لعبة بسيطة للصغار عن الحيوانات
farm animals
تعلم أسماء الحيوانات قراءة وكتابة
اللعبة في المرفقات
-
farm animals.zip (456.0 كيلوبايت, 50 مشاهدات)
بالتوفيق ..
لعبة بسيطة للصغار عن الحيوانات
farm animals
تعلم أسماء الحيوانات قراءة وكتابة
اللعبة في المرفقات
بالتوفيق ..
مجلس أبوظبي للتعلـيم المكان: مدرسـة مبارك بن محمد للتعليم الأساسي /ح1
أشرف على اللقاء التعريفي الدكتورة كريمة المزروعي و اختصاصيي مواد العلوم الاجتماعية ، و حضرها منسقو مواد الدراسات الاجتماعية في مدارس إمارة أبوظبي [ أبوظبي –العين– الغربية ] ، والذين سينقلون بدورهم ما دار في اللقاء التعريفي إلى المعلمين في المدارس .
تناول اللقاء التعريفي العمل بالمهارات التي من المفروض أن يصل إليها الطالب ، حتــــى يستفيد أفضل من سرد المعلومات التي قد لا يتذكرها يوم الامتحان . كما ركز اللقاء على التقويم المستمر الذي سيواكب عملية التدريس ، و مستمراً باستمرارها و الهدف منه تعديل المسار لحث الطالب على جعل التعليم وسيلة ارتقاء بالمستوى الإبداعي للطالب وتنمية مهارات التفكير لديه. وهذه المهارات تختلف من فصل إلــــــــــى آخر بالتدرج . كما ستعقد ورش عمل أخرى لشرح المستجدات بصفة أوضح لجميع مدارس إمارة أبوظبي [ أبوظبي –العين– الغربية ] .
تصوير:
أحمد الزعابي
ربي يوفقج ..
شٌكُرأ لجٌ
ف المرفقات بتحصلون ملف
امشوا عليه خطوة خطوة
امتحان حلو و صحيح
دكتور فيل اختبر نفسه ف هالامتحان
انا نتيجتي …43
يلا تفضلوا
تسلمون
أنا نتيجتي 49.. وأتسلمين ع الطرح الممتع
تسلمين ع المرور النايس
يا دبوووووووووو
لا أقصد يا اختي الغالية
هههههههه
نورتي الصفحة
الـقـصـه .. أنـواعـهـا .. و عـنـاصـرهـا..
القصة :.
عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
تعريفها:
يعرفها بعض النقاد بأنها:
حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.
الأنواع القصصية:
1- الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.
عناصر القصة:
1- الموضوع :
يختار القاص موضوعه من :
أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د – من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ – من الوثائق .
(2) الفكرة ( فكرة القصة):
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة .
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد .
(3) الحدث:
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .
تصميمات عرض الحوادث :
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1- .النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها .
الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
( 5) البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث .
(6) الشخصيات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .
(7) الأسلوب واللغة:
1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
– طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
– طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .
(8 )الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.
(9) العقدة والحل:
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله
م/ن
اريد بحث مع المصادر والمراجع عن الظروف الاقتصادية واثرها على التحصيل الدراسي،،،،او العنف الاسري واثره على التحصيل الدراسي؟؟او اللواط اسباب وكيفية الحد منه؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً أن نعرّف الأسرة ونبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية والعلاقات الأسرية والتي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام ظاهرة العنف الأسري.
تعريف الأسرة:
* الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.
أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي:
(1) الزوج.
(2) الزوجة.
(3) الأولاد.
وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة
الآن وبعد التحدث عن تعريف الأسرة وتكوينها لننتقل إلى وصف العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة.
((الرأفة والإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة))
(1) الحب والمودة: إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلاّ إن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة، فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة.
(2) التعاون: وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، وتدبير أمور البيت، وهذا الجانب من جوانب المنهج الذي تقدم به الإسلام للأسرة يتطلب تنازلاً وعطاء أكثر من جانب الزوج.
(3) الاحترام المتبادل: لقد درج الإسلام على تركيز احترام أعضاء الأسرة بعضهم البعض في نفوس أعضاءها.
من الثوابت التي يجب أن يضعها مدير العائلة -الزوج- نصب عينيه هي «أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل له أية سلطة على زوجته إلاّ فيما يتعلق بالاستمتاع الجنسي، وليست له أية سلطة عليها خارج نطاق ذلك إلاّ من خلال بعض التحفظات الشرعية التي يختلف الفقهاء في حدودها، وتتعلق بخروج المرأة من بيتها من دون إذن زوجها».
أمّا ما تقوم به المرأة من الواجبات المنزلية التي من خلالها تخدم الزوج والعائلة فإنه من قبيل التبرع من قبلها لا غير، وإلاّ فهي غير ملزمة شرعاً بتقديم كل ذلك. وإن كان البعض يرقى بهذه الوظائف التي تقدمها المرأة إلى مستوى الواجب الذي يعبر عنه بالواجب الأخلاقي الذي تفرضه الأخلاق الإسلامية.
فإذا عرف الزوج بأن هذه الأمور المنزلية التي تتبرع بها الزوجة لم تكن من صميم واجبها، بل تكون المرأة محسنة في ذلك، حيث أن الإحسان هو التقديم من دون طلب، فماذا يترتب على الزوج إزاء هذه الزوجة المحسنة؟
ألا يحكم العقل هنا بأنه يجب على الإنسان تقديم الشكر للمحسن لا أن يقابله بالجفاف؟
إن هذه الحقيقة التي يفرضها العقل هي عين ما أكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى:
{هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان}.
إن أقل الشكر الذي يمكن أن يقدمه الزوج للزوجة المحسنة هو «أن يعمل بكل ما عنده في سبيل أن يحترم آلام زوجته،وأحاسيسها، وتعبها، وجهدها، ونقاط ضعفها».
مسؤولية الزوج تجاه زوجته:
1- الموافقة، ليجتلب بها موافقتها، ومحبتها، وهواها.
2- وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة.
3- وتوسعته عليها».
مسؤولية الزوجة في التعامل مع الأبناء وركزنا في هذا الجانب على مسؤولية الزوجة لأنها الجانب الذي يتعامل مع الأبناء أكثر من الزوج:
1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا، وفي الآخرة.
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم، وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك، واطلاعهم على الآثار السيئة، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ.
3- تربية البنات على العفة والطهارة، وإرشادهن للاقتداء بالنساء الخالدات، وتحذيرهن من الاقتداء باللاتي يشتهرن بانحرافهن الأخلاقي. كما تحذرهن من الاستهتار، وخلع الحجاب وعدم الاستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم.
4- الاعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد، وعدم ارتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤولياتها.
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة، وما يجب عليهم من الاحترام تجاهه، والاقتداء به -على فرض كونه رجلاً يستحق الاقتداء به- وذلك كي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد، وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم.
6- تجنب الاصطدام بالزوج -وخاصة أمام الأولاد- لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى اضطراب الطفل وخوفه وقلقه.
7- وجوب اطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد، أو ما قد يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالانحراف وعدم الانسياق مع العاطفة والخوف من ردة فعل الأب.
8- صيانة الأولاد عن الانخراط في صداقات غير سليمة، وإبعادهم عن مغريات الشارع، ووسائل الأعلام المضللة. من قبيل البرامج المنحرفة، والكتب المضللة.
9- محافظتها على مظاهر اتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها، لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين اتباع ما تقوله الأم، أو تمارسه.
مسؤولية الزوج -الأب- تجاه الأولاد:
1- ضرورة اختيار الرحم المناسب للولد بأن يختار الزوجة الصالحة التي نشأت في بيئة صالحة.
2- تهيئة الظروف المعيشية المناسبة التي تمكنهم من العيش بهناء.
3- حسن اختيار الاسم وهو من حق الولد على أبيه.
4- أن يحسن تعليم الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة، ويهيئهم التهيئة السليمة ليكونوا أبناء صالحين مهيئين لخدمة المجتمع.
5- أن يزوجهم إذا بلغوا.
الآن وبعد تبيان الأسرة وأهميتها وعلاقاتها وحقوق أفرادها نعود للحديث عن موضوعنا الأساسي وهو العنف الأسري:
ولأننا نعلم يقيناً مما سبق ذكره أعلاه أن الأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوقه فإننا نؤكد على حقيقة أن العنف الأسري أكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه.
ومن هنا تأتي أهمية الإسراع إلى علاج هذا المرض قبل أن يستفحل.
لنستعرض الآن بعض مسبباته التي نعرفها:
أن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري.
والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل.
كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة،وهذا ينبطق أحياناً بين الإخوة والأخوات.
من هم الأكثر تعرضاً للعنف الأسري:
تبين من جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول.
يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم.
فبنسبة 99% يكون مصدر العنف الأسري رجل.
مسببات العنف الأسري:
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1443هـ أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.
يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما.
ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه.
دوافع العنف الأسري:
1- الدوافع الذاتية:
وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري،
2- الدوافع الاقتصادية:
في محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة.
