التصنيفات
الصف العاشر

حل درس المصادر والمراجع التاريخية للصف العاشر

المصادر والمراجع التاريخية

الصفحة:17

مهارة التصنيف :
مصدر
مرجع
مرجع
مرجع
مصدر
مرجع
مصدر

الصفحة:19

1ـ مصدر
2ـ الوكيل البريطاني
3ـ الشيخ سلطان بن سالم القاسمي
4ـ طلب الذن للقمندار مهندجس في ابو موسى للوصول الى جزيرة طنب لمدة اربع او خمسة ايام لفحص معدن المغر ويريد التفاهم مع الشيخ سلطان بن سالم .
5ـ الختم ،التوقيع ،التاريخ .


تسلمين اختي

الله يعطيـج العـافيـه …
تسلمين يأوخيتـي ..

شٍـكُرُآآلٍكُ




الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن الجدول الدوري مع مقدمة وخاتمة وقائمة المصادر للصف العاشر

أصدقائي الرجاء في أسرع وقت

تحياتي

أصدقائي الرجاء إعطائي البحث اليوم

ساعدونــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــي

سوري والله ما عندي

المقدمة:يعتـبر الجـدول الـدوري طريقة لتنظيم ومقارنة العناصر الكيميائيـة؛ فهـو يوفـر معلومـات عـن كـل العنـاصر الكيميائية المعروفة.فهو جدول ترتب فيه العناصر بحسب الزيادة في العدد الذري ، ووضع العناصر التي لها خواص متشابهة في نفس العمود .
الموضوع:يحتوي الجدول الدوري على:-
** الدورات :-
– يظهـر كـل عنصـر فـي الجدول برمزه، والعنــاصر مرتبـة فـي سـبعة صفـوف تسـمى دورات، وتقـرأ مـن اليسـار إلـى اليميـن. وتـرتب العنـاصر فـي دورات حسب أعدادهـا الذريـة مـن 1 إلـى 103.
**الأعمدة-:
يمثـل كـل عمـود فـي الجـدول مجموعة عنــاصر تقــرأ رأسـيًّا، ويحـتوي عـلى العنــاصر ذات الخصــائص المتماثلــة. ويوجـد ثمانية تقسيمات رئيســية للعنــاصر مرتبــة حســب عـدد الإلكترونـات والجسـيمات السالبة الشحنة وتســلك عنـاصر كـل مجموعـة سلوكا متماثلا.

مناطق الجدول الدوري الحديث
أولاً : المنطقة اليسرى .
وتحوي عناصر المجموعتين الرئيسيتين ( 1 و 2 ) والمعروفة باسم الفلزات القلوية والفلزات القلوية الأرضية وتشغل الكترونات التكافؤ في ذرات هذه العناصر المجال الكروي S
ثانياً : المنطقة اليمنى .
وتحوي بقية العناصر في المجموعات الرئيسية ( 3،4،5،6،7 ) وتتميز عناصر هذه المنطقة بملء المجالين ( S , P ) وهذه المنطقة تحوى جميع اللافلزات وأشباه الفلزات وبقية الفلزات ، كما تضم جميع الهالوجينات ( عناصر المجموعة 7) و تعرف بالعناصر غير الانتقالية .
ثالثاً : المنطقة الوسطى .
وتحوي جميع العناصر في المجموعات الفرعية (ب) وتتألف من ثلاثين عنصراً جميعها من الفلزات في وتتميز عناصر هذه المنطقة بوجود الكترونات التكافؤ في المجالين( S , d) في مستوى التكافؤ ، وتعرف عناصر هذه المنطقة بالعناصر الانتقالية غير التمثيلية .
رابعاً : المنطقة السفلى .
وتتألف من سلسلتين كل سلسلة تضم أربعة عشر عنصراً سلسلة اللانثانيدات وسلسلة الاكتينيدات تتميز عناصر هذه المنطقة بملء المجال من نوع f في مستوى التكافؤ ، وتعرف عناصر هذه المنطقة بالعناصر الانتقالية الداخلية.
توضيح تركيب الجدول الدوري
عدد إلكترونات التكافؤ تحدد إلى أى دورة يتنتمى العنصر . كل غلاف من أغلفة الطاقة في ذرات العناصر ينقسم إلى مستويات فرعية، والتى تمتلئ بزيادة الرقم الذري للعناصر طبقا للترتيب التالي :
1s
2s 2p
3s 3p
4s 3d 4p
5s 4d 5p
6s 4f 5d 6p
7s 5f 6d 7p

هذا الترتيب يماثل ترتيب الجدول الدوري . ونظرا لأن الألكترونات في مستويات الطاقة الخارجية هى التى تحدد خواص العناصر الكيميائية ، فإن العناصر تميل لأن تكون متشابهه في مجموعات الجدول الدوري . العناصر التى تلى بعضها في مجموعة الجدول الدوري يكون لها خواص فيزيائية متشابهه. بينما العناصر التى تلى بعضها في دورة الجدول الدوري يكون لها كتلة متشابهه ولكن تختلف في خواصها الفيزيائية ..
الخاتمة:و الخلاصة ان العلماء صنفوا العناصر في الجدول الدوري الحديث حسب الزيادة في اعدادها الذرية و تصنف العناصر الى مجموعتين هما الفلزات و وبهذا تم تصنيف العناصر في الجدول الدوري الحديث ، وفيه رتبت العناصر إلى مجموعات ، وكل مجموعة تحتوي على عناصر لها نفس التوزيع الإلكتروني في مستوى الطاقة الخارجي ، ويمكن تقسيم العناصر بطريقة أخرى إلى مستويات الطاقة الفرعية التي توجد فيها الإلكترونات. وبذلك نجد انه يمكن استخدام الجدول الدوري لكتابة التوزيع الإلكتروني للعناصر

وبث

مشكوره اختي

بس احس ناقصه كم شي

خلاص انا بسويه واحطه لكم

مشكورة

مو حلووو

مشكوووووووووووووووور

سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس

مشكوووووووووووووووووووووووووور

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن الزلازل مع ذكر المصادر و المراجع للصف العاشر

لو سمحتو بغيت بحث عن الزلازل مع ذكر المصادر و المراجع بس يا ريت المراجع تكون من كتب و اسم الكتاب و الطبعة !!!

يسلموووووووووووووووووو ع التقرير

مشكورررررررررررررررررر

ثااااااااانكس

يسلمو عالمساعدهـ يا امير يزااك الله خير

مجهود رائع واستفادنا كتير
وشكرا

ارجو الرابط بسرعه انا مستعجل

ما اريد الخاتمة اريد الموضوع نفسه ارجوكم ساعدوني

ثًاااااااااَأأأأأأأاااانْكِسً

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحوث ، تقارير ، مكانة العلماء ، مع المصادر ، أهمية العلماء الصف الحادي عشر

السلام عليكم

ممكن تقرير عن مكانة العلماء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة العلماء وفضلهم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وبعد:

فإن مما ابتلي به كثير من المسلمين في هذا الزمان هو الوقوع في أعراض العلماء والدعاة بنبذهم بألقاب السوء وتبديعهم وتضليلهم فإذا سألت احدهم عن ذلك قال هذا بيان للأخطاء والبدع حتى لا تنتشر وتحذير للناس من هذا المبتدع, فقد يكون بعضهم قد غرر به فيتكلم في العلماء عن حسن قصد فيعتقد أنه يحارب المبتدعة بفعله هذا لأن من يجالسهم يوحون له بهذا الكلام المعسول فهؤلاء يبين لهم الحق حتى يرجعوا إليه ويعرفوا للعلماء منزلتهم ومكانتهم, والبعض الآخر يتكلم في العلماء لوجود هوى في نفسه قد يكون هو الحسد لهؤلاء العلماء أو هو الكره لأهل العلم والخير أو أنه مدسوس من أعداء الإسلام لضرب الصحوة الإسلامية وعلمائها فهؤلاء ينصحون فإذا لم يتوبوا فإنه يحذر منهم ومن مكائدهم, ويجب على المسلم أن يحذر من الصنف الثاني فقد يكون معه شُبَه يخدع به الناس .

لقد رفع الله تعالى من منزلة العلماء قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } وقال تعالى:{ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } وبين أن العلماء أكثر الناس خشي لله تعالى فقد قال جل شأنه:{ إنما يخشى اللهَ من عباده العلمءُ} ولم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الاستزادة من شيء إلا العلم قال تعالى:{وقل ربي زدني علما } واستشهد بهم سبحانه في اجل مشهود عليه وهو توحيده فقال تعالى:{ شهد الله أنّه لا أله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط } قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:
أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر .
والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته .
والثالث: اقتران شهادتهم بشهادة ملائكته .
والرابع: أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فإنّ الله تعالى لا يستشهد من خلقه إلا العدول.
والأحاديث الشريفة طافحة بذكر فضل العلم وبيان فضل العلماء نذكر منها حديث معاوية ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) متفق عليه ومنها حديث أبي هريرة ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة) رواه مسلم ومنه حديث أبي أمامة ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم )ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رواه الترمذي وغيرها من الاحاديث النبوية الشريفة.
فالآيات والاحاديث تبين فضل العلماء وخطورة القدح فيهم لأن لحومهم مسمومة فمن تكلم فيهم فقد هلك بتعريضه نفسه لغضب الله تعالى ففي الحديث القدسي ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب …. ) الحديث. رواه البخاري والعلماء بلا شك من أولياء الله تعالى.

قال الإمام الطحاوي في عقيدته المختصرة : وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل.
وقد حذر أهل العلم من القدح في العلماء وبينوا سوء عاقبة هذا الفعل في كتبهم الكثيرة, فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الوقوع في أعراض العلماء فإن عقاب الله تعالى شديد قال تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } وفي حديث معاذ بن جبل ( ألا أخبرك بِمِلاك ذلك كله ؟ فقلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وفي حديث بلال بن الحارث المزني ( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه ألى يوم يلقاه) رواه مالك والترمذي, فهذين الحديثين وغيرهما يبينان عقوبة إيذاء الناس باللسان ومن باب أولى العلماء لأنهم سادة الناس.
فلهذا أنصح إخواني بعدم وقوعهم في هذا المزلق الوخيم وأن يحذروا منه وأن يعرفوا للعلماء حقهم وينشروا فضائلهم وحسناتهم ويكتموا سيئاتهم ويدعوا لمن أخطأ منهم بالصلاح فقد قيل :
من ذا الذي ما ساء قط ** ومن الذي له الحسنى فقط
وقولوا لمن ينتهك حرمة العلماء:
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه ** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وقولوا له ايضا:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
إن حاجة الأمة الإسلامية للعلماء كالشمس بل أشد من احتياجهم للشمس فهم صمام أمان للأمة من الفتن والنار وهم ورثة الأنبياء كما ورد في حديث أبي الدرداء قال الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه أبو داود والترمذي
وقد يسأل أحد, ما موقفنا من أخطاء العلماء؟ فيقال بين الخطأ لأن الخطأ لا ينسب للإسلام ولكن بالحكمة وعدم القدح في العالم لآن لكل عالم زلة فيبين الخطأ بالطريقة المناسبة مع حفظ مكانتة العالم فهذه كتب العلماء مملوءة بالردود فيما بينهم في كتب الفقه والحديث وغيرها ولا تجدهم يضللون بعضهم البعض بل يحفظون مكانة العالم وهكذا كان السلف الصالح والأئمة يتعاملون مع العالم.
ومن كان من أهل العلم والفضل وظهرت عنده أخطاء أو بدع لم يترك أو يبدع بل كانوا يبيّنون خطأه ومع ذلك لا يقدحون في مكانته بل يبحثون له العذر فيما قال
قال الإمام الذهبي رحمه الله -في سير أعلام النبلاء-: ثم إن الكبير من العلماء إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زللـه ولا نضلله ولا نطرحه وننسى محاسنه, نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك. (جـ 5/ ص 279)
فانظر إلى إنصاف هذا الإمام للعلماء فإنّه ينوه بأنّه إذا ظهر منهم خطأ فإنهم لا يتركون بالكلية ولا يشنع بهم بل يجب احترامهم وتقديرهم مع اجتناب الخطأ الذي وقعوا فيه .
وإن شئت فقرأ كتــب التراجم التي تكلمت عن سيـر العلماء مـثل كتاب( سير أعلام النبلاء للذهبي) أو كتاب (البداية والنهاية لابن كثير) وغيرها لتعلم موقفهم من العلماء ومن أخطائهم .
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يحفظ لنا أهل العلم وأن يلحقنا بهم في جنته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18863

