تقرير , بحث عن نازك الملائكه
تقرير , بحث عن نازك الملائكه
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين.الذي أنزل كتابه المبين. على رسوله الصادق الأمين, فشرح به صدور عباده المتقين, وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, وخاتم الأنبياء والمرسلين ، القائل من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
أما بعد:
يسعدني بأن أتقدم بهذا البحث المتواضع بعنوان ( نازك الملائكة الشاعرة العراقية الكبيرة ) ؛ لكي أقدم نبذة مختصرة عنها ، و سأكتب في التقرير عن طفولتها و بعض قصائدها و كتاباتها و نهايتها المحزنة و ماذا كتب الكتاب عنها .. و أدعو الله أن يوفقني في بحثي هذا
الموضوع :
• طفولة نازك الملائكة :
ولدت الشاعرة نازك الملائكة في بغداد عام 1923م ، ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة ، فتربَّت على الأدب وهُيئتْ لها أسباب الثقافة . وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها . عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .
تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا . (1)
• بعض قصائدها و كتاباتها :
لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي:
عاشقة الليل ، شظايا ورماد$ ، قرار الموجة ، شجرة القمر، مأساة الحياة وأغنية الإنسان ، يغير ألوانه البحر، وللصلاة والثورة.
ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء. (2)
(1) د . عبد الله أحمد المهنا – نازك الملائكة : دراسات في الشعر و الشاعرة – دار العاصمة – ص 22
(2) عبد الجبار داود البصري – نازك الملائكة : الشعر و النظرية – دار القلم – ص 54
في أحد الأيام تلقت الشاعرة بطاقة تهنئة بعيد الفطر، عليها صورة لمسجد قبة الصخرة بالقدس , فقالت هذه الرائعة التي تعد من أواخر نتاجها.
يا قبةَ الصخرهْ يا وردُ، يا ابتهال، يا حضرهْ ويا هدى تسبيحة علوية النبرهْ يا صلوات عذبة الأصداءْ جاشت بها الأبهاءْ يا حرقة المجهول، يا تطلُّعَ الإنسان للسماءْ يا وَلهَ الركوع"؛ يا طُهْرَهْ يا وردة الخشوع، يا نداه، يا عطرهْ يا مسجداً أسْكَتَ تسبيحاته صهيونْ من أجل حلْم وقحٍ مجنونْ كبَّلَ في أرجائه الصلاة والخضرهْ ولوّث التاريخ والفكرهْ .(1)
• نهايتها المحزنة :
في تاريخ 9 يونيو2017م وجه الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس وزرائه نوري المالكي، بمتابعة الحالة الصحية للشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة التي ترقد في مستشفى بالقاهرة، بعد نداء وجهه عدد من المثقفين العراقيين إلى الحكومة العراقية لرعاية الشاعرة العراقية الرائدة التي تعاني من مرض عضال منذ فترة طويلة. و أجرى مدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور طارق نجم عبد الله اتصالاً هاتفيا مع نجل السيدة نازك الملائكة للاطمئنان على صحة والدته، وأبلغ مدير المكتب نجل الشاعرة الكبيرة استعداد رئيس الوزراء تقديم كل أنواع المساعدة للسيدة نازك الملائكة التي تعد أحد أبرز شعراء العراق المعاصرين . وأعرب الدكتور براق عن شكره لأهتمام رئيس الوزراء بصحة والدته. وكانت الملائكة قد تدهورت صحتها مؤخرا وعولجت لفترة في فبراير في مستشفى القصر العيني بالقاهرة، ورافقها نجلها آنذاك، كما أهاب سابقا المشاركون في الندوة الاستذكارية التي أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن الشاعرة، برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ووزارة الثقافة لرعاية علاج السيدة نازك الملائكة . و في يوم الأربعاء 20 يونيو 2022ميلادي ، توفيت الشاعرة نازك الملائكة بمستشفى في العاصمة المصرية عن 84 عاما إثر هبوط حاد في الدورة الدموية. (2)
سكَنَ الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كلِّ فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ (3)
(1) نازك الملائكة – ديوان نازك الملائكة المجلد الثاني – دار العودة – ص 173
(2) جريدة (الزمان) – العدد – 1926- التاريخ20 يونيو 2022 – ص 3
(3) نازك الملائكة – ديوان نازك الملائكة المجلد الثاني – دار العودة – ص 138
• ماذا كتب الكتاب عنها :
كتب العديد من الكتاب عنها مثل :
نازك الملائكة شاعرة عراقية سامقة من جيل الحداثة العربية الرائعة الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية ، ولقد غدا اسم نازك رمزا عراقيا شهيرا معاصرا للشعر العربي الحديث، وهو يكشف عن ثقافة عميقة الجذور لجماعة ذكية وعريقة تقطن منذ آلاف السنين في واد كله زرع وضرع في ما بين النهرين الخالدين . وتكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث الذي اسموه بـ " الشعر الحر " ، بالرغم من إن تقاسما مشتركا في مسألة "الريادة" بينها وبين زميلها الشاعر بدر شاكر السياب، وهي نفسها تصرعلى سبقها إياه عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" العام 1947 أما الثاني – في رأيها – فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها . ولست هنا في معرض لمثل هذه الجدالية التي استمرت أكثر من نصف قرن …. الخ (1)
وكانت نازك الملائكة سمراء نحيلة الجسم ، سوداء الشعر والعينين لا تعني بهندامها وكانت جدية منذ طفولتها تكره المزاح ويؤذيها أن تعاقب مهما كان العقاب شاملاً لسواها . وكانت تحس بأنها تكره المدرسة من أجل الحساب . مع أنها تستطيع جيداً أن تفهم اللغة العربية والتاريخ والدين والجغرافيا .. .. ولكنها لا تستطيع أن تصطلح مع الحساب . وقد طبعت حياتها وهي صغيرة بطابع من الكآبة والقلق وعدم الثقة بالنفس .. ونازك في الصف الرابع وقد بدأت مظاهر الرومانسية والخيال والشعر تبدو عليها بوضوح .. .. فهي منعزلة خجول تحب المطالعة ، وتحلم كثيراً ، ثم أن صحتها ضعيفة ، وهي دائماً مزكومة ….الخ (2)
الخاتمة :
عرضت في هذا التقرير موجز لحياة نازك الملائكة وكتاباتها و ماذا كتب عنها ..
و أتمنى أن يستفيد كل قارئ و كاتب من حياة هذه الشاعرة الكبيرة ، وأن يكون مثلها متعلما محبا للعلم و الدراسة ، و يكون طالبا مثابرا و باحثا عن العلم و التعلم ..
المراجع :
1. نازك الملائكة : دراسات في الشعر و الشاعرة .
2. نازك الملائكة : الشعر و النظرية .
3. ديوان نازك الملائكة .
4. جريدة (الزمان) .
5. نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية .
6.معهدالإمارات التعليمي
________________________________
(1) د . عبد الله أحمد المهنا – نازك الملائكة : دراسات في الشعر و الشاعرة – دار العاصمة – ص 28
(2) د . سيار الجميل – نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية – دار الحياة – ص