التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث , تقرير جاهز / العقود في الاسلام -التعليم الاماراتي

~× المقدمة ..

الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين أما بعد:

قمنا بإعداد تقريري عن العقود بحيث سنتكلم عن مفهوم العقد ، و اركانه ، وانواعه ، و تكيف العقد و محل العقد ,ومواضيع أخرى وراجية من الله تعالى أن ينال التقرير هذا إعجاب معلمتنا الفاضلة وكل من يقرأه ..

~× الموضوع ..

مفهوم العقود :

أولا : العقد عند علماء اللغة : حول الربط والشد والإحكام.

ثانيا : العقد عند فقهاء الشريعه : فمن توسع من الفقهاء في إطلاق لفظ العقد كل إلتزام لا يخلو من عهد والعهد يطلق على العقد . ومن ضيق فيه وقصره على أنه لا يكون إلا بين تصرفين صادرين من شخصين يرتبط كل منهما بالاخر . أو هو التصرف المتصمن إنشاء حق ، أو نقله ،أو إنهاءه أو إسقاطه دون أن يتوقف تمامه على تصرف من جانب اخر

العقد لا يوجد إلا إذا توافرت العناصر الاتيه:

وجود طرفين ( عاقدين ) اما إذا كان طرفا واحدا ، فغنه لا يستطيع أن يبرم بإرادته وحده. 1-

2- صدور ما يدل على الرضا بين العاقدين.

~ مقارنه بين تعريف الفقهاء و رجال القانون :

كل منهما يخص العقد بما يتم بإرادتين أما ما يتم بإرادة منفردة فليس بعقد عندهم .

تعريف الفقهاء قد يكون أحكام منطقيا ، وادق تصورا من تعريف رجال القانون . للأمور الاتية:

1- أن العقد في نظر الفقهاء ليس هو اتفاق الارادتين نفسه بل الارتباط الذى يعتبره الشارع حاملا بهذا الاتفاق .

أما التعريف الفقهى فأنه يعرفه بحسب واقعته الشرعيه ، وهي الارتباط الاعتبارى .

2- أن تعريف العقد عند الفقهاء قد أمتاز ببيان الاجزاء التي يتركب منها في نظر التشريع ، وهي الايجاب والقبول .

أما تعريف العقد عند رجال القانون فقد اغفل هذا البيان.

انواع العقود
ينقسم العقد الى عدة انواع بناء على الاساس الذييقوم علية والموضوع الذي يهدف الية , والخصائص التي يمتاز بها ,والصفات والاحكامالتي تعترية وغير ذلك من الاعتبارات الشرعية .
فالبنظر الى الحكم الشرعي للعقد ينقسم الىقسمين:
1 – العقد الصحيح : ما استوفىاركانة وشروطة, واوصافة سليمة لا خلل فيها .
2 – العقد غير صحيح : هو ما لم يستوفى اركانة او شروطةبسبب خلل في صيغتة او في العاقديناو في المحل او الاوصافاللازمة.
والعقد غير الصحيح عند الحنفية ينقسم الى قسمين : فاسدوباطل.
الباطل :ما اختل فية ركن او اكثر مناركانة .
الفاسد: ما اختل فية وصف من اوصافةاللازمة لة .
والعقد الصحيح ينقسم الى :
1 – عقد لازم : وهو على ثلاثصور : عقد ملزم للجانبين كالبيع والاجارة وغيرها فلا يملك احد العاقدين فسخة.
2 – عقد لازم لاحد الجانبين فقطكالرهن والكفالة فهما لازمان للراهن والكفيل.
3- عقد غير لازم للطرفين :فلكل واحد منهما الحق في فسخة منفردا وان لم يرضى الاخر كالوكالة والشركة وغيرها .
والعقد الصحيح اللازم اما ان يكون نافذا او غيرنافذ:
العقد النافذ :هو العقد الصحيح الصادر منكامل الاهلية والولاية .
العقد الموقوف : فهو العقدالصادر عن شخص يتصف بالاهلية لكنة لا يملك ولاية لانشاء العقد او يصدر عن شخصاهليتة ناقصة , فتتوقف تصرفاتة على اجازة الولي او الوصي كالصبي المميز غير الماذونلة .
تكييف العقد:
تكييف العقد هو: إعطاء الوصف القانوني أو الشرعي للعقد؛ من أجل معرفة موقف التشريع من العقد الذي يُدْرَس.
وتكييف العقد أمر مهم وأساسي، يفيد العاقدين؛ ليستقيم عقدهما، كما يفيد المُحَكَّم- القاضي أو المفتي لإعطاء القرار الصائب عند المنازعة أو الاختلاف بين العاقدين.فتكييف العقد هو البحث في أركان العقد، وشروطه، والأوصاف المقترنة به، والتدقيق في الآثار والالتزامات التي يتفق عليها العاقدان، والنظر في الغاية التي يقصدها المتعاقدان.والتكييف الشرعي للعقود في الفقه الإسلامي، يشمل دراسة العقد من ناحيتين:الأولى: من حيث مشروعية العقد، واتفاقه مع مقاصد الشريعة، وقبوله ضمن قواعد العقود العامة وأحكام التعامل الشرعية.الثانية: من حيث إعطاء الوصف الحقيقي للعقد.
تنقسم العقود في الاسلام الى عقود اجتماعيه وعقود مآليه…
العقود الاجتماعيه…
يوجد بين الناس عقود اجتماعية، فهناك مثلا عقد الايجار وعقد البيع وهذه عقود صريحة،وهناك عقود ضمنية مثل عقد الصداقة وعقد الاخوة، في العقود الصريحة تكون البنودواضحة ومحددة وهناك جزاءات للاخلال ببنود العقد، وهناك وسائل متفق عليها لتغييربنود العقد، مثلا ان لم يدفع المستأجر الايجار لثلاثين يوما يتم انذاره عدة مراتومن ثم يهدد بالطرد، وهكذا، في العقود الضمنية يدخل الطرفين والبنود غير واضحة، وكلطرف له تصوره وتوقعاته عن العلاقة، وقد تحدث المشاكل نتيجة تصادم الفهم الضمنيللبنود وشكل العلاقة كما يحدث في الزواج احيانا، يبدوا لي من رسالتك ان بنود العقدبينك وبين هذا المدير غير واضحة، العقد لا بد ان يكون واضحا ويشبع احتياجاتالطرفين، ولابد ان يلتزم به الطرفين، يبدو لي انك غاضب وقلق لان العقد غير واضح،ماهو دورك؟ ماهي بالتحديد مسؤولياتك؟ وماذا تأخذ انت في المقابل؟ عندما تكون هذهالامور واضحة ومتفق عليها سوف يزول الغضب والقلق، الغضب لأن الاخر خرج على بنودالعقد، والقلق لعدم معرفة الآتي وما يمكنك ان تتوقعه من شخص يخل بالعقد، وهناك ايضاعقد انسانى يربطك بالمدير ومن بنوده الاحترام المتبادل، ويبدو انه اخل بهذا ايضا،وهذا ما يغضبك، انا لا اعرف شخصية هذا المدير ولكني متأكد ان فيه خيرا انشاء اللهرغم زلاته، قد يفيد ان تأخذ معه موعدا وتخبره بمشاعرك باسلوب اخوي وتخبره انه يؤلمكان تسمع منه ما يؤذيك، وحاول دون غضب وبهدوء ان تناقش معه بنود العقد بينكما الصريحوالضني، وماهي توقعاته واحتياجاته وتوقعاتك واحتياجاتك، وناقشوا ايضا عقد العمالودورهم واحتياجاتهم، فانتم جميعا تعملون في نظام، وان رفض احدكم القيام بعمله توقفتالالة، واعلم انك لا يمكنك تغيير الاخرين فقط يمكنك تغيير نفسك، انظر للامور باسلوبمختلف وستجد ان تصرفاتك لا شعوريا تغيرت وتغير رد الناس والوضع.

العقود الماليه:
عقود المعاوضة: هي التي يكون فيها عوض من الطرفين. كذلك أيضا عقود البيع، عقد البيع فيه معاوضة من الطرفين، وكل عقد فيه معاوضة، فإنه مقيم مبني على المشاحة، أي أن كل واحد منهم يريد أن يأخذ حقه كاملاً، ولا يتنازل فيه لأحد، مثال ذلك: البيع.
البيع عقد معاوضة، يبذل فيه المشتري الثمن بمقابلة سلعة، ويريد أن يكون الثمن قيمة بقدر السلعة، بحيث لا يزيد عليه، والبائع كذلك، يريد أن يبذل في سلعته ما يكون بقدر قيمتها أو أكثر؛ ولهذا قد جعل الشارع لكل من المتبايعين خيار ما داما في المجلس، زيادةً في التروي والتثبت، لأن الإنسان إذا كانت السلعة عند غيره، تكون رغبته فيها شديدة، فإذا حصلت له وجاءت له، نزلت في نفسه فربما يندم؛ لذلك جعل الشرع الحكيم للمتبايعين خيار، ما داما في المجلس.
[FONT=Tahoma][SIZE=3]وقد أشار النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى وجوب تحرير البيع، حيث [/][/URL]وكذلك روي عنه أنه نهى عن بيع السمك في الماء، والطير في الهواء. .. وما أشبه ذلك.
وبناء على ذلك، لا يصح البيع إذا كان الثمن مجهولاً للطرفين؛ لما في ذلك من الغرر، ولأن المشتري قد يقدر ثمنًا، ويكون الثمن الذي يريده البائع أكثر بكثير، والبائع قد يقدر ثمنًا، ويكون الثمن الذي بذله المشتري أقل بقليل.
واختلف العلماء -رحمهم الله-، هل يجوز البيع بما ينقطع به السعر؟ يعني: أن يقول المشتري للبائع: إذا انقطع السعر فهي عليَّ بما ينقطع به السعر.
كما يقول عوعم+ أخذتها بما تقف عليه+ بالمزايدة.
ومن العلماء من قال: إن هذا لا يجوز؛ لأنه غير معلوم للبائع ولا للمشتري، ولأن المشتري قد يكون في تقديره الثمن أقل بكثير مما انقطع به السعر، وكذلك البائع ربما يكون الثمن في تقديره أكثر بكثير مما انقطع به السعر.
ومن العلماء من أجاز ذلك، وقال: "إن النهي عن بيع الغرر، إنما كان خوف الغبن". وما ينقطع به السعر ليس به غبن؛ لأن ما ينقطع به السعر هو قيمة الشيء بين الناس، وحيئنذ لا غبن، ولكن القول بأنه لا يجوز أقرب إلى الصواب؛ لأن ما ينقطع به السعر قد يتولاه شخص ذو حاجة، فيرفع السعر في المزايدة، حتى يصل إلى حد لم يخطر ببال المشتري، وقد يكون الحضور للمزايدة قليلين، فينقص الثمن إلى حد ما كان يقدره البائع، وحينئذ يحصل الندم، عمل الناس اليوم على القول الثاني وهو القول بالجواز.