قال الله -تعالى-هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية9)، ويقول -سبحانه-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: من الآية28)، ويقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: من الآية59) وأولو الأمر -كما يقول أهل العلم-: هم العلماء، وقال بعض المفسرين: أولو الأمر: الأمراء والعلماء.
ويقول الله عز وجل (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة: من الآية11).
ويقول -تعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18).
وروى البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " قال ابن المنير -كما يذكر ابن حجر-: "من لم يفقهه الله في الدين فلم يرد به خيرا".
وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر " (1) (2).
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة – كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: "أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة"، أي أن أهل السنة والجماعة، يتقربون إلى الله -تعالى- بتوقير العلماء، وتعظيم حرمتهم.
قال الحسن: "كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".
وقال الأوزاعي: "الناس عندنا أهل العلم، ومن سواهم فلا شيء".
وقال سفيان الثوري: "لو أن فقيها على رأس جبل، لكان هو الجماعة".
وحول هذه المعاني يقول الشاعر:

النـاس مـن جهـة التمثـال أكفـاء
أبـــــوهم آدم والأم حــــواء
فـإن يكـن لهـم فـي أصلهـم نسب
يفــاخرون بــه فـالطين والمـاء
مـا الفضـل إلا لأهـل العلـم إنهـم
عـلى الهـدى لمـن اسـتهدى أدلاء
وقـدر كـل امـرئ مـا كـان يحسنه
والجــاهلون لأهـل العلـم أعــداء

من هذه النصوص الكريمة، ثم من هذه الأقوال المحفوظة تتبين لنا المكانة العظيمة، والدرجة العالية التي يتمتع بها علماء الأمة؛ ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير، والإجلال وحفظ الحرمات، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) (الحج: من الآية30)، ويقول -جل وعلا-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: من الآية32)، والشعيرة -كما قال العلماء-: كل ما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، والعلماء -بلا ريب- يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد.
إذن، فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضا أو تقصيرا في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وما أبلغ قول بعض العلماء: "أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم"
وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة (العلماء)، ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله -عز وجل في الحديث القدسي-: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ".
أخي القارئ الكريم: كلنا يدرك أن من أكل الربا فقد آذنه الله بالحرب، إن لم ينته ويتب عن ذلك الجرم العظيم، كلنا يدرك هذا، ولكن هل نحن ندرك -أيضا- أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله -جل وعلا- كما تبين من الحديث السابق؟ هل نحن نستحضر هذا الوعيد الشديد، عندما نهم بالحديث في عالم من العلماء؟
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي -رحمهما الله- أنهما قالا: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي". قال الشافعي: "الفقهاء العاملون": أي أن المراد: هم العلماء العاملون.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: " من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله عز وجل ".
لعل في هذه النصوص تبيينا لفضل العلماء، وتذكيرا ببعض ما يجب لهم علينا من الحقوق.
</SPAN></SPAN>

1 – أخرجه أبو داود والترمذي والدارمي، وهو حديث حسن.
2- أخرجه أبو داود والترمذي والدارمي، وهو حديث حسن.

http://majdah.maktoob.com/vb/majdah21693/


مكانة العلماء:

يواجه علماء أهل السنة في عصرنا هجمات شديدة، وأذى كثيراً منوعاً، ليس على مستوى واحد بل على مستوى أعداء الدين من العلمانيين، ومستوى بعض السلطات المعادية للتوجهات الدينية، ومستوى الفرق الضالة وعلى رأسهم الشيعة، ومستوى بعض المنتمين إلى التيارات الدينية.

وهنا لا بد من وقفة بل وقفات، فعلماء الأمة هم قادتها الحقيقيون، وهم أملها في عودة الأمة إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وهم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن. ووَضْع العلماء اليوم وعلاقتهم بمشكلات الأمة والمحنة التي تمر بها لا ينبئ بخير ما لم تتضافر الجهود لدعم مكانتهم ودورهم؛ ليقوموا بواجبهم في إنقاذ أمتنا الإسلامية.

ولو أردنا تلخيص ما يواجهه العلماء اليوم فهناك جوانب ثلاثة رئيسة تجمع لنا ذلك:

أولاً: جانب الهيبة:

ففي كثير من البلاد العربية والإسلامية يواجه العلماء، ولا سيما العاملون الناصحون منهم، صنوفاً من الأذى، سواء في بعض الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت بالسخرية منهم والتهكم مما يقولون، ورميهم بالتشدد، وإثارة الفتن، والبعد عن الواقع والعيش في الماضي، أو بجرجرة بعضهم إلى المعتقلات والسجون، حيث التعذيب والضرب والأذى النفسي والبدني، وقد يصل الأمر إلى حد التعذيب القاتل، كما حدث ويحدث لعلماء السنة في إيران وفي العراق المحتل وبعض البلدان الأخرى. وقد يهان في هذه الأيام بعض علماء المسلمين في بلادهم في حين أن من يؤذونهم لا يتجرأ أحد منهم على التعرض لأجنبي ينتهك حرمات المسلمين، أو كافر نصراني يسب النظام ويلعن رموزه!

ثانياً: جانب المكانة:

المكانة في الإعلام اليوم صارت لحثالة الناس وأهل المجون من الراقصين والمغنيين والمهرجين، تُقام لهم المهرجانات وحفلات التكريم، وتُوزع عليهم الجوائز، وتُعطى لهم الحوافز. واستمع وانظر إلى كثير من البرامج التي تقدم في وسائل الإعلام، فسترى أنها تبرز حياة أهل المجون والفسق، وتكثر الحديث عن سيرتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم وأعمالهم. في حين لا يُكرم العلماء إلا قليلاً، وما يُذكر في ما ينزل بهم من تهجم واعتداءات أكثر مما يمكن أن يذكر في ما وقع لهم من تكريم وتوقير.

ولا شك أن ذلك ترك أثره في مكانة العلماء في النفوس، حيث تقلصت في نفوس كثيرة تلك المكانة الجليلة للعلماء، ومن السهل أن ترى بعض الناس يقع فيمن لا يحبه من العلماء بالسخرية والاستهزاء باسمه أو لقبه. بل على مستوى المنتمين إلى تيارات المتدينين تجد ما يحزن القلب ويؤلم النفس، ومن ذلك كثرة تعدي بعض منهم على العلماء في بعض المنتديات، حيث يتعدون فيها عليهم بالسخرية والتهكم والشماتة، وتصيد الزلات والكلمات الموهمة، ووضع أقوالهم في غير سياقها، وتصنيفهم هذا ضال وهذا حزبي وهذا خارجي وهذا موال للحكومة وهذا..ولا يراعون في ذلك الأخوة الإسلامية وآداب الكتاب والسنة.

ثالثاً: جانب التأثير في حياة الناس ونفوسهم:

وبعيداً عن المنتمين للتيارات الإسلامية والمتدينين؛ فإن كثيراً من الناس سواء المثقفين والعوام يجهلون علماء الأمة العاملين، ولا يعرفون سيرتهم وعلمهم وأعمالهم، وهذا دليل على بعد أثر العلماء عن فئات عريضة من الناس، وضعف أثر كلمتهم في نفوسهم، وخصوصاً فئة الشباب؛ إذ لا يعرف كثير منهم علماء الأمة المعاصرين الصالحين، ولا يعرفون مكانتهم، لأن كثيراً من الشباب فُتنت عقولهم بأهل الفسق والمجون والغناء والموسيقى والأفلام والتمثيليات وغيرها من جهات الفساد.

أسباب ضعف مكانة العلماء في عصرنا:

أسباب هذا الضعف والهوان كثيرة، يرجع بعضها إلى عوامل تاريخية، وبعضها إلى عوامل خارجية، وبعضها إلى عوامل داخلية، فمن العوامل التاريخية تغلغل الطرق الصوفية في حياة كثير من الناس، وتقديم صورة مزرية غير سوية لمعنى كلمة الشيخ والمقرئ، مما أسقط صورة نفسية تاريخية هي اليوم محل تندر بعض العوام والعلمانيين.

ومن العوامل الخارجية الاحتلال الذي ربى الشعوب على أن يكون خريجو المدارس الحديثة أعلى مكانة وأرفع قدراً وراتباً من علماء الشريعة، فضعفت مكانة دراسة العلوم الشرعية في نفوس عدد من الناس، فبعضهم لا يحب أن يكون ابنه شيخاً – بسبب تلك الصورة النمطية المشوهة – وإنما يريد أن يكون مهندساً أو طبيباً. وكذلك ساهم الإعلام العلماني التابع للفكر الغربي والتيار الإلحادي في ترسيخ صورة نمطية للعلماء خصوصاً والمتدينين عموماً، فصار هذا الإعلام يسخر منهم، ويقدم إلى الجمهور عبر أنواع الاتصال المؤثرة، من تمثيلية وفيلم ومسرحية، صوراً ساخرة منهم تسقط مكانة العلماء والصالحين، وتحجز بين الناس وبين التأثر بهم.

ومن العوامل الداخلية فقر بعض العلماء فبعضهم لا يملك المال الكافي لتنفيذ مشاريعه الدعوية والعلمية. ومنها خوف بعضهم من تعريض نفسه لهجوم أجهزة الإعلام وألسنة العلمانيين الطويلة، وبعضهم ألزم نفسه العزلة صيانة للدين وبعداً عن الفتن. ومن الأسباب المهمة ما قد يقع من خلافات بين بعض العلماء، مما قد يدفع بعض الأتباع إلى التعدي بالقول، وتحذير الناس من المخالفين لعالمهم، وهو ما يجعل أبناء الصحوة متنازعين متباغضين مما يؤدي إلى سقوط الهيبة من القلوب.

ومن الأسباب الانفتاح العالمي في وسائل الاتصال، حيث سهلت الوسائل الحديثة نشر أهل البدع لبدعهم وأهل الضلال لضلالهم، فكثرت الشبهات، وأثيرت الشكوك، وزادت وسائل الوقيعة والنميمة، فأدت هذه الأجواء إلى تجرؤ كثيرين على العلماء وعلى كلامهم وأقوالهم، وتعلم بعض الشباب كيف يجادل أهل العلم ويرد عليهم ويعبث بأقوالهم قبل أن يتعلم مبادئ العلم الأولية، وصار بعض العلمانيين وبعض الشباب يتعاملون مع كلام أهل العلم بصورة ممتهنة تجعله عرضة للنقاش والجدال دون علم.

ومن الأسباب تأخر عدد من المجامع العلمية المعتمدة، أو إحجامها أحياناً، عن بيان موقف الإسلام من القواصم التي تنزل بالمسلمين، مما يؤدي إلى ضعف مكانتها ومكانة القائمين عليها لدى الناس، والنظر إليهم بأنها مؤسسات رسمية بما لكلمة (رسمية) من دلالة معروفة لدى الناس. بل هذا يضعف مكانتها ومكانة العاملين فيها لدى أبناء الصحوة، ويفتح الباب للتنازع والخصومات في تقويم النوازل ومواجهة الأزمات. وهناك أسباب أخرى، لكن لعل ما سبق هي أهم الأسباب التي تؤثر في دور العلماء اليوم ومكانتهم في قيادة الأمة.

نظرات في علاج المشكلة:

لا بد من السعي الحثيث لعلاج هذه المشكلة الكبيرة، فأعداء الأمة يتقدمون في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها ومسخ شبابها بخطى حثيثة، والعلماء هم أمل الأمة في إخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، وهم قادتها الحقيقيون في الأزمات، ولا بد أن تكون كلمتهم في الإصلاح هي السائدة، وخطواتهم هي الرائدة؛ لا خطوات العلمانيين والليبراليين وكلماتهم، ولا يتأتى ذلك وقدرهم عند الناس ضعيف، ومكانتهم مهدرة، وكلمتهم مستخف بها، وإنما يكون للعلماء هذا الدور في إصلاح الأمة حين تكون لهم هيبة ظاهرة، وكلمة نافذة، ونصيحة مسموعة، ومكانة مرفوعة، وصورة لدى الناس محبوبة. قال الغزالي: (… الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم، لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا)(1) ، قال الرشيد لشيبان عظني: فقال يا أمير المؤمنين؛ لأن تصحب من يخوفك حتى تدرك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى تدرك الخوف. فقال فسر لي هذا. قال من يقول لك أنت مسؤول عن الرعية فاتق الله؛ أنصح لك ممن يقول لك أنتم أهل بيت مغفور لكم…)(2).