3- الدوافع الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف، والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
و هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.
نتائج العنف الأسري:
1- أثر العنف فيمن مورس بحقه:
هناك آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية.
ب- زيادة احتمال انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
2- أثر العنف على الأسرة:
تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الاحساس بالأمان وربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة.
3- أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره.
الحلول:
1. الوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري،
2. تقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف
3. وجوب تدخل الدولة في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري.
4. إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر.
الخلاصة:
أننا عندما نريد أن نربي ونثقف كلا من الولد والبنت نربيهما على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر.
فأنوثة المرأة إنما هي بعاطفتها، وحنانها، ورقتها.
كما أن رجولة الرجل إنما هي بإرادته، وصلابته، وقدرته على مواجهة الأحداث.
فالرجل يعاني من نقص في العاطفة، والحنان، والرقة، والمرأة -التي تمتلك فائضاً من ذلك- هي التي تعطيه العاطفة، والحنان، والرقة. ولهذا كانت الزوجة سكناً {لتسكنوا إليها}.
والمرأة تعاني من نقص في الإرادة، والحزم، والصلابة، والرجل -الذي يمتلك فائضاً من ذلك- هو الذي يمنحها الإرادة، والحزم، والصلابة. ولهذا كان الزوج قيّماً على الزوجة كما يقول تبارك وتعالى:
{الرجال قوَّامون على النساء}.
فالتربية تكون إذن على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر».
وهناك طرق ممكن انتهاجها لمساعدة الزوجات والأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري، والخطوة الأولى تكمن في دراسة وجمع ما أمكن من معلومات حول ديناميكة أسرهم.
1. توفير أماكن آمنة للنساء والأطفال يمكنهم الذهاب إليها للشعور بالأمان ولو لوقت يسير ويمكن متابعتهم هناك من قبل المختصين.
2. العمل على تعليم النساء والأطفال على تطوير خطط للأمان لهم داخل المنزل وخارج المنزل.
3. التعاون مع الجهات المختصة برعاية الأسر والأطفال لإيجاد حلول تتوافق مع كل أسرة على حدة.
4. تدريب الأطفال على ممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولدت لديهم نظر العنف الذي مورس عليهم.
5. تعليم الأطفال على سلوكيات إيجابية بحيث نمكنهم من التحكم بموجات الغضب والمشاعر السلبية لنساعدهم على تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة.
Soben: مدير منتدى صانع المال
buy cialis viagra online
ويمكن تعميم هذه الطريقة لمفهوم المئات ولكن لمفهوم الألوف يصبح الأمر أكثر صعوبة لذلك يكون لدى الطلبة تصور عن المفهوم لأن الطريقة تكررت أكثر من مرة حيث يتم العد بالمئات، 100، 200، 300، ،،،، 900 وهكذا
تم التقيمــ …
يزاج ربي الخير..
وتسلم يمناج..
الله يوفقج..
تستاهلين كل خير حبوبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اليوم أنقل إليكم موضوع مهم نحتاج إليه
أتمنى أن يحوز رضاكم وإعجابكم
أنتظر تعليقاتكم
اصنع لنفسك شخصية مغناطيسية وجذابة
تتميز الشخصية بكونها شئ يمكن تلميعه وصقله وتقويمه من خلال اتباع إرشادات صحيحة وممارستها واكتساب خبرة ، ولعل من أكثر الأمور التى تضيف جاذبية للشخصية الثقة بالنفس والفكاهة وتميز الشخصية الفردية وبالأساس إيمان الشخص بنفسه .. إن أفضل طريقة لتصل لمكان معين هى أن تتبع الطريق الذى سلكه الآخرون الذين نجحوا فى الوصول لهذا المكان طبعا ما دامت سبلهم مشروعة وغير ملتوية .. واحد من أفضل الوسائل لأكساب نفسك شخصية مغناطيسية هى البحث عن الأشخاص الذين يملكون بالفعل شخصية مغناطيسية جذابة ومحاكاتهم .. اقرأ هذه المقالة لتعرف كيف يمكنك أن تنشئ شخصية مغناطيسية وجذابة وتحقق هذا الإنجاز الرائع ولتحقيق نتائج باهرة … سؤال من أنت ؟ هل تعرف من أنت حقا ؟ ستتسأل كم هذا سؤال سخيف ، ولكن ولكن فى الحقيقة العديد من الناس لا يعرفون من هم حقا .. حيث أن المطلوب هو الإجابة على سؤال " من أنا " ليس " من أريد أن أكون " ، معظم الناس يميلون دائما لوصف الذى يريدون أن يكونوه بدلا من وصف من هم فعلا ، والآن تعلم كيف تكون نفسك واقبل نفسك كما هى .
المطلوب الأول: توقف عن التفكير أكثر من اللازم …
من المظاهر الأخرى لبناء شخصية ذات جاذبية ألا تهتم بما يعتقده الآخرون عنك … كى لا تعيش منقاد وراء أراء الآخرين وتوقف عن محاولاتك التأثير فى الآخرين كل الوقت بل العكس فلتدعهم يؤثروا هم عليك قليلا .
المطلوب الثانى: توقف عن عد الأصدقاء …
البعض يعتقد أنه كلما زاد عدد أصدقائهم حياتهم ستكون أفضل ، ليس ضرورى أن تمتلك أصدقاء حتى يكون لديك شخصية جذابة كونك فريدا وفذا ، فالنمر يسير وحيدا بينما الخروف يسير فى قطيع ، تعلم كيف تسير وحيدا وتوقف عن التفكير والاهتمام بما يعتقده الناس .
المطلوب الثالت: تعلم الاستماع …
من هو أكثر الأشخاص أهمية لك ؟ إنه أنت .. إننا نقيم أنفسنا أكثر من تقيمنا للآخرين فى حياتنا ، كل شخص يبحث عن من يمكنه الاستماع إليه وللأسف فإننا اليوم ليس لدينا الصبر للاستماع للآخرين ولا الوقت الكافى . ولهذا إذا كنت شخص يجيد الاستماع للأخرين سوف ينجذب الناس إليك بشكل طبيعى .
المطلوب الرابع: تعلم الإطراء …
كل شخص يرديد أن يشعر بالرضا عن نفسه ، يمكنك أن تلاحظ أن إطراء بسيط يمكن أن يحول يوم إنسان ما بشكل مطلق ، وإذا كنت أنت تستطيع جعل يوم شخص ما رائع يمكنك أن تلاحظ المقابل الذى يقدمه لك هذا الشخص
المطلوب الخامس: تعلم الدفع والتحفيز …
هل تعرف السبب الذى يدفع الناس لكى يستمعوا لشرائط التحفيز ، هل تعلم السبب وراء أن أغلب المتحدثين الذى يحثون الناس للتغير يعتبروا من النجوم .. ببساطة يعود هذا إلى أن لديهم القدرة والقابلية لدفع وتحفيز الناس لتحقيق أهدافهم ، لذلك تعلم كيف تدفع الآخرون لكى يكونوا إيجابيون لكى تكون نجما متألقا فى علاقاتك
المطلوب السادس: الاهتمام …
جميع البشر لديهم رغبة جامحة للشعور بالأهمية وإعجاب الآخرين بهم ، عندما تتحدث للأخر : أظهر له اهتمامك لما يقوله – دعهم يعلموا أنك تستمع إليهم ولديك رغبة فى الاستماع لما يقولونه
المطلوب السابع: اسألهم …
اسألهم أسئلة ، من أفضل الطرق التى تعبر أنك تهتم لما يقوله الآخرون هو أن تسألهم عن مناطق اهتماماتهم ، اسئلهم لتظهر لهم أنك تهتم لأمرهم قليلا وسوف تشعر بأهميتك لديهم
المطلوب الثامن: مساعدتهم …
ساعدهم بلا تردد ، أجعل هذا أسلوبك ساعد الآخرين بدون أى تردد وحاول أن تكون صادق فى معروفك ، سوف ترى طريقة التعامل المختلفة .
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، المؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات
م/ن
صحيح..
كل كلمة قلتها صح..
الله يسلمك..
العفو..
اشكرك لمرورك الرائع ..
,’
المخدرات
مفاهيم ومصطلحات
تحدد المصطلحات المستخدمة في أي مجال المفهوم العلمي والتطبيقي، وتعرف بالمصطلحات وفق ما استقر عليه استخدامها في مجالات الاختصاص بهدف التوضيح وتلافي الغموض والإبهام وتحقيق الاستيعاب والاختصار.
المواد النفسية (المخدرات)
هي المواد المحدثة للاعتماد (الإدمان) طبيعية كانت أو مصنعة. وتشمل هذه المواد: الكحوليات (المشروبات الكحولية) والأمفيتامينات، والباربيتورات (مثل الفاليوم، والميلتاون، وسائر المواد المهدئة)، والقنبيات (مستحضرات القنب، الماريغوانا في الغرب، والبانج والجانجا والكاراس في الهند، والكيف في شمال أفريقيا، والحشيش في مصر)، والكوكايين، والمهلوسات (مثل الليسيرجايد، والميسكالين، والسايلوسيبين)، والقات، والأفيونيات (الأفيون، والمورفين، والهيروين، والكودايين)، والمواد الطيارة (الاستنشاقية: مثل الأسيتون، والجازولين).
