الكاتب أحمد سعيد الزعابي يهدي أول نسخة من كتابه الجديد "رأس الخيمة آثار وأطلال" إلى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة.
زايد والشباب
لشباب الامارت عند زايد منزلة خاصة كما أن إيمانه بالعناصر المثقفة لا حدود له لأنه يعرف جيدا أن هذه العناصر هي القوة الفاعلة لصنع المستقبل وأنها خلقت لزمانها وأدرى بملابساته
ومن هنا ولعل جميع المعاصرين يذكر جيدا كيف حرص سموه منذ بدأ بناء أجهزة الدولة على أن يأخذ الشباب مواقع ومسئوليات أساسية في هذه الأجهزة وكان حريصا بعد ذلك على متابعة جهود القيادات الشابة في كل قطاع وكان يوصي المسئولين بالاهتمام بقضايا الشباب بقوله: أن علينا أن نفتح الآفاق أمام طموحهم. ونزيل العقبات والصخور من طريقهم ونعطيهم خبرة الأجيال وعصارة الأفكار. . ولا بد أن نعترف بأن هناك أفكار متصارعة في أعماقهم وواجبنا أن نفتح عيونهم على الصواب وعلى الخطأ وأن تتسع صدورنا لآمال الشباب وطموحاته.
ويلتقي زايد بالشباب دائما وفي كل المواقع ويرى سموه أن إعداد الجيل الجديد يجب أن يستمد مصادره من رافدين لا غنى لاحدهما عن الآخر.
التراث الأصيل بكل قيمه ومثله العليا ومعطيات العصر بكل ما فيه من رؤية مستقبلية
وفي مجال الرياضة كانت لسمو الشيخ زايد لمسات كثيرة لتوفير الأجواء الملائمة التي تفجر طاقات الشباب وقدراتهم . وتبني بالأجسام السليمة عقولا سليمة. فانتشرت في كل أنحاء الدولة دور الشباب والرياضة التي تحظى بدعمه المتواصل ورعايته
بارك الله فيج..
وتسسلم يمناج..
ما قصصرتي..
…………..
السيرة الغيرية((لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان))
زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله )
لأنه رجل التاريخ بلا منازع في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد حظي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باهتمام الكتاب والمؤرخين الذين انبهروا بشخصيته الفذة وطموحه لتغيير وجه الحياة في الصحراء وقدرته على جمع الناس من حوله وحل مشكلاتهم.
ولد صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن وقد أطلق عليه والده الشيخ سلطان بن زايد اسم زايد تيمناً بجده العظيم زايد بن خليفة آل نهيان الذي تولى حكم إمارة أبوظبي من عام 1855 إلى 1909 والذي لقب باسم زايد الكبير تقديراً له ولدوره الكبير في تاريخ المنطقة، حيث كان فارساً قوياً وحّد بين القبائل وصنع أمجاد بني ياس التي خرج من بطونها آل نهيان.
ومنذ السابعة من عمره كان زايد يتحدث في مجلس والده ولا يتوقف عن طرح الأسئلة والاستفسارات وحين توفي والده 1927 انتقل الشيخ زايد من أبوظبي إلى واحة العين التي قضى فيها السنوات الأولى من فجر شبابه ومن جبالها وتلالها استمد خلقه وفكره وطموحه.
وتلقى الشيخ زايد في سنواته المبكرة تعليماً دينياً حيث بدأ بحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره وكانت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم هي الشخصية الرئيسية التي لعبت دوراً بارزاً في حياته وتركت بصماتها العميقة على طبيعة تفكير وأنماط سلوكه.
وفي العام 1946 عين الشيخ زايد حاكماً للمنطقة الشرقية في إمارة أبوظبي حيث عمل طيلة 20 عاماً على البحث عن حلول عاجلة وحاسمة لمشكلات الناس وكان مجلسه المفضل تحت شجرته المفضلة خارج قلعة المويجعي في العين الذي لا يكاد يخلو من المواطنين والزوار. ويقول كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله “لقد دهشت دائماً من الجموع التي تحتشد دوماً وتحيطه باحترام واهتمام وقد شق الينابيع لزيادة المياه لري البساتين، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين كان يشاركهم حفر الآبار وانشاء المباني وتحسين مياه الافلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة في معيشتهم وفي بساطتهم كرجل ديمقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر، وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلاً لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية”.