حماية مكانة العلماء والعمل على صيانتها ورفع قدرها في نفوس الناس؛ هي حماية للدين، وصيانة لمقدساته وأركانه، ونحن الآن نرى الصحف العلمانية ملأى بالتعدي على أركان الدين ومعالمه بين الحين والآخر، وما تجرأ هؤلاء على ذلك إلا بعد تجرؤهم على مكانة العلماء، وتجاوز حدود الأدب معهم، ولو علموا أن المساس بكرامة أحد من العلماء سوف توقعهم في غضب العلماء والمؤسسات الدينية جميعاً، وعدم تركهم إلا بعد تأديبهم لما تجرأ بعضهم على أركان الدين ومقدساته؛ لأنه سيعلم أن الغضب سيكون أشد والعقاب أكبر.

فينبغي لنا عدم التهاون مع من يتجاوز مع أهل العلم حدود النقاش العلمي، ويحاول الاستخفاف بهم والتنقيص من قدرهم لدى الناس، عن أبي وائل أن ابن مسعود – رضي الله عنه – رأى رجلاً قد أسبل فقال: ارفع إزارك. فقال وأنت يا ابن مسعود ارفع إزارك. فقال له عبد الله: إني لست مثلك إن بساقي حموشة، وأنا أؤم الناس.. فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول أترد على ابن مسعود؟(3).
عن عمار بن أبي عمار: أن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – ركب يوماً فأخذ ابن عباس – رضي الله عنه – بركابه، فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. فقال زيد أرني يدك. فأخرج يده فقبلها فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا(4). ولا بد هنا من أن ينصر العلماء بعضهم بعضاً في القضايا الواضحة التي لا جدال في أنها ظلم واقع على بعضهم. وأن يكثر الخطباء والدعاة في دروسهم وخطبهم من التعريف بقدر العلماء، وفي العصر الحاضر عدد كبير من العلماء، ينبغي تعريف الناس بدورهم، وما قدموه من تضحيات غالية في سبيل بيان الحق، وإبراز سيرتهم ومواقفهم.

العمل على دعم مكانة أهل العلم يبدأ من أهل العلم وطلابه والدعاة؛ بأن تُنشط روح التعاون والتسامح مرة أخرى بينهم، وأن تسود بينهم أخوة الإسلام بآدابها وقيمها وحقوقها. وأن تقام المؤتمرات بين الحين والحين التي تجمع بين أهل العلم على مختلف الاتجاهات المنهجية والفقهية حتى يرى أتباع الدعوة أولاً، وغيرهم من المثقفين والحكام والعوام، أن العلماء هم قدوة الأمة في الاتحاد والتعاون والتقارب والحوار والألفة، وأن ما بينهم من خلافات فقهية لا تتعدى كونها خلافات فقهية، ولا يمكن أن تحول إلى خلافات تولد العداوة والبغضاء. فصلاح الأمة يبدأ من صلاح ذات البين بين العلماء، وتعاونهم على نبذ الخلاف، وتوطيد الأواصر والعلاقات فيما بينهم، فالأمة اليوم في أشد الحاجة لأن يكون علماؤها أقوياء مجتمعين متحدين، لهم مكانتهم في النفوس، قائمين بدورهم في الإصلاح.

قوة العلماء اليوم يمكن أن تعود وتنمو بنزول المعتزلين منهم إلى معترك الحياة اليومية، واضعين أيديهم في أيدي من سبقوهم إلى العمل والدعوة، حتى يسمع الناس صوتهم، ويرون تعاضدهم وتعاونهم. سوف تعود قوة العلماء وتعلو مكانتهم مرة أخرى في المجتمع إذا اتفقوا على ألا يسمحوا لأحد أن يطعن في أحد منهم، أو أن يستغل أقوالهم في نصب الخلاف بين أبناء الأمة، أو أن يضرب أقوال بعضهم بأقوال بعضهم الآخر، وذلك بأن يقفوا دائماً موقف الإنكار أمام تلك المحاولات التي تفرق الشباب وتشتت جهود العلماء في الإصلاح الحقيقي الذي تنتظره الأمة.

صورة العلماء اليوم لدى الناس تحتاج إلى الوضوح لتأخذ مكانها في حياة الناس، علماء يثق الناس في علمهم وفي قوة ترابطهم، لا يريد الناس أن يروا لكل واحد من العلماء جماعة تتعصب ضد جماعة عالم آخر، إنما يحتاجون، ولا سيما الشباب، إلى العالم الذي يؤلف القلوب مهما اختلفت الآراء، ويجمع النفوس مهما تنوعت الرؤى.

ومن أسباب قوة مكانة العلماء دعمهم مالياً في أعمالهم ومشاريعهم الدعوية والعلمية، وبذل المال لهم، هذا فضلاً عن أن يسعى أهل العلم أنفسهم إلى الارتقاء بمستواهم المالي، قال ابن الجوزي: (فالأولى للعالم أن يجتهد في طلب الغنى ويبالغ في الكسب،… فإنه يصون بعَرَضه عِرضه، وقد كان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت وخلّف مالاً، وخلّف سفيان الثوري مالاً وقال لولاك لتمندلوا بي… ومن تأمل أخبار الأخيار من الأحبار وجدهم على هذه الطريقة)(5). عن الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري – رحمه الله – يقول: يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً؛ فإن الآفات إليه أسرع، وألسنة الناس إليهم أسرع(6). وقال أيضاً: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس(7).

ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم أن تنشط المؤسسات الرسمية في بلاد المسلمين في مجال الدعوة والإرشاد، وأن تسعى إلى محو الصورة الماضية لها في أذهان الناس وتصحيحها، وأن تسد الفجوة بينها وبين العلماء غير المنتسبين للمؤسسات الرسمية وأصحاب الدعوات.

ومن أسباب عودة مكانة العلماء وقوة كلمتهم، أن يكون لقرارات المجامع الفقهية والمؤتمرات العلمية والمذكرات والبيانات التي يصدرها مجموعات من العلماء مكان التقديم في الإعلام لا سيما في القضايا المصيرية، وذلك لجمع الكلمة قدر الإمكان وتوحيد الصفوف.

ومن الأسباب التي تدعم مكانة أهل العلم والدعاة وتزيد من محبة الناس لهم معاونتهم للناس في الصعاب، ومساعدتهم للفقراء، والمحتاجين، والمظلومين، قال مسلم بن إبراهيم عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث وهو يصفه: كان أبا الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم(8).

إن الأمة بحاجة ماسة في هذا العصر إلى أن يكون للعلماء حضور في حياتهم، ومكانة في قلوبهم، وقوة لكلمتهم، فهم أمل الأمة نحو العزة والنصر، ومصابيح هدايتهم في الفتن.

منقول من تعلم لأجل الإمارات

المقدمة

إن الله أحب من عباده العلماء واصطفاهم واجتباهم ورثة للأنبياء وزادهم من الخير والبر حتى صاروا من عباده الأتقياء السعداء، وأثنى عليهم في كتابه فشرّفهم وكرّمهم وهو أصدق القائلين: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فاطر آية: 28. العلماء الذين جعل الله بقاءهم للعباد رحمة وعلمهم في القلوب نوراً وبركة. ولقد ابتليت الأمة بمن يطعن في العلماء ويتهمهم بالتفريط وهذه عداوة ظاهرة للعلماء بل للأمة جمعاء، قال تعالى في الحديث الإلهي: (من عادى لي ولياً فقد آذيته بالحرب) رواه البخاري، وروى الخطيب البغدادي عن الإمامين أبي حنيفة والشافعي قولهما: (إن لم يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي).
ولقد تحدثت في هذا التقرير عن منزلة العلماء العظيمة ، وحاجة الناس إليهم في كل زمان ومكان مستدلا بذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وكذلك أقوال العلماء متمنيا أن ينال إعجاب معلمي .

الموضوع :-
قال تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَِ(الزمر9، وقول عز وجل: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )المجادلة11، وقوله جل وعلا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر28
قال ابن كثير: أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، وكانت الخشية له أعظم وأكثر (1)
وأما من السنة فأحاديث كثيرة، منها: حديث معاوية رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين( (2).
فلما أراد الله تعالى بهم خيراً فقههم في دينه وعلمهم الكتاب والحكمة وصاروا سراجاً للعباد ومناراً للبلاد(3).
وما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًى بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(4).
ولقد هيأ الله جل وعلا لهذه الشريعة الغراء من العلماء الأصفياء والأولياء الأخيار والأتقياء الصالحين من اتصلت محامدهم وعلت مبانيهم وجّمت مكارمهم فلهم من كل فضيلةٍ السهم الأعلى، والقدح المعلى، فجردوا فيها العناية وأظهروا فيها الكفاية وصرفوا إليها اهتمامهم، فأوضحوا للناس ما التبس عليهم فهمه واستبهم، وبينوا لهم معاني القرآن وكثيراً من أسراره وأحكامه وبلاغته ومعجزاته، وذلك بفضل الله عز وجل ثم بتقواهم وعبادتهم فصار عسير الناس عليهم يسيراً وصلبهم عندهم سهلاً ووعرهم عندهم هيناً فلهم أنفس أبية وهمم علية، فأنجح الله سعيهم وسدد أمرهم، وسهل مطلبهم فلله درّهم ما أحسن سيرتهم وأنقى سريرتهم وأكرم أخلاقهم وأمجد أعراقهم.
ولتعظيمهم كتاب ربهم وخدمته جرى على بشرتهم صفاء وضياء، وحسن وبهاء وكلما قرأنا سير هؤلاء العلماء المرتضين الأوابين والأزكياء المنيبين صارت قلوبنا مشوقة إليهم وأعيننا تواقة للنظر إليهم وأنفسنا ذات حسرة عليهم بهم وانتزاعاً إلي لقائهم، يشوقنا إليهم كثرة محاسنهم وحسن أخلاقهم وبذلهم الغالي والنفيس خدمة للعلم.
وإن أمة كثر فيها أولئك العلماء البررة لجديرة أن تصافحها يد السعادة والهناء والعز والإباء، ويأبى القلم ويعجز أن يخط جميع مآثرهم فذلك ما لا نستطيعه، ولكننا لم نعجز أن ننقش محبتهم في سويداء قلوبنا فهي تخفق بمحبتهم، وأن نلهج بالدعاء لهم، والاستغفار آناء الليل وأطراف النهار.
قال محمد بن الحسين: إن الله عز وجل اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين مَن أحب، فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة، وفقّههم في الدين، وعلّمهم التأويل، وفضّلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يُعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح. فضلهم عظيم (…)، ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء؛ الحيتان في البحار لهم تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة؛ هم أفضل من العباد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة؛ يذكّرون الغافل، ويعلّمون الجاهل.
لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة، بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون، جميع الخلق إلى علمهم محتاج، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج، الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة، والمعصية لهم محرمة.
من أطاعهم رشد، ومن عصاهم عَند، ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه حتى وقف فيه، فبقول العلماء عمل، وعن رأيهم يصدر، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون، وعن رأيهم يصدرون، وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم فبقول العلماء، يحكمون، وعليهم يعوِّلون، فهم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة؛ هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا؛ وإذا أسفر عنها الظلام انصبروا (5).
وإذا عرف المسلم فضل العلم والعلماء وعظم منزلتهم وسمو مكانتهم، أدرك خطورة فقدهم وخلو المجتمع منهم، فإن العلم ينتقص بموت العلماء وبذلك جاء الحديث الصحيح، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) (6)
وفيما رواه أبو أمامة رضي الله عنه قال: لما كان في حجة الوداع، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جميل أدم، فقال يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم)، وقد كان أنزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) المائدة101، قال: فكنا نذكرها كثيراً من مسألته، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال: فأتينا أعرابياً فرشوناه برداء، قال: فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن، قال: ثم قلنا له: سل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا؟، قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب، قال: فقال (ثكلتك أمك، وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقون بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته) ثلاث مرات(7.(
وهذا رد على من زعم أن وجود الكتب يغني عن العلماء، وأن موت العلماء ليس بتلك المصيبة، لأنه كما يتوهم يستطيع أن يبين الحكم ويستنبط المسائل ويرجح عن طريق الكتب.
قال ابن حجر: "وفي حديث أبي أمامه من الفائدة الزائدة أن بقاء الكتب بعد رفع العلم بموت العلماء لا يغني من ليس بعالم شيئاً"(8)