عقود تبرعات:
التبرع لغة : مأخوذ من برع الرجل وبرع بالضم أيضا براعة ، أي : فاق أصحابه في العلم وغيره فهو بارع ، وفعلت كذا متبرعا أي : متطوعا ، وتبرعبالأمر : فعله غير طالب عوضا .
وأما في الاصطلاح ، فلم يضعالفقهاء تعريفا للتبرع ، وإنما عرفوا أنواعه كالوصية والوقف والهبة وغيرها ، وكلتعريف لنوع من هذه الأنواع يحدد ماهيته فقط ، ومع هذا فإن معنى التبرع عند الفقهاءكما يؤخذ من تعريفهم لهذه الأنواع ، لا يخرج عن كون التبرع بذل المكلف مالا أومنفعة لغيره في الحال أو المآل بلا عوض بقصد البر والمعروف غالبا .
الألفاظ ذات الصلة : التطوع :
التطوع : اسم لما شرع زيادة على الفرضوالواجب وهو فرد من أفراد التبرع ، فالتبرع قد يكون واجبا ، وقد لا يكون واجبا ،ويكون التطوع أيضا في العبادات ، وهي النوافل كلها الزائدة عن الفروض والواجبات .
الحكم التكليفي للتبرع :
حث الإسلام على فعل الخير وتقديم المعروففي الكتاب والسنة والإجماع ، والتبرع بأنواعه المختلفة من الخير ، فيكون مشروعابهذه الأدلة . أما الكتاب فقوله تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان } فقد أمر الله بالتعاون على البر ، وهو كل معروف يقدم للغيرسواء أكان بتقديم المال أم المنفعة . وقوله سبحانه { كتب عليكم إذا حضر . أحدكمالموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين } وأماالسنة ، فإن الأحاديث الدالة على أعمال الخير كثيرة ، منها : ما روي عن ابن عمر قال : { أصاب عمر أرضا بخيبر ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها ، فقال : يارسول الله إني أصبت أرضا بخيبر ، لم أصب مالا قط هو أنفس عندي منه . فما تأمرني به؟ قال : إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها . قال : فتصدق بها عمر : أنه لا يباع أصلها ،ولا يبتاع ، ولا يورث ، ولا يوهب . قال : فتصدق عمر في الفقراء . وفي القربى ، وفيالرقاب ، وفي سبيل الله ، وابن السبيل . والضيف . لا جناح على من وليها أن يأكلمنها بالمعروف ، أو يطعم صديقا ، غير متمول فيه . قال : فحدثت بهذا الحديث محمدا . فلما بلغت هذا المكان : غير متمول فيه . قال محمد : غير متأثل مالا } . قال ابن عون : وأنبأني من قرأ هذا الكتاب ، أن فيه : غير متأثل مالا . ومنها قوله صلى الله عليهوسلم : { تهادوا تحابوا } وقوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله تبارك وتعالى تصدقعليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في حياتكم ، ليجعلها لكم زيادة في أعمالكم } . وأما الإجماع فقد اتفقت الأمة على مشروعية التبرع ، ولم ينكر ذلك أحد .
والتبرعات أنواع متعددة منها :
تبرع بالعين ، ومنها تبرع بالمنفعة ، وتكونالتبرعات ، حالة أو مؤجلة ، أو مضافة إلى ما بعد الموت . والتبرع بأنواعه يدور عليهالحكم التكليفي بأقسامه .
وقد اتفق الفقهاء على أن التبرع ليس له حكمتكليفي واحد ، وإنما تعتريه الأحكام الخمسة : فقد يكون واجبا ، وقد يكون مندوبا ،وقد يكون حراما ، وقد يكون مكروها تبعا ، لحالة التبرع والمتبرع له والمتبرع به . فإن كان التبرع وصية ، فتكون واجبة لتدارك قربة فاتته كزكاة أو حج ، وتكون مندوبةإذا كان ورثته أغنياء وهي في حدود الثلث ، وتكون حراما إذا أوصى لمعصية أو بمحرم ،وتكون مكروهة إذا أوصى لفقير أجنبي وله فقير قريب ، وتكون مباحة إذا أوصى بأقل منالثلث لغني أجنبي وورثته أغنياء . والحكم كذلك في باقي التبرعات كالوقف والهبة . .
أركان التبرع:
التبرع أساسه العقد ، ولا بد من توافرأركان العقد ، وقد اختلف الفقهاء في عدد هذه الأركان . فالجمهور يرون أن للتبرعأربعة أركان : متبرع ، ومتبرع له ، ومتبرع به ، وصيغة . فالمتبرع هو الموصي أوالواهب أو الواقف أو المعير . والمتبرع له قد يكون الموصى له أو الموهوب له أوالموقوف عليه أو المستعير . والمتبرع به قد يكون موصى به أو موهوبا أو موقوفا أومعارا إلى غير ذلك . والصيغة هي التي تنشئ التبرع وتبين إرادة المتبرع . أماالحنفية فللتبرع عندهم ركن واحد ، وهو الصيغة ، والخلاف عندهم فيما تتحقق به هذهالصيغة ، وهذا يختلف تبعا لنوع التبرع .
شروط التبرع :
لكل نوع منالتبرعات شروط إذا تحققت كان التبرع صحيحا . وإذا لم تتحقق لم يكن صحيحا ، وهذهالشروط كثيرة ومتنوعة ، فبعضها يتعلق بالمتبرع ، وبعضها يتعلق بالمتبرع له ، وبعضهايتعلق بالمتبرع به ، وبعضها يتعلق بالصيغة ، وتفصيل شروط كل نوع من التبرعات فيمصطلحه .
آثار التبرع:
التبرع إذا تم بشروطه الشرعية يترتب عليهأثر شرعي ، وهو انتقال المتبرع به إلى المتبرع له ، ويختلف ذلك باختلاف المتبرع به . ففي الوصية مثلا ينتقل الملك من الموصي بعد وفاته إلى الموصى له بقبوله ، سواءأكان الموصى به أعيانا أم منافع ، وفي الهبة ينتقل ملك الموهوب من الواهب إلىالموهوب له إذا قبضه عند جمهور الفقهاء ، ويتوقف انتقاله على القبض عند الحنفية . وفي العارية ينتقل حق الانتفاع إلى المستعير انتقالا مؤقتا ، وأما الوقف فقداختلفوا في انتقال الملك وعدمه ، فعند الحنفية والشافعية والمشهور من مذهب أحمد : أن الوقف يخرج عن ملك الواقف ويبقى على ملك الله تعالى ، وعند المالكية وهو روايةعن أحمد أنه يبقى على ملك صاحبه واستدلوا بما روي { عن عمر رضي الله عنه لما وقفأسهما له بخيبر قال له النبي عليه الصلاة والسلام : حبس أصلها } فاستنبطوا من ذلكالنص بقاء الموقوف على ملك واقفه ، وبالجملة فإن التبرع ينتج أثرا شرعيا ، وهوانتقال الملك في العين أو المنفعة من المتبرع إلى المتبرع له إذا تم العقد بشروطه . وفي المسألة تفصيلات واختلاف يرجع إليها في ( عارية . هبة . وقف . وصية . إلخ .
ما ينتهي به التبرع :
انتهاء التبرع قد يكون ببطلانه ، وقديكون بغير فعل من أحد ، وقد يكون بفعل التبرع أو غيره . والأصل في التبرع عدمانتهائه لما فيه من البر والمعروف ، باستثناء الإعارة لأنها مؤقتة . وباستعراضأقوال الفقهاء في انتهاء التبرع يتبين أن الانتهاء يتسع في بعض أنواع التبرع ،ويضيق في بعضها الآخر ، ومن ناحية أخرى فقد يكون إنهاء بعض التبرعات غير ممكنكالوقف عند جمهور الفقهاء ، وقد يكون أمرا حتميا كالإعارة . وتفصيل ما يتعلق بكلنوع من التبرعات ينظر في مصطلحه .
عقود التوثيقات
ومن شروط كل شرط من شأنه أن يمنع أو يحد من مباشرة الحقوق والرخص الثابتة لكل إنسان كحق الإنسان في أن يتزوج، وحقه في أن يباشر حقوقه المدنية، يكون باطلا ويؤدي إلى البطلان الالتزام الذي يعلق عليه.
ولا يطبق هذا الحكم على الحالة التي يمنع فيها أحد الطرفين نفسه من مباشرة حرفة معينة خلال وقت وفي منطقة محددين.
الفصل 110
الشرط الذي ينافي طبيعة الفعل القانوني الذي أضيف إليه يكون باطلا ويبطل الالتزام الذي يعلق عليه.
ومع ذلك، يجوز تصحيح هذا الالتزام إذا تنازل صراحة عن التمسك بالشرط الطرف الذي وضع لصالحه.
الفصل 111
يبطل ويعتبر كأن لم يكن الشرط الذي تنعدم فيه كل فائدة ذات بال، سواء بالنسبة إلى من وضعه أو إلى شخص آخر غيره، أو بالنسبة إلى مادة الالتزام.
الفصل 112
يبطل الالتزام إذا كان وجوده معلقا على محض إرادة الملتزم (الشرط الإرادي) ومع ذلك يجوز لكل من الطرفين أو لأحدهما أن يحتفظ لنفسه بالحق في أن يصرح خلال أجل محدد، بما إذا كان يريد الإبقاء على العقد أو يريد فسخه.
ولا يسوغ اشتراط الاحتفاظ بهذا الحق في الاعتراف بالدين ولا في الهبة ولا في الإبراء من الدين ولا في بيع الأشياء المستقبلة المسمى بالسلم.
الفصل 113
إذا لم يحدد الأجل، في الحالة المنصوص عليها في الفصل السابق ساغ لكل من الطرفين أن يطلب من الآخر أن يصرح بما يريده في أجل معقول.
الفصل 114
إذا انقضى الأجل، دون أن يصرح المتعاقد بأنه يريد فسخ العقد أصبح هذا العقد نهائيا ابتداء من وقت إبرامه.
وعلى العكس، إذا أبدى المتعاقد للطرف الآخر رغبته القاطعة في التحلل من العقد فإن الاتفاق يعتبر كأن لم يكن.
الفصل 115
إذا مات المتعاقد الذي احتفظ لنفسه بخيار الفسخ قبل فوات الأجل المحدد لمباشرته، من غير أن يعبر عن إرادته، كان لورثته الخيار بين الإبقاء على العقد وبين فسخه، خلال الوقت الذي كان باقيا لموروثهم.
وإذا اختلف الورثة، فلا يسوغ للراغبين منهم في الإبقاء على العقد أن يجبروا الآخرين على قبوله، وإنما يجوز لهم أن يأخذوا العقد كله لحسابهم الشخصي.
عقود استحفاظ
لا يدل منه استحقاق الحقوق يكون بعدها لا محالة ولهذا أخره عنها
المنزل اسم لما يشتمل على بيوت وصحن مسقف ومطبخ ليسكنه الرجل بعياله
والمطبخ موضع الطبخ بفتح الميم وكسرها والضم خطأ والباء مفتوحة لا محالة
والطبيخ ما له مرق وفيه لحم وشحم وإلا فلا كذا في المغرب
والبيت اسم لسقف واحد له دهليز
والدهليز ما بين الباب والدار فارسي معرب والجمع الدهاليز والدار اسم يشتمل على بيوت ومنازل وصحن غير مسقف فكانت أعم من أختيها لاشتمالها عليهما
صحن الدار وسطها
الكنيف الساتر ويسمى الترس كنيفا لأنه يستر ومنه قيل للمذهب كنيف
والكنيف أيضا حظيرة من شجر تجعل للإبل
البنيان الحائط
والبنية على فعليه الكعبة كذا في الصحاح
الطراف من أدم
والخباء من صوف أو أدم ولا يكون من شعر وأبنية العرب طراف وأخبية وزاده الجوهري فقال والخباء واحد الأخبية من وبر أو صوف ولا يكون من شعر وهو على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت كذا في الصحاح
الظلة كهيئة الصفة كذا في الصحاح وأما في المغرب فالظلة كل ما أظللت من بناء أو جبل أو سحاب أي سترك وألقى ظله عليك
ومرافق الدار المتوضأ الواحد مرفق وفي الصحاح ومرافق الدار مصاب الماء ونحوه
والمستراح المخرج واستراح الرجل من الراحة
السلم وهو لغة السلف فإنه أخذ عاجل بآجل سمي به هذا
العقد لكونه معجلا على وقته فإن وقت البيع بعد وجود المبيع في ملك البائع والسلم عادة يكون بما ليس بموجود في ملكه فيكون العقد معجلا كذا في الدرر وفي المغرب يقال أسلم الرجل في البر أي أسلف من السلم وأسلف في كذا وسلف إذا قدم الثمن فيه وفي الصحاح والسلف نوع من البيوع يعجل فيه الثمن وتضبط السلعة بالوصف إلى أجل معلوم وهو مشروع بالكتاب وهو قوله تعالى إذا تداينتم بدين إلى أجل فإنها تشمل السلم والبيع بثمن مؤجل وتأجيله بعد الحلول والسنة وهو قوله عليه السلام من أسلم منكم فليسلم في كيل معلوم إلى أجل معلوم والإجماع ويأباه القياس لأنه بيع المعدوم وبيع موجود غير مملوك أو مملوك غير مقدور التسليم لا يصح لكنه ترك لما ذكرناه ولم يستدل بما روي أنه عليه السلام نهى عن بيع ما ليس عند الإنسان ورخص في السلم
قال أهل الفقه السلم جايز في المكيلات والموزونات والمعدودات التي لا يتفاوت كالجوز والبيض وفي المزروعات والأصل في ذلك قوله عليه السلام من أسلم منكم فليسلم في كيل معلوم الحديث وهذا يدل على جواز السلم في المكيل والموزون فأما المعدود الذي لا يتفاوت فيجوز فيه السلم قال الإمام الشافعي رحمه الله يجوز في الجوز كيلا ولا يجوز عددا ويجوز في البيض وزنا قال الإمام الزيلعي رحمه الله اعلم أن بيع العين بالدين عزيمة وبيع الدين بالعين رخصة فلما فرغ من بيان الأول شرع في الثاني وهو السلم والرخصة في الأمر خلاف التشديد ثم السلم لغة الاستعجال وشرعا بيع الشيء على أن يكون دينا على البائع بالشرائط المعتبرة واختص هذا النوع من البيع بهذا الاسم لاختصاصه بحكم يدل عليه وهو تعجيل أحد البدلين قبل حصول المبيع فالمبيع يسمى مسلما فيه والثمن رأس المال والبائع مسلما إليه والمشتري رب السلم ومعنى قولنا أسلم في
كذا أي أسلم الثمن فيه وهمزته للسلب أي أزال سلامة الدراهم بتسليمه إلى المفلس
المكيال ما كيل به المكيلات والمكيل بمعناه والكيل مصدر كلت الطعام كيلا ومكالا ومكيلا والاسم الكيلة بالكسر مثل الجلسة والركبة والطعام مكيل ومكيول
والميزان ما يتزن به وأصله موزان ويقال زنت الشيء وزنا وزنة والاتزان الأخذ بالوزن
الأكارع مادون الركبة من القوائم
وبيع الغرر هو الخطر الذي لا يدري أيكون أم لا كبيع السمك في الماء والطير في الهواء
الصرف لغة بمعنى الفضل والنقل وإنما سمي بيع الأثمان صرفا إما لأن الغالب على عاقده طلب الفضل والزيادة أو لاختصاص هذا العقد بنقل كلا البدلين من يد إلى يد في مجلس العقد والمناسبة بين البابين أن رأس المال إذا كان دراهم أو دنانير يكون بيع دين بدين فتناسبا ثم البيع بالنظر إلى المبيع أربعة أنواع
بيع العين بالعين كبيع السلعة بمثلها نحو بيع الثوب بالعبد وهي بيع المقايضة وقايضه بكذا أي عاوضه كذا في المغرب
وبيع العين بالدين نحو بيع العين بالأثمان المطلقة وهو أشهر الأنواع ولذا سمي بيعا باتا
وبيع الدين بالعين وهو السلم
والدين بالدين وهو بيع الأثمان المطلقة كبيع الدراهم بالدنانير فهو الصرف كذا في النهاية فلما بين الثلاثة الأول شرع في بيان الرابعة وإنما أخرها لأن الدين بالدين أضعف البياعات حتى شرط قبض البدلين في المجلس
والأموال أنواع نوع ثمن بكل حال كالنقدين صحبه الباء أولا قوبل بجنسه أو بغيره ونوع مبيع بكل حال وهو ما ليس من ذوات الأمثال كالثياب والدواب والمماليك ونوع ثمن بوجه مبيع بوجه كالمكيل والموزون فإذا كان معينا في العقد كان مبيعا وإن لم يكن معينا وصحبه الباء وقابله مبيع فهو ثمن ونوع ثمن بالاصطلاح وهو سلعة في الأصل فإن كان رابحا كان ثمنا وإن كان كاسدا كان سلعة كذا في الكفاية
الكفالة وهي في اللغة الضم قال الله تعالى وكفلها زكريا أي ضمها إلى نفسه
وقال النبي عليه السلام أنا وكافل اليتيم كهاتين أي ضام اليتيم إلى نفسه كذا في الكفاية وفي المغرب
الكفيل الضامن والكفالة ضم ذمة إلى ذمة في حق المطالبة ويقال للمرأة كفيل أيضا والمناسبة بين البابين أن البيع يوجب دينا في الذمة والكفالة شرعت وثيقة لاستيفاء الدين غالبا فلها مناسبة خاصة بالصرف لأنه ضم ذمة إلى ذمة في المطالبة كذا في الهداية وفي النهاية أورد الكفالة عقيب البيوع لأن الكفالة إنما يحتاج إليها غالبا في البياعات لعدم اعتماد أحد المتابيعين إلى الآخر ثم الكفيل من يقبل الكفالة
والمكفول له من له الدين
والمكفول عنه من عليه الدين
والمكفول به المال كذا في التوفيق.
آركان العقود
صيغة العقد
أهم سؤال في هذا الحقل عن حاجة العقد الى مُظهر من قول أو فعل أو كتابة أو إشارة، وقد استدل على ضرورة إظهار العقد القلبي بمظهر من أي نوع كان، بما يلي:
أ- إن العقد هو العهد الشديد والعزم الراسخ، أو بتعبير حديث: إلتزام. ومن دون مُظهر لـه لا يتحقق، بل يبقى أشبه بأمنية أو رغبة أو وعد.
وهذا الدليل غير كاف، إذ قد ينعقد القلب بما لا يظهره المرء؛ مثل النذر والعهد. قال الله سبحانه على لسان النبي زكريــا عليه السـلام: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ اُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً( (مريم/26)
وقد ذهب الشيخان والقاضي وابن حمزة من علمائنا السابقين عليهم الرحمة الى إنعقاد النذر والعهد بالضمير دون اللفظ، واستدل لهم: بأنهما عبادة والأصل في العبادة الضمير والاعتقاد، لعموم قوله صلى الله عليه وآله: إنما الأعمال بالنيات. وإنما للحصر والباء للسببيّة، وذلك يدل على حصر العمل في النية، فلا يتوقف على غيرها.
ب- بالاجماع، حيث قال صاحب كتاب العناوين بعد أن بين ضرورة المظهر للعقود، قال: ولا خلاف لأحد فيما ذكرنا، وهو الحجة القاطعة مضافاً الى أصالة عدم ترتب الآثار.
ج- بأصالة عدم ترتب الآثار من دون مظهر من قول أو فعل. وجاء في الحديث: إنما يحلل الكلام ويحرم الكلام.
أقول: إن كانت الأدلة العامة التي شرعت العقد شاملة للعقد القلبي، فلا مجال لأصالة عدم ترتب الآثار، بل الأصل عدم إشتراط المظهر.

المتعاقدان
ليست من قواعد الفقه الإسلامي، وإنما هي قاعدة قانونية وأصلها مستمد من القوانين الغربية ونقلت إلى القوانين المدنية الوضعية، فقد نصت عليها بعض القوانين المدنية العربية، كالقانون المدني المصري حيث ورد في المادة رقم 147 منه:[ العقد شريعة المتعاقدين ، فلا يجوز نقضه ولا تعديله إلا باتفاق الطرفين ، أو للأسباب التي يقررها القانون؛ ومع ذلك إذا طرأت حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع توقعها وترتب على حدوثها أن تنفيذ الالتزام التعاقدي، وإن لم يصبح مستحيلاً صار مرهقاً للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة؛ جاز للقاضي تبعاً للظروف وبعد الموازنة بين مصلحة الطرفين أن يرد الالتزام المرهق إلى الحد المعقول. ويقع باطلاً كل اتفاق على خلاف ذلك.] وكذلك ورد النص عليها في القانون المدني السوري مادة رقم 148.
والحكم الشرعي في هذه القاعدة أنها غير مُسلَّمةٍ على إطلاقها، وإن جرى استعمالها على ألسنة كثيرٍ من علماء العصر، قال الدكتور بكر أبو زيد: [العقد شريعة المتعاقدين: هذا من مصطلحات القانون الوضعي، الذي لا يراعي صحة العقود في شريعة الإسلام، فسواء كان العقد ربوياً أو فاسداُ، حلالاً، أو حراماً، فهو في قوة القانون ملزم كلزوم أحكام الشرع المطهر، وهذا من أبطل الباطل ويغني عنه في فقه الإسلام مصطلح: "العقود الملزمة". ولو قيل في هذا التقعيد: "العقد الشرعي شريعة المتعاقدين" لصح معناه ويبقى جلْبُ قالب إلى فقه المسلمين، من مصطلحات القانونيين فليجتنب، تحاشياً عن قلب لغة العلم ] معجــــم المناهي اللفظية ص 394.
فالقاعدة المذكورة لا يعمل بها على إطلاقها كما قلت وتوضيح ذلك كما يلي: إن الراجح من أقوال الفقهاء أن الأصل في العقود وما فيها من شروط هو الإطلاق، وقد دلت على هذا الأصل دلائل النصوص الشرعية من كتاب الله عز وجل ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيجب الالتزام والوفاء بكل ما يلتزم به المتعاقدان ويشترطانه، ما لم يكن في النصوص الشرعية أو القواعد الشرعية ما يمنع تنفيذ عقد أو شرط معين، فحينئذ يمتنع بخصوصه على خلاف القاعدة، ويعتبر الاتفاق باطلاً، كالتعاقد على الربا أو الشروط التي تحل حراماً أو تحرم حلالاً، وهذا الاجتهاد هو ما عليه كثير من الفقهاء كالحنابلة وبعض المالكية وهو مذهب شريح القاضي وابن شبرمة وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، المدخل الفقهي لمصطفى الزرقا1/479-480.
وبناءً على ذلك يجب أن تكون العقود موافقة للأحكام الشرعية، وليس العبرة بمطلق تراضي المتعاقدين فقط، وإنما تراضيهما ضمن دائرة الحكم الشرعي، فإذا اتفق المتعاقدان على عقدٍ لا يخالف الحكم الشرعي، فحينئذ يقال إن الأصل في العقود تراضي المتعاقدين، وأما إذا تراضيا على ما يخالف الحكم الشرعي فلا قيمة لتراضيهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:[ … وإذا ظهر أن العقود لا يحرم فيها إلا ما حرمه الشارع فإنما وجب الوفاء بها لإيجاب الشارع، والوفاء بها مطلقاً إلا ما خصه الدليل، على أن الوفاء بها من الواجبات التي اتفقت عليها الملل بل والعقلاء جميعهم، وأدخلها في الواجبات العقلية من قال بالوجوب العقلي، ففعلها ابتداءً لا يحرم إلا بتحريم الشارع، والوفاء بها واجب لإيجاب الشرع، وكذا الإيجاب العقلي أيضاً. وأيضاً فإن الأصل في العقود رضا المتعاقدين ونتيجتها هو ما أوجباه على أنفسهما بالتعاقد، لأن الله تعالى قال في كتابه:{ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ } وقال:{ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }فعلَّقَ جواز الأكل بطيب النفس تعليق الجزاء بشرطه، فدل على أنه سببٌ له، وهو حكمٌ معلَّقٌ على وصفٍ مشتقٍ مناسبٍ، فدلَّ على أن ذلك الوصف سبب لذلك الحكم، وإذا كان طيب النفس هو المبيح للصداق، فكذلك سائر التبرعات قياساً بالعلة المنصوصة التي دل عليها القرآن، وكذلك قوله:{ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ } لم يشترط في التجارة إلا التراضي، وذلك يقتضي أن التراضي هو المبيح للتجارة، وإذا كان كذلك فإذا تراضا المتعاقدان أو طابت نفس المتبرع بتبرعٍ ثبت حله بدلالة القرآن إلا أن يتضمن ما حرمه الله ورسوله كالتجارة في الخمر ونحو ذلك] الفتاوى الكبرى 4/90.
إذا تقرر هذا فإن العقد يكون شريعة المتعاقدين إذا لم يكن فيه مخالفة لأحكام الشريعة وقواعدها، فمن المعلوم عند أهل العلم أن الإنسان ليس حراً فيما يشترطه من شروط في عقوده ومعاملاته، بل لا بد أن تكون هذه الشروط لا تتعارض مع قواعد الشريعة وأصولها ، قال الإمام البخاري في صحيحه: [ باب المكاتب وما لا يحل من الشروط التي تخالف كتاب الله…وقال ابن عمر أو عمر : كل شرطٍ خالف كتاب الله فهو باطلٌ، وإن اشترط مئة شرط ] ثم روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:( أتتها بريرة تسألها في كتابها فقالت: إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرته ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ابتاعيها فأعتقيها، فإنما الولاء لمن أعتق . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ما بال أقوامٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله! فمن اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مئة شرط ). وفي رواية في صحيح مسلم ( ما كان من شرطٍ ليس في كتاب الله عز وجل فهو باطل، وإن كان مائة شرط، كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق …) ،قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:[ وأن المراد ما خالف كتاب الله ثم استظهر على ذلك بما نقله عن عمر أو ابن عمر، وتوجيه ذلك أن يقال المراد بكتاب الله في الحديث المرفوع حكمه وهو أعم من أن يكون نصاً أو مستنبطاً فكل ما كان ليس من ذلك فهو مخالف لما في كتاب الله ] فتح الباري 6/282. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:[وهذا الحديث الشريف المستفيض الذي اتفق العلماء على تلقيه بالقبول اتفقوا على أنه عامٌ في الشروط في جميع العقود، ليس ذلك مخصوصاً عند أحد منهم بالشروط في البيع، بل من اشترط في الوقف أو العتق أو الهبة أو البيع أو النكاح أو الإجارة أو النذر، أو غير ذلك شروطاً، تخالف ما كتبه الله على عباده، بحيث تتضمن تلك الشروط الأمر بما نهى الله عنه، أو النهي عما أمر به، أو تحليل ما حرمه، أو تحريم ما حلله، فهذه الشروط باطلة باتفاق المسلمين في جميع العقود، الوقف وغيره، وقد روى أهل السنن أبو داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( الصلح جائزٌ بين المسلمين إلا صلحاً أحلَّ حراماً أو حرَّم حلالاً والمسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحلَّ حراماً أو حرَّم حلالاً ). وحديث عائشة هو من العام الوارد على سبب، وهذا وإن كان أكثر العلماء يقولون: إنه يؤخذ فيه بعموم اللفظ ،ولا يقتصر على سببه، فلا نزاع بينهم أن أكثر العمومات الواردة على أسباب لا تختص بأسبابها، كالآيات النازلة بسبب معين، مثل آيات المواريث والجهاد والظهار واللعان والقذف والمحاربة والقضاء والفيء والربا والصدقات وغير ذلك، فعامتها نزلت على أسباب معينة مشهورة في كتب الحديث والتفسير والفقه والمغازي، مع اتفاق الأمة على أن حكمها عام في حق غير أولئك المعينين، وغير ذلك مما يماثل قضاياهم من كل وجه، وكذلك الأحاديث، وحديث عائشة مما اتفقوا على عمومه وأنه من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم وبعث بها حيث قال:( من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطلٌ، وإن كان مائة شرط، كتاب الله أحق وشرط الله أوثق )…. ] الفتاوى الكبرى 4/247. وقال العلامة ابن القيم:[ والمقصود أن للشروط عند الشارع شأناً ليس عند كثير من الفقهاء، فإنهم يلغون شروطاً لم يلغها الشارع، ويفسدون بها العقد من غير مفسدة تقتضى فساده، وهم متناقضون فيما يقبل التعليق بالشروط من العقود، وما لا يقبله، فليس لهم ضابط مطرد منعكس يقوم عليه دليل، فالصواب الضابط الشرعي الذي دلَّ عليه النص أن كل شرط خالف حكم الله وكتابه فهو باطل، وما لم يخالفه حكمه فهو لازم، يوضحه أن الالتزام بالشروط كالالتزام بالنذر، والنذر لا يبطل منه إلا ما خالف حكم الله وكتابه، بل الشروط في حقوق العباد أوسع من النذر في حق الله، والالتزام به أوفى من الالتزام بالنذر. وإنما بسطت القول في هذا لأن باب الشرط يدفع حيل أكثر المتحيلين ويجعل للرجل مخرجاً مما يخاف منه ومما يضيق عليه، فالشرط الجائز بمنزلة العقد، بل هو عقد وعهد وقد قال الله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } وقال { والموفون بعهدهم اذا عاهدوا }. وهاهنا قضيتان كليتان من قضايا الشرع الذي بعث الله به رسوله: إحداهما أن كل شرط خالف حكم الله وناقض كتابه فهو باطلٌ كائناً ما كان. والثانية أن كلَّ شرطٍ لا يخالف حكمه ولا يناقض كتابه وهو ما يجوز تركه وفعله بدون الشرط فهو لازم بالشرط، ولا يستثنى من هاتين القضيتين شيءٌ، وقد دلَّ عليهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق الصحابة ] إعلام الموقعين 3/390.
وخلاصة الأمر أن عبارة ( العقد شريعة المتعاقدين ) ليست قاعدة فقهية، ولم يستعملها الفقهاء المتقدمون، واستعملها بعض فقهاء العصر، وهي في الأصل قاعدة قانونية، وهذه القاعدة تكون صحيحة شرعاً إذا لم يكن في العقد وشروطه وقيوده ما يخالف الأحكام الشرعية، فليس للمتعاقدين حرية مطلقة فيما يتعاقدان عليه أو يشترطانه، بل لا بد من الانضباط بأحكام الشرع وقواعده.
محل العقد
القرآن الكريم:
قال اللَّه سبحانه وتعالى: "يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُوَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ‏تُفْلِحُونَ""المائدة، 90"
السنة الشريفة:
-1روى محمد بن يحيى: كتب محمد بن الحسن إلى أبي محمدعليه السلام:رجل اشترى من رجل ضيعة أو خادماً بمال أخذه من قطع الطريق أومن سرقة، هل يحل له ما يدخل عليه من ثمرة هذه الضيعة؟.. فوقَّع‏عليه السلام:"لا خير في شي‏ء أصله حرام ولا يحل استعماله"68"".
2- وروي عن عبد صالح "أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام" أنه سُئل‏عن رجل في يده دار ليست له، ولم تزل في يده ويد آبائه من قبله، قدأعلمه من مضى مِن آبائه أنها ليست لهم ولا يدرون لمن هي، فيبيعهاويأخذ ثمنها؟. فقال: ما أحب أن يبيع ما ليس له"69"".
3- وروي عن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا بيع إلاّ فيما يملك"70"".
4- وقال: "الراهن والمرتهن ممنوعان من التصرف"71"".
5- وقال الإمام علي‏عليه السلام في كيفية ما وقفه: "صدقة بتّاً بتلاً في‏حجيج بيت اللَّه، وعابر سبيله، لا تباع، ولا توهب، ولا تورث"72"".
الأحكام:
لابد أن تتوفر في محل العقد "أي الشي‏ء الذي يجري عليه العقد من‏الثمن والمثمن" شروط معينة منها: المالية، والحلية، والإطلاق،والملكية:
1– المالية.
فإذا لم تكن للشي‏ء مالية محللة، فإن العقد لا يجري عليه "سواءكان ثمناً أو بضاعة" ويكون من أكل المال بالباطل، كالتعاقد على‏الأعيان النجسة التي ليست لها أية منافع محللة يهتم بها العقلاء، أوالتعاقد على آلات القمار، أو كتب الضلال وما شاكل.
2- الحلية.
فلا يجوز العقد على الحرام، كالأموال المغصوبة، والمسروقة، أوالأموال المصادرة بواسطة محاكم غير شرعية، كما لا يجوز التعاقد على‏المسكرات والمخدرات والأصنام والعملات المزيفة وما شابه لأنها من‏مصاديق المال الحرام، وكذلك كل ما يحصل عليه الإنسان عن طريق‏التحاكم إلى حكام الجور.
"وهناك موارد كثيرة لا يصح التعاقد عليها لأنها تفقد إما شرطالمالية أو الحلية، نذكرها في فصل المكاسب المحرمة إن شاء اللَّه تعالى".
3– الإطلاق.
أي أن لا تكون هناك موانع تمنعه من التصرف في ماله، وتجعله غيرقادر على التسليم "سواء الثمن أو البضاعة".
فلا يصح التعامل على الوقف والرهن إذ السلطة عليهما ليست‏مطلقة بل محدودة بحدود شرعية.
4- الملكية.
فلا يصح التعاقد على ما لا يملكه الإنسان، كالطير في الهواء، أوالسمك في البحر، أو المعدن في باطن الأرض أو في قيعان المحيطات، أوالماء في الغيوم، قبل حيازة كل ذلك وامتلاكه.
هذه الشروط الأربعة هي الأخرى عامة تشمل كل أبواب العقودوالمعاملات بلا استثناء.
أهمية العقود :
للعقود دور هام في تنظيم علاقات المتعاملين من خلال تحديد ما عليهم من واجبات وضمان ما لهم من حقوق , كما ان لها دوراً في منع وقوع التنازع والشحناء بين افراد المجتمع , وزرع الثقه في النفوس التى تسهم إيجابياً في الحث على العمل وتشجيع الاستثمار واشباع الفطره الانسانيه بالتملك المباح..


