شحالكم يالطيبين
احم اخواني عندي طلب
ابي حل سؤال ابحث فاخر صفحه 116
بدرس حقوق اهل الكتاب 2
السوال يكولــ <<من خلال مجموعتك الطلابيه احث في احد كتب التفسير عن اسباب نزول الايه السابقه من سوره البقره>>
الانيه تنص علي<<لا اكره في الدين فقد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطغوت ويومن بالله فقد استمسك بالعروه الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم >>
ابغي مساعدتكم بسرعه
الله يجزاكم خير
اخووكمــ
الجواب على هذا السؤال هو :
يقول الحافظ ابن كثير ، رحمه الله ، في بيان سبب نزول هذه الآية :
يقول تعالى : { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين } أي : لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورًا . وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عامًّا . اهــ
فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، كما يقول الأصوليون ، فهي : نص في كل كافر أصلي ليس على دين الإسلام فلا يجوز إكراهه على الدخول في دين الإسلام .
وقال ابن جرير ، (أي : الطبري رحمه الله) : حدثنا ابن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كانت المرأة تكون مِقْلاتًا ، (أي : لا يعيش لها ولد) ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله عز وجل : { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ }
وقد رواه أبو داود والنسائي جميعا عن بُنْدَار به ومن وجوه أخر عن شعبة به نحوه .
وقد رواه ابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه من حديث شعبة به ، وهكذا ذكر مجاهد وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وغيرهم : أنها نزلت في ذلك . اهــ
وأيضاً:
سبب نزول قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}
من الآيات المتعلقة بحرية الاعتقاد، ما جاء في قوله تعالى: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } (البقرة:256)، فقد جاءت هذه الآية عقب آية الكرسي، التي أخبرت عن عظيم قدرته سبحانه، وكمال علمه.
فماذا عن سبب نزول هذه الآية، وما هو المراد منها ؟
تذكر كتب أسباب النزول وكتب التفسير بعضاً من الأخبار الواردة في سبب نزول هذه الآية، من ذلك:
ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: كانت المرأة تكون مقلاتاً، فتجعل على نفسها، إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله عز وجل: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }، رواه أبو داود و النسائي . و(المقلات): التي لا يعيش لها ولد .
وهذا الحديث عمدة ما روي في سبب نزول هذه الآية؛ لصحة إسناده، وأن مثله لا يؤخذ بالرأي. وقد روي عن مجاهد و ابن جبير و الشعبي و الحسن البصري وغيرهم: أن الآية نزلت في ذلك .
وروي عن ابن عباس أيضاً، أنها نزلت في رجل من الأنصار، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلاً مسلماً، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما، فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله فيه ذلك. رواه الطبري .
وروى الواحدي عن مجاهد ، قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار، كان له غلام أسود، يقال له: صبيح ، وكان يكرهه على الإسلام .
هذا مجمل ما قيل في سبب نزول هذه الآية. وقد وردت روايات أُخر لا تخرج عن مضمون ما ذكرناه .
وإذا وضح ما قيل في سبب نزول هذه الآية، نقول بعد: إن ابن كثير ذكر في "تفسيره" أن الآية، وإن كانت قد نزلت في قوم من الأنصار، إلا أن حكمها عامٌّ. وما ذكره ابن كثير موافق لقاعدة: العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب .
وهذا يفيد أن الآية الكريمة، وإن كانت قد نزلت على سبب خاص – وهو ما تقدم ذكره – إلا أن معناها عامٌّ يشمل كل أحد؛ وبالتالي فلا يصح إكراه أحد على الدخول في الإسلام.
ويؤيد هذا العموم، ما رواه ابن أبي حاتم عن أُسَق ، قال: كنت في دينهم مملوكاً نصرانياً لـ عمر بن الخطاب ، فكان يعرض علي الإسلام فآبى، فيقول: { لا إكراه في الدين }، ويقول: يا أُسَق ! لو أسلمت لاستعنا بك على بعض أمور المسلمين .
والآية الكريمة تقرر وتؤكد قاعدة عظيمة من قواعد هذا الدين، وهي قاعدة حرية الاعتقاد؛ إذ الأصل أن يختار الناس عقيدتهم بمحض إرادتهم، من غير إكراه مادي أو ضغط معنوي.
ومن هنا، فلا يجوز بحال إكراه أحد على اعتناق هذا الدين؛ إذ إن الإكراه والإجبار يتنافيان مع الكرامة التي امتن الله بها على الإنسان، كل الإنسان. قال تعالى: { ولقد كرمنا بني آدم } (الإسراء:70) .
نخلص إلى أن الآية، وإن كانت واردة على سبب خاص، إلا أن هذا السبب ليس حاكماً عليها، ولا مقيِّداً لعمومها، بل هي أصل برأسها، وقاعدة بذاتها، وليس ما يُذكر من سبب نزولها إلا تطبيق لمنطوقها، وتكييف لمقتضاها .
جزاك الله كل الخير