الخاتمة:-
إن فقد العلماء مصيبة عظيمة تكوي القلوب، وتضرم الجوانح، وتسعر الأجساد وتقطع الأجلاد، وتفتت الأكباد. وإذا ما خلت بلاد منهم حسبتها خاوية من كل شيء، ما بها صافر ولا زافر ولا أنيس، ولا عين تطرف ولا جفن يذرف. إن أمة بلا علماء لهي أمة حائرة، يخاف عليها الضلال، وينتظر فيها الشقاء والفناء.
وأدم البكاء على أناس لا يرون للعلماء حقاً، ولا يقيمون لأقوالهم وزناً، فكيف يطلبون السعادة والهناء، فالهم لا يزال ضجيعهم، والغم كميعهم، والأسف أليفهم، واللهف حليفهم.
وإنك لتعجب ممن أترعت قلوبهم بالغضب، وأنعمت صدورهم بالغيظ، وشحنت أجوافهم بالحنق وطبعت أحشاؤهم بالإحن، سلم منهم أعداء الله ورسوله ولم يسلم منهم إخوانهم المؤمنون فصوبوا سهامهم نحو العلماء العاملين العابدين المخلصين، خلت مجالس هؤلاء المساكين من كل خير، وملئت بالانتقاص لأهل العلم والدين، غير سائلين ولامستوحشين أن يجتمع في مجالسهم الموبوءة كبائر الذنوب، من الكذب والغيبة والنميمة وغيرها.. فبارك صنيعهم العدو الأثيم، يسبقه الشيطان الرجيم فأنى لمثل هؤلاء الفلاح والنجاح؟!
وبدل أن يبدؤوا إخوانهم وعلماؤهم بالرحب والتحية والتكرمة، تلقوهم بقطوب وعبوس وبسور وكسوف.
وما علم الواحد من هؤلاء المساكين أن للعلماء منزلة عظيمة، من رام ظلمهم ظلم نفسه وغرها ومن حاول ضيمهم ضام نفسه وضرها، لا تمتد إليهم يد ضائم إلا عادت إليه مبتورة البراجم، ولا هوت إليهم كف ظالم إلا انقلبت بائنة المعاصم، ومهما عابهم قليل دين وعقل فغيبه به لاحق، وبعرضه لاصق، وإليه عائد وعليه وارد. وسيكون عاره عليهم سمة في جبينه وشامة في عرينه، ولو قدر لك أن تقف على دخائل هؤلاء ودفائنهم وغيابات قلوبهم ومخبآت صدورهم ومضمرات نفوسهم، لرأيت إثماً كبيراً وشراً مستطيراً والله غالب على أمره ولن ينفع هؤلاء مكرهم وكيدهم، فقد حكم الله لأهل العلم والدين بالنصر العزيز والأيد الشديد والعز الوطيد، والظفر القاهر والغلب الظاهر، والجد الصاعد والعلاء الزائد والقدح المعلى والزند المورى.
وليت من سولت له نفسه بانتقاص العلماء، ليته حفظ كلمة عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- الخليفة العادل حين قال: "إن استطعت فكن عالماً، فإن لم تستطع فكن متعلماً، فإن لم تستطع فأحبهم، فإن لم تستطع فلا تبغضهم"(9) .

المصادر والمراجع

1- تفسير ابن كثير 3-553
2- متفق عليه: البخاري (71)، ومسلم (1037).
3- أخلاق العلماء 152.
4-أبو داود (2641) والترمذي (2682) وابن ماجة (223).
5- أخلاق العلماء للآجري- 147
6- متفق عليه: البخاري (100) ومسلم (2673)
7- رواه أحمد 5-266.
8-فتح الباري 14-286.
9- سيرة عمر بن العزيز على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه، تأليف أبي محمد عبدالله بن عبدالحكيم ص 137- ط1346هـ

منقول

من تعلم لأجل الإمارات

شكرا كتير هاجر

بالتوفيق ^^

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

الآن درس المصادر التشريع وآادب الخلاف بالبوربوينت -التعليم الاماراتي

السلام عليكم هذا عرض للبور بوينت للدرسين مصادر التشريع وآداب الخلاف بالبوربوينت
من عملي أنا وأخوي الاستاذ مصطفى ربابعة

أخوكم ( أستــــــــــــاذ محمد )
ولا تنسوني من ردودكم

الملفات المرفقة

تسلم اخؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤيه ؤما تقصرر

تسلم اخوي و وما تقصر ما شاء الله البوربوينت روعة

ليش ما اقدر اسيييف شو مشكلته هالمنتدى ؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يعطيك العافية
وبارك الله فيك
فميزان حسناتك ان شاء الله

استمر في العطاء

شكرا وجزالك الله خير

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن الشاعر الشنفري بالمصادر والمراجع للصف الحادي عشر

اليوم جبت لكم تقرير جاهز للغة العربية وهو عن الشاعر الشنفري

الأستاذ السنة الماضية قبله مني في الفصل الأول

اتمنى ذكر المصدر عند النقل وذلك للحفاظ على حقوقي وتعبي

الموضوع من انشائي وكتابتي

(( دعواتكم لي بالتفوق في ثاني عشر ))

الملفات المرفقة

مشكور على التقرير

الصراحة التقرير روعه ^_^

ومره ثانية مشكور والله يوفقك في دراستك

مشكووور عالتقرير
والله التقرير فننننناااااان

بــــآآآركـ الله فـــيــكـ على هــذا العمل الـــرآئــع }^^

ربـــي يوفـــقــك فـــي الثــآآنــويــة العــآآآمـــة وتجيب مجموع عــآآلــي }^^

تـــســتـــحق الــتــقييم على هذا الجهد المبذول والخمس نجوم وأكيد الدعاء لك بظهر غيب }^^

بعتذر تم تغــيير العنـــوآآن لتبيين محــتــوى المـــوضوع }^^

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
القسم العام

اريد بحث مع المصادر والمراجع عن الظروف الاقتصادية واثرها على التحصيل الدراسي -التعليم الاماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اريد بحث مع المصادر والمراجع عن الظروف الاقتصادية واثرها على التحصيل الدراسي،،،،او العنف الاسري واثره على التحصيل الدراسي؟؟او اللواط اسباب وكيفية الحد منه؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتفضل وانشاء الله تستفاد
إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً أن نعرّف الأسرة ونبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية والعلاقات الأسرية والتي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام ظاهرة العنف الأسري.

تعريف الأسرة:
* الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.

أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي:
(1) الزوج.
(2) الزوجة.
(3) الأولاد.

وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة

الآن وبعد التحدث عن تعريف الأسرة وتكوينها لننتقل إلى وصف العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة.

((الرأفة والإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة))

(1) الحب والمودة: إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلاّ إن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة، فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة.
(2) التعاون: وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، وتدبير أمور البيت، وهذا الجانب من جوانب المنهج الذي تقدم به الإسلام للأسرة يتطلب تنازلاً وعطاء أكثر من جانب الزوج.
(3) الاحترام المتبادل: لقد درج الإسلام على تركيز احترام أعضاء الأسرة بعضهم البعض في نفوس أعضاءها.

من الثوابت التي يجب أن يضعها مدير العائلة -الزوج- نصب عينيه هي «أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل له أية سلطة على زوجته إلاّ فيما يتعلق بالاستمتاع الجنسي، وليست له أية سلطة عليها خارج نطاق ذلك إلاّ من خلال بعض التحفظات الشرعية التي يختلف الفقهاء في حدودها، وتتعلق بخروج المرأة من بيتها من دون إذن زوجها».
أمّا ما تقوم به المرأة من الواجبات المنزلية التي من خلالها تخدم الزوج والعائلة فإنه من قبيل التبرع من قبلها لا غير، وإلاّ فهي غير ملزمة شرعاً بتقديم كل ذلك. وإن كان البعض يرقى بهذه الوظائف التي تقدمها المرأة إلى مستوى الواجب الذي يعبر عنه بالواجب الأخلاقي الذي تفرضه الأخلاق الإسلامية.
فإذا عرف الزوج بأن هذه الأمور المنزلية التي تتبرع بها الزوجة لم تكن من صميم واجبها، بل تكون المرأة محسنة في ذلك، حيث أن الإحسان هو التقديم من دون طلب، فماذا يترتب على الزوج إزاء هذه الزوجة المحسنة؟
ألا يحكم العقل هنا بأنه يجب على الإنسان تقديم الشكر للمحسن لا أن يقابله بالجفاف؟
إن هذه الحقيقة التي يفرضها العقل هي عين ما أكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى:
{هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان}.
إن أقل الشكر الذي يمكن أن يقدمه الزوج للزوجة المحسنة هو «أن يعمل بكل ما عنده في سبيل أن يحترم آلام زوجته،وأحاسيسها، وتعبها، وجهدها، ونقاط ضعفها».

مسؤولية الزوج تجاه زوجته:
1- الموافقة، ليجتلب بها موافقتها، ومحبتها، وهواها.
2- وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة.
3- وتوسعته عليها».

مسؤولية الزوجة في التعامل مع الأبناء وركزنا في هذا الجانب على مسؤولية الزوجة لأنها الجانب الذي يتعامل مع الأبناء أكثر من الزوج:

1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا، وفي الآخرة.
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم، وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك، واطلاعهم على الآثار السيئة، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ.
3- تربية البنات على العفة والطهارة، وإرشادهن للاقتداء بالنساء الخالدات، وتحذيرهن من الاقتداء باللاتي يشتهرن بانحرافهن الأخلاقي. كما تحذرهن من الاستهتار، وخلع الحجاب وعدم الاستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم.
4- الاعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد، وعدم ارتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤولياتها.
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة، وما يجب عليهم من الاحترام تجاهه، والاقتداء به -على فرض كونه رجلاً يستحق الاقتداء به- وذلك كي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد، وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم.
6- تجنب الاصطدام بالزوج -وخاصة أمام الأولاد- لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى اضطراب الطفل وخوفه وقلقه.
7- وجوب اطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد، أو ما قد يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالانحراف وعدم الانسياق مع العاطفة والخوف من ردة فعل الأب.
8- صيانة الأولاد عن الانخراط في صداقات غير سليمة، وإبعادهم عن مغريات الشارع، ووسائل الأعلام المضللة. من قبيل البرامج المنحرفة، والكتب المضللة.
9- محافظتها على مظاهر اتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها، لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين اتباع ما تقوله الأم، أو تمارسه.

مسؤولية الزوج -الأب- تجاه الأولاد:

1- ضرورة اختيار الرحم المناسب للولد بأن يختار الزوجة الصالحة التي نشأت في بيئة صالحة.
2- تهيئة الظروف المعيشية المناسبة التي تمكنهم من العيش بهناء.
3- حسن اختيار الاسم وهو من حق الولد على أبيه.
4- أن يحسن تعليم الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة، ويهيئهم التهيئة السليمة ليكونوا أبناء صالحين مهيئين لخدمة المجتمع.
5- أن يزوجهم إذا بلغوا.

الآن وبعد تبيان الأسرة وأهميتها وعلاقاتها وحقوق أفرادها نعود للحديث عن موضوعنا الأساسي وهو العنف الأسري:

ولأننا نعلم يقيناً مما سبق ذكره أعلاه أن الأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوقه فإننا نؤكد على حقيقة أن العنف الأسري أكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه.

ومن هنا تأتي أهمية الإسراع إلى علاج هذا المرض قبل أن يستفحل.

لنستعرض الآن بعض مسبباته التي نعرفها:

أن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري.

والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل.

كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة،وهذا ينبطق أحياناً بين الإخوة والأخوات.

من هم الأكثر تعرضاً للعنف الأسري:

تبين من جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول.
يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم.

فبنسبة 99% يكون مصدر العنف الأسري رجل.

مسببات العنف الأسري:

أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1443هـ أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.

يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما.

ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه.

دوافع العنف الأسري:

1- الدوافع الذاتية:
وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري،

2- الدوافع الاقتصادية:
في محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة.

3- الدوافع الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف، والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
و هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.

نتائج العنف الأسري:

1- أثر العنف فيمن مورس بحقه:
هناك آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية.
ب- زيادة احتمال انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
2- أثر العنف على الأسرة:
تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الاحساس بالأمان وربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة.
3- أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره.

الحلول:
1. الوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري،
2. تقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف
3. وجوب تدخل الدولة في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري.
4. إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر.

الخلاصة:
أننا عندما نريد أن نربي ونثقف كلا من الولد والبنت نربيهما على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر.
فأنوثة المرأة إنما هي بعاطفتها، وحنانها، ورقتها.
كما أن رجولة الرجل إنما هي بإرادته، وصلابته، وقدرته على مواجهة الأحداث.
فالرجل يعاني من نقص في العاطفة، والحنان، والرقة، والمرأة -التي تمتلك فائضاً من ذلك- هي التي تعطيه العاطفة، والحنان، والرقة. ولهذا كانت الزوجة سكناً {لتسكنوا إليها}.
والمرأة تعاني من نقص في الإرادة، والحزم، والصلابة، والرجل -الذي يمتلك فائضاً من ذلك- هو الذي يمنحها الإرادة، والحزم، والصلابة. ولهذا كان الزوج قيّماً على الزوجة كما يقول تبارك وتعالى:
{الرجال قوَّامون على النساء}.