~× الخاتمة ..


تكلمت في هذا التقرير العقود في الاسلام وطبيعة العقود في الإسلام مبنية على تحقيق المصالح، أو ما يعبر عنها بالمقاصد .

وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين


~× المراجع ..


الكتاب : العقود في الاسلام ..


الكاتب : سالم بن حمود بن سالم العسيلي


البلد : عمان


دار النشر : وزارة التراث القومي


سنة الطبع : 1982


الكتاب : النقود ..


الكاتب : السيد محمد بحر العلوم


البلد : بيروت


دار النشر : دار الزهراء


سنة الطبع : 1988


الكتاب : النقود ..


الكاتب : جمعه محمود الزريقي


البلد : طرآبلس (ليبيا)


دار النشر: المنشأ العامه للنشر


سنة الطبع : 1985

مَسروق ,


شكرا لج

موفقين

بحث مميز ,,
كامل في كل أقسامه ,,
تسلمين ع الطرح

يعطيج العافيه

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ممكن حل ص 144 -التعليم الاماراتي

ابغي الحل صفحة 144
نشاط 2

افزوعوني يا أهل الفزعة

وينكم يا أهل الخير

ما في حد منكم يساعدوني

و ينكم يا الاعضاء وين مشاركاتكم

اوف مليت من الانتضار
يلا مشكورين على الرد
" الله كريم "

حرااام غمضتني
اسمحيلي ماحليت ولا والله احط لج
والله كريم

اسمحيلي مزنه بعدنا ما وصلنا
وانا بعد محتاجه الحل
ساعدوناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا

والله كتابي في الصف ممكن تكتبو الأسئلة وان شالله أحاول

اسمحيلي اختيهــ بعدنا ما وصلنا للدرس ولا كنت عطيتج الأجوبة

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

شرح قصيدة بسطت رابعة الحبل لنا -التعليم الاماراتي

بَسَطَتْ رَابِعَةُ الْحَبْلَ لَنا
فَوَصَلْنَا الْحَبْلَ منها ما اتَّسَعْ
2 حُرَّةٌ تَجْلُو شَتِيتًا واضِحًا
كشُعَاعِ الشَّمْسِ في الْغَيْمِ سَطَعْ
3 صَقَلَتْهُ بِقَضِيبٍ نَاضِرٍ
مِنْ أراكٍ طَيّبٍ حَتَّى نَصَعْ
4 أبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذًا طَعْمُهُ
طَيّبَ الرِيّقِ إذَا الرِيّقُ خَدَعْ
5 تَمْنَحُ المِرآةَ وَجْهًا واضِحًا
مِثْلَ قَرْنِ الشمَّسِ في الصَّحْوِ ارتْفَعْ
6 صَافِيَ اللَّوْنِ وطَرْفًا سَاجِيًا
أكْحَلَ العَيْنَيْنِ ما فيه قَمَعْ
7 وقُرُونًا سَابِغًا أطرْافُهَا
غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ
8 هَيَّجَ الشَّوْقَ خَيالٌ زائرٌ
مِن حَبِيبٍ خَفِرٍ فيهِ قَدَعْ
9 شَاحِطٍ جَازَ إلى أرْحُلِنَا
عُصَبَ الْغَابِ طُرُوقًا لم يُرَعْ
10آنِسٍ كان إذَا ما اعْتَادَني
حالَ دُنَ النَّومِ مِنّي فامْتَنَعْ
11وكذَاكَ الحُبٌ ما أشْجَعَهُ
يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
12فأبِيتُ اللَّيلَ ما أرْقُدُهُ
وبِعَيْنَيَّ إذَا نَجُمٌ طَلَعْ
13وإذَا ما قُلْتُ لَيْلٌ قد مَضَى
عَطَفَ الأوَّلُ مِنهُ فَرَجَعْ
14 يَسْحَبُ اللَّيْلُ نُجُومًا ظُلَّعًا
فَتَواليهَا بَطيئاتُ التَّبَعْ
15 ويُزَجّيها على إبْطَائِها
مُغْرَبُ اللَّوْنِ إذَا اللَّوْنُ انْقَشَعْ
16 فَدَعَانِي حُبٌ سَلْمَى بَعْدَ مَا
ذَهَبَ الْجِدَّةُ مِنّي والرَّيَعْ
17 خَبَّلَتْنِي ثُمَّ لمَّا تُشْفِنِي
فَفُؤادِي كُلَّ أوْبٍ ما اجْتَمَعْ
18 ودَعَتْنِي بِرُقَاهَا إنَّها
تُنْزِلُ اْلأعْصَمَ مِن رَأسِ إليفَعْ
19 تُسْمِعُ الْحُدَّاثَ قَوْلاً حَسَنًا
لو أرادُوا غَيْرَهُ لم يُسْتَمَعْ
20 كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهًا
نازحَ الْغَوْرِ إذَا الآلُ لَمَعْ
21 في حَرُورٍ يُنْضَجُ اللَّحْمُ بِها
يأْخُذُ السَّائِرَ فيها كالْصَّقَعْ
22 وتَخَطَّيْتُ إليها من عِدًي
بِزَماعِ الأمْرِ والهَمِّ الْكَنِعْ
23 وفَلاَةٍ واضِحٍ أقْرَابُهَا
بَالياتٍ مِثْلَ مُزفَتِّ الْقَزَعْ
24 يَسْبَحُ الآلُ على أعْلاَمِها
وعَلى الْبِيدِ إذَا إليوْمُ مَتَعْ
25 فَركِبْنَاها على مَجْهُولِها
بِصِلابِ الأرْضِ فيهِنَّ شَجَعْ
26 كالْمَغَالي عارِفَاتٍ لِلسٌرَى
مُسْنَفَاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بالنَّسَعْ
27 فَتَرَاها عُصُفًا مُنْعَلَةً
بِنِعَالِ الْقَيْنِ يَكْفِيها الْوَقَعْ
28 يَدَّرِعْنَ اللَّيْلَ يَهْوِينَ بِنَا
كَهُوِيّ الْكُدْرِ صَبَّحْنَ الشَّرَعْ
29 فَتَنَاوَلْنَ غِشاشًا مَنْهَلاً
ثُمَّ وَجَّهْنَ لأرْضٍ تُنْتَجَعْ
30 مِن بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ
مَنْظَرٌ فِيهِمْ وفيهِمْ مُسْتَمَعْ
31 بُسُطُ الأيْدِي إذَا ما سُئِلُوا
نُفُعُ النَّائِلِ إنْ شَيءٌ نَفَعْ
32 مِنْ أُناسٍ لَيْسَ مِنْ أخْلاقِهِمْ
عَاجِلُ الْفُحْشِ ولا سُوءُ الْجَزَعْ
33 عُرُفٌ لِلْحَقِّ ما نَعْيَا بِهِ
عِنْدَ مُرّ الأمْرِ ما فِينَا خَرَعْ
34 وإذَا هَبَّتْ شَمالاً أطْعَمُوا
في قُدُورٍ مُشْبَعَاتٍ لم تُجَعْ
35 وَجِفانٍ كالجوابي مُلئَتْ
مِن سَمينَاتِ الذُّرَى فِيها تَرَعْ
36 لا يَخَافُ الْغَدْرَ مَن جَاوَرَهُمْ
أبداً منهُمْ ولا يَخْشَى الطَّبَعْ
37 ومَسَامِيحُ بما ضُنَّ بِهِ
حَاسِرُو الأنْفُسِ عن سُوءِ الطَّمَعْ
38 حَسَنُو اْلأوْجُهِ بِيضٌ سادَةٌ
ومَرَاجِيحُ إذَا جَدَّ الْفَزَعْ
39 وُزُنُ الأحْلاَم إنْ هُمْ واَزَنُوا
صَادِقُو الْبَأسِ إذَا الْبَأس نَصَعْ
40 ولُيُوثٌ تُتَّقَى عُرَّتُهَا
سَاكِنُو الرّيِحِ إذَا طَارَ الْقَزَعْ
41 فَبِهِمْ يُنُكَى عَدُوٌّ وبهِمْ
يُرْأبُ الشَّعْبُ إذَا الشَّعْبُ انْصَدَعْ
42 عَادَةٌ كانتْ لهم مَعْلُومَةٌ
فِي قَديِمِ الدَّهْرِ لَيْسَتْ بالْبِدَعْ
43 وإذَا ما حُمِّلُوا لَمْ يظْلَعُوا
وإذَا حَمَّلْتَ ذَا الشِّف ظَلَعْ
44 صَالِحُو أكْفَائِهِمْ خُلاَّنُهُمْ
وسَراةُ الأصلِ والنَّاسُ شِيَعْ
45 أرَّقَ الْعَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ
مِن سُلَيْمَى فَفُؤادي مُنْتَزَعْ

