ماذا لو قبل المهلهل الفداء في اخيه كليب حقنا للدماء؟ تخيل روح كليب تعاتب المهلهل لقبوله الفداء, والمهلهل يقنعه بحقن الدماء التي تشمل زوجته وابنه واكتب مشهدا حواريا فيما لايتجاوز الصفحتين…. ابي ضروري اليوم
الصعاليك
المهلهل يقرر أن يصالح القوم حقنا للدماء و يرضى بأخيه كليب فداءاً ، فيرى روح أخيه تعاتبه لقبوله الصلح و الفداء .
كليب : أهكذا هان عليك دمي ، أذهب دمي هدرا ؟
المهلهل : و لكني قبلت هذا حقنا للدماء يا كليب ليس إلا .
كليب : يا أخي لا تصالحهم . لا تصالحهم حتى لو على دمك ، لا تصالحهم حتى لو قالوا لك رأسا برأس .
المهلهل : إن الصلح يا أخي سيحمي حياة الكثير من الأبرياء الذين يمكن أن تتعرض حياتهم للخطر في تلك الحرب الرخيصة .
كليب هل يصير دمي بين عينيك ماء ؟ أتنسى ردائي الملطخ بالدماء ؟ تلبس فوق دمائي رداءا مطرزا بالقصب ؟ يا أخي إنها الحرب ، قد تثقل القلب ، ولكن فلتفكر بالعار الذي سيلحقنا أمام العرب إن قبلت بالصلح ،
المهلهل : الصلح خير من إراقة دماء الأبرياء يا كليب .
كليب : لا تقتسم مع من قتلوني الطعام ، و أرو قلبك بالدم و أرو التراب المقدس . و أرو أسلافك الراقدين إلى أن ترد عليهم العظام .
المهلهل : ولكن كليبا يا أخي ، ألا تذكر جليلة زوجك و حزنها على تلك الدماء المراقة هدرا ؟
كليب : لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا سوف يولد من يلبس الدرع و يوقد النار و يطلب الثأر يستولد الحق .
المهلهل : كليب ، أنظر إلى تلك النسوة بثيابهن السوداء . و أنظر إلى أطفالهن و قد غادرت وجوههم الابتسامة .
كليب : لا تصالح ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل – في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
المهلهل : ولكن … ولكن…
تتلاشى روح كليب و هي تقول و تردد : لا تصالحْ لا تصالحْ .
تفضلي