ويستخدم اليوم مصطلح المواد النفسية بدلا من المخدر. والمقصود بالمخدر في هذا الملف هو المواد المحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية.
الإدمان والاعتماد
الإدمان هو التعاطي المتكرر للمواد النفسية، بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحياناُ عضوية ناتجة عن التفاعل مع المادة المخدرة لدرجة يميل فيها المدمن إلى زيادة جرعة المادة المتعاطاة، وهو ما يعرف بالإطاقة أو التحمل. وتسيطر عليه رغبة قهرية قد ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي وسيلة. وقد استخدم مصطلح "الاعتماد" بديلاً للإدمان والتعود. وقد يحدث إدمان لا يعتبر بالضرورة خطرا أو ضاراً مثل الحالة الناتجة عن تناول البن والشاي والتبغ، ولا يقع هذا النوع من الإدمان في اهتمامنا في هذا الملف، ولكن المقصود هو الإدمان الناتج عن تعاطي المخدرات.
الانسحاب
هو الحالة التي يكون عليها المدمن إذا توقف عن تعاطي المخدر، وهي مجموعة أعراض تنجم عن محاولة الجسم التخلص من آثار سموم المخدر، وتختلف حسب نوع المخدر. وتبلغ هذه الأعراض أشدها في الأفيون ومشتقاته وبالأخص الهيروين حيث تتراوح مدتها بين يومين وأربعة أيام، ويمكن أن تنتهي ببعض المتعاطين إلى الوفاة.
ومن أمثلة أعراض الانسحاب في حال إدمان الأمفيتامينات (المنشطات والمنبهات): مزاج مكتئب وشعور بالتعب واضطراب في النوم وأحلام مزعجة.
وبالنسبة للانسحاب الكحولي تتمثل الأعراض في الارتعاشات الشديدة والغثيان والتقيؤ والشعور بالضيق والتوعك والضعف وسرعة ضربات القلب والعرق المتزايد، إضافة إلى المزاج المكتئب والتهيج.
أنواع المخدرات
كثرت أنواع المخدرات وأشكالها حتى أصبح من الصعب حصرها، ووجه الخلاف في تصنيف كل تلك الأنواع ينبع من اختلاف زاوية النظر إليها، فبعضها تصنف على أساس تأثيرها، وبعضها يصنف على أساس طرق إنتاجها. ولا يوجد حتى الآن اتفاق دولي موحد حول هذا التصنيف، ولكن على العموم كانت أشهر التصنيفات على حسب العناصر التالية:
أولاً: بحسب تأثيرها
1- المسكرات: مثل الكحول والكلوروفورم والبنزين.
2- مسببات النشوة: مثل الأفيون ومشتقاته.
3- المهلوسات: مثل الميسكالين وفطر الأمانيت والبلاذون والقنب الهندي.
4- المنومات: وتتمثل في الكلورال والباريبورات والسلفونال وبرموميد البوتاسيوم.
ثانياً: بحسب طريقة الإنتاج
1- مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشرة: مثل الحشيش والقات والأفيون ونبات القنب.
2- مخدرات مصنعة وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد أن تتعرض لعمليات كيمياوية تحولها إلى صورة أخرى: مثل المورفين والهيروين والكوكايين.
3- مخدرات مركبة وتصنع من عناصر كيماوية ومركبات أخرى ولها التأثير نفسه: مثل بقية المواد المخدرة المسكنة والمنومة والمهلوسة.
ثالثاً: بحسب الاعتماد (الإدمان) النفسي والعضوي
1- المواد التي تسبب اعتماداً نفسياً وعضويا: مثل الأفيون ومشتقاته كالمورفين والكوكايين والهيروين.
2- المواد التي تسبب اعتمادا نفسيا فقط: مثل الحشيش والقات وعقاقير الهلوسة.
رابعاً: بحسب اللون
1- المخدرات البيضاء: مثل الكوكايين والهيروين.
2- المخدرات السوداء: مثل الأفيون ومشتقاته والحشيش.
خامساً: تصنيف منظمة الصحة العالمية
1- مجموعة العقاقير المنبهة: مثل الكافيين والنيكوتين والكوكايين، والأمفيتامينات مثل البنزدرين وركسي ومئثدرين.
2- مجموعة العقاقير المهدئة: وتشمل المخدرات مثل المورفين والهيروين والأفيون، ومجموعة الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعية مثل الميثاون وتضم هذه المجموعة كذلك الكحول.
3- مجموعة العقاقير المثيرة للأخاييل (المغيبات) ويأتي على رأسها القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش، والماريغوانا.
سادساً: بحسب التركيب الكيميائي
وهناك تصنيف آخر تتبعه منظمة الصحة العالمية يعتمد على التركيب الكيميائي للعقار وليس على تأثيره، ويضم هذا التصنيف ثماني مجموعات هي:
1- الأفيونات
2- الحشيش
3- الكوكا
4- المثيرات للأخاييل
5- الأمفيتامينات
6- البابيورات
7- القات
8- الفولانيل
تاريخ المخدرات
ورد في تراث الحضارات القديمة آثار كثيرة تدل على معرفة الإنسان بالمواد المخدرة منذ تلك الأزمنة البعيدة، وقد وجدت تلك الآثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو كتابات على أوراق البردي المصرية القديمة أو كأساطير مروية تناقلتها الأجيال. فالهندوس على سبيل المثال كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الإلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش. ونقش الإغريق صوراً لنبات الخشاش على جدران المقابر والمعابد، واختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الإلهة التي تمسك بها، ففي يد الإلهة (هيرا) تعني الأمومة، والإلهة (ديميتر) تعني خصوبة الأرض، والإله (بلوتو) تعني الموت أو النوم الأبدي. أما قبائل الإنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس، وتجلب لهم نوماً لذيذاً، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا. وفيما يأتي نتناول تاريخ أشهر أنواع المخدرات التي عرفها الإنسان:
1- الكحوليات
تعتبر الكحوليات من أقدم المواد المخدرة التي تعاطاها الإنسان، وكانت الصين أسبق المجتمعات إلى معرفة عمليات التخمير الطبيعية لأنواع مختلفة من الأطعمة، فقد صنع الصينيون الخمور من الأرز والبطاطا والقمح والشعير، وتعاطوا أنواعاً من المشروبات كانوا يطلقون عليها "جيو" أي النبيذ، ثم انتقل إليهم نبيذ العنب من العالم الغربي سنة 200 قبل الميلاد تقريباً بعد الاتصالات التي جرت بين الإمبراطوريتين الصينية والرومانية. واقترن تقديم المشوربات الكحولية في الصين القديمة بعدد من المناسبات الاجتماعية مثل تقديم الأضاحي للآلهة أو الاحتفال بنصر عسكري. وهذا نموذج ليس متفردا في قدم وتلقائية معرفة الإنسان للكحوليات، كما لهذا النموذج شبيه في الحضارات المصرية والهندية والرومانية واليونانية، كما عرفت الكحوليات المجتمعات والقبائل البدائية في أفريقيا وآسيا.
2- الحشيش (القنب)
القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لأن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري، ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقاً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش.
وقد عرفت الشعوب القديمة نبات القنب واستخدمته في أغراض متعددة، فصنعت من أليافه الحبال وأنواعا من الأقمشة، واستعمل كذلك في أغراض دينية وترويحية.
ومن أوائل الشعوب التي عرفته واستخدمته الشعب الصيني، فقد عرفه الإمبراطور شن ننج عام 2737 ق.م وأطلق عليه حينها واهب السعادة، أما الهندوس فقد سموه مخفف الأحزان.
وفي القرن السابع قبل الميلاد استعمله الآشوريون في حفلاتهم الدينية وسموه نبتة "كونوبو"، واشتق العالم النباتي ليناوس سنة 1753م من هذه التسمية كلمة "كنابيس" Cannabis.
وكان الكهنة الهنود يعتبرون الكنابيس (القنب – الحشيش) من أصل إلهي لما له من تأثير كبير واستخدموه في طقوسهم وحفلاتهم الدينية، وورد ذكره في أساطيرهم القديمة ووصفوه بأنه أحب شراب إلى الإله "أندرا"، ولايزال يستخدم هذا النبات في معابد الهندوس والسيخ في الهند ونيبال ومعابد أتباع شيتا في الأعياد المقدسة حتى الآن.
وقد عرف العالم الإسلامي الحشيش في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث استعمله قائد القرامطة في آسيا الوسطى حسن بن صباح، وكان يقدمه مكافأة لأفراد مجموعته البارزين، وقد عرف منذ ذلك الوقت باسم الحشيش، وعرفت هذه الفرقة بالحشاشين.
أما أوروبا فعرفت الحشيش في القرن السابع عشر عن طريق حركة الاستشراق التي ركزت في كتاباتها على الهند وفارس والعالم العربي، ونقل نابليون بونابرت وجنوده بعد فشل حملتهم على مصر في القرن التاسع عشر هذا المخدر إلى أوروبا.
