اخواني بغيت منكم طلب قصيدتي للشعر الجاهلي والشعر الحديث في وصف المرأة
وشكراً لكم
انا حصلت شعر غزلي حديث بس احسه مب ذاج الزود المهم تفضل
كيف اغزوا قلبك يا اغلى واحلى رفيق
كيف لم تشعر بمر عذابي وشدة الضيق
أنت يامن اشعل بقلبي اكثر من حريق
كيف انجوا من بحورك وانا فيها غريق
كيف السبيل قل لي هل الى قلبك من طريق
أرجوك ارحمني فأنا فؤادي بعدك لا يطيق
فأنا كالنحل وانت كزهري والرحيق
أنت لي زادي وشربي أنت اهلي والصديق
سأكتب لك حلو الكلام وقصائد الغزل
وأكتب لك رغم ان من أطباعي الخجل
سأكتب لك بقلم حبره دمع عالخد نزل
وأكتب لك والقلب مشتاق الى تلك المقل
وسيظل حبك فؤادي الى ان يحين الاجل
فحياتي حبك وستنتهي ان الحبيب عني رحل
فمالي في هذه الدنيا ما يعيد لي الامل
غير لقياك قربي يا حبيبا منه لا يمل
لا تتركني وحيدا وعني تذهب
حبك الدافي في دمي قد تسرب
يا حبيبا ريقه من الماء اعذب
وكحيل الطرف بعدك بموتي تسبب
وشجي الصوت يا لحني المحبب
لا تذرني كي اموت ان رأيتك تتهرب
يا وريث الحسن يا قمرا محجب
أو
الشعر الحر ( شعر تفعيلة ) نشاته / قضاياه / خصائصه الفنية
او
الرابطة القلمية نشاتها و اعلامها و رسالتها
واحد من هذا الثلاثة في اسرع وقت ممكن و اذا امكن تبعتلي اياه على الايميل اذا ما في مشكلة
*****@************
هلا اختي .. حبيت اقولج يمنع وضع الايميل . رجاء مراجعة قوانين المعهد ….و بارك الله فيك amir257
http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=1459
ممنوع وضع الايميلات
تحياتي
دمتوا بكل عز و ود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :
مما يلفت النظر شيوع الشعر في المجتمع الأندلسي، إذ لم يكن الشعر وقفًا على الشعراء المحترفين، وإنما شاركهم في ذلك الأمراء والوزراء والكتاب والفقهاء والفلاسفة والأطباء وأهل النحو واللغة وغيرهم، فالمجتمع الأندلسي بسبب تكوينه الثقافي القائم على علوم العربية وآدابها، ثم طبيعة الأندلس التي تستثير العواطف وتحرك الخيال، كل ذلك جعل المجتمع يتنفس الشعر طبعاً وكأنما تحول معظم أهله إلى شعراء , وفي بحثنا هذا سوف نتحدث عن اتجاهات الشعر الأدنلسي وأغراضه الشعرية .
الفصل الأول
أولاً /اتجاهات الشعر الأندلسي :
اتجه الشعر في الأندلس إلى ثلاثة اتجاهات، الاتجاه المحافظ الذي يهتم بالموضوعات التقليدية ويتبع منهج القدماء في بناء القصيدة من حيث الأسلوب البدوي، حيث تحوي ألفاظه جزالة وعبارات لا تخلو من خشونة وحوشيّة، أما بحوره فطويلة وقوافيه غنائية، ويحتذي هذا الاتجاه نماذج المشرق.
أما الغزل فكان يعبر عن الحب الصادق، فلا مجال إلا لفارس عاشق أو عاشق فارس يُذكر بعنترة بن شداد، ولعل أهل الأندلس كانوا يتمثلون عالم الآباء والأجداد، حيث الصحراء والكثبان والواحات وهم في عالم يبعد عن ذلك العالم، وكأنهم يستلهمون العالم المثالي، وبالرغم من ذلك كان لهذا الاتجاه سماته الخاصة في الشعر الأندلسي، وقد جعلت تلك السمات لهذا الشعر ذاتية مستقلة وطبعت الملامح الأولى للشعر الأندلسي وميزته عن الشعر المشرقي، ومن أشهر شعراء هذا الاتجاه عبد الرحمن الداخل وأبو المخشي والحكم بن هشام وعباس بن ناصح وغيرهم من شعراء الفترة الباكرة.
أما الاتجاه الثاني فهو المحدث، وهو الاتجاه الذي حمل لواءه بالمشرق مسلم بن الوليد وأبو العتاهية وغيرهما, من دعاة التجديد، الذين ثاروا على الاتجاه المحافظ وطرقوا موضوعات جديدة بأسلوب متنوع، خالفوا فيه طريقة القدماء في بناء القصيدة، وعرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد عباس بن ناصح، حيث نقله من المشرق، وتمثل الاتجاه المحدث في الأندلس باهتمامه بأغراض لم تكن قائمة بذاتها في القصيدة من قبل، فظهرت القصائد بأسلوب قصصي لا يخلو من روح الدعابة والسخرية، أما صوره فتتألّف من عناصر حضرية في لغة يسيرة الألفاظ وإيقاع يميل إلى البحور القصيرة والقوافي الرقيقة، ويعد الشاعر يحيى بن حكم الغزال من أشهر رواد هذا الاتجاه.
وآخر هذه الاتجاهات هو الاتجاه المحافظ الجديد الذي ظهر في المشرق بسبب تطرف الاتجاه المحدث ومن ثم هو محاولة لإعادة الشعر العربي إلى طبيعته وموروثه دون جمود أو بداوة، وقد عمد هذا الاتجاه إلى الإفادة من رقي العقل العربي بما بَلَغَتْه الثقافة العربية الإسلامية من نهضة واسعة في مجتمع توفرت له أسباب الحضارة، وكان هذا الاتجاه محافظًا في منهج بناء القصيدة ولغتها وموسيقاها وقيمها وأخلاقها وروحها، ولكنه مجدد في المضمون وفي معاني الشعر وصوره وأسلوبه، ويمثل أبو تمام والبحتري والمتنبي دعائم هذا الاتجاه في المشرق، وقد عرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد نفر من الأندلسيين رحلوا للمشرق وعادوا للأندلس بأشعار البحتري وأبي تمام، وكانت فترة الخلافة في ذروة نضجها، إذ كان المجتمع الأندلسي في هذه الفترة قد تجاوز الانبهار بالمستحدثات الحضارية التي بهرت شعراء القرن الثاني وأصبح أكثر استقراراً وتعقلاً، ومن أعلام هذا الاتجاه ابن عبد ربه وابن هانئ والرمادي وغيرهم.
ثانيا ً /أغراض الشعر الأندلسي
عالج شعراء الأندلس مختلف أغراض الشعر وإن تميزت بعض الأغراض باهتمام أكبر من غيرها، ويمثل الشعر أحد جوانب الحضارة العربية الأندلسية، فقد عبر عن قوالب تلك الحضارة وعن مضمونها وطبيعة الصراعات السياسية والتغيّرات الاجتماعية في الأندلس.
– النسيب (الغزل)
من أهم الأغراض التي عالجها الشعر الأندلسي، وأوضح سماته تلك الرقة في العواطف المعبّر عنها في رقة البيان، وكان للحياة الأندلسية دور إيجابي في طبيعة شعر الغزل، فهو غزل حسّي يقف عند حدود الوصف المادي مستعيراً أوصاف المحبوب من البيئة حوله، وبالرغم من ذلك فهناك من اتخذوا الغزل العفيف مذهباً لهم مثل ابن فرج الجياني الذي يقول:
وطائعــة الوصــال عففـت عنهـا=ومــا الشـيطان فيهـا بالمطـاع
بــدت فــي الليـل سـافرة فبـاتت=ديــاجي الليـل سـافرة القنـاع
ومـــا مــن لحظــة إلا وفيــه=إلــى فنــن القلـوب لهـا دواع
فملكــت النهــى جمحـات شـوقي=لأجـري فـي العفاف على طباعي
وبــت بهــا مبيـت السـقب يظـما=فيمنعــه الكعـام عـن الرضـاع
كــذاك الــروض مـا فيـه لمثـلي=ســوى نظــر وشــم مـن متـاع
ولست من السوائم مهملات=فأتحذ الرياض من المراعي
وأجمل ما في الغزل الأندلسي بجانب لطف التعبير، أن الصادق منه شديد التأثير، خاصة حين يبكي الشاعر ويحن في إيقاع غير متكلف، ويمثل ابن زيدون قمة هذا الاتجاه خاصة في قصائده إلى ولادة بنت المستكفي، ومن أجملها قوله:
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا …… يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت …… سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
إن الزمان الذي ما زال يضحكنا …… أنساً بقربكم قد عاد يبكينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا …… حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول فيها:
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِــــنـَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا يِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آميــنـــَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِيـــنــَا
2- المدح
أما شعر المدح فكان موجهاً إلى الأمراء والخلفاء والحكام، وكان يتناول جانبين من حياتهم، أولهما الصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه من شجاعة ووفاء وكرم، وثانيهما انتصارات الممدوح التي هي نصر وعزٌ للإسلام والمسلمين ثم وصف لمعاركهم الحربية.
ويتراوح أسلوب المدح بين الجزالة والسهولة، والفخامة والرقة، وفقاً لطبيعة المعاني المعبّر عنها، ولكنه بوجه عام يميل إلى التأنق في العبارة والصياغة، وقد تختلف طريقة بناء قصائد المدح بين شاعر وآخر، فبعضها كان ينهج نهج الأقدمين، فيبدأ بمقدمة طللية ونسيب ووصف للرحلة ثم يتخلص إلى المدح، بينما نجد منهم من يعمد إلى موضوعه مباشرة دون مقدمات، ويقدم صنف ثالث بين يدي ممدوحه شيئاً من الغزل أو وصف الطبيعة أو الشكوى والعتاب، وعقب ذلك ينتقل إلى المدح، ومن أشهر شعراء الأندلس في هذا الغرض ابن حمديس وابن هانئ وابن زيدون وابن دراج القسطلي، ولا نجد من الشعراء المحترفين شاعراً لم يعالج هذا الغرض.