46 حَلَّ أهْلِي حَيْثُ لا اطْلُبُها
جَانِبَ الْحِصْنِ وَحَلَّتْ بِالْفَرَعْ
47 لاَ أُلاَقِيها وقَلْبِي عِنْدَها
غَيْرَ إلْمَامٍ إذَا الطَّرْفُ هَجَعْ
48 كالتُّؤامِيَّةِ إنْ بَاشَرْتَها
قَرَّتِ الْعَيْنُ وطَابَ الْمُضْطَجَعْ
49 بَكَرَتْ مُزْمِعَةً نِيَّتَها
وَحَدَا الْحَادِي بِها ثُمَّ انْدَفَعْ
50 وكَرِيمٌ عِندَها مُكْتبَلٌ
غَلِقٌ إثْرَ الْقَطِينِ الْمُتَّبَع
51 فكأنِي إذْ جَرَى الآلُ ضُحىً
فَوْقَ ذَيَّالٍ بِخَدَيْهِ سَفَعْ
52 كُفَّ خَدَّاهُ على دِيبَاجَةٍ
وَعلى المَتْنَينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
53 يَبْسُطُ المَشْيَ إذَا هَيَجْتَهُ
مِثْلَ مايَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرَعْ
54 رَاعَهُ مِن طَيّيٍء ذُو أسْهُمٍ
وضِرَاءٍ كُنَّ يُبْلِينَ الشِرَعْ
55 فَرآهُنَّ ولمَّا يَسْتَبِنْ
وكِلاَب الصَّيْدِ فيهنَّ جَشَعْ
56 ثُمَّ وَلي وجَنَابَانِ لَهُ
من غُبارٍ أكْدَرِيٍ واتَّدَعْ
57 فَتَرَاهُنَّ على مُهْلَتِهِ
يَخْتَلِينَ الأرْضَ والشَّاةُ يَلَعْ
58 دَانياتٍ ما تَلَبَّسْنَ بهِ
واثِقَاتٍ بِدِمَاءٍ إنْ رَجَعْ
59 يُرْهِبُ الشَّدَّ إذَا أرْهَقْنَهُ
وإذَا بَرَّزَ مِنْهنَّ رَبَعْ
60 سَاكِنُ الْقَفْرِ أخُو دَوّيَّةٍ
فإذَا ما آنَسَ الصَّوْتَ امَّصَعْ
61 كَتَبَ الرَّحمنُ،والحَمْدُ لَهُ،
سَعَةَ الأخلاَقِ فينَا والضَّلَعْ
62 وإبـاءً لِلدَّنِيَّــات إذَا
أُعْطِىَ الْمَكْثُورُ ضَيْمًا فكَنَعْ
63 وبِنـاءً لِلْمَعالي،إنَّمـا
يَرْفَعُ اللهُ ومَنْ شاءَ وَضَعْ
64 لا يُريِدُ الدَّهْرَ عنها حِوَلاً
جُرَعَ المَوْتِ ولِلْمَوتِ جُرَعْ
65 نِعَمٌ لِلّهِ فِينَا رَبَّهَا
وصَنِيعُ اللهِ ، واللهُ صَنَعْ
66 كَيْفَ باسْتِقْرارِ حُرٍ شَاحِطٍ
بِبلادٍ ليسَ فيها مُتَّسَعْ
67 رُب مَن أنْضَجْتُ غَيْظًا قَلْبَهُ
قد تَمَنَّى لِيَ شَرَّاً لم يُطَعْ
68 ويَراَنِي كالشَّجَا في حَلْقِهِ
عَسِرًا مَخْرَجُهُ ما يُنْتَزَعْ
69 مُزْبِدٌ يَخْطِرُ ما لم يَرَنِي
فإذَا أسْمَعْتُهُ صَوْتِي انْقَمَعْ
70 قَدْ كَفانِي اللهُ ما فِي نَفْسِهِ
ومتَى ما يَكْفِ شَيْئًا لا يُضَعْ
71 بِئْسَ ما يَجْمَعُ إنْ يَغْتَابَنِي
مَطْعَمٌ وَخْمٌ ودَاءٌ يُدَّرَعْ
72 لَمْ يَضِرْنِي غَيْرَ أنْ يَحْسُدَنِي
فَهْوَ يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
73 ويُحَيِيّنِي إذَا لاَقَيْتُهُ
وإذَا يَخْلُو لَهُ لَحْمِي رَتَعْ
74 مُسْتَسِرٌ الشَّنْءِ لَوْ يَفْقِدُنِي
لَبَدَا منهُ ذُبَابٌ فَنَبَعْ
75 ساءَ ما ظَنَّوا وقد أبْلَيَتُهُمْ
عند غاياتِ الْمَدَى كَيْفَ أقَعْ
76 صاحِبُ الْمِئْرَةِ لا يَسْأمُها
يُوقِدُ النَّارَ إذَا الشَّرٌ سَطَعْ
77 أصْقَعُ النَّاسِ بِرَجْمٍ صائبٍ
ليسَ بالطَّيْشِ ولا بالمُرْتَجَعْ
78 فارِغُ السَّوْطِ فما يَجْهَدُنِي
ثَلِبٌ عَوْدٌ ولا شَخْتٌ ضَرَعْ
79 كَيْفَ يَرْجُوَن سِقَاطِي بَعْدَ ما
لاحَ في الرَّأسِ بَيَاضٌ وصَلَعْ
80 وَرِثَ البِغْضَةَ عَنْ آبائِهِ
حَافِظُ الْعَقْلِ لِمَا كان اسْتَمَعْ
81 فَسَعَى مَسْعَاتَهُمْ في قَوْمِهِ
ثمَّ لم يَظْفَرْ ولاَ عَجْزًا وَدَعْ
82 زَرَعَ الداَّءَ ولم يُدْرِكْ بهِ
تِرَةً فَاتَتْ ولا وَهْيًا رَقَعْ
83 مُقْعِيًا يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ
في ذُرَى أعْيَطَ وَعْرِ المْطَّلَعْ
84 مَعْقِلٌ يَأمَنُ مَنْ كانَ بهِ
غَلَبَتْ مَنْ قَبْلَهُ أن تُقْتَلَعْ
85 غَلَبَتْ عاداً ومَنْ بَعْدَهُمُ
فأبَتْ بَعْدُ فَليْسَتْ تُتَّضَعْ
86 لا يَرَاها النَّاسُ إلاَّ فَوْقَهُمْ
فَهْي تَأتِي كَيْفَ شَاءَتْ وتَدَعْ
87 وَهْوَ يَرْمِيها ولَنْ يَبْلُغَهَا
رِعَةَ الجاهِلِ يَرْضَى ما صَنَعْ
88 كَمِهَتْ عَيْناهُ حتَّى ابْيَضَّتَا
فهُوَ يَلْحَى نفسَهُ لمَّا نَزَعْ
89 إذْ رَأى أنْ لم يَضِرْها جَهْدُهُ
ورأى خَلْقاءَ ما فيها طَمَعْ
90 تَعْضِبُ القَرْنَ إذَا نَطَحَهَا
وإذَا صابَ بها الْمرِدَى انْجَزَعْ
91 وإذَا ما رَامَهَا أعْيَا بِهِ
قِلَّةُ العُدَّةِ قِدْمًا والجَدَعْ
92 وعدوٍ جاهِدٍ نَاضَلْتُهُ
في تَراَخِي الدَهْرِ عنكم والْجُمَعْ
93 فَتَسَاقَيْنَا بِمُرٍ نَاقِعٍ
في مَقامٍ لَيْسَ يَثْنِيهِ الْوَرَعْ
94 وارْتَمينْا والأعادِي شُهَّدٌ
بِنِبَالٍ ذَاتِ سُمٍ قد نَقَعْ
95 بِنِبَالٍ كُلٌها مَذْرُبَةٌ
لم يُطِقْ صنعتها إلاَّ صَنَعْ
96 خَرَجَتْ عن بِغْضَةٍ بَيِّنَة
في شَبابِ الدَّهْرِ والدَّهْرُ جَذَعْ
97 وتَحَارضْنَا وقالُوا : إنَّما
يَنْصُر الأقْوامُ مَنْ كانَ ضَرَعْ
98 ثُمَّ وَلي وهْوَ لا يَحْمي اسْتَهُ
طائِرُ الإتْرَافِ عنْهُ قد وَقَعْ
99ساجِدَ المَنْخِرِ لا يَرْفَعُهُ
خَاشِعَ الطَّرْفِ أصَمٌ الْمُسْتَمَعْ
100 فَرَّ مِنِّي هاربًا شَيْطانُهُ
حَيْثُ لا يُعْطِي ولا شَيْئًا مَنَعْ
101 فَرَّ مِنّي حِينَ لا يَنْفَعُهُ
مُوقَرَ الظَّهْرِ ذَلِيلَ المُتَّضَعْ
102 ورَأى مِنّي مَقَامًا صَادِقًا
ثَابِتَ المَوْطِنِ كَتَّامَ الوَجَعْ
103ولِسَانًا صَيْرَفِيَّاً صَارِمًا
كحُسَامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ
104 وأتانِي صَاحِبٌ ذُو غَيِّثٍ
زفْيَانٌ عِنْدَ إنْفَادِ القُرَعْ
105 قَالَ لَبَّيكَ وما اسْتَصرْخْتُ
حاقِرًا لِلنَّاسِ قَوَّالَ القَذَعْ
106 ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِيُّهُ
خَمِطُ التَّيَّارِ يَرْمِي بِالْقَلَعْ
107 زَغْرَبِيٌ مُسْتَعِزٌ بَحْره
ليس لِلماهِرِ فيهِ مُطَّلَعْ
108 هَلْ سُوَيْدٌ غَيْرُ لَيْثٍ خَادِرٍ
ثَئِدَتْ أرضٌ على فانْتَجَعْ
تمهيد للشرح :
زعم المستشرق الكبير كارلوس يعقوب ليال في مقدمة ترجمته لهذه القصيدة أنها قصيدتان معًا من وزن واحد وقافية واحدة ، الأُولى تبدأُ من البيت الأول إلى البيت الرابع والأربعين ، والثانية تبدأ من البيت الخامس والأربعين إلى آخر القصيدة.
وزعم أن القصيدة الأولى متماسكة وأن القصيدة الثانية فيها اضطراب وفجوات وتنتهي بوصف قوى للمساجلة التي كانت بين الشاعر وخصمه .
وذكر الأستاذان عبد السلام محمد هارون" والشيخ أحمد محمد شاكر ـ رحمهما الله ـ في شرحهما وحديثهما عن هذه القصيدة أنها من أغلى الشعر وأنفسه ، قالا :" وقد فضلها الأصمعي وقال كانت العرب تفضلها ـ تقدمها وتعدها من حكمها ، وكانت في الجاهلية تسميها اليتيمة لما اشتملت على من الأمثال " .
ولقد نظرت في القصيدة وتأملت معانيها وعجبت أول الأمر للزعم الذي زعمه المستشرق كارلوس ليال، إذ القصيدة بلا ريب كلٌ واحد ، متماسكة جداً ، ليس فيها فجوات أو اضطراب كما سنبين من بعد إن شاء الله تعالى .
كما قد عجبت لهذا الذي يروى عن الأصمعي ـ رحمه الله ـ حيث قال إن العرب كانت في الجاهلية تُسميها اليتيمة . ذلك بأن القصيدة إسلامية الأسلوب من مبدئها إلى نهايتها ، لم يذكر فيها الشاعر شيئًا من مآثر الجاهلية الكبرى التي حرّمها الإسلام كالخمر والميسر .
فإما أن تكون القصيدة كلها نظمت في الفترة التي كان فيها سويد مسلمًا. وإما أن يكون قد سمع القرآن قبل إسلامه وتأثر ببيانه وهذا أمر يوجد في لعض أشعار الأعشى ولبيد قبل إسلامهما . وقد كانت قريش تحرض الشعراء وتشجعهم أن يباروا القرآن استجابة للتحدي الذي تحداهم به ـ قال الله سبحانه وتعالى :
" وإن كُنتُم في ريبٍ ممَّا نزلَّنا على عَبدِنا فأتوا بسُورةٍ من مثلهِ وادعُوا شهداءكم من دُون الله إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتَّقوا النَّار التي وَقودُها النَّاس والحِجارةُ أُعدَّت للكافرين "
صدق الله العظيم( سورة البقرة الآيات: 23،24 )
وقال تعالى : " قل لئِن اجتَمعتِ الإنسُ والجِنُّ على أن يأتُوا بِمِثل هذا القرءانِ لا يَأتون بمثلِه ولو كان بعَضُهم لبعضٍ ظهيرا".( سورة الإسراء الآية : 88).
روحُ القصيدة وسياقها وكثير من ألفاظها وأساليب بيانها كل ذلك يشهد بتشبعها بالمعاني الإسلامية ، ولذلك نرجح أنها نظمت في الإسلام وأن تسميتها باليتيمة كانـت ـ والله تعالى
أعلم ـ في الإسلام لا الجاهلية .
تتكون القصيدة من اثنى عشر فصلاً.
الفصل الأول:من البيت(1) إلى البيت(7) وهو الجزء الأول من المقدمة النسيبية. بدأ سويد قصيدته كعادة الشعراء القدماء بالنسب يهييء به الأذهان حتى تستمع إليه . في هذه البداية النسيبية وصف لنا محبوبته فأعطانا صورة جميلة عنها .
الفصْلُ الثاني : من البيت (8) إلى البيت (19) . فيه الجزءُ الثاني من المقدّمةِ النسيبية ، ذَكَر الشاعِرُ فيه طَيْفَ الخيالِ وسَهَرَ العاشقِ يتذكَّرُ أحِبَّاءهُ ويُراقِبُ النجومَ ويتذكَّرُ مَحَاسِنَ محبوبتهِ وطِيبَ حديثها . سمَّاها الشاعِرُ هنا سَلْمَى وكان في البيت الأول سمَّاها رَابِعَةَ ، والشاعرُ قد يُسَمي محبوبَتَهُ بأكثرَ من اسمٍ واحدٍ . ويجُوز أنَّ رابِعةَ وَصْفٌ لها ، أي هي رَابِعَةٌ أي عاطِفَةٌ علينا وهذا يناسب قوله " بسطت رَابِعَةُ الْحَبْلَ لنـا " ربع
على كذا يربع : عطف .
الفصْلُ الثالث: فيه وَصْفٌ للصحراء وحرّهِا والسيرِ فيها من البيت (20) إلى (29) . وقد وَصَفَ الشاعِرُ سَفَرًا على ظُهُورِ الْخَيْلِ وجعلَ ذلك تَمْهِيدًا للوصول إلى ديار قوْمِه بني بكر ومدحهم .
الفصل الرابع: من البيت (30) إلى البيت (44) . وفيه مدح قبيلته الكبيرة بني بكر – ذكر حسن منظرهم وحسن حديثهم وسعة فضلهم وقديم مجدهم .
الفصل الخامس: من البيت (45) إلى البيت (50) .عاد إلى ذكر طيف الخيال والشوق وذكرى المحبوبة ، يهيىء بهذا النسيب المختصر سامعيه إلى دفعة (1) جديدة من القول الذي سيبلغ به مراده فيما بعد . وختم هذا الفصل القصير بمعنى يدل على شدة الشوق الذي يحث صاحبه على طلب اللحاق بأحبابه .
الفصل السادس: من البيت (51) إلى (60). ذكر فيه سفره ليلحق ، وجعل السفر هذه المرة على ناقة أو جمل ليدل على بعد المسافـة،ونعت
راحلته بالسرعة والقوة فزعم أنه أحس وهو عليها كأنه يمتطي ثورا وحشيا تطارده كلاب الصيد ومعهن صاحبهن الصياد الذي يرمي بسهامه القاتلات . ومع ذلك نجا الثور ، وهذا يدلنا على أن الشاعر يرمز بذلك إلى نجاته هو وانتصاره . ذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أن الشعراء تقتل الثور الوحشي والحمار الوحشي وما أشبهه في قصائد الرثاء ، وتجعله ينجو للدلالة على معنى الانتصار وفي مجال المدح والفخر .
الفصل السابع: من البيت(61) إلى البيت (66). افتخر الشاعر بقبيلته ، وفي استعماله ضمير المتكلم للجمع (نا) دليل على أنه يخص قبيلته بني يشكر ، فقد مدح القبيلة الكبرى بني بكر من قبل ، ثم إنه جعل نهاية هذا الفصل تعجبا من حال نفسه ، كيف يستطيع القرار فى بلاد ليس فيها متسع ـ ويعجب المرء من هذا التبرم، لماذا جاء به الشاعر بعد فخره بنعم الله عليه وعلى قومه.وإنما جاء بهذا الاستفهام الإنكاري الدال على التبرم ليجعله تمهيدًا لذكر عدوه المنافق الحسود الذي تكاد تضيق الأرض به وبالناس لما انطوت عليه نفسه من الشر والأحقاد .
الفصل الثامن: من البيت (67) إلى (79). يصف فيه الشاعر عدوه الحاسد الحاقد المنافق بمكره ومكايده وغيظ قلبه وصفًا دقيقًا حيًا ويخلص إلى أنه لا يخشاه ولا يبالي ، ويجد من نفسه القوة على أن يتغلب على أمثاله.
الفصل التاسع: يمثل الجزء الثاني من صفة الشاعر لعدوه الحاسد من البيت(80) إلى (81) . وشبه نفسه ومنزلته بالصخرة العالية الملساء ، وهذا العدو لايستطيع أن يزلزلها من مكانها، وهي منيفة فوقه غائظة له كل الغيط بارتفاعها وإشرافها على .
الفصل العاشر:من البيت (92) إلى (100). فيه الجزء الثالث من وصف عدوه وقد ضمنه خبر المساجلة التي دارت بينهما وكيف قهره بفصاحته ورصانة شعره حتـى انهـزم هاربًا
صاغِرًا مغلوبًا .
والفصل الحادي عشر: من البيت (101) إلى (107). وصف فيه انتصاره وقدرة شيطان شعره .
الفصل الثاني عشر: بيت واحد جعله قمة تعبيره ونهايته وجاء به على صيغة الاستفهام ليقرر بذلك المعنى ويؤكده لا بغرض التساؤل .
شرح المفردات ومعاني الأبيات :
(1)بسطت رابعة الحبل لنا : مدت رابعة حبل المودة والوصال إلينا وعطفت علينا فلذلك قبلنا مودتها ووصلنا حبلها مدة استمرارها في العطف علينا ومواصلتنا .
بسطت : أي مدت ( المضارع يبسط بضم السين ) . الحبل هنا معناها الوصل والمودة والعلاقة الطيبة . ما اتسع أي مدة اتساع ذلك ـ مدة استمرار ذلك في حال وصال متسع ومودة متسعة (ما) هنا يقال لها (ما) المصدرية الظرفية لأنها تدل على المدة والمصدر معًا : ما اتسع أي مدة اتساعه . رابعة اسم المحبوبة أوصف لها بمعنى عاطفة وواصلة أو هي المولودة الرابعة لأمها ، والوجه الأول هو الجيد ، لأن الشاعر قد يستعمل أكثر من اسم واحد للمحبوبة في قصيدته ، وقد يتضمن الاسم معنى مناسبًا للسياق الذي يورده فيه . هي اسمها رابعة وهي أيضًا عاطفة لأنها مدت حبل المودة وبسطته لنا .
(2) حرة : أي أصيلة صافية اللون تجلو فمًا حلو الحديث ، أسنانها المفلجة تبدو فيه كأنها لؤلؤ شتيت منثور مشرق لمّاع مثل شعاع الشمس الساطعة وسط الغيم .
هذا البيت في صفة المرأة الجميلة جيد شديد الحيوية إذ وصف لنا أخلاقها وأصلها بأنها حرة ، ووصف لنا ثغرها بأنه شتيت أي مفلج الأسنان كأنها لؤلؤ براق ، وهذا يدل على تبسمها وحسن حديثها ، وشبهه بالشمس وسط الغيم لأن حوله لون الشفتين واللثات وهو ضارب إلى السمرة .
( 3) صقلتـه أي نظفتـه بقضيب أي
بقطعة من غصن ناضر أي ناعم من شجر الأراك الطيب الرائحة ، استاكت به حتى نصع لون أسنانها أي وضح وصفا . صقل مضارعها يصقل بضم القاف . نصع مفتوحة الصاد في الماضي والمضارع .
(4) أبيض اللون أي هي حرة تجلو ثغرا مفلجا أبيض لون الأسنان لذيذا طعمه لمن يكون له حظ سعيد بتقبيله وحينئذ سيجد ريقه طيبا لا يتغير إذا تغير ريق النساء الأخريات . وذلك أن الريق يتغير بعد النوم ." إذا الريق خدع " أي إذا الريق تغير ونقص وجف . خدع يخدع بفتح الدال في الماضي والمضارع .والعرب تقول : أتيناهم بعدما خدعت العين وهدأت الرِجْل أي في متأخر من الليل بعدما نامت العين وهدأت الحركة .
(5) تمنح المرآة أي تعطي مرآتها وجها جميلا أي حين تنظر في المرآة تعطي هي المرآة عطية حسنة هي وجهها الواضح الجميل الهيئة الصافي اللون البراق المضيء كأنه جانب الشمس حين يرتفع في الصحو أي في سماء انقشع عنها السحابُ ، فالشمس فيها منيرة باهرة – الصحو بصاد مهملة أي غير منقوطة ، مفتوحة بعدها حاء مهملة ساكنة ثم واو . منح بفتح النون مضارعها مثلث النون يمنَح يمنُح يمنِح ، كلها صحيحة وأجودها كسر النون ، ولذلك أجود الوجوه أن تقرأ : تمنِح المرآة الخ ..
(6) صافي اللون ، صفة لقوله وجها واضحا صافي اللون-وطرفا ساجيا : أي تمنح المرآة وجها صافيا في لونه وطرفا كحيلا أي عينا كحيلة أي عليها زينة الكحل أو كأنها بطبيعتها مكحولة من حسنها وجمال منظرها الساحر-
ساجيا : من سجا يسجو أى هَدَأ وسكن .قال تعالى : والضحى والليل إذا سجا " أى هدأ وسكن- والطرف الساجي أي الهادئ الوديع ." ما فيه قمع " أي خال من وجع أو ورم . أي نشأت صحيحة العينين لم يصبها رمد يسبب لها القمع في جوانب جفنها وعينها – القمع وجع وبثور وأورام تصيب جانب العين. كلمة الطرف تدل على البصر والعين ولكنها لا تثنى ولا تجمع، وطُرِفت العين تطرف بكسر الراء في المضارع أي نظرت ، وطُرِفت عينه بالبناء للمجهول أي أصابها شيء . قمعت عينه بكسر الميم تقمع بفتح الميم قمعا بفتح القاف والميم أي أصابها داء القمع الذي تقدم شرحه .
(7) وتمنح المرآة أيضا منظر شعرها الجميل . وقرونا أي خُصلا من الشعر – قرونا مفعول به ، لقوله تمنح الذي تقدم . سابغا أطرافها أي خُصلا من الشعر أطرافها غزيرة كاسية . وقد أدخلت فيها المسك الكثير والطيب الزاكي الرائحة . غللتها أي أدخلت فيه . غَل في المكان يغُل أي دخل وغللتُه أنا في المكان أي أدخلته . غللتها ريحَ مسك أي أدخلت فيها ريح مسك : ذي فنع : أي ذي كثرة . الفنع بفتح الفاء والنون أي الكثرة . فنع فلان يفنع بكسر النون في الماضي وفتح النون في المضارع أي كثر ماله
وفنع مال فلان أي كثر . قال الشاعر
أبو محجن الثقفي :
وقد أجودُ وما مالي بِذِي فَنَعٍ
وأكْتُمُ السّرَّ فيه ضرْبَةُ العنُقِ
وفنعُ المسكِ كثرته وانتشار رائحته . ريحَ مسك – ريح منصوبة مفعول به لغلَّلتها وأنشدها بعض الرواة برفع ريح على معنى تغللتها ريح مسك والرواية الجيدة هي النصب وفاعل غلَّتها المحبوبةُ التي وصفها الشاعر.
تعليق :
هذه الأبيات التي تقدم شرحها من (1) إلى (8) هي الجزء الأول من النسيب أي القسم الخاص بذكرى المحبوبة ووصفها ، والشاعر العربي يُضمِّن النسيب إشارات إلى أغراضه التي يتناولها في القصيدة . المحبوبة هنا عاطفة والشاعر على صلة حسنة معها وسيدوم على ذلك ما دامت هي على ذلك .
وسنبين فيما بعد – إن شاء الله – أن هذه المحبوبة كأنها رمز لقبيلة الشاعر ولنفسه ولانتصاره على خصومه .
تهتم العرب في نسيبها بوصف الثغر لأنه يدل على الابتسام وحسن الحديث ، وبوصف الطرف لأنه يعبر عن العواطف ويدل على الشخصية .
لم تكن نساء العرب حُمْر الألوان أو شُقر الألوان . ولم تصف شعراء العرب في جاهليتها وفي أيام الإسلام الأولي نساءها بتوريد الخدود (*) وإذا قالوا امرأة بيضاء عنْوا بذلك أنها جميلة . وربما وصفوا اللون نفسه فذكروا أن فيه صُفرة كبيض النعام أو كالفضة التي مازجها ذهب أو الروضة التي شعَّت عليها شمس الأصيل أو الأُترجَّة أي البرتقالة الفواحة الطيبة الرائحة .
الفصل الثاني وهو الجزء الثاني من النسيب :
(8) هيج الشوق خيال ـ أي زارني طيف الخيال من المحبوبة وهيج شوقى إلى لقائها . هذا الخيال زارني من عند محبوبتي ذات الحياء والتحشم والوقار امرأة خفرة بفتح الخاء وكسر الفاء أي تستحي وتتحشم. الخَفَر بفتح الخاء والفاء أي الحياء . حبيـب خفِـر
بكسر الفاء أي حبيب حيي فيه قدع : أي فيه وقار وانقباض عن الظهور والجراءة . قدعت فلاناً عني أقدعه وأقدعت فلانا أقدِعه أي رددته عني وفلان يقدَع نفسه عن الدنايا أي يتعفف، وفيه قدع أي فيه عِفة ووقار- ويقدع نفسه عن الأمور التي يهابها . القدع بفتح القاف والدال أي التعفف والتهيب والانقباض بسبب الحياء والعفة .
هيج شوقي خيالٌ زارني من حبيب كثير الحياء والهيبة للمخاطر لوقاره وعفته .
من عادة شعراء العرب إذا وصفت
طيف الخيال وصفته بأنه يركب الأهوال ويتخطاها مع أن المحبوب نفسه شديد الهيبة والحياء .
(9)شاحط : بعيد : شطحت ( بفتح الحاء وكسرها ) الدار أي بعدت تشحَط أي هذا الطيف الذي زار في المنام قد جاء من حبيب بعيد جداً عني. وقد جاز هذا الخيـال مسافـة
الصحراء حتى زارنا في أراحلنا ونحن مسافرون وبيننا وبين دياره غابات كثيرة فيها الشوك والهوام والسباع والأهوال ، مع ذلك هذا الطيف قد جاز ـ أي قطع ـ عصب الغابات أي مجموعات الغابات التي بيننا وبينه ـ طُروقًا أي ليلاً ولم يخفْ ـ لم يرعْ أي لم يرعْه شيء أي لم يخفه شيء . تقول راعه الأمر يروعه أي أخافه يخيفه .
(10)آنسٍ ـ صفة للحبيب الخفِر ولطيفه الزائر، أي مؤانس وملاطف. وهذا الطيف كان كلما اعتادني أي كلما عاودني بزيارته أرقني وحال بيني وبين النوم فامتنع النوم عني .
تقول: عاده كذا واعتاده وعاوده ، كلٌّ معناها واحد ـ يقال تعتادني الحمَّى كل ثلاثة أيام وتعودني وتعاودني . قال الشاعر ذو الرُّمة يذكر محبوبته :
تَعْتَادُنِي زَفَرات من تَذَكُّرها
تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحيازيم
أي زفرات شديدة تؤثِّر في الصـدر
هزتها حتى توشك الضلوع أن تنكسر وتنفصل .
(11)وكذَاكَ الحُبُّ ما أشْجَعَهُ
يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
هذا البيت من أبيات الحكمة الرائعة .
لما ذكر الشاعر طيف الخيال ونسبه إلى محبوبته الحبيبة الهيوب تَعجب منه كيف استطاع أن يتجاوز الأهوال والغابات ويصل إلى ؟ كيف جسر على تخطي هذه الأهوال مع أن صاحبته امرأة لا تقدر على ملاقاة هذه الأهوال؟
والحق أن الحبيبة التي زاره طيفها لم تزره هي نفسها ، ولا أرسلت طيفها إليه. ولكن الذي صور له صورتها وجعل طيفها يزوره فى المنام هو تفكيره هو نفسه فيها ، وعقله الباطن هو الذي صورها له . وقد بين هذا المعنى لنا من بعد الشاعر أبو تمام حيث قال :
زارَ الخيالُ لها بل أزارَكَهُ
فِكْرٌ إذا نَامَ فكرُ الخَلْقِ لم ينَمِ
أي زارك خيالها لا بـل جعله يزورك
تفكيرك فيها ، وذلك أنك بتفكيرك فيها الدائم لا ينام عقلك حتى حين ينام الناس وتنصرف عنها وعن غيرها أفكارهم .
إذن فعقل الشاعر وفكره هو الذي اقتحم الليل ونسي أهوال الصحراء وعُصب الغاب وتجاوز جميع ذلك إلى الحبيب الحيي الهيوب الشاحط الدار أي البعيد الدار ، وإنما فعل فكره ذلك بجراءة الحب وشجاعته :
وكذَاكَ الحُبٌ ما أشْجَعَهُ
يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَيَعْصِي مَنْ وَزَعْ
ويعصى من نهاه . الوازع هو الذي يُنَظّمُ أمْرَ الناس ويمَنَعهم من الفَوْضَى. ولابدَّ للنَّاس من وَزَعةٍ ، أي الناس يحتاجون إلى وَزَعةٍ جمع وازِع ، مثل كَتَبة جمع كاتب وعَمَله جمع عَامِل وقَرَأة جمع قارِيء . وَزَعُ يزع فهو وَازِع وهم وَزَعَةٌ .
في الحديث : من يَزُع السلطانُ أكثر مِمَّن يَزُع القرآن ـ أي يكفّه خوفُ السلطان من ارتكاب الخطأ أكثـر ممن يَكـفُّ القرآن بمواعظـه
وتذكيره .الفعل وَزَع مثل وَضَع ووَزَن مضارعه بفتح الزاي ( يزع مثل يَضَفُ وبكسرها يَزِعُ مثل يَزِنُ ).
كما تجرَّأ هذا الطيف فتخطَّى الأهوال ، كذلك الحبُّ يركبُ الأهوال ويتحداها ويَعْصِي من يريد نَهْيَهُ وكَفَّه عن اندفاعِه في سبيلِ الحبِ .
(12)ثم بعد هذه الحكمةِ تحدَّث الشاعرُ عن تأريقِ الحبِ له حتى سَهِرَ وجعل يراقب النجوم وقال :
فأبِيتُ اللَّيلَ ما أرْقُدُهُ
وبِعَيْنَيَّ إذا نَجُمٌ طَلَعْ
أي أقضِي الليل ساهراً فأرى كلَّ نجم أوانَ طلوعِه .
(13) وإذَا ما قُلْتُ لَيْلٌ قد مَضَى
عَطَفَ الأوٌلُ مِنهُ فَرَجَعْ
والحقيقة أن أول الليل لا يعطف مرة أخرى وينثني راجعًا بعد ذهابه ، ولكنَّ من يسْهَرُ الليل ويأرق ويفكر تمضي الساعات عليه بطيئة فيظن أن الليل قد كر راجعًا وقد زيد طوله.
قال الفرزدق :
يَقُولُونَ طالَ اللّيلُ واللّيلُ لم يَطُلْ
ولكنَّ من يشكُو من الحُبِ يَسْهَرُ
وقال النابغة الذبياني ، وقد تأثر شاعِرُنا سويد بقوله إذْ كان مشهورًا :
كِليني لِهَمّ ياأُمَيْمَةَ(*) نَاصِبِ
وليلٍ أُقاسيه بطِيءِ الْكواكبِ
تَطاوَل حتى قلْتُ ليس بمُنْقضٍ
وليْسَ الذي يَرْعَى النجوَم بآيبِ
توهم أنَّ النجوم بهائم ترعى وهي بطيئة هائمة وقد ذهب راعيها ولن تعود ـ فهذا تمثيل مثله لبطئها ولمراعاته لها .
(14)هذا الليل يسحب نجومه ، يجرها جراً ، وهي من بطئها كأنها حيوانات ظالعة أصابعها وجع أو جرح في الرجل فهي تظلع من أجل ذلك . والنجوم تتبع بعضها بعضا ، والنجوم المتأخرة بطيئة جداً في اتباعها للنجوم المتقدمة . ظلع بضم الظاء وتشديد اللام المفتوحة جمع ظالع ، والجمع على صيغة فُعَّل وفُعَّال مطَّرد في كل

