توصيات المنتدي العالمي الأول للبيئة من منظور إسلامي
انعقد المتندي العالمي الأول للبيئة من منظور إسلامي بقصر المؤتمرات بمدينة جدة فى الفترة ما بين 26 ـ 28 رجب 1421 هـ الموافق 23ـ 25 اكتوبر 2000م، وذلك بناءً على دعوة من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية ، وشاركها فى الدعوة وزارة الخارجية السعودية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والبنك الإسلامي للتنمية .
وافتتح المنتدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بكلمة اعتبرت وثيقة من وثائق المنتدي لما تضمنته من رؤية مستقبلية لقضايا البيئة والتنمية فى العالم الإسلامي . كما تم تضمين الكلمات الافتتاحية لكل من معالي الدكتورة معصومة إبتكار مساعد رئيس الجمهورية ومدير إدارة البيئة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وسعادة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومعالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة كوثائق للمنتدي .
ومن خلال ستة محاور مختلفة ، قام المشاركون بالمنتدي ببحث ومناقشة العلاقة بين البيئة والتنمية من منظور إسلامي ، والأحام الشرعية والقوانين البيئية فى الإسلام ، والمنظور الإسلامي للجوانب البيئية فى النظام العالمي الجديد ، وتبنى المبادئ الإسلامية فى المحافظة على صحة الإنسان وبيئته وترشيد أنماط الاستهلاك والتحفيز نحو الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ومعالجة قضايا البيئة العالمية من منظور إسلامي ، والتربية الإسلامية ودورها فى تنمية الجوانب الاجتماعية نحو غرس مفاهيم التنمية المستدامة من المنظور الإسلامي .
ولقد أجمع المشاركون على أن للإسلام منظوراً شاملاً متكاملاً ومتميزاً لمفهوم البيئة وقضاياها المختلفة وطرق التعامل معها وحمايتها ، وذلك من خلال ما ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واجتهادات علماء المسلمين وفقهائهم. ويستمد هذا المنظور أسسه من مقاصد ثلاثة لله تعالي من المكلفين من بنى الإنسان
المقصد الأول : عبادة الله تعالي .
المقصد الثاني : استخلاف الله للإنسان في الأرض ، وهذا الاستخلاف يتم بإقامة الحق والعدل ونشر الخير والصلاح .
المقصد الثالث : عمارة الأرض ، وعمارة الأرض إنما تتم بالغرس والزرع والبناء، والإصلاح والإحياء ، والبعد عن كل إفساد وإخلال .
وهذه المقاصد كلها متداخلة ومتكاملة ومتلازمة ، فعمارة الأرض تدخل فى الخلافة، وكلتاهما ضرب من العبادة لله تعالي ، كما أن العبادة تدخل فى الخلافة ، فلا خلافة بلا عبادة .
وعلاقة المسلم بالكون من حوله علاقة متميزة . فالكون " أو البيئة " ليس عدواً للإنسان يريد أن يقهره ، بل هو مخلوق مسخر لخدمة الإنسان ومنفعته . فهو ـ أي الكون أو البيئة ـ يشترك مع الإنسان فى كونه مخلوقا لله تعالي ، ويشترك مع المسلم فى سجوده وتسبيحه لله جل شأنه .
ومن أجمل ما جاء به الإسلام فى علاقة الإنسان بالبيئة وبالكون عامة من حوله، إنشاء عاطفة الود والحب لما حول الإنسان من كائنات حية او جامدة ، فالأحياء من الدواب والطيور يراها أمماً أمثالنا ، لكل أمة خصائصها وطرائقها كما نبه على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
ولاينظر الإسلام للبيئة على أنها مادية بحته ، بل يراها مادية ومعنوية ، عقيدة وعبادة ، دنيوية وأخروية .
واعتماداً لهذا المنظور وفى سياق واقعنا البيئى المعاصر يوصى المشاركون فى المنتدى بما يلي : ـ
1 ـ مناشدة المملكة العربية السعودية للسعي نحو استصدار قرار من قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التاسع المزمع عقده فى دولة قطر خلال شهر شعبان 1421 هـ بتبنى إعلان جدة للبيئة من منظور إسلامي كإطار للعمل البيئى على مستوي الدول الإسلامية ، والتنسيق مع الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية لإعداد برنامج عمل يقدم إلى قمة الأرض القادمة فى 2022م كوثيقة تمثل وجهة نظر الدول الإسلامية حيال البيئة والتنمية .
2 ـ التأكيد على أهمية استمرار عقد هذا المتندي بصورة دورية ومناشدة الجهات المنظمة له بوضع الآليات اللازمة لذلك .
3 ـ تأصيل المفاهيم الإسلامية وتطبيقاتها بشأن التوازن البيئى من منطلق العدل والإحسان والاحتساب القائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فى المجالات البيئية كأساس للتعامل مع قضايا البيئة وحمايتها في العالم الإسلامي، والتأكيد على الأبعاد الروحية والأخلاقية فى التعامل مع البيئة .