يقول (ابن حمديس) مادحاً الأمير أبا الحسن علي بن يحيى:
تُفشي يداك سرائر الأغماد لقطاف هام واختلاء هوادي
إلاّ على غزوٍ يبيد به العِدى لله من غزو له وجهاد
ما صونُ دين محمد من ضَيْمِه إلاّ بسيفك يوم كلِّ جلاد
وطلوع راياتٍ وقود جحافل وقراع أبطال وكرِّ جياد
ويقول ابن هانئ مادحًا إبراهيم بن جعفر:
لا أرى كابن جعفر بن عليّ ملكًا لابسًا جلالة مُلْك
مثلُ ماء الغمام يندي شبابًا وهو في حُلّتي تَوَقٍّ ونُسك
يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطـ ـب وماء الثرى مُجَاجة مسك
ويقول ابن زيدون للوليد بن جهور:
للجهوريِّ أبي الوليد خلائق كالروض أضحَكه الـغمام الباكي
مَلِكٌ يسوس الدهرَ منه مهذبٌ تدبيره للمُلك خيرُ مِلاك
جارى أباه بعد ما فات المدى فتلاه بين الفوت والإدراك
3- الرثاء
أما شعر الرثاء في الأندلس في معناه التقليدي فلم يكن من الأغراض الرائجة وظل يحذو حذو نماذج الشعر المشرقي حين يستهلّ برد الفواجع ووصف المصيبة التي حلت بموت الفقيد، وعادة تستهل القصيدة بالحِكَم وتختتم بالعظات والعبر. أما رثاء المدن والممالك، فهو الغرض الأندلسي الذي نبعت سماته وأفكاره من طبيعة الاضطراب السياسي في الأندلس، وكان مجال إبداعٍ في الشعر الأندلسي، وقد ظلت قصيدة أبي البقاء الرَّنْدِي التي مطلعها:
لكل شيء إذا ماتم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
ورائية ابن عبدون:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور
وسينية ابن الأبَّار:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن الطريق إلى منجاتها درسا
عدا ما قيل في مراثي بني عبّاد ووزيرهم المعتمد، ظل كل ذلك من عيون الشعر العربي عامة والأندلسي خاصة.
4- الفلسفة
كما طوع شعراء الأندلس الفلسفة للشعر والشعر للفلسفة، فصوروا الخواطر النفسية والتأملات الفكرية مما يُعد مجال إبداع في هذا اللون من الشعر، ونمثل لهذا الغرض بقول أمية بن عبد العزيز:
وما غربة الإنسان في غير داره ولكنها في قرب من لايشاكله
أو قول الآخر:
تفكر في نقصان مالك دائمًا وتغفل عن نقصان جسمك والعمر
ويقول الشاعر الغزال:
أرى أهل اليسار إذا تُوُفُّوا بَنوا تلك المقابر بالصخور
أبوْا إلاّ مُبَاهاة وفخرًا على الفقراء حتى في القبور
إذا أكل الثرى هذا وهذا فما فضل الغنيّ على الفقير
– الزهد والتقشف
أما شعر الزهد والتقشف والمدائح النبوية، فقد تفوقوا فيه على شعراء المشرق من حيث غزارة الإنتاج وتوليد المعاني ورسم الصور المؤثرة القوية، ويلفت النظر أن عدداً من شعراء الأندلس أدركتهم التوبة بعد طول حياة لاهية فوجهوا طاقتهم الشعرية في آخر أيامهم إلى طلب مغفرة الله ومرضاته وإلى ذم حياة اللهو والمجون والدعوة إلى الزهد والتقشف، ومن أشهرهم في هذا المقام ابن عبد ربه وابن حمديس والغزال.
إنّ الذين اشتروا دنيا بآخرة وشقوة بنعيم، ساءَ ما تجروا
يامن تلهىَّ وشيب الرأس يندبه ماذا الذي بعد وَخْطِ الشيب تنتظر
لو لم يكن لك غير الموت موعظة لكان فيه عن اللذات مزدجر
– الطبيعة
وكان لطبيعة الأندلس الأثر الحاسم في جعل شعر الطبيعة من أميز أغراض الشعر الأندلسي، وتمثل طبيعة الأندلس الرائعة الملهم الأول لشعرائها، وقد عبّر ابن خفاجة أشهر شعراء الطبيعة في الأندلس عن هذه الصلة فقال:
يا أهل أندلس لله درُّكمُ ماءٌ وظلٌ وأنهار وأشجار
ما جنة الخلد إلاّ في دياركمُ ولو تخيرت هذا كنت أختار
ويتَّسِم هذا اللون من الشعر بإغراقه في التشبيهات والاستعارات وتشخيص مظاهر الطبيعة وسمو الخيال، كما كان يعتبر غرضاً مستقلاً بذاته ولا يمتزج بأغراض أخرى، وإن امتزج بها لم يتجاوز الغزل أو مقدمات قصائد المدح.
ويعد معظم شعراء الأندلس من شعراء الطبيعة، فكل منهم أدلى بدلوه في هذا المجال إما متغنياً بجمال طبيعة الأندلس أو واصفاً لمجالس الأنس والطرب المنعقدة فيها، أو واصفاً القصور والحدائق التي شُيدت بين أحضان الطبيعة، ولذلك كان كل شعراء الأندلس ممن وصفوا الطبيعة، ويُعدُّ الشاعر ابن خفاجة الأندلسي المقدَّم بين هؤلاء الشعراء إذ وقف نفسه وشعره على التغني بالطبيعة لا يتجاوزها وجعل أغراض شعره الأخرى تدور حولها.
– شعر التصوف :
وأما التصوف فقد اشتهر به من شعراء الأندلس أعلام على رأسهم شيخ المتصوفين ابن عربي وابن سبعين وابن العريف والشستري وغيرهم.
وقد وجه الشعر الأندلسي طاقة كبيرة للتغني بمدائح الرسول ³، وكان أهل الأندلس قاطبة يحنون إلى الحجاز وإلى مهبط الوحي وإلى المدينة المنورة. وقد اتسع المديح النبوي منذ القرن السادس الهجري وأصبح من أغراض الشعر الأندلسي المقدَّمة، وكان من أسباب ذلك إحساس أهل الأندلس بضيعة الإسلام، عندما تكاثرت عليهم جيوش النصارى، فاتخذوا من الشعر أداة للاستغاثة بالرسول الكريم وكانوا يرسلون القصائد إلى القبر النّبوي الشريف واصفين محنهم وأذاهم.
ومن أشهر هؤلاء الشعراء أبو زيد الفازازي وابن جابر الأندلسي وأبو الحسن الرُّعَيْني وغيرهم من شعراء الأندلس.
7- رثاء الأندلس
ومن قصائد هذا الغرض قصيدة الشاعر/ أبي البقاء الرندي في رثائه للأندلس حيث يقول:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟ وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ
وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟
الخاتمة
لقد تناولنا في حديثنا السابق عن اتجاهات الشعر الأندلسي وأغراضه , ويبدو فيما سبق أن تعدد الأغراض الشعرية والتجديد في الاتجاهات الشعرية نتيجة الثقافة التي يمتلكها الشاعر الأندلسي والبيئة الساحرة في الأندلس.والله أعلم
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المصادر والمراجع
– مجلة أفق الثقافية
– مجلة الجامعة الأردنية
– موقع الشيخ تقي الدين الهلالي
– الموسوعة الإسلامية
م/ن
بالتوفيق
العدد 63 محرم 1443هـ / تشرين الثاني (نوﭭمبر)2004م- شباط (فبراير) 2022م.
[رجوع]
قراءات ومراجعات
كتاب (الصوت القديم الجديد)
للدكتور عبد الله الغذامي
محاولة في تحسين العلاقة بين
موسيقى الشعر الحديث وموسيقى الشعر القديم
عرض:
هايل محمد الطالب
دمشق – سورية
طرحت القصيدة الحديثة منذ تبلورها في أربعينات هذا القرن كثيراً من القضايا التي أثارت جدلاً نقدياً طويلاً. وما تزال, ولعل من أهم تلك القضايا قضية موسيقى الشعر في القصيدة الحديثة التي لاقت اهتماماً كبيراً ولا سيما بعد صدور كتاب نازك الملائكة (قضايا الشعر المعاصر) حيث انبرى عدد من النقاد والأدباء للرد عليها وتفنيد الكثير من آرائها. ولعل من أهم ما أفرزته تلك النقاشات والجدالات ظهور الكثير من المقولات لعرب ومستشرقين وكانت أخطرها تلك التي ترد في الكثير من فنيّات الشعر العربي الحديث, بما فيها الموسيقية, إلى التأثّر بالغرب. وضمن إطار إحقاق الحق, وطرح نقاش علمي لتلك المقولة يندرج كتاب الدكتور عبد الله الغذامي (الصوت القديم الجديد) الذي يتصدى فيه لقضية مهمة في هذا المجال هي محاولة الكشف عن العلاقة الفنية بين قصيدة الشعر الحديث والقصيدة الجاهلية بأدلة نصوصية تقيم العلاقة العضوية الأكيدة بين كل أنماط الكتابة الإبداعية فيها. ومنطلقاً, بالإضافة للأدلة النصوصية, من يقين أن الشعر هو حالة تمثل لغوي راقية, وأنه تجسد فني لأبلغ مستويات الإبداع اللغوي قولاً وإدراكاً, ومن أن القصيدة هي خلاصة التوحد الإلهامي الذي به يتحقق انبثاق اليوم بالأمس, وذلك لأن العلاقة بين اللغة كموروثٍ حضاري, والنص الأدبي كتمّثل لهذا الموروث لهي من القوة والوضوح بما هو كافٍ للتأكيد على أن التجربة الشعرية الحديثة تستند على فنيات شاعرية عربية, لأن مجرد قبول النص – كما يرى الباحث لهذه الفنيات دلالة على أنها جماليات نصوصية مخبوءة داخل لغة هذا النص, وعدم استخدامها من قبل يعود إلى أسرار إبداعية أخرى استثمروها, وأفادوا منها حتى أنهكوها ولم تعدّ صالحة لنا كإبداع جديد.