فالتربية تكون إذن على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر».

وهناك طرق ممكن انتهاجها لمساعدة الزوجات والأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري، والخطوة الأولى تكمن في دراسة وجمع ما أمكن من معلومات حول ديناميكة أسرهم.

1. توفير أماكن آمنة للنساء والأطفال يمكنهم الذهاب إليها للشعور بالأمان ولو لوقت يسير ويمكن متابعتهم هناك من قبل المختصين.
2. العمل على تعليم النساء والأطفال على تطوير خطط للأمان لهم داخل المنزل وخارج المنزل.
3. التعاون مع الجهات المختصة برعاية الأسر والأطفال لإيجاد حلول تتوافق مع كل أسرة على حدة.
4. تدريب الأطفال على ممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولدت لديهم نظر العنف الذي مورس عليهم.
5. تعليم الأطفال على سلوكيات إيجابية بحيث نمكنهم من التحكم بموجات الغضب والمشاعر السلبية لنساعدهم على تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة.

شكرا وجزاكم الله خيرا

العفو

العفو جزاك الله الف خير بس كنت ابي المصادر لو سمحت

أخى خذ منى هذه النصيحة. كما سآلك الأخ الكرييم foxlove2010 هل سيكون على استضافة مجانية أو مدفوعة. لهذا أنصحك أخ أن يكون على استضافة مدفوعة حتى لا يكون جهدك وجهد غيرك بلا استغلال. ولك التوفيق ان شاء الله. سنكون لك عونا بما نعرفه

Soben: مدير منتدى صانع المال
buy cialis viagra online

شكرا لج اختي

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث ، تقرير ، العولمة ، مع المصادر والمراجع ، العولمة ، ما هي للصف الحادي عشر

بحث ، تقرير ، العولمة ، مع المصادر والمراجع ، العولمة ، ما هي

مجموعة من المعلومات والتقارير

تاابعونا

^^

يتبع

=============

ما هي العولمة

أغلب التعريفات التي قدمت لمفهوم العولمة ركزت على البعد الاقتصادي ولعل هذا نابع من كونها نتاج لتطور النظام الرأسمالي وحاجته إلى التوسع المستمر في الأسواق. إلا أن دلالة المصطلح استقرت على أن العولمة هي ظاهرة تتداخل فيها أمور السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع والسلوك، وتحدث تحولات تؤثر على حياة الانسان في كوكب الأرض أينما كان وتبرز بفعل هذه التحولات قضايا لها صفة (العالمية) مثل قضايا البيئة، وتشابك أدوار المنظمات الأهلية والمحلية والمنظمات الأهلية متعددة الجنسيات، فضلا عن دور منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المنبثقة عنها. وكما يقول أحد المتخصصين: "إذا أردنا أن نقترب من صياغة تعريف شامل للعولمة، فلابد من أن نضع في الاعتبار ثلاث عمليات تكشف عن جوهرها:
العملية الأولى، تتعلق بانتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة لدى الناس جميعا.
العملية الثانية، تتعلق بتذويب الحدود بين الدول.
العملية الثالثة، هي زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات"[1].
ومن العجيب واللافت للنظر " في أقل من عشر سنوات أن يغزو العالم كله –وليس فقط مجتمعاتنا- مطاعم الوجبات السريعة، وبالأخص الشركات الأمريكية مثل ماكدونالدز وأخواتها، وإقبال الناس عليها بشكل عجيب، وطرح كل البدائل الأخرى. إنها حقيقة تعاني منها حتى أوروبا نفسها.. الجناح الثاني للغرب. ولعل من أوضح الأمثلة على هذا أن فرنسا من أكثر الدول الأوروبية مناهضة للعولمة الأمريكية بهذا الشكل، منها الرفض بشدة فتح مطعم ماكدونالدز في برج إيفل الذي يعتبره تراثا يخص الفرنسيين. لماذا يراد لنا نحن المسلمين أن نقبل بعضوية نادي العولمة، دون أن نسأل عن شروط هذه العضوية"[2]
الهدف الحقيقي للعولمة :
ترتدي العولمة ثوب الحرية، والسلام، وحقوق الإنسان، مع تركيز واضح على حقوق المرأة.. ولعل البعض يتساءل .. هل هذه هي الاهداف الحقيقية للعولمة ؟
وإذا كانت هذه هي الأهداف الحقيقية، فأين هذه الأهداف النبيلة من حرمان المرأة المسلمة والطفل المسلم من أبسط الحقوق، وأهمها.. حق الحياة .. هل يخفى عليهم مايلاقياه من قتل وتشريد في شتى بقاع الأرض التي تئن تحت وطأة الاحتلال، ويتعرض فيها كل من المرأة والطفل المسلمين للقتل والتشريد والفناء؟
إن الهدف الحقيقي للعولمة هو الهيمنة وإن تغيرت الأشكال والألوان لكن الجوهر واحد والحجة واحدة وهي تفوق الإنسان الغربي وتمجيد اختياراته وعظمة ثقافته وقيمه وضرورة إخضاع الناس له مهما كان الثمن فادحاً .
قال تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}، إنها خطة قديمة يأخذهاالطاغوت اللاحق عن الطاغوت السابق، حتى تصل الى فرعون.
وكما يقول شوقي جلال: من السذاجة بمكان أن نتصور أن العولمة مجرد تفوق تكنولوجي، أو سيطرة البورصات والتنافس الاقتصادي. إنها في الحقيقة عملية سياسية تقودها الدولة الأمريكية بالاعتماد على قدراتها العسكرية ونفوذها السياسي.
"ولننظر كيف عبر الغربي قديما عن هيمنته وسيطرته بأسماء مثل (الاستعمار) أي إعمار الأرض، وقالوا أن الشعوب الأخرى الملونة ليست قادرة على حكم نفسها، ولا بد لنا –أي المستعمر- أن نقوم برسالتنا التاريخية في نقل المدنية والعلم والتقدم اليها".[3]
"لقد قام الاستعمار بالتخطيط المدروس لإضعاف العالم الإسلامي وإبعاده عن مقوماته الإسلامية، ووجد الاستعمار من بين أبناء العالم الإسلامي أناساً ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتحقيق أهدافه. ونحن لا نلقي هنا القول على عواهنه، وإنما هذا ما تنطق به الوثائق السرية الاستعمارية نفسها. فقد جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني (أورمسبي غو) لرئيس حكومته بتاريخ 9 يناير (كانون الثاني) 1938م ما يأتي: (إن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الامبراطورية أن تحذره وتحاربه، وليس الامبراطورية وحدها، بل فرنسا أيضاً، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة، وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة. إن سياستنا الموالية للعرب في الحرب العظمى (يعني الأولى) لم تكن مجرد نتائج لمتطلبات (تكتيكية) ضد القوات التركية، بل كانت مخططة أيضاً لفصل السيطرة على المدينتين المقدستين مكة والمدينة عن الخلافة العثمانية التي كانت قائمة آنذاك.ولسعادتنا فإن كمال أتاتورك لم يضع تركيا في مسار قومي علماني فقط، بل أدخل إصلاحات بعيدة الأثر، أدت بالفعل إلى نقض معالم تركيا الإسلامية)." [4]
"ويأتي المهيمن الحالي ليشرح نواياه الامبريالية الجديدة رافعا شعارات براقة حيث يقول ريتشارد جاردنر في كتابه (نحو نظام عالمي جديد): " لقد كان توماس جيفرسون يعبر عن إيمان آبائنا -الذين أقاموا دعائم بلادنا- العميق عندما تنبأ بأن نيران الحرية وحقوق الإنسان سوف تنتقل من أمريكا لكي تنير مناطق أخرى من الأرض"[5]
"وقال جيفرسون هذا في موضع آخر "الأميريكيون شعب الله المختار، لهم الحكم والهيمنة اختيارا أو قوة أو قسرا" [6]
"وقد ربط بعض الباحثين مثل جندزاير بين نمط نظريات التنمية وبين اهتمامات أمريكا بإحكام السيطرة بخاصة على العالم الثالث في دراسة شجاعة بعنوان (إرادة التغيير السياسي والعالم الثالث) وقد كشفت هذه الدراسة أنه خلال الخمسينيات والستينيات كان هناك تعاون كبير بين المشتغلين بعلوم الاجتماع وبين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وتمخضت عن دراسات رفعت للحكومة. ومن المشاريع المذكورة في هذا المجال (مشروع كاميلوت) الذي تبنته وزارة الدفاع الأمريكية لدراسة الظروف المختلفة داخل العالم الثالث من أجل تحديد عوامل التفكك الاجتماعي وصياغة برامج في مجالات التنمية توجه التغييرات داخل هذه الدول وجهة محددة، أو بمعنى آخر لضبط اتجاهات التغيير في مسارات تخدم أهداف الغرب".[7]

[1] – السيد يس، في مفهوم العولمة، مجلة المستقبل العربي، العدد 228، 1998 ص7

[2] – العولمة في ميزان الإسلام، جمعية الإصلاح الاجتماعي، من رسائل الجمعية، ص 22

[3] د.مثنى أمين، كتاب حركات تحرير المرأة من المساواة إلى الجندر، دار القلم، 2022، ص261.

[4] – د. محمود حمدي زقزوق،خطورة القرآن ،http://www.balagh.com/mosoa/tablg/ug0wx65y.htm

[5] د.مثنى أمين، مرجع سبق ذكره، ص261.

[6] مصطفى الطحان، مرجع سبق ذكره، ص16

[7] د.مثني أمين، مرجع سبق ذكره وبتصرف ص264

منقول

بحث للدكتور : عبد الخالق عبد الله
· جامعة الإمارات العربية المتحدة قسم العلوم السياسية
· المنشور في مجلة عالم الفكر
· الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – دولة
الكويت العدد 28 عام 1999 م
العولمة : جذورها، وفروعها، وكيفية التعامل معها
بقلم : صالح سليمان العامر

جذور العولمة والتعامل معها:
في القرن الحادي والعشرين أصبح من الواضح أن معظم التحولات الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية المذهلة والمتسارعة التي يشهدها العالم هي إما سبب من أسباب العولمة أوانها مجرد نتيجة من نتائجها الضخمة والعميقة . لقد كانت حركة دمج العالم موجودة باستمرار وعبر كل العصور التاريخية، بيد أن هذه الحركة أخذت تتسارع خلال التسعينيات بشكل خاص مستمدة صورتها من الثورة العلمية والتكنولوجيا الراهنة والتطورات المدهشة في وسائل الاتصالات والمعلومات التي تقود الطريق إلى المستقبل .والعالم – الآن – يعيش لحظة بدايات العولمة ومازال يتعرف على مقدماتها ولكن العالم لا يعرف – على الإطلاق – إلى أين تتجه العولمة وما هي نهاياتها ؟وهناك محاولات فكرية عديدة لفهم طبيعة التحولات والتغيرات في جميع الاتجاهات والمجالات واستيعاب هذا العالم الجديد وفهم سماته الأساسية ومساراته المستقبلية منها على سبيل المثال و أبرزها :
1 -المؤلف "صموئيل هانتغتون" بعنوان صدام الحضارات : الذي أشار فيه إلى أن البشرية – وهي في طريقها نحو عالم جديد – كانت مقبلة على الحرب الدامية بين مناطق الحضارة الكبرى .
2 –المؤلف "فرانسيس فوكوياما" في كتابه "نهاية التاريخ" الذي شخص فيه المرحلة الراهنة من التاريخ وكأنها مرحلة انتصار نهائي للنموذج السياسي والفكري الليبرالي الذي يحظى بالقبول الواسع من أكبر قدر من الدول والمجتمعات في العالم.
3 –"بول كيندي" مؤلف كتاب "صعود وهبوط الامبراطوريات" والذي توقع فيه انهيار الاتحاد السوفيتي، وتنبأ باحتمال تراجع هيمنة الولايات المتحدة على الشأن العالمي في المستقبل إذا ظل الإنفاق العسكري الأمريكي على مستوياته العالية والتي لا تتناسب مع نصيبها من الإنتاج الإجمالي العالمي .
4 –"رونالد روبرتسون" مؤلف كتاب "العولمة" الذي يؤكد على أن العولمة هي تطور نوعي جديد في التاريخ الإنساني بعد أن أصبح العالم أكثر ترابطاً وأكثر تماسكاً والوعي بهذا الارتباط هو من أهم سمات هذه اللحظة .
5 –"جون بسبيت" مؤلف كتاب "ملة العولمة" وتحدث فيه عن القوى التكنولوجية والتكتلات الاقتصادية الجديدة التي ستلعب الدور الحاسم في تشكيل مستقبل البشرية خلال القرن المقبل .
6 –"والفين توفللر" مؤلف الكتب التالية : أ – ( الموجة الثالثة ب – صدمة المستقبل ج – تحولات القوة ) وهو الذي سبق الجميع من حيث التعمق في فهم طبيعة الفصل الجديد في التاريخ وتجديد سماته المميزة عن العصور السابقة . * اللحظة الحضارية الجديدة كغيرها من اللحظات التاريخية السابقة واللاحقة مليئة بالفرص والمخاطر

