بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة حادثة الإفك ..من سورة النور ,,قد كتبت عنها تقرير التربية الإسلامية لكن أحببت أن أدخل فيه كموضوع يفيد الجميع ,,فقد حاولت أن أوضح ماستطعت ..والله ولي التوفيق ..
ملاحظة :: المصادر التي جمعت منها الموضوع هي كتب من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها::الرحيق المختوم // هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يامحب \.
**********طلب** من كان لديه فلاش أو بور بوينت لتلاوة قارئ للآيات التي تتعلق بحادثة الإفك من سورة النور (11-26) فالرجاء وضعه في أقرب وقت **مشكورين*******
وإليكم القصة ..
ـ تاريخياً كانت الحادثة في غزوة المُريسيع (غزوة بني المُصطلق) في السنة الخامسة للهجرة تقريبًا ومنهم من قال في السادسة.
ـ المكان قبل دخول المدينة في منطقة تُسمى اليوم العشيرة .
.هذا الزمان وهذا المكان وأولئك هُم أفرادُ القصة .أما القصة على وجه الإجمال فهي كالآتي :
تقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين زوجاته فأيتهن خرج سهمها خرجت معه ، قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها ( تقصد غزوة بني المصطلِق أو المريسيع ) فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أنزل الله الحجاب ، فكنت أحمل في هودج وأنزل فيه .
فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك ودنونا من المدينة قافلين أذّن ليلة بالرحيل فقمت حين أذنو بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع (أي خرز ,,ظفار مدينة يمنية نسب إليها الخرز) ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحسبي ابتغاؤه .
قالت : وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب عليه ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة (مايكتفي به من العيش ) من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ، و كنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ، و وجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب ، فتيممت منزلي الذي كنت به و ظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت ، و كان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش ،فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم ، فعرفني حين رآني و كان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت وجهي بجلبابي ، و والله ما تكلمنا بكلمة ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، وأهوى حتى أناخ راحلته فوطئ يدها ، فقمت إليها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة ..
كان آنذاك وقت الظهيرة، وقت مكشوف والمنطقة أصلاً وادٍ مكشوف فإذا بصفوان يُقبل وأُم المؤمنين على ناقته وهو يسوق الناقة رآهم عبدُ الله ابن أُبي فطار فرحاً فوقف يقول: امرأةُ نبيُكم مع رجُل والله ما نجت منه ولا نجى منها .
انتشرت الكلمة وقال فيها أهل الأفك ما
قالوا وارتج المعسكر كُل هذا وأٌُم المؤمنين لا تدري ، فلما رجعت إلى بيتها أصابتها وعكة في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأمر أُذيع وأُشيع وبلغ النبي عليه الصلاة والسلام
فرأت في النبي عليه السلام تغيُراً في مُعاملته وذلك اللُطف الذي كانت تعهدهُ منه قلّ أو ارتخى قليلاً ، تقول رضي الله عنها : انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و إلى أبوي و لا يذكران لي منه شيئاً إلا أنني أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه فكان إذا دخل علي و أمي تمرّضني قال : " كيف تيكم ؟" لا يزيد على ذلك ، فوجدت في نفسي مما رأيت من جفائه ، فاستأذنته في الانتقال إلى أمي لتمرّضني ، فأذن لي ، وانتقلت ولا أعلم بشيء مما كان حتى نقهت (أي تماثلت للشفاء) من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ، قالت رضي الله عنها : إنما كان النساء يخرجن كل ليلة فخرجت ليلة لبعض حاجتي و معي أم مسطح بنت رهم بن المطلب وكانت أمها خالة أبي بكر ، فوالله إنها لتمشي إذ عثرت في مِرطِها ، فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها لعمر الله بئس ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدراً، قالت: أو ما بلغك الخبر ؟ قلت : وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان ، فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ، فرجعت فما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي ، وقلت لأمي : تحدث الناس بما تحدثوا ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً ؟! فقالت لي تُريدُ أن تُخفف وطأ الأمر علي: يا بنية خففي عليك ؛ فوالله قلّ ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن و كثّر الناس عليها .
حال الصديق رضي الله عنه_ عندما سكت الوحي سكت النبي صلى الله عليه وسلم و سكت الصديق تأدباً.. تعود إليه أبنتهُ فلا يزالُ يبكي رضي الله عنه وأرضاه حتى ورد في بعض الروايات أنهُ كان يقرأ القرآن على سطح المنزل يسمع ابنتهُ تبكي وهو يبكي فوق لكن الأدب منعهُ أن يتكلم بكلمة واحده.
كان النبي عليه الصلاة و السلام قد قام و خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق و الله ما علمت عليهم إلا خيراً ، و يقولون ذاك لرجلٍ و الله ما علمت منه إلا خيراً، و لا يدخل بيتاً من بيوتي إلا و هو معي ".وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يقصد بالرجل صفوان رضي الله عنه .
تكلم أناس في المسجد حتى كادت تكون فتنة ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا علي بن أبي طالب و أسامة بن زيد ، فاستشارهما في الأمر ، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يفارقها و يأخذ غيرها ، تلويحاً لا تصريحاً ، وأشار عليه أسامة و غيره بإمساكها وأن
لا يلتـفت إلى كلام الأعداء ،كذلك سأل صلوات الله وسلامه عليه الجارية وهي بريرة ، فحلفت أنها ما تعلم عن عائشة إلا خيراً ، وأنها ما كانت تعيب عليها شيئاً إلا أنها كانت _أي بريرة_ تعجن العجينة ، وتأمر عائشة بحفظها فتنام عنها فتأتي الشاة أو الداجن فتأكلها .
بعد ذلك دخل نبيُنا صلى الله عليه وسلم يعرض الأمر مكشوفاً على عائشة إن كُنت أذنبتي فاستغفري وإن كُنت كذا فكذا ..وهي لا تزيدُ على أن تقول فصبرٌ جميل، تقول كما قال أبو يوسف .. ثم تحولت و اضطجعت ، ونزل الوحي ساعته ، إذ أنزل الله جل وعلا قوله
(إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ) فسرّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زال الوحيُ يتنزلُ عليه حتى انفصم عنه صلوات الله وسلامه عليه وإن جبينه لينزلُ عرقاً مع أنه في يوم شات ، فكانت أول كلمة تكلم بها :" ياعائشة أما الله فقد برأك" فقالت لها أمها : قومي إليه ،فقالت عائشة إدلالاً ببراءة ساحتها و ثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله …
طبعاً ليس المقصود أنها تغيرت على نبي الله صلى الله عليه وسلم حاشاها هذا لا يقعُ في قلب أي أحد من المسلمين الصادقين لكنها أرادت أن تُبين دلالها وفضلها وحقها على رسول الله صلوات الله وسلامهُ عليه ، بعد ذلك تلا النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وأظهر بما تلاهُ من كلام الله براءة أُم المؤمنين وصفوان ابن المُعطل رضوان الله تعالى عليهم .
هذه كانت براءة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها ونهاية شهر من الأسى في حياة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
**********
الفوائد المقتطفة :
* تحقق مصداق قوله صلى الله عليه وسلم :" أشدكم بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل "، من خلال ماتعرضت له عائشة رضي الله عنها وصبرها حتى فرج الله كربتها .
* تجلّي حكمة النبي وحلمه وأناته وصبره صلى الله عليه وسلم .
* مشروعية القرعة ، والأخذ بها بدل مجرد التخيير لما فيه من تطييب للنفوس .
* بيان براءة السيدة عائشة رضي الله عنها وعدم جواز قذف المؤمن أو المؤمنة بالفاحشة .
* التثبت والتريث قبل نشر ما سمعناه ..فلا يجب أن نقول كل ما نعرف ولكن يجب أن نعرف كل ما نقول ..