يتألف الكتاب من مقدمة وثلاثة فصول وملحق. يبدأ الدكتور الغذامي الفصل الأول بالحديث عن الشعر الحر, والموقف النقدي حول آراء نازك الملائكة, حيث يرى أن الشعر العربي منذ عرفناه قد مرَّ بأطوار متعددة من حيث البناء العروضي في القصيدة. ومن هنا يبدأ الدكتور الغذامي حديثه من التفريق بين المصطلحات المختلفة للشعر, فيوضّح مصطلحات الأرجوزة والقصيدة العمودية والموشحة والشعر المرسل والشعر الحر والشعر المنثور وقصيدة النثر, مع تتبع تاريخي لظهور قصائد الشعر الحر منذ عام .1920 ثم أخذ الدكتور الغذامي في مناقشة آراء نازك الملائكة في الشعر الحر من حيث إن كتابها (قضايا الشعر المعاصر) ومواقف النقاد منه كان بمثابة البيان النقدي لهذه الحركة المعاصرة. فيبدأ الدكتور الغذامي مناقشتها بقضية هامة هي قضية الأوليّة في كتابة الشعر, حيث تؤكد نازك في كتابها المذكور وفي جميع كتاباتها الأخرى بأنها هي – لا سواها – أول من بدأ كتابة الشعر الحر, وأن البداية كانت في قصيدتها (الكوليرا) المكتوبة والمنشورة في سنة ,1947 نافية تأثرها أو اطلاعها على أي نمط شعري سابق لها, كالموشحات, والبند, مروراً بتجربة أحمد زكي (أبو شادي), وذلك في سبيل إثبات أوليتها المطلقة في كتابة الشعر الحر.
ولذلك ينطلق الدكتور الغذامي من الناحية التاريخية ليرد دعوى الملائكة, حيث يرى أن الباحثين اثبتوا وجود محاولات عديدة في الشعر الحر منذ مطلع القرن العشرين, ففي العراق نشرت الصحف العراقية في الفترة ما بين 1911-1945 مقطوعات حرة, منها قصيدة إبراهيم عبدالقادر المازني المنشورة سنة 1923 في مجلة "الحرية" العراقية أسماها المازني الشعر المنطلق, ومنها نماذج للشاعر بسيم الذويب.
أما في مصر فإن الحركة – حركة الشعر الحر – قد بدأت تشق طريقها سنة 1927 أو 1929 عندما نشر أحمد زكي أبو شادي ديوانه (الشفق الباكي) وفيه بعض تجارب جديدة في الشعر المرسل والشعر الحر, وهي تجارب جريئة إلاّ أنها غير ناضجة. وقد جارى أبو شادي في محاولته في تلك الفترة خليل شيبوب والسحرتي وفريد أبو حديد. ثم يعرض الدكتور الغذامي لتجربة علي أحمد باكثير عام 1936 الذي قام بترجمة مسرحية روميو وجولييت إلى العربية بأسلوب شعري وصفه الشاعر في مقدمته للمسرحية بأنه (مزيج من النظم المرسل المنطلق والنظم الحر) وتتضح رؤية باكثير العروضية التي صارت فيما بعد قاعدة من قواعد الشعر الحر, كما يرى الغذامي في مقدمة مسرحية (اخناتون ونفرتيتي) سنة 1938 المنشورة سنة 1940 إذ يقول: وجدت أن البحور التي يمكن استعمالها على هذه الطريقة هي البحور التي تفعيلاتها واحدة مكررة كالكامل والرمل والمتقارب والمتدارك… أما البحور التي تختلف تفعيلاتها كالخفيف والطويل… فغير صالحة لهذه الطريقة.
وبعد هذا العرض التاريخي, يرى الدكتور الغذامي أن تعبير (الشعر الحر) و(الشعر المنطلق) من التعبيرات الشائعة بين الشعراء والكتاب منذ زمن يسبق محاولة نازك الملائكة بربع قرن. وبعد تمييزه بين الريادة والأولية يصل للقول: إن الأولية ليست لنازك حتماً, أما الريادة فهي بلا شك واحدة من كوكبة من الشعراء حملوا راية هذه الحركة في بدايتها بدوافع اطلاعهم على الآداب الأوروبية. فهو تطور ناشئ عن التقاء فكري من الشرق والغرب دعت إليه الحاجة إلى لغة حديثة ذات طاقة إيحائية تستطيع مواجهة القلق والتمزق الذي يملأ أنفسنا اليوم.
ثم يناقش الدكتور الغذامي الملائكة في عدد من القضايا الفنية والعروضية التي طرحتها حول الشعر الحر, ويختم حديثة في هذا الجانب بالالتفات إلى جانب لطيف هو تسمية الشطر والبيت والسطر, فيرى أن ارتباط مسمى شطر بالبيت في الشعر الحر كان هو السبب في معظم ملاحظات نازك الملائكة العروضية, ومن ثم يقترح تعبيراً اصطلاحياً ثابتاً وواضحاً وهو البيت لأنه لا يقصّر في أداء المعنى, ولسنا بحاجة إلى تعبير آخر. هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى لأن كلمة (شطر) مرفوضة في الشعر الحر لما تجرّه من ملابسات عروضية ولغوية, وكذلك كلمة (سطر) غير مقبولة لأنها ذات ارتباط بأسلوب الكتابة النثرية لا الشعر.
أما الفصل الثاني والثالث من كتاب الغذامي فكان يهدف من ورائهما إلى كشف العلاقة الفنية بين الأمس واليوم, بين القصيدة الجاهلية والقصيدة الحديثة بأدلة تاريخية نصوصية هدفها إقامة العلاقة العضوية داخل اللغة العربية بين كل أنماط الكتابة الإبداعية.
فيتناول في الفصل الثاني تحرر الأوزان في الشعر القديم, فيرى أن الشعر الحرّ لم يكن خروجاً عن الوزن الشعري العربي, وإن كان خروجاً عن المعايير الخليلية للأوزان. ومن هنا فإن الخروج عن معايير الخليل لا ينفي صفة الشعر عن القصيدة, ومن ثَمّ يعرض الدكتور الغذامي في الفصل متتبعاً مسيرة الشعر العربي, وخروجه على قواعد الخليل منذ عصر الجاهلية, فيعرض نموذجاً قصيدة عبيد بن الأبرص التي يقول في مطلعها:
أقفر من أهله ملحوب
فالقُطَّبِياتُ فالذَّنوب
يرى الدكتور الغذامي أن هذه الأبيات في هذه القصيدة قد أتت على أوزان شعرية سبعة, حيث مزج الشاعر الأوزان في قصيدة واحدة بطريقة مغايرة لما قعّدة العروضيون, وحتى أنه لم يمكن النظر في وزنها إلا بأخذها شطراً شطراً ثم عرض لمثال آخر للشاعر الجاهلي الأسود بن يعفر وردتْ بأربعة أوزان في قصيدة من خمسة أبيات.
ثم يعالج الدكتور الغذامي مسألة الخروج عن أوزان الخليل فيرى أنه لم تكن الأوزان التي استنبطها الخليل بن أحمد وما وضعه لها من قواعد هي القول الفصل في أمر الموسيقى الشعرية, لا في عهد الخليل وعهد تلاميذه ولا فيما سبقه من عهود, أو ما لحقه منها, مستشهداً بقول الزمخشري: (والنظم على وزن مخترع خارج على أوزان الخليل لا يقدح في كونه شعراً, ولا يخرجه عن كونه شعراً).
بعد ذلك يرى الدكتور الغذامي أن الخروج عن عروض الخليل كما هو مقعّد في كتب العروضيين على ثلاثة أوجه: أولها: قصائد جاءت موزونة على تفاعيل ثابتة كثبوت تفاعيل الخليل من حيث التزام عدد ثابت منها في كل شطر, وليس فيها اختلاف سوى أنها ليست على وفق قواعد العروض الخليلي. ويعرض الدكتور الغذامي عدداً من الأمثلة على ذلك منها قصيدة الشاعر الجاهلي سلمى بن ربيعة التي يقول في مطلعها:
إنّ شواءً ونشوةً وخبب البازل الأمون
حيث يرد وزن أبياتها كالتالي (مستفعلن فاعلن فعو مستفعلن فاعلن فعولن) فالشطر الأول مع ثبوت وزنه في كافة الأبيات إلا أنه وزن لم يورده العروضيون من ضمن أوزان البسيط.
ثانيها: قصائد جاءت على غير وزن محدد, وإنما اعتمدت على نوع من الإيقاع يختلف عن العروض, وكأنه يعتمد على النبر وطريقة الترنم بالشعر, ومن الأمثلة التي عرضها الدكتور الغذامي على ذلك نأخذ قول أبي نواس:
رأيت كل من كان أحمقاً معتوهاً
في ذا الزمان صار المقدم الوجيها
يا ربَّ نذل وضيع نوهته تنويهاً
هجوته لكيما أزيده تشويهاً
فهذه الأبيات ليس لها وزن كأوزان الخليل.