وكانت معرفة الولايات المتحدة الأميركية به في بدايات القرن العشرين، حيث نقله إليها العمال المكسيكيون الذين وفدوا إلى العمل داخل الولايات المتحدة.
3- الأفيون
أول من اكتشف الخشاش (الأفيون) هم سكان وسط آسيا في الألف السابعة قبل الميلاد ومنها انتشر إلى مناطق العالم المختلفة، وقد عرفه المصريون القدماء في الألف الرابعة قبل الميلاد، وكانوا يستخدمونه علاجاً للأوجاع، وعرفه كذلك السومريون وأطلقوا عليه اسم نبات السعادة، وتحدثت لوحات سومرية يعود تاريخها إلى 3300 ق.م عن موسم حصاد الأفيون، وعرفه البابليون والفرس، كما استخدمه الصينيون والهنود، ثم انتقل إلى اليونان والرومان ولكنهم أساؤوا استعماله فأدمنوه، وأوصى حكماؤهم بمنع استعماله، وقد أكدت ذلك المخطوطات القديمة بين هوميروس وأبو قراط ومن أرسطو إلى فيرجيل.
وعرف العرب الأفيون منذ القرن الثامن الميلادي، وقد وصفه ابن سينا لعلاج التهاب غشاء الرئة الذي كان يسمى وقتذاك "داء ذات الجُنب" وبعض أنواع المغص، وذكره داود الأنطاكي في تذكرته المعروفة باسم "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب" تحت اسم الخشخاش.
”
في عام 1906 وصل عدد مدمني الأفيون في الصين 15 مليوناً
وفي عام 1920 كانت نسبة المدمنين 25% من عدد الذكور في المدن الصينية
”
وفي الهند عرف نبات الخشاش والأفيون منذ القرن السادس الميلادي، وظلت الهند تستخدمه في تبادلاتها التجارية المحدودة مع الصين إلى أن احتكرت شركة الهند الشرقية التي تسيطر عليها إنجلترا في أوائل القرن التاسع عشر تجارته في أسواق الصين.
وقد قاومت الصين إغراق أسواقها بهذا المخدر، فاندلعت بينها وبين إنجلترا حرب عرفت باسم حرب الأفيون (1839 – 1842) انتهت بهزيمة الصين وتوقيع معاهدة نانكين عام 1843 التي استولت فيها بريطانيا على هونغ كونغ، وفتحت الموانئ الصينية أمام البضائع الغربية بضرائب بلغ حدها الأقصى 5%.
واستطاعت الولايات المتحدة الأميركية الدخول إلى الأسواق الصينية ومنافسة شركة الهند الشرقية في تلك الحرب، فوقعت اتفاقية مماثلة عام 1844، وكان من نتائج تلك المعاهدات الانتشار الواسع للأفيون في الصين، فوصل عدد المدمنين بها عام 1906 على سبيل المثال خمسة عشر مليوناً، وفي عام 1920 قدر عدد المدمنين بـ 25% من مجموع الذكور في المدن الصينية.
واستمرت معاناة الصين من ذلك النبات المخدر حتى عام 1950 عندما أعلنت حكومة ماوتسي تونغ بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطيه وتنظيم تداوله.
4- المورفين
وهو أحد مشتقات الأفيون، حيث استطاع العالم الألماني سير تبرز عام 1806 من فصلها عن الأفيون، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الإله مورفيوس إله الأحلام عند الإغريق. وقد ساعد الاستخدام الطبي للمورفين في العمليات الجراحية خاصة إبان الحرب الأهلية التي اندلعت في الولايات المتحدة الأميركية (1861 – 1861) ومنذ اختراع الإبرة الطبية أصبح استخدام المورفين بطريقة الحقن في متناول اليد.
5- الهيروين
وهو أيضاً أحد مشتقات المورفين الأشد خطورة، اكتشف عام 1898 وأنتجته شركة باير للأدوية، ثم أسيء استخدامه وأدرج ضمن المواد المخدرة فائقة الخطورة.
6- الأمفيتامينات (المنشطات)
تم تحضيرها لأول مرة عام 1887 لكنها لم تستخدم طبياً إلا عام 1930، وقد سوقت تجارياً تحت اسم البنزورين، وكثر بعد ذلك تصنيع العديد منها مثل الكيكيدرين والمستيدرين والريتالين.
وكان الجنود والطيارون في الحرب العالمية الثانية يستخدمونها ليواصلوا العمل دون شعور بالتعب، لكن استخدامها لم يتوقف بعد انتهاء الحرب، وكانت اليابان من أوائل البلاد التي انتشر تعاطي هذه العقاقير بين شبابها حيث قدر عدد اليابانيين الذين يتعاطونها بمليون ونصف المليون عام 1954، وقد حشدت الحكومة اليابانية كل إمكاناتها للقضاء على هذه المشكلة ونجحت بالفعل في ذلك إلى حد كبير عام 1960.
7- الكوكايين
”عرفت أميركا اللاتينية الكوكايين قبل أكثر من ألفي عام ومنها انتشر إلى معظم أنحاء العالم ولا تزال هذه القارة أكبر منتج له حتى الآن ”
عرف نبات الكوكا الذي يستخرج منه الكوكايين في أميركا الجنوبية منذ أكثر من ألفي عام، وينتشر استعماله لدى هنود الأنكا، وفي عام 1860 تمكن العالم ألفرد نيمان من عزل المادة الفعالة في نبات الكوكا، ومنذ ذلك الحين زاد انتشاره على نطاق عالمي، وبدأ استعماله في صناعة الأدوية نظراً لتأثيره المنشط على الجهاز العصبي المركزي، ولذا استخدم بكثرة في المشروبات الترويحية وبخاصة الكوكاكولا، لكنه استبعد من تركيبتها عام 1903، وروجت له بقوة شركات صناعة الأدوية وكثرت الدعايات التي كانت تؤكد على أن تأثيره لا يزيد على القهوة والشاي، ومن أشهر الأطباء الذين روجوا لهذا النبات الطبيب الصيدلي الفرنسي أنجلو ماريان، واستخدمته تلك الشركات في أكثر من 15 منتجاً من منتجاتها.
وانعكس التاريخ الطويل لزراعة الكوكا في أميركا اللاتينية على طرق مكافحته فأصبحت هناك إمبراطوريات ضخمة -تنتشر في البيرو وكولومبيا والبرازيل- لتهريبه إلى دول العالم، وتمثل السوق الأميركية أكبر مستهلك لهذا المخدر في العالم.
8- القات
شجرة معمرة يراوح ارتفاعها ما بين متر إلى مترين، تزرع في اليمن والقرن الأفريقي وأفغانستان وأواسط آسيا.
اختلف الباحثون في تحديد أول منطقة ظهرت بها هذه الشجرة، فبينما يرى البعض أن أول ظهور لها كان في تركستان وأفغانستان يرى البعض الآخر أن الموطن الأصلي لها يرجع إلى الحبشة.
عرفته اليمن والحبشة في القرن الرابع عشر الميلادي، حيث أشار المقريزي (1364 – 1443) إلى وجود ".. شجرة لا تثمر فواكه في أرض الحبشة تسمى بالقات، حيث يقوم السكان بمضغ أوراقها الخضراء الصغيرة التي تنشط الذاكرة وتذكر الإنسان بما هو منسي، كما تضعف الشهية والنوم..".
وقد انتشرت عادة مضغ القات في اليمن والصومال، وتعمقت في المجتمع وارتبطت بعادات اجتماعية خاصة في الأفراح والمآتم وتمضية أوقات الفراغ، مما يجعل من مكافحتها مهمة صعبة. وكان أول وصف علمي للقات جاء على يد العالم السويدي بير فورسكال عام 1763.
التأثير الصحي والنفسي للمخدرات
للمخدرات عموماً آثار صحية وانعكاسات نفسية خطيرة على المدمن، فبعض هذه المخدرات يؤدي إلى الهزال والضعف العام مثل الحشيش، وبعضها يؤدي إلى نزف في المخ وانحطاط في الشخصية مثل الأفيون، في حين يسبب البعض الآخر لصاحبه عجزاً جنسياً وتقلباً في المزاج مثل القات
أولاً: الكحوليات
تعتبر الكحوليات من أقدم المواد المخدرة وأوسعها انتشاراً في العالم، حيث عرفته الكثير من الحضارات القديمة، فقد وجد في بعض برديات المصريين القدماء عام 3500 ق.م حديثاً عن الخمر والإثم الذي يلحق شاربها، كما تعرف عليه اليونانيون القدماء وكانوا يشربونه بكثره، وهو جزء من الحياة اليومية للعديد من المجتمعات، كما تسخدمه بعض الديانات في احتفالاتها الدينية.
أما تأثيره الفسيولوجي فيبدأ بعد وصوله إلى الدم في فترة تتراوح بين 5 – 10 دقائق، ويتوقف هذا التأثير على نسبة تركيز مادة (الكحول الإيثيلي)، فالبيرة على سبيل المثال وهي من أكثر الكحوليات انتشاراً تكون نسبة تركيز الكحول الإيثيلي 1 – 20 ، أما الخمور بأنواعها وبخاصة "الويسكي" و"الرم" و"الجن" فإن نسبة الإثانون هي 1 – 2 وبذلك تكون خطورتها أشد.