http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_7076.html

مفهوم العولمة

انتشر استخدام مصطلح العولمة في كتابات سياسية واقتصادية عديدة (بعيدة عن الإنتاج الفكري العلمي الأكاديمي في البداية) في العقد الأخير، وذلك قبل أن يكتسب المصطلح دلالات استراتيجية وثقافية مهمة من خلال تطورات واقعية عديدة في العالم منذ أوائل التسعينات.
يُستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي بها تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعًا من عدم الفصل (سقوط الحدود) وتلاشي المسافة؛ حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد -قرية واحدة صغيرة- ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عددًا أصبحت أكثر اتصالاً وأكثر تنظيمًا على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم ببعضهم البعض. وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين هامين هما: التحديث Modernity، والاعتماد المتبادلInter-dependence ، ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة. وبناء على ذلك، فالمفهوم يحتوي على مساحة من التناقض بين وجهة النظر الليبرالية الداعية للاحتفال بالاعتماد المتبادل بين الدول، مقابل وجهة النظر الراديكالية التي لا ترى في ذلك إلا مزيدًا من السيطرة العالمية للرأسمالية والنظام الاقتصادي المرتكز على حرية السوق.
وتاريخيًا، فإن مفهوم العولمة لا يتجزأ عن التطور العام للنظام الرأسمالي، حيث تعد العولمة حلقة من حلقات تطوره التي بدأت مع ظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر، وهيمنة القوى الأوروبية على أنحاء كثيرة من العالم مع المد الاستعماري.
بين رأس المال والتكنولوجيا والثقافة:
ومؤخرًا، ساهمت ثلاثة عوامل في الاهتمام بمفهوم العولمة في الفكر والنظرية، وفي الخطاب السياسي الدولي:

1 – عولمة رأس المال أي تزايد الترابط والاتصال بين الأسواق المختلفة حتى وصلت إلى حالة أقرب إلى السوق العالمي الكبير، خاصة مع نمو البورصات العالمية.

2- التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال والانتقال والذي قلل -إلى حد كبير- من أثر المسافة، وانتشار أدوات جديدة للتواصل بين أعداد أكبر من الناس كما في شبكة الإنترنت.
3 – عولمة الثقافة وتزايد الصلات غير الحكومية والتنسيق بين المصالح المختلفة للأفراد والجماعات، فيما يسمى الشبكات الدولية Networking حيث برز التعاون استنادًا للمصالح المشتركة بين الجماعات عبر القومية، مما أفرز تحالفات بين القوى الاجتماعية على المستوى الدولي، خاصة في المجالات النافعة مثل: الحفاظ على البيئة، أو في المجالات غير القانونية كتنظيف الأموال والمافيا الدولية للسلاح.

وفي الواقع، فإنه على الرغم من ترحيب دعاة العولمة بزوال الحدود القومية ودعوتهم لإنهاء الدولة القومية، والحد من الإغراق في الخصوصية الثقافية والمحلية، لكن الواقع الحالي يثبت وجود قوتين متعارضتين: التوحد والتجزؤ.
التوحد والتجزؤ:
فبينما يتجه الاقتصاد لمزيد من الوحدة على الصعيد الدولي، تخطو السياسة نحو المزيد من التفتت مع نمو الوعي العرقي والنزاعات الإثنية، في حين تتراوح الثقافة بين انتشار الثقافات الغربية في الحياة اليومية وبين إحياء الثقافات والتراث في أنحاء المعمورة.
وعلى الرغم من عولمة رأس المال فإن الهوية تتجه نحو المحلية. على سبيل المثال: فإن اختفاء الحدود بين شطري ألمانيا ونشأة كيانات موحدة والسير نحو الوحدة الأوروبية الغربية واكبه تفتت يوجوسلافيا وإحياء الروح الانفصالية في أفريقيا وآسيا.
وعلى صعيد عمليات الاتصال بين أرجاء المعمورة، فإن تكنولوجيا الاتصال قد قللت إلى حد كبير من تأثير المسافات بين الدول، وازدياد التفاعل بين الأشخاص والثقافات – بعبارة أخرى: حوار الحضارات، مما قاد إلى تكوين ثقافة عالمية جديدة يستغربها الذين اعتادوا على ثنائية "الذات والآخر"، فهناك دعوة للاندماج تبرز في مدارس الفن والفلسفة، وحوارات على كافة الأصعدة الحضارية والدينية. ويركز المتوجسون من العولمة على الروح الاستهلاكية العالية التي تواكب هذه المرحلة، والتي تتضح فيما يُسمى ثورة التطلعات، وانتشار النمط الاستهلاكي الترفي بين الأغنياء، أو الحلم به وتمنيه بين الفقراء.
وتنطوي العولمة على درجة عالية من العلمنة -أي تغليب المادية والحياة العاجلة على أية قيم مطلقة، واختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي، وأحيانًا الشهواني، فعلى سبيل المثال: تتعامل ثقافة الإعلام في ظل العولمة مع المرأة طبقًا لرؤية نفعية، يكون فيها جسد المرأة أداة لتعظيم المنفعة المادية، فمن ناحية تعتبر المرأة سلعة يمكن تسويقها – من خلال العروض التلفزيونية والإعلانات – عالميًا، ومن ناحية أخرى تعتبر هدفًا لتسويق سلع استهلاكية كمستحضرات التجميل والأزياء – وتتجلى هذه الرؤية في أشكال شتى منها مسابقات ملكات الجمال.
وعلى الرغم من انتشار مفهوم العولمة، فإن العالم يفتقر إلى وجود وعي عالمي أي إدراك الأفراد لهويتهم الكونية أكثر من الهويات المحلية. فواقعيًا، لا زالت الهويات المحلية تتصارع مع تلك الهوية العالمية التي تهيمن عليها القوى الكبرى اقتصاديًّا ونموذجًا حياتيًّا (الأمركة)، فعلى سبيل المثال بينما تتحد الدول في وحدات إقليمية كبيرة فإن التواصل بينها مفتقد، وبينما تتسارع العولمة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية سعيًا وراء تقليل فوارق المسافة، تخلق السياسة العديد من الفجوات بين الدول. وتعبر هذه السلوكيات عن جدلية إدراك الإنسان لدوره ككائن اجتماعي من ناحية، وكفرد يتصارع عالميًا سعيًا وراء مكانة خاصة.
ويرى بعض الباحثين أن الإشكالية في العلاقة بين العالمي والمحلي تتفاقم حين تحاول القوى العالمية الكبرى مثل: الولايات المتحدة أن تُعطي الطابع العالمي لما هو محلي لديها من أجل تحقيق مصالحها الخاصة. ويرجع انتشار هذا النموذج الأمريكي إلى امتلاك الولايات المتحدة لمنافذ إعلامية عديدة وعالمية.
ويطلق الباحثون على تلك العملية، "عولمة المصالح المحلية"، ومن المهم إدراك أن مفهوم "العولمة" يرتكز على عملية ثنائية الأبعاد: كونية الارتباط – ومحلية التركيز، وهذا التضاد هو طبيعة كل واقع جديد، لذلك يصح أن نطلق عليها لفظ "العولمة المحلية" Globalization and localization .
الإسلام والعولمة:
ويلاحظ أن الإسلام وإن كانت دعوته عالمية الهدف والغاية والوسيلة، ويرتكز الخطاب القرآني على توجيه رسالة عالمية للناس جميعًا، ووصف الخالق – عز وجل- نفسه بأنه "رب العالمين" ، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مقترنًا بالناس والبشر جميعًا. فإن حضارة الإسلام قامت على القاسم المشترك بين حضارات العالم، فقبلت الآخر وتفاعلت معه أخذًا وعطاءً، بل إن حضارة الإسلام تعاملت مع الاختلاف بين البشر باعتباره من حقائق الكون. لذلك دعا الخطاب القرآني إلى اعتبار فوارق الجنس والدين واللغة من عوامل التعارف بين البشر. اتساقًا مع نفس المبادئ، يوحد الإسلام بين البشر جميعًا رجالاً ونساءً، في جزئيات محددة: أصل الخلق والنشأة، والكرامة الإنسانية والحقوق الإنسانية العامة، ووحدة الألوهية، وحرية الاختيار وعدم الإكراه، ووحدة القيم والمثل الإنسانية العليا.
وتبدو الاختلافات جلية بين عالمية الإسلام ومفهوم "العولمة" المعاصر، فبينما تقوم الأولى على رد العالمية لعالمية الجنس البشري والقيم المطلقة، وتحترم خصوصيته وتفرد الشعوب والثقافات المحلية، ترتكز الثانية: على عملية "نفي" و "استبعاد" لثقافات الأمم والشعوب ومحاولة فرض ثقافة واحدة لدول تمتلك القوة المادية وتهدف عبر العولمة لتحقيق مكاسب السوق لا منافع البشر.
ورغم هذه السيطرة الغربية على العولمة ومسارها إلا أن القوى المختلفة الداعية إلى حق الاختلاف والخصوصية الدينية والثقافية يمكنها توظيف أدوات العولمة ذاتها لمواجهتها، ففي قمة "سياتل" التي انعقدت في الولايات المتحدة الأمريكية ديسمبر 1999 نظم ونسق المعارضون لاتفاقية الجات جهودهم عبر شبكة الإنترنت، مما يدل على أن الإنسان يستطيع توظيف كل جديد في الدفاع عن هويته وذاته… وإنسانيته

http://www.islamonline.net/servlet/S…=1179664424141

مفهوم العولمة ونشأتها

مبارك عامر بقنه

يعتبر انهيار سور برلين ، وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي والذي كان يتقاسم الهيمنة مع الولايات المتحدة انتصاراً للنظام الرأسمالي الليبرالي والتي أظهرت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يدعو إلى النظام الرأسمالي وتبني أيدلوجية النظام العالمي الاستعماري ــ تحت ستار …

العولمة [1]ـ والتي تمثل مرحلة متطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم .

إن سقوط النظام الاشتراكي أدى إلى تحول العالم من " نظام الحرب الباردة " المتمركز حول الانقسام والأسوار إلى نظام العولمة المتمركز حول الاندماج وشبكات الإنترنت " تتبادل فيه المعلومات والأفكار والرساميل بكل يسر وسهولة" . وانتصار الرأسمالية على الاشتراكية أدى إلى تحول كثير من الاشتراكيين إلى الرأسمالية والديمقراطية باعتبارها أعلى صورة ـ بزعمهم ـ وصل إليها الفكر الإنساني وأنتجه العقل الحديث حتى عده بعضهم أنه نهاية التاريخ.

تعريف العولمة :

لفظة العولمة هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي (Globalization) وبعضهم يترجمها بالكونية[2]، وبعضهم يترجمه بالكوكبة، وبعضهم بالشوملة[3] ، إلا إنه في الآونة الأخيرة أشتهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر الترجمات شيوعاً بين أهل الساسة والاقتصاد والإعلام . وتحليل الكلمة بالمعنى اللغوي يعني تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله [4]. يقول "عبد الصبور شاهين " عضو مجمع اللغة العربية :" فأما العولمة مصدراً فقد جاءت توليداً من كلمة عالم ونفترض لها فعلاً هو عولم يعولم عولمة بطريقة التوليد القياسي … وأما صيغة الفعللة التي تأتي منها العولمة فإنما تستعمل للتعبير عن مفهوم الأحداث والإضافة ، وهي مماثلة في هذه الوظيفة لصيغة التفعيل[5]"

وكثرت الأقوال حول تعريف معنى العولمة حتى أنك لا تجد تعريفاً جامعاً مانعاً يحوي جميع التعريفات وذلك لغموض مفهوم العولمة ، ولاختلافات وجهة الباحثين فتجد للاقتصاديين تعريف ، وللسياسيين تعريف ، وللاجتماعيين تعريف وهكذا ، ويمكن تقسيم هذه التعريفات إلى ثلاثة أنواع : ظاهرة اقتصادية ، وهيمنة أمريكية ، وثورة تكنولوجية واجتماعية.