ثالثها: إغفال العدد الثابت للتفعيلات في الأبيات وذلك بالزيادة في التفعيلات, أو النقصان منها حسب ما يقتضيه المعنى, ومن أمثلة الزيادة قول أحيحة بن الجلاح:
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا
ولا تجزعْ من الموتِ إذا حل بواديكا
والأبيات من الهزج (مفاعيلن أربع مرات) ولكن الشاعر زاد كلمة (اشدد) في البيت دون مراعاة منه لقيد العروض في عدد التفعيلات الثابت, ولا حتى في نوعها الواحد بتفعيلة غريبة عن هذه البحور وهي (فاعل) بسكون اللام. ومن أمثلة النقص نأخذ قول أبي عثمان المازني:
لسعد بن الضباب إذا غدا أحب إلينا منك فافرس حمر
هذا البيت من الطويل ولكن سقطت منه تفعيلة كاملة في أوله. بعد ذلك يعرض الدكتور الغذامي نماذج لقصائد وردت على تفعيلة واحدة (انظر ص 11) ويخلص إلى القول في نهاية الفصل الثاني إلى أن العرض الوارد فيه دلالة على أن قواعد العروض عندما استقرأها الخليل لم تكن تعتمد على استقراء شامل. وهذا ما يؤكد لنا أن الوزن في الشعر شرط أساسي, ولكن للشاعر أن يأتي بأي وزن يراه, وله أنْ ينوّع فيه, كما أن عليه أن يجعل الوزن خاضعاً للمعنى فيزيد في الوزن أو ينقص منه حسب ما يقتضيه معناه, وعلى ذلك سار عدد من شعراء العربية وأيدهم عدد من نقادها.
أما الفصل الثالث فيتحدّث فيه الدكتور الغذامي عن إرسال الروي في الشعر العربي القديم, حيث يبدأ حديثة بالتفريق بين مصطلحي القافية والروي, ويتبنى تعريف الخليل للقافية بأنها (عبارة عن الساكنين اللذين في آخر البيت مع ما بينهما من الحروف المتحركة ومع المتحرك الذي قبل الساكن الأول) والروي هو الحرف الذي تُبْنَى عليه القصيدة وتنسب إليه.
ومعالجة موضوع القافية في الشعر ورؤيته أنَّ القافية غير الروي قاداه إلى مناقشة تعريف الشعر عند النقاد العرب مع عرض الأمثلة على ذلك. وهذا أيضاً أوصله إلى حقيقتين:
الأولى: أن تعريف قدامة بن جعفر ومن جاراه لا يجعل اتفاق الأبيات بحرف الروي شرطاً في الشعر, لأن التعريف لا ينص على ذلك ولا يحتمله.
الثانية: أن كلمة (مقفى) لا تعتمد كعنصر في تعريف الشعر لأن كل كلام موزون سينتهي بقافية, ويكون بذلك الشعر المرسل مقفى والشعر الحر مقفى أيضاً ثم يفرق الدكتور الغذامي بين أمور ثلاثة هي معاني الضرورة والعيب والخطأ, لينتقل إلى عرض عيوب الروي وهي الأكفاء وهو تنوع حرف الروي, والإقواء وهو اختلاف إعراب حرف الروى من بيت إلى بيت تحت (تنوع الروي) وهذا ينقسم إلى قسمين هما التنوع المنظم والتنوع المرسل:
أما التنوع المنظم للروي في الشعر العربي فقد ورد على ذلك أنواع من الشعر هي المسمطات والمزدوج والموشحات وقد عرض الباحث أمثلة كثيرة على تلك الأنواع (انظر ص 143 وما بعدها).
أما التنوع المرسل فهو ما ورد عن العرب من شعر كثير فيه إرسال للروي بأن يختلف الروي في بعض أبيات القصيدة الواحدة وهو ما أسماه العروضيون بـ(الإكفاء) وقد يكون من أسمائه (الإجازة) وقد عرض الدكتور الغذامي أمثلة على ذلك (انظر ص 152 وما بعدها).
وهذا العرض قاد الدكتور الغذامي إلى تبني هدفين أُخذا من روح الموروث النقدي لأسلافنا أمثال ابن جني والمرزباني وغيرهما وهما من أهم أغراض دراسته:
الأول: أن نعد تنوع الروي ضرباً من ضروب الضرورة الشعرية يلجأ إليها الشاعر, الضرورة شيء غير المعيب وغير الخطأ, وهي تأتي لسبب فني يقصده الشاعر ويصل إلى الأخذ به.
الثاني: أن نجيز ذلك للشعراء كافة دون تمييز بين سابق ولاحق انطلاقاً من مقولة ابن جني في أن (ما جاز للعرب جاز لنا).
أما ملحق الكتاب الذي ختم به الدكتور الغذامي كتابه فقد تناول فيه آراء محمد حسن عواد العروضية دراسة ونقداً, وقد نال عواد اهتمام الباحث لكونه رائداً في شعره وفي فكره على مستوى الأدب في المملكة العربية السعودية ومن حيث أن اجتهاداته العروضية في كتابه (الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية) ذات قيمة فنية من حيث صلتها بتجربته الشعرية (المتحررة) كما أنها ذات قيمة تاريخية لتبنيها حركات التحرر الشعري المعاصر, ولا سيما من حيث فتح باب الاجتهاد في تنويع موسيقى الشعر, وفي محاولة فك القيد في تجريب ما تتيحه الأوزان العربية من أشكال عروضية مختلفة, وهذا ما يجعل من تجربة عواد إسهاماً أدبياً من شاعر سعودي في حركة الشعر العربي الحديث.
أخيراً: إذا كانت تجربة نازك الملائكة النقدية, خاصة, قد تعرضت للنقد من عدد من النقاد والأدباء – والدكتور الغذامي واحد من هؤلاء – فإن من أهم ما يُحفظ للدكتور الغذامي في كتابه هذا هو محاولته التنقيب والبحث في التراث العربي عن جذور لموسيقى الشعر العربي الحديث ودعمها بالأدلة النصوصية وهذا ما يجعل تجربته جديرة بالعناية والتدبر والمتابعة ولا سيما وإن هذه التجربة قد ضَمنَتْ لصاحبها في كثير من الآراء الواردة في ثناياها أجرَ الاجتهاد وأجرَ الإصابة.
هامش:
الكتاب: الصوت القديم الجديد "دراسات في الجذور العربية لموسيقى الشعر الحديث" د. عبد الله محمد الغذامي.
كتاب الرياض الصادر عن مؤسسة اليمامة الصحفية العدد (66) يونيو 1999 عدد الصحفات (221)
بصفة عامةاعتاددارسواالشعر العربي تصنيفه إلى فترتين أساسيتين: الشعر القديم، والشعر الحديث. فالشعرالعربي لقديم يقصد به كل شعر عربي، كتب قبل النهضة العربية، أي قبل حملة نابوليون على مصر، كما يقصد به كل شعر كتب على نمطه، فيما بعد، ويمكن أن يسمى أيضا بالشعر التقليدي لكونهيسير في ركاب التبعية والتقليد،كمايسمى بالشعر العمودي ،نسبةإلى أسلوب كتابة أشطره المتناظرةبشكل عمودي. والشعرالعربيالحديث، يقصدبه كل شعر عربي، كتب بعدالنهضةالعربية،وهويختلف عن الشعر القديم في أساليبه،وفي مضامينه، وفي بنياته الفنية والموسيقية، وفي أغراضه وموضوعاته،وفي أنواعه المستجدة والمختلفة.
كما يصنف الشعر القديم أصنافا متعددة، فإن الشعر الحديث يصنف بدوره إلى مجموعة من الأصناف، من بينها:
* التصنيف حسب الأساليب، مثل: الشعر الحر،الشعر المرسل،شعر الحداثة،الشعر المعاصر، شعرالتفعيلة،وقصيدة/النثر.
* والتصنيف حسب الأجيال، مثل: شعرالستينات، شعرالسبعينات،شعرالثمانينات.
لكن بعض هذه التصنيفات قد لا تعني شيئا غير الرغبة في التصنيف، وأحيانا تكون مثارا لنزاعات متبادلة بين أطراف متصارعة من مبدعين ونقاد إلا أن الأهم من كل ذلك هو وجود بعض الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة، بين النصوص الشعرية، لكل فئة من الفئات المذكورة.
يراد بكلمة أدب التهذيب والصقل والتمدن, والمقصود من التأديب في مصطلحات اللغات كافة أن يكون الإنسان مهذباً أو مؤدباً أو مثقفاً قد نشأ على العلم بفنون المعرفة والحكمة وجمع بين ثقافة الفكر والضمير, فمن فضائل الأدب أن يقوم اللسان ويهدي إلى أساليب التعبير عن حوائج النفس ومعاني الأفكار. وبناءً على ذلك فالأدب هو إيصال ما أكتبه إلى الآخر بأسلوب جمالي ينفذ إلى قلبه ووجدانه دون تعقيدات, والأدب الرفيع وحده يستوعب التجارب ويعبر عما تمليه بواعث الحياة التي تخاطب الفطرة الإنسانية وشتان بين كتابة تنبض بالحياة والمتعة وكتابة تعقدها وتقف عند مظاهر القشور والطلاء.
ولنتفق أولاً أن ما يدفع القارئ للقراءة دون شك هو الهواية, فليس من الإنصاف -والحال هذه- وضع العراقيل والعقابيل في طريقه لابتزاز حاجته إلى فعل القراءة.