ويعمل الكحول على تثبيط وظيفة قشرة المخ إذا وصل تركيزه في الدم إلى 0.05% حيث يبدأ إحساس الشارب بتأثير الخمر ونشوتها المزيفة. وإذا زادت النسبة عن 0.1% فتتأثر فإن مراكز الحركة في المخ تتأثر، ويبدأ معها ترنح الشارب وتلعثمه ولا يستطيع السيطرة على نفسه. وإذا بلغت نسبة التركيز 0.2% فتسيطر على المخمور انفعالات متضاربة كأن يضحك ويبكي في الوقت نفسه، وإذا وصلت النسبة 0.3% فلا يستطيع المدمن أن يرى أو يسمع أو يحس وتتوقف مراكز الإحساس لديه تماما، وحينما تصل النسبة بين 0.4 – 0.5% فيدخل المدمن في غيبوبة. ويموت شارب الخمر إذا وصلت نسبة تركيز الكحول في الدم بين 0.6 – 0.7% حيث تصاب مراكز التنفس وحركة القلب بالشلل.
ويتوقف ذلك على قدرة الشخص على الإحتمال (الإطاقة) وعلى سرعة تناول الكحول وعلى حالة المعدة وقت التناول إذا كانت مليئة بالطعام أو فارغة.
والكحوليات عموماً تجعل المتعاطي أكثر عدوانية خاصة على النساء والأطفال، كما تفقده القدرة على التوازن والنطق السليم، كما أنه لا يستمتع جنسياً وبعد فترة من التعاطي تدخله في حالة من الهلوسة المصحوبة بالشعور بالإكتئاب، وربما يؤدي به الحال إلى أن يرتكب جرائم جنسية دون أن يشعر، وتزداد خطورتها إذا أعطيت مصحوبة بمواد مخدرة كالهيروين أو مع مضادات الكآبة أو مع المهدئات.
ثانياً: المهبطات
تعمل هذه المجموعة على تثبيط نشاط الجهاز العصبي المركزي للمدمن، وتنقسم إلى مجموعتين، مهبطات ذات أصل طبيعي كالأفيون والمورفين والكودايين، ومنها ما هو مركب كيميائي، ومنها ما يجمع بين الطبيعي والكيميائي.
• المهبطات الطبيعية
الأفيون:
يعتبر الأفيون من أكثر المهبطات الطبيعية شهرة حيث يحتوي على أكثر من 35 مركب كيميائي أهمها المورفين والكودايين. ويستخرج الأفيون من العصارة اللبنية لنبات الخشخاش الذي يزرع وسط مزارع القمح والشعير، وقد ينمو تلقائياً كما هو الحال في الدول الواقعة في شمال البحر الأبيض المتوسط. ويعتبر الأفيون من أخطر أنواع المخدرات حيث تؤدي كمية قليلة منه إلى الأعراض التالية:
– الرغبة في النوم والنعاس
– ارتخاء الجفون ونقص حركتها.
– حكة بالجسد
– اصفرار الوجه
– ازدياد العرق
– احتقان العينين والحدقة
– الشعور بالغثيان
– اضطراب العادة الشهرية عند النساء
– انخفاض كميات السائل المنوي
– الإصابة بالزهري نتيجة استخدام إبر ملوثة.
وعند تشريح جثث مدمني الأفيون وجدت آثار تدل على تأثيره على الجهاز العصبي متمثلة في احتقان المخ وقلة نشاطه وتعرضه للنزف.
ومن آثاره السلبية الأخرى إبطاء حركة التنفس، وتقليل معدل النبض القلبي، وتليف بعض خلايا الكبد، وتقليل حركة المعدة مما يتسبب في الإصابة بالإمساك المزمن.
أما عن الآثار النفسية ففي البداية يشعر المتعاطي بالسعادة الوهمية والتخفف من الأعباء والخلو الذهني، ويهيأ للمدمن أن لديه قدرة أكبر على العمل. ويربط الأطباء بين الأفيون والانحرافات السلوكية كالسرقة والشذوذ الجنسي والدعارة.
كما يشعر المدمن بعد الانقطاع عن المخدر (الانسحاب) بالقلق والاكتئاب بعد عشر ساعات تقريباً، والخوف من الألم الذي سيصيبه في حالة الانسحاب، وبالفعل يبدأ شعوره بالبرد والقشعريرة والإسهال والعرق الغزير والأرق والإفرازات الدمعية والأنفية، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض ثلاثة أيام كما يمكنها أن تحدث الوفاة.
الأفيون :
من أخطر أنواع المخدرات حيث يؤدي إدمانه إلى كسل المعدة والأمعاء والإمساك المزمن وبعد فترة من إدمانه يؤدي إلى احتقان المخ ونزفه وتليف الكبد
ويربط الأطباء بينه وبين الانحرافات الجنسية كالشذوذ الجنسي والدعارة
• المهبطات نصف التخليقية
الهيروين:
وهو أحد مشتقات المورفين وأكثر أنواع المخدرات النصف تخليقية خطورة. والمادة الأساسية في الهيروين هي المورفين، حيث تجرى عليها بعض العمليات الكيميائية وإضافة بعض المواد إليه مثل الكينين والكافيين وفي بعض البلدان يضاف إليه مسحوق عظام جماجم الأموات كما هو الحال في الهيروين المستعمل في مصر والذي يطلق عليه اسم "أبو الجماجم"، ويتعاطى المدمنون الهيروين بطرق متعددة منها الحقن في الوريد أو تحت الجلد والشم.
• المهبطات التخليقية
وهي مجموعة من العقاقير التي تحضر من مواد كيميائية له تأثير مهبط وعلى الجهاز العصبي المركزي، وتسمى أحياناً ببديلات المورفين، مثل البيتيدين والديميرول، وبعض هذه العقاقير كانت في الأساس تستخدم في علاج الإدمان ولكن أسيئ استخدامها مثل الميثادون والنالوكسون والبرولوكسفين.
ثالثاً: المنومات
تشتق المنومات أو الباربتيورات من حمض الباربتيوريك وتستخدم كمسكنات، ولكن أسيئ استخدامها، وبالنسبة لتأثيرها فيتوقف على نوع المنوم، فهناك منوم قصير المفعول مثل البنتوثال وآخر متوسط المفعول مثل الأميتال وثالث طويل المفعول مثل الفينوباربيتال. وتؤخذ هذه المنومات في الغالب على شكل أقراص أو كبسولات وفي أحيان قليلة تؤخذ على هيئة أمبولات.
ومن الآثار السلبية لإدمانها على المدى الطويل تقليل الحركات المعدية والمعوية وتناقص إفرازاتهما، وهي في هذه تشبه آثار الأفيون.
وعلى الجانب النفسي تظهر على المدمن ميول عدوانية، وفي حالة الإقلال من الجرعة فإن المدمن يصاب بالخوف ورعشة في الأطراف، وارتفاع درجة الحرارة وسرعة النبض والغثيان والقيء المتكرر، ثم تأتي مرحلة المغص الشديد والارتعاشات الشبيهة بارتعاشات الصرع.
رابعاً: المهدئات
الأصل في الاستخدام الطبي للمهدئات هو علاج حالات القلق والتوتر وبعض حالات الصداع، وبخاصة الفاليوم والآتيفان والروهيبنول، ولكن أسيئ استخدامها فأدرجت ضمن الأدوية المخدرة، وتنقسم المهدئات إلى مجموعتين: المهدئات الكبرى والمهدئات الصغرى، وتستخدم الأولى في علاج الاضطرابات العقلية كالفصام، في حين تستخدم الثانية في علاج القلق والتوترات والأمراض العصابية.
ويؤدي إدمان هذا النوع من المهدئات إلى الاعتماد الفسيولوجي والسيكولوجي، وإن كانت أعراض الانسحاب منه أخف وطأة من غيره من المواد المخدرة.
خامساً: المنشطات الطبيعية
يؤدي تعاطي الكوكايين إلى اضطرابات سلوكية والشعور بأن البيئة المحيطة بالمدمن تتحرك وأن حشرات صغيرة تزحف علىجلده تجعله يحك جسمه بهستيريا
الكوكايين
ويستخرج من الأفيون الخام، حيث تتراوح نسبة الأفيون فيه ما بين 0.5 – 2.5 % من وزنه، كما يوجد في نبات الكوكا الذي ينمو في أميركا الجنوبية، وخاصة في جبال الإنديز وبيرو وكولومبيا والهند وإندونيسيا. وتحتاج زراعته إلى درجات مرتفعة الحرارة والرطوبة. والكوكا نبات معمر يمكن لشجرته البقاء لمدة عشرين عاماً، وتحصد ست مرات في العام الواحد.
يستخرج من هذا النبات مادة شديدة السمية هشة الملمس بيضاء اللون إذا كانت نقية، أطلق عليها اسم الكوكايين، وتتركز خطورتها في التأثير على خلايا الجهاز العصب المركزي، حيث تؤخذ بالشم أو الحقن أو بالمضغ، وفي حالة تناول جرعة زائدة عن المسموح بها طبياً تؤدي إلى الوفاة مباشرة.
وينزع المتعاطون للكوكايين في أميركا الجنوبية العصب المركزي للنبات ويمضغون أوراقه، ويزداد استخدامه بين الطبقات العاملة، لأنه يعطيهم إحساسا بالقوة ويزيل الشعور بالتعب والجوع.
في بداية التعاطي يشعر المدمن بنوع من النشوة والسعادة والنشاط المتدفق، ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً إذ سرعان ما يعقبها الكسل والهبوط واللامبالاة والضعف العام، فيحاول أن يعوضها بجرعة أخرى من المخدر، فيدخل في المرحلة الثانية. وفي هذه المرحلة تظهر عليه اضطرابات سلوكية من أهمها الأخاييل Hallucinations بكل أنواعها السمعية والبصرية واللمسية. فيشعر المدمن بأن كل ما يحيط به يتحرك، وبأن حشرات صغيرة تزحف على جلده وتخترقه، فيحكه حكاً شديداً بل يصل به الأمر إلى استخدام الإبر أو الدبابيس لإخراج هذه الحشرات من تحت جلده.
ويدخل المدمن في شعور بأنه مراقب وبأن جهات خارجية ترصد تحركاته وتعد عليه خطواته، ومن ثم يدخل في المرحلة الثالثة.
ومن سمات هذه المرحلة التي تحدث بعد سبع سنوات من تعاطي الكوكايين انحطاط تام لجميع وظائف الجسم وتفكك لشخصيته.
لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا المخدر بالذات -وبعكس الأفيون- لا تصيب المدمن في حالة الإقلاع عنه أي انتكاسات جسدية، بل يعود المدمن إلى حالته الطبيعية بعد فترة من ترك الإدمان.
القات
القات من المنشطات الطبيعية، بعد أن يمضغه المتعاطي يشعر في البداية بنوع من النشاط ثم بعد فترة من المضغ تصيبه حاله من الفتور والكسل. يزرع القات في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي، والمادة الفعالة فيه هي الكاثين Cathine، وتمتص عن طريق مضغ أوراق النبات.
وبمجرد مضغ القات يشعر المتعاطي بالرضا والسعادة وينسى الخبرات المؤلمة ومشاكله، حتى أنه ينسى الشعور بالجوع. ثم بعد عدة ساعات من التعاطي ينتابه شعور بالخمول والكسل الذهني والبدني، واضطرابات هضمية وإمساك،والتهابات في المعدة وارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية المتمثلة في الأرق والإحساس بالضعف العام والخمول الذهني والتقلب المزاجي والاكتئاب.
سادساً: المنشطات التخليقية
الأمفيتامينات (المنشطات)
الأمفيتامينات مركبات كيميائية تحدث تأثيراً منبهاً للجهاز العصبي وتقلل من الإحساس بالإجهاد والتعب والشعور بالنعاس، ولذا انتشرت بين الرياضيين والطلاب والسائقين الذين يقودون سيارتهم لمسافات طويلة وغيرهم من الفئات التي تحتاج إلى التركيز الذهني وبذل جهد عضلي مضاعف. ومن أهم المنشطات المتداولة الديكسافيتين والميثافيتامين، وأدوية أخرى تشبه في تأثيرها الأمفيتامينات مثل الديتالين والكتاجون واليونات.
من المنشطات ما هو على شكل كبسول ومنها ما هو على شكل سائل أصفر يحقن في الوريد يسمى "الماكستون فورت" وهو سائل يمكن أن يحضر محلياً مما يجعله شديد الخطورة.
وللأمفيتامينات خاصية الإطاقة بمعنى أن المدمن يقبل على زيادة الجرعة كل فترة حتى تحدث الأثر المطلوب، وقد تصل في بعض الحالات إلى أن يعاطى المدمن 60 حبة يومياً أي حوالي 250 مليغراما.
يسبب استعمال هذه العقاقير حالة من الهبوط والكسل والشعور بالتعب تعقب الشعور بالنشاط الذي حدث للمتعاطي، وأحياناً تصل نتيجة إدمان هذه المنشطات إلى حالة من انفصام الشخصية أو إلى الجنون.
سابعاً: المهلوسات
المهلوسات هي مجموعة من المواد الكيميائية غير المتجانسة تحدث اضطراباً في النشاط الذهني وخللاً في الإدراك، ويتصور المتعاطي لها أن له قدرات خارقة ويعيش في حالة من الخيالات والأوهام التي قد تؤدي به إلى الانتحار.
ومن المهلوسات ما هو طبيعي متستحضر من مصادر نباتية، ومنها ما هو تخليقي يتكون من مواد كيماوية ويحضر معملياً.
• المهلوسات الطبيعية
منها الحشيش ومنها حبوب مجد الصباح، وبعض أنواع عيش الغراب، والميسكالين المستخرج من صبَّار المسكال، وهو على شكل مسحوق بني اللون يستخرج من النباتات المجففة، ويؤخذ عن طريق الشم أو الحقن.
الحشيش:
يستخرج الحشيش من نبات القنب الذي يزرع القنب في الأميركتين وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وله أسماء أخرى كثيرة منها الماريجوانا (الحشيش المجفف) والبانجو (الأوراق التي تحتوي على نسبة قليلة من المادة الفعالة)، وريت الحشيش، التي تتخذ شكلاً سائلاً غير قابل للذوبان في الماء. والحشيش نبات خشن الملمس له جذور عمودية وسيقان مجوفة، وأوراق مشرشرة مدببة الأطراف، وهو أحادي الجنس أي يوجد نبات ذكر وآخر أنثى. تتميز الأنثى عن الذكر بكونها أكثر فروعاً وأفتح ألواناً، كما أن زهرة الأنثى معتدلة مورقة ولها قاعدة على شكل قلب، بينما تكون زهرة الذكر ذابلة رخوة ذات غلاف زهري. ومن مشتقات. والحشيش هو السائل المجفف لشجرة القنب، ويستخرج من الرؤوس المجففة المزهرة أو المثمرة من سيقان الإناث التي لم تستخرج مادتها الصبغية.
يأخذ الحشيش شكل المساحيق، وقد يحول إلى مادة صلبة مضغوطة ومجزأة إلى عدة قطع ملفوفة في ورق "السوليفان" لها لون بني غامق، أو ربما تحول إلى مادة سائلة غامقة اللون، تحتوي على درجة تركيز عالية، يتم تعاطيه عن طريق التدخين في السجائر أو في النرجيله وأحياناً يحرق داخل كوب ويستنشق المتعاطي البخار المتصاعد.
يؤثر الحشيش في الجهاز العصبي المركزي، إلا أن هذا التأثير يختلف من مدمن إلى آخر بحسب قوته البدنية والعقلية تبعاً لطبيعة المتعاطي وميوله، إذ قد يستغرق المتعاطي في خياله وأوهامه كما قد ينتاب المتعاطي ذا الميول الإجرامية ثورات جنونية ربما تدفع به إلى ارتكاب أعمال لها سمة العنف. وعموماً يمكننا إيجاز الآثار الفسيولوجية والنفسية للحشيش على النحو التالي:
أ- الآثار الفسيولوجية للحشيش
تحدث هذه الآثار بعد ساعة تقريباً من تعاطي المخدر:
– ارتعاشات عضلية
– زيادة في ضربات القلب
– سرعة في النبض
– دوار
– شعور بسخونة الرأس
– برودة في اليدين والقدمين
– شعور بضغط وانقباض في الصدر
– اتساع العينين
– تقلص عضلي
– احمرار واحتقان في العينين
– عدم التوازن الحركي
– اصفرار في الوجه
– جفاف في الفم والحلق
– قيء في بعض الحالات.
أما الآثار الصحية على المدى الطويل فتتمثل في الضعف العام والهزال، وضعف مقاومة الجسم للأمراض، والصداع المستمر، وأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وتصل تلك الأعراض إلى حد الإصابة بالسل. وبالنسبة للجهاز الهضمي تظهر أعراض الإمساك تارة والإسهال تارة أخرى وذلك بسبب تأثر الأغشية المخاطية للمعدة.
ب- الآثار النفسية للحشيش
أما عن الآثار النفسية التي يتعرض لها مدمن الحشيش فهي:
– تظهر على المتعاطي أعراض الاضطراب في الإدراك الحسي ويتمثل في تحريف الإدراك البصري.
– اضطراب الشعور بالزمن والمسافات.
– تضخيم الذات.
– ضعف التذكر.
• المهلوسات نصف التخليقية
من أشهرها مادة الليسارجيد المعروفة باسم L.S.D والمعروف في بعض البلدان العربية باسم "الأسيد" والذي تستخرج مادته الأساسية من فطر الأرجون الذي ينمو على نبات الشوفان، ويوجد عقار L.S.D على شكل أقراص رمادية اللون مستديرة صغيرة الحجم، كما يوجد على شكل كبسولات.
• المهلوسات التخليقية
ومن أهمها عقار ميسكالاين وبيسيلوكابين، وتكون على شكل كبسولات أو مسحوق أو سائل.
