ـ 8 هود . 2 ـ 22 النور .
3 ـ 13 التوبة . 4 ـ 47 الصافات .
5 ـ 40 يس . 6 ـ سنبين ذلك في موضعه .
8 ـ يجوز في اسم لا النافية للجنس أن يكون معرفة مؤولة بنكرة ، كأن يكون اسم علم لم يُرد منه مسمى معين محدد ، وإنما قصد منه كل من يشبه المسمى به في الصفات .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده " .
فالعلمان كسرى ، وقيصر اللذان وردا في الحديث بعد " لا " لا يقصد بهما اسما علم معين ، وغنما أريد بهما الشيوع ، فكأنه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : فلا ملك بعدهما يسمى كسرى ، أو قيصر . ومنه قولهم : لا حاتم اليوم ، ولا عنترة .
وتأويله : لا جواد كحاتم ، ولا شجاع كعنترة .
فحاتم ، وعنترة أمسيا علمين مشتهرين بصفات معينة تطلق على كل من اتصف بالمعنى الذي اشتهر به هذان العلمان .
9 ـ إذا بني اسم لا النافية للجنس ، كانت نصا في نفي العموم بشرط أن يكون اسمها واحدا . نحو : لا رجل في المنزل .
فإن كان اسمها مثنى ، أو مجموعا . نحو : لا رجلين في المنزل .
ولا معلمين في المدرسة . أو : لا رجال في الحفل .
احتمل أن تكون لنفي الجنس ، واحتمل أن تكون لنفي الوحدة ، فتعمل عمل ليس ، وسياق الكلام هو الذي يحدد ذلك ، فنقول : لا رجلين في المنزل .
أو : لا رجلان في المنزل بل رجلَ أو رجالَ . أو : بل رجلٌ أو رجالٌ .
10 ـ قال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى :
{ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه }1 .
إن النفي بـ " لا " التي لنفي الجنس أبلغ من النفي بالفعل ، فقوله : فلا كفران لسعيه أبلغ من قوله فلا يكفر بسعيه {2}.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 94 الأنبياء . 2 ـ البحر المحيط ج6 ص338 .
11 ـ إذا وقع بعد " لا " النافية للجنس مباشرة خبر ، أو حال ، أو نعت أبطل عملها ، ووجب تكرارها .
مثال وقوع الخبر بعد لا ، قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
113 ـ ومثال الحال قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 .
114 ـ ومثال وقوع النعت قوله تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر }3 .
ومنه قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }4 .
12 ـ من التراكيب النحوية التي أكثر النحاة في تخريج إعرابها ، واختلفوا فيما بينهم حول إعرابها قولهم : لا أبا لزيد ، ولا أخا لعمر ، ولا أبا لك .
ومنه قول الشاعر :
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يُلقينّكم في سوءة عمر
وقد أجازوا فيه ثلاثة أعاريب كالآتي : ـ
أ ـ لا نافية للجنس ، وأبا اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، واللام في لزيد ، أو لك ، أو لكم زائدة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، واستدلوا على ذلك بورود " أباك " بغير اللام كقول مسكين الدارمي :
وقد مات شِماخ وقد مات مُزوّد وأي كريم لا أباك يُمتّع
وقول أبي حية النميري :
أبا الموت الذي لا بد أني ملاق لا أباكِ تخوفيني
ب ـ أن " أبا " اسم مبني على الفتح المقدر على اللف لمعاملته معاملة الاسم المقصور ، وهي إحدى لهجات القبائل العربية ، واستدلوا عليها بقول أبي النجم العجلي :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
والجار والمجرور في " لا أبا لك " متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 143 النساء .
3 ـ 68 البقرة .
4 ـ 35 النور .
ج ـ أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف زائدة لإشباع الحركة ،
ولك ، أو لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويحتمل أن يكون صفة ، والخبر محذوف ، والوجه الأول أحسن . وهذا الرأي هو أرجح الآراء ، وأفصحها ، وهو بناء " أب " على الفتح .
لاسيما
ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما .
نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء .
ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة .
والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني .
فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ
1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة .
2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة .
أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو :
النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني .
أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة .
وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة .
نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية .
جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ
1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة .
و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة .
2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة .
3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا .
تنبيه :
1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم :
أقدر العلم ولاسيما علما نافعا .
واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} .
2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة ، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} .
ـــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ انظر شرح الكافية ج1 ص249 .
نماذج من الإعراب
109 ـ قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } .
من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل مضارع مجزوم فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا نافية للجنس .
هادى : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة : فلا هادي له في محل جزم جواب الشرط .
60 ـ قال الشاعر :
لا قوم أكرم منهم يوم قال لهم محرض الموت عن أحسابكم ذودوا
لا قوم : لا نافية للجنس ، وقوم اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
أكرم : خبر لا مرفوع بالضمة .