ويقول مؤرخ آخر ان الشيخ زايد هو الرجل القوي في منطقة العين وضواحيها ومن هنا امتد نفوذه إلى الظفرة وان البدو يحترمونه وقد كرس الشيخ زايد المال القليل الذي توافر لديه للقيام بإصلاحات في المنطقة الشرقية ويرجع إليه فضل بسط نفوذ أبوظبي على البادية ويرشحه كل هذا إلى جانب عدالته وروحه الاصلاحية وقدرته السياسية على ان يكون رجل البلاد المنتظر في إمارة أبوظبي، وخلال فترة حكم العين جند زايد نفسه لحل مشكلة استصلاح الأراضي الزراعية وتوفير وسائل الري وعمل على تطبيق مبدأ الماء والكلأ لكل الناس، وفي كلمات محددة قرر إلغاء تجارة المياه وجعلها لكل من يعيش على الأرض، وكان يقول اعطوني زراعة أضمن لكم حضارة وذهبت كلمة زايد مثلاً وكثر الزرع واخضرت الأرض.
وفي العام 1953 بدأ الشيخ زايد يتعرف إلى العالم الخارجي وكانت رحلته الأولى إلى بريطانيا ثم الولايات المتحدة وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا ومن خلال هذه الزيارات أصبح زايد أكثر اقتناعاً بمدى حاجة البلاد إلى الاصلاح والتقدم والنهوض بها بسرعة بعدما لمس المسافة الشاسعة التي تفصل بين وطنه وبين تلك الدول.
وكانت دولة الإمارات على موعد مع القدر في السادس عشر من اغسطس/آب عام 1966 حين تولى صاحب السمو رئيس الدولة مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي حيث شهدت الإمارة على يديه نهضة شاملة ثم أخذ سموه يتطلع بفكره الوحدوي إلى اخوانه في إمارات الخليج العربي داعياً إلى الوحدة لأن في الاتحاد قوة وصلابة وفي التفتت ضعف وفرقة وكان سموه أول من نادى بالاتحاد في منطقة الخليج العربي بعدما أعلنت بريطانيا في يناير/كانون الثاني 1968 عزمها على الانسحاب العسكري من المنطقة عام 1971.
وقد خطا صاحب السمو الشيخ زايد الخطوة الأولى نحو اقامة صيغة اتحادية في المنطقة تجمع إمارات الخليج العربي حيث أجرى سموه اتصالات مع المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في فبراير/شباط ،1968 وتم عقد اجتماع بينهما في منطقة السمحة التي تقع بين أبوظبي ودبي، وأسفر الاجتماع عن الاعلان عن قيام اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي كنواة وبداية لاتحاد أكبر وأشمل واشتمل الاتفاق الموقع بينهما على دعوة حكام الإمارات الخمس الأخرى للانضمام للاتحاد.
واستمر صاحب السمو الشيخ زايد طيلة ما يزيد على ثلاث سنوات في العمل على تقريب وجهات النظر بين الإمارات حتى أثمرت الجهود عن الاعلان رسمياً في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1971 عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان هذا اليوم هو يوم زايد وتتويجاً لجهود مخلصة بذلوها من أجل التوصل إلى هذا الاتحاد والذي يعد تجربة رائدة في عالمنا العربي.
ويعد صاحب السمو الشيخ زايد واحداً من العظماء الذين أنبتتهم البادية والذين ولدوا وقدرهم مسطر في كتب التاريخ ليحمل أمانة ويؤدي رسالة ويقود مسيرة ويعيد إلى سجل الكفاح العربي صفحات مشرقة، ولإيمانه العميق بالوحدة عمل صاحب السمو رئيس الدولة مع اخوانه قادة دول الخليج العربي على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكانت مدينة أبوظبي عاصمة اتحاد الإمارات هي التي احتضنت أول قمة للمجلس في 25 فبراير/شباط 1981.
وتعتبر المواقف القومية لصاحب السمو رئيس الدولة خير شاهد على إخلاصه لقضايا الأمة العربية والإسلامية وحرصه على رفعة شأنها ووحدتها فما توقف يوماً عن دعوة إخوانه القادة العرب إلى التضامن والتآزر ووحدة الصف ونبذ الفرقة والخلافات كما قام سموه بالعديد من الوساطات الناجحة لتنقية الأجواء بين الأشقاء.
ولعل السمة البارزة في سياسة صاحب السمو رئيس الدولة أنه ابتعد في دولة الإمارات عن مزالق الخلافات السائدة في الصف العربي واستطاع بمواقفه التي تتسم بروح الود والإخاء أن يكسب احترام الجميع على الصعيدين العربي والدولي.
رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته