وهذا زيادة من عندي لكم
وهن العظام أو هشاشة العظام أو ترقق العظام أو داء المسامية هي
مسميات لمشكلة واحدة، وتعني أن العظام خسرت كميات كبيرة من
الكالسيوم، ذلك المعدن المهم لبقائها قوية ومتينة. وهذه الحالة تؤدي لحدوث
كسور في العظم وخاصة في منطقة الحوض والفقرات والرسغ.
ويمكن تعريف وهن العظام كذلك بأنة نقص في الكتلة العظمية والكتلة هي
عبارة عن الوزن/الحجم، أي وزن العظم بالنسبة لحجمه. وعلى الرغم من
هذا النقصان في الكتلة العظمية فإن العظم المتبقي يكون طبيعيا ولا ينقصه
شيء. وقد عرفته بعض الهيئات الطبية بأنة ( مرض منهجي يصيب الهيكل
العظمي ويتميز بكتلة عظمية متضائلة وخلل في الهيكلية العظمية ينتج عنه
ضعف متنام يمكن أن يؤدي إلى كسور
عندما تصاب بالوهن تمتلئ بالثقوب الدقيقة، وبذلك يقل وزن الهيكل
العظمي ككل، ويكون العظم المتبقي طبيعيا لكنه يكون بكميات ضئيلة،
وإذا نظرنا إلى مقطع عرضي من العظام الطبيعية نجده إلى حد كبير مشابه
للإسفنج المليء بالثقوب والمسامات، وفي حالة وهن العظام تصير ثقوب
الإسفنج ومسامها وكأنها زادت حجما وقلت عددا فتصبح شبيهة بقطعة من
الجبن السويسري ذات الثقوب الكبيرة.
تطلق كلمة وهن العظام على ترقق العظام الكلي الذي يصيب الهيكل كله
وليس منطقة معينة أو جزء من العظام.
أما كلمة العظم (osteopenia) فتطلق على قلة كثافة العظم التي تلاحظ
في صورة الأشعة السينية. وهي تكون إما موضعية أي في منطقة معينة
ومحدد من الهيكل العظمي، كما هو الحال عندما يجبر طرف من الأطراف
ويمنع من الحركة بسبب الإصابة بكسر، أو تكون عامة وتشمل الهيكل
العظمي كله كما هو الحال في وهن العظام.
يخسر الهيكل العظمي حوالي 30% من كتلته قبل الإصابة بأول كسر، ولا
يعرف المصاب بالوهن بإصابته غالبا قبل حدوث الكسر.
وتبدأ خسارة العظم أولا في العظام الأسفنجية الموجودة في العمود الفقري
ولذلك يصاب المسن بقصر في القامة وانحناء في الظهر نتيجة انضغاط
الفقرات وسحقها بسبب الوهن والترقق الحاصل بها، وبعد ذلك ينتشر الوهن
وفقد العظم ليصل إلى العظام القشرية أو الأنبوبية، كالتي توجد في عظام
الحوض، ويكون الترقق والضغط هنا أكثر ضررا من ذلك الحاصل في
العظام الأسفنجية، فالمرض الناتج عنها قد يكون خطيرا والكسور الحاصلة في
منطقة الحوض تؤدي إلى الوفاة في حوالي 15% من الحالات المصابة.
تصل كتلة العظام لأعلى مستوى لها في سن الثلاثين، وبعدها يبدأ الإنسان
بخسارتها، ونسبة الخسارة هذه تزداد عند النساء حوالي سن اليأس وبعده،
عندما ينخفض مستوى الهرمون الأنثوي(الإستروجين).
إن سبب حدوث وهن العظام يعود لحد أمرين، هما:
– قلة الكتلة المكتسبة أثناء فترة الطفولة والمراهقة.
– سرعة فقد العظم في الستينات من العمر وأحيانا قبل ذلك.
وكلا الأمرين يخضعان للعوامل الوراثية والبيئية، وبالتالي فإن ضعف
الكتلة العظمية يحدث بسبب تداخل عدة عوامل منها: الاستعداد الوراثي،
ونقص مستوى بعض الهرمونات في الدم، وسوء التغذية، وقلة الحركة واللياقة
البدنية، بالإضافة إلى بعض الأمراض المزمنة وكنتيجة لاستعمال بعض الأدوية
مدى إنتشار المشكلة:
يعتبر وهن العظام من أكثر المشكلات الصحية شيوعا في العالم والتي تهدد
صحة كبار السن وخاصة النساء
يصيب وهن العظام 250 مليون شخص في العالم، وإذا نظرنا إلى العالم
المتحضر وجدنا أن الوهن يصيب حوالي 75 مليون شخصا في كل من
الولايات المتحدة وأوروبا واليابان. وفي أمريكا وحدها وجد أن هناك
10 ملايين شخص مصابون بالوهن، ثمانية ملايين منهم نساء والباقي رجال.
يوجد كذلك 34 مليون شخص آخرين في أمريكا لديهم نقص في كتلة
العظم مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة والوهن في المستقبل القريب.