النوع الأول : أن العولمة ظاهرة اقتصادية:

عرفها الصندوق الدولي بأنها :" التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله [6]" .

وعرفها "روبنز ريكابيرو" الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والنمو ـ بأنها :"العملية التي تملي على المنتجين والمستثمرين التصرف وكأن الاقتصاد العالمي يتكون من سوق واحدة ومنطقة إنتاج واحدة مقسمة إلى مناطق اقتصادية وليس إلى اقتصاديات وطنية مرتبطة بعلاقات تجارية واستثمارية [7]".

وقال محمد الأطرش :" تعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة ، وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات والتقانة ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق ، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية ، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة ، وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات.[8]" بهذا التعريف للعولمة ركز على أن العولمة تكون في النواحي التجارية والاقتصادية التي تجاوزت حدود الدولة مما يتضمن زوال سيادة الدولة ؛ حيث أن كل عامل من عوامل الإنتاج تقريباً ينتقل بدون جهد من إجراءات تصدير واستيراد أو حواجز جمركية ، فهي سوق عولمة واحدة لا أحد يسيطر عليها كشبكة الإنترنت العالمية .
وعند صادق العظم هي :" حقبة التحول الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز وبقيادتها وتحت سيطرتها ، وفي ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافئ[9]".

التعريف الثاني : إنها الهيمنة الأمريكية :

قال محمد الجابري :" العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه ، وهو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات ، على بلدان العالم أجمع [10]".فهي بهذا التعريف تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة الهيمنة الأمريكية على العالم . ولعل المفكر الأمريكي " فرانسيس فوكوياما " صاحب كتاب " نهاية التاريخ "يعبر عن هذا الاتجاه فهو يرى أن نهاية الحرب الباردة تمثل المحصلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وهي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأمريكية .

التعريف الثالث : إنها ثورة تكنولوجية واجتماعية :

يقول الاجتماعي "جيمس روزناو" في تعريفها قائلاً :" العلومة علاقة بين مستويات متعددة للتحليل : الاقتصاد، السياسة ، الثقافة ، الايديولوجيا ، وتشمل إعادة تنظيم الإنتاج ، تداخل الصناعات عبر الحدود ، انتشار أسواق التويل ، تماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول ، نتائج الصراع بين المجموعات المهاجرة والمجموعات المقيمة[11]".وعرفها بعضهم بأنها : "الاتجاه المتنامي الذي يصبح به العالم نسبياً كرة اجتماعية بلا حدود . أي أن الحدود الجغرافية لا يعتبر بها حيث يصبح العالم أكثر اتصالاً مما يجعل الحياة الاجتماعية متداخلة بين الأمم" .
فهو يرى أن العولمة شكل جديد من أشكال النشاط ، فهي امتداد طبيعي لانسياب المعارف ويسر تداولها تم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية .
وهناك من يعرفها بأنها:" زيادة درجة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية من خلال عمليات انتقال السلع ورؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج والأشخاص والمعلومات".وعرفها إسماعيل صبري تعريفاً شاملاً فقال :" هي التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ودون الحاجة إلى إجراءات حكومية .[12]"

وبعد قراءة هذه التعريفات ، يمكن أن يقال في تعريف العولمة : أنها صياغة إيديولوجية للحضارة الغربية من فكر وثقافة واقتصاد وسياسة للسيطرة على العالم أجمع باستخدام الوسائل الإعلامية ، والشركات الرأسمالية الكبرى لتطبيق هذه الحضارة وتعميمها على العالم.

الفرق بين العولمة والعالمية :

إن التقابل بين العالمية والعولمة وإيجاد الفرق بينهما فيه نوع من الصعوبة وخصوصاً أن كلمة العولمة مأخوذة أصلاً من العالم ولهذا نجد بعض المفكرين يذهبون إلى أن العولمة والعالمية تعني معنى واحدا وليس بينهما فرق . ولكن الحقيقة أن هذين المصطلحين يختلفان في المعنى فهما مقابلة بين الشر والخير .

العالمية : انفتاح على العالم ، واحتكاك بالثقافات العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة وفكرها وثقافتها وقيمها ومبادئها . فالعالمية إثراء للفكر وتبادل للمعرفة مع الاعتراف المتبادل بالآخر دون فقدان الهوية الذاتية . وخاصية العالمية هي من خصائص الدين الإسلامي ، فهو دين يخاطب جميع البشر ، دين عالمي يصلح في كل زمان ومكان ، فهو لا يعرف الإقليمية أو القومية أو الجنس جاء لجميع الفئات والطبقات ، فلا تحده الحدود . ولهذا تجد الخطاب القرآني موجه للناس جميعا وليس لفئة خاصة فكم آية في القرآن تقول " يا أيها الناس" فمن ذلك قوله تعالى :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " وقوله تعالى :"يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا " وقوله تعالى :" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى غير ذلك من الآيات التي ورد فيها لفظة الناس وقد تجاوزت المأتيين آية ؛ بل إن الأنبياء السابقين عليهم صلوات الله وسلامه تنسب أقومهم إليهم " قوم نوح " " قوم صالح " وهكذا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يرد الخطاب القرآني بنسبة قومه إليه صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على عالمية رسالته صلى الله عليه وسلم فهو عالمي بطبعه، " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"

ومن أسباب تخلفنا عن الركب الحضاري هو إقصاء الإسلام عن عالميته ، وعدم زجه في كثير من حقول الحياة بزعم المحافظة على قداسته وطهوريته، وهذا نوع من الصد والهجران للدين ، وعدم فهم لطبيعة هذا الدين والذي من طبيعته وكينونته التفاعل مع قضايا الناس والاندماج معهم في جميع شؤون الحياة ، وإيجاد الحلول لكل قضاياهم وهذا من كمال هذا الدين وإعجازه . فهو دين تفاعلي حضاري منذ نشأته . فمنذ فجر الرسالة النبوية نزل قوله تعالى :" ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين " فيذكر الخطاب القرآني الكريم المتغيرات العالمية ، لإدراك أبعاد التوازنات بين القوتين العظميين في ذلك الزمان ، وذلك " أن المسلم يحمل رسالة عالمية ، ومن يحمل رسالة عالمية عليه أن يدرك الوقائع والأوضاع العالمية كلها وخاصة طبيعة وعلاقات القوى الكبرى المؤثرة في هذه الأوضاع.[13]"

أما العولمة : فهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الأمة وإلغاء شخصيتها وكيانها وذوبانها في الآخر. فالعولمة تنفذ من خلال رغبات الأفراد والجماعات بحيث تقضي على الخصوصيات تدريجياً من غير صراع إيديولوجي . فهي " تقوم على تكريس إيديولوجيا " الفردية المستسلمة" وهو اعتقاد المرء في أن حقيقة وجوده محصورة في فرديته ، وأن كل ما عداه أجنبي عنه لا يعنيه ، فتقوم بإلغاء كل ما هو جماعي ، ليبقى الإطار " العولمي" هو وحده الموجود . فهي تقوم بتكريس النزعة الأنانية وطمس الروح الجماعية ، وتعمل على تكريس الحياد وهو التحلل من كل التزام أو ارتباط بأية قضية ، وهي بهذا تقوم بوهم غياب الصراع الحضاري أي التطبيع والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري. وبالتالي يحدث فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة ، مما يفقد الهوية الثقافية من كل محتوى ، فالعولمة عالم بدون دولة ، بدون أمة ، بدون وطن إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية .[14]" يقول عمرو عبد الكريم :" العولمة ليست مفهوماً مجرداً ؛ بل هو يتحول كلية إلى سياسات وإجراءات عملية ملموسة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والإعلام ؛ بل وأخطر من ذلك كله هو أن العولمة أضحت عملية تطرح ـ في جوهرها ـ هيكلاً للقيم تتفاعل كثير من الاتجاهات والأوضاع على فرضه وتثبيته وقسر مختلف شعوب المعمورة على تبني تلك القيم وهيكلها ونظرتها للإنسان والكون والحياة [15]".

نشأة العولمة :

يذهب بعض الباحثين إلى أن العولمة ليست وليدة اليوم ليس لها علاقة بالماضي؛ بل هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الأوروبية الحديثة حيث نشأت المجتمعات القومية .. فبدأت العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل الإقطاعية، مما زاد في توسيع نطاق السوق ليشمل الأمة بأسرها بعد أن كان محدوداً بحدود المقاطعة .

وذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين ، إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تنامياً سريعاً . يقول إسماعيل صبري :" نشأت ظاهرة الكوكبة (العولمة) وتنامت في النصف الثاني من القرن العشرين ، وهي حالياً في أوج الحركة فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن اندماج شركات كبرى ، أو انتزاع شركة السيطرة على شركة ثانية ..[16]."

إن الدعوة إلى إقامة حكومة عالمية، ونظام مالي عالمي موحد والتخلص من السيادة القومية بدأت في الخطاب السياسي الغربي منذ فترة طويلة فهذا هتلر يقول في خطابه أمام الرايخ الثالث :" سوف تستخدم الاشتراكية الدولية ثورتها لإقامة نظام عالمي جديد" وفي كتابات الطبقة المستنيرة عام 1780:" من الضروري أن نقيم إمبراطورية عالمية تحكم العالم كله "

وجاء في إعلان حقوق الإنسان الثاني عام 1973 :" إننا نأسف بشدة لتقسيم الجنس البشري على أسس قومية . لقد وصلنا إلى نقطة تحول في التاريخ البشري حيث يكون أحسن اختيار هو تجاوز حدود السياسة القومية ، والتحرك نحو بناء نظام عالمي مبني على أساس إقامة حكومة فيدرالية تتخطى الحدود القومية "

وقال بنيامين كريم أحد قادة حركة العصر الجديد عام 1982 :" ما هي الخطة ؟ أنها تشمل إحلال حكومة عالمية جديدة ، وديانة جديدة ."

وكانت ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر قد اقترحت فكرة العولمة يرافقها في ذلك الرئيس الأمريكي السابق رولاند ريغن. ووجهة نظر تاتشر الاقتصادية ـ والتي عُرفت بالتاتشرية ـ انبثقت من الاستحواذ اليهودي للمال والعتاد … حيث أن فكرتها الاقتصادية والتي صاغها اليهودي جوزيف وهي تهدف بجعل الغني أغنى والفقير أفقر.
ويذكر "بات روبرتسون[17] " إن النظام العالمي الجديد نظام ماسوني عالمي ، ويعلل على ما يقول : " بأن على وجهي الدولار مطبوع علامة الولايات المتحدة ، وهي عبارة عن النسر الأمريكي ممسكاً بغصن الزيتون رمز السلام بأحد مخالبه ، وفي المخلب الآخر يوجد 13 سهماً رمز الحرب . وعلى الوجه الآخر هرم غير كامل ، فوقه عين لها بريق المجد ، وتحت الهرم كلمات لاتينيه (Novus Order Seclorum) وهي شطرة من شعر فرجيل الشاعر الروماني القديم معناها " نظام جديد لكل العصور ". إن الذي صمم علامة الولايات المتحدة هذه هو تشارلز طومسون ، وهو عضو في النظام الماسوني وكان يعمل سكرتير للكونجرس . وهذا الهرم الناقص له معنى خاص بالنسبة للماسونيين ، وهو اليوم العلامة المميزة لأتباع حركة العصر الجديد ." وبعد تحليل ليس بطويل يصل المؤلف إلى وجود علاقة واضحة تربط بين النظام الماسوني والنظام العالمي الجديد .

وقد جاء في مجلة المجتمع بحثاً عن منظمة "بلدربرج" والذي أسسها رجل الأعمال السويدي " جوزيف هـ. ريتنجر" ـ والذي سعى إلى تحقيق الوحدة الأوروبية ، وتكوين المجتمع الأطلسي ـ وهي منظمة سرية تختار أعضاءها بدقة متناهية من رجال السياسة والمال ، وتعقد اجتماعاتها في داخل ستار حديدي من السرية ، وفي حراسة المخابرات المركزية الأمريكية وبعض الدول الأوروبية ، ولا تسمح لأي عضو بالبوح بكلمة واحدة عن مناقشاتها ، ولا يحق للأعضاء الاعتراض أو تقديم أي اقتراح حول مواضيع الجلسات ، ويمول هذه المنظمة مؤسسة روكفلور اليهودية وبنك الملياردير اليهودي روتشيلد ، ومعظم الشخصيات في هذه المنظمة هم من الماسونيين الكبار ، وكثير من رؤساء الولايات المتحدة نجحوا في الانتخابات بعد عضويتهم في هذه المنظمة مثل : ريجان ، وكارتر ، وبوش ، وكلينتون ، وبعد اشتراك تاتشر في المنظمة بسنتين أصبحت رئيسة وزراء إنجلترا ، وكذلك بيلر أصبح رئيساً للوزراء بعد مضي أربع سنوات من اشتراكه في المنظمة ، وهي تسعى للسيطرة على العالم وإدارته وفق رؤيتها ، فقرارتها تؤثر على التجارة الدولية وعلى كثير من الحكومات [18].

