن هناك بدؤا يؤسسون ممالك وإِمارات ودول هي الممالك الأرامية السورية.
ذكر تعبير الآراميون في وثائق الملك الآشوري تگلات بلاصّر الأول (1116-1076 ق.م.) للدلالة على الحضارة الآرامية، بدون أن يقرن ذلك اسمهم بالأخلامو. ويتباهى هذا الملك بأنه شن عليهم وعلى الأخلامو أيضًا ثمانية وعشرين حملة على جبهة امتدت من جبل باسار (جبل البشري) وتدمر إِلى عانة ورابيقو على ضفاف الفرات. وفي نهاية القرن الحادي عشر ق.م أسس الآراميون مملكة بيت عديني على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة جنوبي كركميش (جرابلس اليوم) وأسسوا في وادي الخابور إِمارات لاقي وبيت بخياني وتل حلف، وبيت خالوبواستقرت قبيلة تمناي في نصيبينا (نصيبين اليوم)، وحزيرانا وحيدادا جنوب غربي ماردين في الجزيرة السورية العليا.
أما الحد الأقصى للتوسع الآرامي في الشمال فهو صورو (أي الجبل)، والمقصود هنا هضاب طور عبدين. أمّا في غربي الفرات، فقد تبسط الآراميون بالتدريج غربًا حتى جبال الأمانوسالساحل السوري واستوطنوا في سمآل (زنجرلي في تركيا). وكثر عددهم حول أرفاد قرب أعزاز في محيط حلب حيث تأسست مملكة بيت أجوشي التي امتدت على منطقة حلب كلّها. كما أنتشروا في حوض العاصي في سوريا، وصارت حماة في أيدي حكام آراميين. وفي سهل البقاع وعلى سفوح الجبال غرب دمشق قامت مملكة صوبة التي ضمّت أراضي البقاع الجنوبي وجزءًا من وادي بردى في دمشق وعين جر (عنجر اليوم)، ويمكن أن تكون قد أقامت اتحادًا مع مملكة بيت رحوب على نهر الليطاني، وبيت معكة على سفوح حرمون السورية، وجشورشرق بحيرة طبريا ومملكة دمشق في حوضي بردى والأعوج وسفوح قاسيون وغوطة دمشق.
ورد ذكر ملك دمشق الآرامي في الوثائق الآشورية باسم أدد ـ إِدري (هدد عزر)، نجح شلما نصر الثالث الذي ضم مملكة بيت عديني الآرامية على الفرات (856 ق.م.) إِلى مملكته، وتقدم بعدئذ غربًا إِلى حوض نهر العاصي ليواجه عند قرقر شمال حماة تحالفًا كبيرًا بزعامة برهدد ملك آرام دمشق ضمّ اثني عشر ملكًا وأميرًا في سوريا الساحلية والداخلية وذلك سنة 853 ق.م. واستطاع الجيش الآرامي، أن يهزم جيش الملك الآشوري شلما نصر الثالث
<H2> مملكة آرام دمشق


ازدهرت مملكة آرام دمشق وازدادت قوةً ونفوذا بعد إبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات وأحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م. عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه (إيل يرى) (841-805 ق.م.) الذي أنهى حكم أسرة برهدد ،و بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على جنوب سوريا، ومدّ نفوذه من وادي نهر اليرموك إِلى أرنون وربما وادي الموجب، وفلسطين ووصل إِلى بلدة جات شرق عسقلان. وامتدت مملكة آرام دمشق لتضم مناطق كثيرة من بلاد آرام في سوريا والمنطقة المجاوره.
وللأسف لم أجد لها أي صور
______________________________________
الحضارة الفينيقية
الفينيقيون مجموعة سامية الأصول، فرع من الكنعانيين من العماليق. سكنوا سواحل البحر الأبيض المتوسط أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد. وفي فترات محددة، سيطر الفينيقيون على معظم جزر البحر المتوسط حتى امتدت مستعمراتهم من قرطاج في شمال أفريقيا إلى كورسيكا وجنوب إسبانيا. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوينيكوس (phoinikies) والتي تعني البنفسجيين وذلك بسبب لون ملابسهم وأقمشتهم الأرجوانية والتي اشتهروا بصباغتها من أصداف الموركس البحرية. اشتهر الفنيقيون بالأبجدية الخاصة بهم وكتاباتهم الأكثر تطوراَ، والتي اعتمدت على مخارج الحروف بدلا من الكتابة التصويرية مثل الهيروغليفية والمسمارية[1] وكانت أصل الأبجدية المعاصرة لكل من اللغة العربية والعبرية واليونانية واللاتينية. و يرجح ان يكون سكان كل من سواحل سوريا ولبنان وتونس ومالطا يحملون جذورا فينيقية
أصل الفينيقيين
رغم تعدد البعثات الأثرية التي عملت في جميع المواقع الفينيقية القديمة، فإن الكشف في هذه المواقع لم يتعد الطبقات الأرضية التي ترجع إلى العصور البيزنطية والرومانية وفي بعض المواقع إلى الفينيقيين وقد ذكرت العديد من المصادر التاريخية البابلية والاشورية والفرعونية واليونانية .
والمتفق عليه أن نشأة المدن الفينيقية ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد اختلف المؤرخون في أصول نشأتهم[2]. منهم من قال أنهم أتوا من شواطئ البحر الأحمر ومنهم من أرجعهم إلى شعب دلمون في الخليج العربي. إلا أنهم اتفقوا على أن الفينيقيين هم كنعانيون ساميون من صلب سام بن نوح. وربطهم الطبري بالعماليق من العرب البائدة.
وهذه صور للحضارة

الحضارة البابلية
بابل تعني بالأكّدية (بوابة الإله) كان الفرس يطلقون عليها بابروش دولة بلاد ما بين النهرين القديمة. كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر كانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوببغداد بالعراق. فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكانت تقوم على الزراعة وليس الصناعة. وبابل دولة أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وهزم آشور عام 1760 ق.م, وأصدر قانونه (شريعة حمورابي) وفي عام 1603ق.م. إستولى ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولى الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهرنبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.) ودخلها الكلدان عام 721 ق.م.( ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولى نبوخدنصر الثاني علي أورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. إلى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم إستولى الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام538 ق.م. في زمن الملك الكلداني بلشاصر وضمها لإمبراطوريته.

سبحان الله و بحمده