ماذا نعنى بالتفكير الذاتي
بليز ابا اعرف عشان اكمل ملف الانجاز..
يولد الإنسان وينمو داخله الإدراك، يدرك المعاني والأسماء، وتتكون عنده لغة يستعملها في طلب احتياجاته، ويتواصل بها مع الآخرين، وداخل هذه اللغة اعتقادات المرء ومبادئ تفكيره وآراؤه، وقد يختلف الآخرون معه في بعض آرائه تلك، هذا الرأي الذي يتبناه الإنسان هو المفهوم الذاتي له. ويتميز بالآتي:
1- أنه مكتسب
الإنسان يكتسب هذا المفهوم من العالم الخارجي؛ فالإنسان يولد ولا يعلم شيئاً؛ ملفات العقل فارغة، وملفات الروح فارغة، قال تعالى: (وَالله أخرَجَكُم مِّن بُطُونِ أمَّهاتِكُم لا تَعلَمُونَ شَيئاً وَجَعَلَ لَكُم السَّمعَ والأبًصارَ والأفئِدةَ لعَلَكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل/ 78).
وعن طريق السمع والبصر والقلب يشغل الإنسان هذه الملفات. وأول ما يشغل تلك الملفات للطفل أثناء نموه، الأبوان، يتعلم منهما الطفل كل شيء، اللغة والتعامل والخلق.. وبعد ذلك يكبر الطفل ويخرج للشارع والمدرسة ويكتسب أشياء أخرى من هذه الأوساط، ويصبح له بعد ذلك أصدقاء، فيتأثر بهم سلباً وإيجاباً.
كذلك يتأثر بوسائل الإعلام وما تقدمه وما تركز عليه، كما يتأثر بأسلوب مقدمي البرامج وطريقة كلامهم، فيحب هذا أكثر من ذاك.. إن الشباب حتى سن 18 عاماً يشاهدون التلفاز من 40- 50 ساعة أسبوعياً، والكبار يشاهدونه من 12- 20 ساعة أسبوعياً.. وكل هذا يساهم في طريقة التفكير والميول والمعتقدات.
وبذلك يكون أكثر من 90% من المفهوم الذاتي مكتسب من العالم الخارجي، بداية من الأبوين، وانتهاء بالأوساط الدراسية والبيئية والاجتماعية.
ومعنى أنه مكتسب، أنه من الممكن تغييره للأحسن حسب رغبة صاحبه.
2- أنه منتظم
والانتظام هو الأمان والضمان الذي يريد صاحب هذا المفهوم أن يشعر بهما لنفسه.
فيجب أن يطمئن أنه على خير وعلى صواب، وربما يضيق بالمخالفين، ويدافع عن وجهة نظره بشراسة…
ولكي يهذب صاحب المفهوم الذاتي هذا الأمر، عليه أن ينفتح على الآخرين، ويقبل منهم، فربما يجد عندهم الجديد الذي يحب أن يتعلمه، وأن يربط السعادة بالأمور الإيجابية والعكس.
3- أنه ديناميكي
أي أنه جزء نشط متحرك يجعلك:
– تريد أن تتعلم لغة.
– تريد أن تنزل من وزنك.
– تريد أن تحسن حياتك.
– تريد أن تنجز الماجستير والدكتوراه.
– تريد أن تمارس الرياضة.
– تريد أن تلتزم عبادياً وأخلاقياً.
– تريد أن تترك العصبية.
– تريد أن تقلع عن التدخين.
وربما يتحرك الإنسان لتحقيق أمر من هذه الأمور، فيبدأ وبعد عدة أيام يقف، لأنه بدأ يشعر بالتعب والألم، فيأتي الجزء المنتظم في مفهومه الذاتي فيشده لأسفل؛ لأنه يريد أن يشعر بالراحة وعدم الألم.
– والمعادلة المطلوبة
هي كيف أجعل الجزء الديناميكي منتظماً؟ والجزء المنتظم ديناميكياً؟ وهذه المعادلة تتمثل في…
– التغيير التدريجي
التغيير التدريجي الهادئ بخطا مستمرة دورية يومية ولو كانت بقدر قليل، فمع الوقت تظهر النتائج المبهرة لما تريد تحقيقه في أي أمر من الأمور.
– وسائل تحسين المفهوم الذاتي
1- احذر الـ (أنا) السلبية
لا تقل أبداً: أنا فاشل، أنا مكتئب، أنا ذاكرتي ضعيفة.. غاية الأمر أنك لم تبدأ في التفكير الإيجابي، أنك لم تحدد أهدافك، أو أنك تفكر في كثير من الأمور في وقت واحد. فتشعر في نفسك بالعجز.. فاحذر مثل هذا.
2- لا تعش في الماضي
هل توافق على الركوب مع شخص يقود السيارة وهو ينظر إلى الخلف؟ بالطبع لا توافق؛ لأنه من المؤكد أنه سيصطدم بأي شيء. كذلك الذي ينظر إلى الماضي دائماً فيشعر بالكآبة لأنه ماضٍ ليس فيه نجاح.. والمطلوب أن نستفيد من تجارب الماضي لبناء المستقبل.
3- لا تجلْد نفسك
احذر أن تكثر من نقد الذات بصورة تصل بك إلى اليأس من الإحسان، واحذر ما يؤثر فيك وما تسمعه من الآخرين من آراء سلبية في حق نفسك.
فأنت لك مفهومك الذاتي المبني على أفكارك، ولا مانع من الاستفادة من تجارب الآخرين وآرائهم، ولكن استفد من ذلك بشكل إيجابي يدفعك إلى الإمام، ولا يقف بك في مكانك، فالناجحون ليسوا أفضل منك.. ومن الممكن أن كون مثلهم وأفضل.. فقط إذا أردت ذلك.