كلمة على وزن فاعل أو فاعلة ، ولكن صيغة فُعَّال مثل كُتَّاب وعُمَّال وقُرَّاء أكثر ما تستعمل للمذكر ، وصيغة فُعَّل تستعمل للمذكر والمؤنث ، وقد تستعمل صيغة فُعَّال أحيانًا للمؤنث ؛ قال القُطَامي يتحدث عن النساء :
أبصارُهنَّ إلى الشُّبَانِ مائلَةٌ
وقد أراهُنَّ عَنِيّ غَيْر صُدَّادِ
أي غير ذوات صُدود .تواليها جمع تالٍ أي النجوم التي تتلو ما أمامها تتبعها بطيئات التَّبع أي بطيئات الاتّباع، تقول تبعت فلانًا أتبعه تبعا واتبَّعتُه اتباعا وأتْبعته أتبعه إتباعًا ـ كلها متقاربات في المعنى .
(15)ويُزَجّيِها على إبْطَائِها
مُغْرَبُ اللَّوْنِ إذَا اللَّوْنُ انْقشَعْ
أي هذه النجوم بطيئات يتبع بعضها بعضا .
ويزجيها أي يسوقها . تقول أزجيت راحلتي وزجيتها أي سقتها برفق مضارعه أزجى يُزجي ومضارع زَجَّى يُزجي.وبضاعة مُزجاة أي قليلة.
يقول الشاعر هذه النجوم البطيئات وراءها سائق يسوقها برفق وبلا إسراع هذا السائق مغرب اللون أي فيه بياض وحمرة يعني الفجر ، حين لون الليل الأسود ينقشع أي يأخذ في الزوال ثم يزول . انقشع الليل أي مضى وذهب .
أصل كلمة المُغرب في وصف الخيل للحصان الذي يكون في وجهه بياض وعند ملتقى أطرافه بجسمه حمرة ـ أي هو غريب في لونه ، والشاعر عني بالمغرب اللون الصبح ، لأن الفجر الكاذب يلوح بحمرته عموديا كذنب منتفـش ، ثم يجـيء الفجـر الصادق، وهو بياض أفقي ثم يجيء الشفق الأحمر وتنكشف الدنيا وينقشع لون الليل بسواده .
(16) راقب الشاعر النجـوم وتـذكر
أشواقه وحبه فقال :
فَدَعَانِي حُبُّ سَلْمَى بَعْدَ مَا
ذهَبَ (3)الْجِدَّةُ مِنِيّ والرَّيَع
سمى محبوبـته " سلمى " بعد أن كان
قد سماها رابعة ، الجدة بكسر الجيم وتشديد الدال المفتوحة أي الشباب الأول ، والريع بفتح الياء بعد الراء المشددة المفتوحة أي ريعان الشباب وشدته وعنفوانه .
بين لنا الشاعر هنا أنه قد تقدمت به السن وأن حبه لرابعة وهي سلمى كان في زمان الشباب ، وحينئذ بسطت مودتها ووصلها له . وهو يتذكر جميع ذلك ولا ينساه ويشتاق إلى زمانه .
(17)ولقد أحبها حبا شديداً كأنه جنون وكأنها خبلته أي أصابت عقله بجنون من حبها .
يجوز أن تقول خبلتني بدون تشديد وخبَّلَتني بالتشديد ، رُوي البيت بالوجهين. تقول خبلُه الحب يخبلُه بضم الباء في المضارع خبلاً وخبله الحب يخبله تخبيلاً .
وروي البيت أيضًا هكذا : خبَّلتنـي ثم
لمّا تُشفني بالحاء المهملة أي صادتني بحبالها أي بشرك حبها . تقول حبلتُ
الصيد أحبُله بضم الباء في المضارع.
شفاه يُشفيه وأشفـاه يشفيه ، ثلاثـي
ورباعي .
يقول الشاعر هذه المحبوبة شغفتني حبًا ، جننتني أو صادتني بحبها ولم تداوني من مرض الحب إلى الآن ففؤادي ذاهب وراءها في كل جهة متفرّق بالشوق إليها في كل أوب أي في كلّ وجه من الدنيا وفي كل مكان ـ " كلَّ أوب " أي في كل مكان. كل منصوبة على الظرفية .
(18)ثم ذكر الشاعر أن من أسباب حبه لها ، ومن الوسائل والحبائل التي اصطادته بها ، حديثها الساحر من فمها الباسم الجميل الذي وصفه من قبلُ فقال :
حُرَّةٌ تَجْلُو شَتيتًا واضحًا
كشُعَاع الشَّمْسِ في الغَيْمِ سَطَعْ
ثم قال :
أبْيَضَ اللَّوْنِ لَذِيذًا طَعْمُهُ
طَيّبَ الرّيقِ إذَا الرّيقُ خَدَعْ
والعرب تزعم أن الوَعِـل أي الثـور الوحشي الأعصم الذي في يديه بياض يكون في أعالي الجبال ، وهو سريع شديد الحذر عسير الصيد ، فالصيادون يحتالون لصيده ، وكذلك أُنثى الوعل ، ويقال لها الأُرْويَّة بضم الهمزة وسكون الراء بعدها واومكسورة بعدها ياء مفتوحة مشددة وتاء التأنيث الجمع أراوى آخرها ألف لينة . قالوا : والأروية والوعل يطربان للصوت الجميل ، فإذا أراد الصيادون صيد الوعل أو أنثاه الأروية نصبوا الأشراك وتغنوا بأصوات جميلة فيجيء الوعل وتجيء الأروية وتستمع وتطرب فيقعان في الشرك .
الرُّقية وجمعها الرقى هي ما يتداوى به الإنسان من السم والسحر . أحيانا تكون شيئًا يشرب أو نحو ذلك وأحيانًا تكون دعاء وكلمات كقراءة الفاتحة مثلا للسعة العقرب .
زعم الشاعر أنه كالوعل البري شراسة وقوة وامتناعًا ، ولكن سلمى دعته بحديثها العذب المؤثر كما تؤثر الرقية في الملسوع والملدوغ والمسحور . حديثها العذب المطرب المؤثر الذي يمكن أن يصطاد الوعـل بـه فينزل لاستماعه من أعلى الجبل.
اليَفع أي المكان المرتفع .
يقول الشاعر إنها أثرت في بحديثها الجميل المطرب الذي ينزل له من يكون صعب المنال مثلي ومثل الوعـل الجبلي فيقع في الشرك .
(19)استمر الشاعر في وصف حديث سلمى العذب فقال إنها تسمع المتحدثين إليها حديثها الحسن ولو طلبوا غيره من غيرها من الناس لم يجدوه . هي وحدها تملك هذا القول الرائع المؤثر الذي تصطاد به القلوب.
الحُدَّاث أي الذين يحدثونها . تقول هو رجل حدث بضم الدال وحدث بكسر الدال أي كثير الحديث وحدث بكسر الحاء وسكون الدال وهم حُدَّاث.
تعليق :
إلى هنا انتهى الجزء الثاني من الغزل، ومن عادة الشعراء إذا ذكروا المحبوبة وأشعروا أن أسباب حبهم ما زالت باقية زعموا أنهم سيلحقون بالمحبوبة ، فيجعلون ذلك وسيلة إلى وصف الطريق والراحلة والصحراء وطبيعة البيئة التي يعيشون فيها .
ثم يكشفون المعاني الرمزية التي يشيرون إليها بنسيبهم .
الشاعر هنا سيقطع الصحراء على ظهر الخيل ، والعرب لا تقطع المسافات الصحراوية الشاسعة بالخيل ولكن بالإبل . ولكن الغرض الذي يخبرنا الشاعر بأنه يريد الوصول إليه هو ديار قبيلته العظيمة بني بكر . وإذن ركوب الخيل يرمز به إلى الفروسية والقتال . وقد وضع قبيلته بني بكر موضع المحبوبة التي يشتاق الشاعر إليها ويطلب اللحاق بها .
وكما وصف الشاعر سلمى أو رابعة بأنها بسطت مودتها له ، وبأنها جميلة المنظر حلوة الحديث ، كذلك وصف قومه بني بكر بالسماحة وبسط اليد كرمًا كما وصفهم بحسن الخُلق والمنظر وجودة الحديث : " منظرٌ فيهم وفيهم مُسْتمعْ " (4) .
والآن ننتقل إلى شرح الفصل الثالث وهو السير والصحراء والخيل التي ركبها ، من البيت (20) إلى (29) .
(20)المَهمَه: الصحراء ، الجمع مهامِه
ممنوع من الصرف ، لصيغة منتهى الجموع نازح بعيد . غور الصحراء بُعدها واتساعها . نازح الغَور : بعيد المسافة . الآل هو سراب أول النهار.
يقول الشاعر: كم وكم قطعنا من أجل الوصول إلى سلمى صحراء وصحراء كانت بيننا وبينها ، صحراء بعيدة المدى ، سافرنا فيها وسرابها يلمع وحرها شديد .
(21)في ريح حارة ـ الحرور بفتح الحاء هي ريح النهار الحارة وتقابلها السَّموم بفتح السين وهي ريح الليل الحارة ـ سافرنا نهارًا والريح حارة حرّاً تلتهب له الدنيا ويمكن إنضاج اللحم على رمضائه ، والسائر فيها تصيبه من الشمس ضربة شديدة كأنها صاعقة ـ الصقع حر في الرأس . وصقعت الشيء: ضربته أصقعه بفتح القاف صقعًا والصقع بمعنى وجع الرأس بفتحتين على الصاد فتحة وعلى القاف فتحه .
وتقول صعِق فلان، بالمبني للمعلوم ، يصعق وصُعق يُصعق بالمبني للمجمهول أي أصابته صاعقة ويقال أيضا صاقعة والفعل صقَع يصقَع .
نضِج الشي بكسر الضاد ينضَج بفتحها في المضارع نُضجًا بضم النون وفتحها ولا تقل " نضوجًا " فهي غير صحيحة ـ والشيء ناضِج ونضِج وأنضجته أنا إنضاجًا .
(22)وكم تخطيت من أجل اللحاق بسلمى ولشوقي إليها ، كم تخطيت من ديار فيها أعدائى ، تجاوزت هؤلاء الأعداء بشجاعتي وقوة عزمي وملازمتي للجد والعزيمة .
عُدى بكسر العين وبضمها أي أعداء . بزماع الأمر : بالجد في الأمر . الزماع بفتح الزاي مثل السحاب في الوزن وبكسر الزاي مثل الكتاب في الوزن،هو الجد في الأمور وقوة العزيمة . كنع الأمر يكنُع كنُوعاً أي قرب.أعوذ بالله من الخنوع والكُنوع والقُنوع ـ الخنوع طأطأة الرأس مذلة وخضوعًا . الكنوع الدنو من الناس لتملقهم وللتذلل لهم ، والقنوع سؤال الناس . وكنع بكسر النون يكنع أي لزم الأمر . " الأمر الكنع " بكسر النون أي الملازم أي سافرت بحزم وجد وعزيمة قوية ملازمة .
(22)وكم من فلاه أي صحراء واضحة الجوانب أي لامعة الجوانب بضوء الشمس تبدو نواحيها وسط السراب والغبرة . مثل قطع السحاب المتفرقة (5)
وفلاة : صحراء جمعها فلوات . أقراب جمع قُرْب بضم القاف أي جنب وقُرْب الحيوان هو جنبه الذي فيه كُليته . واضح أقرابها أي واضحة أقرابها ، جر واضحة لأنها نعت سببي لفلاةٍ وأقرابها فاعل وهو جمع تكسير ويجوز تذكير الفعل وتذكير النعت السببي مع جمع التكسير ـ كأنك قلت وفلاة وضح أقرابه أي وضحت أقرابها فهي واضحة أي بيِّنة ولامعة في ضوء الشمس .
مُرْفَت ، أصل هذه الكلمة من الرفات أي العظام البالية المتكسرة، والقَزَع جمع قَزعة وهي السحابة المتفرقة وكذلك قطعة الشعر التي تبقى في رأس الصبي . والعرب تقول لقطع السحاب المتفرقة قزع وقنازع ، وكذلك لبقايا الشعر المتفرق ـ ويقولون ما بقي في رأس فلان إلا قنازع أي قطع متفرقات من بقايا الشعر وارْفتَّ الشيء أي تفرق وتكسر . " مُرفت القزع " أي قطع السحاب المتفرقة .
(24)هذه الفلاة يسبح السراب على تلالها ومرتفعاتها وعلى جميع أرجائها وبيدائها حين يرتفع النهار . السراب الذي يرتفع قرب الزوال عند أول ارتفاع النهار هو الآل ، أعلام جمع عَلَم وهو التل والجبل والمكان المرتفع الظاهر . البِيد جمع بيداء أي مكان قفر ، والبيد القفار الخالية ، ومَتَع اليوم يمتَع " بوزن منع يمنَع " ومتع النهار أي ارتفعت شمسه .
(25)فركبنا هذه الفلاة الواضحة الأقرب التي تبدو نواحيها كالسحاب المتفرق المتشتت ، كأنه ثياب قطعها بالية متفرقة ، ركبناها بالرغم من أنا لا ندري مجاهلها وأهوالها بخيل صلاب الأرض ـ أي صليبات الحوافر ، فيها خفة وإسراع ، شجع بالتحريك أي خفة وإسراع . الأرض هنا بها الحوافز وبقوله صلاب الأرض دل على أنها القوائم ولكنه هنا عني الخيل .
وتقول العرب صلب الشيء فهو صلب بضم الصاد وصليب وصلب بضمتين وشدة والجمع صلاب .
(26)وهذه الخيل كالمغالي أي كالسهام الواحد مغلي بكسر فسكون ، وهي عارفات بالسُّرى وهو سير الليل ومسنفِات بكسر النون أي متقدمات مندفعات أو مسنَفات بفنح النون أي مقدمات مدفوعات إلى الأمام ، لم تجعل عليها سيور تترك على جلودها وشمًا أي أثراً كأنه الوشمة أي النقش عل الجلد ، المغلي أي السهم اشتقاقها عن غلا بالسهم يغلو به أي رمى رميًا شديداً والمسافة التي يقطعها السهم في أشد الرمي اسمها غلوة بفتح الغين والجمع غلاء .
والعرب تقول جري المذكيّات غلاء أي جري الخيل الجياد لا يحكم عليه مرة واحدة ولكن بجريات متعددة .
والسِناف بكسر السين خيط يشد به حزام الإبل ، والإسناف في الحرب هو التقدم ، وأسنفت الناقة وأسنفت الفرس أي تقدمت ورواية البيت بكسر النون من مسنفات وبفتحها ، وقال الشاعر : لم توشم بالنسع لكيلا يتبادر إلى ذهنك من قوله مسنفات أنها إبل فنفى أن تكون مشدودة الحزام بسير أو نسعة تؤثر على جلدها . والنسعة بكسر النون السير وجمعها نسع بكسر ثم فتح.
(27)فترى هذه الخيل عصفًا(بضماين) أي سريعات عاصفات مثل الريح ، ولحوافرها الشديدات نعال حديد مما صنعه القين ، والقين هو صانع ، وأكثر ما تطلق على الحدَّاد والجمع قيون . والقينة الصانعة وأكثر ما تطلق على المغنية هذه النعال الحديدية تقيها الأذى من ضربها للحجارة ضربًا شديًدا وهي على أرض فيها صلابة وحجارة . الوقع بفتحتين أي الضرر الذي يلحق بالحافر . تقول العرب وقع الحافر يوقع وقعًا بوزن وجع يوجع وجعًا والمعنى متقارب (6) .
(28)هذه الخيل قد اندفعت في الليل وكستها ظلمته وسواده فكأنه درع عليها وهذه الخيل يهوين بنا هويًا أي يندفعن بنا مسرعات كأنها القطا الكدر الألوان التي جاءت مسرعة إلى ورود الماء وجعلت تهوي إلى الشرع أي إلى المكان الذي ترد فيه الماء ـ العرب تقول لمورد الماء شريعة وشرع بالتحريك ومشرعة . والقطا ترد الماء عند الفجر وأول الصباح ، والقطا نوعان نوع فيه سمرة وهو الكُدر والواحدة كُدرية فيه سواد وهو الجون والواحدة جونية .
(29)والقطا حين ترد تشرب بخفة ومن دون إسراف شرب الشارب من الماء قليلاً قليلاً قيل شرب غشاشًا . وقال الشاعر :
لا أذوقُ النَّومَ إلاَّ غِراراً
مثلَ حسوِ الطَّيرِ ماءَ الثّمادِ
أي أنا قليلاً قليلاً مثل حسو الطير من ماء الثماد جمع ثمد وهو الماء القليل على وجه الأرض والكلمة معروفة في عاميتنا نقول " تمد "
قال سويد :
فَتَنَاوَلْنَ غِشاشًا مَنْهَلاً
ثُمَّ وَجَّهْنَ لأرْضٍ تُنْتَجَعْ
أي تناولن شرابًا قليلاً قليلاً ثم توجهن إلى أرض يردن انتجاعها أي القصد إليها والإقامة بها. المنهل مكان الشراب أو الشراب نفسه. نَهِلَ يَنْهَلُ أي شرب الشربة الأولى. الشراب الأول نَهَلٌ والثاني عَلَلٌ(7) وجه بمعنى توجّه.
تعليق:
قوله "ثمَّ وجّهن لأرض تنتجع" يعنى أرض قومه بني بكر. ولقد قال من قبل فى البيت (20):
كَمْ قَطَعْنا دُونَ سَلْمَى مَهْمَهًا
نازِحَ الْغَوْرِ إذَا الآلُ لَمَعْ
فزعم أنه قطع المهمه من أجل اللحاق بسلمى ، وهنا قال إن خيله توجهت لأرض طيبة ينتجعها الناس ، يطلبون المرعى فيها ، النجعة بضم النون أي طلب المرعى والكلأ ( أي الحشيش الذي يرعى ) وانتجع أي طلب المرعى ، ومكان منتجع أي طيب فيه مرعى وتحسن به الإقامة .
ولذلك زعمنا أن سلمى أو رابعة كما هي محبوبة توصف بحسن المنظر وحسن الحديث هي أيضًا رمز لديار الشاعر ولقومه. وهذا الأسلوب كثير في الشعر، حتى في شعرنا العامي موجود ، فقد قال خليل فرح رحمه الله:
عز في هواك عز نحن الجبال
يعني يا بلدنا العزيز نحن كالجبال الراسية في حبك والدفاع عنك .
(30) ثم فسر الشاعر هذه الأرض التي تُنْتَجَعْ وبيَّن حقيقتها أنها ديار قومه بني بكر وهم فيها كالملوك وهي مملكتهم أي الديار التي يملكونها ويدافعون عنها ويقيمون فيها مآثرهم ومفاخرهم :
مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِها مَمْلَكَةٌ
مَنْظَرٌ فِيهم وفِيهم مُسْتَمَعْ
مستمع مصدر ميمي من استمع . أي هذه الديار التي فيها مملكتهم هم فيها أهل منظر جميل (8) وحديثهم يجذب الأسماع إليه . وهم فيهم منظر وفيهم مستمع أي ما يستمع إليه .
تذكر أيهـا القارئ قوله من قبـل في رابعة بعد أن وصف ثغرها ووجهها وطرفها وشعرها وخُصَلَةُ السابغة :
تُسْمِعُ الْحُداثَ قَوْلاً حَسَنًا
لو أرادُوا غَيْرَهُ لم يُسْتَمَعْ
(31) وتذكَّر أيها القارئ الكريم أيضًا قوله في أول القصيدة عن رابعة في أول النسيب الذي نسب فيه :
بَسَطَتْ رَابِعَةُ الْحَبْلَ لَنا
فَوَصَلْنَا الْحَبْلَ منها ما اتَّسَعْ
وهنا في هذا البيت الحادي والثلاثين يقول في مدح قومه والفخر بهم :
بُسُطُ الأَيْدِي إذَا ما سُئِلُوا
نُفُعُ النَّائِلِ إنْ شَيءٌ نَفَعْ
استعمل في الدلالة على مروءتهم وكرمهم نفس اللفظ الذي استعلمه من قبل وهو البسط . وبسط الأيدي بالمعروف مدها بالمعروف .
وصف قومه بأنهم كرام يبسطون اليد بالكرم حين يُسألون وعطاؤهم سمح يعطونه بنفس سخية ولذلك يكون نافعًا . إن شيء نفع فعطاؤهم من الأشياء النافعة حقًا وبعض عطاء الناس لا يقع لأنهم لم يبذلوه بسماحة النفس .
بُسُط جمع بسيط هو المسماح الكريم المتهلل ويجوز أن نجعلها جمعًا للباسط يده بالمعروف ولكن صيغة فُعُل بضمتين الغالب فيها أن تكون في الجمع لفعول وفعيل (9) .
ونُفُع بضمتين جمع نفوع أي عظيم النفع والفائدة مثل نفاع في المعنى والنائل هو العطاء .
(32) قومي من أناس أهل فضل وخير وخلق حسن ، ليس في طبعهم الإسراع إلى القول الفاحش ولا عدم الصبر عند المصيبة . قوله لا يُسرعون إلى الفحش ولا يعجلـون إليه عنى به أنهم لا يكون منهم فحش في القول أبدًا حتى يعجلوا به كعجلة غيرهم . ولم يرد نفي العجلة وحدها ولكن أراد نفي الفحش كله عنهم . والجزع هو كما قدمنا القول ، عدم الصبر عند المصيبة ، جَزِعَ يجزع جزعًا فهو جَزِعٌ وجزوع .قال تعالى : " إنَّ الإنسانَ خُلِقَ هلوعًا إذا مسَّهُ الشَّرُّ جزوعًا وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعًا " صدق الله العظيم .
(33) وقومي أهل صدق وعدالة وجد يعرفون الحق حين يكون لهم أو عليهم، وعندما يجىء أمر كريه مُرّ فهم ليسوا ضعفاء ولكن يواجهونه بقوة.
عي وعيي بالأمر أي أعياه الأمر ولم يستطعه (10) . خَرِعَ يخَرع خرَعا أي ضعف والخرع الضعيف والخرع الضعف – وخرع الرجل في أمره إذا لان في أمره وتساقط من العجز والضعف .
(34) ثمَّ ذكر كرم قومه بالطعام في زمان الحاجة وأشد ما كان الناس يحتاجون إلى زمان الشتاء عندما تهب الرياح من الشمال – الشمال بكسر الشين الجهة والشمال بفتح الشين الريح التي تجيء من الشمال ويقال لها الشمأل بالهمز .