فالعولمة نشأت مع العصر الحديث وتكونت بما أحدثه العلم من تطور في مجال الاتصالات وخصوصاً بعد بروز الإنترنت والتي أتاحت مجال واسع في التبادل المعرفي والمالي ، وارتباط نشأة الدولة القومية بالعولمة في العصر الحاضر فيه بعد عن مفهوم العولمة والذي يدعو أساساً إلى نهاية سيادة الدولة والقضاء على الحدود الجغرافية ، وتعميم مفهوم النظام الرأسمالي واعتماد الديموقراطية كنظام سياسي عام للدول. ولكن هناك أحداث ظهرت ساعدت على بلورة مفهوم العولمة وتكوينه بهذه الصيغة العالمية فانهيار سور برلين ، وسقوط الاشتراكية كقوة سياسية وإيديولوجية وتفرد القطب الأوحد بالسيطرة والتقدم التكنولوجي وزيادة الإنتاج ليشمل الأسواق العالمية أدت إلى تكوين هذا المفهوم .

وخلاصة البحث أن مصطلح العولمة منشأه غربي، وطبيعته غربية، والقصد منه تعميم فكره وثقافته ومنتوجاته على العالم، فهي ليست نتيجة تفاعلات حضارات غربية وشرقية، قد انصهرت في بوتقة واحدة ؛ بل هي سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافته مستخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه. فهو من مورثات الصليبية فروح الاستيلاء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة نموذجيه يرضى بها المستعمر ويهلل لها ؛ بل ويتخذ هذه الصليبية الغربية المتلفعة بلباس العولمة مطلب للتقدم . يقول "بات روبرتسون[19]":" لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ، لقد أصبح وكأنه إنجيل."

———————————-
الهوامش:
[1] أشتهر في العقد التاسع مصطلح العولمة مع استخدام مصطلح النظام العالمي الجديد وذلك عند إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من على منصة قاعة اجتماع الهيئة التشريعية لمجلس النواب الأمريكي في 17 يناير 1991 بداية النظام العالمي الجديد New World ويلاحظ استخدام كلمة Order ولم يستخدم كلمة System مثلاً وذلك لأن في كلمة Order من القسر والتوجيه والأمر ما ليس في غيره [1]
[2] كالسيد يسين وقد أظهر هذه الترجمة على كتابين من كتبه: الأول:" الوعي التاريخي والثورة الكونية ". والثاني:" الكونية والأصولية وما بعد الحداثة" .
[3] حراسة الفضيلة لبكر أبو زيد
[4] "العولمة والهوية الثقافية" من مجلة "فكر ونقد" العدد السادس .
[5] " العولمة جريمة تذويب الأصالة" عبدالصبور شاهين ، المعرفة العدد(48)
[6] " العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد " ، عمرو عبد الكريم ، المنار الجديد العدد الثالث .
[7] " العولمة بوابة للرفاه أم الفقر ؟ " ، عبد اللطيف جابر ، الشرق الأوسط العدد (7460) .
[8] العرب والعولمة : ما العمل ؟ من مجلة "فكر ونقد" العدد السابع .
[9] "في مفهوم العولمة" ، لسيد يسين.
[10] المرجع السابق .
[11] "في مفهوم العولمة" ، لسيد يسين.
[12] " العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد " ، عمرو عبد الكريم ، المنار الجديد العدد الثالث .
[13] " رؤية قرآنية للمتغيرات الدولية " ، محمد جابر الأنصاري .
[14]"العولمة والهوية الثقافية" من مجلة "فكر ونقد" العدد السادس . بتصرف
[15]" العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد " ، عمرو عبد الكريم ، المنار الجديد العدد الثالث .
[16] " العولمة والاقتصاد والتنمية العربية " من مجلة " فكر ونقد" العدد السابع .
[17] المرجع السابق ، الفصل الثالث .
[18] " انظر مجلة "المجتمع" العدد ( 1368)
[19] " النظام العالمي الجديد هل هو مقدمة للنظام العالمي الإلهي؟" ،مات روبرتسون. وهو مؤسس شبكة الإذاعة النصرانية ، ورئيس مؤسسة الإعلام الأمريكية ، ورئيس برنامج "قناة الأسرة".

http://www.saaid.net/Doat/mubarak/5.htm

أنواع العولمة والفرق بينها وبين العالميةربما كان من أسباب اختلاف تعريفات العولمة وصعوبتها ، تعدد أنواع العولمة نفسها . فمن الطبيعي أن تختلف تعريفات العولمة باختلاف أبعادها وتجلياتها ومؤشراتها على أرض الواقع، ويمكن حصر العناصر الأساسية لظاهرة العولمة الراهنة في مستويات ثلاثة متداخلة ومترابطة هي: الاقتصاد ، والسياسة، والثقافة . فالعولمة إذن ، تنقسم إلى أقسام متعددة أهمها ما يلي :

1ـ العولمة السياسية وتعني نشر القيم الغربية في مجال السياسة بالدعوة إلى الأخذ بالديمقراطية الغربية بوصفها نظاما للحكم ، مع ما يتطلبه ذلك من تعددية سياسية ، وأحزاب ، وحرية في التعبير ، ومجالس تشريعية ، ودساتير ، ورأي عام ، وغير ذلك . وهذا النوع وإن كان قد تغلغل في مجتمعاتنا منذ الاستعمار العسكري الغربي في القرنين الماضيين، إلا أنه تزايد وانتشر بعد إطلاق مصطلح العولمة انتشارا ملحوظا .

2ـ العولمة الفكرية والثقافية والاجتماعية وتعني نشر الفكر الغربي في النظر إلى الكون والحياة والإنسان ، بوسائل منها : الأدب الغربي الذي أخذ يتسلل إلى مجتمعاتنا باسم الحداثة ، وشبكة المعلومات الدولية والفضائيات التي أصبح انتشارها في العالم ممكنا ، بعد أن غزا الغرب الفضاء وثبت فيه عددا كبيرا من الأقمار الصناعية .

3ـ العولمة الاقتصادية وتعني نشر القيم الغربية في مجال الاقتصاد مثل: الحرية الاقتصادية ، وفتح الأسواق ، وترك الأسعار للعرض والطلب ، وعدم تدخل الحكومات في النشاط الاقتصادي ، وربط اقتصاد الدول النامية بالاقتصاد العالمي ، بحيث يصبح العالم مقسما إلى قسمين لا ثالث لهما ؛ قسم ينتج ويطور ويبدع ويصدر وهو الدول الغربية ، وقسم يستهلك ويستورد فقط وهو الدول النامية ومنها الدول الإسلامية. وهذا هو مغزى الاستعمار قديما وحديثا ، أعني امتصاص خيرات الشعوب الضعيفة وجعلها دائما تابعة للدول الصناعية الغربية .

وقد لا أجافي الحقيقة إذا قلت إن الاقتصاد هو المحرك أو السبب الرئيس لكثير من الأحداث العالمية ، لأننا نعيش في عالم يقدس المال ويسعى إلى الحصول عليه بطرق شتى وفقا لمبدأ الإيطالي ميكيافيلي : " الغاية تبرر الوسيلة " . ومع التسليم بخطر النوعين السابقين من العولمة : السياسية والثقافية ، فإن العولمة الاقتصادية هي أشد هذه الأنواع خطرا وهي المحرك الحقيقي للعالم الغربي.

أما العالمية " Globalism" فقد عرفتها الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي بأنها " مذهب يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المذهبية المتباينة " . ويزعم أصحاب هذه الدعوة أن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد، تزول معه خلافاتهم الدينية والعنصرية ، لإحلال السلام في العالم محل الخلاف.

وبناء عليه ، يتبين أن العالمية تمثل مجالا واسعا من مجالات العولمة " Globalization" وهو المجال الثقافي وأن العلاقة بينهما علاقة جزء بكل .

ويرى الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية أن العالمية مذهب باطل ينسف دين الإسلام ، بجمعه بين الحق والباطل ، أي بين الإسلام والأديان كافة ، وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام . وأنه لا ينبغي أن نقول "عالمية الإسلام " فنخضع الإسلام لهذا المذهب الفكري، ولنقل :" الإسلام والعالمية " لنظهر فضل الإسلام ، ونحط إلى القاع ما دونه من مذاهب ونِحَل محاها الإسلام.

إلا أن معظم الباحثين المسلمين ومنهم الأستاذ ماجد الزميع يرون عدم المانع من استعمال عبارة " عالمية الإسلام " ؛ لأن الشريعة الإسلامية عالمية في أصلها وتفاصيلها، وهي نقطة الفرق الجوهرية بين الإسلام والديانات السماوية السابقة. فجملة "عالمية الإسلام " يمكن أن تجمع ثلاثة عناصر هي أن الإسلام رسالة موجهة إلى الخلق جميعهم ، وهم مطالبون باعتناقه جميعا. وأنه يشتمل على أصول الديانات السابقة جميعها ، فهو اللبنة الأخيرة في صرحها الشامخ . وأن مبادئ الإسلام صالحة للتطبيق في كل مكان وزمان . ثم إن الفروق بين العولمة والعالمية بمعناها الجائز كثيرة منها ما يلي:

1ـ أن العولمة مسح للثقافات الأخر وإحلال الاختراق الثقافي محل الصراع الأيديولوجي . أما العالمية فهي تفتح على العالم وعلى الثقافات الأخر ، واحتفاظ بالخلاف الأيديولوجي .

2ـ أن العولمة إرادة للهيمنة ، فهي قمع وإقصاء للخصوصية واحتواء للعالم . أما العالمية فهي طموح إلى الارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي ، وانفتاح على ما هو عالمي وكوني .

3ـ أن طلب العالمية في المجال الثقافي ـ كما في غيره من المجالات ـ طموح مشروع ، ورغبة في الأخذ والعطاء ، وفي التعارف والحوار والتلاقح . أما العولمة فهي إرادة لاختراق الآخرين ، وسلبهم خصوصيتهم.

4ـ أن عالمية الإسلام لا إكراه فيها ، ومشروعية الجهاد إنما هي لإزالة العوائق التي تحول بين الناس وبين سماع الحق . أما العولمة فهي أن يجبر القوي الضعيف ، ويرغمه على ما لا يريد .

والذي أراه أن عبارة "عالمية الإسلام " إن كان يقصد بها صهر الإسلام في الأديان الأخر ، وإزالة الفروق بينه وبينها ، والتخلي عن أحكامه ، فإن تلك العبارة لا تجوز، وإن كان يقصد بها الانفتاح على العالم ، ومحاورته ومجادلته بالتي هي أحسن ، ودعوته إلى هذا الدين، ومبادلة المصالح الدنيوية معه ، فلا أرى بأسا من إطلاقها على الإسلام .

http://www.islamecon.com/publish/article_74.shtml

أتمنى أكون كفيت ووفيت ^^

بالتوفيق

كفيييييييييييييييييييييييييييتي و وفيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييتي…..^^
مشششششششششششششششششششششششششششكوووووووووورة
بسس ما في نتــائج العولمة..؟؟؟
؟؟؟
=)

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره خيتو
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

لحقوااااااااااا تلخيص درس المصادر الثلاثية -للتعليم الاماراتي

يالله عاااااااااااااد شكروني لأن ما لداعي دراسة الكتاااااااااااب يعني هذة الدرس

الملفات المرفقة

حرراااااااااااااام وين الردود تراني تعبانة حدي

ياناس وين الردود

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

أريد تقرير عن أدوات الشرط غير الجازمة بحيث تكون مع المقدمة والموضوع والخاتمة والمصادر -مناهج الامارات

أريد تقرير عن أدوات الشرط غير الجازمة بحيث تكون مع المقدمة والموضوع والخاتمة والمصادر أبغيها ضروري غدا لازم أعطيها

السلام عليكم ،،،
بارك الله فيكِ " رؤية " ع المساعدة
جــآري إغلاق الموضوع

(1)
"
لمرور اكثر من 3 اشهر ع الطلب "
(2)
"
لإتمام الرد على الطلب "

بالتوفيق للجميع

سبحان الله و بحمده