ولكن من جهة أخرى ما الذي يدفع الشاعر إلى كتابة هذا النوع من الشعر أو كتابة الشعر على هذه الصورة؟ هل هو تشربه بثقافة غير تلك التي درج القارئ على قراءتها؟ هل هذا هو أسلوبه الوحيد لإيصال الفكرة إلى قارئه؟ وهل يعني هذا أنه يفتقد الأساليب المناسبة لإيصال تلك الفكرة؟ ما الذي يجعل الشاعر شاعراً في ظل افتقاره إلى أساليب إبداعية تعينه على إيصال المتعة والفكرة إلى القارئ؟!
سئل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور ذات يوم : هل تقرأ لجيل الشباب؟ فأجاب: "نعم بكل تأكيد, ولكنني في بعض الأحيان أجد صعوبة في فهم ما يرمي إليه الشاعر وقد قرأت في إحدى المرات قصيدة لشاعر شاب فلم أفهمها ومعروف عني أنني أقرأ القصيدة لمرة واحدة فأردد غيباً أغلب أبياتها ولكن الذي حصل هذه المرة أنني لم أفهمها فأعدت قراءتها مرة أخرى لا بل مرات أخرى ولم أفهمها أيضاً فأدركت في النهاية أن العيب ليس فيّ أو في ذاكرتي ولكن العيب هو في كاتب هذه الكلمات المبهمة والمستعصية على الفهم " … وقد أطلق الشاعر الكبير حينها على هذا الصنف من الشعراء اسم "شعراء الأحاجي والألغاز".
فإذا كان رجل في قامة صلاح عبد الصبور وتاريخه قد عانى من هذه المشكلة فكيف لا يعاني منها قارئ هاوٍ ينحصر كل همه في إشباع ذائقته الأدبية ؟
على أن هناك قامات أدبية باسقة كتبت أدباً واضحاً فهمه الناس, كتبت أدباً جميلاً فأحبه الناس وأحبوهم, لم يستعرضوا عضلاتهم على القارئ لأنهم كانوا أصحاب رسالات أدوها بكل ثقة وأمانة, وخلدهم التاريخ حتى أصبحت كتاباتهم مراجع ودراسات يستعين بها النقاد والدارسون والباحثون.
وقد نختلف بعض الأحيان حول الشكل أو المضمون مع هؤلاء الشعراء الذين نحن بصدد الإشادة بهم ولكن هل يجادل مجادل في موهبتهم أو يشكك في شاعريتهم؟
ولدينا شاعر كبير آخر هو نزار قباني كتب شعراً سهلاً سلساً يفهمه حتى أنصاف المثقفين وأشباههم ويتذوقه حتى النجار والحداد وباعة الخضروات ومع ذلك فقد جاء أدبه رائعاً رائقاً استساغته فئات وشرائح المجتمع كافة وكتب له الخلود بعد ذلك. اقرأ معي مثلاً كيف كان يتغنّى بدمشق فيصفها وصفاً تذوب له القلوب، وتستوعبه العقول، وتستنفر له كل الأحاسيس المرهَفَة، يقول:
قمرٌ دمشقيٌ يُسافرُ في دمي
وبلابلٌ.. وسنابلٌ.. وقِبَابُ
الفُلُّ يبدأ من دمشقَ بياضَهُ
وبِعِطرِها تتعطّرُ الأطيابُ
والماءُ يبدأُ من دمشقَ.. فحيثُما
أسندتَ رأسكَ، جَدولٌ ينسابُ
ويأتيك من الشعراء في أيامنا هذه من لا يتبرأ فقط من مدينته ولكن من ذاته نفسها فتجده تارة يشبه نفسه بالشجرة الوافرة على سجين أزرق وتارة بالبحيرة وتارة بالغياب, فقد كتب أحدهم قصيدة بعنوان "الأخضر" قال فيها:
أنا أخضر القبور.. علي زرق العصافير
ووحشة أختي
أنا الشجرة الوافرة على سجين أزرق
أنا البحيرة من يديك.. فتغرقين في الكآبة
اسمي الغياب
وفضتي الغرقى
ص83
ورسم شاعر آخر صورة قبيحة جداً للتاريخ:
"شهدوا أن التاريخ امرأة
صلعاء بعين واحدة
وبرأس مفتوق"
والآن ما الغموض في الشعر؟ ولماذا كتابة أدب يستعصي على الفهم؟ لماذا أقرأ قصيدة للمتنبي – وهو مالئ الدنيا وشاغل الناس – فأحفظها وأحللها وأركبّها وأفهمها جملةً وتفصيلاً؟ لماذا أفهم أدب نزار قباني وأتذوقه وأرتشفه حتى الثمالة وأحفظه حتى الوريد؟ ألا يستشهد الناس حتى يومنا هذا بحكم المتنبي وأمثاله؟ ألم يواكب أدب نزار قباني أجيالٌ تعلمت فنون العشق على يديه؟ ما الذي يرمي إليه هؤلاء الشعراء من وراء كتابتهم لشعر كهذا؟! ماذا يريدون أن يقولوا للقارئ؟ وما الذي ينتظرونه منه؟ هل يأملون منه أن يصفق لهم ويثني على هذه الكتابة الخارقة التي توهموا ساعة كتابتها أنها اكتشاف عظيم أو فتح مبين في عالم الشعر؟!
لا أدري لماذا يذكرني هذا ببعض آيات منسوبة إلى مسيلمة الملقب بالكذاب, إذ كان يقول لأتباعه إبان ادعائه النبوة :
"يا ضفدع ابنة ضفدعين, نقي كما تنقين, نصفك في الماء ونصفك في الطين فلا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين".
وللأسف فما أقرؤه عن هذا النوع من الشعر يوظف بشكل غريب السريالي والرمزي والغرائبي والمخيالي دون أن يكون ملماً بأبسط قواعد ومبادئ هذه الفنون, فالتحديث الشعري ليس تزويقاً لفظياً أو شكلاً فضفاضاً وحسب.
ثم ما هي الأساليب الإبداعية والأنماط الشعرية التي اكتشفها وابتكرها لنا هذا الغموض المغرق في الظلمة؟! فالأدوات هشة وغير متماسكة دلالياً واللغة فقيرة وغير مشذبة حافلة بركاكة لفظية، فالغموض له حدود فنية إن تجاوزها تحولت معه تلك الكتابات إلى كتابات (مشفرة) أو طلاسم ضبابية تجعلك إما أن تتهم نفسك بالغباء ومن ثم تقوم بضرب رأسك بالحائط وشجها على أساس أنها كتلة لحم وعظم لا فائدة منها لفهم كلام مكتوب، فكتاب الله عز وجل وسنة رسوله وكتب الفقهاء والأئمة وعظماء الأدب حتى ولو كانت غامضة في بعض الأحيان إلا إننا بعد عدة محاولات نفهم ولو عشرة بالمائة مما كتب وأحياناً نفهم ما يراد قوله إجمالاً.!
يقول "وليد معماري"في "مماحكة تحت ظل الزيزفون"في العدد "987"من جريدة"الأسبوع الأدبي"في هذا الصدد:
"ويظن بعض كتاب قصيدة النثر، أن الأمر يتركز في رصف كلمات مبهمة إلى جانب كلمات أكثر إبهاماً.. في ممارسة تشبه الشعوذة، معتقدين أن القارئ سينظر إلى إبداعاتهم، على أنها العبقرية التي تفوق مستوى فهمه.. بينما بساطة الصياغة، وعمق الفكرة، وبكارتها، جعلت من محمد الماغوط ملكاً متوجاً لمثل هذا الفن… (كما هي الحال لدى الشاعر الأمريكي والت وايتمان، أول رواد قصيدة النثر)… وهو – أي الماغوط – عبر عن أوجاع منفاه، وتشرده، وجوعه، في ديوانه: غرفة بملايين الجدران.. صارخاً من بئر معاناته العميقة: "لقد نسيت شكل الملعقة.. وطعم الملح"!.. وست كلمات منه كانت كافية لرسم لوحة كثيفة التعبير"
والشاعر" قاسم حداد" مثلاً وهو الشاعر المطبوع ينسى في بعض الأحيان أن له قراءً سيفحصون شعره فيسرح بخياله بعيداً عنهم وكأن أمرهم لا يعنيه في شيء فيكتب ويسترسل ويستفيض في كتابة شعرٍ يقف قارئ مثلي حائراً أمام مراميه وأبعاده الخفية. ففي قصيدته (تاريخ ) يكتب:
الذين كانوا
كانوا…
وتنتهي القصيدة عند هذا الحد وبثلاث كلمات لا غير.!
ومن خلال طرحنا لظاهرة الغموض كعقبة في وجه الأدب لا نطلب من الشاعر أن يلجأ إلى الشرح والتفصيل والتكرار بشكل يؤدي إلى اهتراء ذلك الأدب وافتقاره للإثارة وإشارات اللغة والرمز والتكثيف والشاعرية فنحن نعيش الآن غربة أدبية قاتلة تجعلنا نفهم الحداثة بشكل خاطئ وكأنها نظرية مستعصية على الفهم بسبب ظاهرة الغموض هذه، فالحداثة حالة تجدد وتحول تصب أولاً وأخيراً في رفعة الأدب ورقيه ومنحه دلالات إبداعية معرفية.
ولكن الأمانة تفرض علينا ألا نتجاهل النماذج الجيدة على قلتها والتي كتبت في هذا المنحى بشكل واكب الحداثة مستوفياً شروطها وأركانها فأفرز أدباً جميلاً تقبله جميع العاملين في حقول الأدب وتذوقه القارئ مبدياً إعجابه بهذه المعادلة الجميلة والبناءة فنحن لا نطلب من الشاعر أن يدلي بأسراره ومفاتيح شعره من خلال معادلة الوضوح التي نطالبه بها، ففي هذه النقطة بالذات يمتلك الشاعر حق السير في هذا المنحى فله أن يراوغ مستعيناً بالغموض والرمز لطرح الفكرة وتقديم الصور والاستعارات الجميلة ناثراً شعره تلميحاً لا تصريحاً، فلسنا من دعاة التبسيط بل من دعاة البساطة.. البساطة في كتابة الكلمة المعبرة، والبساطة في نقل الواقع ولكن بكتابة معمقة مستوفية لكافة أركان وشروط الكتابة، وبالتالي بناء وتشييد نص إبداعي زاخر بما يخدم وظيفته في توصيل المبتغى إلى القارئ.