كما أن وهن العظام يعتبر مسؤلا عن أكثر من مليون ونصف من الكسور
في أمريكا سنويا، تشمل:
– 300000 كسر في الورك.
– 700000 كسر في الفقرات.
– 250000 كسر في الرسغ.
– 300000 كسر في أماكن مختلفة من الهيكل العظمي.
وفي بريطانيا هناك حوالي 3 ملايين شخص مصاب بوهن العظام الذي
يصيب إمرأة واحدة من كل ثلاثة نسوة، ورجل من كل اثني عشر من الفئة
العمرية فوق الخمسين عاما، وهناك يحصل كسر واحد في العظم بسبب الوهن
كل ثلاث دقائق. وتتوزع الكسور سنويا كالتالي:
– 70000 كسر في الورك.
– 50000 كسر في الرسغ.
– 40000 كسر في الفقرات.
ويكلف وهن العظام ومضاعفاته الحكومة البريطانية 1.7 بليون
جنيه إسترليني سنويا.
وفي السعودية ودول الخليج يعتبر وهن العظام أكثر انتشارا من الدول
الغربية خاصة بين السيدات فوق عمر الخمسين، ويعود ذلك لعوامل عديدة
منها قلة استهلاك الحليب والألبان ومشتقاتها، وقلة التعرض للشمس وخاصة
من قبل النساء، وأخيرا لقلة ممارسة الرياضة.
يشغل مرضى وهن العظام في المملكة العربية السعودية نسبة عالية من
الأسر المخصصة لعلاج أمراض العظام في المستشفيات، مكلفا مبالغ باهظة
من المال للعلاج عن المعاناة الشخصية.
إن تطور مرض وهن العظام ينذر بالخطر، ففي كل سنة تزداد نسبة
العظام المتكسرة نتيجة الوهن خمس مرات عما كانت عليه في الستينات.
كان يعتقد في السابق أن وهن العظام والكسور الناتجة عنه قصر على كبار
السن، وأنها نتيجة طبيعية لتقدم العمر، لكن البحوث الطبية الحديثة أظهرت أن
أعمار المعانين ممكن أن تبدأ من الخمسين عاما، ووجد كذلك في أعمار أقل
وخاصة عند قلة استهلاك الكالسيوم وتكرر الحمل والولادة عند النساء.
يصيب وهن العظام جميع الأجناس وليس قصرا على شعب دون آخر،
لكنه أكثر لدى البيض والآسيويين مقارنة بأصحاب البشرة السوداء، ويمكن أن
يكون ذلك بسبب أن السود يحصلون على معدلات أعلى لكتلة العظم مقارنة
بالشعوب البيضاء والآسيويين.
تتعرض امرأة من كل اثنتين فوق الخمسين للإصابة بكسر ناتج عن
وهن العظام، بينما تنخفض هذه النسبة بين الرجال فيصاب واحد من كل أربعة رجال.
إن وهن العظام هو أكثر انتشارا بين النساء مقارنة بالرجال، فلكل رجل
مصاب بالوهن هناك أربعة نساء في المقابل مصابات بهذه المشكلة، كما أن
نسبة حدوث الكسور هي 1:7 ( النساء : الرجال ) بالنسبة لكسور الفقرات،
1:1.5 لكسور الرسغ و 1:2 بالنسبة لكسور الورك.
إن زيادة تعرض النساء لوهن العظام مقارنة بالرجال يمكن تفسيرها بالتالي:
– كتلة العظام تكون في العادة أقل عند النساء مقارنة بالرجال.
– تعيش النساء عادة أطول من الرجال.
– تتناول النساء عادة غذاء يحتوي كميات أقل من الكالسيوم مقارنة بالرجال
أقسام وهن العظام
يمكن تقسيم وهن العظام إلى أولي وثانوي:
وهن العظام الأولي:
يحصل عندما يفقد العظم جزءا كبيرا من كتلته دون وجود أمراض أخرى
مزمنة، وهذا الوهن يحصل بسبب تأثير التقدم بالعمر ونقص مستوى
الهرمونات الجنسية. ولذلك فإن النساء بعد اليأس أو اللاتي توقف الطمث
لديهم مبكرا لأي سبب يكن عرضة لهذا النوع من وهن العظام، كما أن قلة
الحركة وقلة استهلاك الكالسيوم والمكوث في السرير لفترة طويلة
والتدخين وشرب الخمور لهم دور كبير في حدوث الوهن.
وهن العظام الثانوي:
ويحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تؤدي لتسارع فقد
كتلة العظم، مثل:
– فرط إفراز الغدة الدرقية.
– فرط إفراز الغدة الدرقية
– الإصابة ببعض الأورام السرطانية.
– الفشل الكلوي.
– بعض أمراض الأنسجة الضامة.
– بعض أمراض الجهاز الهضمي.
– داء السكري.
– استعمال بعض العقاقير الطبية كالستيرويد والثايرروكسين وأدوية الصرع.