4 ـ تبني المنظور الإسلامي فيما يتعلق بأنماط الإنتاج والاستهلاك المتوازنة بيئياً واستخدام أساليب التقانة الملائمة للبيئة .
5 ـ التأكيد على تبنى الأجهزة البيئية بالدول الإسلامية للمنظور الإسلامي للبيئة وتطويره بما يتناسب مع القضايا البيئية المعاصرة .
6 ـ سن الأنظمة والقوانين البيئية فى الدول الإسلامية وتطويرها انطلاقاً من المنظور البيئى للإسلام مع تفعيل النظم الإسلامية كالوقف والإحياء والحسبة والحمي ودعمها.
7 ـ تشجيع الباحثين المتخصصين فى مجالات العلوم البيئية وعلوم الفقه والشريعة على التعاون لتأصيل المفاهيم الإسلامية للبيئة وتطويرها لتتماشي مع القضايا البيئية المعاصرة .
8 ـ التأكيد على دور التربية البيئية ورفع الوعي البيئى من منظور إسلامي وخاصة فيما يتعلق بالنشء بغرض تأصيل السلوك السليم للتعامل مع البيئة .
9 ـ العمل على رفع الوعي البيئى بمنظوره الإسلامي لدي الأسرة المسلمة والتأكيد على دورها كوحدة أساسية فى بنية المجتمع .
10 ـ التأكيد على واجب المسجد فى رفع الوعي البيئى من منظور إسلامى .
11 ـ التأكيد على دور وسائل الإعلام المختلفة فى التوعية البيئية والإصحاح البيئى من منطلق إسلامي .
12 ـ التأكيد على المنظور الإسلامي للبيئة فى مناهج وبرامج التعليم فى المدارس والجامعات بالدول الإسلامية .
13 ـ دعم الجمعيات والهيئات الأهلية وغير الحكومية للعمل فى مجالات البيئة من المنظور الإسلامي وتشجيعها .
14 ـ دعوة المنظمات الإسلامية المتخصصة لتأسيس قاعدة بيانات للمعلومات البيئية للدول الإسلامية ، وحصر المتخصصين فى علوم البيئة والمهتمين بالمنظور الإسلامي لها، وتشجيع الاتصال والتعاون بينهم باستعمال وسائل الاتصال الحديثة وشبكات المعلومات الإلكترونية .
15 ـ تشجيع إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل المتخصصة بقضايا البيئة من المنظور الإسلامي وخاصة تلك التى تتعلق بعمارة الأرض وأصول العمران وإسقاط ذلك على القضايا المعاصرة فى المجتمعات الإسلامية .
16 ـ الاهتمام بقضايا التصحر وندرة المياه ونوعيتها والتنوع الحيوي مع ترتيب أولوياتها وتقديم الدعم اللازم لها .
17 ـ التعاون مع الجهات الدولية المتخصصة وبصفة خاصة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى من أجل تنفيذ البرامج الهادفة لتحسين الأوضاع البيئية فىالعالم الإسلامي .
18 ـ الاستفادة من مصادر التمويل العالمية وخاصة تلك التى تساهم الدول الإسلامية فيها لدعم مشروعاتها ونشاطاتها البيئية .
19 ـ دعوة الدول الصناعية إلى تحمل مسئولياتها التاريخية تجاه الخلل الخطير فىالبيئة العالمية الذى تسببت فيه خلال مسيرتها التنموية . ودعوتها إلى مراعاة ظروف الدول النامية وخاصة الإسلامية منها عند تبنى إجراءات حماية البيئة وسياساتها مع العمل على الإقلال من الآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها .
20 ـ الدعوة إلى إلغاء التحيز ضد صادرات الدول النامية وخاصة الإسلامية منها وعدم الحد من قدراتها التنافسية فى الأسواق العالمية .
21 ـ حث الدول الإسلامية على التعاون فى مجالات الإعلام البيئى والبحث العلمي وتبادل الخبرات البيئية من خلال الأجهزة ذات العلاقة .
22 ـ الدعوة إلى توضيح المنظور الإسلامي فيما يتعلق بأبحاث وأعمال الهندسة الوراثية التى تؤدي إلى تغيير خلق الله والإضرار بالانسان والبيئة .
23 ـ التصدى لأية محاولات لاستخدام أراضي الدول الإسلامية ومياهها للتخلص من المواد والنفايات الخطرة والنووية .
24 ـ التنديد فى كل المحافل الدولية بالتدابير المدمرة للبيئة التى تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلية فى الأراضي المحتلة واتخاذ التدابير اللازمة لردعها .
25 ـ رفع آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة على استضافتها للمنتدي وحسن الاستقبال وتوفير وتسهيل أعماله كافة من خلال الجهات ذات العلاقة وعلى الأخص وزارة الخارجية ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة بالمملكة .