وتتركز خطورة الهلوسة في ما يسمى برحلة الهلوسة أو الرحلة السيئة التي يصبح المتعاطي فيها معرضاً للحوادث والأخطار، إضافة إلى التقلب السريع والحاد في المزاج والسعادة الكاذبة التي يشعر بها المتعاطي. لكن عقاقير الهلوسة لا تسبب إلا إدماناً نفسياً فقط، إذ يسهل استبدال العقار بعقار آخر، بل يمكن الاستغناء عنها كليا.
ثامناً: المستنشقات
وهي من المواد المخدرة التي شاع استعمالها في البلاد العربية، حيث يستنشق المدمن بعض المذيبات الطياره مثل البنزين ومخفف الطلاء ومزيل طلاء الأظافر وسائل وقود الولاعات ولاصق الإطارات والغراء والكلة وعوادم شكمانات السيارات.
يمكننا القول بعد هذا العرض لأنواع مختلفة من المخدرات الطبيعية والمخلقة أنها كلها تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي إصابة الإنسان بخلل خطير فسيولوجياً ونفسياً لا يمكن تداركه إلا إذا أقلع الإنسان عنها
م/ن
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تعدد المهام الذهنية: سرعة أداء وقلة إنتاج
فرضت علينا ظروف الحياة ونمطها السريع العديد من التصرفات التي نقوم بها رغماً عنا، مع علمنا وفهمنا الكامل لمدى خطورتها علينا وعلى الكفاءة الذهنية للعقل البشري، وأصبح تعدد المهام الذهنية واقعاً لدى الكثيرين، للدرجة التي أصبحنا نعتبر فيها أن أداء مهمة واحدة فقط يعد شيئاً من الكسل والتراخي .
وبعضنا يعتقد أنه لا ضرر في أن ترسل رسائل نصية بالهاتف بينما يشاهد التلفزيون، أو الإبحار في شبكة الإنترنت والتحدث مع العائلة في آن واحد .
وفي الواقع فإن شركات الأدوية مشغولة هي الأخرى في إنتاج عقاقير تعزز من كفاءتنا الذهنية، لكي نتمكن من القيام بعدد أكبر من المهام في الوقت نفسه .
لكن العلماء يكتشفون أن هوس اليوم في إنجاز أكثر من عملية ذهنية واحدة في وقت واحد له آثاره الخطيرة في المخ، بدءاً بالضغط العنيف وحالات الغضب العارم لدى البالغين، وانتهاء بمشكلات التعلم ومرض التوحد لدى الأطفال .
وما يدعو للسخرية أيضاً، أن التقدم الحاصل حالياً في تقنية المسح الطبي يجعلنا أقل كفاءة ذهنية، فهذا التقدم يعني أننا نستطيع مشاهدة ما يحدث داخل المخ عندما يحاول الناس القيام بعدد مختلف من المهام العقلية المعقدة في نفس الوقت، والأخبار ليست جيدة .
تنظيم العقل
يقول العلماء إن العقل البشري لا يمكنه أداء عدد متنوع من العمليات العقلية في آن واحد، إذ إن ذلك يتطلب انتقاله من مهمة إلى أخرى بطريقة عشوائية وغير منتظمة .
وتحتاج عملية الانتقال بين المهام العقلية جهداً متواصلاً، ما يعني أن أداء عمليتين عقليتين أو أكثر في آن واحد، يسبب ضغطاً شديداً وإجهاداً على المخ، فمن الأفضل إذاً، أن تتم العمليات العقلية بصورة متتابعة وليست متزامنة . ويعد البروفيسور إيرل ميللر، أستاذ علم الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، صاحب السبق في إجراء هذا البحث، فقد أجرى مسحاً طبياً على عدد من المتطوعين أثناء أدائهم لعمليات عقلية متنوعة، ووجد أنه إذا تعرض الشخص إلى مجموعة من المثيرات البصرية، فإن واحداً أو اثنين على الأكثر من هذه المثيرات هو الذي يتمكن من تنشيط المخ، ما يثبت أن مخ الإنسان ليست له القدرة على التركيز على أكثر من عملية ذهنية واحدة أو اثنتين، وإذا تعرض لضغط المزيد من هذه العمليات، فإنه ينزلق جيئة وذهاباً للتنقل بين العمليات في حركات عشوائية .
وتنشأ المشكلة الحقيقية عندما نحاول التركيز على المهمتين اللتين يتعامل معهما المخ في الوقت نفسه، إذ يسبب ذلك جهداً أكبر على قدرة المخ على أداء العملية .
ويتضح ذلك تماماً عند محاولتنا القيام بمهام متشابهة في الوقت نفسه، مثل تحرير رسالة إلكترونية أثناء الحديث على الهاتف، لأن كلتا العمليتين تتنافس على استخدام نفس الجزء من المخ، وهذا ما يترتب عليه نتائج سلبية مثل بطء تنفيذ العملية .
وقد كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يقومون بأكثر من مهمة في الاتصالات في آن واحد، كإرسال الرسائل القصيرة، وتصفح الإنترنت، ومشاهدة الفيديو، والدردشة مع الأصدقاء عبر البرامج المختلفة، يكونون أقل قدرة على تحويل انتباههم من مهمة لأخرى، من أولئك الذين لا يقومون بأكثر من مهمة غالباً .
وأوضح أحد الباحثين، وفقاً للدراسة التي نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن أولئك الأشخاص الذين يقومون بأكثر من مهمة في آن واحد، يكونون أقل تركيزاً، ومن السهل صرف انتباههم لأمر آخر أثناء قيامهم بعمل معين، في حين ليس من السهل تشتيت انتباه أولئك الذين لا يستخدمون الوسائل التكنولوجية بشكل متزامن .
ومن الأسباب التي تؤدي إلى تلك النتيجة، هو أن الأشخاص كثيري المهام، غالباً ما يتم تخزين المعلومات لديهم على الذاكرة قصيرة الأمد، ما يجعل أمر تركيزهم وتذكرهم للأشياء أصعب من أولئك الذين لا يرسلون رسائل نصية قصيرة أثناء تصفحهم للإنترنت مثلاً .
وأورد الدكتور جلين ويلسون، طبيب الأمراض العقلية في جامعة لندن في تقرير له صدر منذ عدة سنوات، أنه حتى مجرد التفكير في أكثر من موضوع، من الممكن أن يسبب الإجهاد الذهني للمخ .
ووجد ويلسون أيضاً أن مجرد أداء الفرد لنوعين من النشاط في آن واحد، من الممكن أن يؤثر بالسلب في مستوى أدائه، إذ ينقص ما يعادل عشرة نقاط من مستوى ذكائه، تماماً مثل الشخص الذي يعاني عدم التركيز لعدم أخذ كفايته من النوم . ويقول البروفيسور ويلسون الذي يعارض بشدة إجهاد المخ بعدد متنوع من المهام الذهنية “لا يمكن للإنسان أن يؤدي مهام متنوعة في الوقت نفسه بدرجة كبيرة من الكفاءة، ولا تصدق من يقول إنه يستطيع ذلك” .
فإجهاد العقل بكثرة المهام الذهنية يؤثر سلباً في صفاء الذهن، كما أن التنقل بين تلك المهام يقلل أيضاً من كفاءة عمل المخ .
وأوردت دراسة أمريكية نشرت في جريدة علم النفس التجريبي أن حل المسائل الرياضية المعقدة يتطلب من الطلاب وقتاً أطول، إذا كان مطلوباً منهم أداء مهام أخرى في الوقت نفسه، وقد سجل أداؤهم تأخراً بنسبة أربعين في المائة .
ووجدت نفس الدراسة أن تعدد المهام الذهنية له تأثير سلبي في جسم الإنسان ككل، إذ يحفز اندفاع هرمونات الإجهاد ويزيد من تدفق الأدرينالين .
وتقول جلوريا مارك من جامعة كاليفورنيا إنه عندما ينتقل المخ البشري من مهمة إلى أخرى، فقد تكون هناك سرعة في الأداء ولكن تقابلها قلة في الإنتاج . وبعد مرور عشرين دقيقة من الأداء المتقطع، سجلت التجارب مستويات عالية من الإجهاد الذهني والإحباط والضغط العصبي .
الفروق بين الذكور والإناث
ولم تظهر أي من هذه البحوث فروقاً في ذلك بين الذكر والأنثى، ويدحض هذا الاعتقاد السائد بأن عقل المرأة يتعامل بكفاءة أكبر مع المهام الذهنية المتعددة .
والحقيقة التي خلصت إليها التجارب هي أن المرأة تشعر بقدر أكبر من السعادة والرضى عند محاولتها القيام بأكثر من مهمة في الوقت نفسه .
ويعزو الدكتور آلان كين، أستاذ علم السلوك بجامعة كوينزلاند المركزية في أستراليا، حالات الهياج العصبي التي يعاني منها بعض الأشخاص، إلى الضغط الناتج الذي يتعرض له المخ عندما يطلب منه أداء عدد متنوع من المهام الذهنية .
