السجع- عند البلاغيين- هو أحد مباحث البديع
وهو ((علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة))
أو ((هو لنظر تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق, إما بسجع يفصله, أو تجنيس يشابه بين ألفاظه, أو ترصيع يقطع, أو تورية عن المعنى المقصود بإبهام معنى أخفى منه لاشتراك اللفظ بينهما)
والسجع من المحسنات اللفظية, وهو (( تماثل الحروف في مقاطع الفصول))
أو (( اتفاق الفواصل في الكلام المنثور في الحرف أو في الوزن)).
ويذكر التهانوي معاني الكلمة فيقول : (( السجع قد يطلق على نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة باعتبار كونها موافقة للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخيرة
وبهذا الإعتبار قال السكاكي : السجع في النثر كالقافية في الشعر…
وقد يطلق على التوافق المذكور الذي هو المعنى المصدري
وبهذا الإعتبار قيل السجع :
تواطؤ الفاصلتين من النثر على حروف واحد في الآخر
والتواطؤ هو التوافق…
وقد يطلق على الكلام السجع أي الكلام الذي فيه السجع, ويجوز أن تسمي الفقرة بتمامها سجعة تسمية للكل باسم جزئه)
وتشير هذه التعريفات وغيرها إلى أن السجع وسيلة تحسين وتزيين فحسب, يعمد إليه المتكلم حين يريد أن يرتفع بكلامه عن منزلة النثر العادي, الذي يتخاطب به الناس في شؤونهم اليومية, إلى نثر فني يتوخى فيه مزيداً من العناية بالصياغة وجمال الأداء, بغرض التأثير في السامعين.
يروى أن ابن المقفع قال : (( البلاغة اسم جامع لمعان تجرى في وجوه كثيرة, فمهنا ما يكون في السكوت, ومنها ما يكون في الاستماع, ومنها ما يكون في الإشارة, ومنهل ما يكون في الاحتجاج, ومنها ما يكون جواباً ومنها ما يكون سجعاً وخطباً, ومنها ما يكون رسائل…)
ويتحدث الباقلاني- وغيره كثير- عن الجانب التقنيني للسجع, وكأنه فن مستقبل, شأنه شأن الشعر, فيقول : ( ( وللسجع منهج مرتب محفوظ وطريق مضبوط, متى أخل به المتكلم وقع الخلل في كلامه, ونسب إلى الخروج عن الفصاحة,كما أن الشاعر إذا خرج عن الوزن المعهود كان مخطئاً, وكان شعره مرذولا, وربما أخرجه عن كونه شعراً ))
وقد قسم الأولون السجع أقساماً أحسنها القصير، وهو أوعر الأنواع وأصعبه وأخفه وأطيبها، ذلك أن قصر الفقرات – وأقل ما تكون كل فقرة من كلمتين – تدل على قوة المنشئ، وإذا كانت الفقرة الأولى مساوية للثانية، فهو أعدل الأسجاع وأجودها، أما إذا كانت الفقر مختلفة، فالأحسن أن تكون الثانية أزيد من الأولى بقدر غير كثير، لئلا يبعد على السامع وجود القافية فتذهب اللذة، وإذا ما كانت الفقرة الثانية أقصر من الأولى، فذلك معيب مترك، ويحسن في الفقرة الثالثة أن تكون أطول، ويجوز أن تجئ مساوية للثانية .
وقد حفلت كتب البلاغيين – وبخاصة المتأخرون منهم – بتقسيمات كثيرة للسجع، تحاول أن تجعل له ضروباً مختلفة، من ذلك أنهم يصنفونه أنواعاً حسب مراعاة الساجع لاتفاق الفاصلتين في الوزن.
فالمطرف ما اتفقت فاصلتاه في الروي واختلفتا في الوزن, من مثل قوله تعالى :
{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا }
والمتوازي ما اتفقت فاصلتاه في الروي والوزن, ومن أمثلته قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ.وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ}
والمرصع، ما اتفقت فاصلتاه في الروي, والوزن, وتساوت ألفاظ قرينته كلها أو بعضها, مثل : ((فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه, ويقرع الأسماع بزواجر وعظه))
ويشتط آخرون في تقسيمات السجع وتعديد مصطلحاته, فيحدثوننا عن: مجنح,. والمتزاوج, والممثل, والمبالغة, وإبداع القرائن, والمجانس, والمتضاد, والمتوأم, والمخلخل, المردد والمتشابه, ومشابهة الصورة, المعكوس, وذي نوعين….
وقد لحظ القدماء ما بين السجع والشعر من تشابه في خصيصة القافية- مع الفارق بينهما بطبيعة الحال- فقال قدامة : (( بنية الشعر إنما هي التسجيع والتقفية فكلما كان الشعر أكثر اشتمالا عليه, فإنما أدخل له في باب الشعر, وأخرج له عن مذهب النثر
وقال الخفاجي : (( فأما القوافي في الشعر فإنها تجري مجرى السجع))
.