و السموحة ع القصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في غزوة بني المصطلق كانت قصة الإفك،،،،
وملخصها:
أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشة لحاجتها، ففقدت عقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي فقدته فيه في وقتها، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هَوْدَجَها فظنوها فيه فحملوا الهودج، ولا ينكرون خِفَّتَه؛ لأنها رضي الله عنها كانت فَتِيَّةَ السن لم يَغْشَهَا اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج لم ينكروا خفته، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين لم يخف عليهما الحال، فرجعت عائشة إلى منازلهم، وقد أصابت العقد، فإذا ليس به داع ولا مجيب، فقعدت في المنزل، وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون في طلبها، والله غالب على أمره، يدبر الأمر من فوق عرشه كما يشاء، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المُعَطَّل: إنا لله وإنا إليه راجعون، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان صفوان قد عَرَس في أخريات الجيش ؛ لأنه كان كثير النوم، فلما رآها عرفها، وكان يراها قبل نزول الحجاب، فاسترجع وأناخ راحلته، فقربها إليها، فركبتها، وما كلمها كلمة واحدة، ولم تسمع منه إلا استرجاعه، ثم سار بها يقودها، حتى قدم بها، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة، فلما رأي ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته، وما يليق به، ووجد الخبيث عدو الله ابن أبي متنفساً، فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه، فجعل يستحكي الإفك، ويستوشيه، ويشيعه، ويذيعه، ويجمعه ويفرقه، وكان أصحابه يتقربون به إليه، فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لايتكلم، ثم استشار أصحابه ـ لما استلبث الوحي طويلاً ـ في فراقها، فأشار عليه علي رضي الله عنه أن يفارقها، ويأخذ غيرها، تلويحاً لاتصريحاً، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء. فقام على المنبر يستعذر من عبد الله ابن أبي، فأظهر أسيد بن حضير سيد الأوس رغبته في قتله فأخذت سعد بن عبادة ـ سيد الخزرج، وهي قبيلة ابن أبي ـ الحمية القبلية، فجري بينهما كلام تثاور له الحيان، فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكتوا وسكت.
أما عائشة فلما رجعت مرضت شهراً، وهي لاتعلم عن حديث الإفك شيئاً، سوي أنها كانت لا تعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي، فلما نَقِهَتْ خرجت مع أم مِسْطَح إلى البَرَاز ليلاً، فعثرت أم مسطح في مِرْطِها، فدعت على ابنها، فاستنكرت ذلك عائشة منها، فأخبرتها الخبر، فرجعت عائشة واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لتأتي أبويها وتستيقن الخبر، ثم أتتهما بعد الإذن حتى عرفت جلية الأمر، فجعلت تبكي، فبكت ليلتين ويوماً، لم تكن تكتحل بنوم، ولا يرقأ لها دمع، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فتشهد وقال: (أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه، ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
وحينئذ قَلَص دمعها، وقالت لكل من أبويها أن يجيبا، فلم يدريا ما يقولان. فقالت: والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقنِّي، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف، قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18].
ثم تحولت واضطجعت، ونزل الوحي ساعته، فَسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك. فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة، أما الله فقد برأك)، فقالت لها أمها: قومي إليه.. فقالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله.
والذي أنزله الله بشأن الإفك هو قوله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ...} [ النور: 11: 20]. العشر الآيات.
ثم تحولت واضطجعت، ونزل الوحي ساعته، فَسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة، أما الله فقد برأك)، فقالت لها أمها: قومي إليه. فقالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها، وثقة بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله.
والذي أنزله الله بشأن الإفك هو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ...} العشر الآيات [النور: 11: 20].
وجُلِد من أهل الإفك مِسْطَح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحَمْنَة بنت جحش، جلدوا ثمانين ثمانين، ولم يُحَدّ الخبيث عبد الله بن أبي مع أنه رأس أهل الإفك، والذي تولي كبره ؛ إما لأن الحدود تخفيف لأهلها، وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة، وإما للمصلحة التي ترك لأجلها قتله.
وهكذا وبعد شهر أقشعت سحابة الشك والارتياب والقلق والاضطراب عن جو المدينة، وافتضح رأس المنافقين افتضاحاً لم يستطع أن يرفع رأسه بعد ذلك، قال ابن إسحاق: وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: (كيف ترى يا عمر؟ أما والله لوقتلته يوم قلت لي: اقتله، لأرعدت له آنف، ولو أمرتها اليوم بقتله لقتلته). قال عمر: قد والله علمتُ، لأمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري.
*
*
من كتاب .. الرحيق المختوم