منهم : جار ومجرور متعلقان بـ " أكرم " .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " قال " وهو مضاف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
لهم : جار ومجرور متعلقان بـ " قال " .
محرض الموت : محرض فاعل ، وهو مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور .
وجملة قال … إلخ في محل جر مضافة ليوم .
عن أحسابكم : عن أحساب جار ومجرور متعلقان بـ " ذودوا " ، وأحساب مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ذودوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
وجملة ذودوا … إلخ في محل نصب مقول القول .
110 ـ قال تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } .
من قبل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بـ " اتقوا " في أول الآية .
أن يأتي : أن حرف مصدري ، ونصب ، يأتي فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
يوم : فاعل مرفوع بالضمة .
والمصدر المؤول من " أن والفعل " في محل جر بالإضافة لـ " قبل " .
لا بيع : يجوز في " لا " أن تكون نافية للوحدة ، تعمل عمل ليس ، وبيع اسمها مرفوع بالضمة ، ويجوز أن تكون " لا " نافية لا عمل لها ، وبيع مبتدأ ، وسبب إهمالها التكرار . هذا على رواية الرفع .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر على الوجه الأول ، أو متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ على الوجه الثاني .
ولا خُلة : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، خلة معطوف على بيع .
ولا شفاعة : الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفي ، وشفاعة معطوف على بيع أيضا .
ويجوز أن يكون خلة وشفاعة اسما لا المكررة ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف تقديره : ولا خلة فيه ، ولا شفاعة فيه على الوجه الأول ، وعلى الوجه الثاني يكون المتعلق في محل رفع خبر لخلة ، وفي محل رفع خبر لشفاعة .
ويجوز في " لا " أن تكون نافية للجنس عاملة فيما بعدها ، وبيع اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ولا خلة ، ولا شفاعة معطوفان على بيع على اعتبار أن الواو عاطفة ، ولا زائدة لتوكيد النفقي ، وخبر كل من " لا " متعلق بمحذوف في محل في محل رفع خبر لا تقديره : لا خلة فيه ولا شفاعة فيه .
وعمل لا النافية للجنس في هذه الآية محمول على عملها في قوله تعالى : { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج }1 .
مع ملاحظة تقديم الجار والمجرور في الآية الأولى على لا المكررة ، وتأخيره في الآية الثانية ، ولا تأثير له على عمل لا النافية للجنس ، وإنما تأثيره يقع على وجوب إعراب الخبر في الآية الثانية .
61 ـ قال الشاعر :
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من الجواب
متاركة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
السفيه : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بلا جواب : الباء حرف جر ، ولا زائدة لا عمل لها ، وجواب اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بـ " متاركة " .
أشد : خبر مرفوع بالضمة .
على السفيه : جار ومجرور متعلقان بـ " أشد " .
من الجواب : جار ومجرور متعلقان بـ " اشد " أيضا .
111 ـ قال تعالى : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } .
لا الشمس : لا نافية لا عمل لها ، والشمس مبتدأ مرفوع بالضمة .
ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
لها : جار ومجرور متعلقان بـ ينبغي " .
أن تدرك : أن حرف مصدري ونصب ، تدرك فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الشمس ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل ينبغي .
وجملة ينبغي وما في حيزها في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة لا الشمس … إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
القمر : مفعول به منصوب بالفتحة .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها .
الليل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
سابق النهار : سابق خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والنهار مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة الليل … إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
112 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } .
شهد الله : شهد فعل ماض مبني على الفتح ، والله لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
أنه : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل اسمها .
لا إله : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، إله اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
إلا : حرف حصر لا عمل له .
هو : فيه وجوه من الإعراب هي : ـ
1 ـ بدل من اسم " لا " قبل دخولها عليه ، ومحله الرفع على الابتداء ، وأقول قبل دخول لا ، لأن محل اسمها بعد دخولها عليه النصب .
2 ـ بدل من محل لا واسمها ، ومحلهما الرفع على الابتداء أيضا .
3 ـ بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف " موجود " ، وهذا أحسن الوجوه وأقواها ، والله أعلم . وجملة لا إله … إلخ في محل رفع خبر إن .
وجملة أنه لا … إلخ في محل نصب مفعول به لشهد ، أو في محل نصب على حذف حرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بشهد .
62 ـ قال الشاعر :
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس تعمل عمل إن .
أب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
وابنا : الواو حرف عطف / ابنا معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
مثل : خبر لا مرفوع بالضمة ، ويجوز فيه أن يكون صفة مرفوعة على موضع الاسمين معا وهو الابتداء ، أو منصوبة على محل لفظهما بعد دخول لا ، ومحلهما النصب لأنهما اسمها . وعلى الوجه الأخير يكون خبر لا محذوف تقديره : موجود .
