13/10/2002
لما ضعفت الدولة الإسلامية ، وفقدت نفوذها بدأ هذا المصطلح بالظهور ، مما يؤكد القول بأن مصطلح الأقليات ليس مصطلحاً إسلامياً ، وإنما هو مصطلح سياسي جديد بدأ ظهوره واستعماله بشكل كبير في بداية العهد الاستعماري الحديث .
وقد وردت عدة تعريفات لهذا المصطلح, منها :
1- الأقلية : مجموعة من سكان قطر أو إقليم أو دولة ما تخالف الأغلبية في الانتماء العرقي أو اللغوي أو الديني ، دون أن يعني ذلك بالضرورة موقفاً سياسياً متميزاً (1).
2- وهي في العرف الدولي مئات من رعايا دولة من الدول تنتمي من حيث الجنس أو اللغة أو الدين إلى غير ما تنتمي إليه أغلبية رعاياها (2).
ومن ثم يمكن القول : إن الأقلية الإسلامية هي كل مجموعة بشرية تعيش بين مجموعة أكبر منها ، وتختلف عنها في كونها تنتمي إلى الإسلام ، وتحاول بكل جهدها الحفاظ عليه .
لم يكن لمصطلح الأقليات وجود عند المسلمين لأن الإسلام لا يعترف بالتجزئة الجغرافية بين الدول التي كانت السبب الرئيسي في ظهور الأقليات في المجتمعات الإسلامية وغيرها من المجتمعات .
وإن كان المسلمون فعلاً قد شكلوا أقلية في بداية العهد الإسلامي الأول في مكة المكرمة ، عندما كانوا مضطهدين من قبل كفار قريش وهذا يشبه إلى حد كبير الأقليات المسلمة اليوم ، حيث نشأت الأقليات المسلمة في العصر الحالي بواحدة من الطرق التالية :
أ – اعتناق الإسلام : فإنه من الممكن أن تشكل الأقلية المسلمة في أي بقعة من بقاع الأرض إذا اعتنق بعض أهلها الإسلام ، كحال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين أسلموا في بداية الدعوة الإسلامية وسط مجتمع مكة المشرك .
ب – هجرة بعض المسلمين إلى أرض غير مسلمة ، وهذه الهجرة قد تكون لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، كما هو الحال اليوم في تكون الأقليات المسلمة في أوروبا وأميركا وغيرها .
جـ- احتلال أرض المسلمين ، فقد يحدث أن تحتل أرض إسلامية من قبل دولة غير إسلامية ، فتحاول الدولة المحتلة بطرق مختلفة طرد سكان الأرض الأصليين ، أو أن يندمج هؤلاء المسلمين مع سكان البلد المحتل ، كما حدث في شرق أوربا والهند وتركستان الشرقية .
د- ويمكن أحياناً أن تتكون الأقلية الإسلامية من أكثر من طريق واحد ، كأن تتكون عن طريق الهجرة واعتناق الإسلام .
ولابد من الإشارة هنا إلى أنه إذا كانت الأقلية الإسلامية متمسكة بالإسلام والعقيدة الإسلامية متماسكة متحدة فيما بينها فلابد بإذن الله أن تصبح هي الأكثرية ببركة الإسلام وتعاليمه ، ويصبح البلد بكامله بلداً إسلامياً ، وهذا ما حدث بالفعل في اندونيسيا وماليزيا .
1- إن الأقليات المسلمة تحاول أن تنظم نفسها في مؤسسات مختلفة لكي تستطيع أن تتصدى للمخاطر التي تهددها ، وتحاول القضاء على الإسلام الذي هو قلبها ، والضمان الوحيد لبقائها ، واستقلالها الشخصي والثقافي والاجتماعي ، وهذه الخاصية تشترك فيها جميع الأقليات الإسلامية .
2- إنها مجموعة اجتماعية محكومة ، وأفرادها يعانون من التمييز والتفرقة والاحتقار .
3- إن أعضاء الأقلية يتمتعون بصفات طبيعية وثقافية خاصة ، غالباً ما تعتبرها الأكثرية صفات منحطة.
4- العضوية في مجموعة الأقليات ليست في الغالب اختيارية حيث أن الشخص يولد فيها .
5- أفراد الأقليات في الغالب يتزوجون من بعضهم بعضا .
أما بالنسبة لمشكلاتهم فسنعرض لمشكلات كل أقلية عند الحديث عنها حيث تختلف مشكلاتهم من منطقة إلى أخرى .
(1)- عبد الوهاب الكيالي ، موسوعة السياسة 244 ، الطبعة الأولى ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1987 .
(2) – أحمد عطية الله القاموس السياسي الطبعة الثانية ، دار النهضة العربية ، القاهرة 1968، ص 96.
(3) – معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
(بتصرف من الأحكام السياسية للأقليات المسلمة (سليمان توبولياك )
بس انا ابغي تقرير عن البوسنة والهرسك اذا امكن ( أدري انكم ما بتقصرون وياي )
ومشكور مقدما