قومي يطعمون الطعام في زمن الحاجة وأشد ما كان الناس يحتاجون إلى الطعام زمان الشتاء عندما تهب الريح شمالا ويطعمونه كثيرا طيبا مطبوخا في قدور ضخام ضامنات للشبع ولا يضعون فيها شيئا قليلا . تقول العرب أجاع فلان قدره أي لم يجعل فيها لحما كثيرا .فقوله هنا " في قدور مشبعات لم تجع " أي مملوءة فيها اللحم الكثير .
(35) ويُنقل اللحم من القدور إلى جفان كبيرات كل جفنة كأنها جابية من اتساعها . الجفنة وعاء كبير يوضع فيها الطعام وقد تصنع من الخشب ومن النحاس ومن غير ذلك . والجابية هي حفرة الساقية التي فيها الماء.هذه الجفان مملوءة بلحم من لحم الإبل السمينات الأسنمة– الترع بالتحريك الامتلاء . أترع إناءك أي أملأه . الذرى : ذروة كل شيء أعلاه وذرى الإبل أسنمتها ولحم السنام من أطيب اللحم .
وقوله :" وجفان كالجوابي " أخذ من القرآن ، إذ ذكر الله سبحانه وتعالى الجن الذين كانوا يعملون لسيدنا سليمان فقال تعالى :
"يعملونَ لهُ ما يشآءُ مِن محاريبَ وتماثيلَ وجِفَانٍ كالجوابِ وقُدورٍ راسياتٍ " صدق الله العظيم " سورة سبأ الآية : 13 " .
(36) وقومي أوفياء لا يخاف من جاورهم أن يغدروا به أو أن يطمعوا في ما عنده فيحسدوه ويتعدوا عليه . الطبع بالتحريك العيب وسوء الطمع–قالوا والطبع صدأ ووسخ يركب القلب من شدة الطمع وفساد الخُلُق– قال الشاعر :
لا خيرَ في طمعٍ يُدنِي إلى طبع
وغُفَّةٌ من قِوَامِ العيشِ تكفينِي
الغُفة من العيش أي البلغة من العيش، القليل الذي يقيم به المرء قوت يومه . وهذا البيت يدل على أن الطبع شر من الطمع .
(37) وقومي كرماء مساميح أهل جود يجودون بالنفيس الذي يبخل به الناس ونفوسهم طيبة خالية من الطمع السييء . حسر نفسه عن كذا أي كفها ومنعها من كذا، المضارع يحسر بضم السين فهم يمنعون أنفسهم من الطمع السييء .
ضن بالشيء يضن به الفتح ويضن به بالكسر أي يبخل وضن بالشيء بالبناء للمجهول أي بخل به وهذا الشيء علق الشيء علق مضنَّة وعلق مضنة بفتح الضاد وكسرها أي نفيس مما يبخل به.
(38) وقومي حسنو الوجوه مشرقوها لم يعن أنهم بيض الألوان كالإفرنج فالعرب لم تكن تعرف في ألوان هذا اللون . وقومي أهل شجاعة وشرف وليسوا جبناء ولا يخافون إذا جاء زمان الفزع أي الخوف واستنجد بهم الناس ليحموا ويدافعوا . مراجيح أي ثابتون لا يخفون جزعًا . إذا جد الفزع إذ صار الاستنجاد من أجل الدفاع والحماية أمر جد وحزم . والفزع بمعنى النجدة وقت الخوف والتعاون بين الناس على ذلك مستعملة في لغتنا العامية . وأصل معنى الفزع الاستغاثة والإغاثة عند الخوف . ويدل أيضًا على الخوف . وأفزعت فلانًا أخفته . وفزع فلان إلى فلان أي استغاث به أو أغاثه ونصره . وكان أنصار الرسول صلي الله عليه وسلم ورضي تعالى عنهم يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع وذلك لإخلاصهم وصدق إيمانهم .
(39)وُزُنُ الأحلام أي راجحوا العقول، تزيد أحلامهم أي عقولهم على غيرهم إذا وازنا بينهم وبين غيرهم ، وهم شجعان عند البأس أي في الحرب حين تشتد ، هو ذو عقل زين أي راجح ، وحلم فلان حلمًا فهو حليم أي راجح العقل له أناة وروية وتفكير في عواقب الأمور وهم وزن الأحلام ـ وزن جمع وزين .
صادقو البأس أي يصدقون القتال شجعانًا في الحروب . البأس الشدة والقتال والحرب . " إذا البأس نصع " أي اشتد ووضحت شدته ويروى :
رُجُحُ الأحْلاَمِ إنْ وُزِنُوا
صَادِقُو الْبَأس إذَا الْبَأسُ وقَعْ
أي عقولهم راجحة ، رجح جمع رجيح
وهم مراجيح مساميح ومراجيح لا مفرد بها في الاستعمال ، ومساميح مفردها مسماح وهو مستعمل .
(40) وقومي في شجاعتهم مثل الأسود التي تتقى أي تخاف وصولها. والعرة : الأذى أي يخاف الناس الأذى الذي تسببه هجمتها الشديدة . وهم حلماء ليسوا بخفيفين تطير أحلامهم مع كل ريح . هم أهل هدو وأناة . عبر عن هذا بقوله : ساكنو الريح أي ريح أحلامهم أي ريح عقولهم ساكنة لا تهيج كالإعصار ذي الغبار الذي يكدر الدنيا ثم يصير إلى لا شيء . ريحهم ساكنة وهم هادئون حين يخف غيرهم من الناس الذين يتطايرون كقطع السحاب المتفرقة التي تسوقها الريح لخفتها وخلوها من الفائدة إلى جهات مختلفة .
وذم سيدنا على بن أبي طالب – كرَّم الله وجهه- قومًا فقال إنهم يجتمعون ( كما يجتمع قزع الخريف ) يعني أنهم يجتمعون متفرقين ويتفرقون من
بعد.
(41)لمّا وصف قومه بالشجاعة وأنهم أسود تخاف صولتها قال فبهم تحدث النكاية في العدو والانتقام منه . وبهم يضم الشق إذا حدث شق وانصداع في أمور الناس . رأبت الشيء أرأبه أي أصلحته . والشِّعب الشيء المتفرق انشعب الإناء أي انشق . رأبت شعب الإناء أي أصلحته . والشِّعب أيضًا الشيء الملتئم ، فالكلمة من الأضداد ، ومن قولنا هم شعب واحد . انصدع الشعب أي انشق الشيء الملتئم ونكيت في العدو أنكي بكسر الكاف أي صنعت به الضرر والأذى . ونكأت القرحة أنكأها أي قشرتها نكأ . انصدع أي انشق . الصدع : الشق .
(42)وقومي مجدهم قديم ، وعادة الشرف فيهم قديمة ، وليس شرفهم بالشيء الجديد الذي ليس له أصل راسخ .
(43)وقومي يحتلون ثقال الأمور التي يكلفهم واجب المروءة إياها . لايعجزون عنها ويظلعون لثقلها كما يظلع البعير الذي يوضع فوقه أكثر مما يتحمل من الأحمال . والشِّف بكسر السين الزيادة . أي هم يطيقون كل ما يكلفونه ولايعجزون ولا يظلعون كما يظلع البعير ذو الشف أي الزيادة من الأحمال التي ثقلها يزيد على طاقته .
والأحمال التي يعينها هنا مثل إخراج المال للضيافة والمعاونة في دفع الديات من أجل الصلح بين القبائل .
(44)ولأن شرف قومنا معروف فإنهم لايؤاخون إلا من كان مثلهم في شرف الأصل وصلاح الأخلاق . قال الشاعر :
عن المرءِ لاتسأل وسَلْ عن قرينِه
فكلٌ قرينٍ بالمقارِن يقْتَدِي
فهم لايؤاخون من كان وضيع الأصل قليل الخير ولذلك فإخوانهم نظراؤهم الأخيار وسراة الأصل من الناس أي كرماء الأصول من الناس . أكفاء من كفء والكفء هو النظير (11) . وسراة جمع سري والسري هو السيد الشريف من الناس . قال الشاعر :
لايصلحُ الناسُ فَوْضَى لاسراةَ لهم
ولا سراةَ إذا جهَّالُهم سادُوا
أي إن قومي على طريق بين من المروءة والصلاح والمحافظة على الشرف ومن كان على هذا الوجه وعلى هذا الطريق كان من خلانهم . وقومي سراة الأصل يؤاخون سراة الأصل. بقية الناس أصناف متفرقون، شيع متفرقة كل طائفة يتشيعون ويتعصبون لأنفسهم وكلمتهم كتفرقةـ هذا معنى سويد : "والناس شيع "أخذه من قوله تعالى : " إنَّ الذين فَرقُوا دِينهُم وكانوا شِيَعًا لستَ منهُم في شيءٍ " أي أنت برئ من تفرقهم وضلال أمرهم. ( سورة الأنعام: 159) .
تعليق :
إلى هنا ينتهي القسم الذي ظنه المستشرق كارلوس ليال قصيدة قائمة بنفسها. والحق كما قدمنا أنه عبارة عن أربعة فصول من هذه القصيدة الأثنى عشر ، جعلها كلها تمهيدًا لما سيأخذ فيه من بعد من الفخر ببني يشكر ثم من الخصومة بينه وبين عدوه الذي ناضله وانتصر هو عليه.
وقد ذكرنا أن المعاني التي افتتح بها نسيبه من عطف المحبوبة ، وبسطها حبل المودة ، وحسن حديثها ، وجمال منظرها ، وسحر كلامها ، وكمال خلقها هي نفسها المعاني التي مدح بها
قبيلته الكبرى بني بكر .
وبعد مدحه القبيلة الكبرى يندفع اندفاعة جديدة يجيء أولاً فيها بشيء من النسيب يحرك به نفسه وسامعيـه، ثم يصف رحلته ليلحق بالمحبوب ثم يفتخر بقومه وقد جعل رحلته كما هي دالة على طلب اللحاق بالمحبوب هي أيضًا رمز ليصل إلى ذكرهم والافتخار بهم .
ومن بعد يأخذ في ذكر عدوه وما كان بينهما من الخصومة والمساجلة ثم كيف انتصر عليه بفصاحته وبيانه وثبات جنانه ( أي قلبه )
(45) أرَّقَ الْعَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدِعْ
مِن سُلَيْمَى فَفُؤادِي مُنْتَزَعْ
في هذا البيت ما يسمى "بالتصريع(12). وهو أن يكون البيت في أثناء القصيدة فيه قافية في صدره وفي عجزه . والشعراء يفعلون هذا عندما يبدأون فصلاً جديداً في القصيدة أو يأخذون في بيان معنى جديد . مثلاً بدأ امرؤ القيس معلقته بقوله :
قِفَا نبكِ من ذِكرى حبيبٍ ومنزلِ
بسِقطِ اللّوى بينَ الدَّخول فحَوْمَلِ
هذا مطلع القصيدة وهو مقفـى فـي
الصدور والعجز وهذا تصريع وكثير من مطالع القصائد تكون مصرعه . ثم قال من بعد في صفة الليل والحديث
عنه :
ألا أيُّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلِ
بصُبْحٍ وما الإصْباحُ مِنك بأمثلِ
فهذا البيت مقفى في صدره وفي عجزه وهذا التصريع . كذلك هنا في هذه القصيدة.وروي هذا البيت بكسر دال يدع أي يتدع ويقر ويمكث .ولا بأس أن تفتح الدال (13) وتقرأ :
أرَّقَ الْعَيْنَ خَيَالٌ لَمْ يَدَعْ
أي لم يدعني فأنام، وعندي أن الرواية بفتح الدال لعلها صحيحة لأن وزن " يدَعْ " مناسب لوزنه " منتزَعْ " ويستحسن في القوافي المقيدة أي ذات السكون أن تكون حركة الحرف الذي قبلها متشابهة . والأنباري الكبير الذي نحن معتمدون على شرحه وروايته لم ينص على منع " يدع " المفتوحة الدال ولكنه بين أن الرواية " تدع بكسر الدال " ولم يذكر أنه رواها هكذا عن شيخه .
وروي أن أبا عمرو قال لم يدع من الدعة والسكون أي لم يتَّدِع ولم يتقارّ حين جاءنا ـ أي مضى بسرعة ولم يمكث . وأبو عمر المذكور ههنا هو بندار الكرخي أحد شيوخ الأنباري الكبير . ومن تكرار الأنباري لشرح هذه الكلمة وسوقه الحجة على ذلك يلوح لنا بأن آخرين ربما كانوا يروون البيت بفتح الدال من" لم يدع " والله تعالى أعلم .
يقول سويد ، عائدًا إلى معنى الطيف والذكرى ليجدد نشاط نفسه إلى الاندفاع إلى البيان والتعبير :
إني أرقت . أرق عيني خيال زارني من الحبيب ولم يمكث طويلاً . ألمَّ بزيارته فهيج شوقي وأرق عيني . وهو طيف خيال زارني من سليمى. فكأنما انتزع فؤادي انتزاعا من شدة الشوق إليها .
تنبه أيها القارئ الكريم إلى أنه صغر اسم سلمى فجعله سليمى وهذا يناسب ما سيصير إليه من بعد من الحديث عن قبيلته الصغرى بني يشكر ثم عن نفسه . والتصغير يستعمل للتحبيب وللتلميح .
والعرب كثيرا ما تزعم في أشعارها
أن المحبوبة من قبيلة أخرى ، هذا أسلوب لهم وإن كانت من نفس القبيلة.
(46) يقول : هذه المحبوبة بعيدة الدار
من داري . حلت جانب الحصن وهو موضع بعينه . وقيل الرواية الصحيحة " حل قومي جانب الحضر " والحضر مدينة قديمة بالعراق وهي مدينة الموصل، وبنو يشكر كانوا بدواً وربما طلبوا المرعى فأبعدوا النجعة إليه. والفرع موضع بين الكوفة والبصرة فجعل محبوبته من القبائل التي تسكن هناك، ليعبر عن بعدها وشوقه إليها ، وصعوبة لقائها .
(47)قال ولبعدها هذا فأنا لا أستطيع لقاءها مع أني أحبها وقلبي مشغول بها وهو أسير عندها . إنما ألقاها إذا نامت عيني . يأتيني طيفها ويزول بسرعة. فلقائي لها إلمامة يسيرة بها في المنام حين يهجع الطرف .
(48)ثم وصف ما رآه من جمال بشرة طيفها في المنام . قال هي كالتُّؤامية أي بشرتها ناعمة صافية كالدرة التُّؤامية ، أي التي يجيء بها الغواصون من الخليج في الساحل الذي يقال له تؤام وهو ساحل عمان والبحرين حيث يغاص على اللؤلؤ .
هذه المرأة ناعمة البشرة إن ظفر المرء بها قرت عينه ، أي سرَّ سروراً عظيمًا وأعجبه مضجعه بقربها وسره اضطجاعه إلى جانبها.
(49)ولكن لاسبيل إلى ذلك لأنها قد بكرت أي هبت من أول الصبح مُزمِعة عازمة على نية السفر ، وقد حدا الحادي بالرحيل واندفعت جِمالها مبتعدة بها واندفع الحاي بالإبل في الصحراء .
(50)وتركني هائماً . وترك رجلاً كريماً ، هو أنا ، مكبلاً في حبها ، وقلبه ذاهب وراء الحي الذي ارتحل وارتحلت فيه محبوبته .
يقال : غلِق الرهن أي فاتت مدة خلاصه ولم يستطع صاحبه أن يرده والشعراء تزعم أن قلبها مرهون عند المحبوبة وقد غلق الرهن أي فاتت مدته وعسر فكاكه ، والقطين الأهل الساكنون معاً . أي قلبه قد اتبع هؤلاء الراحلين هؤلاء القطين الذين كانوا معهم في الحي قد ساروا واتبعهم فؤادهم فهو بحبه لهم أسير مكبل عندهم . هذا آخر الفصل الخامس .
تعليق :
لأن قلبه مرهون عند المحبوبة وأسير لقطينها الراحل ، فإن الشاعر لا يستطيع إلا أن القطين الراحل ، الحي الذي رحل بمحبوبته . وقد فعل ذلك . ولأنه هذه المرة مضطر إلى قطع مسافات رمال الصحراء البعيدة ، فقد ركب ناقة وأسرعت به وهي قوية قادرة على قطع المفازة العظيمة والشاعر يشبهه بالثور الوحشي ويصور شدة نشاطها ويزعم أن هذا الثور حفت به كلاب الصيد ، وحاول رميه صاحبها ولكنه نجا وانطلق فلا يجري شيء مثل جريه ـ ناقتي كهذا الثور بنشاطه ونجاته هو أيضاً رمز لنفسه ولدفاعه عنها وانتصاره على خصمه .
(51)ومن هنا يبدأ الفصل السادس وفيه وصف الرحلة على الناقة والثور الوحشي . يقول سويد : فكأني مندفعاً(14) فوق راحلتي وقد جرى السراب في الضحى عند بدء الحر في الاشتداد وارتفاع الشمس وسطوعها ، كأنني على ظهر ثور وحشي طويل الذيل (ذيال) وفي خديه خطوط حمر ضاربة إلى السواد . الأسفع هو الذي كأنه محروق بالنار خالط حمرته لون سواد .
السفع بالتحريك والسفعة السواد الضارب للحمرة. والثور الوحشي لونه أبيض إلا وجهه وقوائمه ، وجهه فيه سفع وكذلك قوائمه .
(52)كُفَّ خَدَّاهُ على دِيبَاجَةٍ
وَعلى المَتْنَينِ لَوْنٌ قد سَطَعْ
الديباج نوع من الثياب فاخر يضرب إلى السواد والحمرة . خدَّا هذا الثور كأنَّما كُفٌا أي ضُمَّ على ديباجة ، أي كأنهما قطعة من الديباج مضمومة، لحمرتهما الضاربة إلى السواد أو سوادهما الضارب إلى الحمرة، وعلى المتنين أي على جانبي الظهر لون قد سطع أي قد بدا باهراً ساطعًا بياضه في ضوء الشمس .
(53)يَبْسُطُ المَشْيَ إذَا هَيَجْتَهُ
مِثْلَ ما يَبْسُطُ في الخَطْوِ الذَّرَعْ
الذرع هو العجل الصغير وهو نشيط يبسط خطوه مرحاً ولعبًا لصغره ومرحه . يقول هذا الثور الوحشي يبسط المشي أي يسرع فيه ويشتد إذا هيجته ويكون في وثبه ونشاطه واتساع خطواته شبيهًا بالذَّرع وهو ولد البقرة الصغير . وهذا الوصف بحركة النشاط المرحة كما ينطبق على الثور الوحشي ينطبق على راحلته المشبهة بالثور الوحشي ، وينطبق على الشاعر نفسه لأن نشاط راحلته طـرف من نشاطه هو .
ولاشك قد تنبهت لاستعمال الشاعر للفظ " يبسط " وتكرار هذا اللفظ في القصيدة . جعله أول الأمر لرابعة المحبوبة . ثم لقومه بني بكر " بسط الأيدي " ثم الآن للثور الوحشي "يبسط المشي إذا هيجته " .
(54)هذا الثور الناشط فاجأه فراعه أي أخافه صائد من بني طييء ، وكانوا معروفين بجودة الرمي ، من أسهم يرمي بها ومعه ضراء أي كلاب ضارية متعودة على الصيد ، مدربة ، واحدها ضرو للذكر وضروة للأنثى وضريت الكلب تضرية دربته ليكون ضارياً بالصيد .
يقول هذا الصياد معه قوسه وأسهمه ومع ذلك كلابه الدوارب بالصيد ، الضارية المعودة عليه ، التي تبرهن بقوة جريها على مقدرتها الفائقة وتبلي أوتار الصائد أحسن البلاء أي تعطيه عن مقدرتها أجود دليل . تقول اختبرت فلانًا فأبلى بـلاءً حسنًـا أي فجاز الاختبار بتفوق.
الشرع بكسر الشين وفتح الراء جمع شرعة وهي الوتر في القوس ومنه يكون الرمي . وإذا أراد الصائد إغراء كلابه بالثور ، وشد الوتر ورمى فأرنَّ كان ذلك علامة يغري بها كلابه ، فهن ينطلقن وراء الثور مع انطلاق السهم ويبلين بجريهن أحسن البلاء ، ويبرهن للأوتار التي ترسل السهام أنهن سريعات كالسهام، أنهن أيضًا هن سهام يبارين السهام نفسها في السرعة وفي صدقهن الاندفاع إلى الصيد .
تقول بلوته أي اختبرته فأبلى أحسن بلاء . وبلا الصائد كلابه يبلوهن أي اختبرهن فأبلين أحسن البلاء . وبلت الشرع الكلاب أي اختبرتها حين أُرسلت مرمية عنها السهام فأبلتها الكلاب وكن يبلينها بسرعة جريهن أي يعطينها نتائج نجاح باهر من السرعة.
وهذه مبالغة لأن الكلب لا تبلغ سرعته سرعة السهم ، ومن قبل قد جعل سويد خيله كالسهام التي يغلي بها في الرمي فقال في البيت (26)
كالْمَغَالِي عارِفَاتٍ لِلسُّرَي
مُسْنَفَاتٍ لَمْ تُوَشَّمْ بالنِسَعْ
(55)فرأى الثور الكلاب ولم يستبنهنّ إما بسبب الغبار الذي أثاره جريهن وإما لبعض الضعف في بصره إذ جنس الظباء موصوف ببعض الضعف في بصره .
و" كلاب الصيد فيهن جشع " أى حرص وإفراط في شهوة ما سيكون لهن طعامًا لأن الصائد سيعطيهن لحم الثور متى الصيد عليه .
(56)لما تبينهن الثور وأيقن أنهن يردن صيده ولى هاربًا وحوله جنابان من غبار أكدري اللون أي فيه كدره الغبار ثم بعد اندفاعه الجري الأولى اتدع أي سكن وهدأ شيئًا ولـم يجتهد