ومثل مضاف ومروان مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
وابنه : الواو عاطفة ، ابن معطوف على مروان مجرور مثله ، وابن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متعلق بالخبر المحذوف ، أو بمعنى المماثلة في حال جعلها خبرا ، أو وصفا {1} ، أو بالفعل المحذوف {2 } .
هو : ضمير منفصل في محل رفع فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا ارتدى .
بالمجد : جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " المحذوف ، والجملة من الفعل المحذوف ، وفاعله في محل جر بإضافة إذا .
ارتدى : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه . والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج4 ص68 .
2 ـ إعراب شواهد أوضح المسالك هامش ص289 ج1 .
فأزرا : الواو عاطفة ، تأزرا فعل ماض مبني على الفتح ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على مروان ، وابنه .
والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب .
وقيل : إن الضمير " هو " بعد " إذا " مبتدأ ، وبالمجد جار ومجرور متعلقان بـ " ارتدى " الآتي ، وجملة ارتدى في محل رفع خبر المبتدأ {1} .
غير أن إعراب الضمير ، أو الاسم بعد إذا فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده هو الوجه الأحسن ، وأجاز سيبويه وقوع الاسم بعد إذا مبتدأ إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط ، وقال بذلك ابن مالك {2} ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المفصل للزمخشري هامش ص79 .
2 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص46 .
بيان وجوه الإعراب في قوله تعالى : { لا حول ولا قوة إلا بالله } .
ذكرنا بعضا منها في حكم الاسم المعطوف بلا المكررة ، وفي هذا الموضع نفصل هذه الوجوه زيادة في الفائدة : ـ
الوجه الأول : بناء الاسمين ، لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية للجنس .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا واسمها وخبرها المحذوف ، معطوفة على الجملة السابقة ، لا محل لها من الإعراب ، لأن الجملة الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
إلا بالله : إلا أداة حصر لا عمل لها ، بالله جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
الوجه الثاني : بناء الأول ونصب الثاني . لا حولَ ولا قوةً إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل اسم لا منصوب بالفتحة .
الوجه الثالث : بناء الأول ورفع الثاني . لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عمل لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على محل لا واسمها مرفوع ، لأن محلهما الابتداء .
وأجازوا في " قوة " الرفع على أنها اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، باعتبار أن " لا " إذا تكررت تعمل عمل ليس ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء باعتبار أن " لا " المكررة لا عمل لها ، وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه وأعدناه للتذكير به .
الوجه الرابع : رفع الأول وبناء الثاني . لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله .
لا : نافية تعمل عمل ليس ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر .
حول : اسم لا مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف في محل نصب تقديره : موجود .
ولا : الواو عاطفة ، ولا نافية للجنس تعمل عمل إن .
قوة : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وخبرها محذوف تقديره : موجود .
وجملة لا الثانية معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، لأن الأولى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
الوجه الخامس : الرفع في الاسمين . لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله .
حول : اسم لا النافية للوحدة العاملة عمل ليس ، مرفوع بالضمة .
ولا : الواو عاطفة ، ولا زائدة لا عملها لها لتوكيد النفي .
قوة : معطوف على حول مرفوع مثله .
قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } .
مذبذبين : حال من واو الجماعة في قوله تعالى " يذكرون {1} ، وقيل : في يراؤون " {2} ، وجاز نصبه على الذم بفعل محذوف ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والوجه الأول أحسن ، لأن " مذبذبين " وصف مشتق اسم مفعول ، فنصبه على الحالية أولى .
بين ذلك : بين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وبين مضاف ، وذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
لا : نافية لا عمل لها .
إلى هؤلاء : إلى حرف جر ، والهاء حرف تنبيه ، أولاء اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستتر في مذبذبين ، والتقدير : لا منسوبين إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء .
ولا إلى هؤلاء : الواو عاطفة ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
114 ـ قال تعالى : { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } .
إنها : إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل اسمها في محل نصب .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص211 ،
وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص199 .
2 ـ البحر المحيط ج3 ص378 .
بقرة : خبر إن مرفوع ، والجملة في محل نصب مقول القول للفعل " يقول " .
لا فارض : لا نافية لا عمل لها ، فارض صفة لبقرة مرفوعة بالضمة .
ولا بكر : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، بكر صفة لبقرة أيضا .
وكلا الصفتين منفيتين .
وأجازوا أن تكون فارض ، وبكر خبرين لمبتدأين محذوفين . والتقدير : لا هي فارض ، ولا هي بكر ، وكلا الجملتين في محل رفع صفة لبقرة {1} .
م/ن