وإذا كان لا بد من هذا الغموض فيجب أن يكون غموضاً يشف عن دلالة بالتأمل لئلا تصبح الصورة لغزاً من الألغاز. إن الغموض لا يكتسب مشروعيته الشعرية إلا إذا دخل في علاقة مع مكونات الخطاب الشعري الأخرى. وما دامت القصيدة بناء متكاملا، فإن الغموض الدلالي ينبغي أن يكون في انسجام تام مع عناصر الشعر الأخرى.
ولكن لا يجب الخلط بين الغموض والإبهام لأن الأخير يلغي مسافات التفاعل بين النص والواقع وبين الشاعر والمتلقي، ومرد الإبهام إلى اضطراب في الفكرة وتشويش في الرؤيا، بينما الغموض على العكس من ذلك, وهذا الخلط بينهما فتح المجال أمام المتطفلين على الشعر فظهرت أسماء كثيرة تدعي كتابة النص الحديث المسربل بالغموض دون أن تمتلك ذرة من موهبة أو إبداع.
هل يعقل أن نثقل كاهل القارئ بفك هذه الطلاسم ونلقي على كاهله الاستعانة بقواميس لفك هذه الأحاجي والألغاز؟ ليس القارئ مضطراً لقراءة مثل هذا الشعر وليس مضطراً فوق ذلك للاستعانة بمثل هذه القواميس لفك هذه الطلاسم.
إذاً فعلى من تقع المسؤولية؟!
تقع المسؤولية على الجميع نقاداً وباحثين ودارسين ومثقفين وذلك بسبب ندرة المحاضرات والندوات التثقيفية التي غابت عن الساحة ولا أدري لماذا فامتلأت بهذا الأدب الرديء وهذه الشرذمة من الأدعياء والمتطفلين على الأدب. أين المسؤولون عن هذا الأدب والذين يمنحونه جواز السفر إلى عالم الأدب الأرحب؟ أليس النقاد الذين يؤيدون هذا الأدب ويكرزون به هم من أوصلوه إلى هذه الركاكة الجوفاء؟ ثم من هؤلاء الذين يريدون فرض هذا النوع من الأدب الهابط على المتذوق بدعوى الحداثة؟
إن هذا الشعر لا يمت إلى الحداثة بصلة، فهو قد فرض لأسباب أيديولوجية لا أدبية وسوف تلفظه الساحة الثقافية عاجلاً أو آجلاً، وإذا ما ابتعد الأدب قليلاً عن المتلقي فالمسؤولية تقع على كاهل الأديب وليس على الأدب أو التجربة, فشاعرية الأدب ورسالته ترفضان فكرة الإبهام .
يقول العقاد في مطالعاته ص 18: " لا فلاح لأمة لا تصحح فيها مقاييس الآداب ولا ينظر فيها إليها النظر الصائب القويم لأن الأمم التي تضل مقاييس آدابها تضل مقاييس حياتها والأمم التي لا تعرف الشعور مكتوباً مصوراً لا تعرفه محسوساً عاملاً "
فلا بد للأمة إذا أرادت الرقي أن تصحح مقياس كتابتها وشعرها لأن الأمم الحية لا يجوز أن يكون لها غير أدب واحد هو الأدب الذي ينمي في النفس الشعور بالحرية والجمال وإذا كان الشعر شعوراً بجوهر الأشياء والكشف عن لبها وصلة الحياة بها فإن الكتابة إبحار في جوهر المعاني وحقيقة الكائنات وسبر لحقائق الكون والوجود والبحث عن اللغز الأكبر لغز الإنسان والكون.
طالما كانت جدتي تبهرني بقصصها الجميلة وطريقة سردها لتلك القصص هي التي لم تبتدع أساليب وطرقاً لإيصال فكرتها إلى عقلي وقلبي وكانت "بساطة الكلام" هي كل ما تملكه.
عمران عزالدين أحمد / سوريا / الحسكة
روح مكتبة المدرسة و دور ع اسم اي كتاب يتكلم عن شعر الحديث و حط ايمه كمرجع << المدرس شو دراه خخخخخ
منقول من امير ^^
في المرفقات
للبحوث الشعريه بحور الشعر العربي . بحث كامل
(بحور الشعر وأوزانه)
•بحر الشعر : إن وزن البيت وما يقع فيه من زحاف في حشوه أو علّة في عروضه وضربه يؤلف ما يعرف ب ( بحر الشعر) وقد سمي بذلك لاستيعابه جميع أبيات القصيدة مهما بلغ عدد أبياتها…
وقد وضع ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) خمسة عشر بحراً حينما وضع هذا العلم أول مرة في تاريخ الشعر العربي ثم جاء تلميذه الأخفش الأوسط فتدارك الأمر وأضاف إليها بحراً آخراً .. سُـمي : – ( المتدارك) .. وأطلق عليه المحدث أو الخبب ..
ويلاحظ أن المتتبع لبحور الشعر العربي _ قديمه وحديثه أن البحور : – ( الطويل ، الكامل ، الوافر ، المديد ) تستخدم غالباً للقصائد الرصينة ذات المواضيع الهامة و المواقف الجادة .
بينما البحور : – ( السريع ، المنسرح ، الهزج ، المتقارب ، المتدارك ) واضرابها يُـلجأ إليها عادةً للمعاني الخفيفه …
أما (الرجز) فيستخدم غالباً في أراجيز الحروب وكذلك في(الشعر التعليمي) … وإذا ما طالت الأرجوزه الواحدة وبلغت ألف بيت سُميّت ( ألفيّه) مثل ألفية ابن مالك ونحوه ..
•مفاتيح البحور : نظمها صفي الدين الحلي تسهيلا لرجوع الأذن الموسيقية للبحر الذي تنتمي إليه القصيدة حيث أنه كتب عن كل بحر بيتاً يحوي شطره الأول مسمى البيت … وهي :
1_ بحر الطويل :
تفعيلته :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
مثاله :
طويلٌ له دون البحور فضائلُ
2_ بحر المديد :
تفعيلته :
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
مثاله :
لمديد الشعر عندي صفاتُ
3_ بحر البسيط :
تفعيلته :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مثاله :
إن البسيط لديه يُبسط الأمل
4_ بحر الوافر :
تفعيلته :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مثاله :
بحور الشعر وافرها جميل
5_ بحر الكامل :
تفعيلته :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
مثاله :
كَمُلَ الجمال من البحور الكامل
6_ بحر الهزج :
تفعيلته :
مفاعيلن مفاعيلن
مثاله :
على الأهزاج تسهيل
7_بحر الرجز :
تفعيلته :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مثاله :
في أبحر الأرجاز بحرٌ يُسْهلُ
8_ بحر الرمل :
تفعيلته :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
مثاله :
رمل الأبحر تًرويه الثقات
9_ بحر السريع :
تفعيلته :
مستفعلن مستفعلن فاعلن
مثاله :
بحرٌ سريعٌ مالهُ ساحلُ
10_ بحر المنسرح :
تفعيلته :
مستفعلن مفعولاتُ مفتعلن
مثاله :
منسرحٌ فيه يُضرب المثلُ
11_ بحر الخفيف :
تفعيلته :
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
مثاله :
يا خفيفاُ خفت به الحركات
12 _ بحر المضارع :
تفعيلته :
مفاعيلُ فاعلاتن
مثاله :
تعدّ المضارعات
13_ بحر المقتضب
تفعيلته :
فاعلاتُ مفتعل
مثاله :
اقتضب كما سألوا
14_ بحر المجتث :
تفعيلته :
مستفعلن فاعلاتن
مثاله :
إن جـثـّت الحركات
15_ بحر المتقارب
تفعيلته :
فعولن فعولن فعولن فعولن
مثاله :
عن المتقارب قال الخليل
16_ بحر المتدارك أو المحدث :
تفعيلته :
فعلن فعلن فعلن فعلن
مثاله :
حركات المحدث تنتقل
17_ البحور والتفاعيل العروضيه :
تختلف البحور في عدد تفعيلاتها ، فمنها ما يتألف من :-
•أربع تفعيلات وهي : (الهزج ، المضارع ، المجتث ، المقتضب)
•ست تفعيلات وهي : ( الرمل ، الرجز ، المديد ، الخفيف ، السريع ، المنسرح ، الوافر ، الكامل)
•ثمان تفعلات وهي : ( الطويل ، البسيط ، المتدارك ، المتقارب)
ويلاحظ أن بعض البحور تتألف من تفعيلتين مختلفتين تتكرر إحداهما في كل شطر من البيت ولا تتكرر الأخرى وهي : ( الوافر ، المديد ، الخفيف ، المنسرح )
ويلاحظ أن بعض البحور تتألف من تفعيلة واحدة مكرّره في شطري البيت وهي : ( الهزج ، الرجز، الرمل ، الكامل ، المتدارك ، المتقارب)
وهناك بحران يتكونان من تفعيلتين مختلفتين تتعاقبان في التكرار وهي : ( الطويل ، البسيط )
وأخيراً هناك بحران يتألف كل منهما من تفعيلتين لا تتكرر أي منهما وهما : (المضارع ، المقتضب )
كيف تكتب قصيدة
*الحالة النفسية أثناء الكتابة أو الحاله التي تكتب بها لابد أن تأخذ طابعاً … إما حزن وإما شوق أو وله أو حنان … فمنها تنبثق الأبيات ..