ويبرهن على ذلك بقوله إن ساكني المدن الكبيرة شديدو الانفعال وسريعو الغضب، بسبب تنوع المهام التي تطلب منهم، والتي تحدث تغيرات كيميائية في المخ تسبب ارتفاعاً مزمناً في معدل إفراز هرمون الإجهاد “الكورتيزول”، والذي يؤدي بدوره إلى تغييرات كبيرة في سلوك الفرد، إذ تكسبه سلوكاً عدوانياً واندفاعياً، ويترجم ذلك على المدى البعيد إلى أمراض القلب والأوعية الدموية . وإضافة إلى الآثار الفورية المباشرة التي تنتج عن تعدد المهام الذهنية، هناك أيضاً مجموعة من الآثار السلبية التي تظهر على المدى البعيد، وسيعاني منها جيل الشباب خاصة .
التركيز والتعلم
ذكر تقرير أورده أحد العلماء الأمريكان ونشرته جريدة “سايبرسيكولوجي أد بيهافيور” أنه كلما انخرط الشاب في أداء عدد متنوع من المهام الذهنية المتزامنة، قلت قدرته المستقبلية على التركيز في مهمة واحدة، حتى لو كانت هذه المهمة بسيطة .
ويقول البروفيسور راسيل بولدراك أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، إن محاولة التعلم أثناء القيام بشيء آخر في الوقت نفسه، مثل أداء الفروض المدرسية أثناء مشاهدة التلفاز، من شأنه أن يرسل معلومات إلى الجزء غير المناسب من المخ .
وعندما أجرى البروفيسور راسيل أشعة مقطعية على المخ، وجد أن القيام بمهام أخرى أثناء عملية التعلم أو أثناء المذاكرة، يرسل معلومات إلى تلك المنطقة من المخ المسؤولة عن تعلم المهارات الجديدة، والتي يصعب استرجاع الحقائق والأفكار منها مرة ثانية، وإذا لم يتعرض المخ إلى أي نوع من التشتيت، تتجه هذه المعلومات إلى منطقة ثانية من المخ مسؤولة عن تخزين واسترداد المعلومات .
ويقول إدوارد هالويل، عالم النفس الأمريكي “إن مستويات الضجيج والتشويش التي يتعرض لها المخ تؤثر سلباً في كفاءته وفي مقدرته على التركيز” .
وتشتت الذهن بهذه الطريقة قد يسبب شكلاً من أشكال التوحد لدى الأطفال الذين لديهم اهتمامات بوسائل التقنية الحديثة، ما يؤثر سلبياً في قدرتهم على التفاعل مع الآخرين .
ويحذر جاري سمول، عالم الخلايا العصبية ومؤلف كتاب “آي برين” من أن الأطفال الذين يمضون شطراً كبيراً من حياتهم في أداء مهام ذهنية متعددة ومتزامنة، يفقدون العديد من الفرص المتاحة لتطوير العديد من مهاراتهم الشخصية الضرورية . ويضيف سمول “كلما ضعفت كفاءة عمل دوائر المخ العصبية التي تتحكم في مهارات الاتصال بين الناس، ضعف التفاعل الاجتماعي بين البشر، لأن أي تغير في عمل هذه الدوائر يؤدي قطعاً إلى ترجمة خاطئة للرسائل التي تصل إلى المخ، ما يؤدي إلى إساءة فهمها، وقد يسبب ذلك مرض التوحد .
التأثير في العاطفة والوعي
إن هذا الانتقال الجنوني بين المهام المتعددة قد يسلب البشر مستقبلاً أهم الصفات التي تميزهم عن غيرهم من الكائنات الأخرى، مثل العاطفة والوعي الذاتي والقدرة على الإبداع .
والسبب وراء ذلك، كما يقول الدكتور دانيال سييجل أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، هو أن تعدد المهام الذهنية يحرم المخ من فترات التوقف المؤقتة التي يحتاج إليها لتطوير مصادر المعلومات الداخلية والموصلات العصبية الموجودة في القشرة الخارجية للمخ، وهي الجزء المسؤول عن ظهور الإنسان بذلك الشكل المتحضر . ويضيف قائلاً “عند القيام بعدة أشياء في نفس الوقت، فإنك تضطر إلى التعجل في أدائها، فتحول بذلك دون إشراك كل موصلات المخ العصبية في تنفيذ العملية” .
ويقول الدكتور دانيال” إن المشكلة الأكبر التي يجب أن نركز عليها هي مستقبل الأطفال الذين يكبرون وقد حرمتهم الحياة من فترات التوقف المؤقتة تلك ومن الوقت والعلاقات الاجتماعية العميقة التي تلعب دوراً مهماً في تطوير وتنمية وتعزيز دور تلك المنطقة الموجودة بالمخ” .
خطر التحدث في الهاتف أثناء قيادة السيارة
في إحدى الدراسات (عام 2022)، طلب من مشاركين ينتمون لفئتين عمريتين : فئة من 20 ،30 وفئة من 60 70 أن يتصلوا برقم هاتف معين يتكون من 11 رقماً ليتأكدوا من الشخص صحة الرقم، ويغلقوا الهاتف . وكان هذا مطلوباً منهم أثناء قيادتهم للسيارة، كما أضيف إلى هذه المهام أنه يجب عليهم أن يوقفوا السيارة حين تتحول الإشارة الضوئية للأحمر . وكان الهدف من الدراسة أن يقارنوا بين القدرات العقلية على تأدية مهام متعددة وبين العمر . وقد أظهرت النتائج أن قدرات الفئتين على تأدية مهمة القيادة (بما يشمل التوقف عند الإشارة الحمراء) متطابقة، لا اختلاف فيها . ولكن حين طلب منهم القيادة بالإضافة إلى تأدية مهمة الاتصال، أظهرت الفئتان انخفاضاً واضحاً في قدرة الفئتين على التوقف عند الإشارة الحمراء والقيادة بشكل منظم . وكان الانخفاض أكبر لدى الأكبر عمراً .
إن كنت مضطراً فاتبع الآتي:
يوصي المختصون بعدة نصائح يجب على الفرد اتباعها والعمل بها في حالة ما إذا فرضت علينا الظروف ضرورة أداء مهام متنوعة في نفس الوقت، وهي كما يلي:
* الابتعاد عن أداء المهام المتعددة في فترة ما بعد الظهر، لأن المخ في تلك الفترة يكون في أكثر حالاته من الإجهاد .
والجدير بالذكر أن العلماء يعملون حالياً على ابتكار أدوات يمكنها التنبؤ بأنسب الفترات التي يستطيع فيها المخ أداء مهام ذهنية متعددة .
* أعط نفسك فرصة للاستغراق في التأمل والتفكير، إذ أظهرت نتائج الأشعة التي أجريت على المخ أن بعض الأشخاص قد تمكنوا من تطوير مناطق معينة داخل المخ مرتبطة بالذاكرة والانتباه، عن طريق التأمل .
كما أثبتت بعض البحوث الأمريكية أن استغراق العقل في التفكير والتدبر يرفع من كفاءته وقدرته على التركيز والانتباه .
* قم بأداء عدد من المهام الذهنية البسيطة كنوع من التدريب، فقد أثبتت التجارب أنه يمكننا تحسين أدائنا عندما تكون المهام سهلة وبسيطة، كما يقول بول دوكس أستاذ علم الأعصاب في جامعة كوينزلاند المركزية بأستراليا .
فقد قام دوكس بتدريب مجموعة من الأشخاص لمدة أسبوعين، على القيام بعدد متنوع من المهام الذهنية البسيطة في نفس الوقت، وطلب منهم الضغط على زر معين عند الاستجابة لإشارة بصرية، والضغط على زر آخر عند الاستجابة لإشارة لفظية . ووجد أن المتدربين قد أتموا المهام التي طلبت منهم بسرعة ملحوظة، وأوعز دوكس ذلك إلى سهولة المهام المطلوبة .
وإذا استوعبت فكرة أنه لا يمكنك ممارسة تعديد المهام مع كل المهام، اقرأ النصائح الآتية:
* خصص وقتاً للتركيز على المهام المعقدة التي تتطلب وقتك كله .
* اعمل على مهماتك بتناوب، ركز مرة على عمل ومرة أخرى على العمل الآخر، كأن تكتب مقالة وعندما تتعب تذهب لكتابة مقالة أخرى .
* اعمل على مهام متجانسة وملا ئمة لبعضها بعضاً، فمثلاً الاستماع لكتاب صوتي وقراءة كتاب تتطلب نفس النوع من التركيز فلا تستطيع التركيز على الاثنين في الوقت نفسه، فبدلاً من ذلك قم مثلاً بترتيب الغرفة والاستماع للراديو .
* اختر مهام يمكن مقاطعتها برنين الهاتف مثلاً، بأداء أعمال أخرى ولا تتأثر بهذه المقاطعة، فعندما تقوم بالكتابة رنين الهاتف قد يؤثر في سير أفكارك فيصعب عليك الرد على الهاتف والكتابة، في حين إن كنت تقرأ ورن الهاتف لن يؤثر ردك على الهاتف في قراءتك .
هلا..
تسسلمين ع المشاركه الحلوة
العفو
شكرا لج ع مرورج الرائع
نورتي