طرطرطرطر والخيبه شو ها كله
والحوووم
اسميه حصص الاسبوع كله ماتكفي نشرحة
على العموم ثانكس

مشكوووووووور اخويه ع الشرح

ما عليك زود والله

يسلمووووووووووووووو ^_^

مشكوووووووووووووور اخوي عالشرح ………….

ويزاك الله ألف خير……..

مشكووووووووووووووووو^_^وووووووووووووووووووووووووور

مشكوووووور اخوي وتسلم يمناك .

مشكووووووووووووووووووووووووووور عالشرح الرائع

مشكووووووووووووور

مشكوووووووووووووووووووور أخوي ما تقصر.. تعبناك ويانا ……

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

أسئلة متنوعة -التعليم الاماراتي

أسئلة متنوعة

الملفات المرفقة

تسلم اخي ع المجهود الطيب
الف شكر لك
والله يعطيك الصحه والعافية

يعطيكم العافيه ..

شكراً لك
ما قصرت

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ابغي حل work book -التعليم الاماراتي

بلييييييز ابغي حل ورك بوك صفحة 30 ( B )

بلييييييييييز ابغي الجواب بس 5 جمل …………..

مـي تؤؤؤؤ ضرؤؤؤي

لوسمحت ابي حلول الwoork book الوحدة الاولى كله

لوسمحت ابي حلول الwoork book الوحدة الاولى كامل

لو سمحت ابي حل كتاب الwoork book ادبي الوحدة الاولى كله

لو سمجتوا بدي حل صفحة 25 من workbook

انا بددددي حل الوورك بوك الوحدة الاخيرة كلهاا لو سمحتوووو بسررررررررررعة

خلصت السنة + لاتوجد إجابة = إغلاق

^_______^

شكرا

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

طلب ورقه عمل عن درس التوافيق والتباديل والفضاء العيني والحدث -التعليم الاماراتي

السًٌَُلإإأأأألألأألأألأم علًٌَُيكم

شحالكمـ << عساكمـ بخير ..

لو سمحتوواا ابا اوراقـ عمل ف درسـ التوافيقـ والتباديلـ والفضاء العينيـ والحدثـ

ساااااا عدونيـ <<

الله يعطيكمـ العافيهـ <<<

فديتكمـ <<

مي تو

ممكن ورق عمل عن درس التباديل والتوافيق للصف الثامن ؟؟

شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررا على المجهود

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

مخلص تاااريخ -التعليم الاماراتي

وسلامتكم

بارك الله فيج ..

ربي يوفقج ..

بــآإآركـ الله فيـــك

اي فصل هذااااااااا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يعطيج الف عافية..

لا هنتي..

يعطيج العافيه الغلا ما قصرتي

ثاااااااااااااااااااااااااااااانكس

يسلمووووووووووووووووووووووو

اي فصل

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمش الذبوحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يعطيج الف عافية..

لا هنتي..

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكشخة اساسي مشاهدة المشاركة
يعطيج العافيه الغلا ما قصرتي

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاشق الصغيرة مشاهدة المشاركة
ثاااااااااااااااااااااااااااااانكس

يسلمووووووووووووووووووووووو

اي فصل

الله يسلمكم خخخ
فصل ثاني

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث تقرير المحميات الطبيعية -التعليم الاماراتي

بحث عن المحميات الطبيعية الطبيعة

إنشاء الله يعجبكم


دولة الامارات العربية المتحدة
وزارة التربية و التعليم

بحث مادةالجغرافيا بعنوان :
المحميات الطبيعية
اسم الطالبة:

بإشراف المعلمة:

2022 _2017

المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه، محمد  أما بعد فقد جاء بحثي بعنوان: "المحميات الطبيعية "….
والسبب الكامن وراء اختياري هذا البحث هو حب معرفة معنى المحميات الطبيعية وبعض الامثلة على المحميات الموجودة ، وتلبية للمطلب العلمي الذي طلب مني…
نبذة مختصرة وتمهيد تاريخي عن حماية الطبيعة:
في عام 252 ق.م أقر إمبراطور الهند " أسوكا " قانونا لحماية الحيوانات والأسماك والإحراج/ وتعد هذه المعلومة أقدم معلومة مؤلفة حول علم يهدف إلى حماية الطبيعة وإيجاد المناطق المحمية، ولكن حتى قبل هذا التاريخ كانت كالمناطق المحمية تقام لأسباب دينية أو لإتاحة الظروف للتكاثر الحيواني لأغراض الصيد.
وفي عام 1084م أمر الملك وليم الأول الإنجليزي بإعداد مسح شامل للأراضي والغابات ومناطق السمك والمناطق الزراعية ومحميات الصيد والمصادر المنتجة للمملكة لوضع خطط مناسبة للتنمية والإدارة. ،إن تأسيس وإدارة المناطق المحمية يعد من أهم طرق المحافظة على المصادر الطبيعية في العالم كي نحافظ على وفرتها الآن وفي المستقبل.
لقد تكلمت في بحثي عن المحميات الطبيعية عن :
الفصل الاول :
*تعريف المحميات الطبيعية ………………………………………….. ……………………
*اسباب تأسيس مناطق محمية……………………………………… ………………….
*الشروط و الموصفات التىتجعل المطقة مؤهلة من
أن كون محمية ………………………………………….. …………………………………
*الانشطة التى لا تتناقض مع أهداف المحميية…………………………………… …..
الفصل الثاني :
*المحميات الطبيعية في دولة الامارات…………………………………… ……………..
*أول محمية في الامارات لحمايةالبيئة البحرية و الثروة السمكية……………………..
*بعض المحميات الطبيعية…………………………………… ……………………………

وفي النهاية اتقدم بالشكر لكل من ساعدني في إتمام هذا البحث وأرجو أن يكون هذا البحث مفيداً، وأعتذر عن كل تقصير فيه، واحسب أنني لم أدخر جهداً في محاولة الوصول إلى درجة الإتقان ، وأسأل الله التوفيق والسداد و أرجو أن ينال إعجاب المعلمة وكل من إطلع عليه.
الموضوع :
الفصل الاول:
1 . تعريف المحميات الطبيعية :
بأنها مناطق محددة الأبعاد جغرافيا تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة بتحديد لأبعاد الجغرافية للمحميات وكذلك قوانين غدارة موارد هذه المحميات وفي السلطنة فإنه تصدر مراسيم سلطانية سامية عند إشهار أية محمية طبيعية عمانية من أجل المحافظة على ما تتميز به من التنوع البيئي الطبيعي حفاظا على تلك الموارد من الاستغلال الجائر أو الانقراض نتيجة المتغيرات الطبيعية والتنموية، فالسلطنة من أوائل الدول في المنطقة التي استحدثت نظم المحميات من حيث القوانين أو الإدارة وهي اليوم تتمتع بسمعة طيبة في الأوساط البيئية الدولية لهذا التقدم الكبير في فرض الحماية على المناطق التي تتميز بموارد حيوية أو فيزيائية هامة قد يكون بعض مكوناتها نادرا في حين أن البعض يمكن أن يكون قد تعرض لمخاطر الانقراض أو الاستغلال الجائر من قبل الإنسان وإضافة إلى المحميات الطبيعية هناك عشرات المناطق التي تتمتع بميزة المناطق المدرجة ضمن قائمة (مناطق صون البيئة). توجد بالسلطنة 77 محمية ومنطقة صون الطبيعة منها ست محميات طبيعية مصنفة دوليا بقائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
ومن اجل الحفاظ على هذه المحميات وتوفير الأسس الواضحة لإدارتها وتنميتها وحمايتها فقد صدر قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية بموجب المرسوم السلطاني رقم 6/2017.
تعريف مختصر: المفهوم الحديث على الطبيعة هو الصيانة والاستغلال الحكيم والأمثل لمصادر الأرض،
……………
2 . أسباب تأسيس مناطق محمية:
إن العاملين في مجال حماية الطبيعة يحاولون التقليل من الخسارة أو النقص في المصادر الحية، وذلك للحفاظ على التباين الحيوي والذي يعتبر بقاؤه أساسيا لاستمرار حصولنا على الفائدة من الأنواع البرية، ولا نستطيع القول بأن جميع الأنواع تتساوى في فائدتها للإنسان، بل أن بعض الأنواع أكثر فائدة من الأخرى وهي تضم:
أنواع النباتات البرية التي لها علاقة بالمحاصيل الغذائية للإنسان.
الحيوانات البرية التي لها صلة قرابة مع الحيوانات الداجنة.
الحيوانات القابلة للتدجين.
الأنواع البرية المنتجة للأغذية.
الأنواع التي يستغلها الإنسان للحصول على الأصباغ والأدوية.
الأنواع المهمة لإطعام الحيوانات الداجنة.
الأنواع التي يعتبر وجودها أساسيا لزيادة المتوفر من أنواع أخرى أو السيطرة على الآفات.
الأنواع التي لها قدرة على تحسين خصائص التربة.
الأنواع الحيوانية المفيدة للأبحاث كنماذج لدراسة الإنسان مثلا.
الأنواع التي لها قدرة كبيرة على تحسين البيئة المحيطة.
الأنواع التي تتحمل ظروفا معينة كالملوحة أو الحرارة أو الجفاف.
إضافة لذلك فقد يعتبر الإنسان بعض الأنواع غير مفيدة في الوقت الحاضر، ولكن أهميتها تبرز في المستقبل مما يوجب حفظ التباين الحيوي ككل مع إعطاء الأولوية للأنواع المهددة، وقد يكون تأسيس مناطق محمية هو جزء من الحل ولكنه بالتأكيد ليس الحل الوحيد.
دور المحميات الطبيعية في التنمية المستمرة:
تساهم المحميات في عملية التنمية المستمرة بالطرق التالية:
المحافظة على استقرار البيئة التي تمثلها هذه المناطق وتقلل تبعاً لذلك من الفياضانات أو الجفاف وتحمي التربة من الانجراف.
ضمان الإنتاج واستمرار التوازن البيئي.
توفير الفرصة للبحث العلمي ومتابعة الأحياء البرية والنظم البيئية ودراسة فهم علاقتها مع تنمية الإنسان.
توفير الفرصة لإحداث واستمرار التنمية في المناطق النائية والاستغلال الأمثل للأراضي الهامشية.
استغلال الفرصة للتوعية البيئية.
تسهيل التنزه والاستجمام والاقتراب من عالم الطبيعة الغني الجمال.
مواصفات وشروط المناطق المؤهلة لأن تكون مناطق محمية:

………………….
3 . الشروط و المواصفات التالية يجعل المنطقة مؤهلة لأن تصبح منطقة محمية:
1. عندما يتوفر في المنطقة نظام بيئي متميز (مجموعات حيوانية مستوطنة في الغابات المطرية).
2. عندما يوجد في المنطقة نوع متميز سواء بقيمته أو ندرته أو نوع معرض الانقراض.
3. عندما يوجد في المنطقة تنوع عادي لأنماط الأحياء.
4. عندما يكون لشكل السطح أو للعوامل الجيوفيزيائية أهمية خاصة كوجود الينابيع، أو مناطق جيولوجية فريدة.
5. عندما تكون المنطقة بحاجة لإجراءات لحماية العوامل الهيدرولوجية (التربة، الماء والطقس المحلي).
6. عندما تكون المناطق ذات أهمية للسياحة البيئية (بحيرات، شواطئ، مناطق جبلية، حياة برية).
7. عندما تشتمل المنطقة على مواقع لها أهمية للبحوث العلمية طويلة الأمد.
8. عند اشتمال المنطقة على مواقع أثرية.