ولكي تستقيم الكتابة وتكتمل الصورة المطلوبة من القصيدة قلباً و قالباً …تتبع هذه الأشياء وراعها : –
أولاً : –
جو المكان : – وأن يكون ملائماً للحالة التي أردت أن تكتب بها والجو الهادئ هو الجو المثالي للكتابة وأفضل الأوقات المساء ..
ثانياً : –
موضوع القصيدة : – قبل الشروع في كتابة القصيدة يجب أن تكون لديك فكرة معيّنه وتريد الوصول إليها أو التعبير عنها والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة خارجية وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص ..
ثالثاً : –
حاول أن تعيش الفكرة التي تكتبها : – بأن تكون مسترخياً مثلاً وأطلق العنان لروحك وخيالك لكي تعيش تلك الفكرة ..
رابعاً : –
لا تحمل هم الوزن أبداً : – وابدأ بالبيت الأول وتخيل نفسك وكأنك تلقي بإنشودة أمام أي شخص تحبه بدون رهبه أو خوفٍ وارتباك ..
خامساً : –
الوزن : – اخترع لحناً معيّناً مهما كانت نبرة اللحن لا تهتم ولكن يجب أن يكون اللحن قريباً للقلب مستساغاً وسهلاً وكأنه أنشودة ..في البدايه .. ولا تتخيل أي شيء إسمه بحور الشعر او غيره .. لأن هذا التخيّل قد يقتل الإحساس والإلهام بداخلك ويكسر روحك ..وتذكر أن البحور أشياء اخترعتها الألحان والقصائد ولم تخترع القصائد من البحور ..
سادساً : –
القافية : – حاول أن تتناسب القافية مع نفس اللحن … أي أن تكون حروفها سهلة وأنت في أول الطريق وأن تستعمل الألفاظ الخفيفة حسب المناسبة وحسب الفهم الدارج إلى أن تتمكن من الكتابة شيئاً فشيئاً بالكلمات الصعبة أو باللهجة البدوية أو بأي لهجة تتقنها …
سابعاً : –
التنقل بين صور القصيدة : – أن تكون حذراً بالتنقل بين صور القصيدة وأن تكون الصور تدريجية ومتناغمة لكي لا يتبيّن الخلل بينهما وتنقل المستمع من صورة إلى صورة بشكل مزعج وهذه العملية بسيطة وسهلة وكل ما عليك هو التركيز على الفكرة الأساسية التي كتبت بنودها في ورقة خارجية ومن ثم تربط الصورة وتنتقل من صورةٍ إلى صورة ..
ثامناً : –
التنويع باللحن : – أن لا تلتزم بلحن معيّن تحبه ..لأن هذا سوف يلزمك الكتابة والمتابعة على نفس اللحن ..ويحد من كتاباتك ويعيبها لأنه لا يوجد لديك سوى لحن واحد أحببته فحاول أن تنوع اللحن من قصيدة لأخرى …
تاسعاً : –
تطبيق اللحن على جميع الأبيات : – نفس اللحن الذي لحنت به البيت الأول طبقه على الثاني وهكذا حتى آخر بيت فإن إختل معك اللحن أو وجدت نشازاً فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر ..وإن تمت فهي سليمة
تعريفات
•الشعر : – هو الكلام الموزون المقفى المطرز بإسلوب وعاطفة ومعنى..
•القصيدة : – هي مجموعة أبيات من بحر واحد مستوية في الحرف الأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد وفي عدد التفعيلات أي الأجزاء التي يتكون منها البيت الشعري و أقلها ست أبيات وقيل سبعة وما دون ذلك يسمى قطعة ..
•القافية : – هي قفل البيت وهي آخر ما يعلق بالذهن من بيت الشعر ..
•البحر : – هو النظام الإيقاعي للتفاعيل الممررة بوجه شعري ويعرف لدى العوام بالطرق ..
وأما الطاروق فيعني اللحن لديهم ويطلق تجاوزاً على البيت الكامل معناه وبحره ولحنه ..
والفرق بين البحر و الوزن هو :-
أن البحر يتجزء من عدة أجزاء من الوزن الشعري كل جزء يمثل وزناً مستقلاً بذاته حيث التام وهو ما استوفى تفعيلات بحره و المجزوء وهو ما نقص عن التام بالتفعيلة الأخيرة من الشطر ..
والمشطور وهو ما سقط نصفه وبقي نصفه الآخر والمنهوك وهو ما حذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل إلا على تفعيلتين ..
•البيت : – كل موزون مقفى … وينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي : –
1_ العروض : – ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية صدر البيت ..
2_ الضرب :- ويطلق هذا المصطلح على التفعيلة الواردة في نهاية عجز البيت..
3_ الحشو : – ويطلق هذا المصطلح على بقيّة التفاعيل في صدر البيت وعجزه ..[/align]
أجزاء البيت الشعري : –
•الصدر : – وهو النصف الأول من البيت ويسمى أيضا : – ( المصراع الأول) .. ويصطلح عليه عامياً بــ…المشد..
•العجز : – وهو النصف الثاني من البيت ويسمى أيضاً ( المصراع الثاني ) ويعبّر عنه العوام بــ..القفل..وتطلق كلمة القفل تجاوزا على البيت كله إلا إنها تعني بالظبط العجز ..
الضرورات الشعرية
1_ صرف الممنوع من الصرف : –
نحو : – معاهدٌ ، مقاييسٌ.. بدلاً من.. معاهدُ ، مقاييسُ ..
2_ قصر المدود : –
نحو :- الرجا ، السما .. بدلاً من .. الرجاء ، السماء ..
3_ جعل همزة القطع همزة وصل : –
نحو : – وادرك ، فاكرم .. بدلاً من..وأدرك ، فأكرم ..
4_ جعل همزة الوصل همزة قطع : –
نحو :- إبن ، إمرأة .. بدلاً من.. ابن ، امرأة ..
5 _ تسهيل الهمزة : –
نحو : – القاري ، الناشي .. بدلاً من.. القارئ ، الناشئ..
6_ تخفيف الحرف المشدد في روي القافية :-
نحو :- يمتدْ ، يحتدْ .. بدلاً من.. يمتدّ ، يحتدّ ..
7_ تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن : –
نحو : – القلْم ، الخُـلـَـق .. بدلاً من.. القَـلَـم ، الخُـلْـق ..
8_ تسكين الياء في الاسم المنقوص : –
نحو : – سألت الهاديْ .. بدلاً من.. سألت الهاديَ ..
9_ تسكين الواو والياء في الفعل المضارع المنصوب : –
نحو : – أن أمضيْ ، ولن أرجوْ .. بدلاً من.. أن أمضيَ ، ولن أرجوَ ..
10_ إشباع حركة الضمير الغائب _ أحياناً _ في الحشو : –
نحو : – همُ ، بهِ … تصبح … همو ، بهي ..
11 _ مد القصور : –
نحو : – الرضاء ، الكراء .. بدلاً من.. الرضا ، الكرى .
هناك طريقتان لوزن القصيدة ومعرفة الكسور فيها وهما : –
1_ الأولى : – تلحينها وغنائها ، أي تقويم الأبيات على لحن معيّن تسحب عليه الأبيات كاملة حتى تكون جميع الأبيات على سياق اللحن ولا تشط عنه في نشاز لحني … وإلا كان هذا هو الكسر ..
2 _ الثانيه : – وهي الأضمن والأفضل ولكنها ليست الأسهل وهي التفاعيل ..
•والتفاعيل : – لها حروف خاصة تسمى حروف التقطيع ولها مقاطع صوتية وبعضها سمي أسباباً وبعضها سمي أوتادا وبعضها خماسي وبعضها سباعي ..
والقصيدة عبارة عن أبيات .. والأبيات عبارة عن كلمات والكلمات عبارة عن حروف ..
والحروف في التفاعيل تنقسم إلى نوعان : – إما متحرك أو ساكن ,,, أي فتحة أو سكون
وسنستعيض عن الفتحة بعلامة :- /
وسنستعيض عن السكون بعلامة :- O
وسنقوم بضرب مثالٍ مع الخطوات عن كيفية وزن البيت بطريقة التفاعيل …
مثلاً : –
البيت التالي : –
حبيبي لا تظن إنّـي لتركك ماني بْـقاوي
…………………………. أنا بتـْرك ثرى أرضٍ تزلزل بالخطا ساسي [/align]
الخطوة الأولى : –
كتابة الشطر مستقلاً ( الصدر والعجز ) : –
نبدأ مع شطر البيت الأول ( الصدر )
حبيبي لا تظن انّـي لتركك ماني بْـقاوي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء:-
نقوم بتجزيء الشطر حسب النطق أي نقوم بكتابة الحروف التي ننطقها فقط من الشطر حيث سنبدأ من مطلع الشطر والذي يجب أن يكون حرفا متحركا ونقف مع : –
1_ أي حرف ساكن
2_ حروف الرفع والمد والكسر ( ـــا ، ــــي ، ـــــو )
3_ أي حرف مُنوّن يُكتب عليه التنوين حيث يستعاض بالتجزيء عن التنوين بحرف النون … مثلا
كلمة ( أرض ٍ ) تُجزّء بالشكل التالي (لاحظ على التنوين بماذا يستبدل بالتجزيء ) : –
أرْض ٍ = أرْ _ ضِـنْ
4_ تقسيم أي حرف مشدد إلى حرفين مره بالسكون (ونقف معه ونبدأ بالتجزيء من جديد ) بنفس الحرف ولكن بالحركه
مثل إنّــهم تصبح كالتالي و(لاحظ على حرف النون المشدد) :-
إنّـــهُــمْ = إنـْــ _ نـَــهُـمْ
تذكر هذه النقاط الأربعه جيدا عند التجزيء حيث تقف عندهم وتبدأ بالتجزيء من جديد وسنقوم الآن بتطبيق التجزيء على الشطر الأول من البيت : –
حبيبي لا تِـظِـنْ إنـّـي لِـتَـرْكِـكْ مـانِـيِ بْـقـاوي
التجزيء : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
نقوم بوضع علامة / للحرف المتحرك وعلامة O للحرف الساكن .. وهو ما يسمّى بالتقطيع
التقطيع : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
ونلاحظ بأن الحرف المتحرك هو ما يبدأ به دائما وأن السكون يكون هو آخر حرف دائما وبعده تكون تفعيلة اخرى بحرف متحرك جديد وهذا هو الصواب بأن يكون السكون مرحلة الانتقال للتفعيلة الثانية ..