أما قول السكاكي: ((الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر))
فالمراد به أن السجع قد يطلق على نفس الكلمة الأخيرة من الفقرة ومرافقتها للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى, وقد يوحى هذا القول بأن السجع مختص بالنثر))
وأمثلته في الشعر كثيرة, منه قول الخنساء :
حامي الحقيقة محمود الخليفة
……………………………..مهدي لطريقة نفاع وضرار
وقول أبي تمام :
تجلى به رشدي وأثرت به يدي
……………………………..وفاض به ثمدي وأورى به زندي
وقوله أيضاً:
تدبير معتصم بالله منتقم
……………………………..لله مرتغب في الله مرتقب
ومعنى ذلك أن بعض الشعراء قد يعمدون إلى السجع في حشو بيت بعينه أو أبيات أعيانها داخل القصيدة وقد يسمى ذلك التشطير, أو التقسيم الداخلي أو الشعر المقسم, ولكن التسمية الاصطلاحية الغالبة على مثل هذا اللون هي: الترصيع, وقد أكثر القدماء من الحديث عنه, ومنهم قدامة بن جعفر, الذي عرفه ووصفه بأنه من نعوت الوزن وعرفه بقوله: (( هو أن يتوخى فيه تعيير مقاطع الأجزاء سجع أو شبيه به أو من جنس واحد في التصريف)).
————————–
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام
وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)
فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة.. وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام
وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ)
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق
وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)
4 ـ الجناس المذيّل
وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله :
يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف
وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكم غرر من برّه ولطائف لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع
وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ)
7 ـ الجناس اللاحق
وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)
8 ـ الجناس التلفّظي
وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعذب خلق الله نطقاً وفمـاً إن لم يكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف
وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف
وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: (غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي).
11 ـ الجناس المركّب
وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة فـدعه فـدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة…. والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل
12 ـ الجناس الملفّق
وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني ولا قـالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني)….. والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب
وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى
وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو: (كلّ في فلك).. ونحو: (ربّك فكبّر)…… فإنّه ينعكس بعينه
ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أنارا).
وهنا أمثلة عامة للجناس
وقال تعالى : " وأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر "
قال عليه الصلاة والسلام : " اللهم آمن روعاتنا ، واستر عوراتنا "
وقال الشاعر
عباس عباس إذا احتدم الوغى … والفضل فضل ، والربيع ربيع
وقال آخر
ناظِـراه فيما جنى ناظراه ……. أو دعاني أمت بما أودعاني
وآخر
سل سبيلا إلى النجاة ودع دمـ………..ــع عيوني يجري لهم سلسبيلا
وقال غيره
سميته يحيى ليحيا ، ولم يكن ……. إلى رد أمر الله فيه سبيل
وغيره يقول
فلم تُضع الأعادي قدر شاني …… ولا قالوا فلان قد رشاني
وقال أبو نواس
مِن بحر جودك أغترف ….. وبفضل علمك أعترف
وقال آخر
عضـّنا الدهر بنابه … ليت ما حلّ بنا به
وقال شاعر
قوم لو أنهم ارتاضوا لما قرضوا … أو أنهم شعروا بالنقص ما شعروا
وآخر يقول
إذا رماك الدهر في معشـر …. وأجمـع الناس على بغضهـم
فدارِهم ما دمت في دارهم …. وأرضِهم ما دمتَ في أرضهم
وهناك ايضاً
لا تعرضن على الرواة قصيدة ….. ما لم تكن بالغت في تهذيبها
وإذا عرَضت الشعرَ غيرَ مهذّب ….. ظنوه منك وساوس تهذي بها
رأيت الناس قد مالوا …. إلى من عنـده مالُ
ومَن لا عنـده مال …. فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا …. إلى من عنده ذهب
ومَن لا عنـده ذهب …. فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضـّة …. إلى من عنده فضـة
ومَن لاعنده فضـّـة …. فعنه الناس منفضـّة
وقال أحدهم يحكي قصته مع السيدة أسماء
طرقت الباب حتى كلّ متني ….. فلما كلّ متنــي كلمتنـي
فقالت: أيا إسماعيل صبـرا ….. فقلتُ: أيا أسما .. عِيل صبري
و كنّا عِظاماً فصِرنا عِظاماً …… وكنّا نَقوتُ فها نحنُ قوتُ
ولو أن وصلاً عللوه بقربه ……….. لما أن من حمل الصبابة والجوى
(أن الأولى) حرف نصب وتوكيد…. (وأن الثانية) فعل ماض من الأنين
إلى حتفي سعت قدمي ………. أرى قدمي أراق دمي
إذا ملك لم يكن ذا هبه ………. فدعه فدولته ذاهبـة
وكم لجباهِ الراغبين إليه ………. من مجالِ سجودٍ في مجالس جودِ
رأيته يضرب الناقوس قلت لــه ….. من علم البدر ضربـــا بالنواقيس
وقلت للنفس أي الضرب يؤلمكِ ….. ضرب النواقيس أم ضرب النوى قيسي
لَيْلَى ولَيْلِي نفى نومي اختلافهما …… في الطُّول والطَّول طوبى لي لو اعتدلا
يجود بالطـُّول لَيْلِي كلما بخلت …… بالطـَّول لَيلـى وإن جادت به بخلا
أوصى لي البين أن اشقى بحبكم …… فقطّع البيّن أوصالي وأوصى لي
ضنيت هوىً ولكنّي علوت فخرا …… فحبكم هو إعلالي وأعلى لي
قال الامام الشافعي
رأيتكَ تكويني بِميسم منـة …….كأنك كنت الأصل في يوم تكويني
فدعني من المن الوخيم فبلغة ……. من العيش تكفيني الى يوم تكفيني
وانشاء الله تستفيدين يالغاليه المتعاليه من هـــــــــــــــاي المعلووووووووومات …….
http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=29766
مشكووووووووورة