………………………….
4 . الأنشطة التي لا تتناقض مع أهداف المحمية:
لا بد من وجود أعمال ونشاطات في المنطقة المحمية تفرضها الضرورات الإدارية على أن يكون تأثير هذه الأعمال مقبولا ومنسجماً مع الهدف الرئيس لإقامة المحمية، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن بعض المجموعات الحيوية والنظم البيئية هشة لا تحتمل أي تدخل، وبعضها يتأقلم مع التغيير أو التأثير الحاصل في محيطه. وتضم هذه الأعمال أو النشاطات ما يلي:
1. عمل ممرات خاصة وأبراج مراقبة ومخابئ.
2. زراعة نباتات غذائية للأنواع أو عمل مجمعات مائية أو وضع مكعبات تحتوي على أملاح ومعادن لتشجيع بعض الحيوانات البرية.
3. عمل أماكن مفتوحة لإطعام الحيوانات البرية.
4. السيطرة على أنواع معينة من الحيوانات زادت نستبها بسبب خلل معين في السلسلة الغذائية أو السيطرة على أنواع منافسة لنوع يراد إكثاره.
5. قطع أو تقليم أو حرق أو السماح بالرعي في مناطق معينة للحفاظ على مرحلة نباتية معينة.
6. توطين أو إعادة توطين نقل الأحياء البرية (بهدف ضمان نقل الشيفرة الوراثية).
وبالطبع فإن هذه النشاطات هي مجرد أمثلة قليلة على ما يمكن عمله في المناطق المحمية، لكن المهم أن تبقى هذه النشاطات منسجمة ومراعية لأهداف المحمية، وطبقاً لطبيعة المحمية وأهدافها فإنه يسمح بالاستعمالات التالية، (وهي مدرجة حسب ازدياد التأثير على النظام البيئي):

1. منع دخول الزوار إلا لأغراض إدارة المحمية.
2. السماح للبحث العملي.
3. السماح بالزيارة المنظمة في مناطق معينة من المحمية على أن تستعمل الطرق الخاصة.
4. شق طرق للعامة عبر تلك المناطق.
5. السماح بوجود مكثف للزوار ولكن دون التأثير على طبيعة المنطقة.
6. جمع الأخشاب الميتة من قبل السكان المحليين أو جمع العسل أو الثمار أو أية منتجات خشبية دون الإضرار بالطبيعة.
7. إدارة المناطق المحمية إدارة سليمة للإكثار من الحيوانات القابلة للصيد أو المشاهدة.
8. الصيد التقليدي المنظم.
9. السماح ببقاء السكان المحليين الذين كانوا يعيشون ساقاً بتناغم مع البيئة.
10. صيد الأسماك.

الفصل الثاني
1 . المحميات الطبيعية في دولة الامارات العربية المتحدة
بما ان الشيخ زايد رحمه الله قرر ان يضع في دولتنا المحميات الطبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض فقام الشيخ زايد رحمه الله بحمايتهن.
العـــرض:- فالنعلم ان المحمية الطبيعية هي مناطق طبيعية ذات حدود معينة تتمتع بالحماية القانونية والشرعية للمحافظة على تنوعها الاحيائي النباتي والحيواني من الاشتغلال الجائر او التغيرات الطبيعة المهلكة.
ويوجد الكثير من المحميات في العالم ومنها:- محمية رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير بمحافظة جنوب سيناء و محمية الزرانيق وسبخة البردويل بمحافظة شمال سيناء و منطقة الأحراش الساحلية برفح بمحافظة شمال سيناء و محميات علبة الطبيعية بمحافظة البحر الأحمر و محمية العميد الطبيعية بمحافظة مطروح والان فلاتعرف المحميات في دولة الامارات ومواقعها مثل:- محمية جزيرة صير بني ياس في أبو ظبي و محمية الأسماك في أم القيوين ومحمية الجزيرة السينية في أم القيوين ومحمية الطيور في دبي و محمية الغزلان و التماسيح في دبي – طريق دبي العين و محمية حيوانات شبة الجزيرة في الشارقة. فوائد المحميات أثرها في المحافظة على البيئة :- المحافظة على استقرار البيئة التي تمثلها هذة المناطق وتقلل تبعاَ لذللك من الفيضانات او الجفاف وتحمي البية من الانجراف و ضمان الانتاج واستمرار التوازن البيئي
…………………….
2 . أول محمية طبيعية في الإمارات لحماية البيئة البحرية والثروة السمكية

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة للمحافظة على ثرواتها البيئية البرية والبحرية إنطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات . من هذا المنطلق فقد أصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة مرسوماً أميرياً بإقامة ثلاث محميات بحرية بدبا الفجيرة ويعد هذا المشروع من أهم وأبرز المشروعات الحيوية الفريدة بالدولة والوطن العربي .
وترجع أهمية المحميات بأنها تحافظ على البيئة البحرية والثروة السمكية والشعاب المرجانية التي تتميز بها منطقة الساحل الشرقي وكذلك تنشيط الحركة السياحية .
فبالنسبة للثروة السمكية فإن هذه المحميات تأمن لها المناخ الطبيعي الآمن مما يؤدي إلى تكاثرها خاصة الأنواع النادرة من الأسماك التي تشتهر بها منطقة الساحل الشرقي .
وبالنسبة للشعب المرجانية فإن المحميات تحمي هذه الشعاب المرجانية والصخور الأصداف الملونة من عمليات التجريف مما يؤدي إلى جذب السياح لهذه المناطق .
وقد تم الانتهاء من وضع العلامات البحرية لهذه المحميات وذلك بزراعة مجسمات داخل البحر على شكل محميات صناعية وهي عبارة عن كهوف وبيوت بحرية وأحجار متنوعة ذات أشكال متباينة بها ثقوب وفتحات لدخول الضوء وتتيح الحركة للأسماك . كما أن هذا المشروع يمكن أن يستفيد منه طلاب الكليات العلمية والمهتمون بالأبحاث البحرية داخل الدولة وخارجها ، بالإضافة أنه سيسهم في تنشيط حركة السياحة وتوطيد ركائز الاقتصاد الوطني في إطار الخطط الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل القومي .
……………………

3 . بعض المحميات الطبيعية
محمية السلاحف برأس الحد:
تعد شبه جزيرة رأس الحد- وهي جزء من مجموعة شواطئ لتعشيش السلاحف- ذات قيمة بيئية وسياحية متميزة، كون هذه الشواطئ تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء ( CHELONIA MYDAS ) المعششة في السلطنة، حيث تعشش في هذه المنطقة حوالي 6000-13000سلحفاة، تفد الى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي، والبحر الأحمر، وشواطئ شرق أفريقيا. وقد أعلنت كمحمية طبيعية بتاريخ 23/4/1996، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 25/96.

محمية المها العربية ( جدة الحراسيس):

تعد المحمية الطبيعية، موطناً للكثير من أنواع الحياة الفطرية، بما فيها المها العربية (ORYX LEUCORYX) التي أعيدت الى موطنها الطبيعي في عام 1982، وقد أعلنت كأول محمية طبيعية في السلطنة، بتاريخ 18/1/1994 بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم4/94، إضافة الى إختيار اليونسكو لها في عام 1994م، لتصبح ضمن مواقع التراث الطبيعي العالمي. وقد حظي برنامج إعادة توطين المها برعاية شخصية من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، الذي قرر في عام 1974 إعادة المها العربية الى موطنها الأصلي. وفي عام 1980م، وصلت المجموعة الأولى من الحيوانات الى السلطنة، وبعدها بعامين، تم إطلاق أول قطيع من المها، حيث جرى إكثارها في الأسر، لترتع بحرية تامة، في بيئاتها الطبيعية، بعد عشر سنوات إنقضت على إبادتها من البراري.

محمية السليل الطبيعية:
تقع في المنطقة الشرقية في ولاية الكامل والوافي، وتبلغ مساحتها 220كم2، وأعلنت كحديقة طبيعية بتاريخ 28/6/1997، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم50/97، وتغطي غابات السمر معظم أرجاء الحديقة، ويوجد بها حالياً 45 رأساً من الغزال العربي، بالإضافة الى القط البري العماني النادر (السنمار)، بالإضافة الى النسر المصري الذي يتواجد بشكل منتظم.
محمية الجزر الطبيعية: الديمانيات:

تقع شمال محافظة مسقط وشرق ولاية بركاء و تضم المحيط البحري وتسع جزر رئيسية وهي (الخرابة، الحايوت، الجبل الكبير، الجبل الصغير، المملحة، اللومية ، قسمة ، الجون، أولاد الجون). أعلنت كمحمية بتاريخ 3/4/1996م بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (23/96 ).
محمية جبل سمحان الطبيعية:
تقع في محافظة ظفار، وتبلغ مساحتها 4500كم2، وأعلنت كمحمية طبيعية بتاريخ 28/6/1997، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 48 /97، وهي عبارة عن سلسلة من الأراضي المرتفعة المتكونة من الحجر الجيري القاعدي وتتكون هذه المحمية من حروف صخرية مقابلة للسهول الساحلية ونتوآت حادة إلى الشمال وتشمل المحمية أيضا خلجان وسواحل نيابة حاسك وأوديتها
. وتزخر محمية جبل سمحان بتنوع في الموارد الفيزيائية والحيوية حيث التكوينات الجيولوجية الهامة والأودية والجروف الصخرية والأخاديد العميقة التي أوجدتها نظاما ايكولوجيا للكائنات الطبيعية من نباتات وحيوانات تكيفت وفقا للظروف في دوراتها الطبيعية ومن هذه الموارد الفيزيائية المرتفعات الجيرية والمنحدرات الصخرية والأودية وبرك المياه بينما الموارد الحيوية عبارة عن حيوانات النمر العربي والوعل النوبي والذئاب و الضباع والغزلان ومجموعات أخرى من الحيوانات البرية وفي البيئة التابعة للمحمية نجد تنوعا آخر في بعض الكائنات البحرية كالحيتان والدلافين والسلاحف الخضراء وكل أنواع الأسماك التي تعيش في البحار العمانية.
وتشمل المحمية على مجموعات بعضها نادرة من الأشجار والنباتات من اجل كل هذا التنوع الهام فرضت الحماية على هذه المحمية من اجل توفير الحماية اللازمة للحياة الفطرية في بيئاتها وإتاحة استغلال هذه الموارد بصورة مستدامة عبر إدارتها بالطرق الصحيحة.
وقد نفذت في هذه المحمية بعض الدراسات أهمها مشروع دراسة النمر العربي وقام بهذه الدراسة مكتب مستشار صاحب الجلالة لحفظ البيئة بالتعاون مع وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه وكان من نتائج هذه الدراسة التأكيد على وجود هذه الحيوان في مساحات تزيد على (200) كم مربع من أراضي المحمية وكذلك التأكيد على تكاثر هذه المفترسات التي تعيش على الغزلان والوعول والطيور التي تكثر في المحمية فقد تم اسر ستة من هذه الحيوانات وتم من خلال هذه الطريقة التعرف على الكثير من المعلومات الهامة في حياة وأنشطة ومواسم تزاوج هذه الحيوانات.
محمية الخيران:
تشتمل هذه المحمية على تسع خيران تراوح مساحتها بين بضعة هكتارات ومئات الهكتارات، أكبرها خور روري بولاية طاقة وتبلغ مساحتها (2.8) كم مربع وأصغرها خور القرم الصغير بالقرب من فندق هيلتون على الطريق المؤدي إلى ميناء صلالة ومجموع خيران هذه المحمية تسعة أخوار بعضها يتمتع بموارد حيوية هامة كالتنوع في الأسماك التي تتجاوز أنواعها في عدد من هذه الأخوار العشرين نوع مثل خور ولاية طاقة عند المدخل الغربي للمدينة إلى جانب التنوع الكبير في النباتات خاصة نبات البوص في بعض هذه الأخوار التي يستدل منها بمواقع المياه العذبة الصالحة للشرب.
محميات الأخوار بساحل ظفار:
تقع في محافظة ظفار، وتتفاوت مساحتها من بضعة هكتارات الى ما يزيد عن مائة هكتار، وأعلنت كمحميات طبيعية بتاريخ 28/6/1997، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم49/97، ويبلغ عددها ثمان محميات، وهي: محمية خور المغسيل، محمية خور الدهاريز، محمية خور البليد، محمية خور عوقد، محميتي خوري القرم الصغير والقرم الكبير، محمية خور صولي، محمية خور طاقة، محمية خور روري.
محمية خور روري:

تعتبر محمية خور روري أكبر محميات هذه الخيران وأكثرها جذبا للسياح حيث يقع ميناء خور روري الشهير المعروف بسمهرم وتوجد بالقرب من الخور آثار هامة من عهود ما قبل الميلاد وقد ذكر الميناء كثيرا في المصادر التاريخية اليونانية والإغريقية والعربية باعتباره الميناء الرئيسي لجذب التصدير اللبان في ظفار حتى فترة القرن السادس الميلادي لذلك يكتسب الخور أهمية كبرى كمحمية طبيعية وتراثية فالموقع أدرج في العام الماضي ضمن قائمة التراث العالمي وقبل ذلك كان محمية طبيعية للحفاظ على التوازن الحيوي في هذا الخور الذي كما قلنا يعد أكبر أخوار المحمية وتعيش فيها العديد من الأسماك والطيور والنباتات تجاوزت بعض أنواعها المائة نوع والخور متصل بهم نظام صرف مائي في ظفار وهو وادي دربات الذي يمد الخور سنويا بملايين الجالونات من المياه العذبة والمؤشر الهام في هذا الخور على عذوبة مياه بعض أجزائه هو النمو الكبير لنباتات البوص على ضفاف الخور بكثافة وهذه النباتات تعتبر مصدرا غذائيا هاما للمواشي خاصة الإبل التي ترعى في تلك المنطقة خلال فترة الخريف.

محمية خور المغسيل:
خور المغسيل يقع عند الطرف الشرقي لجبل القمر وهذا الخور مساحته حوالي نصف كيلومتر مربع وطوله حوالي ثلاثة كيلومترات وعرضه 150 مترا وللخور أهمية قصوى في الحفاظ على أنواع هامة من الطيور المستوطنة والمهاجرة التي تأوي الخور لوفرة الغذاء طوال العام فمن السهل عند المرور على هذا الخور مشاهدة العشرات من أنواع الطيور بأشكالها وألوانها وأحجامها المختلفة منها القادمة من أفريقيا ومنها القادمة من أوروبا والأخرى من الهند ومنها المستوطنة وقد أحصي في فترات ماضية مئات الأنواع من هذه الطيور في فترات مختلفة من العام خاصة في فصل الشتاء حيث تكثر الطيور المهاجرة نظرا لأهمية هذا الخور كمستوطنة للطيور فقد تمت حماية الموقع ودخل ضمن نطاق المحميات الطبيعية.
وبالخور غرفة لمراقبة الطيور على طرفه الشرقي يمكن لمحترفي التصوير أو لمحبي مراقبة الطيور مشاهدة تلك الأنواع من ذلك الموقع في أي وقت من النهار.

الخاتمة :
والآن وبعد هذه الرحلة التي تناولت فيها موضوع:المحميات الطبيعية
وفي نهاية المطاف أتقدم بهذه التوصيات:
1) أن حب الاستطلاع في علم الجغرافيا مجال ذو باب مفتوح لا يغلق أبداً.
2) أن ندرك أهميه علم الجغرافيا في حياتنا.
3) أن علم الجغرافيا علم من علوم الإبداع والرقي والاجتهاد فلا بد من الحفاظ عليه والمساهمة فيه بمساهمات مشرفة.
وفي الختام أرجوا أن يكون هذا البحث قد نجح في إلقاء الضوء على بعض الجوانب النقود في الإمارات .وأرجو أن أكون قد نجحت في إعطائها المكان اللائق. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

المصادر و المراجع:
مواقع من شبكة الانترنت :
http://marwanmohajer.jeeran.com/archiv
http://www.alnahaam.com/vb/showthread.php?t=13095
www.alamuae.com/uae/showtopics
http://www.nhyaan.net/vb/showthread.php?t=62683
http://www.aluae.net/vb/showthread.php?t=36380
http://www.alamuae.com/uae/showtopics-261.html

الموسوعات:
1- موسوعة ويكيبيديا

لاآ تنسواا الردود ترا بزعل

يسلمووووو ع الطرح

مشكووورة وما قصرت الله يعطيج ألف خير

مشكووووره و ف ميزان حسناتج ..

ثانكس بس لو سمحتي حطية في المرافقة

مشــــــــــــــــــــكورة أختي مااااااااااا اتقصرين و يعطيج العاااااااافية ^-^

مشكوووورة على البحث

مضبوط مضبوووط][>> ـأشكرــك من ـأعمـآق قلبـ،ـي][>> حبيبي والله

السلام عليكمجمبعاً اخواني انا ماعرف احط التقارير في النت بس ترهن عندي الي يبا تقارير الصف الحادي عشر الادبي يراسلني ع الايميل لاني ما عرف انزلهن بالنت
اخوكم دولاب المثل ……………سلامي
يمنع وضع الإيميلات

مشكووووووووووووووووورة

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بوربوينت علم اجتماع درس الأسرة_ التغير الاجتماعي – الحراك الاجتماعي -التعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في المرفقات

م/ن

الملفات المرفقة

وعليكم آلسلام والرحمه ,

مآنخلآ , نرقب آلزود (=

وعليــكم الســـلام ورحمة الله وبركاته

جٌمُيًل جُدأ

شٌكُرأ لجٌ

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

طلب..مشروع -التعليم الاماراتي

تقصي الاغذيه الملائمة لمرضي الفشل الكلوي

لاتردوني ,,,,,

أنا عندي مشروع عن البصمه

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم1 مشاهدة المشاركة
أنا عندي مشروع عن البصمه

اوكي اخوي حط المشروع لو سمحت

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم1 مشاهدة المشاركة
أنا عندي مشروع عن البصمه

تمااااام اخوي عطنا اياه …

وما بتقصر ويانا …

وين المشروووع

صلى الله على محمد