إذن .. الشطر الأول يكون : –
الخطوة الاولى :-
كتابة الشطر الأول (الصدر ) : –
حبيبي لا تِـظِـنْ إنـّـي لِـتَـرْكِـكْ مـانِـيِ بْـقـاوي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
نقوم بتطبيق نفس الخطوات على الشطر الثاني : –
الخطوة الأولى :-
الشطر الثاني ( العجز) : –
أنا بَـتْـرِكْ ثرى أرْضٍ تِزِلْزِلْ بالْــخَـطَـا ساسي
الخطوة الثانيه : –
التجزيء : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
الخطوة الثالثه : –
التقطيع : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
نلاحظ إن الشطر الأول ( الصدر ) : –
حبي _ بي _ لا _ تِـظِـنْ _ إنْ _ ني _ لِـتَرْ _ كِـكْ _ ما _ نِـيِـبْ _ قا_ وي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
يتطابق مع الشطر الثاني ( العجز) : –
أنا_ بَـتْ _رِكْ _ ثرى _ أرْ _ ضن _ تِـزِلْ _ زِلْ _ بلْ_ خَـطـا _ سا _ سي
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
وهذا التقطيع : –
/ / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5 _ / / 5 _ / 5 _ / 5
هو تقطيع بحر الهزج : –
مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ مَــفــاعــيــلِــنْ
التقطيع العروضي : –
مَـفـا ، عـي ، لـِنْ ، مَـفـا ، عـي ، لِـنْ ، مَـفـا ، عـي ، لِـنْ ، مَـفـا ، عي ، لِـنْ
/ / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5 ،،، / / 5 ،،، / 5 ،،، / 5
وتطبق هذه العملية كاملةً على جميع أبيات القصيدة فإذا جائت جميع الأبيات متطابقةً لبعضها البعض بالتقطيع العروضي فذلك يدل على أن القصيدة سليمه ولا توجد بها كسور ..وهي ما تسمى بطريقة التفاعيل..
•نصائح مفيدة : –
هذه بعض النصائح المفيدة قبل البدء في انشاء أي نص و قصيدة ..
1_ الفكرة : – قبل الشروع في كتابة القصيدة .. يستحب أن تكون لديك فكرة معينّة تريد الوصول إليها أو التعبير عنها .. والأفضل أن تكتب هذه الفكرة على ورقة وكذلك تكتب بعض النقاط التي تود أن تثيرها وتنقلها من الفكرة إلى النص ..
2_ الجو : – حاول ان تهيّء الجو المناسب الذي تعودت على الكتابة فيه
3_ الخيال : – تأمل في الفكرة جيدا قبل الكتابة واطلق العنان لخيالك ليصيغ فكرة القصيدة فهو بذلك يبرز لك بعض الارتباطات بين الفكرة والخيال
4 _ أول بيت : –
•لا تفكر في الوزن بل تجاهله مؤقتا ..فكر في المعنى الذي تريد ان تقوله .. أعد التفكير عدة مرات وكانك تشرح لشخص يجلس أمامك
•ابدأ بوضع لحن معيّن تعتقد بأنه يتوافق مع ما كتبت … بمعنى آخر :- القصيدة نفسها تحدد بحرها … فلا تقل أريد أن اكتب على بحر الرجز مثلا بل تغنى بالكلمات التي تحس إنها تبحث مافي نفسك على أي بحر كانت
•ابحث عن القافية التي تحس أنها تتناغم مع البحر الذي تريده
5_ بعد الإنتهاء : – حاول اقامتها مرة أخرى على ( التفاعيل) حتى تتأكد من سلامتها ..
6_ تذكر أن :-
•الحرف الذي لا ينطق لا يكتب بالتجزيء ولا يوزن بالتقطيع
•حروف العلة ( ــا ، ــــو ، ــــي ) سواكن
•الحرف المُــنَــوّن يستعاض عنه بالتجزيء بحرف النون ويكون ساكناً
•الحرف المشدّد يكتب بالتجزيء مرتين .. مرة ساكنا ومرة متحركا
م/ن
~> فآلمرفق <~
تم +++
ربي يوفقكم
ربي يع’ـطييج آلف ع’ـآفيهـٍ 🙂
الصعلكة ظاهرة وحركة من حركات التمرد على الواقع الحياتي والمعاشي الذي يعيش الانسان في كنفه . فالانسان لا يملك كفاف عيشه وطعامه لتدفعه الحياة لكي يواجه مخاطرها ويسيح في عرض البلاد وطولها طالباً الحصول على رزقه بكافة السبل ليبقى وهو يسعى في مناكب الارض كريماً عزيزاً لا يتذلل لأحد .
وفي الارض منأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف القلى متعزل
ويعد شعر الصعاليك في ادبنا العربي دعوة لنبذ الواقع المحبط واخذ مال الاغنياء والموسرين وتوزيعه على اصحاب الحاجة لسد رمق معيشتهم .
ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً من المال يطرح نفسه كل مطرح
والصعاليك طوائف متعددة فمنهم الخليع الذي تبرأت عنه عشيرته واهدرت دمه ومنهم الغرباء ابناء السبايا الذين تنكر لهم اباؤهم ولم يعترفوا بهم ، والفقراء الذين تمردوا على الواقع نتيجة للظروف التي كانوا يعيشونها ليحترفوا الصعلكة وينضموا الى من تصعلك قبلهم فهو يدعوا للحصول على طعامه ولو ادى ذلك الى امتشاق السيف
ذريني اطوف في البلاد لعلني اخليك أو اغنيك عن سوء محضري
وفي هذا الشعر نجد رفضاً واقعياً للمعيشة المرة والفقر المحدق ونداء يطلب المساواة بين الجميع ودعوة الى رابطة اجتماعية يسودها العز والكرامة .
إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح سوماً ولم تعطف عليه اقاربه
فللموت خير للفتى من حياته فقيراً ومن مولى تدب عقاربه
ثم يمضي الشاعر في فضاء رحب فسيح ساعياً للحصول على ما يسد به رمقه دون سؤال الناس و استجدائهم :
متى تطلب المال المقنع بالقنا تعش ماجداً أو تحترمك المخارم
ثم اننا نجد ان هناك ظاهرة اخرى في اشعارهم و هي التشرد و النأي عن الاهل و بعدهم عنهم لتثور فيهم ظاهرة الشجاعة و الغزو لاعدائهم و مهاجمتهم للقوافل التجارية :
مطلاً على اعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيع المشهر
اما شعرهم فهو مليء بالواقعية الصادقة و الصور الحقيقية حيث انه المتنفس الوحيد لما كانت تضيق به الصدور و تجيش به قرائحهم و تعبر عنه خباياهم حيث تصبح و بشكل دائم دعوة لاخوانهم للانضمام اليهم:
و ما نلتها حتى تصعلكت حقبة و كدت لاسباب المنية اعرف
و شعرهم ذو مزية رتيبة عالية مصبوغة بوحدة موضوعية متناغمة لتعبر عن واقعهم و افعالهم من غزوات و سرعة و مهاجمة القوافل ونهبها
و حتى رأيت الجوع بالضيف ضرني إذا قمت تغشاني ظلال فاسدف
حتى ان بعضهم كان يطلب من زوجاته الصبر و الاناة لان الظروف والحياة القاسية هي التي دفعته الى ذلك :
أقيموا بني آمي صدور مطيكم فإني الى قوم سواكم لأميل
لعمرك ما في الارض ضيق على امرى سرى راغباً أو راهباً و هو يغفل
و نجده من الواضح الجلي في هذه الظاهرة الفنية الشعرية ابتعادهم عن القصيدة الطويلة .
يقول د. يوسف خليف: تلك هي الحياة القلقة المشغولة بالكفاح في سبيل العيش و تلك الطائفة الارستقراطية المستقرة التي فرّغت للفن تراثاً هيأته لها .
قبائل لا من أجل الفن و لكن من أجلها هي و هذا ما يؤكده قول الشاعر
تقول سليمى لا تعرضن لتلعة و ليلك عن ليل الصعاليك نائم
ألم تعلمي ان الصعاليك نومهم قليل إذا نام الخلي المسالم
و في شعرهم نجد فلسفتهم في الحياة و لذتها ، و ذلك من خلال تجاربهم اليومية .. و خاصة ظاهرة العدل الاجتماعي و نظرتهم تلك النظرة المزرية الى الفوارق الطبقية
ذريني للغنى اسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير
ثم انه لا يبقى ساكتاً على الظلم و القهر ليجد لنفسه متسعاً يثور من خلاله و مكاناً في الارض يبتعد به عن الذل و الاذى
و في الارض منأى للكريم عن الاذى و فيها لمن خاف القلى متعزل
ان شعر الصعاليك هو امتداد ذو صبغة شعرية تدل على القدرة الفنية و الاحساس المرهف الجمالي حيث تمكن الشاعر ان ينطلق من خلاله للتأسيس و التجديد ، و يمتاز بأشعاره بخاصة فنية خاصة يتفرد بها الشعر الجاهلي .
ربي يوفقكم